68.380
düzenleme
("إنَّ حِكمةَ الفلسفةِ ترَى «القُوَّةَ» نقطةَ الاستِنادِ في الحياةِ الاجتِماعيَّةِ، وتَهدُفُ إلى «المنفَعةِ» في كلِّ شيءٍ، وتتَّخِذُ «الصِّراعَ» دُستورًا للحياةِ، وتَلتزِمُ «بالعُنصُريَّةِ والقَوميَّةِ السلبيَّةِ» رابِطةً للجماعاتِ؛ أمَّا ثمرات..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("للوُصولِ إلى مدَى الفَرقِ بين التربيةِ الأخلاقِيَّةِ التي يُربِّي بها القرآنُ الكريمُ تلاميذَه، والدَّرسِ الذي تُلقِّنُهُ حكمةُ الفلسَفةِ، نرى أنْ نضَعَ تِلمِيذَيْهِما في الموازَنةِ:" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
69. satır: | 69. satır: | ||
إذا أرَدتَ أنْ تفهَمَ كيفَ يَسمُو القرآنُ على سائِرِ الكلماتِ الإلهيَّةِ وتَعرِفَ مدَى تَفوُّقِه على جميعِ الكلامِ، فانظُرْ وتأمَّلْ في هذَينِ المثالَينِ: | إذا أرَدتَ أنْ تفهَمَ كيفَ يَسمُو القرآنُ على سائِرِ الكلماتِ الإلهيَّةِ وتَعرِفَ مدَى تَفوُّقِه على جميعِ الكلامِ، فانظُرْ وتأمَّلْ في هذَينِ المثالَينِ: | ||
المثالُ الأوّلُ: إنَّ للسُّلطانِ نَوعَينِ من المكالمةِ، وطِرازَيْنِ من الخطابِ والكلامِ: | |||
الأوّلُ: مكالمةٌ خاصّةٌ بوَساطَةِ هاتِفٍ خاصٍّ مع أحدِ رَعاياه من العوامِّ، في أمرٍ جُزئيٍّ يَعودُ إلى حاجةٍ خاصّةٍ به. | |||
والآخَرُ: مكالمةٌ باسمِ السَّلطَنةِ العُظمَى، وبعُنوانِ الخلافةِ الكبرَى وبِعزَّةِ الحاكِميَّةِ العامّةِ، بقَصدِ نَشرِ أوامرِه السُّلطانيّةِ في الآفاقِ، فهيَ مُكالمةٌ يُجرِيها مع أحَدِ مَبعوثِيهِ أو معَ أحَدِ كبارِ مُوَظَّفيه.. فهي مكالمةٌ بأمرٍ عظيمٍ يَهُمُّ الجميعَ. | |||
المثال الثاني: رَجلٌ يُمسِكُ مِرآةً تجاهَ الشمسِ، فالمرآةُ تَلتقِطُ -حَسَبَ سَعتِها- نورا وضِياءً يحمِلُ الألوانَ السَّبعةَ في الشمسِ؛ فيكونُ الرّجلُ ذا عَلاقةٍ مع الشمسِ بنسبةِ تلك المرآةِ، ويُمكنُه أنْ يستَفيدَ منها فيما إذا وَجّهَها إلى غُرفَتِه المظلمةِ، أو إلى مَشتَلِه الخاصِّ الصغيرِ المَسقُوفِ، بَيْدَ أنَّ استِفادتَه من الضوءِ تَنحصِرُ بمقدارِ قابِليّةِ المرآةِ على ما تَعكِسُه من نورِ الشمسِ وليسَتْ بمقدارِ عِظَمِ الشّمسِ. | |||
بينما رَجلٌ آخَرُ يترُكُ المرآةَ، ويُجابِهُ الشمسَ مُباشرةً، ويُشاهِدُ هَيبتَها ويُدرِكُ عَظمتَها، ثم يَصعَدُ على جبلٍ عالٍ جدا ويَنظُرُ إلى شَعشَعةِ سُلطانِها الواسِعِ المهيبِ، ويُقابِلُها بالذّاتِ دُونَ حِجابٍ ثم يَرجِعُ ويَفتَحُ من بيتِه الصغيرِ ومن مَشْتَلِه المسقُوفِ الخاصِّ نَوافِذَ واسِعةً نحوَ الشمسِ، واجِدًا سبلا إلى الشّمسِ التي هي في أعالي السّماءِ ثم يُجرِي حِوارًا مع الضِّياءِ الدائِمِ للشّمسِ الحقيقيّةِ؛ فيُناجِي الشمسَ بلسانِ حالِه ويُحاوِرُها بهذه المحاوَرةِ المُكلَّلَةِ بالشُّـكْرِ والامتِنانِ فيقولُ: «إيهِ يا شَمسُ.. يا من تَربَّعتِ على عَرشِ جَمالِ العالَمِ.. يا لطيفةَ السماءِ وزَهراءَها.. يا من أضْفَيتِ على الأرضِ بهجةً ونورا، ومنَحتِ الأزهارَ ابتِسامَةً وسُرورًا، فَلقَدْ منَحتِ الدِّفءَ والنورَ معًا لِبَيتِي ومَشْتلي الصغيرِ كما وَهَبتِ للعالَمِ أجمعَ الدِّفْءَ والنُّورَ». | |||
بينَما صاحبُ المرآةِ السابقُ لا يستطيعُ أن يُناجِيَ الشمسَ ويُحاوِرَها بهذا الأسلوبِ، إذ إنَّ آثارَ ضوءِ الشمسِ مُحدَّدَةٌ بحدودِ المرآةِ وقيودِها، وهي محصُورةٌ بحسَبِ قابليّةِ تلكَ المرآةِ واستِيعابِها للضوءِ. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme