40.857
düzenleme
("فما أحوجَ رُوحَ البشرِ العاجِزةَ الضعيفَةَ الفقيرةَ إلى حقائقِ العبادَةِ والتوكُّلِ، وإلى التَّوحيدِ والاستِسلامِ! وما أعظمَ ما يَنالُ منها من ربح وسَعادةٍ ونِعمةٍ! فمَن لم يَفقِدْ بصرَه كلِّيا يرَ ذلك ويُدرِكْهُ، إذ من المعلوم أن الطريقَ غيرَ الضَ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
(Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor) Etiketler: Mobil değişiklik Mobil ağ değişikliği |
||
(Bir diğer kullanıcıdan 10 ara revizyon gösterilmiyor) | |||
1. satır: | 1. satır: | ||
<languages/> | <languages/> | ||
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ | بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ | ||
15. satır: | 13. satır: | ||
وبعدَ سماعِ هذَينِ الجنديَّينِ كلامَ ذلك الرجلِ الدَّليلِ، سلكَ المحظوظُ السَّعيدُ الطريقَ الأيمنَ، ومضى في دربِه حاملًا على ظهره وكَتِفه رَطلًا من الأثقال إلّا أنّ قلبَه وروحَه قد تخلَّصا من آلافِ الأرطالِ من ثِقَل المِنَّة والخوفِ؛ | وبعدَ سماعِ هذَينِ الجنديَّينِ كلامَ ذلك الرجلِ الدَّليلِ، سلكَ المحظوظُ السَّعيدُ الطريقَ الأيمنَ، ومضى في دربِه حاملًا على ظهره وكَتِفه رَطلًا من الأثقال إلّا أنّ قلبَه وروحَه قد تخلَّصا من آلافِ الأرطالِ من ثِقَل المِنَّة والخوفِ؛ | ||
بينما الرجل الشَّقيُّ المنكُودُ الذي آثر تَرْكَ الجُندية ولم يُرِدِ الانتظامَ والالتزامَ، سلَكَ سبيلَ الشِّمالِ، فمع أن جسمَه قد تخلَّصَ من ثِقَلِ رطلٍ، إِلَّا أنَّ قلبَه ظلَّ يرزحُ تحتَ آلافِ الأرطال من المَنِّ والأذى، وانسَحقتْ روحُه تحتَ مخاوفَ لا يحصُرها الحدُّ، فمضى في سبيله مُستجدِيًا كلَّ شخصٍ، وَجِلا مُرتعشًا من كلِّ شيءٍ، خائفًا من كلِّ حادثة، إلى أنْ بَلغَ المحَلَّ المقصودَ، فلاقى هناك جزاءَ فِرارِه وعِصيانِه. | |||
أمَّا المسافرُ المتوجِّه نحوَ الطَّريقِ الأيمنِ -ذلك المحبُّ لنظامِ الجنديَّةِ والمحافظُ على حَقيبَتِه وسلاحِه- فقد سارَ مُنطلِقا مُرتاحَ القلبِ مطمئِنَّ الوِجْدانِ من دون أن يلتفتَ إلى مِنَّةِ أحدٍ أو يطمعَ فيها أو يخافَ من أحد، إلى أن بلغَ المدينةَ المقصُودةَ وهنالك وجدَ ثوابَه اللائقَ به كأيِّ جُنديٍّ شريفٍ أَنجزَ مُهمَّته بالحسنى. | أمَّا المسافرُ المتوجِّه نحوَ الطَّريقِ الأيمنِ -ذلك المحبُّ لنظامِ الجنديَّةِ والمحافظُ على حَقيبَتِه وسلاحِه- فقد سارَ مُنطلِقا مُرتاحَ القلبِ مطمئِنَّ الوِجْدانِ من دون أن يلتفتَ إلى مِنَّةِ أحدٍ أو يطمعَ فيها أو يخافَ من أحد، إلى أن بلغَ المدينةَ المقصُودةَ وهنالك وجدَ ثوابَه اللائقَ به كأيِّ جُنديٍّ شريفٍ أَنجزَ مُهمَّته بالحسنى. | ||
21. satır: | 19. satır: | ||
فيا أيتها النفسُ السَّادِرةُ السَّارِحةُ! اعلمي أنَّ ذينِك المسافرَين أحدهما أولئكَ المستَسلمونَ المطيعونَ للقانونِ الإلهي، والآخَرُ هم العصاةُ المتَّبِعونَ للأهواءِ؛ وأمَّا ذلك الطَّريقُ فهو طريقُ الحياةِ الذي يأتي من عالَم الأرواحِ ويمرُّ من القبر المؤدي إلى عالم الآخِرةِ، وأما تلك الحقِيبةُ والسِّلاحُ فهما العبادةُ والتَّقوَى، | فيا أيتها النفسُ السَّادِرةُ السَّارِحةُ! اعلمي أنَّ ذينِك المسافرَين أحدهما أولئكَ المستَسلمونَ المطيعونَ للقانونِ الإلهي، والآخَرُ هم العصاةُ المتَّبِعونَ للأهواءِ؛ وأمَّا ذلك الطَّريقُ فهو طريقُ الحياةِ الذي يأتي من عالَم الأرواحِ ويمرُّ من القبر المؤدي إلى عالم الآخِرةِ، وأما تلك الحقِيبةُ والسِّلاحُ فهما العبادةُ والتَّقوَى، | ||
فمهما يكُنْ للعبادَةِ من حِملٍ ثَقيلٍ ظاهرًا إلّا أنَّ لها في معناها راحةً وخِفَّةً عظيمَتينِ لا تُوصَفانِ، | |||
ذلك لأنَّ العابِدَ يقولُ في صَلاتِه «أَشهَدُ ألَّا إلهَ إلّا الله» أي لا خالقَ ولا رَازِقَ إلّا هو، النَّفعُ والضُّرُّ بيدِه، وإنه حكيمٌ لا يعملُ عبثا كما أنَّه رَحِيمٌ واسِعُ الرحمةِ والإحسانِ. | |||
فالمؤمِنُ يعتقِدُ بما يقولُ، لذا يجدُ في كلِّ شيء بابا يَنفتِحُ إلى خزائنِ الرحمةِ الإلهيةِ، فيَطرُقُه بالدعاء، ويرى أنَّ كلَّ شيءٍ مسخَّرٌ لأمرِ ربِّه، فيَلتَجِئُ إليه بالتَّضرُّعِ، ويتحصَّنُ أمام كلِّ مُصيبَةٍ مُستندا إلى التَّوكلِ، فَيمنحُه إيمانُه هذا الأمانَ التَّامَ والاطمئنانَ الكاملَ. | فالمؤمِنُ يعتقِدُ بما يقولُ، لذا يجدُ في كلِّ شيء بابا يَنفتِحُ إلى خزائنِ الرحمةِ الإلهيةِ، فيَطرُقُه بالدعاء، ويرى أنَّ كلَّ شيءٍ مسخَّرٌ لأمرِ ربِّه، فيَلتَجِئُ إليه بالتَّضرُّعِ، ويتحصَّنُ أمام كلِّ مُصيبَةٍ مُستندا إلى التَّوكلِ، فَيمنحُه إيمانُه هذا الأمانَ التَّامَ والاطمئنانَ الكاملَ. | ||
33. satır: | 31. satır: | ||
فما أحوجَ رُوحَ البشرِ العاجِزةَ الضعيفَةَ الفقيرةَ إلى حقائقِ العبادَةِ والتوكُّلِ، وإلى التَّوحيدِ والاستِسلامِ! وما أعظمَ ما يَنالُ منها من ربح وسَعادةٍ ونِعمةٍ! فمَن لم يَفقِدْ بصرَه كلِّيا يرَ ذلك ويُدرِكْهُ، إذ من المعلوم أن الطريقَ غيرَ الضَّارِّ يُرجَّحُ على الطريقِ الضَّارِ حتى لو كان الضَّررُ فيه احتمالًا واحدًا من عشَرةِ احتمالاتٍ؛ علما أن مسألتَنا هذه طريقُ العبُوديةِ، فمع كونِه عديمَ الضرر، فإنه يُعطِينا كنزًا للسعادةِ الأبديَّةِ باحتمال تِسعةٍ من عشَرةٍ، بينما طريقُ الفسقِ والسفاهةِ -باعترافِ الفاسِقِ نفسِه- فمع كونِه عديمَ النفعِ فإنه سَببُ الشقاءِ والهلاكِ الأبدِيَّيْنِ، مع يقينٍ للخُسرانِ وانعِدامِ الخيرِ بنسبةِ تسعةٍ من عشَرةٍ، وهذا الأمرُ ثابتٌ بشهادةِ ما لا يُحصَى من «أهلِ الاخْتصاصِ والإثباتِ» بدرجةِ التَّواترِ والإجماعِ، وهو يقينٌ جازِمٌ في ضوءِ إخبارِ أهلِ الذَّوقِ والكَشفِ. | فما أحوجَ رُوحَ البشرِ العاجِزةَ الضعيفَةَ الفقيرةَ إلى حقائقِ العبادَةِ والتوكُّلِ، وإلى التَّوحيدِ والاستِسلامِ! وما أعظمَ ما يَنالُ منها من ربح وسَعادةٍ ونِعمةٍ! فمَن لم يَفقِدْ بصرَه كلِّيا يرَ ذلك ويُدرِكْهُ، إذ من المعلوم أن الطريقَ غيرَ الضَّارِّ يُرجَّحُ على الطريقِ الضَّارِ حتى لو كان الضَّررُ فيه احتمالًا واحدًا من عشَرةِ احتمالاتٍ؛ علما أن مسألتَنا هذه طريقُ العبُوديةِ، فمع كونِه عديمَ الضرر، فإنه يُعطِينا كنزًا للسعادةِ الأبديَّةِ باحتمال تِسعةٍ من عشَرةٍ، بينما طريقُ الفسقِ والسفاهةِ -باعترافِ الفاسِقِ نفسِه- فمع كونِه عديمَ النفعِ فإنه سَببُ الشقاءِ والهلاكِ الأبدِيَّيْنِ، مع يقينٍ للخُسرانِ وانعِدامِ الخيرِ بنسبةِ تسعةٍ من عشَرةٍ، وهذا الأمرُ ثابتٌ بشهادةِ ما لا يُحصَى من «أهلِ الاخْتصاصِ والإثباتِ» بدرجةِ التَّواترِ والإجماعِ، وهو يقينٌ جازِمٌ في ضوءِ إخبارِ أهلِ الذَّوقِ والكَشفِ. | ||
نحصُل من هذا: أنَّ سعادةَ الدنيا أيضًا -كالآخرةِ- هي في العِبادَةِ وفي الجُنديَّةِ
الخالصةِ لله. | |||
فعلينا إذن أن نُردِّدَ دائما: «الحمدُ لله على الطاعةِ والتَّوفِيقِ» وأن نَشكرَه سبحانه وتعالى على أنَّنا مسلمونَ. | |||
------ | ------ | ||
<center> [[ | <center> ⇐ [[İkinci_Söz/ar|الكلمة الثانية]] | [[Sözler/ar|الكلمات]] | [[Dördüncü_Söz/ar|الكلمة الرابعة]] ⇒ </center> | ||
------ | ------ | ||
düzenleme