64.902
düzenleme
("ثانياً: إنكم تطلبون يا أخي تعبير رؤياكم القديمة التي رأيتموها قبل ثلاث سنوات، وقد ظهر تعبيرها وتأويلها بعد ثلاثة أيام من لقائك إياي. أوَ ليس لي الحق إذن أن أقول إزاء تلك الرؤيا اللطيفة المباركة المبشِّرة والتي مرّ عليها الزمن وأظهر معناها:" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("قال: لا لم أرَها، ولا أراها!" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) Etiketler: Mobil değişiklik Mobil ağ değişikliği |
||
506. satır: | 506. satır: | ||
ثم إنَّ ما تحمله النعم -التي هي الرزق بعينه- من صورٍ جميلة زاهية بديعة، ومن روائحَ زكيةٍ طيبة شذية، ومن طعوم لذيذة ومذاقات طيبة، ما هو إلّا دعاةٌ وأدلاّء على الشكر. فهؤلاء الأدلّاء والدعاة المنادون يثيرون بدعواهم الشوقَ لدى الأحياء، ويحضّونهم عليه، ويدفعونهم -بهذا الشوق- إلى نوع من الاستحسان والتقدير والاحترام فيقرّون فيهم شكراً معنوياً. ويلفتون أنظار ذوي الشعور إلى التأمل والإمعان فيها فيرغّبونَهم في الاستحسان والإعجاب، ويحثّونهم على احترام النِّعم السابغة وتقديرها. | ثم إنَّ ما تحمله النعم -التي هي الرزق بعينه- من صورٍ جميلة زاهية بديعة، ومن روائحَ زكيةٍ طيبة شذية، ومن طعوم لذيذة ومذاقات طيبة، ما هو إلّا دعاةٌ وأدلاّء على الشكر. فهؤلاء الأدلّاء والدعاة المنادون يثيرون بدعواهم الشوقَ لدى الأحياء، ويحضّونهم عليه، ويدفعونهم -بهذا الشوق- إلى نوع من الاستحسان والتقدير والاحترام فيقرّون فيهم شكراً معنوياً. ويلفتون أنظار ذوي الشعور إلى التأمل والإمعان فيها فيرغّبونَهم في الاستحسان والإعجاب، ويحثّونهم على احترام النِّعم السابغة وتقديرها. | ||
فتَرشُدُهم تلك النِعمُ إلى طريق الشكر القولي والفعلي وتدلّهم عليه وتجعلهم من الشاكرين، وتذيقهم من خلال الشكر أطيبَ طَعمٍ وألذهُ وأَزكى ذوق وأنفسه، وذلك بما تُظهر لهم بأنَّ هذا الرزق اللذيذ أو النعمة الطيبة، مع لذته الظاهرة القصيرة الموقتة يهب لك بالشكر التفكر في الالتفات الرحماني الذي يحمل لذة وذوقاً حقيقيين ودائميين وغير متناهيين. أي أنَّ الرزق بتذكيره بالتفات الكريم المالك لخزائن الرحمة الواسعة -تلك الالتفاتة والتكرمة التي لا حدَّ للذاتها ولا نهاية لمتعتها- تذيق الإنسان بهذا التأمل نشوة معنوية من نشوات الجنة الباقية وهو بعدُ لم يغادر هذه الدنيا. | |||
في الوقت الذي يكون الرزق بوساطة الشكر خزينةً واسعة جامعة تطفح بالغَناء والمتعة، يتردى تردياً فظيعاً جداً بالتجافي عن الشكر والاستغناء عنه. | |||
ولقد بيّنا في «الكلمة السادسة»: أنَّ عملَ القوة الذائقة في اللسان إن كان متوجهاً إلى الله سبحانه وفي سبيله، أي عندما تتوجه إلى الرزق أداءً لمهمة الشكر المعنوي، تكون تلك القوة والحاسة في اللسان بمثابة مشرِف موقّر شاكر، وتكون بحكم ناظر محترم حامد، على مطابخ الرحمة الإلهية المطلقة. | |||
ولكن متى ما قامت بعملها رغبةً في هوى النفس الأمارة بالسوء وإشباعاً لنَهمها، أي إذا توجّهت إلى النعمة مع عدم تذكّر شكر المُنعم الذي أنعم عليه بالرزق، تهبط تلك القوةُ الذائقة في اللسان من ذلك المقام السامي، مقام الراصد الأمين، إلى درجة بوابِ مصنع البطن، وحارس إسطبل المعدة. ومثلما ينتكس خادمُ الرزق هذا إلى الحضيض بالاستغناء عن الشكر، فماهيةُ الرزق نفسها وخُدام الرزق الآخرون كذلك يهوون جميعاً بالنسبة نفسها من أسمى مقام إلى أدناه، بل حتى يتدنى إلى وضع مباين تماماً لحكمة الخالق العظيم. | |||
إنَّ مقياسَ الشكر هو القناعة، والاقتصاد، والرضا، والامتنان. | |||
أما مقياس عدم الشكر والاستغناء عنه فهو الحرصُ، والإسرافُ، وعدم التقدير والاحترام، وتناول كل ما هَبَّ ودبّ دون تمييز بين الحلال والحرام. | أما مقياس عدم الشكر والاستغناء عنه فهو الحرصُ، والإسرافُ، وعدم التقدير والاحترام، وتناول كل ما هَبَّ ودبّ دون تمييز بين الحلال والحرام. | ||
570. satır: | 560. satır: | ||
﴿ وَاٰخِرُ دَعْوٰيهُمْ اَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ | ﴿ وَاٰخِرُ دَعْوٰيهُمْ اَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ | ||
< | <span id="Altıncı_Risale_Olan_Altıncı_Mesele"></span> | ||
== | == المسألة السادسة وهي الرسالة السادسة == | ||
لم تُدرج هنا ستنشر ضمن مجموعة أخرى بإذن الله | |||
< | <span id="Yedinci_Risale_Olan_Yedinci_Mesele"></span> | ||
== | == المسألة السابعة وهي الرسالة السابعة == | ||
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ | بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ | ||
﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَبِرَحْمَتِه۪ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواۜ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ (يونس: ٥٨) | |||
[ هذه المسألة عبارة عن سبع إشارات ] | |||
نبين أولاً سبعةَ أسباب -تحدثاً بنعمة الله- تكشف عن عدد من أسرار العناية الإلهية. | |||
< | <span id="Birinci_Sebep:"></span> | ||
=== | === السبب الأول: === | ||
قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، وإبان نشوبها رأيت في رؤيا صادقة، الآتي: | |||
رأيت نفسي تحت «جبل آرارات» وإذا بالجبل ينفلق انفلاقاً هائلاً، فيقذف صخوراً عظيمة كالجبال إلى أنحاء الأرض كافة. وأنا في هذه الرهبة التي غشيتني رأيت والدتي -رحمة الله عليها- بقربي. قلت لها: «لا تخافي يا أماه! إنه أمرُ الله. إنه رحيم، إنه حكيم». وإذ أنا بتلك الحالة إذا بشخص عظيم يأمرني قائلاً: | |||
- بيّن إعجازَ القرآن. | |||
أفقتُ من نومي، وأدركتُ أنه سيحدث انفلاقٌ عظيم، وستتهدم الأسوارُ التي تحيط بالقرآن الكريم من جراء ذلك الانفلاق والانقلاب العظيم، وسيتولى القرآنُ بنفسه الدفاعَ عن نفسه حيث سيكون هدفاً للهجوم، وسيكون إعجازُه، حصنَه الفولاذي، وسيكون شخص مثلي مرشحاً للقيام ببيان نوعٍ من هذا الإعجاز في هذا الزمان -بما يفوق حدّي وطوقي كثيراً- وأدركتُ أني مرشّح للقيام بهذا العمل. | |||
ولمّا كان إعجاز القرآن الكريم قد وُضّح -إلى حدٍّ ما- بـ«الكلمات» فإن إظهار العنايات الإلهية في خدمتنا للقرآن، إنما هو إمدادٌ للإعجاز بالقوة، إذ إن تلك الخدمة هي لإبراز ذلك الإعجاز ومن قبيل بركاته ورشحاته. أي ينبغي إظهارُ العنايات الإلهية. | |||
< | <span id="İkinci_Sebep:"></span> | ||
=== السبب الثاني: === | |||
</ | |||
