Translations:Otuzuncu Söz/294/ar
ثم إن الخالق الحكيم سبحانه لا يسرف في شيء قط، ولا يعمل عبثا مطلقا، إذ يستعمل حتى الأنقاض المادية للمخلوقات الميتة -التي انتهت مهماتُها- في الخريف، في بناء مخلوقاتٍ جديدة في الربيع. لذا، فمن مقتضى الحكمة الإلهية، أدراجُ هذه الذرات الأرضية الجامدة، وغيرِ الشاعرة، والتي أنجزت وظائفَ جليلةً في الأرض في قسم من أبنية الآخرة التي هي حية وذاتُ شعور بكلِّ ما فيها، بأحجارِها وأشجارِها بدلالة الآية الكريمة: ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْاَرْضُ غَيْرَ الْاَرْضِ ﴾ (إبراهيم:٤٨) وبإشارة الآية الكريمة: ﴿ وَاِنَّ الدَّارَ الْاٰخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُۢ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ (العنكبوت:٦٤) ولأن تركَ ذراتِ الدنيا المتهدمة في الدنيا نفسِها، أو رميَها إلى العدم إسراف وعبث.
من هذه الحقيقة ينكشف طرف من قانون عظيم هو: «قانون الحكمة».