68.380
düzenleme
("فيا أيتها النفس! عليك ألّا تحبي نفسَك بل الأولى لكِ معاداتُها، أو التألمُ لحالها، والإشفاقُ عليها، بعد أن تُصبحَ نفسا مطمئنة. فإن كنت تحبين نفسكِ لكونها منشأ اللذة والمنفعة، وأنت مفتونة بأذواق اللذة والمنفعة، فلا تفضّلي لذةً نفسانية بقَدْر ذرة على لذ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("وفي الحقيقة إن محبتك الشديدة لنفسك والمغروزة فيك، ما هي إلّا محبة ذاتية متوجهة إلى ذات الله الجليلة سبحانه، إلّا أنكِ أسأتِ استعمال تلك المحبة فوجّهتيها إلى ذاتك. فمزّقي يا نفسي إذن ما فيكِ من «أنا» وأظهري «هو». فإن جميعَ أنواعِ محبتَك المتفرقة على الك..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
527. satır: | 527. satır: | ||
فإن كنت تحبين نفسكِ لكونها منشأ اللذة والمنفعة، وأنت مفتونة بأذواق اللذة والمنفعة، فلا تفضّلي لذةً نفسانية بقَدْر ذرة على لذةٍ لا نهاية لها ومنافعَ لا حدّ لها. فلا تكوني كاليراعة التي تُغرق جميعَ الأشياء وجميعَ أحبتها في وحشة الظلام مكتفيةً هي بلُميعة في نفسها. لأن لذتَك النفسانية ومنفعتَك وما تنتفعين من وراء منفعتهم وما تسعدين بسعادتهم وجميعَ منافع الكائنات ونفعَها كلَّها إنما هي من لطفِ محبوبٍ أزلي سبحانه. فعليك إذن أن تحبي ذلك المحبوب الأزلي حتى تلتذي، بسعادتك وبسعادة أولئك، بلذة لا منتهى لها من محبة الكمال المطلق. | فإن كنت تحبين نفسكِ لكونها منشأ اللذة والمنفعة، وأنت مفتونة بأذواق اللذة والمنفعة، فلا تفضّلي لذةً نفسانية بقَدْر ذرة على لذةٍ لا نهاية لها ومنافعَ لا حدّ لها. فلا تكوني كاليراعة التي تُغرق جميعَ الأشياء وجميعَ أحبتها في وحشة الظلام مكتفيةً هي بلُميعة في نفسها. لأن لذتَك النفسانية ومنفعتَك وما تنتفعين من وراء منفعتهم وما تسعدين بسعادتهم وجميعَ منافع الكائنات ونفعَها كلَّها إنما هي من لطفِ محبوبٍ أزلي سبحانه. فعليك إذن أن تحبي ذلك المحبوب الأزلي حتى تلتذي، بسعادتك وبسعادة أولئك، بلذة لا منتهى لها من محبة الكمال المطلق. | ||
وفي الحقيقة إن محبتك الشديدة لنفسك والمغروزة فيك، ما هي إلّا محبة ذاتية متوجهة إلى ذات الله الجليلة سبحانه، إلّا أنكِ أسأتِ استعمال تلك المحبة فوجّهتيها إلى ذاتك. فمزّقي يا نفسي إذن ما فيكِ من «أنا» وأظهري «هو». فإن جميعَ أنواعِ محبتَك المتفرقة على الكائنات إنما هي محبة ممنوحة لك تجاه أسمائه الحسنى وصفاته الجليلة، بيد أنكِ أسأتِ استعمالها، فستنالين جزاءَ ما قدمتْ يداك. لأن جزاء محبةٍ غير مشروعة وفي غير محلها، مصيبة لا رحمة فيها. | |||
وإن محبوبا أزليا أعدّ -باسمه الرحمن الرحيم- مسكنا جامعا لجميع رغباتك المادية، وهو الجنّة المزينة بالحور العين، وهيأ بسائر أسمائه الحسنى آلاءه العميمة لإشباع رغبات روحِك وقلبِك وسرّك وعقلك وبقية لطائفك. بل له سبحانه في كل اسم من أسمائه الحسنى خزائنُ معنوية لا تنفد من الإحسان والإكرام. فلاشك أن ذرةً من محبةِ ذلك المحبوب الأزلي تكفي بديلا عن الكائنات كلِّها، ولا يمكن أن تكون الكائناتُ برمّتِها بديلا عن تجلٍ جزئي من تجليات محبته سبحانه. | |||
فاستمعي يا نفسي واتبعي هذا العهدَ الأزلي الذي أنطقه ذلك المحبوبُ الأزلي، حبيبَه الكريم بقوله تعالى: | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme