Translations:Yirmi Birinci Lem'a/45/ar
والسبب الثاني في إحراز الإخلاص هو: أن يكسب المرء حضوراً وسكينة بالإيمان التحقيقي وباللمعات الواردة عن «التفكر الإيماني في المخلوقات». هذا التأمل يسوق صاحبه إلى معرفة الخالق سبحانه؛ فتنسكب الطمأنينةُ والسكينة في القلب. حقاً إنَّ تلمع هذا النوع من التأمل في فكر الإنسان يجعله يفكر دائماً في حضور الخالق الرحيم سبحانه ورؤيته له، أي أنه حاضر وناظر إليه دائماً؛ فلا يلتفت عندئذٍ إلى غيره، ولا يستمد من سواه. حيث إن النظر والالتفات إلى ما سواه يخلّ بأدب الحضور وسكينة القلب. وبهذا ينجو الإنسان من الرياء ويتخلص منه، فيظفر بالإخلاص بإذن الله.
وعلى كل حال ففي هذا «التأمل» درجات كثيرة ومراتب عدة. وحظُّ كل شخص ما يكسبه، وربحه ما يستفيد منه حسب قابلياته وقدراته.