64.622
düzenleme
("أن ذلك السائح الذي لم يأت إلى الدنيا إلّا ليجد خالقَه وليعرفه، خاطب عقله قائلا: لقد سألنا كل شيء عن خالقنا، وأخذنا جوابا شافيا وافيا، ولكن كما يرد في المثل: «ينبغي سؤال الشمس عن الشمس نفسها» فعلينا الآن أن نقوم بسياحة أخرى لأجل معرفة خالقنا من تجليات صف..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("فاستشعر ظلماتٍ معنويةً رهيبة خانقة كظلمات في بحر لجّيّ تنبعث من هذا الفهم الذي في تيار ﴿ المَغْضُوبِ عَلَيْهِم ﴾ و ﴿ الضَّالِّينَ ﴾ . فقال من أعماقه: يا حسرتاه! ماذا عملنا؟ لِمَ ركبنا هذه السفينة المرعبة؟ وكيف النجاة منها؟ فقذف نظارة تلك الفلسفة العم..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
609. satır: | 609. satır: | ||
لقد سألنا كل شيء عن خالقنا، وأخذنا جوابا شافيا وافيا، ولكن كما يرد في المثل: «ينبغي سؤال الشمس عن الشمس نفسها» فعلينا الآن أن نقوم بسياحة أخرى لأجل معرفة خالقنا من تجليات صفاته الجليلة «كالعلم والإرادة والقدرة» ومن آثاره البديعة ومن جلوات أسمائه الحسنى. فدخل الدنيا لهذا الغرض، وركب سفينة الأرض فورا كأهل الضلال الذين يمثلون تيارا آخر، وقلّد نظارة العلم والفلسفة غيرِ المقيدة بحكمة القرآن. ونظر من خلال منظار منهج الجغرافيا غير المسترشد بالقرآن فرأى: | لقد سألنا كل شيء عن خالقنا، وأخذنا جوابا شافيا وافيا، ولكن كما يرد في المثل: «ينبغي سؤال الشمس عن الشمس نفسها» فعلينا الآن أن نقوم بسياحة أخرى لأجل معرفة خالقنا من تجليات صفاته الجليلة «كالعلم والإرادة والقدرة» ومن آثاره البديعة ومن جلوات أسمائه الحسنى. فدخل الدنيا لهذا الغرض، وركب سفينة الأرض فورا كأهل الضلال الذين يمثلون تيارا آخر، وقلّد نظارة العلم والفلسفة غيرِ المقيدة بحكمة القرآن. ونظر من خلال منظار منهج الجغرافيا غير المسترشد بالقرآن فرأى: | ||
أن الأرض تسيح في فضاء غير محدود، وتقطع في سنة واحدة دائرةً تبلغ أربعة وعشرين ألف سنة، بسرعة تزيد على سرعة انطلاق القذيفة بسبعين مرة. وقد حَمَلت على مناكبها مئاتِ الألوف من أنواع ذوى الحياة العاجزة الضعيفة. فلو تاهت لِدقيقة واحدة وضيّعت طريقها أو اصطدمت بنجمة سائبة، تبعثرت متساقطة في فضاء غير محدود، وألقت ما عليها من الأحياء الضعيفة وأفرغتها في العدم والعبث والضياع. | |||
فاستشعر ظلماتٍ معنويةً رهيبة خانقة كظلمات في بحر لجّيّ تنبعث من هذا الفهم الذي في تيار ﴿ المَغْضُوبِ عَلَيْهِم ﴾ و ﴿ الضَّالِّينَ ﴾ . فقال من أعماقه: يا حسرتاه! ماذا عملنا؟ لِمَ ركبنا هذه السفينة المرعبة؟ وكيف النجاة منها؟ فقذف نظارة تلك الفلسفة العمياء وكَسَرَها، ودخل تيارَ ﴿ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ وإذا بحكمة القرآن تغيثه مُسَلِّمَةً إلى عقله منظارا يبين الحقيقة كاملة، قائلة له: انظر الآن.. | |||
فنظر ورأى: | |||
أن اسم ﴿ رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ قد أشرق من بُرجِ قوله تعالى ﴿ هُوَ الَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمُ الْاَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا ف۪ي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِه۪ وَاِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ (الملك:١٥) وجعل الأرض سفينة آمنة سالمة تمخر عباب بحر الكون الواسع بانتظام دقيق دائرةً حول الشمس لأجل حِكَم كثيرة ومنافعَ شتى، مشحونةً بذوي الحياة وما يلزمها من أرزاق، وهي تجلب محاصيل المواسم للمحتاجين إلى الرزق، ونصب سبحانه وتعالى ملَكين اثنين يسميان بـ«الثور والحوت» ملّاحَين وقائدَين لتلك السفينة. فيُجريانها في سياحة عبر المملكة الربانية التي هي في منتهى الهيبة والروعة، لتستجمّ مخلوقاتُ الخالق الجليل وضيوفُه في فضاء هذا الكون الواسع. وهكذا تُبين هذه السياحة المهيبة حقيقةَ ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ حيث تعرّف خالقَها بتجلي هذا الاسم. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme