On Üçüncü Mektup/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("المكتوب الثالث عشر" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    (Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor)
     
    (Bir diğer kullanıcıdan 4 ara revizyon gösterilmiyor)
    1. satır: 1. satır:
    <languages/>
    <languages/>
    <span id="On_Üçüncü_Mektup"></span>
    = المكتوب الثالث عشر =


    بِاسْمِهِ سُبحَانَهُ
    بِاسْمِهِ سُبحَانَهُ
    20. satır: 17. satır:
    كيف حالكم؟ أأنتم في خير وعافية؟
    كيف حالكم؟ أأنتم في خير وعافية؟


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: إنني أحمد الله تعالى حمداً لا أُحصيه، إذ حوّل أنواعَ الظلم والمكاره التي جابهني بها أهلُ الدنيا (<ref>
    '''Elcevap:''' Cenab-ı Erhamü’r-Râhimîn’e yüz bin şükrediyorum ki ehl-i dünyanın bana ettiği enva-ı zulmü, enva-ı rahmete çevirdi. Şöyle ki:
    المقصود: المغترون بالدنيا من أهل السلطة والحكم.
    </div>
    </ref>) إلى أنواعٍ من الفضل والرحمة. وإليكم البيان:
     
    بينما كنت منعزلاً في مغارة أحد الجبال، وقد طلّقت السياسةَ وتجردت عن الدنيا منشغلاً بأمور آخرتي، أخرجني أهلُ الدنيا من هناك ونفوني ظلماً وعدواناً. فجعل الخالق الرحيم الحكيم هذا النفيَ لي رحمة، إذ حوّل ذلك الانـزواءَ في الجبل الذي كان معرّضاً لعوامل تُخل بالإخلاص والأمان، إلى خلوة في جبال (بارلا) يحيط بها الأمنُ والاطمئنان والإخلاص. وقد عزمت عندما كنت أسيراً في روسيا ورجوتُ الله أن أنـزوي في أواخر عمري في مغارة. فجعل أرحمُ الراحمين (بارلا) في مقام تلك المغارة ويسّر لي فائدتها ولم يحمّل كاهلي الضعيف متاعبَ المغارة وصعوباتها إلّا ما أصابني من مضايقات بسبب أوهام وريوب كان يحملها بضعةُ أشخاص فيها،
     
    فهؤلاء الذين كانوا أصدقائي -وقد ركبتهم الأوهامُ ظناً منهم أنهم يعملون لصالحي ولراحتي- إلّا أنهم بأوهامهم هذه قد جلبوا الضيقَ على قلبي والضرر على خدمة القرآن.
     
    وعلى الرغم من أن أهل الدنيا أعطوا للمنفيين جميعاً وثائق العودة وأخلوا سبيل المجرمين من السجون وعفوا عنهم، فقد منعوا الوثيقةَ عني ظلماً وجوراً، ولكن ربي الرحيم شاء أن يبقيني في هذه الغربة ليستخدمني في خدمة القرآن أكثر وليجعلني أكتب هذه الأنوار القرآنية التي سميتُها «الكلمات» أكثر فأكثر، فأبقاني في هذه الغربة بلا ضجة ولا ضوضاء، وحوّلها إلى رحمة سابغة.
     
    ومع أن أهل الدنيا سمحوا لذوي النفوذ والشيوخ ولرؤساء العشائر (من المنفيين)، الذين يمكنهم المداخلة في دنياهم، بالبقاء في الأقضية والمدن الكبيرة وسمحوا لأقاربهم ولجميع معارفهم بزيارتهم، فإنهم فرضوا عليّ حياةَ العزلة ظلماً وعدواناً وأرسلوني إلى قرية صغيرة. ولم يسمحوا لأقاربي ولا لأهل بلدتي -باستثناء واحد أو اثنين- بزيارتي. فقلب خالقي الرحيمُ هذه العزلةَ إلى رحمة غامرة بالنسبة لي، إذ جعل هذه العزلة وسيلةً لصفاء ذهني وتخليصه من توافه الأمور وتوجيهه للاستفاضة من القرآن الحكيم على صفائه ونقائه.
     
    ثم إنَّ أهل الدنيا استكثروا عليّ في البدء حتى كتابة رسالة أو رسالتين اعتياديتين في مدة سنتين كاملتين. بل إنهم حتى اليوم لا يرتاحون عندما يحضر لزيارتي ضيفٌ أو ضيفان مرة كل عشرة أيام أو كل عشرين يوماً أو كل شهر، مع أن غرض الزيارة هو الرغبة في الحصول على ثواب الآخرة ليس إلاّ. فارتكبوا الظلم في حقي، ولكن ربي الرحيم وخالقي الحكيم بدّل لي ذلك الظلمَ إلى رحمة، إذ أدخلني في خلوة مرغوبة وعزلة مقبولة في هذه الشهور الثلاثة التي يكسب المرء فيها تسعين سنة من حياة معنوية.
     
    فالحمد لله على كل حال.
     
    هذه هي حالي وظروف راحتي.
     
    == سؤالكم الثاني: ==
     
    لِمَ لا تراجع (المسؤولين) للحصول على شهادة؟
     
    الجواب: إنني في هذه المسألة محكومٌ للقدَر ولست محكوماً لأهل الدنيا، لذا أراجع القدر. وأرحل من ههنا متى ما سمح القدَر وقطع رزقي هنا.
     
    وحقيقة هذا المعنى هي أن في كل ما يصيب الإنسان سببين:
     
    الأول: سببٌ ظاهر. والآخر: حقيقي.
     
    وقد أصبح أهل الدنيا سبباً ظاهراً وأتوا بي إلى ههنا. أما القدرُ الإلهي فهو السبب الحقيقي، فحَكم عليّ بهذه العزلة. والسبب الظاهر ظَلَمَ، أما السبب الحقيقي فقد عَدلَ.
     
    والسبب الظاهر فكّر على هذا النمط: «إن هذا الرجل يخدم العلم والدين بإفراط، فلربما يتدخل في أمور دنيانا». فنفوني بناء على هذا الاحتمال، وظلموا ظلماً مضاعفاً بثلاث جهات.
     
    أما القدر الإلهي فقد رأى أنني لا أخدم الدين والعلم خدمة خالصة كاملة، فحكَم عليّ بهذا النفي، وحوّل ظلمَهم المضاعَف إلى رحمة مضاعفة.
     
    فما دام القدرُ هو الحاكم في نفيي، والقدرُ عادلٌ، فأنا أرجع إليه وأُفوض أمري إليه. أما السبب الظاهر فليس له إلّا حججٌ ومبررات تافهة. بمعنى أن مراجعة أهلِ الدنيا لا يعني شيئاً ولا يجدي نفعاً. فلو كانوا يملكون حقاً أو أسباباً قوية فلربما يمكن مراجعتهم.
     
    إنني تركت دنياهم تركاً نهائياً -تباً لها- وفي الوقت الذي أعرضت عن سياساتهم كلياً -وتعساً لها- فإن كل ما يساورهم من شكوك وأوهام لا أصل لها إطلاقاً؛ لذا لا أرغب في أنْ أُضفى صبغةَ الحقيقة على تلك الريوب والأوهام بمراجعتهم. فلو كان لي أقل رغبة في التدخل بسياستهم الدنيوية، التي طرف حبالها بأيدي الأجانب، لكانت تُظهر نفسها في ثماني ساعات وليست في ثماني سنوات. علماً أنني لم أرغب في قراءة جريدة واحدة ولم اقرأها طوال ثماني سنوات.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمنذ أربع سنوات وأنا هنا تحت المراقبة، لم تَبدُ مني ظاهرةٌ من ذلك،
    Siyaseti terk ve dünyadan tecerrüd ederek bir dağın mağarasında âhireti düşünmekte iken ehl-i dünya, zulmen beni oradan çıkarıp nefyettiler. Hâlık-ı Rahîm ve Hakîm o nefyi bana bir rahmete çevirdi. Emniyetsiz ve ihlası bozacak esbaba maruz o dağdaki inzivayı; emniyetli, ihlaslı Barla dağlarındaki halvete çevirdi. Rusya’da esarette iken niyet ettim ve niyaz ettim ki âhir ömrümde bir mağaraya çekileyim. Erhamü’r-Râhimîn bana Barla’yı o mağara yaptı, mağara faydasını verdi. Fakat sıkıntılı mağara zahmetini, zayıf vücuduma yüklemedi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بمعنى أن خدمة القرآن لها من السمو والرفعة ما يعلو على جميع السياسات مما يجعلني أترفّع عن التدخل في السياسات الدنيوية التي يغلب عليها الكذبُ.
    Yalnız Barla’da, iki üç adamda bir vehhamlık vardı. O vehhamlık sebebiyle bana eziyet verildi. Hattâ o dostlarım, güya istirahatimi düşünüyorlar. Halbuki o vehhamlık sebebiyle hem kalbime hem Kur’an’ın hizmetine zarar verdiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والسبب الثاني لعدم مراجعتهم هو: أن ادعاء الحق إزاء مَن يظنون الباطلَ حقاً، نوعٌ من الباطل، فلا أريد ارتكاب ظلم كهذا.
    Hem ehl-i dünya bütün menfîlere vesika verdiği ve canileri hapisten çıkarıp affettikleri halde, bana zulüm olarak vermediler. Benim Rabb-i Rahîm’im, beni Kur’an’ın hizmetinde ziyade istihdam etmek ve Sözler namıyla envar-ı Kur’aniyeyi bana fazla yazdırmak için dağdağasız bir surette beni şu gurbette bırakıp bir büyük merhamete çevirdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    == سؤالكم الثالث: ==
    Hem ehl-i dünya, dünyalarına karışabilecek bütün nüfuzlu ve kuvvetli rüesaları ve şeyhleri, kasabalarda ve şehirlerde bırakıp akrabalarıyla beraber herkesle görüşmeye izin verdikleri halde, beni zulmen tecrit etti, bir köye gönderdi. Hiç akraba ve hemşehrilerimi, –bir iki tanesi müstesna olmak üzere– yanıma gelmeye izin vermedi. Benim Hâlık-ı Rahîm’im o tecridi, benim hakkımda bir azîm rahmete çevirdi. Zihnimi safi bırakıp gıll u gıştan âzade olarak Kur’an-ı Hakîm’in feyzini olduğu gibi almaya vesile etti.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لِمَ لا تهتم إلى هذا الحد بمجريات السياسة العالمية الحاضرة. نراك لا تغيّر من طورِكَ أصلاً أمام الحوادث الجارية على صفحات العالم. أفترتاح إليها أم أنك تخاف خوفاً يدفعُك إلى السكوت؟
    Hem ehl-i dünya bidayette, iki sene zarfında iki âdi mektup yazdığımı çok gördü. Hattâ şimdi bile, on veya yirmi günde veya bir ayda bir iki misafirin sırf âhiret için yanıma gelmesini hoş görmediler, bana zulmettiler. Benim Rabb-i Rahîm’im ve Hâlık-ı Hakîm’im o zulmü bana merhamete çevirdi ki doksan sene manevî bir ömrü kazandıracak şu şuhur-u selâsede, beni bir halvet-i mergubeye ve bir uzlet-i makbuleye koymaya çevirdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: إن خدمة القرآن الكريم هي التي منعَتْني بشدة عن عالم السياسة بل أنسَتني حتى التفكر فيها. وإلّا فإن تاريخ حياتي كلّها تشهد بأن الخوف لم يكبّلني ولا يمنعني في مواصلة سيري فيما أراه حقاً.
    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى كُلِّ حَالٍ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم مِمَّ يكون خوفي؟ فليس لي مع الدنيا علاقة غير الأجل، إذ ليس لي أهلٌ وأولاد أفكر فيهم، ولا أموال أفكر فيها، ولا أفكر في شرف الأصالة والحسب والنسب. ورحم الله من أعان على القضاء على السمعة الاجتماعية التي هي الرياء والشهرة الكاذبة، فضلاً عن الحفاظ عليها.. فلم يبق إلّا أجلي، وذلك بيد الخالق الجليل وحده. ومن يجرؤ أن يتعرض له قبل أوانه. فنحن نفضّل أصلاً موتاً عزيزاً على حياة ذليلة.
    İşte hal ve istirahatim böyle…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد قال أحدهم مثل «سعيد القديم»؛
    == İkinci Sualiniz ==
    Neden vesika almak için müracaat etmiyorsun?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ونحن أناسٌ لا تَوَسّطَ بَيْننا          لنا الصَدْرُ دونَ العالَمينَ أو القبرُ (<ref>
    '''Elcevap:''' Şu meselede ben kaderin mahkûmuyum, ehl-i dünyanın mahkûmu değilim. Kadere müracaat ediyorum. Ne vakit izin verirse rızkımı buradan ne vakit keserse o vakit giderim.
    لأبي فراس الحَمَداني.
    </div>
    </ref>)


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنما هي خدمة القرآن تمنعُني عن التفكر في الحياة الاجتماعية السياسية وذلك:
    Şu mananın hakikati şudur ki: Başa gelen her işte iki sebep var; biri zâhirî, diğeri hakiki. Ehl-i dünya zâhirî bir sebep oldu, beni buraya getirdi. Kader-i İlahî ise sebeb-i hakikidir, beni bu inzivaya mahkûm etti. Sebeb-i zâhirî zulmetti, sebeb-i hakiki ise adalet etti. Zâhirîsi şöyle düşündü: “Şu adam, ziyadesiyle ilme ve dine hizmet eder, belki dünyamıza karışır.” ihtimaliyle beni nefyedip üç cihetle katmerli bir zulmetti. Kader-i İlahî ise benim için gördü ki hakkıyla ve ihlasla ilme ve dine hizmet edemiyorum; beni bu nefye mahkûm etti. Onların bu katmerli zulmünü muzaaf bir rahmete çevirdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أن الحياة البشرية ما هي إلاّ كركبٍ وقافلة تمضي، ولقد رأيت بنور القرآن الكريم في هذا الزمان، أنَّ طريق تلك القافلة الماضية أدّت بهم إلى مستنقع آسن، فالبشريةُ تتعثر في سيرها فهي لا تكاد تقوم حتى تقع في أوحال ملوثة منتنة.
    Mademki nefyimde kader hâkimdir ve o kader âdildir; ona müracaat ederim. Zâhirî sebep ise zaten bahane nevinden bir şeyleri var. Demek, onlara müracaat manasızdır. Eğer onların elinde bir hak veya kuvvetli bir esbab bulunsaydı, o vakit onlara karşı da müracaat olunurdu.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن قسماً منها يمضي في طريق آمنة.
    Başlarını yesin, dünyalarını tamamen bıraktığım ve ayaklarına dolaşsın, siyasetlerini büsbütün terk ettiğim halde; düşündükleri bahaneler, evhamlar, elbette asılsız olduğundan onlara müracaatla o evhamlara bir hakikat vermek istemiyorum. Eğer uçları ecnebi elinde olan dünya siyasetine karışmak için bir iştiham olsaydı; değil sekiz sene, belki sekiz saat kalmayacak tereşşuh edecekti, kendini gösterecekti. Halbuki sekiz senedir bir tek gazete okumak arzum olmadı ve okumadım. Dört senedir burada taht-ı nezarette bulunuyorum, hiçbir tereşşuh görünmedi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقسم آخر قد وجد بعض الوسائل لتُنجيه -قدر المستطاع- من الوحل والمستنقع.
    Demek, Kur’an-ı Hakîm’in hizmetinin bütün siyasetlerin fevkinde bir ulviyeti var ki çoğu yalancılıktan ibaret olan dünya siyasetine tenezzüle meydan vermiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقسم آخر وهم الأغلبية يمضون وسط ظلام دامس في ذلك المستنقع المُوحل المتسخ.
    '''Adem-i müracaatımın ikinci sebebi şudur ki:''' Haksızlığı hak zanneden adamlara karşı hak dava etmek, hakka bir nevi haksızlıktır. Bu nevi haksızlığı irtikâb etmek istemem.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالعشرون من المائة من هؤلاء يلطّخون وجوهَهم وأعينهم بذلك الوحل القذر ظناً منهم أنه المِسك والعنبر، بسبب سُكرهم. فتارة يقومون وأخرى يقعون وهكذا يمضون حتى يغرقون.
    == Üçüncü Sualiniz ==
    Dünyanın siyasetine karşı ne için bu kadar lâkaytsın? Bu kadar safahat-ı âleme karşı tavrını hiç bozmuyorsun? Bu safahatı hoş mu görüyorsun? Veyahut korkuyor musun ki sükût ediyorsun?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الثمانون من المائة، فهم يعلمون حقيقة المستنقع ويتحسسون عفونته وقذارته إلّا أنهم حائرون، إذ يعجزون عن رؤية الطريق الآمنة.
    '''Elcevap:''' Kur’an-ı Hakîm’in hizmeti, beni şiddetli bir surette siyaset âleminden men’etti. Hattâ düşünmesini de bana unutturdu. Yoksa bütün sergüzeşt-i hayatım şahittir ki hak gördüğüm meslekte gitmeye karşı korku elimi tutup men’edememiş ve edemiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فهناك علاجان اثنان إزاء هؤلاء:
    Hem neden korkum olacak? Dünya ile ecelimden başka bir alâkam yok. Çoluk çocuğumu düşüneceğim yok. Malımı düşüneceğim yok. Hanedanımın şerefini düşüneceğim yok. Riyakâr bir şöhret-i kâzibeden ibaret olan şan ve şeref-i dünyeviyenin muhafazasına değil, kırılmasına yardım edene rahmet… Kaldı ecelim. O, Hâlık-ı Zülcelal’in elindedir. Kimin haddi var ki vakti gelmeden ona ilişsin. Zaten izzetle mevti, zilletle hayata tercih edenlerdeniz. Eski Said gibi birisi şöyle demiş:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أولهما: إيقاظ العشرين منهم المخمورين بالمطرقة.
    وَ نَح۟نُ اُنَاسٌ لَا تَوَسُّطَ بَي۟نَنَا لَنَا الصَّد۟رُ دُونَ ال۟عَالَمٖينَ اَوِ ال۟قَب۟رُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وثانيها: إراءة طريق الأمان والخلاص للحائرين بإظهار نور لهم (أي بالإرشاد).
    Belki hizmet-i Kur’an, beni hayat-ı içtimaiye-i siyasiye-i beşeriyeyi düşünmekten men’ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالذي أراه أن ثمانين رجلاً يمسكون بالمطرقة بأيديهم تجاه العشرين، بينما يظل أولئك الثمانون الحائرون البائسون دون أن يُبصّروا النور الحق، وحتى لو أُبصروا فإن هؤلاء لكونهم يحملون في أيديهم عصا ونوراً معاً فلا يوثَق بهم. فيحاور الحائر نفسَه في قلق واضطراب: تُرى أيُريد هذا أن يستدرجني بالنور ليضربني بالمطرقة؟. ثم حينما تتحطم المطرقةُ بالعوارض أحياناً، يذهب ذلك النورُ أيضاً أدراج الرياح أو ينطفئ.
    Şöyle ki: Hayat-ı beşeriye bir yolculuktur. Şu zamanda, Kur’an’ın nuruyla gördüm ki o yol bir bataklığa girdi. Mülevves ve ufunetli bir çamur içinde kafile-i beşer düşe kalka gidiyor. Bir kısmı, selâmetli bir yolda gider. Bir kısmı, mümkün olduğu kadar çamurdan, bataklıktan kurtulmak için bazı vasıtaları bulmuş. Bir kısm-ı ekseri o ufunetli, pis, çamurlu bataklık içinde karanlıkta gidiyor. Yüzde yirmisi sarhoşluk sebebiyle, o pis çamuru misk ü amber zannederek yüzüne gözüne bulaştırıyor. Düşerek kalkarak gider, tâ boğulur. Yüzde sekseni ise bataklığı anlar; ufunetli, pis olduğunu hisseder fakat mütehayyirdirler, selâmetli yolu göremiyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا، فذلك المستنقع هو الحياة الإجتماعية البشرية العابثة الملوثة الغافلة الملطخة بالضلالة.
    İşte bunlara karşı '''iki çare''' var:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأولئك المخمورون هم المتمردون الذين يتلذذون بالضلالة.
    '''Birisi:''' Topuz ile o sarhoş yirmisini ayıltmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأولئك الحائرون هم الذين يشمئزون من الضلالة ولكنهم لا يستطيعون الخروج منها، فهم يريدون الخلاص ولكنهم لا يهتدون سبيلاً.. فهم حائرون.
    '''İkincisi:''' Bir nur göstermekle mütehayyirlere selâmet yolunu irae etmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما تلك المطارق فهي التيارات السياسية، وأما تلك الأنوار فهي حقائق القرآن، فالنور لا تثار حياله الضجةُ ولا يقابَل بالعداء قطعاً، ولا ينفر منه إلّا الشيطانُ الرجيم.
    Ben bakıyorum ki yirmiye karşı seksen adam, elinde topuz tutuyor. Halbuki o bîçare ve mütehayyir olan seksene karşı hakkıyla nur gösterilmiyor. Gösterilse de bir elinde hem sopa hem nur olduğu için emniyetsiz oluyor. Mütehayyir adam “Acaba nurla beni celbedip topuzla dövmek mi istiyor?” diye telaş eder. Hem de bazen arızalarla topuz kırıldığı vakit, nur dahi uçar veya söner.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولذلك، قلت: «أعوذ بالله من الشيطان والسياسة» لكي أحافظ على نور القرآن. واعتصمت بكلتا يديّ بذلك النور، ملقياً مطرقة السياسة جانباً.
    İşte o bataklık ise gafletkârane ve dalalet-pîşe olan sefihane hayat-ı içtimaiye-i beşeriyedir. O sarhoşlar, dalaletle telezzüz eden mütemerridlerdir. O mütehayyir olanlar, dalaletten nefret edenlerdir fakat çıkamıyorlar; kurtulmak istiyorlar, yol bulamıyorlar, mütehayyir insanlardır. O topuzlar ise siyaset cereyanlarıdır. O nurlar ise hakaik-i Kur’aniyedir. Nura karşı kavga edilmez, ona karşı adâvet edilmez. Sırf şeytan-ı racîmden başka ondan nefret eden olmaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ورأيت أن في جميع التيارات السياسية -سواءً الموافقة منها أو المخالفة- عشاقاً لذلك النور. فالدرس القرآني الذي يُلقى من موضع طاهر زكي مبرأٌ من موحيات أفكار التيارات السياسية والانحيازات المُغرضة جميعها، ويُرشد إليه من مقام أرفع وأسمى منها جميعاً، لا ينبغي أن تحجب عنه جهةٌ، ولا يكون موضع شبهة فئة، مهما كانت. اللهم إلّا أولئك الذين يظنون الكفرَ والزندقة سياسةً فينحازون إليها. وهؤلاء هم شياطين في صورة أناسي أو حيوانات في أجساد بشر.
    İşte ben de nur-u Kur’an’ı elde tutmak için اَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّي۟طَانِ وَ السِّيَاسَةِ deyip siyaset topuzunu atarak, iki elim ile nura sarıldım. Gördüm ki siyaset cereyanlarında hem muvafıkta hem muhalifte o nurların âşıkları var. Bütün siyaset cereyanlarının ve tarafgirliklerin çok fevkinde ve onların garazkârane telakkiyatlarından müberra ve safi olan bir makamda verilen ders-i Kur’an ve gösterilen envar-ı Kur’aniyeden hiçbir taraf ve hiçbir kısım çekinmemek ve ittiham etmemek gerektir. Meğer dinsizliği ve zındıkayı siyaset zannedip ona tarafgirlik eden insan suretinde şeytanlar ola veya beşer kıyafetinde hayvanlar ola.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحمداً لله فإنني بسبب تجردي عن التيارات السياسية لم أبخس قيمةَ حقائق القرآن التي هي أثمن من الألماس ولم أجعلها بتفاهة قطع زجاجية بتهمة الدعاية السياسية. بل تزيد قيمةُ تلك الجواهر القرآنية على مرّ الأيام وتتألق أكثر أمام أنظار كل طائفة.
    '''Elhamdülillah, siyasetten tecerrüd sebebiyle Kur’an’ın elmas gibi hakikatlerini propaganda-i siyaset ittihamı altında cam parçalarının kıymetine indirmedim. Belki gittikçe o elmaslar kıymetlerini her taifenin nazarında parlak bir tarzda ziyadeleştiriyor.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ي هَدٰينَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَٓا اَنْ هَدٰينَا اللّٰهُۚ لَقَدْ جَٓاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّۜ﴾ (الأعراف: ٤٣).
    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ الَّذٖى هَدٰينَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَه۟تَدِىَ لَو۟لَٓا اَن۟ هَدٰينَا اللّٰهُ لَقَد۟ جَٓاءَت۟ رُسُلُ رَبِّنَا بِال۟حَقِّ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الباقي هو الباقي
    اَل۟بَاقٖى هُوَ ال۟بَاقٖى
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سعيد النورسي
    '''Said Nursî'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ------
    ------
    <center> [[On İkinci Mektup]] | [[Mektubat]] | [[On Dördüncü Mektup]] </center>
    <center>[[On_İkinci_Mektup/ar|المكتوب الثانية عشرة]] | [[Mektubat/ar|المكتوبات]] | [[On_Dördüncü_Mektup/ar|المكتوب الرابعة عشرة]] </center>
    ------
    ------
    </div>

    17.05, 12 Mayıs 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli

    Diğer diller:

    بِاسْمِهِ سُبحَانَهُ

    ﴿وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪﴾

    السلام على من اتبع الهدى..

    والملام على من اتبع الهوى

    إخوتي الأعزاء!

    تسألون كثيراً عن حالي وراحتي، وعن عدم مراجعتي الجهات المسؤولة للحصول على شهادة (للمنفيين) وعن عدم اهتمامي بأحوال العالَم السياسية. وحيث إن أسئلتكم تتكرر كثيراً، فضلاً عن أنها تُسأل مني معنىً، أضطر إلى الإجابة على هذه الأسئلة الثلاث بلسان «سعيد القديم» وليس بلسان «سعيد الجديد».

    سؤالكم الأول:

    كيف حالكم؟ أأنتم في خير وعافية؟

    الجواب: إنني أحمد الله تعالى حمداً لا أُحصيه، إذ حوّل أنواعَ الظلم والمكاره التي جابهني بها أهلُ الدنيا ([1]) إلى أنواعٍ من الفضل والرحمة. وإليكم البيان:

    بينما كنت منعزلاً في مغارة أحد الجبال، وقد طلّقت السياسةَ وتجردت عن الدنيا منشغلاً بأمور آخرتي، أخرجني أهلُ الدنيا من هناك ونفوني ظلماً وعدواناً. فجعل الخالق الرحيم الحكيم هذا النفيَ لي رحمة، إذ حوّل ذلك الانـزواءَ في الجبل الذي كان معرّضاً لعوامل تُخل بالإخلاص والأمان، إلى خلوة في جبال (بارلا) يحيط بها الأمنُ والاطمئنان والإخلاص. وقد عزمت عندما كنت أسيراً في روسيا ورجوتُ الله أن أنـزوي في أواخر عمري في مغارة. فجعل أرحمُ الراحمين (بارلا) في مقام تلك المغارة ويسّر لي فائدتها ولم يحمّل كاهلي الضعيف متاعبَ المغارة وصعوباتها إلّا ما أصابني من مضايقات بسبب أوهام وريوب كان يحملها بضعةُ أشخاص فيها،

    فهؤلاء الذين كانوا أصدقائي -وقد ركبتهم الأوهامُ ظناً منهم أنهم يعملون لصالحي ولراحتي- إلّا أنهم بأوهامهم هذه قد جلبوا الضيقَ على قلبي والضرر على خدمة القرآن.

    وعلى الرغم من أن أهل الدنيا أعطوا للمنفيين جميعاً وثائق العودة وأخلوا سبيل المجرمين من السجون وعفوا عنهم، فقد منعوا الوثيقةَ عني ظلماً وجوراً، ولكن ربي الرحيم شاء أن يبقيني في هذه الغربة ليستخدمني في خدمة القرآن أكثر وليجعلني أكتب هذه الأنوار القرآنية التي سميتُها «الكلمات» أكثر فأكثر، فأبقاني في هذه الغربة بلا ضجة ولا ضوضاء، وحوّلها إلى رحمة سابغة.

    ومع أن أهل الدنيا سمحوا لذوي النفوذ والشيوخ ولرؤساء العشائر (من المنفيين)، الذين يمكنهم المداخلة في دنياهم، بالبقاء في الأقضية والمدن الكبيرة وسمحوا لأقاربهم ولجميع معارفهم بزيارتهم، فإنهم فرضوا عليّ حياةَ العزلة ظلماً وعدواناً وأرسلوني إلى قرية صغيرة. ولم يسمحوا لأقاربي ولا لأهل بلدتي -باستثناء واحد أو اثنين- بزيارتي. فقلب خالقي الرحيمُ هذه العزلةَ إلى رحمة غامرة بالنسبة لي، إذ جعل هذه العزلة وسيلةً لصفاء ذهني وتخليصه من توافه الأمور وتوجيهه للاستفاضة من القرآن الحكيم على صفائه ونقائه.

    ثم إنَّ أهل الدنيا استكثروا عليّ في البدء حتى كتابة رسالة أو رسالتين اعتياديتين في مدة سنتين كاملتين. بل إنهم حتى اليوم لا يرتاحون عندما يحضر لزيارتي ضيفٌ أو ضيفان مرة كل عشرة أيام أو كل عشرين يوماً أو كل شهر، مع أن غرض الزيارة هو الرغبة في الحصول على ثواب الآخرة ليس إلاّ. فارتكبوا الظلم في حقي، ولكن ربي الرحيم وخالقي الحكيم بدّل لي ذلك الظلمَ إلى رحمة، إذ أدخلني في خلوة مرغوبة وعزلة مقبولة في هذه الشهور الثلاثة التي يكسب المرء فيها تسعين سنة من حياة معنوية.

    فالحمد لله على كل حال.

    هذه هي حالي وظروف راحتي.

    سؤالكم الثاني:

    لِمَ لا تراجع (المسؤولين) للحصول على شهادة؟

    الجواب: إنني في هذه المسألة محكومٌ للقدَر ولست محكوماً لأهل الدنيا، لذا أراجع القدر. وأرحل من ههنا متى ما سمح القدَر وقطع رزقي هنا.

    وحقيقة هذا المعنى هي أن في كل ما يصيب الإنسان سببين:

    الأول: سببٌ ظاهر. والآخر: حقيقي.

    وقد أصبح أهل الدنيا سبباً ظاهراً وأتوا بي إلى ههنا. أما القدرُ الإلهي فهو السبب الحقيقي، فحَكم عليّ بهذه العزلة. والسبب الظاهر ظَلَمَ، أما السبب الحقيقي فقد عَدلَ.

    والسبب الظاهر فكّر على هذا النمط: «إن هذا الرجل يخدم العلم والدين بإفراط، فلربما يتدخل في أمور دنيانا». فنفوني بناء على هذا الاحتمال، وظلموا ظلماً مضاعفاً بثلاث جهات.

    أما القدر الإلهي فقد رأى أنني لا أخدم الدين والعلم خدمة خالصة كاملة، فحكَم عليّ بهذا النفي، وحوّل ظلمَهم المضاعَف إلى رحمة مضاعفة.

    فما دام القدرُ هو الحاكم في نفيي، والقدرُ عادلٌ، فأنا أرجع إليه وأُفوض أمري إليه. أما السبب الظاهر فليس له إلّا حججٌ ومبررات تافهة. بمعنى أن مراجعة أهلِ الدنيا لا يعني شيئاً ولا يجدي نفعاً. فلو كانوا يملكون حقاً أو أسباباً قوية فلربما يمكن مراجعتهم.

    إنني تركت دنياهم تركاً نهائياً -تباً لها- وفي الوقت الذي أعرضت عن سياساتهم كلياً -وتعساً لها- فإن كل ما يساورهم من شكوك وأوهام لا أصل لها إطلاقاً؛ لذا لا أرغب في أنْ أُضفى صبغةَ الحقيقة على تلك الريوب والأوهام بمراجعتهم. فلو كان لي أقل رغبة في التدخل بسياستهم الدنيوية، التي طرف حبالها بأيدي الأجانب، لكانت تُظهر نفسها في ثماني ساعات وليست في ثماني سنوات. علماً أنني لم أرغب في قراءة جريدة واحدة ولم اقرأها طوال ثماني سنوات.

    فمنذ أربع سنوات وأنا هنا تحت المراقبة، لم تَبدُ مني ظاهرةٌ من ذلك،

    بمعنى أن خدمة القرآن لها من السمو والرفعة ما يعلو على جميع السياسات مما يجعلني أترفّع عن التدخل في السياسات الدنيوية التي يغلب عليها الكذبُ.

    والسبب الثاني لعدم مراجعتهم هو: أن ادعاء الحق إزاء مَن يظنون الباطلَ حقاً، نوعٌ من الباطل، فلا أريد ارتكاب ظلم كهذا.

    سؤالكم الثالث:

    لِمَ لا تهتم إلى هذا الحد بمجريات السياسة العالمية الحاضرة. نراك لا تغيّر من طورِكَ أصلاً أمام الحوادث الجارية على صفحات العالم. أفترتاح إليها أم أنك تخاف خوفاً يدفعُك إلى السكوت؟

    الجواب: إن خدمة القرآن الكريم هي التي منعَتْني بشدة عن عالم السياسة بل أنسَتني حتى التفكر فيها. وإلّا فإن تاريخ حياتي كلّها تشهد بأن الخوف لم يكبّلني ولا يمنعني في مواصلة سيري فيما أراه حقاً.

    ثم مِمَّ يكون خوفي؟ فليس لي مع الدنيا علاقة غير الأجل، إذ ليس لي أهلٌ وأولاد أفكر فيهم، ولا أموال أفكر فيها، ولا أفكر في شرف الأصالة والحسب والنسب. ورحم الله من أعان على القضاء على السمعة الاجتماعية التي هي الرياء والشهرة الكاذبة، فضلاً عن الحفاظ عليها.. فلم يبق إلّا أجلي، وذلك بيد الخالق الجليل وحده. ومن يجرؤ أن يتعرض له قبل أوانه. فنحن نفضّل أصلاً موتاً عزيزاً على حياة ذليلة.

    ولقد قال أحدهم مثل «سعيد القديم»؛

    ونحن أناسٌ لا تَوَسّطَ بَيْننا لنا الصَدْرُ دونَ العالَمينَ أو القبرُ ([2])

    إنما هي خدمة القرآن تمنعُني عن التفكر في الحياة الاجتماعية السياسية وذلك:

    أن الحياة البشرية ما هي إلاّ كركبٍ وقافلة تمضي، ولقد رأيت بنور القرآن الكريم في هذا الزمان، أنَّ طريق تلك القافلة الماضية أدّت بهم إلى مستنقع آسن، فالبشريةُ تتعثر في سيرها فهي لا تكاد تقوم حتى تقع في أوحال ملوثة منتنة.

    ولكن قسماً منها يمضي في طريق آمنة.

    وقسم آخر قد وجد بعض الوسائل لتُنجيه -قدر المستطاع- من الوحل والمستنقع.

    وقسم آخر وهم الأغلبية يمضون وسط ظلام دامس في ذلك المستنقع المُوحل المتسخ.

    فالعشرون من المائة من هؤلاء يلطّخون وجوهَهم وأعينهم بذلك الوحل القذر ظناً منهم أنه المِسك والعنبر، بسبب سُكرهم. فتارة يقومون وأخرى يقعون وهكذا يمضون حتى يغرقون.

    أما الثمانون من المائة، فهم يعلمون حقيقة المستنقع ويتحسسون عفونته وقذارته إلّا أنهم حائرون، إذ يعجزون عن رؤية الطريق الآمنة.

    وهكذا فهناك علاجان اثنان إزاء هؤلاء:

    أولهما: إيقاظ العشرين منهم المخمورين بالمطرقة.

    وثانيها: إراءة طريق الأمان والخلاص للحائرين بإظهار نور لهم (أي بالإرشاد).

    فالذي أراه أن ثمانين رجلاً يمسكون بالمطرقة بأيديهم تجاه العشرين، بينما يظل أولئك الثمانون الحائرون البائسون دون أن يُبصّروا النور الحق، وحتى لو أُبصروا فإن هؤلاء لكونهم يحملون في أيديهم عصا ونوراً معاً فلا يوثَق بهم. فيحاور الحائر نفسَه في قلق واضطراب: تُرى أيُريد هذا أن يستدرجني بالنور ليضربني بالمطرقة؟. ثم حينما تتحطم المطرقةُ بالعوارض أحياناً، يذهب ذلك النورُ أيضاً أدراج الرياح أو ينطفئ.

    وهكذا، فذلك المستنقع هو الحياة الإجتماعية البشرية العابثة الملوثة الغافلة الملطخة بالضلالة.

    وأولئك المخمورون هم المتمردون الذين يتلذذون بالضلالة.

    وأولئك الحائرون هم الذين يشمئزون من الضلالة ولكنهم لا يستطيعون الخروج منها، فهم يريدون الخلاص ولكنهم لا يهتدون سبيلاً.. فهم حائرون.

    أما تلك المطارق فهي التيارات السياسية، وأما تلك الأنوار فهي حقائق القرآن، فالنور لا تثار حياله الضجةُ ولا يقابَل بالعداء قطعاً، ولا ينفر منه إلّا الشيطانُ الرجيم.

    ولذلك، قلت: «أعوذ بالله من الشيطان والسياسة» لكي أحافظ على نور القرآن. واعتصمت بكلتا يديّ بذلك النور، ملقياً مطرقة السياسة جانباً.

    ورأيت أن في جميع التيارات السياسية -سواءً الموافقة منها أو المخالفة- عشاقاً لذلك النور. فالدرس القرآني الذي يُلقى من موضع طاهر زكي مبرأٌ من موحيات أفكار التيارات السياسية والانحيازات المُغرضة جميعها، ويُرشد إليه من مقام أرفع وأسمى منها جميعاً، لا ينبغي أن تحجب عنه جهةٌ، ولا يكون موضع شبهة فئة، مهما كانت. اللهم إلّا أولئك الذين يظنون الكفرَ والزندقة سياسةً فينحازون إليها. وهؤلاء هم شياطين في صورة أناسي أو حيوانات في أجساد بشر.

    وحمداً لله فإنني بسبب تجردي عن التيارات السياسية لم أبخس قيمةَ حقائق القرآن التي هي أثمن من الألماس ولم أجعلها بتفاهة قطع زجاجية بتهمة الدعاية السياسية. بل تزيد قيمةُ تلك الجواهر القرآنية على مرّ الأيام وتتألق أكثر أمام أنظار كل طائفة.

    ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ي هَدٰينَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَٓا اَنْ هَدٰينَا اللّٰهُۚ لَقَدْ جَٓاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّۜ﴾ (الأعراف: ٤٣).

    الباقي هو الباقي

    سعيد النورسي


    المكتوب الثانية عشرة | المكتوبات | المكتوب الرابعة عشرة

    1. المقصود: المغترون بالدنيا من أهل السلطة والحكم.
    2. لأبي فراس الحَمَداني.