Translations:Yirmi Dördüncü Söz/293/ar
أن الدين امتحان واختبار، يميّز الأرواحَ العالية من الأرواح السافلة؛ لذا يبحث في الحوادث التي سيشهدها الناسُ في المستقبل بصيغة ليست مجهولةً ومُبهمة إلى حد استعصاء فهمِها، وليست واضحةً وضوحَ البداهة التي لا مناص من تصديقها، بل يعرضها عرضا منفتحا على العقول، لا يُعجزها، ولا يسلب منها القدرةَ على الاختيار. فلو ظهرت علامة من علامات الساعة بوضوح كوضوح البديهيات، واضطر الناسُ إلى التصديق، لتساوى عندئذ استعداد فطري كالفحم في خساسته مع استعداد فطري آخر كالألماس في نفاسته، ولضاع سرُّ التكليف وضاعت نتيجةُ الامتحان سدى.
فلأجل هذا ظهرت اختلافات كثيرة في مسائل عديدة، كمسائل المهدي ([1]) والسفياني ([2]) وصدرت أحكام متضاربة لكثرة الاختلاف في الروايات.
- ↑ انظر: مسلم، الإيمان ٢٤٧؛ الترمذي، الفتن ٥٣؛ أبو داود، المهدي، ٤، ٦ ،٧؛ ابن ماجه، الفتن، ٢٥، ٣٤؛ أحمد بن حنبل، المسند ٩٩/١. قال الشوكاني في التوضيح: والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثا فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضا لها حكم الرفع، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك. اهـ (الإذاعة لمحمد صديق حسن خان ١١٣ - ١١٤).
- ↑ انظر: الحاكم في المستدرك ٤/٥٢٠ والسيوطي في اللآلئ ٢/٣٨٨ والإسفرايني ٢/٧٥. والبداية والنهاية لابن كثير وتذكرة القرطبي.