Translations:Yirmi Dördüncü Söz/309/ar

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden

    أن الذين فَسّروا تلك الأحاديث الشريفة قد أدمجوا استنباطاتهم واجتهاداتهم الشخصية مع متن الحديث. كتفسيرهم أن وقائع المهدي وأحداث الدجال تقع حول الشام و البصرة و الكوفة حسب تصورهم؛ إذ كانت تلك المدن تقع حول مركز الخلافة يومئذ في المدينة المنورة والشام.

    أو أنهم فَسروا تلك الأحاديث بأن الآثار العظيمة التي تمثّل الشخصيةَ المعنوية لأولئك الأشخاص أو تقوم بها جماعاتُهم، تصوّروها ناشئةً من شخصيتهم الذاتية الفردية، مما أدى إلى أن يُفهم أن هؤلاء الأشخاص سيظهرون ظهورا خارقا للعادة، فيعرفهم جميعُ الناس، والحال -كما قلنا- أن الدنيا ميدان اختبار وامتحان، وأن الله تعالى عندما يختبر الإنسان لا يسلب منه الاختيارَ بل يفتح الباب أمام عقله؛ لذا فهؤلاء الأشخاص -أي الدجال والمهدي- لا يُعرفون من قِبَل كثير من الناس عند ظهورهم، بل لا يَعرف ذلك الدجال الرهيب نفسَه أنّه دجال بادئ الأمر، وإنما يعرفهم مَن ينظر إليهم بنور الإيمان النافذ إلى الأعماق.