Translations:Otuzuncu Lem'a/192/ar
نعم، فما دامت «الحياة» هي حكمة خلق الكائنات، وأهمُ نتيجتها وخميرتها، فلا تنحصر تلك الحقيقة السامية في هذه الحياة الدنيا الفانية القصيرة الناقصة المؤلمة، بل إنَّ غاية شجرة الحياة ونتيجتَها وثمرتها -والتي فُهِم عظمتُها وماهيتها بالخواص التسع والعشرين- ما هي إلّا الحياة الأبدية والآخرة والحياة الحية بحجرها وترابها وشجرها في دار السعادة الخالدة. وإلّا يلزم أن تظل شجرةُ الحياة المجَهّزة بهذه الأجهزة الغزيرة المتنوعة في ذوي الشعور -ولاسيما الإنسان- دون ثمر ولا فائدة، ولا حقيقة. ولظل الإنسانُ تعساً وشقياً وذليلاً وأحطّ من العصفور بعشرين درجة -بالنسبة لسعادة الحياة- مع أنه أسمى مخلوق، وأكرمُ ذوي الحياة وأرفع من العصفور بعشرين درجة، من حيث الأجهزة ورأس مال الحياة.
بل يصبح العقل الذي هو أثمنُ نعمةٍ بلاءً ومصيبة على الإنسان بتفكره في أحزان الزمان الغابر ومخاوف المستقبل فيعذّب قلبَ الإنسان دائماً معكراً صفو لذةٍ واحدة بتسعة آلام!. ولا شك أن هذا باطل مائة في المائة.