لما كان القرآن الكريم مرشدُنا وأستاذنا وإمامنا ودليلنا في كل أعمالنا، وأنه يثني على نفسه، فنحن إذن سنُثني على تفسيره، اتباعاً لإرشاده لنا. | |||
ولما كانت «الكلمات» نوعاً من تفسير القرآن، و «رسائل النور» عامة مُلك القرآن وتتضمن حقائقه، وأن القرآن الكريم يعلن عن نفسه في هيبة وعظمة، ويبين مزاياه ويثني على نفسه بما يليق به من ثناء، في كثير من آياته ولاسيما في السور المبتدئة بـ ﴿ الٓرٰ ﴾ و ﴿ حٰمٓ ﴾ ، فنحن إذن مكلفون بإظهار العنايات الربانية التي هي علامة لقبول خدمتنا في بيان لمعات إعجاز القرآن المنعكسة في «الكلمات»، وذلك اقتداءاً بأستاذنا القرآن الذي يرشدنا إلى هذا النمط من العمل. | |||
< | <span id="Üçüncü_Sebep:"></span> | ||
=== السبب الثالث: === | |||
</ | |||
إنني لا أقول هذا الكلام الذي يخص «الكلمات» تواضعاً، بل بياناً للحقيقة، وهي: | |||
إنَّ الحقائق والمزايا الموجودة في «الكلمات» ليست من بنات أفكاري ولا تعود إليّ أبداً وإنما للقرآن وحدَه، فلقد ترشحتْ من زلال القرآن، حتى إن «الكلمة العاشرة» ما هي إلّا قطرات ترشحتْ من مئات الآيات القرآنية الجليلة. وكذا الأمر في سائر «الرسائل» بصورة عامة. | |||
فمادمتُ أعلم الأمر هكذا وأنا ماضٍ راحل عن هذه الحياة، وفانٍ زائل، فلا ينبغي أن يُربَطَ بي ما يدوم ويبقى من أثر. ومادام عادة أهل الضلالة والطغيان هي الحط من قيمة المؤلف للتهوين من شأن كتاب لا يفي بغرضهم. فلابد إذن ألّا ترتبطَ «الرسائل» المرتبطة بنجوم سماء القرآن الكريم بسند متهرئ قابل للسقوط، مثلي الذي يمكن أن يكون موضعَ اعتراضاتٍ كثيرة، ونقدٍ كثير. | |||
ومادام عُرف الناس دائراً حول البحث عن مزايا الأثر في أطوار مؤلِّفه وأحوالِه الذي يحسبونه منبعَ ذلك الخير ومحوَره الأساس. فإنه إجحاف إذن بحق الحقيقة وظلم لها -بناء على هذا العُرف- أن تكون تلك الحقائق العالية والجواهر الغالية بضاعةَ مَن هو مفلس مثلي وملكاً لشخصيتي التي لا تستطيع أن تظهر واحداً من ألف من تلك المزايا. | |||
لهذا كله أقول: إن «الرسائل» ليست مُلكي ولا مني بل هي مُلك القرآن. لذا أراني مضطراً إلى بيان أنها قد نالت رشحات من مزايا القرآن العظيم. | |||
نعم، لا تُبحث ما في عناقيد العنب اللذيذة من خصائص في سيقانها اليابسة؛ فأنا كتلك الساق اليابسة لتلك الأعناب اللذيذة. | |||
< | <span id="Dördüncü_Sebep:"></span> | ||
=== السبب الرابع: === | |||
</ | |||
قد يستلزم التواضعُ كفرانَ النعمة، بل يكون كفراناً بالنعمة عينَه، وقد يكون أيضاً التحدث بالنعمة تفاخراً وتباهياً. وكلاهما مضران، والوسيلة الوحيدة للنجاة. أي لكي لا يؤدي الأمر إلى كفرانٍ بالنعمة ولا إلى تفاخر، هي: الإقرارُ بالمزايا والفضائل دون ادّعاء تملّكها، أي إظهارَها أنها آثارُ إنعام المنعم الحقيقي جلّ وعلا. | |||
مثال ذلك: إذا ألبسك أحدُهم بدلةً فاخرة جميلة، وأصبحتَ بها جميلاً وأنيقاً، فقال لك الناس: ما أجملَك! لقد أصبحت رائعاً بها، وأجبتَهم متواضعاً: كلا! مَن أنا، أنا لست شيئاً.. أين الجمال من هذه البدلة! فإن جوابك هذا كفران بالنعمة بلا شك، وسوءُ أدب تجاه الصانع الماهر الذي ألبسك البدلة. وكذلك إن قلت لهم مفتخراً: نعم! إنني جميل فعلاً، فأين مثلي في الجمال والأناقة! فعندها يكون جوابك فخراً وغروراً. | |||
والاستقامة بين كفران النعمة والافتخار هو القول: نعم! إنني أصبحت جميلاً حقاً، ولكن الجمال لا يعود لي وإنما إلى البدلة، بل الفضل يخص الذي ألبسَنيها. | |||
ولو بلغ صوتي أرجاءَ العالم كافة لكنت أقول بكل ما أوتيتُ من قوة: إن «الكلمات» جميلة رائعة وإنها حقائق وإنها ليست مني وإنما هي شعاعات التمعت من حقائق القرآن الكريم. فلم أُجمّل أنا حقائق القرآن، بل لم أتمكن من إظهار جمالها وإنما الحقائقُ الجميلة للقرآن هي التي جمّلت عباراتي ورفعت من شأنها واستناداً إلى قاعدة: | |||
< | وما مدحت محمداً بمقالتي.. ولكن مدحت مقالتي بمحمدٍ. (<ref>انظر: ابن الأثير، المثل السائر ٢/ ٣٥٧؛ القلقشندي، الصبح الأعشى ٢/ ٣٢١؛ قال أبو تمام: فلم أمدحك تفخيماً بشعري... ولكني مدحت بك المديحا، أخذه من حسان بن ثابت في مدحه للنبي ﷺ حيث قال: ما إن مدحتُ مُحمداً بمقالتي... لكنْ مدحت مقالتي بمحمدٍ؛ وانظر: المكتوبات للإمام الرباني (ج١المكتوب ٤٤).</ref>) | ||
</ | |||
أقول: | |||
وما مدحت القرآن بكلماتي.. ولكن مدحت كلماتي بالقرآن. | |||
< | <nowiki></nowiki> | ||
</ | |||
فما دام الأمر هكذا. أقول باسم جمالية الحقائق القرآنية: إن إظهار جمال «الكلمات» التي هي معاكس تلك الحقائق، وبيان العنايات الإلهية المترتبة على جمال تلك المرايا، إنما هو تحدّث بنعمة الله، مرغوب فيه. | |||
< | <span id="Beşinci_Sebep:"></span> | ||
=== السبب الخامس: === | |||
</ | |||
سمعتُ من أحد الأولياء -قبل مدة مديدة- أنه قد استخرج من الإشارات الغيبية لأولياء سابقين ما أورثه القناعة بأن نوراً سيظهر من جهة الشرق ويبدد ظلمات البدع. | |||
< | ولقد انتظرتُ طويلاً ظهور مثل هذا النور ومازلت منتظراً له، بيد أن الأزاهير تتفتح في الربيع، فينبغي تهيئة السُبل لمثل هذه الأزاهير المقدسة. وأدركنا أننا بخدمتنا هذه، إنما نمهّد السبيل لأولئك الكرام النورانيين. | ||
=== | |||
ولاشك أن بيان العنايات الإلهية التي تخص «الكلمات» لا يكون مدار فخر وغرور أبداً إذ لا يعود إلى أشخاصنا بالذات. بل يكون ذلك مدار حمد وشكر وتحدّث بالنعمة. | |||
<span id="Altıncı_Sebep:"></span> | |||
=== السبب السادس: === | |||
إنَّ العناية الربانية -التي هي وسيلةُ ترغيب ومكافأةٌ عاجلة وجزاءٌ مقدّم لخدمتنا للقرآن بسبب تأليف «الكلمات» ما هي إلّا التوفيق في العمل والنجاح في الخدمة، والتوفيق في الخدمة يُظهَر ويُعلَن عنه، وإذا ما مضت العناية من التوفيق والنجاح وسَمَت، فإنها تكون إكراماً إلهياً. وإظهارُ الإكرام الإلهي شكرٌ معنوي. وإذا ما ارتقت العناية إلى أعلى من الإكرام، فلا محالة أنها تكون كرامةً قرآنية، قد حظينا بها، وإظهارُ كرامة من هذا النوع دون اختيار منا، ومن حيث لا نحتسب ومن دون علمنا، ليس فيه ضرر. وإذا ما ارتقت العناية فوق الكرامة الاعتيادية، فلا شك أنها تكون شُعَل الإعجاز المعنوي للقرآن الكريم. | |||
ولما كان الإعجاز لابد أن يعلَن عنه، فإن إظهار ما يمدّه بالقوة يكون في سبيله أيضاً، ولا يكون مبعث تفاخر وغرور أبداً، بل مبعث حمد وشكر. | |||
<span id="Yedinci_Sebep:"></span> | |||
=== السبب السابع: === | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme