Translations:Otuzuncu Lem'a/281/ar

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden

    وأدركتُ منها: أن وجود دقائق الصنع وبدائع الخلق في كل موجود -ولاسيما الأحياء- بما يفوق الحد، إنما هو لعرضها أمام القيوم الأزلي. أي أن حكمة الخلق هي: مشاهدةُ القيوم الأزلي لبدائع خلقه بنفسه.. وهذه المشاهدة تستحق هذا البذل العميم وهذه الوفرة الهائلة في المخلوقات.

    ولكن بعد مضي مدة.. رأيت أن دقائق الصنع والإتقان البديع في شخوص الموجودات وفي صورتها الظاهرة لا تدوم ولا تبقى، بل تتجدد بسرعة مذهلة، وتتبدل آنا بعد آن، وتتحول ضمن خلق مستمر متجدد وفعالية مطلقة.. فأخذتُ أوغل في التفكير مدة من الزمن. وقلت: لابد أن حكمة هذه الخلاقية والفعالية عظيمةٌ عظمَ تلك الفعالية نفسها.. وعندها بدت الحكمتان السابقتان ناقصتين وقاصرتين عن الإيفاء بالغرض. وبدأت أتحرّى حكمةً أخرى بلهفة عارمة، وأبحث عنها باهتمام بالغ..

    وبعد مدة -ولله الحمد والمنة- تراءت لي حكمةٌ عظيمة لا حد لعظمتها وغاية جليلة لا منتهى لجلالها، تراءت لي من خلال فيض نور القرآن الكريم ونبعت من سر القيومية.. فأدركت بها سراً إلهياً عظيماً في الخلق، ذلك الذي يطلق عليه طلسم الكائنات و لغز المخلوقات!

    سنذكر في الشعاع الثالث هنا بضعَ نقاط من هذا السر ذكراً مجملاً حيث إنه قد فصل تفصيلاً كافياً في «المكتوب الرابع والعشرين» من «المكتوبات».