40.857
düzenleme
Değişiklik özeti yok |
(Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor) |
||
614. satır: | 614. satır: | ||
وإذا افتُرضَ المُحالُ، وهو أنَّ السلطانَ السَّرمدِيَّ -الذي يُديرُ هذه الأمورَ، ويُغيِّرُ هؤلاءِ الضيوفَ والمستضافاتِ باستِمرارٍ- ليستْ لهُ منازِلُ دائِمةٌ ولا أماكِنُ راقيةٌ سامِيةٌ ولا مَقاماتٌ ثابتةٌ ولا مساكنُ باقِيةٌ ولا رَعايَا خالِدُون، ولا عِبادٌ سُعداءُ في مملكتِه الخالدةِ؛ يَلزَمُ عِندَئذٍ إنكارُ الحقائقِ الأربعةِ: «الحِكمة والعَدالَة والعِنايَة والرَّحمَة» التي هِي عَناصِرُ معنوِيةٌ قوِيّةٌ شامِلةٌ، كالنورِ والهواءِ والماءِ والتُّرابِ، وإنكارُ وجودِها الظاهِرِ ظهورَ تلك العناصِرِ، لأنه من المعلومِ أنَّ هذه الدنيا وما فيها لا تَفِي لظُهورِ تلكَ الحقائِقِ، فَلوْ لم يكن هناكَ في مكانٍ آخرَ ما هو أهلٌ لها، فيَجبُ إنكارُ هذه الحِكمةِ الموجودَةِ في كلِّ شيءٍ أمامَنا -بجُنونِ من يُنكِرُ الشمسَ التي يَملأُ نورُها النهارَ- وإنكارُ هذه العنايَةِ التي نُشاهِدُها دائما في أنفسِنا وفي أغلبِ الأشياء.. | وإذا افتُرضَ المُحالُ، وهو أنَّ السلطانَ السَّرمدِيَّ -الذي يُديرُ هذه الأمورَ، ويُغيِّرُ هؤلاءِ الضيوفَ والمستضافاتِ باستِمرارٍ- ليستْ لهُ منازِلُ دائِمةٌ ولا أماكِنُ راقيةٌ سامِيةٌ ولا مَقاماتٌ ثابتةٌ ولا مساكنُ باقِيةٌ ولا رَعايَا خالِدُون، ولا عِبادٌ سُعداءُ في مملكتِه الخالدةِ؛ يَلزَمُ عِندَئذٍ إنكارُ الحقائقِ الأربعةِ: «الحِكمة والعَدالَة والعِنايَة والرَّحمَة» التي هِي عَناصِرُ معنوِيةٌ قوِيّةٌ شامِلةٌ، كالنورِ والهواءِ والماءِ والتُّرابِ، وإنكارُ وجودِها الظاهِرِ ظهورَ تلك العناصِرِ، لأنه من المعلومِ أنَّ هذه الدنيا وما فيها لا تَفِي لظُهورِ تلكَ الحقائِقِ، فَلوْ لم يكن هناكَ في مكانٍ آخرَ ما هو أهلٌ لها، فيَجبُ إنكارُ هذه الحِكمةِ الموجودَةِ في كلِّ شيءٍ أمامَنا -بجُنونِ من يُنكِرُ الشمسَ التي يَملأُ نورُها النهارَ- وإنكارُ هذه العنايَةِ التي نُشاهِدُها دائما في أنفسِنا وفي أغلبِ الأشياء.. | ||
<div class="mw-translate-fuzzy"> | |||
وإنكارُ هذه العدالةِ الجليَّةِ الظاهِرةِ الأماراتِ..(<ref> | وإنكارُ هذه العدالةِ الجليَّةِ الظاهِرةِ الأماراتِ..(<ref> | ||
نعم، إنَّ العدالةَ شِقّانِ أحدُهُما إيجابيّ، والآخرُ سَلبِيّ: أما الإيجابيُّ فهو: إعطاءُ كلِّ ذي حقٍ حَقَّهُ؛ فهذا القِسمُ من العدالةِ مُـحيطٌ وشامِلٌ لكلِّ ما في هذه الدنيا لدرجةِ البداهَةِ، فكما أثبتنا في «الحقيقة الثالثة» بأنَّ ما يطلُبُه كلُّ شيءٍ وما هو ضَرورِيٌّ لوجودِه وإدامَةِ حياتِه، تلك المطالِبُ التي يطلُبُها بلسان استِعدادِه وبِلُغةِ حاجاتِه الفطريَّةِ وبلسانِ اضطرارِهِ من الفاطرِ ذي الجلالِ تَأتِيهِ بميزانٍ خاصٍ دَقِيـقٍ، وبمعايِيرَ ومقايِيسَ مُعيَّنةٍ، أي إن هذا القِسمَ من العَدالةِ ظاهرٌ ظهورَ الوجودِ والحياةِ؛ وأما القِسمُ السَّلبيّ فهو: تأديبُ غيرِ المحِقِّين، أي إحقاقُ الحقِّ بإنزالِ الجزاءِ والعذابِ عليهم، | نعم، إنَّ العدالةَ شِقّانِ أحدُهُما إيجابيّ، والآخرُ سَلبِيّ: أما الإيجابيُّ فهو: إعطاءُ كلِّ ذي حقٍ حَقَّهُ؛ فهذا القِسمُ من العدالةِ مُـحيطٌ وشامِلٌ لكلِّ ما في هذه الدنيا لدرجةِ البداهَةِ، فكما أثبتنا في «الحقيقة الثالثة» بأنَّ ما يطلُبُه كلُّ شيءٍ وما هو ضَرورِيٌّ لوجودِه وإدامَةِ حياتِه، تلك المطالِبُ التي يطلُبُها بلسان استِعدادِه وبِلُغةِ حاجاتِه الفطريَّةِ وبلسانِ اضطرارِهِ من الفاطرِ ذي الجلالِ تَأتِيهِ بميزانٍ خاصٍ دَقِيـقٍ، وبمعايِيرَ ومقايِيسَ مُعيَّنةٍ، أي إن هذا القِسمَ من العَدالةِ ظاهرٌ ظهورَ الوجودِ والحياةِ؛ وأما القِسمُ السَّلبيّ فهو: تأديبُ غيرِ المحِقِّين، أي إحقاقُ الحقِّ بإنزالِ الجزاءِ والعذابِ عليهم، | ||
<br> | <br> | ||
فهذا القِسمُ وإن كان لا يَظهَرُ بجلاءٍ في هذه الدنيا إلّا أن هنالك إشاراتٍ وأماراتٍ تدل على هذه الحقيقةِ؛ خذ مثلا سَوْطَ العذابِ وصَفعاتِ التأديبِ التي نَزلتْ بقوم عادٍ وثَمودَ بل بالأقوام المتمرِّدَةِ في عصرنا هذا، مما يُظهِرُ بالحدْسِ القَطعِيِّ هَيمَنةَ العدالةِ الساميةِ وسِيادَتَها. (المؤلف). | فهذا القِسمُ وإن كان لا يَظهَرُ بجلاءٍ في هذه الدنيا إلّا أن هنالك إشاراتٍ وأماراتٍ تدل على هذه الحقيقةِ؛ خذ مثلا سَوْطَ العذابِ وصَفعاتِ التأديبِ التي نَزلتْ بقوم عادٍ وثَمودَ بل بالأقوام المتمرِّدَةِ في عصرنا هذا، مما يُظهِرُ بالحدْسِ القَطعِيِّ هَيمَنةَ العدالةِ الساميةِ وسِيادَتَها. (المؤلف). | ||
</ref>) وإنكارُ هذه الرَّحمةِ التي نراها في كلِّ مكان.. وكذلك يَلزَمُ أن يُعتبَرَ صاحبُ ما نراهُ من الإجراءاتِ الحكِيمةِ والأفعالِ الكريمةِ، والآلاءِ الرَّحِيمةِ -حاشَ لله ثُمَّ حاشَ لله- لاهيًا لاعِبا ظَالِما غدَّارا تعالى الله عن ذلك عُلوا كبيرا، وما هذا إلَّا انقِلابُ الحقائِقِ بأضْدادِها، وهو مُنتهَى المُحال، حتى السُّوفسطائيُّون الذين ينكرون وجودَ كلِّ شيءٍ حتى وُجودَ أنفسِهم لا يَدنُون إلى تَصوُّرِ هذا المُحالِ بسهولَةٍ. | </ref>) وإنكارُ هذه الرَّحمةِ التي نراها في كلِّ مكان.. وكذلك يَلزَمُ أن يُعتبَرَ صاحبُ ما نراهُ من الإجراءاتِ الحكِيمةِ والأفعالِ الكريمةِ، والآلاءِ الرَّحِيمةِ -حاشَ لله ثُمَّ حاشَ لله- لاهيًا لاعِبا ظَالِما غدَّارا تعالى الله عن ذلك عُلوا كبيرا، وما هذا إلَّا انقِلابُ الحقائِقِ بأضْدادِها، وهو مُنتهَى المُحال، حتى السُّوفسطائيُّون الذين ينكرون وجودَ كلِّ شيءٍ حتى وُجودَ أنفسِهم لا يَدنُون إلى تَصوُّرِ هذا المُحالِ بسهولَةٍ. | ||
</div> | |||
والخلاصة: أنه لَيستْ هناك علاقةٌ أو مُناسَبةٌ بين ما يُشاهَدُ في شؤونِ العالمِ من تَجمعاتٍ واسِعةٍ للحياةِ، وافتراقاتٍ سَريعةٍ للموتٍ، وتَكتُّلاتٍ ضَخمةٍ، وتَشتُّتاتٍ سريعةٍ، واحتِفالاتٍ هائلةٍ، وتَجلِّياتٍ رائِعةٍ.. وبينَ ما هو معلومٌ لدينا من نَتائِجَ جُزئيةٍ، وغاياتٍ تافِهةٍ مُؤقَّتةٍ، وفَترةٍ قَصيرةٍ تعودُ إلى الدنيا الفانيةِ؛ لذا فالرَّبطُ بينهُما بعلاقةٍ، أو إيجادِ مُناسَبةٍ، لا يَنسجِمُ مع عَقلٍ ولا يتوافقُ مع حكمةٍ، إذ يُشبِه ذلك رَبْطَ حِكَمٍ هائلةٍ وغَاياتٍ عظيمةٍ كالجبلِ بحصاةٍ صَغيرةٍ جدا، ورَبْطَ غايةٍ تافهةٍ جُزئيةٍ مُؤقتَةٍ بحجمِ الحَصاةِ بجبلٍ عَظيمٍ!! | والخلاصة: أنه لَيستْ هناك علاقةٌ أو مُناسَبةٌ بين ما يُشاهَدُ في شؤونِ العالمِ من تَجمعاتٍ واسِعةٍ للحياةِ، وافتراقاتٍ سَريعةٍ للموتٍ، وتَكتُّلاتٍ ضَخمةٍ، وتَشتُّتاتٍ سريعةٍ، واحتِفالاتٍ هائلةٍ، وتَجلِّياتٍ رائِعةٍ.. وبينَ ما هو معلومٌ لدينا من نَتائِجَ جُزئيةٍ، وغاياتٍ تافِهةٍ مُؤقَّتةٍ، وفَترةٍ قَصيرةٍ تعودُ إلى الدنيا الفانيةِ؛ لذا فالرَّبطُ بينهُما بعلاقةٍ، أو إيجادِ مُناسَبةٍ، لا يَنسجِمُ مع عَقلٍ ولا يتوافقُ مع حكمةٍ، إذ يُشبِه ذلك رَبْطَ حِكَمٍ هائلةٍ وغَاياتٍ عظيمةٍ كالجبلِ بحصاةٍ صَغيرةٍ جدا، ورَبْطَ غايةٍ تافهةٍ جُزئيةٍ مُؤقتَةٍ بحجمِ الحَصاةِ بجبلٍ عَظيمٍ!! |
düzenleme