40.857
düzenleme
("الجواب: إنّ الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، قد وقفوا أمامَ جميع التيارات الفكرية في العالم أجمع والتي كانت تعادي حقائقَ الإسلام وتصدّها. فآمنوا إيمانا راسخا صادقا خالصا مع أنهم لم يروا من الرسول الكريم ﷺ بعدُ إلّا ظاهرَ صورته الإنسانية،..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
(Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor) |
||
(Bir diğer kullanıcıdan 23 ara revizyon gösterilmiyor) | |||
1. satır: | 1. satır: | ||
<languages/> | <languages/> | ||
<span id="İÇTİHAD_RİSALESİ"></span> | <span id="İÇTİHAD_RİSALESİ"></span> | ||
290. satır: | 288. satır: | ||
الجواب: إنّ الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، قد وقفوا أمامَ جميع التيارات الفكرية في العالم أجمع والتي كانت تعادي حقائقَ الإسلام وتصدّها. فآمنوا إيمانا راسخا صادقا خالصا مع أنهم لم يروا من الرسول الكريم ﷺ بعدُ إلّا ظاهرَ صورته الإنسانية، بل آمنوا به أحيانا من دون أن يروا منه معجزةً، وأصبح إيمانُهم من الرسوخ والمتانة ما لا تزعزعه جميعُ تلك الأفكار العامة المناهضة للإسلام، بل لم تؤثر ولو بأدنى شبهة أو وسوسة. | الجواب: إنّ الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، قد وقفوا أمامَ جميع التيارات الفكرية في العالم أجمع والتي كانت تعادي حقائقَ الإسلام وتصدّها. فآمنوا إيمانا راسخا صادقا خالصا مع أنهم لم يروا من الرسول الكريم ﷺ بعدُ إلّا ظاهرَ صورته الإنسانية، بل آمنوا به أحيانا من دون أن يروا منه معجزةً، وأصبح إيمانُهم من الرسوخ والمتانة ما لا تزعزعه جميعُ تلك الأفكار العامة المناهضة للإسلام، بل لم تؤثر ولو بأدنى شبهة أو وسوسة. | ||
أما أنتم فمَع أنكم لم تروا صورتَه الظاهرة وشخصيتَه البشرية التي هي بمثابة نواةٍ لشجرة طوبى النبوة، فإن أفكارَ عالَم الإسلام تشدّ من إيمانكم وتمدّه وتعززه، فضلا عن أنكم ترَون بعين العقل، شخصية الرسول الكريم المعنوية ﷺ المنوّرة بأنوار الإسلام وحقائق القرآن، تلك الشخصية المهيبة بألفٍ من معجزاته الثابتة.. أفيوازَن إيمانُكم هذا مع إيمانهم العظيم؟. فأين إيمانُـكم الذي يهوي في شِراك الشبهات بمجرد كلام يُطلقه فيلسوف مادي أوربي، من إيمانهم الذي كان كالطود الشامخ لا يتزعزع أمام الأعاصير التي يثيرها جميعُ أهل الكفر والإلحاد واليهود والنصارى والحكماء؟ | |||
فيا أيها المدّعي! أين إيمانُك الواهي الذي قد لا يقوى لأداء الفرائض على وجهها من صلابةِ وقوة إيمانهم وعظيمِ تقواهم وصلاحهم الذي بلغ مرتبةَ الإحسان؟ | |||
< | أما ما ورد في الحديث الشريف بما معناه: أنّ الذين لم يروني وآمنوا بي هم أفضل منكم .. (<ref> | ||
انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٢٤٨/٥، ٢٥٧، ٢٦٤. | |||
</ | </ref>) فهو يخصّ الفضائل الخاصة، وهو بحق بعض الأشخاص. بينما بحثُنا هذا هو في الفضائل الكلية وما يعود إلى الأكثرية المطلقة. | ||
< | السؤال الثاني: يقولون: إنّ الأولياء الصالحين وأصحابَ الكمال قد تركوا الدنيا وعافوا ما فيها، بمضمون ما ورد في حديث شريف: «حبُّ الدنيا رأسُ كل خطيئة»، (<ref> | ||
انظر: البيهقي، شعب الإيمان ٣٣٨/٧؛ ابن أبي عاصم، الزهد ٩؛ أبو نعيم، حلية الأولياء ٣٨٨/٦؛ العجلوني، كشف الخفاء ٤١٢/١. | |||
</ | </ref>) بينما الصحابة الكرام قد أخذوا بأمور الدنيا وأقبَلوا عليها ولم يدَعوها، بل قد سبق قسم منهم أهل الحضارة في أخذهم بمتطلبات الدنيا. فكيف تقول: إن أصغرَ صحابيّ من أمثال هؤلاء هو كأعظم وليّ من أولياء الله الصالحين؟ | ||
الجواب: لقد أثبتنا إثباتا قاطعا في «الموقف الثاني والثالث من الكلمة الثانية والثلاثين»: | |||
أن للدنيا ثلاثة وجوه: فإبداءُ المحبة إلى وجهَي الدنيا المتطلعَين إلى الأسماء الحسنى والآخرة، ليس نقصا في العبودية، بل هو مناطُ كمال الإنسان وسموّ إيمانه، إذ كلما جهد الإنسانُ في محبته لذَينك الوجهَين كسبَ مزيدا من العبادة ومزيدا من معرفة الله سبحانه. ومن هنا كانت دنيا الصحابة الكرام متوجهةً إلى ذَينك الوجهين، فعدّوها مزرعةَ الآخرة وزرعوا الحسنات وجَنوا الثمرات اليانعة من الثواب الجزيل والأجر العظيم، واعتبروا الدنيا وما فيها كأنها مرايا تعكس أنوار تجليات الأسماء الحسنى، فتأملوا فيها وفكروا في جنباتها بلهفة وشوق، فتقربوا إلى الله أكثر. وفي الوقت نفسه تركوا الوجهَ الثالث من الدنيا وهو وجهها الفاني المتطلّع إلى شهوات الإنسان وهواه. | |||
السؤال الثالث: إن الطرق الصوفية هي سُبل الوصول إلى الحقائق، وأشهرُها وأسماها هي الطريقة النقشبندية التي تعدّ الجادة الكبرى. وقد لخّص قواعدَها بعضُ أقطابها هكذا: | |||
دَرْ طَرِيقِ نَقْشِبَندِى لَازِمْ أٰمَدْ چَارِ تَرْك: | |||
تَرْكِ دُنيَا، تَرْكِ عُقْبىٰ، تَرْكِ هَسْتِى، تَرْكِ تَركْ | |||
أي يلزم في الطريقة النقشبندية ترك أربعةِ أشياء: تركُ الدنيا بأن لا تجعلها مقصودا بالذات. وتركُ الآخرة بحساب النفس. وتركُ النفس، أي أن تنساها، ثم ترك الترك. أي أن لا تتفكر بهذا الترك، لئلا تقع في العجب والفخر. بمعنى أن معرفة الله والكمالات الإنسانية الحقيقيتين إنما تحصل في ترك ما سواه تعالى.. | |||
الجواب: لو كان الإنسان مجردَ قلب فقط، لكان عليه أن يترك كل ما سواه تعالى، بل يترك حتى الأسماء والصفات ويرتبط قلبُه بذاته سبحانه. ولكن للإنسان لطائفُ كثيرة جدا كالقلب، منها العقل والروح والسر، كلُّ لطيفة منها مكلفة بوظيفة ومأمورة للقيام بعمل خاص بها. | |||
فالإنسان الكامل هو كالصحابة الكرام، يسوق جميعَ تلك اللطائف إلى مقصوده الأساس وهو عبادة الله. فيسوق القلبُ كالقائد كلّ لطيفة منها ويوجّهها نحو الحقيقة بطريق عبودية خاص بها. عند ذلك تسير الكثرةُ الكاثرة من اللطائف جنودا في ركب عظيم وفي ميدان واسع فسيح، كما هو لدى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. وإلّا فإنّ تركَ القلبِ جنودَه دارجا وحدَه لإنقاذ نفسه، ليس من الفخر والاعتزاز، بل هو نتيجة اضطرار ليس إلّا. | |||
السؤال الرابع: من أين ينشأ ادعاء الأفضلية تجاه الصحابة الكرام؟ ومَن هم الذين يثيرون هذا الادعاء؟ ولماذا تُثار هذه المسائل في الوقت الحاضر؟ ومن أين ينبعث ادعاءُ بلوغ المجتهدين العظام؟ | |||
الجواب: إنّ الذين يقولون بهذه المسائل هم قسمان: | |||
قسم منهم: رأوا بعض الأحاديث الشريفة ونشروها كي يحفّزوا الشوقَ لدى المتقين وأهل الصلاح في هذا الوقت ويرغّبوهم في الدين.. فهؤلاء هم أهلُ دين وعلم، وهم مخلصون. وليس لنا ما نعلّق به عليهم، وهم قلة وينتبهون بسرعة. | |||
أما القسم الآخر: فهم أناس مغرورون جدا، ومعجَبون بأنفسهم أيّما إعجاب، يريدون أن يبثوا انسلاخهم من المذاهب الفقهية تحت ادعاء أنهم في مستوى المجتهدين العظام، بل يحاولون إمرار إلحادهم وانسلاخهم من الدين بادعاء أنهم في مستوى الصحب الكرام، فهؤلاء الضالون قد وقعوا: | |||
أولا: في هاوية السفاهة حتى غدوا معتادين عليها، ولا يستطيعون أن يتركوا ما اعتادوه، وينهضوا بتكاليف الشرع التي تردعهم عن السفاهة. فترى أحدَهم يبرّر نفسه قائلا: «إن هذه المسائل إنما هي مسائل اجتهادية، والمذاهب الفقهية متباينة في أمثال هذه المسائل، وهم رجال قد اجتهدوا ونحن أيضا رجال أمثالُهم، يمكننا أن نجتهد مثلهم، فلربما يخطئون مثلنا، لذا نؤدي العبادات بالشكل الذي يروق لنا نحن، أي لسنا مضطرين إلى اتّباعهم!!». فهؤلاء التعساء يحلُّون ربقةَ المذاهب عن أنفسهم بهذه الدسيسة الشيطانية. فما أوهاها من دسيسة وما أرخصَها من تبرير! وقد أثبتنا ذلك في رسالة «الاجتهاد». | |||
ثانيا: إنهم عندما رأوا أنّ دسيستهم لا تكمل حلقاتُها عند حدّ التعرض للمجتهدين العظام، بدؤوا يتعرضون للصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، حيث إن المجتهدين يحملون النظريات الدينية وحدَها، | |||
وهؤلاء الضالون يرومون هدمَ الضروريات الدينية وتغييرها، فلو قالوا: «نحن أفضل من المجتهدين» لم تنته قضيتُهم، حيث إنّ ميدان المجتهدين النظرُ في المسائل الفرعية، دون النصوص الشرعية، لذا تراهم وهم منسلخون من المذاهب يبدؤون بمسّ الصحابة الأجلاء الذين هم حاملو الضروريات الدينية. | |||
< | ولكن هيهات! فليس أمثالُ هؤلاء الأنعام الذين هم في صورة إنسان، بل حتى الإنسانُ الحقيقي، بل الكاملون منهم وهم أعاظم الأولياء الصالحين، لا يمكنهم أن يكسبوا دعوى المماثلة مع أصغر صحابي جليل. كما أثبتناه في رسالة «الاجتهاد». | ||
</ | اللّهمَّ صلِّ وسلم على رسولك الذي قال: | ||
«لا تسبّوا أصحابي لا تسبّوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنّ أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصيفه» (<ref> | |||
البخاري، فضائل أصحاب النبي ﷺ ٥؛ مسلم، فضائل الصحابة ٢٢١، ٢٢٢. | |||
</ref>) | |||
صَدَقَ رَسُولُ اللّٰهِ | صَدَقَ رَسُولُ اللّٰهِ | ||
سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ | سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ | ||
------ | ------ | ||
<center> [[ | <center>⇐ [[Yirmi_Altıncı_Söz/ar|الكلمة السادسة والعشرون]] | [[Sözler/ar|الكلمات]] | [[Yirmi_Sekizinci_Söz/ar|الكلمة الثامنة والعشرون]] ⇒ </center> | ||
------ | ------ | ||
düzenleme