Translations:Otuz Birinci Söz/321/ar
وهكذا، فالمصوّر الجميل سبحانه وتعالى الذي كتب هذه الكائنات إظهارا لكمالاته، وإبرازا لجماله وحقائقِ أسمائه المقدسة.. كتبها كتابةً بديعة، لا أبدعَ منها؛ إذ تدل جميع الموجودات بما لا يحد من الجهات، على أسمائه الحسنى وعلى صفاته الجليلة وعلى كمالاته المطلقة وتعبّر عنها.
ومن المعلوم أن كتابا، مهما كان، إن لم يُعْرَف معناه، فسيذهب هباءً منثورا، وستسقط قيمتُه إلى العدم، فكيف بكتابٍ كهذا الذي يتضمن كلُّ حرف فيه ألوفَ المعاني؟ فلا يمكن أن تسقط قيمتُه قطعا ولا يمكن أن يذهب هباءً قط! فكاتبُ ذلك الكتاب المعجِز سيعلّمه حتما، ويفهّم قسما منه، حسب استعدادات كل طائفة، مَن هو أعمُّ نظرا وأشملُ شعورا وأكملُ استعدادا.
ولأجل تدريس مثل هذا الكتاب وتعليمه تعليما كليا وشاملا جميعَ حقائقه، تقتضي الحكمةُ سيرا وسلوكا في غاية السمو والرفعة، أي يلزم مشاهدةً وسيرا ابتداءً من نهاية طبقات الموجودات الكثيرة، التي هي أولى صفحات هذا الكتاب، وانتهاء إلى دائرة الأحدية التي هي منتهى صفحاته.
وهكذا يمكنك مشاهدة شيء من الحِكم السامية للمعراج في ضوء هذا المثال.