64.902
düzenleme
("ولله المثل الأعلى. فكلُّ فعل من هذه الأفعال الواسعة التي تربو على المئات، دليل باهر الوضوح على الوحدانية، إن لم يُسنَد إلى «الواحد الأحد» سبحانه لنتجت إذن مئاتُ المحالات بمئاتٍ من الأوجه. فمثلاً: إنه ليست الأفعالُ كلُّها كالحكمة والعناية والرحمة والإ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
Değişiklik özeti yok |
||
99. satır: | 99. satır: | ||
إنَّ الذي لا يعتقد أن أعمال الجن والإنس يوم الحشر الأكبر توزن بميزان العدل الإلهي، ويستغرب منها ويستبعدها ولا يؤمن بها، أقول لو تمكّن أن يتأمل فيما هو ظاهر مشاهدَ من أنواع الموازنة الكبرى أمامه في هذه الدنيا لزال استبعادُه واستنكاره حتماً. | إنَّ الذي لا يعتقد أن أعمال الجن والإنس يوم الحشر الأكبر توزن بميزان العدل الإلهي، ويستغرب منها ويستبعدها ولا يؤمن بها، أقول لو تمكّن أن يتأمل فيما هو ظاهر مشاهدَ من أنواع الموازنة الكبرى أمامه في هذه الدنيا لزال استبعادُه واستنكاره حتماً. | ||
أيها الإنسان المسرف الظالم الوسخ.! | |||
اعلم، أن «الاقتصاد والطهر والعدالة» سنن إلهية جارية في الكون، ودساتيرُ إلهية شاملة تدور رحى الموجودات عليها لا يفلت منها شيء إلّا أنت أيها الشقي، وأنت بمخالفتك الموجودات كلها في سيرها وفق هذه السنن الشاملة تلقى النفرة منها والغضب عليك وأنت تستحقها.. فعلامَ تستند وتثير غضبَ الموجودات كلها عليك فتقترف الظلم والإسراف ولا تكترث للموازنة والنظافة؟ | |||
نعم، إن الحكمة العامة المهيمنة في الكون والتي هي تجلٍ أعظم لاسم «الحكيم» إنما تدور حول محور الاقتصاد وعدم الإسراف، بل تأمر بالاقتصاد. | |||
وإن العدالة العامة الجارية في الكون النابعة من التجلي الأعظم لاسم «العدل» إنما تدير موازنةَ عموم الأشياء، وتأمر البشرية بإقامة العدل. وإن ذكر الميزان أربع مرات في سورة الرحمن إشارة إلى أربعة أنواع من الموازين في أربع مراتب وبيان لأهمية الميزان البالغة ولقيمته العظمى في الكون. وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَالسَّمَٓاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْم۪يزَانَۙ ❀ اَلَّا تَطْغَوْا فِي الْم۪يزَانِ ❀ وَاَق۪يمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْم۪يزَانَ ﴾ (الرحمن: ٧-٩). | |||
نعم، فكما لا إسراف في شيء، فلا ظلمَ كذلك ظلماً حقيقياً في شيء، ولا بخسَ في الميزان قط، | |||
بل إن التطهير والطهر الصادر من التجلي الأعظم لاسم «القدوس» يعرض الموجودات بأبهى صورتها وأبدع زينتها، فلا ترى ثمة قذارة في موجود، ولا تجد قبحاً أصيلاً في شيء ما لم تمسّه يدُ البشر الوسخة. | |||
فاعلم من هذا أن «العدالة والاقتصاد والطهر» التي هي من حقائق القرآن ودساتير الإسلام، ما أشدَّها إيغالاً في أعماق الحياة الاجتماعية، وما أشدَّها عراقة وأصالة. وأدرك من هذا مدى قوةِ ارتباط أحكام القرآن بالكون، وكيف أنها مدّت جذوراً عميقة في أغوار الكون فأحاطته بعرىً وثيقة لا انفصام لها. ثم افهم منها أن إفساد تلك الحقائق ممتنعٌ كامتناع إفساد نظام الكون والإخلال به وتشويه صورته. | |||
ومثلما تستلزم هذه الحقائق المحيطة بالكون، وهذه الأنوار العظيمة الثلاثة «العدالة والاقتصاد والطهر» الحشرَ والآخرة، فإن حقائق محيطة معها: كالرحمة والعناية والرقابة، وأمثالِها من مئات الحقائق المحيطة والأنوار العظيمة تستلزم الحشرَ وتقتضي الحياة الآخرة، إذ هل يمكن أن تنقلب مثل هذه الحقائق المهيمنة على الموجودات والمحيطة بالكون إلى أضدادها بعدم مجيء الحشر وبعدم إقامة الآخرة، أي أن تنقلب الرحمةُ إلى ضدها وهو الظلم، وتنقلب الحكمةُ أو الاقتصاد إلى ضدهما وهو العبث والإسراف، وينقلب الطُهر إلى ضده وهو العبث والفساد. حاشَ لله.. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme