Translations:Yirmi Altıncı Lem'a/248/ar
ونُبّهت إلى ما يأتي: «أنك قد أطلقت على السجن اسم «المدرسة اليوسفية»، وقد وهب لكم «سجن دنيزلى» من النتائج والفوائد أضعاف أضعاف ما أذاقكم من الضيق والشدة، ومنحكُم فرحاً شديداً وسروراً عظيماً وغنائمَ معنوية كثيرة: واستفادة المساجين معكم من «رسائل النور»، وقراءة «رسائل النور» في الأوساط الرسمية العليا وغيرها من الفوائد، حتى جعلَتكم في شكرٍ دائم مستمر بدل التشكّي والضجر محوّلةً كل ساعة من ساعات السجن والضيق إلى عشر ساعات من العبادة، فخلّدت تلك الساعات الفانية. فهذه «المدرسة اليوسفية الثالثة» ([1]) كذلك ستُعطي -بإذن الله- من الحرارة الكافية ما يدفئ هذا البرد الشديد، وستمنح من الفرح والبهجة ما يرفع هذا الضيقَ الثقيل، باستفادة أهل المصائب والبلاء معكم من «رسائل النور» ووجدانِهم السلوان فيها. أما الذين غضبتَ واحتدّيت عليهم. فإن كانوا من المغرّر بهم ومن المخدوعين فلا يستحقون الغضبَ والحدّة، إذ إنهم يظلمونك دون قصد ولا علم ولا شعور، وإن كانوا يعذبونك ويشددون عليك الخناق وهم يقومون بهذا عن علم وعن حقدٍ دفين إرضاءً لأهل الضلالة فإنهم سيعذَّبون عن قريب بالموت الذي يتصورونه إعداماً أبدياً، وسيرون الضيقَ الشديد الدائم المقيم في السجن المنفرد وهو القبر. وأنت بدورك تكسب ثواباً عظيماً -نتيجة ظلمهم- وتظفر بخلود ساعاتك الفانية، وتغنم لذائذ روحيةً معنوية فضلاً عن قيامك بمهمتك العلمية والدينية بإخلاص.
- ↑ المقصود سجن أفيون سنة ١٩٤٨.