Translations:On Dokuzuncu Mektup/59/ar
نعم، إنَّ علماء علم الحديث ونُقّاده قد تخصصوا في هذا الفن إلى درجة أنهم اكتسبوا مَلَكَةً في معرفة سموِّ كلام الرسول ﷺ وبلاغةِ تعابيره، وطراز إفادته، فأصبحوا قادرين على تمييزه عن غيره، بحيث لو رأوا حديثاً موضوعاً بين مائةٍ من الأحاديث لرفضوه قائلين: هذا موضوعٌ!. هذا لا يمكن أن يكون حديثاً شريفاً! فقد أصبحوا كالصيارفة البارعين الأصلاء يعرفون جوهرَ الحديث النبوي من الدخيل فيه.
بيد أن قسماً من المحققين قد أَفرط في نقد الحديث كـ«ابن الجوزي» الذي حكَم على أحاديـثَ صحيحة بالوضـع. ([1]) علماً أن «الموضوع» يعنـي: أن هذا الـكـلام ليـس بـكـلام الـرسول ﷺ، ولا يـعـنـي أنـه بـاطل وكلام فـاسـد.
- ↑ راجع أقوال الأئمة الحفاظ كالسيوطي والسخاوي وابن صلاح وابن تيمية واللكنوي وغيرهم حول إفراط ابن الجوزي في كتابه «الموضوعات» وتحامله فيه تحاملاً كثيراً حتى إنه أدرج فيه كثيراً من الأحاديث الصحيحة، في كتاب: (الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة لعبد الحي اللكنوي وتحقيق عبد الفتاح أبو غدة) في الصفحات: ٨٠، ١٢٠، ١٦٣، ١٧٠ وكذا في كتاب (الرفع والتكميل ص ٥٠-٥١).