Translations:Otuz Birinci Söz/320/ar

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden

    المثال الثاني:

    إذا ما ألّف شخص عليم كتابا معجِزا بحيث إن كلّ صحيفة منه تزخر بحقائق ما في مائة كتاب، كلّ سطر منه يحوي معانيَ لطيفةً لما في مائة صحيفة، كلّ كلمة منه تنطوي على حقائق ما في مائة سطر، وكلّ حرف منه يُعبّر عن معاني ما في مائة كلمة.. وكانت جميعُ معاني ذلك الكتاب وجميعُ حقائقه تشير إلى الكمالات المعنوية لذلك الكاتب البديع المعجز وتتوجه نحوها..

    فإذا كان الأمر هكذا، فلا ريب أن ذلك الكاتبَ المعجِز لا يترك كتابَه المعجِز هذا دون فائدة، ولا يغلق أبواب هذه الخزينة التي لا تنفَد، بل محال أن يدَعها معطلةً لا طائل وراءها.. لذا سيعلّم أفرادا معينين معاني ذلك الكتاب لئلا يبقى ذلك الكتابُ القيّم مهملا دون معنى.. ولتظهر كمالاتهُ المخفية، وتجد طريقَها إلى الكمال، ويُشاهد جمالَه المعنوي ليُحَبَّ ويُحَبِّبَ صاحبَه، أي إنه سيعلّم أحدا مفردات ذلك الكتاب، بجميع معانيه وحقائقه، ملقنا إياه درسا درسا من أول صحيفة فيه إلى آخر صحيفة، حتى يمنحه الشهادة عليه.