Translations:On Yedinci Lem'a/32/ar

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden

    أيتها النفس الأمّارة للبشرية! تأملي في هذا المثال وافهمي منه إلى أين تسوقين البشرية:

    هَبْ أنَّ أمامنا طريقين، فسلكنا أحدهما، وإذا بنا نرى في كل خطوة نخطوها في الطريق الأول، مساكين عَجَزة يهجم عليهم الظالمون، يغصبون أموالهم ومتاعهم، يخرّبون بيوتهم وأكواخهم، بل قد يجرحونهم جرحاً بليغاً تكاد السماء تبكي على حالتهم المفجعة. فأينما يُمدّ النظر تُرى الحالة نفسها فلا يُسمع في هذا الطريق إلّا ضوضاءُ الظالمين وصَخبَهم، وأنينُ المظلومين ونُواحهم، فكأن مأتماً عاماً قد خيّم على الطريق.

    ولما كان الإنسان -بمقتضى إنسانيته- يتألّم بألم الآخرين، فلا يستطيع أن يتحمل ما يراه في هذا الطريق من ألم غير محدود، إذ الوجدانُ لا يطيق ألماً إلى هذا الحد، لذا يضطر سالك هذا الطريق إلى أحد أمرين: إما أن يتجرد من إنسانيته، ويحمل قلباً قاسياً غارقاً في منتهى الوحشة لا يتألم بهلاك الجميع طالما هو سالم معافىً، أو يُبطل ما يقتضيه القلبُ والعقلُ!.