Yirmi Beşinci Söz/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("وكذا هو القولُ الشارح والتفسيرُ الواضح والبرهانُ القاطع والترجمانُ الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه.." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    (Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor)
     
    (Bir diğer kullanıcıdan 646 ara revizyon gösterilmiyor)
    1. satır: 1. satır:
    <languages/>
    <languages/>
    <span id="Yirmi_Beşinci_Söz"></span>
    = الكلمة الخامسة والعشرون =


    رسالة المعجزات القرآنية  
    رسالة المعجزات القرآنية


    أرى من الفضول التحري عن برهانٍ وفي اليد معجزة خالدة، القرآن
    أرى من الفضول التحري عن برهانٍ وفي اليد معجزة خالدة، القرآن
    84. satır: 82. satır:
    وكذا هو القولُ الشارح والتفسيرُ الواضح والبرهانُ القاطع والترجمانُ الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه..
    وكذا هو القولُ الشارح والتفسيرُ الواضح والبرهانُ القاطع والترجمانُ الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه..


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا هو المربي لهذا العالم الإنساني..
    Ve şu âlem-i insaniyetin mürebbisi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكالماء والضياء للإنسانية الكبرى التي هي الإسلام..
    Ve insaniyet-i kübra olan İslâmiyet’in mâ ve ziyası.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا هو الحكمةُ الحقيقيةُ لنوع البشر..
    Ve nev-i beşerin hikmet-i hakikiyesi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو المرشدُ المهدي إلى ما يسوق الإنسانية إلى السعادة..
    Ve insaniyeti saadete sevk eden hakiki mürşidi ve hâdîsi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا هو للإنسان: كما أنه كتابُ شريعةٍ، كذلك هو كتابُ حكمةٍ، وكما أنه كتابُ دعاءٍ وعبوديةٍ، كذلك هو كتابُ أمرٍ ودعوةٍ، وكما أنه كتابُ ذكرٍ كذلك هو كتابُ فكرٍ..
    Ve insana hem bir kitab-ı şeriat hem bir kitab-ı dua hem bir kitab-ı hikmet hem bir kitab-ı ubudiyet hem bir kitab-ı emir ve davet hem bir kitab-ı zikir hem bir kitab-ı fikir hem bütün insanın bütün hâcat-ı maneviyesine merci olacak çok kitapları tazammun eden tek, câmi’ bir kitab-ı mukaddestir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو الكتاب الوحيد المقدّس الجامع لكل الكتب التي تحقق جميع حاجات الإنسان المعنوية، حتى إنه قد أبرز لمشرَب كلِّ واحدٍ من أهل المشارب المختلفة،
    Hem bütün evliya ve sıddıkîn ve urefa ve muhakkikînin muhtelif meşreplerine ve ayrı ayrı mesleklerine, her birindeki meşrebin mezâkına lâyık ve o meşrebi tenvir edecek ve her bir mesleğin mesâkına muvafık ve onu tasvir edecek birer risale ibraz eden mukaddes bir kütüphane hükmünde bir kitab-ı semavîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولمسلكِ كلِّ واحدٍ من أهل المسالك المتباينة من الأولياء والصديقين ومن العرفاء والمحققين رسالةً لائقةً لمذاق ذلك المشرَب وتنويره، ولمساقِ ذلك المسلَك وتصويره. فهذا الكتاب السماوي أشبهُ ما يكون بمكتبةٍ مقدسةٍ مشحونةٍ بالكتب.
    === İkinci Cüz ve Tetimme-i Tarif ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkinci_Cüz_ve_Tetimme-i_Tarif"></span>
    Kur’an arş-ı a’zamdan, ism-i a’zamdan, her ismin mertebe-i a’zamından geldiği için, On İkinci Söz’de beyan ve ispat edildiği gibi:
    === الجزء الثاني وتتمة التعريف ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد وُضّح في «الكلمة الثانية عشرة» وأثبت فيها: أنّ القرآنَ قد نـزل من العرش الأعظم، من الاسم الأعظم، من أعظم مرتبةٍ من مراتب كلِّ اسم من الأسماء الحسنى..
    '''Kur’an'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القرآن:
    Bütün âlemlerin Rabb’i itibarıyla Allah’ın kelâmıdır.
     
    </div>
    فهو كلامُ الله بوَصْفه ربّ العالمين،
     
    وهو أمرُ الله بوصفه إله الموجودات،
     
    وهو خطابُه بوصفه خالق السماوات والأرض،
     
    وهو مكالمة سامية بصفة الربوبية المطلقة،
     
    وهو خطاب أزلي باسم السلطنةِ الإلهية الشاملة العظمى،
     
    وهو سجلُّ الالتفات والتكريم الرحماني النابعِ من رحمته الواسعة المحيطةِ بكل شيء،
     
    وهو مجموعةُ رسائلَ ربانية تبيّن عظمةَ الألوهية،
     
    إذ في بدايات بعضها رموز وشفرات، وهو الكتابُ المقدس الذي ينثرُ الحكمةَ، نازل من محيط الاسم الأعظم ينظر إلى ما أحاط به العرشُ الأعظمُ.
     
    ومن هذا السر أطلق على القرآن الكريم ويُطلق عليه دوما ما يستحقّه من اسم وهو: «كلامُ الله». وتأتي بعد القرآن الكريم الكتبُ المقدسة لسائر الأنبياء عليهم السلام وصحفُهُم. أما سائرُ الكلمات الإلهية التي لا تنفد، فمنها ما هو مكالمة في صورة إلهامٍ نابع باعتبار خاص، وبعنوانٍ جزئي، وبتجلٍ خاص لاسم خصوصي، وبربوبية خاصة، وسلطانٍ خاص، ورحمةٍ خصوصية. فإلهاماتُ المَلَك والبشر والحيوانات مختلفة جدا من حيث الكلية والخصوصية.
     
    <span id="Üçüncü_Cüz"></span>
    === الجزء الثالث ===
     
    إن القرآن الكريم، كتاب سماوي يتضمن إجمالا كتبَ جميع الأنبياء المختلفةِ عصورُهم، ورسائلَ جميع الأولياءِ المختلفةِ مشاربُهم، وآثارَ جميعِ الأصفياء المختلفةِ مسالكُهُم..
     
    جهاتُه الست مُشرقة ساطعة نقية من ظلمات الأوهام، طاهرة من شائبة الشبهات؛
     
    إذ نقطةُ استناده: الوحيُ السماوي والكلامُ الأزلي باليقين..
     
    هدفُه وغايتُه: السعادةُ الأبدية بالمشاهدة..
     
    محتواه: هداية خالصة بالبداهة..
     
    أعلاه: أنوارُ الإيمان بالضرورة..
     
    أسفلُه: الدليلُ والبرهانُ بعلم اليقين..
     
    يمينُه: تسليمُ القلب والوجدان بالتجربة..
     
    يسارُه: تسخيرُ العقل والإذعانُ بعين اليقين..
     
    ثمرتُه: رحمةُ الرحمن ودارُ الجنان بحق اليقين..
     
    مقامُه: قبولُ المَلَك والإنس والجان بالحدس الصادق.
     
    إنّ كل صفةٍ من الصفات المذكورة في تعريف القرآن الكريم بأجزائه الثلاثة، قد أُثبتت إثباتا قاطعا في مواضع أخرى أو ستُثبَت، فدعوانا ليستْ مجرد ادّعاء من دون دليل، بل كلّ منها مبرهنة بالبرهان القاطع.
     
    <span id="BİRİNCİ_ŞULE"></span>
    == الشعلة الأولى ==
     
    هذه الشعلةُ لها ثلاثُ أشعات
     
    <span id="BİRİNCİ_ŞUÂ"></span>
    === الشعاع الأول ===
     
    بلاغة القرآن معجزة
     
    هذه البلاغةُ المعجزة نَبعت من جزالة نظْم القرآن وحُسنِ متانته، ومن بداعةِ أساليبه وغرابتِها وجودتها، ومن بَراعةِ بيانه وتفوّقِه وصفوَتِه، ومن قوةِ معانيه وصدقِها، ومن فصاحةِ ألفاظه وسلاستِها.
     
    بهذه البلاغة الخارقة تحدّى القرآنُ الكريم -منذ ألفٍ وثلاث مئة من السنين- أذكى بُلغاء بني آدم وأبرعَ خطبائهم وأعظمَ علمائهم، فما عارضوه، وما حاروا (<ref>
    الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء، وطَحَنَتْ فما أحارَت شيئا، أي: ما رَدَّتْ شيئا من الدَّقيقِ. (القاموس المحيط)
    </ref>) ببنت شفة، مع شدة تحدّيه إياهم، بل خضعتْ رقابُهم بِذلّ، ونَكسوا رؤوسَهم بِهَوان، مع أنّ من بلغائهم مَن يناطح السحابَ بغرورِه.
     
    نشير إلى وجه الإعجاز في بلاغته بصورتين:
     
    <span id="BİRİNCİ_SURET"></span>
    ==== الصورة الأولى ====
     
    إنّ أكثرَ سكان جزيرة العرب كانوا في ذلك الوقت أمّيين، لذا كانوا يحفظون مفاخرَهم ووقائعهم التاريخية وأمثالَهم وحِكمَهم ومحاسنَ أخلاقهم في شعرهم وبليغِ كلامهم المتناقل شفاها، بدلا من الكتابة. فكان الكلامُ الحكيم ذو المغزى يستقر في الأذهان ويتناقلُه الخلفُ عن السلف.
     
    فهذه الحاجة الفطرية فيهم دفعَتهم إلى أن يكونَ أرغبُ متاع في أسواقهم وأكثرُه رواجا هو الفصاحةَ والبلاغة، حتى كان بليغُ القبيلة رمزا لمجدها وبطلا من أبطال فخرها.
     
    فهؤلاء القوم الذين ساسوا العالمَ بفِطنَتهم بعد إسلامهم كانوا في الصدارة والقمة في ميدان البلاغة بين أمم العالم. فكانت البلاغةُ رائجةً وحاجتُهم إليها شديدةً حتى يعدّوها مدار اعتزازهم، بل حتى كانت رحى الحرب تدور بين قبيلتين أو يحلّ الوئام بينهما بمجرد كلام يصدر عن بليغهم بل كتبوا سبعَ قصائد بماء الذهب لأبلغ شعرائهم وعلّقوها على جدار الكعبة، فكانت «المعلقات السبع» التي هي رمزُ فخرهم.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي مثل هذا الوقت الذي بلغتْ فيه البلاغةُ قمةَ مجدها، ومرغوب فيها إلى هذا الحد، نـزل القرآن الكريم -بمثل ما كانت معجزة سيدنا موسى وعيسى عليهما السلام من جنس ما كان رائجا في زمانهما، وهو السحر والطب- نـزل في هذا الوقت متحديا ببلاغته بلاغةَ عصره وكلَّ العصور التالية، ودعا بلغاءَ العرب إلى معارضته، والإتيان ولو بأقصر سورة من مثله، فتحدّاهم بقوله تعالى: ﴿ وَاِنْ كُنْتُمْ ف۪ي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلٰى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه۪ ﴾ (البقرة:٢٣) واشتدّ عليهم بالتحدي: ﴿ فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ (البقرة:٢٤) أي ستساقون إلى جهنمَ وبئس المصير. فكان هذا يكسر غرورَهم، ويستخفّ بعقولهم ويسفّه أحلامَهم، ويقضي عليهم في الدنيا بالإعدام كما هو في الآخرة، أي إما أن تأتوا بمثله أو أنّ أرواحكم وأموالكم في خطر، ما دمتم مصرّين على الكفر!
    Hem bütün mevcudatın İlahı unvanıyla Allah’ın fermanıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فلو كانت المعارضةُ ممكنةً فهل يمكن اختيار طريق الحرب والدمار، وهي أشدُّ خطرا وأكثرُ مشقة. وبين أيديهم طريق سهلة هينة، تلك هي معارضتُه ببضعة أسطر تماثله، لإبطال دعواه وتحدّيه؟
    Hem bütün semavat ve arzın Hâlık’ı namına bir hitaptır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أجل، هل يمكن لأولئك القوم الأذكياء الذين أداروا العالمَ بسياستهم وفِطنتهم أن يتركوا أسهلَ طريق وأسلَمها، ويختاروا الطريق الصعبة التي تلقي أرواحَهم وأموالَهم إلى الهلاك؟ إذ لو كان باستطاعة بلغائهم أن يعارضوا القرآن ببضعة حروف، لَتَخَلَّى القرآنُ عن دعواه، وَلنَجَوا من الدمار المادي والمعنوي، والحال أنهم اختاروا طريقَ الحرب المريعة الطويلة.
    Hem rububiyet-i mutlaka cihetinde bir mükâlemedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بمعنى أن المعارضة بالحروف محالة ولا يمكنهم ذلك بحال من الأحوال، لذا عمدوا إلى المقارعة بالسيوف.
    Hem saltanat-ı âmme-i Sübhaniye hesabına bir hutbe-i ezeliyedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن هناك دافعَين في غاية القوة لمعارضة القرآن وإتيان مثيله وهما:
    Hem rahmet-i vâsia-i muhita nokta-i nazarında bir defter-i iltifatat-ı Rahmaniyedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الأول: حرصُ الأعداء على معارضته.
    Hem uluhiyetin azamet-i haşmeti haysiyetiyle, başlarında bazen şifre bulunan bir muhabere mecmuasıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الثاني: شغفُ الأصدقاء على تقليده.
    Hem ism-i a’zamın muhitinden nüzul ile arş-ı a’zamın bütün muhatına bakan ve teftiş eden hikmet-feşan bir kitab-ı mukaddestir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد ألِّفَتْ تحت تأثير هذين الدافعين الشديدين ملايينُ الكتب بالعربية، من دون أن يكون كتاب واحد منها شبيها بالقرآن قط، إذ كلُّ من يراها -سواء أكان عالما أو جاهلا- لا بد أن يقول: القرآنُ لا يشبه هذه الكتب، ولا يمكن أن يُعارضَ واحد منها القرآنَ قطعا. ولهذا فإما أن القرآن أدنى بلاغةً من الكل، وهذا باطل محال باتفاق الأعداء والأصدقاء، وإما أن القرآن فوقها جميعا، وأسمى وأعلى.
    Ve şu sırdandır ki “kelâmullah” unvanı kemal-i liyakatle Kur’an’a verilmiş ve daima da veriliyor. Kur’an’dan sonra sair enbiyanın kütüb ve suhufları derecesi gelir. Sair nihayetsiz kelimat-ı İlahiyenin ise bir kısmı dahi has bir itibarla, cüz’î bir unvan ile hususi bir tecelli ile cüz’î bir isim ile ve has bir rububiyet ile ve mahsus bir saltanat ile ve hususi bir rahmet ile zâhir olan ilhamat suretinde bir mükâlemedir. Melek ve beşer ve hayvanatın ilhamları, külliyet ve hususiyet itibarıyla çok muhteliftir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن قلتَ: كيف نعلم أنّ أحدا لم يحاول المعارضة؟ ألم يعتمد أحد على نفسه وموهبته ليبرز في ميدان التحدي؟ أوَلم ينفع تعاونُهم ومؤازرةُ بعضهم بعضا؟
    === Üçüncü Cüz ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: لو كانت المعارضةُ ممكنةً، لكانت المحاولة قائمة لا محالة، لأن هناك قضية الشرف والعزة وهلاك الأرواح والأموال. فلو كانت المعارضة قد وقعت فعلا، لكان الكثيرون ينحازون إليها، لأن المعارضين للحق والعنيدين كثيرون دائما. فلو وُجد مَن يؤيد المعارضة لاشتهرَ به، إذ كانوا ينظمون القصائد لخصام طفيف، ويجعلونَها في المآثر، فكيف بصراع عجيب كهذا يبقى مستورا في التاريخ؟
    Kur’an, asırları muhtelif bütün enbiyanın kütüblerini ve meşrepleri muhtelif bütün evliyanın risalelerini ve meslekleri muhtelif bütün asfiyanın eserlerini icmalen tazammun eden ve cihat-ı sittesi parlak ve evham ve şübehatın zulümatından musaffâ ve nokta-i istinadı, bi’l-yakîn vahy-i semavî ve kelâm-ı ezelî ve hedefi ve gayesi, bilmüşahede saadet-i ebediye; içi, bilbedahe hâlis hidayet; üstü, bizzarure envar-ı iman;  altı, biilmelyakîn delil ve bürhan; sağı, bi’t-tecrübe teslim-i kalp ve vicdan; solu, biaynelyakîn teshir-i akıl ve iz’an; meyvesi, bihakkalyakîn rahmet-i Rahman ve dâr-ı cinan; makamı ve revacı, bi’l-hadsi’s-sadık makbul-ü melek ve ins ü cânn bir kitab-ı semavîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد نُقلت واشتهرت أشنعُ الإشاعات وأقبحُها طعنا بالإسلام، ولم تُنقَل سوى بضعِ كلمات تقوَّلها مسيلمة الكذاب لمعارضة القرآن. ومسيلمةُ هذا، وإن كان صاحبُ بلاغة لا يستهان به إلاّ أن بلاغته عندما قورنت مع بلاغة القرآن التي تفوق كلَّ حُسن وجمال عُدَّت هذيانا. ونُقل كلامُه هكذا في صفحات التاريخ.
    Kur’an’ın tarifine dair üç cüzündeki sıfatların her biri başka yerlerde kat’î ispat edilmiş veya ispat edilecektir. Davamız mücerred değil, her birisi bürhan-ı kat’î ile müberhendir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فالإعجاز في بلاغة القرآن يقين كيقين حاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعا. ولهذا يكون الأمر هكذا.
    == BİRİNCİ ŞULE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İKİNCİ_SURET"></span>
    Bu şulenin '''üç şuâı''' var.
    ==== الصورة الثانية ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سنبين حكمةَ الإعجاز في بلاغة القرآن بخمس نقاط:
    === BİRİNCİ ŞUÂ ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الأولى
    '''Derece-i i’cazda belâgat-ı Kur’aniyedir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن في نظم القرآن جزالة خارقة، وقد بيّن كتاب «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز» من أوله إلى آخره هذه الجزالة والمتانة في النظم، إذ كما أن عقارب الساعة العادَّة للثواني والدقائق والساعات يكمِّل كلّ منها نظامَ الآخر، كذلك النّظم في هيئات كل جملة من جمَل القرآن، والنظامُ الذي في كلماته، والانتظام الذي في مناسبة الجُمل كلّ تجاه الآخر، وقد بُيّن كل ذلك بوضوح تام في التفسير المذكور.  
    O belâgat ise nazmın cezaletinden ve hüsn-ü metanetinden ve üsluplarının bedaatinden, garib ve müstahsenliğinden ve beyanının beraatinden, faik ve safvetinden ve maânîsinin kuvvet ve hakkaniyetinden ve lafzının fesahatinden, selasetinden tevellüd eden bir belâgat-ı hârikulâdedir ki benî-Âdem’in en dâhî ediblerini, en hârika hatiplerini, en mütebahhir ulemasını muarazaya davet edip bin üç yüz senedir meydan okuyor, onların damarlarına şiddetle dokunuyor. Muarazaya davet ettiği halde, kibir ve gururlarından başını semavata vuran o dâhîler, ona muaraza için ağız açamayıp kemal-i zilletle boyun eğdiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمن شاء فليراجعه ليتمكن من أن يشاهد هذه الجزالة الخارقة في أجمل صوَرها، إلّا أننا نورد هنا مثالين فقط لبيان نَظم الكلمات المتعانقة لكل جملة (والتي لا يصلح مكانها غيرها بتناسق وتكامل).
    İşte belâgatındaki vech-i i’cazı '''iki suret'''le işaret ederiz:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الأول: قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَٓا اِنَّا كُنَّا ظَالِم۪ينَ ﴾ (الأنبياء:٤٦)
    ==== BİRİNCİ SURET ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الجملة مسوقة لإظهار هولِ العذاب، ولكن بإظهار التأثير الشديد لأقلِّه، ولهذا فإن جميعَ هيئات الجملة التي تفيد التقليل تنظرُ إلى هذا التقليل وتمدّه بالقوة كي يُظهر الهَول:
    İ’cazı vardır ve mevcuddur. Çünkü Ceziretü’l-Arap ahalisi o asırda ekseriyet-i mutlaka itibarıyla ümmi idi. Ümmilikleri için mefahirlerini ve vukuat-ı tarihiyelerini ve mehasin-i ahlâka yardım edecek durub-u emsallerini kitabet yerine şiir ve belâgat kaydıyla muhafaza ediyorlardı. Manidar bir kelâm, şiir ve belâgat cazibesiyle eslâftan ahlafa hâfızalarda kalıp gidiyordu.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلفظ ﴿ لَئِنْ ﴾ هو للتشكيك، والشك يوحي القلة.
    İşte şu ihtiyac-ı fıtrî neticesi olarak o kavmin manevî çarşı-yı ticaretlerinde en ziyade revaç bulan, fesahat ve belâgat metaı idi. Hattâ bir kabilenin beliğ bir edibi, en büyük bir kahraman-ı millîsi gibi idi. En ziyade onunla iftihar ediyorlardı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولفظ ﴿ مَسَّ ﴾ هو إصابة قليلة، يفيد القلة أيضا.
    İşte İslâmiyet’ten sonra âlemi zekâlarıyla idare eden o zeki kavim, şu en revaçlı ve medar-ı iftiharları ve ona şiddet-i ihtiyaçla muhtaç olan belâgatta, akvam-ı âlemden en ileride ve en yüksek mertebede idiler. Belâgat, o kadar kıymettar idi ki bir edibin bir sözü için iki kavim büyük muharebe ederdi ve bir sözüyle musalaha ediyorlardı. Hattâ onların içinde “Muallakat-ı Seb’a” namıyla yedi edibin yedi kasidesini altınla Kâbe’nin duvarına yazmışlar, onunla iftihar ediyorlardı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولفظ ﴿ نَفْحَةٌ ﴾ مادتُه رائحة قليلة، فيفيد القلة، كما أن صيغتَه تدل على واحدة، أي واحدة صغيرة، كما في التعبير الصرفي -مصدر المرة- فيفيد القلة..  
    İşte böyle bir zamanda, belâgat en revaçlı olduğu bir anda Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan nüzul etti. Nasıl ki zaman-ı Musa aleyhisselâmda sihir ve zaman-ı İsa aleyhisselâmda tıp revaçta idi. Mu’cizelerinin mühimmi o cinsten geldi. İşte o vakit bülega-yı Arab’ı, en kısa bir suresine mukabeleye davet etti وَ اِن۟ كُن۟تُم۟ فٖى رَي۟بٍ مِمَّا نَزَّل۟نَا عَلٰى عَب۟دِنَا فَا۟تُوا بِسُورَةٍ مِن۟ مِث۟لِهٖ fermanıyla onlara meydan okuyor. Hem der ki: “İman getirmezseniz mel’unsunuz. Cehenneme gireceksiniz.” Damarlarına şiddetle vuruyor. Gururlarını dehşetli surette kırıyor. O kibirli akıllarını istihfaf ediyor. Onları bidayeten idam-ı ebedî ile ve sonra da cehennemde idam-ı ebedî ile beraber dünyevî idam ile de mahkûm ediyor. Der: “Ya muaraza ediniz yahut can ve malınız helâkettedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتنوينُ التنكير في ﴿ نفحة ﴾ هي لتقليلها، بمعنى أنها شيء صغير إلى حدٍّ لا يُعلم، فيُنكر.
    İşte eğer muaraza mümkün olsaydı acaba hiç mümkün mü idi ki bir iki satırla muaraza edip davasını iptal etmek gibi rahat bir çare varken, en tehlikeli en müşkülatlı muharebe tarîkı ihtiyar edilsin? Evet o zeki kavim, o siyasî millet ki bir zaman âlemi siyasetle idare ettiği halde, en kısa ve rahat ve hafif bir yolu terk etsin? En tehlikeli ve bütün mal ve canını belaya atacak uzun bir yolu ihtiyar etsin, hiç kabil midir? Çünkü bir edibleri, birkaç hurufatla muaraza edebilseydi Kur’an, davasından vazgeçerdi. Onlar da maddî ve manevî helâketten kurtulurlardı. Halbuki muharebe gibi dehşetli, uzun bir yolu ihtiyar ettiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولفظ ﴿ مِنْ ﴾ هو للتبعيض، بمعنى جزء، فيفيد القلة.
    Demek, muaraza-i bi’l-huruf mümkün değildi, muhaldi. Onun için muharebe-i bi’s-süyufa mecbur oldular.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولفظ ﴿ عَذَابِ ﴾ هو نوع خفيف من الجزاء بالنسبة إلى النكال والعقاب، فيشير إلى القلة.
    Hem Kur’an’ı tanzir etmek, taklidini yapmak için gayet şiddetli iki sebep vardı. Birisi, düşmanın hırs-ı muarazası. Diğeri, dostlarının şevk-i taklididir ki şu iki sâik-i şedit altında milyonlar Arabî kitaplar yazılmış ki hiçbirisi ona benzemez. Âlim olsun, âmî olsun her kim ona ve onlara baksa kat’iyen diyecek ki: “Kur’an, bunlara benzemez. Hiçbirisi onu tanzir edemez.” Şu halde ya Kur’an, bütününün altındadır. Bu ise bütün dost ve düşmanın ittifakıyla battaldır, muhaldir. Veya Kur’an, o yazılan umum kitapların fevkindedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولفظ ﴿ رَبِّكَ ﴾ بدلا من: القهار، الجبار، المنتقم، فيفيد القلة أيضا وذلك بإحساسه الشفقة والرحمة.
    '''Eğer desen:''' Nasıl biliyoruz ki kimse muarazaya teşebbüs etmedi? Kimse kendine güvenemedi mi ki meydana çıksın? Birbirinin yardımı da mı fayda etmedi?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تفيد الجملة أنه:إذا كان العذابُ شديدا ومؤثرا مع هذه القلة، فكيف يكون هولُ العقاب الإلهي؟
    '''Elcevap:''' Eğer muaraza mümkün olsaydı alâküllihal kat’î teşebbüs edilecekti. Çünkü izzet ve namus meselesi, can ve mal tehlikesi vardı. Eğer teşebbüs edilseydi alâküllihal kat’î taraftar pek çok bulunacaktı. Çünkü hakka muarız ve muannid daima kesretli idi. Eğer taraftar bulsaydı alâküllihal iştihar bulacaktı. Çünkü küçük bir mücadele, beşerin nazar-ı istiğrabını celbedip destanlarda iştihar eder. Şöyle acib bir mücadele ve vukuat ise gizli kalamaz. İslâmiyet aleyhinde tâ en çirkin ve en şenî şeylere kadar nakledilir, meşhur olur. Halbuki muarazaya dair Müseylime-i Kezzab’ın bir iki fıkrasından başka nakledilmemiş. O Müseylime’de çendan belâgat varmış. Fakat hadsiz bir hüsn-ü cemale mâlik olan beyan-ı Kur’an’a nisbet edildiği için onun sözleri hezeyan suretinde tarihlere geçmiştir. İşte Kur’an’ın belâgatındaki i’caz, kat’iyen iki kere iki dört eder gibi mevcuddur ki iş böyle oluyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فتأمل في الجملة لترى كيف تتجاوب الهيئاتُ الصغيرة، فيُعينُ كل الآخر، فكل يمد المقصد بجهته الخاصة.
    ==== İKİNCİ SURET ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا المثال الذي سقناه يلحظ اللفظَ والمقصد.
    Belâgatındaki i’caz-ı Kur’anînin hikmetini '''beş nokta'''da beyan edeceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الثاني:
    '''Birinci Nokta: Kur’an’ın nazmında bir cezalet-i hârika var.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قوله تعالى: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ (البقرة:٣)
    O nazımdaki cezalet ve metaneti, İşaratü’l-İ’caz baştan aşağıya kadar bu cezalet-i nazmiyeyi beyan eder. Saatin saniye, dakika, saati sayan ve birbirinin nizamını tekmil eden ne ise Kur’an-ı Hakîm’in her bir cümledeki, hey’atındaki nazım ve kelimelerindeki nizam ve cümlelerin birbirine karşı münasebatındaki intizamı öyle bir tarzda İşaratü’l-İ’caz’da âhirine kadar beyan edilmiştir. Kim isterse ona bakabilir ve bu nazımdaki cezalet-i hârikayı bu surette görebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهيئات هذه الجملة تشير إلى خمسة شروط لقبول الصدقة:
    Yalnız bir iki misal, bir cümlenin hey’atındaki nazmı göstermek için zikredeceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الشرط الأول: المستفاد من «من» التبعيضية في لفظ ﴿ مِمَّا ﴾ أي أن لا يبسطَ المتصدقُ يده كل البسط فيحتاج إلى الصدقة.
    '''Mesela'''
    وَلَئِن۟ مَسَّت۟هُم۟ نَف۟حَةٌ مِن۟ عَذَابِ رَبِّكَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الشرط الثاني: المستفاد من لفظ ﴿ رَزَقْنَاهُمْ ﴾ أي أن لا يأخذ من زيدٍ ويتصدق على عمرو، بل يجب أن يكون من مالِه، بمعنى: تصدقوا مما هو رزق لكم.
    Bu cümlede, azabı dehşetli göstermek için en azının şiddetle tesirini göstermekle göstermek ister. Demek, taklili ifade edecek cümlenin bütün heyetleri de bu taklile bakıp ona kuvvet verecek. İşte:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الشرط الثالث: المستفاد من لفظ «نا» في ﴿ رزقنا ﴾ أي أن لا يَمُنّ فيستكثرَ، أي لا منّة لكم في التصدق، فأنا أرزقكم، وتنفقون من مالي على عبدي.
    لَئِن۟   lafzı, teşkiktir. Şek, kıllete bakar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الشرط الرابع: المستفاد من ﴿ يُنْفِقُونَ ﴾ أي أن ينفق على مَن يضعه في حاجاته الضرورية ونفقته، وإلّا فلا تكون الصدقةُ مقبولةً على مَن يصرفها في السفاهة.
    مَسَّ   lafzı, azıcık dokunmaktır. Yine kılleti ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الشرط الخامس: المستفاد من ﴿ رَزَقْنَاهُمْ ﴾ أيضا. أي يكون التصدق باسم الله، أي المالُ مالي، فعليكم أن تنفقوه باسمي.
    نَف۟حَةٌ   lafzı maddesi, bir kokucuk olup kılleti ifade ettiği gibi sîgası bire delâlet eder. Masdar-ı merre tabir-i sarfiyesinde biricik demektir, kılleti ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومع هذه الشروط هناك تعميم في التصدق، إذ كما أن الصدقة تكون بالمال، تكون بالعلم أيضا، وبالقول والفعل والنصيحة كذلك، وتشير إلى هذه الأقسام كلمة «ما» التي في ﴿ مِمَّا ﴾ بعموميتها. وتشير إليها في هذه الجملة بالذات، لأنها مطلقة تفيد العموم.
    نَف۟حَةٌ   deki tenvin-i tenkirî, taklili içindir ki o kadar küçük ki bilinemiyor demektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تجُود هذه الجملةُ الوجيزة -التي تفيد الصدقة- إلى عقل الإنسان خمسةَ شروط للصدقة مع بيان ميدانها الواسع، وتُشعرها بهيئاتها.
    مِن۟   lafzı, teb’iz içindir, bir parça demektir. Kılleti ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا، فلهيئات الجمل القرآنية نُظم كثيرة أمثال هذه.
    عَذَابِ   lafzı; nekal, ikaba nisbeten hafif bir nevi cezadır ki kıllete işaret eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا للكلمات القرآنية أيضا ميدان نَظم واسع مثل ذلك، كل تجاه الآخر. وكذا للكلام القرآني ولجُمله دوائر نظم كتلك.
    رَبِّكَ   lafzı; Kahhar, Cebbar, Müntakim’e bedel yine şefkati ihsas etmekle kılleti işaret ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا قوله تعالى:
    İşte bu kadar kılletteki bir parça azap böyle tesirli ise ikab-ı İlahî ne kadar dehşetli olur kıyas edebilirsiniz diye ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    İşte şu cümlede küçük heyetler nasıl birbirine bakıp yardım eder. Maksad-ı küllîyi, her biri kendi lisanıyla takviye eder. Şu misal bir derece lafız ve maksada bakar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ❀ اَللّٰهُ الصَّمَدُۚ ❀ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْۙ ❀ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ  ﴾ (الإخلاص:١-٤)
    '''İkinci misal:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الآيات الجليلة فيها ستُّ جُمل: ثلاث منها مثبتة وثلاث منها منفية، تثبت ستَّ مراتبَ من التوحيد كما تردّ ستةَ أنواع من الشرك. فكلُّ جملة منها تكون دليلا للجمل الأخرى كما تكون نتيجةً لها. لأن لكلِّ جملة معنيين، تكون باعتبار أحدهما نتيجةً، وباعتبار الآخر دليلا.
    وَمِمَّا رَزَق۟نَاهُم۟ يُن۟فِقُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أي إن سورة الإخلاص تشتمل على ثلاثين سورةٍ من سور الإخلاص. سوَر منتظمة مركبة من دلائل يثبت بعضُها بعضا، على النحو الآتي:
    Şu cümlenin hey’atı, sadakanın şerait-i kabulünün beşine işaret eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    '''Birinci şart:''' Sadakaya muhtaç olmamak derecede sadaka vermek ki   وَمِمَّا   lafzındaki   مِن۟  -i teb’iz ile o şartı ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ ﴾: لأنه أحد، لأنه صمد، لأنه لم يلد، لأنه لم يولد، لأنه لم يكن له كفوا أحد.
    '''İkinci şart:''' Ali’den alıp Veli’ye vermek değil belki kendi malından vermektir. Şu şartı   رَزَق۟نَاهُم۟   lafzı ifade ediyor. “Size rızık olandan veriniz.” demektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ ﴾ : لأنه لم يولد، لأنه لم يلد، لأنه صمد، لأنه أحد، لأنه هو الله.
    '''Üçüncü şart:''' Minnet etmemektir. Şu şarta   رَزَق۟نَا   daki   نَا   lafzı işaret eder. Yani “Ben size rızkı veriyorum. Benim malımdan benim abdime vermekte minnetiniz yoktur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا: ﴿ هُوَ اللّٰهُ ﴾ فهو أحد، فهو صمد، فإذن لم يلد، فإذن لم يولد، فإذن لم يكن له كفوا أحد.  
    '''Dördüncü şart:''' Öyle adama veresin ki nafakasına sarf etsin. Yoksa sefahete sarf edenlere sadaka makbul olmaz. Şu şarta   يُن۟فِقُونَ   lafzı işaret ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فقس على هذا المنوال.
    '''Beşinci şart:''' Allah namına vermektir ki   رَزَق۟نَاهُم۟   ifade ediyor. Yani “Mal benimdir, benim namımla vermelisiniz.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: قوله تعالى: ﴿ الٓمٓۚ ❀ ذٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَۚۛ ف۪يهِۚۛ هُـدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾ (البقرة:١-٢)
    Şu şartlarla beraber bir tevsi de var. Yani sadaka nasıl mal ile olur. İlim ile dahi olur. Kavl ile fiil ile nasihat ile de oluyor. İşte şu aksama   مِمَّا   lafzındaki   مَا   umumiyetiyle işaret ediyor. Hem şu cümle de bizzat işaret ediyor. Çünkü mutlaktır, umumu ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلكلٍّ من هذه الجُمل الأربع معنيان: فباعتبار أحدهما يكون دليلا للجمل الأخرى، وباعتبار الآخر نتيجةً لها. فيحصل من هذا نقش نظمي إعجازي من ستةِ عشر خطا من خطوط المناسبة والعلاقة.
    İşte sadakayı ifade eden şu kısacık cümlede, beş şart ile beraber geniş bir dairesini akla ihsan ediyor. Heyetiyle ihsas ediyor. İşte heyette böyle pek çok nazımlar var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد بين ذلك كتاب «إشارات الإعجاز» حتى كأن لكل آية من أكثر الآيات القرآنية عينا ناظرةً إلى أكثر الآيات، ووجها متوجها إليها، فتمد إلى كلٍّ منها خطوطا معنوية من المناسبات والارتباطات، ناسجةً نقشا إعجازيا. كما بُيّن ذلك في «الكلمة الثالثة عشرة». وخير شاهد على هذا «إشارات الإعجاز» إذ من أول الكتاب إلى آخره شرح لجزالة النظم هذه.
    '''Kelimatın''' dahi birbirine karşı, aynen geniş böyle bir daire-i nazmiyesi var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الثانية
    '''Sonra kelâmların da:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    البلاغة الخارقة في معناه ، إذا شئت أن تتذوق بلاغةَ المعنى في الآية الكريمة: ﴿ سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۚ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾ (الحديد:١) فانظرْ إلى هذا المثال الموضَّح في «الكلمة الثالثة عشرة».
    '''Mesela'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فتصوَّر نفسَك قبل مجيء نورِ القرآن، في ذلك العصر الجاهلي، وفي صحراء البداوة والجهل، فبينما تجد كل شيء قد أسدل عليه ستارُ الغفلة وغشيَه ظلامُ الجهل ولُفّ بغلاف الجمود والطبيعة، إذا بك تشاهد بصدى قوله تعالى: ﴿ سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (الحديد:١) أو ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّۜ  ﴾ (الإسراء:٤٤) قد دبّت الحياةُ في تلك الموجودات الهامدة أو الميتة بصدى ﴿ سَبَّحَ ﴾ و ﴿ تُسَبِّحُ  ﴾ في أذهان السامعين فتنهض مسبحةً ذاكرةً الله. وإن وجه السماء المظلمة التي تستعرُ فيها نجوم جامدة والأرض التي تدبّ فيها مخلوقات عاجزة، تتحول في نظر السامعين بصدى ﴿ تُسَبِّحُ  ﴾ وبنوره إلى فمٍ ذاكر لله، كلُّ نجمٍ يشع نورَ الحقيقة ويبث حكمةً حكيمة بالغة. ويتحول وجهُ الأرض بذلك الصدى السماوي ونوره إلى رأس عظيم، والبرُّ والبحر لسانين يلهجان بالتسبيح والتقديس، وجميعُ النباتات والحيوانات إلى كلماتٍ ذاكرة مسبّحة حتى لكأن الأرض كلَّها تنبض بالحياة.
    قُل۟ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ de altı cümle var. Üçü müsbet, üçü menfî. Altı mertebe-i tevhidi ispat etmekle beraber şirkin altı envaını reddeder. Her bir cümlesi öteki cümlelere hem delil olur hem netice olur. Çünkü her bir cümlenin iki manası var. Bir mana ile netice olur, bir mana ile de delil olur. Demek, Sure-i İhlas’ta otuz Sure-i İhlas kadar, muntazam, birbirini ispat eder delillerden mürekkeb sureler vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: انظرْ إلى هذا المثال الذي أثبت في «الكلمة الخامسة عشرة» وهو قوله تعالى:
    '''Mesela'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ فَانْفُذُواۜ لَا تَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَانٍۚ ❀ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ❀ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِۚ ❀ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ (الرحمن:٣٣-٣٦) ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط۪ينِ ﴾ (الملك:٥).
    قُل۟ هُوَ اللّٰهُ لِاَنَّهُ اَحَدٌ ، لِاَنَّهُ صَمَدٌ ، لِاَنَّهُ لَم۟ يَلِد۟ ، لِاَنَّهُ لَم۟ يُولَد۟ ، لِاَنَّهُ لَم۟ يَكُن۟ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    استمعْ لهذه الآيات وتدبّر ما تقول؟ إنها تقول: «أيها الإنسُ والجان، أيها المغرورون المتمردون، المتوحّلون بعَجزهم وضعفهم، أيها المعاندون الجامحون المتمرّغون في فقرهم وضعفهم! إنكم إن لم تطيعوا أوامري، فهيَّا اخرجوا من حدود مُلكي وسلطاني إن استطعتم! فكيف تتجرؤون إذن على عصيان أوامر سلطان عظيم: النجومُ والأقمار والشموس في قبضته، تأتمر بأوامره، كأنها جنود متأهبون..
    Hem
    وَلَم۟ يَكُن۟ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ ، لِاَنَّهُ لَم۟ يُولَد۟ ، لِاَنَّهُ لَم۟ يَلِد۟ ، لِاَنَّهُ صَمَدٌ ،لِاَنَّهُ اَحَدٌ ، لِاَنَّهُ هُوَ اللّٰهُ
    Hem
    هُوَ اللّٰهُ فَهُوَ اَحَدٌ ، فَهُوَ صَمَدٌ ، فَاِذًا لَم۟ يَلِد۟ ، فَاِذًا لَم۟ يُولَد۟ ، فَاِذًا لَم۟ يَكُن۟ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأنتم بطغيانكم هذا إنما تبارزون حاكما عظيما جليلا له جنود مطيعون مهيبون يستطيعون أن يرجموا بقذائف كالجبال، حتى شياطينَكم لو تحملَت..
    Daha sen buna göre kıyas et.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأنتم بكفرانكم هذا إنما تتمردون في مملكة مالكٍ عظيم جليل، له جنود عظام يستطيعون أن يقصفوا أعداءً كفرة -ولو كانوا في ضخامة الأرض والجبال- بقذائف ملتهبة وشظايا من لهيب كأمثال الأرض والجبال، فيمزقونكم ويشتتونكم!.
    '''Mesela'''
    الٓمٓ ۝ ذٰلِكَ ال۟كِتَابُ لَا رَي۟بَ فٖيهِ هُدًى لِل۟مُتَّقٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكيف بمخلوقات ضعيفة أمثالِكُم؟.. وأنتم تخالفون قانونا صارما يرتبط به مَن له القدرة -بإذن الله- أن يُمطر عليكم قذائف وراجمات أمثال النجوم».
    Şu dört cümlenin her birisinin iki manası var. Bir mana ile öteki cümlelere delildir. Diğer mana ile onlara neticedir. On altı münasebet hatlarından bir nakş-ı nazmî-i i’cazî hasıl olur. İşaratü’l-İ’caz’da öyle bir tarzda beyan edilmiş ki bir nakş-ı nazmî-i i’cazî teşkil eder. On Üçüncü Söz’de beyan edildiği gibi güya ekser âyât-ı Kur’aniyenin her birisi ekser âyâtın her birisine bakar bir gözü ve nâzır bir yüzü vardır ki onlara münasebatın hutut-u maneviyesini uzatıyor. Birer nakş-ı i’cazî nescediyor. İşte İşaratü’l-İ’caz, baştan aşağıya kadar bu cezalet-i nazmiyeyi şerh etmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قس في ضوء هذا المثال قوة معاني سائر الآيات ورصانة بلاغتها وسمو إفاداتها.
    '''İkinci Nokta: Manasındaki belâgat-ı hârikadır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الثالثة
    On Üçüncü Söz’de beyan olunan şu misale bak: Mesela سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ وَهُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ âyetindeki belâgat-ı maneviyeyi zevk etmek istersen kendini nur-u Kur’an’dan evvel asr-ı cahiliyette, sahra-yı bedeviyette farz et ki her şey zulmet-i cehil ve gaflet altında perde-i cümud-u tabiata sarılmış olduğu bir anda Kur’an’ın lisan-ı semavîsinden سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ veyahut تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّب۟عُ وَال۟اَر۟ضُ وَمَن۟ فٖيهِنَّ gibi âyetleri işit, bak! Nasıl ki o ölmüş veya yatmış olan mevcudat-ı âlem   سَبَّحَ ،  تُسَبِّحُ   sadâsıyla işitenlerin zihninde nasıl diriliyorlar, hüşyar oluyorlar, kıyam edip zikrediyorlar. Ve o karanlık gökyüzünde birer camid ateşpare olan yıldızlar ve yerde perişan mahlukat تُسَبِّحُ sayhasıyla ve nuruyla; işitenin nazarında gökyüzü bir ağız, bütün yıldızlar birer kelime-i hikmet-nüma ve birer nur-u hakikat-eda ve küre-i arz bir baş ve berr ve bahir birer lisan ve bütün hayvanlar ve nebatlar birer kelime-i tesbih-feşan suretinde arz-ı dîdar eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    البداعة الخارقة في أسلوبه:
    '''Mesela''', On Beşinci Söz’de ispat edilen şu misale bak:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن أساليب القرآن الكريم غريبة وبديعة كما أنها عجيبة ومقنعة، لم يقلّد أحدا قط ولا يستطيع أحد أن يقلده. فلقد حافظ وما يزال يحافظ على طراوة أسـاليبه وشبابيته وغرابته مثلما نـزل أول مرة.
    يَا مَع۟شَرَ ال۟جِنِّ وَال۟اِن۟سِ اِنِ اس۟تَطَع۟تُم۟ اَن۟ تَن۟فُذُوا مِن۟ اَق۟طَارِ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ فَان۟فُذُوا لَا تَن۟فُذُونَ اِلَّا بِسُل۟طَانٍ ۝ فَبِاَىِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ۝ يُر۟سَلُ عَلَي۟كُمَا شُوَاظٌ مِن۟ نَارٍ وَ نُحَاسٌ فَلَا تَن۟تَصِرَانِ ۝ فَبِاَىِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ۝ وَلَقَد۟ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّن۟يَا بِمَصَابٖيحَ وَجَعَل۟نَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطٖينِ
    âyetlerini dinle bak ki ne diyor? Diyor ki: Ey acz ve hakareti içinde mağrur ve mütemerrid ve zaaf ve fakrı içinde serkeş ve muannid olan ins ve cin! Emirlerime itaat etmezseniz haydi elinizden gelirse hudud-u mülkümden çıkınız! Nasıl cesaret edersiniz ki öyle bir Sultan’ın emirlerine karşı gelirsiniz; yıldızlar, aylar, güneşler, emirber neferleri gibi emirlerine itaat ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: إنّ الحروف المقطّعة المذكورة في بدايات عدةٍ من السوَر تشبه الشفرات؛ أمثال: ﴿ الٓمٓۚ  ﴾ ﴿ الٓرٰ ﴾ ﴿ طٰهٰ ﴾ ﴿ يٰسٓ ﴾ ﴿ حٰمٓ ﴾ ﴿ عٓسٓقٓ ﴾. وقد كتبنا نحو ستٍ من لمعات إعجازها في «إشارات الإعجاز» نذكر منها:
    Hem tuğyanınızla öyle bir Hâkim-i Zülcelal’e karşı mübareze ediyorsunuz ki öyle azametli mutî askerleri var. Faraza şeytanlarınız dayanabilseler onları dağ gibi güllelerle recmedebilirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ الحروف المذكورة في بدايات السور تُنصِّف كلَّ أزواج طبائع الحروف الهجائية من المهموسة والمجهورة والشديدة والرخوة.. (<ref>
    Hem küfranınızla öyle bir Mâlik-i Zülcelal’in memleketinde isyan ediyorsunuz ki cünudundan öyleleri var, değil sizin gibi küçük âciz mahluklar, belki farz-ı muhal olarak dağ ve arz büyüklüğünde birer adüvv-ü kâfir olsaydınız arz ve dağ büyüklüğünde yıldızları, ateşli demirleri size atabilirler, sizi dağıtırlar.
    فذكر من «المهموسة» وهي ما يضعف الاعتماد على مخرجه، ويجمعها «ستشحثك خصفه» نصفها وهي الحاء والهاء والصاد والسين والكاف. ومن البواقي «المجهورة» نصفها يجمعه «لن يقطع أمر» ومن «الشديدة» الثمانية المجموعة في «أجدت طبقك» أربعة يجمعها. ومن البواقي «الرخوة» عشرة يجمعها «حمس على نصره» ومن المطبقة التي هي الصاد والضاد والطاء والظاء نصفها. ومن البواقي «المنفتحة» نصفها. ومن «القلقلة» وهي حروف تضطرب عند خروجها ويجمعها «قد طبج» نصفها الأقل لقلتها. ومن «اللينتين» الياء لأنها أقل ثقلا، ومن «المستعلية» وهي التي يتصعد الصوت بها في الحنك الأعلى وهي سبعة: القاف والصاد والطاء والخاء والغين والضاد والظاء نصفها الأقل، ومن البواقي «المنخفضة» نصفها... «تفسير البيضاوي».
    </div>
    </ref>) وغيرها من أقسامها الكثيرة. أما الأوتار -التي لا تقبل التنصيف- فمن الثقيل النصف القليل كالقلقلة، ومن الخفيف النصف الكثير كالذلاقة.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فسلوكُه في التنصيف والأخذُ بهذا الطريق الخفي الذي لا يدركه العقلُ من بين هذه الطرق المتداخلة المترددة بين مائتي احتمال، ثم سَوق الكلام في ذلك السياق وفي ذلك الميدان الواسعِ المشتبهةِ الأعلام ليس بالأمر الذي يأتي مصادفةً قط، ولا هو من شأن البشر.
    Hem öyle bir kanunu kırıyorsunuz ki onunla öyleler bağlıdır, eğer lüzum olsa arzınızı yüzünüze çarpar, gülleler gibi küreler misillü yıldızları üstünüze Allah’ın izniyle yağdırabilirler. Daha sair âyâtın manalarındaki kuvvet ve belâgatı ve ulviyet-i ifadesini bunlara kıyas et.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الحروفُ المقطعة التي في أوائل السور والتي هي شفرات ورموز إلهية تبيّن خمسا أو ستا من أسرار لمعات إعجاز أخرى، بل إن علماءَ علم أسرار الحروف والمحققين من الأولياء قد استخرجوا من هذه المقطّعات أسرارا كثيرة جدا، ووجدوا من الحقائق الجليلة ما يثبت لديهم أن المقطعات معجزة باهرة بحد ذاتها. أما نحن فلن نفتح ذلك الباب لأننا لسنا أهلا لأسرارهم، زد على ذلك لا نستطيع أن نثبتها إثباتا يكون مشهودا لدى الجميع. وإنما نكتفي بالإحالة إلى ما في «إشارات الإعجاز» من خمسِ أو ستِ لمعاتِ إعجازٍ تخص المقطّعات.
    '''Üçüncü Nokta: Üslubundaki bedaat-i hârikadır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآن نشير عدة إشارات إلى أساليب القرآن، باعتبار السورة، والمقصد، والآيات، والكلام، والكلمة:
    Evet, Kur’an’ın üslupları hem garibdir hem bedî’dir hem acibdir hem muknidir. Hiçbir şeyi hiçbir kimseyi taklit etmemiş. Hiç kimse de onu taklit edemiyor. Nasıl gelmiş, öyle o üsluplar taravetini, gençliğini, garabetini daima muhafaza etmiş ve ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: سورة «النبأ» ﴿ عَمَّ يَتَسَٓاءَلُونَ.. ﴾ إلى آخرها، إذا أُنعم النظرُ فيها فإنها تصف وتُثبت أحوال الآخرة والحشر والجنة وجهنم بأسلوب بديع يُطَمئِن القلب ويُقنعه، حيث تبين أن ما في هذه الدنيا من أفعال إلهية وآثار ربانيةٍ متوجهةٌ إلى كلٍّ من تلك الأحوال الأخروية. ولما كان إيضاح أسلوب السورة كلِّها يطول علينا، فسنشير إلى نقطة أو نقطتين منه:
    Ezcümle, bir kısım surelerin başlarında şifre-misal الٓمٓ ۝ الٓرٰ ۝ طٰهٰ ۝ يٰسٓ ۝ حٰمٓ ۝ عٓسٓقٓ gibi mukattaat hurufundaki üslub-u bedîîsi, beş altı lem’a-i i’cazı tazammun ettiğini İşaratü’l-İ’caz’da yazmışız. Ezcümle: Surelerin başında mezkûr olan huruf, hurufatın aksam-ı malûmesi olan mechure, mehmuse, şedide, rahve, zelâka, kalkale gibi aksam-ı kesîresinden her bir kısmından nısfını almıştır. Kabil-i taksim olmayan hafifinden nısf-ı ekser, sakîlinden nısf-ı ekall olarak bütün aksamını tansif etmiştir. Şu mütedâhil ve birbiri içindeki kısımları ve iki yüz ihtimal içinde mütereddid yalnız gizli ve fikren bilinmeyecek bir tek yol ile umumu tansif etmek kabil olduğu halde, o yolda, o geniş mesafede sevk-i kelâm etmek, fikr-i beşerin işi olamaz. Tesadüf hiç karışamaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تقول السورة في مستهلها إثباتا ليوم القيامة: لقد جعلنا الأرض لكم مهدا قد بُسطَ بسطا جميلا زاهيا.. والجبالَ أعمدة وأوتادا مليئة بالخزائن لمساكنكم وحياتكم.. وخلقناكم أزواجا تتحابّون فيما بينكم ويأنس بعضُكم ببعض.. وجعلنا الليل ساترا لكم لتخلدوا إلى الراحة.. والنهارَ ميدانا لمعيشتكم.. والشمسَ مصباحا مضيئا ومدفئا لكم.. وأنـزلنا من السُحب لكم ماءً باعثا على الحياة يجري مجرى العيون.. ونُنشئُ بسهولة من ماء بسيط أشياءَ شتى من مُزهر ومُثمر يحمل أرزاقكم.. فإذن يوم الفصل، وهو يوم القيامة، ينتظركم. والإتيان به ليس بعسير علينا.
    İşte bir şifre-i İlahiye olan surelerin başlarındaki huruf, bunun gibi daha beş altı lem’a-i i’caziyeyi gösterdikleriyle beraber; ilm-i esrar-ı huruf ulemasıyla evliyanın muhakkikleri şu mukattaattan çok esrar istihraç etmişler ve öyle hakaik bulmuşlar ki onlarca şu mukattaat kendi başıyla gayet parlak bir mu’cizedir. Onların esrarına ehil olmadığımız hem umuma göz görecek derecede ispat edemediğimiz için o kapıyı açamayız. Yalnız İşaratü’l-İ’caz’da şunlara dair beyan olunan beş altı lem’a-i i’caza havale etmekle iktifa ediyoruz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبعد ذلك يشير إشارة خفية إلى إثبات ما يحدث في يوم القيامة من سير الجبال وتناثرها، وتشقق السماوات وتهيؤ جهنم، ومنح الجنة أهلَها الرياض الجميلة. وكأنه يقول: إنّ الذي يفعل هذه الأفعال في الجبال والأرض بمرأى منكم سيفعل مثلها في الآخرة. أي إن ما في بداية السورة من جبال تشير إلى أحوال الجبال يوم القيامة، وإن الحدائق التي في صدر السورة تشير إلى رياض الجنة في الآخرة. فقس سائر النقاط على هذا لتشاهد علو الأسلوب ومدى لطافته.
    Şimdi, esalib-i Kur’aniyeye '''sure''' itibarıyla, '''maksat''' itibarıyla, '''âyât''' ve '''kelâm''' ve '''kelime''' itibarıyla birer işaret edeceğiz:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ قُلِ اللّٰهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَٓاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَٓاءُۘ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَٓاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَٓاءُۜ بِيَدِكَ الْخَيْرُۜ اِنَّكَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ❀ تُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِۘ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّۘ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَٓاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (آل عمران:٢٦-٢٧)
    '''Mesela''', Sure-i   عَمَّ  ye dikkat edilse öyle bir üslub-u bedî’ ile âhireti, haşri, cennet ve cehennemin ahvalini öyle bir tarzda gösteriyor ki şu dünyadaki ef’al-i İlahiyeyi, âsâr-ı Rabbaniyeyi o ahval-i uhreviyeye birer birer bakar, ispat eder gibi kalbi ikna eder. Şu suredeki üslubun izahı uzun olduğundan yalnız bir iki noktasına işaret ederiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الآية تبين بأسلوب عالٍ رفيع ما في بني الإنسان من شؤون إلهية، وما في تعاقب الليل والنهار من تجليات إلهية، وما في فصول السنة من تصرفات ربانية، وما في الحياة والممات والحشر والنشر الدنيوي على وجه الأرض من إجراءات ربانية.. هذا الأسلوب عالٍ وبديع إلى حد يسخّر عقول أهل النظر. وحيث إن هذا الأسلوب العالي ساطع يمكن رؤيته بأدنى نظر فلا نفتح الآن هذا الكنـز.
    Şu surenin başında kıyamet gününü ispat için der: Size zemini güzel serilmiş bir beşik; dağları hanenize ve hayatınıza defineli direk, hazineli kazık; sizi birbirini sever, ünsiyet eder çift; geceyi hâb-ı rahatınıza örtü; gündüzü meydan-ı maişet; güneşi ışık verici, ısındırıcı bir lamba; bulutları âb-ı hayat çeşmesi gibi ondan suyu akıttım. Basit bir sudan bütün erzakınızı taşıyan bütün çiçekli, meyveli muhtelif eşyayı kolay ve az bir zamanda icad ederiz. Öyle ise yevm-i fasl olan kıyamet sizi bekliyor. O günü getirmek bize ağır gelemez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا:
    İşte bundan sonra kıyamette dağların dağılması, semavatın parçalanması, cehennemin hazırlanması ve cennet ehline bağ ve bostan vermesini gizli bir surette ispatlarına işaret eder. Manen der: “Madem gözünüz önünde dağ ve zeminde şu işleri yapar. Âhirette dahi bunlara benzer işleri yapar.” Demek surenin başındaki dağ, kıyametteki dağların haline bakar ve bağ ise âhirde ve âhiretteki hadikaya ve bağa bakar. İşte sair noktaları buna kıyas et, ne kadar güzel ve âlî bir üslubu var, gör.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اِذَا السَّمَآءُ انْشَقَّتْ ❀ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْۙ ❀ وَاِذَا الْاَرْضُ مُدَّتْۙ ❀ وَاَلْقَتْ مَا ف۪يهَا وَتَخَلَّتْۙ ❀ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴾ (الانشقاق:١-٥).
    '''Mesela'''
    قُلِ اللّٰهُمَّ مَالِكَ ال۟مُل۟كِ تُؤ۟تِى ال۟مُل۟كَ مَن۟ تَشَٓاءُ وَتَن۟زِعُ ال۟مُل۟كَ مِمَّن۟ تَشَٓاءُ …اِلٰى اٰخِرِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تبين هذه الآيات مدى انقياد السماوات والأرض وامتثالهما أوامرَ الله سبحانه، تبينها بأسلوب عالٍ رفيع؛
    Öyle bir üslub-u âlîde benî-beşerdeki şuunat-ı İlahiyeyi ve gece ve gündüzün deveranındaki tecelliyat-ı İlahiyeyi ve senenin mevsimlerinde olan tasarrufat-ı Rabbaniyeyi ve yeryüzünde hayat memat, haşir ve neşr-i dünyeviyedeki icraat-ı Rabbaniyeyi öyle bir ulvi üslup ile beyan eder ki ehl-i dikkatin akıllarını teshir eder. Parlak ve ulvi, geniş üslubu, az dikkat ile göründüğü için şimdilik o hazineyi açmayacağız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ كما أن قائدا عظيما يؤسس دائرتين عسكريتين لإنجاز متطلبات الجهاد؛ كشُعَب المناورة والجهاد، وشُعَب التجنيد والسَوق إلى الجهاد، وإنه حالما ينتهي وقت الجهاد والمناورة يتوجه إلى تينك الدائرتين ليستعملهما في شؤون أخرى، فقد انتهت مهمتهما. فكأن كلا من الدائرتين تقول بلسان موظفيها وخدّامها أو بلسانها لو أنطقت:
    '''Mesela'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «يا قائدي أمهلنا قليلا كي نهيئَ أوضاعَنا ونطهّر المكان من بقايا أعمالنا القديمة ونطرحها خارجا.. ثم شرِّف وتفضَّل علينا!» وبعد ذلك تقول: «فها قد ألقيناها خارجا، فنحن طوعَ أمرك، فافعل ما تشاء فنحن منقادون لأمرك. فما تفعله حق وجميل وخير».
    اِذَا السَّمَٓاءُ ان۟شَقَّت۟ ۝ وَاَذِنَت۟ لِرَبِّهَا وَحُقَّت۟ ۝ وَاِذَا ال۟اَر۟ضُ مُدَّت۟ ۝ وَاَل۟قَت۟ مَا فٖيهَا وَ تَخَلَّت۟ ۝ وَاَذِنَت۟ لِرَبِّهَا وَحُقَّت۟ ۝
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكذلك السماوات والأرض دائرتان فتحتا للتكليف والامتحان، فعندما تنقضي المدة، تخلّي السماواتُ والأرض بإذن الله ما يعود إلى دائرة التكليف، ويقولان: «يا ربنا استخدِمنا فيما تُريد، فالامتثال حق واجب علينا، وكلُّ ما تفعله هو حق». فانظر إلى سمو هذا الأسلوب الخارق في هذه الجمل وأنعم النظر فيه.
    Gök ve zeminin Cenab-ı Hakk’ın emrine karşı derece-i inkıyad ve itaatlerini şöyle âlî bir üslup ile beyan eder ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ وَق۪يلَ يَٓا اَرْضُ ابْلَع۪ي مَٓاءَكِ وَيَا سَمَٓاءُ اَقْلِع۪ي وَغ۪يضَ الْمَٓاءُ وَقُضِيَ الْاَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَق۪يلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِم۪ينَ ﴾ (هود:٤٤)
    Nasıl bir kumandan-ı a’zam, mücahede ve manevra ve ahz-ı asker şubeleri gibi mücahedeye lâzım işler için iki daireyi teşkil edip açmış. O mücahede, o muamele işi bittikten sonra o iki daireyi başka işlerde kullanmak ve tebdil ederek istimal etmek için o kumandan-ı a’zam o iki daireye müteveccih olur. O daireler, her birisi hademeleri lisanıyla veya nutka gelip kendi lisanıyla der ki: “Ey kumandanım! Bir parça mühlet ver ki eski işlerin ufak tefeklerini, pırtı mırtılarını temizleyip dışarı atayım, sonra teşrif ediniz. İşte atıp senin emrine hazır duruyoruz. Buyurun ne yaparsanız yapınız. Senin emrine münkadız. Senin yaptığın işler bütün hak, güzel, maslahattır.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    للإشارة إلى قطرة من بحر بلاغة هذه الآية الكريمة نبين أسلوبا منها في مرآة التمثيل، وذلك:  
    Öyle de semavat ve arz, böyle iki daire-i teklif ve tecrübe ve imtihan için açılmıştır. Müddet bittikten sonra semavat ve arz, daire-i teklife ait eşyayı emr-i İlahiyle bertaraf eder. Derler: “Yâ Rabbenâ! Buyurun, ne için bizi istihdam edersen et. Hakkımız sana itaattir. Her yaptığın şey de haktır.” İşte, cümlelerindeki üslubun haşmetine bak, dikkat et.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أن قائدا عظيما في حرب عالمية شاملة يأمر جيشَه بعد إحراز النصر: «أوقفوا إطلاق النار»، ويأمر جيشَه الآخر: «كُفُّوا عن الهجوم». ففي اللحظة نفسها ينقطع إطلاقُ النار ويقف الهجوم، ويتوجّه إليهم قائلا: «لقد انتهى كل شيء واستولينا على الأعداء وقد نُصبتْ راياتُنا على قمة قلاعهم ونال أولئك الظالمون الفاسدون جزاءهم وولوا إلى أسفل سافلين».
    '''Hem mesela'''
    يَٓا اَر۟ضُ اب۟لَعٖى مَٓاءَكِ وَيَا سَمَٓاءُ اَق۟لِعٖى وَغٖيضَ ال۟مَٓاءُ وَقُضِىَ ال۟اَم۟رُ وَاس۟تَوَت۟ عَلَى ال۟جُودِىِّ وَقٖيلَ بُع۟دًا لِل۟قَو۟مِ الظَّالِمٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كذلك، فإن السلطان الذي لا ندّ له ولا مثيل، قد أمر السماوات والأرض بإهلاك قوم نوح. وبعد أن امتثلا الأمرَ توجّه إليهما: «أيتها الأرضُ ابلعي ماءَك، وأنتِ أيتها السماءُ اسكني واهدأي فقد انتهت مهمتُكما. فانسحب الماء فورا من دون تريّث واستوت سفينةُ المأمور الإلهي كخيمة ضربت على قمة جبل. ولقيَ الظالمون جزاءهم».
    İşte şu âyetin bahr-i belâgatından bir katreye işaret için bir üslubunu bir temsil âyinesinde göstereceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فانظرْ إلى علو هذا الأسلوب، إذ الأرضُ والسماء كجنديين مطيعين مستعدين للطاعة وتلقي الأوامر. فتشير الآيةُ بهذا الأسلوب إلى أن الكائنات تغضبُ من عصيان الإنسان وتغتاظ منه السماواتُ والأرض. وبهذه الإشارة تقول: «إن الذي تمتثل السماوات والأرض بأمره لا يُعصى ولا ينبغي أن يُعصى» مما يفيد زجرا شديدا رادعا للإنسان.
    Nasıl bir harb-i umumîde bir kumandan, zaferden sonra ateş eden bir ordusuna “Ateş kes!” ve hücum eden diğer bir ordusuna “Dur!” der, emreder. O anda ateş kesilir, hücum durur. “İş bitti, istila ettik. Bayrağımız düşmanın merkezlerinde yüksek kalelerinin başında dikildi. Esfelü’s-safilîne giden o edepsiz zalimler cezalarını buldular.” der.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأنت ترى أن الآية قد جمعت ببيان موجز معجز جميل مجملٍ في بضع جمل حادثةَ الطوفان التي هي عامة وشاملة مع جميع نتائجها وحقائقها. فقس قطرات هذا البحر الأخرى على هذه القطرة.
    Aynen öyle de Padişah-ı Bîmisal, kavm-i Nuh’un mahvı için semavat ve arza emir vermiş. Vazifelerini yaptıktan sonra ferman ediyor: “Ey arz! Suyunu yut. Ey sema! Dur, işin bitti. Su çekildi. Dağın başında memur-u İlahînin çadır vazifesini gören gemisi kuruldu. Zalimler cezalarını buldular.” İşte şu üslubun ulviyetine bak. “Zemin ve gök iki mutî asker gibi emir dinler, itaat ederler.” diyor. İşte şu üslup işaret eder ki insanın isyanından kâinat kızıyor. Semavat ve arz hiddete geliyorlar. Ve şu işaretle der ki: “Yer ve gök iki mutî asker gibi emirlerine bakan bir zata isyan edilmez, edilmemeli.” Dehşetli bir zecri ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآن انظر إلى الأسلوب الذي يريه القرآن من نوافذ الكلمات:
    İşte tufan gibi bir hâdise-i umumiyeyi bütün netaiciyle, hakaikiyle birkaç cümlede îcazlı, i’cazlı, cemalli, icmalli bir tarzda beyan eder. Şu denizin sair katrelerini şu katreye kıyas et.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا إلى كلمة ﴿ كَالْعُرْجُونِ الْقَد۪يمِ ﴾ في الآية الكريمة: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتّٰى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَد۪يمِ ﴾ (يس:٣٩) كيف تعرض أسلوبا في غاية اللطف.
    Şimdi kelimelerin penceresiyle gösterdiği üsluba bak:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وذلك: أنّ للقمر منـزلا هو دائرة الثريا. حينما يكون القمرُ هلالا فيه يشبه عرجونا قديما أبيض اللون. فتضع الآيةُ بهذا التشبيه أمام عين خيال السامع، كأن وراء ستار الخضراء (<ref>
    '''Mesela'''
    الخَضْراءُ: السماء لخُضْرَتها؛ صفة غلبت غَلَبَةَ الأسماء. وفي الحديث: «ما أظَلَّتِ الخَضْراءُ ولا أقَلَّتِ الغَبْراءُ أصْدَقَ لَهْجَةً من أبي ذَرٍّ»؛ الخَضْراءُ: السماء، والغبراء: الأرض. (لسان العرب)
    وَال۟قَمَرَ قَدَّر۟نَاهُ مَنَازِلَ حَتّٰى عَادَ كَال۟عُر۟جُونِ ال۟قَدٖيمِ deki   كَال۟عُر۟جُونِ ال۟قَدٖيمِ   kelimesine bak, ne kadar latîf bir üslubu gösteriyor. Şöyle ki: Kamerin bir menzili var ki Süreyya yıldızlarının dairesidir. Kameri, hilâl vaktinde hurmanın eskimiş beyaz bir dalına teşbih eder. Şu teşbih ile semanın yeşil perdesi arkasında güya bir ağaç bulunuyor ki beyaz, sivri, nurani bir dalı, perdeyi yırtıp başını çıkarıp, Süreyya o dalın bir salkımı gibi ve sair yıldızlar o gizli hilkat ağacının birer münevver meyvesi olarak işitenin hayalî olan gözüne göstermekle; medar-ı maişetlerinin en mühimmi hurma ağacı olan sahra-nişinlerin nazarında ne kadar münasip, güzel, latîf, ulvi bir üslub-u ifade olduğunu zevkin varsa anlarsın.
    </ref>) شجرة شقَّ أحدُ أغصانِها النورانية المدببة البيضاء ذلك الستارَ ومدّ رأسه إلى الخارج، والثريا كأنها عنقود معلق فيه. وسائرُ النجوم كالثمرات النورانية لشجرة الخلقة المستورة. ولا جرم فإن عرضَ الهلال بهذا التشبيه لأولئك الذين مصدرُ عيشهم ومعظمُ قوتِهم من النخيل هو أسلوب في غاية الحُسن واللطافة وفي منتهى التناسق والعلو. فإن كنت صاحب ذوق تدركْ ذلك.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: كلمة ﴿ تَجْر۪ي ﴾ في الآية الكريمة: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْر۪ي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاۜ  ﴾ (يس:٣٨) تفتح نافذة لأسلوب عالٍ -كما أثبت في ختام الكلمة التاسعة عشرة- وذلك:
    '''Mesela''', On Dokuzuncu Söz’ün âhirinde ispat edildiği gibi وَ الشَّم۟سُ تَج۟رٖى لِمُس۟تَقَرٍّ لَهَا deki   تَج۟رٖى   kelimesi şöyle bir üslub-u âlîye pencere açar. Şöyle ki:   تَج۟رٖى   lafzıyla yani “Güneş döner.” tabiriyle kış ve yaz, gece ve gündüzün deveranındaki muntazam tasarrufat-ı kudret-i İlahiyeyi ihtar ile Sâni’in azametini ifham eder. Ve o mevsimlerin sahifelerinde kalem-i kudretin yazdığı mektubat-ı Samedaniyeye nazarı çevirir, Hâlık-ı Zülcelal’in hikmetini i’lam eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن لفظ ﴿ تَجْر۪ي ﴾ الذي يعنى دوران الشمس، يفهّم عظمةَ الصانع الجليل بتذكيره تصرفات القدرة الإلهية المنتظمة في دوران الصيف والشتاء وتعاقب الليل والنهار، ويلفت الأنظارَ إلى المكتوبات الصمدانية التي كتبها قلمُ القدرة الإلهية في صحائف الفصول، فيعلّم حكمةَ الخالق ذي الجلال.
    وَ جَعَلَ الشَّم۟سَ سِرَاجًا   
    Yani, lamba tabiriyle şöyle bir üsluba pencere açar ki: Şu âlem bir saray ve içinde olan eşya ise insana ve zîhayata ihzar edilmiş müzeyyenat ve mat’umat ve levazımat olduğunu ve güneş dahi musahhar bir mumdar olduğunu ihtar ile Sâni’in haşmetini ve Hâlık’ın ihsanını ifham ederek tevhide bir delil gösterir ki müşriklerin en mühim, en parlak mabud zannettikleri güneş, musahhar bir lamba, camid bir mahluktur. Demek “sirac” tabirinde Hâlık’ın azamet-i rububiyetindeki rahmetini ihtar eder. Rahmetin vüs’atindeki ihsanını ifham eder. Ve o ifhamda saltanatının haşmetindeki keremini ihsas eder. Ve bu ihsasta vahdaniyeti i’lam eder ve manen der: “Camid bir sirac-ı musahhar, hiçbir cihette ibadete lâyık olamaz.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ (نوح:١٦) أي مصباحا، يفتح بتعبير ﴿ سِرَاجًا ﴾ نافذةً لمثل هذا الأسلوب.
    Hem cereyan-ı   تَج۟رٖى   tabirinde gece gündüzün, kış ve yazın dönmelerindeki tasarrufat-ı muntazama-i acibeyi ihtar eder ve o ihtarda, rububiyetinde münferid bir Sâni’in azamet-i kudretini ifham eder. Demek, şems ve kamer noktalarından beşerin zihnini gece ve gündüz, kış ve yaz sahifelerine çevirir ve o sahifelerde yazılan hâdisatın satırlarına nazar-ı dikkati celbeder. Evet Kur’an, güneşten güneş için bahsetmiyor. Belki onu ışıklandıran zat için bahsediyor. Hem güneşin insana lüzumsuz olan mahiyetinden bahsetmiyor. Belki güneşin vazifesinden bahsediyor ki sanat-ı Rabbaniyenin intizamına bir zemberek ve hilkat-i Rabbaniyenin nizamına bir merkez hem Nakkaş-ı Ezelî’nin gece gündüz ipleriyle dokuduğu eşyadaki sanat-ı Rabbaniyenin insicamına bir mekik vazifesini yapıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو أنه يُفهِّم عظمةَ الصانع وإحسان الخالق بتذكيره أن هذا العالم كأنه قصر، وأن ما فيه من لوازم وأطعمة وزينة قد أعدت للإنسان وذوي الحياة، وأن الشمس أيضا ما هي إلّا مصباح مسخر. فيبين بهذا دليلا للتوحيد، إذ الشمس التي يتوهمها المشركون أعظم معبود لديهم وألمعَها ما هي إلّا مصباح مسخّر ومخلوق جامد.
    Daha sair kelimat-ı Kur’aniyeyi bunlara kıyas edebilirsin. Âdeta basit, me’luf birer kelime iken latîf manaların definelerine birer anahtar vazifesini görüyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإذن بتعبير ﴿ سِرَاجًا ﴾ يذكّر رحمةَ الخالق في عظمة ربوبيته، ويفهّم إحسانه في سعة رحمته، ويُشعر بذلك الإفهام، بكرمه في عظمة سلطانه، ويفهّم الوحدانية بهذا الإشعار. وكأنه يقول: إن مصباحا مسخرا وسراجا جامدا لا يستحق العبادة بأي حال من الأحوال.
    İşte ekseriyetle üslub-u Kur’an’ın geçen tarzlarda ulvi ve parlak olduğundandır ki bazen bir bedevî Arap bir tek kelâma meftun olur, Müslüman olmadan secdeye giderdi. Bir bedevî    فَاص۟دَع۟ بِمَا تُؤ۟مَرُ    kelâmını işittiği anda secdeye gitti. Ona dediler: “Müslüman mı oldun?” “Yok” dedi, “Ben şu kelâmın belâgatına secde ediyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن جريانَ الشمس بتعبير ﴿ تَجْر۪ي ﴾ يذكّر بتصرفات منتظمة مثيرة للإعجاب في دوران الصيف والشتاء والليل والنهار، ويفهّم بذلك التذكير عظمةَ قدرة الصانع المتفرد في ربوبيته. بمعنى أنه يصرِف ذهنَ الإنسان من الشمس والقمر إلى صحائف الليل والنهار والصيف والشتاء، ويجلب نظرَه إلى ما في تلك الصحائف من سطور الحادثات المكتوبة.
    '''Dördüncü Nokta: Lafzındaki fesahat-i hârikasıdır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أجل، إن القرآن لا يبحث في الشمس لذات الشمس بل لمن نوَّرها وجعلها سراجا، ولا يبحث في ماهيتها التي لا يحتاجها الإنسان، بل في وظيفتها، إذ هي تؤدي وظيفةَ نابضٍ «زنبرك» لانتظام الصنعة الربانية، ومركزٍ لنظام الخلقة الربانية، ومكّوكٍ لانسجام الصنعة الربانية، في الأشياء التي ينسجها المصوّر الأزلي بخيوط الليل والنهار.
    Evet, Kur’an manen üslub-u beyan cihetiyle fevkalâde beliğ olduğu gibi lafzında gayet selis bir fesahati vardır. Fesahatin kat’î vücuduna, usandırmaması delildir. Ve fesahatin hikmetine, fenn-i beyan ve maânînin dâhî ulemasının şehadetleri bir bürhan-ı bâhirdir. Evet, binler defa tekrar edilse usandırmıyor, belki lezzet veriyor. Küçük basit bir çocuğun hâfızasına ağır gelmiyor, hıfzedebilir. En hastalıklı, az bir sözden müteezzi olan bir kulağa nâhoş gelmiyor, hoş geliyor. Sekeratta olanın damağına şerbet gibi oluyor. Zemzeme-i Kur’an onun kulağında ve dimağında, aynen ağzında ve damağında mâ-i zemzem gibi leziz geliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويمكنك أن تقيس على هذا سائرَ الكلمات القرآنية فهي وإن كانت تبدو كأنها كلمات مألوفة بسيطة، إلّا أنها تؤدي مهمة مفاتيح لكنوز المعاني اللطيفة.
    Usandırmamasının sırr-ı hikmeti şudur ki: Kur’an, kulûbe kut ve gıda ve ukûle kuvvet ve gınadır ve ruha mâ ve ziya ve nüfusa deva ve şifa olduğundan usandırmaz. Her gün ekmek yeriz, usanmayız. Fakat en güzel bir meyveyi her gün yesek usandıracak. Demek Kur’an, hak ve hakikat ve sıdk ve hidayet ve hârika bir fesahat olduğundandır ki usandırmıyor, daima gençliğini muhafaza ettiği gibi taravetini, halâvetini de muhafaza ediyor. Hattâ Kureyş’in rüesasından müdakkik bir beliğ, müşrikler tarafından, Kur’an’ı dinlemek için gitmiş. Dinlemiş, dönmüş, demiş ki: “Şu kelâmın öyle bir halâveti ve taraveti var ki kelâm-ı beşere benzemez. Ben şairleri, kâhinleri biliyorum. Bu onların hiç sözlerine benzemez. Olsa olsa etbaımızı kandırmak için sihir demeliyiz.” İşte Kur’an-ı Hakîm’in en muannid düşmanları bile fesahatinden hayran oluyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فلعلوّ أسلوب القرآن -كما في الوجوه السابقة في الأغلب- كان الأعرابي يعشقُ كلاما واحدا منه أحيانا، فيسجد قبلَ أن يؤمن، كما سمع أحدهم الآية الكريمة: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ (الحجر:٩٤) فخرَّ ساجدا، فلما سُئل: «أأسلمت؟» قال: «لا، بل أسجد لبلاغة هذا الكلام!»
    Kur’an-ı Hakîm’in âyetlerinde, kelâmlarında, cümlelerinde fesahatin esbabını izah çok uzun gider. Onun için sözü kısa kesip yalnız numune olarak bir âyetteki huruf-u hecaiyenin vaziyetiyle hasıl olan bir selaset ve fesahat-i lafziyeyi ve o vaziyetten parlayan bir lem’a-i i’cazı göstereceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الرابعة
    İşte
    ثُمَّ اَن۟زَلَ عَلَي۟كُم۟ مِن۟ بَع۟دِ ال۟غَمِّ اَمَنَةً نُعَاسًا يَغ۟شٰى طَٓائِفَةً مِن۟كُم۟ …اِلٰى اٰخِرهِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الفصاحة الخارقة في لفظه:
    İşte şu âyette bütün huruf-u heca mevcuddur. Bak ki sakîl, ağır bütün aksam-ı huruf beraber olduğu halde selasetini bozmamış. Belki bir revnak ve muhtelif tellerden mütenasip, mütesanid bir nağme-i fesahat katmış.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن القرآن كما هو بليغ خارق من حيث أسلوبه وبيان معنـــاه، فهو فصيح في غاية الســـلاســـة في لفظه. والدليل القاطع على فصاحته هــو عدم إيراثه السأم والمَلَل. كما أن شهادة علماء فن البيان والمعاني برهان باهر على حكمة فصاحته.
    Hem şu lem’a-i i’caza dikkat et ki huruf-u hecadan “ya” ile “elif” en hafif ve birbirine kalbolduğu için iki kardeş gibi her birisi yirmi bir kere tekrarı var. “Mim” ile “nun” (Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' Tenvin dahi nundur. </ref>) birbirinin kardeşi ve birbirinin yerine geçtiği için her birisi otuz üçer defa zikredilmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، لو كُرّر ألوفَ المرات فلا يورث سأما ولا مللا. بل يزيدُ لذةً وحلاوةً.. ثم إنه لا يثقل على ذهن صبي بسيط فيستطيع حفظه.. ولا تسأم منه أُذنُ المصاب بداء عضال الذي يتأذى من أدنى كلام، بل يتلذذ به.. وكأنه الشراب العذب في فم المحتضر الذي يتقلّب في السَكرات، وهو لذيذ في أذنه ودماغه لذة ماء زمزم في فمه.
    ص ، س ، ش   mahreççe, sıfatça, savtça kardeş oldukları için her biri üç defa;   ع ، غ   kardeş oldukları halde   ع  daha hafif altı defa,
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والحكمةُ في عدم الملل والسأم من القرآن هو أنّ القرآن قوت وغذاء للقلوب، وقوّة وغَناء للعقول، وماء وضياء للأرواح، ودواء وشفاء للنفوس، لذا لا يُمَلّ. مثالُه الخبز الذي نأكله يوميا دون أن نملّ، بينما لو تناولنا أطيب فاكهة يوميا لشعرنا بالملل. فإذن لأن القرآن حق وحقيقة وصدق وهدى وذو فصاحة خارقة فلا يورث الملل والسآمة، وإنما يحافظ على شبابيته دائما كما يحافظ على طراوته وحلاوته، حتى إن أحد رؤساء قريش وبلغائها عندما ذهب إلى الرسول الكريم ليسمع القرآن، قال بعد سماعه له: «والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة.. وما يقوله بشر. ثم قال لقومه: والله ما فيكم رجل أعلمُ بالشعر مني.. ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا».
    غ sıkleti için yarısı olarak üç defa zikredilmiştir.   ط ، ظ ، ذ ، ز   mahreççe, sıfatça, sesçe kardeş oldukları için her birisi ikişer defa; “lâm” ve “elif” ile beraber ikisi   لا   suretinde ittihat ettikleri ve “elif”   لا   suretinde hissesi “lâm”ın yarısıdır, onun için “lâm” kırk iki defa, “elif” onun yarısı olarak yirmi bir defa zikredilmiştir. “Hemze” “he” ile mahreççe kardeş oldukları için hemze (Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' Hemze, melfuz ve gayr-ı melfuz yirmi beştir ve hemzenin sakin kardeşi eliften üç derece yukarıdır. zira hareke üçtür. </ref>) on üç, “he” bir derece daha hafif olduğu için on dört defa;    ق ، ف ، ك   kardeş oldukları için   ق   ’ın bir noktası fazla olduğu için   ق   on,   ف   dokuz,   ك   dokuz;   ب   dokuz,   ت   on iki, “ta”nın derecesi üç olduğu için on iki defa zikredilmiştir.  ر   “lâm”ın kardeşidir. Fakat ebced hesabıyla   ر   iki yüz, “lâm” otuzdur. Altı derece yukarı çıktığı için altı derece aşağı düşmüştür. Hem   ر   telaffuzca tekerrür ettiğinden sakîl olup yalnız altı defa zikredilmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلم يبق أمامهم إلّا أن يقولوا إنه ساحر، ليغرروا به أتباعهم ويصدوهم عنه. وهكذا يبقى حتى أعتى أعداءِ القرآن مبهوتا أمام فصاحته.
    خ ، ح ، ث ، ض   sıkletleri ve bazı cihat-ı münasebat için birer defa zikredilmiştir. “Vav” “he”den ve “hemze”den daha hafif ve “ya”dan ve “elif”den daha sakîl olduğu için on yedi defa, sakîl hemzeden dört derece yukarı, hafif eliften dört derece aşağı zikredilmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن إيضاح أسباب الفصاحة في آيات القرآن الكريم وفي كلامه وفي جمله يطول كثيرا، فتفاديا من الإطالة نُقصر الكلام على إظهار لمعة إعجاز تتلمع من أوضاع الحروف الهجائية وكيفياتها في آية واحدة فقط، على سبيل المثال وهي قوله تعالى:
    İşte şu hurufun bu zikrinde hârikulâde bu vaziyet-i muntazama ile ve o münasebet-i hafiye ile ve o güzel intizam ve o dakik ve ince nazım ve insicam ile iki kere iki dört eder derecede gösterir ki beşer fikrinin haddi değil ki şunu yapabilsin. Tesadüf ise muhaldir ki ona karışsın. İşte şu vaziyet-i huruftaki intizam-ı acib ve nizam-ı garib, selaset ve fesahat-i lafziyeye medar olduğu gibi daha gizli çok hikmetleri bulunabilir. Madem hurufatında böyle intizam gözetilmiş. Elbette kelimelerinde, cümlelerinde, manalarında öyle esrarlı bir intizam, öyle envarlı bir insicam gözetilmiş ki göz görse “Mâşâallah”, akıl anlasa “Bârekellah” diyecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ ثُمَّ اَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ اَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشٰى طَٓائِفَةً مِنْكُمْۙ وَطَٓائِفَةٌ قَدْ اَهَمَّتْهُمْ اَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّٰهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِۜ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْاَمْرِ مِنْ شَيْءٍۜ قُلْ اِنَّ الْاَمْرَ كُلَّهُ لِلّٰهِۜ يُخْفُونَ ف۪ٓي اَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَۜ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْاَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هٰهُنَاۜ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ ف۪ي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذ۪ينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ اِلٰى مَضَاجِعِهِمْۚ وَلِيَبْتَلِيَ اللّٰهُ مَا ف۪ي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا ف۪ي قُلُوبِكُمْۜ وَاللّٰهُ عَل۪يمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ (آل عمران:١٥٤).
    '''Beşinci Nokta: Beyanındaki beraattir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد جمعت هذه الآية جميعَ حروف الهجاء وأجناسَ الحروف الثقيلة، ومع ذلك لم يفقدها هذا الجمع سلاستَها بل زادها بهاءً إلى جمالها ومزج نغمةً من الـفصاحة نبعت من أوتار متناسبة متنوعـة.
    Yani, tefevvuk ve metanet ve haşmettir. Nasıl ki nazmında cezalet, lafzında fesahat, manasında belâgat, üslubunda bedaat var. Beyanında dahi faik bir beraat vardır. Evet, tergib ve terhib, medih ve zem, ispat ve irşad, ifham  (إفحام)  ve ifham  (إفهام)  gibi bütün aksam-ı kelâmiyede ve tabakat-ı hitabiyede beyanat-ı Kur’aniye en yüksek mertebededir. Mesela:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأنعِمْ النظرَ في هذه اللمعة ذات الإعجاز وهي أن الألِف والياء لأنهما أخفُّ حروف الهجاء وتنقلب إحداهُما بالأخرى كأنهما أختان، تكرّر كلّ منهما إحدى وعشرين مرة.. وأن الميم والنون (<ref>والتنوين أيضا نون. (المؤلف).</ref>) لأنهما أختان، ويمكن أن تحل إحداهما محل الأخرى فقد ذُكر كلّ منهما ثلاثا وثلاثين مرةً..
    '''Makam-ı tergib ve teşvikte''' hadsiz misallerinden '''mesela''', Sure-i هَل۟ اَتٰى عَلَى ال۟اِن۟سَانِ   de beyanatı (Hâşiye-1<ref>'''Hâşiye-1:''' Şu üslub-u beyan, o surenin mealinin libasını giymiş. </ref>)âb-ı kevser gibi hoş, selsebil çeşmesi gibi selasetle akar, cennet meyveleri gibi tatlı, huri libası gibi güzeldir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأن الصاد والسين والشين متآخية حسب المخرج والصفة والصوت فذُكر كل واحد منها ثلاث مرات.. وأن العين والغين متآخيتان فذُكر العين ست مرات لخفتها بينما الغين لثقلها ذكرت ثلاث مرات أي نصفه..  
    '''Makam-ı terhib''' ve tehditte pek çok misallerinden mesela هَل۟ اَتٰيكَ حَدٖيثُ ال۟غَاشِيَةِ   suresinin başında beyanat-ı Kur’aniye ehl-i dalaletin sımahında kaynayan rasas gibi dimağında yakan ateş gibi damağında yanan zakkum gibi yüzünde saldıran cehennem gibi midesinde acı, dikenli dari’ gibi tesir eder. Evet, bir zatın tehdidini gösteren cehennem gibi bir azap memuru, öfkesinden ve gayzından parçalanmak vaziyetini alması ve   تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ال۟غَي۟ظِ   söylemesi, söyletmesi, o zatın terhibi ne derece dehşetli olduğunu gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأن الطاء والظاء والذال والزاي، متآخية حسب المخرج والصفة والصوت، فذُكر كل واحد منها مرتين.. وأن اللام والألف متحدتان في صورة «لا»، وأن حصة الألف نصف في صورة «لا» فذُكرت اللام اثنتين وأربعين مرة، وذُكرت الألف -نصفها- إحدى وعشرين مرة.. وأن الهمزة والهاء متآخيتان حسب المخرج فذكرت الهمزة ثلاث عشرة مرة (<ref>الهمزة الملفوظة وغير الملفوظة هي خمس وعشرون. وهي فوق أختها وهي الألف الساكنة بثلاث درجات، لأن الحركة ثلاثة. (المؤلف).</ref>) والهاء أربع عشرة مرة لكونها أخفّ منها بدرجة.. وأن القاف والفاء والكاف متآخية، فذُكرت القاف عشر مرات لزيادة نقطة فيها، وذكرت الفاء تسع مرات والكاف تسع.. وأن الباء ذُكرت تسع مرات، والتاء ذكرت اثنتي عشرة مرة، لأن درجتها ثلاثة.. وأن الراء أخت اللام . ولكن الراء مئتان واللام ثلاثون حسب حساب «أبجدية الجمل» أي إن الراء فوق اللام بست درجات فانخفضت عنها بست درجات. وأيضا الراء تتكرر كثيرا في التلفظ، فيثقل، فذُكرت ست مرات فقط..
    '''Makam-ı medhin''' binler misallerinden, başında “Elhamdülillah” olan beş surede beyanat-ı Kur’aniye güneş gibi parlak, (Hâşiye-2<ref>'''Hâşiye-2:''' Şu tabiratta o surelerdeki bahislere işaret var. </ref>) yıldız gibi ziynetli, semavat ve zemin gibi haşmetli, melekler gibi sevimli, dünyada yavrulara rahmet gibi şefkatli, âhirette cennet gibi güzeldir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولأن الخاء والحاء والثاء والضاد ثقيلة وبينها مناسبات ذُكر كل منها مرة واحدة.. ولأن الواو أخف من «الهاء والهمزة» وأثقل من «الياء والألف» ذُكرت سبع عشرة مرة فوق الهمزة الثقيلة بأربع درجات وتحت الألف الخفيفة بأربع درجات أيضا.
    '''Makam-ı zem ve zecirde''' binler misallerinden '''mesela''' اَيُحِبُّ اَحَدُكُم۟ اَن۟ يَا۟كُلَ لَح۟مَ اَخٖيهِ مَي۟تًا âyetinde zemmi altı derece zemmeder. Gıybetten altı derece şiddetle zecreder. Şöyle ki: Malûmdur, âyetin başındaki hemze, sormak (âyâ) manasındadır. O sormak manası, su gibi âyetin bütün kelimelerine girer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فإن هذه الحروف بهذا الوضع المنتظم الخارق، مع تلك المناسبات الخفية، والانتظام الجميل، والنظام الدقيق، والانسجام اللطيف تثبت بيقين جازم كحاصل ضرب اثنين في اثنين يساوي أربعا أنه ليس من شأن البشر ولا يمكنه أن يفعله. أما المصادفة فمحال أن تلعب به.
    İşte birinci, hemze ile der: Âyâ sual ve cevap mahalli olan aklınız yok mu ki bu derece çirkin bir şeyi anlamıyor?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا فإن ما في أوضاع هذه الحروف من الانتظام العجيب والنظام الغريب مثلما هو مدار للفصاحة والسـلاســة اللفظية، يمكن أن تكون له حِكم كثيرة أخرى. فما دام في الحروف هذا الانتظام، فلا شك أنه قد روعي في كلماتها وجملها ومعانيها انتظام ذو أسرار، وانسجام ذو أنوار، لو رأته العينُ لقالت من إعجابها: «ما شاء الله»، وإذا أدركه العقلُ لقال من حيرته: «بارك الله».
    İkincisi:   يُحِبُّ   lafzı ile der: Âyâ sevmek, nefret etmek mahalli olan kalbiniz bozulmuş mu ki en menfur bir işi sever?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الخامسة
    Üçüncüsü:   اَحَدُكُم۟   kelimesiyle der: Cemaatten hayatını alan hayat-ı içtimaiye ve medeniyetiniz ne olmuş ki böyle hayatınızı zehirleyen bir ameli kabul eder?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    براعة البيان:
    Dördüncüsü:   اَن۟ يَا۟كُلَ لَح۟مَ   kelâmıyla der: İnsaniyetiniz ne olmuş ki böyle canavarcasına arkadaşını dişle parçalamayı yapıyorsunuz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أي التفوق والمتانة والهيبة، إذ كما أن في نظم القرآن جزالةً، وفي لفظه فصاحةً، وفي معناه بلاغةً، وفي أسلوبه إبداعا، ففي بيانه أيضا براعة فائقة. نعم، إن بيانَ القرآن لهو في أعلى مرتبة من مراتب طبقات الخطاب وأقسام الكلام: كالترغيب والترهيب، والمدح والذم، والإثبات والإرشاد، والإفهام والإفحام.
    Beşincisi:   اَخٖيهِ   kelimesiyle der: Hiç rikkat-i cinsiyeniz, hiç sıla-i rahminiz yok mu ki böyle çok cihetlerle kardeşiniz olan bir mazlumun şahs-ı manevîsini insafsızca dişliyorsunuz? Hiç aklınız yok mu ki kendi azanızı kendi dişinizle divane gibi ısırıyorsunuz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمن بين آلاف أمثلة مقام «الترغيب والتشويق» سورة «الإنسان»، إذ بيان القرآن في هذه السورة سلس ينساب كالسلسبيل، ولذيذ كثمار الجنة، وجميل كحلل الحور العين. (<ref>هذا الأسلوب قد لبس حلل معاني السورة نفسها.(المؤلف).</ref>)
    Altıncısı:   مَي۟تًا   kelâmıyla der: Vicdanınız nerede? Fıtratınız bozulmuş mu ki en muhterem bir halde bir kardeşine karşı, etini yemek gibi en müstekreh bir iş yapılıyor?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن بين الأمـثلة التي لا تحد لمقام «الترهيب والتهديد»، مقـدمة سورة «الغاشية». إذ بيان القرآن في هذه السورة يؤثر تأثيرَ غليان الرصاص في صماخ الضالين، ولهيبَ النار في عقولهم، وكالزقوم في حلوقهم، وكلفح جهنم في وجوههم، وكالضريع الشائك في بطونهم. نعم، إن كانت مأمورةُ العذاب جهنم ﴿ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ (الملك:٨) فكيف يكون تهديد وترهيب آمرها بالعذاب؟
    Demek zem ve gıybet, aklen, kalben ve insaniyeten ve vicdanen ve fıtraten ve asabiyeten ve milliyeten mezmumdur. İşte bak! Nasıl şu âyet, îcazkârane altı mertebe zemmi zemmetmekle i’cazkârane altı derece o cürümden zecreder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن بين آلاف أمثلة مقام «المدح»، السوَر الخمس المستهلة بـ«الحمد لله»؛ إذ بيان القرآن في هذه السور ساطع كالشمس، (<ref>في هذه العبارات إشارة لموضوعات تلك السور.(المؤلف).</ref>) مزّين كالنجوم، مهيب كالسماوات والأرض، محبوب مأنوس كالملائكة، لطيف رؤوف كالرحمة على الصغار في الدنيا، وجميل بهيج كالجنة اللطيفة في الآخرة.
    '''Makam-ı ispatta''' binler misallerinden '''mesela'''
    فَان۟ظُر۟ اِلٰٓى اٰثَارِ رَح۟مَتِ اللّٰهِ كَي۟فَ يُح۟يِى ال۟اَر۟ضَ بَع۟دَ مَو۟تِهَا
    اِنَّ ذٰلِكَ لَمُح۟يِى ال۟مَو۟تٰى وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ
    de haşri ispat ve istib’adı izale için öyle bir tarzda beyan eder ki fevkinde ispat olamaz. Şöyle ki: Onuncu Söz’ün Dokuzuncu Hakikat’inde, Yirmi İkinci Söz’ün Altıncı Lem’a’sında ispat ve izah edildiği gibi; her bahar mevsiminde ihya-yı arz keyfiyetinde üç yüz bin tarzda haşrin numunelerini nihayet derecede girift, birbirine karıştırdığı halde nihayet derecede intizam ve temyiz ile nazar-ı beşere gösteriyor ki bunları böyle yapan zata, haşir ve kıyamet ağır olamaz, der. Hem zeminin sahifesinde yüz binler envaı, beraber birbiri içinde kalem-i kudretiyle hatasız, kusursuz yazmak; bir tek Vâhid-i Ehad’in sikkesi olduğundan şu âyetle güneş gibi vahdaniyeti ispat etmekle beraber, güneşin tulû ve gurûbu gibi kolay ve kat’î, kıyamet ve haşri gösterir. İşte   كَي۟فَ   lafzındaki keyfiyet noktasında şu hakikati gösterdiği gibi çok surelerde tafsil ile zikreder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن بين آلاف أمثلة مقام «الذم والزجر» الآية الكريمة: ﴿ اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ اَخ۪يهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ (الحجرات:١٢)
    '''Mesela''', Sure-i   قٓ وَ ال۟قُر۟اٰنِ ال۟مَجٖيدِ   de öyle parlak ve güzel ve şirin ve yüksek bir beyanla haşri ispat eder ki baharın gelmesi gibi kat’î bir surette kanaat verir. İşte bak: Kâfirlerin, çürümüş kemiklerin dirilmesini inkâr ederek “Bu acibdir, olamaz.” demelerine cevaben
    اَفَلَم۟ يَن۟ظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَو۟قَهُم۟ كَي۟فَ بَنَي۟نَاهَا وَ زَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن۟ فُرُوجٍ … الخ
    كَذٰلِكَ ال۟خُرُوجُ   a kadar ferman ediyor. Beyanı su gibi akıyor, yıldızlar gibi parlıyor. Kalbe hurma gibi hem lezzet hem zevk veriyor hem rızık oluyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تنهى هذه الآية الكريمة عن الغيبة بست مراتب وتزجر عنها بشدة وعنف، وحيث إن خطاب الآية موجّه إلى المغتابين، فيكون المعنى كالآتي: إنّ الهمزة الموجودة في البداية، للاستفهام الإنكاري، حيث يسري حُكمه ويسيلُ كالماء إلى جميع كلمات الآية، فكل كلمة منها تتضمن حُكما؛
    Hem makam-ı ispatın en latîf misallerinden يٰسٓ ۝ وَال۟قُر۟اٰنِ ال۟حَكٖيمِ ۝ اِنَّكَ لَمِنَ ال۟مُر۟سَلٖينَ der. Yani, “Hikmetli Kur’an’a kasem ederim, sen resullerdensin.” Şu kasem işaret eder ki risaletin hücceti o derece yakînî ve haktır ki hakkaniyette makam-ı tazim ve hürmete çıkmış ki onunla kasem ediliyor. İşte şu işaret ile der: “Sen resulsün. Çünkü senin elinde Kur’an var. Kur’an ise haktır ve Hakk’ın kelâmıdır. Çünkü içinde hakiki hikmet, üstünde sikke-i i’caz var.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي الكلمة الأولى تخاطب الآية الكريمة بالهمزة: أليس لكم عقل -وهو محل السؤال والجواب- ليَعي هذا الأمرَ القبيح؟
    Hem makam-ı ispatın îcazlı ve i’cazlı misallerinden şu:
    قَالَ مَن۟ يُح۟يِى ال۟عِظَامَ وَهِىَ رَمٖيمٌ ۝ قُل۟ يُح۟يٖيهَا الَّذٖٓى اَن۟شَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَل۟قٍ عَلٖيمٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي الكلمة الثانية: ﴿ اَيُحِبُّ ﴾ تخاطب الآية بالهمزة: هل فسد قلبُكم -وهو محل الحب والبغض- حتى أصبح يحب أكرهَ الأشياء وأشدَّها تنفيرا.
    Yani, insan der: “Çürümüş kemikleri kim diriltecek?” Sen, de: “Kim onları bidayeten inşa edip hayat vermiş ise o diriltecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي الكلمة الثالثة: ﴿ اَحَدُكُمْ ﴾ تخاطب بالهمزة: ماذا جرى لحياتكم الاجتماعية -التي تستمد حيويتَها من حيوية الجماعة- وما بال مدنيتِكم وحضارتِكم حتى أصبحت ترضى بما يسمِّم حياتَكم ويعكّر صفوَكم.
    Onuncu Söz’ün Dokuzuncu Hakikat’inin üçüncü temsilinde tasvir edildiği gibi bir zat, göz önünde bir günde yeniden büyük bir orduyu teşkil ettiği halde biri dese: “Şu zat, efradı istirahat için dağılmış olan bir taburu bir boru ile toplar. Tabur nizamı altına getirebilir.” Sen ey insan, desen: “İnanmam.” Ne kadar divanece bir inkâr olduğunu bilirsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي الكلمة الرابعة: ﴿ اَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ ﴾ تخاطب بالهمزة: ماذا أصابَ إنسانيتَكم؟ حتى أصبحتم تفترسون صديقكم الحميم.
    Aynen onun gibi hiçten, yeniden ordu-misal bütün hayvanat ve sair zîhayatın tabur-misal cesetlerini kemal-i intizamla ve mizan-ı hikmetle o bedenlerin zerratını ve letaifini “Emr-i kün feyekûn” ile kaydedip yerleştiren ve her karnda hattâ her baharda rûy-i zeminde yüz binler ordu-misal zevi’l-hayat envalarını, taifelerini icad eden bir Zat-ı Kadîr-i Alîm, tabur-misal bir cesedin nizamı altına girmekle birbiriyle tanışmış zerrat-ı esasiye ve ecza-yı asliyeyi bir sayha ile Sûr-u İsrafil’in borusuyla nasıl toplayabilir? İstib’ad suretinde denilir mi? Denilse eblehçesine bir divaneliktir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي الكلمة الخامسة: ﴿ اَخ۪يهِ ﴾ تخاطب بالهمزة: أليس بكم رأفة ببني جنسِكم، أليس لكم صلةُ رحم تربطُكم معهم، حتى أصبحتم تفتكون بمن هو أخوكم من عدة جهات، وتنهشون شخصَه المعنوي المظلوم نهشا قاسيا، أيملك عقلا من يعضّ عضوا من جسمه؟ أوَليس هو بمجنون؟.
    '''Makam-ı irşadda''' beyanat-ı Kur’aniye o derece müessir ve rakiktir ve o derece munis ve şefiktir ki şevk ile ruhu, zevk ile kalbi; aklı merakla ve gözü yaşla doldurur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي الكلمة السادسة: ﴿ مَيْتًا ﴾ تخاطب بالهمزة: أين وجدانُكم؟ أفَسدَت فطرتُكم حتى أصبحتم تجترحون أبغضَ الأشياء وأفسدَها، وهو أكل لحم أخيكم، في الوقت الذي هو جدير بكل احترام وتوقير.
    Binler misallerinden yalnız şu:
    ثُمَّ قَسَت۟ قُلُوبُكُم۟ مِن۟ بَع۟دِ ذٰلِكَ فَهِىَ كَال۟حِجَارَةِ اَو۟ اَشَدُّ قَس۟وَةً … الخ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يفهم من هذه الآية الكريمة -وبما ذكرناه من دلائل مختلفة في كلماتها- أنّ الغيبة مذمومة عقلا وقلبا وإنسانية ووجدانا وفطرة وملةً.
    Yirminci Söz’ün Birinci Makamı’nda üçüncü âyet mebhasında ispat ve izah edildiği gibi Benî-İsrail’e der: “Musa aleyhisselâmın asâsı gibi bir mu’cizesine karşı sert taş, on iki gözünden çeşme gibi yaş akıttığı halde, size ne olmuş ki Musa aleyhisselâmın bütün mu’cizatına karşı lâkayt kalıp gözünüz kuru, yaşsız, kalbiniz katı, ateşsiz duruyor?” O sözde şu mana-yı irşadî izah edildiği için oraya havale ederek burada kısa kesiyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فتدبّر هذه الآية الكريمة، وانظر كيف أنها تزجُر عن جريمة الغيبة بإعجاز بالغ وبإيجاز شديد في ست مراتب.
    '''Makam-ı ifham ve ilzamda''' binler misallerinden yalnız şu iki misale bak:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن بين آلاف أمثلة مقام «الإثبات» الآية الكريمة: ﴿ فَانْظُرْ اِلٰٓى آثَارِ رَحْمَتِ اللّٰهِ كَيْفَ يُحْيِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَاۜ اِنَّ ذٰلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتٰىۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (الروم:٥٠) فإنها تثبت الحشرَ وتزيل استبعاده ببيانٍ شافٍ وواف لا بيان فوقَه. وذلك كما أثبتنا في «الحقيقة التاسعة من الكلمة العاشرة» وفي «اللمعة السادسة من الكلمة الثانية والعشرين» بأنه كلما حلّ موسمُ الربيع، فكأن الأرض تُبعثُ من جديد بانبعاث ثلاثمائة ألف نوع من أنواع الحشر والنشور، في انتظام متقن وتمييز تام، علما أنها في منتهى الاختلاط والتشابك، حتى يكون ذلك الإحياء والبعث ظاهرا لكل مشاهد، وكأنه يقول له: إن الذي أحيا الأرض هكذا لن يصعبَ عليه إقامةُ الحشر والنشور. ثم إن كتابة هذه الألوف المؤلفة من أنواع الأحياء على صحيفة الأرض بقلم القدرة دون خطأ ولا نقص لهي ختم واضح للواحد الأحد، فكما أثبتت هذه الآية الكريمة التوحيدَ، تثبت القيامةَ والحشر أيضا مبينةً أن الحشر والنشور سهل على تلك القدرة وقطعي ثابت كقطعية ثبوت غروب الشمس وشروقها.
    '''Birinci misal:'''
    وَاِن۟ كُن۟تُم۟ فٖى رَي۟بٍ مِمَّا نَزَّل۟نَا عَلٰى عَب۟دِنَا فَا۟تُوا بِسُورَةٍ مِن۟ مِث۟لِهٖ وَاد۟عُوا شُهَدَٓاءَكُم۟ مِن۟ دُونِ اللّٰهِ اِن۟ كُن۟تُم۟ صَادِقٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن الآية الكريمة إذ تبين هذه الحقيقة بلفظ ﴿ كَيْفَ ﴾ أي من زاوية الكيفية فإن سورا أخرى كثيرة قد فصّلت تلك الكيفية؛ منها:
    Yani “Eğer bir şüpheniz varsa size yardım edecek, şehadet edecek bütün büyüklerinizi ve taraftarlarınızı çağırınız. Bir tek suresine bir nazire yapınız.” İşaratü’l-İ’caz’da izah ve ispat edildiği için burada yalnız icmaline işaret ederiz. Şöyle ki Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan diyor:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سورة «ق» مثلا، فإنها تثبت الحشر والقيامة ببيان رفيع جميل باهر يفيد أنه لا ريب في مجيء الحشر كما لا ريب في مجيء الربيع. فتأمل في جواب القرآن الكفارَ المنكرين وتعجّبهم من إحياء العظام وتحولها إلى خلق جديد، إذ يقول لهم: ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ❀ وَالْاَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَاَلْقَيْنَا ف۪يهَا رَوَاسِيَ وَاَنْبَتْنَا ف۪يهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَه۪يجٍۙ ❀ تَبْصِرَةً وَذِكْرٰى لِكُلِّ عَبْدٍ مُن۪يبٍ ❀ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً مُبَارَكًا فَاَنْبَتْنَا بِه۪ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَص۪يدِۙ ❀ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَض۪يدٌۙ ❀ رِزْقًا لِلْعِبَادِۙ وَاَحْيَيْنَا بِه۪ بَلْدَةً مَيْتًاۜ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ (ق:٦-١١).
    Ey ins ve cin! Eğer Kur’an, Kelâm-ı İlahî olduğunda şüpheniz varsa, bir beşer kelâmı olduğunu tevehhüm ediyorsanız, haydi işte meydan, geliniz! Siz dahi ona Muhammedü’l-Emin dediğiniz zat gibi okumak yazmak bilmez, kıraat ve kitabet görmemiş bir ümmiden bu Kur’an gibi bir kitap getiriniz, yaptırınız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذا البيانُ يسيل كالماء الرقراق، ويسطع كالنجوم الزاهرة، وهو يُطعمُ القلبَ ويغذّيه بغذاءٍ حلو طيب كالرُطَب. فيكون غذاءً ويكون لذةً في الوقت نفسه.
    Bunu yapamazsanız, haydi ümmi olmasın, en meşhur bir edib, bir âlim olsun.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن ألطفِ أمثلة مقام «الإثبات» هذا المثال: ﴿يس ❀ وَالْقُرْاٰنِ الْحَك۪يمِۙ ❀ اِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَل۪ينَ ﴾ (يس:١-٣). هذا القَسَم يشير إلى حجّية الرسالة وبرهانِها بيقين جازم وحق واضح حتى بلغتْ في الحقانية والصدق مرتبة التعظيم والإجلال، فيُقْسَم به.
    Bunu da yapamazsanız, haydi bir tek olmasın, bütün büleganız, hutebanız, belki bütün geçmiş beliğlerin güzel eserlerini ve bütün gelecek ediblerin yardımlarını ve ilahlarınızın himmetlerini beraber alınız. Bütün kuvvetinizle çalışınız, şu Kur’an’a bir nazire yapınız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يقول القرآن الكريم بهذه الإشارة: إنك رسول لأن في يدك قرآنا حكيما، والقرآنُ نفسُه حق وكلام الحق، لأن فيه الحكمة الحقة وعليه ختمَ الإعجاز.
    Bunu da yapamazsanız, haydi kabil-i taklit olmayan hakaik-i Kur’aniyeden ve manevî çok mu’cizatından kat-ı nazar, yalnız nazmındaki belâgatına nazire olarak bir eser yapınız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ونذكر من أمثلة مقام «الإثبات» ذات الإعجاز والإيجاز هذه الآية الكريمة:
    فَا۟تُوا بِعَش۟رِ سُوَرٍ مِث۟لِهٖ مُف۟تَرَيَاتٍ   ilzamıyla der: Haydi sizden mananın doğruluğunu istemiyorum. Müftereyat ve yalanlar ve bâtıl hikâyeler olsun.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِىَ رَم۪يمٌ ❀ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَل۪يمٌ ﴾ (يس:٧٨-٧٩).  
    Bunu da yapamıyorsunuz. Haydi bütün Kur’an kadar olmasın, yalnız   بِعَش۟رِ سُوَرٍ   on suresine nazire getiriniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي المثال الثالث من الحقيقة التاسعة للكلمة العاشرة تصوير لطيف لهذه المسألة، على النحو الآتي: إنّ شخصا عظيما يستطيع أن يشكّل أمام أنظارنا جيشا ضخما في يوم واحد. فإذا قال أحدُهم: إن هذا الشخص يمكنُه أن يجمع جنودَ طابوره المتفرقين للاستراحة ببوق عسكري فينتظم له الطابور حالا. وأنت أيها الإنسان إن قلت: لا أصدّق!! تدرك عندئذٍ مدى بُعد إنكارك عن العقل.
    Bunu da yapamıyorsunuz. Haydi, bir tek suresine nazire getiriniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والأمر كذلك -ولله المثل الأعلى-: أن الذي يبعث أجسادَ الأحياء قاطبة من غير شيء، كأنها أفرادُ جيش ضخم بكمال الانتظام وبميزان الحكمة، ويجمع ذرات تلك الأجساد ولطائفَها ويحفظُها بأمر ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ في كل قرن، بل في كل ربيع، على وجه الأرض كافة، ويوجِد مئات الألوف من أمثالها من أنواع ذوي الحياة. إن القدير العليم الذي يفعل هذا هل يمكن أن يُستَبعد منه جمعَ الذرات الأساسية والأجزاءَ الأصلية المتعارفة تحت نظام الجسد كأنها أفرادُ جيش منظم، بصيحةٍ من صور إسرافيل؟ إن استبعاد هذا من ذلكم القدير العليم لا محالةَ جنون!
    Bu da çoktur. Haydi, kısa bir suresine bir nazire ibraz ediniz. Hattâ, madem bunu da yapmazsanız ve yapamazsınız. Hem bu kadar muhtaç olduğunuz halde; çünkü haysiyet ve namusunuz, izzet ve dininiz, asabiyet ve şerefiniz, can ve malınız, dünya ve âhiretiniz, buna nazire getirmekle kurtulabilir. Yoksa dünyada haysiyetsiz, namussuz, dinsiz, şerefsiz, zillet içinde, can ve malınız helâkette mahvolup ve âhirette  فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتٖى وَقُودُهَا النَّاسُ وَ ال۟حِجَارَةُ işaretiyle cehennemde haps-i ebedî ile mahkûm ve sanemlerinizle beraber ateşe odunluk edeceksiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي مقام «الإرشاد» فإن البيانات القرآنية مؤثرة ورفيعة ومؤنسة ورقيقة حتى إنها تملأ الروحَ شوقا والعقلَ لهفةً والعين دمعا.  
    Hem madem sekiz mertebe aczinizi anladınız. Elbette sekiz defa, Kur’an dahi mu’cize olduğunu bilmekliğiniz gerektir. Ya imana geliniz veyahut susunuz, cehenneme gidiniz!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلنأخذ هذا المثال من بين آلاف أمثلته: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ اَوْ اَشَدُّ قَسْوَةًۜ وَاِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْاَنْهَارُۜ وَاِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَٓاءُۜ وَاِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِۜ وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (البقرة:٧٤)
    İşte Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın makam-ı ifhamdaki ilzamına bak ve de:
    لَي۟سَ بَع۟دَ بَيَانِ ال۟قُر۟اٰنِ بَيَانٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكما أوضحنا وأثبتنا في مبحث الآية الثالثة من «المقام الأول للكلمة العشرين» فإن الآية هذه تخاطب بني إسرائيل قائلة: ماذا أصابكم يا بني إسرائيل حتى لا تبالون بجميع معجزات موسى عليه السلام، فعيونُكم شاخصة جافة لا تدمعُ، وقلوبُكم قاسية غليظة لا حرارةَ فيها ولا شوق، بينما الحجارةُ الصلدة القاسية قد ذرفَت الدموعَ من اثنتي عشرةَ عينا بضربةٍ من عصا موسى عليه السلام، وهي معجزة واحدة من معجزاته!
    Evet, beyan-ı Kur’an’dan sonra beyan olamaz ve hâcet kalmaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نكتفي بهذا القدر هنا ونحيل إلى تلك الكلمة حيث وُضّح هذا المعنى الإرشادي إيضاحا كافيا.
    '''İkinci Misal:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي مقام «الإفحام والإلزام» تأمل في هذين المثالين فحسب من بين آلاف أمثلته.
    فَذَكِّر۟ فَمَٓا اَن۟تَ بِنِع۟مَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَج۟نُونٍ ۝ اَم۟ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهٖ رَي۟بَ ال۟مَنُونِ ۝ قُل۟ تَرَبَّصُوا فَاِنّٖى مَعَكُم۟ مِنَ ال۟مُتَرَبِّصٖينَ ۝ اَم۟ تَا۟مُرُهُم۟ اَح۟لَامُهُم۟ بِهٰذَٓا اَم۟ هُم۟ قَو۟مٌ طَاغُونَ ۝ اَم۟ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل۟ لَا يُؤ۟مِنُونَ ۝ فَل۟يَا۟تُوا بِحَدٖيثٍ مِث۟لِهٖٓ اِن۟ كَانُوا صَادِقٖينَ ۝ اَم۟ خُلِقُوا مِن۟ غَي۟رِ شَى۟ءٍ اَم۟ هُمُ ال۟خَالِقُونَ ۝ اَم۟ خَلَقُوا السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ بَل۟ لَا يُوقِنُونَ ۝ اَم۟ عِن۟دَهُم۟ خَزَٓائِنُ رَبِّكَ اَم۟ هُمُ ال۟مُصَي۟طِرُونَ ۝ اَم۟ لَهُم۟ سُلَّمٌ يَس۟تَمِعُونَ فٖيهِ فَل۟يَا۟تِ مُس۟تَمِعُهُم۟ بِسُل۟طَانٍ مُبٖينٍ ۝ اَم۟ لَهُ ال۟بَنَاتُ وَلَكُمُ ال۟بَنُونَ ۝ اَم۟ تَس۟ئَلُهُم۟ اَج۟رًا فَهُم۟ مِن۟ مَغ۟رَمٍ مُث۟قَلُونَ ۝ اَم۟ عِن۟دَهُمُ ال۟غَي۟بُ فَهُم۟ يَك۟تُبُونَ ۝ اَم۟ يُرٖيدُونَ كَي۟دًا فَالَّذٖينَ كَفَرُوا هُمُ ال۟مَكٖيدُونَ ۝ اَم۟ لَهُم۟ اِلٰهٌ غَي۟رُ اللّٰهِ سُب۟حَانَ اللّٰهِ عَمَّا يُش۟رِكُونَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الأول: ﴿ وَاِنْ كُنْتُمْ ف۪ي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلٰى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه۪ۖ وَادْعُوا شُهَدَٓاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ اِنْ كُنْتُمْ صَادِق۪ينَ ﴾ (البقرة:٢٣).  
    İşte şu âyâtın binler hakikatlerinden yalnız beyan-ı ifhamîye misal için bir hakikatini beyan ederiz. Şöyle ki:   اَم۟ - اَم۟   lafzıyla on beş tabaka istifham-ı inkârî-i taaccübî ile ehl-i dalaletin bütün aksamını susturur ve şübehatın bütün menşelerini kapatır. Ehl-i dalalet için içine girip saklanacak şeytanî bir delik bırakmıyor, kapatıyor. Altına girip gizlenecek bir perde-i dalalet bırakmıyor, yırtıyor. Yalanlarından hiçbir yılanı bırakmıyor, başını eziyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سنشير هنا إشارةً مجملةً فحسب، إذ قد أوضحناه وأثبتناه وأشرنا إليه في «إشارات الإعجاز» وهو:
    Her bir fıkrada bir taifenin hülâsa-i fikr-i küfrîlerini ya bir kısa tabir ile iptal eder, ya butlanı zâhir olduğundan sükûtla butlanını bedahete havale eder veya başka âyetlerde tafsilen reddedildiği için burada mücmelen işaret eder. Mesela, birinci fıkra وَمَا عَلَّم۟نَاهُ الشِّع۟رَ وَمَا يَن۟بَغٖى لَهُ âyetine işaret eder. On beşinci fıkra ise لَو۟ كَانَ فٖيهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَا âyetine remzeder. Daha sair fıkraları buna kıyas et.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنّ القرآن المعجز البيان يقول: يا معشر الإنس والجن إن كانت لديكم شبهة في أن القرآن ليس كلام الله، وتتوهمون أنه من كلام بشر. فهيا، فها هو ميدانُ التحدي. فأْتوُا بقرآنٍ مثل هذا يصدر عن شخصٍ أمّي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، مثل محمدٍ الذي تصفونه أنتم بـ«الأمين»..
    Şöyle ki: Başta diyor: Ahkâm-ı İlahiyeyi tebliğ et. Sen kâhin değilsin. Zira kâhinin sözleri, karışık ve tahminîdir. Seninki hak ve yakînîdir. Mecnun olamazsın, düşmanın dahi senin kemal-i aklına şehadet eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن لم تفعلوا هذا فأْتوُا به من غير أمّي، وليكن بليغا أو عالما..
    اَم۟ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهٖ رَي۟بَ ال۟مَنُونِ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن لم تفعلوا هذا فأْتوا به من جماعة من البلغاء وليس من شخص واحد، بل اجمعوا جميعَ بلغائكم وخطبائكم والآثار الجيدة للسابقين منهم ومدد اللاحقين وهِمَم شهدائكم وشركائكم من دون الله، وابذلوا كلَّ ما لديكم حتى تَأتوُا بمثل هذا القرآن..
    Âyâ, acaba muhakemesiz âmî kâfirler gibi sana şair mi diyorlar? Senin helâketini mi bekliyorlar? Sen, de: “Bekleyiniz. Ben de bekliyorum.” Senin parlak büyük hakikatlerin, şiirin hayalatından münezzeh ve tezyinatından müstağnidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن لم تفعلوا هذا فأْتوُا بكتابٍ في مثل بلاغة القرآن ونَظمه، بصرف النَظر عن حقائقه العظيمة ومعجزاته المعنوية.
    اَم۟ تَا۟مُرُهُم۟ اَح۟لَامُهُم۟ بِهٰذَا   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بل القرآن قد تحدّاهم بأقلّ من هذا إذ يقول: ﴿ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِه۪ مُفْتَرَيَاتٍ ﴾ (هود:١٣) أي ليس ضروريا صدق المعنى فلتكن أكاذيبَ مفتريات.
    Yahut acaba akıllarına güvenen akılsız feylesoflar gibi “Aklımız bize yeter.” deyip sana ittibadan istinkâf mı ederler? Halbuki akıl ise sana ittibaı emreder. Çünkü bütün dediğin makuldür. Fakat akıl kendi başıyla ona yetişemez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن لم تفعلوا، فليكن عشرَ سور منه وليس ضروريا كل القرآن.. وإن لم تفعلوا هذا،
    اَم۟ هُم۟ قَو۟مٌ طَاغُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأتوُا بسورة واحدة من مثله فحسب، وإن كنتم ترَون هذا أيضا صعبا عليكم، فلتكن سورةً قصيرة..
    Yahut inkârlarına sebep, tâğî zalimler gibi Hakk’a serfürû etmemeleri midir? Halbuki mütecebbir zalimlerin rüesaları olan Firavunların, Nemrutların âkıbetleri malûmdur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأخيرا ما دمتم عاجزين لا تستطيعون أن تفعلوا ولن تفعلوا مع أنكم في أمسّ الحاجة إلى الإتيان بمثيله، لأنّ شرفَكم وعزتكم ودينَكم وعصبيتكم وأموالكم وأرواحكم ودنياكم وأخراكم إنما تُصان بإتيان مثلِه، وإلّا ففي الدنيا يتعرض شرفُكم ودينُكم إلى الخطر وتسامون الذلّ والهوان وتُهدر أموالُكم، وفي الآخرة تصيرون حطبا للنار مع أصنامكم ومحكومين بالسجن الأبدي ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّت۪ي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُۚ  ﴾ (البقرة:٢٤).
    اَم۟ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل۟ لَا يُؤ۟مِنُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دمتم قد عرفتم عَجزَكم بثماني مراتب، فلابد أن تعرفوا أن القرآن معجز بثماني مراتب. فإما أن تؤمنوا به أو تسكتوا نهائيا وتكون جهنمُ مثواكم وبئس المصير.
    Veyahut yalancı, vicdansız münafıklar gibi “Kur’an senin sözlerindir.” diye seni ittiham mı ediyorlar? Halbuki tâ şimdiye kadar sana Muhammedü’l-Emin diyerek içlerinde seni en doğru sözlü biliyorlardı. Demek, onların imana niyetleri yoktur. Yoksa Kur’an’ın âsâr-ı beşeriye içinde bir nazirini bulsunlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبعد ما عرفتَ بيان القرآن هذا وإلزامَه في مقام «الإفحام» قل:
    اَم۟ خُلِقُوا مِن۟ غَي۟رِ شَى۟ءٍ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حقا إنه«ليس بعد بيان القرآن بيان».
    Veyahut kâinatı abes ve gayesiz itikad eden felasife-i abesiyyun gibi kendilerini başıboş, hikmetsiz, gayesiz, vazifesiz, hâlıksız mı zannediyorlar? Acaba gözleri kör olmuş, görmüyorlar mı ki kâinat baştan aşağıya kadar hikmetlerle müzeyyen ve gayelerle müsmirdir ve mevcudat, zerrelerden güneşlere kadar vazifelerle muvazzaftır ve evamir-i İlahiyeye musahharlardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الثاني:
    اَم۟ هُمُ ال۟خَالِقُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ فَذَكِّرْ فَمَٓا اَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍۜ ❀ اَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِه۪ رَيْبَ الْمَنُونِ ❀ قُلْ تَرَبَّصُوا فَاِنّ۪ي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّص۪ينَۜ ❀ اَمْ تَأْمُرُهُمْ اَحْلَامُهُمْ بِهٰذَٓا اَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَۚ ❀ اَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۚ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَۚ ❀ فَلْيَأْتُوا بِحَد۪يثٍ مِثْلِه۪ٓ اِنْ كَانُوا صَادِق۪ينَۜ ❀ اَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ اَمْ هُمُ الْخَالِقُونَۜ ❀ اَمْ خَلَقُوا السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَۚ بَلْ لَا يُوقِنُونَۜ ❀ اَمْ عِنْدَهُمْ خَزَٓائِنُ رَبِّكَ اَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَۜ ❀ اَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ ف۪يهِۚ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُب۪ينٍۜ ❀ اَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَۜ ❀ اَمْ تَسْـَٔلُهُمْ اَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَۜ ❀ اَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَۜ ❀ اَمْ يُر۪يدُونَ كَيْدًاۜ فَالَّذ۪ينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَك۪يدُونَۜ ❀ اَمْ لَهُمْ اِلٰهٌ غَيْرُ اللّٰهِۜ سُبْحَانَ اللّٰهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ (الطور:٢٩-٤٣).  
    Veyahut firavunlaşmış maddiyyun gibi “Kendi kendine oluyorlar. Kendi kendini besliyorlar. Kendilerine lâzım olan her şeyi yaratıyorlar.” mı tahayyül ediyorlar ki imandan, ubudiyetten istinkâf ederler? Demek, kendilerini birer hâlık zannederler. Halbuki bir tek şeyin Hâlık’ı, her bir şeyin Hâlık’ı olmak lâzım gelir. Demek, kibir ve gururları onları nihayet derecede ahmaklaştırmış ki bir sineğe, bir mikroba karşı mağlup bir âciz-i mutlakı, bir Kadîr-i Mutlak zannederler. Madem bu derece akıldan, insaniyetten sukut etmişler. Hayvandan belki cemadattan daha aşağıdırlar. Öyle ise bunların inkârlarından müteessir olma. Bunları dahi bir nevi muzır hayvan ve pis maddeler sırasına say. Bakma, ehemmiyet verme.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    من بين آلاف الحقائق التي تتضمنُها هذه الآياتُ الجليلة سنبين حقيقةً واحدة فقط مثالا للإلزام وإفحام الخصم. كالآتي: إن هذه الآيات الكريمة تُلزم جميعَ أقسام أهل الضلالة وتُسكتُهم، وتسدّ جميع منابت الشبهات وتزيلُها، وذلك بلفظ: أم.. أم، بخمس عشرة طبقةً من الاستفهام الإنكاري التعجبي، فلا تدَعُ ثغرةً شيطانية ينـزوي فيها أهلُ الضلالة إلّا وتسدُّها، ولا تدع ستارا يتسترون تحته إلّا وتمزقُه، ولا تدع كذبا من أكاذيبهم إلّا وتفنّده.
    اَم۟ خَلَقُوا السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ بَل۟ لَا يُوقِنُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكل فقرة من فقراتها تبطل خلاصةَ مفهوم كفرٍ تحمله طائفة من الطوائف الكافرة؛ إما بتعبير قصير وجيز، أو بالسكوت عنه وإحالته إلى بداهة العقل لظهور بطلانه، أو بإشارة مجملة إذ قد رُدّ ذلك المفهوم الكفري وأفحم في موضع آخر بالتفصيل. فمثلا:
    Veyahut Hâlık’ı inkâr eden fikirsiz, sersem muattıla gibi Allah’ı inkâr mı ediyorlar ki Kur’an’ı dinlemiyorlar? Öyle ise semavat ve arzın vücudlarını inkâr etsinler veyahut “Biz halk ettik.” desinler. Bütün bütün aklın zıvanasından çıkıp divaneliğin hezeyanına girsinler. Çünkü semada yıldızları kadar, zeminde çiçekleri kadar berahin-i tevhid görünüyor, okunuyor. Demek, yakîne ve hakka niyetleri yoktur. Yoksa “Bir harf kâtipsiz olmaz.” bildikleri halde, nasıl bir harfinde bir kitap yazılan şu kâinat kitabını, kâtipsiz zannediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الفقرة الأولى تشير إلى الآية الكريمة: ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغ۪ي لَهُ ﴾ (يس:٦٩). أما الفقرة الخامسة عشرة فهي ترمز إلى الآية الكريمة: ﴿ لَوْ كَانَ ف۪يهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَاۚ  ﴾ (الأنبياء:٢٢). قِسْ بنفسك سائر الفقرات في ضوء هذه الفقرة، وذلك:
    اَم۟ عِن۟دَهُم۟ خَزَٓائِنُ رَبِّكَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي المقدمة تقول: بلّغ الأحكامَ الإلهية، فإنك لستَ بكاهنٍ، لأن كلام الكاهن ملفّق مختلط لا يعدو الظن والوهمَ، بينما كلامُك هو الحق بعينه وهو اليقين.. وذكّر بتلك الأحكام فلستَ مجنونا قط، فقد شهدَ أعداؤك كذلك على كمال عقلك.
    Veyahut Cenab-ı Hakk’ın ihtiyarını nefyeden bir kısım hükema-yı dâlle gibi ve Berahime gibi asl-ı nübüvveti mi inkâr ediyorlar? Sana iman getirmiyorlar. Öyle ise bütün mevcudatta görünen ve ihtiyar ve iradeyi gösteren bütün âsâr-ı hikmeti ve gayatı ve intizamatı ve semeratı ve âsâr-ı rahmet ve inayatı ve bütün enbiyanın bütün mu’cizatlarını inkâr etsinler veya “Mahlukata verilen ihsanatın hazineleri yanımızda ve elimizdedir.” desinler. Kabil-i hitap olmadıklarını göstersinler. Sen de onların inkârından müteellim olma. Allah’ın akılsız hayvanları çoktur, de.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِه۪ رَيْبَ الْمَنُونِ ﴾
    اَم۟ هُمُ ال۟مُصَي۟طِرُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا عجبا! أيقولون لك: شاعر، كالكفار العوام الذين لا يحتكمون إلى العقل! أوَهم ينتظرون هلاكَك وموتك! قل لهم: انتظروا وأنا معكم من المنتظرين. فإن حقائقك العظيمة الباهرة منـزّهة عن خيالات الشعر ومستغنية عن تزييناته.
    Veyahut aklı hâkim yapan mütehakkim Mutezile gibi kendilerini Hâlık’ın işlerine rakip ve müfettiş tahayyül edip Hâlık-ı Zülcelal’i mes’ul tutmak mı istiyorlar? Sakın fütur getirme. Öyle hodbinlerin inkârlarından bir şey çıkmaz. Sen de aldırma.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ تَأْمُرُهُمْ اَحْلَامُهُمْ بِهٰذَٓا ﴾
    اَم۟ لَهُم۟ سُلَّمٌ يَس۟تَمِعُونَ فٖيهِ فَل۟يَا۟تِ مُس۟تَمِعُهُم۟ بِسُل۟طَانٍ مُبٖينٍ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يستنكفون عن اتّباعك كالفلاسفة المعتدّين بعقولهم الفارغة؟؛ الذين يقولون: كفانا عقلُنا. مع أن العقل نفسَه يأمر باتّباعك، فما من قول تقولُه إلّا وهو معقول، ولكن لا يبلُغه العقلُ بمفرده.
    Veyahut cin ve şeytana uyup kehanet-füruşlar, ispirtizmacılar gibi âlem-i gayba başka bir yol mu bulunmuş zannederler? Öyle ise şeytanlarına kapanan semavata, onunla çıkılacak bir merdivenleri mi var tahayyül ediyorlar ki senin semavî haberlerini tekzip ederler. Böyle şarlatanların inkârları, hiç hükmündedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾
    اَم۟ لَهُ ال۟بَنَاتُ وَلَكُمُ ال۟بَنُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إن سبب إنكارهم هو عدم رضوخهم للحق كالطغاة الظلمة؟ مع أن عقبى الجبارين العتاة من فراعنة ونماريد معلومة لا تخفى على أحد.
    Veyahut ukûl-ü aşere ve erbabü’l-enva namıyla şerikleri itikad eden müşrik felasife gibi ve yıldızlara ve melâikelere bir nevi uluhiyet isnad eden Sabiiyyun gibi, Cenab-ı Hakk’a veled nisbet eden mülhid ve dâllînler gibi Zat-ı Ehad ve Samed’in vücub-u vücuduna, vahdetine, samediyetine, istiğna-i mutlakına zıt olan veledi nisbet ve melâikenin ubudiyetine ve ismetine ve cinsiyetine münafî olan ünûseti isnad mı ederler? Kendilerine şefaatçi mi zannederler ki sana tabi olmuyorlar? İnsan gibi mümkin, fâni, beka-i nevine muhtaç ve cismanî ve mütecezzi, tekessüre kabil ve âciz, dünya-perest, yardımcı bir vârise muhtaç ve müştak mahluklar için vasıta-i tekessür ve teavün ve rabıta-i hayat ve beka olan tenasül, elbette ve elbette vücudu vâcib ve daim, bekası ezelî ve ebedî, zatı cismaniyetten mücerred ve muallâ ve mahiyeti tecezzi ve tekessürden münezzeh ve müberra ve kudreti aczden mukaddes ve bîhemta olan Zat-ı Zülcelal’e evlat isnad etmek; hem o âciz, mümkin, miskin insanlar dahi beğenmedikleri ve izzet-i mağruranesine yakıştıramadıkları bir nevi evlat yani hadsiz kızları isnad etmek; öyle bir safsatadır ve öyle bir divanelik hezeyanıdır ki o fikirde olan heriflerin tekzipleri, inkârları hiçtir, aldırmamalısın. Her bir sersemin safsatasına, her divanenin hezeyanına kulak verilmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۚ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾
    اَم۟ تَس۟اَلُهُم۟ اَج۟رًا فَهُم۟ مِن۟ مَغ۟رَمٍ مُث۟قَلُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يتهمونك بأن القرآن كلام من عندك، كما يقول المنافقون الكاذبون الذين لا ضمير لهم ولا وجدان؟ مع أنهم هم الذين يدعونك إلى الآن بـ«محمد الأمين» لصدقِ كلامك. فإذن لا ينوون الإيمان. وإلّا فليجدوا في آثار البشر مثيلا للقرآن.
    Veyahut hırsa, hıssete alışmış tâğî, bâğî dünya-perestler gibi senin tekâlifini ağır mı buluyorlar ki senden kaçıyorlar ve bilmiyorlar mı ki sen ecrini, ücretini yalnız Allah’tan istiyorsun ve onlara Cenab-ı Hak tarafından verilen maldan hem bereket hem fakirlerin hased ve beddualarından kurtulmak için ya on’dan veya kırk’tan birisini kendi fakirlerine vermek ağır bir şey midir ki emr-i zekâtı ağır görüp İslâmiyet’ten çekiniyorlar? Bunların tekzipleri ehemmiyetsiz olmakla beraber, hakları tokattır. Cevap vermek değil.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ﴾
    اَم۟ عِن۟دَهُمُ ال۟غَي۟بُ فَهُم۟ يَك۟تُبُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يعدّون أنفسهم سائبين، خُلقوا سدىً بلا غاية ولا وظيفة ولا خالق لهم ولا مولى؟. ويعتقدون الكونَ كلَّه عبثا كما يعتقد به الفلاسفة العبثيون! أفعَميتْ أبصارُهم؟ أفلا يرون الكون كله من أقصاه إلى أقصاه مزيّنا بالحِكَم ومثمرا بالغايات، والموجودات كلها من الذرات إلى المجرات مناطة بوظائف جليلة ومسخرة لأوامر إلهية.
    Veyahut gayb-aşinalık dava eden Budeîler gibi ve umûr-u gaybiyeye dair tahminlerini yakîn tahayyül eden akıl-furuşlar gibi senin gaybî haberlerini beğenmiyorlar mı? Gaybî kitapları mı var ki senin gaybî kitabını kabul etmiyorlar. Öyle ise vahye mazhar resullerden başka kimseye açılmayan ve kendi başıyla ona girmeye kimsenin haddi olmayan âlem-i gayb, kendi yanlarında hazır, açık tahayyül edip ondan malûmat alarak yazıyorlar hülyasında bulunuyorlar. Böyle, haddinden hadsiz tecavüz etmiş mağrur hodfüruşların tekzipleri, sana fütur vermesin. Zira az bir zamanda senin hakikatlerin onların hülyalarını zîr ü zeber edecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾
    اَم۟ يُرٖيدُونَ كَي۟دًا فَالَّذٖينَ كَفَرُوا هُمُ ال۟مَكٖيدُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يظنون أن الأشياء تتشكل بنفسها وتُربَّى بنفسها وتخلق لوازمَها بنفسها، كما يقول الماديون المتفرعنون! حتى غدوا يستنكفون من الإيمان والعبودية لله. فإذن هم يظنون أنفسهم خالقين. والحال أن خالق شيء واحد يلزم أن يكون خالقا لكل شيء. فلقد دفعهم إذن غرورُهم وعتوّهم إلى منتهى الحماقة والجهل حتى ظنوا أنّ مَن هو عاجز أمام أضعف مخلوق -كالذباب والميكروب- قادر مطلق! فما داموا قد تخلّوا إلى هذا الحد عن العقل وتجرّدوا من الإنسانية، فهم إذن أضلُّ من الأنعام بل أدنى من الجمادات.. فلا تهتم لإنكارهم، بل ضَعهم في عداد الحيوانات المضرة والمواد الفاسدة. ولا تلقِ لهم بالا ولا تلتفت إليهم أصلا.
    Veyahut fıtratları bozulmuş, vicdanları çürümüş şarlatan münafıklar, dessas zındıklar gibi ellerine geçmeyen hidayetten halkları aldatıp çevirmek, hile edip döndürmek mi istiyorlar ki sana karşı kâh kâhin, kâh mecnun, kâh sahir deyip kendileri dahi inanmadıkları halde başkalarını inandırmak mı istiyorlar? Böyle hilebaz şarlatanları insan sayıp desiselerinden, inkârlarından müteessir olarak fütur getirme. Belki daha ziyade gayret et. Çünkü onlar kendi nefislerine hile ederler, kendilerine zarar ederler ve onların fenalıkta muvaffakiyetleri muvakkattır ve istidracdır, bir mekr-i İlahîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ خَلَقُوا السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَۚ بَلْ لَا يُوقِنُونَ ﴾
    اَم۟ لَهُم۟ اِلٰهٌ غَي۟رُ اللّٰهِ سُب۟حَانَ اللّٰهِ عَمَّا يُش۟رِكُونَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم يجحدون وجود الله تعالى كالمعطّلة الحمقى المنكرين للخالق؟ فلا يستمعون للقرآن! فعليهم إذن أن ينكروا خلق السماوات والأرض، أو يقولوا: نحن الخالقون؛ ولينسلخوا من العقل كليا وليدخلوا في هذيان الجنون، لأن براهين التوحيد واضحة تُقرأ في أرجاء الكون بعدد نجوم السماء وبعـدد أزاهير الأرض، كلُّها تدل على وجوده تعالى وتُفصح عنه. فإذن لا يرغبون في الرضوخ للحق واليقين، وإلّا فكيف ظنوا أن كتاب الكون العظيم هذا الذي تندرج في كل حرفٍ منه ألوفُ الكتب، أنه دون كاتب. مع أنهم يعلمون جيدا أن حرفا واحدا لا يكون دون كاتب؟
    Veyahut hâlık-ı hayır ve hâlık-ı şer namıyla ayrı ayrı iki ilah tevehhüm eden Mecusiler gibi ve ayrı ayrı esbaba bir nevi uluhiyet veren ve onları kendilerine birer nokta-i istinad tahayyül eden esbab-perestler, sanem-perestler gibi başka ilahlara dayanıp sana muaraza mı ederler? Senden istiğna mı ediyorlar? Demek   لَو۟ كَانَ فٖيهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَا   hükmünce, şu bütün kâinatta gündüz gibi görünen bu intizam-ı ekmeli, bu insicam-ı ecmeli kör olup görmüyorlar. Halbuki bir köyde iki müdür, bir şehirde iki vali, bir memlekette iki padişah bulunsa intizam zîr ü zeber olur ve insicam herc ü merce düşer. Halbuki sinek kanadından tâ semavat kandillerine kadar o derece ince bir intizam gözetilmiş ki sinek kanadı kadar şirke yer bırakılmamış. Madem bunlar bu derece hilaf-ı akıl ve hikmet ve münafî-i his ve bedahet hareket ediyorlar. Onların tekzipleri seni tezkirden vazgeçirmesin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ عِنْدَهُمْ خَزَٓائِنُ رَبِّكَ  ﴾
    İşte silsile-i hakaik olan şu âyâtın yüzer cevherlerinden yalnız ifham ve ilzama dair bir tek cevher-i beyanîsini icmalen beyan ettik. Eğer iktidarım olsaydı, birkaç cevherlerini daha gösterseydim “Şu âyetler tek başıyla bir mu’cizedir.” sen dahi diyecektin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم ينفون الإرادة الإلهية كبعض الفلاسفة الضالين أو ينكرون أصل النبوة كالبراهمة، فلا يؤمنون بك! فعليهم إذن أن ينكروا جميع آثار الحِكَم والغايات الجليلة والانتظامات البديعة والفوائد المثمرة وآثار الرحمة الواسعة والعناية الفائقة الظاهرة على الموجودات كافة، والدالة على الإرادة الإلهية واختيارها، وعليهم أن ينكروا جميع معجزات الأنبياء عليهم السلام، أو عليهم أن يقولوا: إن الخزينة التي تفيض بالإحسان على الخلق أجمعين هي عندنا وبأيدينا. وليُسْفِروا عن حقيقتهم بأنهم لا يستحقون الخطاب، ولا هم أهل له. إذن فلا تحزن على إنكارهم. فلله حيوانات ضالة كثيرة.
    '''Amma ifham ve talimdeki beyanat-ı Kur’aniye''' o kadar hârikadır, o derece letafetli ve selasetlidir; en basit bir âmî, en derin bir hakikati onun beyanından kolayca tefehhüm eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾
    Evet, Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, çok hakaik-i gamızayı nazar-ı umumîyi okşayacak, hiss-i âmmeyi rencide etmeyecek, fikr-i avamı taciz edip yormayacak bir surette basitane ve zâhirane söylüyor, ders veriyor. Nasıl bir çocukla konuşulsa çocukça tabirat istimal edilir. Öyle de تَنَزُّلَاتٌ اِلٰهِيَّةٌ اِلٰى عُقُولِ ال۟بَشَرِ   denilen, mütekellim üslubunda muhatabın derecesine sözüyle nüzul edip öyle konuşan esalib-i Kur’aniye, en mütebahhir hükemanın fikirleriyle yetişemediği hakaik-i gamıza-i İlahiye ve esrar-ı Rabbaniyeyi müteşabihat suretinde bir kısım teşbihat ve temsilat ile en ümmi bir âmîye ifham eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم توهموا أنفسهم رقباءَ على أعمال الله تعالى؟ أفَيريدون أن يجعلوه سبحانه مسؤولا، كالمعتزلة الذين نصبوا العقل حاكما! فلا تبالِ ولا تكترث بهم إذ لا طائل وراء إنكار هؤلاء المغرورين وأمثالهم.
    '''Mesela'''
    اَلرَّح۟مٰنُ عَلَى ال۟عَر۟شِ اس۟تَوٰى   
    bir temsil ile rububiyet-i İlahiyeyi saltanat misalinde ve âlemin tedbirinde mertebe-i rububiyetini, bir sultanın taht-ı saltanatında durup icra-yı hükûmet ettiği gibi bir misalde gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ ف۪يهِۚ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُب۪ينٍ ﴾
    Evet Kur’an, bu kâinat Hâlık-ı Zülcelal’inin kelâmı olarak rububiyetinin mertebe-i a’zamından çıkarak, umum mertebeler üstüne gelerek, o mertebelere çıkanları irşad ederek, yetmiş bin perdelerden geçerek, o perdelere bakıp tenvir ederek, fehim ve zekâca muhtelif binler tabaka muhataplara feyzini dağıtıp ve nurunu neşrederek kabiliyetçe ayrı ayrı asırlar, karnlar üzerinde yaşamış ve bu kadar mebzuliyetle manalarını ortaya saçmış olduğu halde kemal-i şebabetinden, gençliğinden zerre kadar zayi etmeyerek gayet taravette, nihayet letafette kalarak gayet suhuletli bir tarzda, sehl-i mümteni bir surette, her âmîye anlayışlı ders verdiği gibi; aynı derste, aynı sözlerle fehimleri muhtelif ve dereceleri mütebayin pek çok tabakalara dahi ders verip ikna eden, işbâ eden bir kitab-ı mu’ciz-nümanın hangi tarafına dikkat edilse elbette bir lem’a-i i’caz görülebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يظنون أنفسهم قد وجدوا طريقا آخر إلى عالم الغيب كما يدّعيه الكهانُ الذين اتبعوا الشياطين والجان، وكمشعوذي تحضير الأرواح؟ أم يظنون أن لديهم سلما إلى السماوات التي صُكت أبوابُها بوجوه الشياطين، حتى لا يصّدقوا بما تتلقاه من خبر السماء! فإنكارُ هؤلاء الفجرة الكذابين وأمثالهم، هو في حُكم العدم.
    '''Elhasıl:''' Nasıl “Elhamdülillah” gibi bir lafz-ı Kur’anî okunduğu zaman dağın kulağı olan mağarasını doldurduğu gibi aynı lafız, sineğin küçücük kulakçığına da tamamen yerleşir. Aynen öyle de Kur’an’ın manaları, dağ gibi akılları işbâ ettiği gibi sinek gibi küçücük basit akılları dahi aynı sözlerle talim eder, tatmin eder. Zira Kur’an, bütün ins ve cinnin bütün tabakalarını imana davet eder. Hem umumuna imanın ulûmunu talim eder, ispat eder. Öyle ise avamın en ümmisi havassın en ehassına omuz omuza, diz dize verip beraber ders-i Kur’anîyi dinleyip istifade edecekler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ﴾
    Demek Kur’an-ı Kerîm, öyle bir maide-i semaviyedir ki binler muhtelif tabakada olan efkâr ve ukûl ve kulûb ve ervah, o sofradan gıdalarını buluyorlar, müştehiyatını alıyorlar. Arzuları yerine gelir. Hattâ pek çok kapıları kapalı kalıp istikbalde geleceklere bırakılmıştır. Şu makama misal istersen bütün Kur’an baştan nihayete kadar bu makamın misalleridir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يسندون الشرك إلى الأحد الصمد باسم العقول العشرة وأرباب الأنواع كما يعتقد به فلاسفة مشركون، أو بنوعٍ من الألوهية المنسوبة إلى النجوم والملائكة كالصابئة، أو بإسناد الولد إليه تعالى كالملحدين والضالين، أو ينسبون إليه الولد المنافي لوجوب وجود الأحد الصمد ولوحدانيته وصمدانيته، فهو المستغني المتعال؟ أم يسندون الأنوثة إلى الملائكة المنافية لعبوديتهم وعصمتهم وجنسهم «طبيعتهم»؟ أفَهُم يظنون أنهم بهذا يوجدون شفعاءَ لأنفسهم، فلا يتّبعونك!؟ إن الإنسان الفاني الذي يطلب الوريثَ المعين، والمطبوعَ على حب الدنيا إلى حدّ الهيام بها، وهو العاجز الفقير إلى بقاء نوعه، والمؤهّلُ للتناسل والتكاثر والتجزؤ الجسماني، ذلك التناسل الذي هو رابطةُ البقاء وآصرةُ الحياة للمخلوقات كافة.. فإسناد التناسل هذا إلى مَن وجودُه واجب وهو الدائم الباقي، الأزلي الأبدي، الذاتي، المنـزّه عن الجسمانية، المقدسُ عن تجزئة الماهية، المتعالي عن أن يمس قدرتَه العجزُ، وهو الواحد الأحد الجليل ذو الجلال.. وإسناد الأولاد إليه ولاسيما الضعفاء العاجزين أي البنات اللاتي لم يرتَضها غرورُ هؤلاء، إنما هو نهايةُ السفسطة ومنتهى الجنون وغايةُ الهذيان، حتى إنه لا حاجة إلى تفنيد افتراءاتهم وإظهار بطلانهم فلا تنصت إليهم ولا تلق لهم بالا، إذ لا تُسمَع سفسطةُ كل ثملٍ ولا هذيانُ كل مجنون.
    Evet, bütün müçtehidîn ve sıddıkîn ve hükema-i İslâmiye ve muhakkikîn ve ulema-i usûlü’l-fıkıh ve mütekellimîn ve evliya-i ârifîn ve aktab-ı âşıkîn ve müdakkikîn-i ulema ve avam-ı müslimîn gibi Kur’an’ın tilmizleri ve dersini dinleyenleri, müttefikan diyorlar ki: “Dersimizi güzelce anlıyoruz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ تَسْـَٔلُهُمْ اَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ﴾
    Elhasıl, sair makamlar gibi ifham ve talim makamında dahi Kur’an’ın lemaat-ı i’cazı parlıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يرون تكاليف العبودية التي تطلبها منهم ثقيلة عليهم؟ كما يراها الطغاة الباغون الحريصون على الدنيا المعتادون على الخسّة فيهربون من تلك التكاليف! ألا يعلمون أنك لا تريد منهم أجرا ولا من أحدٍ إلّا منه سبحانه؟ أيعزّ عليهم التصدق من مال الله الذي أعطاه إياهم ليزداد المال بركةً وليحصَّنَ من حسد الفقراء، ومن الدعاء بالسوء على مالكه؟ فالزكاةُ بمقدار العُشر أو واحد من أربعين، والتصدق بها على فقرائهم أتُعدّ أمرا ثقيلا حتى يهربوا من الإسلام؟ إنهم لا يستحقون حتى الجواب على تكذيبهم، فهو واضح جدا وتافه جدا بل يستحقون التأديب لا الإجابة.
    === İKİNCİ ŞUÂ ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴾
    '''Kur’an’ın câmiiyet-i hârikulâdesidir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم لا يروق لهم ما تتلقاه من أخبار الغيب، فيدّعون معرفة الغيب كالبوذيين وكالعقلانيين الذين يحسبون ظنونهم يقينا! أعندهم كتاب من الغيب وهو مفتوح لهم يكتبون منه حتى يردّوا كتابك الغيبي!؟ إن ذلك العالَم لا ينـزاح حجابُه إلّا للرسل الموحى إليهم، ولا طاقة لأحد بالولوج فيه بنفسه قط.
    Şu şuânın '''beş lem’a'''sı var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا يستخفنّك عن دعوتك تكذيب هؤلاء المغرورين المتكبرين الذين تجاوزوا طورهم وتعدّوا حدودهم. فعن قريب ستحطّم حقائقُك أحلامَهم وتكون أثرا بعد عين.
    '''BİRİNCİ LEM’A'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ يُر۪يدُونَ كَيْدًاۜ فَالَّذ۪ينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَك۪يدُونَ ﴾
    '''Lafzındaki câmiiyettir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يريدون أن يكونوا كالمنافقين الذين فسدتْ فطرتُهم وتفسخ وجدانُهم، وكالزنادقة المكّارين الذين يصدّون الناس عن الهدى -الذي حرموا منه- بالمكيدة والخديعة فيصرفوهم عن سواء السبيل، حتى أطلقوا عليك اسم الكاهن أو المجنون أو الساحر، مع أنهم هم أنفسهم لا يصدّقون دعواهم فكيف بالآخرين؟ فلا تهتم بهؤلاء الكذابين الخداعين ولا تعتبرهم في زمرة الأناسي، بل امضِ في الدعوة إلى الله، لا يفترك شيء عنها، فأولئك لا يكيدونك بل يكيدون أنفسَهم، ويضرونَ بأنفسهم. وما نجاحُهم في الفساد والكيد إلّا أمر مؤقت زائل بل هو استدراج ومكر إلهي.
    Elbette evvelki sözlerde hem bu sözde zikrolunan âyetlerden şu câmiiyet aşikâre görünüyor. Evet
    لِكُلِّ اٰيَةٍ ظَه۟رٌ وَبَط۟نٌ وَحَدٌّ وَمُطَّلَعٌ ( وَ لِكُلٍّ شُجُونٌ وَغُصُونٌ وَ فُنُونٌ )
    olan hadîsin işaret ettiği gibi elfaz-ı Kur’aniye, öyle bir tarzda vaz’edilmiş ki her bir '''kelâm'''ın, hattâ her bir '''kelime'''nin, hattâ her bir '''harf'''in, hattâ bazen bir '''sükût'''un çok vücuhu bulunuyor. Her bir muhatabına ayrı ayrı bir kapıdan hissesini verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَمْ لَهُمْ اِلٰهٌ غَيْرُ اللّٰهِۜ سُبْحَانَ اللّٰهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
    '''Mesela'''   وَ ال۟جِبَالَ اَو۟تَادًا   yani “Dağları zemininize kazık ve direk yaptım.” bir '''kelâm'''dır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم إنهم يعارضونك ويستغنون عنك لأنهم يتوهمون إلها غير الله يستندون إليه كالمجوس الذين توهموا إلهين اثنين باسم خالق الخير وخالق الشر! أو كعبّاد الأسباب والأصنام الذين يمنحون نوعا من الألوهية للأسباب ويتصورونها موئل استناد؟ إذن فقد عميَت أبصارهُم، أفلا يرون هذا الانتظامُ الأكمل الظاهر كالنهار في هذا الكون العظيم ولا هذا الانسجامُ الأجمل فيه!..
    Bir âmînin şu kelâmdan hissesi: Zâhiren yere çakılmış kazıklar gibi görünen dağları görür, onlardaki menafiini ve nimetlerini düşünür, Hâlık’ına şükreder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فبمقتضى قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ ف۪يهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَاۚ  ﴾ (الأنبياء:٢٢) إذا ما حلّ مختاران في قرية، وواليان في ولاية وسلطانان في بلد، فالانتظامُ يختل حتما والانسجام يفسد نهائيا. والحال أن الانتظام الدقيق واضح بدءا من جناح البعوضة إلى قناديل السماء. فليس للشرك موضع ولو بمقدار جناح بعوض. فما دام هؤلاء يمرقون من نطاق العقل ويجافون الحكمة والمنطق ويقومون بأعمال منافية كليا للشعور والبداهة، فلا يصرفْك تكذيبُهم لك عن التذكير والإرشاد.
    '''Bir şairin bu kelâmdan hissesi:''' Zemin, bir taban; ve kubbe-i sema, üstünde konulmuş yeşil ve elektrik lambalarıyla süslenmiş bir muhteşem çadır, ufkî bir daire suretinde ve semanın etekleri başında görünen dağları, o çadırın kazıkları misalinde tahayyül eder. Sâni’-i Zülcelal’ine hayretkârane perestiş eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فهذه الآيات التي هي سلسلة الحقائق، قد بيّنا بيانا مجملا جوهرةً واحدة منها فقط من مئات جواهرها، تلك الجوهرة التي تخص «الإلزام والإفحام». فلو كانت لي قدرة لأبيّن عدة جواهر أخرى منها لكنتَ تقول أيضا: إن هذه الآيات معجزة بحد ذاتها!
    '''Hayme-nişin bir edibin bu kelâmdan nasibi:''' Zeminin yüzünü bir çöl ve sahra; dağların silsilelerini pek kesretle ve çok muhtelif bedevî çadırları gibi güya tabaka-i türabiye, yüksek direkler üstünde atılmış, o direklerin sivri başları o perde-i türabiyeyi yukarıya kaldırmış, birbirine bakar pek çok muhtelif mahlukatın meskeni olarak tasavvur eder. O büyük azametli mahlukları, böyle yeryüzünde çadırlar misillü kolayca kuran ve koyan Fâtır-ı Zülcelal’ine karşı secde-i hayret eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما بيان القرآن في «الإفهام والتعليم» فهو خارق وذو لطافة وسلاسة، حتى إن أبسط شخص عامي يفهم بتلك البيانات أعظمَ حقيقة وأعمقَها بيسر وسهولة.  
    '''Coğrafyacı bir edibin o kelâmdan kısmeti:''' Küre-i zemin, bahr-i muhit-i havaîde veya esîrîde yüzen bir sefine ve dağları, o sefinenin üstünde tesbit ve muvazene için çakılmış kazıklar ve direkler şeklinde tefekkür eder. O koca küre-i zemini, muntazam bir gemi gibi yapıp, bizleri içine koyup aktar-ı âlemde gezdiren Kadîr-i Zülkemal’e karşı سُب۟حَانَكَ مَا اَع۟ظَمَ شَأ۟نَكَ   der.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن القرآن المبين يرشد إلى كثير من الحقائق الغامضة ويعلّم الناس إياها بأسلوب سهل وواضح وببيان شافٍ يراعي نظر العوام، من دون إيذاءٍ لشعور العامة ولا إرهاقٍ لفكر العوام ولا إزعاج له، فكما إذا ما حاور إنسان صبيا فإنه يستعمل تعابير خاصة به، كذلك الأساليب القرآنية والتي تسمى بـ «التنـزلات الإلهية إلى عقول البشر» خطاب ينـزل إلى مستوى مدارك المخاطَبين، حتى يفهّم أشد العوام أميّة، من الحقائق الغامضة والأسرار الربانية ما يعجز حكماء متبحرون عن بلوغها بفكرهم؛ وذلك بالتشبيهات والتمثيلات بصور متشابهات.
    '''Medeniyet ve heyet-i içtimaiyenin mütehassıs bir hakîminin bu kelâmdan hissesi:''' Zemini, bir hane ve o hanenin direği, hayat-ı hayvaniye ve hayat-ı hayvaniye direği, şerait-i hayat olan su, hava ve topraktır. Su ve hava ve toprağın direği ve kazığı, dağlardır. Zira dağlar, suyun mahzeni, havanın tarağı (gazat-ı muzırrayı tersib edip havayı tasfiye eder) ve toprağın hâmisi (bataklıktan ve denizin istilasından muhafaza eder) ve sair levazımat-ı hayat-ı insaniyenin hazinesi olarak fehmeder. Şu koca dağları, şu suretle hane-i hayatımız olan zemine direk yapan ve maişetimize hazinedar tayin eden Sâni’-i Zülcelali ve’l-ikram’a, kemal-i tazim ile hamd ü sena eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: الآية الكريمة: ﴿ اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوٰى ﴾ (طه:٥) تبيّن الربوبية الإلهية وكيفية تدبيرها لشؤون العالم في صورة تمثيل وتشبيه لمرتبة الربوبية بالسلطان الذي يعتلي عرشَه ويدير أمرَ السلطنة.
    '''Hikmet-i tabiiyenin bir feylesofunun şu kelâmdan nasibi şudur ki:''' Küre-i zeminin karnında bazı inkılabat ve imtizacatın neticesi olarak hasıl olan zelzele ve ihtizazatı, dağların zuhuruyla sükûnet bulduğunu ve medar ve mihverindeki istikrarına ve zelzelenin irticacıyla medar-ı senevîsinden çıkmamasına sebep, dağların hurucu olduğunu ve zeminin hiddeti ve gazabı, dağların menafiziyle teneffüs etmekle sükûnet ettiğini fehmeder, tamamen imana gelir.   اَل۟حِك۟مَةُ لِلّٰهِ   der.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، لما كان القرآن كلاما لرب العالمين نزل من المرتبة العظمى لربوبيته الجليلة، مهيمنا على جميع المراتب الأخرى، مرشدا البالغين إلى تلك المراتب، مخترقا سبعين ألف حجاب، ملتفتا إليها ومنورا لها، وقد نشر نورَه على آلاف الطبقات من المخاطَبين المتباينين في الفهم والإدراك، ونثر فيضَه طوال عصور وقرون متفاوتة في الاستعدادات. وعلى الرغم من نشره لمعانيه بسهولة تامة في جميع الأنحاء والأزمان، احتفظ بحيويته ونداوته ونضارته ولم يفقد شيئا منها، بل ظل في منتهى الطراوة والجدة واللطافة سهلا ممتنعا، إذ مثلما يلقى دروسَه على أي عامي كان في غاية السهولة يلقيه على المختلفين في الفهم والمتباينين في الذكاء لكثير جدا من الطبقات المتفاوتة ويرشدهم إلى الصواب ويورثهم القناعة والاطمئنان.
    '''Mesela'''
    اَنَّ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ كَانَتَا رَت۟قًا فَفَتَق۟نَاهُمَا daki   رَت۟قًا   '''kelimesi''', tetkikat-ı felsefe ile âlûde olmayan bir âlime, o kelime şöyle ifham eder ki: Sema berrak, bulutsuz; zemin kuru ve hayatsız, tevellüde gayr-ı kabil bir halde iken semayı yağmurla, zemini hadravatla fethedip bir nevi izdivaç ve telkîh suretinde bütün zîhayatları o sudan halk etmek, öyle bir Kadîr-i Zülcelal’in işidir ki rûy-i zemin, onun küçük bir bostanı ve semanın yüz örtüsü olan bulutlar, onun bostanında bir süngerdir, anlar; azamet-i kudretine secde eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي هذا الكتاب المبين أينما وجّهتَ نظرك يمكنك أن تشاهد لمعة إعجاز.
    '''Ve muhakkik bir hakîme, o kelime şöyle ifham eder ki:''' Bidayet-i hilkatte sema ve arz şekilsiz birer küme ve menfaatsiz birer yaş hamur, veledsiz mahlukatsız toplu birer madde iken Fâtır-ı Hakîm, onları fetih ve bast edip güzel bir şekil, menfaattar birer suret, ziynetli ve kesretli mahlukata menşe etmiştir, anlar. Vüs’at-i hikmetine karşı hayran olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حاصل الكلام: كما أن لفظة قرآنية مثل: «الحمد لله» عندما تُتلى تملأ الكهف الذي هو بمثابة أذن الجبل، فإنها تملأ في الوقت نفسه ما يشبه الأُذَين الصغيرة جدا لبعوض، فتستقر اللفظةُ نفسُها فيهما معا. كذلك الأمر في معاني القرآن الكريم. إذ مثلما تُشبع عقولا جبارة، تعلّم عقولا صغيرة وبسيطة جدا، وتُطَمئنها بالكلمات نفسها. ذلك لأن القرآن يدعو جميع طبقات الجن والإنس إلى الإيمان ويعلّم جميعَهم علومَ الإيمان ويثبتها لهم جميعا، لذا يستمع إلى درس القرآن وإرشاده أغبى الأغبياء من عامة الناس مع أخص الخواص جنبا إلى جنب متكاتفين معا.
    '''Yeni zamanın feylesofuna şu kelime şöyle ifham eder ki:''' Manzume-i şemsiyeyi teşkil eden küremiz, sair seyyareler, bidayette güneşle mümtezic olarak açılmamış bir hamur şeklinde iken Kādir-i Kayyum, o hamuru açıp, o seyyareleri birer birer yerlerine yerleştirerek, güneşi orada bırakıp, zeminimizi buraya getirerek, zemine toprak sererek, sema canibinden yağmur yağdırarak, güneşten ziya serptirerek dünyayı şenlendirip bizleri içine koymuştur, anlar; başını tabiat bataklığından çıkarır   اٰمَن۟تُ بِاللّٰهِ ال۟وَاحِدِ ال۟اَحَدِ   der.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أي إن القرآن الكريم مائدة سماوية تجد فيها آلافٌ من مختلف طبقات الأفكار والعقول والقلوب والأرواح غذاءَهم، كلٌ حسب ما يشتهيه ويلبّي رغباته. حتى إن كثيرا من أبواب القرآن ظلت مغلقةً لتُفتح في المستقبل من الزمان.
    '''Mesela'''
    وَ الشَّم۟سُ تَج۟رٖى لِمُس۟تَقَرٍّ لَهَا daki “'''lâm'''” hem kendi manasını hem “fî” manasını hem “ilâ” manasını ifade eder. İşte   لِمُس۟تَقَرٍّ   in “lâm”ı, avam o “lâm”ı “ilâ” manasında görüp fehmeder ki: “Size nisbeten ışık verici, ısındırıcı müteharrik bir lamba olan güneş, elbette bir gün seyri bitecek, mahall-i kararına yetişecek, size faydası dokunmayacak bir suret alacaktır” anlar. O da Hâlık-ı Zülcelal’in güneşe bağladığı büyük nimetleri düşünerek “Sübhanallah, Elhamdülillah” der.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن شئت مثالا على هذا المقام، فالقرآن كله من بدايته إلى نهايته أمثلة لهذا المقام. نعم، إن تلامذة القرآن والمستمعين لإرشاده من المجتهدين والصديقين وحكماء الإسلام والعلماء المحققين وعلماء أصول الفقه والمتكلمين والأولياء العارفين والأقطاب العاشقين والعلماء المدققين وعامة المسلمين.. كلهم يقولون بالاتفاق: «نحن نتلقى الإرشاد على أفضل وجهٍ من القرآن».
    '''Ve âlime dahi''' o “lâm”ı “ilâ” manasında gösterir. Fakat güneşi yalnız bir lamba değil belki bahar ve yaz tezgâhında dokunan mensucat-ı Rabbaniyenin bir mekiği, gece gündüz sahifelerinde yazılan mektubat-ı Samedaniyenin mürekkebi, nur bir hokkası suretinde tasavvur ederek güneşin cereyan-ı surîsi alâmet olduğu ve işaret ettiği intizamat-ı âlemi düşündürerek Sâni’-i Hakîm’in sanatına “Mâşâallah” ve hikmetine “Bârekellah” diyerek secdeye kapanır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والخلاصة: إن لمعة إعجاز القرآن تتلمع في هذا المقام أيضا (مقام الإفهام والتعليم) كما هو الحال في سائر المقامات.
    '''Ve kozmoğrafyacı bir feylesofa''' “lâm”ı “fî” manasında şöyle ifham eder ki: Güneş, kendi merkezinde ve mihveri üzerinde zemberekvari bir cereyan ile manzumesini emr-i İlahî ile tanzim edip tahrik eder. Şöyle bir saat-i kübrayı halk edip tanzim eden Sâni’-i Zülcelal’ine karşı kemal-i hayret ve istihsan ile   اَل۟عَظَمَةُ لِلّٰهِ وَ ال۟قُد۟رَةُ لِلّٰهِ   der, felsefeyi atar, hikmet-i Kur’aniyeye girer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İKİNCİ_ŞUÂ"></span>
    '''Ve dikkatli bir hakîme''' şu “lâm”ı hem illet manasında hem zarfiyet manasında tutturup şöyle ifham eder ki: “Sâni’-i Hakîm, işlerine esbab-ı zâhiriyeyi perde ettiğinden, cazibe-i umumiye namında bir kanun-u İlahîsiyle sapan taşları gibi seyyareleri güneşle bağlamış ve o cazibe ile muhtelif fakat muntazam hareketle o seyyareleri daire-i hikmetinde döndürüyor ve o cazibeyi tevlid için güneşin kendi merkezinde hareketini zâhirî bir sebep etmiş. Demek   لِمُس۟تَقَرٍّ   manası:
    === الشعاع الثاني ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    جامعية القرآن الخارقة
    فٖى مُس۟تَقَرٍّ لَهَا لِاِس۟تِق۟رَارِ مَن۟ظُومَتِهَا   yani, kendi müstekarrı içinde manzumesinin istikrarı ve nizamı için hareket ediyor. Çünkü hareket harareti, hararet kuvveti, kuvvet cazibeyi zâhiren tevlid eder gibi bir âdet-i İlahiye, bir kanun-u Rabbanîdir.” İşte şu hakîm, böyle bir hikmeti, Kur’an’ın bir harfinden fehmettiği zaman, “Elhamdülillah Kur’an’dadır hak hikmet, felsefeyi beş paraya saymam.” der.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لهذا الشعاع خمسُ لمعات
    '''Ve şairane bir fikir ve kalp sahibine''' şu “lâm”dan ve istikrardan şöyle bir mana fehmine gelir ki: “Güneş, nurani bir ağaçtır. Seyyareler onun müteharrik meyveleri. Ağaçların hilafına olarak güneş silkinir, tâ o meyveler düşmesin. Eğer silkinmezse düşüp dağılacaklar.” Hem tahayyül edebilir ki: “Şems meczup bir serzâkirdir. Halka-i zikrin merkezinde cezbeli bir zikreder ve ettirir.” Bir risalede şu manaya dair şöyle demiştim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللمعة الأولى
    ''“Evet güneş, bir meyvedardır; silkinir tâ düşmesin seyyar olan yemişleri.''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجامعية الخارقة في لفظه:
    ''Eğer sükûtuyla sükûnet eylese cezbe kaçar, ağlar fezada muntazam meczupları.”''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الجامعية واضحة جلية في الآيات المذكورة في «الكلمات» السابقة وفي هذه «الكلمة».
    '''Hem mesela'''
    اُولٰٓئِكَ هُمُ ال۟مُف۟لِحُونَ da bir '''sükût''' var, bir ıtlak var. Neye zafer bulacaklarını tayin etmemiş. Tâ herkes istediğini içinde bulabilsin. Sözü az söyler, tâ uzun olsun. Çünkü bir kısım muhatabın maksadı ateşten kurtulmaktır. Bir kısmı yalnız cenneti düşünür. Bir kısım, saadet-i ebediyeyi arzu eder. Bir kısım, yalnız rıza-yı İlahîyi rica eder. Bir kısım, rü’yet-i İlahiyeyi gaye-i emel bilir ve hâkeza… Bunun gibi pek çok yerlerde Kur’an, sözü mutlak bırakır, tâ âmm olsun. Hazfeder, tâ çok manaları ifade etsin. Kısa keser, tâ herkesin hissesi bulunsun.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الألفاظ القرآنية قد وُضعت وضعا بحيث إن لكلِّ كلام بل لكل كلمة بل لكل حرف بل حتى لسكوت أحيانا وجوها كثيرة جدا، تمنح كلَّ مخاطب حظَّه ونصيبه من أبواب مختلفة، كما يشير إلى ذلك الحديث الشريف، فلكل آية ظهر وبطن وحدّ ومطّلع، (<ref>
    İşte   اَل۟مُف۟لِحُونَ   der. Neye felâh bulacaklarını tayin etmiyor. Güya o sükûtla der: “Ey Müslümanlar! Müjde size. Ey müttaki! Sen cehennemden felâh bulursun. Ey salih! Sen cennete felâh bulursun. Ey ârif! Sen rıza-yı İlahîye nâil olursun. Ey âşık! Sen rü’yete mazhar olursun.” ve hâkeza…
    «أنزلَ القُرآن عَلى سَبعَة أحرُف» رواه أحمد والترمذي، وهو عند الطبراني، المعجم الأوسط ١/٢٣٦.. وفي رواية أخرى عنده: «لكل حرف منها ظهر وبطن ولكل حرف حدّ ولكل حدّ مطّلع» (باختصار عن كشف الخفاء ١/٢٠٩) ولكل حدّ مطّلَع، أي لكل حدّ مَصعد يصعد إليه من معرفة علمه (لسان العرب).
    </div>
    </ref>) ولكلٍّ شجون وغصون وفنون. (<ref>
    وفي المثل «الحديث ذو شجون» أي فنون وأغراض، وقيل أي يدخل بعضه في بعض، أي ذو شعَب وامتساك بعضه ببعض.. وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة من غصن من غصون الشجرة (لسان العرب باختصار).
    </ref>)


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: ﴿ وَالْجِبَالَ اَوْتَادًا ﴾ (النبأ:٧)؛ فحصة عاميّ من هذا الكلام:
    İşte Kur’an, câmiiyet-i lafziye cihetiyle kelâmdan, kelimeden, huruftan ve sükûttan her birisinin binler misallerinden yalnız numune olarak birer misal getirdik. Âyeti ve kıssatı bunlara kıyas edersin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنه يرى الجبال كالأوتاد المغروزة في الأرض كما هو ظاهر أمام عينه، فيتأمل ما فيها من نِعم وفوائد، ويشكر خالقَه.
    '''Mesela'''
    فَاع۟لَم۟ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ وَاس۟تَغ۟فِر۟ لِذَن۟بِكَ âyeti, o kadar vücuhu var ve o derece meratibi var ki bütün tabakat-ı evliya, bütün sülûklarında ve mertebelerinde şu âyete ihtiyaçlarını görüp ondan kendi mertebesine lâyık bir gıda-yı manevî, bir taze mana almışlar. Çünkü “Allah” bir ism-i câmi’ olduğundan esma-i hüsna adedince tevhidler, içinde bulunur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحصة شاعر من هذا الكلام: أنه يتخيل أن الأرض سهل منبسط، وقبةَ السماء عبارة عن خيمة عظيمة خضراء ضربت عليه، وزُينت الخيمة بمصابيح، وأن الجبال تتراءى وهي تملأ دائرة الأفق، تمسّ قممُها أذيالَ السماء، وكأنها أوتاد تلك الخيمة العظيمة. فتغمره الحيرة والإعجاب ويقدس الصانع الجليل.
    اَى۟ لَا رَزَّاقَ اِلَّا هُوَ ۝ لَا خَالِقَ اِلَّا هُوَ ۝ لَا رَح۟مٰنَ اِلَّا هُوَ
    ve hâkeza…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما البدويّ البليغ فحصته من هذا الكلام أنه يتصور سطحَ الأرض كصحراء واسعة، وكأن سلاسل الجبال سلسلة ممتدة لخيَم كثيرة بأنواع شتى لمخلوقات متنوعة، حتى إن طبقة التراب عبارة عن غطاء ألقي على تلك الأوتاد المرتفعة فرفعتْها برؤوسها الحادة، جاعلةً منها مساكنَ مختلفة لأنواع شتى من المخلوقات.. هكذا يَفهم فيسجُد للفاطر الجليل سجدةَ حيرةٍ وإعجاب بجعله تلك المخلوقات العظيمة كأنها خيام ضربت على الأرض.
    Hem mesela, kısas-ı Kur’aniyeden kıssa-i Musa aleyhisselâm, âdeta asâ-yı Musa aleyhisselâm gibi binler faydaları var. O kıssada hem Peygamber aleyhissalâtü vesselâmı teskin ve teselli hem küffarı tehdit hem münafıkları takbih hem Yahudileri tevbih gibi çok makasıdı, pek çok vücuhu vardır. Onun için surelerde tekrar edilmiştir. Her yerde bütün maksatları ifade ile beraber yalnız birisi maksud-u bizzat olur, diğerleri ona tabi kalırlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الجغرافي الأديب فحصته من هذا الكلام أنّ كرة الأرض عبارة عن سفينة تمخُر عبابَ بحر المحيط الهوائي أو الأثيري. وأن الجبال أوتاد دُقّت على تلك السفينة للتثبيت والموازنة.. هكذا يفكر الجغرافي ويقول أمام عظمة القدير ذي الكمال الذي جعل الكرة الأرضية الضخمة سفينة منتظمة وأركَبَنا فيها، لتجري بنا في آفاق العالم: «سبحانك ما أعظم شأنك».
    '''Eğer desen:''' Geçmiş misallerdeki bütün manaları nasıl bileceğiz ki Kur’an onları irade etmiş ve işaret ediyor?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما المتخصص في أمور المجتمع والملمّ بمتطلبات الحضارة الحديثة فحصتهُ من هذا الكلام: أنه يفهم الأرض عبارة عن مسكن، وأن عماد حياة هذا المسكن هو حياةُ ذوي الحياة، وأن عماد تلك الحياة هو الماء والهواء والتراب، التي هي شرائط الحياة. وأن عماد هذه الثلاثة هو الجبال، لأن الجبال مخازنُ الماء، مشّاطةُ الهواء ومصفاته إذ ترسّب الغازات المضرة، وحاميةُ التراب إذ تحميه من استيلاء البحر والتوحل، وخزينة لسائر ما تقتضيه حياة الإنسان.. هكذا يفهم فيحمد ويقدّس ذلكم الصانع ذا الجلال والإكرام الذي جعل هذه الجبال العملاقة أوتادا ومخازنَ معايشِنا على الأرض التي هي مسكن حياتنا.
    '''Elcevap:''' Madem Kur’an bir hutbe-i ezeliyedir. Hem muhtelif, tabaka tabaka olarak asırlar üzerinde ve arkasında oturup dizilmiş bütün benî-Âdem’e hitap ediyor, ders veriyor. Elbette o muhtelif efhâma göre müteaddid manaları dercedip irade edecektir ve iradesine emareleri vaz’edecektir. Evet, İşaratü’l-İ’caz’da şuradaki manalar misillü kelimat-ı Kur’aniyenin müteaddid manalarını ilm-i sarf ve nahvin kaideleriyle ve ilm-i beyan ve fenn-i maânînin düsturlarıyla, fenn-i belâgatın kanunlarıyla ispat edilmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحصة فيلسوف طبيعي من هذا الكلام: أنه يدرك أن الامتزاجات والانقلابات والزلازل التي تحصل في باطن الأرض تجد استقرارها وسكونها بظهور الجبال، فتكون الجبال سببا لهدوء الأرض واستقرارها حول محورها ومدارها وعدم عدولها عن مدارها السنوي، وكأن الأرض تتنفس بمنافذ الجبال فيخفّ غضَبُها وتسكن حدّتُها.. هكذا يفهم ويطمئن ويلج في الإيمان قائلا: «الحكمة لله».
    Bununla beraber ulûm-u Arabiyece sahih ve usûl-ü diniyece hak olmak şartıyla ve fenn-i maânîce makbul ve ilm-i beyanca münasip ve belâgatça müstahsen olan bütün vücuh ve maânî, ehl-i içtihad ve ehl-i tefsir ve ehl-i usûlü’d-din ve ehl-i usûlü’l-fıkhın icmaıyla ve ihtilaflarının şehadetiyle Kur’an’ın manalarındandırlar. O manalara, derecelerine göre birer emare vaz’etmiştir. Ya lafziyedir ya maneviyedir. O maneviye ise ya siyak veya sibak-ı kelâmdan veya başka âyetten birer emare o manaya işaret eder. Bir kısmı yirmi ve otuz ve kırk ve altmış, hattâ seksen cilt olarak muhakkikler tarafından yazılan yüz binler tefsirler, Kur’an’ın câmiiyet ve hârikıyet-i lafziyesine kat’î bir bürhan-ı bâhirdir. Her ne ise… Biz şu sözde her bir manaya delâlet eden emareyi kanunuyla, kaidesiyle göstersek söz çok uzanır. Onun için kısa kesip kısmen İşaratü’l-İ’caz’a havale ederiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ اَنَّ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ (الأنبياء:٣٠)
    '''İKİNCİ LEM’A'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ كلمة ﴿ رَتْقًا ﴾ في هذه الآية تفيد لمن لم يتلوث بالفلسفة: السماءُ كانت صافيةً لا سحاب فيها. والأرضُ جدباء لا حياة فيها، فالذي فتح أبواب السماء بالمطر وفرش الأرض بالخضرة هو الذي خلق جميع ذوي الحياة من ذلك الماء، وكأنه حصل نوع من المزاوجة والتلقيح بينهما، وما هذا إلّا من شأن القدير ذي الجلال الذي يكون وجه الأرض لديه كبستان صغير والسحب التي تحجب وجه السماء معصرات لذلك البستان.. يفهم هكذا فيسجد أمام عظمة قدرته تعالى.
    '''Manasındaki câmiiyet-i hârikadır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتفيد تلك الكلمة ﴿ رَتْقًا ﴾ للعالم الكوني أنه في بدء الخليقة، كانت الأرضُ والسماء كتلتين لا شكل لهما وعجينتَين طريتين لا نفع لهما، فبينما هما مادة لا مخلوقات لهما ولا مَن يدبّ عليهما، بسَطهما الفاطر الحكيم بسطا جميلا، ومنحهما صورا نافعة وزينة فاخرة وكثرة كاثرة من المخلوقات.. هكذا يفهم ويأخذه العجب أمام سعة حكمته تعالى.
    Evet Kur’an, bütün müçtehidlerin me’hazlerini, bütün âriflerin mezâklarını, bütün vâsılların meşreplerini, bütün kâmillerin mesleklerini, bütün muhakkiklerin mezheplerini manasının hazinesinden ihsan etmekle beraber; daima onlara rehber ve terakkiyatlarında her vakit onlara mürşid olup o tükenmez hazinesinden onların yollarına neşr-i envar ettiği, bütün onlarca musaddaktır ve müttefekun aleyhtir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتفيد هذه الكلمة للفلاسفة المعاصرين أنّ كرتنا الأرضية وسائر السيارات التي تشكل المنظومة الشمسية كانت في البداية ممتـزجةً مع الشمس بشكل عجينة لم تُفرَش بعدُ، ففتـّق القادرُ القـيوم تلك العجينة ومكّن فيها السيارات كلا في موضعه، فالشمس هناك والأرض هنا.. وهكذا. وفرش الأرض بالتراب وأنـزل عليها المطرَ من السماء، ونثر عليها الضياء من الشمس وأسكنها الإنسان.. هكذا يفهم ويرفع رأسه من حمأة الطبيعة قائلا: «آمنت بالله الواحد الأحد».
    '''ÜÇÜNCÜ LEM’A'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْر۪ي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاۜ  ﴾ (يس:٣٨)
    '''İlmindeki câmiiyet-i hârikadır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فاللام في ﴿ لِمُسْتَقَرٍّ  ﴾ تفيد معنى اللام نفسها ومعنى «في» ومعنى «إلى». فهذه «اللام» يفهمُها العوام بمعنى «إلى» ويفهمون الآية في ضوئها؛ أي إن الشمس التي تمنحُكم الضوء والحرارة، تجري إلى مستقرٍ لها وستبلغُه يوما، وعندها لـن تفيدكم شيئا. فيتذكر بهذا ما ربط الله سبحانه وتعالى من نعمٍ عظيمة بالشمس، فيحمد ربه ويقدّسه قائلا: «سبحان الله والحمد لله».
    Evet Kur’an, şeriatın müteaddid ve çok ilimlerini, hakikatin mütenevvi ve kesretli ilimlerini, tarîkatın muhtelif ve hadsiz ilimlerini, kendi ilminin denizinden akıttığı gibi; daire-i mümkinatın hakiki hikmetini ve daire-i vücubun ulûm-u hakikiyesini ve daire-i âhiretin maarif-i gamızasını, o denizinden muntazaman ve kesretle akıtıyor. Şu lem’aya misal getirilse bir cilt yazmak lâzım gelir. Öyle ise yalnız numune olarak şu yirmi beş adet Sözleri gösteriyoruz. Evet, bütün yirmi beş adet Sözlerin doğru hakikatleri, Kur’an’ın bahr-i ilminden ancak yirmi beş katredir. O Sözlerde kusur varsa benim fehm-i kāsırıma aittir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآية نفسُها تظهر «اللام» بمعنى «إلى» إلى العالِم أيضا، ولكن ليس بمعنى أن الشمس مصدر الضوء وحده، وإنما كمكوك تحيك المنسوجات الربانية التي تُنسج في معمل الربيع والصيف. وإنها مداد ودواة من نور لمكتوبات الصمد التي تُكتب على صحيفة الليل والنهار. فيتصورها هكذا ويتأمل في نظام العالم البديع الذي يشير إليه جريانُ الشمس الظاهري، فيهوي ساجدا أمام حكمة الصانع الحكيم قائلا: «ما شاء الله كان، تبارك الله».
    '''DÖRDÜNCÜ LEM’A'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أمَّا بالنسبة للفلكي، فإن «اللام» يفهمها بمعنى «في». أي إن الشمس تنظّم حركةَ منظومتها «كزنبرك الساعة» بحركة محورية حول نفسها. فأمام هذا الصانع الجليل الذي خلق مثل هذه الساعة العظمى يأخذه العَجبُ والانبهار فيقول: «العظمة والقدرة لله وحده»، ويَدع الفلسفةَ داخلا في ميدان حكمة القرآن.
    '''Mebahisindeki câmiiyet-i hârikadır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    و«اللام» هذه يفهمها العالِم المدقق بمعنى «العلة» وبمعنى «الظرفية». أي إن الصانع الحكيم جعل الأسبابَ الظاهرية ستارا لأفعاله وحجابا لشؤونه. فقد ربط السيارات بالشمس بقانونه المسمى بـ«الجاذبية» وبه يُجري السيارات المختلفة بحركات مختلفة ولكن منتظمة. ويُجري الشمسَ حول مركزها سببا ظاهريا لتوليد تلك الجاذبية. أي إن معنى ﴿ لِمُسْتَقَرٍّ  ﴾ هو:
    Evet, insan ve insanın vazifesi, kâinat ve Hâlık-ı kâinat’ın, arz ve semavatın, dünya ve âhiretin, mazi ve müstakbelin, ezel ve ebedin mebahis-i külliyelerini cem’etmekle beraber nutfeden halk etmek, tâ kabre girinceye kadar; yemek, yatmak âdabından tut tâ kaza ve kader mebhaslarına kadar; altı gün hilkat-i âlemden tut, tâ وَال۟مُر۟سَلَاتِ ۝ وَالذَّارِيَاتِ kasemleriyle işaret olunan rüzgârların esmesindeki vazifelerine kadar;
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أن الشمس تجري في مستقر لها لاستقرار منظومتها، لأن الحركة تولد الحرارة، والحرارة تولد القوة، والقوة تولد الجاذبية الظاهرية، وذلك قانون رباني وسنة إلهية.
    وَمَا تَشَٓاؤُنَ اِلَّٓا اَن۟ يَشَٓاءَ اللّٰهُ ۝ يَحُولُ بَي۟نَ ال۟مَر۟ءِ وَقَل۟بِهٖ işaratıyla, insanın kalbine ve iradesine müdahalesinden tut, tâ وَالسَّمٰوَاتُ مَط۟وِيَّاتٌ بِيَمٖينِهٖ yani bütün semavatı bir kabzasında tutmasına kadar;
    وَجَعَل۟نَا فٖيهَا جَنَّاتٍ مِن۟ نَخٖيلٍ وَاَع۟نَابٍ zeminin çiçek ve üzüm ve hurmasından tut, tâ اِذَا زُل۟زِلَتِ ال۟اَر۟ضُ زِل۟زَالَهَا ile ifade ettiği hakikat-i acibeye kadar; ve semanın ثُمَّ اس۟تَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ وَهِىَ دُخَانٌ haletindeki vaziyetinden tut, tâ duhanla inşikakına ve yıldızlarının düşüp hadsiz fezada dağılmasına kadar; ve dünyanın imtihan için açılmasından tâ kapanmasına kadar; ve âhiretin birinci menzili olan kabirden, sonra berzahtan, haşirden, köprüden tut, tâ cennete, tâ saadet-i ebediyeye kadar; mazi zamanının vukuatından, Hazret-i Âdem’in hilkat-i cesedinden, iki oğlunun kavgasından tâ Tufana, tâ kavm-i Firavun’un garkına, tâ ekser enbiyanın mühim hâdisatına kadar; ve اَلَس۟تُ بِرَبِّكُم۟ işaret ettiği hâdise-i ezeliyeden tut, tâ وُجُوهٌ يَو۟مَئِذٍ نَاضِرَةٌ ۝ اِلٰى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ifade ettiği vakıa-i ebediyeye kadar bütün mebahis-i esasiyeyi ve mühimmeyi öyle bir tarzda beyan eder ki o beyan, bütün kâinatı bir saray gibi idare eden ve dünyayı ve âhireti iki oda gibi açıp kapayan ve zemin bir bahçe ve sema, misbahlarıyla süslendirilmiş bir dam gibi tasarruf eden ve mazi ve müstakbel, bir gece ve gündüz gibi nazarına karşı hazır iki sahife hükmünde temaşa eden ve ezel ve ebed, dün ve bugün gibi silsile-i şuunatın iki tarafı birleşmiş, ittisal peyda etmiş bir surette bir zaman-ı hazır gibi onlara bakan bir Zat-ı Zülcelal’e yakışır bir tarz-ı beyandır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا، فهذا الحكيم المدقق يفهم مثل هذه الحكمة من حرف واحد من القرآن الحكيم ويقول: «الحمد لله، إن الحكمة الحقة لهي في القرآن فلا أعتبر الفلسفة بعدُ شيئا يُذكر».
    Nasıl bir usta, bina ettiği ve idare ettiği iki haneden bahseder. Programını ve işlerinin liste ve fihristesini yapar. Kur’an dahi şu kâinatı yapan ve idare eden ve işlerinin listesini ve fihristesini –tabir caiz ise– programını yazan, gösteren bir zatın beyanına yakışır bir tarzdadır. Hiçbir cihetle eser-i tasannu ve tekellüf görünmüyor. Hiçbir şaibe-i taklit veya başkasının hesabına ve onun yerinde kendini farz edip konuşmuş gibi bir hud’anın emaresi olmadığı gibi bütün ciddiyetiyle, bütün safvetiyle, bütün hulusuyla safi, berrak, parlak beyanı, nasıl gündüzün ziyası “Güneşten geldim.” der. Kur’an dahi “Ben, Hâlık-ı âlem’in beyanıyım ve kelâmıyım.” der.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن هذه «اللام» والاستقرار يرد هذا المعنى إلى مَن يملك فكرا وقلبا شاعريا أن الشمس شجرة نورانية، والسيارات التي حولها إنما هي ثمراتُها السائحة، فالشمس تنتفض دون الثمرات -بخلاف الأشجار الأخرى- لئلا تتساقط الثمرات، وبعكسه تتبعثر الثمرات.
    Evet, şu dünyayı antika sanatlarla süslendiren ve lezzetli nimetlerle dolduran ve sanat-perverane ve nimet-perverane şu derece sanatının acibeleriyle, şu derece kıymettar nimetlerini dünyanın yüzüne serpen, sıravari tanzim eden ve zeminin yüzünde seren, güzelce dizen bir Sâni’, bir Mün’im’den başka şu velvele-i takdir ve istihsanla ve zemzeme-i hamd ve şükranla dünyayı dolduran ve zemini bir zikirhane, bir mescid, bir temaşagâh-ı sanat-ı İlahiyeye çeviren Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, kime yakışır ve kimin kelâmı olabilir? Ondan başka kim ona sahip çıkabilir? Ondan başka kimin sözü olabilir? Dünyayı ışıklandıran ziya, güneşten başka hangi şeye yakışır? Tılsım-ı kâinatı keşfedip âlemi ışıklandıran beyan-ı Kur’an, Şems-i Ezelî’den başka kimin nuru olabilir? Kimin haddine düşmüş ki ona nazire getirsin, onun taklidini yapsın?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويمكن أن يتخيل أيضا أن الشمس كسيّد في حلقة ذكر، يذكر الله في مركز تلك الحلقة ذكرَ عاشقٍ ولهان، حتى يدفع الآخرين إلى الجذبة والانتشاء.
    Evet, bu dünyayı sanatlarıyla ziynetlendiren bir sanatkârın, sanatını istihsan eden insanla konuşmaması muhaldir. Mademki yapar ve bilir, elbette konuşur. Madem konuşur, elbette konuşmasına yakışan Kur’an’dır. Bir çiçeğin tanziminden lâkayt kalmayan bir Mâlikü’l-mülk, bütün mülkünü velveleye veren bir kelâma karşı nasıl lâkayt kalır? Hiç başkasına mal edip hiçe indirir mi?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد قلت في رسالة أخرى في هذا المعنى:
    '''BEŞİNCİ LEM’A'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «نعم، إنّ الشمس مثمرة، تنتفض لئلا تتساقط الثمرات الطيبة ولو سكنتْ وسكتت، لانفقد الانجذاب، فيصرخ العشاقُ المنسّقون في الفضاء الواسع هلعا من السقوط والضياع!»
    '''Kur’an’ın üslup ve îcazındaki câmiiyet-i hârikadır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ وَاُو۬لٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (البقرة:٥) فيها سكوت، وفيها إطلاق؛ إذ لم تُعيّن بم يفلحون؟ ليجد كلُّ واحد مبتغاه في هذا السكوت. فالآية تختصر الكلام ليتسع المعنى. إذ إن قصد قسمٍ من المخاطبين هو النجاةُ من النار، وقسم آخر لا يفكر إلّا بالجنة، وقسم يأمل السعادة الأبدية، وقسم يرجو الرضى الإلهي فحسب، وقسم غايةُ أمله رؤيةُ الله سبحانه. وهكذا.. فيتركُ القرآنُ الكلامَ على إطلاقه ليعمّ، ويحذف ليفيد معاني كثيرة، ويوجِز ليجد كلُّ واحدٍ حظَّه منها.
    Bunda '''beş ışık''' var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فـ ﴿ الْمُفْلِحُونَ ﴾ هنا لا يعيِّن بِمَ سيفلحون. وكأن الآية بسكوتها تقول: أيها المسلمون لكم البشرى! أيها المتقي: إن لك نجاة من النار. أيها العابد الصالح: فلاحُك في الجنة. أيها العارف بالله: ستنال رضاه. أيها العاشق لجمال الله، ستحظى برؤيته تعالى.. وهكذا.
    '''Birinci Işık:''' Üslub-u Kur’an’ın o kadar acib bir cemiyeti var ki bir tek sure, kâinatı içine alan bahr-i muhit-i Kur’anîyi içine alır. Bir tek âyet, o surenin hazinesini içine alır. Âyetlerin çoğu her birisi birer küçük sure, surelerin çoğu her birisi birer küçük Kur’an’dır. İşte şu, i’cazkârane îcazdan büyük bir lütf-u irşaddır ve güzel bir teshildir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد أوردنا من القرآن الكريم من جهة جامعية اللفظ في الكلام والكلمة والحروف والسكوت مثالا واحدا فحسب من بين آلاف الأمثلة؛ فقس الآية والقصة على ما أسلفناه.
    Çünkü herkes, her vakit Kur’an’a muhtaç olduğu halde, ya gabavetinden veya başka esbaba binaen her vakit bütün Kur’an’ı okumayan veyahut okumaya vakit ve fırsat bulamayan adamlar, Kur’an’dan mahrum kalmamak için her bir sure, birer küçük Kur’an hükmüne, hattâ her bir uzun âyet, birer kısa sure makamına geçer. Hattâ Kur’an Fatiha’da, Fatiha dahi Besmele’de münderic olduğuna ehl-i keşif müttefiktirler. Şu hakikate bürhan ise ehl-i tahkikin icmaıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الآية لها من الوجوه الكثيرة والمراتب العديدة حتى رأت جميعُ طبقات الأولياء في شتى وسائلِ سلوكهم ومراتبهم حاجتَهم إلى هذه الآية. فأخذ كلّ منهم غذاءً معنويا لائقا بمرتبته التي هو فيها، لأن لفظ الجلالة «الله» اسم جامع لجميع الأسماء الحسنى، ففيه أنواع من التوحيد بقدر عدد الأسماء نفسها،
    '''İkinci Işık:''' Âyât-ı Kur’aniye; emir ve nehiy, vaad ve vaîd, tergib ve terhib, zecir ve irşad, kısas ve emsal, ahkâm ve maarif-i İlahiye ve ulûm-u kevniye ve kavanin ve şerait-i hayat-ı şahsiye ve hayat-ı içtimaiye ve hayat-ı kalbiye ve hayat-ı maneviye ve hayat-ı uhreviye gibi umum tabakat-ı kelâmiye ve maarif-i hakikiye ve hâcat-ı beşeriyeye delâlatıyla, işaratıyla câmi’ olmakla beraber   خُذ۟ مَا شِئ۟تَ لِمَا شِئ۟تَ   yani “İstediğin her şey için Kur’an’dan her ne istersen al.” ifade ettiği mana, o derece doğruluğuyla makbul olmuş ki ehl-i hakikat mabeyninde durub-u emsal sırasına geçmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أي لا رزاقَ إلّا هو، لا خالق إلّا هو، لا رحمن إلّا هو.. وهكذا.
    Âyât-ı Kur’aniyede öyle bir câmiiyet var ki her derde deva, her hâcete gıda olabilir. Evet, öyle olmak lâzım gelir. Çünkü daima terakkiyatta kat’-ı meratib eden bütün tabakat-ı ehl-i kemalin rehber-i mutlakı, elbette şu hâsiyete mâlik olması elzemdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: قصة موسى عليه السلام من القصص القرآنية، فيها من العبَر والدروس بقدر ما في عصا موسى عليه السلام من الفوائد؛ إذ فيها تطمين للرسول ﷺ وتسلية له، وتهديد للكفار، وتقبيح للمنافقين، وتوبيخ لليهود وما شابهها من المقاصد. فلها إذن وجوه كثيرة جدا. لذا كرّرت في سوَر عدة. فمع أنها تفيد جميعَ المقاصد في كل موضع إلّا أن مقصدا منها هو المقصود بالذات، وتبقى المقاصدُ الأخرى تابعة له.
    '''Üçüncü Işık:''' Kur’an’ın i’cazkârane îcazıdır. Kâh olur ki uzun bir silsilenin iki tarafını öyle bir tarzda zikreder ki güzelce silsileyi gösterir. Hem kâh olur ki bir kelimenin içine sarîhan, işareten, remzen, îmaen bir davanın çok bürhanlarını derceder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذا قلت: كيف نفهم أن القرآن قد أراد جميعَ تلك المعاني التي جاءت في الأمثلة السابقة، ويشير إليها؟
    '''Mesela'''
    وَمِن۟ اٰيَاتِهٖ خَل۟قُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ وَاخ۟تِلَافُ اَل۟سِنَتِكُم۟ وَ اَل۟وَانِكُم۟ de âyât ve delail-i vahdaniyet silsilesini teşkil eden silsile-i hilkat-i kâinatın mebde ve müntehasını zikir ile o ikinci silsileyi gösterir, birinci silsileyi okutturuyor. Evet, bir Sâni’-i Hakîm’e şehadet eden sahaif-i âlemin birinci derecesi, semavat ve arzın asl-ı hilkatleridir. Sonra gökleri yıldızlarla tezyin ile zeminin zîhayatlarla şenlendirilmesi, sonra güneş ve ayın teshiriyle mevsimlerin değişmesi, sonra gece ve gündüzün ihtilaf ve deveranı içindeki silsile-i şuunattır. Daha gele gele tâ kesretin en ziyade intişar ettiği mahal olan simaların ve seslerin hususiyetlerine ve imtiyazlarına ve teşahhuslarına kadar…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالجواب: ما دام القرآن الكريم خطابا أزليا، يخاطب به الله سبحانه وتعالى مختلفَ طبقات البشرية المصطفة خلف العصور ويرشدهم جميعا، فلابد أنه يُدرج معاني عدة لتلائم مختلف الأفهام، وسيضع أمارات على إرادته هذه.
    Mademki en ziyade intizamdan uzak ve tesadüfün karışmasına maruz olan fertlerin simalarındaki teşahhusatta hayret verici bir intizam-ı hakîmane bulunsa, üzerinde gayet sanatkâr bir hakîmin kalemi işlediği gösterilse elbette intizamları zâhir olan sair sahifeler kendi kendine anlaşılır, nakkaşını gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، ففي كتاب «إشارات الإعجاز» ذكرنا هذه المعاني الموجودة هنا وأمثالها من المعاني المتعددة لكلمات القرآن، وأثبتناها وفق قواعد علم الصرف والنحو وحسب دساتير علم البيان وفن المعاني وقوانين فن البلاغة.
    Hem madem koca semavat ve arzın asl-ı hilkatinde eser-i sanat ve hikmet görünüyor. Elbette kâinat sarayının binasında temel taşı olarak gökleri ve zemini hikmetle koyan bir Sâni’in sair eczalarında eser-i sanatı, nakş-ı hikmeti pek çok zâhirdir. İşte şu âyet, hafîyi izhar, zâhirîyi ihfa ederek gayet güzel bir îcaz yapmış.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإلى جانب هذا فإن جميع الوجوه والمعاني التي هي صحيحة حسب علوم العربية، وصائبة وفق أصول الدين، ومقبولة في فن المعاني، ولائقة في علم البيان ومستحسنة في علم البلاغة، هي من معاني القرآن الكريم، بإجماع المجتهدين والمفسرين وعلماء أصول الدين وأصول الفقه وبشهادة اختلاف وجهات نظرهم. وقد وضع القرآن الكريم أمارات على كلٍّ من تلك المعاني حسب درجاتها وهي إما لفظية أو معنوية، والأمارة المعنوية هي: إما السياق نفسُه أو سياق الكلام أو أمارة من آيات أخر تشير إلى ذلك المعنى.
    Elhak   فَسُب۟حَانَ اللّٰهِ حٖينَ تُم۟سُونَ   den tut, tâ وَلَهُ ال۟مَثَلُ ال۟اَع۟لٰى فِى السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ وَهُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ e kadar altı defa    وَمِن۟ اٰيَاتِهٖ  ،  وَمِن۟ اٰيَاتِهٖ    ile başlayan silsile-i berahin; bir silsile-i cevahirdir, bir silsile-i nurdur, bir silsile-i i’cazdır, bir silsile-i îcaz-ı i’cazîdir. Kalp istiyor ki şu definelerde gizli olan elmasları göstereyim. Fakat ne yapayım makam kaldırmıyor. Başka vakte ta’lik edip o kapıyı şimdi açmıyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن مئات الألوف من التفاسير التي قد بلغ بعضُها ثمانين مجلدا (<ref>
    '''Hem mesela'''
    حتى إن الاستفتاء في علم القرآن (تفسير الأدنوي) بلغ مائة وعشرين مجلدا، صنّفه في اثنتي عشرة سنة، محمد بن علي بن أحمد المقرئ النحوي المتوفي سنة ٣٨٨ هـ (كشف الظنون ٤٤١/١).
    فَاَر۟سِلُونِ ۝ يُوسُفُ اَيُّهَا الصِّدّٖيقُ
    </ref>) -وقد ألّفها علماء محققون- برهان قاطع باهر على جامعية لفظ القرآن وخارقيته.
    فَاَر۟سِلُونِ    kelâmıyla    يُوسُفُ    kelimesi ortalarında şunlar var:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعلى كل حال فلو أوضحنا في هذه الكلمة كلَّ أمارة تدل على كل معنى من المعاني بقانونها وبقاعدتها لطالت بنا الكلمة، لذا نختصر الكلام هنا ونحيل إلى كتاب «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز».
    اِلٰى يُوسُفَ لِاَس۟تَع۟بَرَ مِن۟هُ الرُّؤ۟يَا فَاَر۟سَلُوهُ فَذَهَبَ اِلَى السِّج۟نِ وَ قَالَ يُوسُفُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللمعة الثانية
    Demek beş cümleyi bir cümlede icmal edip îcaz ettiği halde vuzuhu ihlâl etmemiş, fehmi işkâl etmemiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجامعية الخارقة في معانيه:
    '''Hem mesela'''
    اَلَّذٖى جَعَلَ لَكُم۟ مِنَ الشَّجَرِ ال۟اَخ۟ضَرِ نَارًا   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن القرآن الكريم قد أفاض من خزينة معانيه الجليلة مصادرَ جميع المجتهدين، ومذاقَ جميع العارفين، ومشاربَ جميع الواصلين ومسالكَ جميع الكاملين، ومذاهبَ جميع المحققين، فضلا عن أنه صار دليلَهم في كل وقتٍ ومرشدَهم في رقيهم كلَّ حين، ناشرا على طرُقهم أنوارَه الساطعة من خزينته التي لا تنضب، كما هو مصدَّق ومتفق عليه بينهم.
    İnsan-ı âsi “Çürümüş kemikleri kim diriltecek?” diye meydan okur gibi inkârına karşı Kur’an der: “Kim bidayeten yaratmış ise o diriltecek. O yaratan zat ise her bir şeyi her bir keyfiyette bilir. Hem size yeşil ağaçtan ateş çıkaran bir zat, çürümüş kemiğe hayat verebilir.” İşte şu kelâm, diriltmek davasına müteaddid cihetlerle bakar, ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللمعة الثالثة
    Evvela, insana karşı ettiği silsile-i ihsanatı şu kelâmıyla başlar, tahrik eder, hatıra getirir. Başka âyetlerde tafsil ettiği için kısa keser, akla havale eder. Yani, size ağaçtan meyveyi ve ateşi ve ottan erzakı ve hububu ve topraktan hayvanatı ve nebatatı verdiği gibi zemini size hoş –her bir erzakınız içinde konulmuş– bir beşik ve âlemi, güzel ve bütün levazımatınız içinde bulunur bir saray yapan bir zattan kaçıp, başıboş kalıp, ademe gidip saklanılmaz. Vazifesiz olup, kabre girip, uyandırılmamak üzere rahat yatamazsınız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجامعية الخارقة في علمه:
    Sonra o davanın bir deliline işaret eder   اَلشَّجَرِ ال۟اَخ۟ضَرِ   kelimesiyle remzen der: “Ey haşri inkâr eden adam! Ağaçlara bak! Kışta ölmüş kemikler gibi hadsiz ağaçları baharda dirilten, yeşillendiren hattâ her bir ağaçta yaprak ve çiçek ve meyve cihetiyle üç haşrin numunelerini gösteren bir zata karşı inkâr ile istib’ad ile kudretine meydan okunmaz.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن القرآن الكريم مثلما أجرى من بَحر علومه علومَ الشريعة المتعددة الوفيرة، وعلومَ الحقيقة المتنوعة الغزيرة، وعلومَ الطريقةِ المختلفة غير المحدودة، فإنه أجرى كذلك من ذلك البحر بسخاء وانتظام الحكمةَ الحقيقية لدائرة الممكنات، والعلومَ الحقيقية لدائرة الوجوب، والمعارف الغامضة لدائرة الآخرة. ولو أردنا إيراد مثال لهذه اللمعة فلابد من كتابة مجلد كامل! لذا نبيّن «الكلمات» الخمسة والعشرين السابقة فحسب.
    Sonra bir delile daha işaret eder, der: “Size ağaç gibi kesif, sakîl, karanlıklı bir maddeden ateş gibi latîf, hafif, nurani bir maddeyi çıkaran bir zattan, odun gibi kemiklere ateş gibi bir hayat ve nur gibi bir şuur vermeyi nasıl istib’ad ediyorsunuz?”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الحقائق الصادقة للكلمات الخمس والعشرين كلها إن هي إلّا خمس وعشرون قطرةً من بحر علم القرآن. فإن وجد قصور في تلك «الكلمات» فهو راجع إلى فهمي القاصر.
    Sonra bir delile daha tasrih eder der ki: “Bedevîler için kibrit yerine ateş çıkaran meşhur ağacın, yeşil iken iki dalı birbirine sürüldüğü vakit ateşi yaratan ve rutubetiyle yeşil ve hararetiyle kuru gibi iki zıt tabiatı cem’edip, onu buna menşe etmekle her bir şey hattâ anâsır-ı asliye ve tabâyi-i esasiye, onun emrine bakar, onun kuvvetiyle hareket eder, hiçbirisi başıboş olup tabiatıyla hareket etmediğini gösteren bir zattan, topraktan yapılan ve sonra toprağa dönen insanı, topraktan yeniden çıkarması istib’ad edilmez. İsyan ile ona meydan okunmaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللمعة الرابعة
    Sonra Hazret-i Musa aleyhisselâmın şecere-i meşhuresini hatıra getirmekle şu dava-yı Ahmediye aleyhissalâtü vesselâm, Musa aleyhisselâmın dahi davasıdır. Enbiyanın ittifakına hafî bir îma edip şu kelimenin îcazına bir letafet daha katar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجامعية الخارقة في مباحثه:
    '''Dördüncü Işık:''' Îcaz-ı Kur’anî o derece câmi’ ve hârıktır, dikkat edilse görünüyor ki bazen bir denizi bir ibrikte gösteriyor gibi pek geniş ve çok uzun ve küllî düsturları ve umumî kanunları, basit ve âmî fehimlere merhameten basit bir cüzüyle, hususi bir hâdise ile gösteriyor. Binler misallerinden yalnız iki misaline işaret ederiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ القرآن قد جمعَ المباحث الكلية لما يخص الإنسانَ ووظيفته، والكونَ وخالقه، والأرضَ والسماوات، والدنيا والآخرة، والماضي والمستقبل، والأزل والأبد، فضلا عن ضمّه مباحثَ مهمة أساسية ابتداءً من خلق الإنسان من النطفة إلى دخوله القبر، ومن آداب الأكل و النوم إلى مباحث القضاء والقدر، ومن خلق العالم في ستة أيام إلى وظائف هبوب الريح التي يشير إليها القَسَم في ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ  ﴾ ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ﴾ ومن مداخلته سبحانه في قلب الإنسان وإرادته بإشارات الآيات الكريمة:
    '''Birinci Misal:''' Yirminci Söz’ün Birinci Makamı’nda tafsilen beyan olunan üç âyettir ki şahs-ı Âdem’e talim-i esma unvanıyla nev-i benî-Âdem’e ilham olunan bütün ulûm ve fünunun talimini ifade eder. Ve Âdem’e, melâikenin secde etmesi ve şeytanın etmemesi hâdisesiyle nev-i insana semekten meleğe kadar ekser mevcudat musahhar olduğu gibi yılandan şeytana kadar muzır mahlukatın dahi ona itaat etmeyip düşmanlık ettiğini ifade ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَمَا تَشَٓاؤُ۫نَ اِلَّٓا اَنْ يَشَٓاءَ اللّٰهُ  ﴾ (التكوير:٢٩) ﴿ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه۪ ﴾ (الأنفال:٢٤) إلى ﴿ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر:٦٧)، ومن ﴿ وَجَعَلْنَا ف۪يهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخ۪يلٍ وَاَعْنَابٍ ﴾ (يس:٣٤) إلى الحقيقة العجيبة التي تعبّر عنها الآية: ﴿ اِذَا زُلْزِلَتِ الْاَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ (الزلزلة:١)، ومن حالة السماء ﴿ ثُمَّ اسْتَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾ (فصلت:١١) إلى انشقاق السماء وانكدار النجوم وانتشارها في الفضاء الذي لا يحد، ومن انفتاح الدنيا للامتحان إلى انتهاء الاختبار، ومن القبر الذي هو أول منـزل من منازل الآخرة والبرزخ والحشر والصراط إلى الجنة والسعادة الأبدية، ومن وقائع الزمان الماضي الغابر من خلق آدم عليه السلام وصراع ابنَيْهِ إلى الطوفان، إلى هلاك قوم فرعون وحوادث جليلة لأغلب الأنبياء عليهم السلام، ومن الحادثة الأزلية في ﴿ اَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ﴾ (الأعراف:١٧٢) إلى ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌۙ ❀ اِلٰى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ (القيامة:٢٢-٢٣) التي تفيد الأبدية.
    Hem kavm-i Musa (as) bir bakarayı, bir ineği kesmekle Mısır bakar-perestliğinden alınan ve “İcl” hâdisesinde tesirini gösteren bir bakar-perestlik mefkûresinin Musa aleyhisselâmın bıçağıyla kesildiğini ifade ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فجميعُ هذه المباحث الأساسية والمهمة تُبيَّن في القرآن بيانا واضحا يليق بذات الله الجليلة سبحانه الذي يدبّر الكون كله كأنه قصر، ويفتح الدنيا والآخرة كغرفتين يفتح إحداهما ويسد الأخرى بسهولة، ويتصرف في الأرض تصرفَه في بستان صغير، وفي السماء كأنها سقف مزيّن بالمصابيح، ويطّلع على الماضي والمستقبل كصحيفتين حاضرتين أمام شهوده كالليل والنهار، ويشاهد الأزل والأبد كاليوم وأمس، يشاهدهما كالزمان الحاضر الذي اتصل فيه طرفا سلسلة الشؤون الإلهية.
    Hem taştan su çıkması, çay akması ve dağılıp yuvarlanması unvanıyla tabaka-i türabiye altında olan taş tabakası, su damarlarına hazinedarlık ve toprağa analık ettiğini ifade ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكما أن معماريا يتكلم في بناءين بناهما وفي إدارتهما ويجعل للأعمال المتعلقة بهما صحيفة عمل وفهرس نظام؛ فالقرآن الكريم كذلك كلام مبين يليق بمن خلق هذا الكون ويديره وكتب صحيفة أعماله وفهارس برامجه -إن جاز التعبير- وأظهرها. فلا يُشاهَد فيه أثر من تصَـنّع وتكلّف بأي جهة كانت كما لا أمارة قطعا لشائبةِ تقليد أيّ كلامٍ عن أحد وفرضِ نفسه في موضع غير موضعه، وأمثالها من الخدع. فهو بكل جدّيته، وبكل صفائه، وبكل خلوصه صافٍ برّاق ساطع زاهر، إذ مثلما يقول ضوءُ الشمس: أنا منبعث من الشمس، فالقرآن كذلك يقول: «أنا كلام رب العالمين وبيانُه».
    '''İkinci Misal:''' Kur’an’da çok tekrar edilen kıssa-i Musa aleyhisselâmın cümleleri ve cüzleridir ki her bir cümlesi, hattâ her bir cüzü, bir düstur-u küllînin ucu olarak gösterilmiş ve o düsturu ifade ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الذي جمّل هذه الدنيا وزيّنها بصنائعه الثمينة وملأها بأطايب نِعَمه الشهية ونشرَ في وجه الأرض بدائع مخلوقاته ونعمه القيمة بكل إبداع وإحسان وتنسيق وتنظيم ذلكم الصانع الجليل والمنعم المحسن، مَن غيرُهُ يليق أن يكون صاحب هذا البيان، بيان القرآن الكريم الذي ملأ الدنيا بالتقدير والتعظيم والاستحسان والإعجاب والحمد والشكر، حتى جعل الأرض رباطَ ذكرٍ وتهليل، ومسجدا يُرفع فيه اسم الله ومعرضا لبدائع الصنعة الإلهية؟ ومَن يكون غيرُه صاحبَ هذا الكلام؟ ومَن يمكنه أن يدّعى أن يكون صاحبَه؟
    '''Mesela'''
    يَا هَامَانُ اب۟نِ لٖى صَر۟حًا   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يليق للضياء الذي ملأ الدنيا نورا أن يعود لغير الشمس؟ وبيان القرآن الذي كشف لغزَ العالم ونوّره، نورَ مَن يكون غيرَ نور مَن خلق السماوات والأرض؟ فمن يجرؤ أن يقلّده ويأتي بنظيرٍ له؟
    Firavun, vezirine emreder ki: “Bana yüksek bir kule yap, semavatın halini rasad edip bakacağım. Semanın gidişatından acaba Musa’nın (as) dava ettiği gibi semada tasarruf eden bir ilah var mıdır?” İşte   صَر۟حًا   kelimesiyle ve şu cüz’î hâdise ile dağsız bir çölde olduğundan dağları arzulayan ve Hâlık’ı tanımadığından tabiat-perest olup rububiyet dava eden ve âsâr-ı ceberutlarını göstermekle ibka-yı nam eden, şöhret-perest olup dağ-misal meşhur ehramları bina eden ve sihir ve tenasühe kail olup cenazelerini mumya edip dağ misillü mezarlarda muhafaza eden Mısır firavunlarının an’anesinde hüküm-ferma bir düstur-u acibi ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حقا، إن الصانع الذي زيّن بإبداع صنعتِه هذه الدنيا، محال ألّا يتكلم مع هذا الإنسان المبهور بصُنعهِ وإبداعه، فما دام أنه يفعل ويعلم فلابد أنه يتكلم، وما دام أنه يتكلّم فلا يليق بكلامه إلّا القرآن. فمالكُ الملك الــذي يهتم بتنظيم زهرة صغيرة كيف لا يبـــالي بكلام حوّل مُلكه إلى جذبة ذكر وتهليل؟ أيمكن أن يُنـزل من قدر هذا الكلام بنسبته إلى غيره؟.
    '''Mesela'''
    فَال۟يَو۟مَ نُنَجّٖيكَ بِبَدَنِكَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللمعة الخامسة
    Gark olan Firavun’a der: “Bugün senin gark olan cesedine necat vereceğim.” unvanıyla umum firavunların tenasüh fikrine binaen cenazelerini mumyalamakla maziden alıp müstakbeldeki ensal-i âtiyenin temaşagâhına göndermek olan mevt-âlûd, ibret-nüma bir düstur-u hayatiyelerini ifade etmekle beraber, şu asr-ı âhirde o gark olan Firavun’un aynı cesedi olarak keşfolunan bir beden, o mahall-i gark denizinden sahile atıldığı gibi zamanın denizinden asırların mevceleri üstünde şu asır sahiline atılacağını, mu’cizane bir işaret-i gaybiyeyi, bir lem’a-yı i’cazı ve bu tek kelime bir mu’cize olduğunu ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجامعية الخارقة في أسلوبه وإيجازه:
    '''Hem mesela'''
    يُذَبِّحُونَ اَب۟نَٓاءَكُم۟ وَيَس۟تَح۟يُونَ نِسَٓاءَكُم۟   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    في هذه اللمعة خمسة أضواء:
    Benî-İsrail’in oğullarının kesilip kadın ve kızlarını hayatta bırakmak, bir firavun zamanında yapılan bir hâdise unvanıyla, Yahudi milletinin ekser memleketlerde her asırda maruz olduğu müteaddid katliamları, kadın ve kızları hayat-ı beşeriye-i sefihanede oynadıkları rolü ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الضوء الأول: إنّ لأسلوب القرآن جامعية عجيبة، حتى إن سورةً واحدة تتضمن بحرَ القرآن العظيم الذي ضمّ الكون بين جوانحه. وإن آية واحدة تضم خزينة تلك السورة. وإن أكثر الآيات -كل منها- كسورة صغيرة، وأكثر السور -كل منها- كقرآن صغير. (<ref>
    وَلَتَجِدَنَّهُم۟ اَح۟رَصَ النَّاسِ عَلٰى حَيٰوةٍ ۝ وَتَرٰى كَثٖيرًا مِن۟هُم۟ يُسَارِعُونَ فِى ال۟اِث۟مِ وَال۟عُد۟وَانِ وَاَك۟لِهِمُ السُّح۟تَ لَبِئ۟سَ مَا كَانُوا يَع۟مَلُونَ ۝ وَيَس۟عَو۟نَ فِى ال۟اَر۟ضِ فَسَادًا وَاللّٰهُ لَا يُحِبُّ ال۟مُف۟سِدٖينَ ۝ وَقَضَي۟نَٓا اِلٰى بَنٖٓى اِس۟رَٓائٖيلَ فِى ال۟كِتَابِ لَتُف۟سِدُنَّ فِى ال۟اَر۟ضِ مَرَّتَي۟نِ ۝ وَلَا تَع۟ثَو۟ا فِى ال۟اَر۟ضِ مُف۟سِدٖينَ
    ورد عن بعض السلف وصف السورة بأنها صغيرة، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: «ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله ﷺ يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة». أبو داود، الصلاة ٨١٤؛ الطبراني، المعجم الكبير ٣٦٥/١٢.
    </div>
    </ref>) فمن هذا الإيجاز المعجز ينشأ لطف عظيم للإرشاد وتسهيل واسع جميل.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأن كل إنسان على الرغم من حاجتـه إلى تلاوة القرآن كل وقت، فإنه قد لا يتاح له تلاوته، إما لغباوته وقصور فهمه أو لأسباب أخرى. فلكي لا يُحرَم أحد من القرآن فإن كل سورة في حُكم قرآن صغير، بل كلُّ آية طويلة في مقام سورة قصيرة، حتى إن أهل الكشف متفقون أن القرآن في الفاتحة والفاتحة في البسملة. أما البرهان على هذا فهو إجماعُ أهل التحقيق العلماء.
    Yahudilere müteveccih şu iki hükm-ü Kur’anî, o milletin hayat-ı içtimaiye-i insaniyede dolap hilesiyle çevirdikleri şu iki müthiş düstur-u umumîyi tazammun eder ki: Hayat-ı içtimaiye-i beşeriyeyi sarsan ve sa’y ü ameli, sermaye ile mübareze ettirip fukarayı zenginlerle çarpıştıran, muzaaf riba yapıp bankaları tesise sebebiyet veren ve hile ve hud’a ile cem’-i mal eden o millet olduğu gibi; mahrum kaldıkları ve daima zulmünü gördükleri hükûmetlerden ve galiblerden intikamlarını almak için her çeşit fesat komitelerine karışan ve her nevi ihtilale parmak karıştıran yine o millet olduğunu ifade ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الضوء الثاني: إن الآيات القرآنية جامعة بدلالاتها وإشاراتها لأنواع الكلام والمعارف الحقيقية والحاجات البشرية كالأمر والنهي، والوعد والوعيد، الترغيب والترهيب، الزجر والإرشاد، القصص والأمثال، الأحكام والمعارف الإلهية، العلوم الكونية، وقوانين وشرائط الحياة الشخصية والحياة الاجتماعية والحياة القلبية والحياة المعنوية والحياة الأخروية. حتى يصدُق عليه المَثَل السائر بين أهل الحقيقة: «خُذ ما شئتَ لما شئت» بمعنى أن الآيات القرآنية فيها من الجامعية ما يمكن أن يكون دواءً لكل داء وغذاء لكل حاجة.
    '''Mesela'''
    فَتَمَنَّوُا ال۟مَو۟تَ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، هكذا ينبغي أن يكون، لأن الرائد الكامل المطلق لجميع طبقات أهلِ الكمال الذين يقطعون المراتب دوما إلى الرقي -ذلك القرآن العظيم- لابد أن يكون مالكا لهذه الخاصية.
    “Eğer doğru iseniz, mevti isteyiniz. Hiç istemeyeceksiniz.” İşte meclis-i Nebevîde küçük bir cemaatin cüz’î bir hâdise unvanıyla, milel-i insaniye içinde hırs-ı hayat ve havf-ı mematla en meşhur olan millet-i Yehud’un tâ kıyamete kadar lisan-ı halleri, mevti istemeyeceğini ve hayat hırsını bırakmayacağını ifade eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الضوء الثالث: الإيجازُ المعجز للقرآن. فقد يذكُر القرآنُ مبدأ سلسلةٍ طويلة ومنتهاها ذكرا لطيفا يُري السلسلةَ بكاملها، وقد يدرج في كلمةٍ واحدة براهينَ كثيرةً لدعوىً؛ صراحةً وإشارةً ورمزا وإيماءً.
    '''Mesela'''
    ضُرِبَت۟ عَلَي۟هِمُ الذِّلَّةُ وَال۟مَس۟كَنَةُ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا:
    Şu unvanla o milletin mukadderat-ı istikbaliyesini umumî bir surette ifade eder. İşte şu milletin seciyelerinde ve mukadderatında münderic olan şöyle müthiş desatir içindir ki Kur’an, onlara karşı pek şiddetli davranıyor. Dehşetli sille-i te’dib vuruyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ خَلْقُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ وَاخْتِلَافُ اَلْسِنَتِكُمْ وَاَلْوَانِكُمْ ﴾ (الروم:٢٢)
    İşte şu misallerden kıssa-i Musa aleyhisselâm ve Benî-İsrail’in sair cüzlerini ve sair kıssalarını bu kıssaya kıyas et. Şimdi şu Dördüncü Işık’taki i’cazî lem’a-i îcaz gibi Kur’an’ın basit kelimatlarının ve cüz’î mebhaslarının arkalarında pek çok lemaat-ı i’caziye vardır. Ârife işaret yeter.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الآية الكريمة تذكر مبدأ سلسلةِ خلقِ الكون ومنتهاها. وهي سلسلةُ آيات التوحيد ودلائله، ثم تبين السلسلةَ الثانية، جاعلة القارئ يقرأ السلسلة الأولى وذلك: أنّ أولى صحائف العالم الشاهدة على الصانع الحكيم هي خلقُ السماوات والأرض، ثم تزيين السماوات بالنجوم وإعمار الأرض بذوي الحياة، ثم تبدُّل المواسم بتسخير الشمس والقمر، ثم سلسلة الشؤون الربانية في اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما.. وهكذا تدريجيا حتى تبلغ خصوصية الملامح والأصوات وامتيازها وتشخصاتها التي هي أكثر مواضع انتشار الكثرة.
    '''Beşinci Işık:''' Kur’an’ın makasıd ve mesail, maânî ve esalib ve letaif ve mehasin cihetiyle câmiiyet-i hârikasıdır. Evet, Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın surelerine ve âyetlerine ve hususan surelerin fatihalarına, âyetlerin mebde ve makta’larına dikkat edilse görünüyor ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإذا ما وجد انتظام بديع حكيم محير للألباب، وتبينَ عملُ قلمِ صَنّاع حكيم في أكثر المواضع بُعدا عن الانتظام وأزيدها تعرضا للمصادفة ظاهرا، تلك هي ملامحُ وجوه الإنسان وألوانُه، فلابد أن الصحائف الأخرى الظاهر نظامُها تُفهم بنفسها وتدل على مصّورها البديع.
    Belâgatların bütün envaını, fezail-i kelâmiyenin bütün aksamını, ulvi üslupların bütün esnafını, mehasin-i ahlâkıyenin bütün efradını, ulûm-u kevniyenin bütün fezlekelerini, maarif-i İlahiyenin bütün fihristelerini, hayat-ı şahsiye ve içtimaiye-i beşeriyenin bütün nâfi’ düsturlarını ve hikmet-i âliye-i kâinatın bütün nurani kanunlarını cem’etmekle beraber hiçbir müşevveşiyet eseri görünmüyor. Elhak, o kadar ecnas-ı muhtelifeyi bir yerde toplayıp bir münakaşa, bir karışık çıkmamak, kahhar bir nizam-ı i’cazînin işi olabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه لما كان أثرُ الإبداع والحكمة يُشاهَد في أصل خلق السماوات والأرض التي جعلَها الصانعُ الحكيم الحجرَ الأساس للكون، فلابد أن نقشَ الحكمة وأثر الإبداع ظاهر جدا في سائر أجزاء الكون.
    Elhak, bütün bu câmiiyet içinde şu intizam ile beraber geçmiş yirmi dört adet Sözlerde izah ve ispat edildiği gibi; cehl-i mürekkebin menşei olan âdiyat perdelerini keskin beyanatıyla yırtmak, âdet perdeleri altında gizli olan hârikulâdeleri çıkarıp göstermek ve dalaletin menbaı olan tabiat tağutunu, bürhanın elmas kılıncıyla parçalamak ve gaflet uykusunun kalın tabakalarını ra’d-misal sayhalarıyla dağıtmak ve felsefe-i beşeriyeyi ve hikmet-i insaniyeyi âciz bırakan kâinatın tılsım-ı muğlakını ve hilkat-i âlemin muamma-yı acibesini fetih ve keşfetmek, elbette hakikatbîn ve gayb-aşina ve hidayet-bahş ve hak-nüma olan Kur’an gibi bir mu’cizekârın hârikulâde işleridir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الآية حَوَت إيجازا لطيفا معجزا في إظهار الخفي وإضمار الظاهر فأوجزتْ وأجمَلت. حقا إن سلسلة البراهين المبتدئة من ﴿ فَسُبْحَانَ اللّٰهِ ح۪ينَ تُمْسُونَ وَح۪ينَ تُصْبِحُونَ ﴾ (الروم:١٧) إلى ﴿ وَلَهُ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۚ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾ (الروم:٢٧) والتي تتكرر فيها ست مرات ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ ﴾.. ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ ﴾ إنما هي سلسلة جواهرَ، سلسلة نورٍ، سلسلة إعجاز، سلسلة إيجاز إعجازي؛ يتمنى القلبُ أن أبيّن الجواهر الكامنة في هذه الكنوز، ولكن ما حيلتي فالمقام لا يتحملُه، فلا أفتح ذلك الباب، وأعلّق الأمر إلى وقت آخر بمشيئة الله.
    Evet, Kur’an’ın âyetlerine insaf ile dikkat edilse görünüyor ki sair kitaplar gibi bir iki maksadı takip eden tedricî bir fikrin silsilesine benzemiyor. Belki def’î ve âni bir tavrı var ve ilka olunuyor bir gidişatı var ve beraber gelen her bir taifesi müstakil olarak uzak bir yerden ve gayet ciddi ve ehemmiyetli bir muhaberenin tek tek, kısa kısa bir surette geldiğinin nişanı var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ فَاَرْسِلُونِ ❀ يُوسُفُ اَيُّهَا الصِّدّ۪يقُ ﴾ (يوسف:٤٥-٤٦) فبـين كـلمة ﴿ فَاَرْسِلُونِ ﴾ وكلمة ﴿ يُوسُفُ  ﴾ يكمُن معنى العبارة التالية:
    Evet, kâinatın Hâlık’ından başka kim var ki bu derece kâinat ve Hâlık-ı kâinat’la ciddi alâkadar bir muhabereyi yapabilsin? Hadsiz derece haddinden çıkıp Hâlık-ı Zülcelal’i kendi keyfiyle söyleştirsin, kâinatı doğru olarak konuştursun.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «إلى يوسف لأستَعبر منه الرؤيا، فأرسَلوه، فذهب إلى السجن، وقال..»
    Evet, Kur’an’da kâinat Sâni’inin pek ciddi ve hakiki ve ulvi ve hak olarak konuşması ve konuşturması görünüyor. Taklidi îma edecek hiçbir emare bulunmuyor. O söyler ve söylettirir. Farz-ı muhal olarak Müseylime gibi hadsiz derece haddinden çıkıp taklitkârane o izzet ve ceberut sahibi olan Hâlık-ı Zülcelal’ini kendi fikriyle konuşturup ve kâinatı onunla konuştursa elbette binler taklit emareleri ve binler sahtekârlık alâmetleri bulunacaktır. Çünkü en pest bir halinde en yüksek tavrı takınanların her haleti taklitçiliğini gösterir. İşte şu hakikati kasem ile ilan eden وَالنَّج۟مِ اِذَا هَوٰى ۝ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُم۟ وَمَا غَوٰى ۝ وَمَا يَن۟طِقُ عَنِ ال۟هَوٰى ۝ اِن۟ هُوَ اِلَّا وَح۟ىٌ يُوحٰى ya bak, dikkat et.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بمعنى أنه أوجزَ عدةَ جمَلٍ في جملة واحدة من دون أن يخلّ بوضوح الآية ولا أشكلَ في فهمها.
    === ÜÇÜNCÜ ŞUA ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا  ﴾ (يس:٨٠).
    '''Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın ihbarat-ı gaybiyesi ve her asırda şebabiyetini muhafaza etmesi ve her tabaka insana muvafık gelmesiyle hasıl olan i’cazdır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي معرض ردّ القرآن على الإنسان العاصي الذي يتحدى الخالق بقوله: ﴿ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَم۪يمٌ ﴾ (يس:٧٨) يقول: ﴿ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَل۪يمٌ ﴾ (يس:٧٩) ويقول أيضا: ﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا  ﴾ قادر على أن يحيى العظام وهي رميم.
    Şu şuânın '''üç cilve'''si var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذا الكلام يتوجه إلى دعوى الإحياء من عدة جهات ويثبتها. إذ إنه يبدأ من سلسلة الإحسانات التي أحسنَ الله بها إلى الإنسان، فيذكّره بها ويثير شعورَه، إلّا أنه يختصر الكلام، لأنه فصّله في آيات أخرى، ويوجِزه مُحيلا إياه على العقل. أي إن الذي منَحكم من الشجر الثمرَ والنار، ومن الأعشاب الرزقَ والحبوب ، ومن التراب الحبوبَ والنباتات، قد جعل لكم الأرض مهدا، فيها جميعُ أرزاقكم، والعالمَ قصرا فيه جميعُ لوازم حياتكم. فهل يمكن أن يترككم سدىً فتفرّوا منه، وتختفوا عنه في العدم؟ فلا يمكن أن تكونوا سدىً فتدخلوا القبر وتناموا براحة دون سؤال عمّا كسبتم ودون إحيائكم؟.
    '''BİRİNCİ CİLVE'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم يشير إلى دليل واحد لتلك الدعوى: فيقول رمزا بكلمة ﴿ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ ﴾ «أيها المنكر للحشر! أنظر إلى الأشجار، فإنّ مَن يحيى أشجارا لا حدّ لها في الربيع بعد أن ماتت في الشتاء وأصبحت شبيهة بالعظام، ويجعلُها مخضرّة، بل يُظهر في كلِّ شجرةٍ ثلاثةَ نماذجَ من الحشر؛ في الأوراق والأزهار والأثمار.. إنّ هذا القدير لا تُتحدّى قدرتُه بالإنكار ولا يُستبعَد منه الحشر».
    '''İhbarat-ı gaybiyesidir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم يشير إلى دليل آخر ويقول: «إنّ الذي أخرج لكم النارَ، تلك المادة الخفيفة النورانية، من الشجر الكثيف الثقيل المظلم، كيف تستبعدون منه منحَ حياةٍ لطيـفة كالنار، وشعورٍ كالنور لعظـام كالحطب».
    Şu cilvenin '''üç şavk'''ı var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم يأتي بدليل آخر صراحةً ويقول: إن الذي يخلق النار من الشجر المشهور لدى البدويين بِحَكّ غصنَين معا، ويجمع بين صفتين متضادتين (الرطوبة والحرارة) ويجعل إحداهما منشأً للأخرى، يدلنا على أن كل شيء حتى العناصر الأصلية والتابعة إنما تتحرك بقوته وتتمثل بأمره. ولا شيء منها يتحرك بذاته أو سدىً. فمثل هذا الخالق العظيم لا يمكن أن يُستبعد منه إحياءُ الإنسان من التراب -وقد خَلقه من التراب ويعيده إليه- فلا يُتحدّى بالعصيان.
    '''Birinci Şavk: Maziye ait ihbarat-ı gaybiyesidir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم بعد ذلك يذكّر بكلمة ﴿ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ ﴾ شجرة موسى عليه السلام المشهورة فيومئ إلى اتفاق الأنبياء إيماءً لطيفا، بأن هذه الدعوى الأحمدية عليه الصلاة والسلام هي بعينها دعوى موسى عليه السلام. مما يزيد إيجاز هذه الكلمة لطافةً وحسنا آخر.
    Evet, Kur’an-ı Hakîm bi’l-ittifak ümmi ve emin bir zatın lisanıyla, zaman-ı Âdem’den tâ asr-ı saadete kadar enbiyaların mühim hâlâtını ve ehemmiyetli vukuatını öyle bir tarzda zikrediyor ki Tevrat ve İncil gibi kitapların tasdiki altında gayet kuvvet ve ciddiyetle ihbar ediyor. Kütüb-ü sâlifenin ittifak ettikleri noktalarda muvafakat etmiştir. İhtilaf ettikleri bahislerde, musahhihane hakikat-i vakıayı faslediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الضوء الرابع: إنّ إيجاز القرآن جامع ومعجز، فلو أُنعم النظرُ فيه لشوهد بوضوح أن القرآن قد بيّن في مثالٍ جزئي وفي حادثة خاصة، دساتيرَ كلية واسعة وقوانينَ عامة طويلة، وكأنه يبين في غُرفة ماءٍ بحرا واسعا.
    Demek Kur’an’ın nazar-ı gaybbînisi, o Kütüb-ü Sâlifenin umumunun fevkinde ahval-i maziyeyi görüyor ki ittifakî meselelerde musaddıkane onları tezkiye ediyor. İhtilafî meselelerde musahhihane onlara faysal oluyor. Halbuki Kur’an’ın vukuat ve ahval-i maziyeye dair ihbaratı aklî bir iş değil ki akıl ile ihbar edilsin. Belki semâa mütevakkıf nakildir. Nakil ise kıraat ve kitabet ehline mahsustur. Dost ve düşmanın ittifakıyla kıraatsız, kitabetsiz, emanetle maruf, ümmi lakabıyla mevsuf bir zata nüzul ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سنشير إلى مثالين اثنين من آلاف أمثلته.
    Hem o ahval-i maziyeyi öyle bir surette ihbar eder ki bütün o ahvali görür gibi bahseder. Çünkü uzun bir hâdisenin ukde-i hayatiyesini ve ruhunu alır, maksadına mukaddime yapar. Demek Kur’an’daki fezlekeler, hülâsalar gösteriyor ki bu hülâsa ve fezlekeyi gösteren, bütün maziyi bütün ahvali ile görüyor. Zira bir zatın bir fende veya bir sanatta mütehassıs olduğu; hülâsalı bir sözle, fezlekeli bir sanatçıkla, o şahısların maharet ve melekelerini gösterdiği gibi Kur’an’da zikrolunan vukuatın hülâsaları ve ruhları gösteriyor ki onları söyleyen, bütün vukuatı ihata etmiş, görüyor, tabir caiz ise, bir maharet-i fevkalâde ile ihbar ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الأول: هو الآيات الثلاث التي فصّلنا شرحَها في المقام الأول من «الكلمة العشرين»: وهي: أنه بتعليم آدم عليه السلام الأسماءَ كلَّها تفيد الآية الكريمة: تعليمَ جميع العلوم والفنون الملهَمة لبني آدم.
    '''İkinci Şavk: İstikbale ait ihbarat-ı gaybiyesidir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبحادثة سجود الملائكة لآدم عليه السلام وعدمِ سجود الشيطان تبيّن الآية أن أكثر الموجودات -من السمك إلى المَلَك- مسخرة لبني الإنسان، كما أن المخلوقات المضرة -من الثعبان إلى الشيطان- لا تنقاد إليه بل تُعاديه.
    Şu kısım ihbaratın çok envaı var. Birinci kısım, hususidir. Bir kısım ehl-i keşif ve velayete mahsustur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبحادثة ذبح قوم موسى عليه السلام البقرةَ تعبّر الآية عن أن فكرة عبادة البقر قد ذُبحتْ بسكين موسى عليه السلام، تلك الفكرة التي كانت رائجةً في مصر حتى إن لها أثرا مباشرا في حادثة العِجل.
    '''Mesela,''' Muhyiddin-i Arabî   الٓمٓ ۝ غُلِبَتِ الرُّومُ   Suresi’nde pek çok ihbarat-ı gaybiyeyi bulmuştur. İmam-ı Rabbanî, surelerin başındaki mukattaat-ı huruf ile çok muamelat-ı gaybiyenin işaretlerini ve ihbaratını görmüştür ve hâkeza… Ulema-yı bâtın için Kur’an, baştan başa ihbarat-ı gaybiye nevindendir. Biz ise umuma ait olacak bir kısmına işaret edeceğiz. Bunun da pek çok tabakatı var. Yalnız bir tabakadan bahsedeceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبنبعان الماء من الحجر وتشقّق الصخور وسيلان الماء منها تبين الآية أن الطبقة الصخرية التي تحت التراب خزائنُ أوعية الماء تزوّد الترابَ بما يبعث فيه الحياة.
    İşte Kur’an-ı Hakîm, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâma der: (Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' Bu gaybdan haber veren âyetler, pek çok tefsirlerde izah edilmesinden ve eski harfle tabetmek niyeti müellifine verdiği acelelik hatasından burada izahsız ve o kıymettar hazineler kapalı kaldılar. </ref>)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الثاني: إنّ قصة موسى عليه السلام قد تكررت كثيرا في القرآن الكريم؛ إذ إن في كلِّ جملة منها، وفي كلِّ جزء منها إظهارا لطرفٍ من دستورٍ كلي، ويعبّر عن ذلك الدستور.
    فَاص۟بِر۟ اِنَّ وَع۟دَ اللّٰهِ حَقٌّ  ۝ لَتَد۟خُلُنَّ ال۟مَس۟جِدَ ال۟حَرَامَ اِن۟ شَٓاءَ اللّٰهُ اٰمِنٖينَ مُحَلِّقٖينَ رُؤُسَكُم۟ وَ مُقَصِّرٖينَ لَا تَخَافُونَ ۝هُوَ الَّذٖٓى اَر۟سَلَ رَسُولَهُ بِال۟هُدٰى وَدٖينِ ال۟حَقِّ لِيُظ۟هِرَهُ عَلَى الدّٖينِ كُلِّهٖ ۝ وَهُم۟ مِن۟ بَع۟دِ غَلَبِهِم۟ سَيَغ۟لِبُونَ فٖى بِض۟عِ سِنٖينَ لِلّٰهِ ال۟اَم۟رُ ۝ فَسَتُب۟صِرُ وَيُب۟صِرُونَ بِاَيِّكُمُ ال۟مَف۟تُونُ ۝ اَم۟ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهٖ رَي۟بَ ال۟مَنُونِ ۝ قُل۟ تَرَبَّصُوا فَاِنّٖى مَعَكُم۟ مِنَ ال۟مُتَرَبِّصٖينَ ۝ وَاللّٰهُ يَع۟صِمُكَ مِنَ النَّاسِ
    ۝ فَاِن۟ لَم۟ تَف۟عَلُوا وَ لَن۟ تَف۟عَلُوا ۝ وَ لَن۟ يَتَمَنَّو۟هُ اَبَدًا ۝ سَنُرٖيهِم۟ اٰيَاتِنَا فِى ال۟اٰفَاقِ وَفٖٓى اَن۟فُسِهِم۟ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُم۟ اَنَّهُ ال۟حَقُّ ۝ قُل۟ لَئِنِ اج۟تَمَعَتِ ال۟اِن۟سُ وَال۟جِنُّ عَلٰٓى اَن۟ يَا۟تُوا بِمِث۟لِ هٰذَا ال۟قُر۟اٰنِ لَا يَا۟تُونَ بِمِث۟لِهٖ
    وَلَو۟ كَانَ بَع۟ضُهُم۟ لِبَع۟ضٍ ظَهٖيرًا ۝ يَا۟تِى اللّٰهُ بِقَو۟مٍ يُحِبُّهُم۟ وَيُحِبُّونَهُٓ اَذِلَّةٍ عَلَى ال۟مُؤ۟مِنٖينَ اَعِزَّةٍ عَلَى ال۟كَافِرٖينَ يُجَاهِدُونَ فٖى سَبٖيلِ اللّٰهِ
    وَلَا يَخَافُونَ لَو۟مَةَ لَٓائِمٍ ۝ وَقُلِ ال۟حَم۟دُ لِلّٰهِ سَيُرٖيكُم۟ اٰيَاتِهٖ فَتَع۟رِفُونَهَا
    ۝ قُل۟ هُوَ الرَّح۟مٰنُ اٰمَنَّا بِهٖ وَعَلَي۟هِ تَوَكَّل۟نَا فَسَتَع۟لَمُونَ مَن۟ هُوَ فٖى ضَلَالٍ مُبٖينٍ ۝ وَعَدَ اللّٰهُ الَّذٖينَ اٰمَنُوا مِن۟كُم۟ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَس۟تَخ۟لِفَنَّهُم۟ فِى ال۟اَر۟ضِ كَمَا اس۟تَخ۟لَفَ الَّذٖينَ مِن۟ قَب۟لِهِم۟ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم۟ دٖينَهُمُ الَّذِى ار۟تَضٰى لَهُم۟ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم۟ مِن۟ بَع۟دِ خَو۟فِهِم۟ اَم۟نًا
    gibi çok âyâtın ifade ettiği ihbarat-ı gaybiyedir ki aynen doğru olarak çıkmıştır. İşte pek çok itirazat ve tenkidata maruz ve en küçük bir hatasından dolayı davasını kaybedecek bir zatın lisanından böyle tereddütsüz, kemal-i ciddiyet ve emniyetle ve kuvvetli bir vüsuku ihsas eden bir tarzda böyle ihbarat-ı gaybiye, kat’iyen gösterir ki o zat, Üstad-ı Ezelî’sinden ders alıyor, sonra söylüyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    منها: الآية الكريمة: ﴿ يَا هَامَانُ ابْنِ ل۪ي صَرْحًا ﴾ (غافر:٣٦)
    '''Üçüncü Şavk: Hakaik-i İlahiyeye ve hakaik-i kevniyeye ve umûr-u uhreviyeye dair ihbarat-ı gaybiyesidir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يأمر فرعون وزيرَه: ابنِ لي برجا عاليا لأطَّلِعَ على أحوال السماوات وأنظُرَ هل هناك إله يتصرف فيها كما يدّعيه موسى عليه السلام؟ فبكلمة ﴿ صَرْحًا ﴾ تبين الآية الكريمة بحادثةٍ جزئية دستورا عجيبا وعُرفا غريبا كان جاريا في سلالة فراعنة مصر الذين ادّعوا الربوبيةَ لجحودهم بالخالق وإيمانهم بالطبيعة، وخلّدوا أسماءهم بجبروتهم وعُتوّهم، فشيّدوا الأهرام المشهورة كأنها جبال وسط صحراء لا جبال فيها، ليشتهروا بها، وحفظوا جنائزهم بالتحنيط واضعين إياها في تلك المقابر الشامخة، لاعتقادهم بتناسخ الأرواح والسحر.
    Evet, Kur’an’ın hakaik-i İlahiyeye dair beyanatı ve tılsım-ı kâinatı fethedip ve hilkat-i âlemin muammasını açan beyanat-ı kevniyesi, ihbarat-ı gaybiyenin en mühimmidir. Çünkü o hakaik-i gaybiyeyi hadsiz dalalet yolları içinde istikametle onları gidip bulmak, akl-ı beşerin kârı değildir ve olamaz. Beşerin en dâhî hükemaları o mesailin en küçüğüne akıllarıyla yetişmediği malûmdur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومنها: قوله تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجّ۪يكَ بِبَدَنِكَ ﴾ (يونس:٩٢)
    Hem Kur’an, gösterdiği o hakaik-i İlahiye ve o hakaik-i kevniyeyi beyandan sonra ve safa-yı kalp ve tezkiye-i nefisten sonra ve ruhun terakkiyatından ve aklın tekemmülünden sonra beşerin ukûlü “Sadakte” deyip o hakaiki kabul eder. Kur’an’a “Bârekellah” der. Bu kısmın, kısmen On Birinci Söz’de izah ve ispatı geçmiştir. Tekrara hâcet kalmamıştır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والخطابُ موجه إلى فرعون الذي غرق، وفي الوقت نفسه تبين الآية ما كان للفراعنة من دستورٍ لحياتهم مذكِّرٍ بالموت مليء بالعبر، وهو نقلُ أجساد موتاهم بالتحنيط من الماضي إلى الأجيال المقبلة لعَرضها أمامَهم وفق اعتقادهم بتناسخ الأرواح. كما تفيد الآية الكريمة بأسلوب معجز إشارة غيبية إلى أن الجسد الذي اكتُشف في العصر الأخير هو نفسُه جسدُ فرعون الذي غرق، فكما ألقي به إلى الساحل في الموضع الذي غرق فيه، فسيُلقى به كذلك من بحر الزمان، فوقَ أمواج العصور، إلى ساحل هذا العصر.
    Amma ahval-i uhreviye ve berzahiye ise çendan akl-ı beşer kendi başıyla yetişemiyor, göremiyor. Fakat Kur’an’ın gösterdiği yollar ile onları görmek derecesinde ispat ediyor. Onuncu Söz’de, Kur’an’ın şu ihbarat-ı gaybiyesi ne derece doğru ve hak olduğu izah ve ispat edilmiştir. Ona müracaat et.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومنها: قوله تعالى: ﴿ يُذَبِّحُونَ اَبْنَٓاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَٓاءَكُمْ ﴾ (البقرة:٤٩)
    '''İKİNCİ CİLVE'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإنه بحادثة ذبح بنى إسرائيل واستحياء نسائهم وبناتِهم في عهد فرعون يبين الإبادةَ الجماعية التي يتعرض لها اليهودُ في أكثر البلدان وفي كل عصر، والدورُ المهم الذي تؤديه نساؤهم وبناتُهم في حياة السفاهة للبشرية وتحلل أخلاقها.
    '''Kur’an’ın şebabetidir. Her asırda taze nâzil oluyor gibi tazeliğini, gençliğini muhafaza ediyor.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومنها: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ اَحْرَصَ النَّاسِ عَلٰى حَيٰوةٍ ﴾ (البقرة:٩٦) ﴿ وَتَرٰى كَث۪يرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاَكْلِهِمُ السُّحْتَۜ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (المائدة:٦٢) ﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي الْاَرْضِ فَسَادًاۜ وَاللّٰهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِد۪ينَ ﴾ (المائدة:٦٤) ﴿ وَقَضَيْنَٓا اِلٰى بَن۪ٓي اِسْرَٓاء۪يلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْاَرْضِ مَرَّتَيْنِ ﴾ (الإسراء:٤) ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْاَرْضِ مُفْسِد۪ينَ ﴾ (البقرة:٦٠)
    Evet Kur’an, bir hutbe-i ezeliye olarak umum asırlardaki umum tabakat-ı beşeriyeye birden hitap ettiği için öyle daimî bir şebabeti bulunmak lâzımdır. Hem de öyle görülmüş ve görünüyor. Hattâ efkârca muhtelif ve istidatça mütebayin asırlardan her asra göre güya o asra mahsus gibi bakar, baktırır ve ders verir. Beşerin âsâr ve kanunları, beşer gibi ihtiyar oluyor, değişiyor, tebdil ediliyor. Fakat Kur’an’ın hükümleri ve kanunları, o kadar sabit ve râsihtir ki asırlar geçtikçe daha ziyade kuvvetini gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذان الحكمان القاضيان في حق اليهود، الحرص والفساد، يتضمنان هذين الدستورين العامين المهمين، اللذين يديرهما أولئك القومُ في حياة المجتمع الإنساني بالمكر والحيَل والخديعة؛ فالآية تبين أنهم هم الذين زلزلوا الحياة الاجتماعية الإنسانية وأوقدوا الحربَ بين الفقراء والأغنياء بتحريض العاملين على أصحاب رأس المال. وكانوا السبب في تأسيس البنوك بجعلهم الربا أضعافا مضاعفة، وجمعوا أموالا طائلة بكل وسيلة دنيئة بالمكر والحيَل، هؤلاء القوم هم أنفسُهم أيضا انخرطوا في كل أنواع المنظمات الفاسدة ومدّوا أيديهم إلى كل نوع من أنواع الثورات، أخذا بثأرهم من الشعوب الغالبة ومن الحكومات التي ذاقوا منها الحرمانَ وسامَتهم أنواعَ العذاب.
    Evet, en ziyade kendine güvenen ve Kur’an’ın sözlerine karşı kulağını kapayan şu asr-ı hazır ve şu asrın ehl-i kitap insanları Kur’an’ın يَٓا اَه۟لَ ال۟كِتَابِ ،  يَٓا اَه۟لَ ال۟كِتَابِ   hitab-ı mürşidanesine o kadar muhtaçtır ki güya o hitap doğrudan doğruya şu asra müteveccihtir ve يَا اَه۟لَ ال۟كِتَابِ   lafzı   يَا اَه۟لَ ال۟مَك۟تَبِ   manasını dahi tazammun eder. Bütün şiddetiyle, bütün tazeliğiyle, bütün şebabetiyle يَٓا اَه۟لَ ال۟كِتَابِ تَعَالَو۟ا اِلٰى كَلِمَةٍ سَوَٓاءٍ بَي۟نَنَا وَ بَي۟نَكُم۟ sayhasını âlemin aktarına savuruyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومنها: ﴿ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ اِنْ كُنْتُمْ صَادِق۪ينَ ❀ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ اَبَدًا ﴾ (البقرة:٩٤-٩٥)
    Mesela şahıslar, cemaatler, muarazasından âciz kaldıkları Kur’an’a karşı; bütün nev-i beşerin ve belki cinnîlerin de netice-i efkârları olan medeniyet-i hazıra, Kur’an’a karşı muaraza vaziyetini almıştır. İ’caz-ı Kur’an’a karşı, sihirleriyle muaraza ediyor. Şimdi, şu müthiş yeni muarazacıya karşı i’caz-ı Kur’an’ı   قُل۟ لَئِنِ اج۟تَمَعَتِ ال۟اِن۟سُ وَال۟جِنُّ   âyetinin davasını ispat etmek için medeniyetin muaraza suretiyle vaz’ettiği esasatı ve desatirini, esasat-ı Kur’aniye ile karşılaştıracağız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالآية تبين بعنوان حادثةٍ جزئية وقعتْ في مجلس صغير في الحضرة النبوية الكريمة، من أن اليهود الذين هم أحرصُ الناس على حياة وأخوفُهم من الموت، لن يتمنّوا الموت ولن يتخلّوا عن الحرص على الحياة حتى قيام الساعة.
    '''Birinci derecede:''' Birinci Söz’den tâ Yirmi Beşinci Söz’e kadar olan muvazeneler ve mizanlar ve o Sözlerin hakikatleri ve başları olan âyetler, iki kere iki dört eder derecesinde medeniyete karşı Kur’an’ın i’cazını ve galebesini ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومنها: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ﴾ (البقرة:٦١)
    '''İkinci derecede:''' On İkinci Söz’de ispat edildiği gibi bir kısım düsturlarını hülâsa etmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تبين الآية الكريمة بهذا العنوان، مُقدّرات اليهود في المستقبل بصورة عامة، وحيث إن الحرص والفساد قد تغلغل في سجاياهم وتمكّن من طَبعهم، فالقرآن الكريم يغلظ عليهم في الكلام ويصفعُهم صفعاتِ زجرٍ عنيفة للتأديب.
    İşte medeniyet-i hazıra, felsefesiyle hayat-ı içtimaiye-i beşeriyede nokta-i istinadı “kuvvet” kabul eder. Hedefi “menfaat” bilir. Düstur-u hayatı “cidal” tanır. Cemaatlerin rabıtasını “unsuriyet ve menfî milliyet” bilir. Gayesi, hevesat-ı nefsaniyeyi tatmin ve hâcat-ı beşeriyeyi tezyid etmek için bazı “lehviyat”tır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي ضوء هذه الأمثلة، قِسْ بنفسك قصةَ موسى عليه السلام وحوادثَ وقعت لبني إسرائيل وقصصهم.
    Halbuki kuvvetin şe’ni, tecavüzdür. Menfaatin şe’ni, her arzuya kâfi gelmediğinden üstünde boğuşmaktır. Düstur-u cidalin şe’ni, çarpışmaktır. Unsuriyetin şe’ni, başkasını yutmakla beslenmek olduğundan tecavüzdür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبعد، فإن وراء كلمات القرآن البسيطة ومباحثه الجزئية، هناك كثير من أمثال ما في هذا الضوء الرابع من لمعات إعجاز كلمعة إيجاز إعجازي، والعارف تكفيه الإشارة.
    İşte şu medeniyetin şu düsturlarındandır ki bütün mehasiniyle beraber beşerin yüzde ancak yirmisine bir nevi surî saadet verip seksenini rahatsızlığa, sefalete atmıştır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الضوء الخامس: هو الجامعية الخارقة لمقاصد القرآن ومسائله ومعانيه وأساليبه ولطائفه ومحاسنه.
    Amma hikmet-i Kur’aniye ise nokta-i istinadı, kuvvet yerine “hakk”ı kabul eder. Gayede, menfaat yerine “fazilet ve rıza-yı İlahî”yi kabul eder. Hayatta, düstur-u cidal yerine “düstur-u teavün”ü esas tutar. Cemaatlerin rabıtalarında, unsuriyet ve milliyet yerine “rabıta-i dinî ve sınıfî ve vatanî” kabul eder. Gayatı, hevesat-ı nefsaniyenin nâmeşru tecavüzatına set çekip ruhu maâliyata teşvik ve hissiyat-ı ulviyesini tatmin etmektir ve insanı kemalât-ı insaniyeye sevk edip insan etmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إذا أُنعم النظرُ في سوَر القرآن الكريم وآياته، ولاسيما فواتحُ السور، ومبادئُ الآيات ومقاطعها تبيّن:
    Hakkın şe’ni ise ittifaktır. Faziletin şe’ni, tesanüddür. Teavünün şe’ni, birbirinin imdadına yetişmektir. Dinin şe’ni uhuvvettir, incizabdır. Nefs-i emmareyi gemlemekle bağlamak, ruhu kemalâta kamçılamakla serbest bırakmanın şe’ni, saadet-i dâreyndir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنّ القرآن المعجز البيان قد جمع أنواعَ البلاغة، وجميعَ أقسام فضائل الكلام، وجميع أصناف الأساليب العالية، وجميع أفراد محاسن الأخلاق، وجميع خلاصات العلوم الكونية، وجميع فهارس المعارف الإلهية، وجميعَ الدساتير النافعة للحياة البشرية الشخصية والاجتماعية، وجميعَ القوانين النورانية السامية لحكمة الكون.. وعلى الرغم من جمعه هذا، لا يظهر عليه أيُّ أثرٍ كان من آثار الخلط وعدم الاستقامة في التركيب أو المعنى.
    İşte medeniyet-i hazıra, edyan-ı sâbıka-i semaviyeden, bâhusus Kur’an’ın irşadatından aldığı mehasinle beraber, Kur’an’a karşı böyle hakikat nazarında mağlup düşmüştür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حقا، إنّ جمعَ جميع هذه الأجناس المختلفة الكثيرة في موضع واحد، من دون أن ينشأ منه اختلالُ نظامٍ أو اختلاط وتشوش، إنما هو شأنُ نظام إعجازِ قهّار ليس إلّا.
    '''Üçüncü derece:''' Binler mesailinden yalnız numune olarak üç dört meseleyi göstereceğiz. Evet Kur’an’ın düsturları, kanunları, ezelden geldiğinden ebede gidecektir. Medeniyetin kanunları gibi ihtiyar olup ölüme mahkûm değildir. Daima gençtir, kuvvetlidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحقا، إن تمزيقَ ستارِ العاديّات، التي هي مصدر الجهل المركب، ببيانات نافذة، واستخراجَ خوارقِ العادات المتستّرة تحت ذلك الستار وإظهارها بجلاء، وتحطيمَ طاغوت الطبيعة -التي هي منبع الضلالة- بسيوف البراهين الألماسية، وتشتيتَ حُجُب نوم الغفلة الكثيفة بصَيحات مدوّية كالرعد، وحلَّ طلسم الكون المغلق والمُعمّى العجيب للعالم الذي أعجزَ الفلسفة البشرية والحكمة الإنسانية.. ما هو إلّا من صنع هذا القرآن المعجز البيان، البصير بالحقيقة، المطّلع على الغيب، المانحِ للهداية، المظهر للحق.
    '''Mesela''', medeniyetin bütün cem’iyat-ı hayriyeleri ile bütün cebbarane şedit inzibat ve nizamatlarıyla, bütün ahlâkî terbiyegâhlarıyla, Kur’an-ı Hakîm’in iki meselesine karşı muaraza edemeyip mağlup düşmüşlerdir. Mesela وَاَقٖيمُوا الصَّلٰوةَ وَاٰتُوا الزَّكٰوةَ ۝ وَاَحَلَّ اللّٰهُ ال۟بَي۟عَ وَحَرَّمَ الرِّبٰوا
    Kur’an’ın bu galebe-i i’cazkâranesini bir mukaddime ile beyan edeceğiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إذا أُنعم النظرُ في آيات القرآن الكريم بعين الإنصاف، شوهدَت أنها لا تشبه فكرا تدريجيا متسلسلا يتابع مقصدا أو مقصدين كما هو الحال في سائر الكتب، بل إنها تُلْقى إلقاءً، ولها طور دفعي وآني، وأن عليها علامة أنّ كلَّ طائفة منها ترد معا إنما ترد مستقلةً ورودا وجيزا منجّما، ومن مكان قصيٍّ ضمن مخابرة في غاية الأهمية والجدية.
    İşaratü’l-İ’caz’da ispat edildiği gibi bütün ihtilalat-ı beşeriyenin madeni bir kelime olduğu gibi bütün ahlâk-ı seyyienin menbaı dahi bir kelimedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، مَن غيرُ ربِّ العالمين يستطيع أن يُجري هذا الكلام الوثيق الصلة بالكون وبخالق الكون وبهذه الصورة الجادة؟ ومَن غيرُه تعالى يتجاوز حدَّه بما لا حدَّ له من التجاوز فيتكلم حسب هواه باسم الخالق ذي الجلال وباسم الكون كلاما صحيحا كهذا؟
    '''Birinci kelime:''' “Ben tok olayım, başkası açlıktan ölse bana ne.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنه واضح جلي في القرآن أنه كلام رب العالمين.. هذا الكلام الجاد الحق السامي الحقيقي الخالص، ليس عليه أيةُ أمارة كانت تومئ بالتقليد. فلو فرضنا محالا أن هناك مَن هو مثلُ مسيلمة الكذاب الذي تجاوز حدَّه بغير حدود فقلّد كلام خالقه ذي العزة والجبروت وتكلّم من بنات فكره ناصبا نفسَه متكلما عن الكون، فلابد أنه ستظهر آلاف من أمارات التقليد والتصنع وآلاف من علامات الغش والتكلّف. لأن مَن يتلبّس طورا أسمى وأعلى بكثير من حالته الدنيئة لا شك أن كلَّ حالة من حالاته تدل على التقليد والتصنع.
    '''İkinci kelime:''' “Sen çalış, ben yiyeyim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فانظرْ إلى هذه الحقيقة التي يعلنها هذا القَسَم وأنعِم النظرَ فيها: ﴿ وَالنَّجْمِ اِذَا هَوٰىۙ ❀ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوٰىۚ ❀ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوٰىۜ ❀ اِنْ هُوَ اِلَّا وَحْيٌ يُوحٰى ﴾ (النجم:١-٤).
    Evet, hayat-ı içtimaiye-i beşeriyede havas ve avam, yani zenginler ve fakirler, muvazeneleriyle rahatla yaşarlar. O muvazenenin esası ise: Havas tabakasında merhamet ve şefkat, aşağısında hürmet ve itaattir. Şimdi birinci kelime, havas tabakasını zulme, ahlâksızlığa, merhametsizliğe sevk etmiştir. İkinci kelime, avamı kine, hasede, mübarezeye sevk edip rahat-ı beşeriyeyi birkaç asırdır selbettiği gibi; şu asırda sa’y, sermaye ile mübareze neticesi herkesçe malûm olan Avrupa hâdisat-ı azîmesi meydana geldi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="ÜÇÜNCÜ_ŞUA"></span>
    İşte medeniyet, bütün cem’iyat-ı hayriye ile ve ahlâkî mektepleriyle ve şedit inzibat ve nizamatıyla, beşerin o iki tabakasını musalaha edemediği gibi hayat-ı beşerin iki müthiş yarasını tedavi edememiştir.
    === الشعاع الثالث ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إعجاز القرآن الكريم الناشئ من إخباره عن الغيوب وديمومة شبابه،
    Kur’an, birinci kelimeyi esasından “vücub-u zekât” ile kal’eder, tedavi eder. İkinci kelimenin esasını “hurmet-i riba” ile kal’edip tedavi eder. Evet, âyet-i Kur’aniye âlem kapısında durup ribaya “Yasaktır!” der. “Kavga kapısını kapamak için banka kapısını kapayınız.” diyerek insanlara ferman eder. Şakirdlerine “Girmeyiniz!” emreder.
    وصلاحه لكل طبقة من الناس
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولهذا الشعاع ثلاث جلوات:
    '''İkinci Esas:''' Medeniyet, taaddüd-ü ezvacı kabul etmiyor. Kur’an’ın o hükmünü kendine muhalif-i hikmet ve maslahat-ı beşeriyeye münafî telakki eder. Evet, eğer izdivaçtaki hikmet, yalnız kaza-yı şehvet olsa taaddüd bilakis olmalı. Halbuki, hattâ bütün hayvanatın şehadetiyle ve izdivaç eden nebatatın tasdikiyle sabittir ki izdivacın hikmeti ve gayesi, tenasüldür. Kaza-yı şehvet lezzeti ise o vazifeyi gördürmek için rahmet tarafından verilen bir ücret-i cüz’iyedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجلوة الأولى
    Madem hikmeten, hakikaten, izdivaç nesil içindir, nev’in bekası içindir. Elbette, bir senede yalnız bir defa tevellüde kabil ve ayın yalnız yarısında kabil-i telakkuh olan ve elli senede yeise düşen bir kadın, ekseri vakitte tâ yüz seneye kadar kabil-i telkîh bir erkeğe kâfi gelmediğinden medeniyet pek çok fahişehaneleri kabul etmeye mecburdur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إخباره عن الغيوب
    '''Üçüncü Esas:''' Muhakemesiz medeniyet, Kur’an kadına sülüs verdiği için âyeti tenkit eder. Halbuki hayat-ı içtimaiyede ekser ahkâm, ekseriyet itibarıyla olduğundan ekseriyet itibarıyla bir kadın, kendini himaye edecek birisini bulur. Erkek ise ona yük olacak ve nafakasını ona bırakacak birisiyle teşrik-i mesai etmeye mecbur olur. İşte bu surette bir kadın, pederinden yarısını alsa kocası noksaniyetini temin eder. Erkek, pederinden iki parça alsa bir parçasını tezevvüc ettiği kadının idaresine verecek, kız kardeşine müsavi gelir. İşte adalet-i Kur’aniye böyle iktiza eder, böyle hükmetmiştir. (Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' Mahkemeye karşı ve mahkemeyi susturan lâyiha-i Temyizin müdafaatından bir parçadır. Bu makama hâşiye olmuş: <br> “Ben de adliyenin mahkemesine derim ki: Bin üç yüz elli senede ve her asırda üç yüz elli milyon insanların hayat-ı içtimaiyesinde en kudsî ve hakikatli bir düstur-u İlahîyi, üç yüz elli bin tefsirin tasdiklerine ve ittifaklarına istinaden ve bin üç yüz elli sene zarfında geçmiş ecdadımızın itikadlarına iktidaen tefsir eden bir adamı mahkûm eden haksız bir kararı, elbette rûy-i zeminde adalet varsa o kararı red ve bu hükmü nakzedecektir.”</ref>)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لهذه الجلوة ثلاث قبسات:
    '''Dördüncü Esas:''' Sanem-perestliği şiddetle Kur’an men’ettiği gibi sanem-perestliğin bir nevi taklidi olan suret-perestliği de men’eder. Medeniyet ise suretleri kendi mehasininden sayıp Kur’an’a muaraza etmek istemiş. Halbuki gölgeli gölgesiz suretler, ya bir zulm-ü mütehaccir veya bir riya-yı mütecessid veya bir heves-i mütecessimdir ki beşeri zulme ve riyaya ve hevaya, hevesi kamçılayıp teşvik eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القبس الأول: إخباره الغيبي عن الماضي
    Hem Kur’an merhameten, kadınların hürmetini muhafaza için hayâ perdesini takmasını emreder. Tâ hevesat-ı rezilenin ayağı altında o şefkat madenleri zillet çekmesinler. Âlet-i hevesat, ehemmiyetsiz bir meta hükmüne geçmesinler. (Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' Tesettür-ü nisvan hakkında Otuz Birinci Mektup’un Yirmi Dördüncü Lem’a’sı, gayet kat’î bir surette ispat etmiştir ki: Tesettür, kadınlar için fıtrîdir. Ref’-i tesettür, fıtrata münafîdir. </ref>) Medeniyet ise kadınları yuvalarından çıkarıp, perdelerini yırtıp beşeri de baştan çıkarmıştır. Halbuki aile hayatı, kadın-erkek mabeyninde mütekabil hürmet ve muhabbetle devam eder. Halbuki açık saçıklık, samimi hürmet ve muhabbeti izale edip ailevî hayatı zehirlemiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الحكيم، بلسانِ أمّيّ أمينٍ بالاتفاق يذكر أخبارا من لدن آدم عليه السلام إلى خير القرون، مع ذكره أهمَّ أحوال الأنبياء عليهم السلام وأحداثِهم المهمة، يذكرها ذكرا في منتهى القوة وغاية الجد، وبتصديق من الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل، فيوافق ما اتفقت عليه تلك الكتب السابقة ويصحّح حقيقةَ الواقعة ويفصِّل في تلك المباحث التي اختلفت فيها.
    Hususan suret-perestlik, ahlâkı fena halde sarstığı ve sukut-u ruha sebebiyet verdiği şununla anlaşılır: Nasıl ki merhume ve rahmete muhtaç bir güzel kadın cenazesine nazar-ı şehvet ve hevesle bakmak, ne kadar ahlâkı tahrip eder. Öyle de ölmüş kadınların suretlerine veyahut sağ kadınların küçük cenazeleri hükmünde olan suretlerine heves-perverane bakmak, derinden derine hissiyat-ı ulviye-i insaniyeyi sarsar, tahrip eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بمعنى أنّ نظر القرآن الكريم ذلك النظرُ المطّلع على الغيب، يرى أحوال الماضي أفضلَ من تلك الكتب، وبما هو فوقها جميعا. بحيث يزكيّها ويصدّقُها في المسائل المتفق عليها، ويصحِحُها، ويفصِل في المباحث التي اختلف فيها. علما أن إخبار القرآن الذي يخص أحوالَ الماضي ووقائعه ليس أمرا عقليا حتى يُخبَر عنه بالعقل، بل هو أمر نقلي متوقف على السماع، والنقل خاص بأهل القراءة والكتابة، مع أن الأعداءَ والأصدقاءَ متفقون معا على أن القرآن إنما نـزل على شخص أميّ لا يعرف القراءة والكتابة، معروف بالأمانة موصوف بالأمية.
    İşte şu üç misal gibi binler mesail-i Kur’aniyenin her birisi, saadet-i beşeriyeyi dünyada temine hizmet etmekle beraber hayat-ı ebediyesine de hizmet eder. Sair meseleleri mezkûr meselelere kıyas edebilirsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحينما يخبر عن تلك الأحوال الماضية يُخبر عنها وكأنه يشاهدُها كلها، إذ يتناول روحَ حادثةٍ طويلة وعقدتَها الحياتية، فيخبر عنها، ويجعلها مقدمةً لمقصده. بمعنى أن الخلاصات والفذلكات المذكورة في القرآن الكريم تدل على أن الذي أظهرَها يرى جميع الماضي بجميع أحواله، إذ كما أن شخصا متخصصا في فنٍ أو صنعةٍ إذا أتى بخلاصة من ذلك الفن، أو بنموذج من تلك الصنعة، فإنها تدل على مهارته ومَلَكته. كذلك الخلاصات وروح الوقائع المذكورة في القرآن الكريم تبين أن الذي يقولها إنما يقولُها وقد أحاط بها ويراها ثم يخبرُ عنها بمهارة فوق العادة -إن جاز التعبير-.
    Nasıl medeniyet-i hazıra, Kur’an’ın hayat-ı içtimaiye-i beşere ait olan düsturlarına karşı mağlup olup Kur’an’ın i’caz-ı manevîsine karşı hakikat noktasında iflas eder. Öyle de medeniyetin ruhu olan felsefe-i Avrupa ve hikmet-i beşeriyeyi, hikmet-i Kur’an’la yirmi beş adet Sözlerde mizanlarla iki hikmetin muvazenesinde, hikmet-i felsefiye âcize ve hikmet-i Kur’aniyenin mu’cize olduğu kat’iyetle ispat edilmiştir. Nasıl ki On Birinci ve On İkinci Sözlerde, hikmet-i felsefiyenin aczi ve iflası; ve hikmet-i Kur’aniyenin i’cazı ve gınası ispat edilmiştir, müracaat edebilirsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القبس الثاني: إخباره الغيبي عن المستقبل
    Hem nasıl medeniyet-i hazıra, hikmet-i Kur’an’ın ilmî ve amelî i’cazına karşı mağlup oluyor. Öyle de medeniyetin edebiyat ve belâgatı da Kur’an’ın edep ve belâgatına karşı nisbeti: Öksüz bir yetimin muzlim bir hüzün ile ümitsiz ağlayışı hem süflî bir vaziyette sarhoş bir ayyaşın velvele-i gınasının (şarkı demektir) nisbeti ile ulvi bir âşığın muvakkat bir iftiraktan müştakane, ümitkârane bir hüzün ile gınası (şarkısı) hem zafer veya harbe ve ulvi fedakârlıklara sevk etmek için teşvikkârane kasaid-i vataniyeye nisbeti gibidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لهذا القسم أنواع كثيرة:
    Çünkü edep ve belâgat, tesir-i üslup itibarıyla ya hüzün verir ya neşe verir. Hüzün ise iki kısımdır: Ya fakdü’l-ahbaptan gelir, yani ahbapsızlıktan, sahipsizlikten gelen karanlıklı bir hüzündür ki dalalet-âlûd, tabiat-perest, gaflet-pîşe olan medeniyetin edebiyatının verdiği hüzündür. İkinci hüzün, firaku’l-ahbaptan gelir, yani ahbap var, firakında müştakane bir hüzün verir. İşte şu hüzün, hidayet-eda, nur-efşan Kur’an’ın verdiği hüzündür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الأول: خاص بقسم من أهل الكشف والولاية.
    Amma neşe ise o da iki kısımdır: Birisi, nefsi hevesatına teşvik eder. O da tiyatrocu, sinemacı, romancı medeniyetin edebiyatının şe’nidir. İkinci neşe, nefsi susturup ruhu, kalbi, aklı, sırrı maâliyata, vatan-ı aslîlerine, makarr-ı ebedîlerine, ahbab-ı uhrevîlerine yetişmek için latîf ve edepli masumane bir teşviktir ki o da cennet ve saadet-i ebediyeye ve rü’yet-i cemalullaha beşeri sevk eden ve şevke getiren Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın verdiği neşedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مثلا: إنّ محي الدين بن عربي وجد كثيرا من الأخبار عن الغيب في سورة الروم ﴿ الم ❀ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴾ (الروم:١-٢) وإن الإمام الرباني «أحمد الفاروقي السرهندي» قد شاهد في المقطّعات التي في بدايات السور كثيرا من إشارات المعاملات الغيبية. وبالنسبة إلى علماء الباطن فالقرآنُ الحكيم من أوَّلِه إلى آخره نوع من الإخبار عن الغيب. أما نحن فسنشير إلى قسم منها، إلى الذي يخص العموم ويرجع إلى الجميع. ولهذا القسم أيضا طبقات كثيرة، فسنقصرُ كلامنا على طبقة واحدة.
    İşte
    قُل۟ لَئِنِ اج۟تَمَعَتِ ال۟اِن۟سُ وَال۟جِنُّ عَلٰٓى اَن۟ يَا۟تُوا بِمِث۟لِ هٰذَا ال۟قُر۟اٰنِ لَا يَا۟تُونَ بِمِث۟لِهٖ وَلَو۟ كَانَ بَع۟ضُهُم۟ لِبَع۟ضٍ ظَهٖيرًا ifade ettiği azîm mana ve büyük hakikat, kāsıru’l-fehm olanlarca ve dikkatsizlikle mübalağalı bir belâgat için muhal bir suret zannediliyor. Hâşâ! Mübalağa değil, muhal bir suret değil, ayn-ı hakikat bir belâgat ve mümkün ve vaki bir surettedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالقرآن الكريم يقول للرسول الكريم ﷺ. (<ref>هذه الآيات تنبئ عن الغيب، وضّحَتها تفاسير كثيرة، ولم تُوضح هنا لأن العزم على طبع الكتاب بحروف قديمة «عربية» دفع المؤلف إلى خطأ الاستعجال، لذا ظلت تلك الكنوز القيمة مقفلة. (المؤلف)</ref>)
    O suretin bir vechi şudur ki yani, Kur’an’dan tereşşuh etmeyen ve Kur’an’ın malı olmayan ins ve cinnin bütün güzel sözleri toplansa Kur’an’ı tanzir edemez, demektir. Hem edememiş ki gösterilmiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ فَاصْبِرْ اِنَّ وَعْدَ اللّٰهِ حَقٌّ ﴾ (الروم:٦٠) ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ اِنْ شَٓاءَ اللّٰهُ اٰمِن۪ينَۙ مُحَلِّق۪ينَ رُؤُ۫سَكُمْ وَمُقَصِّر۪ينَۙ لَا تَخَافُونَ ﴾ (الفتح:٢٧). ﴿ هُوَ الَّذ۪ٓي اَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدٰى وَد۪ينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّ۪ينِ كُلِّه۪ ﴾ (الفتح:٢٨). ﴿ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَۙ ❀ ف۪ي بِضْعِ سِن۪ينَۜ لِلّٰهِ الْاَمْرُ ﴾ (الروم:٣-٤). ﴿ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَۙ ❀ بِاَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴾ (القلم:٥-٦). ﴿ اَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِه۪ رَيْبَ الْمَنُونِ ❀ قُلْ تَرَبَّصُوا فَاِنّ۪ي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّص۪ينَ ﴾ (الطور:٣٠-٣١). ﴿ وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ (المائدة:٦٧). ﴿ فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾ (البقرة:٢٤). ﴿ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ اَبَدًا ﴾ (البقرة:٩٥). ﴿ سَنُر۪يهِمْ اٰيَاتِنَا فِي الْاٰفَاقِ وَف۪ٓي اَنْفُسِهِمْ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ اَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ (فصلت:٥٣). ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يرًا ﴾ (الإسراء:٨٨). ﴿ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُٓ اَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِن۪ينَ اَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِر۪ينَۘ يُجَاهِدُونَ ف۪ي سَب۪يلِ اللّٰهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَٓائِمٍ ﴾ (المائدة:٥٤). ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ سَيُر۪يكُمْ اٰيَاتِه۪ فَتَعْرِفُونَهَاۜ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (النمل:٩٣). ﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمٰنُ اٰمَنَّا بِه۪ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَاۚ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ ف۪ي ضَلَالٍ مُب۪ينٍ ﴾ (الملك:٢٩). ﴿ وَعَدَ اللّٰهُ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْاَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذ۪ينَ مِنْ قَبْلِهِمْۖ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ د۪ينَهُمُ الَّذِي ارْتَضٰى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ اَمْنًا ﴾ (النور:٥٥).
    İkinci vecih şudur ki cin ve insin hattâ şeytanların netice-i efkârları ve muhassala-i mesaileri olan medeniyet ve hikmet-i felsefe ve edebiyat-ı ecnebiye, Kur’an’ın ahkâm ve hikmet ve belâgatına karşı âciz derekesindedirler, demektir. Nasıl da numunesini gösterdik.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأمثال هذه الآيات كثيرة جدا تتضمن أخبارا عن الغيب وقد تحققت كما أخبرتْ.
    '''ÜÇÜNCÜ CİLVE'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالإخبار عن الغيب دون تردد وبكمال الجد والاطمئنان وبما يُشعر بقوة الوثوق، على لسان مَن هو معرّض لاعتراضات المعترضين وانتقاداتِهم، وربما يفقد دعواه لخطأٍ طفيف، يدل دلالة قاطعة على أنه يتلقى الدرس من أستاذه الأزلي ثم يقوله للناس.
    '''Kur’an-ı Hakîm, her asırdaki tabakat-ı beşerin her bir tabakasına güya doğrudan doğruya o tabakaya hususi müteveccihtir, hitap ediyor.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القبس الثالث: إخباره الغيب عن الحقائق الإلهية والحقائق الكونية والأمور الأخروية
    Evet, bütün benî-Âdem’e bütün tabakatıyla en yüksek ve en dakik ilim olan imana ve en geniş ve nurani fen olan marifetullaha ve en ehemmiyetli ve mütenevvi maarif olan ahkâm-ı İslâmiyeye davet eden, ders veren Kur’an ise her nev’e, her taifeye muvafık gelecek bir ders vermek elzemdir. Halbuki ders birdir, ayrı ayrı değil. Öyle ise aynı derste tabakat bulunmak lâzımdır. Derecata göre her biri, Kur’an’ın perdelerinden bir perdeden hisse-i dersini alır. Şu hakikatin çok numunelerini zikretmişiz. Onlara müracaat edilebilir. Yalnız burada bir iki cüzünün hem yalnız bir iki tabakasının hisse-i fehmine işaret ederiz:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن بيانات القرآن التي تخص الحقائق الإلهية، وبياناتِه الكونية التي فتحتْ طلسمَ الكون وكشفت عن معمّى خلق العالم لهي أعظمُ البيانات الغيبية، لأنه ليس من شأن العقل قط، ولا يمكنه أن يسلك سلوكا مستقيما بين ما لا يُحد من طرق الضلالة، فيجد تلك الحقائق الغيبية. وكما هو معلوم فإن أعظمَ دهاةِ حكماء البشر لم يصلوا إلى أصغر تلك الحقائق وأبسطها بعقولهم.
    '''Mesela'''
    لَم۟ يَلِد۟ وَلَم۟ يُولَد۟ ۝ وَلَم۟ يَكُن۟ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن عقول البشر ستقول بلا شك أمام تلك الحقائق الإلهية والحقائق الكونية التي أظهرها القرآنُ الكريم: صدقتَ، وستقبل تلك الحقائقَ بعد استماعها إلى بيان القرآن بصفاء القلب وتزكية النفس، وبعد رقيِّ الروح واكتمال العقل، وستباركه. وحيث إن «الكلمة الحادية عشرة» قد أوضحت وأثبتت نبذةً من هذا القسم فلا داعي للتكرار.
    Kesretli tabaka olan avam tabakasının şundan hisse-i fehmi: “Cenab-ı Hak, peder ve veledden ve akrandan ve zevceden münezzehtir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما إخبار القرآن الغيبي عن الآخرة والبرزخ، فإن عقل البشر وإن لم يدرك أحوالَ الآخرة والبرزخ بمفرده ولا يراها وحده، إلّا أن القرآن يبيّنها ويثبتها إثباتا يبلغ درجةَ الشهود.
    Daha mutavassıt bir tabaka, şundan “İsa aleyhisselâmın ve melâikelerin ve tevellüde mazhar şeylerin uluhiyetini nefyetmektir.” Çünkü muhal bir şeyi nefyetmek, zâhiren faydasız olduğundan belâgatta medar-ı fayda olacak bir lâzım-ı hüküm murad olunur. İşte cismaniyete mahsus veled ve validi nefyetmekten murad ise veled ve validi ve küfvü bulunanların nefy-i uluhiyetleridir ve mabud olmaya lâyık olmadıklarını göstermektir. Şu sırdandır ki Sure-i İhlas herkese hem her vakit fayda verebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فراجع «الكلمة العاشرة» لتلمس مدى صواب الإخبار الغيبي عن الآخرة الذي أخبر به القرآن الكريم. فقد أثبتته تلك الرسالة ووضّحته أيّما إيضاح.
    Daha bir parça ileri bir tabakanın hisse-i fehmi: “Cenab-ı Hak mevcudata karşı tevlid ve tevellüdü işmam edecek bütün rabıtalardan münezzehtir. Şerik ve muînden ve hemcinsten müberradır. Belki mevcudata karşı nisbeti, hallakıyettir. “Emr-i kün feyekûn” ile irade-i ezeliyesiyle, ihtiyarıyla icad eder. İcabî ve ıztırarî ve sudûr-u gayr-ı ihtiyarî gibi münafî-i kemal her bir rabıtadan münezzehtir.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجلوة الثانية
    Daha yüksek bir tabakanın hisse-i fehmi: Cenab-ı Hak ezelîdir, ebedîdir, evvel ve âhirdir. Hiçbir cihette ne zatında, ne sıfâtında, ne ef’alinde naziri, küfvü, şebihi, misli, misali, mesîli yoktur. Yalnız ef’alinde, şuununda teşbihi ifade eden mesel var:   وَ لِلّٰهِ ال۟مَثَلُ ال۟اَع۟لٰى
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    شبابية القرآن وفتوته
    Bu tabakata; ârifîn tabakası, ehl-i aşk tabakası, sıddıkîn tabakası gibi ayrı ayrı hisse sahiplerini kıyas edebilirsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الكريم قد حافظ على شبابيته وفتوته حتى كأنه ينـزل في كل عصر نضرا فتيا.
    '''İkinci misal:''' Mesela مَا كَانَ مُحَمَّدٌ اَبَٓا اَحَدٍ مِن۟ رِجَالِكُم۟   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن القرآن الكريم لأنه خطاب أزلي يخاطب جميع طبقات البشر في جميع العصور خطابا مباشرا يلزم أن تكون له شبابية دائمة كهذه. فلقد ظهر شابا وهو كذلك كما كان. حتى إنه ينظر إلى كل عصر من العصور المختلفة في الأفكار والمتباينة في الطبائع نظرا كأنه خاص بذلك العصر ووفق مقتضياته ملقنا دروسَه مُلفتا إليها الأنظار.
    '''Tabaka-i ûlânın şundan hisse-i fehmi şudur ki:''' “Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın hizmetkârı veya “veledim” hitabına mazhar olan Zeyd, izzetli zevcesini kendine küfüv bulmadığı için tatlik etmiş. Allah’ın emriyle Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm almış. Âyet der: “Peygamber size evladım dese risalet cihetiyle söyler. Şahsiyet itibarıyla pederiniz değil ki aldığı kadınlar ona münasip düşmesin.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ آثار البشر وقوانينَه تشيبُ وتهرَم مثلَه، وتتغير وتُبدَّل. إلّا أن أحكام القرآن وقوانينَه لها من الثبات والرسوخ بحيث تظهر متانتها أكثر كلما مرت العصور.
    '''İkinci tabakanın hisse-i fehmi şudur ki:''' Bir büyük âmir, raiyetine pederane şefkatle bakar. Eğer o âmir, zâhir ve bâtın bir padişah-ı ruhanî olsa o vakit merhameti pederin yüz defa şefkatinden ileri gittiğinden o raiyetin efradı onun hakiki evladı gibi ona peder nazarıyla bakarlar. Peder nazarı, zevc nazarına inkılab edemediğinden, kız nazarı da zevce nazarına kolayca değişmediğinden, efkâr-ı âmmede Peygamber (asm), mü’minlerin kızlarını alması şu sırra uygun gelmediğinden Kur’an der: “Peygamber (asm), merhamet-i İlahiye nazarıyla size şefkat eder, pederane muamele yapar. Risalet namına siz onun evladı gibisiniz. Fakat şahsiyet-i insaniyet itibarıyla pederiniz değildir ki sizden zevce alması münasip düşmesin.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ هذا العصر الذي اغترّ بنفسه وأصمَّ أذنيه عن سماع القرآن أكثرَ من أي عصر مضى، وأهلَ الكتاب منهم خاصة، أحوجُ ما يكونون إلى إرشاد القرآن الذي يخاطبهم بـ ﴿ يَٓا اَهْلَ الْكِتَابِ ﴾ ﴿ يَٓا اَهْلَ الْكِتَابِ ﴾ حتى كأن ذلك الخطاب موجّه إلى هذا العصر بالذات إذ إن لفظ ﴿ أهل الكتاب ﴾ يتضمن معنىً: أهل الثقافة الحديثة أيضا!
    '''Üçüncü kısım şöyle fehmeder ki:''' Peygamber’e (asm) intisap edip onun kemalâtına istinad ederek onun pederane şefkatine itimat edip kusur ve hatîat etmemelisiniz, demektir. Evet, çoklar var ki büyüklerine ve mürşidlerine itimat edip tembellik eder. Hattâ bazen “Namazımız kılınmış.” der. (Bir kısım Alevîler gibi.)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالقرآن يُطلق نداءه يدوّي في أجواء الآفاق ويملأ الأرض والسبعَ الطباق بكل شدة وقوة وبكل نضارة وشباب فيقول: ﴿ قُلْ يَٓا اَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا اِلٰى كَلِمَةٍ سَوَٓاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ.. ﴾ (آل عمران:٦٤).
    '''Dördüncü Nükte:''' Bir kısım şu âyetten şöyle bir işaret-i gaybiye fehmeder ki: Peygamber’in (asm) evlad-ı zükûru, rical derecesinde kalmayıp rical olarak nesli, bir hikmete binaen kalmayacaktır. Yalnız “rical” tabirinin ifadesiyle, nisanın pederi olduğunu işaret ettiğinden nisa olarak nesli devam edecektir. Felillahi’l-hamd Hazret-i Fatıma’nın nesl-i mübareği, Hasan ve Hüseyin gibi iki nurani silsilenin bedr-i münevveri, Şems-i Nübüvvet’in manevî ve maddî neslini idame ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: إنّ الأفراد والجماعات مع أنهم قد عجزوا عن معارضة القرآن إلّا أن المدنية الحاضرة التي هي حصيلةُ أفكار بني البشر وربما الجنّ أيضا، قد اتخذت طورا مخالفا له، وأخذت تعارض إعجازَه بأساليبها الساحرة. فلأجل إثبات إعجاز القرآن بدعوى الآية الكريمة: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ .. ﴾ (الإسراء:٨٨) لهذا المعارِض الجديد الرهيب نضع الأسس والدساتير التي أتت بها المدنيةُ الحاضرة أمام أسس القرآن الكريم.
    اَللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَي۟هِ وَ عَلٰى اٰلِهٖ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي الدرجة الأولى: نضع الموازنات التي عُقدت والموازين التي نُصبت في الكلمات السابقة، ابتداءً من الكلمة الأولى إلى الخامسة والعشرين، وكذا الآيات الكريمة المتصدرة لتلك الكلمات والتي تبين حقيقتَها، تثبتُ إعجازَ القرآن وظهورَه على المدنية الحاضرة بيقين لا يقبل الشك قطعا.
    (Birinci Şule, üç şuâıyla hitama erdi.)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي الدرجة الثانية: نورد إجمالا قسما من دساتير المدنية والقرآن التي وضّحته وأثبتته «الكلمة الثانية عشرة».
    == İKİNCİ ŞULE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالمدنية الحاضرة تؤمن بفلسفتها أن ركيزة الحياة الاجتماعية البشرية هي «القوة» وهي تستهدف «المنفعة» في كل شيء. وتتخذ «الصراع» دستورا للحياة. وتلتزم بـ«العنصرية» و«القومية السلبية» رابطةً للجماعات. وغايتُها هي «لهو عابث» لإشباع رغبات الأهواء وميول النفس، التي من شأنها تزييد جموح النفس وإثارة الهوى.
    İkinci Şule’nin '''üç nur'''u var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن المعلوم إن شأن «القوة» هو «التجاوز». وشأن «المنفعة» هو «التزاحم». إذ هي لا تفي بحاجات الجميع وتلبية رغباتِهم. وشأن «الصراع» هو «التصادم» وشأن «العنصرية» هو «التجاوز» حيث تكبر بابتلاع غيرها.
    === BİRİNCİ NUR ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الدساتير والأسس التي تستند إليها هذه المدنية الحاضرة هي التي جعلَتها عاجزةً -مع محاسنها- عن أن تمنحَ سوى عشرين بالمائة من البشر سعادةً ظاهرية، بينما ألقَت البقية إلى شقاء وتعاسة وقلق.
    Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın heyet-i mecmuasında raik bir selaset, faik bir selâmet, metin bir tesanüd, muhkem bir tenasüp, cümleleri ve heyetleri mabeyninde kavî bir teavün; ve âyetler ve maksatları mabeyninde ulvi bir tecavüb olduğunu ilm-i beyan ve fenn-i maânî ve beyanînin Zemahşerî, Sekkakî, Abdülkahir-i Cürcanî gibi binlerle dâhî imamların şehadetiyle sabit olduğu halde; o tecavüb ve teavün ve tesanüdü ve selaset ve selâmeti kıracak, bozacak sekiz dokuz mühim esbab bulunurken o esbab bozmaya değil belki selasetine, selâmetine, tesanüdüne kuvvet vermiştir. Yalnız, o esbab bir derece hükmünü icra edip başlarını perde-i nizam ve selasetten çıkarmışlar. Fakat nasıl ki yeknesak, düz bir ağacın gövdesinden bir kısım çıkıntılar, sivricikler çıkar. Lâkin ağacın tenasübünü bozmak için çıkmıyorlar. Belki o ağacın ziynetli tekemmülüne ve cemaline medar olan meyveyi vermek için çıkıyorlar. Aynen bunun gibi şu esbab dahi Kur’an’ın selaset-i nazmına kıymettar manaları ifade için sivri başlarını çıkarıyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما حكمةُ القرآن فهي تقبل «الحق» نقطةَ استنادٍ في الحياة الاجتماعية بدلا من «القوة».. وتجعل «رضى الله» و«نيل الفضائل» هو الغاية والهدف، بدلا من «المنفعة».. وتتخذ دستورَ «التعاون» أساسا في الحياة، بدلا من دستور «الصراع».. وتلتزم رابطة «الدين» والصنف والوطن لربط فئات الجماعات، بدلا من «العنصرية» و«القومية السلبية».. وتجعل غاياتها «الحدّ من تجاوز النفس الأمارة ودفع الروح إلى معالي الأمور وتطمين مشاعرها السامية لسَوق الإنسان نحو الكمال والمُثل العليا لجعل الإنسان إنسانا حقا».
    İşte o Kur’an-ı Mübin, yirmi senede hâcetlerin mevkileri itibarıyla necim necim olarak, müteferrik parça parça nüzul ettiği halde, öyle bir kemal-i tenasübü vardır ki güya bir defada nâzil olmuş gibi bir münasebet gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ شأنَ «الحق» هو «الاتفاق».. وشأن «الفضيلة» هو «التساند».. وشأن «التعاون» هو «إغاثة كلّ للآخر».. وشأن «الدين» هو «الأخوة والتكاتف».. وشأن «إلجام النفس وكبح جماحها وإطلاق الروح وحثّها نحو الكمال» هو «سعادة الدارين».
    Hem o Kur’an, yirmi senede hem muhtelif, mütebayin esbab-ı nüzule göre geldiği halde, tesanüdün kemalini öyle gösteriyor; güya bir sebeb-i vâhidle nüzul etmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا غُلبت المدنيةُ الحاضرة أمامَ القرآن الحكيم مع ما أخذت من محاسنَ من الأديان السابقة، ولاسيما من القرآن الكريم.
    Hem o Kur’an, mütefavit ve mükerrer suallerin cevabı olarak geldiği halde, nihayet imtizaç ve ittihadı gösteriyor. Güya bir sual-i vâhidin cevabıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي الدرجة الثالثة: سنبين -على سبيل المثال- أربعةَ مسائل فحسب من بين آلاف المسائل:
    Hem Kur’an mütegayir, müteaddid hâdisatın ahkâmını beyan için geldiği halde, öyle bir kemal-i intizamı gösteriyor ki güya bir hâdise-i vâhidin beyanıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المسألة الأولى: إنّ دساتير القرآن الكريم وقوانينَه لأنها آتية من الأزل، فهي باقية وماضية إلى الأبد. لا تهرَم أبدا ولا يصيبُها الموتُ، كما تهرمُ القوانين المدنية وتموت، بل هي شابّة وقوية دائما في كل زمان.
    Hem Kur’an mütehalif, mütenevvi halette hadsiz muhatapların fehimlerine münasip üsluplarda tenezzülat-ı kelâmiye ile nâzil olduğu halde, öyle bir hüsn-ü temasül ve güzel bir selaset gösteriyor ki güya halet birdir, bir derece-i fehimdir; su gibi akar bir selaset gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: إن المدنية بكل جمعياتِها الخيرية، وأنظمتها الصارمة ونُظُمها الجبارة، ومؤسساتِها التربوية الأخلاقية لم تستطع أن تعارض مسألتين من القرآن الكريم، بل انهارت أمامَهما وهي في قوله تعالى: ﴿ وَاٰتُوا الزَّكٰوةَ ﴾ (البقرة:٤٣) و ﴿ وَاَحَلَّ اللّٰهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبٰوا ﴾ (البقرة:٢٧٥).
    Hem o Kur’an mütebaid, müteaddid muhatabîn esnafına müteveccihen mütekellim olduğu halde, öyle bir suhulet-i beyanı, bir cezalet-i nizamı bir vuzuh-u ifhamı var ki güya muhatabı bir sınıftır. Hattâ her bir sınıf zanneder ki bi’l-asale muhatap yalnız kendisidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سنبين هذا الظهورَ القرآني المعجز وهذه الغالبية بمقدمة: إنّ أسّ أساس جميع الاضطرابات والثورات في المجتمع الإنساني إنما هو كلمة واحدة، كما أن منبع جميع الأخلاق الرذيلة كلمة واحدة أيضا. كما أثبت ذلك في «إشارات الإعجاز».
    Hem Kur’an, mütefavit mütederric irşadî bazı gayelere îsal ve hidayet etmek için nâzil olduğu halde, öyle bir kemal-i istikamet, öyle bir dikkat-i muvazenet, öyle bir hüsn-ü intizam vardır ki güya maksat birdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الكلمة الأولى: «إن شبعتُ، فلا عليّ أن يموتَ غيري من الجوع».
    İşte bu esbablar, müşevveşiyetin esbabı iken Kur’an’ın i’caz-ı beyanında, selaset ve tenasübünde istihdam edilmişlerdir. Evet, kalbi sekamsiz, aklı müstakim, vicdanı marazsız, zevki selim her adam Kur’an’ın beyanında güzel bir selaset, rânâ bir tenasüp, hoş bir ahenk, yekta bir fesahat görür. Hem basîresinde selim bir gözü olan görür ki Kur’an’da öyle bir göz vardır ki o göz bütün kâinatı zâhir ve bâtını ile vâzıh, göz önünde bir sahife gibi görür, istediği gibi çevirir, istediği bir tarzda o sahifenin manalarını söyler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الكلمة الثانية: «اكتسبْ أنتَ، لآكل أنا، واتعبْ أنت لأستريح أنا».
    Şu Birinci Nur’un hakikatini misaller ile tavzih etsek birkaç mücelled lâzım. Öyle ise sair risale-i Arabiyemde ve İşaratü’l-İ’caz’da ve şu yirmi beş adet Sözlerde şu hakikatin ispatına dair olan izahatla iktifa edip misal olarak mecmu-u Kur’an’ı birden gösteriyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنه لا يمكن العيشُ بسلام ووئام في مجتمع إلّا بالمحافظة على التوازن القائم بين الخواص والعوام، أي بين الأغنياء والفقراء. وأساس هذا التوازن هو رحمةُ الخواص وشفقتُهم على العوام، وإطاعةُ العوام واحترامُهم للخواص.
    === İKİNCİ NURU ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالآن، إن الكلمة الأولى قد ساقت الخواصَّ إلى الظلم والفساد، ودفعت الكلمةُ الثانية العوامَ إلى الحقد والحسد والصراع. فسُلبت البشرية الراحةَ والأمان لعصور خلت، كما هو في هذا العصر، حيث ظهرت حوادث أوربا الجسام بالصراع القائم بين العاملين وأصحاب رأس المال كما لا يخفى على أحد.
    '''Kur’an-ı Hakîm’in âyetlerinin hâtimelerinde gösterdiği fezlekeler ve esma-i hüsna cihetindeki üslub-u bedîîsinde olan meziyet-i i’caziyeye dairdir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالمدنية بكل جمعياتها الخيرية ومؤسساتها الأخلاقية وبكل وسائل نظامها وانضباطها الصارم عجزتْ عن أن تصلح بين تينك الطبقتين من البشر، كما عجزت عن أن تضمد جرحَي الحياة البشرية الغائرَين.
    '''İhtar:''' Şu İkinci Nur’da çok âyetler gelecektir. O âyetler, yalnız İkinci Nur’un misalleri değil belki geçmiş mesail ve şuâların misalleri dahi olurlar. Bunları hakkıyla izah etmek çok uzun gelir. Şimdilik ihtisar ve icmale mecburum. Onun için gayet muhtasar bir tarzda şu sırr-ı azîm-i i’cazın misallerinden olan âyetlere birer işaret edip tafsilatını başka vakte ta’lik ettik.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما القرآن الكريم فإنه يقلع الكلمةَ الأولى من جذورها، ويداويها بوجوب الزكاة. ويقلع الكلمةَ الثانية من أساسها ويداويها بحرمة الربا. نعم، إن الآيات القرآنية تقف على باب العالَم قائلة للربا: «الدخول ممنوع». وتأمر البشرية: «أوصدوا أبواب الربا لتنسد أمامَكم أبواب الحروب». وتحذّر تلاميذ القرآن المؤمنين من الدخول فيها.
    İşte Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, âyetlerin hâtimelerinde galiben bazı fezlekeleri zikreder ki o fezlekeler, ya esma-i hüsnayı veya manalarını tazammun ediyor veyahut aklı tefekküre sevk etmek için akla havale eder veyahut makasıd-ı Kur’aniyeden bir kaide-i külliyeyi tazammun eder ki âyetin tekid ve teyidi için fezlekeler yapar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الأساس الثاني: إنّ المدنية الحاضرة لا تقبل تعددَ الزوجات، وتحسب ذلك الحكمَ القرآني مخالفا للحكمة ومنافيا لمصلحة البشر.
    İşte o fezlekelerde Kur’an’ın hikmet-i ulviyesinden bazı işarat ve hidayet-i İlahiyenin âb-ı hayatından bazı reşaşat, i’caz-ı Kur’an’ın berklerinden bazı şerarat vardır. Şimdi pek çok o işarattan yalnız on tanesini icmalen zikrederiz. Hem pek çok misallerinden birer misal ve her bir misalin pek çok hakaikinden yalnız her birinde bir hakikatin meal-i icmalîsine işaret ederiz. Bu on işaretin ekserisi, ekser âyetlerde müctemian beraber bulunup hakiki bir nakş-ı i’cazî teşkil ederler. Hem misal olarak getirdiğimiz âyetlerin ekserisi, ekser işarata misaldir. Biz yalnız her âyetten bir işaret göstereceğiz. Misal getireceğimiz âyetlerden eski Sözlerde bahsi geçenlerin yalnız mealine bir hafif işaret ederiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، لو كانت الحكمةُ من الزواج قاصرةً على قضاء الشهوة للزم أن يكون الأمرُ معكوسا، بينما هو ثابت حتى بشهادة جميع الحيوانات وبتصديق النباتات المتزاوجة؛ إنّ الحكمة من الزواج والغايةَ منه إنما هي التكاثر وإنجاب النسل. أما اللذةُ الحاصلة من قضاء الشهوة فهي أجرة جزئية تمنحها الرحمةُ الإلهية لتأدية تلك المهمة.
    '''BİRİNCİ MEZİYET-İ CEZALET'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دام الزواجُ للتكاثر وإنجاب النسل ولبقاء النوع حكمةً وحقيقةً، فلا شك أن المرأة التي لا يمكن أن تلد إلّا مرةً واحدة في السنة، ولا تكون خصبة إلاّ نصف أيام الشهر وتدخل سن اليأس في الخمسين من عمرها، لا تكفي الرجلَ الذي له القدرةُ على الإخصاب في أغلب الأوقات حتى وهو ابن مائة سنة. لذا تضطر المدنيةُ إلى فتح أماكن العهر والفحش.
    Kur’an-ı Hakîm, i’cazkâr beyanatıyla Sâni’-i Zülcelal’in ef’al ve eserlerini nazara karşı serer, bast eder. Sonra o âsâr ve ef’alinde esma-i İlahiyeyi istihraç eder veya haşir ve tevhid gibi bir makasıd-ı asliye-i Kur’aniyeyi ispat ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الأساس الثالث: إنّ المدنية التي لا تتحاكم إلى المنطق العقلي، تنتقد الآية الكريمة:
    Birinci mananın misallerinden '''mesela'''
    هُوَ الَّذٖى خَلَقَ لَكُم۟ مَا فِى ال۟اَر۟ضِ جَمٖيعًا ثُمَّ اس۟تَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ فَسَوّٰيهُنَّ سَب۟عَ سَمٰوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَى۟ءٍ عَلٖيمٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْاُنْثَيَيْنِ ﴾ (النساء:١١) التي تمنح النساء الثُلث من الميراث (أي نصف ما يأخذه الذكر).
    İkinci şıkkın misallerinden '''mesela'''
    اَلَم۟ نَج۟عَلِ ال۟اَر۟ضَ مِهَادًا ۝ وَ ال۟جِبَالَ اَو۟تَادًا ۝ وَخَلَق۟نَاكُم۟ اَز۟وَاجًا …اِلٰى اٰخِرِ
    اِنَّ يَو۟مَ ال۟فَص۟لِ كَانَ مٖيقَاتًا   e kadar…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن البديهي أن أغلب الأحكام في الحياة الاجتماعية إنما تُسنّ حسب الأكثرية من الناس، فغالبيةُ النساء يجدن أزواجا يعيلونَهن ويحمونَهن، بينما الكثير من الرجال مضطرون إلى إعالة زوجاتهم وتحمّل نفقاتهن. فإذا ما أخذت الأنثى الثُلث من أبيها (أي نصف ما أخذه الزوج من أبيه) فإن زوجَها سيسدُّ حاجتَها. بينما إذا أخذ الرجل حظَّين من أبيه، فإنه سيُنفق قسطا منه على زوجته. وبذلك تحصل المساواةُ، ويكون الرجل مساويا لأخته. وهكذا تقتضي العدالةُ القرآنية. (<ref>هذه فقرة من اللائحة المرفوعة إلى محكمة التمييز، ألقيت أمام المحكمة، فأسكتَتها وأصبحت حاشية لهذا المقام: وأنا أقول لمحكمة وزارة العدل الموقرة! إن إدانةَ من يفسّر أقدس دستور إلهي وهو الحق بعينه، ويحتكم إليه ثلاث مائة وخمسون مليونا من المسلمين في كل عصر في حياتهم الاجتماعية، خلال ألف وثلاث مائة وخمسين عاما. هذا المفسرُ استند في تفسيره إلى ما اتفق عليه وصدَّق به ثلاثُ مائة وخمسون ألف مفسر، واقتدى بالعقائد التي دان بها أجدادُنا السابقون في ألف وثلاث مائة وخمسين سنة.. أقول: إن إدانةَ هذا المفسر قرار ظالم لابد أن ترفضه العدالة، إن كانت هناك عدالة على وجه الأرض، ولابد أن تردّ ذلك الحكم الصادر بحقه وتنقضه. (المؤلف)</ref>)
    Birinci âyette âsârı bast edip bir neticenin, bir mühim maksudun mukaddimatı gibi; ilim ve kudrete, gayat ve nizamatıyla şehadet eden en azîm eserleri serdeder. Alîm ismini istihraç eder. İkinci âyette, Birinci Şule’nin Birinci Şuâ’ının Üçüncü Nokta’sında bir derece izah olunduğu gibi Cenab-ı Hakk’ın büyük ef’alini, azîm âsârını zikrederek neticesinde yevm-i fasl olan haşri, netice olarak zikrediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الأساس الرابع: إنّ القرآن الكريم مثلما يمنع بشدة عبادةَ الأصنام، يمنع كذلك اتخاذ الصور التي هي شبيهة بنوع من اتخاذ الأصنام. أما المدنية الحاضرة فإنها تعدّ الصور من مزاياها وفضائلها وتحاول أن تعارض القرآن. والحال أن الصوَر أيا كانت، ظليةً أو غيرها، فهي إما ظلم متحجر، أو رياء متجسد، أو هوى متجسّم، حيث تهيّج الأهواءَ وتدفع الإنسان إلى الظلم والرياء والهوى.
    '''İKİNCİ NÜKTE-İ BELÂGAT'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن القرآن يأمر النساء أن يحتجِبن بحجاب الحياء، رحمةً بهن وصيانةً لحرمتهن وكرامتهن، ولكي لا تُهان تلك المعادن الثـمينة معادن الشـفقة والرأفة، وتلك المصادر اللطيفة للحنان والرحمة، تحت أقدام الذل والمهانة. ولكي لا يكنّ آلةً لهوسات الرذيلة ومتعة تافهة لا قيمة لها. (<ref>إن اللمعة الرابعة والعشرين تثبت بقطعية تامة أن الحجاب أمر فطري جدا للنساء بينما رفعُ الحجاب ينافي فطرتَهن.. (المؤلف)</ref>) أما المدنية فإنها قد أخرجت النساء من أوكارهن وبيوتهن ومزّقت حجابَهن وأدَّت بالبشرية أن يجنّ جنونُها. علما أن الحياة العائلية إنما تدوم بالمحبة والاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة. بينما التكشف والتبرج يزيلان تلك المحبة الخالصة والاحترام الجاد ويسممان الحياة العائلية؛
    Kur’an, beşerin nazarına sanat-ı İlahiyenin mensucatını açar, gösterir. Sonra fezlekede o mensucatı, esma içinde tayyeder veyahut akla havale eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولاسيما الولعُ بالصور فإنه يفسد الأخلاقَ ويهدِمها كليا، ويؤدي إلى انحطاط الروح وتردّيها. ويمكن فهم هذا بالآتي:
    Birincinin misallerinden '''mesela'''
    قُل۟ مَن۟ يَر۟زُقُكُم۟ مِنَ السَّمَٓاءِ وَال۟اَر۟ضِ اَمَّن۟ يَم۟لِكُ السَّم۟عَ وَال۟اَب۟صَارَ وَمَن۟ يُخ۟رِجُ ال۟حَىَّ مِنَ ال۟مَيِّتِ وَيُخ۟رِجُ ال۟مَيِّتَ مِنَ ال۟حَىِّ وَمَن۟ يُدَبِّرُ ال۟اَم۟رَ فَسَيَقُولُونَ اللّٰهُ فَقُل۟ اَفَلَا تَتَّقُونَ ۝ فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ ال۟حَقُّ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كما أن النظرَ بدافع الهوى وبشهوة إلى جنازةِ امرأة حسناء تنتظر الرحمةَ وترجوها، يهدِم الأخلاق ويحطّها، كذلك النظرُ بشهوة إلى صوَر نساء ميّتات أو إلى صور نساء حيّات -وهي في حُكم جنائزَ مصغرة لهن- يزعزع مشاعر الإنسان ويعبَث بها، ويهدمها.
    İşte başta der: “Sema ve zemini, rızkınıza iki hazine gibi müheyya edip oradan yağmuru, buradan hububatı çıkaran kimdir? Allah’tan başka koca sema ve zemini iki mutî hazinedar hükmüne kimse getirebilir mi? Öyle ise şükür ona münhasırdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا بمثل هذه المسائل الأربع فإن كل مسألة من آلاف المسائل القرآنية تضمن سعادةَ البشر في الدنيا، كما تحقق سعادته الأبدية في الآخرة. فَلكَ أن تقيس سائر المسائل على المسائل المذكورة.
    İkinci fıkrada der ki: “Sizin azalarınız içinde en kıymettar göz ve kulaklarınızın mâliki kimdir? Hangi tezgâh ve dükkândan aldınız? Bu latîf kıymettar göz ve kulağı verecek ancak Rabb’inizdir. Sizi icad edip terbiye eden odur ki bunları size vermiştir. Öyle ise yalnız Rab odur, Mabud da o olabilir.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأيضا، فكما أن المدنية الحاضرة تخسر وتُغلَب أمامَ دساتير القرآن المتعلقة بحياة الإنسان الاجتماعية، فيُظهر إفلاسَها -من زاوية الحقيقة- إزاء إعجاز القرآن المعنوي، كذلك فإن فلسفة أوربا وحكمة البشر (وهي المدنية) عند الموازنة بينها وبين حكمة القرآن بموازين الكلمات الخمس والعشرين السابقة، ظهرتْ عاجزةً وحكمةُ القرآن معجزة، وإن شئت فراجع «الكلمة الثانية عشرة» و«الثالثة عشرة» لتلمس عجزَ حكمة الفلسفة وإفلاسَها وإعجاز حكمة القرآن وغناها.
    Üçüncü fıkrada der: “Ölmüş yeri ihya edip yüz binler ölmüş taifeleri ihya eden kimdir? Hak’tan başka ve bütün kâinatın Hâlık’ından başka şu işi kim yapabilir? Elbette o yapar. O ihya eder. Madem Hak’tır, hukuku zayi etmeyecektir. Sizi bir mahkeme-i kübraya gönderecektir. Yeri ihya ettiği gibi sizi de ihya edecektir.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأيضا، فكما أن المدنيةَ الحاضرة غُلبتْ أمام إعجاز حكمة القرآن العلمي والعملي، كذلك آدابُ المدنية وبلاغتُها فهي مغلوبة أمام الأدب القرآنـي وبلاغته. والنسبة بينهما أشبهُ ما يكون ببكاء يتيم فَقَد أبوَيه بكاءً ملؤه الحزنُ القاتم واليأسُ المرير، إلى إنشاد عاشق عفيف حزينٍ على فراق قصيرِ الأمد غناءً ملؤه الشوقُ والأمل.. أو نسبة صراخِ سكيرٍ يتخبط في وضع سافل، إلى قصائدَ حماسية تحضّ على بذل الغوالي من الأنفس والأموال وبلوغ النصر.
    Dördüncü fıkrada der: “Bu azîm kâinatı bir saray gibi bir şehir gibi kemal-i intizamla idare edip tedbirini gören, Allah’tan başka kim olabilir? Madem Allah’tan başka olamaz; koca kâinatı bütün ecramıyla gayet kolay idare eden kudret o derece kusursuz, nihayetsizdir ki hiçbir şerik ve iştirake ve muavenet ve yardıma ihtiyacı olamaz. Koca kâinatı idare eden, küçük mahlukatı başka ellere bırakmaz. Demek, ister istemez “Allah” diyeceksiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأن الأدب والبلاغة من حيث تأثير الأسلوب، إما يورثان الحُزن وإما الفرح. والحزنُ نفسه قسمان:
    İşte, birinci ve dördüncü fıkra “Allah” der, ikinci fıkra “Rab” der, üçüncü fıkra “El-Hak” der.   فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ ال۟حَقُّ   ne kadar mu’cizane düştüğünü anla. İşte Cenab-ı Hakk’ın azîm tasarrufatını, kudretinin mühim mensucatını zikreder. Sonra da o azîm âsârın, mensucatın destgâhı   فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ ال۟حَقُّ   der. Yani “Hak” “Rab” “Allah” isimlerini zikretmekle o tasarrufat-ı azîmenin menbaını gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إما أنه حزن منبعث من فَقْد الأحبة، أي من عدم وجود الأحبة والأخلاء، وهو حزن مظلم كئيب تورثه المدنيةُ الملوثة بالضلالة والمشوبة بالغفلة والمعتقدة بالطبيعة. وإما أنه ناشئ من فراق الأحبة، بمعنى أن الأحبةَ موجودون، ولكن فراقَهم يبعث على حزن ينمّ عن لوعة الاشتياق. فهذا الحزن هو الذي يورثه القرآن الهادي المنير.
    '''İkincinin misallerinden:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الفرح والسرور فهو أيضا قسمان:
    اِنَّ فٖى خَل۟قِ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ وَاخ۟تِلَافِ الَّي۟لِ وَالنَّهَارِ وَال۟فُل۟كِ الَّتٖى تَج۟رٖى فِى ال۟بَح۟رِ بِمَا يَن۟فَعُ النَّاسَ وَمَٓا اَن۟زَلَ اللّٰهُ مِنَ السَّمَٓاءِ مِن۟ مَٓاءٍ فَاَح۟يَا بِهِ ال۟اَر۟ضَ بَع۟دَ مَو۟تِهَا وَبَثَّ فٖيهَا مِن۟ كُلِّ دَٓابَّةٍ وَتَص۟رٖيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ ال۟مُسَخَّرِ بَي۟نَ السَّمَٓاءِ وَال۟اَر۟ضِ لَاٰيَاتٍ لِقَو۟مٍ يَع۟قِلُونَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الأول: يدفع النفسَ إلى شهواتها، هذا هو شأن آداب المدنية من أدب مسرحي وسينمائي وروائي.
    İşte Cenab-ı Hakk’ın kemal-i kudretini ve azamet-i rububiyetini gösteren ve vahdaniyetine şehadet eden semavat ve arzın hilkatindeki tecelli-i saltanat-ı uluhiyet; ve gece gündüzün ihtilafındaki tecelli-i rububiyet; ve hayat-ı içtimaiye-i insana en büyük bir vasıta olan gemiyi denizde teshir ile tecelli-i rahmet; ve semadan âb-ı hayatı ölmüş zemine gönderip zemini yüz bin taifeleriyle ihya edip bir mahşer-i acayip suretine getirmekteki tecelli-i azamet-i kudret; ve zeminde hadsiz muhtelif hayvanatı basit bir topraktan halk etmekteki tecelli-i rahmet ve kudret; ve rüzgârları, nebatat ve hayvanatın teneffüs ve telkîhlerine hizmet gibi vezaif-i azîme ile tavzif edip tedbir ve teneffüse salih vaziyete getirmek için tahrik ve idaresindeki tecelli-i rahmet ve hikmet; ve zemin ve âsuman ortasında vasıta-i rahmet olan bulutları bir mahşer-i acayip gibi muallakta toplayıp dağıtmak, bir ordu gibi istirahat ettirip vazife başına davet etmek gibi teshirindeki tecelli-i rububiyet gibi mensucat-ı sanatı ta’dad ettikten sonra aklı, onların hakaikine ve tafsiline sevk edip tefekkür ettirmek için   لَاٰيَاتٍ لِقَو۟مٍ يَع۟قِلُونَ   der. Onunla ukûlü ikaz için akla havale eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الثاني: فهو فرح لطيف بريء نـزيه، يكبحُ جماح النفس ويُلجمها ويحث الروحَ والقلب والعقل والسر على المعالي وعلى موطنهم الأصلي، على مقرهم الأبدي، على أحبتهم الأخرويين. وهذا الفرح هو الذي يمنحه القرآنُ المعجز البيان الذي يحضّ البشر ويشوّقه للجنّة والسعادة الأبدية وعلى رؤية جمال الله تعالى.
    '''ÜÇÜNCÜ MEZİYET-İ CEZALET'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد توهم بعضُ قاصري الفهم وممن لا يكلفون أنفسهم دقةَ النظر أن المعنى العظيم والحقيقة الكبرى التي تفيدها الآية الكريمة: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يرًا ﴾ (الإسراء:٨٨) ظنّوها صورة محالة ومبالغة بلاغية! حاشَ لله! بل إنها بلاغة هي عين الحقيقة، وصورة ممكنة وواقعة وليست محالة قط.
    Bazen Kur’an, Cenab-ı Hakk’ın fiillerini tafsil ediyor. Sonra bir fezleke ile icmal eder. Tafsiliyle kanaat verir, icmal ile hıfzettirir, bağlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأحَد وجوه تلك الصورة هو أنه لو اجتمع أجمل ما يقوله الإنس والجن الذي لم يترشح من القرآن ولا هو من متاعه، فلا يماثل القرآنَ قط ولن يماثله. لذا لم يظهر مثيله.
    '''Mesela'''
    وَكَذٰلِكَ يَج۟تَبٖيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن۟ تَا۟وٖيلِ ال۟اَحَادٖيثِ وَيُتِمُّ نِع۟مَتَهُ عَلَي۟كَ وَعَلٰٓى اٰلِ يَع۟قُوبَ كَمَٓا اَتَمَّهَا عَلٰٓى اَبَوَي۟كَ مِن۟ قَب۟لُ اِب۟رَاهٖيمَ وَاِس۟حٰقَ اِنَّ رَبَّكَ عَلٖيمٌ حَكٖيمٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والوجه الآخر: أن المدنية وحكمة الفلسفة والآداب الأجنبية التي هي نتائج أفكار الجن والإنس وحتى الشياطين وحصيلة أعمالهم، هي في دركات العجز أمام أحكام القرآن وحكمته وبلاغته. كما قد بيّنا أمثلة منها.
    İşte Hazret-i Yusuf ve ecdadına edilen nimetleri şu âyetle işaret eder. Der ki: Sizi bütün insanlar içinde makam-ı nübüvvetle serfiraz, bütün silsile-i enbiyayı, silsilenize rabtedip silsilenizi nev-i beşer içinde bütün silsilenin serdarı; hanedanınızı ulûm-u İlahiye ve hikmet-i Rabbaniyeye bir hücre-i talim ve hidayet suretinde getirip o ilim ve hikmetle dünyanın saadetkârane saltanatını, âhiretin saadet-i ebediyesiyle sizde birleştirmek, seni ilim ve hikmetle Mısır’a hem aziz bir reis hem âlî bir nebi hem hakîm bir mürşid etmek olan nimet-i İlahiyeyi zikir ve ta’dad edip, ilim ve hikmet ile onu, âbâ ve ecdadını mümtaz ettiğini zikrediyor. Sonra “Senin Rabb’in Alîm ve Hakîm’dir.” der. “Onun rububiyeti ve hikmeti iktiza eder ki seni ve âbâ ve ecdadını Alîm-i Hakîm ismine mazhar etsin.” İşte o mufassal nimetleri, şu fezleke ile icmal eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجلوة الثالثة
    '''Hem mesela'''
    قُلِ اللّٰهُمَّ مَالِكَ ال۟مُل۟كِ تُؤ۟تِى ال۟مُل۟كَ مَن۟ تَشَٓاءُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    خطابه كل طبقة من طبقات الناس
    İşte şu âyet, Cenab-ı Hakk’ın nev-i beşerin hayat-ı içtimaiyesindeki tasarrufatını şöyle gösteriyor ki izzet ve zillet, fakr ve servet doğrudan doğruya Cenab-ı Hakk’ın meşietine ve iradesine bağlıdır. Demek, kesret-i tabakatın en dağınık tasarrufatına kadar, meşiet ve takdir-i İlahiye iledir. Tesadüf karışamaz. Şu hükmü verdikten sonra insaniyet hayatında en mühim iş, onun rızkıdır. Şu âyet, beşerin rızkını doğrudan doğruya Rezzak-ı Hakiki’nin hazine-i rahmetinden gönderdiğini bir iki mukaddime ile ispat eder. Şöyle ki der: “Rızkınız, yerin hayatına bağlıdır. Yerin dirilmesi ise bahara bakar. Bahar ise şems ve kameri teshir eden, gece ve gündüzü çeviren zatın elindedir. Öyle ise bir elmayı, bir adama hakiki rızık olarak vermek; bütün yeryüzünü bütün meyvelerle dolduran o zat verebilir. Ve o, ona hakiki Rezzak olur.” Sonra da وَ تَر۟زُقُ مَن۟ تَشَٓاءُ بِغَي۟رِ حِسَابٍ   der. Bu cümlede o tafsilatlı fiilleri icmal ve ispat eder. Yani “Size hesapsız rızık veren odur ki bu fiilleri yapar.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الحكيم يخاطب كلَّ طبقة من طبقات البشر في كل عصر من العصور، وكأنه متوجّه توجها خاصا إلى تلك الطبقة بالذات.
    '''DÖRDÜNCÜ NÜKTE-İ BELÂGAT'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ لمّا كان القرآن يدعو جميع بني آدم بطوائفهم كافة إلى الإيمان الذي هو أسمى العلوم وأدقُّها، وإلى معرفة الله التي هي أوسعُ العلوم وأنورُها، والى الأحكام الإسلامية التي هي أهمُّ المعارف وأكثرُها تنوعا، فمن الألزم إذن أن يكون الدرس الذي يُلقيه على تلك الطوائف من الناس، درسا يوائم فهْم كلٍّ منها. والحال أن الدرس واحد، وليس مختلفا، فلابد إذن من وجود طبقات من الفهم في الدرس نفسه، فكل طائفةٍ من الناس -حسب درجاتها- تأخذ حظَّها من الدرس من مشهد من مشاهد القرآن.
    Kur’an kâh olur, mahlukat-ı İlahiyeyi bir tertiple zikreder; sonra o mahlukat içinde bir nizam, bir mizan olduğunu ve onun semereleri olduğunu göstermekle güya bir şeffafiyet, bir parlaklık veriyor ki sonra o âyine-misal tertibinden cilvesi bulunan esma-i İlahiyeyi gösteriyor. Güya o mahlukat-ı mezkûre, elfazdır. Şu esma onun manaları, yahut o meyvelerin çekirdekleri, yahut hülâsalarıdırlar
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد وافينا بأمثلة كثيرة لهذه الحقيقة، يمكن مراجعتها، أما هنا فنكتفي بالإشارة إلى بضع أجزاء منها، وإلى حظِّ طبقة أو طبقتين منها من الفهم فحسب.
    '''Mesela'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: قوله تعالى:
    وَلَقَد۟ خَلَق۟نَا ال۟اِن۟سَانَ مِن۟ سُلَالَةٍ مِن۟ طٖينٍ ۝ ثُمَّ جَعَل۟نَاهُ نُط۟فَةً فٖى قَرَارٍ مَكٖينٍ ۝ ثُمَّ خَلَق۟نَا النُّط۟فَةَ عَلَقَةً فَخَلَق۟نَا ال۟عَلَقَةَ مُض۟غَةً فَخَلَق۟نَا ال۟مُض۟غَةَ عِظَامًا فَكَسَو۟نَا ال۟عِظَامَ لَح۟مًا ثُمَّ اَن۟شَا۟نَاهُ
    خَل۟قًا اٰخَرَ فَتَبَارَكَ اللّٰهُ اَح۟سَنُ ال۟خَالِقٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْۙ ❀ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ  ﴾ (الاخلاص:٣-٤)
    İşte Kur’an, hilkat-i insanın o acib, garib, bedî’, muntazam, mevzun etvarını öyle âyine-misal bir tarzda zikredip tertip ediyor ki فَتَبَارَكَ اللّٰهُ اَح۟سَنُ ال۟خَالِقٖينَ içinde kendi kendine görünüyor ve kendini dedirttiriyor. Hattâ vahyin bir kâtibi şu âyeti yazarken daha şu kelime gelmezden evvel şu kelimeyi söylemiştir. “Acaba bana da mı vahiy gelmiş?” zannında bulunmuş. Halbuki evvelki kelâmın kemal-i nizam ve şeffafiyetidir ve insicamıdır ki o kelâm gelmeden kendini göstermiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن حظَّ فهْم طبقة العوام التي تشكل الأكثرية المطلقة هو «أنّ الله منـزّه عن الوالد والولد وعن الزوجة والأقران».
    '''Hem mesela'''
    اِنَّ رَبَّكُمُ اللّٰهُ الَّذٖى خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ فٖى سِتَّةِ اَيَّامٍ ثُمَّ اس۟تَوٰى عَلَى ال۟عَر۟شِ يُغ۟شِى الَّي۟لَ النَّهَارَ يَط۟لُبُهُ حَثٖيثًا وَالشَّم۟سَ وَال۟قَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَم۟رِهٖ اَلَا لَهُ ال۟خَل۟قُ وَال۟اَم۟رُ تَبَارَكَ اللّٰهُ رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحظ طبقة أخرى متوسطة من الفهم هو «نفيُ ألوهية عيسى عليه السلام والملائكة، وكلِّ ما هو من شأنه التولد» لأن نفي المحال لا فائدة منه في الظاهر؛ لذا فلابد أن يكون المرادُ إذن ما هو لازم الحُكم كما هو مقرر في البلاغة. فالمراد من نفي الولد والوالدية اللذين لهما خصائص الجسمانية هو نفي الألوهية عن كل مَن له ولد ووالد وكفؤ، وبيان عدم لياقتهم للألوهية. فمن هذا السر تبين أن سورة الإخلاص يمكن أن تفيد كل إنسان في كل وقت.
    İşte Kur’an şu âyette azamet-i kudret-i İlahiye ve saltanat-ı rububiyeti öyle bir tarzda gösteriyor ki güneş, ay, yıldızlar emirber neferleri gibi emrine müheyya; gece ve gündüzü, beyaz ve siyah iki hat gibi veya iki şerit gibi birbiri arkasında döndürüp âyât-ı rububiyetini kâinat sahifelerinde yazan ve arş-ı rububiyetinde duran bir Kadîr-i Zülcelal’i gösterdiğinden, her ruh işitse بَارَكَ اللّٰهُ ، مَاشَاءِ اللّٰهُ ، فَتَبَارَكَ اللّٰهُ رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ demeye hâhişger olur. Demek    تَبَارَكَ اللّٰهُ رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ    sâbıkın hülâsası, çekirdeği, meyvesi ve âb-ı hayatı hükmüne geçer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحظ فهم طبقة أكثر تقدما هو أنّ الله منـزّه عن كل رابطة تتعلق بالموجودات تُشَم منها رائحةُ التوليد والتولد، وهو مقدّس عن كل شريك ومعين ومجانس. وإنما علاقته بالموجودات هي الخلاقيـة. فهو يخلق الموجودات بأمر ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ بإرادته الأزلية وباختياره. وهو منـزّه عن كل رابطة تنافي الكمالَ، كالإيجاب والاضطرار والصدور بغير اختيار.
    '''BEŞİNCİ MEZİYET-İ CEZALET'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحظ فهم طبقة أعلى من هذه هو: أنّ الله أزلي، أبدي، أول وآخر، لا نظيرَ له ولا كفؤَ، ولا شبيهَ، ولا مثيلَ ولا مثالَ في أية جهة كانت، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. وإنما هناك «المَثَل» -ولله المثل الأعلى- الذي يفيد التشبيه في أفعاله وشؤونه فحسب.
    Kur’an bazen tagayyüre maruz ve muhtelif keyfiyata medar maddî cüz’iyatı zikreder. Onları hakaik-i sabite suretine çevirmek için sabit, nurani, küllî esma ile icmal eder, bağlar. Veyahut tefekküre ve ibrete teşvik eder bir fezleke ile hâtime verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلك أن تقيس على هذه الطبقات أصحابَ الحظوظ المختلفة في الإدراك، من أمثال طبقة العارفين وطبقة العاشقين وطبقة الصديقين وغيرهم..
    Birinci mananın misallerinden '''mesela'''
    وَعَلَّمَ اٰدَمَ ال۟اَس۟مَٓاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُم۟ عَلَى ال۟مَلٰٓئِكَةِ فَقَالَ اَن۟بِئُونٖى بِاَس۟مَٓاءِ هٰٓؤُلَٓاءِ اِن۟ كُن۟تُم۟ صَادِقٖينَ ۝ قَالُوا سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الثاني: قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ اَبَٓا اَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلٰكِنْ ﴾ (الأحزاب:٤٠)
    İşte şu âyet evvela: “Hazret-i Âdem’in hilafet meselesinde, melâikelere rüçhaniyetine medar onun ilmi olduğu” olan bir hâdise-i cüz’iyeyi zikreder. Sonra o hâdisede melâikelerin Hazret-i Âdem’e karşı ilim noktasında hâdise-i mağlubiyetlerini zikreder. Sonra bu iki hâdiseyi iki ism-i küllî ile icmal ediyor. Yani   اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ   yani “Alîm ve Hakîm sen olduğun için Âdem’i talim ettin, bize galip oldu. Hakîm olduğun için bize istidadımıza göre veriyorsun. Onun istidadına göre rüçhaniyet veriyorsun.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فحظُّ فهم الطبقة الأولى من هذه الآية هو: أنّ زيدا(∗) خادمَ الرسول ﷺ ومتبناه ومخاطبَه بـ: «يا بُني»، قد طلّق زوجتَه العزيزة بعدما أحسّ أنه ليس كفوا لها. فتزوجَها الرسول ﷺ بأمر الله تعالى. فالآية (النازلة بهذه المناسبة) تقول: إن النبي ﷺ إذا خاطبَكم مخاطبة الأب لابنه، فإنه يخاطبكم من حيث الرسالة، إذ هو ليس أبا لأحدٍ منكم باعتباره الشخصي حتى لا تليقَ به زوجاتُه.
    İkinci mananın misallerinden '''mesela'''
    وَاِنَّ لَكُم۟ فِى ال۟اَن۟عَامِ لَعِب۟رَةً نُس۟قٖيكُم۟ مِمَّا فٖى بُطُونِهٖ مِن۟ بَي۟نِ فَر۟ثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَٓائِغًا لِلشَّارِبٖينَ … اِلٰى اٰخِرِ
    فٖيهِ شِفَٓاءٌ لِلنَّاسِ اِنَّ فٖى ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَو۟مٍ يَتَفَكَّرُونَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحظ فهم الطبقة الثانية هو أنّ الأمير العظيم ينظر إلى رعاياه نظرَ الأب الرحيم، فإن كان سلطانا روحانيا في الظاهر والباطن فإن رحمته ستفوق رحمةَ الأب وشفقتَه أضعافا مضاعفة. حتى تنظر إليه أفرادُ الرعية نظرَهم للأب وكأنهم أولادُه الحقيقيون. وحيث إن النظرة إلى الأب لا يمكن أن تنقلب إلى النظر إلى الزوج، والنظرَ إلى البنت لا يتحول بسهولة إلى النظر إلى الزوجة، فلا يوافق في فكر العامة تزوّج الرسول ﷺ ببنات المؤمنين استنادا إلى هذا السر. لذا فالقرآنُ يخاطبهم قائلا: إن الرسول ﷺ ينظر إليكم نظرَ الرحمة والشفقة من زاوية الرحمة الإلهية، ويعاملُكم معاملةَ الأب الحنون من حيث النبوة، ولكنه ليس أبا لكم من حيث الشخصية الإنسانية حتى لا يلائمَ تزوجَه من بناتكم ويحرُم عليه.
    İşte şu âyetler, Cenab-ı Hakk’ın koyun, keçi, inek, deve gibi mahluklarını insanlara hâlis, safi, leziz bir süt çeşmesi; üzüm ve hurma gibi masnûları da insanlara latîf, leziz, tatlı birer nimet tablaları ve kazanları; ve arı gibi küçük mu’cizat-ı kudretini şifalı ve tatlı güzel bir şerbetçi yaptığını âyet şöylece gösterdikten sonra tefekküre, ibrete, başka şeyleri de kıyas etmeye teşvik için   اِنَّ فٖى ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَو۟مٍ يَتَفَكَّرُونَ   der, hâtime verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الثالث يفهم الآية هكذا: ينبغي عليكم ألّا ترتكبوا السيئات والذنوب اعتمادا على رأفة الرسول الكريم ﷺ عليكم وانتسابكم إليه. إذ إن هناك الكثيرين يعتمدون على ساداتهم ومرشديهم فيتكاسلون عن العبادة والعمل، بل يقولون أحيانا: «قد أُدِيتْ صلاتُنا» (كما هو الحال لدى بعض الشيعة).
    '''ALTINCI NÜKTE-İ BELÂGAT'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النكتة الرابعة: إنّ قسما آخر يفهم إشارة غيبية من الآية وهي أنّ أبناء الرسول ﷺ لا يبلغون مبلغَ الرجال، وإنما يتوفاهم الله قبل ذلك، فلا يدوم نسلُه من حيث كونهم رجالا، لحكمة يراها سبحانه وتعالى. إلّا أن لفظ «رجال» يشير إلى أنه سيدوم نسلُه من النساء دون الرجال. فللّه الحمد والمنة فإن النسل الطيب المبارك من فاطمة الزهراء رضي الله عنها كالحسن والحسين رضي الله عنهما وهما البدران المنوّران لسلسلتين نورانيتين، يديمان ذلك النسل المبارك (المادي والمعنوي) لشمس النبوة.
    Kâh oluyor ki âyet, geniş bir kesrete ahkâm-ı rububiyeti serer, sonra birlik ciheti hükmünde bir rabıta-i vahdet ile birleştirir veyahut bir kaide-i külliye içinde yerleştirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللّهم صلِّ عليه وعلى آله.
    '''Mesela'''
    وَسِعَ كُر۟سِيُّهُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ وَلَا يَؤُدُهُ حِف۟ظُهُمَا وَهُوَ ال۟عَلِىُّ ال۟عَظٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    (تمت الشعلة الأولى بأشعتها الثلاثة).
    İşte Âyetü’l-Kürsî’de on cümle ile on tabaka-i tevhidi ayrı ayrı renklerde ispat etmekle beraber مَن۟ ذَا الَّذٖى يَش۟فَعُ عِن۟دَهُٓ اِلَّا بِاِذ۟نِهٖ  cümlesiyle gayet keskin bir şiddetle şirki ve gayrın müdahalesini keser, atar. Hem şu âyet ism-i a’zamın mazharı olduğundan hakaik-i İlahiyeye ait manaları a’zamî derecededir ki a’zamiyet derecesinde bir tasarruf-u rububiyeti gösteriyor. Hem umum semavat ve arza birden müteveccih tedbir-i uluhiyeti en a’zamî bir derecede umuma şâmil bir hafîziyeti zikrettikten sonra bir rabıta-i vahdet ve birlik ciheti, o a’zamî tecelliyatlarının menbalarını    وَهُوَ ال۟عَلِىُّ ال۟عَظٖيمُ    ile hülâsa eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İKİNCİ_ŞULE"></span>
    '''Hem mesela'''
    == الشعلة الثانية ==
    اَللّٰهُ الَّذٖى خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ وَاَن۟زَلَ مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓا٦ً فَاَخ۟رَجَ بِهٖ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِز۟قًا لَكُم۟ وَسَخَّرَ لَكُمُ ال۟فُل۟كَ لِتَج۟رِىَ فِى ال۟بَح۟رِ بِاَم۟رِهٖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ال۟اَن۟هَارَ ۝ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّم۟سَ وَال۟قَمَرَ دَٓائِبَي۟نِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّي۟لَ وَالنَّهَارَ ۝ وَاٰتٰيكُم۟ مِن۟ كُلِّ مَا سَاَل۟تُمُوهُ وَاِن۟ تَعُدُّوا نِع۟مَتَ اللّٰهِ لَا تُح۟صُوهَا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الشعلة لها ثلاثة أنوار
    İşte şu âyetler, evvela Cenab-ı Hakk’ın insana karşı şu koca kâinatı nasıl bir saray hükmünde halk edip semadan zemine âb-ı hayatı gönderip, insanlara rızkı yetiştirmek için zemini ve semayı iki hizmetkâr ettiği gibi zeminin sair aktarında bulunan her bir nevi meyvelerinden, her bir adama istifade imkânı vermek hem insanlara semere-i sa’ylerini mübadele edip her nevi medar-ı maişetini temin etmek için gemiyi insana musahhar etmiştir. Yani denize, rüzgâra, ağaca öyle bir vaziyet vermiş ki rüzgâr bir kamçı, gemi bir at, deniz onun ayağı altında bir çöl gibi durur. İnsanları gemi vasıtasıyla bütün zemine münasebettar etmekle beraber ırmakları, büyük nehirleri, insanın fıtrî birer vesait-i nakliyesi hükmünde teshir, hem güneş ile ayı seyrettirip mevsimleri ve mevsimlerde değişen Mün’im-i Hakiki’nin renk renk nimetlerini insanlara takdim etmek için iki musahhar hizmetkâr ve o büyük dolabı çevirmek için iki dümenci hükmünde halk etmiş. Hem gece ve gündüzü insana musahhar yani hâb-ı rahatına geceyi örtü, gündüzü maişetlerine ticaretgâh hükmünde teshir etmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="BİRİNCİ_NUR"></span>
    İşte bu niam-ı İlahiyeyi ta’dad ettikten sonra, insana verilen nimetlerin ne kadar geniş bir dairesi olduğunu gösterip, o dairede ne derece hadsiz nimetler dolu olduğunu şu وَاٰتٰيكُم۟ مِن۟ كُلِّ مَا سَاَل۟تُمُوهُ وَاِن۟ تَعُدُّوا نِع۟مَتَ اللّٰهِ لَا تُح۟صُوهَا fezleke ile gösterir. Yani istidat ve ihtiyac-ı fıtrî lisanıyla insan ne istemişse bütün verilmiş. İnsana olan nimet-i İlahiye, ta’dad ile bitmez, tükenmez. Evet, insanın madem bir sofra-i nimeti semavat ve arz ise ve o sofradaki nimetlerden bir kısmı şems, kamer, gece, gündüz gibi şeyler ise elbette insana müteveccih olan nimetler hadd ü hesaba gelmez.
    === النور الأول ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن القرآن الكريم قد جمع السلاسةَ الرائقة والسلامةَ الفائقة والتساندَ المتين والتناسبَ الرصين والتعاونَ القوي بين الجمل وهيئاتها، والتجاوبَ الرفيع بين الآيات ومقاصدها، بشهادة علم البيان وعلم المعاني وشهادة ألوف من أئمة هذه العلوم كالزمخشري والسكاكي وعبد القاهر الجرجاني، مع أن هناك ما يقارب تسعةَ أسباب مهمة تخل بذلك التجاوب والتعاون والتساند والسلاسة والسلامة. فلم تؤثر تلك الأسبابُ في الإفساد والإخلال، بل مدّت وعضّدت سلاستَه وسلامته وتسانده. إلّا ما أجرتْه بشيء من حكمها في إخراج رؤوسها من وراء ستار النظام والسلاسة، وذلك لتدلّ على معان جليلة من سلاسة نظم القرآن، بمثل ما تُخرج البراعمُ بعض البروزات والنُدب في جذع الشجرة المنسقة. فهذه البروزات ليست لإخلال تناسق الشجرة وتناسبها وإنما لإعطاء ثمرات يتم بها جمالُ الشجرة وكمالُ زينتها.
    '''YEDİNCİ SIRR-I BELÂGAT'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ إنّ ذلك القرآن المبين نـزل في ثلاث وعشرين سنة نجما نجما لمواقع الحاجات نـزولا متفرقا متقطعا، مع أنه يُظهر من التلاؤم الكامل كأنه نـزل دفعة واحدة.
    Kâh oluyor ki âyet; zâhirî sebebi, icadın kabiliyetinden azletmek ve uzak göstermek için müsebbebin gayelerini, semerelerini gösteriyor. Tâ anlaşılsın ki sebep, yalnız zâhirî bir perdedir. Çünkü gayet hakîmane gayeleri ve mühim semereleri irade etmek, gayet Alîm, Hakîm birinin işi olmak lâzımdır. Sebebi ise şuursuz, camiddir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأيضا إنّ ذلك القرآن المبين نـزل في ثلاث وعشرين سنة لأسباب نـزول مختلفة متباينة، مع أنه يُظهر من التساند التام كأنه نـزل لسبب واحد...
    Hem semere ve gayetini zikretmekle âyet gösteriyor ki sebepler çendan nazar-ı zâhirîde ve vücudda müsebbebat ile muttasıl ve bitişik görünür. Fakat hakikatte mabeynlerinde uzak bir mesafe var. Sebepten müsebbebin icadına kadar o derece uzaklık var ki en büyük bir sebebin eli, en edna bir müsebbebin icadına yetişemez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأيضا إنّ ذلك القرآن جاء جوابا لأسئلة مكررة متفاوتة، مع أنه يُظهر من الامتزاج التام والاتحاد الكامل كأنه جواب عن سؤال واحد...
    İşte sebep ve müsebbeb ortasındaki uzun mesafede, esma-i İlahiye birer yıldız gibi tulû eder. Matla’ları, o mesafe-i maneviyedir. Nasıl ki zâhir nazarda dağların daire-i ufkunda semanın etekleri muttasıl ve mukarin görünür. Halbuki daire-i ufk-u cibalîden semanın eteğine kadar, umum yıldızların matla’ları ve başka şeylerin meskenleri olan bir mesafe-i azîme bulunduğu gibi; esbab ile müsebbebat mabeyninde öyle bir mesafe-i maneviye var ki imanın dürbünüyle, Kur’an’ın nuruyla görünür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأيضا إنّ ذلك القرآن جاء بيانا لأحكام حوادث متعددة متغايرة، مع أنه يبين من الانتظام الكامل كأنه بيان لحادثة واحدة...
    '''Mesela'''
    فَل۟يَن۟ظُرِ ال۟اِن۟سَانُ اِلٰى طَعَامِهٖ ۝ اَنَّا صَبَب۟نَا ال۟مَٓاءِ صَبًّا ۝ ثُمَّ شَقَق۟نَا ال۟اَر۟ضَ شَقًّا ۝ فَاَن۟بَت۟نَا فٖيهَا حَبًّا ۝ وَ عِنَبًا وَ قَض۟بًا ۝ وَ زَي۟تُونًا وَ نَخ۟لًا ۝ وَ حَدَٓائِقَ غُل۟بًا ۝ وَ فَاكِهَةً وَ اَبًّا ۝ مَتَاعًا لَكُم۟ وَ لِاَن۟عَامِكُم۟
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأيضا إنّ ذلك القرآن نـزل متضمنا لتنـزلات كلامية إلهية في أساليب تُناسب أفهامَ مخاطبين لا يُحصرون، وحالات من التلقي متخالفة متنوعة، مع أنه يبين من السلاسة اللطيفة والتماثل الجميل، كأن الحالةَ واحدة والفهمَ واحد، حتى تجري السلاسة كالماء السلسبيل...
    İşte şu âyet-i kerîme, mu’cizat-ı kudret-i İlahiyeyi bir tertib-i hikmetle zikrederek esbabı müsebbebata rabtedip en âhirde   مَتَاعًا لَكُم۟   lafzıyla bir gayeyi gösterir ki o gaye, bütün o müteselsil esbab ve müsebbebat içinde o gayeyi gören ve takip eden gizli bir mutasarrıf bulunduğunu ve o esbab, onun perdesi olduğunu ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأيضا إنّ ذلك القرآن جاء مكلِّما متوجها إلى أصناف متعددة متباعدة من المخاطبين، مع أنه يُظهر من سهولة البيان وجزالة النظام ووضوح الإفهام كأن المخاطبين صنف واحد بحيث يظن كلُّ صنف أنه المخاطب وحدَه بالأصالة...
    Evet   مَتَاعًا لَكُم۟ وَ لِاَن۟عَامِكُم۟   tabiriyle bütün esbabı, icad kabiliyetinden azleder. Manen der: Size ve hayvanatınıza rızkı yetiştirmek için su semadan geliyor. O suda, size ve hayvanatınıza acıyıp şefkat edip rızık yetiştirmek kabiliyeti olmadığından su gelmiyor, gönderiliyor demektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأيضا إنّ ذلك القرآن نـزل هاديا وموصلا إلى غايات إرشادية متدرجة متفاوتة، مع أنه يبين من الاستقامة الكاملة والموازنة الدقيقة والانتظام الجميل كأن المقصد واحد.
    Hem toprak, nebatatıyla açılıp rızkınız oradan geliyor. Hissiz, şuursuz toprak, sizin rızkınızı düşünüp şefkat etmek kabiliyetinden pek uzak olduğundan toprak kendi kendine açılmıyor, birisi o kapıyı açıyor, nimetleri ellerinize veriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الأسباب مع أنها أسباب للتشويش واختلال المعنى والمبنى، إلّا أنها استُخدمت في إظهار إعجاز بيان القرآن وسلاسته وتناسبه.
    Hem otlar, ağaçlar sizin rızkınızı düşünüp merhameten size meyveleri, hububatı yetiştirmekten pek çok uzak olduğundan, âyet gösteriyor ki onlar bir Hakîm-i Rahîm’in perde arkasından uzattığı ipler ve şeritlerdir ki nimetlerini onlara takmış, zîhayatlara uzatıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، من كان ذا قلبٍ غيرَ سقيم، وعقل مستقيم، ووجدان غيرِ مريض، وذوق سليم، يرى في بيان القرآن سلاسةً جميلة وتناسقا لطيفا ونغمة لذيذة وفصاحة فريدة. فمن كانت له عين سليمة في بصيرته، فلا ريب أنه يرى في القرآن عينا ترى كل الكائنات ظاهرا وباطنا بوضوح تام كأنها صحيفة واحدة، يقلّبها كيف يشاء، فيعرّف معانيَها على ما يشاء من أسلوب.
    İşte şu beyanattan Rahîm, Rezzak, Mün’im, Kerîm gibi çok esmanın matla’ları görünüyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو أردنا توضيح حقيقة هذا النور الأول بأمثلة، لاحتجنا إلى بضعة مجلدات. لذا نكتفي بالإيضاحات التي تخص هذه الحقيقة في كل من «الرسائل العربية» (<ref>
    '''Hem mesela'''
    وهي اثنتا عشرة رسالة ضمن كتاب «المثنوي العربي النوري».
    </div>
    </ref>) و«إشارات الإعجاز» والكلمات الخمس والعشرين السابقة. بل القرآنُ الكريم بكامله مثال لهذه الحقيقة. أبيّنه كله دفعة واحدة.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İKİNCİ_NURU"></span>
    اَلَم۟ تَرَ اَنَّ اللّٰهَ يُز۟جٖى سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَي۟نَهُ ثُمَّ يَج۟عَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى ال۟وَد۟قَ يَخ۟رُجُ مِن۟ خِلَالِهٖ وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَٓاءِ مِن۟ جِبَالٍ فٖيهَا مِن۟ بَرَدٍ فَيُصٖيبُ بِهٖ مَن۟ يَشَٓاءُ وَ يَص۟رِفُهُ عَن۟ مَن۟ يَشَٓاءُ يَكَادُ سَنَا بَر۟قِهٖ يَذ۟هَبُ بِال۟اَب۟صَارِ۝
    === النور الثاني ===
    يُقَلِّبُ اللّٰهُ الَّي۟لَ وَ النَّهَارَ اِنَّ فٖى ذٰلِكَ لَعِب۟رَةً لِاُولِى ال۟اَب۟صَارِ ۝ وَاللّٰهُ خَلَقَ كُلَّ دَٓابَّةٍ مِن۟ مَٓاءٍ فَمِن۟هُم۟ مَن۟ يَم۟شٖى عَلٰى بَط۟نِهٖ وَ مِن۟هُم۟ مَن۟ يَم۟شٖى عَلٰى رِج۟لَي۟نِ وَ مِن۟هُم۟ مَن۟ يَم۟شٖى عَلٰٓى اَر۟بَعٍ يَخ۟لُقُ اللّٰهُ مَا يَشَٓاءُ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يبحث هذا النور عن مزية الإعجاز في الأسلوب البديع للقرآن في الخلاصات (الفذلكات) والأسماء الحسنى التي تنتهي بها الآياتُ الكريمة:
    İşte şu âyet, mu’cizat-ı rububiyetin en mühimlerinden ve hazine-i rahmetin en acib perdesi olan bulutların teşkilatında yağmur yağdırmaktaki tasarrufat-ı acibeyi beyan ederken güya bulutun eczaları cevv-i havada dağılıp saklandığı vakit, istirahate giden neferat misillü bir boru sesiyle toplandığı gibi emr-i İlahî ile toplanır, bulut teşkil eder. Sonra küçük küçük taifeler bir ordu teşkil eder gibi o parça parça bulutları telif edip kıyamette seyyar dağlar cesamet ve şeklinde ve rutubet ve beyazlık cihetinde kar ve dolu keyfiyetinde olan o sehab parçalarından âb-ı hayatı bütün zîhayata gönderiyor. Fakat o göndermekte bir irade, bir kasd görünüyor. Hâcata göre geliyor, demek gönderiliyor. Cevv berrak, safi, hiçbir şey yokken bir mahşer-i acayip gibi dağvari parçalar kendi kendine toplanmıyor; belki zîhayatı tanıyan birisidir ki gönderiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تنبيه
    İşte şu mesafe-i maneviyede Kadîr, Alîm, Mutasarrıf, Müdebbir, Mürebbi, Mugîs, Muhyî gibi esmaların matla’ları görünüyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سترد آيات كثيرة في هذا النور الثاني، وهي ليست خاصة به وحدَه بل تكون أمثلةً أيضا لما ذُكر من المسائل والأشعة. ولو أردنا أن نوفي هذه الأمثلة حقها من الإيضاح لطال بنا البحث، بيد أني أراني مضطرا في الوقت الحاضر إلى الاختصار والإجمال، لذا فقد أشرنا إشارة في غاية الاختصار والإجمال إلى الآيات التي أوردناها مثالا لبيان هذا السر العظيم سرِّ الإعجاز مؤجِّلين تفصيلاتِها إلى وقت آخر.
    '''SEKİZİNCİ MEZİYET-İ CEZALET'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالقرآن الكريم يذكر في أكثر الأحيان قسما من الخلاصات والفذلكات في خاتمة الآيات. فتلك الخلاصات إما أنها تتضمن الأسماء الحسنى أو معناها، وإما أنها تحيل قضاياها إلى العقل وتحثه على التفكر والتدبر فيها.. أو تتضمن قاعدةً كلية من مقاصد القرآن فتؤيد بها الآية وتؤكدها.
    Kur’an kâh oluyor ki Cenab-ı Hakk’ın âhirette hârika ef’allerini kalbe kabul ettirmek için ihzariye hükmünde ve zihni tasdike müheyya etmek için bir i’dadiye suretinde dünyadaki acayip ef’alini zikreder veyahut istikbalî ve uhrevî olan ef’al-i acibe-i İlahiyeyi öyle bir surette zikreder ki meşhudumuz olan çok nazireleriyle onlara kanaatimiz gelir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي تلك الفذلكات بعضُ إشارات من حكمة القرآن العالية، وبعض رشاشات من ماء الحياة للهداية الإلهية، وبعض شرارات من بوارق إعجاز القرآن.
    '''Mesela'''
    اَوَ لَم۟ يَرَ ال۟اِن۟سَانُ اَنَّا خَلَق۟نَاهُ مِن۟ نُط۟فَةٍ فَاِذَا هُوَ خَصٖيمٌ مُبٖينٌ tâ surenin âhirine kadar… İşte şu bahiste haşir meselesinde Kur’an-ı Hakîm, haşri ispat için yedi sekiz surette muhtelif bir tarzda ispat ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ونحن الآن نذكر إجمالا «عشر إشارات» فقط من تلك الإشارات الكثيرة جدا، كما نشير إلى مثال واحد فقط من كثير من أمثلتها، وإلى معنى إجمالي لحقيقة واحدة فقط من بين الحقائق الكثيرة لكل مثال.
    Evvela, neş’e-i ûlâyı nazara verir. Der ki: Nutfeden alakaya, alakadan mudgaya, mudgadan tâ hilkat-i insaniyeye kadar olan neş’etinizi görüyorsunuz. Nasıl oluyor ki neş’e-i uhrayı inkâr ediyorsunuz? O, onun misli, belki daha ehvenidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا وإن أكثر هذه الإشارات العشر تجتمع في أكثر الآيات معا مكونة نقشا إعجازيا حقيقيا. وإن أكثر الآيات التي نأتي بها مثالا هي أمثلة لأكثر الإشارات. فنبين من كل آية إشارة واحدة مشيرين إشارة خفيفة إلى معاني تلك الآيات التي ذكرناها في «كلمات» سابقة.
    Hem Cenab-ı Hak, insana karşı ettiği ihsanat-ı azîmeyi اَلَّذٖى جَعَلَ لَكُم۟ مِنَ الشَّجَرِ ال۟اَخ۟ضَرِ نَارًا kelimesiyle işaret edip der: Size böyle nimet eden zat, sizi başıboş bırakmaz ki kabre girip kalkmamak üzere yatasınız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مزية الجزالة الأولى
    Hem remzen der: Ölmüş ağaçların dirilip yeşillenmesini görüyorsunuz. Odun gibi kemiklerin hayat bulmasını kıyas edemeyip istib’ad ediyorsunuz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن القرآن الكريم -ببياناته المعجزة- يبسط أفعال الصانع الجليل ويفرش آثاره أمام النظر، ثم يستخرج من تلك الأفعال والآثار الأسماءَ الإلهية، أو يثبت مقصدا من مقاصد القرآن الأساسية كالحشر والتوحيد.
    Hem semavat ve arzı halk eden, semavat ve arzın meyvesi olan insanın hayat ve mematından âciz kalır mı? Koca ağacı idare eden, o ağacın meyvesine ehemmiyet vermeyip başkasına mal eder mi? Bütün ağacın neticesini terk etmekle bütün eczasıyla hikmetle yoğrulmuş hilkat şeceresini abes ve beyhude yapar mı zannedersiniz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمن أمثلة المعنى الأول: قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذ۪ي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْاَرْضِ جَم۪يعًا ثُمَّ اسْتَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ فَسَوّٰيهُنَّ سَبْعَ سَمٰوَاتٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾ (البقرة:٢٩)
    Der: Haşirde sizi ihya edecek zat, öyle bir zattır ki bütün kâinat, ona emirber nefer hükmündedir. “Emr-i kün feyekûn”e karşı kemal-i inkıyad ile serfürû eder. Bir baharı halk etmek bir çiçek kadar ona ehven gelir. Bütün hayvanatı icad etmek, bir sinek icadı kadar kudretine kolay gelir bir zattır. Öyle bir zata karşı   مَن۟ يُح۟يِى ال۟عِظَامَ   deyip kudretine karşı taciz ile meydan okunmaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن أمثلة المعنى الثاني: قوله تعالى: ﴿ اَلَمْ نَجْعَلِ الْاَرْضَ مِهَادًاۙ ❀ وَالْجِبَالَ اَوْتَادًاۖ ❀ وَخَلَقْنَاكُمْ اَزْوَاجًا ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ اِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ م۪يقَاتًا ﴾ (النبأ).
    Sonra فَسُب۟حَانَ الَّذٖى بِيَدِهٖ مَلَكُوتُ كُلِّ شَى۟ءٍ tabiriyle her şeyin dizgini elinde, her şeyin anahtarı yanında, gece ve gündüzü, kış ve yazı bir kitap sahifeleri gibi kolayca çevirir; dünya ve âhireti, iki menzil gibi bunu kapar, onu açar bir Kadîr-i Zülcelal’dir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي الآية الأولى: يعرض القرآن الآثار الإلهية العظيمة التي تدل بغاياتها ونظمها على علم الله وقدرته، يذكرها مقدّمةً لنتيجة مهمة وقصدٍ جليل ثم يستخرج اسم الله «العليم». وفي الآية الثانية: يذكر أفعال الله الكبرى وآثاره العظمى، ويستنتج منها الحشر الذي هو يوم الفصل، كما وُضّح في النقطة الثالثة من الشعاع الأول من الشعلة الأولى.
    Madem böyledir, bütün delailin neticesi olarak   وَ اِلَي۟هِ تُر۟جَعُونَ   yani “Kabirden sizi ihya edip haşre getirip huzur-u kibriyasında hesabınızı görecektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النكتة البلاغية الثانية
    İşte şu âyetler, haşrin kabulüne zihni müheyya etti, kalbi de hazır etti. Çünkü nezairini dünyevî ef’al ile de gösterdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الكريم ينشر منسوجات الصنعة الإلهية ويعرضها على أنظار البشر ثم يلفّها ويطويها في الخلاصة ضمن الأسماء الإلهية، أو يحيلها إلى العقل.
    Hem kâh oluyor ki ef’al-i uhreviyesini öyle bir tarzda zikreder ki dünyevî nezairlerini ihsas etsin, tâ istib’ad ve inkâra meydan kalmasın.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمن أمثلة الأول: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَٓاءِ وَالْاَرْضِ اَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْاَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْاَمْرَۜ فَسَيَقُولُونَ اللّٰهُۚ فَقُلْ اَفَلَا تَتَّقُونَ ❀ فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ﴾ (يونس:٣١-٣٢)
    '''Mesela'''    اِذَا الشَّم۟سُ كُوِّرَت۟ … الخ   ve   اِذَا السَّمَٓاءُ ان۟فَطَرَت۟ … الخ      ve   اِذَا السَّمَٓاءُ ان۟شَقَّت۟
    İşte şu surelerde kıyamet ve haşirdeki inkılabat-ı azîmeyi ve tasarrufat-ı rububiyeti öyle bir tarzda zikreder ki insan onların nazirelerini dünyada, mesela güzde, baharda gördüğü için kalbe dehşet verip akla sığmayan o inkılabatı kolayca kabul eder. Şu üç surenin meal-i icmalîsine işaret dahi pek uzun olur. Onun için bir tek kelimeyi numune olarak göstereceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيقول أولا: «مَن الذي هَيَّأ السماء والأرض وجعلهما مخازن ومستودعاتٍ لرزقكم، فأنـزل من هناك المطر ويُخرج من هنا الحبوب ؟ ومَن غيرُ الله يستطيع أن يجعل السماء والأرض العظيمتين في حكم خازنين مطيعين لحكمه؟ فالشكر والحمد إذن له وحده».
    '''Mesela''' اِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت۟   kelimesi ifade eder ki haşirde herkesin bütün a’mali bir sahife içinde yazılı olarak neşrediliyor. Şu mesele, kendi kendine çok acayip olduğundan akıl ona yol bulamaz. Fakat surenin işaret ettiği gibi haşr-i baharîde başka noktaların naziresi olduğu gibi şu neşr-i suhuf naziresi pek zâhirdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويقول في الفقرة الثانية: «أمّن هو مالك أسماعكم وأبصاركم التي هي أثمن ما في أعضائكم؟ من أي مصنع أو محل ابتعتموها؟ فالذي منحكم هذه الحواس اللطيفة من عين وسمع إنما هو ربُّكم! وهو الذي خلقكم وربّاكم، ومنحها لكم، فالرب إذن إنما هو وحده المستحق للعبادة ولا يستحقها غيره».
    Çünkü her meyvedar ağacın, ya çiçekli bir otun da amelleri var, fiilleri var, vazifeleri var, esma-i İlahiyeyi ne şekilde göstererek tesbihat etmiş ise ubudiyetleri var. İşte onun bütün bu amelleri tarih-i hayatlarıyla beraber umum çekirdeklerinde, tohumcuklarında yazılıp başka bir baharda, başka bir zeminde çıkar. Gösterdiği şekil ve suret lisanıyla, gayet fasih bir surette, analarının ve asıllarının a’malini zikrettiği gibi; dal, budak, yaprak, çiçek ve meyveleriyle, sahife-i a’malini neşreder. İşte gözümüzün önünde bu hakîmane, hafîzane, müdebbirane, mürebbiyane, latîfane şu işi yapan odur ki der:    اِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت۟
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويقول في الفقرة الثالثة: «أمّن يحيى مئات الآلاف من الطوائف الميتة كما يحيى الأرض؟ فمن غيرُ الحق سبحانه وخالقُ الكون يَقْدِر أن يفعل هذا الأمر؟ فلا ريب أنه هو الذي يفعل وهو الذي يحيى الأرض الميتة. فما دام هو الحق فلن تضيع عنده الحقوق، وسيبعثكم إلى محكمة كبرى وسيحييكم كما يحيى الأرض».
    Başka noktaları buna kıyas eyle, kuvvetin varsa istinbat et. Sana yardım için bunu da söyleyeceğiz. İşte اِذَا الشَّم۟سُ كُوِّرَت۟   
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويقول في الفقرة الرابعة: «مَن غيرُ الله يستطيع أن يدبّر شؤون هذا الكون العظيم ويدير أمره إدارةً منسقة منظمة بسهولة إدارة قصر أو مدينة؟ فما دام ليس هناك غير الله، فلا نقص إذن في القدرة القادرة على إدارة هذا الكون العظيم، بكل أجرامهِ، بيسر وسهولة، ولا حاجة لها إلى شريك ولا إلى معين، فهي مطلقة لا يحدها حدود. ولا يدع مَن يدبّر أمور الكون العظيم إدارة مخلوقات صغيرة إلى غيره. فأنتم إذن مضطرون لأن تقولوا: الله».
    Şu kelâm “tekvir” lafzıyla, yani sarmak ve toplamak manasıyla, parlak bir temsile işaret ettiği gibi nazirini dahi îma eder:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فترى أن الفقرة الأولى والرابعة تقول: «الله»، وتقول الثانية: «رب». وتقول الثالثة: «الحق». فافهم مدى الإعجاز في موقع جملة ﴿ فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ﴾ .
    '''Birinci:''' Evet, Cenab-ı Hak tarafından adem ve esîr ve sema perdelerini açıp güneş gibi dünyayı ışıklandıran pırlanta-misal bir lambayı, hazine-i rahmetinden çıkarıp dünyaya gösterdi. Dünya kapandıktan sonra, o pırlantayı perdelerine sarıp kaldıracak.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا يذكر القرآن عظيم تصرفات الله سبحانه وعظيم منسوجاته ثم يذكر اليد المدبّرة لتلك الآثار الجليلة والمنسوجات العظيمة: ﴿ فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ﴾ ، أي إنه يُري منبعَ تلك التصرفات العظيمة ومصدرَها بذكر الأسماء الإلهية: الله، الرب، الحق.
    '''İkinci:''' Veya ziya metaını neşretmek ve zeminin kafasına ziyayı, zulmetle münavebeten sarmakla muvazzaf bir memur olduğunu ve her akşam o memura metaını toplattırıp gizlettiği gibi kâh olur bir bulut perdesiyle alışverişini az yapar; kâh olur ay onun yüzüne karşı perde olur, muamelesini bir derece çeker, metaını ve muamelat defterlerini topladığı gibi elbette o memur bir vakit o memuriyetten infisal edecektir. Hattâ hiçbir sebeb-i azl bulunmazsa şimdilik küçük fakat büyümeye yüz tutmuş yüzündeki iki leke büyümekle güneş yerin başına izn-i İlahî ile sardığı ziyayı, emr-i Rabbanî ile geriye alıp, güneşin başına sarıp “Haydi yerde işin kalmadı.” der, “Cehenneme git, sana ibadet edip senin gibi bir memur-u musahharı sadakatsizlikle tahkir edenleri yak.” der.   اِذَا الشَّم۟سُ كُوِّرَت۟   fermanını lekeli siyah yüzüyle yüzünde okur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن أمثلة الثاني:
    '''DOKUZUNCU NÜKTE-İ BELÂGAT'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اِنَّ ف۪ي خَلْقِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّت۪ي تَجْر۪ي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَٓا اَنْزَلَ اللّٰهُ مِنَ السَّمَٓاءِ مِنْ مَٓاءٍ فَاَحْيَا بِهِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ ف۪يهَا مِنْ كُلِّ دَٓابَّةٍۖ وَتَصْر۪يفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَٓاءِ وَالْاَرْضِ لَاٰيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ (البقرة:١٦٤)
    Kur’an-ı Hakîm kâh olur cüz’î bazı maksatları zikreder. Sonra o cüz’iyat vasıtasıyla küllî makasıda zihinleri sevk etmek için o cüz’î maksadı, bir kaide-i külliye hükmünde olan esma-i hüsna ile takrir ederek tesbit eder, tahkik edip ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يذكر القرآن في هذه الآيات ما في خلق السماوات والأرض من تجلي سلطنة الألوهية الذي يُظهر تجلي كمالَ قدرته سبحانه وعظمةَ ربوبيته، ويَشهد على وحدانيته.. ويذكر تجلي الربوبية في اختلاف الليل والنهار، وتجلي الرحمة بتسخير السفينة وجريانها في البحر التي هي من الوسائل العظمى للحياة الاجتماعية، وتجلي عظمة القدرة في إنزال الماء الباعث على الحياة من السماء إلى الأرض الميتة وإحيائها مع طوائفها التي تزيد على مئات الآلاف، وجعلها في صورة معرض للعجائب والغرائب.. كما يذكر تجلِّي الرحمة والقدرة في خلق ما لا يُحد من الحيوانات المختلفة من تراب بسيط.. كما يذكر تجلِّي الرحمة والحكمة من توظيف الرياح بوظائف جليلة كتلقيح النباتات وتنفسها، وجعلها صالحةً في ترديد أنفاس الأحياء بتحريكها وإدارتها.. كما يذكر تجلِّي الربوبية في تسخير السُحب وجمعها وتفريقها وهي معلقة بين السماء والأرض كأنها جنود منصاعون للأوامر يتفرقون للراحة ثم يجمّعون لتلقي الأوامر في عرض عظيم.
    '''Mesela'''
    قَد۟ سَمِعَ اللّٰهُ قَو۟لَ الَّتٖى تُجَادِلُكَ فٖى زَو۟جِهَا وَتَش۟تَكٖٓى اِلَى اللّٰهِ وَاللّٰهُ يَس۟مَعُ تَحَاوُرَكُمَا اِنَّ اللّٰهَ سَمٖيعٌ بَصٖيرٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا بعد سرد منسوجات الصنعة الإلهية يسوق العقلَ إلى اكتناه حقائقها تفصيلا فيقول: ﴿ لَاٰيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ آخذا بزمام العقل إلى التدبّر موقظا إياه إلى التفكّر.
    İşte Kur’an der: “Cenab-ı Hak, Semî’-i Mutlak’tır, her şeyi işitir. Hattâ en cüz’î bir macera olan ve zevcinden teşekki eden bir zevcenin sana karşı mücadelesini Hak ismiyle işitir. Hem rahmetin en latîf cilvesine mazhar ve şefkatin en fedakâr bir hakikatine maden olan bir kadının haklı olarak zevcinden davasını ve Cenab-ı Hakk’a şekvasını umûr-u azîme suretinde Rahîm ismiyle ehemmiyetle işitir ve Hak ismiyle ciddiyetle bakar.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مزيّة الجزالة الثالثة
    İşte bu cüz’î maksadı küllîleştirmek için mahlukatın en cüz’î bir hâdisesini işiten, gören; kâinatın daire-i imkânîsinden hariç bir zat, elbette her şeyi işitir, her şeyi görür bir zat olmak lâzım gelir. Ve kâinata Rab olan, kâinat içinde mazlum küçük mahlukların dertlerini görmek, feryatlarını işitmek gerektir. Dertlerini görmeyen, feryatlarını işitmeyen, “Rab” olamaz. Öyle ise   اِنَّ اللّٰهَ سَمٖيعٌ بَصٖيرٌ   cümlesiyle iki hakikat-i azîmeyi tesbit eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الكريم قد يذكر أفعال الله سبحانه بالتفصيل، ثم بعد ذلك يوجزها ويجمِلها بخلاصة. فهو بتفصيلها يورث القناعة والاطمئنان، وبإيجازها وإجمالها يسهّل حفظها وتقييدها.
    '''Hem mesela'''
    سُب۟حَانَ الَّذٖٓى اَس۟رٰى بِعَب۟دِهٖ لَي۟لًا مِنَ ال۟مَس۟جِدِ ال۟حَرَامِ اِلَى ال۟مَس۟جِدِ ال۟اَق۟صَى الَّذٖى بَارَك۟نَا حَو۟لَهُ لِنُرِيَهُ مِن۟ اٰيَاتِنَا اِنَّهُ هُوَ السَّمٖيعُ ال۟بَصٖيرُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: ﴿ وَكَذٰلِكَ يَجْتَب۪يكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْو۪يلِ الْاَحَاد۪يثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلٰٓى اٰلِ يَعْقُوبَ كَمَٓا اَتَمَّهَا عَلٰٓى اَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ اِبْرٰه۪يمَ وَاِسْحٰقَۜ اِنَّ رَبَّكَ عَل۪يمٌ حَك۪يمٌ ﴾ (يوسف:٦).
    İşte Kur’an, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın mi’racının mebdei olan Mescid-i Haram’dan Mescid-i Aksa’ya olan seyeranını zikrettikten sonra   اِنَّهُ هُوَ السَّمٖيعُ ال۟بَصٖيرُ   der.   اِنَّهُ   deki zamir, ya Cenab-ı Hakk’adır veyahut Peygamberedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يشير بهذه الآية إلى النعم التي أنعمها الله على سيدنا يوسف وعلى آبائه من قبل، فيقول: إن الله تعالى هو الذي اصطفاكم من بنى آدم لمقام النبوة وجعل سلسلة جميع الأنبياء مرتبطة بسلسلتكم وسوّدها على سائر سلاسل بني البشر، كما جعل أسرتكم موضع تعليم وهداية، تلقّن العلوم الإلهية والحكمة الربانية، فجمَع فيكم سلطنة الدنيا السعيدة وسعادة الآخرة الخالدة، وجعلك بالعلم والحكمة عزيزا لمصر ونبيا عظيما ومرشدا حكيما.. فبعد أن يذكر تلك النعم ويعدّدها وكيف أن الله قد جعله هو وآباءه ممتازَين بالعلم والحكمة، يقول: ﴿ إِنّ رَبَّكَ عَلِيم حَكِيم ﴾ أي اقتضت ربوبيته وحكمته أن يجعلك وآباءك تحظَون بنور اسم «العليم الحكيم». وهكذا أجمل تلك النعم المفصّلة بهذه الخلاصة.
    Peygambere göre olsa şöyle oluyor ki: “Bu seyahat-i cüz’îde, bir seyr-i umumî, bir urûc-u küllî var ki tâ Sidretü’l-münteha’ya, tâ Kab-ı Kavseyn’e kadar, meratib-i külliye-i esmaiyede gözüne, kulağına tezahür eden âyât-ı Rabbaniyeyi ve acayib-i sanat-ı İlahiyeyi işitmiş, görmüştür.” der. O küçük, cüz’î seyahati; küllî ve mahşer-i acayip bir seyahatin anahtarı hükmünde gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: قوله تعالى: ﴿ قُلِ اللّٰهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَٓاءُ ﴾ (آل عمران:٢٦) إلى قوله تعالى: ﴿ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَٓاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (آل عمران:٢٧).
    Eğer zamir, Cenab-ı Hakk’a râci olsa şöyle oluyor ki: “Bir abdini bir seyahatte huzuruna davet edip bir vazife ile tavzif etmek için Mescid-i Haram’dan mecma-ı enbiya olan Mescid-i Aksa’ya gönderip enbiyalarla görüştürüp bütün enbiyaların usûl-ü dinlerine vâris-i mutlak olduğunu gösterdikten sonra, tâ Kab-ı Kavseyn’e kadar mülk ü melekûtunda gezdirdi.” İşte çendan o zat bir abddir, bir mi’rac-ı cüz’îde seyahat eder. Fakat bu abdde bütün kâinata taalluk eden bir emanet beraberdir. Hem şu kâinatın rengini değiştirecek bir nur beraberdir. Hem saadet-i ebediyenin kapısını açacak bir anahtar beraber olduğu için Cenab-ı Hak kendi zatını bütün eşyayı işitir ve görür sıfatıyla tavsif eder. Tâ o emanet, o nur, o anahtarın cihanşümul hikmetlerini göstersin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تعرض هذه الآية أفعال الله سبحانه في المجتمع الإنساني وتفيد بأن العزة والذلة والفقر والغنى مربوطة مباشرة بمشيئة الله وإرادته تعالى. أي «إن التصرف في أكثر طبقات الكثرة تشتتا إنما هو بمشيئة الله وتقديره فلا دخل للمصادفة قط».
    '''Hem mesela'''
    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ فَاطِرِ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ جَاعِلِ ال۟مَلٰٓئِكَةِ رُسُلًا اُولٖٓى اَج۟نِحَةٍ مَث۟نٰى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزٖيدُ فِى ال۟خَل۟قِ مَا يَشَٓاءُ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فبعد أن أعطت الآية هذا الحكم، تقول: إن أعظم شيء في الحياة الإنسانية هو رزقُه. فتثبت ببضع مقدّمات أن الرزق إنما يُرسل مباشرة من خزينة الرزاق الحقيقي؛ إذ إن رزقَكم منوط بحياة الأرض، وحياة الأرض منوطة بالربيع، والربيع إنما هو بيد من يسخّر الشمس والقمر ويكوّر الليل والنهار. إذن فإن منح تفاحة لإنسان رزقا حقيقيا، إنما هو من فعل مَن يملأ الأرض بأنواع الثمرات، وهو الرزاق الحقيقي. وبعد ذلك يجمُل القرآن ويثبت تلك الأفعال المفصّلة بهذه الخلاصة: ﴿ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَٓاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.
    İşte şu surede, “Semavat ve arzın Fâtır-ı Zülcelal’i, semavat ve arzı öyle bir tarzda tezyin edip âsâr-ı kemalini göstermekle hadsiz seyircilerinden Fâtır’ına hadsiz medh ü senalar ettiriyor ve öyle de hadsiz nimetlerle süslendirmiş ki sema ve zemin bütün nimetlerin ve nimet-dîdelerin lisanlarıyla o Fâtır-ı Rahman’ına nihayetsiz hamd ü sitayiş ederler.” dedikten sonra, yerin şehirleri ve memleketleri içinde Fâtır’ın verdiği cihazat ve kanatlarıyla seyr ü seyahat eden insanlarla hayvanat ve tuyûr gibi; semavî saraylar olan yıldızlar ve ulvi memleketleri olan burçlarda gezmek ve tayeran etmek için o memleketin sekeneleri olan meleklerine kanat veren Zat-ı Zülcelal, elbette her şeye kadîr olmak lâzım gelir. Bir sineğe, bir meyveden bir meyveye; bir serçeye, bir ağaçtan bir ağaca uçmak kanadını veren, Zühre’den Müşteri’ye, Müşteri’den Zühal’e uçacak kanatları o veriyor. Hem melâikeler, sekene-i zemin gibi cüz’iyete münhasır değiller, bir mekân-ı muayyen onları kaydedemiyor. Bir vakitte dört veya daha ziyade yıldızlarda bulunduğuna işaret مَث۟نٰى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ   kelimeleriyle tafsil verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النكتة البلاغية الرابعة
    İşte şu hâdise-i cüz’iye olan “Melâikeleri kanatlarla teçhiz etmek” tabiriyle, gayet küllî ve umumî bir azamet-i kudretin destgâhına işaret ederek   اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ   fezlekesiyle tahkik edip tesbit eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن قد يذكر المخلوقات الإلهية مرتبةً بترتيب معين، ثم يبين به أن في المخلوقات نظاما وميزانا، يُريان ثمرة المخلوقات. وكأنه يُضفي نوعا من الشفافية والسطوع على المخلوقات التي تظهر منها الأسماءُ الإلهية المتجلية فيها، فكأن تلك المخلوقات المذكورة ألفاظ، وهذه الأسماء معانيها، أو أنها ثمرات وهذه الأسماء نواها أو لبابُها.
    '''ONUNCU NÜKTE-İ BELÂGAT'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا:
    Kâh oluyor âyet, insanın isyankârane amellerini zikreder, şedit bir tehdit ile zecreder. Sonra şiddet-i tehdit, yeise ve ümitsizliğe atmamak için rahmetine işaret eden bir kısım esma ile hâtime verir, teselli eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ ط۪ينٍۚ ❀ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً ف۪ي قَرَارٍ مَك۪ينٍۖ ❀ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًاۗ ثُمَّ اَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا اٰخَرَۜ فَتَبَارَكَ اللّٰهُ اَحْسَنُ الْخَالِق۪ينَ ﴾ (المؤمنون:١٢-١٤).
    '''Mesela'''
    قُل۟ لَو۟ كَانَ مَعَهُٓ اٰلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ اِذًا لَاب۟تَغَو۟ا اِلٰى ذِى ال۟عَر۟شِ سَبٖيلًا ۝ سُب۟حَانَهُ وَتَعَالٰى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبٖيرًا ۝ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّب۟عُ وَال۟اَر۟ضُ وَمَن۟ فٖيهِنَّ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ وَ لٰكِن۟ لَا تَف۟قَهُونَ تَس۟بٖيحَهُم۟ اِنَّهُ كَانَ حَلٖيمًا غَفُورًا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يذكر القرآنُ خلق الإنسان وأطواره العجيبة الغريبة البديعة المنتظمة الموزونة ذكرا مرتبا يبيّن كالمرآة ﴿ فَتَبَارَكَ اللّٰهُ اَحْسَنُ الْخَالِق۪ينَ ﴾ ، حتى كأن كلَّ طور يبين نفسَه ويوحي بنفسه هذه الآية، بل حتى قالها قبل مجيئها أحدُ كتّاب الوحي حينما كان يكتب هـذه الآية، فذهب به الظن إلى أن يقول: أ أوحي إليّ أيضا؟ (<ref>
    İşte şu âyet der ki: De: Eğer dediğiniz gibi mülkünde şeriki olsaydı elbette arş-ı rububiyetine el uzatıp müdahale eseri görünecek bir derecede bir intizamsızlık olacaktı. Halbuki yedi tabaka semavattan tut tâ hurdebînî zîhayatlara kadar, her bir mahluk küllî olsun cüz’î olsun, küçük olsun büyük olsun, mazhar olduğu bütün isimlerin cilve ve nakışları dilleriyle, o esma-i hüsnanın Müsemma-i Zülcelal’ini tesbih edip şerik ve nazirden tenzih ediyorlar.
    انظر: الألوسي، روح المعاني ١٦/١٨.
    </div>
    </ref>) والحال أنّ كمال نظام الكلام الأول وشفافيته الرائقة وانسجامه التام يُظهر نفسه قبل مجيء هذه الكلمة.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا قوله تعالى: ﴿ اِنَّ رَبَّكُمُ اللّٰهُ الَّذ۪ي خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوٰى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَث۪يثًاۙ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَمْرِه۪ۜ اَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْاَمْرُۜ تَبَارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ (الأعراف:٥٤).
    Evet, nasıl ki sema güneşler, yıldızlar denilen nur-efşan kelimatıyla, hikmet ve intizamıyla, onu takdis ediyor, vahdetine şehadet ediyor ve cevv-i hava dahi bulutların sesiyle, berk ve ra’d ve katrelerin kelimatıyla onu tesbih ve takdis ve vahdaniyetine şehadet eder. Öyle de zemin, hayvanat ve nebatat ve mevcudat denilen hayattar kelimatıyla Hâlık-ı Zülcelal’ini tesbih ve tevhid etmekle beraber, her bir ağacı, yaprak ve çiçek ve meyvelerin kelimatıyla yine tesbih edip birliğine şehadet eder. Öyle de en küçük mahluk, en cüz’î bir masnû, küçüklüğü ve cüz’iyetiyle beraber, taşıdığı nakışlar ve keyfiyetler işaretiyle pek çok esma-i külliyeyi göstermek ile Müsemma-yı Zülcelal’i tesbih edip vahdaniyetine şehadet eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يبين القرآن في هذه الآية عظمةَ القدرة الإلهية وسلطنةَ الربوبية، بوجه يدلّ على قدير ذي جلال استوى على عرش ربوبيته ويسطّر آيات ربوبيته على صحائف الكون، ويحوّل الليل والنهار كأنهما شريطان يعقب أحدهما الآخر. والشمس والقمر والنجوم متهيئة لتلقي الأوامر كجنود مطيعين. لذا فكل روح ما إن تسمع هذه الآية إلّا وتقول: «تبارك الله ربُّ العالمين.. بارك الله.. ما شاء الله». أي إن جملة: ﴿ تَبَارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ تجري مجرى الخلاصة لما سبق من الجمل، وهي بحكم نواتِها وثمرتِها وماء حياتها.
    İşte bütün kâinat birden, bir lisan ile müttefikan Hâlık-ı Zülcelal’ini tesbih edip vahdaniyetine şehadet ederek kendilerine göre muvazzaf oldukları vazife-i ubudiyeti, kemal-i itaatle yerine getirdikleri halde, şu kâinatın hülâsası ve neticesi ve nazdar bir halifesi ve nâzenin bir meyvesi olan insan, bütün bunların aksine, zıddına olarak, ettikleri küfür ve şirkin ne kadar çirkin düşüp ne derece cezaya şayeste olduğunu ifade edip bütün bütün yeise düşürmemek için hem şunun gibi nihayetsiz bir cinayete, hadsiz çirkin bir isyana Kahhar-ı Zülcelal nasıl meydan verip kâinatı başlarına harap etmediğinin hikmetini göstermek için اِنَّهُ كَانَ حَلٖيمًا غَفُورًا   der. O hâtime ile hikmet-i imhali gösterip bir rica kapısı açık bırakır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مزية الجزالة الخامسة
    İşte şu on işarat-ı i’caziyeden anla ki âyetlerin hâtimelerindeki fezlekelerde, çok reşehat-ı hidayetiyle beraber çok lemaat-ı i’caziye vardır ki bülegaların en büyük dâhîleri, şu bedî’ üsluplara karşı kemal-i hayret ve istihsanlarından parmağını ısırmış, dudağını dişlemiş, مَا هٰذَا كَلَامُ بَشَرٍ   demiş.   اِن۟ هُوَ اِلَّا وَح۟ىٌ يُوحٰى   ya hakkalyakîn olarak iman etmişler. Demek bazı âyette, bütün mezkûr işaratla beraber bahsimize girmeyen çok mezaya-yı âheri de tazammun eder ki o mezayanın icmaında öyle bir nakş-ı i’caz görünür ki kör dahi görebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن قد يذكر الجزئيات المادية المعرَّضة للتغير والتي تكون مناط مختلف الكيفيات والأحوال، ثم لأجل تحويلها إلى حقائقَ ثابتة يقيّدها ويُجْمِلها بالأسماء الإلهية التي هي نورانية وكلية وثابتة. أو يأتي بخلاصة تسوق العقلَ إلى التفكر والاعتبار.
    === İKİNCİ ŞULENİN ÜÇÜNCÜ NURU ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن أمثلة المعنى الأول: ﴿ وَعَلَّمَ اٰدَمَ الْاَسْمَٓاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلٰٓئِكَةِ فَقَالَ اَنْبِؤُ۫ن۪ي بِاَسْمَٓاءِ هٰٓؤُ۬لَٓاءِ اِنْ كُنْتُمْ صَادِق۪ينَ ❀ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ  ﴾ (البقرة:٣١-٣٢).  
    Şudur ki: Kur’an, başka kelâmlarla kabil-i kıyas olamaz. Çünkü '''kelâmın tabakaları, ulviyet ve kuvvet ve hüsn-ü cemal cihetinden dört menbaı var. Biri mütekellim, biri muhatap, biri maksat, biri makamdır.''' Ediblerin, yanlış olarak yalnız makam gösterdikleri gibi değildir. Öyle ise sözde “Kim söylemiş? Kime söylemiş? Ne için söylemiş? Ne makamda söylemiş?” ise bak. Yalnız söze bakıp durma. Madem kelâm kuvvetini, hüsnünü bu dört menbadan alır. Kur’an’ın menbaına dikkat edilse Kur’an’ın derece-i belâgatı, ulviyet ve hüsnü anlaşılır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الآية تذكر أولا حادثة جزئية هي أن سبب تفضيل آدم في الخلافة على الملائكة هو «العلم». ومن بعد ذلك تذكر حادثة مغلوبية الملائكة أمام سيدنا آدم في قضية العلم. ثم تعقّب ذلك بإجمال هاتين الحادثتين بذكر اسمين كليين من الأسماء الحسنى: ﴿ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾. بمعنى أن الملائكة يقولون: أنت العليم يا رب فعلّمتَ آدم فغَلَبنا وأنت الحكيم فتمنحنا كلَّ ما هو ملائم لاستعدادنا، وتفضّله علينا باستعداداته.
    Evet, madem kelâm mütekellime bakıyor. Eğer o kelâm emir ve nehiy ise mütekellimin derecesine göre irade ve kudreti de tazammun eder. O vakit söz mukavemetsûz olur; maddî elektrik gibi tesir eder, kelâmın ulviyet ve kuvveti o nisbette tezayüd eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن أمثلة المعنى الثاني: ﴿ وَاِنَّ لَكُمْ فِي الْاَنْعَامِ لَعِبْرَةًۜ نُسْق۪يكُمْ مِمَّا ف۪ي بُطُونِه۪ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَٓائِغًا لِلشَّارِب۪ينَ ❀ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخ۪يلِ وَالْاَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًاۜ اِنَّ ف۪ي ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ❀ وَاَوْحٰى رَبُّكَ اِلَى النَّحْلِ اَنِ اتَّخِذ۪ي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَۙ ❀ ثُمَّ كُل۪ي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُك۪ي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًاۜ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ اَلْوَانُهُ ف۪يهِ شِفَٓاءٌ لِلنَّاسِۜ اِنَّ ف۪ي ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (النحل: ٦٦-٦٩).  
    '''Mesela''' يَٓا اَر۟ضُ اب۟لَعٖى مَٓاءَكِ وَيَا سَمَٓاءُ اَق۟لِعٖى yani “Yâ arz! Vazifen bitti, suyunu yut. Yâ sema! Hâcet kalmadı, yağmuru kes.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تعرض هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى جعل الشاة، والمعزى، والبقر، و الإبل وأمثالها من المخلوقات ينابيعَ خالصةً زكية لذيذة تدفق الحليب، وجعل سبحانه العنب والتمر وأمثالهما أطباقا من النعمة وجِفانا لطيفة لذيذة.. كما جعل من أمثال النحل -التي هي معجزة من معجزات القدرة- العسل الذي فيه شفاء للناس، إلى جانب لذته وحلاوته.. وفي خاتمة المطاف تحث الآيات على التفكر والاعتبار وقياس غيرها عليها بـ ﴿ اِنَّ ف۪ي ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
    '''Mesela''' فَقَالَ لَهَا وَ لِل۟اَر۟ضِ ائ۟تِيَا طَو۟عًا اَو۟ كَر۟هًا قَالَتَٓا اَتَي۟نَا طَٓائِعٖينَ yani “Yâ arz! Yâ sema! İster istemez geliniz, hikmet ve kudretime râm olunuz. Ademden çıkıp vücudda meşhergâh-ı sanatıma geliniz.” dedi. Onlar da: “Biz kemal-i itaatle geliyoruz. Bize gösterdiğin her vazifeyi senin kuvvetinle göreceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النكتة البلاغية السادسة
    İşte kuvvet ve iradeyi tazammun eden hakiki ve nâfiz şu emirlerin kuvvet ve ulviyetine bak. Sonra insanların اُس۟كُنٖى يَا اَر۟ضُ وَان۟شَقّٖى يَا سَمَۤاءُ وَقُومٖى اَيَّتُهَا ال۟قِيَامَةُ gibi suret-i emirde cemadata hezeyanvari muhaveresi, hiç o iki emre kabil-i kıyas olabilir mi? Evet, temenniden neş’et eden arzular ve o arzulardan neş’et eden fuzuliyane emirler nerede? Hakikat-i âmiriyetle muttasıf bir âmirin iş başında hakikat-i emri nerede? Evet, emri nâfiz büyük bir âmirin mutî ve büyük bir ordusuna “Arş!” emri nerede? Ve şöyle bir emir, âdi bir neferden işitilse, iki emir sureten bir iken manen bir neferle bir ordu kumandanı kadar farkı var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الكريم قد يَنشر أحكام الربوبية على الكثرة الواسعة المنتشرة، ثم يضع عليها مظاهرَ الوحدة، ويجمعُها في نقطة توحّدها كجهة وحدة بينها، أو يمكّنها في قاعدة كلية.
    '''Mesela'''     اِنَّمَٓا اَم۟رُهُٓ اِذَٓا اَرَادَ شَي۟ئًا اَن۟ يَقُولَ لَهُ كُن۟ فَيَكُونُ
    '''Hem mesela'''     وَاِذ۟ قُل۟نَا لِل۟مَلٰٓئِكَةِ اس۟جُدُوا لِاٰدَمَ
    Şu iki âyette iki emrin kuvvet ve ulviyetine bak, sonra beşerin emirler nevindeki kelâmına bak. Acaba yıldız böceğinin güneşe nisbeti gibi kalmıyorlar mı? Evet, hakiki bir mâlikin iş başındaki bir tasviri ve hakiki bir sanatkârın işlediği vakit sanatına dair verdiği beyanatı ve hakiki bir mün’imin ihsan başında iken beyan ettiği ihsanatı, yani kavl ile fiili birleştirmek, kendi fiilini hem göze hem kulağa tasvir etmek için şöyle dese: “Bakınız! İşte bunu yaptım, böyle yapıyorum. İşte bunu bunun için yaptım. Bu böyle olacak, bunun için işte bunu böyle yapıyorum.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: قوله تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَۚ وَلَا يَؤُ۫دُهُ حِفْظُهُمَاۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظ۪يمُ ﴾ (البقرة:٢٥٥).
    '''Mesela'''
    اَفَلَم۟ يَن۟ظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَو۟قَهُم۟ كَي۟فَ بَنَي۟نَاهَا وَ زَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن۟ فُرُوجٍ
    ۝ وَال۟اَر۟ضَ مَدَد۟نَاهَا وَ اَل۟قَي۟نَا فٖيهَا رَوَاسِىَ وَ اَن۟بَت۟نَا فٖيهَا مِن۟ كُلِّ زَو۟جٍ بَهٖيجٍ ۝ تَب۟صِرَةً وَ ذِك۟رٰى لِكُلِّ عَب۟دٍ مُنٖيبٍ ۝ وَ نَزَّل۟نَا مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً مُبَارَكًا فَاَن۟بَت۟نَا بِهٖ جَنَّاتٍ وَ حَبَّ ال۟حَصٖيدِ ۝ وَالنَّخ۟لَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَل۟عٌ نَضٖيدٌ ۝ رِز۟قًا لِل۟عِبَادِ وَ اَح۟يَي۟نَا بِهٖ بَل۟دَةً مَي۟تًا كَذٰلِكَ ال۟خُرُوجُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الآية (أي آيةُ الكرسي) تأتي بعشر جُمل تمثل عشر طبقات من التوحيد في أشكال مختلفة، وتثبتها. وبعد ذلك تقطع قطعا كليا بقوة صارمة عِرق الشرك ومداخلة غير الله بـ ﴿ مَنْ ذَا الَّذ۪ي يَشْفَعُ عِنْدَهُٓ اِلَّا بِاِذْنِه۪ ﴾ . فهذه الآية لأنها قد تجلّى فيها الاسمُ الأعظم فإن معانيها من حيث الحقائق الإلهية هي في الدرجة العظمى والمقام الأسمى. إذ تبين تصرفات الربوبية في الدرجة العظمى. وبعد ذكر تدبير الألوهية الموجّه للسماوات والأرض كافة توجها في أعلى مقام وأعظم درجة، تذكر الحفيظية الشاملة المطلقة بكل معانيها. ثم تلخص منابع تلك التجليات العظمى في رابطة وحدة اتحادٍ، وجهة وحدة بقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظ۪يمُ ﴾.
    Kur’an’ın semasında şu surenin burcunda parlayan yıldız-misal cennet meyveleri gibi şu tasviratı, şu ef’alleri içindeki intizam-ı belâgatla çok tabaka haşrin delailini zikredip neticesi olan haşri   كَذٰلِكَ ال۟خُرُوجُ tabiri ile ispat edip surenin başında haşri inkâr edenleri ilzam etmek nerede? İnsanların fuzuliyane onlarla teması az olan ef’alden bahisleri nerede? Taklit suretinde çiçek resimleri; hakiki, hayattar çiçeklere nisbeti derecesinde olamaz. Şu   اَفَلَم۟ يَن۟ظُرُوا   dan tâ   كَذٰلِكَ ال۟خُرُوجُ   a kadar güzelce meali söylemek çok uzun gider. Yalnız bir işaret edip geçeceğiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ اَللّٰهُ الَّذ۪ي خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ وَاَنْزَلَ مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً فَاَخْرَجَ بِه۪ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْۚ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِاَمْرِه۪ۚ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْاَنْهَارَۚ ❀ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَٓائِبَيْنِۚ وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَۚ ❀ وَاٰتٰيكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَاَلْتُمُوهُۜ وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّٰهِ لَا تُحْصُوهَاۜ اِنَّ الْاِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ (إبراهيم:٣٢-٣٤).
    Surenin başında küffar, haşri inkâr ettiklerinden Kur’an onları haşrin kabulüne mecbur etmek için şöylece bast-ı mukaddimat eder. Der:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تبين هذه الآيات كيف أن الله تعالى قد خلق هذا الكون للإنسان في حُكم قصر، وأرسل ماء الحياة من السماء إلى الأرض، فجعل السماء والأرض مسخّرتين كأنّهما خادمان عاملان على إيصال الرزق إلى الناس كافة، كما سخّر له السفينة ليمنح الفرصة لكل أحد، ليستفيد من ثمار الأرض كافة، ليضمن له العيش فيتبادل الأفراد فيما بينهم ثمارَ سعيهم وأعمالهم. أي جعل لكلٍّ من البحر والشجر والريح أوضاعا خاصة بحيث تكون الريحُ كالسوط والسفينةُ كالفرس والبحرُ كالصحراء الواسعة تحتها. كما أنه سبحانه جعل الإنسان يرتبط مع كل ما في أنحاء المعمورة بالسفينة وبوسائطِ نقلٍ فطرية في الأنهار والروافد وسيّر له الشمس والقمر وجعلهما ملاحين مأمورين لإدارة دولاب الكائنات الكبير وإحضار الفصول المختلفة وإعداد ما فيها من نِعم إلهية. كما سخّر الليل والنهار جاعلا الليلَ لباسا وغطاءً ليخلد الإنسانُ إلى الراحة والنهارَ معاشا ليتّجر فيه.
    “Âyâ, üstünüzdeki semaya bakmıyor musunuz ki biz ne keyfiyette, ne kadar muntazam, muhteşem bir surette bina etmişiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبعد تعداد هذه النعم الإلهية تأتي الآية بخلاصة ﴿ وَاٰتٰيكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَاَلْتُمُوهُۜ وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّٰهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ لبيان مدى سعة دائرة إنعام الله تعالى على الإنسان وكيف أنها مملوءة بأنواع النعم، أي إن كل ما سأله الإنسانُ بحاجته الفطرية وبلسان استعداده قد منَحه الله تعالى إياه. فتلك النعم لا تدخل في الحصر ولا تنفد ولا تنقضي بالتعداد.
    Hem görmüyor musunuz ki nasıl yıldızlarla, ay ve güneş ile tezyin etmişiz, hiçbir kusur ve noksaniyet bırakmamışız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن كانت السماوات والأرض مائدةً من موائد نعَمه العظيمة وكانت الشمسُ والقمر والليل والنهار بعضا من تلك النِعم التي احتوتها تلك المائدة، فلا شك أن النعم المتوجهة إلى الإنسان لا تعدّ ولا تحصى.
    Hem görmüyor musunuz ki zemini size ne keyfiyette sermişiz, ne kadar hikmetle tefriş etmişiz. O yerde dağları tesbit etmişiz, denizin istilasından muhafaza etmişiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سر البلاغة السابعة
    Hem görmüyor musunuz, o yerde ne kadar güzel, rengârenk her bir cinsten çift hadravatı, nebatatı halk ettik; yerin her tarafını o güzellerle güzelleştirdik.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قد تبين الآيةُ غايات المسَبَّب وثمراته لتعزل السببَ الظاهري وتسلب منه قدرةَ الخلق والإيجاد. وليُعلَم أن السببَ ما هو إلّا ستار ظاهري؛ ذلك لأن إرادة الغايات الحكيمة والثمرات الجليلة يلزم أن يكون من شأن مَن هو عليم مطلق العلم وحكيم مطلق الحكمة، بينما سببُها جامد من غير شعور.
    Hem görmüyor musunuz, ne keyfiyette sema canibinden bereketli bir suyu gönderiyoruz. O su ile bağ ve bostanları, hububatı, yüksek leziz meyveli hurma gibi ağaçları halk edip ibadıma rızkı onunla gönderiyorum, yetiştiriyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالآية تفيد بذكر الثمرات والغايات أن الأسباب وإن بدتْ في الظاهر والوجود متصلةً مع المسببَّات إلّا أن بينهما في الحقيقة وواقع الأمر بونا شاسعا جدا.
    Hem görmüyor musunuz, o su ile ölmüş memleketi ihya ediyorum. Binler dünyevî haşirleri icad ediyorum. Nasıl bu nebatatı, kudretimle bu ölmüş memleketten çıkarıyorum; sizin haşirdeki hurucunuz da böyledir. Kıyamette arz ölüp siz sağ olarak çıkacaksınız.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن المسافة بين السبب وإيجاد المسبَّب مسافة شاسعة بحيث لا طاقة لأعظم الأسباب أن تنال إيجاد أدنى مسبَّب، ففي هذا البُعد بين السبب والمسبَّب تشرق الأسماءُ الإلهية كالنجوم الساطعة.
    İşte şu âyetin ispat-ı haşirde gösterdiği cezalet-i beyaniye –ki binden birisine ancak işaret edebildik– nerede, insanların bir dava için serdettikleri kelimat nerede?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمطالعُ تلك الأسماء هي في تلك المسافة المعنوية، إذ كما يُشاهد اتصال أذيال السماء بالجبال المحيطة بالأفق وتبدو مقرونةً بها، بينما هناك مسافة عظيمة جدا بين دائرة الأفق والسماء، كذلك فإن ما بين الأسباب والمسبَّبات مسافة معنوية عظيمة جدا لا تُرى إلّا بمنظار الإيمان ونور القرآن.
    Şu risalenin başından şimdiye kadar tahkik namına bîtarafane muhakeme suretinde, Kur’an’ın i’cazını muannid bir hasma kabul ettirmek için Kur’an’ın çok hukukunu gizli bıraktık. O güneşi, mumlar sırasına getirip muvazene ediyorduk. Şimdi tahkik vazifesini îfa edip parlak bir surette i’cazını ispat etti. Şimdi ise tahkik namına değil, hakikat namına bir iki söz ile Kur’an’ın muvazeneye gelmez hakiki makamına işaret edeceğiz:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْاِنْسَانُ اِلٰى طَعَامِه۪ۙ ❀ اَنَّا صَبَبْنَا الْمَٓاءَ صَبًّاۙ ❀ ثُمَّ شَقَقْنَا الْاَرْضَ شَقًّاۙ ❀ فَاَنْبَتْنَا ف۪يهَا حَبًّاۙ ❀ وَعِنَبًا وَقَضْبًاۙ ❀ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًاۙ ❀ وَحَدَٓائِقَ غُلْبًاۙ ❀ وَفَاكِهَةً وَاَبًّاۙ ❀ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِاَنْعَامِكُمْۜ ﴾ (عبس:٢٤-٣٢).
    Evet, sair kelâmların Kur’an’ın âyâtına nisbeti, şişelerdeki görünen yıldızların küçücük akisleriyle yıldızların aynına nisbeti gibidir. Evet, her biri birer hakikat-i sabiteyi tasvir eden, gösteren Kur’an’ın kelimatı nerede? Beşerin fikri ve duygularının âyineciklerinde kelimatıyla tersim ettikleri manalar nerede?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الآيات الكريمة تذكر معجزات القدرة الإلهية ذكرا مرتبا حكيما تربط الأسبابَ بالمسبَّبات، ثم في خاتمة المطاف تبيّن الغاية بلفظ: ﴿ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِاَنْعَامِكُمْ ﴾ فتثبت في تلك الغاية أن متصرفا مستترا وراء جميع تلك الأسباب والمسببات المتسلسلة يرى تلك الغايات ويراعيها. وتؤكد أن تلك الأسباب ما هي إلّا حجاب دونه.
    Evet, envar-ı hidayeti ilham eden ve şems ve kamerin Hâlık-ı Zülcelal’inin kelâmı olan Kur’an’ın melâike-misal zîhayat kelimatı nerede? Beşerin hevesatını uyandırmak için sehhar nefisleriyle, müzevver incelikleriyle ısırıcı kelimatı nerede? Evet, ısırıcı haşerat ve böceklerin, mübarek melâike ve nurani ruhanîlere nisbeti ne ise beşerin kelimatı, Kur’an’ın kelimatına nisbeti odur. Şu hakikatleri Yirmi Beşinci Söz ile beraber geçen yirmi dört adet Sözler ispat etmiştir. Şu davamız mücerred değil; bürhanı, geçmiş neticedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن عبارة: ﴿ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِاَنْعَامِكُمْ ﴾ تسلب جميعَ الأسباب من القدرة على الإيجاد والخلق. إذ تقول معنىً: أنّ الماء الذي ينـزل من السماء لتهيئة الأرزاق لكم ولأنعامكم لا ينـزل بنفسه، لأنه ليس له قابلية الرحمة والحنان عليكم وعلى إنعامكم كي يرأف بحالكم؛ فإذن يُرسَل إرسالا.
    Evet, her biri cevahir-i hidayetin birer sadefi ve hakaik-i imaniyenin birer menbaı ve esasat-ı İslâmiyenin birer madeni ve doğrudan doğruya arşü’r-Rahman’dan gelen ve kâinatın fevkinde ve haricinde insana bakıp inen ve ilim ve kudret ve iradeyi tazammun eden ve hitab-ı ezelî olan elfaz-ı Kur’aniye nerede? İnsanın hevaî, heva-perestane, vâhî, heves-perverane elfazı nerede?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن التراب الذي لا شعُور له، لأنه بعيد كل البعد من أن يرأف بحالكم فيهيئ لكم الرزق، فلا ينشقّ إذن بنفسه، بل هناك مَن يشقّه ويفتح أبوابه، ويناولكم النِعَم منه.
    Evet, Kur’an bir şecere-i tûba hükmüne geçip şu âlem-i İslâmiyeyi bütün maneviyatıyla, şeair ve kemalâtıyla, desatir ve ahkâmıyla yapraklar suretinde neşredip asfiya ve evliyasını birer çiçek hükmünde o ağacın âb-ı hayatıyla taze, güzel gösterip bütün kemalât ve hakaik-i kevniye ve İlahiyeyi semere verip meyvelerindeki çok çekirdekleri amelî birer düstur, birer program hükmüne geçip yine meyvedar ağaç hükmünde müteselsil hakaiki gösteren Kur’an nerede? Beşerin malûmumuz olan kelâmı nerede?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا الأشجار والنباتات، فهي بعيدة كل البعد عن تهيئة الثمرات والحبوب رأفةً بكم وتفكرا برزقكم، فما هي إلّا حبال وشرائط ممتدة من وراء ستار الغيب يمدها حكيم رحيم علّق تلك النعم بها وأرسلها إلى ذوي الحياة.
    اَي۟نَ الثَّرَا مِنَ الثُّرَيَّا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فمن هذه البيانات تظهر مطالع أسماء حسنى كثيرة كالرحيم والرزاق والمنعم والكريم.
    Bin üç yüz elli senedir Kur’an-ı Hakîm, bütün hakaikini kâinat çarşısında açıp teşhir ettiği halde; herkes, her millet, her memleket onun cevahirinden, hakaikinden almıştır ve alıyorlar. Halbuki ne o ülfet, ne o mebzuliyet, ne o mürur-u zaman, ne o büyük tahavvülatlar; onun kıymettar hakaikine, onun güzel üsluplarına halel verememiş, ihtiyarlatmamış, kurutmamış, kıymetten düşürmemiş, hüsnünü söndürmemiştir. Şu halet tek başıyla bir i’cazdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا:
    Şimdi biri çıksa, Kur’an’ın getirdiği hakaikten bir kısmına kendi hevesince çocukça bir intizam verse, Kur’an’ın bazı âyâtına muaraza için nisbet etse “Kur’an’a yakın bir kelâm söyledim.” dese öyle ahmakane bir sözdür ki mesela, taşları muhtelif cevahirden bir saray-ı muhteşemi yapan ve o taşların vaziyetinde umum sarayın nukuş-u âliyesine bakan mizanlı nakışlar ile tezyin eden bir ustanın sanatıyla; o nukuş-u âliyeden fehmi kāsır, o sarayın bütün cevahir ve ziynetlerinden bîbehre bir âdi adam, âdi hanelerin bir ustası, o saraya girip o kıymettar taşlardaki ulvi nakışları bozup çocukça hevesine göre âdi bir hanenin vaziyetine göre bir intizam, bir suret verse ve çocukların nazarına hoş görünecek bazı boncukları taksa, sonra “Bakınız, o sarayın ustasından daha ziyade maharet ve servetim var ve kıymettar ziynetlerim var.” dese divanece bir hezeyan eden bir sahtekârın nisbet-i sanatı gibidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَلَمْ تَرَ اَنَّ اللّٰهَ يُزْج۪ي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِه۪ۚ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَٓاءِ مِنْ جِبَالٍ ف۪يهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُص۪يبُ بِه۪ مَنْ يَشَٓاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَٓاءُۜ يَكَادُ سَنَا بَرْقِه۪ يَذْهَبُ بِالْاَبْصَارِۜ ❀ يُقَلِّبُ اللّٰهُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَۜ اِنَّ ف۪ي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لِاُو۬لِي الْاَبْصَارِ ❀ وَاللّٰهُ خَلَقَ كُلَّ دَٓابَّةٍ مِنْ مَٓاءٍۚ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْش۪ي عَلٰى بَطْنِه۪ۚ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْش۪ي عَلٰى رِجْلَيْنِۚ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْش۪ي عَلٰٓى اَرْبَعٍۜ يَخْلُقُ اللّٰهُ مَا يَشَٓاءُۜ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (النور:٤٣-٤٥).
    == ÜÇÜNCÜ ŞULE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الآية الكريمة حينما تبين التصرفات العجيبة في إنـزال المطر وتشكّل السحاب الذي يمثل ستار خزينة الرحمة الإلهية وأهم معجزة من معجزات الربوبية، تبيّنها كأن أجزاء السحاب كانت منتشرة ومختفية في جو السماء -كالجنود المنتشرين للراحة- فتجتمع بأمر الله وتتألف تلك الأجزاء الصغيرة مشكّلةً السحاب كما تجتمع الجنود بصوت بوق عسكري، فيرسل الماء الباعث على الحياة إلى ذوي الحياة كافة، من تلك القطع من السحاب التي هي في جسامة الجبال السيارة في القيامة وعلى صورتها. وهي في بياض الثلج والبَرَد وفي رطوبتها.. فيُشاهَد في ذلك الإرسال إرادةٌ وقصد لأنه يأتي حسب الحاجة، أي يُرسَل المطرُ إرسالا، ولا يمكن أن تجتمع تلك الأجزاء الضخمة من السحاب وكأنها جبال بنفسها في الوقت الذي نرى الجو براقا صحوا لا شيء يعكّره، بل يرسلها مَن يعرف ذوي الحياة ويعلم بحالهم.
    '''Üç ziya'''sı var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي هذه المسافة المعنوية تظهر مطالعُ الأسماء الحسنى كالقدير والعليم والمتصرف والمدبّر والمربي والمغيث والمحيي.
    === BİRİNCİ ZİYA ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مزية الجزالة الثامنة
    Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın büyük bir vech-i i’cazı On Üçüncü Söz’de beyan edilmiştir. Kardeşleri olan sair vücuh-u i’caz sırasına girmek için bu makama alınmıştır. İşte Kur’an’ın her bir âyeti, birer necm-i sâkıb gibi i’caz ve hidayet nurunu neşir ile küfür ve gaflet zulümatını dağıttığını görmek ve zevk etmek istersen kendini, Kur’an’ın nüzulünden evvel olan o asr-ı cahiliyette ve o sahra-yı bedeviyette farz et ki her şey zulmet-i cehil ve gaflet altında, perde-i cümud-u tabiata sarılmış olduğu bir anda birden Kur’an’ın lisan-ı ulvisinden سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ وَهُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ ۝ يُسَبِّحُ لِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوَاتِ وَمَا فِى ال۟اَر۟ضِ ال۟مَلِكِ ال۟قُدُّوسِ ال۟عَزٖيزِ ال۟حَكٖيمِ gibi âyetleri işit, bak: O ölmüş veya yatmış mevcudat-ı âlem سَبَّحَ ،   يُسَبِّحُ   sadâsıyla işitenlerin zihninde nasıl diriliyorlar, hüşyar oluyorlar, kıyam edip zikrediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الكريم قد يذكر من أفعال الله الدنيوية العجيبة والبديعة كي يُعدّ الأذهان للتصديق ويُحضر القلوب للإيمان بأفعاله المعجزة في الآخرة. أو إنه يصوّر الأفعالَ الإلهية العجيبة التي ستحدث في المستقبل والآخرة بشكل يجعلنا نقتنع ونطمئن إليه بما نشاهده من نظائرها العديدة.
    Hem o karanlık gökyüzünde birer camid ateşpare olan yıldızlar ve yerdeki perişan mahlukat,   تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّب۟عُ وَال۟اَر۟ضُ   sayhasıyla işitenin nazarında nasıl gökyüzü bir ağız; bütün yıldızlar birer kelime-i hikmet-nüma, birer nur-u hakikat-eda ve arz bir kafa ve berr ve bahir birer lisan ve bütün hayvanat ve nebatat birer kelime-i tesbih-feşan suretinde arz-ı dîdar eder. Yoksa bu zamandan tâ o zamana bakmakla, mezkûr zevkin dekaikini göremezsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: ﴿ اَوَلَمْ يَرَ الْاِنْسَانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَاِذَا هُوَ خَص۪يمٌ مُب۪ينٌ.. ﴾ إلى آخر سورة «يس».. هنا في قضية الحشر، يثبت القرآن الكريم ويسوق البراهين عليها، بسبع أو ثماني صور مختلفة متنوعة:
    Evet, o zamandan beri nurunu neşreden ve mürur-u zamanla ulûm-u mütearife hükmüne geçen ve sair neyyirat-ı İslâmiye ile parlayan ve Kur’an’ın güneşiyle gündüz rengini alan bir vaziyet ile veyahut sathî ve basit bir perde-i ülfet ile baksan; elbette her bir âyetin ne kadar tatlı bir zemzeme-i i’caz içinde ne çeşit zulümatı dağıttığını hakkıyla göremezsin ve birçok enva-ı i’cazı içinde bu nevi i’cazını zevk edemezsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنه يقدّم النشأة الأولى أولا، ويعرضها للأنظار قائلا: إنكم ترون نشأتكم من النطفة إلى العلقة ومن العلقة إلى المضغة ومن المضغة إلى خلق الإنسان، فكيف تنكرون إذن النشأة الأخرى التي هي مثل هذا بل أهونُ منه؟
    Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın en yüksek derece-i i’cazına bakmak istersen şu temsil dürbünüyle bak. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم يشير بـ ﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا  ﴾ إلى تلك الآلاء وذلك الإحسان والإنعام الذي أنعمه الحق سبحانه على الإنسان، فالذي ينعم عليكم مثل هذه النعم، لن يترككم سدىً ولا عبثا، لتدخلوا القبر وتناموا دون قيام.
    Gayet büyük ve garib ve gayetle yayılmış acib bir ağaç farz edelim ki o ağaç geniş bir perde-i gayb altında bir tabaka-i mestûriyet içinde saklanmıştır. Malûmdur ki bir ağacın insanın azaları gibi onun dalları, meyveleri, yaprakları, çiçekleri gibi bütün uzuvları arasında bir münasebet, bir tenasüp, bir muvazenet lâzımdır. Her bir cüzü, o ağacın mahiyetine göre bir şekil alır, bir suret verilir. İşte hiç görülmeyen –ve hâlâ görünmüyor– o ağaca dair biri çıksa, perde üstünde onun her bir azasına mukabil bir resim çekse, bir hudut çizse; daldan meyveye, meyveden yaprağa bir tenasüple bir suret tersim etse ve birbirinden nihayet uzak mebde ve müntehasının ortasında uzuvlarının aynı şekil ve suretini gösterecek muvafık tersimat ile doldursa elbette şüphe kalmaz ki o ressam bütün o gaybî ağacı gayb-aşina nazarıyla görür, ihata eder, sonra tasvir eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه يقول رمزا: إنكم ترون إحياء واخضرار الأشجار الميتة، فكيف تستبعدون اكتساب العظام الشبيهة بالحطب للحياة ولا تقيسون عليها؟
    Aynen onun gibi Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan dahi hakikat-i mümkinata dair –ki o hakikat, dünyanın iptidasından tut, tâ âhiretin en nihayetine kadar uzanmış ve arştan ferşe, zerreden şemse kadar yayılmış olan şecere-i hilkatin hakikatine dair– beyanat-ı Kur’aniye o kadar tenasübü muhafaza etmiş ve her bir uzva ve meyveye lâyık bir suret vermiştir ki bütün muhakkikler nihayet-i tahkikinde Kur’an’ın tasvirine “Mâşâallah, bârekellah” deyip “Tılsım-ı kâinatı ve muamma-yı hilkati keşif ve fetheden yalnız sensin ey Kur’an-ı Kerîm!” demişler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم هل يمكن أن يعجز مَن خلق السماوات والأرض عن إحياء الإنسان وإماتته وهو ثمرة السماوات والأرض؟ وهل يمكن من يدير أمرَ الشجرة ويرعاها أن يهمل ثمرتها ويتركها للآخرين؟! فهل تظنون أن يُترك للعبث «شجرة الخلقة» التي عُجنت جميع أجزائها بالحكمة، ويهمل ثمرتَها ونتيجتها؟
    وَ لِلّٰهِ ال۟مَثَلُ ال۟اَع۟لٰى   –temsilde kusur yok– esma ve sıfât-ı İlahiye ve şuun ve ef’al-i Rabbaniye, bir şecere-i tûba-i nur hükmünde temsil edilmekle o şecere-i nuraniyenin daire-i azameti ezelden ebede uzanıp gidiyor. Hudud-u kibriyası, gayr-ı mütenahî feza-yı ıtlakta yayılıp ihata ediyor. Hudud-u icraatı يَحُولُ بَي۟نَ ال۟مَر۟ءِ وَقَل۟بِهٖ ۝ فَالِقُ ال۟حَبِّ وَالنَّوٰى hududundan tut, tâ وَالسَّمٰوَاتُ مَط۟وِيَّاتٌ بِيَمٖينِهٖ ۝ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ فٖى سِتَّةِ اَيَّامٍ hududuna kadar intişar etmiş o hakikat-i nuraniyeyi bütün dal ve budaklarıyla, gayat ve meyveleriyle o kadar tenasüple birbirine uygun, birbirine lâyık, birbirini kırmayacak, birbirinin hükmünü bozmayacak, birbirinden tevahhuş etmeyecek bir surette o hakaik-i esma ve sıfâtı ve şuun ve ef’ali beyan eder ki bütün ehl-i keşif ve hakikat ve daire-i melekûtta cevelan eden bütün ashab-ı irfan ve hikmet, o beyanat-ı Kur’aniyeye karşı “Sübhanallah” deyip “Ne kadar doğru ne kadar mutabık ne kadar güzel ne kadar lâyık.” diyerek tasdik ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فإن الذي سيحييكم في الحشر مَن بيده مقاليد السماوات والأرض، وتخضع له الكائنات خضوع الجنود المطيعين لأمره فيسخرهم بأمر ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ تسخيرا كاملا.. ومَن عنده خلق الربيع يسيـر وهيّن كخلق زهرة واحدة، وإيجاد جميع الحيوانات سهل على قدرته كإيجاد ذبابة واحدة.. فلا ولن يُسأل للتعجيز صاحب هذه القدرة: ﴿ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ ﴾ ؟
    Mesela, bütün daire-i imkân ve daire-i vücuba bakan hem o iki şecere-i azîmenin bir tek dalı hükmünde olan imanın erkân-ı sittesi ve o erkânın dal ve budaklarının en ince meyve ve çiçekleri aralarında o kadar bir tenasüp gözetilerek tasvir eder ve o derece bir muvazenet suretinde tarif eder ve o mertebe bir münasebet tarzında izhar eder ki akl-ı beşer idrakinden âciz ve hüsnüne karşı hayran kalır. Ve o iman dalının budağı hükmünde olan İslâmiyet’in erkân-ı hamsesi aralarında ve o erkânın tâ en ince teferruatı, en küçük âdabı ve en uzak gayatı ve en derin hikemiyatı ve en cüz’î semeratına varıncaya kadar aralarında hüsn-ü tenasüp ve kemal-i münasebet ve tam bir muvazenet muhafaza ettiğine delil ise o Kur’an-ı câmiin nusus ve vücuhundan ve işarat ve rumuzundan çıkan şeriat-ı kübra-yı İslâmiyenin kemal-i intizamı ve muvazeneti ve hüsn-ü tenasübü ve resaneti; cerh edilmez bir şahid-i âdil, şüphe getirmez bir bürhan-ı kātı’dır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه بعبارة ﴿ فَسُبْحَانَ الَّذ۪ي بِيَدِه۪ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ  ﴾ يبين أنه سبحانه بيده مقاليد كل شيء، وعنده مفاتيح كل شيء، يقلّب الليل والنهار، والشتاء والصيف بكل سهولة ويسر كأنها صفحات كتاب، والدنيا والآخرة هما عنده كمنـزلين يغلق هذا ويفتح ذاك.
    '''Demek oluyor ki beyanat-ı Kur’aniye, beşerin ilm-i cüz’îsine, bâhusus bir ümminin ilmine müstenid olamaz. Belki bir ilm-i muhite istinad ediyor ve cemi’ eşyayı birden görebilir, ezel ve ebed ortasında bütün hakaiki bir anda müşahede eder bir zatın kelâmıdır. Âmennâ…'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دام الأمر هكذا فإن نتيجة جميع الدلائل هي ﴿ وَاِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ أي إنه يحييكم من القبر، ويسوقكم إلى الحشر، ويوفّي حسابَكم عند ديوانه المقدس.
    === İKİNCİ ZİYA ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا ترى أن هذه الآيات قد هَيأت الأذهان، وأحضرت القلوب لقبول قضية الحشر، بما أظهرت من نظائرها بأفعالٍ في الدنيا.
    Hikmet-i Kur’aniyenin karşısında meydan-ı muarazaya çıkan felsefe-i beşeriyenin, hikmet-i Kur’an’a karşı ne derece sukut ettiğini On İkinci Söz’de izah ve temsil ile tasvir ve sair Sözlerde ispat ettiğimizden onlara havale edip şimdilik başka bir cihette küçük bir muvazene ederiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا، وقد يذكر القرآن أيضا أفعالا أخروية بشكل يحسس ويشير إلى نظائرها الدنيوية، ليمنع الإنكار والاستبعاد.  
    Felsefe ve hikmet-i insaniye, dünyaya sabit bakar; mevcudatın mahiyetlerinden, hâsiyetlerinden tafsilen bahseder. Sâni’ine karşı vazifelerinden bahsetse de icmalen bahseder. Âdeta kâinat kitabının yalnız nakış ve huruflarından bahseder, manasına ehemmiyet vermez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْمَوْءُ۫دَةُ سُئِلَتْۙ ❀ بِاَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْۚ ❀ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا السَّمَٓاءُ كُشِطَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْجَح۪يمُ سُعِّرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْجَنَّةُ اُزْلِفَتْۙۖ ❀ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَٓا اَحْضَرَتْ.. ﴾ إلى آخر السورة.
    Kur’an ise dünyaya geçici, seyyal, aldatıcı, seyyar, kararsız, inkılabcı olarak bakar. Mevcudatın mahiyetlerinden, surî ve maddî hâsiyetlerinden icmalen bahseder. Fakat Sâni’ tarafından tavzif edilen vezaif-i ubudiyetkâranelerinden ve Sâni’in isimlerine ne vechile ve nasıl delâlet ettikleri ve evamir-i tekviniye-i İlahiyeye karşı inkıyadlarını tafsilen zikreder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اِذَا السَّمَٓاءُ انْفَطَرَتْۙ ❀ وَاِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْۙ ❀ وَاِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْۙ ❀ وَاِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْۙ ❀ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَاَخَّرَتْ.. ﴾ إلى آخر السورة.
    İşte felsefe-i beşeriye ile hikmet-i Kur’aniyenin şu tafsil ve icmal hususundaki farklarına bakacağız ki mahz-ı hak ve ayn-ı hakikat hangisidir göreceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اِذَا السَّمَٓاءُ انْشَقَّتْۙ ❀ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْۙ ❀ وَاِذَا الْاَرْضُ مُدَّتْۙ ❀ وَاَلْقَتْ مَا ف۪يهَا وَتَخَلَّتْۙ ❀ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ... ﴾ إلى آخر السورة.
    İşte nasıl elimizdeki saat, sureten sabit görünüyor. Fakat içindeki çarkların harekâtıyla, daimî içinde bir zelzele ve âlet ve çarklarının ızdırapları vardır. Aynen onun gibi kudret-i İlahiyenin bir saat-i kübrası olan şu dünya, zâhirî sabitiyetiyle beraber daimî zelzele ve tagayyürde, fena ve zevalde yuvarlanıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فترى أن هذه السوَر تذكر الانقلابات العظيمة والتصرفات الربانية الهائلة بأسلوب يجعل القلب أسير دهشة هائلة يضيق العقلُ دونَها ويبقى في حيرة. ولكن الإنسان ما إن ير نظائرَها في الخريف والربيع إلّا ويقبَلها بكل سهولة ويسر.
    Evet, dünyaya zaman girdiği için gece ve gündüz, o saat-i kübranın saniyelerini sayan iki başlı bir mil hükmündedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولما كان تفسير السور الثلاث هذه يطول، لذا سنأخذ كلمة واحدة نموذجا، فمثلا: ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾ تفيد هذه الآية: «ستُنشر في الحشر جميعُ أعمال الفرد مكتوبةً على صحيفة». وحيث إن هذه المسألة عجيبة بذاتها فلا يرى العقلُ إليها سبيلا، إلّا أن السورة كما تشير إلى الحشر الربيعي وكما أن للنقاط الأخرى نظائرَها وأمثلتها كذلك نظير نشر الصحف ومثالها واضح جليّ، فلكل ثمر ولكل عشب ولكل شجر، أعمال وله أفعال، وله وظائف.
    Sene, o saatin dakikalarını sayan bir ibre vaziyetindedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وله عبودية وتسبيحات بالشكل الذي تُظهر به الأسماء الإلهية الحسنى. فجميع هذه الأعمال مندرجة مع تاريخ حياته في بذوره ونواه كلها. وستظهر جميعُها في ربيع آخر ومكان آخر. أي إنه كما يذكر بفصاحة بالغة أعمال أمهاته وأصوله بالصورة والشكل الظاهر، فإنه ينشر كذلك صحائف أعماله بنشر الأغصان وتفتح الأوراق والأثمار.
    Asır ise o saatin saatlerini ta’dad eden bir iğnedir. İşte zaman, dünyayı emvac-ı zeval üstüne atar. Bütün mazi ve istikbali ademe verip yalnız zaman-ı hazırı vücuda bırakır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الذي يفعل هذا أمام أعيننا بكل حكمة وحفظ وتدبير وتربية ولطف هو الذي يقول ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾...
    Şimdi zamanın dünyaya verdiği şu şekil ile beraber, mekân itibarıyla dahi yine dünya zelzeleli, gayr-ı sabit bir saat hükmündedir. Çünkü cevv-i hava mekânı çabuk tagayyür ettiğinden, bir halden bir hale süraten geçtiğinden bazı günde birkaç defa bulutlar ile dolup boşalmakla, saniye sayan milin suret-i tagayyürü hükmünde bir tagayyür veriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا قس النقاط الأخرى على هذا المنوال. وإن كانت لديك قوة استنباط فاستنبط.
    Şimdi, dünya hanesinin tabanı olan mekân-ı arz ise yüzü mevt ve hayatça, nebat ve hayvanca pek çabuk tebeddül ettiğinden dakikaları sayan bir mil hükmünde, dünyanın şu ciheti geçici olduğunu gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولأجل مساعدتك ومعاونتك سنذكر ﴿ اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْۙ ﴾ أيضا.
    Zemin yüzü itibarıyla böyle olduğu gibi batnındaki inkılabat ve zelzelelerle ve onların neticesinde cibalin çıkmaları ve hasflar vuku bulması, saatleri sayan bir mil gibi dünyanın şu ciheti ağırca mürur edicidir, gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن لفظ ﴿ كُوِّرَتْ ﴾ الذي يرد في هذا الكلام هو بمعنى: لُفّت وجُمعت. فهو مثال رائع ساطع فوق أنه يومئ إلى نظيره ومثيله في الدنيا:
    Dünya hanesinin tavanı olan sema mekânı ise ecramların harekâtıyla, kuyruklu yıldızların zuhuruyla, küsufat ve husufatın vuku bulmasıyla, yıldızların sukut etmeleri gibi tagayyürat gösterir ki semavat dahi sabit değil; ihtiyarlığa, harabiyete gidiyor. Onun tagayyüratı, haftalık saatte günleri sayan bir mil gibi çendan ağır ve geç oluyor. Fakat herhalde geçici ve zeval ve harabiyete karşı gittiğini gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أولا: إن الله سبحانه وتعالى قد رفع ستائر العدم والأثير والسماء، عن جوهرة الشمس التي تضيء الدنيا كالمصباح، فأخرجها من خزينة رحمته وأظهرها إلى الدنيا. وسيلفّ تلك الجوهرة بأغلفتها عندما تنتهي هذه الدنيا وتنسد أبوابُها.
    İşte dünya, dünya cihetiyle şu yedi rükün üzerinde bina edilmiştir. Şu rükünler, daim onu sarsıyor. Fakat şu sarsılan ve hareket eden dünya, Sâni’ine baktığı vakit, o harekât ve tagayyürat, kalem-i kudretin mektubat-ı Samedaniyeyi yazması için o kalemin işlemesidir. O tebeddülat-ı ahval ise esma-i İlahiyenin cilve-i şuunatını ayrı ayrı tavsifat ile gösteren, tazelenen âyineleridir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثانيا: إن الشمس موظفة ومأمورة بنشر غلالات الضوء في الأسحار ولفّها في الأماسي. وهكذا يتناوب الليلُ والنهار هامة الأرض، وهي تجمع متاعها مقللةً من تعاملها، أو يكون القمر -إلى حدٍ ما- نقابا لأخذها وعطائها ذلك، أي كما أن هذه الموظفة تجمع متاعها وتطوي دفاتر أعمالها بهذه الأسباب، فلابد من أن يأتي يوم تُعفى من مهامها، وتُفصَل من وظيفتها، حتى إن لم يكن هناك سبب للإعفاء والعزل. ولعلّ توسّع ما يشاهده الفلكيون على وجهها من البقعتين الصغيرتين الآن اللتين تتوسعان وتتضخمان رويدا رويدا، تسترجع الشمس -بهذا التوسع- وبأمر رباني ما لفّته ونشرَته على رأس الأرض بإذن إلهي من الضوء، فتلف به نفسها. فيقول ربّ العزة: «إلى هنا انتهت مهمتك مع الأرض، فهيّا إلى جهنم لتحرقي الذين عبدوك وأهانوا موظفة مسخرة مثلك وحقروها متهمين إياها بالخيانة وعدم الوفاء». بهذا تقرأ الشمسُ الأمر الرباني: ﴿ اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْۙ ﴾ على وجهها المبقع.
    İşte dünya, dünya itibarıyla hem fenaya gider hem ölmeye koşar hem zelzele içindedir. Hakikatte akarsu gibi rıhlet ettiği halde, gaflet ile sureten incimad etmiş, fikr-i tabiatla kesafet ve küdûret peyda edip âhirete perde olmuştur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نكتة البلاغة التاسعة
    İşte felsefe-i sakîme tetkikat-ı felsefe ile ve hikmet-i tabiiye ile ve medeniyet-i sefihenin cazibedar lehviyatıyla, sarhoşane hevesatıyla o dünyanın hem cümudetini ziyade edip gafleti kalınlaştırmış hem küdûretle bulanmasını taz’îf edip Sâni’i ve âhireti unutturuyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الكريم قد يذكر بعضا من المقاصد الجزئية، ثم لأجل أن يحوّل تلك الجزئيات إلى قاعدة كلية ويجيلَ الأذهان فيها يثبّت ذلك المقصد الجزئي ويقرره ويؤكده بالأسماء الحسنى التي هي قاعدة كلية.
    Amma Kur’an ise şu hakikatteki dünyayı, dünya cihetiyle اَل۟قَارِعَةُ مَا ال۟قَارِعَةُ ۝ اِذَا وَقَعَتِ ال۟وَاقِعَةُ ۝ وَ الطُّورِ وَ كِتَابٍ مَس۟طُورٍ âyâtıyla pamuk gibi hallaç eder, atar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّت۪ي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَك۪ٓي اِلَى اللّٰهِ وَاللّٰهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَاۜ اِنَّ اللّٰهَ سَم۪يعٌ بَص۪يرٌ ﴾ (المجادلة:١).
    اَوَلَم۟ يَن۟ظُرُوا فٖى مَلَكوُتِ السَّمٰوَاتِ وَ ال۟اَر۟ضِ ۝
    اَفَلَم۟ يَن۟ظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَو۟قَهُم۟ كَي۟فَ بَنَي۟نَاهَا ۝
    اَوَلَم۟ يَرَ الَّذٖينَ كَفَرُٓوا اَنَّ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ كَانَتَا رَت۟قًا
    gibi beyanatıyla o dünyaya şeffafiyet verir ve bulanmasını izale eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يقول القرآن: إن الله سميع مطلق السمع يسمع كل شيء، حتى إنه ليسمع باسمه «الحق» حادثة جزئية، حادثة لمرأة -المرأة التي حظيت بألطف تجلٍ من تجليات الرحمة الإلهية وهي التي تمثل أعظم كنـز لحقيقة الرأفة والحنان- هذه الدعوى المقدمة من امرأة وهي محقة في دعواها على زوجها وشكواها إلى الله منه يسمعها برحمة بالغة كأي أمر عظيم باسم «الرحيم» وينظر إليها بكل شفقة ويراها باسم «الحق».
    اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ ۝ وَمَا ال۟حَيٰوةُ الدُّن۟يَٓا اِلَّا لَعِبٌ وَ لَه۟وٌ
    gibi nur-efşan neyyiratıyla, camid dünyayı eritir.
    اِذَا الشَّم۟سُ كُوِّرَت۟   
    ve
    اِذَا السَّمَٓاءُ ان۟فَطَرَت۟   
    ve
    اِذَا السَّمَٓاءُ ان۟شَقَّت۟ ۝ وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن۟ فِى السَّمٰوَاتِ وَمَن۟ فِى ال۟اَر۟ضِ اِلَّا مَن۟ شَٓاءَ اللّٰهُ
    mevt-âlûd tabirleriyle dünyanın ebediyet-i mevhumesini parça parça eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلأجل جعل هذا المقصد الجزئي كليا تفيد الآية بأن الذي يسمع أدنى حادثة من المخلوقات ويراها، يلزم أن يكون ذلك الذي يسمع كل شيء ويراه، وهو المنـزّه عن الممكنات. والذي يكون ربا للكون لابد أن يرى ما في الكون أجمع من مظالم ويسمع شكوى المظلومين، فالذي لا يرى مصائبهم ولا يسمع استغاثاتهم لا يمكن أن يكون ربا لهم. لذا فإن جملة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ سَم۪يعٌ بَص۪يرٌ ﴾تبين حقيقتين عظيمتين. كما جعلت المقصد الجزئي أمرا كليا.
    يَع۟لَمُ مَا يَلِجُ فِى ال۟اَر۟ضِ وَمَا يَخ۟رُجُ مِن۟هَا وَمَا يَن۟زِلُ مِنَ السَّمَٓاءِ وَمَا يَع۟رُجُ فٖيهَا وَهُوَ مَعَكُم۟ اَي۟نَ مَا كُن۟تُم۟ وَاللّٰهُ بِمَا تَع۟مَلُونَ بَصٖيرٌ
    ۝ وَقُلِ ال۟حَم۟دُ لِلّٰهِ سَيُرٖيكُم۟ اٰيَاتِهٖ فَتَع۟رِفُونَهَا
    وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَع۟مَلُونَ ۝
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثل ثان: ﴿ سُبْحَانَ الَّذ۪ٓي اَسْرٰى بِعَبْدِه۪ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ اِلَى الْمَسْجِدِ الْاَقْصَا الَّذ۪ي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ اٰيَاتِنَاۜ اِنَّهُ هُوَ السَّم۪يعُ الْبَص۪يرُ ﴾ (الإسراء:١).
    Gök gürlemesi gibi sayhalarıyla tabiat fikrini tevlid eden gafleti dağıtır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن الكريم يختم هذه الآية بـ ﴿ اِنَّهُ هُوَ السَّم۪يعُ الْبَص۪يرُ ﴾ وذلك بعد ذكره إسراء الرسول الحبيب ﷺ من مبدأ المعراج -أي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى- ومنتهاه الذي تشير إليه سورة النجم.
    İşte Kur’an’ın baştan başa kâinata müteveccih olan âyâtı, şu esasa göre gider. Hakikat-i dünyayı olduğu gibi açar, gösterir. Çirkin dünyayı, ne kadar çirkin olduğunu göstermekle beşerin yüzünü ondan çevirtir, Sâni’e bakan güzel dünyanın güzel yüzünü gösterir. Beşerin gözünü ona diktirir. Hakiki hikmeti ders verir. Kâinat kitabının manalarını talim eder. Hurufat ve nukuşlarına az bakar. Sarhoş felsefe gibi çirkine âşık olup, manayı unutturup hurufatın nukuşuyla insanların vaktini malayaniyatta sarf ettirmiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالضمير في ﴿ اِنَّهُ ﴾ إما أن يرجع إلى الله تعالى، أو إلى الرسول الكريم ﷺ.
    === ÜÇÜNCÜ ZİYA ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإذا كان راجعا إلى الرسول ﷺ، فإن قوانين البلاغة ومناسبة سياق الكلام تفيدان أنّ هذه السياحة الجزئية، فيها من السير العمومي والعروج الكلي ما قد سَمِع وشاهَدَ كلَّ ما لاقى بَصَره وسمعَه من الآيات الربانية، وبدائع الصنعة الإلهية في أثناء ارتقائه المراتب الكلية للأسماء الإلهية الحسنى البالغة إلى سدرة المنتهى، حتى كان قاب قوسين أو أدنى. مما يدل على أن هذه السياحة الجزئية هي في حُكم مفتاحٍ لسياحةٍ كليةٍ جامعة لعجائب الصنعة الإلهية. (<ref>
    İkinci Ziya’da hikmet-i beşeriyenin hikmet-i Kur’aniyeye karşı sukutuna ve hikmet-i Kur’aniyenin i’cazına işaret ettik. Şimdi şu ziyada, Kur’an’ın şakirdleri olan asfiya ve evliya ve hükemanın münevver kısmı olan hükema-yı işrakiyyunun hikmetleriyle Kur’an’ın hikmetine karşı derecesini gösterip, şu cihette Kur’an’ın i’cazına muhtasar bir işaret edeceğiz:
    جاء في تفسير روح المعاني للعلامة الآلوسي (١٤/١٥) ما يأتي: «وأما على تقدير كون الضمير للنبي ﷺ، كما نقله أبو البقاء عن بعضهم وقال: أي السميع لكلامنا البصير لذاتنا، وقال الجلبي: إنه لا يبعد، والمعنى عليه: إن عبدي الذي شرّفته بهذا التشريف هو المستأهل له فإنه السميع لأوامري ونواهي، العامل بهما، البصير الذي ينظر بنظر العبرة في مخلوقاتي فيعتبر، أو البصير بالآيات التي أريناه إياه». وانظر أيضا تفسير إسماعيل القنوي على البيضاوي (٢٢٤/٤).
    </div>
    </ref>)


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإذا كان الضمير راجعا إلى الله سبحانه وتعالى، فالمعنى يكون عندئذٍ هكذا: إنه سبحانه وتعالى دعا عبدَه إلى حضوره والمثول بين يديه، لينيط به مهمةً ويكلّفه بوظيفة؛ فأسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي هو مجمع الأنبياء. وبعد إجراء اللقاء معهم وإظهاره بأنه الوارث المطلق لأصول أديان جميع الأنبياء، سَيَّره في جولةٍ ضمن مُلكه وسياحةٍ ضمن ملكوته، حتى أبلغه سدرة المنتهى فكان قاب قوسين أو أدنى. وهكذا فإن تلك السياحة أو السير، وإن كانت معراجا جزئيا وأن الذي عُرج به عبد، إلّا أن هذا العبد يحمل أمانةً عظيمة تتعلق بجميع الكائنات، ومعه نور مبين ينير الكائنات ويبدل من ملامحها ويصبغها بصبغته. فضلا عن أن لديه مفتاحا يستطيع أن يفتح به باب السعادة الأبدية والنعيم المقيم.
    İşte Kur’an-ı Hakîm’in ulviyetine en sadık bir delil ve hakkaniyetine en zâhir bir bürhan ve i’cazına en kavî bir alâmet şudur ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثال آخر: ﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ فَاطِرِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ جَاعِلِ الْمَلٰٓئِكَةِ رُسُلًا اُو۬ل۪ٓي اَجْنِحَةٍ مَثْنٰى وَثُلٰثَ وَرُبَاعَۜ يَز۪يدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَٓاءُۜ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (فاطر:١).
    Kur’an, bütün aksam-ı tevhidin bütün meratibini, bütün levazımatıyla muhafaza ederek beyan edip muvazenesini bozmamış, muhafaza etmiş. Hem bütün hakaik-i âliye-i İlahiyenin muvazenesini muhafaza etmiş. Hem bütün esma-i hüsnanın iktiza ettikleri ahkâmları cem’etmiş, o ahkâmın tenasübünü muhafaza etmiş. Hem rububiyet ve uluhiyetin şuunatını kemal-i muvazene ile cem’etmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي هذه السورة يقول تعالى: إنّ فاطر السماوات والأرض ذا الجلال قد زيّن السماوات والأرض وبيّن آثار كماله على ما لا يعد من المشاهدين وجعلهم يرفعون إليه ما لا نهاية له من الحمد والثناء. وإنه تعالى زيّن الأرض والسماء بما لا يحد من النعم والآلاء. فتحمد السماواتُ والأرض بلسان نعمها وبلسان المنعَمين عليهم جميعا وتثنى على فاطرها «الرحمن». وبعد ذلك يقول: إنّ الله سبحانه الذي منح الإنسانَ والحيوانات والطيور من سكان الأرض أجهزة وأجنحة يتمكنون بها من الطيران والسياحة بين مدن الأرض وممالكها، والذي منح سكان النجوم وقصور السماوات، وهم الملائكة، كي تسيح وتطير بين ممالكها العلوية وأبراجها السماوية لابد أن يكون قادرا على كل شيء. فالذي أعطى الذبابة الجناح لتطير من ثمرة إلى أخرى، والعصفور ليطير من شجرة إلى أخرى، هو الذي جعل الملائكة أولي أجنحة لتطير من الزُهَرة إلى المشتري ومن المشتري إلى زُحَل.
    İşte şu muhafaza ve muvazene ve cem’, bir hâsiyettir. Kat’iyen beşerin eserinde mevcud değil ve eâzım-ı insaniyenin netaic-i efkârında bulunmuyor. Ne melekûte geçen evliyaların eserinde, ne umûrun bâtınlarına geçen işrakiyyunun kitaplarında, ne âlem-i gayba nüfuz eden ruhanîlerin maarifinde hiç bulunmuyor. Güya bir taksimü’l-a’mal hükmünde her bir kısmı hakikatin şecere-i uzmasından yalnız bir iki dalına yapışıyor. Yalnız onun meyvesiyle, yaprağıyla uğraşıyor. Başkasından ya haberi yok yahut bakmıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن عبارة: ﴿ مَثْنٰى وَثُلٰثَ وَرُبَاعَ ﴾ تشير إلى أن الملائكة ليسوا منحصرين بجزئية ولا يقيدهم مكان معين، كما هو الحال في سكان الأرض بل يمكن أن يكونوا في آن واحد في أربع نجوم أو أكثر.
    '''Evet hakikat-i mutlaka, mukayyed enzar ile ihata edilmez. Kur’an gibi bir nazar-ı küllî lâzım ki ihata etsin.''' Kur’an’dan başka çendan Kur’an’dan da ders alıyorlar fakat hakikat-i külliyenin, cüz’î zihniyle yalnız bir iki tarafını tamamen görür, onunla meşgul olur, onda hapsolur. Ya ifrat veya tefrit ile hakaikin muvazenesini ihlâl edip tenasübünü izale eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الحادثة الجزئية، أي تجهيز الملائكة بالأجنحة تشير إلى عظمة القدرة الإلهية المطلقة العامة وتؤكدها بخلاصة ﴿ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾.
    Şu hakikat, Yirmi Dördüncü Söz’ün İkinci Dal’ında acib bir temsil ile izah edilmiştir. Şimdi de başka bir temsil ile şu meseleye işaret ederiz. Mesela: Bir denizde hesapsız cevherlerin aksamıyla dolu bir definenin bulunduğunu farz edelim. Gavvas dalgıçlar, o definenin cevahirini aramak için dalıyorlar. Gözleri kapalı olduğundan el yordamıyla anlarlar. Bir kısmının eline uzunca bir elmas geçer. O gavvas hükmeder ki bütün hazine, uzun direk gibi bir elmastan ibarettir. Arkadaşlarından başka cevahiri işittiği vakit hayal eder ki o cevherler, bulduğu elmasın tabileridir, fusus ve nukuşlarıdır. Bir kısmının da kürevî bir yakut eline geçer, başkası murabba bir kehribar bulur ve hâkeza… Her biri eliyle gördüğü cevheri, o hazinenin aslı ve mu’zamı itikad edip işittiklerini o hazinenin zevaid ve teferruatı zanneder. O vakit hakaikin muvazenesi bozulur. Tenasüp de gider. Çok hakikatin rengi değişir. Hakikatin hakiki rengini görmek için tevilata ve tekellüfata muztar kalır. Hattâ bazen inkâr ve tatile kadar giderler. Hükema-yı işrakiyyunun kitaplarına ve sünnetin mizanıyla tartmayıp keşfiyat ve meşhudatına itimat eden mutasavvıfînin kitaplarına teemmül eden, bu hükmümüzü bilâ-şüphe tasdik eder. Demek, hakaik-i Kur’aniyenin cinsinden ve Kur’an’ın dersinden aldıkları halde –çünkü Kur’an değiller– böyle nâkıs geliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نكتة البلاغة العاشرة
    Bahr-i hakaik olan Kur’an’ın âyetleri dahi o deniz içindeki definenin bir gavvasıdır. Lâkin onların gözleri açık, defineyi ihata eder. Definede ne var ne yok görür. O defineyi öyle bir tenasüp ve intizam ve insicamla tavsif eder, beyan eder ki hakiki hüsn-ü cemali gösterir. '''Mesela,''' âyet-i
    وَال۟اَر۟ضُ جَمٖيعًا قَب۟ضَتُهُ يَو۟مَ ال۟قِيَامَةِ وَالسَّمٰوَاتُ مَط۟وِيَّاتٌ بِيَمٖينِهٖ ۝ يَو۟مَ نَط۟وِى السَّمَٓاءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِل۟كُتُبِ
    ifade ettikleri azamet-i rububiyeti gördüğü gibi
    اِنَّ اللّٰهَ لَا يَخ۟فٰى عَلَي۟هِ شَى۟ءٌ فِى ال۟اَر۟ضِ وَلَا فِى السَّمَٓاءِ ۝ هُوَ الَّذٖى يُصَوِّرُكُم۟ فِى ال۟اَر۟حَامِ كَي۟فَ يَشَٓاءُ ۝ مَا مِن۟ دَٓابَّةٍ اِلَّا هُوَ اٰخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
    ۝ وَكَاَيِّن۟ مِن۟ دَٓابَّةٍ لَا تَح۟مِلُ رِز۟قَهَا اَللّٰهُ يَر۟زُقُهَا وَاِيَّاكُم۟
    ifade ettikleri şümul-ü rahmeti görüyor, gösteriyor. Hem
    خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ
    ifade ettiği vüs’at-i hallakıyeti görüp gösterdiği gibi
    خَلَقَكُم۟ وَمَا تَع۟مَلُونَ   
    ifade ettiği şümul-ü tasarrufu ve ihata-i rububiyeti görüp gösterir.
    يُح۟يِى ال۟اَر۟ضَ بَع۟دَ مَو۟تِهَا   
    ifade ettiği hakikat-i azîme ile
    وَ اَو۟حٰى رَبُّكَ اِلَى النَّح۟لِ   
    ifade ettiği hakikat-i kerîmaneyi
    وَ الشَّم۟سَ وَال۟قَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَم۟رِهٖ
    ifade ettiği hakikat-i azîme-i hâkimane-i âmiraneyi görür, gösterir.
    اَوَ لَم۟ يَرَو۟ا اِلَى الطَّي۟رِ فَو۟قَهُم۟ صَٓافَّاتٍ وَيَق۟بِض۟نَ مَا يُم۟سِكُهُنَّ اِلَّا الرَّح۟مٰنُ اِنَّهُ بِكُلِّ شَى۟ءٍ بَصٖيرٌ
    ifade ettikleri hakikat-i rahîmane-i müdebbiraneyi
    وَسِعَ كُر۟سِيُّهُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ وَلَا يَؤُدُهُ حِف۟ظُهُمَا
    ifade ettiği hakikat-i azîme ile
    وَهُوَ مَعَكُم۟ اَي۟نَ مَا كُن۟تُم۟
    ifade ettiği hakikat-i rakibaneyi
    هُوَ ال۟اَوَّلُ وَال۟اٰخِرُ وَالظَّاهِرُ وَال۟بَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَى۟ءٍ عَلٖيمٌ
    ifade ettiği hakikat-i muhita gibi
    وَلَقَد۟ خَلَق۟نَا ال۟اِن۟سَانَ وَنَع۟لَمُ مَا تُوَس۟وِسُ بِهٖ نَف۟سُهُ
    وَ نَح۟نُ اَق۟رَبُ اِلَي۟هِ مِن۟ حَب۟لِ ال۟وَرٖيدِ
    ifade ettiği akrebiyeti
    تَع۟رُجُ ال۟مَلٰٓئِكَةُ وَالرُّوحُ اِلَي۟هِ فٖى يَو۟مٍ كَانَ مِق۟دَارُهُ خَم۟سٖينَ اَل۟فَ سَنَةٍ
    işaret ettiği hakikat-i ulviyeyi
    اِنَّ اللّٰهَ يَا۟مُرُ بِال۟عَد۟لِ وَال۟اِح۟سَانِ وَاٖيتَٓائِ ذِى ال۟قُر۟بٰى
    وَيَن۟هٰى عَنِ ال۟فَح۟شَٓاءِ وَال۟مُن۟كَرِ وَال۟بَغ۟ىِ
    ifade ettiği hakikat-i câmia gibi bütün uhrevî ve dünyevî, ilmî ve amelî erkân-ı sitte-i imaniyenin her birisini tafsilen ve erkân-ı hamse-i İslâmiyenin her birisini kasden ve cidden ve saadet-i dâreyni temin eden bütün düsturları görür, gösterir. Muvazenesini muhafaza edip, tenasübünü idame edip o hakaikin heyet-i mecmuasının tenasübünden hasıl olan hüsün ve cemalin menbaından Kur’an’ın bir i’caz-ı manevîsi neş’et eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قد تذكر الآية ما اقترفه الإنسانُ من سيئات، فتزجره زجرا عنيفا، ثم تختمها ببعض من الأسماء الحسنى التي تشير إلى الرحمة الإلهية لئلا يلقيه الزجر العنيف في اليأس والقنوط.
    İşte şu sırr-ı azîmdendir ki ulema-i ilm-i kelâm, Kur’an’ın şakirdleri oldukları halde, bir kısmı onar cilt olarak erkân-ı imaniyeye dair binler eser yazdıkları halde, Mutezile gibi aklı nakle tercih ettikleri için Kur’an’ın on âyeti kadar vuzuh ile ifade ve kat’î ispat ve ciddi ikna edememişler. Âdeta onlar, uzak dağların altında lağım yapıp, borularla tâ âlemin nihayetine kadar silsile-i esbab ile gidip orada silsileyi keser. Sonra âb-ı hayat hükmünde olan marifet-i İlahiyeyi ve vücud-u Vâcibü’l-vücud’u ispat ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُٓ اٰلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ اِذًا لَابْتَغَوْا اِلٰى ذِي الْعَرْشِ سَب۪يلًا ❀ سُبْحَانَهُ وَتَعَالٰى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَب۪يرًا ❀ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّۜ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ وَلٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْب۪يحَهُمْۜ اِنَّهُ كَانَ حَل۪يمًا غَفُورًا ﴾ (الإسراء:٤٢-٤٤).
    Âyet-i kerîme ise her birisi birer asâ-yı Musa gibi her yerde suyu çıkarabilir, her şeyden bir pencere açar, Sâni’-i Zülcelal’i tanıttırır. Kur’an’ın bahrinden tereşşuh eden Arabî “Katre Risalesi”nde ve sair Sözlerde şu hakikat fiilen ispat edilmiş ve göstermişiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تقول هذه الآية: قل لهم لو كان في مُلك الله شريك كما تقولون لامتدّت أيديهم إلى عرش ربوبيته ولظهرت علائمُ المداخلة باختلال النظام، ولكن جميع المخلوقات من السماوات السبع الطباق إلى الأحياء المجهرية، جزئيَّها وكليَّها، صغيرَها وكبيرها، تسبّح بلسان ما يظهر عليها من تجليات الأسماء الحسنى ونقوشها، وتقدّس مسمّى تلك الأسماء ذا الجلال والإكرام، وتنـزّهه عن الشريك والنظير.
    İşte hem şu sırdandır ki bâtın-ı umûra gidip, sünnet-i seniyeye ittiba etmeyerek, meşhudatına itimat ederek yarı yoldan dönen ve bir cemaatin riyasetine geçip bir fırka teşkil eden fırak-ı dâllenin bütün imamları hakaikin tenasübünü, muvazenesini muhafaza edemediğindendir ki böyle bid’aya, dalalete düşüp bir cemaat-i beşeriyeyi yanlış yola sevk etmişler. İşte bunların bütün aczleri, âyât-ı Kur’aniyenin i’cazını gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ السماء تقدّسه وتشهد على وحدته بكلماتها النيّرة من شموس ونجوم، وبحكمتها وانتظامها.. وإنّ جو الهواء يسبّحه ويقدّسه ويشهد على وحدانيته بصوت السحاب وكلمات الرعد والبرق والقطرات.. والأرض تسبّح خالقها الجليل وتوحدهّ بكلماتها الحية من حيوانات ونباتات وموجودات.. وكذا تسبّحه وتشهد على وحدانيته كلُّ شجرة من أشجارها بكلمات أوراقها وأزاهيرها وثمراتها.. وكلُّ مخلوق صغير ومصنوع جزئي مع صغره وجزئيـته يسبّح بإشارات ما يحمله من نقوش وكيفيات وما يظهره من أسماء حسنى كثيرة وتقدّس مسمى تلك الأسماء ذا الجلال وتشهد على وحدانيته تعالى.
    === HÂTİME ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فالكون برمّته معا وبلسان واحد، يسبّح خالقَه الجليل متفقا ويشهد على وحدانيته، مؤديا بكمال الطاعة ما أنيط به من وظائف العبودية. إلّا الإنسانَ الذي هو خلاصةُ الكون ونتيجتُه وخليفته المكرم وثمرته اليانعة، يقــوم بخلاف جميع ما في الكون وبضده، فيكفر بالله ويشرك به. فكم هو قبيـح صنيعُه هذا؟ وكم يا ترى يستحق عقابا على ما قدمت يداه؟ ولكن لئلا يقع الإنسانُ في هاوية اليأس والقنوط تبين له الآية حكمةَ عدم هدم القهار الجليل الكونَ على رأسه بما يجترحه من سيئات شنيعة كهذه الجناية العظمى، وتقول: ﴿ اِنَّهُ كَانَ حَل۪يمًا غَفُورًا ﴾ مبيِّنة حكمةَ الإمهال وفتح باب الأمل بهذه الخاتمة.
    Kur’an’ın lemaat-ı i’cazından iki lem’a-i i’caziye, On Dokuzuncu Söz’ün On Dördüncü Reşha’sında geçmiştir ki bir sebeb-i kusur zannedilen tekraratı ve ulûm-u kevniyede icmali, her biri birer lem’a-i i’cazın menbaıdır. Hem Kur’an’da mu’cizat-ı enbiya yüzünde parlayan bir lem’a-i i’caz-ı Kur’an, Yirminci Söz’ün İkinci Makamı’nda vâzıhan gösterilmiştir. Daha bunlar gibi sair Sözlerde ve risale-i Arabiyemde çok lemaat-ı i’caziye zikredilip onlara iktifaen yalnız şunu deriz ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فافهم من هذه الإشارات العشر الإعجازية، أن في الخلاصات والفذلكات التي في ختام الآيات لمعات إعجازية كثيرة فضلا عما تترشح منها من رشحات الهداية الغزيرة، حتى بلغ بدهاة البلغاء أنهم لم يتمالكوا أنفسهم من الحيرة والإعجاب أمام هذه الأساليب البديعة فقالوا: ما هذا كلام البشر، وآمنوا بحق اليقين بقوله تعالى: ﴿ اِنْ هُوَ اِلَّا وَحْيٌ يُوحٰى ﴾ (النجم:٤).
    Bir mu’cize-i Kur’aniye daha şudur ki: Nasıl bütün mu’cizat-ı enbiya, Kur’an’ın bir nakş-ı i’cazını göstermiştir; öyle de Kur’an, bütün mu’cizatıyla bir mu’cize-i Ahmediye (asm) olur. Ve bütün mu’cizat-ı Ahmediye (asm) dahi Kur’an’ın bir mu’cizesidir ki Kur’an’ın Cenab-ı Hakk’a karşı nisbetini gösterir ve o nisbetin zuhuruyla her bir kelimesi bir mu’cize olur. Çünkü o vakit bir tek kelime, bir çekirdek gibi bir şecere-i hakaiki manen tazammun edebilir. Hem merkez-i kalp gibi hakikat-i uzmanın bütün azasına münasebettar olabilir. Hem bir ilm-i muhite ve nihayetsiz bir iradeye istinad ettiği için hurufuyla, heyetiyle, vaziyetiyle, mevkiiyle hadsiz eşyaya bakabilir. İşte şu sırdandır ki ulema-i ilm-i huruf, Kur’an’ın bir harfinden bir sahife kadar esrar bulduklarını iddia ederler ve davalarını o fennin ehline ispat ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا وإن بعض الآيات -إلى جانب جميع الإشارات المذكورة- تتضمن مزايا أخرى عديدة لم نتطرق إليها في بحثنا، فيُشاهَد من إجماع تلك المزايا نقش إعجازي بديع يراه حتى العميان.
    Risalenin başından şuraya kadar bütün şuleleri, şuâları, lem’aları, nurları, ziyaları nazara topla; birden bak. Baştaki dava, şimdi kat’î netice olarak yani
    قُل۟ لَئِنِ اج۟تَمَعَتِ ال۟اِن۟سُ وَال۟جِنُّ عَلٰٓى اَن۟ يَا۟تُوا بِمِث۟لِ هٰذَا ال۟قُر۟اٰنِ لَا يَا۟تُونَ بِمِث۟لِهٖ وَلَو۟ كَانَ بَع۟ضُهُم۟ لِبَع۟ضٍ ظَهٖيرًا yı yüksek bir sadâ ile okuyup ilan ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İKİNCİ_ŞULENİN_ÜÇÜNCÜ_NURU"></span>
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    === النور الثالث ===
    رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذ۟نَٓا اِن۟ نَسٖينَٓا اَو۟ اَخ۟طَا۟نَا ۝ رَبِّ اش۟رَح۟ لٖى صَد۟رٖى ۝ وَيَسِّر۟لٖٓى اَم۟رٖى ۝ وَاح۟لُل۟ عُق۟دَةً مِن۟ لِسَانٖى ۝ يَف۟قَهُوا قَو۟لٖى
    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّم۟ اَف۟ضَلَ وَ اَج۟مَلَ وَ اَن۟بَلَ وَ اَظ۟هَرَ وَ اَط۟هَرَ وَ اَح۟سَنَ وَاَبَرَّ وَ اَك۟رَمَ وَ اَعَزَّ وَ اَع۟ظَمَ وَ اَش۟رَفَ وَ اَع۟لٰى وَ اَز۟كٰى وَ اَب۟رَكَ وَ اَل۟طَفَ صَلَوَاتِكَ وَ اَو۟فٰى وَ اَك۟ثَرَ وَ اَز۟يَدَ وَ اَر۟قٰى وَ اَر۟فَعَ وَ اَد۟وَمَ
    سَلَامِكَ صَلَاةً وَ سَلَامًا وَ رَح۟مَةً وَ رِض۟وَانًا وَ عَف۟وًا وَ غُف۟رَانًا تَم۟تَدُّ وَ تَزٖيدُ بِوَابِلِ سَحَائِبِ مَوَاهِبِ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ تَن۟مُو وَ تَز۟كُو بِنَفَائِسِ شَرَائِفِ لَطَائِفِ جُودِكَ وَ مِنَنِكَ،  اَزَلِيَّةً بِاَزَلِيَّتِكَ لَا تَزُولُ،  اَبَدِيَّةً بِاَبَدِيَّتِكَ لَا تَحُولُ، عَلٰى عَب۟دِكَ وَ حَبٖيبِكَ وَ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ خَي۟رِ خَل۟قِكَ النُّورِ ال۟بَاهِرِ اللَّامِعِ وَ ال۟بُر۟هَانِ الظَّاهِرِ ال۟قَاطِعِ وَ ال۟بَح۟رِ الذَّاخِرِ وَ النُّورِ ال۟غَامِرِ وَ ال۟جَمَالِ الزَّاهِرِ وَ ال۟جَلَالِ ال۟قَاهِرِ وَ ال۟كَمَالِ ال۟فَاخِرِ صَلَاتَكَ الَّتٖى صَلَّي۟تَ بِعَظَمَةِ ذَاتِكَ عَلَي۟هِ وَ عَلٰى اٰلِهٖ وَ صَح۟بِهٖ كَذٰلِكَ صَلَاةً تَغ۟فِرُ بِهَا ذُنُوبَنَا وَ تَش۟رَحُ بِهَا صُدُورَنَا وَ تُطَهِّرُ بِهَا قُلُوبَنَا وَ تُرَوِّحُ بِهَا اَر۟وَاحَنَا وَ تُقَدِّسُ بِهَا اَس۟رَارَنَا وَ تُنَزِّهُ بِهَا خَوَاطِرَنَا وَ اَف۟كَارَنَا وَ تُصَفّٖى بِهَا كُدُورَاتِ مَا فٖى اَس۟رَارِنَا وَ تَش۟فٖى بِهَا اَم۟رَاضَنَا وَ تَف۟تَحُ بِهَا اَق۟فَالَ قُلُوبِنَا
    رَبَّنَا لَا تُزِغ۟ قُلُوبَنَا بَع۟دَ اِذ۟ هَدَي۟تَنَا وَهَب۟ لَنَا مِن۟ لَدُن۟كَ رَح۟مَةً اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟وَهَّابُ
    وَ اٰخِرُ دَع۟وٰيهُم۟ اَنِ ال۟حَم۟دُ لِلّٰهِ رَبِّ ال۟عَالَمٖينَ ۝ اٰمٖينَ اٰمٖينَ اٰمٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو أن القرآن الكريم لا يمكن أن يُقاس بأي كلام آخر، إذ إن منابعَ علو طبقة الكلام وقوتِه وحسنِه وجمالِه أربعة:
    == BİRİNCİ ZEYL ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الأول: المتكلم. الثاني: المخاطَب. الثالث: المقصد. الرابع: المقام. وليس المقام وحده كما ضل فيه الأدباء. فلابد من أن تنظر في الكلام إلى: مَن قال؟ ولمن قال؟ ولِمَ قال؟ وفيمَ قال؟ فلا تقف عند الكلام وحدَه وتنظر إليه.
    (Makam itibarıyla Yirmi Beşinci Söz’e ilhak edilen zeyllerden, Yedinci Şuâ’nın Birinci Makam’ının on yedinci mertebesidir.)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولما كان الكلامُ يستمد قوتَه وجمالَه من هذه المنابع الأربعة، فبإنعام النظر في منابع القرآن تُدرك درجةَ بلاغته وحسنَها وسموَّها وعلوَّها.
    Bu dünyada hayatın gayesi ve hayatın hayatı iman olduğunu bilen bu yorulmaz ve tok olmaz dünya seyyahı ve kâinattan Rabb’ini soran yolcu, kendi kalbine dedi ki: Aradığımız zatın sözü ve kelâmı denilen, bu dünyada en meşhur ve en parlak ve en hâkim ve ona teslim olmayan herkese, her asırda meydan okuyan Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan namındaki kitaba müracaat edip o ne diyor, bilelim. Fakat en evvel bu kitap, bizim Hâlık’ımızın kitabı olduğunu ispat etmek lâzımdır diye taharriye başladı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الكلام يستمد القوة من المتكلم، فإذا كان الكلام أمرا ونهيا يتضمن إرادةَ المتكلم وقدرتَه حسب درجته، وعند ذاك يكون الكلام مؤثرا نافذا يسري سريان الكهرباء من دون إعاقة أو مقاومة. وتتضاعف قوةُ الكلام وعلوّه حسب تلك النسبة.
    Bu seyyah bu zamanda bulunduğu münasebetiyle en evvel manevî i’caz-ı Kur’anînin lem’aları olan Risale-i Nur’a baktı ve onun yüz otuz risaleleri, âyât-ı Furkaniyenin nükteleri ve ışıkları ve esaslı tefsirleri olduğunu gördü. Ve Risale-i Nur, bu kadar muannid ve mülhid bir asırda her tarafa hakaik-i Kur’aniyeyi mücahidane neşrettiği halde, karşısına kimse çıkamadığından ispat eder ki onun üstadı ve menbaı ve mercii ve güneşi olan Kur’an semavîdir, beşer kelâmı değildir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: ﴿ وَق۪يلَ يَٓا اَرْضُ ابْلَع۪ي مَٓاءَكِ وَيَا سَمَٓاءُ اَقْلِع۪ي ﴾ (هود:٤٤)
    Hattâ Risale-i Nur’un yüzer hüccetlerinden bir tek hüccet-i Kur’aniyesi olan Yirmi Beşinci Söz ile On Dokuzuncu Mektup’un âhiri, Kur’an’ın kırk vecihle mu’cize olduğunu öyle ispat etmiş ki kim görmüşse değil tenkit ve itiraz etmek, belki ispatlarına hayran olmuş, takdir ederek çok sena etmiş. Kur’an’ın vech-i i’cazını ve hak kelâmullah olduğunu ispat etmek cihetini Risale-i Nur’a havale ederek, yalnız kısa bir işaretle büyüklüğünü gösteren birkaç noktaya dikkat etti.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    و ﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلْاَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا اَوْ كَرْهًاۜ قَالَتَٓا اَتَيْنَا طَٓائِع۪ينَ ﴾ (فصلت:١١).
    '''Birinci Nokta:''' Nasıl ki Kur’an, bütün mu’cizatıyla ve hakkaniyetine delil olan bütün hakaikiyle Muhammed aleyhissalâtü vesselâmın bir mu’cizesidir. Öyle de Muhammed aleyhissalâtü vesselâm da bütün mu’cizatıyla ve delail-i nübüvvetiyle ve kemalât-ı ilmiyesiyle Kur’an’ın bir mu’cizesidir ve Kur’an kelâmullah olduğuna bir hüccet-i kātıasıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فانظر إلى قوة وعلوّ هذه الأوامر الحقيقية النافذة التي تتضمن القوة والإرادة. ثم انظرْ إلى كلام إنسان وأمره الجمادات الشبيه بهذيان المحموم: اسكني يا أرض وانشقي يا سماء وقومي أيتُها القيامة!
    '''İkinci Nokta:''' Kur’an, bu dünyada öyle nurani ve saadetli ve hakikatli bir surette bir tebdil-i hayat-ı içtimaiye ile beraber, insanların hem nefislerinde hem kalplerinde hem ruhlarında hem akıllarında hem hayat-ı şahsiyelerinde hem hayat-ı içtimaiyelerinde hem hayat-ı siyasiyelerinde öyle bir inkılab yapmış ve idame etmiş ve idare etmiş ki on dört asır müddetinde her dakikada altı bin altı yüz altmış altı âyetleri, kemal-i ihtiramla hiç olmazsa yüz milyondan ziyade insanların dilleriyle okunuyor ve insanları terbiye ve nefislerini tezkiye ve kalplerini tasfiye ediyor; ruhlara inkişaf ve terakki ve akıllara istikamet ve nur ve hayata hayat ve saadet veriyor. Elbette böyle bir kitabın misli yoktur, hârikadır, fevkalâdedir, mu’cizedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يمكن مقايسة هذا الكلام مع الأمرين النافذين السابقين؟ ثم أين الأوامر الناشئة من فضول الإنسان والنابعة من رغباته والمتولدة من أمانيّه.. وأين الأوامر الصادرة ممن هو متصف بالآمرية الحقة يأمر وهو مهيمن على عمله؟! نعم، أين أمر أمير عظيم مُطاع نافذ الكلام يأمر جنوده بـ: «تقدَّم». وأين هذا الأمر إذا صدر من جندي بسيط لا يُبالى به؟ فهذان الأمران وإن كانا صورةً واحدة إلّا أن بينهما معنىً بونا شاسعا،كما بين القائد العام والجندي.
    '''Üçüncü Nokta:''' Kur’an, o asırdan tâ şimdiye kadar öyle bir belâgat göstermiş ki Kâbe’nin duvarında altınla yazılan en meşhur ediblerin “Muallakat-ı Seb’a” namıyla şöhret-şiar kasidelerini o dereceye indirdi ki Lebid’in kızı, babasının kasidesini Kâbe’den indirirken demiş: “Âyâta karşı bunun kıymeti kalmadı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: ﴿ اِنَّمَٓا اَمْرُهُٓ اِذَٓا اَرَادَ شَيْـًٔا اَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (يس:٨٢) و ﴿ وَاِذْ قُلْنَا لِلْمَلٰٓئِكَةِ اسْجُدُوا لِاٰدَمَ ﴾ (البقرة:٣٤) انظر إلى قوة وعلوّ الأمرين في هاتين الآيتين. ثم انظر إلى كلام البشر من قبيل الأمر. ألا تكون النسبة بينهما كضوء اليراع أمام نور الشمس الساطعة؟.
    Hem bedevî bir edib   فَاص۟دَع۟ بِمَا تُؤ۟مَرُ    âyeti okunurken işittiği vakit secdeye kapanmış. Ona dediler: “Sen Müslüman mı oldun?” Dedi: “Yok, ben bu âyetin belâgatına secde ettim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، أين تصوير عامل يمارس عمله، وبيان صانع وهو يصنع، وكلام مُحسن في آن إحسانه، كل يصوّر أفاعيله، ويطابق فعلُه قولَه، أي يقول: انظروا فقد فعلت كذا لكذا، أفعل هذا لذاك، وهذا يكون كذا وذاك كذا.. وهكذا يبين فعلَه للعين والأذن معا.  
    Hem ilm-i belâgatın dâhîlerinden Abdülkahir-i Cürcanî ve Sekkakî ve Zemahşerî gibi binler dâhî imamlar ve mütefennin edibler, icma ve ittifakla karar vermişler ki: “Kur’an’ın belâgatı, tâkat-i beşerin fevkindedir, yetişilmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ❀ وَالْاَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَاَلْقَيْنَا ف۪يهَا رَوَاسِيَ وَاَنْبَتْنَا ف۪يهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَه۪يجٍۙ ❀ تَبْصِرَةً وَذِكْرٰى لِكُلِّ عَبْدٍ مُن۪يبٍ ❀ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً مُبَارَكًا فَاَنْبَتْنَا بِه۪ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَص۪يدِۙ ❀ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَض۪يدٌۙ ❀ رِزْقًا لِلْعِبَادِۙ وَاَحْيَيْنَا بِه۪ بَلْدَةً مَيْتًاۜ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ (ق:٦-١١).
    Hem o zamandan beri mütemadiyen meydan-ı muarazaya davet edip, mağrur ve enaniyetli ediblerin ve beliğlerin damarlarına dokundurup gururlarını kıracak bir tarzda der: “Ya bir tek surenin mislini getiriniz veyahut dünyada ve âhirette helâket ve zilleti kabul ediniz.” diye ilan ettiği halde o asrın muannid beliğleri, bir tek surenin mislini getirmekle kısa bir yol olan muarazayı bırakıp, uzun olan ve can ve mallarını tehlikeye atan muharebe yolunu ihtiyar etmeleri ispat eder ki o kısa yolda gitmek mümkün değildir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أين هذا التصوير الذي يتلألأ كالنجم في برج هذه السورة في سماء القرآن؛ كأنه ثمار الجنة -وقد ذكر كثيرا من الدلائل ضمن هذه الأفعال مع انتظام البلاغة وأثبت الحشر الذي هو نتيجتها بتعبير: ﴿ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ ليلزم به الذين ينكرون الحشر في مستهل السورة- فأين هذا وأين كلام الناس على وجه الفضول عن أفعال لا تمسهم إلّا قليلا؟ فلا تكون نسبته إليه إلاّ كنسبة صورة الزهرة إلى الزهرة الحقيقية التي تنبض بالحياة.
    Hem Kur’an’ın dostları, Kur’an’a benzemek ve taklit etmek şevkiyle ve düşmanları dahi Kur’an’a mukabele ve tenkit etmek sevkiyle o vakitten beri yazdıkları ve yazılan ve telahuk-u efkâr ile terakki eden milyonlar Arabî kitaplar ortada geziyor. Hiçbirisi ona yetişemediğini hattâ en âmî adam dahi dinlese elbette diyecek: Bu Kur’an, bunlara benzemez ve onların mertebesinde değil. Ya onların altında veya umumunun fevkinde olacak. Umumunun altında olduğunu dünyada hiçbir fert, hiçbir kâfir, hattâ hiçbir ahmak diyemez. Demek, mertebe-i belâgatı umumun fevkindedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن بيان معنى هذه الآيات من قوله تعالى: ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا  ﴾ إلى ﴿ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ على وجه أفضل يتطلب منا وقتا طويلا فنكتفي بالإشارة إليه ونمضي إلى شأننا:
    Hattâ bir adam سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ âyetini okudu. Dedi: “Bunun hârika telakki edilen belâgatını göremiyorum.” Ona denildi: “Sen dahi bu seyyah gibi o zamana git, orada dinle.” O da kendini Kur’an’dan evvel orada tahayyül ederken gördü ki mevcudat-ı âlem perişan, karanlıklı, camid ve şuursuz ve vazifesiz olarak hâlî, hadsiz, hudutsuz bir fezada; kararsız, fâni bir dünyada bulunuyorlar. Birden Kur’an’ın lisanından bu âyeti dinlerken gördü:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ القرآن يبسط مقدّمات ليُرغم الكفار على قبول الحشر، لإنكارهم إياه في مستهل السورة. فيقول:
    Bu âyet, kâinat üstünde, dünyanın yüzünde öyle bir perde açtı, ışıklandırdı ki bu ezelî nutuk ve sermedî ferman, asırlar sıralarında dizilen zîşuurlara ders verip gösteriyor ki bu kâinat bir câmi-i kebir hükmünde başta semavat ve arz olarak umum mahlukat hayattarane zikir ve tesbihte ve vazifeler başında cûş u hurûşla mesudane ve memnunane bir vaziyette bulunuyor diye müşahede etti. Ve bu âyetin derece-i belâgatını zevk ederek sair âyetleri buna kıyasla Kur’an’ın zemzeme-i belâgatı arzın nısfını ve nev-i beşerin humsunu istila ederek haşmet-i saltanatı, kemal-i ihtiramla on dört asır bilâ-fâsıla idame ettiğinin binler hikmetlerinden bir hikmetini anladı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أفلا تنظرون إلى السماء فوقكم كيف بنيناها، بناءً مهيبا منتظما..
    '''Dördüncü Nokta:''' Kur’an, öyle hakikatli bir halâvet göstermiş ki en tatlı bir şeyden dahi usandıran çok tekrar, Kur’an’ı tilavet edenler için değil usandırmak, belki kalbi çürümemiş ve zevki bozulmamış adamlara tekrar-ı tilaveti halâvetini ziyadeleştirdiği, eski zamandan beri herkesçe müsellem olup darb-ı mesel hükmüne geçmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أوَلا ترون كيف زيّناها بالنجوم وبالشمس والقمر دون نقص أو فطور..؟
    Hem öyle bir tazelik ve gençlik ve şebabet ve garabet göstermiş ki on dört asır yaşadığı ve herkesin eline kolayca girdiği halde, şimdi nâzil olmuş gibi tazeliğini muhafaza ediyor. Her asır, kendine hitap ediyor gibi bir gençlikte görmüş. Her taife-i ilmiye ondan her vakit istifade etmek için kesretle ve mebzuliyetle yanlarında bulundurdukları ve üslub-u ifadesine ittiba ve iktida ettikleri halde o üslubundaki ve tarz-ı beyanındaki garabetini aynen muhafaza ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أوَلا ترون كيف بسطنا الأرض وفرشناها لكم بالحكمة، وثبتنا فيها الجبال لتقيَها من مّد البحار واستيلائها؟
    '''Beşinci Nokta:''' Kur’an’ın bir cenahı mazide, bir cenahı müstakbelde, kökü ve bir kanadı eski peygamberlerin ittifaklı hakikatleri olduğu ve bu onları tasdik ve teyid ettiği ve onlar dahi tevafukun lisan-ı haliyle bunu tasdik ettikleri gibi; öyle de evliya ve asfiya gibi ondan hayat alan semereleri, hayattar tekemmülleriyle, şecere-i mübarekelerinin hayattar, feyizdar ve hakikat-medar olduğuna delâlet eden ve ikinci kanadının himayesi altında yetişen ve yaşayan velayetin bütün hak tarîkatları ve İslâmiyet’in bütün hakikatli ilimleri, Kur’an’ın ayn-ı hak ve mecma-ı hakaik ve câmiiyette misilsiz bir hârika olduğuna şehadet eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أوَلا ترون أنا خلقنا فيها أزواجا جميلة متنوعة من كل جنس من الخضراوات والنباتات، وزيّنا بها أرجاء الأرض كافة؟
    '''Altıncı Nokta:''' Kur’an’ın altı ciheti nuranidir, sıdk ve hakkaniyetini gösterir. Evet, altında hüccet ve bürhan direkleri, üstünde sikke-i i’caz lem’aları, önünde ve hedefinde saadet-i dâreyn hediyeleri ve arkasında nokta-i istinadı vahy-i semavî hakikatleri, sağında hadsiz ukûl-ü müstakimenin deliller ile tasdikleri, solunda selim kalplerin ve temiz vicdanların ciddi itminanları ve samimi incizabları ve teslimleri; Kur’an’ın fevkalâde, hârika, metin, hücum edilmez bir kale-i semaviye-i arziye olduğunu ispat ettikleri gibi; altı makamdan dahi onun ayn-ı hak ve sadık olduğunu ve beşerin kelâmı olmadığını ve yanlışı bulunmadığını imza eden, başta bu kâinatta daima güzelliği izhar, iyiliği ve doğruluğu himaye ve sahtekârları ve müfterileri imha ve izale etmek âdetini bir düstur-u faaliyet ittihaz eden bu kâinatın mutasarrıfı, o Kur’an’a âlemde en makbul en yüksek en hâkimane bir makam-ı hürmet ve bir mertebe-i muvaffakiyet vermesiyle onu tasdik ve imza ettiği gibi; İslâmiyet’in menbaı ve Kur’an’ın bir tercümanı olan zatın (asm) herkesten ziyade ona itikad ve ihtiramı ve nüzulü zamanında uyku gibi bir vaziyet-i nâimanede bulunması ve sair kelâmları ona yetişememesi ve bir derece benzememesi ve ümmiyetiyle beraber gitmiş ve gelecek hakiki hâdisat-ı kevniyeyi, gaybiyane Kur’an ile tereddütsüz ve itminan ile beyan etmesi ve çok dikkatli gözlerin nazarı altında hiçbir hile, hiçbir yanlış vaziyeti görülmeyen o tercüman, bütün kuvvetiyle Kur’an’ın her bir hükmünü öyle iman ve tasdik edip hiçbir şey onu sarsmaması dahi Kur’an’ın semavî, hakkaniyetli ve kendi Hâlık-ı Rahîm’inin mübarek kelâmı olduğunu imza ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أوَلا ترون كيف أرسلُ ماءً مباركا من السماء فأنبتُ به البساتين والزرع والثمرات اللذيذة من تمر ونحوه وأجعله رزقا لعبادي؟
    Hem nev-i insanın humsu, belki kısm-ı a’zamı, göz önündeki o Kur’an’a müncezibane ve dindarane irtibatı ve hakikat-perestane ve müştakane kulak vermesi ve çok emarelerin ve vakıaların ve keşfiyatın şehadetiyle, cin ve melek ve ruhanîler dahi tilaveti vaktinde pervane gibi etrafında hakperestane toplanmaları, Kur’an’ın kâinatça makbuliyetine ve en yüksek bir makamda bulunduğuna bir imzadır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أوَلا يرون أنني أحيي الأرض الميتة، بذلك الماء. وآتي ألوفا من الحشر الدنيوي. فكما أخرج بقدرتي هذه النباتات من هذه الأرض الميتة، كذلك خروجكم يوم الحشر؛ إذ تموت الأرض في القيامة وتُبعثون أنتم أحياء.
    Hem nev-i beşerin umum tabakaları, en gabi ve âmîden tut tâ en zeki ve âlime kadar her birisi, Kur’an’ın dersinden tam hisse almaları ve en derin hakikatleri fehmetmeleri ve yüzer fen ve ulûm-u İslâmiyenin ve bilhassa şeriat-ı kübranın büyük müçtehidleri ve usûlü’d-din ve ilm-i kelâmın dâhî muhakkikleri gibi her taife kendi ilmine ait bütün hâcatını ve cevaplarını Kur’an’dan istihraç etmeleri, Kur’an’ın menba-ı hak ve maden-i hakikat olduğuna bir imzadır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأين ما أظهرته الآيةُ في إثبات الحشر من جزالة البيان -التي ما أشرنا إلّا إلى واحدة من الألف منها- وأين الكلمات التي يسردها الناس لدعوى من الدعاوى؟.
    Hem edebiyatça en ileri bulunan Arap edibleri –şimdiye kadar Müslüman olmayanlar– muarazaya pek çok muhtaç oldukları halde, Kur’an’ın i’cazından yedi büyük vechi varken, yalnız bir tek vechi olan belâgatının –tek bir suresinin– mislini getirmekten istinkâfları ve şimdiye kadar gelen ve muaraza ile şöhret kazanmak isteyen meşhur beliğlerin ve dâhî âlimlerin onun hiçbir vech-i i’cazına karşı çıkamamaları ve âcizane sükût etmeleri; Kur’an mu’cize ve tâkat-i beşerin fevkinde olduğuna bir imzadır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد انتهجنا من أول هذه الرسالة إلى هنا نهجَ المحايد الموضوعي في تحقيق قضية الإعجاز، وقد أبقينا كثيرا من حقوق القرآن مطوية مخفية مستورة، فكنا نعقد موازنة نُنـزل تلك الشمس منـزلةَ الشموع، وذلك كله لكي نُخضع خصما عاتيا لقبول إعجاز القرآن.
    Evet, bir kelâm “Kimden gelmiş ve kime gelmiş ve ne için?” denilmesiyle kıymeti ve ulviyeti ve belâgatı tezahür etmesi noktasından Kur’an’ın misli olamaz ve ona yetişilemez. Çünkü Kur’an, bütün âlemlerin Rabb’i ve bütün kâinatın Hâlık’ının hitabı ve konuşması ve hiçbir cihette taklidi ve tasannuu ihsas edecek hiçbir emare bulunmayan bir mükâlemesi ve bütün insanların belki bütün mahlukatın namına mebus ve nev-i beşerin en meşhur ve namdar muhatabı bulunan ve o muhatabın kuvvet ve vüs’at-i imanı, koca İslâmiyet’i tereşşuh edip sahibini Kab-ı Kavseyn makamına çıkararak muhatab-ı Samedaniyeye mazhariyetle nüzul eden ve saadet-i dâreyne dair ve hilkat-i kâinatın neticelerine ve ondaki Rabbanî maksatlara ait mesaili ve o muhatabın bütün hakaik-i İslâmiyeyi taşıyan en yüksek ve en geniş olan imanını beyan ve izah eden ve koca kâinatı bir harita, bir saat, bir hane gibi her tarafını gösterip, çevirip onları yapan sanatkârı tavrıyla ifade ve talim eden Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın elbette mislini getirmek mümkün değildir ve derece-i i’cazına yetişilmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآن وقد وفَّى التحقيقُ العلمي مهمته، وأُثبت إعجاز القرآن إثباتا ساطعا. فنشير ببعض القول باسم الحقيقة لا باسم التحقيق العلمي، إلى مقام القرآن، ذلك المقام العظيم الذي لا تسعه موازنة ولا ميزان.
    Hem Kur’an’ı tefsir eden ve bir kısmı otuz kırk hattâ yetmiş cilt olarak birer tefsir yazan yüksek zekâlı müdakkik binler mütefennin ulemanın, senetleri ve delilleriyle beyan ettikleri Kur’an’daki hadsiz meziyetleri ve nükteleri ve hâsiyetleri ve sırları ve âlî manaları ve umûr-u gaybiyenin her nevinden kesretli gaybî ihbarları izhar ve ispat etmeleri ve bilhassa Risale-i Nur’un yüz otuz kitabı, her biri Kur’an’ın bir meziyetini, bir nüktesini kat’î bürhanlarla ispat etmesi ve bilhassa Mu’cizat-ı Kur’aniye Risalesi, şimendifer ve tayyare gibi medeniyetin hârikalarından çok şeyleri Kur’an’dan istihraç eden Yirminci Söz’ün İkinci Makamı ve Risale-i Nur’a ve elektriğe işaret eden âyetlerin işaratını bildiren İşarat-ı Kur’aniye namındaki Birinci Şuâ ve huruf-u Kur’aniye ne kadar muntazam ve esrarlı ve manalı olduğunu gösteren Rumuzat-ı Semaniye namındaki sekiz küçük risaleler ve Sure-i Feth’in âhirki âyeti beş vecihle ihbar-ı gaybî cihetinde mu’cizeliğini ispat eden küçücük bir risale gibi Risale-i Nur’un her bir cüzü, Kur’an’ın bir hakikatini, bir nurunu izhar etmesi; Kur’an’ın misli olmadığına ve mu’cize ve hârika olduğuna ve bu âlem-i şehadette âlem-i gaybın lisanı ve bir Allâmü’l-guyub’un kelâmı bulunduğuna bir imzadır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ نسبة سائر الكلام إلى آيات القرآن، كنسبة صور النجوم المتناهية في الصغر التي تتراءى في المرايا، إلى النجوم نفسها.
    İşte altı noktada ve altı cihette ve altı makamda işaret edilen, Kur’an’ın mezkûr meziyetleri ve hâsiyetleri içindir ki haşmetli hâkimiyet-i nuraniyesi ve azametli saltanat-ı kudsiyesi, asırların yüzlerini ışıklandırarak zemin yüzünü dahi bin üç yüz sene tenvir ederek kemal-i ihtiram ile devam etmesi hem o hâsiyetleri içindir ki Kur’an’ın her bir harfi, hiç olmazsa on sevabı, on haseneyi ve on meyve-i bâki vermesi, hattâ bir kısım âyâtın ve surelerin her bir harfi, yüz ve bin ve daha ziyade meyve vermesi ve mübarek vakitlerde her bir harfin nuru ve sevabı ve kıymeti ondan yüzlere çıkması gibi kudsî imtiyazları kazanmış diye dünya seyyahı anladı ve kalbine dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، أين كلماتُ القرآن التي كل منها تصوّر الحقائق الثابتة وتبيّنها، وأين المعاني التي يرسمها البشر بكلماته على مرايا صغيرة لفكره ومشاعره؟
    İşte böyle her cihetle mu’cizatlı bu Kur’an, surelerinin icmaıyla ve âyâtının ittifakıyla ve esrar ve envarının tevafukuyla ve semerat ve âsârının tetabukuyla bir tek Vâcibü’l-vücud’un vücuduna ve vahdetine ve sıfâtına ve esmasına deliller ile ispat suretinde öyle şehadet etmiş ki bütün ehl-i imanın hadsiz şehadetleri, onun şehadetinden tereşşuh etmişler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أين الكلمات الحية حياةَ الملائكة الأطهار.. كلمات القرآن الذي يفيض بأنوار الهداية وهو كلامُ خالق الشمس والقمر.. وأين كلمات البشر اللاذعة الخادعة بدقائقها الساحرة بنفثاتها التي تثير أهواء النفس.
    İşte bu yolcunun Kur’an’dan aldığı ders-i tevhid ve imana kısa bir işaret olarak Birinci Makam’ın on yedinci mertebesinde böyle:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، كم هي النسبة بين الحشرات السامة والملائكة الأطهار والروحانيين المنوّرين؟ إنها هي النسبة نفسها بين كلمات البشر وكلمات القرآن الكريم. وقد أثبتتْ هذه الحقيقة مع «الكلمة الخامسة والعشرين» جميعُ الكلمات الأربع والعشرين السابقة. فدعوانا هذه ليست إدعاء وإنما هي نتيجة لبرهان سبَقها.
    لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ال۟وَاجِبُ ال۟وُجُودِ ال۟وَاحِدُ ال۟اَحَدُ الَّذٖى دَلَّ عَلٰى وُجُوبِ وُجُودِهٖ فٖى وَح۟دَتِهِ ال۟قُر۟اٰنُ ال۟مُع۟جِزُ ال۟بَيَانِ اَل۟مَق۟بُولُ ال۟مَر۟غُوبُ لِاَج۟نَاسِ ال۟مَلَكِ وَ ال۟اِن۟سِ وَ ال۟جَانِّ اَل۟مَق۟رُوءُ كُلُّ اٰيَاتِهٖ فٖى كُلِّ دَقٖيقَةٍ بِكَمَالِ ال۟اِح۟تِرَامِ بِاَل۟سِنَةِ مِأٰتِ مِل۟يُونٍ مِن۟ نَو۟عِ ال۟اِن۟سَانِ اَلدَّائِمُ سَل۟طَنَتُهُ ال۟قُد۟سِيَّةُ عَلٰى
    اَق۟طَارِ ال۟اَر۟ضِ وَ ال۟اَك۟وَانِ وَ عَلٰى وُجُوهِ ال۟اَع۟صَارِ وَ الزَّمَانِ وَ ال۟جَارٖى حَاكِمِيَّتُهُ ال۟مَع۟نَوِيَّةُ النُّورَانِيَّةُ عَلٰى نِص۟فِ ال۟اَر۟ضِ وَ خُم۟سِ ال۟بَشَرِ فٖى اَر۟بَعَةَ عَشَرَ عَص۟رًا بِكَمَالِ ال۟اِح۟تِشَامِ . وَ كَذَا : شَهِدَ وَ بَر۟هَنَ بِاِج۟مَاعِ سُوَرِهِ ال۟قُد۟سِيَّةِ السَّمَاوِيَّةِ وَ بِاِتِّفَاقِ اٰيَاتِهِ النُّورَانِيَّةِ ال۟اِلٰهِيَّةِ وَ بِتَوَافُقِ اَس۟رَارِهٖ وَ اَن۟وَارِهٖ وَ بِتَطَابُقِ حَقَائِقِهٖ وَ ثَمَرَاتِهٖ وَ اٰثَارِهٖ بِال۟مُشَاهَدَةِ وَ ال۟عِيَانِ
    denilmiştir.
    </div>


