Translations:Yirmi İkinci Söz/376/ar
وهكذا الأمر في الصنعة المبدعة المبرّأة من النقص والفطور في الآثار المشهودة في العالم، وفي هذه الموجودات المنتظمة في الكون، التي لفتت إليها الأنظارَ الآيةُ الكريمة: ﴿ هَلْ تَرٰى مِنْ فُطُورٍ ﴾ (الملك:٣)، فهي تدل بالمشاهدة على كمالِ الأفعال لمؤثّرٍ ذي قدرة مطلقة، وكمالُ الأفعال ذاك يدل بالبداهة على كمال أسماء الفاعل ذي الجلال، وذلك الكمالُ يدل ويشهد بالضرورة على كمالِ صفاتِ مسمّى ذي جمال لتلك الأسماء، وكمالُ الصفات ذاك يدل ويشهد يقينا على كمال موصوف ذي كمال، وكمالُ الشؤون ذاك يدل بحق اليقين على كمال ذاتٍ مقدسة ذات شؤون، دلالةً واضحة بحيث إن ما في الكون من أنواع الكمالات المشاهَدة ليس إلّا ظلا ضعيفا منطفئا -ولله المثل الأعلى- بالنسبة لآيات كمالِه ورموز جلاله وإشارات جماله سبحانه وتعالى.