49.671
düzenleme
("من المعلوم أن كثرة النسل مرغوب فيها لدى الجميع، فليس هناك أمة ولا دولة لا تدعو إلى كثرة النسل، وقد قال الرسول الكريم ﷺ:" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("فإذا ما بدت هاتان النقطتان في تلك الطائفة المباركة، طائفة النساء، فإنهما سيكونان مدار سعادة عظمى في المحيط الإسلامي. أما تضحية الآباء فلا تكون دون عوض قطعاً، وإنما تطلب الأجر والمقابل من جهات كثيرة تبلغ المائة، وفي الأقل تطلب الفخر والسمعة. ولكن مع ال..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
109. satır: | 109. satır: | ||
إنَّ الوالدة الحنون تضع نصبَ عينها كل فداء وتضحية لتمنع عن ولدها المصائب والهلاك، لتجعله سليماً معافىً في الدنيا. فتربي ولدَها على هذا الأساس، فتنفق جميع أموالها ليكون ابنها عظيماً وسيداً آمراً. فتراها تأخذ ولدَها من المدارس العلمية الدينية وترسله إلى أوروبا، من دون أن تفكر في حياة ولدها الأبدية التي تصبح مهددة بالخطر. فهي إذ تسعى لتنقذه من سجن دنيوي، لا تهتم بوقوعه في سجن جهنم الأبدي، فتتصرف تصرفاً مخالفاً لفطرتها مخالفةً كلية، إذ بدلاً من أن تجعل ولدها البريء شفيعاً لها يوم القيامة تجعله مُدَّعياً عليها، إذ سيشكو ذلك الولد هناك قائلا لها: «لِمَ لم تقوي إيماني حتى سببتِ في هلاكي هذا؟!». وحيث إنه لم يأخذ قسطاً وافراً من التربية الإسلامية، فلا يبالي بشفقة والدته الخارقة، بل قد يقصر في حقها كثيراً. | إنَّ الوالدة الحنون تضع نصبَ عينها كل فداء وتضحية لتمنع عن ولدها المصائب والهلاك، لتجعله سليماً معافىً في الدنيا. فتربي ولدَها على هذا الأساس، فتنفق جميع أموالها ليكون ابنها عظيماً وسيداً آمراً. فتراها تأخذ ولدَها من المدارس العلمية الدينية وترسله إلى أوروبا، من دون أن تفكر في حياة ولدها الأبدية التي تصبح مهددة بالخطر. فهي إذ تسعى لتنقذه من سجن دنيوي، لا تهتم بوقوعه في سجن جهنم الأبدي، فتتصرف تصرفاً مخالفاً لفطرتها مخالفةً كلية، إذ بدلاً من أن تجعل ولدها البريء شفيعاً لها يوم القيامة تجعله مُدَّعياً عليها، إذ سيشكو ذلك الولد هناك قائلا لها: «لِمَ لم تقوي إيماني حتى سببتِ في هلاكي هذا؟!». وحيث إنه لم يأخذ قسطاً وافراً من التربية الإسلامية، فلا يبالي بشفقة والدته الخارقة، بل قد يقصر في حقها كثيراً. | ||
ولكن إذا ما سعت تلك الوالدةُ إلى إنقاذ ولدها الضعيف من السجن الأبدي الذي هو جهنم، ومن الإعدام الأبدي الذي هو الموتُ في الضلالة، بشفقتها الحقيقية الموهوبة دون الإساءة في استعمالها، فإن ولدَها سيوصل الأنوارَ دوماً إلى روحها بعد وفاتها، إذ يسجل في صحيفة أعمالها مثلُ جميع الحسنات التي يعملها الولد. كما سيكون لها ولداً طيباً مباركاً ينعمان معاً في حياة خالدة، شفيعاً لها عند الله ما وسعته الشفاعة، لا شاكياً منها ولا مُدَّعياً عليها. | |||
نعم، إنَّ أول أستاذ للإنسان وأكثر من يؤثر فيه تعليماً، إنما هو والدتُه. | |||
سأبين بهذه المناسبة هذا المعنى الذي أتحسسه دائماً إحساساً قاطعاً في شخصي، وهو: | |||
< | أُقسم بالله أن أرسخَ درس أخذته، وكأنه يتجدد عليّ، إنما هو تلقينات والدتي رحمها الله ودروسها المعنوية، حتى استقرت في أعماق فطرتي وأصبحت كالبذور في جسدي، في غضون عمري الذي يناهز الثمانين رغم أنى قد أخذت دروساً من ثمانين ألف شخص (<ref>اعلم! أن السائق لهذا القول، أنى رأيت نفسي مغرورة بمحاسنها. فقلتُ: لا تملكين شيئاً!. فقالت: فإذن لا أهتم بما ليس لي من البدن.. فقلت: لابد أن لا تكوني أقل من الذباب.. فإن شئتِ شاهداً فانظري إلى هذا الذباب، كيفَ ينظِّفُ جناحَيهِ برجليهِ ويمسحُ عينيه ورأسه بيديه! سبحان من ألهَمَه هذا، وصيّره أستاذاً لي وأفحمَ به نفسي!. (المثنوي العربي النوري - ذيل القطرة).</ref>) بل أرى يقينا أن سائر الدروس إنما تبنى على تلك البذور. | ||
</ | |||
بمعنى أنى أشاهد درس والدتي -رحمها الله- وتلقيناتها لفطرتي وروحي وأنا في السنة الأولى من عمري، بذورَ أساس ضمن الحقائق العظيمة التي أراها الآن وأنا في الثمانين من عمري. | |||
مثال ذلك: أن «الشفقة» التي هي أهم أساس من الأسس الأربعة في مسلكي ومشربي في الحياة.. وإن «الرأفة والرحمة» التي هي حقيقة عظمى أيضاً من حقائق رسائل النور، أشاهدهما يقيناً بأنهما نابعتان من أفعال تلك الوالدة الرؤوف ومن أحوالها الشفيقة ومن دروسها المعنوية. | |||
نعم، إنَّ الشفقة والحنان الكامنين في الأمومة والتي تحملها بإخلاص حقيقي وتضحية وفداء قد أُسيءَ استعمالها في الوقت الحاضر، إذ لا تفكر الأم بما سينال ولدُها في الآخرة من كنوز هي أثمن من الألماس، بل تصرف وجهه إلى هذه الدنيا التي لا تعدل قِطعاً زجاجية فانية، ثم تشفق على ولدها وتحنو عليه في هذا الجانب من الحياة. وما هذا إلّا إساءةٌ في استعمال تلك الشفقة. | |||
إنَّ مما تثبت بطولةَ النساء في تضحيتهن العظيمة دون انتظار لأجر ولا عوض، من دون فائدة يجنينها لأنفسهن ومن دون رياء وإظهارٍ لأنفسهن، هي استعدادهن للفداء بأرواحهن لأجل الولد، أقول إنَّ مما يثبت ذلك هو ما نراه في الدجاجة التي تحمل مثالاً مصغراً من تلك الشفقة، شفقة الأمومة وحنانها، فهي تهاجم الأسد، وتفدي بروحها، حفاظاً على فراخها الصغار. | |||
وفي الوقت الحاضر، إنَّ ألزم شيء وأهم أساس في التربية الإسلامية وأعمال الآخرة، إنما هو «الإخلاص» فمثل هذه البطولة الفائقة في الشفقة تضم بين جوانحها الإخلاص الحقيقي. | |||
فإذا ما بدت هاتان النقطتان في تلك الطائفة المباركة، طائفة النساء، فإنهما سيكونان مدار سعادة عظمى في المحيط الإسلامي. | |||
< | أما تضحية الآباء فلا تكون دون عوض قطعاً، وإنما تطلب الأجر والمقابل من جهات كثيرة تبلغ المائة، وفي الأقل تطلب الفخر والسمعة. ولكن مع الأسف فإن النساء المباركات يدخلن الرياء والتملق بطراز آخر وبنوع آخر نتيجة ضعفهن وعجزهن، وذلك خلاصاً من شر أزواجهن الظلمة وتسلطهم عليهن. | ||
<span id="İkinci_Nükte"></span> | |||
=== النكتة الثانية: === | |||
لما كنت في هذه السنة معتزلاً الناس مبتعداً عن الحياة الاجتماعية، نظرتُ إلى الدنيا نزولا عند رغبة إخوة وأخوات من النوريين، فسمعت من أغلب من قابلني من الأصدقاء، شكاوى عن حياتهم الأسرية. فتأسفت من الأعماق وقلت: «أوَ دَبّ الفسادُ في هذه الحياة أيضاً؟ إن الحياة الأسرية هي قلعة الإنسان الحصينة، ولاسيما المسلم، فهي كجنته المصغرة ودنياه الصغيرة». | |||
فتّشت عن السبب الذي أدّى إلى فسادها. وعَلمتُ أنَّ هناك منظمات سرية تسعى لإضلال الشباب وإفسادهم بتذليل سُبل الشهوات أمامهم وسوقهم إلى السفاهة والغواية لإفساد المجتمع الإسلامي والإضرار بالدين الإسلامي، كما أحسستُ أن منظمات أيضاً تعمل في الخفاء وتسعى سعياً جاداً مؤثراً لدفع الغافلات من النساء اللطيفات إلى طرق خاطئة آثمة. وأدركت أن ضربة قاصمة على هذه الأمة الإسلامية تأتي من تلك الجهة. | |||
فأنا أُبين بياناً قاطعاً، يا إخواني ويا بناتي المعنويات الشابات! | |||
إنَّ العلاج الناجع لإنقاذ سعادة النساء من الإفساد في دنياهن وأخراهن معاً، وإن الوسيلة الوحيدة لصون سجاياهن الراقية اللاتي في فطرتهن من الفساد، ليس إلّا في تربيتهن تربية دينية ضمن نطاق الإسلام الشامل. | |||
إنكن تسمعن ما آلت إليه حال تلك الطائفة المباركة في روسيا! | |||
وقد قيل في جزء من «رسائل النور»: | |||
إنَّ الزوج الرشيد لا يَبني محبتَه لزوجته على جمال ظاهري زائل لا يدوم عشر سنوات، بل عليه أن يبني مودتَه لها على شفقتها التي هي أجمل محاسن النساء وأدوَمه، ويوثقها بحسن سيرتها الخاصة بأنوثتها، كي تدوم محبته لها كلما شابت تلك الزوجة الضعيفة، إذ هي ليست صاحبته ورفيقته في حياة دنيوية مؤقتة، وإنما هي رفيقته المحبوبة في حياة أبدية خالدة. فيلزم أن يتحابا باحترام أزيد ورحمة أوسع، كلما تقدما في العمر. أما حياة الأسرة التي تتربى في أحضان المدنية الحديثة فهي معرضة للانهيار والفساد، حيث تبنى العلاقة فيها على صحبة مؤقتة يعقبها فراق أبدي. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme