67.962
düzenleme
("﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُو۫تِىَ خَيْرًا كَث۪يرًا﴾ (البقرة:269)" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("أمّا العالِمُ المسلِمُ ، فما إن نظرَ إلى تلك الكِتابةِ البَديعَةِ حتى علِمَ أنَّه: كتابٌ مُبِينٌ وقُرآنٌ حكيمٌ؛ فلم يَصْرِفْ اهتِمامَه إلى زِينَتِه الظاهِرةِ، ولا أشْغلَ نفسَه بزَخارِفِ حُروفِه البديعِةِ، وإنَّما تَوجَّه كلِّيًا -وهو التَّوَّاقُ ل..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
20. satır: | 20. satır: | ||
ثم عرَضَ ذلك الحاكمُ العظيمُ، هذا القرآنَ البديعَ الكتابةِ، الرائعَ الجمالِ، على فَيلسُوفٍ أجنَبيٍّ وعلى عالِمٍ مُسلِمٍ، وأمَرَهُما: «ليَكتُبْ كلٌّ منكما كتابًا حَولَ حكمةِ هذا القرآنِ» مُلمِّحًا إلى اختِبارِهِما ليُكافِئَهُما. | ثم عرَضَ ذلك الحاكمُ العظيمُ، هذا القرآنَ البديعَ الكتابةِ، الرائعَ الجمالِ، على فَيلسُوفٍ أجنَبيٍّ وعلى عالِمٍ مُسلِمٍ، وأمَرَهُما: «ليَكتُبْ كلٌّ منكما كتابًا حَولَ حكمةِ هذا القرآنِ» مُلمِّحًا إلى اختِبارِهِما ليُكافِئَهُما. | ||
كتَبَ الفيلسوفُ كتابًا، وكَتَبَ العالِمُ المسلمُ كِتابًا؛ كان كتابُ الفيلسوفِ يَبحَثُ عن نقوشِ الحُروفِ وجمالِها، وعلاقةِ بعضِها ببعضٍ، وأوضاعِ كلٍّ منها، وخواصِّ جواهِرِها ومِيزاتِها وصفاتِها فحَسْبُ؛ ولم يتَعرَّضْ في كتابِه إلى معاني ذلك القرآنِ العظيمِ قطُّ، إذ إنَّه جاهِلٌ باللغةِ العَربيَّةِ جهلا مُطبِقًا، بل لم يُدرِك أنَّ ذلك القرآنَ البديعَ هو كتابٌ عظيمٌ تَنُمُّ حروفُه عن معانٍ جَليلةٍ، وإنَّما حَصَرَ نظرَه في رَوعَةِ حروفِه وجمالِها الخارِقِ؛ ومع هذا فهو مُهندِسٌ بارعٌ، ومُصوِّرٌ فنّانٌ، وكيميائيٌّ حاذِقٌ، وصائغٌ ماهِرٌ، لذا فقد كَتبَ كتابَه هذا وَفْقَ ما يُتقِنُه من مهاراتٍ ويُجيدُه من فُنونٍ. | |||
أمّا العالِمُ المسلِمُ ، فما إن نظرَ إلى تلك الكِتابةِ البَديعَةِ حتى علِمَ أنَّه: كتابٌ مُبِينٌ وقُرآنٌ حكيمٌ؛ فلم يَصْرِفْ اهتِمامَه إلى زِينَتِه الظاهِرةِ، ولا أشْغلَ نفسَه بزَخارِفِ حُروفِه البديعِةِ، وإنَّما تَوجَّه كلِّيًا -وهو التَّوَّاقُ للحقِّ- إلى ما هو أسمَى وأثمَنُ وألطَفُ وأشرَفُ وأنفَعُ وأشمَلُ ممّا انشَغلَ به الفيلسوفُ الأجنَبيُّ بمَلايِينِ الأضعافِ، فبحَثَ عما تحتَ تلك النقوشِ الجميلةِ من حقائقَ سامِيةٍ جليلةٍ وأسرارٍ نيِّرَةٍ بديعةٍ فكَتَبَ كتابَه تفسيرًا قيِّما لهذا القرآنِ الحكيمِ، فأجَادَ وأتقَنَ. | |||
قدَّمَ كلٌّ منهُما ما كَتبَه إلى الحاكمِ العظيمِ؛ تناولَ الحاكمُ أوَّلا مُؤلَّفَ الفيلسوفِ ونظَرَ إليهِ مَلِيًّا، فرأى أنَّ ذلك المُعجَبَ بنفسِه والمقدِّسَ للطبيعةِ، لم يَكتُبْ حِكمةً حقِيقيَّةً قطُّ، معَ أنَّه بذَلَ كلَّ ما في طَوْقِه، إذ لمْ يفهَمْ معانيَ ذلك الكتابِ، بل زاغَ واختَلطَ عليه الأَمرُ، وأظهَرَ عَدمَ تَوقيرٍ وإجلالٍ لذلك القرآنِ، حيثُ إنه لم يَكترِثْ بمعانِيهِ السامِيَةِ، وظنَّ أنه مُجرَّدُ نقوشٍ جميلةٍ وحُروفٍ بديعةٍ، فبخَسَ حقَّ القرآنِ وازْدَراهُ من حيثُ المعنَى؛ لذا رَدَّ الحاكِمُ الحَكيمُ مُؤلَّفَ ذلك الفيلسوفِ وضَربَه على وَجهِه وطَردَه من ديوانِه. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme