64.902
düzenleme
("= المكتوب الثاني والعشرون =" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("﴿ اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ ﴾ (الحجرات: ١٠) ﴿ اِدْفَعْ بِالَّت۪ي هِيَ اَحْسَنُ فَاِذَا الَّذ۪ي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَاَنَّهُ وَلِيٌّ حَم۪يمٌ ﴾ (فصلت: ٣٤) ﴿ وَالْكَاظِم۪ينَ الْغَيْظَ وَالْعَاف۪ي..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
177. satır: | 177. satır: | ||
وصفوة القول: | وصفوة القول: | ||
< | إن لم تكن تصرفاتُ المؤمن وحركاتُه وفقَ الدساتير السامية التي وضعها الحديث الشريف: (الحبُ في الله والبُغضُ في الله) (<ref>أبو داود، السنة ٢؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥ /١٤٦؛ البزار، المسند ٩ /٤٦١. وانظر: الطيالسي، المسند ١٠١؛ ابن أبى شيبة، المصنف ٦ /١٧٠، ١٧٢، ٧ /٨٠.</ref>) والاحتكام إلى أمر الله في الأمور كلها، فالنفاق والشقاق يسودان.. نعم، إن الذي لا يستهدي بتلك الدساتير يكون مقترفاً ظلماً في الوقت الذي يروم العدالة. | ||
</ | |||
حادثة ذات عبرة: | |||
في إحدى الغزوات الإسلامية، كان الإمام علي رضي الله عنه يبارز أحد فرسان المشركين فتغلب عليه الإمام وصرعه. فلما أراد الإمام أن يُجهِز عليه تفل على وجه الإمام. فما كان من الإمام إلّا أن أخلى سبيله وانصرف عنه، فاستغرب المشرك من هذا العمل. | |||
فقال: إلى أين؟ | |||
قال الإمام: كنت أقاتلك في سبيل الله، فلما فعلتَ ما فعلت خشيت أن يكون قتلي إياك فيه ثأر لنفسي فأطلقتُك لله. | |||
< | فأجابه الكافر: كان الأولى أن تثيرَك فعلتي أكثر فتسرع في قتلي!. وما دمتم تدينون بدين هو في منتهى السماحة فهو بلا شك دين حق. (<ref>انظر: المثنوي الرومي، ترجمة الكفافي ج ١ ص٤٤٣.</ref>) | ||
</ | |||
وحادثة أخرى: | |||
عزل حاكم مسلم قاضيه، لمّا رأى منه شيئاً من الحدة والغضب أثناء قطعه يدَ السارق. فما ينبغي لمن ينفذ أمر الله أن يحمل شيئاً من حظ نفسه على المحكوم، بل عليه أن يشفق -من حيث النفس- على حاله دون أن تأخذه رأفةٌ في تنفيذ حكم الله. وحيث إن شيئاً من حظ النفس قد اختلط في الأمر وهو مما ينافي العدالة الخالصة فقد عُزل القاضي. | |||
مرض اجتماعي خطر وحالة اجتماعية مؤسفة أصابت الأمة الإسلامية يَدْمَى لها القلب: | |||
إنَّ اشد القبائل تأخراً يدركون معنى الخطر الداهم عليهم، فتراهم ينبذون الخلافات الداخلية، وينسون العداوات الجانبية عند إغارة العدو الخارجي عليهم. | |||
وإذ تقدّر تلك القبائلُ المتأخرة مصلحتَهم الاجتماعية حقَّ قدرِها، فما للذين يتولون خدمة الإسلام ويدعون إليه لا ينسون عداوتهم الجزئية الطفيفة فيمهّدون بها سبلَ إغارة الأعداء الذين لا يحصرهم العدّ عليهم؟! فلقد تراصف الأعداءُ حولَهم وأطبقوا عليهم من كل مكان.. إنَّ هذا الوضع تدهورٌ مخيف، وانحطاط مفجع، وخيانة بحق الإسلام والمسلمين. | |||
وأذكرُ للمناسبة حكاية ذات عبرة: | |||
كانت هناك قبيلتان من عشيرة «حَسنان» و كانت بينهما ثارات دموية، حتى ذهب ضحيتَها أكثرُ من خمسين رجلاً، ولكن ما إن يداهمهما خطرٌ خارجي من قبيلة «سبكان» أو «حيدران» إلّا تتكاتفان وتتعاونان وتنسيان كلياً الخلافات لحين صدّ العدوان. | |||
فيا معشر المؤمنين، أتدرون كم يبلغ عددُ عشائر الأعداء المتأهبين للإغارة على عشيرة الإيمان؟ إنهم يزيدون على المائة وهم يحيطون بالإسلام والمسلمين كالحلقات المتداخلة. فبينما ينبغي أن يتكاتف المسلمون لصد عدوان واحد من أولئك، يعاند كلُّ واحد وينحاز جانباً سائراً وفق أغراضه الشخصية كأنه يمهّد السبيل لفتح الأبواب أمام أولئك الأعداء ليدخلوا حَرم الإسلام الآمن.. فهل يليق هذا بأمة الإسلام؟ | |||
</ | وإن شئت أن تُعدّد دوائر الأعداء المحيطة بالإسلام، فهم ابتداء من أهل الضلالة والإلحاد وانتهاء إلى عالم الكفر ومصائب الدنيا وأحوالها المضطربة جميعها، فهي دوائرٌ متداخلةٌ تبلغ السبعين دائرة، كلُّها تريد أن تصيبَكم بسوء، وجميعُها حانقةٌ عليكم وحريصة على الانتقام منكم، فليس لكم أمام جميع أولئك الأعداء الألدّاء إلّا ذلك السلاح البتّار والخندق الأمين والقلعة الحصينة، ألاَ وهي الأخوة الإسلامية. فأفِق أيها المسلم! واعلم أن زعزعة قلعة الإسلام الحصينة بحُجج تافهةٍ وأسباب واهية، خلافٌ للوجدان الحي وأيُّ خلاف ومناف لمصلحة الإسلام كلياً.. فانتبه! | ||
ولقد ورد في الأحاديث الشريفة ما مضمونه: أن الدجال و السفياني وأمثالَهما من الأشخاص الذين يتولون المنافقين ويظهرون في آخر الزمان، يستغلون الشـقاق بين النـاس والمسلمين ويستفيدون من تكالبهم على حطـام الدنيـا، فيُهلكون البشـرية بقوة ضئيلة، وينشـرون الهـرجَ والمـرج بينها ويسيطرون على أمـة الإسلام ويأسـرونها. | |||
أيها المؤمنون! | |||
إن كنتم تريدون حقاً الحيـاة العزيزة، وترفضون الرضوخ لأغلال الذل والهوان، فأفيقوا من رقدَتِكم، وعودوا إلى رشدكم، وادخلوا القلعة الحصينة المقدسة: ﴿ اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ ﴾ (الحجرات: ١٠) وحصّنوا أنفسكم بها من أيدي أولئك الظلمة الذين يستغلون خلافاتكم الداخلية.. وإلّا تعجزون عن الدفاع عن حقوقكم بل حتى عن الحفاظ على حياتكم، إذ لا يخفى أن طفلاً صغيراً يستطيع أن يضرب بَطَلين يتصارعان، وأن حصاة صغيرة تلعب دوراً في رفع كفة ميزان وخفض الأخرى ولو كان فيهما جبلان متوازنان. | |||
فيا معشر أهل الإيمان! | |||
إنَّ قوتكم تذهب أدراج الرياح من جراء أغراضكم الشخصية وأنانيتكم وتحزبكم، فقوةٌ قليلة جداً تتمكن من أن تذيقكم الذلَّ والهلاك. فإن كنتم حقاً مرتبطين بملة الإسلام فاستهدُوا بالدستور النبوي العظيم: | |||
(المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً) (<ref>البخاري، الصلاة ٨٨؛ مسلم، البر ٦٥.</ref>) وعندها فقط تسلَمون من ذل الدنيا وتنجون من شقاء الآخرة. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme