Translations:Otuz İkinci Söz/848/ar
ولنوضح ذلك بمثال: تصور وأنت تستشعر عجزَك وحاجتَك الشديدة إلى مَن يساعدك ويعينك لإنقاذ مَن تحنّ عليهم وتشفق على أوضاعهم من الأقارب والفقراء، وحتى المخلوقات الضعيفة المحتاجة، إذا بأحدهم يبرز في الميدان، ويُحسن لأولئك ويتفضل عليهم ويسبغ عليهم نِعَمه بما تريده وترغبه.. فكم تطيب نفسُك وكم ترتاح إلى اسمه «المنعم» و«الكريم».. وكم تنبسط أساريرُك وتنشرح من هذين الاسمين، بل كم يأخذ ذلك الشخص من إعجابك وتقديرك، وكم تتوجه إليه بالحب بذينك الاسمَين والعنوانَين!.
ففي ضوء هذا المثال تدبّر في اسمين فقط من الأسماء الحسنى وهما: «الرحمن» و«الرحيم» تجد أن جميع المؤمنين من الآباء والأجداد السالفين وجميعَ الأحبة والأقارب والأصدقاء، هؤلاء الذين تحبهم وتحن إليهم وتشفق عليهم، يُنعَمون في الدنيا بأنواعٍ من النعم اللذيذة، ثم يُسعَدون في الآخرة بما لذّ وطاب من النعم، بل يزيدهم سبحانه وهو الرحمن الرحيم سعادةً ونعيما بلقاء بعضهم بعضا وبرؤية الجمال السرمدي هناك.. فكم يكون اسما «الرحمن» و«الرحيم» جديرَين إذن بالمحبة؟ وكم تكون روح الإنسان توّاقة إليهما؟ قس بنفسك ذلك لتدرك مدى صواب قولنا: الحمد لله على رحمانيته ورحيميته.