    نعم، أين ألفاظ القرآن التي كل منها صدفُ درر الهداية ومنبعُ حقائق الإيمان، ومعدن أسس الإسلام، والتي تتنـزل من عرش الرحمن وتتوجه من فوق الكون ومن خارجه إلى الإنسان، فأين هذا الخطاب الأزلي المتضمن للعلم والقدرة والإرادة، من ألفاظ الإنسان الواهية المليئة بالأهواء؟


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن القرآن يمثل شجرة طوبى طيبة نشرت أغصانها في جميع أرجاء العالم الإسلامي، فأورقت جميعَ معنوياته وشعائره وكمالاته ودساتيره وأحكامه، وأبرزت أولياءَه وأصفياءه كزهور نضرة جميلة تستمد حسنها ونداوتها من ماء حياة تلك الشجرة، وأثمرت جميعَ الكمالات والحقائق الكونية والإلهية حتى غدت كل نواة من نوى ثمارها دستورَ عمل ومنهج حياة.. نعم، أين هذه الحقائق المتسلسلة التي يطالعنا بها القرآن بمثابة شجرة مثمرة وارفة الظلال وأين منها كلام البشر المعهود.
    '''ON BİRİNCİ ŞUÂ OLAN MEYVE RİSALESİ'NİN ONUNCU MESELESİ'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أين الثرى من الثريا ؟
    == EMİRDAĞI ÇİÇEĞİ ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن القرآن الحكيم ينشر جميع حقائقه في سوق الكون ويعرضها على الملأ أجمعين منذ أكثر من ألف وثلاث مائة سنة وإن كل فرد وكل أمة وكل بلد قد أخذ من جواهره ومن حقائقه، وما زال يأخذ.. على الرغم من هذا فلم تخل تلك الإلفة، ولا تلك الوفرة، ولا مرور الزمان، ولا التحولات الهائلة، بحقائقه القيمة ولا بأسلوبه الجميل، ولم تشيّبه ولم تتمكن من أن تفقِدهُ طراوته أو تسقط من قيمته أو تطفئ سنا جماله وحسنه. إن هذه الحالة وحدَها إعجاز أيّ إعجاز.
    '''Kur’an’da olan tekrarata gelen itirazlara karşı gayet kuvvetli bir cevaptır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآن إذا ما قام أحد ونظم قسما من الحقائق التي أتى بها القرآن حسب أهوائه وتصرفاته الصبيانية، ثم أراد أن يوازن بين كلامه وكلام القرآن، بغية الاعتراض على بعض آياته، وقال: «لقد قلت كلاما شبيها بالقرآن». فلا شك أن كلامه هذا يحمل من السخف والحماقة ما يشبه هذا المثال:
    Aziz, sıddık kardeşlerim!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن بنّاءً شيد قصرا فخما، أحجارُه من جواهرَ مختلفة، ووضع تلك الأحجار في أوضاع وزيّنها بزينة ونقوش موزونة تتعلق بجميع نقوش القصر الرفيعة، ثم دخل ذلك القصر من يقصر فهمُه عن تلك النقوش البديعة، ويجهل قيمة جواهره وزينته. وبدأ يبدّل نقوش الأحجار وأوضاعها، ويجعلها في نظام حسب أهوائه حتى غدا بيتا اعتياديا. ثم جمّله بما يعجب الصبيان من خرز تافه، ثم بدأ يقول: انظروا إن لي من المهارة في فن البناء ما يفوق مهارة باني ذلك القصر الفخم، ولي ثروة أكثر من بنّاء القصر! فانظروا إلى جواهري الثمينة! لا شك أن كلامه هذا هذيان بل هذيان مجنون ليس إلا.
    Gerçi bu mesele, perişan vaziyetimden müşevveş ve letafetsiz olmuş. Fakat o müşevveş ibare altında çok kıymetli bir nevi i’cazı kat’î bildim. Maatteessüf ifadeye muktedir olamadım. Her ne kadar ibaresi sönük olsa da Kur’an’a ait olmak cihetiyle hem ibadet-i tefekküriye hem kudsî, yüksek, parlak bir cevherin sadefidir. Yırtık libasına değil, elindeki elmasa bakılsın. Eğer münasip ise Onuncu Mesele yapınız, değilse sizin tebrik mektuplarınıza mukabil bir mektup kabul ediniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="ÜÇÜNCÜ_ŞULE"></span>
    Hem bunu gayet hasta ve perişan ve gıdasız, bir iki gün ramazanda, mecburiyetle gayet mücmel ve kısa ve bir cümlede pek çok hakikatleri ve müteaddid hüccetleri dercederek yazdım. Kusura bakılmasın. (*<ref>* Denizli Hapsinin meyvesine Onuncu Mesele olarak Emirdağı’nın ve bu ramazan-ı şerifin nurlu bir küçük çiçeğidir. Tekrarat-ı Kur’aniyenin bir hikmetini beyanla ehl-i dalaletin ufunetli ve zehirli evhamlarını izale eder. </ref>)
    == الشعلة الثالثة ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه الشعلة لها ثلاثة أضواء
    Aziz, sıddık kardeşlerim!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="BİRİNCİ_ZİYA"></span>
    Ramazan-ı şerifte Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ı okurken Risale-i Nur’a işaretleri Birinci Şuâ’da beyan olunan otuz üç âyetten hangisi gelse bakıyordum ki o âyetin sahifesi ve yaprağı ve kıssası dahi Risale-i Nur’a ve şakirdlerine kıssadan hisse almak noktasında bir derece bakıyor. Hususan Sure-i Nur’dan Âyetü’n-Nur, on parmakla Risale-i Nur’a baktığı gibi arkasındaki Âyet-i Zulümat dahi muarızlarına tam bakıyor ve ziyade hisse veriyor. Âdeta o makam, cüz’iyetten çıkıp külliyet kesbeder ve bu asırda o küllînin tam bir ferdi Risale-i Nur ve şakirdleridir diye hissettim.
    === الضياء الأول ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد وضّح في «الكلمة الثالثة عشرة» وجه عظيم من وجوه إعجاز القرآن المعجز البيان، فأخذ هنا وأدرج مع سائر إخوته من وجوه الإعجاز: إذا شئت أن تشاهد وتتذوق كيف تنشر كلُّ آية من القرآن الكريم نورَ إعجازها وهدايتها وتبدّد ظلماتِ الكفر كالنجم الثاقب؛ فتصوَّر نفسَك في ذلك العصر الجاهلي وفي صحراء تلك البداوة والجهل. فبينا تجد كلَّ شيء قد أُسدِل عليه ستارُ الغفلة وغشيَه ظلامُ الجهل ولُفّ بغلاف الجمود والطبيعة، إذا بك تشاهد وقد دّبت الحياة في تلك الموجودات الهامدة أو الميتة في أذهان السامعين فتنهض مسبّحةً ذاكرةً الله بصدى قوله تعالى ﴿ يُسَبِّحُ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَمَا فِي الْاَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَز۪يزِ الْحَك۪يمِ ﴾ (الجمعة:١) وما شابهها من الآيات الجليلة.
    Evet, Kur’an’ın hitabı, evvela Mütekellim-i Ezelî’nin rububiyet-i âmmesinin geniş makamından hem nev-i beşer, belki kâinat namına muhatap olan zatın geniş makamından hem umum nev-i benî-Âdem’in bütün asırlarda irşadlarının gayet vüs’atli makamından hem dünya ve âhiretin ve arz ve semavatın ve ezel ve ebedin ve Hâlık-ı kâinat’ın rububiyetine ve bütün mahlukatın tedbirine dair kavanin-i İlahiyenin gayet yüksek ve ihatalı beyanatının geniş makamından aldığı vüs’at ve ulviyet ve ihata cihetiyle o hitap, öyle bir yüksek i’caz ve şümul gösterir ki ders-i Kur’an’ın muhataplarından en kesretli taife olan tabaka-i avamın basit fehimlerini okşayan zâhirî ve basit mertebesi dahi en ulvi tabakayı da tam hissedar eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن وجه السماء المظلمة التي تستعر فيها نجوم جامدة، تتحول في نظر السامعين، بصدى قوله تعالى ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ  ﴾ (الإسراء:٤٤) إلى فمٍ ذاكرٍ لله، كل نجم يُرسل شعاع الحقيقة ويبث حكمة حكيمة بليغة.
    Güya kıssadan yalnız bir hisse ve bir hikâye-i tarihiyeden bir ibret değil belki bir küllî düsturun efradı olarak her asra ve her tabakaya hitap ederek taze nâzil oluyor ve bilhassa çok tekrarla   اَلظَّالِمٖينَ ،  اَلظَّالِمٖينَ deyip tehditleri ve zulümlerinin cezası olan musibet-i semaviye ve arziyeyi şiddetle beyanı, bu asrın emsalsiz zulümlerine kavm-i Âd ve Semud ve Firavun’un başlarına gelen azaplar ile baktırıyor ve mazlum ehl-i imana İbrahim (as) ve Musa (as) gibi enbiyanın necatlarıyla teselli veriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا تتحول وجهُ الأرض التي تضم المخلوقات الضعيفة العاجزة بذلك الصدى السماوي إلى رأس عظيم، والبرُّ والبحر لسانين يلهجان بالتسبيح والتقديس وجميعُ النباتات والحيوانات كلمات ذاكرة مسبّحة؛ حتى لكأن الأرض كلها تنبض بالحياة. وهكذا بانتقالك الشعوريِّ إلى ذلك العصر تتذوق دقائق الإعجاز في تلك الآية الكريمة. وبخلاف ذلك تُحرَم من تذوق تلك الدقائق اللطيفة في الآية الكريمة.
    Evet, nazar-ı gaflet ve dalalette, vahşetli ve dehşetli bir ademistan ve elîm ve mahvolmuş bir mezaristan olan bütün geçmiş zaman ve ölmüş karnlar ve asırlar; canlı birer sahife-i ibret ve baştan başa ruhlu, hayattar bir acib âlem ve mevcud ve bizimle münasebettar bir memleket-i Rabbaniye suretinde sinema perdeleri gibi kâh bizi o zamanlara kâh o zamanları yanımıza getirerek her asra ve her tabakaya gösterip yüksek bir i’caz ile ders veren Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, aynı i’cazla nazar-ı dalalette camid, perişan, ölü, hadsiz bir vahşetgâh olan ve firak ve zevalde yuvarlanan bu kâinatı bir kitab-ı Samedanî, bir şehr-i Rahmanî, bir meşher-i sun’-u Rabbanî olarak o camidatı canlandırarak, birer vazifedar suretinde birbiriyle konuşturup ve birbirinin imdadına koşturup nev-i beşere ve cin ve meleğe hakiki ve nurlu ve zevkli hikmet dersleri veren bu Kur’an-ı Azîmüşşan, elbette her harfinde on ve yüz ve bazen bin ve binler sevap bulunması ve bütün cin ve ins toplansa onun mislini getirememesi ve bütün benî-Âdem’le ve kâinatla tam yerinde konuşması ve her zaman milyonlar hâfızların kalplerinde zevkle yazılması ve çok tekrarla ve kesretli tekraratıyla usandırmaması ve çok iltibas yerleri ve cümleleriyle beraber çocukların nazik ve basit kafalarında mükemmel yerleşmesi ve hastaların ve az sözden müteessir olan ve sekeratta olanların kulağında mâ-i zemzem misillü hoş gelmesi gibi kudsî imtiyazları kazanır ve iki cihanın saadetlerini kendi şakirdlerine kazandırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنك إذا نظرت إلى الآيات الكريمة من خلال وضعك الحاضر الذي استنار بنور القرآن منذ ذلك العصر حتى غدا معروفا، وإضاءته سائر العلوم الإسلامية، حتى وضحت بشمس القرآن. أي إذا نظرت إلى الآيات من خلال ستار الإلفة، فإنك -بلا شك- لا ترى رؤية حقيقية مدى الجمال المعجز في كل آية، وكيف أنها تبدد الظلمات الدامسة بنورها الوهاج، ومن بعد ذلك لا تـتـذوق وجـه إعجاز القرآن من بين وجوهه الكثيرة.
    Ve tercümanının ümmiyet mertebesini tam riayet etmek sırrıyla hiçbir tekellüf ve hiçbir tasannu ve hiçbir gösterişe meydan vermeden selaset-i fıtriyesini ve doğrudan doğruya semadan gelmesini ve en kesretli olan tabaka-i avamın basit fehimlerini tenezzülat-ı kelâmiye ile okşamak hikmetiyle en ziyade sema ve arz gibi en zâhir ve bedihî sahifeleri açıp o âdiyat altındaki hârikulâde mu’cizat-ı kudretini ve manidar sutûr-u hikmetini ders vermekle lütf-u irşadda güzel bir i’caz gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإذا أردت مشاهدة أعظم درجة لإعجاز القرآن الكثيرة، فاستمع إلى هذا المثال وتأمل فيه:
    Tekrarı iktiza eden dua ve davet ve zikir ve tevhid kitabı dahi olduğunu bildirmek sırrıyla güzel, tatlı tekraratıyla bir tek cümlede ve bir tek kıssada ayrı ayrı çok manaları, ayrı ayrı muhatap tabakalarına tefhim etmekte ve cüz’î ve âdi bir hâdisede en cüz’î ve ehemmiyetsiz şeyler dahi nazar-ı merhametinde ve daire-i tedbir ve iradesinde bulunmasını bildirmek sırrıyla tesis-i İslâmiyette ve tedvin-i şeriatta sahabelerin cüz’î hâdiselerini dahi nazar-ı ehemmiyete almasında hem küllî düsturların bulunması hem umumî olan İslâmiyet’in ve şeriatın tesisinde o cüz’î hâdiseler, çekirdekler hükmünde çok ehemmiyetli meyveleri verdikleri cihetinde de bir nev-i i’cazını gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لنفرض شجرة عجيبة في منتهى العلو والغرابة وفي غاية الانتشار والسعة؛ قد أسدل عليها غطاء الغيب، فاستترت طيَّ طبقات الغيب. فمن المعلوم أن هناك توازنا وتناسبا وعلاقاتِ ارتباط بين أغصان الشجرة وثمراتها وأوراقها وأزاهيرها -كما هو موجود بين أعضاء جسم الإنسان- فكلُّ جزء من أجزائها يأخذ شكلا معينا وصورة معينة حسب ماهية تلك الشجرة.
    Evet, ihtiyacın tekerrürüyle, tekrarın lüzumu haysiyetiyle yirmi sene zarfında pek çok mükerrer suallere cevap olarak ayrı ayrı çok tabakalara ders veren ve koca kâinatı parça parça edip kıyamette şeklini değiştirerek dünyayı kaldırıp onun yerine azametli âhireti kuracak ve zerrattan yıldızlara kadar bütün cüz’iyat ve külliyatı, tek bir zatın elinde ve tasarrufunda bulunduğunu ispat edecek ve kâinatı ve arz ve semavatı ve anâsırı kızdıran ve hiddete getiren nev-i beşerin zulümlerine, kâinatın netice-i hilkati hesabına gazab-ı İlahî ve hiddet-i Rabbaniyeyi gösterecek hadsiz hârika ve nihayetsiz dehşetli ve geniş bir inkılabın tesisinde binler netice kuvvetinde bazı cümleleri ve hadsiz delillerin neticesi olan bir kısım âyetleri tekrar etmek; değil bir kusur, belki gayet kuvvetli bir i’caz ve gayet yüksek bir belâgat ve mukteza-yı hale gayet mutabık bir cezalettir ve fesahattir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإذا قام أحد -من قِبل تلك الشجرة التي لم تُشاهَد قط ولا تُشاهد- وَرَسَمَ على شاشةٍ صورةً لكل عضو من أعضاء تلك الشجرة، وحدّ له، بأن وضع خطوطا تمثل العلاقات بين أغصانها وثمراتها وأوراقها، وملأ ما بين مبدئها ومنتهاها -البعيدين عن بعضهما بما لا يحد- بصورٍ وخطوطٍ تمثل أشكال أعضائها تماما وتبرز صورها كاملة.. فلا يبقى أدنى شك في أن ذلك الرسّام يشاهد تلك الشجرة الغيبية بنظره المطّلع على الغيب ويحيط به علما، ومن بعد ذلك يصوّرها.
    Mesela, bir tek âyet iken yüz on dört defa tekerrür eden بِس۟مِ اللّٰهِ الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ    cümlesi, Risale-i Nur’un On Dördüncü Lem’a’sında beyan edildiği gibi arşı ferşle bağlayan ve kâinatı ışıklandıran ve her dakika herkes ona muhtaç olan öyle bir hakikattir ki milyonlar defa tekrar edilse yine ihtiyaç var. Değil yalnız ekmek gibi her gün, belki hava ve ziya gibi her dakika ona ihtiyaç ve iştiyak vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالقرآن المبين -كهذا المثال- أيضا فإن بياناته المعجزة التي تخص حقيقة الموجودات (تلك الحقيقة التي تعود إلى شجرة الخلق الممتدة من بَدءِ الدنيا إلى نهاية الآخرة والمنتشرة من الفرش إلى العرش ومن الذرات إلى الشموس) قد حافظت -تلك البيانات الفرقانية- على الموازنة والتناسب وأعطتْ لكل عضو من الأعضاء ولكل ثمرة من الثمرات صورةً تليق بها، بحيث خَلُص العلماء المحققون -لدى إجراء تحقيقاتهم وأبحاثهم- إلى الانبهار والانشداه قائِلين: «ما شاء الله.. بارك الله، إن الذي يحل طلسم الكون ويكشف معمّى الخلق إنما هو أنت وحدك أيها القرآن الحكيم»!
    Hem mesela, Sure-i   طٰسٓمٓ   de sekiz defa tekrar edilen şu اِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ال۟عَزٖيزُ الرَّحٖيمُ   âyeti, o surede hikâye edilen peygamberlerin necatlarını ve kavimlerinin azaplarını, kâinatın netice-i hilkati hesabına ve rububiyet-i âmmenin namına o binler hakikat kuvvetinde olan âyeti tekrar ederek, izzet-i Rabbaniye o zalim kavimlerin azabını ve rahîmiyet-i İlahiye dahi enbiyanın necatlarını iktiza ettiğini ders vermek için binler defa tekrar olsa yine ihtiyaç ve iştiyak var ve i’cazlı, îcazlı bir ulvi belâgattır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلنمثل -ولله المثل الأعلى- الأسماء الإلهية وصفاتها الجليـلة والشــؤون الربانية وأفعالها الحكيمة كأنها شجرة طوبى من نور تمتد دائرة عظمتها من الأزل إلى الأبد، وتسع حدود كبريائها الفضاء المطلق غير المحدود وتحيط به، ويمتد مدى إجراءاتها من حدود ﴿ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوٰى ﴾ (الأنعام:٩٥) ﴿ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه۪ ﴾ (الأنفال:٢٤) ﴿ هُوَ الَّذ۪ي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْاَرْحَامِ كَيْفَ يَشَٓاءُ ﴾ (آل عمران:٦) إلى ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ﴾ (هود:٧) والى ﴿ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر:٦٧) ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ (الرعد:٢) فنرى أن القرآن الكريم يبين تلك الحقيقة النورانية بجميع فروعها وأغصانها وبجميع غاياتها وثمراتها بيانا في منتهى التوافق والانسجام بحيث لا تعيق حقيقة حقيقةً أخرى ولا يفسد حكمُ حقيقةٍ حُكْما لأخرى، ولا تستوحش حقيقةٌ من غيرها. وعلى هذه الصورة المتجانسة المتناسقة بيّنَ القرآن الكريم حقائق الأسماء الإلهية والصفات الجليلة والشؤون الربانية والأفعال الحكيمة بيانا معجزا بحيث جعل جميع أهل الكشف والحقيقة وجميع أولي المعرفة والحكمة الذين يجولون في عالم الملكوت، يصدّقونه قائلين أمام جمال بيانه المعجز والإعجابُ يغمرهم: «سبحان الله! ما أصوبَ هذا! وما أكثر انسجامه وتوافقه وتطابقه مع الحقيقة وما أجمله وأليَقه».
    Hem mesela, Sure-i Rahman’da tekrar edilen فَبِاَىِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ    âyeti ile Sure-i Mürselât’ta وَي۟لٌ يَو۟مَئِذٍ لِل۟مُكَذِّبٖينَ    âyeti, cin ve nev-i beşerin, kâinatı kızdıran ve arz ve semavatı hiddete getiren ve hilkat-i âlemin neticelerini bozan ve haşmet-i saltanat-ı İlahiyeye karşı inkâr ve istihfafla mukabele eden küfür ve küfranlarını ve zulümlerini ve bütün mahlukatın hukuklarına tecavüzlerini, asırlara ve arz ve semavata tehditkârane haykıran bu iki âyet, böyle binler hakikatlerle alâkadar ve binler mesele kuvvetinde olan bir ders-i umumîde binler defa tekrar edilse yine lüzum var ve celalli bir i’caz ve cemalli bir îcaz-ı belâgattır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو أخذنا مثلا أركان الإيمان الستة التي تتوجه إلى جميع دائرة الموجودات المختلفة ودائرة الوجوب الإلهي والتي تعد غصنا من تلكما الشجرتين العظيمتين، يصورها القرآن الكريم بجميع فروعها وأغصانها وثمراتها وأزاهيرها مراعيا في تصويره انسجاما بديعا بين ثمراتها وأزاهيرها معرّفا طرز التناسب في منتهى التوازن والاتساق بحيث يجعل عقل الإنسان عاجزا عن إدراك أبعاده ومبهوتا أمام حسن جماله.
    Hem mesela, Kur’an’ın hakiki ve tam bir nevi münâcatı ve Kur’an’dan çıkan bir çeşit hülâsası olan Cevşenü’l-Kebir namındaki münâcat-ı Peygamberîde yüz defa سُب۟حَانَكَ يَا لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اَن۟تَ ال۟اَمَانُ ال۟اَمَانُ خَلِّص۟نَا وَ اَجِر۟نَا وَ نَجِّنَا مِنَ النَّارِ cümlesi tekrarında tevhid gibi kâinatça en büyük hakikat ve tesbih ve takdis gibi mahlukatın rububiyete karşı üç muazzam vazifesinden en ehemmiyetli vazifesi ve şakavet-i ebediyeden kurtulmak gibi nev-i insanın en dehşetli meselesi ve ubudiyet ve acz-i beşerînin en lüzumlu neticesi bulunması cihetiyle binler defa tekrar edilse yine azdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن الإسلام الذي هو فرع من غصن الإيمان، أبدع القرآن الكريم وأتى بالرائع المعجب في تصوير أدق فروع أركانه الخمسة، وحافظ على جمال التناسب وكمال التوازن فيما بينها، بل حافظ على أبسط آدابها ومنتهى غاياتها وأعمق حِكَمها وأصغر فوائدها وثمراتها. وأبهر دليل على ذلك هو كمالُ انتظام الشريعة العظمى النابعة من نصوص ذلك القرآن الجامع ومن إشاراته ورموزه.. فكمالُ انتظام هذه الشريعة الغراء وجمالُ توازنها الدقيق وحسنُ تناسب أحكامها ورصانتها، كلّ منها شاهِدُ عدلٍ لا يُجرح وبرهان قاطع باهر لا يدنو منه الريب أبدا على أحقية القرآن الكريم؛ بمعنى أنّ البيانات القرآنية لا يمكن أن تستند إلى علم جزئي لبشر، ولاسيما إنسان أميّ، بل لابد أن تستند إلى علم واسع محيط بكل شيء والبصير بجميع الأشياء معا..
    İşte –namaz tesbihatı gibi ibadetlerden bir kısmının tekrarı sünnet bulunan maddeler gibi– tekrarat-ı Kur’aniye, bu gibi metin esaslara bakıyor. Hattâ bazen bir sahifede iktiza-yı makam ve ihtiyac-ı ifham ve belâgat-ı beyan cihetiyle yirmi defa sarîhan ve zımnen tevhid hakikatini ifade eder. Değil usanç, belki kuvvet ve şevk ve halâvet verir. Risale-i Nur’da, tekrarat-ı Kur’aniye ne kadar yerinde ve münasip ve belâgatça makbul olduğu hüccetleriyle beyan edilmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهو كلام ذات الله الجليل البصير بالأزل والأبد معا والشاهد على جميع الحقائق في آن واحد.. آمنا.
    '''Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın Mekkiye sureleriyle Medeniye sureleri belâgat noktasında ve i’caz cihetinde ve tafsil ve icmal vechinde birbirinden ayrı olmasının sırr-ı hikmeti şudur ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İKİNCİ_ZİYA"></span>
    Mekke’de birinci safta muhatap ve muarızları, Kureyş müşrikleri ve ümmileri olduğundan belâgatça kuvvetli bir üslub-u âlî ve îcazlı, mukni, kanaat verici bir icmal ve tesbit için tekrar lâzım geldiğinden ekseriyetçe Mekkî sureleri erkân-ı imaniyeyi ve tevhidin mertebelerini gayet kuvvetli ve yüksek ve i’cazlı bir îcaz ile ifade ve tekrar ederek mebde ve meâdi, Allah’ı ve âhireti, değil yalnız bir sahifede, bir âyette, bir cümlede, bir kelimede belki bazen bir harfte ve takdim-tehir, tarif-tenkir ve hazf-zikir gibi heyetlerde öyle kuvvetli ispat eder ki ilm-i belâgatın dâhî imamları hayretle karşılamışlar.
    === الضياء الثاني ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ فلسفة البشر التي تحاول أن تتصدى لحكمة القرآن الكريم وتسعى لمعارضتها، قد سقطتْ وهوت أمام حكمة القرآن السامية.. كما أوضحنا ذلك في «الكلمة الثانية عشرة» في أسلوب حكاية تمثيلية، وأثبتناه إثباتا قاطعا في كلمات أخرى.
    Risale-i Nur ve bilhassa Kur’an’ın kırk vech-i i’cazını icmalen ispat eden Yirmi Beşinci Söz, zeylleriyle beraber ve nazımdaki vech-i i’cazı hârika bir tarzda beyan ve ispat eden Arabî Risale-i Nur’dan İşaratü’l-İ’caz tefsiri bilfiil göstermişler ki Mekkî sure ve âyetlerde en âlî bir üslub-u belâgat ve en yüksek bir i’caz-ı îcazî vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لذا نحيل إلى تلك الرسائل، إلّا أننا سنعقد هنا موازنة جزئية بسيطة بينهما من جانب آخر وهو جانب نظرتهما إلى الدنيا؛ كالآتي:
    Amma Medine sure ve âyetlerinin birinci safta muhatap ve muarızları ise Allah’ı tasdik eden Yahudi ve Nasâra gibi ehl-i kitap olduğundan mukteza-yı belâgat ve irşad ve mutabık-ı makam ve halin lüzumundan, sade ve vâzıh ve tafsilli bir üslupla ehl-i kitaba karşı dinin yüksek usûlünü ve imanın rükünlerini değil belki medar-ı ihtilaf olan şeriatın ve ahkâmın ve teferruatın ve küllî kanunların menşeleri ve sebepleri olan cüz’iyatın beyanı lâzım geldiğinden, o sure ve âyetlerde ekseriyetçe tafsil ve izah ve sade üslupla beyanat içinde Kur’an’a mahsus emsalsiz bir tarz-ı beyanla, birden o cüz’î teferruat hâdisesi içinde yüksek, kuvvetli bir fezleke, bir hâtime, bir hüccet ve o cüz’î hâdise-i şer’iyeyi küllîleştiren ve imtisalini iman-ı billah ile temin eden bir cümle-i tevhidiye ve esmaiye ve uhreviyeyi zikreder. O makamı nurlandırır, ulvileştirir, küllîleştirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ فلسفة البشر وحكمتَه تنظر إلى الدنيا على أنها ثابتة دائمة، فتذكر ماهية الموجودات وخواصها ذكرا مفصلا مسهبا، بينما لو ذَكرتْ وظائف تلك الموجودات الدالة على صانعها فإنها تذكرها ذكرا مجملا مقتضبا. أي إنها تفصّل في ذكر نقوش كتاب الكون وحروفه، في حين لا تعير معناه ومغزاه اهتماما كبـيرا.
    Risale-i Nur, âyetlerin âhirlerinde ekseriyetle gelen اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ ۝ اِنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَى۟ءٍ عَلٖيمٌ ۝ وَهُوَ ال۟عَزٖيزُ الرَّحٖيمُ ۝ وَهُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ gibi tevhidi veya âhireti ifade eden fezlekeler ve hâtimelerde ne kadar yüksek bir belâgat ve meziyetler ve cezaletler ve nükteler bulunduğunu Yirmi Beşinci Söz’ün İkinci Şule’sinin İkinci Nur’unda o fezleke ve hâtimelerin pek çok nüktelerinden ve meziyetlerinden on tanesini beyan ederek o hülâsalarda bir mu’cize-i kübra bulunduğunu muannidlere de ispat etmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما القرآن الكريم فإنه ينظر إلى الدنيا، على أنها عابرة سيّالة، خدّاعة سيّارة، متقلبة لا قرار لها ولا ثبات، لذا يذكر خواص الموجودات وماهياتها المادية الظاهرة ذكرا مجملا مقتضبا، بينما يفصّل تفصيلا كاملا لدى بيانه وظائفها التي تنمّ عن عبوديتها التي أناطها بها الصانع الجليل، ولدى بيانه مدى انقياد الموجودات للأوامر التكوينية الإلهية، وكيف وبأي وجه من وجوهها تدل على أسماء صانعها الحسنى.
    Evet Kur’an, o teferruat-ı şer’iye ve kavanin-i içtimaiyenin beyanı içinde birden muhatabın nazarını en yüksek ve küllî noktalara kaldırıp, sade üslubu bir ulvi üsluba ve şeriat dersinden tevhid dersine çevirerek Kur’an’ı hem bir kitab-ı şeriat ve ahkâm ve hikmet hem bir kitab-ı akide ve iman ve zikir ve fikir ve dua ve davet olduğunu gösterip her makamda çok makasıd-ı irşadiye ve Kur’aniyeyi ders vermesiyle Mekkiye âyetlerin tarz-ı belâgatlarından ayrı ve parlak, mu’cizane bir cezalet izhar eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي بحثنا هذا، سنلقي نظرة عَجلَى على الفرق بين نظرة الفلسفة ونظرة القرآن (إلى الدنيا والموجودات) من حيث هذا الإجمال والتفصيل؛ لنرى أين يقف الحق الأبلج والحقيقة الساطعة.
    Bazen iki kelimede mesela    رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ    ve    رَبُّكَ    de   رَبُّكَ   tabiriyle ehadiyeti ve   رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ   ile vâhidiyeti bildirir. Ehadiyet içinde vâhidiyeti ifade eder. Hattâ bir cümlede, bir zerreyi bir göz bebeğinde gördüğü ve yerleştirdiği gibi güneşi dahi aynı âyetle, aynı çekiçle göğün göz bebeğinde yerleştirir ve göğe bir göz yapar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ ساعتنا اليدوية التي يبدو عليها الاستقرارُ والثبات تنطوي على تغيرات وتبدلات واهتزازات عديدة، سواء في حركات التروس الدائمة أو في اهتزازات الدواليب والآلات الدقيقة. فكما أن الساعة هكذا، فالدنيا كذلك، كأنها ساعة عظيمة أبدعَتها القدرةُ الإلهية، فعلى الرغم من أنها تبدو ثابتة مستقرة، فهي تتقلب وتتدحرج في تغيّر واضطراب دائمين، ضمن تيار الزوال والفناء؛
    Mesela    خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَ ال۟اَر۟ضَ    âyetinden sonra يُولِجُ الَّي۟لَ فِى النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّي۟لِ    âyetinin akabinde وَ هُوَ عَلٖيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ   der. “Zemin ve göklerin haşmet-i hilkatinde kalbin dahi hatıratını bilir, idare eder.” der, tarzında bir beyanat cihetiyle o sade ve ümmiyet mertebesini ve avamın fehmini nazara alan o basit ve cüz’î muhavere, o tarz ile ulvi ve cazibedar ve umumî ve irşadkâr bir mükâlemeye döner.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ لما حلّ «الزمان» في الدنيا، أصبح «الليل والنهار» كعقرب الثواني ذي الرأس المزدوج لتلك الساعة العظمى، تتبدل بسرعة..
    '''Ehemmiyetli Bir Sual:''' Bazen bir hakikat, sathî nazarlara görünmediğinden ve bazı makamlarda cüz’î ve âdi bir hâdiseden yüksek bir fezleke-i tevhidi veya küllî bir düsturu beyan etmekte münasebet bilinmediğinden bir kusur tevehhüm edilir. Mesela “Hazret-i Yusuf aleyhisselâm, kardeşini bir hile ile alması” içinde   وَفَو۟قَ كُلِّ ذٖى عِل۟مٍ عَلٖيمٌ   diye gayet yüksek bir düsturun zikri, belâgatça münasebeti görünmüyor. Bunun sırrı ve hikmeti nedir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وصارت «السنة» كأنها عقرب الدقائق لتلك الساعة..
    '''Elcevap:''' Her biri birer küçük Kur’an olan ekser uzun sure ve mutavassıtlarda ve çok sahife ve makamlarda yalnız iki üç maksat değil belki Kur’an mahiyeti hem bir kitab-ı zikir ve iman ve fikir hem bir kitab-ı şeriat ve hikmet ve irşad gibi çok kitapları ve ayrı ayrı dersleri tazammun ederek rububiyet-i İlahiyenin her şeye ihatasını ve haşmetli tecelliyatını ifade etmek cihetiyle, kâinat kitab-ı kebirinin bir nevi kıraatı olan Kur’an, elbette her makamda, hattâ bazen bir sahifede çok maksatları takiben marifetullahtan ve tevhidin mertebelerinden ve iman hakikatlerinden ders verdiği haysiyetiyle, öbür makamda mesela, zâhirce zayıf bir münasebetle başka bir ders açar ve o zayıf münasebete çok kuvvetli münasebetler iltihak ederler. O makama gayet mutabık olur, mertebe-i belâgatı yükseklenir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وغدا «العصر» كأنه عقرب الساعات لها.. وهكذا ألقى «الزمانُ» الدنيا على ظهر أمواج الزوال والفناء، مستبقيا الحاضر وحدَه للوجود مسلّما الماضي والمستقبل إلى العدم.
    '''İkinci Bir Sual:''' Kur’an’da sarîhan ve zımnen ve işareten, âhiret ve tevhidi ve beşerin mükâfat ve mücazatını binler defa ispat edip nazara vermenin ve her surede her sahifede her makamda ders vermenin hikmeti nedir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالدنيا -علاوة على هذه الصورة التي يمنحها الزمان- هي كالساعة أيضا متغيرة وغير ثابتة، من حيث «المكان»؛ إذ إن «الجو» -كمكان- في تبدل سريع وفي تغيّر دائم، وفي تحول مستمر، حتى إنه قد يحدث في اليوم الواحد مراتٍ عدة امتلاءُ الغيوم بالأمطار ثم انقشاعها عن صحو باسم. أي كأن الجو بسرعة تغيّره وتحوله يمثل عقرب الثواني لتلك الساعة العظمى.
    '''Elcevap:''' Daire-i imkânda ve kâinatın sergüzeştine ait inkılablarda ve emanet-i kübrayı ve hilafet-i arziyeyi omuzuna alan nev-i beşerin şakavet ve saadet-i ebediyeye medar olan vazifesine dair en ehemmiyetli en büyük en dehşetli meselelerinden en azametlilerini ders vermek ve hadsiz şüpheleri izale etmek ve gayet şiddetli inkârları ve inatları kırmak cihetinde elbette o dehşetli inkılabları tasdik ettirmek ve o inkılablar azametinde büyük ve beşere en elzem ve en zarurî meseleleri teslim ettirmek için Kur’an, binler defa değil belki milyonlar defa onlara baktırsa yine israf değil ki milyonlar kere tekrar ile o bahisler Kur’an’da okunur, usanç vermez, ihtiyaç kesilmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    و«الأرض» التي هي ركيزة دار الدنيا، فإن «وجهها» كمكان في تبدل مستمر، من حيث الموت والحياة، ومن حيث ما عليه من نبات وحيوان، لذا فهو كعقرب الدقائق تبين لنا أن هذه الجهة من الدنيا عابرة سائرة زائلة.
    Mesela اِنَّ الَّذٖينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم۟ جَنَّاتٌ تَج۟رٖى مِن۟ تَح۟تِهَا ال۟اَن۟هَارُ … خَالِدٖينَ فٖيهَٓا اَبَدًا âyetinin gösterdiği müjde-i saadet-i ebediye hakikati, bîçare beşere her dakika kendini gösteren hakikat-i mevtin hem insanı hem dünyasını hem bütün ahbabını idam-ı ebedîsinden kurtarıp ebedî bir saltanatı kazandırdığından, milyarlar defa tekrar edilse ve kâinat kadar ehemmiyet verilse yine israf olmaz, kıymetten düşmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكما أن الأرض من حيث وجهها في تبدل وتغير، فإن ما في «باطنها» من تغيرات وزلازل وانقلابات تنتهي إلى بروز الجبال وخسف الأرض، جعلها كعقرب الساعات التي تسير ببطء نوعا ما إلّا أنها تبين لنا أن هذه الجهة من الدنيا أيضا تمضي إلى زوال.
    İşte bu çeşit hadsiz kıymettar meseleleri ders veren ve kâinatı bir hane gibi değiştiren ve şeklini bozan dehşetli inkılabları tesis etmekte iknaya ve inandırmaya ve ispata çalışan Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan elbette sarîhan ve zımnen ve işareten binler defa o meselelere nazar-ı dikkati celbetmek; değil israf belki ekmek, ilaç, hava, ziya gibi birer hâcet-i zaruriye hükmünde ihsanını tazelendirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما «السماء» التي هي سقف دار الدنيا، فإن التغيرات الحاصلة فيها -كمكان- سواء بحركات الأجرام السماوية، أو بظهور المذنّبات وحدوث الكسوف والخسوف، وسقوط النجوم والشُهب وأمثالها من التغيرات تبين أن السماء ليست ثابتةً ولا مستقرة، بل تسير نحو الهرم والدمار. فتغيراتُها كعقرب الساعة العادَّة للأسابيع، الدالة على مضيها نحو الخراب والزوال رغم سيرها البطيء.
    Hem mesela   اِنَّ ال۟كَافِرٖينَ فٖى نَارِ جَهَنَّمَ   ve اَلظَّالِمٖينَ لَهُم۟ عَذَابٌ اَلٖيمٌ   gibi tehdit âyetlerini Kur’an gayet şiddetle ve hiddetle ve gayet kuvvet ve tekrarla zikretmesinin hikmeti ise –Risale-i Nur’da kat’î ispat edildiği gibi– beşerin küfrü, kâinatın ve ekser mahlukatın hukukuna öyle bir tecavüzdür ki semavatı ve arzı kızdırıyor ve anâsırı hiddete getirip tufanlar ile o zalimleri tokatlıyor. Ve اِذَٓا اُل۟قُوا فٖيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهٖيقًا وَهِىَ تَفُورُ ۝ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ال۟غَي۟ظِ  âyetinin sarahatiyle o zalim münkirlere cehennem, öyle öfkeleniyor ki hiddetinden parçalanmak derecesine geliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا، فالدنيا -من حيث إنها دنيا (أي باعتبار نفسها)- قد شُيّدت على هذه الأركان السبعة، هذه الأركان تهدّها في كل وقت وتزلزلها كل حين، إلّا أن هذه الدنيا المتزلزلة المتغيرة المتبدلة باستمرار عندما تتوجه إلى صانعها الجليل، فإن تلك التغيرات والحركات تغدو حركات قلم القدرة الإلهية لدى كتابتها رسائلَ صمدانية على صفحة الوجود وتُصبح تبدلات الأحوال مرايا متجددة تعكس أنوار تجليات الأسماء الإلهية الحسنى، وتبين شؤونَها الحكيمة وتصفها بأوصاف متنوعة مختلفة لائقة بها.
    İşte böyle bir cinayet-i âmmeye ve hadsiz bir tecavüze karşı beşerin küçüklük ve ehemmiyetsizliği noktasına değil belki zalimane cinayetinin azametine ve kâfirane tecavüzünün dehşetine karşı Sultan-ı Kâinat, kendi raiyetinin hukuklarının ehemmiyetini ve o münkirlerin küfür ve zulmündeki nihayetsiz çirkinliğini göstermek hikmetiyle fermanında gayet hiddet ve şiddetle o cinayeti ve cezasını değil bin defa, belki milyonlar ve milyarlar ile tekrar etse yine israf ve kusur değil ki bin seneden beri yüzer milyon insanlar her gün usanmadan kemal-i iştiyakla ve ihtiyaçla okurlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    Evet, her gün her zaman, herkes için bir âlem gider, taze bir âlemin kapısı kendine açılmasından, o geçici her bir âlemini nurlandırmak için ihtiyaç ve iştiyakla   لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ‌   cümlesini binler defa tekrar ile o değişen perdelere ve âlemlere her birisine bir   لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ‌   ı lamba yaptığı gibi öyle de o kesretli, geçici perdeleri ve tazelenen seyyar kâinatları karanlıklandırmamak ve âyine-i hayatında in’ikas eden suretlerini çirkinleştirmemek ve lehinde şahit olabilen o misafir vaziyetleri aleyhine çevirmemek için o cinayetlerin cezalarını ve Padişah-ı Ezelî’nin şiddetli ve inatları kıran tehditlerini, her vakit Kur’an’ı okumakla tahattur edip nefsin tuğyanından kurtulmaya çalışmak hikmetiyle Kur’an, gayet mu’cizane tekrar eder ve bu derece kuvvet ve şiddet ve tekrarla tehdidat-ı Kur’aniyeyi hakikatsiz tevehhüm etmekten şeytan bile kaçar. Ve onları dinlemeyen münkirlere cehennem azabı ayn-ı adalettir, diye gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالفلسفة السقيمة؛ بتدقيقاتها الفلسفية وتحرياتها، وبمفهوم الطبيعة المادي، وبمغريات المدنية السفيهة الفاتنة، وهوساتها وعربدتها.. كثّفت تلك الدنيا وزادتها صلابة وتجمدا، وعمّقت الغفلةَ في الإنسان، وضاعفت من لوثاتها وشوائبها حتى أنستْه الصانعَ الجليل والآخرةَ البهيجة.
    Hem mesela, asâ-yı Musa gibi çok hikmetleri ve faydaları bulunan kıssa-i Musa’nın (as) ve sair enbiyanın kıssalarını çok tekrarında, risalet-i Ahmediyenin hakkaniyetine bütün enbiyanın nübüvvetlerini hüccet gösterip onların umumunu inkâr edemeyen, bu zatın risaletini hakikat noktasında inkâr edemez hikmetiyle ve herkes, her vakit bütün Kur’an’ı okumaya muktedir ve muvaffak olamadığından her bir uzun ve mutavassıt sureyi birer küçük Kur’an hükmüne getirmek için ehemmiyetli erkân-ı imaniye gibi o kıssaları tekrar etmesi; değil israf belki mu’cizane bir belâgattır ve hâdise-i Muhammediye bütün benî-Âdem’in en büyük hâdisesi ve kâinatın en azametli meselesi olduğunu ders vermektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما القرآن الكريم، فإنه يهزّ هذه الدنيا -وتلك حقيقتها- هـزَّا عنيفا -من حيث إنها دنيا- حتى يجعلها كالعهن المنفوش، وذلك في قوله تعالى: ﴿ اَلْقَارِعَةُۙ ❀ مَا الْقَارِعَةُ ﴾ و ﴿ اِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ و ﴿ وَالطُّورِۙ ❀ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ﴾ وأمثالها من الآيات الجليلة.
    Evet, Kur’an’da Zat-ı Ahmediye’ye en büyük makam vermek ve dört erkân-ı imaniyeyi içine almakla    لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ‌   rüknüne denk tutulan مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ‌   ve risalet-i Muhammediye kâinatın en büyük hakikati ve Zat-ı Ahmediye, bütün mahlukatın en eşrefi ve hakikat-i Muhammediye tabir edilen küllî şahsiyet-i maneviyesi ve makam-ı kudsîsi, iki cihanın en parlak bir güneşi olduğuna ve bu hârika makama liyakatine pek çok hüccetleri ve emareleri, kat’î bir surette Risale-i Nur’da ispat edilmiş. Binden birisi şudur ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه يمنح الدنيا شفافية وصفاءً رائقا مزيلا عنها الشوائب والأكدار، وذلك ببياناتها الرائعة في قوله تعالى: ﴿ اَوَلَمْ يَنْظُرُوا ف۪ي مَلَكُوتِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (الأعراف:١٨٥) ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا  ﴾ (ق:٦) ﴿ اَوَلَمْ يَرَ الَّذ۪ينَ كَفَرُٓوا اَنَّ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا  ﴾ (الأنبياء:٣٠) وأمثالها من الآيات الحكيمة.
    اَلسَّبَبُ كَال۟فَاعِلِ   düsturuyla, bütün ümmetinin bütün zamanlarda işlediği hasenatın bir misli onun defter-i hasenatına girmesi ve bütün kâinatın hakikatlerini, getirdiği nur ile nurlandırması, değil yalnız cin, ins, melek ve zîhayatı, belki kâinatı, semavat ve arzı minnettar eylemesi ve istidat lisanıyla nebatatın duaları ve ihtiyac-ı fıtrî diliyle hayvanatın duaları, gözümüz önünde bilfiil kabul olmasının şehadetiyle milyonlar, belki milyarlar fıtrî ve reddedilmez duaları makbul olan suleha-yı ümmeti her gün o zata salât ü selâm unvanıyla rahmet duaları ve manevî kazançlarını en evvel o zata bağışlamaları ve bütün ümmetçe okunan Kur’an’ın üç yüz bin harfinin her birisinde on sevaptan tâ yüz, tâ bin hasene ve meyve vermesinden yalnız kıraat-ı Kur’an cihetiyle defter-i a’maline hadsiz nurlar girmesi haysiyetiyle o zatın şahsiyet-i maneviyesi olan hakikat-i Muhammediye, istikbalde bir şecere-i tûba-i cennet hükmünde olacağını Allâmü’l-guyub bilmiş ve görmüş, o makama göre Kur’an’ında o azîm ehemmiyeti vermiş ve fermanında ona tebaiyetle ve sünnetine ittiba ile şefaatine mazhariyeti en ehemmiyetli bir mesele-i insaniye göstermiş ve o haşmetli şecere-i tûbanın bir çekirdeği olan şahsiyet-i beşeriyetini ve bidayetteki vaziyet-i insaniyesini ara sıra nazara almasıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه يذيب تلك الدنيا الجامدة بنظر الغفلة عن الله بعباراته النورانية اللامعة في قوله تعالى: ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ ﴿ وَمَا الْحَيٰوةُ الدُّنْيَٓا اِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ وأمثالها من الآيات العظيمة.
    İşte Kur’an’ın tekrar edilen hakikatleri bu kıymette olduğundan tekraratında kuvvetli ve geniş bir mu’cize-i maneviye bulunmasına fıtrat-ı selime şehadet eder. Meğer maddiyyunluk taunuyla maraz-ı kalbe ve vicdan hastalığına müptela ola.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه يزيل توهم الأبدية والخلود في الدنيا بعباراته التي تنمّ عن زوال الدنيا وموتها في قوله تعالى: ﴿ اِذَا السَّمَٓاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ ﴿ اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْۙ ﴾ ﴿ اِذَا السَّمَٓاءُ انْشَقَّتْ ﴾ ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰوَاتِ وَمَنْ فِي الْاَرْضِ اِلَّا مَنْ شَٓاءَ اللّٰهُ ﴾ (الزمر:٦٨) وأمثالها من الآيات الكريمة.
    قَد۟ يُن۟كِرُ ال۟مَر۟ءُ ضَو۟ءَ الشَّم۟سِ مِن۟ رَمَدٍ وَ يُن۟كِرُ ال۟فَمُ طَع۟مَ ال۟مَاءِ مِن۟ سَقَمٍ  kaidesine dâhil olur.
    </div>


    ثم إنه يبدد الغفلة المولّدة لمفهوم «الطبيعة» المادي، ويشتتها بنداءاته المدوية كالصاعقة في قوله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْاَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَٓاءِ وَمَا يَعْرُجُ ف۪يهَاۜ وَهُوَ مَعَكُمْ اَيْنَ مَا كُنْتُمْۜ وَاللّٰهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَص۪يرٌ ﴾ (الحديد:٤)، ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ سَيُر۪يكُمْ اٰيَاتِه۪ فَتَعْرِفُونَهَاۜ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (النمل:٩٣).. وأمثالها من الآيات النيرة.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    === BU ONUNCU MESELEYE BİR HÂTİME OLARAK İKİ HÂŞİYEDİR ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فإن القرآن الكريم بجميع آياته المتوجهة للكون (أي الآيات الكونية) يمضي على هذا الأساس، فيكشف عن حقيقة الدنيا كما هي، ويبيّنها للأنظار. ويصرف نظرَ الإنسان ببيانه إلى مدى دمامة وجه الدنيا القبيح -بتلك الآيات- ليتوجه إلى الوجه الصبوح الجميل للدنيا الجميلة، ذلك الوجه المتوجه إلى الصانع الجليل. فيوجّه نظرَ الإنسان إلى هذا الوجه، ملقنا إياه الحكمة الصائبة والفلسفة الحقّة بما يعلّمه من معاني كتاب الكون الكبير مع التفاته إلى حروفه ونقوشه، من دون أن يبدد جهودَه فيما لا يعنيه من أمور نقوش الحروف الزائلة كما تفعله الفلسفةُ الثملة العاشقة للقبح، حيث أنسَتْه النظر إلى المعنى والمغزى.
    '''BİRİNCİSİ'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="ÜÇÜNCÜ_ZİYA"></span>
    Bundan on iki sene evvel işittim ki en dehşetli ve muannid bir zındık, Kur’an’a karşı suikastını tercümesiyle yapmaya başlamış ve demiş ki: “Kur’an tercüme edilsin, tâ ne mal olduğu bilinsin.” Yani lüzumsuz tekraratı herkes görsün ve tercümesi onun yerinde okunsun diye dehşetli bir plan çevirmiş.
    === الضياء الثالث ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد أشرنا في «الضياء الثاني» إلى انهزام حكمة البشر وسقوطها أمام حكمة القرآن، كما أشرنا فيه إلى إعجاز حكمة القرآن. وفي هذا الضياء سنبين درجة حكمة تلاميذ القرآن، وهم العلماء الأصفياء والأولياء الصالحون والمنوّرون من حكماء الإشراقيين (<ref>
    Fakat Risale-i Nur’un cerh edilmez hüccetleri kat’î ispat etmiş ki Kur’an’ın hakiki tercümesi kabil değil ve lisan-ı nahvî olan lisan-ı Arabî yerinde Kur’an’ın meziyetlerini ve nüktelerini başka lisan muhafaza edemez ve her bir harfi, on adetten bine kadar sevap veren kelimat-ı Kur’aniyenin mu’cizane ve cem’iyetli tabirleri yerinde, beşerin âdi ve cüz’î tercümeleri tutamaz, onun yerinde camilerde okunmaz diye Risale-i Nur, her tarafta intişarıyla o dehşetli planı akîm bıraktı. Fakat o zındıktan ders alan münafıklar, yine şeytan hesabına Kur’an güneşini üflemekle söndürmeye, aptal çocuklar gibi ahmakane ve divanecesine çalışmaları hikmetiyle, bana gayet sıkı ve sıkıcı ve sıkıntılı bir halette bu Onuncu Mesele yazdırıldı tahmin ediyorum. Başkalarla görüşemediğim için hakikat-i hali bilemiyorum.
    الإشراقية: مدرسة ترى أن المعرفة تتم عن طريق ظهور الأنوار العقلية ولمعانها وفيضانها بالإشراقات على النفوس عند تجردها.
    </div>
    </ref>) أمام حكمة القرآن مشيرين من هذا الجانب إلى إعجاز القرآن إشارة مختصرة.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ أصدق دليل على سموّ القرآن الحكيم وعلوّه، وأوضح برهان على كونه صدقا وعدلا وأقوى علامة وحجة على إعجازه هو أنّ القرآن الكريم قد حافظ على التوازن في بيانه التوحيد بجميع أقسامه مع جميع مراتب تلك الأقسام وجميع لوازمه، ولم يخلّ باتزان أيٍ منها..
    '''İKİNCİ HÂŞİYE'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه قد حافظ على الموازنة الموجودة بين الحقائق الإلهية السامية كلها.. وجمَع الأحكام التي تقتضيها الأسماء الإلهية الحسنى جميعُها مع الحفاظ على التناسب والتناسق بين تلك الأحكام.. ثم إنه قد جمع بموازنة كاملة شؤون الربوبية والألوهية.
    Denizli Hapsinden tahliyemizden sonra meşhur Şehir Otelinin yüksek katında oturmuştum. Karşımda güzel bahçelerde kesretli kavak ağaçları birer halka-i zikir tarzında gayet latîf, tatlı bir surette hem kendileri hem dalları hem yaprakları, havanın dokunmasıyla cezbekârane ve cazibedarane hareketle raksları, kardeşlerimin müfarakatlarından ve yalnız kaldığımdan hüzünlü ve gamlı kalbime ilişti. Birden güz ve kış mevsimi hatıra geldi ve bana bir gaflet bastı. Ben, o kemal-i neşe ile cilvelenen o nâzenin kavaklara ve zîhayatlara o kadar acıdım ki gözlerim yaşla doldu. Kâinatın süslü perdesi altındaki ademleri, firakları ihtar ve ihsasıyla kâinat dolusu firakların, zevallerin hüzünleri başıma toplandı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه «المحافظة والموازنة والجمع» خاصية لا توجد قطعا في أي أثر كان من آثار البشر، ولا في نتاج أفكار أعاظم المفكرين كافة، ولا توجد قط في آثار الأولياء الصالحين النافذين إلى عالم الملكوت، ولا في كتب الإشراقيين الموغلين في بواطن الأمور، ولا في معارف الروحانيين الماضين إلى عالم الغيب؛ بل كلُّ قسم من أولئك قد تشبث بغصن أو غصنين فحسب من أغصان الشجرة العظمى للحقيقة، فانشغل كليا مع ثمرة ذلك الغصن وورقه، دون أن يلتفت إلى غيره من الأغصان؛ إما لجهله به أو لعدم التفاته إليه. وكأن هناك نوعا من تقسيم الأعمال فيما بينهم.
    Birden hakikat-i Muhammediyenin (asm) getirdiği nur, imdada yetişti. O hadsiz hüzünleri ve gamları, sürurlara çevirdi. Hattâ o nurun, herkes ve her ehl-i iman gibi benim hakkımda milyon feyzinden yalnız o vakitte, o vaziyete temas eden imdat ve tesellisi için Zat-ı Muhammediye’ye (asm) karşı ebediyen minnettar oldum. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ الحقيقة المطلقة لا تحيط بها أنظار محدودة مقيدة. إذ تتطلب نظرا كليا كنظر القرآن الكريم ليحيط بها. فكل ما سوى القرآن الكريم -ولو تَلَقَّى الدرس منه- لا يرى تماما بعقله الجزئي المحدود إلّا طرفا أو طرفين من الحقيقة الكاملة فينهمك بذلك الجانب ويعكف عليه، وينحصر فيه، فيخلّ بالموازنة التي بين الحقائق ويزيل تناسقها إما بالإفراط أو بالتفريط.
    Ol nazar-ı gaflet, o mübarek nâzeninleri; vazifesiz, neticesiz, bir mevsimde görünüp, hareketleri neşeden değil belki güya ademden ve firaktan titreyerek hiçliğe düştüklerini göstermekle, herkes gibi bendeki aşk-ı beka ve hubb-u mehasin ve muhabbet-i vücud ve şefkat-i cinsiye ve alâka-i hayatiyeye medar olan damarlarıma o derece dokundu ki böyle dünyayı bir manevî cehenneme ve aklı bir tazip âletine çevirdiği sırada, Muhammed aleyhissalâtü vesselâmın beşere hediye getirdiği nur perdeyi kaldırdı; idam, adem, hiçlik, vazifesizlik, abes, firak, fânilik yerinde o kavakların her birinin yaprakları adedince hikmetleri, manaları ve Risale-i Nur’da ispat edildiği gibi üç kısma ayrılan neticeleri ve vazifeleri var, diye gösterdi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد بينا هذه الحقيقة بتمثيل عجيب في «الغصن الثاني من الكلمة الرابعة والعشرين». أما هنا فسنورد مثالا آخر يشير إلى المسألة نفسها، هو لنفرض أن كنـزا عظيما يضم ما لا يحد من الجواهر الثمينة في قعر بحر واسع. وقد غاص غواصون مهرة في أعماق ذلك البحر بحثا عن جواهر ذلك الكنـز الثمين. ولكن لأن عيونهم معصوبة فلا يتمكنون من معرفة أنواع تلك الجواهر الثمينة إلّا بأيديهم.. ولقد لقيت يدُ بعضهم ألماسا طويلا نسبيا، فيقضي ذلك الغواص ويحكم أن الكنـز عبارة عن قضبان من ألماس. وعندما يسمع من أصدقائه أوصافا لجواهر غيرها يحسب أن تلك الجواهر التي يذكرونها ما هي إلّا توابع ما وجده من قضبان الألماس وما هي إلّا فصوصه ونقوشه. ولنفرض أن آخرين لقوا شيئا كرويا من الياقوت، وآخرين وجدوا كهربا مربعا.. وهكذا.. فكل واحد من هؤلاء الذين رأوا تلك الجواهر والأحجار الكريمة بأيديهم -دون عيونهم- يعتقد أن ما وجده من جوهر نفيس هو الأصل في ذلك الكنـز ومعظمه. ويزعم أن ما يسمعه من أصدقائه زوائدُه وتفرعاتُه، وليس أصلا للكنـز.
    '''Birinci kısım neticeleri:''' Sâni’-i Zülcelal’in esmasına bakar. Mesela, nasıl ki bir usta hârika bir makineyi yapsa onu takdir eden herkes o zata “Mâşâallah, bârekellah” deyip alkışlar. Öyle de o makine dahi ondan maksud neticeleri tam tamına göstermesiyle, lisan-ı haliyle ustasını tebrik eder, alkışlar. Her zîhayat ve her şey böyle bir makinedir, ustasını tebriklerle alkışlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تختل موازنةُ الحقائق، ويضمحل التناسق أيضا، ويتبدل لونُ كثير من الحقائق، إذ يضطر مَن يريد أن يرى اللون الحقيقي للحقيقة إلى تأويلات وتكلفات، حتى قد ينجر بعضُهم إلى الإنكار والتعطيل. فمن يتأمل في كتب حكماء الإشراقيين، وكتب المتصوفة الذين اعتمدوا على مشهوداتهم وكشفياتهم دون أن يزنوها بموازين السنة المطهرة يصدّق حكمَنا هذا دون تردد. إذن فعلى الرغم من أنهم يسترشدون بالقرآن، ويؤلفون في جنس حقائق القرآن إلّا أن النقص يلازم آثارهم، لأنها ليست قرآنا.
    '''İkinci kısım hikmetleri ise:''' Zîhayatın ve zîşuurun nazarlarına bakar. Onlara şirin bir mütalaagâh, birer kitab-ı marifet olur. Manalarını zîşuurun zihinlerinde ve suretlerini kuvve-i hâfızalarında ve elvah-ı misaliyede ve âlem-i gaybın defterlerinde daire-i vücudda bırakıp sonra âlem-i şehadeti terk eder, âlem-i gayba çekilir. Demek, surî bir vücudu bırakır, manevî ve gaybî ve ilmî çok vücudları kazanır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالقرآن الكريم الذي هو بحر الحقائق، آياتُه الجليلة غوّاصة كذلك في البحر تكشف عن الكنـز، إلاّ أن عيونَها مفتحة بصيرة تحيط بالكنـز كله، وتبصر كل ما فيه، لذا يصف القرآن الكريم بآياته الجليلة ذلك الكنـز العظيم وصفا متوازنا يلائمه وينسجم معه فيظهر حُسنَه الحقيقي وجمالَه الأخاذ.
    Evet, madem Allah var ve ilmi ihata eder. Elbette adem, idam, hiçlik, mahv, fena; hakikat noktasında ehl-i imanın dünyasında yoktur ve kâfir münkirlerin dünyaları ademle, firakla, hiçlikle, fânilikle doludur. İşte bu hakikati, umumun lisanında gezen bu gelen darb-ı mesel ders verip der: “Kimin için Allah var, ona her şey var ve kimin için yoksa her şey ona yoktur, hiçtir.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: إنّ القرآن الكريم يرى عظمة الربوبية الجليلة ويصفها بما تفيده الآيات الكريمة: ﴿ وَالْاَرْضُ جَم۪يعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيٰمَةِ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر:٦٧) ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَٓاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ (الأنبياء:١٠٤) وفي الوقت نفسه يرى شمول رحمته تعالى ويدل عليها بما تفصح عنه الآيات الكريمة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ لَا يَخْفٰى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَٓاءِۜ ❀ هُوَ الَّذ۪ي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْاَرْحَامِ كَيْفَ يَشَٓاءُ ﴾ (آل عمران:٥-٦) ﴿ مَا مِنْ دَٓابَّةٍ اِلَّا هُوَ اٰخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ﴾ (هود:٥٦) ﴿ وَكَاَيِّنْ مِنْ دَٓابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَاۗ اَللّٰهُ يَرْزُقُهَا وَاِيَّاكُمْ ﴾ (العنكبوت:٦٠).
    Elhasıl, nasıl ki iman, ölüm vaktinde insanı idam-ı ebedîden kurtarıyor; öyle de herkesin hususi dünyasını dahi idamdan ve hiçlik karanlıklarından kurtarıyor. Ve küfür ise hususan küfr-ü mutlak olsa hem o insanı hem hususi dünyasını ölümle idam edip manevî cehennem zulmetlerine atar. Hayatının lezzetlerini acı zehirlere çevirir. Hayat-ı dünyeviyeyi âhiretine tercih edenlerin kulakları çınlasın. Gelsinler, buna ya bir çare bulsunlar veya imana girsinler. Bu dehşetli hasarattan kurtulsunlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه مثلما يرى سعةَ الخلّاقية الإلهية ويدل عليها بما يعبّر عنها الآية الكريمة: ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾ (الأنعام:١) فإنه يرى شمول تصرفه تعالى في الكون وإحاطة ربوبيته بكل شيء وتدل عليها بما تبينه الآية الكريمة: ﴿ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ (الصافات:٩٦).
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه مثلما يرى الحقيقة العظمى التي تدل عليها الآية الكريمة: ﴿ يُحْيِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ (الروم:٥٠) فإنه يرى حقيقة الكرم الواسع التي تعبر عنها الآية الكريمة: ﴿ وَاَوْحٰى رَبُّكَ اِلَى النَّحْلِ ﴾ (النحل:٦٨) ويدل عليها، ويرى في الوقت نفسه حقيقة الحاكمية المهيمنة ويدل عليها بـ ﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَمْرِه۪ ﴾ (الأعراف:٥٤) ومثلما يرى الحقيقة الرحيمة المدبرة التي تفيدها الآية الكريمة: ﴿ اَوَلَمْ يَرَوْا اِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَٓافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَۜ مَا يُمْسِكُهُنَّ اِلَّا الرَّحْمٰنُۜ اِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَص۪يرٌ ﴾ (الملك:١٩) يرى الحقيقة العظمى التي تفيدها الآية الكريمة: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَۚ وَلَا يَؤُ۫دُهُ حِفْظُهُمَاۚ  ﴾ (البقرة:٢٥٥) في الوقت الذي يرى حقيقة الرقابة الإلهية في تعبير الآية: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ اَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ (الحديد:٤) كالحقيقة المحيطة التي تفصح عنها الآية: ﴿ هُوَ الْاَوَّلُ وَالْاٰخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾ (الحديد:٣) ويرى أقربيته سبحانه التي يعبر عنها قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِه۪ نَفْسُهُۚ وَنَحْنُ اَقْرَبُ اِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَر۪يدِ ﴾ (ق:١٦) مع ما تشير إليه من حقيقة سامية الآية الكريمة: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلٰٓئِكَةُ وَالرُّوحُ اِلَيْهِ ف۪ي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْس۪ينَ اَلْفَ سَنَةٍ ﴾ (المعارج:٤) كالحقيقة الجامعة التي تدل عليها وتفيدها الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَا۪يتَٓائِ ذِي الْقُرْبٰى وَيَنْهٰى عَنِ الْفَحْشَٓاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِۚ  ﴾ (النحل:٩٠) وأمثالها من الآيات الكريمة التي تضم الدساتير الدنيوية والأخروية والعلمية والعملية.
    Duanıza çok muhtaç ve size çok müştak kardeşiniz
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالقرآن يرى جميع الدساتير التي تحقق سعادة الدارين ويبيّنها مع بيانه كل ركن من أركان الإيمان الستة بالتفصيل، وكلّ ركن من أركان الإسلام الخمسة بقصدٍ وجدّ محافظا على الموازنة فيما بينها جميعا مديما تناسبها، فينشأ من منبع الجمال والحسن البديع الحاصل من تناسب مجموع تلك الحقائق وتوازنها إعجاز معنوي رائع للقرآن.
    '''Said Nursî'''
     
    </div>
    فمن هذا السر يتبين أن علماء الكلام، وإن تتلمذوا على القرآن الكريم وألّفوا ألوف الكتب -بعضها عشرات المجلدات- إلاّ أنهم لترجيحهم العقلَ على النقل كالمعتزلة، عجزوا عن أن يوضّحوا ما تفيده عشرُ آيات من القرآن الكريم وتثبته إثباتا قاطعا بما يورث القناعة والاطمئنان، ذلك لأنهم يحفرون عيونا في سفوح جبال بعيدة ليأتوا منها بالماء إلى أقصى العالم بوساطة أنابيب، أي بسلسلة الأسباب، ثم يقطعون تلك السلسلة هناك، فيثبتون وجودَ واجب الوجود والمعرفة الإلهية التي هي كالماء الباعث على الحياة!!
     
    أما الآيات الكريمة فكلُّ واحدة منها كعصا موسى تستطيع أن تفجّر الماء أينما ضربت، وتفتح من كل شيء نافذةً تدل على الصانع الجليل وتعرّفه. وقد أثبتت هذه الحقيقة بوضوح في سائر الكلمات وفي الرسالة العربية «قطرة» المترشحة من بحر القرآن.
     
    ومن هذا السر أيضا نجد أن جميع أئمة الفرق الضالة الذين توغلوا في بواطن الأمور واعتمدوا على مشهوداتهم من دون اتباع السنة النبوية، فرجعوا من أثناء الطريق، وترأسوا جماعة وشكَّلوا لهم فرقةً ضالة.. هؤلاء قد زلّوا إلى مثل هذه البدع والضلالة وساقوا البشرية إلى مثل هذه السبل الضالة لأنهم لم يستطيعوا أن يحافظوا على تناسق الحقائق وموازنتها. إنّ عجزَ جميع هؤلاء يبين إعجازا للآيات القرآنية.
     
    <span id="HÂTİME"></span>
    === الخاتمة ===
     
    لقد مضت لمعتان إعجازيتان من لمعات إعجاز القرآن، في «الرشحة الرابعة عشرة من الكلمة التاسعة عشرة» وهما حكمة التكرار في القرآن، وحكمة إجماله في مضمار العلوم الكونية، وتبينَ بوضوح هناك أن كلا منهما منبع من منابع الإعجاز بخلاف ما يظن بعضُ الناس أنهما سببُ نقص وقصور. كما قد وُضحت بجلاء لمعة من إعجاز القرآن التي تتلألأ على وجه معجزات الأنبياء عليهم السلام، وذلك في «المقام الثاني من الكلمة العشرين»، وذُكرت كذلك أمثالُ هذه اللمعات في سائر «الكلمات» وفي رسائلي العربية. فنكتفي بها،
     
    ولكن نقول: إن معجزة قرآنية أخرى هي: كما أن معجزات الأنبياء بمجموعها أظهرت نقشا من نقوش إعجاز القرآن، فإن القرآن كذلك بجميع معجزاته معجزة للرسول عليه الصلاة والسلام، وإن معجزاته ﷺ جميعَها أيضا هي معجزة قرآنية. إذ إنها تشير إلى نسبة القرآن إلى الله سبحانه وتعالى، أي أنه كلام الله. وبظهور هذه النسبة تكون كلُّ كلمة من كلمات القرآن معجزةً، لأن الكلمة الواحدة آنذاك يمكن أن تتضمن بمعناها شجرة من الحقائق فهي بمثابة النواة.. ويمكن أن تكون ذات علاقة مع جميع أعضاء الحقيقة العظمى، بمثابة مركز القلب.. ويمكن أن تنظر وتتوجه بحروفها وهيئتها وكيفيتها وموقعها إلى مالا يحد من الأمور وذلك لاستنادها إلى علم محيط وإرادة غير متناهية.
     
    ومن هنا يدّعى علماءُ علم الحروف أنهم استخرجوا من حرفٍ من القرآن أسرارا كثيرة تسع صفحة كاملة، ويثبتون دعواهم لأهل ذلك الفن.
     
    والآن تَذكّر ما مضى في هذه الرسالة من أولها إلى هنا وانظر بمنظار مجموع ما فيها من الشُعَل والأشعة واللمعات والأنوار والأضواء إلى نتيجة الدعوى المذكورة في أول الرسالة، تجدْها تعلنها إعلانا بأعلى صوتها وتقرأها، تلك هي: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يرًا ﴾ (الإسراء:٨٨).
     
    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
     
    ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَٓا اِنْ نَس۪ينَٓا اَوْ اَخْطَأْنَا ﴾
     
    ﴿ رَبِّ اشْرَحْ ل۪ي صَدْر۪يۙ ❀ وَيَسِّرْ ل۪ٓي اَمْر۪يۙ ❀ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَان۪يۙ ❀ يَفْقَهُوا قَوْل۪ي ﴾
     
    اَللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أفْضَلَ وَأجْمَلَ وَأنبَلَ، وَأظْهَرَ وَأطْهَرَ، وَأحْسَنَ وَأبَرَّ، وَأكْرَمَ وَأعَـزَّ، وَأعْظَمَ وَأشْرَفَ، وَأعْلَى وَأزْكَى، وَأبْرَكَ وَألْطَفَ صَلَوَاتِكَ، وَأوْفَى وَأكْثَرَ وَأزْيَدَ، وَأرْقَى وَاَرْفَعَ وَأدْوَمَ سَلَامِكَ، صَلَاةً وَسَلَاما، وَرَحْمَةً وَرِضْوَانا، وَعَفوا وَغُفرَانا تَمْتَدُّ وَتَزِيدُ بِوَابِلِ سَحَائِبِ مَوَاهِبِ جُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَنمُو وَتَزْكُو بِنَفَائِسِ شَرَائِفِ لَطَائِفِ جُودِكَ وَمِنَنِكَ، أزَلِيَّةً بِأزَلِيَّتِكَ لَا تَزُولُ، أبَدِيَّةً بِأبَدِيَّتِكَ لَا تَحُولُ، عَلَى عَبْدِكَ وَحَبِيبِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ خَيرِ خَلقِكَ، النُّورِ الْبَاهِرِ الَّلَامِعِ، وَالْبُرْهَانِ الظَّاهِرِ الْقَاطِعِ، وَالْبَحْرِ الزَّاخِرِ، وَالنُّورِ الْغَامِرِ، وَالْجَمَالِ الزَّاهِرِ، وَالْجَلَالِ الْقَاهِرِ، وَالْكَمَالِ الْفَاخِرِ، صَلَاتَكَ الَّتِي صَلَّيْتَ بِعَظَمَةِ ذَاتِكَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ كَذَلِكَ، صَلَاةً تَغْفِرُ بِهَا ذُنُوبَنَا، وَتَشْرَحُ بِهَا صُدُورَنَا، وَتُطَهِّرُ بِهَا قُلُوبَنَا وَتُرَوِّحُ بِهَا أرْوَاحَنَا وَتُقَدِّسُ بِهَا أسْرَارَنَا، وَتُنَـزِّهُ بِهَا خَوَاطِرَنَا وَأفْكَارَنَا، وَتُصَفِّي بِهَا كُدُورَاتِ مَا فِي أسْرَارِنَا وَتَشْفِي بِهَا أمْرَاضَنَا، وَتَفْتَحُ بِهَا أقْفَالَ قُلُوبِنَا.
     
    ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةًۚ اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾
     
    ﴿ وَاٰخِرُ دَعْوٰيهُمْ اَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾
     
    آمِينَ .. آمِينَ .. آمِينَ
     
    <span id="BİRİNCİ_ZEYL"></span>
    == الذيل الأول ==
     
    المرتبة السابعة عشرة من الشعاع السابع «رسالة الآية الكبرى» ألحقت ذيلا بالكلمة الخامسة والعشرين «المعجزات القرآنية».
     
    إنّ السائح الذي لا يناله تعب ولا شبع والذي علِم أن غاية الحياة في هذه الدنيا، بل حياةُ الحياة إنما هو الإيمانُ، حاور هذا السائح قلبَه قائلا: «إنّ الكلام الذي نبحث فيه هو أشهرُ كلام في هذا الوجود وأصدقُه وأحكمُه، وقد تحدى في كل عصر مَن لا ينقاد إليه. ذلك القرآن الكريم ذو البيان المعجز.. فلنراجع إذن هذا الكتاب الكريم، ولنفهم ماذا يقول.. ولكن لنقف لحظة قبل دخولنا هذا العالم الجميل، لنبحث فيما يجعلنا نستيقن أنه كتابُ خالقنا نحن..». وهكذا باشر بالتدقيق والبحث.
     
    وحيث إن هذا السائح من المعاصرين فقد نظر أولا إلى «رسائل النور» التي هي لمعات الإعجاز المعنوي للقرآن الكريم، فرأى أنّ هذه الرسائل البالغة مائة وثلاثين رسالة هي بذاتها تفسير قيّم للآيات الفرقانية، إذ إنها تكشف عن نكاتها الدقيقة وأنوارها الزاهية.
     
    ورغم أنّ رسائل النور نشرت الحقائق القرآنية بجهاد متواصل إلى الآفاق كافة، في هذا العصر العنيد الملحد، لم يستطع أحد أن يعارضها أو ينقدها، مما يثبت أن القرآن الكريم الذي هو رائدُها ومنبعُها، ومرجعها، وشمسها، إنما هو سماوي من كلام الله رب العالمين،
     
    وليس بكلام بشر، حتى إن «الكلمة الخامسة والعشرين» وختام «المكتوب التاسع عشر» وهما حجة واحدة من بين مئات الحجج، تقيمها «رسائل النور» لبيان إعجاز القرآن، فتثبته بأربعين وجها إثباتا حيّر كلَّ من نظر إليها، فقدّرها وأعجب بها -ناهيك عن أنهم لم ينقدوها ولم يعترضوا عليها قط- بل أثنوا عليها كثيرا. هذا، وقد أحال السائح إثبات وجه الإعجاز للقرآن الكريم، وأنه كلام الله سبحانه حقا إلى رسائل النور، إلّا أنه أنعم النظر في بضع نقاط تبين بإشارة مختصرة:
     
    عظمة القرآن الكريم
     
    النقطة الأولى: مثلما أن القرآن الكريم بكل معجزاته وحقائقه الدالة على أحقيته هو معجزة لمحمد عليه الصلاة والسلام، فإن محمدا عليه الصلاة والسلام بكل معجزاته ودلائل نبوته وكمالاته العلمية معجزة أيضا للقرآن الكريم وحجة قاطعة على أن القرآن الكريم كلامُ الله رب العالمين.
     
    النقطة الثانية: إن القرآن الكريم قد بدّل الحياة الاجتماعية تبديلا هائلا نوّر الآفاق وملأها بالسعادة والحقائق، وأحدث انقلابا عظيما سواء في نفوس البشر وفي قلوبهم، أو في أرواحهم وفي عقولهم، أو في حياتهم الشخصية والاجتماعية والسياسية، وأدام هذا الانقلاب وأداره، بحيث إن آياته البالغة ستة آلاف وستمائة وستا وستين آية (<ref>
    ألف آية أمر، كقوله تعالى ﴿ وَاَق۪يمُوا الصَّلٰوةَ ﴾ . وألف آية نهي، كقوله تعالى ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنٰٓى ﴾. وألف آية وعد، كقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظ۪يمًا ﴾. وألف وعيد، كقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَٓاؤُ۬هُ جَهَنَّمُ ﴾ الآية. وألف خبر، كقوله تعالى ﴿ وَاِذْ قَالَ اِبْرٰه۪يمُ رَبِّ اجْعَلْ هٰذَا بَلَدًا اٰمِنًا ﴾ الآية. وألف قصص، كقصة يوسف عليه السلام مع إخوته. و(ستمائة) فيها أحكام من حلال وحرام.و(ست وستون) ناسخ ومنسوخ.<br>
    (من تفسير أبدع البيان لجميع آي القرآن للشيخ محمد بدر الدين التلوي ص ٣، دار النيل/إزمير ١٩٩٢ ورواه ابن خزيمة في كتابه «الناسخ والمنسوخ»).<br>
    </ref>) تتُلى منذ أربعة عشر قرنا في كل آن بألسنة أكثر من مائة مليون شخص في الأقل بكل إجلال واحترام، فيربّي الناس ويزكّي نفوسهم، ويصفّي قلوبهم، ويمنح الأرواحَ انكشافا ورُقِيّا، والعقولَ استقامة ونورا، والحياةَ حياةً وسعادةً. فلا شك أنه لا نظير لمثل هذا الكتاب ولا شبيه له ولا مثيل. فهو خارق، وهو معجز.
     
    النقطة الثالثة: إن القرآن الكريم قد أظهر بلاغة -أيّما بلاغة- منذ ذلك العصر إلى زماننا هذا، حتى إنه حطّ من قيمة «المعلقات السبع» المشهورة وهي قصائد أبلغ الشعراء، كُتبت بالذهب وعُلّقت على جدران الكعبة، حتى إن ابنة «لبيد» أنـزلت قصيدةَ أبيها من على جدار الكعبة قائلة: «أمَا وقد جاءت الآياتُ فليس لمثلك هنا مقام».
     
    وكذا عندما سمع أعرابي الآية الكريمة: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ (الحجر:٩٤) خَرَّ ساجدا. فقيل له: «أ أسلمـت؟» قال: «لا، بل سجدتُ لبلاغة هذه الآية ».
     
    وكذا، فإن آلافا من أئمة البلاغة وفحول الأدب، أمثال عبد القاهر الجرجاني، والسكاكي، والزمخشري، قد أقرّوا بالإجماع والاتفاق: أن بلاغة القرآن فوق طاقة البشر ولا يمكن أن يُدرك.
     
    وكذا، فإن القرآن الكريم منذ نـزوله كان -وما زال كذلك- يتحدى كلَّ مغرور ومتعنت من الأدباء والبلغاء، وينال من عتوّهم وتعاليهم، تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله.. أو أن يرضوا بالهلاك والذل في الدنيا والآخرة.
     
    وبينما يعلن القرآن تحدّيه هذا، إذا ببلغاء ذلك العصر العنيدين قد تركوا السبيل القصيرة وهي المضاهاة والمعارضة والإتيان بسورة من مثله، سالكين السبيل الطويلة، سبيل الحرب التي تأتي بالويل والدمار على الأرواح والأموال، مما يثبت اختيارُهم هذا أنه لا يمكن المسير في تلك السبيل القصيرة.
     
    وكذا، ففي متناول الأيدي ملايين الكتب العربية التي كتبها أولياءُ القرآن بشغف اقتباس أسلوبه وتقليده، أو كتبها أعداؤه لأجل معارضته ونقده، فكلّ ما كتب، ويكتب، مع التقدم والرقي في الأسلوب الناشئ من تلاحق الأفكار -ومنذ ذلك الوقت إلى الآن- لا يمكن أن يضاهي أو يداني أيّ منها أسلوبَ القرآن، حتى لو استمع رجل عامي لما يتلى من القرآن الكريم لاضطر إلى القول: إن هذا القرآن لا يشبه أيّا من هذه الكتب، ولا في مرتبتها. فإما أن بلاغته تحت الجميع، أو أنها فوق الجميع. ولن يستطيع إنسان كائنا من كان، ولا كافر، ولا أحمق أن يقول: إنها أسفل الجميع. فلابد إذن أن مرتبة بلاغته فوق الجميع.
     
    حتى قد تلا أحدهم الآية الكريمة: ﴿ سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (الحديد:١) ثم قال: «إني لا أرى الوجهَ المعجز الذي ترونه في بلاغة هذه الآية الكريمة».
     
    فقيل له: عد بخيالك -كهذا السائح- إلى ذلك العصر واستمع إليها هناك.
     
    وبينما هو يتخيل نفسه هناك فيما قبل نـزول القرآن الكريم، إذا به يرى: أنّ موجوداتِ العالم ملقاة في فضاء خالٍ شاسع دون حدود، في دنيا فانية زائلة، وهي في حالة يائسة مضطربة تتخبط في ظلمة قاتمة، وهي جامدة دون حياة وشعور، وعاطلة دون وظيفة ومهام، ولكن حالما أنصتَ إلى هذه الآية الكريمة وتدبّرها إذا به يرى:
     
    أنّ هذه الآية قد كشفتْ حجابا مسدلا عن وجه الكون وعن وجه العالم كله حتى بانَ ذلك الوجه مشرقا ساطعا، فألقى هذا الكلام الأزلي والأمر السرمدي درسا على جميع أرباب المشاعر المصطفّين حسب العصور كلها مُظهرا لهم: أنّ هذا الكون هو بحكم مسجد كبير، وأن جميع المخلوقات -ولاسيما السماوات والأرض- منهمكة في ذكر وتهليل وتسبيح ينبض بالحيوية. وقد تسنّم الكلّ وظائفهم بكل شوق ونشوة، وهم ينجزونها بكل سعادة وامتنان.
     
    هكذا شاهد السائح سرَيان مفعول هذه الآية الكريمة في الكون، فتذوّق مدى سمو بلاغتها، وقاسَ عليها سائر الآيات الكريمة. فأدرك السر في هيمنة بلاغة القرآن الفريدة على نصف الأرض وخُمس البشرية، وعَلِم حكمةً واحدة من آلاف الحكم لديـمومة جلال سلطان القرآن الكريم بكل توقير وتعظيم على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان دون انقطاع.
     
    النقطة الرابعة: إنّ القرآن الكريم قد أظهر عذوبةً وحلاوة ذات أصالة وحقيقة بحيث إن التكرار الكثير -المسبب للسآمة حتى من أطيب الأشياء- لا يورث الملال عند مَن لم يفسد قلبُه ويبلد ذوقُه، بل يزيد تكرار تلاوته من عذوبتَه وحلاوته. وهذا أمر مسلّم به عند الجميع منذ ذلك العصر، حتى غدا مضرب الأمثال.
     
    وكذا فقد احتفظ القرآن الكريم بطراوته وفتوته ونضارته وجدّته وكأنه قد نـزل الآن، رغم مرور أربعة عشر قرنا من الزمان عليه، ورغم تيسر الحصول عليه للجميع. فكل عصر قد تلقاه شابا نضرا وكأنه يخاطبه. وكل طائفة علمية -مع أنهم يجدونه في متناول أيديهم وينهلون منه كل حين، ويقتفون أثر أسلوب بيانه- يرونه محافظا دائما على الجدة نفسها في أسلوبه، والفتوة عينها في طُرز بيانه.
     
    النقطة الخامسة: إنّ القرآن الكريم قد بسط أحدَ جناحيه نحو الماضي والآخر نحو المستقبل. فالحقيقة التي اتفق عليها الأنبياء السابقون هي جذرُ القرآن وأحدُ جناحيه، فهو يصدّقهم ويؤيّدهم، وهم بدورهم يؤيدونه ويصدقونه بلسان حال التوافق.
     
    وكذلك فإن الأولياء الصالحين، والعلماءَ الأصفياء هم ثمار استمدت الحياةَ من شجرة القرآن الكريم، فتكامُلهم الحيوي يدل على أن شجرتهم المباركة هي ذاتُ حياة وعطاء، وذات فيض دائم وذات حقيقة وأصالة، فالذين انضووا تحت حماية جناحه الثاني، وعاشوا في ظلاله من أصحاب جميع طرق الولاية الحقة، وأرباب جميع العلوم الإسلامية الحقة يشهدون أنّ القرآن هو عين الحق، ومجمع الحقائق، ولا مثيل له في جامعيته وشموليته، فهو معجزة باهرة.
     
    النقطة السادسة: إن الجهات الست للقرآن الكريم منورة مضيئة، مما يُبين صدقَه وعدلَه.
     
    نعم، فمن تحته أعمدةُ الحجج والبراهين، وعليه تتألق سكةُ الإعجاز، وبين يديه (هدفه) هدايا سعادة الدارين، ومن خلفه (أي نقطة استناده) حقائقُ الوحي السماوي، وعن يمينه تصديق ما لا يحد من أدلة العقول المستقيمة، وعن يساره الاطمئنان الجاد والانجذاب الخالص والاستسلام التام للقلوب السليمة والضمائر الطاهرة.
     
    وإذ تثبت -تلك الجهات الست- أن القرآن الكريم حصن سماوي حصين في الأرض لا يقوى على خرقه خارق ولا ينفذ من جداره نافذ، فهناك أيضا ستة «مقامات» تؤكد أنه الصدق بذاته والحق بعينه، وأنه ليس بكلام بشر قط، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وأول تلك المقامات: تأييدُ مصرّف هذا الكون ومدبّره له، الذي اتخذ إظهار الجميل وحماية البر والصدق ومَحق الخداعين وإزالة المفترين، سُنّة جارية لفعاليته سبحانه، فأيَّد سبحانه وصدّق هذا القرآن بما منحه من مقام احترام وتعظيم وأولاه من مرتبة توفيق وفلاح هو أكثر قبولا وأعلى مرتبة وأعظم هيمنة في العالم.
     
    ومن ثم فإن الاعتقاد الراسخ والتوقير اللائق من الذات المباركة للرسول الكريم ﷺ نحو القرآن الكريم يفوق الجميع، وهو منبع الإسلام وترجمان القرآن، وكونه بين اليقظة و النوم حينما يتنـزل عليه الوحي فيتنـزل عليه دون إرادته، وعدم بلوغ سائر كلامه شأوه، بل عدم مشابهته له إلى حدّ رغم أنه أفصح الناس، وبيانه -بهذا القرآن- بيانا غيبيا لما مضى من الحوادث الكونية الواقعة ولما سيأتي منها مع أميّته، من دون تردد وبكل اطمئنان. وعدم ظهور أية حيلة أو خطأ أو ما شابهها من الأوضاع منه مهما صغُرت رغم أنه بين أنظار أشد الناس إنعاما للنظر في تصرفاته.. فإيمان هذا الترجمان الكريم والمبلغ العظيم ﷺ وتصديقه بكل قوته لكل حكم من أحكام القرآن الكريم، وعدم زعزعة أي شيء له مهما عظم يؤيد ويؤكد أن القرآن سماوي وكله صدق وعدل وكلام مبارك للرب الرحيم.
     
    وكذا فإن ارتباط خمس البشرية، بل الشطر الأعظم منهم بذلك القرآن الكريم المشاهَد أمامهم، ارتباط انجذاب وتديّن، واستماعهم إليه بجد وشوق ولهفة، وتوافد الجن والملائكة والروحانيين إليه والتفافهم حوله عند تلاوته التفاف الفراشة العاشقة للنور بشهادة أمارات ووقائع وكشفيات صادقة كثيرة، كلُّ ذلك تصديق بأن هذا القرآن هو محل رضى الكون وإعجابه، وأن له فيه أسمى مقام وأعلاه.
     
    وكذا فإنّ أخْذَ كلِّ طبقة من طبقات البشر -ابتداءً من الغبي الشديد الغباء والعامي، إلى الذكي الحاد الذكاء والعالِم- نصيبَها كاملا من الدروس التي يلقيها القرآن الكريم، وفَهْمَهم منه أعمقَ الحقائق، واستنباطَ جميع الطوائف من علماء مئات العلوم والفنون الإسلامية، وبخاصة مجتهدي الشريعة السمحة ومحققي أصول الدين وعباقرة علم الكلام وأمثالهم، واستخراجهم الأجوبة الشافية لما يحتاجونه من المسائل التي تخص علومهم من القرآن الكريم، إنما هو تصديق بأن القرآن الكريم هو منبعُ الحق ومعدن الحقيقة.
     
    وكذا فإن عدم معارضة أدباء العرب الذين هم في المقدمة في الأدب، ولاسيما الذين لم يدخلوا في الإسلام مع رغبتهم الملحّة في المعارضة، وعَجزهم عجزا تاما أمام وجه واحد، -وهو الوجه البلاغي- من بين وجوه الإعجاز السبعة الكبرى للقرآن، وعجزهم عن الإتيان بسورة واحدة فقط من سور القرآن الكريم، وصدودهم عن ذلك. وعدم معارضته ممن أتى من مشاهير البلغاء وعباقرة العلماء لحد الآن لأي وجه من وجوه الإعجاز -مع رغبتهم في ذيوع صيتهم بالمعارضة- وسكوتهم بعجز وإحجامهم عن ذلك، لهو حجة قاطعة على أن القرآن الكريم معجزة فوق طاقة البشر.
     
    نعم، إن قيمة الكلام وعلوه وبلاغته تتوضح في بيانِ: «مَن قاله؟ ولمِن قاله؟ ولِمَ قاله؟».
     
    وبناء على هذا فإن القرآنَ الكريم لم يأت ولن يأتي مثلُه ولن يدانيه شيء قط؛ ذلك لأن القرآن الكريم إنما هو خطاب من رب العوالم جميعا وكلام من خالقها، وهو مكالمة لا يمكن تقليدها -بأي جانب كان من الجوانب- وليس فيه أمارة تومئ بالتصنع.
     
    ثم إن المخاطَب هو مبعوث باسم البشرية قاطبة، بل باسم المخلوقات جميعا، وهو أكرمُ من أصبح مخاطبا وأرفعهم ذكرا، وهو الذي ترشح الإسلامُ العظيم من قوة إيمانه وسعته، حتى عرج به إلى قاب قوسين أو أدنى فنـزل مكللا بالمخاطبة الصمدانية.
     
    ثم إن القرآن الكريم المعجز البيان قد بيّن سبيل سعادة الدارين، ووضّح غايات خلق الكون، وما فيه من المقاصد الربانية موضحا ما يحمله ذلك المخاطب الكريم من الإيمان السامي الواسع الذي يضم الحقائق الإسلامية كلها عارضا كل ناحية من نواحي هذا الكون الهائل ومقلّبا إياه كمن يقلب خارطة أو ساعة أمامه، معلِّما الإنسان صانعَه الخالق سبحانه من خلال أطوار الكون وتقلباته. فلا ريب ولابد أنه لا يمكن الإتيان بمثل هذا القرآن أبدا، ولا يمكن مطلقا أن تُنال درجة إعجازه.
     
    وكذا فإن الآلاف من العلماء الأفذاذ الذين قام كلّ منهم بكتابة تفسير للقرآن الكريم في مجلدات بلغ قسم منها ثلاثين أو أربعين مجلدا بل سبعين مجلدا، وبيانهم بأسانيدهم ودلائلهم لما في القرآن الكريم مما لا يحد من المزايا السامية والنكات البليغة والخواص الدقيقة والأسرار اللطيفة والمعاني الرفيعة والإخبارات الغيبية الكثيرة بأنواعها المختلفة، وإظهار كل هؤلاء لتلك المزايا وإثباتهم لها دليل قاطع أن القرآن الكريم معجزة إلهية خارقة. وبخاصة إثبات كل كتاب من كتب رسائل النور البالغة مائة وثلاثين كتابا لِمزية من مزايا القرآن الكريم ولنكتة من نكاته البديعة إثباتا قاطعا بالبراهين الدامغة، ولاسيما رسالة «المعجزات القرآنية»، و«المقام الثاني من الكلمة العشرين» الذي يستخرج كثيرا من خوارق الحضارة من القرآن الكريم أمثال القطار والطائرة. و«الشعاع الأول» المسمى بـ«الإشارات القرآنية» الذي يبين إشارات آيات إلى رسائل النور وإلى الكهرباء، والرسائل الصغيرة الثمانية المسماة بـ«الرموز الثمانية» التي تبين مدى الانتظام الدقيق في حروف القرآن الكريم، وكم ه ي ذات أسرار ومعان غزيرة، والرسالة الصغيرة التي تبين خواتيم سورة الفتح وتثبت إعجازها بخمسة وجوه من حيث الإخبار الغيبي، وأمثالها من الرسائل.. فإن إظهار كل جزء من أجزاء رسائل النور لحقيقة من حقائق القرآن الكريم، ولنور من أنواره، كل ذلك تصديق وتأكيد بأن القرآن الكريم ليس له مثيل، وأنه معجزة وخارقة، وأنه لسان الغيب في عالم الشهادة هذا، وأنه كلام علّام الغيوب.
     
    وهكذا، لأجل مزايا وخواص القرآن الكريم هذه التي أشير إليها في ست نقاط، وفي ست جهات، وفي ستة مقامات، دامت حاكميتُه النورانية الجليلة وسلطانُه المقدس المعظم، بكمال الوقار والاحترام مضيئةً وجوهَ العصور ومنورةً وجه الأرض أيضا، طوال ألف وثلاثمائة سنة. ولأجل تلك الخواص أيضا نال القرآن الكريم ميزات قدسية حيث إن لكل حرف من حروفه عشرةَ أثوبةٍ وعشرَ حسنات في الأقل، وعشر ثمار خالدة، بل إن كل حرف من حروف قسم من الآيات والسور يثمر مائة أو ألفا أو أكثر، من ثمار الآخرة، ويتصاعد نورُ كل حرف وثوابُه وقيمته في الأوقات المباركة من عشرة إلى المئات.. وأمثالها من المزايا القدسية قد فهمها سائح العالم،
     
    فخاطب قلبه قائلا:
     
    حقا إن هذا القرآن الكريم المعجز في كل ناحية من نواحيه، قد شهِد بإجماع سوره وباتفاق آياته، وبتوافق أسراره وأنواره، وبتطابق ثماره وآثاره، شهادةً ثابتة بالدلائل على وجود واجب الوجود، وعلى وحدانيته سبحانه، وعلى صفاته الجليلة، وعلى أسمائه الحسنى، حتى ترشحت الشهاداتُ غير المحدودة لجميع أهل الإيمان من تلك الشهادة.
     
    وهكذا، فقد ذُكرت في «المرتبة السابعة عشرة من المقام الأول» إشارة قصيرة لما تلقاه السائح هذا، من درس التوحيد والإيمان من القرآن الكريم:
     
    لَا إِلَهَ إِلَّا الله الْوَاجِبُ الْوُجُود الْوَاحِدُ الْأحَدُ الَّذِي دَلَّ عَلَى وُجُوبِ وُجُودِهِ فِي وَحْدَتِهِ: الْقُرآنُ الْمُعجِز الْبَيَانِ، الْمَقبُولُ الْمَرغُوبُ لِأجْنَاسِ الْمَلَكِ وَالْإنسِ وَالْجَانِ، الْمَقرُوءُ كُلّ آيَاته فِي كُلّ دَقِيقَةٍ بِكَمَالِ الْاحتِرَامِ، بِألْسِنَةِ مِئَاتِ الْمَلَايِينِ مِن نَوعِ الْإِنسَانِ، الدَّائِمِ سَلطَنَتهُ الْقُدسِيَّةُ عَـلَى أقْطَارِ الْأرْضِ وَالْأكْوَانِ، وَعَلَى وُجُوهِ الْأعْصَارِ وَالزَّمَانِ، وَالْجَارِي حَاكِمِيَّتهُ الْمَعنَوِية النُّورَانيَّة عَلَى نِصفِ الْأرْضِ وَخُمُسِ الْبَشَرِ فِي أربَعَة عَشَر عَصرا بِكَمَالِ الْاحتِشَام.. وَكَذَا شَهِدَ وَبَرهَنَ بإجمَاعِ سُورِهِ الْقدسِيّة السَّمَاوِيَّة، وَباتِّفَاقِ آيَاتِهِ النُّورَانِيَّة الْإِلَهِيَّةِ وَبِتَوَافُقِ أسْرَارِهِ وَأنوَارِهِ وَبِتَطَابُقِ حَقَائِقِهِ وَثَمَراتِهِ وَآثارِهِ بِالمُشَاهَدَةِ وَالْعيَانِ.
     
     
    الذيل الثاني
     
    «المسألة العاشرة» من الشعاع الحادي عشر «رسالة الثمرة»
     
    <span id="EMİRDAĞI_ÇİÇEĞİ"></span>
    == زهرة أميرداغ ==
     
    [رد شاف ومقنع على اعتراضات ترِدُ حول التكرار في القرآن الكريم]
     
    إخواني الأعزاء الأوفياء!
     
    كنت أعاني من حالة مضطربة بائسة حينما تناولت هذه المسألة بالكتابة، لذا اكتنفها شيء من الغموض لكونها بقيت كما جاءت عفو الخاطر. ولكني أدركتُ أن تلك العبارات المشوشة تنطوي على إعجاز رائع. فيا أسفى إذ لم أستطع أن أوفي حقَّ هذا الإعجاز من الأداء والتعبير. فعبارات الرسالة مهما كانت خافتة الأنوار إلّا أنها تعدّ -من حيث تعلقها بالقرآن الكريم- «عبادة فكرية» و«صَدَفَة» تضم لآلئ نفيسة سامية، فالرجاء أن تصرفوا النظر عن قشرتها وتنعمـوا النظر بما فيها من لآلئ ساطعة. فإن وجدتموها جديرة حقا فاجعلوها «المسألة العاشرة» لرسالة الثمرة، وإلّا فاقبلوها رسالة جوابية عن تهانيكم.
     
    ولقد اضطررت إلى كتابتها في غاية الإجمال والاقتضاب، لِما كنت أكابد من سوء التغذية وأوجاع الأمراض، حتى إنني أدرجتُ في جملة واحدة منها حقائق وحججا غزيرة، وأتممتها -بفضل الله- في يومين من أيام شهر رمضان المبارك. فأرجو المعذرة عما بدر مني من تقصير. (<ref>هذه المسألة زهيرة لطيفة وضاءة لهذا الشهر الكريم ولمدينة «أميرداغ» ألحقت بـ«ثمرة» سجن دنيزلي على أنها «المسألة العاشرة». فهي تزيل بإذن الله ما ينفثه أهلُ الضلالة من سموم الأوهام العفنة حول ظاهرة التكرار في القرآن. وذلك ببيانها حكمةً من حكمها الكثيرة. (المؤلف)</ref>)
     
    إخوتي الأوفياء الصادقين!
     
    حينما كنت أتلو القرآن -المعجز البيان- في الشهر المبارك (رمضان)، تدبّرت في معاني الآيات الثلاث والثلاثين -التي وردت إشاراتُها إلى رسائل النور في «الشعاع الأول»- فرأيتُ أن كل آية منها -بل آيات تلك الصفحة في المصحف وموضوعها- كأنها تطل على رسائل النور وطلابها من جهة نيلهم غيضا من فيضها وحظا من معانيها لاسيما آية النور في سورة النور فهي تشير بالأصابع العشر إلى رسائل النور، كما أن الآيات التي تعقبها -وهي آية الظلمات- تطل على معارضي الرسائل وأعدائها بل تعطيهم حصة كبرى، إذ لا يخفى أن مقام تلك الآيات وأبعادها ومراميها غير قاصرة على زمان ومكان معينين بل تشمل الأزمنة والأمكنة جميعها، أي تخرج من جزئية الأمكنة والأزمنة إلى كلّيتهما الشاملة، لذا شعرتُ أن رسائل النور وطلابها إنما يمثلون في عصرنا هذا -حق التمثيل- فردا واحدا من أفراد تلك الكلية الشاملة.
     
    إنّ خطاب القرآن الكريم قد اكتسب الصفة الكلية والسعة المطلقة والرفعة السامية والإحاطة الشاملة؛ لصدوره مباشرة من المقام الواسع المطلق للربوبية العامة الشاملة للمتكلم الأزلي سبحانه.. ويكتسبها من المقام الواسع العظيم لمن أنـزل عليه هذا الكتاب، ذلكم النبي الكريم ﷺ الممثِّل للنوع البشري والمخاطَب باسم الإنسانية قاطبة، بل باسـم الكائنات جميعا.. ويكتسبها أيضا من توجّه الخطاب إلى المقام الواسع الفسيح لطبقات البشرية كافة وللعصور كافة.. ويكتسبها أيضا من المقام الرفيع المحيط النابع من البيان الشافي لقوانين الله سبحانه المتعلقة بالدنيا والآخرة، بالأرض والسماء، بالأزل والأبد، تلك القوانين التي تخص ربوبيته وتشمل أمور المخلوقات كافة.
     
    فهذا الخطاب الجليل الذي اكتسب من السعة والسمو والإحاطة والشمول ما اكتسب، يبرز إعجازا رائعا وإحاطة شاملة، بحيث: إنّ مراتبه الفطرية والظاهرية التي تلاطف أفهام العوام البسيطة -وهم معظم المخاطبين- تمنح في الوقت نفسه حصةً وافرة لأعلى المستويات الفكرية ولأرقى الطبقات العقلية، فلا يهب لمخاطبيه شيئا من إرشاداته وحدها،
     
    ولا يخصّهم بعبرة من حكاية تاريخية فقط، بل يخاطب مع ذلك كل طبقة في كل عصر -لكونها فردا من أفراد دستور كلّي- خطابا نَدِيّا طريا جديدا كأنه الآن ينـزل عليهم.
     
    ولا سيما كثرة تكراره: ﴿ الظَّالِم۪ينَ ﴾ .. ﴿ الظَّالِم۪ينَ ﴾.. وزجره العنيف لهم وإنذاره الرهيب من نـزول مصائب سماوية وأرضية بذنوبهم ومظالمهم، فيلفت الأنظار -بهذا التكرار- إلى مظالم لا نظير لها في هذا العصر، بعرضه أنواعا من العذاب والمصائب النازلة على قوم عاد وثمود وفرعون. وفي الوقت نفسه يبعث السلوانَ والطمأنينة إلى قلوب المؤمنين المظلومين، بذكره نجاةَ رسل كرام أمثال إبراهيم وموسى عليهما السلام.
     
    ثم إن هذا القرآن العظيم يرشد كل طبقة من كل عصر إرشادا واضحا بإعجاز رائع مبينا: أنّ «الأزمنة الغابرة» والعصور المندثرة التي هي في نظر الغافلين الضالين وادٍ من عدم سحيق موحش رهيب، ومقبرة مندرسة أليمة كئيبة، يعرضها صحيفة حيّة تطفح عبرا ودروسا، وعالَما عجيبا ينبض بالحياة ويتدفق بالحيوية من أقصاه إلى أقصاه، ومملكة ربانية ترتبط معنىً بوشائج وأواصر فيبينها -بإعجازه البديع- واضحة جلية كأنها مشهودة تعرض أمامنا على شاشة، فتارة يأتي بتلك العصور ماثلة شاخصة أمامنا، وتارة يأخذنا إلى تلك العصور.
     
    ويبين بالإعجاز نفسه «الكون» الذي يراه الغافلون فضاء موحشا بلا نهاية، وجمادات مضطربة بلا روح تتدحرج في دوامة الفراق والآلام، يبينه القرآن كتابا بليغا، كتبه الأحدُ الصمد، ومدينةً منسقة عمّرها الرحمن الرحيم، ومَعرضا بديعا أقامه الرب الكريم لإشهار مصنوعاته. فيبعث بهذا البيان حياةً في تلك الجمادات، ويجعل بعضها يسعى لإمداد الآخر، وكل جزء يغيث الآخر ويعينه، كأنه يحاوره محاورة ودّية صميمة، فكل شيء مسخّر وكل شيء أنيط به وظيفة وواجب.. وهكذا يلقي القرآن دروسَ الحكمة الحقيقية والعلم المنور إلى الإنس والجن والملائكة كافة. فلا ريب أن هذا القرآن العظيم -الذي له هذا الإعجاز في البيان- قَمِينٌ بأن يحوز خواص راقية عالية، وميزات مقدسة سامية، أمثال:
     
    في كل حرف منه عشرُ حسنات، بل ألفُ حسنة أحيانا، بل ألوف الحسنات في أحيان أخرى.. وعجز الجن والأنس عن الإتيان بمثله ولو اجتمعوا له.. ومخاطبتُه بني آدم جميعَهم بل الكائنات برمتها مخاطبة بليغة حكيمة.. وحرصُ الملايين من الناس في كل عصر على حفظه عن ظهر قلب بشوق ومتعة.. وعدم السأم من تلاوته الكثيرة رغم تكراراته.. واستقرارُه التام في أذهان الصغار اللطيفة البسيطة مع كثرة ما فيه من جُمل ومواضع تلتبس عليهم.. وتلذذُ المرضى والمحتضرين -الذين يتألمون حتى من أدنى كلام- بسماعه، وجريانُه في أسماعهم عذبا طيبا.. وغيرها من الخواص السامية والمزايا المقدسة التي يحوزها القرآن الكريم، فيمنح قرّاءه وتلاميذه أنواعا من سعادة الدارين.
     
    ويُظهر إعجازه الجميل أيضا في «أسلوب إرشاده البليغ» حيث راعى أحسن الرعاية أميةَ مبلّغه الكريم ﷺ باحتفاظه التام على سلاسته الفطرية، فهو أجلّ من أن يدنو منه تكلف أو تصنع أو رياء -مهما كان نوعه- فجاء أسلوبُه مستساغا لدى العوام الذين هم أكثرية المخاطبين ملاطفا بساطة أذهانهم بتنـزلاته الكلامية القريبة من أفهامهم.. باسطا أمامهم صحائف ظاهرة ظهورا بديهيا كالسماوات والأرض.. موجها الأنظار إلى معجزات القدرة الإلهية وسطور حكمته البالغة المضمرتين تحت العاديات من الأمور والأشياء.
     
    ثم إنّ القرآن الكريم يظهر نوعا من إعجازه البديع أيضا في «تكراره البليغ» لجملة واحدة، أو لقصة واحدة، وذلك عند إرشاده طبقات متباينة من المخاطبين إلى معان عدة وعِبَر كثيرة في تلك الآية أو القصة، فاقتضى التكرار حيث إنه كتاب دعاء ودعوة كما أنه كتاب ذكر وتوحيد، وكل من هذا يقتضي التكرار، فكل ما كرر في القرآن الكريم إذن من آية أو قصة إنما تشتمل على معنى جديد وعبرة جديدة.
     
    ويظهر إعجازه أيضا عند تناوله «حوادث جزئية» وقعت في حياة الصحابة الكرام أثناء نـزوله وإرسائه بناء الإسلام وقواعد الشريعة، فتراه يأخذ تلك الحوادث بنظر الاهتمام البالغ، مبينا بها أن أدق الأمور لأصغر الحوادث جزئيةً، إنما هي تحت نظر رحمته سبحانه، وضمن دائرة تدبيره وإرادته، فضلا عن أنه يُظهر بها سننا إلهية جارية في الكون ودساتير كلية شاملة. زد على ذلك أن تلك الحوادث -التي هي بمثابة النَّوَيّات عند تأسيس الإسلام والشريعة- ستثمر فيما يأتي من الأزمان ثمارا يانعة من الأحكام والفوائد.
     
    إنّ تكرُّر الحاجة يستلزم التكرار، هذه قاعدة ثابتة، لذا فقد أجاب القرآن الكريم عن أسئلة مكررة كثيرة خلال عشرين سنة فأرشدَ بإجاباته المكررة طبقات كثيرة متباينة من المخاطبين؛ فهو يكرر جملا تملك ألوفَ النتائج، ويكرر إرشادات هي نتيجة لأدلة لا حد لها، وذلك عند ترسيخه في الأذهان وتقريره في القلوب ما سيحدث من انقلاب عظيم وتبدّل رهيب في العالم وما سيصيبه من دمار وتفتت الأجزاء، وما سيعقبه من بناء الآخرة الخالدة الرائعة بدلا من هذا العالم الفاني.
     
    ثم إنه يكرر تلك الجمل والآيات أيضا عند إثباته أن جميع الجزئيات والكليات ابتداء من الذرات إلى النجوم إنما هي في قبضة واحد أحد سبحانه وضمن تصرفه جلّ شأنه.
     
    ويكررها أيضا عند بيانه الغضب الإلهي والسخط الرباني على الإنسان المرتكب للمظالم عند خرقه الغاية من الخلق، تلك المظالم التي تثير هيجان الكائنات والأرض والسماء والعناصر وتؤجّج غضبَها على مقترفيها.
     
    لذا فإن تكرار تلك الجمل والآيات عند بيان أمثال هذه الأمور العظيمة الهائلة لا يعد نقصا في البلاغة قط، بل هو إعجاز في غاية الروعة والإبداع، وبلاغة في غاية العلو والرفعة، وجزالة -بل فصاحة- مطابقة تطابقا تاما لمقتضى الحال.
     
    فعلى سبيل المثال: إن جملةَ ﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾ هي آية واحدة تتكرر مائةً وأربعَ عشرة مرة في القرآن الكريم ذلك لأنها حقيقة كبرى تملأ الكون نورا وضياء، وتشد الفرش بالعرش برباط وثيق -كما بيناها في اللمعة الرابعة عشرة- فما من أحد إلّا وهو بحاجة مسيسة إلى هذه الحقيقة في كل حين، فلو تكررت هذه الحقيقة العظمى ملايين المرات، فالحاجة ما زالت قائمةً باقيةً لا ترتوي. إذ ليست هي حاجة يومية كالخبز، بل هي أيضا كالهواء والضياء الذي يُضطر ويُشتاق إليه كل دقيقة.
     
    وإن الآية الكريمة: ﴿ وَاِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَز۪يزُ الرَّح۪يمُ ﴾ تتكرر ثماني مرات في سورة «الشعراء». فتكرار هذه الآية العظيمة التي تنطوي على ألوف الحقائق في سورة تذكُر نجاة الأنبياء عليهم السلام وعذاب أقوامهم، إنما هو لبيان أنّ مظالم أقوامهم تمس الغاية من الخلق، وتتعرض إلى عظمة الربوبية المطلقة، فتقتضي العزةُ الربانية عذابَ تلك الأقوام الظالمة مثلما تقتضي الرحمة الإلهية نجاة الأنبياء عليهم السلام. فلو تكررت هذه الآية ألوف المرات لما انقضت الحاجة والشوق إليها، فالتكرار هنا بلاغة راقية ذات إعجاز وإيجاز.
     
    وكذلك الآية الكريمة: ﴿ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ المكررة في سورة «الرحمن» والآية الكريمة: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّب۪ينَ ﴾ المكررة في سورة «المرسلات» تصرخ كلُّ منهما في وجه العصور قاطبة وتعلن إعلانا صريحا في أقطار السماوات والأرض أن كفرَ الجن والأنس وجحودَهم بالنعم الإلهية، ومظالمهم الشنيعة، يثير غضب الكائنات ويجعل الأرض والسماوات في حنق وغيظ عليهم.. ويخل بحكمة خلق العالم والقصد منه.. ويتجاوز حقوق المخلوقات كافة ويتعدى عليها.. ويستخف بعظمة الألوهية وينكرها، لذا فهاتان الآيتان ترتبطان بألوف من أمثال هذه الحقائق، ولهما من الأهمية ما لألوف المسائل وقوتها، لو تكررتا ألوف المرات في خطاب عام موجّه إلى الجن والإنس لكانت الضرورة قائمة بعد، والحاجة إليها ما زالت موجودة باقية. فالتكرار هنا بلاغة موجزة جليلة ومعجزة جميلة.
     
    ومثال آخر (نسوقه حول حكمة التكرار في الحديث النبوي ﷺ) فالمناجاة النبوية المسماة بـ«الجوشن الكبير» مناجاة رائعة مطابقة لحقيقة القرآن الكريم ونموذج مستخلص منه. نرى فيها جملة: «سبحانك يا لا إله إلّا أنت الأمان الأمان خلصنا من النار.. أجرنا من النار.. نجّنا من النار»، هذه الجمل تتكرر مائة مرة، فلو تكررت ألوف المرات لما ولّدت السأم، إذ إنها تنطوي على أجلّ حقيقة في الكون وهي التوحيد. وأجلّ وظيفة للمخلوقات تجاه ربهم الجليل وهي التسبيح والتحميد والتقديس، وأعظم قضية مصيرية للبشرية وهي النجاة من النار والخلاص من الشقاء الخالد. وألزم غاية للعبودية وللعجز البشري وهي الدعاء.
     
    وهكذا نرى أمثال هذه الأسس فيما تشتمل عليه أنواع التكرار في القرآن الكريم. حتى نرى أنه يعبر أكثر من عشرين مرة عن حقيقة التوحيد -صراحة أو ضمنا- في صحيفة واحدة من المصحف وذلك حسب اقتضاء المقام، ولزوم الحاجة إلى الإفهام، وبلاغة البيان، فيهيّج بالتكرار الشوقَ إلى تكرار التلاوة، ويمد به البلاغة قوة وسموا من دون أن يورث سأما أو مللا.
     
    ولقد أوضحتْ أجزاءُ رسائل النور حكمةَ التكرار في القرآن الكريم وبيّنت حججها وأثبتت مدى ملاءمة التكرار وانسجامه مع البلاغة، ومدى حسنه وجماله الرائع.
     
    أما حكمة اختلاف السور المكية عن المدنية من حيث البلاغة، ومن جهة الإعجاز ومن حيث التفصيل والإجمال فهي كما يأتي:
     
    إنّ الصف الأول من المخاطبين والمعارضين في مكة كانوا مشركي قريش وهم أميون لا كتاب لهم، فاقتضت البلاغة أسلوبا عاليا قويا وإجمالا معجزا مقنعا، وتكرارا يستلزمه التثبيت في الإفهام؛ لذا تناولت أغلبُ السور المكية أركانَ الإيمان ومراتب التوحيد بأسلوب في غاية القوة والعلو، وبإيجاز في غاية الإعجاز، وكررت الإيمانَ بالله والمبدأ والمعاد والآخرة كثيرا، بل قد عبّرت عن تلك الأركان الإيمانية في كل صحيفة أو آية، أو في جملة واحدة، أو كلمة واحدة، بل ربما عبّرت عنها في حرف واحد، في تقديم وتأخير، في تعريف وتنكير، في حذف وذكر. فأثبتت أركان الإيمان في أمثال تلك الحالات والهيئات البلاغية إثباتا جعل علماء البلاغة وأئمتها يقفون حيارى مبهوتين أمام هذا الأسلوب المعجز.
     
    ولقد وضّحت رسائل النور ولاسيما «الكلمة الخامسة والعشرون «المعجزات القرآنية» -مع ذيولها- إعجازَ القرآن في أربعين وجها من وجوهها، وكذلك تفسير «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز» باللغة العربية الذي يبين بيانا رائعا إعجاز القرآن من حيث وجه النظم بين الآيات الكريمة. فأثبتت كلتا الرسالتين فعلا علو الأسلوب البلاغي الفذ وسمو الإيجاز المعجِز.
     
    أما الآيات المدنية وسوَرها فالصف الأول من مخاطبيها ومعارضيها كانوا من اليهود والنصارى وهم أهلُ كتاب مؤمنون بالله. فاقتضت قواعد البلاغة وأساليب الإرشاد وأسس التبليغ أن يكون الخطاب الموجه لأهل الكتاب مطابقا لواقع حالهم، فجاء بأسلوب سهل واضح سلس، مع بيان وتوضيح في الجزئيات -دون الأصول والأركان (الإيمانية)- لأن تلك الجزئيات هي منشأ الأحكام الفرعية والقوانين الكلية، ومدار الاختلافات في الشرائع والأحكام. لذا فغالبا ما نجد الآيات المدنية واضحة سلسة بأسلوب بياني معجز خاص بالقرآن الكريم. ولكن ذكرُ القرآن فذلكة قوية أو نتيجة ملخصة أو خاتمة رصينة أو حجة دامغة تعقيبا على حادثة جزئية فرعية، يجعل تلك الحادثة الجزئية قاعدة كلية عامة، ومن بعد ذلك يضمن الامتثال بها بترسيخ الإيمان بالله الذي يحققه ذكر تلك الفواصل الختامية الملخّصة للتوحيد والإيمان والآخرة. فترى أن ذلك المقام الواضح السلس يتنور ويسمو بتلك الفواصل الختامية.
     
    -ولقد بينت «رسائل النور» وأثبتت حتى للمعاندين مدى البلاغة العالية والميزات الراقية وأنواع الجزالة السامية الدقيقة الرفيعة في تلك الفذلكات والفواصل وذلك في عشر مميزات ونكت في النور الثاني من الشعلة الثانية للكلمة الخامسة والعشرين الخاصة بإعجاز القرآن-. فإن شئت فانظر إلى ﴿ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ ، ﴿ اِنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾، ﴿ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾، ﴿ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الرَّح۪يمُ ﴾ وأمثالها من الآيات التي تفيد التوحيد وتذكر بالآخرة، والتي تنتهي بها أغلب الآيات الكريمة،
     
    ترَ أن القرآن الكريم عند بيانه الأحكام الشرعية الفرعية والقوانين الاجتماعية يرفع نظرَ المخاطب إلى آفاق كلية سامية، فيبدل -بهذه الفواصل الختامية- ذلك الأسلوب السهل الواضح السلس أسلوبا عاليا رفيعا، كأنه ينقل القارئ من درس الشريعة إلى درس التوحيد. فيثبت أن القرآن كتابُ شريعة وأحكام وحكمة، كما هو كتاب عقيدة وإيمان، وهو كتاب ذكر وفكر، كما هو كتاب دعاء ودعوة.
     
    وهكذا ترى أن هناك نمطا من جزالة معجزة ساطعة في الآيات المدنية هو غير بلاغة الآيات المكية، حسب اختلاف المقام وتنوع مقاصد الإرشاد والتبليغ.
     
    فقد ترى هذا النمط في كلمتين فقط: ﴿ رَبُّكَ ﴾ و ﴿ رَبُّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ إذ يعلّم الأحدية بتعبير ﴿ رَبُّكَ ﴾ ويعلّم الواحدية بـ ﴿ رَبُّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ ، علما أن الواحدية تتضمن الأحدية.
     
    بل قد ترى ذلك النمط من البلاغة في جملة واحدة فيريك في آية واحدة مثلا نفوذَ علمه إلى موضع الذرة في بؤبؤ العين وموقعَ الشمس في كبد السماء، وإحاطة قدرته التي تضع بالآلة الواحدة كلا في مكانه، جاعلةً من الشمس كأنها عين السماء فيعقب:
     
    ﴿ وَهُوَ عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ بعد آية ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النّهَارِ وَيُولِجُ النّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾ (الحديد:٦) أي يعقب نفوذَ علمه سبحانه إلى خفايا الصدور بعد ذكره عظمةَ الخلق في السماوات والأرض وبسطها أمام الأنظار. فيقرّ في الأذهان أنه يعلم خواطر القلوب وخوافي شؤونها ضمن جلال خلّاقيته للسماوات والأرض وتدبيره لشؤونها. فهذا التعقيب: ﴿ وَهُوَ عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ لون من البيان يحول ذلك الأسلوب السهل الواضح الفطري -القريب إلى أفهام العوام- إلى إرشاد سامٍ وتبليغ عام جذاب.
     
    سؤال: إن النظرة السطحية العابرة لا تستطيع أن ترى ما يورده القرآن الكريم من حقائق ذات أهمية، فلا تعرف نوع المناسبة والعلاقة بين فذلكة تعبّر عن توحيد سام أو تفيد دستورا كليا، وبين حادثة جزئية معتادة؛ لذا يتوهم البعضُ أن هناك شيئا من قصورٍ في البلاغة، فمثلا لا تظهر المناسبةُ البلاغية في ذكر دستور عظيم: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذ۪ي عِلْمٍ عَل۪يمٌ ﴾ تعقيبا على حادثة جزئية وهي إيواء يوسف عليه السلام أخاه إليه بتدبير ذكي. فيرجى بيان السر في ذلك وكشف الحجاب عن حكمته؟
     
    الجواب: إنّ أغلب السور المطولة والمتوسطة -التي كلّ منها كأنها قرآن على حدة- لا تكتفي بمقصدين أو ثلاثة من مقاصد القرآن الأربعة (وهي: التوحيد، النبوة، الحشر، العدل مع العبودية) بل كل منها يتضمن ماهية القرآن كلها، والمقاصد الأربعة معا، أي كل منها: كتابُ ذكر وإيمان وفكر، كما أنه كتاب شريعة وحكمة وهداية. فكل سورة من تلك السُوَر تتضمن كُتبا عدة، وترشد إلى دروس مختلفة متنوعة. فتجد أن كل مقام -بل حتى الصحيفة الواحدة- يفتح أمامَ الإنسان أبوابا للإيمان يحقق بها إقرار مقاصد أخرى، حيث إن القرآن يذكر ما هو مسطور في كتاب الكون الكبير ويبينه بوضوح، فيرسّخ في أعماق المؤمن إحاطة ربوبيته سبحانه بكل شيء، ويريه تجلياتها المهيبة في الآفاق والأنفس. لذا فإن ما يبدو من مناسبة ضعيفة، يبنى عليها مقاصد كلية فتتلاحق مناسبات وثيقة وعلاقات قوية بتلك المناسبة الضعيفة ظاهرا، فيكون الأسلوب مطابقا تماما لمقتضى ذلك المقام، فتتعالى مرتبته البلاغية.
     
    سؤال آخر: ما حكمة سَوق القرآن ألوف الدلائل لإثبات أمور الآخرة وتلقين التوحيد وإثابة البشر؟ وما السر في لفته الأنظار إلى تلك الأمور صراحةً وضمنا وإشارةً في كل سورة بل في كل صحيفة من المصحف وفي كل مقام؟
     
    الجواب: لأن القرآن الكريم ينبّه الإنسان إلى أعظم انقلاب يحدث ضمن المخلوقات ودائرة الممكنات في تاريخ العالم.. وهو الآخرة. ويرشده إلى أعظم مسألة تخصه وهو الحامل للأمانة الكبرى وخلافة الأرض.. تلك هي مسألة التوحيد الذي تدور عليه سعادتُه وشقاوتُه الأبديتان. وفي الوقت نفسه يزيل القرآن سيلَ الشبهات الواردة دون انقطاع، ويحطم أشدّ أنواع الجحود والإنكار المقيت.
     
    لذا لو قام القرآنُ بتوجيه الأنظار إلى الإيمان بتلك الانقلابــــات المدهشة وحملِ الآخرين على تصديق تلك المسألة العظيمة الضرورية للبشر.. نعم، لو قام به آلافَ المرات وكرر تلك المسائل ملايين المرات، لا يعدّ ذلك منــه إســـرافا في البلاغة قط، كما أنه لا يولد ســـأما ولا مللا البـتـة، بــــل لا تنقطع الحـــاجـــة إلى تكرار تلاوتها في القرآن الكريم، حيث ليس هناك أهم ولا أعظم مسألة في الوجود من التوحيد والآخرة.
     
    فمثلا: إن حقيقة الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْر۪ي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُۜ ذٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَب۪يرُ ﴾ (البروج:١١) هي بشرى السعادة الخالدة تزفّها هذه الآية الكريمة إلى الإنسان المسكين الذي يلاقي حقيقةَ الموت كل حين، فتنقذه هذه البشرى من تصور الموت إعداما أبديا، وتنجيه -وعالَمه وجميعَ أحبته- من قبضة الفناء، بل تمنحه سلطنة أبدية، وتكسبه سعادة دائمة.. فلو تكررت هذه الآية الكريمة مليارا من المرات لا يعد تكرارُها من الإسراف قط، ولا يمس بلاغتَها شيء.
     
    وهكذا ترى أن القرآن الكريم الذي يعالج أمثال هذه المسائل القيمة ويسعى لإقناع المخاطبين بها بإقامة الحجج الدامغة، يعمّق في الأذهان والقلوب تلك التحولات العظيمة والتبدلات الضخمة في الكون، ويجعلها أمامهم سهلة واضحة كتبدل المنـزل وتغير شكله. فلابد أن لفت الأنظار إلى أمثال هذه المسائل -صراحة وضمنا وإشارة- بألوف المرات ضروري جدا بل هو كضرورة الإنسان إلى نعمة الخبز والهواء والضياء التي تتكرر حاجته إليها دائما.
     
    ومثلا: إن حكمة تكرار القرآن الكريم: ﴿ وَالَّذ۪ينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ ﴾ (فاطر:٣٦) ﴿ اِنَّ الظَّالِم۪ينَ لَهُمْ عَذَابٌ اَل۪يمٌ ﴾ (إبراهيم:٢٢) وأمثالها من آيات الإنذار والتهديد. وسَوقها بأسلوب في غاية الشدة والعنف، هي -مثلما أثبتناها في «رسائل النور» إثباتا قاطعا-: أنّ كفرَ الإنسان إنما هو تجاوز -أيّ تجاوز- على حقوق الكائنات وأغلب المخلوقات، مما يثير غضبَ السماوات والأرض، ويملأ صدورَ العناصر حنقا وغيظا على الكافرين، حتى تقوم تلك العناصر بصفع أولئك الظالمين بالطوفان وغيره. بل حتى الجحيم تغضب عليهم غضبا تكاد تتفجر من شدته كما هو صريح الآية الكريمة: ﴿ اِذَٓا اُلْقُوا ف۪يهَا سَمِعُوا لَهَا شَه۪يقًا وَهِيَ تَفُورُۙ ❀ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ (الملك:٧-٨).
     
    فلو كَرَّرَ سلطانُ الكون في أوامره تلك الجناية العظمى «الكفر» وعقوبتَها بأسلوب في غاية الزجر والشدة ألوف المرات، بل ملايين المرات، بل مليارات المرات لما عُدّ ذلك إسرافا مطلقا ولا نقصا في البلاغة، نظرا لضخامة تلك الجناية العامة وتجاوز الحقوق غير المحدودة، وبناء على حكمة إظهار أهمية حقوق رعيته سبحانه وإبراز القبح غير المتناهي في كفر المنكرين وظلمهم الشنيع. إذ لا يكرر ذلك لضآلة الإنسان وحقارته بل لهول تجاوز الكافر وعظم ظلمه.
     
    ثم إننا نرى أن مئات الملايين من الناس منذ ألف ومئات من السنين يتْلون القرآن الكريم بلهفة وشوق وبحاجة ماسة إليه دون ملل ولا سأم.
     
    نعم، إن كل وقت وكل يوم إنما هو عالَم يمضي وباب ينفتح لعالم جديد، لذا فإن تكرار: «لا إله إلّا الله» بشوق الحاجة إليها ألوف المرات لأجل إضاءة تلك العوالم السيارة كلها وإنارتها بنور الإيمان، يجعل تلك الجملة التوحيدية كأنها سراج منير في سماء تلك العوالم والأيام. فكما أن الأمر هكذا في: «لا إله إلاّ الله» كذلك تلاوة القرآن الكريم فهي تبدد الظلام المخيم على تلك الكثرة الكاثرة من المشاهد السارية، وعلى تلك العوالم السيارة المتجددة، وتزيل التشوه والقبح عن صورها المنعكسة في مرآة الحياة، وتجعل تلك الأوضاع المقبلة شهودا له يوم القيامة لا شهودا عليه. وترقّيه إلى مرتبة معرفة عِظَم جزاء الجنايات، وتجعله يدرك قيمة النُّذُر المخفية لسلطان الأزل والأبد التي تشتت عناد الظالمين الطغاة، وتشوّقه إلى الخلاص من طغيان النفس الأمارة بالسوء.. فلأجل هذه الحِكَم كلها يكرر القرآن الكريم ما يكرر في غاية الحكمة، مظهرا أن النذر القرآنية الكثيرة إلى هذا القدر، وبهذه القوة والشدة والتكرار حقيقة عظمى، ينهزم الشيطانُ من توهمها باطلا، ويهرب من تخيلها عبثا. نعم، إنّ عذاب جهنم لهو عينُ العدالة لأولئك الكفار الذين لا يعيرون للنذر سمعا.
     
    ومن المكررات القرآنية «قصص الأنبياء» عليهم السلام، فالحكمة في تكرار قصة موسى عليه السلام -مثلا- التي لها من الحِكم والفوائد ما لعصا موسى، وكذا الحكمةُ في تكرار قصص الأنبياء إنما هي لإثبات الرسالة الأحمدية، وذلك بإظهار نبوة الأنبياء جميعهم حجةً على أحقية الرسالة الأحمدية وصدقها؛ حيث لا يمكن أن ينكرها إلّا من ينكر نبوتهم جميعا، فذكرُها إذن دليل على الرسالة.
     
    ثم إن كثيرا من الناس لا يستطيعون كل حين ولا يوفّقون إلى تلاوة القرآن الكريم كله، بل يكتفون بما يتيسر لهم منه. ومن هنا تبدو الحكمة واضحة في جعل كل سورة مطولة ومتوسطة بمثابة قرآن مصغر، ومن ثم تكرار القصص فيها بمثل تكرار أركان الإيمان الضرورية. أي إن تكرار هذه القصص هو مقتضى البلاغة وليس فيه إسراف قط. زد على ذلك فإن فيه تعليما بأن حادثة ظهور محمد ﷺ أعظم حادثة للبشرية وأجلّ مسألة من مسائل الكون.
     
    نعم، إنّ منحَ ذات الرسول الكريم ﷺ أعظم مقام وأسماه في القرآن الكريم، وجعل «محمد رسول الله» -الذي يتضمن أربعة من أركان الإيمان- مقرونا بـ «لا إله إلّا الله» دليل -وأي دليل- على أن الرسالة المحمدية هي أكبر حقيقة في الكون، وأن محمدا ﷺ لهو أشرف المخلوقات طرا. وأن الحقيقة المحمدية التي تمثل الشخصية المعنوية الكلية لمحمد ﷺ هي السراج المنير للعالمين كليهما، وأنه ﷺ أهل لهذا المقام الخارق، كما قد أثبت ذلك في أجزاء رسائل النور بحجج وبراهين عديدة إثباتا قاطعا. نورد هنا واحدا من ألف منها. كما يأتي:
     
    إنّ كل ما قام به جميعُ أمة محمد ﷺ من حسنات في الأزمنة قاطبة يُكتب مثلها في صحيفة حسناته ﷺ، وذلك حسب قاعدة: «السبب كالفاعل»... وإنّ تنويره لجميع حقائق الكائنات بالنور الذي أتى به لا يجعل الجنّ والأنس والملائكة وذوي الحياة في امتنان ورضى وحدهم، بل يجعل الكونَ برمّته والسماوات والأرض جميعا راضية عنه محدّثةً بفضائله... وإنّ ما يبعثه صالحو الأمة يوميا من ملايين الأدعية ومع الروحانيين من مليارات الأدعية الفطرية المستجابة التي لا تُرد -بدلالة القبول الفعلي المشاهَد لأدعية النباتات بلسان الاستعداد، وأدعية الحيوانات بلسان حاجة الفطرة- ومن أدعية الرحمة بالصلاة والسلام عليه، وما يرسلونه بما ظفروا من مكاسب معنوية وحسنات هدايا، إنما تقدم إليه أولا. فضلا عما يدخل في دفتر حسناته ﷺ من أنوار لا حدود لها بما تتلوه أمتُه -بمجرد التلاوة- من القرآن الكريم الذي في كل حرف من حروفه -التي تزيد على ثلاثمائة ألف حرف- عشر حسنات وعشر ثمار أخروية، بل مائة بل ألف من الحسنات..
     
    نعم، إنّ علام الغيوب سبحانه قد سبق علمه وشاهد أن الحقيقة المحمدية التي هي الشخصية المعنوية لتلك الذات المباركة ﷺ ستكون كمثال شجرة طوبى الجنة، لذا أولاه في قرآنه تلك الأهمية العظمى حيث هو المستحق لذلك المقام الرفيع. وبيّن في أوامره بأن نيل شفاعته إنما هو باتباعه والاقتداء بسنته الشريفة وهو أعظم مسألة من مسائل الإنسان. بل أخذ بنظر الاعتبار -بين حين وآخر- أوضاعه الإنسانية البشرية التي هي بمثابة بذرة شجرة طوبى الجنة.
     
    وهكذا فلأن حقائق القرآن المكررة تملك هذه القيمة الراقية وفيها من الحِكم ما فيها، فالفطرة السليمة تشهد أن في تكراره معجزةً معنويةً قوية وواسعة، إلّا مَن مرض قلبُه وسَقم وجدانُه بطاعون المادية، فتشمله القاعدة المشهورة:
     
    قد ينكر المرءُ ضوءَ الشمس من رَمدٍ    وينكر الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَم (<ref>
    البيت للشاعر شرف الدين البوصيري (∗) في قصيدة البردة:<br>
    قد تُنكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ    ويُنكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ من سَقَمٍ
    </ref>)
     
     
    <span id="BU_ONUNCU_MESELEYE_BİR_HÂTİME_OLARAK_İKİ_HÂŞİYEDİR"></span>
    === خاتمة هذه المسألة العاشرة في حاشيتين ===
     
    الحاشية الأولى:
     
    طَرَق سمعي قبل اثنتي عشرة سنة، أن زنديقا عنيدا، قد فضح سوءَ طويته وخبثَ قصده بإقدامه على ترجمة القرآن الكريم، فحاك خطةً رهيبة، للتهوين من شأنه بمحاولة ترجمته.
     
    وصرح قائلا: ليُترجم القرآن لتظهر قيمته؟ أي ليرى الناس تكراراته غير الضرورية! ولتُتلى ترجمتُه بدلا منه! إلى آخره من الأفكار السامة. إلّا أن رسائل النور -بفضل الله- قد شلّت تلك الفكرة وأجهضت تلك الخطة بحججها الدامغة وبانتشارها الواسع في كل مكان، فأثبتت إثباتا قاطعا أنه لا يمكن قطعا ترجمةُ القرآن الكريم ترجمةً حقيقية.. وأن أية لغة غير اللغة العربية الفصحى عاجزة عن الحفاظ على مزايا القرآن الكريم ونُكته البلاغية اللطيفة.. وإن الترجمات العادية الجزئية التي يقوم بها البشر لن تَحُل -بأي حال- محلَّ التعابير الجامعة المعجزة للكلمات القرآنية التي في كل حرف من حروفها حسنات تتصاعد من العشرة إلى الألف، لذا لا يمكن مطلقا تلاوة الترجمة بدلا منه.
     
    بيد أن المنافقين الذين تتلمذوا على يد ذلك الزنديق، سعوا بمحاولات هوجاء في سبيل الشيطان ليطفئوا نورَ القرآن الكريم بأفواههم. ولكن لما كنتُ لا ألتقي أحدا، فلا علم لي بحقيقة ما يدور من أوضاع، إلّا أن أغلب ظني أن ما أوردتُه آنفا هو السبب الذي دعا إلى إملاء هذه «المسألة العاشرة» عليّ، رغم ما يحيط بي من ضيق.
     
    الحاشية الثانية:
     
    كنت جالسا ذات يوم في الطابق العلوي من فندق «شهر» عقب إطلاق سراحنا من سجن «دنيزلي» أتأمل فيما حوالي من أشجار الحَوَر (الصفصاف) الكثيرة في الحدائق الغنّاء والبساتين الجميلة، رأيتُها جذلانة بحركاتها الراقصة الجذابة، تتمايل بجذوعها وأغصانها، وتهتز أوراقها بأدنى لمسة من نسيم. فبدت أمامي بأبهى صورة وأحلاها، وكأنها تسبّح لله في حلقات ذكر وتهليل.
     
    مسّت هذه الحركات اللطيفة أوتارَ قلبي المحزون من فراق إخواني، وأنا مغموم لانفرادي وبقائي وحيدا.. فخطر على البـال -فجأة- موسـمَا الخريف والشتاء وانتابتني غفلة، إذ ستتناثر الأوراق وسيذهب الرواء والجمال.. وبدأتُ أتألم على تلك الحَوَر الجميلة، وأتحسر على سائر الأحياء التي تتجلى فيها تلك النشوة الفائقة تألما شديدا حتى اغرورقت عيناي واحتشدت على رأسي أحزان تدفقت من الزوال والفراق تملأ هذا الستار المزركش البهيج للكائنات!.
     
    وبينما أنا في هذه الحالة المحزنة إذا بالنور الذي أتت به الحقيقةُ المحمدية ﷺ يغيثني -مثلما يغيث كل مؤمن ويسعفه- فبدّل تلك الأحزانَ والغموم التي لا حدود لها مسراتٍ وأفراحا لا حد لها، فبتّ في امتنان أبدي ورضى دائم من الحقيقة المحمدية التي أنقذني فيض واحد من فيوضات أنوارها غير المحدودة، فنشر ذلك الفيض السلوان في أرجاء نفسي وأعماق وجداني، وكان ذلك كالآتي:
     
    إن تلك النظرة الغافلة أظهرت تلك الأوراق الرقيقة والأشجار الفارعة الهيفاء من دون وظيفة ولا مهمة، لا نفعَ لها ولا جدوى، وأنها لا تهتز اهتزازها اللطيف من شدة الشوق والنشوة بل ترتعد من هول العدم والفراق.. فتبّا لها من نظرة غافلة أصابت صميمَ ما هو مغروز فيّ -كما هو عند غيري- من عشق للبقاء، وحب الحياة، والافتتان بالمحاسن، والشفقة على بني الجنس.. فحولت الدنيا إلى جهنم معنوية، والعقلَ إلى عضو للشقاء والتعذيب. فبينما كنتُ أقاسي هذا الوضع المؤلم، إذا بالنور الذي أنار به محمد ﷺ البشريةَ جمعاء يرفع الغطاء ويزيل الغشاوة ويبرز حِكَما ومعاني ووظائف ومهمات غزيرة جدا تبلغ عدد أوراق الحَوَر. وقد أثبتت رسائل النور أن تلك الوظائف والحكم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
     
    القسم الأول: وهو المتوجّه إلى الأسماء الحسنى للصانع الجليل. فكما أن صانعا ماهرا إذا ما قام بصنع ماكنة بديعة، يثني عليه الجميعُ ويقدرون صنعته ويباركون إبداعه، فإن تلك الماكنة هي بدورها كذلك تبارك صانعَها وتثني عليه بلسان حالها، وذلك بإراءتها النتائج المقصودة منها إراءة تامة.
     
    أما القسم الثاني: فهو المتوجه إلى أنظار ذوي الحياة وذوي الشعـور من المخلوقات أي يكون موضعَ مطالعةٍ حلوة وتأمل لذيذ، فيكون كلُّ شيء كأنه كتاب معرفة وعلم، ولا يغادر هذا العالَم -عالم الشهادة- إلّا بعد وضع معانيه في أذهان ذوي الشعور، وطبع صوَره في حافظتهم، وانطباع صورته في الألواح المثالية لسجلات علم الغيب، أي لا ينسحب من عالَم الشهادة إلى عالم الغيب إلّا بعد دخوله ضمن دوائرِ وجودٍ كثيرة ويكسب أنواعا من الوجود المعنوي والغيبي والعلمي.
     
    نعم ما دام الله موجودا، وعلمُه يحيط بكل شيء، فلابد أن لا يكون هناك في عالم المؤمن عدم، وإعدام، وانعدام، وعبث، ومحو، وفناء، من زاوية الحقيقة.. بينما دنيا الكفار زاخرة بالعدم والفراق والانعدام ومليئة بالعبث والفناء. ومما يوضح هذه الحقيقة ما يدور على الألسنة من قول مشهور هو: «مَن كان له الله، كان له كل شيء، ومَن لم يكن له الله لم يكن له شيء».
     
    الخلاصة: إنّ الإيمان مثلما ينقذ الإنسان من الإعدام الأبدي أثناء الموت، فهو ينقذ دنيا كل شخص أيضا من ظلمات العدم والانعدام والعبث. بينما الكفر -ولاسيما الكفر المطلق- فإنه يُعدم ذلك الإنسان، ويعدم دنياه الخاصة به بالموت. ويلقيه في ظلمات جهنم معنوية محوّلا لذائذ حياته آلاما وغصصا.
     
    فلْترنّ آذان الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، وليأتوا بعلاج لهذا الأمر إن كانوا صادقين، أو ليدخلوا حظيرة الإيمان ويخلصوا أنفسهم من هذه الخسارة الفادحة.
     
    سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ
     
    أخوكم الراجي دعواتِكم والمشتاق إليكم
     
    سعيد النورسي




    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ------
    ------
    <center> [[Yirmi Dördüncü Söz]] | [[Sözler]] | [[Yirmi Altıncı Söz]] </center>
    <center>[[Yirmi_Dördüncü_Söz/ar|الكلمة الرابعة والعشرون]] | [[Sözler/ar|الكلمات]] | [[Yirmi_Altıncı_Söz/ar|الكلمة السادسة والعشرون]] </center>
    ------
    ------
    </div>

    15.48, 9 Mayıs 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli

    Diğer diller:

    رسالة المعجزات القرآنية

    أرى من الفضول التحري عن برهانٍ وفي اليد معجزة خالدة، القرآن

    أتُراني أتضايقُ من إلزام الجاحدين، وفي اليد برهانُ الحقيقة، القرآن.

    تنبيه

    لقد عزمنا في بداية هذه الكلمة على أن نكتبَ خمسَ شُعَل، ولكن في أواخر الشعلة الأولى -قبل وضع الحروف الجديدة بشهرين- ([1]) اضطررنا إلى الإسراع في الكتابة لطبعها بالحروف القديمة، حتى كنا نكتب -في بعض الأيام- عشرين أو ثلاثين صحيفة في غضون ساعتين أو ثلاث ساعات، لذا اكتفينا بثلاث شُعَلٍ فكتبناها مجملةً مختصرة، وتركنا الآن شُعلتين.

    فآمل من إخواني الكرام أن ينظروا بعين الإنصاف والمسامحة إلى ما كان مني من تقصيراتٍ ونقائصَ وإشكالاتٍ وأخطاء.


    إن كلَّ آية من أكثر الآيات الواردة في هذه الرسالة (المعجزات القرآنية) إمّا أنها أصبحت موضع انتقاد الملحدين، أو أصابَها اعتراضُ أهلِ العلوم الحديثة، أو مسَّتها شبهاتُ شياطين الجن والإنس وأوهامُهم.

    ولقد تناولتْ هذه «الكلمة الخامسة والعشرون» تلك الآيات وبيَّنتْ حقائقَها ونكاتِها الدقيقة على أفضل وجه، بحيث إنّ ما ظنّه أهلُ الإلحاد والعلوم من نقاطِ ضعفٍ ومدارِ نقص، أثبتته الرسالةُ بقواعدها العلمية أنه لمعاتُ إعجازٍ ومنابعُ كمالِ بلاغةِ القرآن.

    أمَّا الشبهات فقد أجيبتْ عنها بأجوبة قاطعةٍ من دون ذكر الشبهة نفسِها وذلك لئلا تتكدّرَ الأذهانُ. كما في الآية الكريمة: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْر۪ي .. ﴾ (يس:٣٨) ﴿ وَالْجِبَالَ اَوْتَادًا ﴾ (النبأ:٧). إلّا ما ذكرناه من شبهاتهم في المقام الأول من الكلمة العشرين حول عدد من الآيات.

    ثم إنّ هذه الرسالة «المعجزات القرآنية» وإن كُتبتْ باختصار شديد وفي غاية السرعة إلّا أنها قد بيّنت جانبَ البلاغة وعلوم العربية بيانا شافيا بأسلوب علمي رصين وعميق يثير إعجاب العلماء.

    وعلى الرغم من أن كلَّ بحثٍ من بحوثها لا يستوعبه كلُّ مهتمٍ ولا يستفيد منه حقَّ الفائدة، فإنّ لكلٍّ حظَّه المهم في تلك الرياض الوارفة.

    والرسالة وإن ألّفت في أوضاع مضطربة وكُتبتْ على عجل، ومع ما فيها من قصور في الإفادة والتعبير، إلّا أنها قد بينَت حقائقَ كثيرٍ من المسائل المهمة من وجهة نظر العلم.

    سعيد النورسي

    رسالة المعجزات القرآنية

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يرًا ﴾ (الإسراء:٨٨)

    لقد أشرنا إلى نحو أربعين وجها من وجوه إعجازٍ لا تُحدّ للقرآن الحكيم الذي هو منبع المعجزات والمعجزة الكبرى للرسول الكريم ﷺ، وذلك في رسائلي العربية، وفي رسائل النور العربية، وفي تفسيري الموسوم بـ«إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز» وفي الكلمات الأربع والعشرين السابقة.

    وفي هذه الرسالة نشير إلى خمسةٍ من تلك الوجوه ونبيّنها بشيء من التفصيل، وندرجُ فيها سائرَ الوجوه مجملةً.

    وفي المقدمة نشير إلى تعريف القرآن الكريم وماهيته.

    المقدمة

    عبارة عن ثلاثة أجزاء

    الجزء الأول

    القرآن ما هو؟ وما تعريفه؟

    لقد وضّح في الكلمة التاسعة عشرة وأثبِتَ في رسائل أخرى أن

    القرآن:

    هو الترجمةُ الأزلية لكتاب الكائنات الكبير..

    والترجمانُ الأبدي لألسنتها المتنوعة التالية للآيات التكوينية..

    ومفسّرُ كتاب عالَم الغيب والشهادة..

    وكذا هو كشّاف لمخفيات الكنوز المعنوية للأسماء الإلهية المستترة في صحائف السماوات والأرض..

    وكذا هو مفتاح لحقائق الشؤون المضمَرة في سطور الحادثات..

    وكذا هو لسان عالَم الغيب في عالم الشهادة..

    وكذا هو خزينة للمخاطبات الأزلية السبحانية والالتفاتات الأبدية الرحمانية الواردة من عالم الغيب المستور وراءَ حجاب عالم الشهادة هذا..

    وكذا هو شمسُ عالمَ الإسلام المعنوي وأساسُه وهندستُه..

    وكذا هو خريطة مقدسة للعوالم الأخروية..

    وكذا هو القولُ الشارح والتفسيرُ الواضح والبرهانُ القاطع والترجمانُ الساطع لذات الله وصفاته وأسمائه وشؤونه..

    وكذا هو المربي لهذا العالم الإنساني..

    وكالماء والضياء للإنسانية الكبرى التي هي الإسلام..

    وكذا هو الحكمةُ الحقيقيةُ لنوع البشر..

    وهو المرشدُ المهدي إلى ما يسوق الإنسانية إلى السعادة..

    وكذا هو للإنسان: كما أنه كتابُ شريعةٍ، كذلك هو كتابُ حكمةٍ، وكما أنه كتابُ دعاءٍ وعبوديةٍ، كذلك هو كتابُ أمرٍ ودعوةٍ، وكما أنه كتابُ ذكرٍ كذلك هو كتابُ فكرٍ..

    وهو الكتاب الوحيد المقدّس الجامع لكل الكتب التي تحقق جميع حاجات الإنسان المعنوية، حتى إنه قد أبرز لمشرَب كلِّ واحدٍ من أهل المشارب المختلفة،

    ولمسلكِ كلِّ واحدٍ من أهل المسالك المتباينة من الأولياء والصديقين ومن العرفاء والمحققين رسالةً لائقةً لمذاق ذلك المشرَب وتنويره، ولمساقِ ذلك المسلَك وتصويره. فهذا الكتاب السماوي أشبهُ ما يكون بمكتبةٍ مقدسةٍ مشحونةٍ بالكتب.

    الجزء الثاني وتتمة التعريف

    لقد وُضّح في «الكلمة الثانية عشرة» وأثبت فيها: أنّ القرآنَ قد نـزل من العرش الأعظم، من الاسم الأعظم، من أعظم مرتبةٍ من مراتب كلِّ اسم من الأسماء الحسنى..

    القرآن:

    فهو كلامُ الله بوَصْفه ربّ العالمين،

    وهو أمرُ الله بوصفه إله الموجودات،

    وهو خطابُه بوصفه خالق السماوات والأرض،

    وهو مكالمة سامية بصفة الربوبية المطلقة،

    وهو خطاب أزلي باسم السلطنةِ الإلهية الشاملة العظمى،

    وهو سجلُّ الالتفات والتكريم الرحماني النابعِ من رحمته الواسعة المحيطةِ بكل شيء،

    وهو مجموعةُ رسائلَ ربانية تبيّن عظمةَ الألوهية،

    إذ في بدايات بعضها رموز وشفرات، وهو الكتابُ المقدس الذي ينثرُ الحكمةَ، نازل من محيط الاسم الأعظم ينظر إلى ما أحاط به العرشُ الأعظمُ.

    ومن هذا السر أطلق على القرآن الكريم ويُطلق عليه دوما ما يستحقّه من اسم وهو: «كلامُ الله». وتأتي بعد القرآن الكريم الكتبُ المقدسة لسائر الأنبياء عليهم السلام وصحفُهُم. أما سائرُ الكلمات الإلهية التي لا تنفد، فمنها ما هو مكالمة في صورة إلهامٍ نابع باعتبار خاص، وبعنوانٍ جزئي، وبتجلٍ خاص لاسم خصوصي، وبربوبية خاصة، وسلطانٍ خاص، ورحمةٍ خصوصية. فإلهاماتُ المَلَك والبشر والحيوانات مختلفة جدا من حيث الكلية والخصوصية.

    الجزء الثالث

    إن القرآن الكريم، كتاب سماوي يتضمن إجمالا كتبَ جميع الأنبياء المختلفةِ عصورُهم، ورسائلَ جميع الأولياءِ المختلفةِ مشاربُهم، وآثارَ جميعِ الأصفياء المختلفةِ مسالكُهُم..

    جهاتُه الست مُشرقة ساطعة نقية من ظلمات الأوهام، طاهرة من شائبة الشبهات؛

    إذ نقطةُ استناده: الوحيُ السماوي والكلامُ الأزلي باليقين..

    هدفُه وغايتُه: السعادةُ الأبدية بالمشاهدة..

    محتواه: هداية خالصة بالبداهة..

    أعلاه: أنوارُ الإيمان بالضرورة..

    أسفلُه: الدليلُ والبرهانُ بعلم اليقين..

    يمينُه: تسليمُ القلب والوجدان بالتجربة..

    يسارُه: تسخيرُ العقل والإذعانُ بعين اليقين..

    ثمرتُه: رحمةُ الرحمن ودارُ الجنان بحق اليقين..

    مقامُه: قبولُ المَلَك والإنس والجان بالحدس الصادق.

    إنّ كل صفةٍ من الصفات المذكورة في تعريف القرآن الكريم بأجزائه الثلاثة، قد أُثبتت إثباتا قاطعا في مواضع أخرى أو ستُثبَت، فدعوانا ليستْ مجرد ادّعاء من دون دليل، بل كلّ منها مبرهنة بالبرهان القاطع.

    الشعلة الأولى

    هذه الشعلةُ لها ثلاثُ أشعات

    الشعاع الأول

    بلاغة القرآن معجزة

    هذه البلاغةُ المعجزة نَبعت من جزالة نظْم القرآن وحُسنِ متانته، ومن بداعةِ أساليبه وغرابتِها وجودتها، ومن بَراعةِ بيانه وتفوّقِه وصفوَتِه، ومن قوةِ معانيه وصدقِها، ومن فصاحةِ ألفاظه وسلاستِها.

    بهذه البلاغة الخارقة تحدّى القرآنُ الكريم -منذ ألفٍ وثلاث مئة من السنين- أذكى بُلغاء بني آدم وأبرعَ خطبائهم وأعظمَ علمائهم، فما عارضوه، وما حاروا ([2]) ببنت شفة، مع شدة تحدّيه إياهم، بل خضعتْ رقابُهم بِذلّ، ونَكسوا رؤوسَهم بِهَوان، مع أنّ من بلغائهم مَن يناطح السحابَ بغرورِه.

    نشير إلى وجه الإعجاز في بلاغته بصورتين:

    الصورة الأولى

    إنّ أكثرَ سكان جزيرة العرب كانوا في ذلك الوقت أمّيين، لذا كانوا يحفظون مفاخرَهم ووقائعهم التاريخية وأمثالَهم وحِكمَهم ومحاسنَ أخلاقهم في شعرهم وبليغِ كلامهم المتناقل شفاها، بدلا من الكتابة. فكان الكلامُ الحكيم ذو المغزى يستقر في الأذهان ويتناقلُه الخلفُ عن السلف.

    فهذه الحاجة الفطرية فيهم دفعَتهم إلى أن يكونَ أرغبُ متاع في أسواقهم وأكثرُه رواجا هو الفصاحةَ والبلاغة، حتى كان بليغُ القبيلة رمزا لمجدها وبطلا من أبطال فخرها.

    فهؤلاء القوم الذين ساسوا العالمَ بفِطنَتهم بعد إسلامهم كانوا في الصدارة والقمة في ميدان البلاغة بين أمم العالم. فكانت البلاغةُ رائجةً وحاجتُهم إليها شديدةً حتى يعدّوها مدار اعتزازهم، بل حتى كانت رحى الحرب تدور بين قبيلتين أو يحلّ الوئام بينهما بمجرد كلام يصدر عن بليغهم بل كتبوا سبعَ قصائد بماء الذهب لأبلغ شعرائهم وعلّقوها على جدار الكعبة، فكانت «المعلقات السبع» التي هي رمزُ فخرهم.

    ففي مثل هذا الوقت الذي بلغتْ فيه البلاغةُ قمةَ مجدها، ومرغوب فيها إلى هذا الحد، نـزل القرآن الكريم -بمثل ما كانت معجزة سيدنا موسى وعيسى عليهما السلام من جنس ما كان رائجا في زمانهما، وهو السحر والطب- نـزل في هذا الوقت متحديا ببلاغته بلاغةَ عصره وكلَّ العصور التالية، ودعا بلغاءَ العرب إلى معارضته، والإتيان ولو بأقصر سورة من مثله، فتحدّاهم بقوله تعالى: ﴿ وَاِنْ كُنْتُمْ ف۪ي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلٰى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه۪ ﴾ (البقرة:٢٣) واشتدّ عليهم بالتحدي: ﴿ فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ ﴾ (البقرة:٢٤) أي ستساقون إلى جهنمَ وبئس المصير. فكان هذا يكسر غرورَهم، ويستخفّ بعقولهم ويسفّه أحلامَهم، ويقضي عليهم في الدنيا بالإعدام كما هو في الآخرة، أي إما أن تأتوا بمثله أو أنّ أرواحكم وأموالكم في خطر، ما دمتم مصرّين على الكفر!

    وهكذا فلو كانت المعارضةُ ممكنةً فهل يمكن اختيار طريق الحرب والدمار، وهي أشدُّ خطرا وأكثرُ مشقة. وبين أيديهم طريق سهلة هينة، تلك هي معارضتُه ببضعة أسطر تماثله، لإبطال دعواه وتحدّيه؟

    أجل، هل يمكن لأولئك القوم الأذكياء الذين أداروا العالمَ بسياستهم وفِطنتهم أن يتركوا أسهلَ طريق وأسلَمها، ويختاروا الطريق الصعبة التي تلقي أرواحَهم وأموالَهم إلى الهلاك؟ إذ لو كان باستطاعة بلغائهم أن يعارضوا القرآن ببضعة حروف، لَتَخَلَّى القرآنُ عن دعواه، وَلنَجَوا من الدمار المادي والمعنوي، والحال أنهم اختاروا طريقَ الحرب المريعة الطويلة.

    بمعنى أن المعارضة بالحروف محالة ولا يمكنهم ذلك بحال من الأحوال، لذا عمدوا إلى المقارعة بالسيوف.

    ثم إن هناك دافعَين في غاية القوة لمعارضة القرآن وإتيان مثيله وهما:

    الأول: حرصُ الأعداء على معارضته.

    الثاني: شغفُ الأصدقاء على تقليده.

    ولقد ألِّفَتْ تحت تأثير هذين الدافعين الشديدين ملايينُ الكتب بالعربية، من دون أن يكون كتاب واحد منها شبيها بالقرآن قط، إذ كلُّ من يراها -سواء أكان عالما أو جاهلا- لا بد أن يقول: القرآنُ لا يشبه هذه الكتب، ولا يمكن أن يُعارضَ واحد منها القرآنَ قطعا. ولهذا فإما أن القرآن أدنى بلاغةً من الكل، وهذا باطل محال باتفاق الأعداء والأصدقاء، وإما أن القرآن فوقها جميعا، وأسمى وأعلى.

    فإن قلتَ: كيف نعلم أنّ أحدا لم يحاول المعارضة؟ ألم يعتمد أحد على نفسه وموهبته ليبرز في ميدان التحدي؟ أوَلم ينفع تعاونُهم ومؤازرةُ بعضهم بعضا؟

    الجواب: لو كانت المعارضةُ ممكنةً، لكانت المحاولة قائمة لا محالة، لأن هناك قضية الشرف والعزة وهلاك الأرواح والأموال. فلو كانت المعارضة قد وقعت فعلا، لكان الكثيرون ينحازون إليها، لأن المعارضين للحق والعنيدين كثيرون دائما. فلو وُجد مَن يؤيد المعارضة لاشتهرَ به، إذ كانوا ينظمون القصائد لخصام طفيف، ويجعلونَها في المآثر، فكيف بصراع عجيب كهذا يبقى مستورا في التاريخ؟

    ولقد نُقلت واشتهرت أشنعُ الإشاعات وأقبحُها طعنا بالإسلام، ولم تُنقَل سوى بضعِ كلمات تقوَّلها مسيلمة الكذاب لمعارضة القرآن. ومسيلمةُ هذا، وإن كان صاحبُ بلاغة لا يستهان به إلاّ أن بلاغته عندما قورنت مع بلاغة القرآن التي تفوق كلَّ حُسن وجمال عُدَّت هذيانا. ونُقل كلامُه هكذا في صفحات التاريخ.

    وهكذا فالإعجاز في بلاغة القرآن يقين كيقين حاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعا. ولهذا يكون الأمر هكذا.

    الصورة الثانية

    سنبين حكمةَ الإعجاز في بلاغة القرآن بخمس نقاط:

    النقطة الأولى

    إن في نظم القرآن جزالة خارقة، وقد بيّن كتاب «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز» من أوله إلى آخره هذه الجزالة والمتانة في النظم، إذ كما أن عقارب الساعة العادَّة للثواني والدقائق والساعات يكمِّل كلّ منها نظامَ الآخر، كذلك النّظم في هيئات كل جملة من جمَل القرآن، والنظامُ الذي في كلماته، والانتظام الذي في مناسبة الجُمل كلّ تجاه الآخر، وقد بُيّن كل ذلك بوضوح تام في التفسير المذكور.

    فمن شاء فليراجعه ليتمكن من أن يشاهد هذه الجزالة الخارقة في أجمل صوَرها، إلّا أننا نورد هنا مثالين فقط لبيان نَظم الكلمات المتعانقة لكل جملة (والتي لا يصلح مكانها غيرها بتناسق وتكامل).

    المثال الأول: قوله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَٓا اِنَّا كُنَّا ظَالِم۪ينَ ﴾ (الأنبياء:٤٦)

    هذه الجملة مسوقة لإظهار هولِ العذاب، ولكن بإظهار التأثير الشديد لأقلِّه، ولهذا فإن جميعَ هيئات الجملة التي تفيد التقليل تنظرُ إلى هذا التقليل وتمدّه بالقوة كي يُظهر الهَول:

    فلفظ ﴿ لَئِنْ ﴾ هو للتشكيك، والشك يوحي القلة.

    ولفظ ﴿ مَسَّ ﴾ هو إصابة قليلة، يفيد القلة أيضا.

    ولفظ ﴿ نَفْحَةٌ ﴾ مادتُه رائحة قليلة، فيفيد القلة، كما أن صيغتَه تدل على واحدة، أي واحدة صغيرة، كما في التعبير الصرفي -مصدر المرة- فيفيد القلة..

    وتنوينُ التنكير في ﴿ نفحة ﴾ هي لتقليلها، بمعنى أنها شيء صغير إلى حدٍّ لا يُعلم، فيُنكر.

    ولفظ ﴿ مِنْ ﴾ هو للتبعيض، بمعنى جزء، فيفيد القلة.

    ولفظ ﴿ عَذَابِ ﴾ هو نوع خفيف من الجزاء بالنسبة إلى النكال والعقاب، فيشير إلى القلة.

    ولفظ ﴿ رَبِّكَ ﴾ بدلا من: القهار، الجبار، المنتقم، فيفيد القلة أيضا وذلك بإحساسه الشفقة والرحمة.

    وهكذا تفيد الجملة أنه:إذا كان العذابُ شديدا ومؤثرا مع هذه القلة، فكيف يكون هولُ العقاب الإلهي؟

    فتأمل في الجملة لترى كيف تتجاوب الهيئاتُ الصغيرة، فيُعينُ كل الآخر، فكل يمد المقصد بجهته الخاصة.

    هذا المثال الذي سقناه يلحظ اللفظَ والمقصد.

    المثال الثاني:

    قوله تعالى: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ (البقرة:٣)

    فهيئات هذه الجملة تشير إلى خمسة شروط لقبول الصدقة:

    الشرط الأول: المستفاد من «من» التبعيضية في لفظ ﴿ مِمَّا ﴾ أي أن لا يبسطَ المتصدقُ يده كل البسط فيحتاج إلى الصدقة.

    الشرط الثاني: المستفاد من لفظ ﴿ رَزَقْنَاهُمْ ﴾ أي أن لا يأخذ من زيدٍ ويتصدق على عمرو، بل يجب أن يكون من مالِه، بمعنى: تصدقوا مما هو رزق لكم.

    الشرط الثالث: المستفاد من لفظ «نا» في ﴿ رزقنا ﴾ أي أن لا يَمُنّ فيستكثرَ، أي لا منّة لكم في التصدق، فأنا أرزقكم، وتنفقون من مالي على عبدي.

    الشرط الرابع: المستفاد من ﴿ يُنْفِقُونَ ﴾ أي أن ينفق على مَن يضعه في حاجاته الضرورية ونفقته، وإلّا فلا تكون الصدقةُ مقبولةً على مَن يصرفها في السفاهة.

    الشرط الخامس: المستفاد من ﴿ رَزَقْنَاهُمْ ﴾ أيضا. أي يكون التصدق باسم الله، أي المالُ مالي، فعليكم أن تنفقوه باسمي.

    ومع هذه الشروط هناك تعميم في التصدق، إذ كما أن الصدقة تكون بالمال، تكون بالعلم أيضا، وبالقول والفعل والنصيحة كذلك، وتشير إلى هذه الأقسام كلمة «ما» التي في ﴿ مِمَّا ﴾ بعموميتها. وتشير إليها في هذه الجملة بالذات، لأنها مطلقة تفيد العموم.

    وهكذا تجُود هذه الجملةُ الوجيزة -التي تفيد الصدقة- إلى عقل الإنسان خمسةَ شروط للصدقة مع بيان ميدانها الواسع، وتُشعرها بهيئاتها.

    وهكذا، فلهيئات الجمل القرآنية نُظم كثيرة أمثال هذه.

    وكذا للكلمات القرآنية أيضا ميدان نَظم واسع مثل ذلك، كل تجاه الآخر. وكذا للكلام القرآني ولجُمله دوائر نظم كتلك.

    فمثلا قوله تعالى:

    ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ❀ اَللّٰهُ الصَّمَدُۚ ❀ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْۙ ❀ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ ﴾ (الإخلاص:١-٤)

    هذه الآيات الجليلة فيها ستُّ جُمل: ثلاث منها مثبتة وثلاث منها منفية، تثبت ستَّ مراتبَ من التوحيد كما تردّ ستةَ أنواع من الشرك. فكلُّ جملة منها تكون دليلا للجمل الأخرى كما تكون نتيجةً لها. لأن لكلِّ جملة معنيين، تكون باعتبار أحدهما نتيجةً، وباعتبار الآخر دليلا.

    أي إن سورة الإخلاص تشتمل على ثلاثين سورةٍ من سور الإخلاص. سوَر منتظمة مركبة من دلائل يثبت بعضُها بعضا، على النحو الآتي:

    ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ ﴾: لأنه أحد، لأنه صمد، لأنه لم يلد، لأنه لم يولد، لأنه لم يكن له كفوا أحد.

    وكذا: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ ﴾ : لأنه لم يولد، لأنه لم يلد، لأنه صمد، لأنه أحد، لأنه هو الله.

    وكذا: ﴿ هُوَ اللّٰهُ ﴾ فهو أحد، فهو صمد، فإذن لم يلد، فإذن لم يولد، فإذن لم يكن له كفوا أحد.

    وهكذا فقس على هذا المنوال.

    ومثلا: قوله تعالى: ﴿ الٓمٓۚ ❀ ذٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَۚۛ ف۪يهِۚۛ هُـدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾ (البقرة:١-٢)

    فلكلٍّ من هذه الجُمل الأربع معنيان: فباعتبار أحدهما يكون دليلا للجمل الأخرى، وباعتبار الآخر نتيجةً لها. فيحصل من هذا نقش نظمي إعجازي من ستةِ عشر خطا من خطوط المناسبة والعلاقة.

    وقد بين ذلك كتاب «إشارات الإعجاز» حتى كأن لكل آية من أكثر الآيات القرآنية عينا ناظرةً إلى أكثر الآيات، ووجها متوجها إليها، فتمد إلى كلٍّ منها خطوطا معنوية من المناسبات والارتباطات، ناسجةً نقشا إعجازيا. كما بُيّن ذلك في «الكلمة الثالثة عشرة». وخير شاهد على هذا «إشارات الإعجاز» إذ من أول الكتاب إلى آخره شرح لجزالة النظم هذه.

    النقطة الثانية

    البلاغة الخارقة في معناه ، إذا شئت أن تتذوق بلاغةَ المعنى في الآية الكريمة: ﴿ سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۚ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾ (الحديد:١) فانظرْ إلى هذا المثال الموضَّح في «الكلمة الثالثة عشرة».

    فتصوَّر نفسَك قبل مجيء نورِ القرآن، في ذلك العصر الجاهلي، وفي صحراء البداوة والجهل، فبينما تجد كل شيء قد أسدل عليه ستارُ الغفلة وغشيَه ظلامُ الجهل ولُفّ بغلاف الجمود والطبيعة، إذا بك تشاهد بصدى قوله تعالى: ﴿ سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (الحديد:١) أو ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّۜ ﴾ (الإسراء:٤٤) قد دبّت الحياةُ في تلك الموجودات الهامدة أو الميتة بصدى ﴿ سَبَّحَ ﴾ و ﴿ تُسَبِّحُ ﴾ في أذهان السامعين فتنهض مسبحةً ذاكرةً الله. وإن وجه السماء المظلمة التي تستعرُ فيها نجوم جامدة والأرض التي تدبّ فيها مخلوقات عاجزة، تتحول في نظر السامعين بصدى ﴿ تُسَبِّحُ ﴾ وبنوره إلى فمٍ ذاكر لله، كلُّ نجمٍ يشع نورَ الحقيقة ويبث حكمةً حكيمة بالغة. ويتحول وجهُ الأرض بذلك الصدى السماوي ونوره إلى رأس عظيم، والبرُّ والبحر لسانين يلهجان بالتسبيح والتقديس، وجميعُ النباتات والحيوانات إلى كلماتٍ ذاكرة مسبّحة حتى لكأن الأرض كلَّها تنبض بالحياة.

    ومثلا: انظرْ إلى هذا المثال الذي أثبت في «الكلمة الخامسة عشرة» وهو قوله تعالى:

    ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ فَانْفُذُواۜ لَا تَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَانٍۚ ❀ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ❀ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِۚ ❀ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ (الرحمن:٣٣-٣٦) ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط۪ينِ ﴾ (الملك:٥).

    استمعْ لهذه الآيات وتدبّر ما تقول؟ إنها تقول: «أيها الإنسُ والجان، أيها المغرورون المتمردون، المتوحّلون بعَجزهم وضعفهم، أيها المعاندون الجامحون المتمرّغون في فقرهم وضعفهم! إنكم إن لم تطيعوا أوامري، فهيَّا اخرجوا من حدود مُلكي وسلطاني إن استطعتم! فكيف تتجرؤون إذن على عصيان أوامر سلطان عظيم: النجومُ والأقمار والشموس في قبضته، تأتمر بأوامره، كأنها جنود متأهبون..

    فأنتم بطغيانكم هذا إنما تبارزون حاكما عظيما جليلا له جنود مطيعون مهيبون يستطيعون أن يرجموا بقذائف كالجبال، حتى شياطينَكم لو تحملَت..

    وأنتم بكفرانكم هذا إنما تتمردون في مملكة مالكٍ عظيم جليل، له جنود عظام يستطيعون أن يقصفوا أعداءً كفرة -ولو كانوا في ضخامة الأرض والجبال- بقذائف ملتهبة وشظايا من لهيب كأمثال الأرض والجبال، فيمزقونكم ويشتتونكم!.

    فكيف بمخلوقات ضعيفة أمثالِكُم؟.. وأنتم تخالفون قانونا صارما يرتبط به مَن له القدرة -بإذن الله- أن يُمطر عليكم قذائف وراجمات أمثال النجوم».

    قس في ضوء هذا المثال قوة معاني سائر الآيات ورصانة بلاغتها وسمو إفاداتها.

    النقطة الثالثة

    البداعة الخارقة في أسلوبه:

    نعم، إن أساليب القرآن الكريم غريبة وبديعة كما أنها عجيبة ومقنعة، لم يقلّد أحدا قط ولا يستطيع أحد أن يقلده. فلقد حافظ وما يزال يحافظ على طراوة أسـاليبه وشبابيته وغرابته مثلما نـزل أول مرة.

    فمثلا: إنّ الحروف المقطّعة المذكورة في بدايات عدةٍ من السوَر تشبه الشفرات؛ أمثال: ﴿ الٓمٓۚ ﴾ ﴿ الٓرٰ ﴾ ﴿ طٰهٰ ﴾ ﴿ يٰسٓ ﴾ ﴿ حٰمٓ ﴾ ﴿ عٓسٓقٓ ﴾. وقد كتبنا نحو ستٍ من لمعات إعجازها في «إشارات الإعجاز» نذكر منها:

    إنّ الحروف المذكورة في بدايات السور تُنصِّف كلَّ أزواج طبائع الحروف الهجائية من المهموسة والمجهورة والشديدة والرخوة.. ([3]) وغيرها من أقسامها الكثيرة. أما الأوتار -التي لا تقبل التنصيف- فمن الثقيل النصف القليل كالقلقلة، ومن الخفيف النصف الكثير كالذلاقة.

    فسلوكُه في التنصيف والأخذُ بهذا الطريق الخفي الذي لا يدركه العقلُ من بين هذه الطرق المتداخلة المترددة بين مائتي احتمال، ثم سَوق الكلام في ذلك السياق وفي ذلك الميدان الواسعِ المشتبهةِ الأعلام ليس بالأمر الذي يأتي مصادفةً قط، ولا هو من شأن البشر.

    فهذه الحروفُ المقطعة التي في أوائل السور والتي هي شفرات ورموز إلهية تبيّن خمسا أو ستا من أسرار لمعات إعجاز أخرى، بل إن علماءَ علم أسرار الحروف والمحققين من الأولياء قد استخرجوا من هذه المقطّعات أسرارا كثيرة جدا، ووجدوا من الحقائق الجليلة ما يثبت لديهم أن المقطعات معجزة باهرة بحد ذاتها. أما نحن فلن نفتح ذلك الباب لأننا لسنا أهلا لأسرارهم، زد على ذلك لا نستطيع أن نثبتها إثباتا يكون مشهودا لدى الجميع. وإنما نكتفي بالإحالة إلى ما في «إشارات الإعجاز» من خمسِ أو ستِ لمعاتِ إعجازٍ تخص المقطّعات.

    والآن نشير عدة إشارات إلى أساليب القرآن، باعتبار السورة، والمقصد، والآيات، والكلام، والكلمة:

    فمثلا: سورة «النبأ» ﴿ عَمَّ يَتَسَٓاءَلُونَ.. ﴾ إلى آخرها، إذا أُنعم النظرُ فيها فإنها تصف وتُثبت أحوال الآخرة والحشر والجنة وجهنم بأسلوب بديع يُطَمئِن القلب ويُقنعه، حيث تبين أن ما في هذه الدنيا من أفعال إلهية وآثار ربانيةٍ متوجهةٌ إلى كلٍّ من تلك الأحوال الأخروية. ولما كان إيضاح أسلوب السورة كلِّها يطول علينا، فسنشير إلى نقطة أو نقطتين منه:

    تقول السورة في مستهلها إثباتا ليوم القيامة: لقد جعلنا الأرض لكم مهدا قد بُسطَ بسطا جميلا زاهيا.. والجبالَ أعمدة وأوتادا مليئة بالخزائن لمساكنكم وحياتكم.. وخلقناكم أزواجا تتحابّون فيما بينكم ويأنس بعضُكم ببعض.. وجعلنا الليل ساترا لكم لتخلدوا إلى الراحة.. والنهارَ ميدانا لمعيشتكم.. والشمسَ مصباحا مضيئا ومدفئا لكم.. وأنـزلنا من السُحب لكم ماءً باعثا على الحياة يجري مجرى العيون.. ونُنشئُ بسهولة من ماء بسيط أشياءَ شتى من مُزهر ومُثمر يحمل أرزاقكم.. فإذن يوم الفصل، وهو يوم القيامة، ينتظركم. والإتيان به ليس بعسير علينا.

    وبعد ذلك يشير إشارة خفية إلى إثبات ما يحدث في يوم القيامة من سير الجبال وتناثرها، وتشقق السماوات وتهيؤ جهنم، ومنح الجنة أهلَها الرياض الجميلة. وكأنه يقول: إنّ الذي يفعل هذه الأفعال في الجبال والأرض بمرأى منكم سيفعل مثلها في الآخرة. أي إن ما في بداية السورة من جبال تشير إلى أحوال الجبال يوم القيامة، وإن الحدائق التي في صدر السورة تشير إلى رياض الجنة في الآخرة. فقس سائر النقاط على هذا لتشاهد علو الأسلوب ومدى لطافته.

    ومثلا: ﴿ قُلِ اللّٰهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَٓاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَٓاءُۘ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَٓاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَٓاءُۜ بِيَدِكَ الْخَيْرُۜ اِنَّكَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ❀ تُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِۘ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّۘ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَٓاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (آل عمران:٢٦-٢٧)

    هذه الآية تبين بأسلوب عالٍ رفيع ما في بني الإنسان من شؤون إلهية، وما في تعاقب الليل والنهار من تجليات إلهية، وما في فصول السنة من تصرفات ربانية، وما في الحياة والممات والحشر والنشر الدنيوي على وجه الأرض من إجراءات ربانية.. هذا الأسلوب عالٍ وبديع إلى حد يسخّر عقول أهل النظر. وحيث إن هذا الأسلوب العالي ساطع يمكن رؤيته بأدنى نظر فلا نفتح الآن هذا الكنـز.

    ومثلا:

    ﴿ اِذَا السَّمَآءُ انْشَقَّتْ ❀ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْۙ ❀ وَاِذَا الْاَرْضُ مُدَّتْۙ ❀ وَاَلْقَتْ مَا ف۪يهَا وَتَخَلَّتْۙ ❀ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴾ (الانشقاق:١-٥).

    تبين هذه الآيات مدى انقياد السماوات والأرض وامتثالهما أوامرَ الله سبحانه، تبينها بأسلوب عالٍ رفيع؛

    إذ كما أن قائدا عظيما يؤسس دائرتين عسكريتين لإنجاز متطلبات الجهاد؛ كشُعَب المناورة والجهاد، وشُعَب التجنيد والسَوق إلى الجهاد، وإنه حالما ينتهي وقت الجهاد والمناورة يتوجه إلى تينك الدائرتين ليستعملهما في شؤون أخرى، فقد انتهت مهمتهما. فكأن كلا من الدائرتين تقول بلسان موظفيها وخدّامها أو بلسانها لو أنطقت:

    «يا قائدي أمهلنا قليلا كي نهيئَ أوضاعَنا ونطهّر المكان من بقايا أعمالنا القديمة ونطرحها خارجا.. ثم شرِّف وتفضَّل علينا!» وبعد ذلك تقول: «فها قد ألقيناها خارجا، فنحن طوعَ أمرك، فافعل ما تشاء فنحن منقادون لأمرك. فما تفعله حق وجميل وخير».

    فكذلك السماوات والأرض دائرتان فتحتا للتكليف والامتحان، فعندما تنقضي المدة، تخلّي السماواتُ والأرض بإذن الله ما يعود إلى دائرة التكليف، ويقولان: «يا ربنا استخدِمنا فيما تُريد، فالامتثال حق واجب علينا، وكلُّ ما تفعله هو حق». فانظر إلى سمو هذا الأسلوب الخارق في هذه الجمل وأنعم النظر فيه.

    ومثلا: ﴿ وَق۪يلَ يَٓا اَرْضُ ابْلَع۪ي مَٓاءَكِ وَيَا سَمَٓاءُ اَقْلِع۪ي وَغ۪يضَ الْمَٓاءُ وَقُضِيَ الْاَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَق۪يلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِم۪ينَ ﴾ (هود:٤٤)

    للإشارة إلى قطرة من بحر بلاغة هذه الآية الكريمة نبين أسلوبا منها في مرآة التمثيل، وذلك:

    أن قائدا عظيما في حرب عالمية شاملة يأمر جيشَه بعد إحراز النصر: «أوقفوا إطلاق النار»، ويأمر جيشَه الآخر: «كُفُّوا عن الهجوم». ففي اللحظة نفسها ينقطع إطلاقُ النار ويقف الهجوم، ويتوجّه إليهم قائلا: «لقد انتهى كل شيء واستولينا على الأعداء وقد نُصبتْ راياتُنا على قمة قلاعهم ونال أولئك الظالمون الفاسدون جزاءهم وولوا إلى أسفل سافلين».

    كذلك، فإن السلطان الذي لا ندّ له ولا مثيل، قد أمر السماوات والأرض بإهلاك قوم نوح. وبعد أن امتثلا الأمرَ توجّه إليهما: «أيتها الأرضُ ابلعي ماءَك، وأنتِ أيتها السماءُ اسكني واهدأي فقد انتهت مهمتُكما. فانسحب الماء فورا من دون تريّث واستوت سفينةُ المأمور الإلهي كخيمة ضربت على قمة جبل. ولقيَ الظالمون جزاءهم».

    فانظرْ إلى علو هذا الأسلوب، إذ الأرضُ والسماء كجنديين مطيعين مستعدين للطاعة وتلقي الأوامر. فتشير الآيةُ بهذا الأسلوب إلى أن الكائنات تغضبُ من عصيان الإنسان وتغتاظ منه السماواتُ والأرض. وبهذه الإشارة تقول: «إن الذي تمتثل السماوات والأرض بأمره لا يُعصى ولا ينبغي أن يُعصى» مما يفيد زجرا شديدا رادعا للإنسان.

    فأنت ترى أن الآية قد جمعت ببيان موجز معجز جميل مجملٍ في بضع جمل حادثةَ الطوفان التي هي عامة وشاملة مع جميع نتائجها وحقائقها. فقس قطرات هذا البحر الأخرى على هذه القطرة.

    والآن انظر إلى الأسلوب الذي يريه القرآن من نوافذ الكلمات:

    فمثلا إلى كلمة ﴿ كَالْعُرْجُونِ الْقَد۪يمِ ﴾ في الآية الكريمة: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتّٰى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَد۪يمِ ﴾ (يس:٣٩) كيف تعرض أسلوبا في غاية اللطف.

    وذلك: أنّ للقمر منـزلا هو دائرة الثريا. حينما يكون القمرُ هلالا فيه يشبه عرجونا قديما أبيض اللون. فتضع الآيةُ بهذا التشبيه أمام عين خيال السامع، كأن وراء ستار الخضراء ([4]) شجرة شقَّ أحدُ أغصانِها النورانية المدببة البيضاء ذلك الستارَ ومدّ رأسه إلى الخارج، والثريا كأنها عنقود معلق فيه. وسائرُ النجوم كالثمرات النورانية لشجرة الخلقة المستورة. ولا جرم فإن عرضَ الهلال بهذا التشبيه لأولئك الذين مصدرُ عيشهم ومعظمُ قوتِهم من النخيل هو أسلوب في غاية الحُسن واللطافة وفي منتهى التناسق والعلو. فإن كنت صاحب ذوق تدركْ ذلك.

    ومثلا: كلمة ﴿ تَجْر۪ي ﴾ في الآية الكريمة: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْر۪ي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاۜ ﴾ (يس:٣٨) تفتح نافذة لأسلوب عالٍ -كما أثبت في ختام الكلمة التاسعة عشرة- وذلك:

    إن لفظ ﴿ تَجْر۪ي ﴾ الذي يعنى دوران الشمس، يفهّم عظمةَ الصانع الجليل بتذكيره تصرفات القدرة الإلهية المنتظمة في دوران الصيف والشتاء وتعاقب الليل والنهار، ويلفت الأنظارَ إلى المكتوبات الصمدانية التي كتبها قلمُ القدرة الإلهية في صحائف الفصول، فيعلّم حكمةَ الخالق ذي الجلال.

    وإن قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ (نوح:١٦) أي مصباحا، يفتح بتعبير ﴿ سِرَاجًا ﴾ نافذةً لمثل هذا الأسلوب.

    وهو أنه يُفهِّم عظمةَ الصانع وإحسان الخالق بتذكيره أن هذا العالم كأنه قصر، وأن ما فيه من لوازم وأطعمة وزينة قد أعدت للإنسان وذوي الحياة، وأن الشمس أيضا ما هي إلّا مصباح مسخر. فيبين بهذا دليلا للتوحيد، إذ الشمس التي يتوهمها المشركون أعظم معبود لديهم وألمعَها ما هي إلّا مصباح مسخّر ومخلوق جامد.

    فإذن بتعبير ﴿ سِرَاجًا ﴾ يذكّر رحمةَ الخالق في عظمة ربوبيته، ويفهّم إحسانه في سعة رحمته، ويُشعر بذلك الإفهام، بكرمه في عظمة سلطانه، ويفهّم الوحدانية بهذا الإشعار. وكأنه يقول: إن مصباحا مسخرا وسراجا جامدا لا يستحق العبادة بأي حال من الأحوال.

    ثم إن جريانَ الشمس بتعبير ﴿ تَجْر۪ي ﴾ يذكّر بتصرفات منتظمة مثيرة للإعجاب في دوران الصيف والشتاء والليل والنهار، ويفهّم بذلك التذكير عظمةَ قدرة الصانع المتفرد في ربوبيته. بمعنى أنه يصرِف ذهنَ الإنسان من الشمس والقمر إلى صحائف الليل والنهار والصيف والشتاء، ويجلب نظرَه إلى ما في تلك الصحائف من سطور الحادثات المكتوبة.

    أجل، إن القرآن لا يبحث في الشمس لذات الشمس بل لمن نوَّرها وجعلها سراجا، ولا يبحث في ماهيتها التي لا يحتاجها الإنسان، بل في وظيفتها، إذ هي تؤدي وظيفةَ نابضٍ «زنبرك» لانتظام الصنعة الربانية، ومركزٍ لنظام الخلقة الربانية، ومكّوكٍ لانسجام الصنعة الربانية، في الأشياء التي ينسجها المصوّر الأزلي بخيوط الليل والنهار.

    ويمكنك أن تقيس على هذا سائرَ الكلمات القرآنية فهي وإن كانت تبدو كأنها كلمات مألوفة بسيطة، إلّا أنها تؤدي مهمة مفاتيح لكنوز المعاني اللطيفة.

    وهكذا فلعلوّ أسلوب القرآن -كما في الوجوه السابقة في الأغلب- كان الأعرابي يعشقُ كلاما واحدا منه أحيانا، فيسجد قبلَ أن يؤمن، كما سمع أحدهم الآية الكريمة: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ (الحجر:٩٤) فخرَّ ساجدا، فلما سُئل: «أأسلمت؟» قال: «لا، بل أسجد لبلاغة هذا الكلام!»

    النقطة الرابعة

    الفصاحة الخارقة في لفظه:

    نعم، إن القرآن كما هو بليغ خارق من حيث أسلوبه وبيان معنـــاه، فهو فصيح في غاية الســـلاســـة في لفظه. والدليل القاطع على فصاحته هــو عدم إيراثه السأم والمَلَل. كما أن شهادة علماء فن البيان والمعاني برهان باهر على حكمة فصاحته.

    نعم، لو كُرّر ألوفَ المرات فلا يورث سأما ولا مللا. بل يزيدُ لذةً وحلاوةً.. ثم إنه لا يثقل على ذهن صبي بسيط فيستطيع حفظه.. ولا تسأم منه أُذنُ المصاب بداء عضال الذي يتأذى من أدنى كلام، بل يتلذذ به.. وكأنه الشراب العذب في فم المحتضر الذي يتقلّب في السَكرات، وهو لذيذ في أذنه ودماغه لذة ماء زمزم في فمه.

    والحكمةُ في عدم الملل والسأم من القرآن هو أنّ القرآن قوت وغذاء للقلوب، وقوّة وغَناء للعقول، وماء وضياء للأرواح، ودواء وشفاء للنفوس، لذا لا يُمَلّ. مثالُه الخبز الذي نأكله يوميا دون أن نملّ، بينما لو تناولنا أطيب فاكهة يوميا لشعرنا بالملل. فإذن لأن القرآن حق وحقيقة وصدق وهدى وذو فصاحة خارقة فلا يورث الملل والسآمة، وإنما يحافظ على شبابيته دائما كما يحافظ على طراوته وحلاوته، حتى إن أحد رؤساء قريش وبلغائها عندما ذهب إلى الرسول الكريم ليسمع القرآن، قال بعد سماعه له: «والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة.. وما يقوله بشر. ثم قال لقومه: والله ما فيكم رجل أعلمُ بالشعر مني.. ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا».

    فلم يبق أمامهم إلّا أن يقولوا إنه ساحر، ليغرروا به أتباعهم ويصدوهم عنه. وهكذا يبقى حتى أعتى أعداءِ القرآن مبهوتا أمام فصاحته.

    إن إيضاح أسباب الفصاحة في آيات القرآن الكريم وفي كلامه وفي جمله يطول كثيرا، فتفاديا من الإطالة نُقصر الكلام على إظهار لمعة إعجاز تتلمع من أوضاع الحروف الهجائية وكيفياتها في آية واحدة فقط، على سبيل المثال وهي قوله تعالى:

    ﴿ ثُمَّ اَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ اَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشٰى طَٓائِفَةً مِنْكُمْۙ وَطَٓائِفَةٌ قَدْ اَهَمَّتْهُمْ اَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّٰهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِۜ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْاَمْرِ مِنْ شَيْءٍۜ قُلْ اِنَّ الْاَمْرَ كُلَّهُ لِلّٰهِۜ يُخْفُونَ ف۪ٓي اَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَۜ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْاَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هٰهُنَاۜ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ ف۪ي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذ۪ينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ اِلٰى مَضَاجِعِهِمْۚ وَلِيَبْتَلِيَ اللّٰهُ مَا ف۪ي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا ف۪ي قُلُوبِكُمْۜ وَاللّٰهُ عَل۪يمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ (آل عمران:١٥٤).

    لقد جمعت هذه الآية جميعَ حروف الهجاء وأجناسَ الحروف الثقيلة، ومع ذلك لم يفقدها هذا الجمع سلاستَها بل زادها بهاءً إلى جمالها ومزج نغمةً من الـفصاحة نبعت من أوتار متناسبة متنوعـة.

    فأنعِمْ النظرَ في هذه اللمعة ذات الإعجاز وهي أن الألِف والياء لأنهما أخفُّ حروف الهجاء وتنقلب إحداهُما بالأخرى كأنهما أختان، تكرّر كلّ منهما إحدى وعشرين مرة.. وأن الميم والنون ([5]) لأنهما أختان، ويمكن أن تحل إحداهما محل الأخرى فقد ذُكر كلّ منهما ثلاثا وثلاثين مرةً..

    وأن الصاد والسين والشين متآخية حسب المخرج والصفة والصوت فذُكر كل واحد منها ثلاث مرات.. وأن العين والغين متآخيتان فذُكر العين ست مرات لخفتها بينما الغين لثقلها ذكرت ثلاث مرات أي نصفه..

    وأن الطاء والظاء والذال والزاي، متآخية حسب المخرج والصفة والصوت، فذُكر كل واحد منها مرتين.. وأن اللام والألف متحدتان في صورة «لا»، وأن حصة الألف نصف في صورة «لا» فذُكرت اللام اثنتين وأربعين مرة، وذُكرت الألف -نصفها- إحدى وعشرين مرة.. وأن الهمزة والهاء متآخيتان حسب المخرج فذكرت الهمزة ثلاث عشرة مرة ([6]) والهاء أربع عشرة مرة لكونها أخفّ منها بدرجة.. وأن القاف والفاء والكاف متآخية، فذُكرت القاف عشر مرات لزيادة نقطة فيها، وذكرت الفاء تسع مرات والكاف تسع.. وأن الباء ذُكرت تسع مرات، والتاء ذكرت اثنتي عشرة مرة، لأن درجتها ثلاثة.. وأن الراء أخت اللام . ولكن الراء مئتان واللام ثلاثون حسب حساب «أبجدية الجمل» أي إن الراء فوق اللام بست درجات فانخفضت عنها بست درجات. وأيضا الراء تتكرر كثيرا في التلفظ، فيثقل، فذُكرت ست مرات فقط..

    ولأن الخاء والحاء والثاء والضاد ثقيلة وبينها مناسبات ذُكر كل منها مرة واحدة.. ولأن الواو أخف من «الهاء والهمزة» وأثقل من «الياء والألف» ذُكرت سبع عشرة مرة فوق الهمزة الثقيلة بأربع درجات وتحت الألف الخفيفة بأربع درجات أيضا.

    وهكذا فإن هذه الحروف بهذا الوضع المنتظم الخارق، مع تلك المناسبات الخفية، والانتظام الجميل، والنظام الدقيق، والانسجام اللطيف تثبت بيقين جازم كحاصل ضرب اثنين في اثنين يساوي أربعا أنه ليس من شأن البشر ولا يمكنه أن يفعله. أما المصادفة فمحال أن تلعب به.

    هذا فإن ما في أوضاع هذه الحروف من الانتظام العجيب والنظام الغريب مثلما هو مدار للفصاحة والسـلاســة اللفظية، يمكن أن تكون له حِكم كثيرة أخرى. فما دام في الحروف هذا الانتظام، فلا شك أنه قد روعي في كلماتها وجملها ومعانيها انتظام ذو أسرار، وانسجام ذو أنوار، لو رأته العينُ لقالت من إعجابها: «ما شاء الله»، وإذا أدركه العقلُ لقال من حيرته: «بارك الله».

    النقطة الخامسة

    براعة البيان:

    أي التفوق والمتانة والهيبة، إذ كما أن في نظم القرآن جزالةً، وفي لفظه فصاحةً، وفي معناه بلاغةً، وفي أسلوبه إبداعا، ففي بيانه أيضا براعة فائقة. نعم، إن بيانَ القرآن لهو في أعلى مرتبة من مراتب طبقات الخطاب وأقسام الكلام: كالترغيب والترهيب، والمدح والذم، والإثبات والإرشاد، والإفهام والإفحام.

    فمن بين آلاف أمثلة مقام «الترغيب والتشويق» سورة «الإنسان»، إذ بيان القرآن في هذه السورة سلس ينساب كالسلسبيل، ولذيذ كثمار الجنة، وجميل كحلل الحور العين. ([7])

    ومن بين الأمـثلة التي لا تحد لمقام «الترهيب والتهديد»، مقـدمة سورة «الغاشية». إذ بيان القرآن في هذه السورة يؤثر تأثيرَ غليان الرصاص في صماخ الضالين، ولهيبَ النار في عقولهم، وكالزقوم في حلوقهم، وكلفح جهنم في وجوههم، وكالضريع الشائك في بطونهم. نعم، إن كانت مأمورةُ العذاب جهنم ﴿ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ (الملك:٨) فكيف يكون تهديد وترهيب آمرها بالعذاب؟

    ومن بين آلاف أمثلة مقام «المدح»، السوَر الخمس المستهلة بـ«الحمد لله»؛ إذ بيان القرآن في هذه السور ساطع كالشمس، ([8]) مزّين كالنجوم، مهيب كالسماوات والأرض، محبوب مأنوس كالملائكة، لطيف رؤوف كالرحمة على الصغار في الدنيا، وجميل بهيج كالجنة اللطيفة في الآخرة.

    ومن بين آلاف أمثلة مقام «الذم والزجر» الآية الكريمة: ﴿ اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ اَخ۪يهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ (الحجرات:١٢)

    تنهى هذه الآية الكريمة عن الغيبة بست مراتب وتزجر عنها بشدة وعنف، وحيث إن خطاب الآية موجّه إلى المغتابين، فيكون المعنى كالآتي: إنّ الهمزة الموجودة في البداية، للاستفهام الإنكاري، حيث يسري حُكمه ويسيلُ كالماء إلى جميع كلمات الآية، فكل كلمة منها تتضمن حُكما؛

    ففي الكلمة الأولى تخاطب الآية الكريمة بالهمزة: أليس لكم عقل -وهو محل السؤال والجواب- ليَعي هذا الأمرَ القبيح؟

    وفي الكلمة الثانية: ﴿ اَيُحِبُّ ﴾ تخاطب الآية بالهمزة: هل فسد قلبُكم -وهو محل الحب والبغض- حتى أصبح يحب أكرهَ الأشياء وأشدَّها تنفيرا.

    وفي الكلمة الثالثة: ﴿ اَحَدُكُمْ ﴾ تخاطب بالهمزة: ماذا جرى لحياتكم الاجتماعية -التي تستمد حيويتَها من حيوية الجماعة- وما بال مدنيتِكم وحضارتِكم حتى أصبحت ترضى بما يسمِّم حياتَكم ويعكّر صفوَكم.

    وفي الكلمة الرابعة: ﴿ اَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ ﴾ تخاطب بالهمزة: ماذا أصابَ إنسانيتَكم؟ حتى أصبحتم تفترسون صديقكم الحميم.

    وفي الكلمة الخامسة: ﴿ اَخ۪يهِ ﴾ تخاطب بالهمزة: أليس بكم رأفة ببني جنسِكم، أليس لكم صلةُ رحم تربطُكم معهم، حتى أصبحتم تفتكون بمن هو أخوكم من عدة جهات، وتنهشون شخصَه المعنوي المظلوم نهشا قاسيا، أيملك عقلا من يعضّ عضوا من جسمه؟ أوَليس هو بمجنون؟.

    وفي الكلمة السادسة: ﴿ مَيْتًا ﴾ تخاطب بالهمزة: أين وجدانُكم؟ أفَسدَت فطرتُكم حتى أصبحتم تجترحون أبغضَ الأشياء وأفسدَها، وهو أكل لحم أخيكم، في الوقت الذي هو جدير بكل احترام وتوقير.

    يفهم من هذه الآية الكريمة -وبما ذكرناه من دلائل مختلفة في كلماتها- أنّ الغيبة مذمومة عقلا وقلبا وإنسانية ووجدانا وفطرة وملةً.

    فتدبّر هذه الآية الكريمة، وانظر كيف أنها تزجُر عن جريمة الغيبة بإعجاز بالغ وبإيجاز شديد في ست مراتب.

    ومن بين آلاف أمثلة مقام «الإثبات» الآية الكريمة: ﴿ فَانْظُرْ اِلٰٓى آثَارِ رَحْمَتِ اللّٰهِ كَيْفَ يُحْيِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَاۜ اِنَّ ذٰلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتٰىۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (الروم:٥٠) فإنها تثبت الحشرَ وتزيل استبعاده ببيانٍ شافٍ وواف لا بيان فوقَه. وذلك كما أثبتنا في «الحقيقة التاسعة من الكلمة العاشرة» وفي «اللمعة السادسة من الكلمة الثانية والعشرين» بأنه كلما حلّ موسمُ الربيع، فكأن الأرض تُبعثُ من جديد بانبعاث ثلاثمائة ألف نوع من أنواع الحشر والنشور، في انتظام متقن وتمييز تام، علما أنها في منتهى الاختلاط والتشابك، حتى يكون ذلك الإحياء والبعث ظاهرا لكل مشاهد، وكأنه يقول له: إن الذي أحيا الأرض هكذا لن يصعبَ عليه إقامةُ الحشر والنشور. ثم إن كتابة هذه الألوف المؤلفة من أنواع الأحياء على صحيفة الأرض بقلم القدرة دون خطأ ولا نقص لهي ختم واضح للواحد الأحد، فكما أثبتت هذه الآية الكريمة التوحيدَ، تثبت القيامةَ والحشر أيضا مبينةً أن الحشر والنشور سهل على تلك القدرة وقطعي ثابت كقطعية ثبوت غروب الشمس وشروقها.

    ثم إن الآية الكريمة إذ تبين هذه الحقيقة بلفظ ﴿ كَيْفَ ﴾ أي من زاوية الكيفية فإن سورا أخرى كثيرة قد فصّلت تلك الكيفية؛ منها:

    سورة «ق» مثلا، فإنها تثبت الحشر والقيامة ببيان رفيع جميل باهر يفيد أنه لا ريب في مجيء الحشر كما لا ريب في مجيء الربيع. فتأمل في جواب القرآن الكفارَ المنكرين وتعجّبهم من إحياء العظام وتحولها إلى خلق جديد، إذ يقول لهم: ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ❀ وَالْاَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَاَلْقَيْنَا ف۪يهَا رَوَاسِيَ وَاَنْبَتْنَا ف۪يهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَه۪يجٍۙ ❀ تَبْصِرَةً وَذِكْرٰى لِكُلِّ عَبْدٍ مُن۪يبٍ ❀ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً مُبَارَكًا فَاَنْبَتْنَا بِه۪ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَص۪يدِۙ ❀ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَض۪يدٌۙ ❀ رِزْقًا لِلْعِبَادِۙ وَاَحْيَيْنَا بِه۪ بَلْدَةً مَيْتًاۜ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ (ق:٦-١١).

    فهذا البيانُ يسيل كالماء الرقراق، ويسطع كالنجوم الزاهرة، وهو يُطعمُ القلبَ ويغذّيه بغذاءٍ حلو طيب كالرُطَب. فيكون غذاءً ويكون لذةً في الوقت نفسه.

    ومن ألطفِ أمثلة مقام «الإثبات» هذا المثال: ﴿يس ❀ وَالْقُرْاٰنِ الْحَك۪يمِۙ ❀ اِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَل۪ينَ ﴾ (يس:١-٣). هذا القَسَم يشير إلى حجّية الرسالة وبرهانِها بيقين جازم وحق واضح حتى بلغتْ في الحقانية والصدق مرتبة التعظيم والإجلال، فيُقْسَم به.

    يقول القرآن الكريم بهذه الإشارة: إنك رسول لأن في يدك قرآنا حكيما، والقرآنُ نفسُه حق وكلام الحق، لأن فيه الحكمة الحقة وعليه ختمَ الإعجاز.

    ونذكر من أمثلة مقام «الإثبات» ذات الإعجاز والإيجاز هذه الآية الكريمة:

    ﴿ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِىَ رَم۪يمٌ ❀ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَل۪يمٌ ﴾ (يس:٧٨-٧٩).

    ففي المثال الثالث من الحقيقة التاسعة للكلمة العاشرة تصوير لطيف لهذه المسألة، على النحو الآتي: إنّ شخصا عظيما يستطيع أن يشكّل أمام أنظارنا جيشا ضخما في يوم واحد. فإذا قال أحدُهم: إن هذا الشخص يمكنُه أن يجمع جنودَ طابوره المتفرقين للاستراحة ببوق عسكري فينتظم له الطابور حالا. وأنت أيها الإنسان إن قلت: لا أصدّق!! تدرك عندئذٍ مدى بُعد إنكارك عن العقل.

    والأمر كذلك -ولله المثل الأعلى-: أن الذي يبعث أجسادَ الأحياء قاطبة من غير شيء، كأنها أفرادُ جيش ضخم بكمال الانتظام وبميزان الحكمة، ويجمع ذرات تلك الأجساد ولطائفَها ويحفظُها بأمر ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ في كل قرن، بل في كل ربيع، على وجه الأرض كافة، ويوجِد مئات الألوف من أمثالها من أنواع ذوي الحياة. إن القدير العليم الذي يفعل هذا هل يمكن أن يُستَبعد منه جمعَ الذرات الأساسية والأجزاءَ الأصلية المتعارفة تحت نظام الجسد كأنها أفرادُ جيش منظم، بصيحةٍ من صور إسرافيل؟ إن استبعاد هذا من ذلكم القدير العليم لا محالةَ جنون!

    وفي مقام «الإرشاد» فإن البيانات القرآنية مؤثرة ورفيعة ومؤنسة ورقيقة حتى إنها تملأ الروحَ شوقا والعقلَ لهفةً والعين دمعا.

    فلنأخذ هذا المثال من بين آلاف أمثلته: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ اَوْ اَشَدُّ قَسْوَةًۜ وَاِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْاَنْهَارُۜ وَاِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَٓاءُۜ وَاِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِۜ وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (البقرة:٧٤)

    فكما أوضحنا وأثبتنا في مبحث الآية الثالثة من «المقام الأول للكلمة العشرين» فإن الآية هذه تخاطب بني إسرائيل قائلة: ماذا أصابكم يا بني إسرائيل حتى لا تبالون بجميع معجزات موسى عليه السلام، فعيونُكم شاخصة جافة لا تدمعُ، وقلوبُكم قاسية غليظة لا حرارةَ فيها ولا شوق، بينما الحجارةُ الصلدة القاسية قد ذرفَت الدموعَ من اثنتي عشرةَ عينا بضربةٍ من عصا موسى عليه السلام، وهي معجزة واحدة من معجزاته!

    نكتفي بهذا القدر هنا ونحيل إلى تلك الكلمة حيث وُضّح هذا المعنى الإرشادي إيضاحا كافيا.

    وفي مقام «الإفحام والإلزام» تأمل في هذين المثالين فحسب من بين آلاف أمثلته.

    المثال الأول: ﴿ وَاِنْ كُنْتُمْ ف۪ي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلٰى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِه۪ۖ وَادْعُوا شُهَدَٓاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ اِنْ كُنْتُمْ صَادِق۪ينَ ﴾ (البقرة:٢٣).

    سنشير هنا إشارةً مجملةً فحسب، إذ قد أوضحناه وأثبتناه وأشرنا إليه في «إشارات الإعجاز» وهو:

    أنّ القرآن المعجز البيان يقول: يا معشر الإنس والجن إن كانت لديكم شبهة في أن القرآن ليس كلام الله، وتتوهمون أنه من كلام بشر. فهيا، فها هو ميدانُ التحدي. فأْتوُا بقرآنٍ مثل هذا يصدر عن شخصٍ أمّي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، مثل محمدٍ الذي تصفونه أنتم بـ«الأمين»..

    فإن لم تفعلوا هذا فأْتوُا به من غير أمّي، وليكن بليغا أو عالما..

    فإن لم تفعلوا هذا فأْتوا به من جماعة من البلغاء وليس من شخص واحد، بل اجمعوا جميعَ بلغائكم وخطبائكم والآثار الجيدة للسابقين منهم ومدد اللاحقين وهِمَم شهدائكم وشركائكم من دون الله، وابذلوا كلَّ ما لديكم حتى تَأتوُا بمثل هذا القرآن..

    فإن لم تفعلوا هذا فأْتوُا بكتابٍ في مثل بلاغة القرآن ونَظمه، بصرف النَظر عن حقائقه العظيمة ومعجزاته المعنوية.

    بل القرآن قد تحدّاهم بأقلّ من هذا إذ يقول: ﴿ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِه۪ مُفْتَرَيَاتٍ ﴾ (هود:١٣) أي ليس ضروريا صدق المعنى فلتكن أكاذيبَ مفتريات.

    وإن لم تفعلوا، فليكن عشرَ سور منه وليس ضروريا كل القرآن.. وإن لم تفعلوا هذا،

    فأتوُا بسورة واحدة من مثله فحسب، وإن كنتم ترَون هذا أيضا صعبا عليكم، فلتكن سورةً قصيرة..

    وأخيرا ما دمتم عاجزين لا تستطيعون أن تفعلوا ولن تفعلوا مع أنكم في أمسّ الحاجة إلى الإتيان بمثيله، لأنّ شرفَكم وعزتكم ودينَكم وعصبيتكم وأموالكم وأرواحكم ودنياكم وأخراكم إنما تُصان بإتيان مثلِه، وإلّا ففي الدنيا يتعرض شرفُكم ودينُكم إلى الخطر وتسامون الذلّ والهوان وتُهدر أموالُكم، وفي الآخرة تصيرون حطبا للنار مع أصنامكم ومحكومين بالسجن الأبدي ﴿ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّت۪ي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُۚ ﴾ (البقرة:٢٤).

    فما دمتم قد عرفتم عَجزَكم بثماني مراتب، فلابد أن تعرفوا أن القرآن معجز بثماني مراتب. فإما أن تؤمنوا به أو تسكتوا نهائيا وتكون جهنمُ مثواكم وبئس المصير.

    وبعد ما عرفتَ بيان القرآن هذا وإلزامَه في مقام «الإفحام» قل:

    حقا إنه«ليس بعد بيان القرآن بيان».

    المثال الثاني:

    ﴿ فَذَكِّرْ فَمَٓا اَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍۜ ❀ اَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِه۪ رَيْبَ الْمَنُونِ ❀ قُلْ تَرَبَّصُوا فَاِنّ۪ي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّص۪ينَۜ ❀ اَمْ تَأْمُرُهُمْ اَحْلَامُهُمْ بِهٰذَٓا اَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَۚ ❀ اَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۚ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَۚ ❀ فَلْيَأْتُوا بِحَد۪يثٍ مِثْلِه۪ٓ اِنْ كَانُوا صَادِق۪ينَۜ ❀ اَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ اَمْ هُمُ الْخَالِقُونَۜ ❀ اَمْ خَلَقُوا السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَۚ بَلْ لَا يُوقِنُونَۜ ❀ اَمْ عِنْدَهُمْ خَزَٓائِنُ رَبِّكَ اَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَۜ ❀ اَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ ف۪يهِۚ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُب۪ينٍۜ ❀ اَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَۜ ❀ اَمْ تَسْـَٔلُهُمْ اَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَۜ ❀ اَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَۜ ❀ اَمْ يُر۪يدُونَ كَيْدًاۜ فَالَّذ۪ينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَك۪يدُونَۜ ❀ اَمْ لَهُمْ اِلٰهٌ غَيْرُ اللّٰهِۜ سُبْحَانَ اللّٰهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ (الطور:٢٩-٤٣).

    من بين آلاف الحقائق التي تتضمنُها هذه الآياتُ الجليلة سنبين حقيقةً واحدة فقط مثالا للإلزام وإفحام الخصم. كالآتي: إن هذه الآيات الكريمة تُلزم جميعَ أقسام أهل الضلالة وتُسكتُهم، وتسدّ جميع منابت الشبهات وتزيلُها، وذلك بلفظ: أم.. أم، بخمس عشرة طبقةً من الاستفهام الإنكاري التعجبي، فلا تدَعُ ثغرةً شيطانية ينـزوي فيها أهلُ الضلالة إلّا وتسدُّها، ولا تدع ستارا يتسترون تحته إلّا وتمزقُه، ولا تدع كذبا من أكاذيبهم إلّا وتفنّده.

    فكل فقرة من فقراتها تبطل خلاصةَ مفهوم كفرٍ تحمله طائفة من الطوائف الكافرة؛ إما بتعبير قصير وجيز، أو بالسكوت عنه وإحالته إلى بداهة العقل لظهور بطلانه، أو بإشارة مجملة إذ قد رُدّ ذلك المفهوم الكفري وأفحم في موضع آخر بالتفصيل. فمثلا:

    الفقرة الأولى تشير إلى الآية الكريمة: ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغ۪ي لَهُ ﴾ (يس:٦٩). أما الفقرة الخامسة عشرة فهي ترمز إلى الآية الكريمة: ﴿ لَوْ كَانَ ف۪يهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَاۚ ﴾ (الأنبياء:٢٢). قِسْ بنفسك سائر الفقرات في ضوء هذه الفقرة، وذلك:

    ففي المقدمة تقول: بلّغ الأحكامَ الإلهية، فإنك لستَ بكاهنٍ، لأن كلام الكاهن ملفّق مختلط لا يعدو الظن والوهمَ، بينما كلامُك هو الحق بعينه وهو اليقين.. وذكّر بتلك الأحكام فلستَ مجنونا قط، فقد شهدَ أعداؤك كذلك على كمال عقلك.

    ﴿ اَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِه۪ رَيْبَ الْمَنُونِ ﴾

    فيا عجبا! أيقولون لك: شاعر، كالكفار العوام الذين لا يحتكمون إلى العقل! أوَهم ينتظرون هلاكَك وموتك! قل لهم: انتظروا وأنا معكم من المنتظرين. فإن حقائقك العظيمة الباهرة منـزّهة عن خيالات الشعر ومستغنية عن تزييناته.

    ﴿ اَمْ تَأْمُرُهُمْ اَحْلَامُهُمْ بِهٰذَٓا ﴾

    أم إنهم يستنكفون عن اتّباعك كالفلاسفة المعتدّين بعقولهم الفارغة؟؛ الذين يقولون: كفانا عقلُنا. مع أن العقل نفسَه يأمر باتّباعك، فما من قول تقولُه إلّا وهو معقول، ولكن لا يبلُغه العقلُ بمفرده.

    ﴿ اَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾

    أم إن سبب إنكارهم هو عدم رضوخهم للحق كالطغاة الظلمة؟ مع أن عقبى الجبارين العتاة من فراعنة ونماريد معلومة لا تخفى على أحد.

    ﴿ اَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۚ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

    أم إنهم يتهمونك بأن القرآن كلام من عندك، كما يقول المنافقون الكاذبون الذين لا ضمير لهم ولا وجدان؟ مع أنهم هم الذين يدعونك إلى الآن بـ«محمد الأمين» لصدقِ كلامك. فإذن لا ينوون الإيمان. وإلّا فليجدوا في آثار البشر مثيلا للقرآن.

    ﴿ اَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ﴾

    أم إنهم يعدّون أنفسهم سائبين، خُلقوا سدىً بلا غاية ولا وظيفة ولا خالق لهم ولا مولى؟. ويعتقدون الكونَ كلَّه عبثا كما يعتقد به الفلاسفة العبثيون! أفعَميتْ أبصارُهم؟ أفلا يرون الكون كله من أقصاه إلى أقصاه مزيّنا بالحِكَم ومثمرا بالغايات، والموجودات كلها من الذرات إلى المجرات مناطة بوظائف جليلة ومسخرة لأوامر إلهية.

    ﴿ اَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾

    أم إنهم يظنون أن الأشياء تتشكل بنفسها وتُربَّى بنفسها وتخلق لوازمَها بنفسها، كما يقول الماديون المتفرعنون! حتى غدوا يستنكفون من الإيمان والعبودية لله. فإذن هم يظنون أنفسهم خالقين. والحال أن خالق شيء واحد يلزم أن يكون خالقا لكل شيء. فلقد دفعهم إذن غرورُهم وعتوّهم إلى منتهى الحماقة والجهل حتى ظنوا أنّ مَن هو عاجز أمام أضعف مخلوق -كالذباب والميكروب- قادر مطلق! فما داموا قد تخلّوا إلى هذا الحد عن العقل وتجرّدوا من الإنسانية، فهم إذن أضلُّ من الأنعام بل أدنى من الجمادات.. فلا تهتم لإنكارهم، بل ضَعهم في عداد الحيوانات المضرة والمواد الفاسدة. ولا تلقِ لهم بالا ولا تلتفت إليهم أصلا.

    ﴿ اَمْ خَلَقُوا السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَۚ بَلْ لَا يُوقِنُونَ ﴾

    أم يجحدون وجود الله تعالى كالمعطّلة الحمقى المنكرين للخالق؟ فلا يستمعون للقرآن! فعليهم إذن أن ينكروا خلق السماوات والأرض، أو يقولوا: نحن الخالقون؛ ولينسلخوا من العقل كليا وليدخلوا في هذيان الجنون، لأن براهين التوحيد واضحة تُقرأ في أرجاء الكون بعدد نجوم السماء وبعـدد أزاهير الأرض، كلُّها تدل على وجوده تعالى وتُفصح عنه. فإذن لا يرغبون في الرضوخ للحق واليقين، وإلّا فكيف ظنوا أن كتاب الكون العظيم هذا الذي تندرج في كل حرفٍ منه ألوفُ الكتب، أنه دون كاتب. مع أنهم يعلمون جيدا أن حرفا واحدا لا يكون دون كاتب؟

    ﴿ اَمْ عِنْدَهُمْ خَزَٓائِنُ رَبِّكَ ﴾

    أم إنهم ينفون الإرادة الإلهية كبعض الفلاسفة الضالين أو ينكرون أصل النبوة كالبراهمة، فلا يؤمنون بك! فعليهم إذن أن ينكروا جميع آثار الحِكَم والغايات الجليلة والانتظامات البديعة والفوائد المثمرة وآثار الرحمة الواسعة والعناية الفائقة الظاهرة على الموجودات كافة، والدالة على الإرادة الإلهية واختيارها، وعليهم أن ينكروا جميع معجزات الأنبياء عليهم السلام، أو عليهم أن يقولوا: إن الخزينة التي تفيض بالإحسان على الخلق أجمعين هي عندنا وبأيدينا. وليُسْفِروا عن حقيقتهم بأنهم لا يستحقون الخطاب، ولا هم أهل له. إذن فلا تحزن على إنكارهم. فلله حيوانات ضالة كثيرة.

    ﴿ اَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾

    أم إنهم توهموا أنفسهم رقباءَ على أعمال الله تعالى؟ أفَيريدون أن يجعلوه سبحانه مسؤولا، كالمعتزلة الذين نصبوا العقل حاكما! فلا تبالِ ولا تكترث بهم إذ لا طائل وراء إنكار هؤلاء المغرورين وأمثالهم.

    ﴿ اَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ ف۪يهِۚ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُب۪ينٍ ﴾

    أم إنهم يظنون أنفسهم قد وجدوا طريقا آخر إلى عالم الغيب كما يدّعيه الكهانُ الذين اتبعوا الشياطين والجان، وكمشعوذي تحضير الأرواح؟ أم يظنون أن لديهم سلما إلى السماوات التي صُكت أبوابُها بوجوه الشياطين، حتى لا يصّدقوا بما تتلقاه من خبر السماء! فإنكارُ هؤلاء الفجرة الكذابين وأمثالهم، هو في حُكم العدم.

    ﴿ اَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ ﴾

    أم إنهم يسندون الشرك إلى الأحد الصمد باسم العقول العشرة وأرباب الأنواع كما يعتقد به فلاسفة مشركون، أو بنوعٍ من الألوهية المنسوبة إلى النجوم والملائكة كالصابئة، أو بإسناد الولد إليه تعالى كالملحدين والضالين، أو ينسبون إليه الولد المنافي لوجوب وجود الأحد الصمد ولوحدانيته وصمدانيته، فهو المستغني المتعال؟ أم يسندون الأنوثة إلى الملائكة المنافية لعبوديتهم وعصمتهم وجنسهم «طبيعتهم»؟ أفَهُم يظنون أنهم بهذا يوجدون شفعاءَ لأنفسهم، فلا يتّبعونك!؟ إن الإنسان الفاني الذي يطلب الوريثَ المعين، والمطبوعَ على حب الدنيا إلى حدّ الهيام بها، وهو العاجز الفقير إلى بقاء نوعه، والمؤهّلُ للتناسل والتكاثر والتجزؤ الجسماني، ذلك التناسل الذي هو رابطةُ البقاء وآصرةُ الحياة للمخلوقات كافة.. فإسناد التناسل هذا إلى مَن وجودُه واجب وهو الدائم الباقي، الأزلي الأبدي، الذاتي، المنـزّه عن الجسمانية، المقدسُ عن تجزئة الماهية، المتعالي عن أن يمس قدرتَه العجزُ، وهو الواحد الأحد الجليل ذو الجلال.. وإسناد الأولاد إليه ولاسيما الضعفاء العاجزين أي البنات اللاتي لم يرتَضها غرورُ هؤلاء، إنما هو نهايةُ السفسطة ومنتهى الجنون وغايةُ الهذيان، حتى إنه لا حاجة إلى تفنيد افتراءاتهم وإظهار بطلانهم فلا تنصت إليهم ولا تلق لهم بالا، إذ لا تُسمَع سفسطةُ كل ثملٍ ولا هذيانُ كل مجنون.

    ﴿ اَمْ تَسْـَٔلُهُمْ اَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ﴾

    أم إنهم يرون تكاليف العبودية التي تطلبها منهم ثقيلة عليهم؟ كما يراها الطغاة الباغون الحريصون على الدنيا المعتادون على الخسّة فيهربون من تلك التكاليف! ألا يعلمون أنك لا تريد منهم أجرا ولا من أحدٍ إلّا منه سبحانه؟ أيعزّ عليهم التصدق من مال الله الذي أعطاه إياهم ليزداد المال بركةً وليحصَّنَ من حسد الفقراء، ومن الدعاء بالسوء على مالكه؟ فالزكاةُ بمقدار العُشر أو واحد من أربعين، والتصدق بها على فقرائهم أتُعدّ أمرا ثقيلا حتى يهربوا من الإسلام؟ إنهم لا يستحقون حتى الجواب على تكذيبهم، فهو واضح جدا وتافه جدا بل يستحقون التأديب لا الإجابة.

    ﴿ اَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴾

    أم إنهم لا يروق لهم ما تتلقاه من أخبار الغيب، فيدّعون معرفة الغيب كالبوذيين وكالعقلانيين الذين يحسبون ظنونهم يقينا! أعندهم كتاب من الغيب وهو مفتوح لهم يكتبون منه حتى يردّوا كتابك الغيبي!؟ إن ذلك العالَم لا ينـزاح حجابُه إلّا للرسل الموحى إليهم، ولا طاقة لأحد بالولوج فيه بنفسه قط.

    ولا يستخفنّك عن دعوتك تكذيب هؤلاء المغرورين المتكبرين الذين تجاوزوا طورهم وتعدّوا حدودهم. فعن قريب ستحطّم حقائقُك أحلامَهم وتكون أثرا بعد عين.

    ﴿ اَمْ يُر۪يدُونَ كَيْدًاۜ فَالَّذ۪ينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَك۪يدُونَ ﴾

    أم إنهم يريدون أن يكونوا كالمنافقين الذين فسدتْ فطرتُهم وتفسخ وجدانُهم، وكالزنادقة المكّارين الذين يصدّون الناس عن الهدى -الذي حرموا منه- بالمكيدة والخديعة فيصرفوهم عن سواء السبيل، حتى أطلقوا عليك اسم الكاهن أو المجنون أو الساحر، مع أنهم هم أنفسهم لا يصدّقون دعواهم فكيف بالآخرين؟ فلا تهتم بهؤلاء الكذابين الخداعين ولا تعتبرهم في زمرة الأناسي، بل امضِ في الدعوة إلى الله، لا يفترك شيء عنها، فأولئك لا يكيدونك بل يكيدون أنفسَهم، ويضرونَ بأنفسهم. وما نجاحُهم في الفساد والكيد إلّا أمر مؤقت زائل بل هو استدراج ومكر إلهي.

    ﴿ اَمْ لَهُمْ اِلٰهٌ غَيْرُ اللّٰهِۜ سُبْحَانَ اللّٰهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

    أم إنهم يعارضونك ويستغنون عنك لأنهم يتوهمون إلها غير الله يستندون إليه كالمجوس الذين توهموا إلهين اثنين باسم خالق الخير وخالق الشر! أو كعبّاد الأسباب والأصنام الذين يمنحون نوعا من الألوهية للأسباب ويتصورونها موئل استناد؟ إذن فقد عميَت أبصارهُم، أفلا يرون هذا الانتظامُ الأكمل الظاهر كالنهار في هذا الكون العظيم ولا هذا الانسجامُ الأجمل فيه!..

    فبمقتضى قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ ف۪يهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَاۚ ﴾ (الأنبياء:٢٢) إذا ما حلّ مختاران في قرية، وواليان في ولاية وسلطانان في بلد، فالانتظامُ يختل حتما والانسجام يفسد نهائيا. والحال أن الانتظام الدقيق واضح بدءا من جناح البعوضة إلى قناديل السماء. فليس للشرك موضع ولو بمقدار جناح بعوض. فما دام هؤلاء يمرقون من نطاق العقل ويجافون الحكمة والمنطق ويقومون بأعمال منافية كليا للشعور والبداهة، فلا يصرفْك تكذيبُهم لك عن التذكير والإرشاد.

    وهكذا فهذه الآيات التي هي سلسلة الحقائق، قد بيّنا بيانا مجملا جوهرةً واحدة منها فقط من مئات جواهرها، تلك الجوهرة التي تخص «الإلزام والإفحام». فلو كانت لي قدرة لأبيّن عدة جواهر أخرى منها لكنتَ تقول أيضا: إن هذه الآيات معجزة بحد ذاتها!

    أما بيان القرآن في «الإفهام والتعليم» فهو خارق وذو لطافة وسلاسة، حتى إن أبسط شخص عامي يفهم بتلك البيانات أعظمَ حقيقة وأعمقَها بيسر وسهولة.

    نعم، إن القرآن المبين يرشد إلى كثير من الحقائق الغامضة ويعلّم الناس إياها بأسلوب سهل وواضح وببيان شافٍ يراعي نظر العوام، من دون إيذاءٍ لشعور العامة ولا إرهاقٍ لفكر العوام ولا إزعاج له، فكما إذا ما حاور إنسان صبيا فإنه يستعمل تعابير خاصة به، كذلك الأساليب القرآنية والتي تسمى بـ «التنـزلات الإلهية إلى عقول البشر» خطاب ينـزل إلى مستوى مدارك المخاطَبين، حتى يفهّم أشد العوام أميّة، من الحقائق الغامضة والأسرار الربانية ما يعجز حكماء متبحرون عن بلوغها بفكرهم؛ وذلك بالتشبيهات والتمثيلات بصور متشابهات.

    فمثلا: الآية الكريمة: ﴿ اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوٰى ﴾ (طه:٥) تبيّن الربوبية الإلهية وكيفية تدبيرها لشؤون العالم في صورة تمثيل وتشبيه لمرتبة الربوبية بالسلطان الذي يعتلي عرشَه ويدير أمرَ السلطنة.

    نعم، لما كان القرآن كلاما لرب العالمين نزل من المرتبة العظمى لربوبيته الجليلة، مهيمنا على جميع المراتب الأخرى، مرشدا البالغين إلى تلك المراتب، مخترقا سبعين ألف حجاب، ملتفتا إليها ومنورا لها، وقد نشر نورَه على آلاف الطبقات من المخاطَبين المتباينين في الفهم والإدراك، ونثر فيضَه طوال عصور وقرون متفاوتة في الاستعدادات. وعلى الرغم من نشره لمعانيه بسهولة تامة في جميع الأنحاء والأزمان، احتفظ بحيويته ونداوته ونضارته ولم يفقد شيئا منها، بل ظل في منتهى الطراوة والجدة واللطافة سهلا ممتنعا، إذ مثلما يلقى دروسَه على أي عامي كان في غاية السهولة يلقيه على المختلفين في الفهم والمتباينين في الذكاء لكثير جدا من الطبقات المتفاوتة ويرشدهم إلى الصواب ويورثهم القناعة والاطمئنان.

    ففي هذا الكتاب المبين أينما وجّهتَ نظرك يمكنك أن تشاهد لمعة إعجاز.

    حاصل الكلام: كما أن لفظة قرآنية مثل: «الحمد لله» عندما تُتلى تملأ الكهف الذي هو بمثابة أذن الجبل، فإنها تملأ في الوقت نفسه ما يشبه الأُذَين الصغيرة جدا لبعوض، فتستقر اللفظةُ نفسُها فيهما معا. كذلك الأمر في معاني القرآن الكريم. إذ مثلما تُشبع عقولا جبارة، تعلّم عقولا صغيرة وبسيطة جدا، وتُطَمئنها بالكلمات نفسها. ذلك لأن القرآن يدعو جميع طبقات الجن والإنس إلى الإيمان ويعلّم جميعَهم علومَ الإيمان ويثبتها لهم جميعا، لذا يستمع إلى درس القرآن وإرشاده أغبى الأغبياء من عامة الناس مع أخص الخواص جنبا إلى جنب متكاتفين معا.

    أي إن القرآن الكريم مائدة سماوية تجد فيها آلافٌ من مختلف طبقات الأفكار والعقول والقلوب والأرواح غذاءَهم، كلٌ حسب ما يشتهيه ويلبّي رغباته. حتى إن كثيرا من أبواب القرآن ظلت مغلقةً لتُفتح في المستقبل من الزمان.

    فإن شئت مثالا على هذا المقام، فالقرآن كله من بدايته إلى نهايته أمثلة لهذا المقام. نعم، إن تلامذة القرآن والمستمعين لإرشاده من المجتهدين والصديقين وحكماء الإسلام والعلماء المحققين وعلماء أصول الفقه والمتكلمين والأولياء العارفين والأقطاب العاشقين والعلماء المدققين وعامة المسلمين.. كلهم يقولون بالاتفاق: «نحن نتلقى الإرشاد على أفضل وجهٍ من القرآن».

    والخلاصة: إن لمعة إعجاز القرآن تتلمع في هذا المقام أيضا (مقام الإفهام والتعليم) كما هو الحال في سائر المقامات.

    الشعاع الثاني

    جامعية القرآن الخارقة

    لهذا الشعاع خمسُ لمعات

    اللمعة الأولى

    الجامعية الخارقة في لفظه:

    هذه الجامعية واضحة جلية في الآيات المذكورة في «الكلمات» السابقة وفي هذه «الكلمة».

    نعم، إن الألفاظ القرآنية قد وُضعت وضعا بحيث إن لكلِّ كلام بل لكل كلمة بل لكل حرف بل حتى لسكوت أحيانا وجوها كثيرة جدا، تمنح كلَّ مخاطب حظَّه ونصيبه من أبواب مختلفة، كما يشير إلى ذلك الحديث الشريف، فلكل آية ظهر وبطن وحدّ ومطّلع، ([9]) ولكلٍّ شجون وغصون وفنون. ([10])

    فمثلا: ﴿ وَالْجِبَالَ اَوْتَادًا ﴾ (النبأ:٧)؛ فحصة عاميّ من هذا الكلام:

    أنه يرى الجبال كالأوتاد المغروزة في الأرض كما هو ظاهر أمام عينه، فيتأمل ما فيها من نِعم وفوائد، ويشكر خالقَه.

    وحصة شاعر من هذا الكلام: أنه يتخيل أن الأرض سهل منبسط، وقبةَ السماء عبارة عن خيمة عظيمة خضراء ضربت عليه، وزُينت الخيمة بمصابيح، وأن الجبال تتراءى وهي تملأ دائرة الأفق، تمسّ قممُها أذيالَ السماء، وكأنها أوتاد تلك الخيمة العظيمة. فتغمره الحيرة والإعجاب ويقدس الصانع الجليل.

    أما البدويّ البليغ فحصته من هذا الكلام أنه يتصور سطحَ الأرض كصحراء واسعة، وكأن سلاسل الجبال سلسلة ممتدة لخيَم كثيرة بأنواع شتى لمخلوقات متنوعة، حتى إن طبقة التراب عبارة عن غطاء ألقي على تلك الأوتاد المرتفعة فرفعتْها برؤوسها الحادة، جاعلةً منها مساكنَ مختلفة لأنواع شتى من المخلوقات.. هكذا يَفهم فيسجُد للفاطر الجليل سجدةَ حيرةٍ وإعجاب بجعله تلك المخلوقات العظيمة كأنها خيام ضربت على الأرض.

    أما الجغرافي الأديب فحصته من هذا الكلام أنّ كرة الأرض عبارة عن سفينة تمخُر عبابَ بحر المحيط الهوائي أو الأثيري. وأن الجبال أوتاد دُقّت على تلك السفينة للتثبيت والموازنة.. هكذا يفكر الجغرافي ويقول أمام عظمة القدير ذي الكمال الذي جعل الكرة الأرضية الضخمة سفينة منتظمة وأركَبَنا فيها، لتجري بنا في آفاق العالم: «سبحانك ما أعظم شأنك».

    أما المتخصص في أمور المجتمع والملمّ بمتطلبات الحضارة الحديثة فحصتهُ من هذا الكلام: أنه يفهم الأرض عبارة عن مسكن، وأن عماد حياة هذا المسكن هو حياةُ ذوي الحياة، وأن عماد تلك الحياة هو الماء والهواء والتراب، التي هي شرائط الحياة. وأن عماد هذه الثلاثة هو الجبال، لأن الجبال مخازنُ الماء، مشّاطةُ الهواء ومصفاته إذ ترسّب الغازات المضرة، وحاميةُ التراب إذ تحميه من استيلاء البحر والتوحل، وخزينة لسائر ما تقتضيه حياة الإنسان.. هكذا يفهم فيحمد ويقدّس ذلكم الصانع ذا الجلال والإكرام الذي جعل هذه الجبال العملاقة أوتادا ومخازنَ معايشِنا على الأرض التي هي مسكن حياتنا.

    وحصة فيلسوف طبيعي من هذا الكلام: أنه يدرك أن الامتزاجات والانقلابات والزلازل التي تحصل في باطن الأرض تجد استقرارها وسكونها بظهور الجبال، فتكون الجبال سببا لهدوء الأرض واستقرارها حول محورها ومدارها وعدم عدولها عن مدارها السنوي، وكأن الأرض تتنفس بمنافذ الجبال فيخفّ غضَبُها وتسكن حدّتُها.. هكذا يفهم ويطمئن ويلج في الإيمان قائلا: «الحكمة لله».

    ومثلا: ﴿ اَنَّ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ﴾ (الأنبياء:٣٠)

    إنّ كلمة ﴿ رَتْقًا ﴾ في هذه الآية تفيد لمن لم يتلوث بالفلسفة: السماءُ كانت صافيةً لا سحاب فيها. والأرضُ جدباء لا حياة فيها، فالذي فتح أبواب السماء بالمطر وفرش الأرض بالخضرة هو الذي خلق جميع ذوي الحياة من ذلك الماء، وكأنه حصل نوع من المزاوجة والتلقيح بينهما، وما هذا إلّا من شأن القدير ذي الجلال الذي يكون وجه الأرض لديه كبستان صغير والسحب التي تحجب وجه السماء معصرات لذلك البستان.. يفهم هكذا فيسجد أمام عظمة قدرته تعالى.

    وتفيد تلك الكلمة ﴿ رَتْقًا ﴾ للعالم الكوني أنه في بدء الخليقة، كانت الأرضُ والسماء كتلتين لا شكل لهما وعجينتَين طريتين لا نفع لهما، فبينما هما مادة لا مخلوقات لهما ولا مَن يدبّ عليهما، بسَطهما الفاطر الحكيم بسطا جميلا، ومنحهما صورا نافعة وزينة فاخرة وكثرة كاثرة من المخلوقات.. هكذا يفهم ويأخذه العجب أمام سعة حكمته تعالى.

    وتفيد هذه الكلمة للفلاسفة المعاصرين أنّ كرتنا الأرضية وسائر السيارات التي تشكل المنظومة الشمسية كانت في البداية ممتـزجةً مع الشمس بشكل عجينة لم تُفرَش بعدُ، ففتـّق القادرُ القـيوم تلك العجينة ومكّن فيها السيارات كلا في موضعه، فالشمس هناك والأرض هنا.. وهكذا. وفرش الأرض بالتراب وأنـزل عليها المطرَ من السماء، ونثر عليها الضياء من الشمس وأسكنها الإنسان.. هكذا يفهم ويرفع رأسه من حمأة الطبيعة قائلا: «آمنت بالله الواحد الأحد».

    ومثلا: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْر۪ي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاۜ ﴾ (يس:٣٨)

    فاللام في ﴿ لِمُسْتَقَرٍّ ﴾ تفيد معنى اللام نفسها ومعنى «في» ومعنى «إلى». فهذه «اللام» يفهمُها العوام بمعنى «إلى» ويفهمون الآية في ضوئها؛ أي إن الشمس التي تمنحُكم الضوء والحرارة، تجري إلى مستقرٍ لها وستبلغُه يوما، وعندها لـن تفيدكم شيئا. فيتذكر بهذا ما ربط الله سبحانه وتعالى من نعمٍ عظيمة بالشمس، فيحمد ربه ويقدّسه قائلا: «سبحان الله والحمد لله».

    والآية نفسُها تظهر «اللام» بمعنى «إلى» إلى العالِم أيضا، ولكن ليس بمعنى أن الشمس مصدر الضوء وحده، وإنما كمكوك تحيك المنسوجات الربانية التي تُنسج في معمل الربيع والصيف. وإنها مداد ودواة من نور لمكتوبات الصمد التي تُكتب على صحيفة الليل والنهار. فيتصورها هكذا ويتأمل في نظام العالم البديع الذي يشير إليه جريانُ الشمس الظاهري، فيهوي ساجدا أمام حكمة الصانع الحكيم قائلا: «ما شاء الله كان، تبارك الله».

    أمَّا بالنسبة للفلكي، فإن «اللام» يفهمها بمعنى «في». أي إن الشمس تنظّم حركةَ منظومتها «كزنبرك الساعة» بحركة محورية حول نفسها. فأمام هذا الصانع الجليل الذي خلق مثل هذه الساعة العظمى يأخذه العَجبُ والانبهار فيقول: «العظمة والقدرة لله وحده»، ويَدع الفلسفةَ داخلا في ميدان حكمة القرآن.

    و«اللام» هذه يفهمها العالِم المدقق بمعنى «العلة» وبمعنى «الظرفية». أي إن الصانع الحكيم جعل الأسبابَ الظاهرية ستارا لأفعاله وحجابا لشؤونه. فقد ربط السيارات بالشمس بقانونه المسمى بـ«الجاذبية» وبه يُجري السيارات المختلفة بحركات مختلفة ولكن منتظمة. ويُجري الشمسَ حول مركزها سببا ظاهريا لتوليد تلك الجاذبية. أي إن معنى ﴿ لِمُسْتَقَرٍّ ﴾ هو:

    أن الشمس تجري في مستقر لها لاستقرار منظومتها، لأن الحركة تولد الحرارة، والحرارة تولد القوة، والقوة تولد الجاذبية الظاهرية، وذلك قانون رباني وسنة إلهية.

    وهكذا، فهذا الحكيم المدقق يفهم مثل هذه الحكمة من حرف واحد من القرآن الحكيم ويقول: «الحمد لله، إن الحكمة الحقة لهي في القرآن فلا أعتبر الفلسفة بعدُ شيئا يُذكر».

    ومن هذه «اللام» والاستقرار يرد هذا المعنى إلى مَن يملك فكرا وقلبا شاعريا أن الشمس شجرة نورانية، والسيارات التي حولها إنما هي ثمراتُها السائحة، فالشمس تنتفض دون الثمرات -بخلاف الأشجار الأخرى- لئلا تتساقط الثمرات، وبعكسه تتبعثر الثمرات.

    ويمكن أن يتخيل أيضا أن الشمس كسيّد في حلقة ذكر، يذكر الله في مركز تلك الحلقة ذكرَ عاشقٍ ولهان، حتى يدفع الآخرين إلى الجذبة والانتشاء.

    وقد قلت في رسالة أخرى في هذا المعنى:

    «نعم، إنّ الشمس مثمرة، تنتفض لئلا تتساقط الثمرات الطيبة ولو سكنتْ وسكتت، لانفقد الانجذاب، فيصرخ العشاقُ المنسّقون في الفضاء الواسع هلعا من السقوط والضياع!»

    ومثلا: ﴿ وَاُو۬لٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (البقرة:٥) فيها سكوت، وفيها إطلاق؛ إذ لم تُعيّن بم يفلحون؟ ليجد كلُّ واحد مبتغاه في هذا السكوت. فالآية تختصر الكلام ليتسع المعنى. إذ إن قصد قسمٍ من المخاطبين هو النجاةُ من النار، وقسم آخر لا يفكر إلّا بالجنة، وقسم يأمل السعادة الأبدية، وقسم يرجو الرضى الإلهي فحسب، وقسم غايةُ أمله رؤيةُ الله سبحانه. وهكذا.. فيتركُ القرآنُ الكلامَ على إطلاقه ليعمّ، ويحذف ليفيد معاني كثيرة، ويوجِز ليجد كلُّ واحدٍ حظَّه منها.

    وهكذا فـ ﴿ الْمُفْلِحُونَ ﴾ هنا لا يعيِّن بِمَ سيفلحون. وكأن الآية بسكوتها تقول: أيها المسلمون لكم البشرى! أيها المتقي: إن لك نجاة من النار. أيها العابد الصالح: فلاحُك في الجنة. أيها العارف بالله: ستنال رضاه. أيها العاشق لجمال الله، ستحظى برؤيته تعالى.. وهكذا.

    ولقد أوردنا من القرآن الكريم من جهة جامعية اللفظ في الكلام والكلمة والحروف والسكوت مثالا واحدا فحسب من بين آلاف الأمثلة؛ فقس الآية والقصة على ما أسلفناه.

    هذه الآية لها من الوجوه الكثيرة والمراتب العديدة حتى رأت جميعُ طبقات الأولياء في شتى وسائلِ سلوكهم ومراتبهم حاجتَهم إلى هذه الآية. فأخذ كلّ منهم غذاءً معنويا لائقا بمرتبته التي هو فيها، لأن لفظ الجلالة «الله» اسم جامع لجميع الأسماء الحسنى، ففيه أنواع من التوحيد بقدر عدد الأسماء نفسها،

    أي لا رزاقَ إلّا هو، لا خالق إلّا هو، لا رحمن إلّا هو.. وهكذا.

    ومثلا: قصة موسى عليه السلام من القصص القرآنية، فيها من العبَر والدروس بقدر ما في عصا موسى عليه السلام من الفوائد؛ إذ فيها تطمين للرسول ﷺ وتسلية له، وتهديد للكفار، وتقبيح للمنافقين، وتوبيخ لليهود وما شابهها من المقاصد. فلها إذن وجوه كثيرة جدا. لذا كرّرت في سوَر عدة. فمع أنها تفيد جميعَ المقاصد في كل موضع إلّا أن مقصدا منها هو المقصود بالذات، وتبقى المقاصدُ الأخرى تابعة له.

    إذا قلت: كيف نفهم أن القرآن قد أراد جميعَ تلك المعاني التي جاءت في الأمثلة السابقة، ويشير إليها؟

    فالجواب: ما دام القرآن الكريم خطابا أزليا، يخاطب به الله سبحانه وتعالى مختلفَ طبقات البشرية المصطفة خلف العصور ويرشدهم جميعا، فلابد أنه يُدرج معاني عدة لتلائم مختلف الأفهام، وسيضع أمارات على إرادته هذه.

    نعم، ففي كتاب «إشارات الإعجاز» ذكرنا هذه المعاني الموجودة هنا وأمثالها من المعاني المتعددة لكلمات القرآن، وأثبتناها وفق قواعد علم الصرف والنحو وحسب دساتير علم البيان وفن المعاني وقوانين فن البلاغة.

    وإلى جانب هذا فإن جميع الوجوه والمعاني التي هي صحيحة حسب علوم العربية، وصائبة وفق أصول الدين، ومقبولة في فن المعاني، ولائقة في علم البيان ومستحسنة في علم البلاغة، هي من معاني القرآن الكريم، بإجماع المجتهدين والمفسرين وعلماء أصول الدين وأصول الفقه وبشهادة اختلاف وجهات نظرهم. وقد وضع القرآن الكريم أمارات على كلٍّ من تلك المعاني حسب درجاتها وهي إما لفظية أو معنوية، والأمارة المعنوية هي: إما السياق نفسُه أو سياق الكلام أو أمارة من آيات أخر تشير إلى ذلك المعنى.

    إن مئات الألوف من التفاسير التي قد بلغ بعضُها ثمانين مجلدا ([11]) -وقد ألّفها علماء محققون- برهان قاطع باهر على جامعية لفظ القرآن وخارقيته.

    وعلى كل حال فلو أوضحنا في هذه الكلمة كلَّ أمارة تدل على كل معنى من المعاني بقانونها وبقاعدتها لطالت بنا الكلمة، لذا نختصر الكلام هنا ونحيل إلى كتاب «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز».

    اللمعة الثانية

    الجامعية الخارقة في معانيه:

    نعم، إن القرآن الكريم قد أفاض من خزينة معانيه الجليلة مصادرَ جميع المجتهدين، ومذاقَ جميع العارفين، ومشاربَ جميع الواصلين ومسالكَ جميع الكاملين، ومذاهبَ جميع المحققين، فضلا عن أنه صار دليلَهم في كل وقتٍ ومرشدَهم في رقيهم كلَّ حين، ناشرا على طرُقهم أنوارَه الساطعة من خزينته التي لا تنضب، كما هو مصدَّق ومتفق عليه بينهم.

    اللمعة الثالثة

    الجامعية الخارقة في علمه:

    نعم، إن القرآن الكريم مثلما أجرى من بَحر علومه علومَ الشريعة المتعددة الوفيرة، وعلومَ الحقيقة المتنوعة الغزيرة، وعلومَ الطريقةِ المختلفة غير المحدودة، فإنه أجرى كذلك من ذلك البحر بسخاء وانتظام الحكمةَ الحقيقية لدائرة الممكنات، والعلومَ الحقيقية لدائرة الوجوب، والمعارف الغامضة لدائرة الآخرة. ولو أردنا إيراد مثال لهذه اللمعة فلابد من كتابة مجلد كامل! لذا نبيّن «الكلمات» الخمسة والعشرين السابقة فحسب.

    نعم، إن الحقائق الصادقة للكلمات الخمس والعشرين كلها إن هي إلّا خمس وعشرون قطرةً من بحر علم القرآن. فإن وجد قصور في تلك «الكلمات» فهو راجع إلى فهمي القاصر.

    اللمعة الرابعة

    الجامعية الخارقة في مباحثه:

    نعم، إنّ القرآن قد جمعَ المباحث الكلية لما يخص الإنسانَ ووظيفته، والكونَ وخالقه، والأرضَ والسماوات، والدنيا والآخرة، والماضي والمستقبل، والأزل والأبد، فضلا عن ضمّه مباحثَ مهمة أساسية ابتداءً من خلق الإنسان من النطفة إلى دخوله القبر، ومن آداب الأكل و النوم إلى مباحث القضاء والقدر، ومن خلق العالم في ستة أيام إلى وظائف هبوب الريح التي يشير إليها القَسَم في ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ ﴾ ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ﴾ ومن مداخلته سبحانه في قلب الإنسان وإرادته بإشارات الآيات الكريمة:

    ﴿ وَمَا تَشَٓاؤُ۫نَ اِلَّٓا اَنْ يَشَٓاءَ اللّٰهُ ﴾ (التكوير:٢٩) ﴿ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه۪ ﴾ (الأنفال:٢٤) إلى ﴿ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر:٦٧)، ومن ﴿ وَجَعَلْنَا ف۪يهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخ۪يلٍ وَاَعْنَابٍ ﴾ (يس:٣٤) إلى الحقيقة العجيبة التي تعبّر عنها الآية: ﴿ اِذَا زُلْزِلَتِ الْاَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ (الزلزلة:١)، ومن حالة السماء ﴿ ثُمَّ اسْتَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾ (فصلت:١١) إلى انشقاق السماء وانكدار النجوم وانتشارها في الفضاء الذي لا يحد، ومن انفتاح الدنيا للامتحان إلى انتهاء الاختبار، ومن القبر الذي هو أول منـزل من منازل الآخرة والبرزخ والحشر والصراط إلى الجنة والسعادة الأبدية، ومن وقائع الزمان الماضي الغابر من خلق آدم عليه السلام وصراع ابنَيْهِ إلى الطوفان، إلى هلاك قوم فرعون وحوادث جليلة لأغلب الأنبياء عليهم السلام، ومن الحادثة الأزلية في ﴿ اَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ﴾ (الأعراف:١٧٢) إلى ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌۙ ❀ اِلٰى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ (القيامة:٢٢-٢٣) التي تفيد الأبدية.

    فجميعُ هذه المباحث الأساسية والمهمة تُبيَّن في القرآن بيانا واضحا يليق بذات الله الجليلة سبحانه الذي يدبّر الكون كله كأنه قصر، ويفتح الدنيا والآخرة كغرفتين يفتح إحداهما ويسد الأخرى بسهولة، ويتصرف في الأرض تصرفَه في بستان صغير، وفي السماء كأنها سقف مزيّن بالمصابيح، ويطّلع على الماضي والمستقبل كصحيفتين حاضرتين أمام شهوده كالليل والنهار، ويشاهد الأزل والأبد كاليوم وأمس، يشاهدهما كالزمان الحاضر الذي اتصل فيه طرفا سلسلة الشؤون الإلهية.

    فكما أن معماريا يتكلم في بناءين بناهما وفي إدارتهما ويجعل للأعمال المتعلقة بهما صحيفة عمل وفهرس نظام؛ فالقرآن الكريم كذلك كلام مبين يليق بمن خلق هذا الكون ويديره وكتب صحيفة أعماله وفهارس برامجه -إن جاز التعبير- وأظهرها. فلا يُشاهَد فيه أثر من تصَـنّع وتكلّف بأي جهة كانت كما لا أمارة قطعا لشائبةِ تقليد أيّ كلامٍ عن أحد وفرضِ نفسه في موضع غير موضعه، وأمثالها من الخدع. فهو بكل جدّيته، وبكل صفائه، وبكل خلوصه صافٍ برّاق ساطع زاهر، إذ مثلما يقول ضوءُ الشمس: أنا منبعث من الشمس، فالقرآن كذلك يقول: «أنا كلام رب العالمين وبيانُه».

    نعم، إن الذي جمّل هذه الدنيا وزيّنها بصنائعه الثمينة وملأها بأطايب نِعَمه الشهية ونشرَ في وجه الأرض بدائع مخلوقاته ونعمه القيمة بكل إبداع وإحسان وتنسيق وتنظيم ذلكم الصانع الجليل والمنعم المحسن، مَن غيرُهُ يليق أن يكون صاحب هذا البيان، بيان القرآن الكريم الذي ملأ الدنيا بالتقدير والتعظيم والاستحسان والإعجاب والحمد والشكر، حتى جعل الأرض رباطَ ذكرٍ وتهليل، ومسجدا يُرفع فيه اسم الله ومعرضا لبدائع الصنعة الإلهية؟ ومَن يكون غيرُه صاحبَ هذا الكلام؟ ومَن يمكنه أن يدّعى أن يكون صاحبَه؟

    فهل يليق للضياء الذي ملأ الدنيا نورا أن يعود لغير الشمس؟ وبيان القرآن الذي كشف لغزَ العالم ونوّره، نورَ مَن يكون غيرَ نور مَن خلق السماوات والأرض؟ فمن يجرؤ أن يقلّده ويأتي بنظيرٍ له؟

    حقا، إن الصانع الذي زيّن بإبداع صنعتِه هذه الدنيا، محال ألّا يتكلم مع هذا الإنسان المبهور بصُنعهِ وإبداعه، فما دام أنه يفعل ويعلم فلابد أنه يتكلم، وما دام أنه يتكلّم فلا يليق بكلامه إلّا القرآن. فمالكُ الملك الــذي يهتم بتنظيم زهرة صغيرة كيف لا يبـــالي بكلام حوّل مُلكه إلى جذبة ذكر وتهليل؟ أيمكن أن يُنـزل من قدر هذا الكلام بنسبته إلى غيره؟.

    اللمعة الخامسة

    الجامعية الخارقة في أسلوبه وإيجازه:

    في هذه اللمعة خمسة أضواء:

    الضوء الأول: إنّ لأسلوب القرآن جامعية عجيبة، حتى إن سورةً واحدة تتضمن بحرَ القرآن العظيم الذي ضمّ الكون بين جوانحه. وإن آية واحدة تضم خزينة تلك السورة. وإن أكثر الآيات -كل منها- كسورة صغيرة، وأكثر السور -كل منها- كقرآن صغير. ([12]) فمن هذا الإيجاز المعجز ينشأ لطف عظيم للإرشاد وتسهيل واسع جميل.

    لأن كل إنسان على الرغم من حاجتـه إلى تلاوة القرآن كل وقت، فإنه قد لا يتاح له تلاوته، إما لغباوته وقصور فهمه أو لأسباب أخرى. فلكي لا يُحرَم أحد من القرآن فإن كل سورة في حُكم قرآن صغير، بل كلُّ آية طويلة في مقام سورة قصيرة، حتى إن أهل الكشف متفقون أن القرآن في الفاتحة والفاتحة في البسملة. أما البرهان على هذا فهو إجماعُ أهل التحقيق العلماء.

    الضوء الثاني: إن الآيات القرآنية جامعة بدلالاتها وإشاراتها لأنواع الكلام والمعارف الحقيقية والحاجات البشرية كالأمر والنهي، والوعد والوعيد، الترغيب والترهيب، الزجر والإرشاد، القصص والأمثال، الأحكام والمعارف الإلهية، العلوم الكونية، وقوانين وشرائط الحياة الشخصية والحياة الاجتماعية والحياة القلبية والحياة المعنوية والحياة الأخروية. حتى يصدُق عليه المَثَل السائر بين أهل الحقيقة: «خُذ ما شئتَ لما شئت» بمعنى أن الآيات القرآنية فيها من الجامعية ما يمكن أن يكون دواءً لكل داء وغذاء لكل حاجة.

    نعم، هكذا ينبغي أن يكون، لأن الرائد الكامل المطلق لجميع طبقات أهلِ الكمال الذين يقطعون المراتب دوما إلى الرقي -ذلك القرآن العظيم- لابد أن يكون مالكا لهذه الخاصية.

    الضوء الثالث: الإيجازُ المعجز للقرآن. فقد يذكُر القرآنُ مبدأ سلسلةٍ طويلة ومنتهاها ذكرا لطيفا يُري السلسلةَ بكاملها، وقد يدرج في كلمةٍ واحدة براهينَ كثيرةً لدعوىً؛ صراحةً وإشارةً ورمزا وإيماءً.

    فمثلا:

    ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ خَلْقُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ وَاخْتِلَافُ اَلْسِنَتِكُمْ وَاَلْوَانِكُمْ ﴾ (الروم:٢٢)

    هذه الآية الكريمة تذكر مبدأ سلسلةِ خلقِ الكون ومنتهاها. وهي سلسلةُ آيات التوحيد ودلائله، ثم تبين السلسلةَ الثانية، جاعلة القارئ يقرأ السلسلة الأولى وذلك: أنّ أولى صحائف العالم الشاهدة على الصانع الحكيم هي خلقُ السماوات والأرض، ثم تزيين السماوات بالنجوم وإعمار الأرض بذوي الحياة، ثم تبدُّل المواسم بتسخير الشمس والقمر، ثم سلسلة الشؤون الربانية في اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما.. وهكذا تدريجيا حتى تبلغ خصوصية الملامح والأصوات وامتيازها وتشخصاتها التي هي أكثر مواضع انتشار الكثرة.

    فإذا ما وجد انتظام بديع حكيم محير للألباب، وتبينَ عملُ قلمِ صَنّاع حكيم في أكثر المواضع بُعدا عن الانتظام وأزيدها تعرضا للمصادفة ظاهرا، تلك هي ملامحُ وجوه الإنسان وألوانُه، فلابد أن الصحائف الأخرى الظاهر نظامُها تُفهم بنفسها وتدل على مصّورها البديع.

    ثم إنه لما كان أثرُ الإبداع والحكمة يُشاهَد في أصل خلق السماوات والأرض التي جعلَها الصانعُ الحكيم الحجرَ الأساس للكون، فلابد أن نقشَ الحكمة وأثر الإبداع ظاهر جدا في سائر أجزاء الكون.

    فهذه الآية حَوَت إيجازا لطيفا معجزا في إظهار الخفي وإضمار الظاهر فأوجزتْ وأجمَلت. حقا إن سلسلة البراهين المبتدئة من ﴿ فَسُبْحَانَ اللّٰهِ ح۪ينَ تُمْسُونَ وَح۪ينَ تُصْبِحُونَ ﴾ (الروم:١٧) إلى ﴿ وَلَهُ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۚ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾ (الروم:٢٧) والتي تتكرر فيها ست مرات ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ ﴾.. ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ ﴾ إنما هي سلسلة جواهرَ، سلسلة نورٍ، سلسلة إعجاز، سلسلة إيجاز إعجازي؛ يتمنى القلبُ أن أبيّن الجواهر الكامنة في هذه الكنوز، ولكن ما حيلتي فالمقام لا يتحملُه، فلا أفتح ذلك الباب، وأعلّق الأمر إلى وقت آخر بمشيئة الله.

    ومثلا: ﴿ فَاَرْسِلُونِ ❀ يُوسُفُ اَيُّهَا الصِّدّ۪يقُ ﴾ (يوسف:٤٥-٤٦) فبـين كـلمة ﴿ فَاَرْسِلُونِ ﴾ وكلمة ﴿ يُوسُفُ ﴾ يكمُن معنى العبارة التالية:

    «إلى يوسف لأستَعبر منه الرؤيا، فأرسَلوه، فذهب إلى السجن، وقال..»

    بمعنى أنه أوجزَ عدةَ جمَلٍ في جملة واحدة من دون أن يخلّ بوضوح الآية ولا أشكلَ في فهمها.

    ومثلا: ﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا ﴾ (يس:٨٠).

    ففي معرض ردّ القرآن على الإنسان العاصي الذي يتحدى الخالق بقوله: ﴿ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَم۪يمٌ ﴾ (يس:٧٨) يقول: ﴿ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَل۪يمٌ ﴾ (يس:٧٩) ويقول أيضا: ﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا ﴾ قادر على أن يحيى العظام وهي رميم.

    فهذا الكلام يتوجه إلى دعوى الإحياء من عدة جهات ويثبتها. إذ إنه يبدأ من سلسلة الإحسانات التي أحسنَ الله بها إلى الإنسان، فيذكّره بها ويثير شعورَه، إلّا أنه يختصر الكلام، لأنه فصّله في آيات أخرى، ويوجِزه مُحيلا إياه على العقل. أي إن الذي منَحكم من الشجر الثمرَ والنار، ومن الأعشاب الرزقَ والحبوب ، ومن التراب الحبوبَ والنباتات، قد جعل لكم الأرض مهدا، فيها جميعُ أرزاقكم، والعالمَ قصرا فيه جميعُ لوازم حياتكم. فهل يمكن أن يترككم سدىً فتفرّوا منه، وتختفوا عنه في العدم؟ فلا يمكن أن تكونوا سدىً فتدخلوا القبر وتناموا براحة دون سؤال عمّا كسبتم ودون إحيائكم؟.

    ثم يشير إلى دليل واحد لتلك الدعوى: فيقول رمزا بكلمة ﴿ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ ﴾ «أيها المنكر للحشر! أنظر إلى الأشجار، فإنّ مَن يحيى أشجارا لا حدّ لها في الربيع بعد أن ماتت في الشتاء وأصبحت شبيهة بالعظام، ويجعلُها مخضرّة، بل يُظهر في كلِّ شجرةٍ ثلاثةَ نماذجَ من الحشر؛ في الأوراق والأزهار والأثمار.. إنّ هذا القدير لا تُتحدّى قدرتُه بالإنكار ولا يُستبعَد منه الحشر».

    ثم يشير إلى دليل آخر ويقول: «إنّ الذي أخرج لكم النارَ، تلك المادة الخفيفة النورانية، من الشجر الكثيف الثقيل المظلم، كيف تستبعدون منه منحَ حياةٍ لطيـفة كالنار، وشعورٍ كالنور لعظـام كالحطب».

    ثم يأتي بدليل آخر صراحةً ويقول: إن الذي يخلق النار من الشجر المشهور لدى البدويين بِحَكّ غصنَين معا، ويجمع بين صفتين متضادتين (الرطوبة والحرارة) ويجعل إحداهما منشأً للأخرى، يدلنا على أن كل شيء حتى العناصر الأصلية والتابعة إنما تتحرك بقوته وتتمثل بأمره. ولا شيء منها يتحرك بذاته أو سدىً. فمثل هذا الخالق العظيم لا يمكن أن يُستبعد منه إحياءُ الإنسان من التراب -وقد خَلقه من التراب ويعيده إليه- فلا يُتحدّى بالعصيان.

    ثم بعد ذلك يذكّر بكلمة ﴿ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ ﴾ شجرة موسى عليه السلام المشهورة فيومئ إلى اتفاق الأنبياء إيماءً لطيفا، بأن هذه الدعوى الأحمدية عليه الصلاة والسلام هي بعينها دعوى موسى عليه السلام. مما يزيد إيجاز هذه الكلمة لطافةً وحسنا آخر.

    الضوء الرابع: إنّ إيجاز القرآن جامع ومعجز، فلو أُنعم النظرُ فيه لشوهد بوضوح أن القرآن قد بيّن في مثالٍ جزئي وفي حادثة خاصة، دساتيرَ كلية واسعة وقوانينَ عامة طويلة، وكأنه يبين في غُرفة ماءٍ بحرا واسعا.

    سنشير إلى مثالين اثنين من آلاف أمثلته.

    المثال الأول: هو الآيات الثلاث التي فصّلنا شرحَها في المقام الأول من «الكلمة العشرين»: وهي: أنه بتعليم آدم عليه السلام الأسماءَ كلَّها تفيد الآية الكريمة: تعليمَ جميع العلوم والفنون الملهَمة لبني آدم.

    وبحادثة سجود الملائكة لآدم عليه السلام وعدمِ سجود الشيطان تبيّن الآية أن أكثر الموجودات -من السمك إلى المَلَك- مسخرة لبني الإنسان، كما أن المخلوقات المضرة -من الثعبان إلى الشيطان- لا تنقاد إليه بل تُعاديه.

    وبحادثة ذبح قوم موسى عليه السلام البقرةَ تعبّر الآية عن أن فكرة عبادة البقر قد ذُبحتْ بسكين موسى عليه السلام، تلك الفكرة التي كانت رائجةً في مصر حتى إن لها أثرا مباشرا في حادثة العِجل.

    وبنبعان الماء من الحجر وتشقّق الصخور وسيلان الماء منها تبين الآية أن الطبقة الصخرية التي تحت التراب خزائنُ أوعية الماء تزوّد الترابَ بما يبعث فيه الحياة.

    المثال الثاني: إنّ قصة موسى عليه السلام قد تكررت كثيرا في القرآن الكريم؛ إذ إن في كلِّ جملة منها، وفي كلِّ جزء منها إظهارا لطرفٍ من دستورٍ كلي، ويعبّر عن ذلك الدستور.

    منها: الآية الكريمة: ﴿ يَا هَامَانُ ابْنِ ل۪ي صَرْحًا ﴾ (غافر:٣٦)

    يأمر فرعون وزيرَه: ابنِ لي برجا عاليا لأطَّلِعَ على أحوال السماوات وأنظُرَ هل هناك إله يتصرف فيها كما يدّعيه موسى عليه السلام؟ فبكلمة ﴿ صَرْحًا ﴾ تبين الآية الكريمة بحادثةٍ جزئية دستورا عجيبا وعُرفا غريبا كان جاريا في سلالة فراعنة مصر الذين ادّعوا الربوبيةَ لجحودهم بالخالق وإيمانهم بالطبيعة، وخلّدوا أسماءهم بجبروتهم وعُتوّهم، فشيّدوا الأهرام المشهورة كأنها جبال وسط صحراء لا جبال فيها، ليشتهروا بها، وحفظوا جنائزهم بالتحنيط واضعين إياها في تلك المقابر الشامخة، لاعتقادهم بتناسخ الأرواح والسحر.

    ومنها: قوله تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجّ۪يكَ بِبَدَنِكَ ﴾ (يونس:٩٢)

    والخطابُ موجه إلى فرعون الذي غرق، وفي الوقت نفسه تبين الآية ما كان للفراعنة من دستورٍ لحياتهم مذكِّرٍ بالموت مليء بالعبر، وهو نقلُ أجساد موتاهم بالتحنيط من الماضي إلى الأجيال المقبلة لعَرضها أمامَهم وفق اعتقادهم بتناسخ الأرواح. كما تفيد الآية الكريمة بأسلوب معجز إشارة غيبية إلى أن الجسد الذي اكتُشف في العصر الأخير هو نفسُه جسدُ فرعون الذي غرق، فكما ألقي به إلى الساحل في الموضع الذي غرق فيه، فسيُلقى به كذلك من بحر الزمان، فوقَ أمواج العصور، إلى ساحل هذا العصر.

    ومنها: قوله تعالى: ﴿ يُذَبِّحُونَ اَبْنَٓاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَٓاءَكُمْ ﴾ (البقرة:٤٩)

    فإنه بحادثة ذبح بنى إسرائيل واستحياء نسائهم وبناتِهم في عهد فرعون يبين الإبادةَ الجماعية التي يتعرض لها اليهودُ في أكثر البلدان وفي كل عصر، والدورُ المهم الذي تؤديه نساؤهم وبناتُهم في حياة السفاهة للبشرية وتحلل أخلاقها.

    ومنها: ﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ اَحْرَصَ النَّاسِ عَلٰى حَيٰوةٍ ﴾ (البقرة:٩٦) ﴿ وَتَرٰى كَث۪يرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاَكْلِهِمُ السُّحْتَۜ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (المائدة:٦٢) ﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي الْاَرْضِ فَسَادًاۜ وَاللّٰهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِد۪ينَ ﴾ (المائدة:٦٤) ﴿ وَقَضَيْنَٓا اِلٰى بَن۪ٓي اِسْرَٓاء۪يلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْاَرْضِ مَرَّتَيْنِ ﴾ (الإسراء:٤) ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْاَرْضِ مُفْسِد۪ينَ ﴾ (البقرة:٦٠)

    هذان الحكمان القاضيان في حق اليهود، الحرص والفساد، يتضمنان هذين الدستورين العامين المهمين، اللذين يديرهما أولئك القومُ في حياة المجتمع الإنساني بالمكر والحيَل والخديعة؛ فالآية تبين أنهم هم الذين زلزلوا الحياة الاجتماعية الإنسانية وأوقدوا الحربَ بين الفقراء والأغنياء بتحريض العاملين على أصحاب رأس المال. وكانوا السبب في تأسيس البنوك بجعلهم الربا أضعافا مضاعفة، وجمعوا أموالا طائلة بكل وسيلة دنيئة بالمكر والحيَل، هؤلاء القوم هم أنفسُهم أيضا انخرطوا في كل أنواع المنظمات الفاسدة ومدّوا أيديهم إلى كل نوع من أنواع الثورات، أخذا بثأرهم من الشعوب الغالبة ومن الحكومات التي ذاقوا منها الحرمانَ وسامَتهم أنواعَ العذاب.

    ومنها: ﴿ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ اِنْ كُنْتُمْ صَادِق۪ينَ ❀ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ اَبَدًا ﴾ (البقرة:٩٤-٩٥)

    فالآية تبين بعنوان حادثةٍ جزئية وقعتْ في مجلس صغير في الحضرة النبوية الكريمة، من أن اليهود الذين هم أحرصُ الناس على حياة وأخوفُهم من الموت، لن يتمنّوا الموت ولن يتخلّوا عن الحرص على الحياة حتى قيام الساعة.

    ومنها: ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ﴾ (البقرة:٦١)

    تبين الآية الكريمة بهذا العنوان، مُقدّرات اليهود في المستقبل بصورة عامة، وحيث إن الحرص والفساد قد تغلغل في سجاياهم وتمكّن من طَبعهم، فالقرآن الكريم يغلظ عليهم في الكلام ويصفعُهم صفعاتِ زجرٍ عنيفة للتأديب.

    ففي ضوء هذه الأمثلة، قِسْ بنفسك قصةَ موسى عليه السلام وحوادثَ وقعت لبني إسرائيل وقصصهم.

    وبعد، فإن وراء كلمات القرآن البسيطة ومباحثه الجزئية، هناك كثير من أمثال ما في هذا الضوء الرابع من لمعات إعجاز كلمعة إيجاز إعجازي، والعارف تكفيه الإشارة.

    الضوء الخامس: هو الجامعية الخارقة لمقاصد القرآن ومسائله ومعانيه وأساليبه ولطائفه ومحاسنه.

    نعم، إذا أُنعم النظرُ في سوَر القرآن الكريم وآياته، ولاسيما فواتحُ السور، ومبادئُ الآيات ومقاطعها تبيّن:

    أنّ القرآن المعجز البيان قد جمع أنواعَ البلاغة، وجميعَ أقسام فضائل الكلام، وجميع أصناف الأساليب العالية، وجميع أفراد محاسن الأخلاق، وجميع خلاصات العلوم الكونية، وجميع فهارس المعارف الإلهية، وجميعَ الدساتير النافعة للحياة البشرية الشخصية والاجتماعية، وجميعَ القوانين النورانية السامية لحكمة الكون.. وعلى الرغم من جمعه هذا، لا يظهر عليه أيُّ أثرٍ كان من آثار الخلط وعدم الاستقامة في التركيب أو المعنى.

    حقا، إنّ جمعَ جميع هذه الأجناس المختلفة الكثيرة في موضع واحد، من دون أن ينشأ منه اختلالُ نظامٍ أو اختلاط وتشوش، إنما هو شأنُ نظام إعجازِ قهّار ليس إلّا.

    وحقا، إن تمزيقَ ستارِ العاديّات، التي هي مصدر الجهل المركب، ببيانات نافذة، واستخراجَ خوارقِ العادات المتستّرة تحت ذلك الستار وإظهارها بجلاء، وتحطيمَ طاغوت الطبيعة -التي هي منبع الضلالة- بسيوف البراهين الألماسية، وتشتيتَ حُجُب نوم الغفلة الكثيفة بصَيحات مدوّية كالرعد، وحلَّ طلسم الكون المغلق والمُعمّى العجيب للعالم الذي أعجزَ الفلسفة البشرية والحكمة الإنسانية.. ما هو إلّا من صنع هذا القرآن المعجز البيان، البصير بالحقيقة، المطّلع على الغيب، المانحِ للهداية، المظهر للحق.

    نعم، إذا أُنعم النظرُ في آيات القرآن الكريم بعين الإنصاف، شوهدَت أنها لا تشبه فكرا تدريجيا متسلسلا يتابع مقصدا أو مقصدين كما هو الحال في سائر الكتب، بل إنها تُلْقى إلقاءً، ولها طور دفعي وآني، وأن عليها علامة أنّ كلَّ طائفة منها ترد معا إنما ترد مستقلةً ورودا وجيزا منجّما، ومن مكان قصيٍّ ضمن مخابرة في غاية الأهمية والجدية.

    نعم، مَن غيرُ ربِّ العالمين يستطيع أن يُجري هذا الكلام الوثيق الصلة بالكون وبخالق الكون وبهذه الصورة الجادة؟ ومَن غيرُه تعالى يتجاوز حدَّه بما لا حدَّ له من التجاوز فيتكلم حسب هواه باسم الخالق ذي الجلال وباسم الكون كلاما صحيحا كهذا؟

    نعم، إنه واضح جلي في القرآن أنه كلام رب العالمين.. هذا الكلام الجاد الحق السامي الحقيقي الخالص، ليس عليه أيةُ أمارة كانت تومئ بالتقليد. فلو فرضنا محالا أن هناك مَن هو مثلُ مسيلمة الكذاب الذي تجاوز حدَّه بغير حدود فقلّد كلام خالقه ذي العزة والجبروت وتكلّم من بنات فكره ناصبا نفسَه متكلما عن الكون، فلابد أنه ستظهر آلاف من أمارات التقليد والتصنع وآلاف من علامات الغش والتكلّف. لأن مَن يتلبّس طورا أسمى وأعلى بكثير من حالته الدنيئة لا شك أن كلَّ حالة من حالاته تدل على التقليد والتصنع.

    فانظرْ إلى هذه الحقيقة التي يعلنها هذا القَسَم وأنعِم النظرَ فيها: ﴿ وَالنَّجْمِ اِذَا هَوٰىۙ ❀ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوٰىۚ ❀ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوٰىۜ ❀ اِنْ هُوَ اِلَّا وَحْيٌ يُوحٰى ﴾ (النجم:١-٤).

    الشعاع الثالث

    إعجاز القرآن الكريم الناشئ من إخباره عن الغيوب وديمومة شبابه، وصلاحه لكل طبقة من الناس

    ولهذا الشعاع ثلاث جلوات:

    الجلوة الأولى

    إخباره عن الغيوب

    لهذه الجلوة ثلاث قبسات:

    القبس الأول: إخباره الغيبي عن الماضي

    إنّ القرآن الحكيم، بلسانِ أمّيّ أمينٍ بالاتفاق يذكر أخبارا من لدن آدم عليه السلام إلى خير القرون، مع ذكره أهمَّ أحوال الأنبياء عليهم السلام وأحداثِهم المهمة، يذكرها ذكرا في منتهى القوة وغاية الجد، وبتصديق من الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل، فيوافق ما اتفقت عليه تلك الكتب السابقة ويصحّح حقيقةَ الواقعة ويفصِّل في تلك المباحث التي اختلفت فيها.

    بمعنى أنّ نظر القرآن الكريم ذلك النظرُ المطّلع على الغيب، يرى أحوال الماضي أفضلَ من تلك الكتب، وبما هو فوقها جميعا. بحيث يزكيّها ويصدّقُها في المسائل المتفق عليها، ويصحِحُها، ويفصِل في المباحث التي اختلف فيها. علما أن إخبار القرآن الذي يخص أحوالَ الماضي ووقائعه ليس أمرا عقليا حتى يُخبَر عنه بالعقل، بل هو أمر نقلي متوقف على السماع، والنقل خاص بأهل القراءة والكتابة، مع أن الأعداءَ والأصدقاءَ متفقون معا على أن القرآن إنما نـزل على شخص أميّ لا يعرف القراءة والكتابة، معروف بالأمانة موصوف بالأمية.

    وحينما يخبر عن تلك الأحوال الماضية يُخبر عنها وكأنه يشاهدُها كلها، إذ يتناول روحَ حادثةٍ طويلة وعقدتَها الحياتية، فيخبر عنها، ويجعلها مقدمةً لمقصده. بمعنى أن الخلاصات والفذلكات المذكورة في القرآن الكريم تدل على أن الذي أظهرَها يرى جميع الماضي بجميع أحواله، إذ كما أن شخصا متخصصا في فنٍ أو صنعةٍ إذا أتى بخلاصة من ذلك الفن، أو بنموذج من تلك الصنعة، فإنها تدل على مهارته ومَلَكته. كذلك الخلاصات وروح الوقائع المذكورة في القرآن الكريم تبين أن الذي يقولها إنما يقولُها وقد أحاط بها ويراها ثم يخبرُ عنها بمهارة فوق العادة -إن جاز التعبير-.

    القبس الثاني: إخباره الغيبي عن المستقبل

    لهذا القسم أنواع كثيرة:

    القسم الأول: خاص بقسم من أهل الكشف والولاية.

    مثلا: إنّ محي الدين بن عربي وجد كثيرا من الأخبار عن الغيب في سورة الروم ﴿ الم ❀ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴾ (الروم:١-٢) وإن الإمام الرباني «أحمد الفاروقي السرهندي» قد شاهد في المقطّعات التي في بدايات السور كثيرا من إشارات المعاملات الغيبية. وبالنسبة إلى علماء الباطن فالقرآنُ الحكيم من أوَّلِه إلى آخره نوع من الإخبار عن الغيب. أما نحن فسنشير إلى قسم منها، إلى الذي يخص العموم ويرجع إلى الجميع. ولهذا القسم أيضا طبقات كثيرة، فسنقصرُ كلامنا على طبقة واحدة.

    فالقرآن الكريم يقول للرسول الكريم ﷺ. ([13])

    ﴿ فَاصْبِرْ اِنَّ وَعْدَ اللّٰهِ حَقٌّ ﴾ (الروم:٦٠) ﴿ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ اِنْ شَٓاءَ اللّٰهُ اٰمِن۪ينَۙ مُحَلِّق۪ينَ رُؤُ۫سَكُمْ وَمُقَصِّر۪ينَۙ لَا تَخَافُونَ ﴾ (الفتح:٢٧). ﴿ هُوَ الَّذ۪ٓي اَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدٰى وَد۪ينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّ۪ينِ كُلِّه۪ ﴾ (الفتح:٢٨). ﴿ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَۙ ❀ ف۪ي بِضْعِ سِن۪ينَۜ لِلّٰهِ الْاَمْرُ ﴾ (الروم:٣-٤). ﴿ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَۙ ❀ بِاَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴾ (القلم:٥-٦). ﴿ اَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِه۪ رَيْبَ الْمَنُونِ ❀ قُلْ تَرَبَّصُوا فَاِنّ۪ي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّص۪ينَ ﴾ (الطور:٣٠-٣١). ﴿ وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ (المائدة:٦٧). ﴿ فَاِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ﴾ (البقرة:٢٤). ﴿ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ اَبَدًا ﴾ (البقرة:٩٥). ﴿ سَنُر۪يهِمْ اٰيَاتِنَا فِي الْاٰفَاقِ وَف۪ٓي اَنْفُسِهِمْ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ اَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ (فصلت:٥٣). ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يرًا ﴾ (الإسراء:٨٨). ﴿ يَأْتِي اللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُٓ اَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِن۪ينَ اَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِر۪ينَۘ يُجَاهِدُونَ ف۪ي سَب۪يلِ اللّٰهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَٓائِمٍ ﴾ (المائدة:٥٤). ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ سَيُر۪يكُمْ اٰيَاتِه۪ فَتَعْرِفُونَهَاۜ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (النمل:٩٣). ﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمٰنُ اٰمَنَّا بِه۪ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَاۚ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ ف۪ي ضَلَالٍ مُب۪ينٍ ﴾ (الملك:٢٩). ﴿ وَعَدَ اللّٰهُ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْاَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذ۪ينَ مِنْ قَبْلِهِمْۖ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ د۪ينَهُمُ الَّذِي ارْتَضٰى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ اَمْنًا ﴾ (النور:٥٥).

    وأمثال هذه الآيات كثيرة جدا تتضمن أخبارا عن الغيب وقد تحققت كما أخبرتْ.

    فالإخبار عن الغيب دون تردد وبكمال الجد والاطمئنان وبما يُشعر بقوة الوثوق، على لسان مَن هو معرّض لاعتراضات المعترضين وانتقاداتِهم، وربما يفقد دعواه لخطأٍ طفيف، يدل دلالة قاطعة على أنه يتلقى الدرس من أستاذه الأزلي ثم يقوله للناس.

    القبس الثالث: إخباره الغيب عن الحقائق الإلهية والحقائق الكونية والأمور الأخروية

    نعم، إن بيانات القرآن التي تخص الحقائق الإلهية، وبياناتِه الكونية التي فتحتْ طلسمَ الكون وكشفت عن معمّى خلق العالم لهي أعظمُ البيانات الغيبية، لأنه ليس من شأن العقل قط، ولا يمكنه أن يسلك سلوكا مستقيما بين ما لا يُحد من طرق الضلالة، فيجد تلك الحقائق الغيبية. وكما هو معلوم فإن أعظمَ دهاةِ حكماء البشر لم يصلوا إلى أصغر تلك الحقائق وأبسطها بعقولهم.

    ثم إن عقول البشر ستقول بلا شك أمام تلك الحقائق الإلهية والحقائق الكونية التي أظهرها القرآنُ الكريم: صدقتَ، وستقبل تلك الحقائقَ بعد استماعها إلى بيان القرآن بصفاء القلب وتزكية النفس، وبعد رقيِّ الروح واكتمال العقل، وستباركه. وحيث إن «الكلمة الحادية عشرة» قد أوضحت وأثبتت نبذةً من هذا القسم فلا داعي للتكرار.

    أما إخبار القرآن الغيبي عن الآخرة والبرزخ، فإن عقل البشر وإن لم يدرك أحوالَ الآخرة والبرزخ بمفرده ولا يراها وحده، إلّا أن القرآن يبيّنها ويثبتها إثباتا يبلغ درجةَ الشهود.

    فراجع «الكلمة العاشرة» لتلمس مدى صواب الإخبار الغيبي عن الآخرة الذي أخبر به القرآن الكريم. فقد أثبتته تلك الرسالة ووضّحته أيّما إيضاح.

    الجلوة الثانية

    شبابية القرآن وفتوته

    إنّ القرآن الكريم قد حافظ على شبابيته وفتوته حتى كأنه ينـزل في كل عصر نضرا فتيا.

    نعم، إن القرآن الكريم لأنه خطاب أزلي يخاطب جميع طبقات البشر في جميع العصور خطابا مباشرا يلزم أن تكون له شبابية دائمة كهذه. فلقد ظهر شابا وهو كذلك كما كان. حتى إنه ينظر إلى كل عصر من العصور المختلفة في الأفكار والمتباينة في الطبائع نظرا كأنه خاص بذلك العصر ووفق مقتضياته ملقنا دروسَه مُلفتا إليها الأنظار.

    إنّ آثار البشر وقوانينَه تشيبُ وتهرَم مثلَه، وتتغير وتُبدَّل. إلّا أن أحكام القرآن وقوانينَه لها من الثبات والرسوخ بحيث تظهر متانتها أكثر كلما مرت العصور.

    نعم، إنّ هذا العصر الذي اغترّ بنفسه وأصمَّ أذنيه عن سماع القرآن أكثرَ من أي عصر مضى، وأهلَ الكتاب منهم خاصة، أحوجُ ما يكونون إلى إرشاد القرآن الذي يخاطبهم بـ ﴿ يَٓا اَهْلَ الْكِتَابِ ﴾ ﴿ يَٓا اَهْلَ الْكِتَابِ ﴾ حتى كأن ذلك الخطاب موجّه إلى هذا العصر بالذات إذ إن لفظ ﴿ أهل الكتاب ﴾ يتضمن معنىً: أهل الثقافة الحديثة أيضا!

    فالقرآن يُطلق نداءه يدوّي في أجواء الآفاق ويملأ الأرض والسبعَ الطباق بكل شدة وقوة وبكل نضارة وشباب فيقول: ﴿ قُلْ يَٓا اَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا اِلٰى كَلِمَةٍ سَوَٓاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ.. ﴾ (آل عمران:٦٤).

    فمثلا: إنّ الأفراد والجماعات مع أنهم قد عجزوا عن معارضة القرآن إلّا أن المدنية الحاضرة التي هي حصيلةُ أفكار بني البشر وربما الجنّ أيضا، قد اتخذت طورا مخالفا له، وأخذت تعارض إعجازَه بأساليبها الساحرة. فلأجل إثبات إعجاز القرآن بدعوى الآية الكريمة: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ .. ﴾ (الإسراء:٨٨) لهذا المعارِض الجديد الرهيب نضع الأسس والدساتير التي أتت بها المدنيةُ الحاضرة أمام أسس القرآن الكريم.

    ففي الدرجة الأولى: نضع الموازنات التي عُقدت والموازين التي نُصبت في الكلمات السابقة، ابتداءً من الكلمة الأولى إلى الخامسة والعشرين، وكذا الآيات الكريمة المتصدرة لتلك الكلمات والتي تبين حقيقتَها، تثبتُ إعجازَ القرآن وظهورَه على المدنية الحاضرة بيقين لا يقبل الشك قطعا.

    وفي الدرجة الثانية: نورد إجمالا قسما من دساتير المدنية والقرآن التي وضّحته وأثبتته «الكلمة الثانية عشرة».

    فالمدنية الحاضرة تؤمن بفلسفتها أن ركيزة الحياة الاجتماعية البشرية هي «القوة» وهي تستهدف «المنفعة» في كل شيء. وتتخذ «الصراع» دستورا للحياة. وتلتزم بـ«العنصرية» و«القومية السلبية» رابطةً للجماعات. وغايتُها هي «لهو عابث» لإشباع رغبات الأهواء وميول النفس، التي من شأنها تزييد جموح النفس وإثارة الهوى.

    ومن المعلوم إن شأن «القوة» هو «التجاوز». وشأن «المنفعة» هو «التزاحم». إذ هي لا تفي بحاجات الجميع وتلبية رغباتِهم. وشأن «الصراع» هو «التصادم» وشأن «العنصرية» هو «التجاوز» حيث تكبر بابتلاع غيرها.

    فهذه الدساتير والأسس التي تستند إليها هذه المدنية الحاضرة هي التي جعلَتها عاجزةً -مع محاسنها- عن أن تمنحَ سوى عشرين بالمائة من البشر سعادةً ظاهرية، بينما ألقَت البقية إلى شقاء وتعاسة وقلق.

    أما حكمةُ القرآن فهي تقبل «الحق» نقطةَ استنادٍ في الحياة الاجتماعية بدلا من «القوة».. وتجعل «رضى الله» و«نيل الفضائل» هو الغاية والهدف، بدلا من «المنفعة».. وتتخذ دستورَ «التعاون» أساسا في الحياة، بدلا من دستور «الصراع».. وتلتزم رابطة «الدين» والصنف والوطن لربط فئات الجماعات، بدلا من «العنصرية» و«القومية السلبية».. وتجعل غاياتها «الحدّ من تجاوز النفس الأمارة ودفع الروح إلى معالي الأمور وتطمين مشاعرها السامية لسَوق الإنسان نحو الكمال والمُثل العليا لجعل الإنسان إنسانا حقا».

    إنّ شأنَ «الحق» هو «الاتفاق».. وشأن «الفضيلة» هو «التساند».. وشأن «التعاون» هو «إغاثة كلّ للآخر».. وشأن «الدين» هو «الأخوة والتكاتف».. وشأن «إلجام النفس وكبح جماحها وإطلاق الروح وحثّها نحو الكمال» هو «سعادة الدارين».

    وهكذا غُلبت المدنيةُ الحاضرة أمامَ القرآن الحكيم مع ما أخذت من محاسنَ من الأديان السابقة، ولاسيما من القرآن الكريم.

    وفي الدرجة الثالثة: سنبين -على سبيل المثال- أربعةَ مسائل فحسب من بين آلاف المسائل:

    المسألة الأولى: إنّ دساتير القرآن الكريم وقوانينَه لأنها آتية من الأزل، فهي باقية وماضية إلى الأبد. لا تهرَم أبدا ولا يصيبُها الموتُ، كما تهرمُ القوانين المدنية وتموت، بل هي شابّة وقوية دائما في كل زمان.

    فمثلا: إن المدنية بكل جمعياتِها الخيرية، وأنظمتها الصارمة ونُظُمها الجبارة، ومؤسساتِها التربوية الأخلاقية لم تستطع أن تعارض مسألتين من القرآن الكريم، بل انهارت أمامَهما وهي في قوله تعالى: ﴿ وَاٰتُوا الزَّكٰوةَ ﴾ (البقرة:٤٣) و ﴿ وَاَحَلَّ اللّٰهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبٰوا ﴾ (البقرة:٢٧٥).

    سنبين هذا الظهورَ القرآني المعجز وهذه الغالبية بمقدمة: إنّ أسّ أساس جميع الاضطرابات والثورات في المجتمع الإنساني إنما هو كلمة واحدة، كما أن منبع جميع الأخلاق الرذيلة كلمة واحدة أيضا. كما أثبت ذلك في «إشارات الإعجاز».

    الكلمة الأولى: «إن شبعتُ، فلا عليّ أن يموتَ غيري من الجوع».

    الكلمة الثانية: «اكتسبْ أنتَ، لآكل أنا، واتعبْ أنت لأستريح أنا».

    نعم، إنه لا يمكن العيشُ بسلام ووئام في مجتمع إلّا بالمحافظة على التوازن القائم بين الخواص والعوام، أي بين الأغنياء والفقراء. وأساس هذا التوازن هو رحمةُ الخواص وشفقتُهم على العوام، وإطاعةُ العوام واحترامُهم للخواص.

    فالآن، إن الكلمة الأولى قد ساقت الخواصَّ إلى الظلم والفساد، ودفعت الكلمةُ الثانية العوامَ إلى الحقد والحسد والصراع. فسُلبت البشرية الراحةَ والأمان لعصور خلت، كما هو في هذا العصر، حيث ظهرت حوادث أوربا الجسام بالصراع القائم بين العاملين وأصحاب رأس المال كما لا يخفى على أحد.

    فالمدنية بكل جمعياتها الخيرية ومؤسساتها الأخلاقية وبكل وسائل نظامها وانضباطها الصارم عجزتْ عن أن تصلح بين تينك الطبقتين من البشر، كما عجزت عن أن تضمد جرحَي الحياة البشرية الغائرَين.

    أما القرآن الكريم فإنه يقلع الكلمةَ الأولى من جذورها، ويداويها بوجوب الزكاة. ويقلع الكلمةَ الثانية من أساسها ويداويها بحرمة الربا. نعم، إن الآيات القرآنية تقف على باب العالَم قائلة للربا: «الدخول ممنوع». وتأمر البشرية: «أوصدوا أبواب الربا لتنسد أمامَكم أبواب الحروب». وتحذّر تلاميذ القرآن المؤمنين من الدخول فيها.

    الأساس الثاني: إنّ المدنية الحاضرة لا تقبل تعددَ الزوجات، وتحسب ذلك الحكمَ القرآني مخالفا للحكمة ومنافيا لمصلحة البشر.

    نعم، لو كانت الحكمةُ من الزواج قاصرةً على قضاء الشهوة للزم أن يكون الأمرُ معكوسا، بينما هو ثابت حتى بشهادة جميع الحيوانات وبتصديق النباتات المتزاوجة؛ إنّ الحكمة من الزواج والغايةَ منه إنما هي التكاثر وإنجاب النسل. أما اللذةُ الحاصلة من قضاء الشهوة فهي أجرة جزئية تمنحها الرحمةُ الإلهية لتأدية تلك المهمة.

    فما دام الزواجُ للتكاثر وإنجاب النسل ولبقاء النوع حكمةً وحقيقةً، فلا شك أن المرأة التي لا يمكن أن تلد إلّا مرةً واحدة في السنة، ولا تكون خصبة إلاّ نصف أيام الشهر وتدخل سن اليأس في الخمسين من عمرها، لا تكفي الرجلَ الذي له القدرةُ على الإخصاب في أغلب الأوقات حتى وهو ابن مائة سنة. لذا تضطر المدنيةُ إلى فتح أماكن العهر والفحش.

    الأساس الثالث: إنّ المدنية التي لا تتحاكم إلى المنطق العقلي، تنتقد الآية الكريمة:

    ﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْاُنْثَيَيْنِ ﴾ (النساء:١١) التي تمنح النساء الثُلث من الميراث (أي نصف ما يأخذه الذكر).

    ومن البديهي أن أغلب الأحكام في الحياة الاجتماعية إنما تُسنّ حسب الأكثرية من الناس، فغالبيةُ النساء يجدن أزواجا يعيلونَهن ويحمونَهن، بينما الكثير من الرجال مضطرون إلى إعالة زوجاتهم وتحمّل نفقاتهن. فإذا ما أخذت الأنثى الثُلث من أبيها (أي نصف ما أخذه الزوج من أبيه) فإن زوجَها سيسدُّ حاجتَها. بينما إذا أخذ الرجل حظَّين من أبيه، فإنه سيُنفق قسطا منه على زوجته. وبذلك تحصل المساواةُ، ويكون الرجل مساويا لأخته. وهكذا تقتضي العدالةُ القرآنية. ([14])

    الأساس الرابع: إنّ القرآن الكريم مثلما يمنع بشدة عبادةَ الأصنام، يمنع كذلك اتخاذ الصور التي هي شبيهة بنوع من اتخاذ الأصنام. أما المدنية الحاضرة فإنها تعدّ الصور من مزاياها وفضائلها وتحاول أن تعارض القرآن. والحال أن الصوَر أيا كانت، ظليةً أو غيرها، فهي إما ظلم متحجر، أو رياء متجسد، أو هوى متجسّم، حيث تهيّج الأهواءَ وتدفع الإنسان إلى الظلم والرياء والهوى.

    ثم إن القرآن يأمر النساء أن يحتجِبن بحجاب الحياء، رحمةً بهن وصيانةً لحرمتهن وكرامتهن، ولكي لا تُهان تلك المعادن الثـمينة معادن الشـفقة والرأفة، وتلك المصادر اللطيفة للحنان والرحمة، تحت أقدام الذل والمهانة. ولكي لا يكنّ آلةً لهوسات الرذيلة ومتعة تافهة لا قيمة لها. ([15]) أما المدنية فإنها قد أخرجت النساء من أوكارهن وبيوتهن ومزّقت حجابَهن وأدَّت بالبشرية أن يجنّ جنونُها. علما أن الحياة العائلية إنما تدوم بالمحبة والاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة. بينما التكشف والتبرج يزيلان تلك المحبة الخالصة والاحترام الجاد ويسممان الحياة العائلية؛

    ولاسيما الولعُ بالصور فإنه يفسد الأخلاقَ ويهدِمها كليا، ويؤدي إلى انحطاط الروح وتردّيها. ويمكن فهم هذا بالآتي:

    كما أن النظرَ بدافع الهوى وبشهوة إلى جنازةِ امرأة حسناء تنتظر الرحمةَ وترجوها، يهدِم الأخلاق ويحطّها، كذلك النظرُ بشهوة إلى صوَر نساء ميّتات أو إلى صور نساء حيّات -وهي في حُكم جنائزَ مصغرة لهن- يزعزع مشاعر الإنسان ويعبَث بها، ويهدمها.

    وهكذا بمثل هذه المسائل الأربع فإن كل مسألة من آلاف المسائل القرآنية تضمن سعادةَ البشر في الدنيا، كما تحقق سعادته الأبدية في الآخرة. فَلكَ أن تقيس سائر المسائل على المسائل المذكورة.

    وأيضا، فكما أن المدنية الحاضرة تخسر وتُغلَب أمامَ دساتير القرآن المتعلقة بحياة الإنسان الاجتماعية، فيُظهر إفلاسَها -من زاوية الحقيقة- إزاء إعجاز القرآن المعنوي، كذلك فإن فلسفة أوربا وحكمة البشر (وهي المدنية) عند الموازنة بينها وبين حكمة القرآن بموازين الكلمات الخمس والعشرين السابقة، ظهرتْ عاجزةً وحكمةُ القرآن معجزة، وإن شئت فراجع «الكلمة الثانية عشرة» و«الثالثة عشرة» لتلمس عجزَ حكمة الفلسفة وإفلاسَها وإعجاز حكمة القرآن وغناها.

    وأيضا، فكما أن المدنيةَ الحاضرة غُلبتْ أمام إعجاز حكمة القرآن العلمي والعملي، كذلك آدابُ المدنية وبلاغتُها فهي مغلوبة أمام الأدب القرآنـي وبلاغته. والنسبة بينهما أشبهُ ما يكون ببكاء يتيم فَقَد أبوَيه بكاءً ملؤه الحزنُ القاتم واليأسُ المرير، إلى إنشاد عاشق عفيف حزينٍ على فراق قصيرِ الأمد غناءً ملؤه الشوقُ والأمل.. أو نسبة صراخِ سكيرٍ يتخبط في وضع سافل، إلى قصائدَ حماسية تحضّ على بذل الغوالي من الأنفس والأموال وبلوغ النصر.

    لأن الأدب والبلاغة من حيث تأثير الأسلوب، إما يورثان الحُزن وإما الفرح. والحزنُ نفسه قسمان:

    إما أنه حزن منبعث من فَقْد الأحبة، أي من عدم وجود الأحبة والأخلاء، وهو حزن مظلم كئيب تورثه المدنيةُ الملوثة بالضلالة والمشوبة بالغفلة والمعتقدة بالطبيعة. وإما أنه ناشئ من فراق الأحبة، بمعنى أن الأحبةَ موجودون، ولكن فراقَهم يبعث على حزن ينمّ عن لوعة الاشتياق. فهذا الحزن هو الذي يورثه القرآن الهادي المنير.

    أما الفرح والسرور فهو أيضا قسمان:

    الأول: يدفع النفسَ إلى شهواتها، هذا هو شأن آداب المدنية من أدب مسرحي وسينمائي وروائي.

    أما الثاني: فهو فرح لطيف بريء نـزيه، يكبحُ جماح النفس ويُلجمها ويحث الروحَ والقلب والعقل والسر على المعالي وعلى موطنهم الأصلي، على مقرهم الأبدي، على أحبتهم الأخرويين. وهذا الفرح هو الذي يمنحه القرآنُ المعجز البيان الذي يحضّ البشر ويشوّقه للجنّة والسعادة الأبدية وعلى رؤية جمال الله تعالى.

    ولقد توهم بعضُ قاصري الفهم وممن لا يكلفون أنفسهم دقةَ النظر أن المعنى العظيم والحقيقة الكبرى التي تفيدها الآية الكريمة: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يرًا ﴾ (الإسراء:٨٨) ظنّوها صورة محالة ومبالغة بلاغية! حاشَ لله! بل إنها بلاغة هي عين الحقيقة، وصورة ممكنة وواقعة وليست محالة قط.

    فأحَد وجوه تلك الصورة هو أنه لو اجتمع أجمل ما يقوله الإنس والجن الذي لم يترشح من القرآن ولا هو من متاعه، فلا يماثل القرآنَ قط ولن يماثله. لذا لم يظهر مثيله.

    والوجه الآخر: أن المدنية وحكمة الفلسفة والآداب الأجنبية التي هي نتائج أفكار الجن والإنس وحتى الشياطين وحصيلة أعمالهم، هي في دركات العجز أمام أحكام القرآن وحكمته وبلاغته. كما قد بيّنا أمثلة منها.

    الجلوة الثالثة

    خطابه كل طبقة من طبقات الناس

    إنّ القرآن الحكيم يخاطب كلَّ طبقة من طبقات البشر في كل عصر من العصور، وكأنه متوجّه توجها خاصا إلى تلك الطبقة بالذات.

    إذ لمّا كان القرآن يدعو جميع بني آدم بطوائفهم كافة إلى الإيمان الذي هو أسمى العلوم وأدقُّها، وإلى معرفة الله التي هي أوسعُ العلوم وأنورُها، والى الأحكام الإسلامية التي هي أهمُّ المعارف وأكثرُها تنوعا، فمن الألزم إذن أن يكون الدرس الذي يُلقيه على تلك الطوائف من الناس، درسا يوائم فهْم كلٍّ منها. والحال أن الدرس واحد، وليس مختلفا، فلابد إذن من وجود طبقات من الفهم في الدرس نفسه، فكل طائفةٍ من الناس -حسب درجاتها- تأخذ حظَّها من الدرس من مشهد من مشاهد القرآن.

    ولقد وافينا بأمثلة كثيرة لهذه الحقيقة، يمكن مراجعتها، أما هنا فنكتفي بالإشارة إلى بضع أجزاء منها، وإلى حظِّ طبقة أو طبقتين منها من الفهم فحسب.

    فمثلا: قوله تعالى:

    ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْۙ ❀ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ ﴾ (الاخلاص:٣-٤)

    فإن حظَّ فهْم طبقة العوام التي تشكل الأكثرية المطلقة هو «أنّ الله منـزّه عن الوالد والولد وعن الزوجة والأقران».

    وحظ طبقة أخرى متوسطة من الفهم هو «نفيُ ألوهية عيسى عليه السلام والملائكة، وكلِّ ما هو من شأنه التولد» لأن نفي المحال لا فائدة منه في الظاهر؛ لذا فلابد أن يكون المرادُ إذن ما هو لازم الحُكم كما هو مقرر في البلاغة. فالمراد من نفي الولد والوالدية اللذين لهما خصائص الجسمانية هو نفي الألوهية عن كل مَن له ولد ووالد وكفؤ، وبيان عدم لياقتهم للألوهية. فمن هذا السر تبين أن سورة الإخلاص يمكن أن تفيد كل إنسان في كل وقت.

    وحظ فهم طبقة أكثر تقدما هو أنّ الله منـزّه عن كل رابطة تتعلق بالموجودات تُشَم منها رائحةُ التوليد والتولد، وهو مقدّس عن كل شريك ومعين ومجانس. وإنما علاقته بالموجودات هي الخلاقيـة. فهو يخلق الموجودات بأمر ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ بإرادته الأزلية وباختياره. وهو منـزّه عن كل رابطة تنافي الكمالَ، كالإيجاب والاضطرار والصدور بغير اختيار.

    وحظ فهم طبقة أعلى من هذه هو: أنّ الله أزلي، أبدي، أول وآخر، لا نظيرَ له ولا كفؤَ، ولا شبيهَ، ولا مثيلَ ولا مثالَ في أية جهة كانت، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. وإنما هناك «المَثَل» -ولله المثل الأعلى- الذي يفيد التشبيه في أفعاله وشؤونه فحسب.

    فلك أن تقيس على هذه الطبقات أصحابَ الحظوظ المختلفة في الإدراك، من أمثال طبقة العارفين وطبقة العاشقين وطبقة الصديقين وغيرهم..

    المثال الثاني: قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ اَبَٓا اَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلٰكِنْ ﴾ (الأحزاب:٤٠)

    فحظُّ فهم الطبقة الأولى من هذه الآية هو: أنّ زيدا(∗) خادمَ الرسول ﷺ ومتبناه ومخاطبَه بـ: «يا بُني»، قد طلّق زوجتَه العزيزة بعدما أحسّ أنه ليس كفوا لها. فتزوجَها الرسول ﷺ بأمر الله تعالى. فالآية (النازلة بهذه المناسبة) تقول: إن النبي ﷺ إذا خاطبَكم مخاطبة الأب لابنه، فإنه يخاطبكم من حيث الرسالة، إذ هو ليس أبا لأحدٍ منكم باعتباره الشخصي حتى لا تليقَ به زوجاتُه.

    وحظ فهم الطبقة الثانية هو أنّ الأمير العظيم ينظر إلى رعاياه نظرَ الأب الرحيم، فإن كان سلطانا روحانيا في الظاهر والباطن فإن رحمته ستفوق رحمةَ الأب وشفقتَه أضعافا مضاعفة. حتى تنظر إليه أفرادُ الرعية نظرَهم للأب وكأنهم أولادُه الحقيقيون. وحيث إن النظرة إلى الأب لا يمكن أن تنقلب إلى النظر إلى الزوج، والنظرَ إلى البنت لا يتحول بسهولة إلى النظر إلى الزوجة، فلا يوافق في فكر العامة تزوّج الرسول ﷺ ببنات المؤمنين استنادا إلى هذا السر. لذا فالقرآنُ يخاطبهم قائلا: إن الرسول ﷺ ينظر إليكم نظرَ الرحمة والشفقة من زاوية الرحمة الإلهية، ويعاملُكم معاملةَ الأب الحنون من حيث النبوة، ولكنه ليس أبا لكم من حيث الشخصية الإنسانية حتى لا يلائمَ تزوجَه من بناتكم ويحرُم عليه.

    القسم الثالث يفهم الآية هكذا: ينبغي عليكم ألّا ترتكبوا السيئات والذنوب اعتمادا على رأفة الرسول الكريم ﷺ عليكم وانتسابكم إليه. إذ إن هناك الكثيرين يعتمدون على ساداتهم ومرشديهم فيتكاسلون عن العبادة والعمل، بل يقولون أحيانا: «قد أُدِيتْ صلاتُنا» (كما هو الحال لدى بعض الشيعة).

    النكتة الرابعة: إنّ قسما آخر يفهم إشارة غيبية من الآية وهي أنّ أبناء الرسول ﷺ لا يبلغون مبلغَ الرجال، وإنما يتوفاهم الله قبل ذلك، فلا يدوم نسلُه من حيث كونهم رجالا، لحكمة يراها سبحانه وتعالى. إلّا أن لفظ «رجال» يشير إلى أنه سيدوم نسلُه من النساء دون الرجال. فللّه الحمد والمنة فإن النسل الطيب المبارك من فاطمة الزهراء رضي الله عنها كالحسن والحسين رضي الله عنهما وهما البدران المنوّران لسلسلتين نورانيتين، يديمان ذلك النسل المبارك (المادي والمعنوي) لشمس النبوة.

    اللّهم صلِّ عليه وعلى آله.

    (تمت الشعلة الأولى بأشعتها الثلاثة).

    الشعلة الثانية

    هذه الشعلة لها ثلاثة أنوار

    النور الأول

    إن القرآن الكريم قد جمع السلاسةَ الرائقة والسلامةَ الفائقة والتساندَ المتين والتناسبَ الرصين والتعاونَ القوي بين الجمل وهيئاتها، والتجاوبَ الرفيع بين الآيات ومقاصدها، بشهادة علم البيان وعلم المعاني وشهادة ألوف من أئمة هذه العلوم كالزمخشري والسكاكي وعبد القاهر الجرجاني، مع أن هناك ما يقارب تسعةَ أسباب مهمة تخل بذلك التجاوب والتعاون والتساند والسلاسة والسلامة. فلم تؤثر تلك الأسبابُ في الإفساد والإخلال، بل مدّت وعضّدت سلاستَه وسلامته وتسانده. إلّا ما أجرتْه بشيء من حكمها في إخراج رؤوسها من وراء ستار النظام والسلاسة، وذلك لتدلّ على معان جليلة من سلاسة نظم القرآن، بمثل ما تُخرج البراعمُ بعض البروزات والنُدب في جذع الشجرة المنسقة. فهذه البروزات ليست لإخلال تناسق الشجرة وتناسبها وإنما لإعطاء ثمرات يتم بها جمالُ الشجرة وكمالُ زينتها.

    إذ إنّ ذلك القرآن المبين نـزل في ثلاث وعشرين سنة نجما نجما لمواقع الحاجات نـزولا متفرقا متقطعا، مع أنه يُظهر من التلاؤم الكامل كأنه نـزل دفعة واحدة.

    وأيضا إنّ ذلك القرآن المبين نـزل في ثلاث وعشرين سنة لأسباب نـزول مختلفة متباينة، مع أنه يُظهر من التساند التام كأنه نـزل لسبب واحد...

    وأيضا إنّ ذلك القرآن جاء جوابا لأسئلة مكررة متفاوتة، مع أنه يُظهر من الامتزاج التام والاتحاد الكامل كأنه جواب عن سؤال واحد...

    وأيضا إنّ ذلك القرآن جاء بيانا لأحكام حوادث متعددة متغايرة، مع أنه يبين من الانتظام الكامل كأنه بيان لحادثة واحدة...

    وأيضا إنّ ذلك القرآن نـزل متضمنا لتنـزلات كلامية إلهية في أساليب تُناسب أفهامَ مخاطبين لا يُحصرون، وحالات من التلقي متخالفة متنوعة، مع أنه يبين من السلاسة اللطيفة والتماثل الجميل، كأن الحالةَ واحدة والفهمَ واحد، حتى تجري السلاسة كالماء السلسبيل...

    وأيضا إنّ ذلك القرآن جاء مكلِّما متوجها إلى أصناف متعددة متباعدة من المخاطبين، مع أنه يُظهر من سهولة البيان وجزالة النظام ووضوح الإفهام كأن المخاطبين صنف واحد بحيث يظن كلُّ صنف أنه المخاطب وحدَه بالأصالة...

    وأيضا إنّ ذلك القرآن نـزل هاديا وموصلا إلى غايات إرشادية متدرجة متفاوتة، مع أنه يبين من الاستقامة الكاملة والموازنة الدقيقة والانتظام الجميل كأن المقصد واحد.

    فهذه الأسباب مع أنها أسباب للتشويش واختلال المعنى والمبنى، إلّا أنها استُخدمت في إظهار إعجاز بيان القرآن وسلاسته وتناسبه.

    نعم، من كان ذا قلبٍ غيرَ سقيم، وعقل مستقيم، ووجدان غيرِ مريض، وذوق سليم، يرى في بيان القرآن سلاسةً جميلة وتناسقا لطيفا ونغمة لذيذة وفصاحة فريدة. فمن كانت له عين سليمة في بصيرته، فلا ريب أنه يرى في القرآن عينا ترى كل الكائنات ظاهرا وباطنا بوضوح تام كأنها صحيفة واحدة، يقلّبها كيف يشاء، فيعرّف معانيَها على ما يشاء من أسلوب.

    فلو أردنا توضيح حقيقة هذا النور الأول بأمثلة، لاحتجنا إلى بضعة مجلدات. لذا نكتفي بالإيضاحات التي تخص هذه الحقيقة في كل من «الرسائل العربية» ([16]) و«إشارات الإعجاز» والكلمات الخمس والعشرين السابقة. بل القرآنُ الكريم بكامله مثال لهذه الحقيقة. أبيّنه كله دفعة واحدة.

    النور الثاني

    يبحث هذا النور عن مزية الإعجاز في الأسلوب البديع للقرآن في الخلاصات (الفذلكات) والأسماء الحسنى التي تنتهي بها الآياتُ الكريمة:

    تنبيه

    سترد آيات كثيرة في هذا النور الثاني، وهي ليست خاصة به وحدَه بل تكون أمثلةً أيضا لما ذُكر من المسائل والأشعة. ولو أردنا أن نوفي هذه الأمثلة حقها من الإيضاح لطال بنا البحث، بيد أني أراني مضطرا في الوقت الحاضر إلى الاختصار والإجمال، لذا فقد أشرنا إشارة في غاية الاختصار والإجمال إلى الآيات التي أوردناها مثالا لبيان هذا السر العظيم سرِّ الإعجاز مؤجِّلين تفصيلاتِها إلى وقت آخر.

    فالقرآن الكريم يذكر في أكثر الأحيان قسما من الخلاصات والفذلكات في خاتمة الآيات. فتلك الخلاصات إما أنها تتضمن الأسماء الحسنى أو معناها، وإما أنها تحيل قضاياها إلى العقل وتحثه على التفكر والتدبر فيها.. أو تتضمن قاعدةً كلية من مقاصد القرآن فتؤيد بها الآية وتؤكدها.

    ففي تلك الفذلكات بعضُ إشارات من حكمة القرآن العالية، وبعض رشاشات من ماء الحياة للهداية الإلهية، وبعض شرارات من بوارق إعجاز القرآن.

    ونحن الآن نذكر إجمالا «عشر إشارات» فقط من تلك الإشارات الكثيرة جدا، كما نشير إلى مثال واحد فقط من كثير من أمثلتها، وإلى معنى إجمالي لحقيقة واحدة فقط من بين الحقائق الكثيرة لكل مثال.

    هذا وإن أكثر هذه الإشارات العشر تجتمع في أكثر الآيات معا مكونة نقشا إعجازيا حقيقيا. وإن أكثر الآيات التي نأتي بها مثالا هي أمثلة لأكثر الإشارات. فنبين من كل آية إشارة واحدة مشيرين إشارة خفيفة إلى معاني تلك الآيات التي ذكرناها في «كلمات» سابقة.

    مزية الجزالة الأولى

    إن القرآن الكريم -ببياناته المعجزة- يبسط أفعال الصانع الجليل ويفرش آثاره أمام النظر، ثم يستخرج من تلك الأفعال والآثار الأسماءَ الإلهية، أو يثبت مقصدا من مقاصد القرآن الأساسية كالحشر والتوحيد.

    فمن أمثلة المعنى الأول: قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذ۪ي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْاَرْضِ جَم۪يعًا ثُمَّ اسْتَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ فَسَوّٰيهُنَّ سَبْعَ سَمٰوَاتٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾ (البقرة:٢٩)

    ومن أمثلة المعنى الثاني: قوله تعالى: ﴿ اَلَمْ نَجْعَلِ الْاَرْضَ مِهَادًاۙ ❀ وَالْجِبَالَ اَوْتَادًاۖ ❀ وَخَلَقْنَاكُمْ اَزْوَاجًا ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ اِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ م۪يقَاتًا ﴾ (النبأ).

    ففي الآية الأولى: يعرض القرآن الآثار الإلهية العظيمة التي تدل بغاياتها ونظمها على علم الله وقدرته، يذكرها مقدّمةً لنتيجة مهمة وقصدٍ جليل ثم يستخرج اسم الله «العليم». وفي الآية الثانية: يذكر أفعال الله الكبرى وآثاره العظمى، ويستنتج منها الحشر الذي هو يوم الفصل، كما وُضّح في النقطة الثالثة من الشعاع الأول من الشعلة الأولى.

    النكتة البلاغية الثانية

    إنّ القرآن الكريم ينشر منسوجات الصنعة الإلهية ويعرضها على أنظار البشر ثم يلفّها ويطويها في الخلاصة ضمن الأسماء الإلهية، أو يحيلها إلى العقل.

    فمن أمثلة الأول: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَٓاءِ وَالْاَرْضِ اَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْاَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْاَمْرَۜ فَسَيَقُولُونَ اللّٰهُۚ فَقُلْ اَفَلَا تَتَّقُونَ ❀ فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ﴾ (يونس:٣١-٣٢)

    فيقول أولا: «مَن الذي هَيَّأ السماء والأرض وجعلهما مخازن ومستودعاتٍ لرزقكم، فأنـزل من هناك المطر ويُخرج من هنا الحبوب ؟ ومَن غيرُ الله يستطيع أن يجعل السماء والأرض العظيمتين في حكم خازنين مطيعين لحكمه؟ فالشكر والحمد إذن له وحده».

    ويقول في الفقرة الثانية: «أمّن هو مالك أسماعكم وأبصاركم التي هي أثمن ما في أعضائكم؟ من أي مصنع أو محل ابتعتموها؟ فالذي منحكم هذه الحواس اللطيفة من عين وسمع إنما هو ربُّكم! وهو الذي خلقكم وربّاكم، ومنحها لكم، فالرب إذن إنما هو وحده المستحق للعبادة ولا يستحقها غيره».

    ويقول في الفقرة الثالثة: «أمّن يحيى مئات الآلاف من الطوائف الميتة كما يحيى الأرض؟ فمن غيرُ الحق سبحانه وخالقُ الكون يَقْدِر أن يفعل هذا الأمر؟ فلا ريب أنه هو الذي يفعل وهو الذي يحيى الأرض الميتة. فما دام هو الحق فلن تضيع عنده الحقوق، وسيبعثكم إلى محكمة كبرى وسيحييكم كما يحيى الأرض».

    ويقول في الفقرة الرابعة: «مَن غيرُ الله يستطيع أن يدبّر شؤون هذا الكون العظيم ويدير أمره إدارةً منسقة منظمة بسهولة إدارة قصر أو مدينة؟ فما دام ليس هناك غير الله، فلا نقص إذن في القدرة القادرة على إدارة هذا الكون العظيم، بكل أجرامهِ، بيسر وسهولة، ولا حاجة لها إلى شريك ولا إلى معين، فهي مطلقة لا يحدها حدود. ولا يدع مَن يدبّر أمور الكون العظيم إدارة مخلوقات صغيرة إلى غيره. فأنتم إذن مضطرون لأن تقولوا: الله».

    فترى أن الفقرة الأولى والرابعة تقول: «الله»، وتقول الثانية: «رب». وتقول الثالثة: «الحق». فافهم مدى الإعجاز في موقع جملة ﴿ فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ﴾ .

    وهكذا يذكر القرآن عظيم تصرفات الله سبحانه وعظيم منسوجاته ثم يذكر اليد المدبّرة لتلك الآثار الجليلة والمنسوجات العظيمة: ﴿ فَذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ﴾ ، أي إنه يُري منبعَ تلك التصرفات العظيمة ومصدرَها بذكر الأسماء الإلهية: الله، الرب، الحق.

    ومن أمثلة الثاني:

    ﴿ اِنَّ ف۪ي خَلْقِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّت۪ي تَجْر۪ي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَٓا اَنْزَلَ اللّٰهُ مِنَ السَّمَٓاءِ مِنْ مَٓاءٍ فَاَحْيَا بِهِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ ف۪يهَا مِنْ كُلِّ دَٓابَّةٍۖ وَتَصْر۪يفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَٓاءِ وَالْاَرْضِ لَاٰيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ (البقرة:١٦٤)

    يذكر القرآن في هذه الآيات ما في خلق السماوات والأرض من تجلي سلطنة الألوهية الذي يُظهر تجلي كمالَ قدرته سبحانه وعظمةَ ربوبيته، ويَشهد على وحدانيته.. ويذكر تجلي الربوبية في اختلاف الليل والنهار، وتجلي الرحمة بتسخير السفينة وجريانها في البحر التي هي من الوسائل العظمى للحياة الاجتماعية، وتجلي عظمة القدرة في إنزال الماء الباعث على الحياة من السماء إلى الأرض الميتة وإحيائها مع طوائفها التي تزيد على مئات الآلاف، وجعلها في صورة معرض للعجائب والغرائب.. كما يذكر تجلِّي الرحمة والقدرة في خلق ما لا يُحد من الحيوانات المختلفة من تراب بسيط.. كما يذكر تجلِّي الرحمة والحكمة من توظيف الرياح بوظائف جليلة كتلقيح النباتات وتنفسها، وجعلها صالحةً في ترديد أنفاس الأحياء بتحريكها وإدارتها.. كما يذكر تجلِّي الربوبية في تسخير السُحب وجمعها وتفريقها وهي معلقة بين السماء والأرض كأنها جنود منصاعون للأوامر يتفرقون للراحة ثم يجمّعون لتلقي الأوامر في عرض عظيم.

    وهكذا بعد سرد منسوجات الصنعة الإلهية يسوق العقلَ إلى اكتناه حقائقها تفصيلا فيقول: ﴿ لَاٰيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ آخذا بزمام العقل إلى التدبّر موقظا إياه إلى التفكّر.

    مزيّة الجزالة الثالثة

    إنّ القرآن الكريم قد يذكر أفعال الله سبحانه بالتفصيل، ثم بعد ذلك يوجزها ويجمِلها بخلاصة. فهو بتفصيلها يورث القناعة والاطمئنان، وبإيجازها وإجمالها يسهّل حفظها وتقييدها.

    فمثلا: ﴿ وَكَذٰلِكَ يَجْتَب۪يكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْو۪يلِ الْاَحَاد۪يثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلٰٓى اٰلِ يَعْقُوبَ كَمَٓا اَتَمَّهَا عَلٰٓى اَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ اِبْرٰه۪يمَ وَاِسْحٰقَۜ اِنَّ رَبَّكَ عَل۪يمٌ حَك۪يمٌ ﴾ (يوسف:٦).

    يشير بهذه الآية إلى النعم التي أنعمها الله على سيدنا يوسف وعلى آبائه من قبل، فيقول: إن الله تعالى هو الذي اصطفاكم من بنى آدم لمقام النبوة وجعل سلسلة جميع الأنبياء مرتبطة بسلسلتكم وسوّدها على سائر سلاسل بني البشر، كما جعل أسرتكم موضع تعليم وهداية، تلقّن العلوم الإلهية والحكمة الربانية، فجمَع فيكم سلطنة الدنيا السعيدة وسعادة الآخرة الخالدة، وجعلك بالعلم والحكمة عزيزا لمصر ونبيا عظيما ومرشدا حكيما.. فبعد أن يذكر تلك النعم ويعدّدها وكيف أن الله قد جعله هو وآباءه ممتازَين بالعلم والحكمة، يقول: ﴿ إِنّ رَبَّكَ عَلِيم حَكِيم ﴾ أي اقتضت ربوبيته وحكمته أن يجعلك وآباءك تحظَون بنور اسم «العليم الحكيم». وهكذا أجمل تلك النعم المفصّلة بهذه الخلاصة.

    ومثلا: قوله تعالى: ﴿ قُلِ اللّٰهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَٓاءُ ﴾ (آل عمران:٢٦) إلى قوله تعالى: ﴿ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَٓاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (آل عمران:٢٧).

    تعرض هذه الآية أفعال الله سبحانه في المجتمع الإنساني وتفيد بأن العزة والذلة والفقر والغنى مربوطة مباشرة بمشيئة الله وإرادته تعالى. أي «إن التصرف في أكثر طبقات الكثرة تشتتا إنما هو بمشيئة الله وتقديره فلا دخل للمصادفة قط».

    فبعد أن أعطت الآية هذا الحكم، تقول: إن أعظم شيء في الحياة الإنسانية هو رزقُه. فتثبت ببضع مقدّمات أن الرزق إنما يُرسل مباشرة من خزينة الرزاق الحقيقي؛ إذ إن رزقَكم منوط بحياة الأرض، وحياة الأرض منوطة بالربيع، والربيع إنما هو بيد من يسخّر الشمس والقمر ويكوّر الليل والنهار. إذن فإن منح تفاحة لإنسان رزقا حقيقيا، إنما هو من فعل مَن يملأ الأرض بأنواع الثمرات، وهو الرزاق الحقيقي. وبعد ذلك يجمُل القرآن ويثبت تلك الأفعال المفصّلة بهذه الخلاصة: ﴿ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَٓاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.

    النكتة البلاغية الرابعة

    إنّ القرآن قد يذكر المخلوقات الإلهية مرتبةً بترتيب معين، ثم يبين به أن في المخلوقات نظاما وميزانا، يُريان ثمرة المخلوقات. وكأنه يُضفي نوعا من الشفافية والسطوع على المخلوقات التي تظهر منها الأسماءُ الإلهية المتجلية فيها، فكأن تلك المخلوقات المذكورة ألفاظ، وهذه الأسماء معانيها، أو أنها ثمرات وهذه الأسماء نواها أو لبابُها.

    فمثلا:

    ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ ط۪ينٍۚ ❀ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً ف۪ي قَرَارٍ مَك۪ينٍۖ ❀ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًاۗ ثُمَّ اَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا اٰخَرَۜ فَتَبَارَكَ اللّٰهُ اَحْسَنُ الْخَالِق۪ينَ ﴾ (المؤمنون:١٢-١٤).

    يذكر القرآنُ خلق الإنسان وأطواره العجيبة الغريبة البديعة المنتظمة الموزونة ذكرا مرتبا يبيّن كالمرآة ﴿ فَتَبَارَكَ اللّٰهُ اَحْسَنُ الْخَالِق۪ينَ ﴾ ، حتى كأن كلَّ طور يبين نفسَه ويوحي بنفسه هذه الآية، بل حتى قالها قبل مجيئها أحدُ كتّاب الوحي حينما كان يكتب هـذه الآية، فذهب به الظن إلى أن يقول: أ أوحي إليّ أيضا؟ ([17]) والحال أنّ كمال نظام الكلام الأول وشفافيته الرائقة وانسجامه التام يُظهر نفسه قبل مجيء هذه الكلمة.

    وكذا قوله تعالى: ﴿ اِنَّ رَبَّكُمُ اللّٰهُ الَّذ۪ي خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوٰى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَث۪يثًاۙ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَمْرِه۪ۜ اَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْاَمْرُۜ تَبَارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ (الأعراف:٥٤).

    يبين القرآن في هذه الآية عظمةَ القدرة الإلهية وسلطنةَ الربوبية، بوجه يدلّ على قدير ذي جلال استوى على عرش ربوبيته ويسطّر آيات ربوبيته على صحائف الكون، ويحوّل الليل والنهار كأنهما شريطان يعقب أحدهما الآخر. والشمس والقمر والنجوم متهيئة لتلقي الأوامر كجنود مطيعين. لذا فكل روح ما إن تسمع هذه الآية إلّا وتقول: «تبارك الله ربُّ العالمين.. بارك الله.. ما شاء الله». أي إن جملة: ﴿ تَبَارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ تجري مجرى الخلاصة لما سبق من الجمل، وهي بحكم نواتِها وثمرتِها وماء حياتها.

    مزية الجزالة الخامسة

    إنّ القرآن قد يذكر الجزئيات المادية المعرَّضة للتغير والتي تكون مناط مختلف الكيفيات والأحوال، ثم لأجل تحويلها إلى حقائقَ ثابتة يقيّدها ويُجْمِلها بالأسماء الإلهية التي هي نورانية وكلية وثابتة. أو يأتي بخلاصة تسوق العقلَ إلى التفكر والاعتبار.

    ومن أمثلة المعنى الأول: ﴿ وَعَلَّمَ اٰدَمَ الْاَسْمَٓاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلٰٓئِكَةِ فَقَالَ اَنْبِؤُ۫ن۪ي بِاَسْمَٓاءِ هٰٓؤُ۬لَٓاءِ اِنْ كُنْتُمْ صَادِق۪ينَ ❀ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾ (البقرة:٣١-٣٢).

    هذه الآية تذكر أولا حادثة جزئية هي أن سبب تفضيل آدم في الخلافة على الملائكة هو «العلم». ومن بعد ذلك تذكر حادثة مغلوبية الملائكة أمام سيدنا آدم في قضية العلم. ثم تعقّب ذلك بإجمال هاتين الحادثتين بذكر اسمين كليين من الأسماء الحسنى: ﴿ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾. بمعنى أن الملائكة يقولون: أنت العليم يا رب فعلّمتَ آدم فغَلَبنا وأنت الحكيم فتمنحنا كلَّ ما هو ملائم لاستعدادنا، وتفضّله علينا باستعداداته.

    ومن أمثلة المعنى الثاني: ﴿ وَاِنَّ لَكُمْ فِي الْاَنْعَامِ لَعِبْرَةًۜ نُسْق۪يكُمْ مِمَّا ف۪ي بُطُونِه۪ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَٓائِغًا لِلشَّارِب۪ينَ ❀ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخ۪يلِ وَالْاَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًاۜ اِنَّ ف۪ي ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ❀ وَاَوْحٰى رَبُّكَ اِلَى النَّحْلِ اَنِ اتَّخِذ۪ي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَۙ ❀ ثُمَّ كُل۪ي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُك۪ي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًاۜ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ اَلْوَانُهُ ف۪يهِ شِفَٓاءٌ لِلنَّاسِۜ اِنَّ ف۪ي ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (النحل: ٦٦-٦٩).

    تعرض هذه الآيات الكريمة أن الله تعالى جعل الشاة، والمعزى، والبقر، و الإبل وأمثالها من المخلوقات ينابيعَ خالصةً زكية لذيذة تدفق الحليب، وجعل سبحانه العنب والتمر وأمثالهما أطباقا من النعمة وجِفانا لطيفة لذيذة.. كما جعل من أمثال النحل -التي هي معجزة من معجزات القدرة- العسل الذي فيه شفاء للناس، إلى جانب لذته وحلاوته.. وفي خاتمة المطاف تحث الآيات على التفكر والاعتبار وقياس غيرها عليها بـ ﴿ اِنَّ ف۪ي ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.

    النكتة البلاغية السادسة

    إنّ القرآن الكريم قد يَنشر أحكام الربوبية على الكثرة الواسعة المنتشرة، ثم يضع عليها مظاهرَ الوحدة، ويجمعُها في نقطة توحّدها كجهة وحدة بينها، أو يمكّنها في قاعدة كلية.

    فمثلا: قوله تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَۚ وَلَا يَؤُ۫دُهُ حِفْظُهُمَاۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظ۪يمُ ﴾ (البقرة:٢٥٥).

    فهذه الآية (أي آيةُ الكرسي) تأتي بعشر جُمل تمثل عشر طبقات من التوحيد في أشكال مختلفة، وتثبتها. وبعد ذلك تقطع قطعا كليا بقوة صارمة عِرق الشرك ومداخلة غير الله بـ ﴿ مَنْ ذَا الَّذ۪ي يَشْفَعُ عِنْدَهُٓ اِلَّا بِاِذْنِه۪ ﴾ . فهذه الآية لأنها قد تجلّى فيها الاسمُ الأعظم فإن معانيها من حيث الحقائق الإلهية هي في الدرجة العظمى والمقام الأسمى. إذ تبين تصرفات الربوبية في الدرجة العظمى. وبعد ذكر تدبير الألوهية الموجّه للسماوات والأرض كافة توجها في أعلى مقام وأعظم درجة، تذكر الحفيظية الشاملة المطلقة بكل معانيها. ثم تلخص منابع تلك التجليات العظمى في رابطة وحدة اتحادٍ، وجهة وحدة بقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظ۪يمُ ﴾.

    ومثلا: ﴿ اَللّٰهُ الَّذ۪ي خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ وَاَنْزَلَ مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً فَاَخْرَجَ بِه۪ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْۚ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِاَمْرِه۪ۚ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْاَنْهَارَۚ ❀ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَٓائِبَيْنِۚ وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَۚ ❀ وَاٰتٰيكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَاَلْتُمُوهُۜ وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّٰهِ لَا تُحْصُوهَاۜ اِنَّ الْاِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ (إبراهيم:٣٢-٣٤).

    تبين هذه الآيات كيف أن الله تعالى قد خلق هذا الكون للإنسان في حُكم قصر، وأرسل ماء الحياة من السماء إلى الأرض، فجعل السماء والأرض مسخّرتين كأنّهما خادمان عاملان على إيصال الرزق إلى الناس كافة، كما سخّر له السفينة ليمنح الفرصة لكل أحد، ليستفيد من ثمار الأرض كافة، ليضمن له العيش فيتبادل الأفراد فيما بينهم ثمارَ سعيهم وأعمالهم. أي جعل لكلٍّ من البحر والشجر والريح أوضاعا خاصة بحيث تكون الريحُ كالسوط والسفينةُ كالفرس والبحرُ كالصحراء الواسعة تحتها. كما أنه سبحانه جعل الإنسان يرتبط مع كل ما في أنحاء المعمورة بالسفينة وبوسائطِ نقلٍ فطرية في الأنهار والروافد وسيّر له الشمس والقمر وجعلهما ملاحين مأمورين لإدارة دولاب الكائنات الكبير وإحضار الفصول المختلفة وإعداد ما فيها من نِعم إلهية. كما سخّر الليل والنهار جاعلا الليلَ لباسا وغطاءً ليخلد الإنسانُ إلى الراحة والنهارَ معاشا ليتّجر فيه.

    وبعد تعداد هذه النعم الإلهية تأتي الآية بخلاصة ﴿ وَاٰتٰيكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَاَلْتُمُوهُۜ وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّٰهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ لبيان مدى سعة دائرة إنعام الله تعالى على الإنسان وكيف أنها مملوءة بأنواع النعم، أي إن كل ما سأله الإنسانُ بحاجته الفطرية وبلسان استعداده قد منَحه الله تعالى إياه. فتلك النعم لا تدخل في الحصر ولا تنفد ولا تنقضي بالتعداد.

    نعم، إن كانت السماوات والأرض مائدةً من موائد نعَمه العظيمة وكانت الشمسُ والقمر والليل والنهار بعضا من تلك النِعم التي احتوتها تلك المائدة، فلا شك أن النعم المتوجهة إلى الإنسان لا تعدّ ولا تحصى.

    سر البلاغة السابعة

    قد تبين الآيةُ غايات المسَبَّب وثمراته لتعزل السببَ الظاهري وتسلب منه قدرةَ الخلق والإيجاد. وليُعلَم أن السببَ ما هو إلّا ستار ظاهري؛ ذلك لأن إرادة الغايات الحكيمة والثمرات الجليلة يلزم أن يكون من شأن مَن هو عليم مطلق العلم وحكيم مطلق الحكمة، بينما سببُها جامد من غير شعور.

    فالآية تفيد بذكر الثمرات والغايات أن الأسباب وإن بدتْ في الظاهر والوجود متصلةً مع المسببَّات إلّا أن بينهما في الحقيقة وواقع الأمر بونا شاسعا جدا.

    نعم، إن المسافة بين السبب وإيجاد المسبَّب مسافة شاسعة بحيث لا طاقة لأعظم الأسباب أن تنال إيجاد أدنى مسبَّب، ففي هذا البُعد بين السبب والمسبَّب تشرق الأسماءُ الإلهية كالنجوم الساطعة.

    فمطالعُ تلك الأسماء هي في تلك المسافة المعنوية، إذ كما يُشاهد اتصال أذيال السماء بالجبال المحيطة بالأفق وتبدو مقرونةً بها، بينما هناك مسافة عظيمة جدا بين دائرة الأفق والسماء، كذلك فإن ما بين الأسباب والمسبَّبات مسافة معنوية عظيمة جدا لا تُرى إلّا بمنظار الإيمان ونور القرآن.

    فمثلا: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْاِنْسَانُ اِلٰى طَعَامِه۪ۙ ❀ اَنَّا صَبَبْنَا الْمَٓاءَ صَبًّاۙ ❀ ثُمَّ شَقَقْنَا الْاَرْضَ شَقًّاۙ ❀ فَاَنْبَتْنَا ف۪يهَا حَبًّاۙ ❀ وَعِنَبًا وَقَضْبًاۙ ❀ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًاۙ ❀ وَحَدَٓائِقَ غُلْبًاۙ ❀ وَفَاكِهَةً وَاَبًّاۙ ❀ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِاَنْعَامِكُمْۜ ﴾ (عبس:٢٤-٣٢).

    هذه الآيات الكريمة تذكر معجزات القدرة الإلهية ذكرا مرتبا حكيما تربط الأسبابَ بالمسبَّبات، ثم في خاتمة المطاف تبيّن الغاية بلفظ: ﴿ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِاَنْعَامِكُمْ ﴾ فتثبت في تلك الغاية أن متصرفا مستترا وراء جميع تلك الأسباب والمسببات المتسلسلة يرى تلك الغايات ويراعيها. وتؤكد أن تلك الأسباب ما هي إلّا حجاب دونه.

    نعم، إن عبارة: ﴿ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِاَنْعَامِكُمْ ﴾ تسلب جميعَ الأسباب من القدرة على الإيجاد والخلق. إذ تقول معنىً: أنّ الماء الذي ينـزل من السماء لتهيئة الأرزاق لكم ولأنعامكم لا ينـزل بنفسه، لأنه ليس له قابلية الرحمة والحنان عليكم وعلى إنعامكم كي يرأف بحالكم؛ فإذن يُرسَل إرسالا.

    وإن التراب الذي لا شعُور له، لأنه بعيد كل البعد من أن يرأف بحالكم فيهيئ لكم الرزق، فلا ينشقّ إذن بنفسه، بل هناك مَن يشقّه ويفتح أبوابه، ويناولكم النِعَم منه.

    وكذا الأشجار والنباتات، فهي بعيدة كل البعد عن تهيئة الثمرات والحبوب رأفةً بكم وتفكرا برزقكم، فما هي إلّا حبال وشرائط ممتدة من وراء ستار الغيب يمدها حكيم رحيم علّق تلك النعم بها وأرسلها إلى ذوي الحياة.

    وهكذا فمن هذه البيانات تظهر مطالع أسماء حسنى كثيرة كالرحيم والرزاق والمنعم والكريم.

    ومثلا:

    ﴿ اَلَمْ تَرَ اَنَّ اللّٰهَ يُزْج۪ي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِه۪ۚ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَٓاءِ مِنْ جِبَالٍ ف۪يهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُص۪يبُ بِه۪ مَنْ يَشَٓاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَٓاءُۜ يَكَادُ سَنَا بَرْقِه۪ يَذْهَبُ بِالْاَبْصَارِۜ ❀ يُقَلِّبُ اللّٰهُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَۜ اِنَّ ف۪ي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لِاُو۬لِي الْاَبْصَارِ ❀ وَاللّٰهُ خَلَقَ كُلَّ دَٓابَّةٍ مِنْ مَٓاءٍۚ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْش۪ي عَلٰى بَطْنِه۪ۚ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْش۪ي عَلٰى رِجْلَيْنِۚ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْش۪ي عَلٰٓى اَرْبَعٍۜ يَخْلُقُ اللّٰهُ مَا يَشَٓاءُۜ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (النور:٤٣-٤٥).

    فهذه الآية الكريمة حينما تبين التصرفات العجيبة في إنـزال المطر وتشكّل السحاب الذي يمثل ستار خزينة الرحمة الإلهية وأهم معجزة من معجزات الربوبية، تبيّنها كأن أجزاء السحاب كانت منتشرة ومختفية في جو السماء -كالجنود المنتشرين للراحة- فتجتمع بأمر الله وتتألف تلك الأجزاء الصغيرة مشكّلةً السحاب كما تجتمع الجنود بصوت بوق عسكري، فيرسل الماء الباعث على الحياة إلى ذوي الحياة كافة، من تلك القطع من السحاب التي هي في جسامة الجبال السيارة في القيامة وعلى صورتها. وهي في بياض الثلج والبَرَد وفي رطوبتها.. فيُشاهَد في ذلك الإرسال إرادةٌ وقصد لأنه يأتي حسب الحاجة، أي يُرسَل المطرُ إرسالا، ولا يمكن أن تجتمع تلك الأجزاء الضخمة من السحاب وكأنها جبال بنفسها في الوقت الذي نرى الجو براقا صحوا لا شيء يعكّره، بل يرسلها مَن يعرف ذوي الحياة ويعلم بحالهم.

    ففي هذه المسافة المعنوية تظهر مطالعُ الأسماء الحسنى كالقدير والعليم والمتصرف والمدبّر والمربي والمغيث والمحيي.

    مزية الجزالة الثامنة

    إنّ القرآن الكريم قد يذكر من أفعال الله الدنيوية العجيبة والبديعة كي يُعدّ الأذهان للتصديق ويُحضر القلوب للإيمان بأفعاله المعجزة في الآخرة. أو إنه يصوّر الأفعالَ الإلهية العجيبة التي ستحدث في المستقبل والآخرة بشكل يجعلنا نقتنع ونطمئن إليه بما نشاهده من نظائرها العديدة.

    فمثلا: ﴿ اَوَلَمْ يَرَ الْاِنْسَانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَاِذَا هُوَ خَص۪يمٌ مُب۪ينٌ.. ﴾ إلى آخر سورة «يس».. هنا في قضية الحشر، يثبت القرآن الكريم ويسوق البراهين عليها، بسبع أو ثماني صور مختلفة متنوعة:

    إنه يقدّم النشأة الأولى أولا، ويعرضها للأنظار قائلا: إنكم ترون نشأتكم من النطفة إلى العلقة ومن العلقة إلى المضغة ومن المضغة إلى خلق الإنسان، فكيف تنكرون إذن النشأة الأخرى التي هي مثل هذا بل أهونُ منه؟

    ثم يشير بـ ﴿ اَلَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْاَخْضَرِ نَارًا ﴾ إلى تلك الآلاء وذلك الإحسان والإنعام الذي أنعمه الحق سبحانه على الإنسان، فالذي ينعم عليكم مثل هذه النعم، لن يترككم سدىً ولا عبثا، لتدخلوا القبر وتناموا دون قيام.

    ثم إنه يقول رمزا: إنكم ترون إحياء واخضرار الأشجار الميتة، فكيف تستبعدون اكتساب العظام الشبيهة بالحطب للحياة ولا تقيسون عليها؟

    ثم هل يمكن أن يعجز مَن خلق السماوات والأرض عن إحياء الإنسان وإماتته وهو ثمرة السماوات والأرض؟ وهل يمكن من يدير أمرَ الشجرة ويرعاها أن يهمل ثمرتها ويتركها للآخرين؟! فهل تظنون أن يُترك للعبث «شجرة الخلقة» التي عُجنت جميع أجزائها بالحكمة، ويهمل ثمرتَها ونتيجتها؟

    وهكذا فإن الذي سيحييكم في الحشر مَن بيده مقاليد السماوات والأرض، وتخضع له الكائنات خضوع الجنود المطيعين لأمره فيسخرهم بأمر ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ تسخيرا كاملا.. ومَن عنده خلق الربيع يسيـر وهيّن كخلق زهرة واحدة، وإيجاد جميع الحيوانات سهل على قدرته كإيجاد ذبابة واحدة.. فلا ولن يُسأل للتعجيز صاحب هذه القدرة: ﴿ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ ﴾ ؟

    ثم إنه بعبارة ﴿ فَسُبْحَانَ الَّذ۪ي بِيَدِه۪ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ يبين أنه سبحانه بيده مقاليد كل شيء، وعنده مفاتيح كل شيء، يقلّب الليل والنهار، والشتاء والصيف بكل سهولة ويسر كأنها صفحات كتاب، والدنيا والآخرة هما عنده كمنـزلين يغلق هذا ويفتح ذاك.

    فما دام الأمر هكذا فإن نتيجة جميع الدلائل هي ﴿ وَاِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ أي إنه يحييكم من القبر، ويسوقكم إلى الحشر، ويوفّي حسابَكم عند ديوانه المقدس.

    وهكذا ترى أن هذه الآيات قد هَيأت الأذهان، وأحضرت القلوب لقبول قضية الحشر، بما أظهرت من نظائرها بأفعالٍ في الدنيا.

    هذا، وقد يذكر القرآن أيضا أفعالا أخروية بشكل يحسس ويشير إلى نظائرها الدنيوية، ليمنع الإنكار والاستبعاد.

    فمثلا: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْمَوْءُ۫دَةُ سُئِلَتْۙ ❀ بِاَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْۚ ❀ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا السَّمَٓاءُ كُشِطَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْجَح۪يمُ سُعِّرَتْۙۖ ❀ وَاِذَا الْجَنَّةُ اُزْلِفَتْۙۖ ❀ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَٓا اَحْضَرَتْ.. ﴾ إلى آخر السورة.

    بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اِذَا السَّمَٓاءُ انْفَطَرَتْۙ ❀ وَاِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْۙ ❀ وَاِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْۙ ❀ وَاِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْۙ ❀ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَاَخَّرَتْ.. ﴾ إلى آخر السورة.

    بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اِذَا السَّمَٓاءُ انْشَقَّتْۙ ❀ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْۙ ❀ وَاِذَا الْاَرْضُ مُدَّتْۙ ❀ وَاَلْقَتْ مَا ف۪يهَا وَتَخَلَّتْۙ ❀ وَاَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ... ﴾ إلى آخر السورة.

    فترى أن هذه السوَر تذكر الانقلابات العظيمة والتصرفات الربانية الهائلة بأسلوب يجعل القلب أسير دهشة هائلة يضيق العقلُ دونَها ويبقى في حيرة. ولكن الإنسان ما إن ير نظائرَها في الخريف والربيع إلّا ويقبَلها بكل سهولة ويسر.

    ولما كان تفسير السور الثلاث هذه يطول، لذا سنأخذ كلمة واحدة نموذجا، فمثلا: ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾ تفيد هذه الآية: «ستُنشر في الحشر جميعُ أعمال الفرد مكتوبةً على صحيفة». وحيث إن هذه المسألة عجيبة بذاتها فلا يرى العقلُ إليها سبيلا، إلّا أن السورة كما تشير إلى الحشر الربيعي وكما أن للنقاط الأخرى نظائرَها وأمثلتها كذلك نظير نشر الصحف ومثالها واضح جليّ، فلكل ثمر ولكل عشب ولكل شجر، أعمال وله أفعال، وله وظائف.

    وله عبودية وتسبيحات بالشكل الذي تُظهر به الأسماء الإلهية الحسنى. فجميع هذه الأعمال مندرجة مع تاريخ حياته في بذوره ونواه كلها. وستظهر جميعُها في ربيع آخر ومكان آخر. أي إنه كما يذكر بفصاحة بالغة أعمال أمهاته وأصوله بالصورة والشكل الظاهر، فإنه ينشر كذلك صحائف أعماله بنشر الأغصان وتفتح الأوراق والأثمار.

    نعم، إن الذي يفعل هذا أمام أعيننا بكل حكمة وحفظ وتدبير وتربية ولطف هو الذي يقول ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾...

    وهكذا قس النقاط الأخرى على هذا المنوال. وإن كانت لديك قوة استنباط فاستنبط.

    ولأجل مساعدتك ومعاونتك سنذكر ﴿ اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْۙ ﴾ أيضا.

    فإن لفظ ﴿ كُوِّرَتْ ﴾ الذي يرد في هذا الكلام هو بمعنى: لُفّت وجُمعت. فهو مثال رائع ساطع فوق أنه يومئ إلى نظيره ومثيله في الدنيا:

    أولا: إن الله سبحانه وتعالى قد رفع ستائر العدم والأثير والسماء، عن جوهرة الشمس التي تضيء الدنيا كالمصباح، فأخرجها من خزينة رحمته وأظهرها إلى الدنيا. وسيلفّ تلك الجوهرة بأغلفتها عندما تنتهي هذه الدنيا وتنسد أبوابُها.

    ثانيا: إن الشمس موظفة ومأمورة بنشر غلالات الضوء في الأسحار ولفّها في الأماسي. وهكذا يتناوب الليلُ والنهار هامة الأرض، وهي تجمع متاعها مقللةً من تعاملها، أو يكون القمر -إلى حدٍ ما- نقابا لأخذها وعطائها ذلك، أي كما أن هذه الموظفة تجمع متاعها وتطوي دفاتر أعمالها بهذه الأسباب، فلابد من أن يأتي يوم تُعفى من مهامها، وتُفصَل من وظيفتها، حتى إن لم يكن هناك سبب للإعفاء والعزل. ولعلّ توسّع ما يشاهده الفلكيون على وجهها من البقعتين الصغيرتين الآن اللتين تتوسعان وتتضخمان رويدا رويدا، تسترجع الشمس -بهذا التوسع- وبأمر رباني ما لفّته ونشرَته على رأس الأرض بإذن إلهي من الضوء، فتلف به نفسها. فيقول ربّ العزة: «إلى هنا انتهت مهمتك مع الأرض، فهيّا إلى جهنم لتحرقي الذين عبدوك وأهانوا موظفة مسخرة مثلك وحقروها متهمين إياها بالخيانة وعدم الوفاء». بهذا تقرأ الشمسُ الأمر الرباني: ﴿ اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْۙ ﴾ على وجهها المبقع.

    نكتة البلاغة التاسعة

    إنّ القرآن الكريم قد يذكر بعضا من المقاصد الجزئية، ثم لأجل أن يحوّل تلك الجزئيات إلى قاعدة كلية ويجيلَ الأذهان فيها يثبّت ذلك المقصد الجزئي ويقرره ويؤكده بالأسماء الحسنى التي هي قاعدة كلية.

    فمثلا: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّت۪ي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَك۪ٓي اِلَى اللّٰهِ وَاللّٰهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَاۜ اِنَّ اللّٰهَ سَم۪يعٌ بَص۪يرٌ ﴾ (المجادلة:١).

    يقول القرآن: إن الله سميع مطلق السمع يسمع كل شيء، حتى إنه ليسمع باسمه «الحق» حادثة جزئية، حادثة لمرأة -المرأة التي حظيت بألطف تجلٍ من تجليات الرحمة الإلهية وهي التي تمثل أعظم كنـز لحقيقة الرأفة والحنان- هذه الدعوى المقدمة من امرأة وهي محقة في دعواها على زوجها وشكواها إلى الله منه يسمعها برحمة بالغة كأي أمر عظيم باسم «الرحيم» وينظر إليها بكل شفقة ويراها باسم «الحق».

    فلأجل جعل هذا المقصد الجزئي كليا تفيد الآية بأن الذي يسمع أدنى حادثة من المخلوقات ويراها، يلزم أن يكون ذلك الذي يسمع كل شيء ويراه، وهو المنـزّه عن الممكنات. والذي يكون ربا للكون لابد أن يرى ما في الكون أجمع من مظالم ويسمع شكوى المظلومين، فالذي لا يرى مصائبهم ولا يسمع استغاثاتهم لا يمكن أن يكون ربا لهم. لذا فإن جملة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ سَم۪يعٌ بَص۪يرٌ ﴾تبين حقيقتين عظيمتين. كما جعلت المقصد الجزئي أمرا كليا.

    ومثل ثان: ﴿ سُبْحَانَ الَّذ۪ٓي اَسْرٰى بِعَبْدِه۪ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ اِلَى الْمَسْجِدِ الْاَقْصَا الَّذ۪ي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ اٰيَاتِنَاۜ اِنَّهُ هُوَ السَّم۪يعُ الْبَص۪يرُ ﴾ (الإسراء:١).

    إنّ القرآن الكريم يختم هذه الآية بـ ﴿ اِنَّهُ هُوَ السَّم۪يعُ الْبَص۪يرُ ﴾ وذلك بعد ذكره إسراء الرسول الحبيب ﷺ من مبدأ المعراج -أي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى- ومنتهاه الذي تشير إليه سورة النجم.

    فالضمير في ﴿ اِنَّهُ ﴾ إما أن يرجع إلى الله تعالى، أو إلى الرسول الكريم ﷺ.

    فإذا كان راجعا إلى الرسول ﷺ، فإن قوانين البلاغة ومناسبة سياق الكلام تفيدان أنّ هذه السياحة الجزئية، فيها من السير العمومي والعروج الكلي ما قد سَمِع وشاهَدَ كلَّ ما لاقى بَصَره وسمعَه من الآيات الربانية، وبدائع الصنعة الإلهية في أثناء ارتقائه المراتب الكلية للأسماء الإلهية الحسنى البالغة إلى سدرة المنتهى، حتى كان قاب قوسين أو أدنى. مما يدل على أن هذه السياحة الجزئية هي في حُكم مفتاحٍ لسياحةٍ كليةٍ جامعة لعجائب الصنعة الإلهية. ([18])

    وإذا كان الضمير راجعا إلى الله سبحانه وتعالى، فالمعنى يكون عندئذٍ هكذا: إنه سبحانه وتعالى دعا عبدَه إلى حضوره والمثول بين يديه، لينيط به مهمةً ويكلّفه بوظيفة؛ فأسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي هو مجمع الأنبياء. وبعد إجراء اللقاء معهم وإظهاره بأنه الوارث المطلق لأصول أديان جميع الأنبياء، سَيَّره في جولةٍ ضمن مُلكه وسياحةٍ ضمن ملكوته، حتى أبلغه سدرة المنتهى فكان قاب قوسين أو أدنى. وهكذا فإن تلك السياحة أو السير، وإن كانت معراجا جزئيا وأن الذي عُرج به عبد، إلّا أن هذا العبد يحمل أمانةً عظيمة تتعلق بجميع الكائنات، ومعه نور مبين ينير الكائنات ويبدل من ملامحها ويصبغها بصبغته. فضلا عن أن لديه مفتاحا يستطيع أن يفتح به باب السعادة الأبدية والنعيم المقيم.

    ومثال آخر: ﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ فَاطِرِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ جَاعِلِ الْمَلٰٓئِكَةِ رُسُلًا اُو۬ل۪ٓي اَجْنِحَةٍ مَثْنٰى وَثُلٰثَ وَرُبَاعَۜ يَز۪يدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَٓاءُۜ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (فاطر:١).

    ففي هذه السورة يقول تعالى: إنّ فاطر السماوات والأرض ذا الجلال قد زيّن السماوات والأرض وبيّن آثار كماله على ما لا يعد من المشاهدين وجعلهم يرفعون إليه ما لا نهاية له من الحمد والثناء. وإنه تعالى زيّن الأرض والسماء بما لا يحد من النعم والآلاء. فتحمد السماواتُ والأرض بلسان نعمها وبلسان المنعَمين عليهم جميعا وتثنى على فاطرها «الرحمن». وبعد ذلك يقول: إنّ الله سبحانه الذي منح الإنسانَ والحيوانات والطيور من سكان الأرض أجهزة وأجنحة يتمكنون بها من الطيران والسياحة بين مدن الأرض وممالكها، والذي منح سكان النجوم وقصور السماوات، وهم الملائكة، كي تسيح وتطير بين ممالكها العلوية وأبراجها السماوية لابد أن يكون قادرا على كل شيء. فالذي أعطى الذبابة الجناح لتطير من ثمرة إلى أخرى، والعصفور ليطير من شجرة إلى أخرى، هو الذي جعل الملائكة أولي أجنحة لتطير من الزُهَرة إلى المشتري ومن المشتري إلى زُحَل.

    ثم إن عبارة: ﴿ مَثْنٰى وَثُلٰثَ وَرُبَاعَ ﴾ تشير إلى أن الملائكة ليسوا منحصرين بجزئية ولا يقيدهم مكان معين، كما هو الحال في سكان الأرض بل يمكن أن يكونوا في آن واحد في أربع نجوم أو أكثر.

    فهذه الحادثة الجزئية، أي تجهيز الملائكة بالأجنحة تشير إلى عظمة القدرة الإلهية المطلقة العامة وتؤكدها بخلاصة ﴿ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾.

    نكتة البلاغة العاشرة

    قد تذكر الآية ما اقترفه الإنسانُ من سيئات، فتزجره زجرا عنيفا، ثم تختمها ببعض من الأسماء الحسنى التي تشير إلى الرحمة الإلهية لئلا يلقيه الزجر العنيف في اليأس والقنوط.

    فمثلا: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُٓ اٰلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ اِذًا لَابْتَغَوْا اِلٰى ذِي الْعَرْشِ سَب۪يلًا ❀ سُبْحَانَهُ وَتَعَالٰى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَب۪يرًا ❀ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّۜ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ وَلٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْب۪يحَهُمْۜ اِنَّهُ كَانَ حَل۪يمًا غَفُورًا ﴾ (الإسراء:٤٢-٤٤).

    تقول هذه الآية: قل لهم لو كان في مُلك الله شريك كما تقولون لامتدّت أيديهم إلى عرش ربوبيته ولظهرت علائمُ المداخلة باختلال النظام، ولكن جميع المخلوقات من السماوات السبع الطباق إلى الأحياء المجهرية، جزئيَّها وكليَّها، صغيرَها وكبيرها، تسبّح بلسان ما يظهر عليها من تجليات الأسماء الحسنى ونقوشها، وتقدّس مسمّى تلك الأسماء ذا الجلال والإكرام، وتنـزّهه عن الشريك والنظير.

    نعم، إنّ السماء تقدّسه وتشهد على وحدته بكلماتها النيّرة من شموس ونجوم، وبحكمتها وانتظامها.. وإنّ جو الهواء يسبّحه ويقدّسه ويشهد على وحدانيته بصوت السحاب وكلمات الرعد والبرق والقطرات.. والأرض تسبّح خالقها الجليل وتوحدهّ بكلماتها الحية من حيوانات ونباتات وموجودات.. وكذا تسبّحه وتشهد على وحدانيته كلُّ شجرة من أشجارها بكلمات أوراقها وأزاهيرها وثمراتها.. وكلُّ مخلوق صغير ومصنوع جزئي مع صغره وجزئيـته يسبّح بإشارات ما يحمله من نقوش وكيفيات وما يظهره من أسماء حسنى كثيرة وتقدّس مسمى تلك الأسماء ذا الجلال وتشهد على وحدانيته تعالى.

    وهكذا فالكون برمّته معا وبلسان واحد، يسبّح خالقَه الجليل متفقا ويشهد على وحدانيته، مؤديا بكمال الطاعة ما أنيط به من وظائف العبودية. إلّا الإنسانَ الذي هو خلاصةُ الكون ونتيجتُه وخليفته المكرم وثمرته اليانعة، يقــوم بخلاف جميع ما في الكون وبضده، فيكفر بالله ويشرك به. فكم هو قبيـح صنيعُه هذا؟ وكم يا ترى يستحق عقابا على ما قدمت يداه؟ ولكن لئلا يقع الإنسانُ في هاوية اليأس والقنوط تبين له الآية حكمةَ عدم هدم القهار الجليل الكونَ على رأسه بما يجترحه من سيئات شنيعة كهذه الجناية العظمى، وتقول: ﴿ اِنَّهُ كَانَ حَل۪يمًا غَفُورًا ﴾ مبيِّنة حكمةَ الإمهال وفتح باب الأمل بهذه الخاتمة.

    فافهم من هذه الإشارات العشر الإعجازية، أن في الخلاصات والفذلكات التي في ختام الآيات لمعات إعجازية كثيرة فضلا عما تترشح منها من رشحات الهداية الغزيرة، حتى بلغ بدهاة البلغاء أنهم لم يتمالكوا أنفسهم من الحيرة والإعجاب أمام هذه الأساليب البديعة فقالوا: ما هذا كلام البشر، وآمنوا بحق اليقين بقوله تعالى: ﴿ اِنْ هُوَ اِلَّا وَحْيٌ يُوحٰى ﴾ (النجم:٤).

    هذا وإن بعض الآيات -إلى جانب جميع الإشارات المذكورة- تتضمن مزايا أخرى عديدة لم نتطرق إليها في بحثنا، فيُشاهَد من إجماع تلك المزايا نقش إعجازي بديع يراه حتى العميان.

    النور الثالث

    وهو أن القرآن الكريم لا يمكن أن يُقاس بأي كلام آخر، إذ إن منابعَ علو طبقة الكلام وقوتِه وحسنِه وجمالِه أربعة:

    الأول: المتكلم. الثاني: المخاطَب. الثالث: المقصد. الرابع: المقام. وليس المقام وحده كما ضل فيه الأدباء. فلابد من أن تنظر في الكلام إلى: مَن قال؟ ولمن قال؟ ولِمَ قال؟ وفيمَ قال؟ فلا تقف عند الكلام وحدَه وتنظر إليه.

    ولما كان الكلامُ يستمد قوتَه وجمالَه من هذه المنابع الأربعة، فبإنعام النظر في منابع القرآن تُدرك درجةَ بلاغته وحسنَها وسموَّها وعلوَّها.

    نعم، إن الكلام يستمد القوة من المتكلم، فإذا كان الكلام أمرا ونهيا يتضمن إرادةَ المتكلم وقدرتَه حسب درجته، وعند ذاك يكون الكلام مؤثرا نافذا يسري سريان الكهرباء من دون إعاقة أو مقاومة. وتتضاعف قوةُ الكلام وعلوّه حسب تلك النسبة.

    فمثلا: ﴿ وَق۪يلَ يَٓا اَرْضُ ابْلَع۪ي مَٓاءَكِ وَيَا سَمَٓاءُ اَقْلِع۪ي ﴾ (هود:٤٤)

    و ﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلْاَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا اَوْ كَرْهًاۜ قَالَتَٓا اَتَيْنَا طَٓائِع۪ينَ ﴾ (فصلت:١١).

    فانظر إلى قوة وعلوّ هذه الأوامر الحقيقية النافذة التي تتضمن القوة والإرادة. ثم انظرْ إلى كلام إنسان وأمره الجمادات الشبيه بهذيان المحموم: اسكني يا أرض وانشقي يا سماء وقومي أيتُها القيامة!

    فهل يمكن مقايسة هذا الكلام مع الأمرين النافذين السابقين؟ ثم أين الأوامر الناشئة من فضول الإنسان والنابعة من رغباته والمتولدة من أمانيّه.. وأين الأوامر الصادرة ممن هو متصف بالآمرية الحقة يأمر وهو مهيمن على عمله؟! نعم، أين أمر أمير عظيم مُطاع نافذ الكلام يأمر جنوده بـ: «تقدَّم». وأين هذا الأمر إذا صدر من جندي بسيط لا يُبالى به؟ فهذان الأمران وإن كانا صورةً واحدة إلّا أن بينهما معنىً بونا شاسعا،كما بين القائد العام والجندي.

    ومثلا: ﴿ اِنَّمَٓا اَمْرُهُٓ اِذَٓا اَرَادَ شَيْـًٔا اَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (يس:٨٢) و ﴿ وَاِذْ قُلْنَا لِلْمَلٰٓئِكَةِ اسْجُدُوا لِاٰدَمَ ﴾ (البقرة:٣٤) انظر إلى قوة وعلوّ الأمرين في هاتين الآيتين. ثم انظر إلى كلام البشر من قبيل الأمر. ألا تكون النسبة بينهما كضوء اليراع أمام نور الشمس الساطعة؟.

    نعم، أين تصوير عامل يمارس عمله، وبيان صانع وهو يصنع، وكلام مُحسن في آن إحسانه، كل يصوّر أفاعيله، ويطابق فعلُه قولَه، أي يقول: انظروا فقد فعلت كذا لكذا، أفعل هذا لذاك، وهذا يكون كذا وذاك كذا.. وهكذا يبين فعلَه للعين والأذن معا.

    فمثلا: ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ❀ وَالْاَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَاَلْقَيْنَا ف۪يهَا رَوَاسِيَ وَاَنْبَتْنَا ف۪يهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَه۪يجٍۙ ❀ تَبْصِرَةً وَذِكْرٰى لِكُلِّ عَبْدٍ مُن۪يبٍ ❀ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً مُبَارَكًا فَاَنْبَتْنَا بِه۪ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَص۪يدِۙ ❀ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَض۪يدٌۙ ❀ رِزْقًا لِلْعِبَادِۙ وَاَحْيَيْنَا بِه۪ بَلْدَةً مَيْتًاۜ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ (ق:٦-١١).

    أين هذا التصوير الذي يتلألأ كالنجم في برج هذه السورة في سماء القرآن؛ كأنه ثمار الجنة -وقد ذكر كثيرا من الدلائل ضمن هذه الأفعال مع انتظام البلاغة وأثبت الحشر الذي هو نتيجتها بتعبير: ﴿ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ ليلزم به الذين ينكرون الحشر في مستهل السورة- فأين هذا وأين كلام الناس على وجه الفضول عن أفعال لا تمسهم إلّا قليلا؟ فلا تكون نسبته إليه إلاّ كنسبة صورة الزهرة إلى الزهرة الحقيقية التي تنبض بالحياة.

    إن بيان معنى هذه الآيات من قوله تعالى: ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا ﴾ إلى ﴿ كَذٰلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ على وجه أفضل يتطلب منا وقتا طويلا فنكتفي بالإشارة إليه ونمضي إلى شأننا:

    إنّ القرآن يبسط مقدّمات ليُرغم الكفار على قبول الحشر، لإنكارهم إياه في مستهل السورة. فيقول:

    أفلا تنظرون إلى السماء فوقكم كيف بنيناها، بناءً مهيبا منتظما..

    أوَلا ترون كيف زيّناها بالنجوم وبالشمس والقمر دون نقص أو فطور..؟

    أوَلا ترون كيف بسطنا الأرض وفرشناها لكم بالحكمة، وثبتنا فيها الجبال لتقيَها من مّد البحار واستيلائها؟

    أوَلا ترون أنا خلقنا فيها أزواجا جميلة متنوعة من كل جنس من الخضراوات والنباتات، وزيّنا بها أرجاء الأرض كافة؟

    أوَلا ترون كيف أرسلُ ماءً مباركا من السماء فأنبتُ به البساتين والزرع والثمرات اللذيذة من تمر ونحوه وأجعله رزقا لعبادي؟

    أوَلا يرون أنني أحيي الأرض الميتة، بذلك الماء. وآتي ألوفا من الحشر الدنيوي. فكما أخرج بقدرتي هذه النباتات من هذه الأرض الميتة، كذلك خروجكم يوم الحشر؛ إذ تموت الأرض في القيامة وتُبعثون أنتم أحياء.

    فأين ما أظهرته الآيةُ في إثبات الحشر من جزالة البيان -التي ما أشرنا إلّا إلى واحدة من الألف منها- وأين الكلمات التي يسردها الناس لدعوى من الدعاوى؟.

    لقد انتهجنا من أول هذه الرسالة إلى هنا نهجَ المحايد الموضوعي في تحقيق قضية الإعجاز، وقد أبقينا كثيرا من حقوق القرآن مطوية مخفية مستورة، فكنا نعقد موازنة نُنـزل تلك الشمس منـزلةَ الشموع، وذلك كله لكي نُخضع خصما عاتيا لقبول إعجاز القرآن.

    والآن وقد وفَّى التحقيقُ العلمي مهمته، وأُثبت إعجاز القرآن إثباتا ساطعا. فنشير ببعض القول باسم الحقيقة لا باسم التحقيق العلمي، إلى مقام القرآن، ذلك المقام العظيم الذي لا تسعه موازنة ولا ميزان.

    نعم، إنّ نسبة سائر الكلام إلى آيات القرآن، كنسبة صور النجوم المتناهية في الصغر التي تتراءى في المرايا، إلى النجوم نفسها.

    نعم، أين كلماتُ القرآن التي كل منها تصوّر الحقائق الثابتة وتبيّنها، وأين المعاني التي يرسمها البشر بكلماته على مرايا صغيرة لفكره ومشاعره؟

    أين الكلمات الحية حياةَ الملائكة الأطهار.. كلمات القرآن الذي يفيض بأنوار الهداية وهو كلامُ خالق الشمس والقمر.. وأين كلمات البشر اللاذعة الخادعة بدقائقها الساحرة بنفثاتها التي تثير أهواء النفس.

    نعم، كم هي النسبة بين الحشرات السامة والملائكة الأطهار والروحانيين المنوّرين؟ إنها هي النسبة نفسها بين كلمات البشر وكلمات القرآن الكريم. وقد أثبتتْ هذه الحقيقة مع «الكلمة الخامسة والعشرين» جميعُ الكلمات الأربع والعشرين السابقة. فدعوانا هذه ليست إدعاء وإنما هي نتيجة لبرهان سبَقها.

    نعم، أين ألفاظ القرآن التي كل منها صدفُ درر الهداية ومنبعُ حقائق الإيمان، ومعدن أسس الإسلام، والتي تتنـزل من عرش الرحمن وتتوجه من فوق الكون ومن خارجه إلى الإنسان، فأين هذا الخطاب الأزلي المتضمن للعلم والقدرة والإرادة، من ألفاظ الإنسان الواهية المليئة بالأهواء؟

    نعم، إن القرآن يمثل شجرة طوبى طيبة نشرت أغصانها في جميع أرجاء العالم الإسلامي، فأورقت جميعَ معنوياته وشعائره وكمالاته ودساتيره وأحكامه، وأبرزت أولياءَه وأصفياءه كزهور نضرة جميلة تستمد حسنها ونداوتها من ماء حياة تلك الشجرة، وأثمرت جميعَ الكمالات والحقائق الكونية والإلهية حتى غدت كل نواة من نوى ثمارها دستورَ عمل ومنهج حياة.. نعم، أين هذه الحقائق المتسلسلة التي يطالعنا بها القرآن بمثابة شجرة مثمرة وارفة الظلال وأين منها كلام البشر المعهود.

    أين الثرى من الثريا ؟

    إن القرآن الحكيم ينشر جميع حقائقه في سوق الكون ويعرضها على الملأ أجمعين منذ أكثر من ألف وثلاث مائة سنة وإن كل فرد وكل أمة وكل بلد قد أخذ من جواهره ومن حقائقه، وما زال يأخذ.. على الرغم من هذا فلم تخل تلك الإلفة، ولا تلك الوفرة، ولا مرور الزمان، ولا التحولات الهائلة، بحقائقه القيمة ولا بأسلوبه الجميل، ولم تشيّبه ولم تتمكن من أن تفقِدهُ طراوته أو تسقط من قيمته أو تطفئ سنا جماله وحسنه. إن هذه الحالة وحدَها إعجاز أيّ إعجاز.

    والآن إذا ما قام أحد ونظم قسما من الحقائق التي أتى بها القرآن حسب أهوائه وتصرفاته الصبيانية، ثم أراد أن يوازن بين كلامه وكلام القرآن، بغية الاعتراض على بعض آياته، وقال: «لقد قلت كلاما شبيها بالقرآن». فلا شك أن كلامه هذا يحمل من السخف والحماقة ما يشبه هذا المثال:

    إن بنّاءً شيد قصرا فخما، أحجارُه من جواهرَ مختلفة، ووضع تلك الأحجار في أوضاع وزيّنها بزينة ونقوش موزونة تتعلق بجميع نقوش القصر الرفيعة، ثم دخل ذلك القصر من يقصر فهمُه عن تلك النقوش البديعة، ويجهل قيمة جواهره وزينته. وبدأ يبدّل نقوش الأحجار وأوضاعها، ويجعلها في نظام حسب أهوائه حتى غدا بيتا اعتياديا. ثم جمّله بما يعجب الصبيان من خرز تافه، ثم بدأ يقول: انظروا إن لي من المهارة في فن البناء ما يفوق مهارة باني ذلك القصر الفخم، ولي ثروة أكثر من بنّاء القصر! فانظروا إلى جواهري الثمينة! لا شك أن كلامه هذا هذيان بل هذيان مجنون ليس إلا.

    الشعلة الثالثة

    هذه الشعلة لها ثلاثة أضواء

    الضياء الأول

    لقد وضّح في «الكلمة الثالثة عشرة» وجه عظيم من وجوه إعجاز القرآن المعجز البيان، فأخذ هنا وأدرج مع سائر إخوته من وجوه الإعجاز: إذا شئت أن تشاهد وتتذوق كيف تنشر كلُّ آية من القرآن الكريم نورَ إعجازها وهدايتها وتبدّد ظلماتِ الكفر كالنجم الثاقب؛ فتصوَّر نفسَك في ذلك العصر الجاهلي وفي صحراء تلك البداوة والجهل. فبينا تجد كلَّ شيء قد أُسدِل عليه ستارُ الغفلة وغشيَه ظلامُ الجهل ولُفّ بغلاف الجمود والطبيعة، إذا بك تشاهد وقد دّبت الحياة في تلك الموجودات الهامدة أو الميتة في أذهان السامعين فتنهض مسبّحةً ذاكرةً الله بصدى قوله تعالى ﴿ يُسَبِّحُ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَمَا فِي الْاَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَز۪يزِ الْحَك۪يمِ ﴾ (الجمعة:١) وما شابهها من الآيات الجليلة.

    ثم إن وجه السماء المظلمة التي تستعر فيها نجوم جامدة، تتحول في نظر السامعين، بصدى قوله تعالى ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ ﴾ (الإسراء:٤٤) إلى فمٍ ذاكرٍ لله، كل نجم يُرسل شعاع الحقيقة ويبث حكمة حكيمة بليغة.

    وكذا تتحول وجهُ الأرض التي تضم المخلوقات الضعيفة العاجزة بذلك الصدى السماوي إلى رأس عظيم، والبرُّ والبحر لسانين يلهجان بالتسبيح والتقديس وجميعُ النباتات والحيوانات كلمات ذاكرة مسبّحة؛ حتى لكأن الأرض كلها تنبض بالحياة. وهكذا بانتقالك الشعوريِّ إلى ذلك العصر تتذوق دقائق الإعجاز في تلك الآية الكريمة. وبخلاف ذلك تُحرَم من تذوق تلك الدقائق اللطيفة في الآية الكريمة.

    نعم، إنك إذا نظرت إلى الآيات الكريمة من خلال وضعك الحاضر الذي استنار بنور القرآن منذ ذلك العصر حتى غدا معروفا، وإضاءته سائر العلوم الإسلامية، حتى وضحت بشمس القرآن. أي إذا نظرت إلى الآيات من خلال ستار الإلفة، فإنك -بلا شك- لا ترى رؤية حقيقية مدى الجمال المعجز في كل آية، وكيف أنها تبدد الظلمات الدامسة بنورها الوهاج، ومن بعد ذلك لا تـتـذوق وجـه إعجاز القرآن من بين وجوهه الكثيرة.

    وإذا أردت مشاهدة أعظم درجة لإعجاز القرآن الكثيرة، فاستمع إلى هذا المثال وتأمل فيه:

    لنفرض شجرة عجيبة في منتهى العلو والغرابة وفي غاية الانتشار والسعة؛ قد أسدل عليها غطاء الغيب، فاستترت طيَّ طبقات الغيب. فمن المعلوم أن هناك توازنا وتناسبا وعلاقاتِ ارتباط بين أغصان الشجرة وثمراتها وأوراقها وأزاهيرها -كما هو موجود بين أعضاء جسم الإنسان- فكلُّ جزء من أجزائها يأخذ شكلا معينا وصورة معينة حسب ماهية تلك الشجرة.

    فإذا قام أحد -من قِبل تلك الشجرة التي لم تُشاهَد قط ولا تُشاهد- وَرَسَمَ على شاشةٍ صورةً لكل عضو من أعضاء تلك الشجرة، وحدّ له، بأن وضع خطوطا تمثل العلاقات بين أغصانها وثمراتها وأوراقها، وملأ ما بين مبدئها ومنتهاها -البعيدين عن بعضهما بما لا يحد- بصورٍ وخطوطٍ تمثل أشكال أعضائها تماما وتبرز صورها كاملة.. فلا يبقى أدنى شك في أن ذلك الرسّام يشاهد تلك الشجرة الغيبية بنظره المطّلع على الغيب ويحيط به علما، ومن بعد ذلك يصوّرها.

    فالقرآن المبين -كهذا المثال- أيضا فإن بياناته المعجزة التي تخص حقيقة الموجودات (تلك الحقيقة التي تعود إلى شجرة الخلق الممتدة من بَدءِ الدنيا إلى نهاية الآخرة والمنتشرة من الفرش إلى العرش ومن الذرات إلى الشموس) قد حافظت -تلك البيانات الفرقانية- على الموازنة والتناسب وأعطتْ لكل عضو من الأعضاء ولكل ثمرة من الثمرات صورةً تليق بها، بحيث خَلُص العلماء المحققون -لدى إجراء تحقيقاتهم وأبحاثهم- إلى الانبهار والانشداه قائِلين: «ما شاء الله.. بارك الله، إن الذي يحل طلسم الكون ويكشف معمّى الخلق إنما هو أنت وحدك أيها القرآن الحكيم»!

    فلنمثل -ولله المثل الأعلى- الأسماء الإلهية وصفاتها الجليـلة والشــؤون الربانية وأفعالها الحكيمة كأنها شجرة طوبى من نور تمتد دائرة عظمتها من الأزل إلى الأبد، وتسع حدود كبريائها الفضاء المطلق غير المحدود وتحيط به، ويمتد مدى إجراءاتها من حدود ﴿ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوٰى ﴾ (الأنعام:٩٥) ﴿ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه۪ ﴾ (الأنفال:٢٤) ﴿ هُوَ الَّذ۪ي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْاَرْحَامِ كَيْفَ يَشَٓاءُ ﴾ (آل عمران:٦) إلى ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ﴾ (هود:٧) والى ﴿ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر:٦٧) ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ (الرعد:٢) فنرى أن القرآن الكريم يبين تلك الحقيقة النورانية بجميع فروعها وأغصانها وبجميع غاياتها وثمراتها بيانا في منتهى التوافق والانسجام بحيث لا تعيق حقيقة حقيقةً أخرى ولا يفسد حكمُ حقيقةٍ حُكْما لأخرى، ولا تستوحش حقيقةٌ من غيرها. وعلى هذه الصورة المتجانسة المتناسقة بيّنَ القرآن الكريم حقائق الأسماء الإلهية والصفات الجليلة والشؤون الربانية والأفعال الحكيمة بيانا معجزا بحيث جعل جميع أهل الكشف والحقيقة وجميع أولي المعرفة والحكمة الذين يجولون في عالم الملكوت، يصدّقونه قائلين أمام جمال بيانه المعجز والإعجابُ يغمرهم: «سبحان الله! ما أصوبَ هذا! وما أكثر انسجامه وتوافقه وتطابقه مع الحقيقة وما أجمله وأليَقه».

    فلو أخذنا مثلا أركان الإيمان الستة التي تتوجه إلى جميع دائرة الموجودات المختلفة ودائرة الوجوب الإلهي والتي تعد غصنا من تلكما الشجرتين العظيمتين، يصورها القرآن الكريم بجميع فروعها وأغصانها وثمراتها وأزاهيرها مراعيا في تصويره انسجاما بديعا بين ثمراتها وأزاهيرها معرّفا طرز التناسب في منتهى التوازن والاتساق بحيث يجعل عقل الإنسان عاجزا عن إدراك أبعاده ومبهوتا أمام حسن جماله.

    ثم إن الإسلام الذي هو فرع من غصن الإيمان، أبدع القرآن الكريم وأتى بالرائع المعجب في تصوير أدق فروع أركانه الخمسة، وحافظ على جمال التناسب وكمال التوازن فيما بينها، بل حافظ على أبسط آدابها ومنتهى غاياتها وأعمق حِكَمها وأصغر فوائدها وثمراتها. وأبهر دليل على ذلك هو كمالُ انتظام الشريعة العظمى النابعة من نصوص ذلك القرآن الجامع ومن إشاراته ورموزه.. فكمالُ انتظام هذه الشريعة الغراء وجمالُ توازنها الدقيق وحسنُ تناسب أحكامها ورصانتها، كلّ منها شاهِدُ عدلٍ لا يُجرح وبرهان قاطع باهر لا يدنو منه الريب أبدا على أحقية القرآن الكريم؛ بمعنى أنّ البيانات القرآنية لا يمكن أن تستند إلى علم جزئي لبشر، ولاسيما إنسان أميّ، بل لابد أن تستند إلى علم واسع محيط بكل شيء والبصير بجميع الأشياء معا..

    فهو كلام ذات الله الجليل البصير بالأزل والأبد معا والشاهد على جميع الحقائق في آن واحد.. آمنا.

    الضياء الثاني

    إنّ فلسفة البشر التي تحاول أن تتصدى لحكمة القرآن الكريم وتسعى لمعارضتها، قد سقطتْ وهوت أمام حكمة القرآن السامية.. كما أوضحنا ذلك في «الكلمة الثانية عشرة» في أسلوب حكاية تمثيلية، وأثبتناه إثباتا قاطعا في كلمات أخرى.

    لذا نحيل إلى تلك الرسائل، إلّا أننا سنعقد هنا موازنة جزئية بسيطة بينهما من جانب آخر وهو جانب نظرتهما إلى الدنيا؛ كالآتي:

    إنّ فلسفة البشر وحكمتَه تنظر إلى الدنيا على أنها ثابتة دائمة، فتذكر ماهية الموجودات وخواصها ذكرا مفصلا مسهبا، بينما لو ذَكرتْ وظائف تلك الموجودات الدالة على صانعها فإنها تذكرها ذكرا مجملا مقتضبا. أي إنها تفصّل في ذكر نقوش كتاب الكون وحروفه، في حين لا تعير معناه ومغزاه اهتماما كبـيرا.

    أما القرآن الكريم فإنه ينظر إلى الدنيا، على أنها عابرة سيّالة، خدّاعة سيّارة، متقلبة لا قرار لها ولا ثبات، لذا يذكر خواص الموجودات وماهياتها المادية الظاهرة ذكرا مجملا مقتضبا، بينما يفصّل تفصيلا كاملا لدى بيانه وظائفها التي تنمّ عن عبوديتها التي أناطها بها الصانع الجليل، ولدى بيانه مدى انقياد الموجودات للأوامر التكوينية الإلهية، وكيف وبأي وجه من وجوهها تدل على أسماء صانعها الحسنى.

    ففي بحثنا هذا، سنلقي نظرة عَجلَى على الفرق بين نظرة الفلسفة ونظرة القرآن (إلى الدنيا والموجودات) من حيث هذا الإجمال والتفصيل؛ لنرى أين يقف الحق الأبلج والحقيقة الساطعة.

    إنّ ساعتنا اليدوية التي يبدو عليها الاستقرارُ والثبات تنطوي على تغيرات وتبدلات واهتزازات عديدة، سواء في حركات التروس الدائمة أو في اهتزازات الدواليب والآلات الدقيقة. فكما أن الساعة هكذا، فالدنيا كذلك، كأنها ساعة عظيمة أبدعَتها القدرةُ الإلهية، فعلى الرغم من أنها تبدو ثابتة مستقرة، فهي تتقلب وتتدحرج في تغيّر واضطراب دائمين، ضمن تيار الزوال والفناء؛

    إذ لما حلّ «الزمان» في الدنيا، أصبح «الليل والنهار» كعقرب الثواني ذي الرأس المزدوج لتلك الساعة العظمى، تتبدل بسرعة..

    وصارت «السنة» كأنها عقرب الدقائق لتلك الساعة..

    وغدا «العصر» كأنه عقرب الساعات لها.. وهكذا ألقى «الزمانُ» الدنيا على ظهر أمواج الزوال والفناء، مستبقيا الحاضر وحدَه للوجود مسلّما الماضي والمستقبل إلى العدم.

    فالدنيا -علاوة على هذه الصورة التي يمنحها الزمان- هي كالساعة أيضا متغيرة وغير ثابتة، من حيث «المكان»؛ إذ إن «الجو» -كمكان- في تبدل سريع وفي تغيّر دائم، وفي تحول مستمر، حتى إنه قد يحدث في اليوم الواحد مراتٍ عدة امتلاءُ الغيوم بالأمطار ثم انقشاعها عن صحو باسم. أي كأن الجو بسرعة تغيّره وتحوله يمثل عقرب الثواني لتلك الساعة العظمى.

    و«الأرض» التي هي ركيزة دار الدنيا، فإن «وجهها» كمكان في تبدل مستمر، من حيث الموت والحياة، ومن حيث ما عليه من نبات وحيوان، لذا فهو كعقرب الدقائق تبين لنا أن هذه الجهة من الدنيا عابرة سائرة زائلة.

    وكما أن الأرض من حيث وجهها في تبدل وتغير، فإن ما في «باطنها» من تغيرات وزلازل وانقلابات تنتهي إلى بروز الجبال وخسف الأرض، جعلها كعقرب الساعات التي تسير ببطء نوعا ما إلّا أنها تبين لنا أن هذه الجهة من الدنيا أيضا تمضي إلى زوال.

    أما «السماء» التي هي سقف دار الدنيا، فإن التغيرات الحاصلة فيها -كمكان- سواء بحركات الأجرام السماوية، أو بظهور المذنّبات وحدوث الكسوف والخسوف، وسقوط النجوم والشُهب وأمثالها من التغيرات تبين أن السماء ليست ثابتةً ولا مستقرة، بل تسير نحو الهرم والدمار. فتغيراتُها كعقرب الساعة العادَّة للأسابيع، الدالة على مضيها نحو الخراب والزوال رغم سيرها البطيء.

    وهكذا، فالدنيا -من حيث إنها دنيا (أي باعتبار نفسها)- قد شُيّدت على هذه الأركان السبعة، هذه الأركان تهدّها في كل وقت وتزلزلها كل حين، إلّا أن هذه الدنيا المتزلزلة المتغيرة المتبدلة باستمرار عندما تتوجه إلى صانعها الجليل، فإن تلك التغيرات والحركات تغدو حركات قلم القدرة الإلهية لدى كتابتها رسائلَ صمدانية على صفحة الوجود وتُصبح تبدلات الأحوال مرايا متجددة تعكس أنوار تجليات الأسماء الإلهية الحسنى، وتبين شؤونَها الحكيمة وتصفها بأوصاف متنوعة مختلفة لائقة بها.

    فالفلسفة السقيمة؛ بتدقيقاتها الفلسفية وتحرياتها، وبمفهوم الطبيعة المادي، وبمغريات المدنية السفيهة الفاتنة، وهوساتها وعربدتها.. كثّفت تلك الدنيا وزادتها صلابة وتجمدا، وعمّقت الغفلةَ في الإنسان، وضاعفت من لوثاتها وشوائبها حتى أنستْه الصانعَ الجليل والآخرةَ البهيجة.

    أما القرآن الكريم، فإنه يهزّ هذه الدنيا -وتلك حقيقتها- هـزَّا عنيفا -من حيث إنها دنيا- حتى يجعلها كالعهن المنفوش، وذلك في قوله تعالى: ﴿ اَلْقَارِعَةُۙ ❀ مَا الْقَارِعَةُ ﴾ و ﴿ اِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ و ﴿ وَالطُّورِۙ ❀ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ﴾ وأمثالها من الآيات الجليلة.

    ثم إنه يمنح الدنيا شفافية وصفاءً رائقا مزيلا عنها الشوائب والأكدار، وذلك ببياناتها الرائعة في قوله تعالى: ﴿ اَوَلَمْ يَنْظُرُوا ف۪ي مَلَكُوتِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (الأعراف:١٨٥) ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا ﴾ (ق:٦) ﴿ اَوَلَمْ يَرَ الَّذ۪ينَ كَفَرُٓوا اَنَّ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا ﴾ (الأنبياء:٣٠) وأمثالها من الآيات الحكيمة.

    ثم إنه يذيب تلك الدنيا الجامدة بنظر الغفلة عن الله بعباراته النورانية اللامعة في قوله تعالى: ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ ﴿ وَمَا الْحَيٰوةُ الدُّنْيَٓا اِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ وأمثالها من الآيات العظيمة.

    ثم إنه يزيل توهم الأبدية والخلود في الدنيا بعباراته التي تنمّ عن زوال الدنيا وموتها في قوله تعالى: ﴿ اِذَا السَّمَٓاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ ﴿ اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْۙ ﴾ ﴿ اِذَا السَّمَٓاءُ انْشَقَّتْ ﴾ ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰوَاتِ وَمَنْ فِي الْاَرْضِ اِلَّا مَنْ شَٓاءَ اللّٰهُ ﴾ (الزمر:٦٨) وأمثالها من الآيات الكريمة.

    ثم إنه يبدد الغفلة المولّدة لمفهوم «الطبيعة» المادي، ويشتتها بنداءاته المدوية كالصاعقة في قوله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْاَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَٓاءِ وَمَا يَعْرُجُ ف۪يهَاۜ وَهُوَ مَعَكُمْ اَيْنَ مَا كُنْتُمْۜ وَاللّٰهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَص۪يرٌ ﴾ (الحديد:٤)، ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ سَيُر۪يكُمْ اٰيَاتِه۪ فَتَعْرِفُونَهَاۜ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (النمل:٩٣).. وأمثالها من الآيات النيرة.

    وهكذا فإن القرآن الكريم بجميع آياته المتوجهة للكون (أي الآيات الكونية) يمضي على هذا الأساس، فيكشف عن حقيقة الدنيا كما هي، ويبيّنها للأنظار. ويصرف نظرَ الإنسان ببيانه إلى مدى دمامة وجه الدنيا القبيح -بتلك الآيات- ليتوجه إلى الوجه الصبوح الجميل للدنيا الجميلة، ذلك الوجه المتوجه إلى الصانع الجليل. فيوجّه نظرَ الإنسان إلى هذا الوجه، ملقنا إياه الحكمة الصائبة والفلسفة الحقّة بما يعلّمه من معاني كتاب الكون الكبير مع التفاته إلى حروفه ونقوشه، من دون أن يبدد جهودَه فيما لا يعنيه من أمور نقوش الحروف الزائلة كما تفعله الفلسفةُ الثملة العاشقة للقبح، حيث أنسَتْه النظر إلى المعنى والمغزى.

    الضياء الثالث

    لقد أشرنا في «الضياء الثاني» إلى انهزام حكمة البشر وسقوطها أمام حكمة القرآن، كما أشرنا فيه إلى إعجاز حكمة القرآن. وفي هذا الضياء سنبين درجة حكمة تلاميذ القرآن، وهم العلماء الأصفياء والأولياء الصالحون والمنوّرون من حكماء الإشراقيين ([19]) أمام حكمة القرآن مشيرين من هذا الجانب إلى إعجاز القرآن إشارة مختصرة.

    إنّ أصدق دليل على سموّ القرآن الحكيم وعلوّه، وأوضح برهان على كونه صدقا وعدلا وأقوى علامة وحجة على إعجازه هو أنّ القرآن الكريم قد حافظ على التوازن في بيانه التوحيد بجميع أقسامه مع جميع مراتب تلك الأقسام وجميع لوازمه، ولم يخلّ باتزان أيٍ منها..

    ثم إنه قد حافظ على الموازنة الموجودة بين الحقائق الإلهية السامية كلها.. وجمَع الأحكام التي تقتضيها الأسماء الإلهية الحسنى جميعُها مع الحفاظ على التناسب والتناسق بين تلك الأحكام.. ثم إنه قد جمع بموازنة كاملة شؤون الربوبية والألوهية.

    فهذه «المحافظة والموازنة والجمع» خاصية لا توجد قطعا في أي أثر كان من آثار البشر، ولا في نتاج أفكار أعاظم المفكرين كافة، ولا توجد قط في آثار الأولياء الصالحين النافذين إلى عالم الملكوت، ولا في كتب الإشراقيين الموغلين في بواطن الأمور، ولا في معارف الروحانيين الماضين إلى عالم الغيب؛ بل كلُّ قسم من أولئك قد تشبث بغصن أو غصنين فحسب من أغصان الشجرة العظمى للحقيقة، فانشغل كليا مع ثمرة ذلك الغصن وورقه، دون أن يلتفت إلى غيره من الأغصان؛ إما لجهله به أو لعدم التفاته إليه. وكأن هناك نوعا من تقسيم الأعمال فيما بينهم.

    نعم، إنّ الحقيقة المطلقة لا تحيط بها أنظار محدودة مقيدة. إذ تتطلب نظرا كليا كنظر القرآن الكريم ليحيط بها. فكل ما سوى القرآن الكريم -ولو تَلَقَّى الدرس منه- لا يرى تماما بعقله الجزئي المحدود إلّا طرفا أو طرفين من الحقيقة الكاملة فينهمك بذلك الجانب ويعكف عليه، وينحصر فيه، فيخلّ بالموازنة التي بين الحقائق ويزيل تناسقها إما بالإفراط أو بالتفريط.

    ولقد بينا هذه الحقيقة بتمثيل عجيب في «الغصن الثاني من الكلمة الرابعة والعشرين». أما هنا فسنورد مثالا آخر يشير إلى المسألة نفسها، هو لنفرض أن كنـزا عظيما يضم ما لا يحد من الجواهر الثمينة في قعر بحر واسع. وقد غاص غواصون مهرة في أعماق ذلك البحر بحثا عن جواهر ذلك الكنـز الثمين. ولكن لأن عيونهم معصوبة فلا يتمكنون من معرفة أنواع تلك الجواهر الثمينة إلّا بأيديهم.. ولقد لقيت يدُ بعضهم ألماسا طويلا نسبيا، فيقضي ذلك الغواص ويحكم أن الكنـز عبارة عن قضبان من ألماس. وعندما يسمع من أصدقائه أوصافا لجواهر غيرها يحسب أن تلك الجواهر التي يذكرونها ما هي إلّا توابع ما وجده من قضبان الألماس وما هي إلّا فصوصه ونقوشه. ولنفرض أن آخرين لقوا شيئا كرويا من الياقوت، وآخرين وجدوا كهربا مربعا.. وهكذا.. فكل واحد من هؤلاء الذين رأوا تلك الجواهر والأحجار الكريمة بأيديهم -دون عيونهم- يعتقد أن ما وجده من جوهر نفيس هو الأصل في ذلك الكنـز ومعظمه. ويزعم أن ما يسمعه من أصدقائه زوائدُه وتفرعاتُه، وليس أصلا للكنـز.

    وهكذا تختل موازنةُ الحقائق، ويضمحل التناسق أيضا، ويتبدل لونُ كثير من الحقائق، إذ يضطر مَن يريد أن يرى اللون الحقيقي للحقيقة إلى تأويلات وتكلفات، حتى قد ينجر بعضُهم إلى الإنكار والتعطيل. فمن يتأمل في كتب حكماء الإشراقيين، وكتب المتصوفة الذين اعتمدوا على مشهوداتهم وكشفياتهم دون أن يزنوها بموازين السنة المطهرة يصدّق حكمَنا هذا دون تردد. إذن فعلى الرغم من أنهم يسترشدون بالقرآن، ويؤلفون في جنس حقائق القرآن إلّا أن النقص يلازم آثارهم، لأنها ليست قرآنا.

    فالقرآن الكريم الذي هو بحر الحقائق، آياتُه الجليلة غوّاصة كذلك في البحر تكشف عن الكنـز، إلاّ أن عيونَها مفتحة بصيرة تحيط بالكنـز كله، وتبصر كل ما فيه، لذا يصف القرآن الكريم بآياته الجليلة ذلك الكنـز العظيم وصفا متوازنا يلائمه وينسجم معه فيظهر حُسنَه الحقيقي وجمالَه الأخاذ.

    فمثلا: إنّ القرآن الكريم يرى عظمة الربوبية الجليلة ويصفها بما تفيده الآيات الكريمة: ﴿ وَالْاَرْضُ جَم۪يعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيٰمَةِ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر:٦٧) ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَٓاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ (الأنبياء:١٠٤) وفي الوقت نفسه يرى شمول رحمته تعالى ويدل عليها بما تفصح عنه الآيات الكريمة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ لَا يَخْفٰى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَٓاءِۜ ❀ هُوَ الَّذ۪ي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْاَرْحَامِ كَيْفَ يَشَٓاءُ ﴾ (آل عمران:٥-٦) ﴿ مَا مِنْ دَٓابَّةٍ اِلَّا هُوَ اٰخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ﴾ (هود:٥٦) ﴿ وَكَاَيِّنْ مِنْ دَٓابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَاۗ اَللّٰهُ يَرْزُقُهَا وَاِيَّاكُمْ ﴾ (العنكبوت:٦٠).

    ثم إنه مثلما يرى سعةَ الخلّاقية الإلهية ويدل عليها بما يعبّر عنها الآية الكريمة: ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾ (الأنعام:١) فإنه يرى شمول تصرفه تعالى في الكون وإحاطة ربوبيته بكل شيء وتدل عليها بما تبينه الآية الكريمة: ﴿ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ (الصافات:٩٦).

    ثم إنه مثلما يرى الحقيقة العظمى التي تدل عليها الآية الكريمة: ﴿ يُحْيِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ (الروم:٥٠) فإنه يرى حقيقة الكرم الواسع التي تعبر عنها الآية الكريمة: ﴿ وَاَوْحٰى رَبُّكَ اِلَى النَّحْلِ ﴾ (النحل:٦٨) ويدل عليها، ويرى في الوقت نفسه حقيقة الحاكمية المهيمنة ويدل عليها بـ ﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَمْرِه۪ ﴾ (الأعراف:٥٤) ومثلما يرى الحقيقة الرحيمة المدبرة التي تفيدها الآية الكريمة: ﴿ اَوَلَمْ يَرَوْا اِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَٓافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَۜ مَا يُمْسِكُهُنَّ اِلَّا الرَّحْمٰنُۜ اِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَص۪يرٌ ﴾ (الملك:١٩) يرى الحقيقة العظمى التي تفيدها الآية الكريمة: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَۚ وَلَا يَؤُ۫دُهُ حِفْظُهُمَاۚ ﴾ (البقرة:٢٥٥) في الوقت الذي يرى حقيقة الرقابة الإلهية في تعبير الآية: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ اَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ (الحديد:٤) كالحقيقة المحيطة التي تفصح عنها الآية: ﴿ هُوَ الْاَوَّلُ وَالْاٰخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾ (الحديد:٣) ويرى أقربيته سبحانه التي يعبر عنها قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِه۪ نَفْسُهُۚ وَنَحْنُ اَقْرَبُ اِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَر۪يدِ ﴾ (ق:١٦) مع ما تشير إليه من حقيقة سامية الآية الكريمة: ﴿ تَعْرُجُ الْمَلٰٓئِكَةُ وَالرُّوحُ اِلَيْهِ ف۪ي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْس۪ينَ اَلْفَ سَنَةٍ ﴾ (المعارج:٤) كالحقيقة الجامعة التي تدل عليها وتفيدها الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَا۪يتَٓائِ ذِي الْقُرْبٰى وَيَنْهٰى عَنِ الْفَحْشَٓاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِۚ ﴾ (النحل:٩٠) وأمثالها من الآيات الكريمة التي تضم الدساتير الدنيوية والأخروية والعلمية والعملية.

    فالقرآن يرى جميع الدساتير التي تحقق سعادة الدارين ويبيّنها مع بيانه كل ركن من أركان الإيمان الستة بالتفصيل، وكلّ ركن من أركان الإسلام الخمسة بقصدٍ وجدّ محافظا على الموازنة فيما بينها جميعا مديما تناسبها، فينشأ من منبع الجمال والحسن البديع الحاصل من تناسب مجموع تلك الحقائق وتوازنها إعجاز معنوي رائع للقرآن.

    فمن هذا السر يتبين أن علماء الكلام، وإن تتلمذوا على القرآن الكريم وألّفوا ألوف الكتب -بعضها عشرات المجلدات- إلاّ أنهم لترجيحهم العقلَ على النقل كالمعتزلة، عجزوا عن أن يوضّحوا ما تفيده عشرُ آيات من القرآن الكريم وتثبته إثباتا قاطعا بما يورث القناعة والاطمئنان، ذلك لأنهم يحفرون عيونا في سفوح جبال بعيدة ليأتوا منها بالماء إلى أقصى العالم بوساطة أنابيب، أي بسلسلة الأسباب، ثم يقطعون تلك السلسلة هناك، فيثبتون وجودَ واجب الوجود والمعرفة الإلهية التي هي كالماء الباعث على الحياة!!

    أما الآيات الكريمة فكلُّ واحدة منها كعصا موسى تستطيع أن تفجّر الماء أينما ضربت، وتفتح من كل شيء نافذةً تدل على الصانع الجليل وتعرّفه. وقد أثبتت هذه الحقيقة بوضوح في سائر الكلمات وفي الرسالة العربية «قطرة» المترشحة من بحر القرآن.

    ومن هذا السر أيضا نجد أن جميع أئمة الفرق الضالة الذين توغلوا في بواطن الأمور واعتمدوا على مشهوداتهم من دون اتباع السنة النبوية، فرجعوا من أثناء الطريق، وترأسوا جماعة وشكَّلوا لهم فرقةً ضالة.. هؤلاء قد زلّوا إلى مثل هذه البدع والضلالة وساقوا البشرية إلى مثل هذه السبل الضالة لأنهم لم يستطيعوا أن يحافظوا على تناسق الحقائق وموازنتها. إنّ عجزَ جميع هؤلاء يبين إعجازا للآيات القرآنية.

    الخاتمة

    لقد مضت لمعتان إعجازيتان من لمعات إعجاز القرآن، في «الرشحة الرابعة عشرة من الكلمة التاسعة عشرة» وهما حكمة التكرار في القرآن، وحكمة إجماله في مضمار العلوم الكونية، وتبينَ بوضوح هناك أن كلا منهما منبع من منابع الإعجاز بخلاف ما يظن بعضُ الناس أنهما سببُ نقص وقصور. كما قد وُضحت بجلاء لمعة من إعجاز القرآن التي تتلألأ على وجه معجزات الأنبياء عليهم السلام، وذلك في «المقام الثاني من الكلمة العشرين»، وذُكرت كذلك أمثالُ هذه اللمعات في سائر «الكلمات» وفي رسائلي العربية. فنكتفي بها،

    ولكن نقول: إن معجزة قرآنية أخرى هي: كما أن معجزات الأنبياء بمجموعها أظهرت نقشا من نقوش إعجاز القرآن، فإن القرآن كذلك بجميع معجزاته معجزة للرسول عليه الصلاة والسلام، وإن معجزاته ﷺ جميعَها أيضا هي معجزة قرآنية. إذ إنها تشير إلى نسبة القرآن إلى الله سبحانه وتعالى، أي أنه كلام الله. وبظهور هذه النسبة تكون كلُّ كلمة من كلمات القرآن معجزةً، لأن الكلمة الواحدة آنذاك يمكن أن تتضمن بمعناها شجرة من الحقائق فهي بمثابة النواة.. ويمكن أن تكون ذات علاقة مع جميع أعضاء الحقيقة العظمى، بمثابة مركز القلب.. ويمكن أن تنظر وتتوجه بحروفها وهيئتها وكيفيتها وموقعها إلى مالا يحد من الأمور وذلك لاستنادها إلى علم محيط وإرادة غير متناهية.

    ومن هنا يدّعى علماءُ علم الحروف أنهم استخرجوا من حرفٍ من القرآن أسرارا كثيرة تسع صفحة كاملة، ويثبتون دعواهم لأهل ذلك الفن.

    والآن تَذكّر ما مضى في هذه الرسالة من أولها إلى هنا وانظر بمنظار مجموع ما فيها من الشُعَل والأشعة واللمعات والأنوار والأضواء إلى نتيجة الدعوى المذكورة في أول الرسالة، تجدْها تعلنها إعلانا بأعلى صوتها وتقرأها، تلك هي: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰٓى اَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْاٰنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِه۪ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَه۪يرًا ﴾ (الإسراء:٨٨).

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَٓا اِنْ نَس۪ينَٓا اَوْ اَخْطَأْنَا ﴾

    ﴿ رَبِّ اشْرَحْ ل۪ي صَدْر۪يۙ ❀ وَيَسِّرْ ل۪ٓي اَمْر۪يۙ ❀ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَان۪يۙ ❀ يَفْقَهُوا قَوْل۪ي ﴾

    اَللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ أفْضَلَ وَأجْمَلَ وَأنبَلَ، وَأظْهَرَ وَأطْهَرَ، وَأحْسَنَ وَأبَرَّ، وَأكْرَمَ وَأعَـزَّ، وَأعْظَمَ وَأشْرَفَ، وَأعْلَى وَأزْكَى، وَأبْرَكَ وَألْطَفَ صَلَوَاتِكَ، وَأوْفَى وَأكْثَرَ وَأزْيَدَ، وَأرْقَى وَاَرْفَعَ وَأدْوَمَ سَلَامِكَ، صَلَاةً وَسَلَاما، وَرَحْمَةً وَرِضْوَانا، وَعَفوا وَغُفرَانا تَمْتَدُّ وَتَزِيدُ بِوَابِلِ سَحَائِبِ مَوَاهِبِ جُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَنمُو وَتَزْكُو بِنَفَائِسِ شَرَائِفِ لَطَائِفِ جُودِكَ وَمِنَنِكَ، أزَلِيَّةً بِأزَلِيَّتِكَ لَا تَزُولُ، أبَدِيَّةً بِأبَدِيَّتِكَ لَا تَحُولُ، عَلَى عَبْدِكَ وَحَبِيبِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ خَيرِ خَلقِكَ، النُّورِ الْبَاهِرِ الَّلَامِعِ، وَالْبُرْهَانِ الظَّاهِرِ الْقَاطِعِ، وَالْبَحْرِ الزَّاخِرِ، وَالنُّورِ الْغَامِرِ، وَالْجَمَالِ الزَّاهِرِ، وَالْجَلَالِ الْقَاهِرِ، وَالْكَمَالِ الْفَاخِرِ، صَلَاتَكَ الَّتِي صَلَّيْتَ بِعَظَمَةِ ذَاتِكَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ كَذَلِكَ، صَلَاةً تَغْفِرُ بِهَا ذُنُوبَنَا، وَتَشْرَحُ بِهَا صُدُورَنَا، وَتُطَهِّرُ بِهَا قُلُوبَنَا وَتُرَوِّحُ بِهَا أرْوَاحَنَا وَتُقَدِّسُ بِهَا أسْرَارَنَا، وَتُنَـزِّهُ بِهَا خَوَاطِرَنَا وَأفْكَارَنَا، وَتُصَفِّي بِهَا كُدُورَاتِ مَا فِي أسْرَارِنَا وَتَشْفِي بِهَا أمْرَاضَنَا، وَتَفْتَحُ بِهَا أقْفَالَ قُلُوبِنَا.

    ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةًۚ اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾

    ﴿ وَاٰخِرُ دَعْوٰيهُمْ اَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾

    آمِينَ .. آمِينَ .. آمِينَ

    الذيل الأول

    المرتبة السابعة عشرة من الشعاع السابع «رسالة الآية الكبرى» ألحقت ذيلا بالكلمة الخامسة والعشرين «المعجزات القرآنية».

    إنّ السائح الذي لا يناله تعب ولا شبع والذي علِم أن غاية الحياة في هذه الدنيا، بل حياةُ الحياة إنما هو الإيمانُ، حاور هذا السائح قلبَه قائلا: «إنّ الكلام الذي نبحث فيه هو أشهرُ كلام في هذا الوجود وأصدقُه وأحكمُه، وقد تحدى في كل عصر مَن لا ينقاد إليه. ذلك القرآن الكريم ذو البيان المعجز.. فلنراجع إذن هذا الكتاب الكريم، ولنفهم ماذا يقول.. ولكن لنقف لحظة قبل دخولنا هذا العالم الجميل، لنبحث فيما يجعلنا نستيقن أنه كتابُ خالقنا نحن..». وهكذا باشر بالتدقيق والبحث.

    وحيث إن هذا السائح من المعاصرين فقد نظر أولا إلى «رسائل النور» التي هي لمعات الإعجاز المعنوي للقرآن الكريم، فرأى أنّ هذه الرسائل البالغة مائة وثلاثين رسالة هي بذاتها تفسير قيّم للآيات الفرقانية، إذ إنها تكشف عن نكاتها الدقيقة وأنوارها الزاهية.

    ورغم أنّ رسائل النور نشرت الحقائق القرآنية بجهاد متواصل إلى الآفاق كافة، في هذا العصر العنيد الملحد، لم يستطع أحد أن يعارضها أو ينقدها، مما يثبت أن القرآن الكريم الذي هو رائدُها ومنبعُها، ومرجعها، وشمسها، إنما هو سماوي من كلام الله رب العالمين،

    وليس بكلام بشر، حتى إن «الكلمة الخامسة والعشرين» وختام «المكتوب التاسع عشر» وهما حجة واحدة من بين مئات الحجج، تقيمها «رسائل النور» لبيان إعجاز القرآن، فتثبته بأربعين وجها إثباتا حيّر كلَّ من نظر إليها، فقدّرها وأعجب بها -ناهيك عن أنهم لم ينقدوها ولم يعترضوا عليها قط- بل أثنوا عليها كثيرا. هذا، وقد أحال السائح إثبات وجه الإعجاز للقرآن الكريم، وأنه كلام الله سبحانه حقا إلى رسائل النور، إلّا أنه أنعم النظر في بضع نقاط تبين بإشارة مختصرة:

    عظمة القرآن الكريم

    النقطة الأولى: مثلما أن القرآن الكريم بكل معجزاته وحقائقه الدالة على أحقيته هو معجزة لمحمد عليه الصلاة والسلام، فإن محمدا عليه الصلاة والسلام بكل معجزاته ودلائل نبوته وكمالاته العلمية معجزة أيضا للقرآن الكريم وحجة قاطعة على أن القرآن الكريم كلامُ الله رب العالمين.

    النقطة الثانية: إن القرآن الكريم قد بدّل الحياة الاجتماعية تبديلا هائلا نوّر الآفاق وملأها بالسعادة والحقائق، وأحدث انقلابا عظيما سواء في نفوس البشر وفي قلوبهم، أو في أرواحهم وفي عقولهم، أو في حياتهم الشخصية والاجتماعية والسياسية، وأدام هذا الانقلاب وأداره، بحيث إن آياته البالغة ستة آلاف وستمائة وستا وستين آية ([20]) تتُلى منذ أربعة عشر قرنا في كل آن بألسنة أكثر من مائة مليون شخص في الأقل بكل إجلال واحترام، فيربّي الناس ويزكّي نفوسهم، ويصفّي قلوبهم، ويمنح الأرواحَ انكشافا ورُقِيّا، والعقولَ استقامة ونورا، والحياةَ حياةً وسعادةً. فلا شك أنه لا نظير لمثل هذا الكتاب ولا شبيه له ولا مثيل. فهو خارق، وهو معجز.

    النقطة الثالثة: إن القرآن الكريم قد أظهر بلاغة -أيّما بلاغة- منذ ذلك العصر إلى زماننا هذا، حتى إنه حطّ من قيمة «المعلقات السبع» المشهورة وهي قصائد أبلغ الشعراء، كُتبت بالذهب وعُلّقت على جدران الكعبة، حتى إن ابنة «لبيد» أنـزلت قصيدةَ أبيها من على جدار الكعبة قائلة: «أمَا وقد جاءت الآياتُ فليس لمثلك هنا مقام».

    وكذا عندما سمع أعرابي الآية الكريمة: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ (الحجر:٩٤) خَرَّ ساجدا. فقيل له: «أ أسلمـت؟» قال: «لا، بل سجدتُ لبلاغة هذه الآية ».

    وكذا، فإن آلافا من أئمة البلاغة وفحول الأدب، أمثال عبد القاهر الجرجاني، والسكاكي، والزمخشري، قد أقرّوا بالإجماع والاتفاق: أن بلاغة القرآن فوق طاقة البشر ولا يمكن أن يُدرك.

    وكذا، فإن القرآن الكريم منذ نـزوله كان -وما زال كذلك- يتحدى كلَّ مغرور ومتعنت من الأدباء والبلغاء، وينال من عتوّهم وتعاليهم، تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله.. أو أن يرضوا بالهلاك والذل في الدنيا والآخرة.

    وبينما يعلن القرآن تحدّيه هذا، إذا ببلغاء ذلك العصر العنيدين قد تركوا السبيل القصيرة وهي المضاهاة والمعارضة والإتيان بسورة من مثله، سالكين السبيل الطويلة، سبيل الحرب التي تأتي بالويل والدمار على الأرواح والأموال، مما يثبت اختيارُهم هذا أنه لا يمكن المسير في تلك السبيل القصيرة.

    وكذا، ففي متناول الأيدي ملايين الكتب العربية التي كتبها أولياءُ القرآن بشغف اقتباس أسلوبه وتقليده، أو كتبها أعداؤه لأجل معارضته ونقده، فكلّ ما كتب، ويكتب، مع التقدم والرقي في الأسلوب الناشئ من تلاحق الأفكار -ومنذ ذلك الوقت إلى الآن- لا يمكن أن يضاهي أو يداني أيّ منها أسلوبَ القرآن، حتى لو استمع رجل عامي لما يتلى من القرآن الكريم لاضطر إلى القول: إن هذا القرآن لا يشبه أيّا من هذه الكتب، ولا في مرتبتها. فإما أن بلاغته تحت الجميع، أو أنها فوق الجميع. ولن يستطيع إنسان كائنا من كان، ولا كافر، ولا أحمق أن يقول: إنها أسفل الجميع. فلابد إذن أن مرتبة بلاغته فوق الجميع.

    حتى قد تلا أحدهم الآية الكريمة: ﴿ سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (الحديد:١) ثم قال: «إني لا أرى الوجهَ المعجز الذي ترونه في بلاغة هذه الآية الكريمة».

    فقيل له: عد بخيالك -كهذا السائح- إلى ذلك العصر واستمع إليها هناك.

    وبينما هو يتخيل نفسه هناك فيما قبل نـزول القرآن الكريم، إذا به يرى: أنّ موجوداتِ العالم ملقاة في فضاء خالٍ شاسع دون حدود، في دنيا فانية زائلة، وهي في حالة يائسة مضطربة تتخبط في ظلمة قاتمة، وهي جامدة دون حياة وشعور، وعاطلة دون وظيفة ومهام، ولكن حالما أنصتَ إلى هذه الآية الكريمة وتدبّرها إذا به يرى:

    أنّ هذه الآية قد كشفتْ حجابا مسدلا عن وجه الكون وعن وجه العالم كله حتى بانَ ذلك الوجه مشرقا ساطعا، فألقى هذا الكلام الأزلي والأمر السرمدي درسا على جميع أرباب المشاعر المصطفّين حسب العصور كلها مُظهرا لهم: أنّ هذا الكون هو بحكم مسجد كبير، وأن جميع المخلوقات -ولاسيما السماوات والأرض- منهمكة في ذكر وتهليل وتسبيح ينبض بالحيوية. وقد تسنّم الكلّ وظائفهم بكل شوق ونشوة، وهم ينجزونها بكل سعادة وامتنان.

    هكذا شاهد السائح سرَيان مفعول هذه الآية الكريمة في الكون، فتذوّق مدى سمو بلاغتها، وقاسَ عليها سائر الآيات الكريمة. فأدرك السر في هيمنة بلاغة القرآن الفريدة على نصف الأرض وخُمس البشرية، وعَلِم حكمةً واحدة من آلاف الحكم لديـمومة جلال سلطان القرآن الكريم بكل توقير وتعظيم على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان دون انقطاع.

    النقطة الرابعة: إنّ القرآن الكريم قد أظهر عذوبةً وحلاوة ذات أصالة وحقيقة بحيث إن التكرار الكثير -المسبب للسآمة حتى من أطيب الأشياء- لا يورث الملال عند مَن لم يفسد قلبُه ويبلد ذوقُه، بل يزيد تكرار تلاوته من عذوبتَه وحلاوته. وهذا أمر مسلّم به عند الجميع منذ ذلك العصر، حتى غدا مضرب الأمثال.

    وكذا فقد احتفظ القرآن الكريم بطراوته وفتوته ونضارته وجدّته وكأنه قد نـزل الآن، رغم مرور أربعة عشر قرنا من الزمان عليه، ورغم تيسر الحصول عليه للجميع. فكل عصر قد تلقاه شابا نضرا وكأنه يخاطبه. وكل طائفة علمية -مع أنهم يجدونه في متناول أيديهم وينهلون منه كل حين، ويقتفون أثر أسلوب بيانه- يرونه محافظا دائما على الجدة نفسها في أسلوبه، والفتوة عينها في طُرز بيانه.

    النقطة الخامسة: إنّ القرآن الكريم قد بسط أحدَ جناحيه نحو الماضي والآخر نحو المستقبل. فالحقيقة التي اتفق عليها الأنبياء السابقون هي جذرُ القرآن وأحدُ جناحيه، فهو يصدّقهم ويؤيّدهم، وهم بدورهم يؤيدونه ويصدقونه بلسان حال التوافق.

    وكذلك فإن الأولياء الصالحين، والعلماءَ الأصفياء هم ثمار استمدت الحياةَ من شجرة القرآن الكريم، فتكامُلهم الحيوي يدل على أن شجرتهم المباركة هي ذاتُ حياة وعطاء، وذات فيض دائم وذات حقيقة وأصالة، فالذين انضووا تحت حماية جناحه الثاني، وعاشوا في ظلاله من أصحاب جميع طرق الولاية الحقة، وأرباب جميع العلوم الإسلامية الحقة يشهدون أنّ القرآن هو عين الحق، ومجمع الحقائق، ولا مثيل له في جامعيته وشموليته، فهو معجزة باهرة.

    النقطة السادسة: إن الجهات الست للقرآن الكريم منورة مضيئة، مما يُبين صدقَه وعدلَه.

    نعم، فمن تحته أعمدةُ الحجج والبراهين، وعليه تتألق سكةُ الإعجاز، وبين يديه (هدفه) هدايا سعادة الدارين، ومن خلفه (أي نقطة استناده) حقائقُ الوحي السماوي، وعن يمينه تصديق ما لا يحد من أدلة العقول المستقيمة، وعن يساره الاطمئنان الجاد والانجذاب الخالص والاستسلام التام للقلوب السليمة والضمائر الطاهرة.

    وإذ تثبت -تلك الجهات الست- أن القرآن الكريم حصن سماوي حصين في الأرض لا يقوى على خرقه خارق ولا ينفذ من جداره نافذ، فهناك أيضا ستة «مقامات» تؤكد أنه الصدق بذاته والحق بعينه، وأنه ليس بكلام بشر قط، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وأول تلك المقامات: تأييدُ مصرّف هذا الكون ومدبّره له، الذي اتخذ إظهار الجميل وحماية البر والصدق ومَحق الخداعين وإزالة المفترين، سُنّة جارية لفعاليته سبحانه، فأيَّد سبحانه وصدّق هذا القرآن بما منحه من مقام احترام وتعظيم وأولاه من مرتبة توفيق وفلاح هو أكثر قبولا وأعلى مرتبة وأعظم هيمنة في العالم.

    ومن ثم فإن الاعتقاد الراسخ والتوقير اللائق من الذات المباركة للرسول الكريم ﷺ نحو القرآن الكريم يفوق الجميع، وهو منبع الإسلام وترجمان القرآن، وكونه بين اليقظة و النوم حينما يتنـزل عليه الوحي فيتنـزل عليه دون إرادته، وعدم بلوغ سائر كلامه شأوه، بل عدم مشابهته له إلى حدّ رغم أنه أفصح الناس، وبيانه -بهذا القرآن- بيانا غيبيا لما مضى من الحوادث الكونية الواقعة ولما سيأتي منها مع أميّته، من دون تردد وبكل اطمئنان. وعدم ظهور أية حيلة أو خطأ أو ما شابهها من الأوضاع منه مهما صغُرت رغم أنه بين أنظار أشد الناس إنعاما للنظر في تصرفاته.. فإيمان هذا الترجمان الكريم والمبلغ العظيم ﷺ وتصديقه بكل قوته لكل حكم من أحكام القرآن الكريم، وعدم زعزعة أي شيء له مهما عظم يؤيد ويؤكد أن القرآن سماوي وكله صدق وعدل وكلام مبارك للرب الرحيم.

    وكذا فإن ارتباط خمس البشرية، بل الشطر الأعظم منهم بذلك القرآن الكريم المشاهَد أمامهم، ارتباط انجذاب وتديّن، واستماعهم إليه بجد وشوق ولهفة، وتوافد الجن والملائكة والروحانيين إليه والتفافهم حوله عند تلاوته التفاف الفراشة العاشقة للنور بشهادة أمارات ووقائع وكشفيات صادقة كثيرة، كلُّ ذلك تصديق بأن هذا القرآن هو محل رضى الكون وإعجابه، وأن له فيه أسمى مقام وأعلاه.

    وكذا فإنّ أخْذَ كلِّ طبقة من طبقات البشر -ابتداءً من الغبي الشديد الغباء والعامي، إلى الذكي الحاد الذكاء والعالِم- نصيبَها كاملا من الدروس التي يلقيها القرآن الكريم، وفَهْمَهم منه أعمقَ الحقائق، واستنباطَ جميع الطوائف من علماء مئات العلوم والفنون الإسلامية، وبخاصة مجتهدي الشريعة السمحة ومحققي أصول الدين وعباقرة علم الكلام وأمثالهم، واستخراجهم الأجوبة الشافية لما يحتاجونه من المسائل التي تخص علومهم من القرآن الكريم، إنما هو تصديق بأن القرآن الكريم هو منبعُ الحق ومعدن الحقيقة.

    وكذا فإن عدم معارضة أدباء العرب الذين هم في المقدمة في الأدب، ولاسيما الذين لم يدخلوا في الإسلام مع رغبتهم الملحّة في المعارضة، وعَجزهم عجزا تاما أمام وجه واحد، -وهو الوجه البلاغي- من بين وجوه الإعجاز السبعة الكبرى للقرآن، وعجزهم عن الإتيان بسورة واحدة فقط من سور القرآن الكريم، وصدودهم عن ذلك. وعدم معارضته ممن أتى من مشاهير البلغاء وعباقرة العلماء لحد الآن لأي وجه من وجوه الإعجاز -مع رغبتهم في ذيوع صيتهم بالمعارضة- وسكوتهم بعجز وإحجامهم عن ذلك، لهو حجة قاطعة على أن القرآن الكريم معجزة فوق طاقة البشر.

    نعم، إن قيمة الكلام وعلوه وبلاغته تتوضح في بيانِ: «مَن قاله؟ ولمِن قاله؟ ولِمَ قاله؟».

    وبناء على هذا فإن القرآنَ الكريم لم يأت ولن يأتي مثلُه ولن يدانيه شيء قط؛ ذلك لأن القرآن الكريم إنما هو خطاب من رب العوالم جميعا وكلام من خالقها، وهو مكالمة لا يمكن تقليدها -بأي جانب كان من الجوانب- وليس فيه أمارة تومئ بالتصنع.

    ثم إن المخاطَب هو مبعوث باسم البشرية قاطبة، بل باسم المخلوقات جميعا، وهو أكرمُ من أصبح مخاطبا وأرفعهم ذكرا، وهو الذي ترشح الإسلامُ العظيم من قوة إيمانه وسعته، حتى عرج به إلى قاب قوسين أو أدنى فنـزل مكللا بالمخاطبة الصمدانية.

    ثم إن القرآن الكريم المعجز البيان قد بيّن سبيل سعادة الدارين، ووضّح غايات خلق الكون، وما فيه من المقاصد الربانية موضحا ما يحمله ذلك المخاطب الكريم من الإيمان السامي الواسع الذي يضم الحقائق الإسلامية كلها عارضا كل ناحية من نواحي هذا الكون الهائل ومقلّبا إياه كمن يقلب خارطة أو ساعة أمامه، معلِّما الإنسان صانعَه الخالق سبحانه من خلال أطوار الكون وتقلباته. فلا ريب ولابد أنه لا يمكن الإتيان بمثل هذا القرآن أبدا، ولا يمكن مطلقا أن تُنال درجة إعجازه.

    وكذا فإن الآلاف من العلماء الأفذاذ الذين قام كلّ منهم بكتابة تفسير للقرآن الكريم في مجلدات بلغ قسم منها ثلاثين أو أربعين مجلدا بل سبعين مجلدا، وبيانهم بأسانيدهم ودلائلهم لما في القرآن الكريم مما لا يحد من المزايا السامية والنكات البليغة والخواص الدقيقة والأسرار اللطيفة والمعاني الرفيعة والإخبارات الغيبية الكثيرة بأنواعها المختلفة، وإظهار كل هؤلاء لتلك المزايا وإثباتهم لها دليل قاطع أن القرآن الكريم معجزة إلهية خارقة. وبخاصة إثبات كل كتاب من كتب رسائل النور البالغة مائة وثلاثين كتابا لِمزية من مزايا القرآن الكريم ولنكتة من نكاته البديعة إثباتا قاطعا بالبراهين الدامغة، ولاسيما رسالة «المعجزات القرآنية»، و«المقام الثاني من الكلمة العشرين» الذي يستخرج كثيرا من خوارق الحضارة من القرآن الكريم أمثال القطار والطائرة. و«الشعاع الأول» المسمى بـ«الإشارات القرآنية» الذي يبين إشارات آيات إلى رسائل النور وإلى الكهرباء، والرسائل الصغيرة الثمانية المسماة بـ«الرموز الثمانية» التي تبين مدى الانتظام الدقيق في حروف القرآن الكريم، وكم ه ي ذات أسرار ومعان غزيرة، والرسالة الصغيرة التي تبين خواتيم سورة الفتح وتثبت إعجازها بخمسة وجوه من حيث الإخبار الغيبي، وأمثالها من الرسائل.. فإن إظهار كل جزء من أجزاء رسائل النور لحقيقة من حقائق القرآن الكريم، ولنور من أنواره، كل ذلك تصديق وتأكيد بأن القرآن الكريم ليس له مثيل، وأنه معجزة وخارقة، وأنه لسان الغيب في عالم الشهادة هذا، وأنه كلام علّام الغيوب.

    وهكذا، لأجل مزايا وخواص القرآن الكريم هذه التي أشير إليها في ست نقاط، وفي ست جهات، وفي ستة مقامات، دامت حاكميتُه النورانية الجليلة وسلطانُه المقدس المعظم، بكمال الوقار والاحترام مضيئةً وجوهَ العصور ومنورةً وجه الأرض أيضا، طوال ألف وثلاثمائة سنة. ولأجل تلك الخواص أيضا نال القرآن الكريم ميزات قدسية حيث إن لكل حرف من حروفه عشرةَ أثوبةٍ وعشرَ حسنات في الأقل، وعشر ثمار خالدة، بل إن كل حرف من حروف قسم من الآيات والسور يثمر مائة أو ألفا أو أكثر، من ثمار الآخرة، ويتصاعد نورُ كل حرف وثوابُه وقيمته في الأوقات المباركة من عشرة إلى المئات.. وأمثالها من المزايا القدسية قد فهمها سائح العالم،

    فخاطب قلبه قائلا:

    حقا إن هذا القرآن الكريم المعجز في كل ناحية من نواحيه، قد شهِد بإجماع سوره وباتفاق آياته، وبتوافق أسراره وأنواره، وبتطابق ثماره وآثاره، شهادةً ثابتة بالدلائل على وجود واجب الوجود، وعلى وحدانيته سبحانه، وعلى صفاته الجليلة، وعلى أسمائه الحسنى، حتى ترشحت الشهاداتُ غير المحدودة لجميع أهل الإيمان من تلك الشهادة.

    وهكذا، فقد ذُكرت في «المرتبة السابعة عشرة من المقام الأول» إشارة قصيرة لما تلقاه السائح هذا، من درس التوحيد والإيمان من القرآن الكريم:

    لَا إِلَهَ إِلَّا الله الْوَاجِبُ الْوُجُود الْوَاحِدُ الْأحَدُ الَّذِي دَلَّ عَلَى وُجُوبِ وُجُودِهِ فِي وَحْدَتِهِ: الْقُرآنُ الْمُعجِز الْبَيَانِ، الْمَقبُولُ الْمَرغُوبُ لِأجْنَاسِ الْمَلَكِ وَالْإنسِ وَالْجَانِ، الْمَقرُوءُ كُلّ آيَاته فِي كُلّ دَقِيقَةٍ بِكَمَالِ الْاحتِرَامِ، بِألْسِنَةِ مِئَاتِ الْمَلَايِينِ مِن نَوعِ الْإِنسَانِ، الدَّائِمِ سَلطَنَتهُ الْقُدسِيَّةُ عَـلَى أقْطَارِ الْأرْضِ وَالْأكْوَانِ، وَعَلَى وُجُوهِ الْأعْصَارِ وَالزَّمَانِ، وَالْجَارِي حَاكِمِيَّتهُ الْمَعنَوِية النُّورَانيَّة عَلَى نِصفِ الْأرْضِ وَخُمُسِ الْبَشَرِ فِي أربَعَة عَشَر عَصرا بِكَمَالِ الْاحتِشَام.. وَكَذَا شَهِدَ وَبَرهَنَ بإجمَاعِ سُورِهِ الْقدسِيّة السَّمَاوِيَّة، وَباتِّفَاقِ آيَاتِهِ النُّورَانِيَّة الْإِلَهِيَّةِ وَبِتَوَافُقِ أسْرَارِهِ وَأنوَارِهِ وَبِتَطَابُقِ حَقَائِقِهِ وَثَمَراتِهِ وَآثارِهِ بِالمُشَاهَدَةِ وَالْعيَانِ.


    الذيل الثاني

    «المسألة العاشرة» من الشعاع الحادي عشر «رسالة الثمرة»

    زهرة أميرداغ

    [رد شاف ومقنع على اعتراضات ترِدُ حول التكرار في القرآن الكريم]

    إخواني الأعزاء الأوفياء!

    كنت أعاني من حالة مضطربة بائسة حينما تناولت هذه المسألة بالكتابة، لذا اكتنفها شيء من الغموض لكونها بقيت كما جاءت عفو الخاطر. ولكني أدركتُ أن تلك العبارات المشوشة تنطوي على إعجاز رائع. فيا أسفى إذ لم أستطع أن أوفي حقَّ هذا الإعجاز من الأداء والتعبير. فعبارات الرسالة مهما كانت خافتة الأنوار إلّا أنها تعدّ -من حيث تعلقها بالقرآن الكريم- «عبادة فكرية» و«صَدَفَة» تضم لآلئ نفيسة سامية، فالرجاء أن تصرفوا النظر عن قشرتها وتنعمـوا النظر بما فيها من لآلئ ساطعة. فإن وجدتموها جديرة حقا فاجعلوها «المسألة العاشرة» لرسالة الثمرة، وإلّا فاقبلوها رسالة جوابية عن تهانيكم.

    ولقد اضطررت إلى كتابتها في غاية الإجمال والاقتضاب، لِما كنت أكابد من سوء التغذية وأوجاع الأمراض، حتى إنني أدرجتُ في جملة واحدة منها حقائق وحججا غزيرة، وأتممتها -بفضل الله- في يومين من أيام شهر رمضان المبارك. فأرجو المعذرة عما بدر مني من تقصير. ([21])

    إخوتي الأوفياء الصادقين!

    حينما كنت أتلو القرآن -المعجز البيان- في الشهر المبارك (رمضان)، تدبّرت في معاني الآيات الثلاث والثلاثين -التي وردت إشاراتُها إلى رسائل النور في «الشعاع الأول»- فرأيتُ أن كل آية منها -بل آيات تلك الصفحة في المصحف وموضوعها- كأنها تطل على رسائل النور وطلابها من جهة نيلهم غيضا من فيضها وحظا من معانيها لاسيما آية النور في سورة النور فهي تشير بالأصابع العشر إلى رسائل النور، كما أن الآيات التي تعقبها -وهي آية الظلمات- تطل على معارضي الرسائل وأعدائها بل تعطيهم حصة كبرى، إذ لا يخفى أن مقام تلك الآيات وأبعادها ومراميها غير قاصرة على زمان ومكان معينين بل تشمل الأزمنة والأمكنة جميعها، أي تخرج من جزئية الأمكنة والأزمنة إلى كلّيتهما الشاملة، لذا شعرتُ أن رسائل النور وطلابها إنما يمثلون في عصرنا هذا -حق التمثيل- فردا واحدا من أفراد تلك الكلية الشاملة.

    إنّ خطاب القرآن الكريم قد اكتسب الصفة الكلية والسعة المطلقة والرفعة السامية والإحاطة الشاملة؛ لصدوره مباشرة من المقام الواسع المطلق للربوبية العامة الشاملة للمتكلم الأزلي سبحانه.. ويكتسبها من المقام الواسع العظيم لمن أنـزل عليه هذا الكتاب، ذلكم النبي الكريم ﷺ الممثِّل للنوع البشري والمخاطَب باسم الإنسانية قاطبة، بل باسـم الكائنات جميعا.. ويكتسبها أيضا من توجّه الخطاب إلى المقام الواسع الفسيح لطبقات البشرية كافة وللعصور كافة.. ويكتسبها أيضا من المقام الرفيع المحيط النابع من البيان الشافي لقوانين الله سبحانه المتعلقة بالدنيا والآخرة، بالأرض والسماء، بالأزل والأبد، تلك القوانين التي تخص ربوبيته وتشمل أمور المخلوقات كافة.

    فهذا الخطاب الجليل الذي اكتسب من السعة والسمو والإحاطة والشمول ما اكتسب، يبرز إعجازا رائعا وإحاطة شاملة، بحيث: إنّ مراتبه الفطرية والظاهرية التي تلاطف أفهام العوام البسيطة -وهم معظم المخاطبين- تمنح في الوقت نفسه حصةً وافرة لأعلى المستويات الفكرية ولأرقى الطبقات العقلية، فلا يهب لمخاطبيه شيئا من إرشاداته وحدها،

    ولا يخصّهم بعبرة من حكاية تاريخية فقط، بل يخاطب مع ذلك كل طبقة في كل عصر -لكونها فردا من أفراد دستور كلّي- خطابا نَدِيّا طريا جديدا كأنه الآن ينـزل عليهم.

    ولا سيما كثرة تكراره: ﴿ الظَّالِم۪ينَ ﴾ .. ﴿ الظَّالِم۪ينَ ﴾.. وزجره العنيف لهم وإنذاره الرهيب من نـزول مصائب سماوية وأرضية بذنوبهم ومظالمهم، فيلفت الأنظار -بهذا التكرار- إلى مظالم لا نظير لها في هذا العصر، بعرضه أنواعا من العذاب والمصائب النازلة على قوم عاد وثمود وفرعون. وفي الوقت نفسه يبعث السلوانَ والطمأنينة إلى قلوب المؤمنين المظلومين، بذكره نجاةَ رسل كرام أمثال إبراهيم وموسى عليهما السلام.

    ثم إن هذا القرآن العظيم يرشد كل طبقة من كل عصر إرشادا واضحا بإعجاز رائع مبينا: أنّ «الأزمنة الغابرة» والعصور المندثرة التي هي في نظر الغافلين الضالين وادٍ من عدم سحيق موحش رهيب، ومقبرة مندرسة أليمة كئيبة، يعرضها صحيفة حيّة تطفح عبرا ودروسا، وعالَما عجيبا ينبض بالحياة ويتدفق بالحيوية من أقصاه إلى أقصاه، ومملكة ربانية ترتبط معنىً بوشائج وأواصر فيبينها -بإعجازه البديع- واضحة جلية كأنها مشهودة تعرض أمامنا على شاشة، فتارة يأتي بتلك العصور ماثلة شاخصة أمامنا، وتارة يأخذنا إلى تلك العصور.

    ويبين بالإعجاز نفسه «الكون» الذي يراه الغافلون فضاء موحشا بلا نهاية، وجمادات مضطربة بلا روح تتدحرج في دوامة الفراق والآلام، يبينه القرآن كتابا بليغا، كتبه الأحدُ الصمد، ومدينةً منسقة عمّرها الرحمن الرحيم، ومَعرضا بديعا أقامه الرب الكريم لإشهار مصنوعاته. فيبعث بهذا البيان حياةً في تلك الجمادات، ويجعل بعضها يسعى لإمداد الآخر، وكل جزء يغيث الآخر ويعينه، كأنه يحاوره محاورة ودّية صميمة، فكل شيء مسخّر وكل شيء أنيط به وظيفة وواجب.. وهكذا يلقي القرآن دروسَ الحكمة الحقيقية والعلم المنور إلى الإنس والجن والملائكة كافة. فلا ريب أن هذا القرآن العظيم -الذي له هذا الإعجاز في البيان- قَمِينٌ بأن يحوز خواص راقية عالية، وميزات مقدسة سامية، أمثال:

    في كل حرف منه عشرُ حسنات، بل ألفُ حسنة أحيانا، بل ألوف الحسنات في أحيان أخرى.. وعجز الجن والأنس عن الإتيان بمثله ولو اجتمعوا له.. ومخاطبتُه بني آدم جميعَهم بل الكائنات برمتها مخاطبة بليغة حكيمة.. وحرصُ الملايين من الناس في كل عصر على حفظه عن ظهر قلب بشوق ومتعة.. وعدم السأم من تلاوته الكثيرة رغم تكراراته.. واستقرارُه التام في أذهان الصغار اللطيفة البسيطة مع كثرة ما فيه من جُمل ومواضع تلتبس عليهم.. وتلذذُ المرضى والمحتضرين -الذين يتألمون حتى من أدنى كلام- بسماعه، وجريانُه في أسماعهم عذبا طيبا.. وغيرها من الخواص السامية والمزايا المقدسة التي يحوزها القرآن الكريم، فيمنح قرّاءه وتلاميذه أنواعا من سعادة الدارين.

    ويُظهر إعجازه الجميل أيضا في «أسلوب إرشاده البليغ» حيث راعى أحسن الرعاية أميةَ مبلّغه الكريم ﷺ باحتفاظه التام على سلاسته الفطرية، فهو أجلّ من أن يدنو منه تكلف أو تصنع أو رياء -مهما كان نوعه- فجاء أسلوبُه مستساغا لدى العوام الذين هم أكثرية المخاطبين ملاطفا بساطة أذهانهم بتنـزلاته الكلامية القريبة من أفهامهم.. باسطا أمامهم صحائف ظاهرة ظهورا بديهيا كالسماوات والأرض.. موجها الأنظار إلى معجزات القدرة الإلهية وسطور حكمته البالغة المضمرتين تحت العاديات من الأمور والأشياء.

    ثم إنّ القرآن الكريم يظهر نوعا من إعجازه البديع أيضا في «تكراره البليغ» لجملة واحدة، أو لقصة واحدة، وذلك عند إرشاده طبقات متباينة من المخاطبين إلى معان عدة وعِبَر كثيرة في تلك الآية أو القصة، فاقتضى التكرار حيث إنه كتاب دعاء ودعوة كما أنه كتاب ذكر وتوحيد، وكل من هذا يقتضي التكرار، فكل ما كرر في القرآن الكريم إذن من آية أو قصة إنما تشتمل على معنى جديد وعبرة جديدة.

    ويظهر إعجازه أيضا عند تناوله «حوادث جزئية» وقعت في حياة الصحابة الكرام أثناء نـزوله وإرسائه بناء الإسلام وقواعد الشريعة، فتراه يأخذ تلك الحوادث بنظر الاهتمام البالغ، مبينا بها أن أدق الأمور لأصغر الحوادث جزئيةً، إنما هي تحت نظر رحمته سبحانه، وضمن دائرة تدبيره وإرادته، فضلا عن أنه يُظهر بها سننا إلهية جارية في الكون ودساتير كلية شاملة. زد على ذلك أن تلك الحوادث -التي هي بمثابة النَّوَيّات عند تأسيس الإسلام والشريعة- ستثمر فيما يأتي من الأزمان ثمارا يانعة من الأحكام والفوائد.

    إنّ تكرُّر الحاجة يستلزم التكرار، هذه قاعدة ثابتة، لذا فقد أجاب القرآن الكريم عن أسئلة مكررة كثيرة خلال عشرين سنة فأرشدَ بإجاباته المكررة طبقات كثيرة متباينة من المخاطبين؛ فهو يكرر جملا تملك ألوفَ النتائج، ويكرر إرشادات هي نتيجة لأدلة لا حد لها، وذلك عند ترسيخه في الأذهان وتقريره في القلوب ما سيحدث من انقلاب عظيم وتبدّل رهيب في العالم وما سيصيبه من دمار وتفتت الأجزاء، وما سيعقبه من بناء الآخرة الخالدة الرائعة بدلا من هذا العالم الفاني.

    ثم إنه يكرر تلك الجمل والآيات أيضا عند إثباته أن جميع الجزئيات والكليات ابتداء من الذرات إلى النجوم إنما هي في قبضة واحد أحد سبحانه وضمن تصرفه جلّ شأنه.

    ويكررها أيضا عند بيانه الغضب الإلهي والسخط الرباني على الإنسان المرتكب للمظالم عند خرقه الغاية من الخلق، تلك المظالم التي تثير هيجان الكائنات والأرض والسماء والعناصر وتؤجّج غضبَها على مقترفيها.

    لذا فإن تكرار تلك الجمل والآيات عند بيان أمثال هذه الأمور العظيمة الهائلة لا يعد نقصا في البلاغة قط، بل هو إعجاز في غاية الروعة والإبداع، وبلاغة في غاية العلو والرفعة، وجزالة -بل فصاحة- مطابقة تطابقا تاما لمقتضى الحال.

    فعلى سبيل المثال: إن جملةَ ﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾ هي آية واحدة تتكرر مائةً وأربعَ عشرة مرة في القرآن الكريم ذلك لأنها حقيقة كبرى تملأ الكون نورا وضياء، وتشد الفرش بالعرش برباط وثيق -كما بيناها في اللمعة الرابعة عشرة- فما من أحد إلّا وهو بحاجة مسيسة إلى هذه الحقيقة في كل حين، فلو تكررت هذه الحقيقة العظمى ملايين المرات، فالحاجة ما زالت قائمةً باقيةً لا ترتوي. إذ ليست هي حاجة يومية كالخبز، بل هي أيضا كالهواء والضياء الذي يُضطر ويُشتاق إليه كل دقيقة.

    وإن الآية الكريمة: ﴿ وَاِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَز۪يزُ الرَّح۪يمُ ﴾ تتكرر ثماني مرات في سورة «الشعراء». فتكرار هذه الآية العظيمة التي تنطوي على ألوف الحقائق في سورة تذكُر نجاة الأنبياء عليهم السلام وعذاب أقوامهم، إنما هو لبيان أنّ مظالم أقوامهم تمس الغاية من الخلق، وتتعرض إلى عظمة الربوبية المطلقة، فتقتضي العزةُ الربانية عذابَ تلك الأقوام الظالمة مثلما تقتضي الرحمة الإلهية نجاة الأنبياء عليهم السلام. فلو تكررت هذه الآية ألوف المرات لما انقضت الحاجة والشوق إليها، فالتكرار هنا بلاغة راقية ذات إعجاز وإيجاز.

    وكذلك الآية الكريمة: ﴿ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ المكررة في سورة «الرحمن» والآية الكريمة: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّب۪ينَ ﴾ المكررة في سورة «المرسلات» تصرخ كلُّ منهما في وجه العصور قاطبة وتعلن إعلانا صريحا في أقطار السماوات والأرض أن كفرَ الجن والأنس وجحودَهم بالنعم الإلهية، ومظالمهم الشنيعة، يثير غضب الكائنات ويجعل الأرض والسماوات في حنق وغيظ عليهم.. ويخل بحكمة خلق العالم والقصد منه.. ويتجاوز حقوق المخلوقات كافة ويتعدى عليها.. ويستخف بعظمة الألوهية وينكرها، لذا فهاتان الآيتان ترتبطان بألوف من أمثال هذه الحقائق، ولهما من الأهمية ما لألوف المسائل وقوتها، لو تكررتا ألوف المرات في خطاب عام موجّه إلى الجن والإنس لكانت الضرورة قائمة بعد، والحاجة إليها ما زالت موجودة باقية. فالتكرار هنا بلاغة موجزة جليلة ومعجزة جميلة.

    ومثال آخر (نسوقه حول حكمة التكرار في الحديث النبوي ﷺ) فالمناجاة النبوية المسماة بـ«الجوشن الكبير» مناجاة رائعة مطابقة لحقيقة القرآن الكريم ونموذج مستخلص منه. نرى فيها جملة: «سبحانك يا لا إله إلّا أنت الأمان الأمان خلصنا من النار.. أجرنا من النار.. نجّنا من النار»، هذه الجمل تتكرر مائة مرة، فلو تكررت ألوف المرات لما ولّدت السأم، إذ إنها تنطوي على أجلّ حقيقة في الكون وهي التوحيد. وأجلّ وظيفة للمخلوقات تجاه ربهم الجليل وهي التسبيح والتحميد والتقديس، وأعظم قضية مصيرية للبشرية وهي النجاة من النار والخلاص من الشقاء الخالد. وألزم غاية للعبودية وللعجز البشري وهي الدعاء.

    وهكذا نرى أمثال هذه الأسس فيما تشتمل عليه أنواع التكرار في القرآن الكريم. حتى نرى أنه يعبر أكثر من عشرين مرة عن حقيقة التوحيد -صراحة أو ضمنا- في صحيفة واحدة من المصحف وذلك حسب اقتضاء المقام، ولزوم الحاجة إلى الإفهام، وبلاغة البيان، فيهيّج بالتكرار الشوقَ إلى تكرار التلاوة، ويمد به البلاغة قوة وسموا من دون أن يورث سأما أو مللا.

    ولقد أوضحتْ أجزاءُ رسائل النور حكمةَ التكرار في القرآن الكريم وبيّنت حججها وأثبتت مدى ملاءمة التكرار وانسجامه مع البلاغة، ومدى حسنه وجماله الرائع.

    أما حكمة اختلاف السور المكية عن المدنية من حيث البلاغة، ومن جهة الإعجاز ومن حيث التفصيل والإجمال فهي كما يأتي:

    إنّ الصف الأول من المخاطبين والمعارضين في مكة كانوا مشركي قريش وهم أميون لا كتاب لهم، فاقتضت البلاغة أسلوبا عاليا قويا وإجمالا معجزا مقنعا، وتكرارا يستلزمه التثبيت في الإفهام؛ لذا تناولت أغلبُ السور المكية أركانَ الإيمان ومراتب التوحيد بأسلوب في غاية القوة والعلو، وبإيجاز في غاية الإعجاز، وكررت الإيمانَ بالله والمبدأ والمعاد والآخرة كثيرا، بل قد عبّرت عن تلك الأركان الإيمانية في كل صحيفة أو آية، أو في جملة واحدة، أو كلمة واحدة، بل ربما عبّرت عنها في حرف واحد، في تقديم وتأخير، في تعريف وتنكير، في حذف وذكر. فأثبتت أركان الإيمان في أمثال تلك الحالات والهيئات البلاغية إثباتا جعل علماء البلاغة وأئمتها يقفون حيارى مبهوتين أمام هذا الأسلوب المعجز.

    ولقد وضّحت رسائل النور ولاسيما «الكلمة الخامسة والعشرون «المعجزات القرآنية» -مع ذيولها- إعجازَ القرآن في أربعين وجها من وجوهها، وكذلك تفسير «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز» باللغة العربية الذي يبين بيانا رائعا إعجاز القرآن من حيث وجه النظم بين الآيات الكريمة. فأثبتت كلتا الرسالتين فعلا علو الأسلوب البلاغي الفذ وسمو الإيجاز المعجِز.

    أما الآيات المدنية وسوَرها فالصف الأول من مخاطبيها ومعارضيها كانوا من اليهود والنصارى وهم أهلُ كتاب مؤمنون بالله. فاقتضت قواعد البلاغة وأساليب الإرشاد وأسس التبليغ أن يكون الخطاب الموجه لأهل الكتاب مطابقا لواقع حالهم، فجاء بأسلوب سهل واضح سلس، مع بيان وتوضيح في الجزئيات -دون الأصول والأركان (الإيمانية)- لأن تلك الجزئيات هي منشأ الأحكام الفرعية والقوانين الكلية، ومدار الاختلافات في الشرائع والأحكام. لذا فغالبا ما نجد الآيات المدنية واضحة سلسة بأسلوب بياني معجز خاص بالقرآن الكريم. ولكن ذكرُ القرآن فذلكة قوية أو نتيجة ملخصة أو خاتمة رصينة أو حجة دامغة تعقيبا على حادثة جزئية فرعية، يجعل تلك الحادثة الجزئية قاعدة كلية عامة، ومن بعد ذلك يضمن الامتثال بها بترسيخ الإيمان بالله الذي يحققه ذكر تلك الفواصل الختامية الملخّصة للتوحيد والإيمان والآخرة. فترى أن ذلك المقام الواضح السلس يتنور ويسمو بتلك الفواصل الختامية.

    -ولقد بينت «رسائل النور» وأثبتت حتى للمعاندين مدى البلاغة العالية والميزات الراقية وأنواع الجزالة السامية الدقيقة الرفيعة في تلك الفذلكات والفواصل وذلك في عشر مميزات ونكت في النور الثاني من الشعلة الثانية للكلمة الخامسة والعشرين الخاصة بإعجاز القرآن-. فإن شئت فانظر إلى ﴿ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ ، ﴿ اِنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾، ﴿ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾، ﴿ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الرَّح۪يمُ ﴾ وأمثالها من الآيات التي تفيد التوحيد وتذكر بالآخرة، والتي تنتهي بها أغلب الآيات الكريمة،

    ترَ أن القرآن الكريم عند بيانه الأحكام الشرعية الفرعية والقوانين الاجتماعية يرفع نظرَ المخاطب إلى آفاق كلية سامية، فيبدل -بهذه الفواصل الختامية- ذلك الأسلوب السهل الواضح السلس أسلوبا عاليا رفيعا، كأنه ينقل القارئ من درس الشريعة إلى درس التوحيد. فيثبت أن القرآن كتابُ شريعة وأحكام وحكمة، كما هو كتاب عقيدة وإيمان، وهو كتاب ذكر وفكر، كما هو كتاب دعاء ودعوة.

    وهكذا ترى أن هناك نمطا من جزالة معجزة ساطعة في الآيات المدنية هو غير بلاغة الآيات المكية، حسب اختلاف المقام وتنوع مقاصد الإرشاد والتبليغ.

    فقد ترى هذا النمط في كلمتين فقط: ﴿ رَبُّكَ ﴾ و ﴿ رَبُّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ إذ يعلّم الأحدية بتعبير ﴿ رَبُّكَ ﴾ ويعلّم الواحدية بـ ﴿ رَبُّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ ، علما أن الواحدية تتضمن الأحدية.

    بل قد ترى ذلك النمط من البلاغة في جملة واحدة فيريك في آية واحدة مثلا نفوذَ علمه إلى موضع الذرة في بؤبؤ العين وموقعَ الشمس في كبد السماء، وإحاطة قدرته التي تضع بالآلة الواحدة كلا في مكانه، جاعلةً من الشمس كأنها عين السماء فيعقب:

    ﴿ وَهُوَ عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ بعد آية ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النّهَارِ وَيُولِجُ النّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾ (الحديد:٦) أي يعقب نفوذَ علمه سبحانه إلى خفايا الصدور بعد ذكره عظمةَ الخلق في السماوات والأرض وبسطها أمام الأنظار. فيقرّ في الأذهان أنه يعلم خواطر القلوب وخوافي شؤونها ضمن جلال خلّاقيته للسماوات والأرض وتدبيره لشؤونها. فهذا التعقيب: ﴿ وَهُوَ عَلِيم بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ لون من البيان يحول ذلك الأسلوب السهل الواضح الفطري -القريب إلى أفهام العوام- إلى إرشاد سامٍ وتبليغ عام جذاب.

    سؤال: إن النظرة السطحية العابرة لا تستطيع أن ترى ما يورده القرآن الكريم من حقائق ذات أهمية، فلا تعرف نوع المناسبة والعلاقة بين فذلكة تعبّر عن توحيد سام أو تفيد دستورا كليا، وبين حادثة جزئية معتادة؛ لذا يتوهم البعضُ أن هناك شيئا من قصورٍ في البلاغة، فمثلا لا تظهر المناسبةُ البلاغية في ذكر دستور عظيم: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذ۪ي عِلْمٍ عَل۪يمٌ ﴾ تعقيبا على حادثة جزئية وهي إيواء يوسف عليه السلام أخاه إليه بتدبير ذكي. فيرجى بيان السر في ذلك وكشف الحجاب عن حكمته؟

    الجواب: إنّ أغلب السور المطولة والمتوسطة -التي كلّ منها كأنها قرآن على حدة- لا تكتفي بمقصدين أو ثلاثة من مقاصد القرآن الأربعة (وهي: التوحيد، النبوة، الحشر، العدل مع العبودية) بل كل منها يتضمن ماهية القرآن كلها، والمقاصد الأربعة معا، أي كل منها: كتابُ ذكر وإيمان وفكر، كما أنه كتاب شريعة وحكمة وهداية. فكل سورة من تلك السُوَر تتضمن كُتبا عدة، وترشد إلى دروس مختلفة متنوعة. فتجد أن كل مقام -بل حتى الصحيفة الواحدة- يفتح أمامَ الإنسان أبوابا للإيمان يحقق بها إقرار مقاصد أخرى، حيث إن القرآن يذكر ما هو مسطور في كتاب الكون الكبير ويبينه بوضوح، فيرسّخ في أعماق المؤمن إحاطة ربوبيته سبحانه بكل شيء، ويريه تجلياتها المهيبة في الآفاق والأنفس. لذا فإن ما يبدو من مناسبة ضعيفة، يبنى عليها مقاصد كلية فتتلاحق مناسبات وثيقة وعلاقات قوية بتلك المناسبة الضعيفة ظاهرا، فيكون الأسلوب مطابقا تماما لمقتضى ذلك المقام، فتتعالى مرتبته البلاغية.

    سؤال آخر: ما حكمة سَوق القرآن ألوف الدلائل لإثبات أمور الآخرة وتلقين التوحيد وإثابة البشر؟ وما السر في لفته الأنظار إلى تلك الأمور صراحةً وضمنا وإشارةً في كل سورة بل في كل صحيفة من المصحف وفي كل مقام؟

    الجواب: لأن القرآن الكريم ينبّه الإنسان إلى أعظم انقلاب يحدث ضمن المخلوقات ودائرة الممكنات في تاريخ العالم.. وهو الآخرة. ويرشده إلى أعظم مسألة تخصه وهو الحامل للأمانة الكبرى وخلافة الأرض.. تلك هي مسألة التوحيد الذي تدور عليه سعادتُه وشقاوتُه الأبديتان. وفي الوقت نفسه يزيل القرآن سيلَ الشبهات الواردة دون انقطاع، ويحطم أشدّ أنواع الجحود والإنكار المقيت.

    لذا لو قام القرآنُ بتوجيه الأنظار إلى الإيمان بتلك الانقلابــــات المدهشة وحملِ الآخرين على تصديق تلك المسألة العظيمة الضرورية للبشر.. نعم، لو قام به آلافَ المرات وكرر تلك المسائل ملايين المرات، لا يعدّ ذلك منــه إســـرافا في البلاغة قط، كما أنه لا يولد ســـأما ولا مللا البـتـة، بــــل لا تنقطع الحـــاجـــة إلى تكرار تلاوتها في القرآن الكريم، حيث ليس هناك أهم ولا أعظم مسألة في الوجود من التوحيد والآخرة.

    فمثلا: إن حقيقة الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْر۪ي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُۜ ذٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَب۪يرُ ﴾ (البروج:١١) هي بشرى السعادة الخالدة تزفّها هذه الآية الكريمة إلى الإنسان المسكين الذي يلاقي حقيقةَ الموت كل حين، فتنقذه هذه البشرى من تصور الموت إعداما أبديا، وتنجيه -وعالَمه وجميعَ أحبته- من قبضة الفناء، بل تمنحه سلطنة أبدية، وتكسبه سعادة دائمة.. فلو تكررت هذه الآية الكريمة مليارا من المرات لا يعد تكرارُها من الإسراف قط، ولا يمس بلاغتَها شيء.

    وهكذا ترى أن القرآن الكريم الذي يعالج أمثال هذه المسائل القيمة ويسعى لإقناع المخاطبين بها بإقامة الحجج الدامغة، يعمّق في الأذهان والقلوب تلك التحولات العظيمة والتبدلات الضخمة في الكون، ويجعلها أمامهم سهلة واضحة كتبدل المنـزل وتغير شكله. فلابد أن لفت الأنظار إلى أمثال هذه المسائل -صراحة وضمنا وإشارة- بألوف المرات ضروري جدا بل هو كضرورة الإنسان إلى نعمة الخبز والهواء والضياء التي تتكرر حاجته إليها دائما.

    ومثلا: إن حكمة تكرار القرآن الكريم: ﴿ وَالَّذ۪ينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ ﴾ (فاطر:٣٦) ﴿ اِنَّ الظَّالِم۪ينَ لَهُمْ عَذَابٌ اَل۪يمٌ ﴾ (إبراهيم:٢٢) وأمثالها من آيات الإنذار والتهديد. وسَوقها بأسلوب في غاية الشدة والعنف، هي -مثلما أثبتناها في «رسائل النور» إثباتا قاطعا-: أنّ كفرَ الإنسان إنما هو تجاوز -أيّ تجاوز- على حقوق الكائنات وأغلب المخلوقات، مما يثير غضبَ السماوات والأرض، ويملأ صدورَ العناصر حنقا وغيظا على الكافرين، حتى تقوم تلك العناصر بصفع أولئك الظالمين بالطوفان وغيره. بل حتى الجحيم تغضب عليهم غضبا تكاد تتفجر من شدته كما هو صريح الآية الكريمة: ﴿ اِذَٓا اُلْقُوا ف۪يهَا سَمِعُوا لَهَا شَه۪يقًا وَهِيَ تَفُورُۙ ❀ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ (الملك:٧-٨).

    فلو كَرَّرَ سلطانُ الكون في أوامره تلك الجناية العظمى «الكفر» وعقوبتَها بأسلوب في غاية الزجر والشدة ألوف المرات، بل ملايين المرات، بل مليارات المرات لما عُدّ ذلك إسرافا مطلقا ولا نقصا في البلاغة، نظرا لضخامة تلك الجناية العامة وتجاوز الحقوق غير المحدودة، وبناء على حكمة إظهار أهمية حقوق رعيته سبحانه وإبراز القبح غير المتناهي في كفر المنكرين وظلمهم الشنيع. إذ لا يكرر ذلك لضآلة الإنسان وحقارته بل لهول تجاوز الكافر وعظم ظلمه.

    ثم إننا نرى أن مئات الملايين من الناس منذ ألف ومئات من السنين يتْلون القرآن الكريم بلهفة وشوق وبحاجة ماسة إليه دون ملل ولا سأم.

    نعم، إن كل وقت وكل يوم إنما هو عالَم يمضي وباب ينفتح لعالم جديد، لذا فإن تكرار: «لا إله إلّا الله» بشوق الحاجة إليها ألوف المرات لأجل إضاءة تلك العوالم السيارة كلها وإنارتها بنور الإيمان، يجعل تلك الجملة التوحيدية كأنها سراج منير في سماء تلك العوالم والأيام. فكما أن الأمر هكذا في: «لا إله إلاّ الله» كذلك تلاوة القرآن الكريم فهي تبدد الظلام المخيم على تلك الكثرة الكاثرة من المشاهد السارية، وعلى تلك العوالم السيارة المتجددة، وتزيل التشوه والقبح عن صورها المنعكسة في مرآة الحياة، وتجعل تلك الأوضاع المقبلة شهودا له يوم القيامة لا شهودا عليه. وترقّيه إلى مرتبة معرفة عِظَم جزاء الجنايات، وتجعله يدرك قيمة النُّذُر المخفية لسلطان الأزل والأبد التي تشتت عناد الظالمين الطغاة، وتشوّقه إلى الخلاص من طغيان النفس الأمارة بالسوء.. فلأجل هذه الحِكَم كلها يكرر القرآن الكريم ما يكرر في غاية الحكمة، مظهرا أن النذر القرآنية الكثيرة إلى هذا القدر، وبهذه القوة والشدة والتكرار حقيقة عظمى، ينهزم الشيطانُ من توهمها باطلا، ويهرب من تخيلها عبثا. نعم، إنّ عذاب جهنم لهو عينُ العدالة لأولئك الكفار الذين لا يعيرون للنذر سمعا.

    ومن المكررات القرآنية «قصص الأنبياء» عليهم السلام، فالحكمة في تكرار قصة موسى عليه السلام -مثلا- التي لها من الحِكم والفوائد ما لعصا موسى، وكذا الحكمةُ في تكرار قصص الأنبياء إنما هي لإثبات الرسالة الأحمدية، وذلك بإظهار نبوة الأنبياء جميعهم حجةً على أحقية الرسالة الأحمدية وصدقها؛ حيث لا يمكن أن ينكرها إلّا من ينكر نبوتهم جميعا، فذكرُها إذن دليل على الرسالة.

    ثم إن كثيرا من الناس لا يستطيعون كل حين ولا يوفّقون إلى تلاوة القرآن الكريم كله، بل يكتفون بما يتيسر لهم منه. ومن هنا تبدو الحكمة واضحة في جعل كل سورة مطولة ومتوسطة بمثابة قرآن مصغر، ومن ثم تكرار القصص فيها بمثل تكرار أركان الإيمان الضرورية. أي إن تكرار هذه القصص هو مقتضى البلاغة وليس فيه إسراف قط. زد على ذلك فإن فيه تعليما بأن حادثة ظهور محمد ﷺ أعظم حادثة للبشرية وأجلّ مسألة من مسائل الكون.

    نعم، إنّ منحَ ذات الرسول الكريم ﷺ أعظم مقام وأسماه في القرآن الكريم، وجعل «محمد رسول الله» -الذي يتضمن أربعة من أركان الإيمان- مقرونا بـ «لا إله إلّا الله» دليل -وأي دليل- على أن الرسالة المحمدية هي أكبر حقيقة في الكون، وأن محمدا ﷺ لهو أشرف المخلوقات طرا. وأن الحقيقة المحمدية التي تمثل الشخصية المعنوية الكلية لمحمد ﷺ هي السراج المنير للعالمين كليهما، وأنه ﷺ أهل لهذا المقام الخارق، كما قد أثبت ذلك في أجزاء رسائل النور بحجج وبراهين عديدة إثباتا قاطعا. نورد هنا واحدا من ألف منها. كما يأتي:

    إنّ كل ما قام به جميعُ أمة محمد ﷺ من حسنات في الأزمنة قاطبة يُكتب مثلها في صحيفة حسناته ﷺ، وذلك حسب قاعدة: «السبب كالفاعل»... وإنّ تنويره لجميع حقائق الكائنات بالنور الذي أتى به لا يجعل الجنّ والأنس والملائكة وذوي الحياة في امتنان ورضى وحدهم، بل يجعل الكونَ برمّته والسماوات والأرض جميعا راضية عنه محدّثةً بفضائله... وإنّ ما يبعثه صالحو الأمة يوميا من ملايين الأدعية ومع الروحانيين من مليارات الأدعية الفطرية المستجابة التي لا تُرد -بدلالة القبول الفعلي المشاهَد لأدعية النباتات بلسان الاستعداد، وأدعية الحيوانات بلسان حاجة الفطرة- ومن أدعية الرحمة بالصلاة والسلام عليه، وما يرسلونه بما ظفروا من مكاسب معنوية وحسنات هدايا، إنما تقدم إليه أولا. فضلا عما يدخل في دفتر حسناته ﷺ من أنوار لا حدود لها بما تتلوه أمتُه -بمجرد التلاوة- من القرآن الكريم الذي في كل حرف من حروفه -التي تزيد على ثلاثمائة ألف حرف- عشر حسنات وعشر ثمار أخروية، بل مائة بل ألف من الحسنات..

    نعم، إنّ علام الغيوب سبحانه قد سبق علمه وشاهد أن الحقيقة المحمدية التي هي الشخصية المعنوية لتلك الذات المباركة ﷺ ستكون كمثال شجرة طوبى الجنة، لذا أولاه في قرآنه تلك الأهمية العظمى حيث هو المستحق لذلك المقام الرفيع. وبيّن في أوامره بأن نيل شفاعته إنما هو باتباعه والاقتداء بسنته الشريفة وهو أعظم مسألة من مسائل الإنسان. بل أخذ بنظر الاعتبار -بين حين وآخر- أوضاعه الإنسانية البشرية التي هي بمثابة بذرة شجرة طوبى الجنة.

    وهكذا فلأن حقائق القرآن المكررة تملك هذه القيمة الراقية وفيها من الحِكم ما فيها، فالفطرة السليمة تشهد أن في تكراره معجزةً معنويةً قوية وواسعة، إلّا مَن مرض قلبُه وسَقم وجدانُه بطاعون المادية، فتشمله القاعدة المشهورة:

    قد ينكر المرءُ ضوءَ الشمس من رَمدٍ وينكر الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَم ([22])


    خاتمة هذه المسألة العاشرة في حاشيتين

    الحاشية الأولى:

    طَرَق سمعي قبل اثنتي عشرة سنة، أن زنديقا عنيدا، قد فضح سوءَ طويته وخبثَ قصده بإقدامه على ترجمة القرآن الكريم، فحاك خطةً رهيبة، للتهوين من شأنه بمحاولة ترجمته.

    وصرح قائلا: ليُترجم القرآن لتظهر قيمته؟ أي ليرى الناس تكراراته غير الضرورية! ولتُتلى ترجمتُه بدلا منه! إلى آخره من الأفكار السامة. إلّا أن رسائل النور -بفضل الله- قد شلّت تلك الفكرة وأجهضت تلك الخطة بحججها الدامغة وبانتشارها الواسع في كل مكان، فأثبتت إثباتا قاطعا أنه لا يمكن قطعا ترجمةُ القرآن الكريم ترجمةً حقيقية.. وأن أية لغة غير اللغة العربية الفصحى عاجزة عن الحفاظ على مزايا القرآن الكريم ونُكته البلاغية اللطيفة.. وإن الترجمات العادية الجزئية التي يقوم بها البشر لن تَحُل -بأي حال- محلَّ التعابير الجامعة المعجزة للكلمات القرآنية التي في كل حرف من حروفها حسنات تتصاعد من العشرة إلى الألف، لذا لا يمكن مطلقا تلاوة الترجمة بدلا منه.

    بيد أن المنافقين الذين تتلمذوا على يد ذلك الزنديق، سعوا بمحاولات هوجاء في سبيل الشيطان ليطفئوا نورَ القرآن الكريم بأفواههم. ولكن لما كنتُ لا ألتقي أحدا، فلا علم لي بحقيقة ما يدور من أوضاع، إلّا أن أغلب ظني أن ما أوردتُه آنفا هو السبب الذي دعا إلى إملاء هذه «المسألة العاشرة» عليّ، رغم ما يحيط بي من ضيق.

    الحاشية الثانية:

    كنت جالسا ذات يوم في الطابق العلوي من فندق «شهر» عقب إطلاق سراحنا من سجن «دنيزلي» أتأمل فيما حوالي من أشجار الحَوَر (الصفصاف) الكثيرة في الحدائق الغنّاء والبساتين الجميلة، رأيتُها جذلانة بحركاتها الراقصة الجذابة، تتمايل بجذوعها وأغصانها، وتهتز أوراقها بأدنى لمسة من نسيم. فبدت أمامي بأبهى صورة وأحلاها، وكأنها تسبّح لله في حلقات ذكر وتهليل.

    مسّت هذه الحركات اللطيفة أوتارَ قلبي المحزون من فراق إخواني، وأنا مغموم لانفرادي وبقائي وحيدا.. فخطر على البـال -فجأة- موسـمَا الخريف والشتاء وانتابتني غفلة، إذ ستتناثر الأوراق وسيذهب الرواء والجمال.. وبدأتُ أتألم على تلك الحَوَر الجميلة، وأتحسر على سائر الأحياء التي تتجلى فيها تلك النشوة الفائقة تألما شديدا حتى اغرورقت عيناي واحتشدت على رأسي أحزان تدفقت من الزوال والفراق تملأ هذا الستار المزركش البهيج للكائنات!.

    وبينما أنا في هذه الحالة المحزنة إذا بالنور الذي أتت به الحقيقةُ المحمدية ﷺ يغيثني -مثلما يغيث كل مؤمن ويسعفه- فبدّل تلك الأحزانَ والغموم التي لا حدود لها مسراتٍ وأفراحا لا حد لها، فبتّ في امتنان أبدي ورضى دائم من الحقيقة المحمدية التي أنقذني فيض واحد من فيوضات أنوارها غير المحدودة، فنشر ذلك الفيض السلوان في أرجاء نفسي وأعماق وجداني، وكان ذلك كالآتي:

    إن تلك النظرة الغافلة أظهرت تلك الأوراق الرقيقة والأشجار الفارعة الهيفاء من دون وظيفة ولا مهمة، لا نفعَ لها ولا جدوى، وأنها لا تهتز اهتزازها اللطيف من شدة الشوق والنشوة بل ترتعد من هول العدم والفراق.. فتبّا لها من نظرة غافلة أصابت صميمَ ما هو مغروز فيّ -كما هو عند غيري- من عشق للبقاء، وحب الحياة، والافتتان بالمحاسن، والشفقة على بني الجنس.. فحولت الدنيا إلى جهنم معنوية، والعقلَ إلى عضو للشقاء والتعذيب. فبينما كنتُ أقاسي هذا الوضع المؤلم، إذا بالنور الذي أنار به محمد ﷺ البشريةَ جمعاء يرفع الغطاء ويزيل الغشاوة ويبرز حِكَما ومعاني ووظائف ومهمات غزيرة جدا تبلغ عدد أوراق الحَوَر. وقد أثبتت رسائل النور أن تلك الوظائف والحكم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

    القسم الأول: وهو المتوجّه إلى الأسماء الحسنى للصانع الجليل. فكما أن صانعا ماهرا إذا ما قام بصنع ماكنة بديعة، يثني عليه الجميعُ ويقدرون صنعته ويباركون إبداعه، فإن تلك الماكنة هي بدورها كذلك تبارك صانعَها وتثني عليه بلسان حالها، وذلك بإراءتها النتائج المقصودة منها إراءة تامة.

    أما القسم الثاني: فهو المتوجه إلى أنظار ذوي الحياة وذوي الشعـور من المخلوقات أي يكون موضعَ مطالعةٍ حلوة وتأمل لذيذ، فيكون كلُّ شيء كأنه كتاب معرفة وعلم، ولا يغادر هذا العالَم -عالم الشهادة- إلّا بعد وضع معانيه في أذهان ذوي الشعور، وطبع صوَره في حافظتهم، وانطباع صورته في الألواح المثالية لسجلات علم الغيب، أي لا ينسحب من عالَم الشهادة إلى عالم الغيب إلّا بعد دخوله ضمن دوائرِ وجودٍ كثيرة ويكسب أنواعا من الوجود المعنوي والغيبي والعلمي.

    نعم ما دام الله موجودا، وعلمُه يحيط بكل شيء، فلابد أن لا يكون هناك في عالم المؤمن عدم، وإعدام، وانعدام، وعبث، ومحو، وفناء، من زاوية الحقيقة.. بينما دنيا الكفار زاخرة بالعدم والفراق والانعدام ومليئة بالعبث والفناء. ومما يوضح هذه الحقيقة ما يدور على الألسنة من قول مشهور هو: «مَن كان له الله، كان له كل شيء، ومَن لم يكن له الله لم يكن له شيء».

    الخلاصة: إنّ الإيمان مثلما ينقذ الإنسان من الإعدام الأبدي أثناء الموت، فهو ينقذ دنيا كل شخص أيضا من ظلمات العدم والانعدام والعبث. بينما الكفر -ولاسيما الكفر المطلق- فإنه يُعدم ذلك الإنسان، ويعدم دنياه الخاصة به بالموت. ويلقيه في ظلمات جهنم معنوية محوّلا لذائذ حياته آلاما وغصصا.

    فلْترنّ آذان الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، وليأتوا بعلاج لهذا الأمر إن كانوا صادقين، أو ليدخلوا حظيرة الإيمان ويخلصوا أنفسهم من هذه الخسارة الفادحة.

    سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ

    أخوكم الراجي دعواتِكم والمشتاق إليكم

    سعيد النورسي



    الكلمة الرابعة والعشرون | الكلمات | الكلمة السادسة والعشرون

    1. هذه الجملة هي زيادة المؤلف نفسه بخطه في نسخة مخطوطة لديّ، وهي تحدد زمن تأليف هذه الرسالة، إذ كان قرار استعمال الحروف اللاتينية (الجديدة) وحظر استعمال الحروف العربية في ١٩٢٨/١١/٢٣.
    2. الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء، وطَحَنَتْ فما أحارَت شيئا، أي: ما رَدَّتْ شيئا من الدَّقيقِ. (القاموس المحيط)
    3. فذكر من «المهموسة» وهي ما يضعف الاعتماد على مخرجه، ويجمعها «ستشحثك خصفه» نصفها وهي الحاء والهاء والصاد والسين والكاف. ومن البواقي «المجهورة» نصفها يجمعه «لن يقطع أمر» ومن «الشديدة» الثمانية المجموعة في «أجدت طبقك» أربعة يجمعها. ومن البواقي «الرخوة» عشرة يجمعها «حمس على نصره» ومن المطبقة التي هي الصاد والضاد والطاء والظاء نصفها. ومن البواقي «المنفتحة» نصفها. ومن «القلقلة» وهي حروف تضطرب عند خروجها ويجمعها «قد طبج» نصفها الأقل لقلتها. ومن «اللينتين» الياء لأنها أقل ثقلا، ومن «المستعلية» وهي التي يتصعد الصوت بها في الحنك الأعلى وهي سبعة: القاف والصاد والطاء والخاء والغين والضاد والظاء نصفها الأقل، ومن البواقي «المنخفضة» نصفها... «تفسير البيضاوي».
    4. الخَضْراءُ: السماء لخُضْرَتها؛ صفة غلبت غَلَبَةَ الأسماء. وفي الحديث: «ما أظَلَّتِ الخَضْراءُ ولا أقَلَّتِ الغَبْراءُ أصْدَقَ لَهْجَةً من أبي ذَرٍّ»؛ الخَضْراءُ: السماء، والغبراء: الأرض. (لسان العرب)
    5. والتنوين أيضا نون. (المؤلف).
    6. الهمزة الملفوظة وغير الملفوظة هي خمس وعشرون. وهي فوق أختها وهي الألف الساكنة بثلاث درجات، لأن الحركة ثلاثة. (المؤلف).
    7. هذا الأسلوب قد لبس حلل معاني السورة نفسها.(المؤلف).
    8. في هذه العبارات إشارة لموضوعات تلك السور.(المؤلف).
    9. «أنزلَ القُرآن عَلى سَبعَة أحرُف» رواه أحمد والترمذي، وهو عند الطبراني، المعجم الأوسط ١/٢٣٦.. وفي رواية أخرى عنده: «لكل حرف منها ظهر وبطن ولكل حرف حدّ ولكل حدّ مطّلع» (باختصار عن كشف الخفاء ١/٢٠٩) ولكل حدّ مطّلَع، أي لكل حدّ مَصعد يصعد إليه من معرفة علمه (لسان العرب).
    10. وفي المثل «الحديث ذو شجون» أي فنون وأغراض، وقيل أي يدخل بعضه في بعض، أي ذو شعَب وامتساك بعضه ببعض.. وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة من غصن من غصون الشجرة (لسان العرب باختصار).
    11. حتى إن الاستفتاء في علم القرآن (تفسير الأدنوي) بلغ مائة وعشرين مجلدا، صنّفه في اثنتي عشرة سنة، محمد بن علي بن أحمد المقرئ النحوي المتوفي سنة ٣٨٨ هـ (كشف الظنون ٤٤١/١).
    12. ورد عن بعض السلف وصف السورة بأنها صغيرة، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: «ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله ﷺ يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة». أبو داود، الصلاة ٨١٤؛ الطبراني، المعجم الكبير ٣٦٥/١٢.
    13. هذه الآيات تنبئ عن الغيب، وضّحَتها تفاسير كثيرة، ولم تُوضح هنا لأن العزم على طبع الكتاب بحروف قديمة «عربية» دفع المؤلف إلى خطأ الاستعجال، لذا ظلت تلك الكنوز القيمة مقفلة. (المؤلف)
    14. هذه فقرة من اللائحة المرفوعة إلى محكمة التمييز، ألقيت أمام المحكمة، فأسكتَتها وأصبحت حاشية لهذا المقام: وأنا أقول لمحكمة وزارة العدل الموقرة! إن إدانةَ من يفسّر أقدس دستور إلهي وهو الحق بعينه، ويحتكم إليه ثلاث مائة وخمسون مليونا من المسلمين في كل عصر في حياتهم الاجتماعية، خلال ألف وثلاث مائة وخمسين عاما. هذا المفسرُ استند في تفسيره إلى ما اتفق عليه وصدَّق به ثلاثُ مائة وخمسون ألف مفسر، واقتدى بالعقائد التي دان بها أجدادُنا السابقون في ألف وثلاث مائة وخمسين سنة.. أقول: إن إدانةَ هذا المفسر قرار ظالم لابد أن ترفضه العدالة، إن كانت هناك عدالة على وجه الأرض، ولابد أن تردّ ذلك الحكم الصادر بحقه وتنقضه. (المؤلف)
    15. إن اللمعة الرابعة والعشرين تثبت بقطعية تامة أن الحجاب أمر فطري جدا للنساء بينما رفعُ الحجاب ينافي فطرتَهن.. (المؤلف)
    16. وهي اثنتا عشرة رسالة ضمن كتاب «المثنوي العربي النوري».
    17. انظر: الألوسي، روح المعاني ١٦/١٨.
    18. جاء في تفسير روح المعاني للعلامة الآلوسي (١٤/١٥) ما يأتي: «وأما على تقدير كون الضمير للنبي ﷺ، كما نقله أبو البقاء عن بعضهم وقال: أي السميع لكلامنا البصير لذاتنا، وقال الجلبي: إنه لا يبعد، والمعنى عليه: إن عبدي الذي شرّفته بهذا التشريف هو المستأهل له فإنه السميع لأوامري ونواهي، العامل بهما، البصير الذي ينظر بنظر العبرة في مخلوقاتي فيعتبر، أو البصير بالآيات التي أريناه إياه». وانظر أيضا تفسير إسماعيل القنوي على البيضاوي (٢٢٤/٤).
    19. الإشراقية: مدرسة ترى أن المعرفة تتم عن طريق ظهور الأنوار العقلية ولمعانها وفيضانها بالإشراقات على النفوس عند تجردها.
    20. ألف آية أمر، كقوله تعالى ﴿ وَاَق۪يمُوا الصَّلٰوةَ ﴾ . وألف آية نهي، كقوله تعالى ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنٰٓى ﴾. وألف آية وعد، كقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظ۪يمًا ﴾. وألف وعيد، كقوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَٓاؤُ۬هُ جَهَنَّمُ ﴾ الآية. وألف خبر، كقوله تعالى ﴿ وَاِذْ قَالَ اِبْرٰه۪يمُ رَبِّ اجْعَلْ هٰذَا بَلَدًا اٰمِنًا ﴾ الآية. وألف قصص، كقصة يوسف عليه السلام مع إخوته. و(ستمائة) فيها أحكام من حلال وحرام.و(ست وستون) ناسخ ومنسوخ.
      (من تفسير أبدع البيان لجميع آي القرآن للشيخ محمد بدر الدين التلوي ص ٣، دار النيل/إزمير ١٩٩٢ ورواه ابن خزيمة في كتابه «الناسخ والمنسوخ»).
    21. هذه المسألة زهيرة لطيفة وضاءة لهذا الشهر الكريم ولمدينة «أميرداغ» ألحقت بـ«ثمرة» سجن دنيزلي على أنها «المسألة العاشرة». فهي تزيل بإذن الله ما ينفثه أهلُ الضلالة من سموم الأوهام العفنة حول ظاهرة التكرار في القرآن. وذلك ببيانها حكمةً من حكمها الكثيرة. (المؤلف)
    22. البيت للشاعر شرف الدين البوصيري (∗) في قصيدة البردة:
      قد تُنكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ ويُنكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ من سَقَمٍ