Translations:On Üçüncü Lem'a/112/ar
ذلك لأن أهل الكفر والضلالة يرفضون الغايةَ السامية لخلق الكائنات التي نتيجتُها العظمى عبودية الإنسان وتوجّهه بالإيمان والطاعة والانقياد للربوبية الإلهية. فإنكارهم هذه النتيجة العظمى للكون -التي هي العلّة الغائية وسبب بقاء الموجودات- نوعٌ من تعدٍّ على حقوق جميع المخلوقات.
وحيث إن الموجودات قاطبة تتجلى فيها الأسماء الإلهية الحسنى وكأن كلَّ جزء منها مرآةٌ تعكس تجليات أنوار تلك الأسماء المقدسة، فيكتسب ذلك الجزءُ أهميةً بها ويرتفع منزلةً، فإن إنكار الكافر لتلك الأسماء الحسنى ولتلك المنزلة الرفيعة للموجودات وأهميتِها هو إهانةٌ عظيمة وتحقير شديد فوق كونه تشويهاً ومسخاً وتحريفاً إزاء تلك الأسماء.
وكذلك فإن كل مخلوق في هذا الكون قد أُوكل إليه وظيفة، وكل جزء أُنيط به أمر، أي إن لكل شيء في الوجود مهاماً معينة، فهو إذن بمثابة مأمورٍ وموظف ربّاني. فالكافر بكفره يسلبه تلك الوظيفة المهمة ويجعله جامداً لا معنى له، وفانياً لا غاية له، فيهينه بذلك ويحقّره. وهكذا يظهر تعدّي الكفر ويتبين تجاوزه على حقوق الموجودات جميعها.