Translations:On Dördüncü Lem'a/74/ar
فيا أيها الإنسان عُدْ إلى رشدك! أوَ يمكن ألّا يعلم بك وألّا يراك هذا الربُّ الرحيم، وهو الذي دفع المخلوقات لمعاونتك ملبيةً جميع حاجاتك؟
فما دام سبحانه يَعلمُ بك ويُعلِمُك بعلمهِ هذا بإسباغ رحمته عليك، فما عليك إلّا بذل الجهد لمعرفته، والسعي لإظهار معرفتك له بتوقير أوامره.
واعلم يقيناً أنه ليست إلّا حقيقةُ الرحمة الإلهية -التي تسع الحكمةَ والعناية والعلمَ والقدرة- قد سخَّرتْ لك هذه الكائنات، وجَعَلَتها طوع إرادتك، وأنت المخلوق الضعيف الصغير العاجز الفقير الفاني.
فرحمةٌ عظيمة إلى هذا الحد، واسعةٌ إلى هذا القدر.. لاشك أنها تطلب منك شكراً كلياً خالصاً، وتعظيماً لا يَشوبُه شيءٌ.
فاعلم أنه لا يُترجم لك ذلك الشكرَ الكلي والتعظيم الخالص إلّا ﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾. فقله، واتخذه وسيلةً لبلوغك تلك الرحمة الواسعة، واجعله شفيعاً لك لدى الرحمن الرحيم.