Hutuvat-ı Sitte/ar: Revizyonlar arasındaki fark
("== الخطوات الست ==" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("إن (الإنكليز) كالشيطان الرجيم يثير أحاسيس الإنسان الخبيثة ويشجع الأخلاق الرذيلة في حين يطفئ جذوة المشاعر النبيلة. وإن ما يظهره هذا العدو من حقد دفين لا يسكن ليس هو نتيجة الحرب الحالية لأن انهزامنا كان كافياً لتسكينه كما سكن لدى الآخرين!.. فيا أيها المس..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) Etiketler: Mobil değişiklik Mobil ağ değişikliği |
||
(Aynı kullanıcının aradaki diğer 22 değişikliği gösterilmiyor) | |||
95. satır: | 95. satır: | ||
== الخطوات الست == | == الخطوات الست == | ||
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم | |||
﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾(البقرة:١٦٨) | |||
وَلاَ | |||
< | اعلم! أن لكل زمان شيطاناً إنسياً، هو وكيل الشيطان وقد لبس صورةَ إنسانٍ فردٍ أو روحَ جماعة. وعزازيلُ (<ref>عزازيل: اسم للشيطان</ref>) زمانِنا هو الروح الغدّار الذي نَشَر الفسادَ في جوانب العالم بسياسته الفتانة، فيفسد العالم الإسلامي بـ«خطوات ست»؛ إذ يتحرى في الأناسي وفي الجماعات المنابعَ الخبيثة، فيستعملها لأغراضه، ويتوسم في الطبائع المعادنَ المضرة فيستخرجها ويستخدمها لمصالحه بوساوسه الفعلية أي بدعاياته وإشاعته. ويتفطن في النفوس إلى الأعصاب الضعيفة والعروق الواهية التي لا تقاوِم، فيحرّكها لمفاسده، فيستعمل مِنْ بعضٍ: | ||
</ | |||
حرصَ الانتقام.. ويحرك من بعضٍ حرصَ الجاه.. ويهيج من بعضٍ: حسّ الطمع.. ويستغل من بعضٍ: الحمق.. ومن بعضٍ الإلحاد.. وهكذا، ومن العجيب أنه يستغل من بعضٍ التعصب، فيتخذ كل ذلك وساطة لإنفاذ سياسته. | |||
== الخطوة الأولى == | |||
إنه يوسوس بالذات، أو بالوسيلة، فيقول صراحةً أو يجعل غيرَه يردد ما يقوله: | |||
أنتم تعترفون أنكم مستحقون لهذه المصيبة، فالقدرُ الإلهي يَعدل ولا يظلم، إذن فارضَوْا بما أعاملكم به، لأني وسيلة لما استحققتم. | |||
نردّ هذه الوسوسة والشبهة، فنقول: | |||
إن القدر الإلهي يصيبنا بمصيبة بسبب عصياننا لأوامر الله. فالرضى بما قدّر الله هو عين التوبة عن سبب المصيبة، وهو الذنوب. ولكنك أيها الواسط الملعون تظلمنا لكوننا مسلمين، وتصيبنا بظلمك لإسلامنا، لا لذنوبنا ومعاصينا، فالرضى بما تعمل، وإطاعتُك طوعاً إنما هو ندامة عن الإسلام وإعراض عنه والعياذ بالله. | |||
نعم، إن الشيء الواحد يكون ذا جهتين؛ فهو مصيبة من جهة القدر، فتكون عدالةً، لترتبها على السبب الباطن من ذنوب وشرور فيُنزلها القدرُ الإلهي زجراً عنهما. فالرضى بهذه المصيبة -من هذه الجهة- متضمن للندم من الذنوب. | |||
والشيء نفسه يجيء من جهة البشر في الوقت نفسه، فيظلم البشرُ، لأن السبب عنده ليس كوننا مذنبين، بل كوننا مسلمين. فالرضى به من هذه الجهة أعظم الجنايات. | |||
== الخطوة الثانية == | |||
يوسوس بالذات أو بالوساطة، فيقول: | |||
< | بأنكم قد اتفقتم مع من هو مثلي في الكفر، (<ref>المقصود: الألمان الذين كانوا حلفاء الدولة العثمانية.</ref>) فَلِم تتجنبون من المصافاة معي وموالاتي؟ | ||
</ | |||
نقول رداً على هذه الشبهة: | |||
نحن نقبِّل يدَ المعاونة، ولا نَقْبل يد المعاداة فهما شيئان متغايران، لأن كل صفة من صفات الكافر ليست بكافرة أو ناشئة من كفره، لذا لا مشاحة في مصافحة يد الكافر الذي مدها لمعاونة الإسلام، وذلك لدفع عدو الإسلام المعتدى العريق. بل قبولُها إنما هو خدمة للإسلام. أما أنت أيها الكافر الملعون فتمدّ يد الخصومة التي لا تهدأ، وتريد منـا تقبيلهـا مع الاستسلام. ونحن نعلـم أن مسها -فضلا عن تقبيلها- جنايةٌ على الإسلام وعداء له. | |||
== الخطوة الثالثة == | |||
يوسوس بالذات أو بالوساطة فيقول: | |||
إن من ساسوكم إلى الآن أفسدوا واستهانوا بحقكم وشوّشوا عليكم الإدارة وظلموكم، إذن فلستم أهلاً للإدارة، فاتخِذوني وصيّاً عليكم وارضَوْا بحكمي وإدارتي شؤونكم. | |||
نرد هذه الشبهة فنقول: | |||
أيها الموسوِس الخناس! إن السبب الأصلي للسيئات التي ارتكبها رؤساءُ أمورِنا ما هو إلّا أنت، لأنك قد ضيقت عليهم الدنيا، وقطعتَ في كل فرصة مجاريَ حياتهم، وبثثت بينهم أولادك غير الشرعيين، وأجبرتَهم على ترك الدين للدنيا إذ تنكحهم مدنية لا تَأخذ مهرها إلّا من دينهم ولا تُعَيِّن حاكماً إلّا وقد أخذتَ منه دينه رشوة لقاءَ منصبه. | |||
ومع ذلك فلو حكّمناك فينا بدلاً منهم، نصير كمن تنجس ثوبُه بماء نجس فيغسله ببول الخنزير. | |||
إنك لا تُبقي لنا إلا حياةً حيوانية مؤقتة، وتقتل فينا حياتنا الإنسانية والإسلامية. | |||
أما نحن فنحيا -على رغمك- بحياة الإسلام وشرف الإنسانية. | |||
== الخطوة الرابعة == | |||
يوسوس بالذات أو بالوساطة، فيقول: | |||
< | إن الذين يخاصمونني من أولياء أموركم في الأناضول، (<ref>المقصود: قواد حركة التحرير الذين بدؤوا بجمع الشعب وتنظيمهم لأجل دفع المستعمرين عن البلاد</ref>) نيتُهم فاسدة ومقصدهم ليس مقاصدكم الإسلامية عينها. | ||
نرد هذه الوسوسة فنقول: | |||
إنهم وسائل، وتأثيرُ النيات في الوسائل قليل، إذ لا تغير حقيقةَ القصد. لأن المقصود يترتب على وجود الوسيلة وليس على ما فيها من نية. | |||
فمثلاً: إني أحفر أرضاً لاستخراج الماء أو للعثور على كنز، وجاء أحدُهم وعاونني في الحفر بنية ستر نفسه في الحفرة أو بدفن شيء فيها، فنيتُه هذه لا تؤثر في وجدان الماء ولا الكنزِ، لأن خروج الماء يتوقف على فعل الحفر وليس على نية الحافر وقلبه. | |||
نعم، إن قصد المخاصِمين لك وهدفَهم هو توجيه المسلمين شطرَ الكعبة لا إلى الغرب، والحفاظُ على مكانة القرآن الرفيعة ذلك الكتاب الآمر بإعلاء كلمة الله بالعزة الإسلامية. فهم يقيمون خصومةَ أوروبا مقام محبتها التي هي أساس كل مشاكلنا وسوء أخلاقنا. فكيفما تكن نيتُهم لا تغير حقيقةَ هذه المقاصد الثابتة. | |||
== الخطوة الخامسة == | |||
يقول بنفسه أو بوسائله: | |||
إن الإمام -أي الخليفة- يؤيد سياستنا ويميل إلى الودّ معنا، وأمره مطاع! | |||
فنرد هذه الشبهة: | |||
إن ميلَ الشخص نفسه وأمرَه الخاص وفكره الذاتي، مغايرٌ تماماً للميل الحاصل من الشخصية المعنوية لأمر أمين الأمة المتقلد أمانة الإمامة والخلافة؛ فهذه الإرادة تنبثق من عقل وتستند إلى قوة وتتوجه إلى مصلحة العالم الإسلامي. | |||
أما عقلُه فهو شورى الأمة، وليس شبهتَك ووسوستَك! وقوتُه هو جيشه المسلح وأمته الحرة، وليس سلاحَك وحرابك. والمصلحة إنما تتوجه من المحيط الإسلامي إلى المركز، فتُرَجَّحُ الفائدة العظمى للإسلام والمسلمين على المصالح الشخصية. وإلّا لو انعكس الأمر ورجحت -عند التعارض- مصلحة القربى على المصلحة العظمى، كترجيح سرير السلطنة على إسطنبول وهي على الأناضول وهو على الدولة وضُحي بالعالم الإسلامي لأجل الدولة، فهذا الترجح لا يطاع. وهو أمر غير وارد أصلاً. فالسلطان المتدين، وحيدُ الدين لو أصبح أفجرَ إنسان، فلا يمكنه أن يقوم بهذا الأمر بإرادته لسبب واحد هو أنه يحمل اسم الخليفة، فإن قام به فلا يقوم إلّا مكرهاً. فطاعتُه عند ذاك بترك طاعته. | |||
== الخطوة السادسة == | |||
إنه يوسوس فيقول: | |||
إن مقاومتكم لا فائدة فيها ولا جدوى منها، إنكم تُلقون أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة، اذ كيف تقتدرون وحدكم على ما لم تقتدروا عليه مع حلفائكم؟ | |||
فنرد هذه الشبهة: | |||
إن قوتك العظيمة المخاصِمة لنا، إنما تتماسك متخاذلةً على رجلَي الحيلةِ والإفساد، فلا نيأسُ لأسباب ثلاثة: | |||
'''الأول:''' أن الحيلة والإفساد إنما تؤثران إذا استترتا تحت حجاب الخفاء والغفلة، فإذا ما تظاهرتا أفلستا، وانطفأت قوتهما.. وها قد تمزق الحجاب تمزقاً صيّر كذبَك وهذيانك وإفسادك أضحوكة وشيئاً عقيماً لا يؤثر في شيء. | |||
'''الثاني:''' أن قوتك المأفونة المنخورة المخاصِمة لنا ليست بلا أعداء إذ تُقابلها أعداء لا يقبلون الائتلاف معك أبداً، مما يقضي عليها ويجعل تسعين بالمئة منها معطّلة لا نفع فيها. أما بقية قوتك فلا يمكنها أن تديم -كما أدامت في الماضي- استبداداتٍ قاتمة تجثم على عالم الإسلام وتسكته بكمّ الأفواه وتأسره حتى تتركه دون حراك، ذلك العالم اليقظ الذي تشترك أجزاؤه في الداء والدواء. | |||
فهذا احتمال بعيد جداً، إن اعتقدته فإنك إذن أحط من الدابة وأحمقُ من الحمار مع أنك شيطان خبيث. | |||
'''الثالث:''' إن كان لابد من الهلاك بيدك فالموت بعزّةٍ حياةٌ لنا، والحياةُ بذلٍّ هي الموت بعينه. والموت على نوعين وصورتين: | |||
'''أحدهما:''' التسليم والتذلل تحت أقدامك، فحينها نكون قاتلين لروحنا ووجداننا بأيدينا. ثم يقتل الخصمُ جسدنا كأنه قصاص لقتلنا الروحَ والوجدانَ. | |||
'''والنوع الثاني:''' أن يحافظ المرء على وجدانه ويقاوم خصمه، ويبصق في وجهه ويُنزل صفعته على عينه، فيحيا الروح والوجدان، ويستشهد الجسد، وتتنزه الفضيلة عن الرذيلة والعقيدةُ عن الاستخفاف وعزةُ الإسلام عن الاستهزاء. | |||
'''وحاصل الكلام:''' | |||
إن محبة الإسلام توجب عداءكم وخصومتكم، إذ كيف يصالح جبرائيلُ (عليه السلام) عزازيلَ (الشيطان)! | |||
إن أشد العقول بلاهةً عقلٌ يرى إمكان التوفيق والتلاؤم بين أطماع (الإنكليز) ومنافعِهم وبين عزة الإسلام ومصلحته. | |||
وإن أكثر القلوب حماقةً قلبٌ يظن إمكان الحياة تحت حمايتهم إذ يعلقون حياتنا بشرطٍ محال في محال، | |||
إذ يقولون: احيوا حياةً ولكن بشرط ألّا تُرى في فرد منكم خيانةٌ وإلّا ندمّرْ عليكم الديار ونمحُ المتهم والبريء معاً. | |||
فلو تحدى ظلمَهم صادقٌ لوجهِ الحق، والتجأ إلى جامع أياصوفيا، فلا يتحرجون من هدم ذلك البناء الشامخ الذي لا يقدَّر بثمن. وإذا ما وُجد في قرية مَن يقاومهم فلا يرون بأساً من إبادة القرية كاملة بشِيبها وشبابها إذ يرون أن لهم صلاحيةَ إفناءِ جماعةٍ برمتها إذا كان فيها من يضرهم. فتباً لمدنيةٍ خوّلتهم هذه الصلاحية. | |||
إذن أفيمكن أن يتفق قلبٌ مع قلبِ مَن يتلذذ بغرز خنجر الظلم فيه؟ | |||
أفيمكن أن لا يوجد مشاغبٌ في مدينة أو قرية أو جماعة؟ فكيف يمكن إذن إدامة حياةِ إنسانٍ مريض مقيد، سُلب منه عصاه، وسُلط عليه كلبان ذوا مخالب وأنياب. | |||
إن (الإنكليز) كالشيطان الرجيم يثير أحاسيس الإنسان الخبيثة ويشجع الأخلاق الرذيلة في حين يطفئ جذوة المشاعر النبيلة. | |||
وإن ما يظهره هذا العدو من حقد دفين لا يسكن ليس هو نتيجة الحرب الحالية لأن انهزامنا كان كافياً لتسكينه كما سكن لدى الآخرين!.. | |||
فيا أيها المسلمون، أفَبعد كل هذه الأحوال تنخدعون؟ أَفَبعد ما رأيتم من قربٍ قبحَ الكفار وشناعتهم -بعد ما كان يُرى جميلاً من بعيد- تستحسنون ما استقبحه الشرعُ والعقل ومصلحة الإسلام. | |||
استعيذوا بالله من همزات الشيطان، والتجِئُوا إليه متضرعين نادمين وتوسلوا برحمة الرحمن الرحيم. |
19.36, 5 Haziran 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli
Takdim
Bu Hutuvât-ı Sitte adlı eser, Üstad Bediüzzaman Said Nursî tarafından 1920-1923 yıllarında İstanbul’un işgali sırasında yazılıp işgalcilere karşı gizlice neşredilmiş ve el altından dağıtılmıştır.
Eser, aynı zamanda Arapça olarak da “Evkâf-ı İslâmiye Matbaası”nda 1336 Rumî ve 1338 Hicrî 1920 yılında tabedilen Sünûhat adlı eserin son kısmına konularak neşredilmiştir.
O dehşetli günlerde Anadolu’nun dört bir yanı işgalci kuvvetlerle sarıldığı bir sırada, başta İngiliz olarak istilacıların yüzlerine tükürürcesine matbaa lisânıyla, İslâmın izzet ve şerefini haykıran ve şehâmet-i imaniyesini çekinmeden izhar eden kahraman Üstadın, binler mehasin-i ulviye ve hizmet-i âliyesine yalnız şu küçük kitap dahi bir parlak âyinedir.
Bu tarihten sonra başta Anadolu ve âlem-i İslâmda ve ta âlem-i insaniyetin her tarafında iman ve Kur’ân hakikatlerini delâil-i akliye ve mantıkiye ile ispat ve izah eden ve “Kur’ân-ı Hakîmin bu asrın fehmine bir dersi olan Risale-i Nur’u telif ve neşredecek olan Hazret-i Bediüzzaman’ın, bu Hutuvât-ı Sitte’yi telifinden evvel, Birinci Harb-i Umumî’ye şarkta talebeleriyle birlikte gönüllü alay kumandanı olarak iştirak edip, Rus ve Ermenilere karşı çetin muharebeler yapıp, talebelerinin kısm-ı âzamını şehid verdikten ve iki sene kadar Rusya’da esir kaldıktan sonra esaretten dönüp İstanbul’da Erkân-ı Harbiye Riyasetinin iş’arıyla Dârü’l-Hikmeti’l İslâmiye azalığında bulunup ve bu arada, Arapça Mesnevî-i Nuriye’de cem edilen Arabî risalelerini, Türkçe, manzum Lemeat ve Nokta gibi risaleleri telif ve neşrettikten sonra, bilahâre bu Hutuvât-ı Sitte eserini işgalcilere karşı gizlice tab ve neşretmiştir.
Hazret-i Üstad, hayatının son senelerinde yanına gelen bilhâssa resmî zevattan ziyaretçilere ve bazı mebuslara, Risale-i Nur hizmetinde müsbet hizmet dersini verirken, Eski Said hayatından bahisle, tek başıyla dört cebbar kumandanlara mukabele ettiğini ifade ve beyan ederdi. Ve o zamandaki harika cesaret ve şehâmetini zikretmesiyle, şimdiki Risale-i Nur neşriyatı ve hizmeti ve Nur Talebeleri câmiasıyla yaptığı müsbet harekete, o günkü tavrını kıyas ederek delil gösterirdi. Meselâ, Emirdağ Lâhikasının en sonunda derc edilen, talebelerine en son dersinde:
“Bizim vazifemiz müsbet hareket etmektir. Menfî hareket değildir. Rıza-yı İlâhîye göre sırf hizmet-i imaniyeyi yapmaktır, vazife-i İlâhiyeye karışmamaktır. Bizler âsâyişi muhafazayı netice veren müsbet iman hizmeti içinde her bir sıkıntıya karşı sabırla, şükürle mükellefiz.
“Meselâ, kendimi misâl alarak derim: Ben eskiden beri tahakküme ve terzile karşı boyun eğmemişim. Hayatımda tahakkümü kaldırmadığım, birçok hâdiselerle sabit olmuş. Meselâ, Rusya’da kumandana ayağa kalkmamak, Divan-ı Harb-i Örfîde idam tehdidine karşı mahkemedeki paşaların suallerine beş para ehemmiyet vermediğim gibi, dört kumandanlara karşı bu tavrım, tahakkümlere boyun eğmediğimi gösteriyor. Fakat bu otuz senedir müsbet hareket etmek, menfî hareket etmemek ve vazife-i İlâhiyeye karışmamak hakikati için, bana karşı yapılan muamelelere sabırla, rıza ile mukabele ettim. Cercis Aleyhisselâm gibi ve Bedir, Uhud muharebelerinde çok cefa çekenler gibi, sabır ve rıza ile karşıladım...” demektedir.
Hem Emirdağ Lâhikası mektuplarından birinde bu Hutuvât-ı Sitte’den bahisle: “...Salisen: Dünkü gün yanıma gelen mühim bir resmî memura böyle söyledim ki: Eski Said’in sergüzeşte-i hayatından harika üç vakıa, şimdi tahakkuk etmiş ki, ileride çıkacak Risale-i Nur’un kerameti imiş.
Şöyle ki: “31 Mart hâdisesinde Hareket Ordusunun Başkumandanı Mahmud Şevket Paşa bana karşı fazla hiddetli iken ve Divan-ı Harb-i Örfîde beni muhakeme ettikleri gün, on beş adam karşımda darağacında asılı bir vaziyette Divan-ı Harb-i Örfî Reisi Hurşid Paşa benden sordu: ‘Sen şeriatı istedin mi? İşte şeriatı isteyenler böyle asılırlar.’
“Ben de ‘Şeriatın bir meselesine bin ruhum olsa feda ederim’ dediğim hâlde ve beni mahkûm etmeye pek çok esbap—muhbirlerin iftiralarıyla—varken, benim müstesna bir sûrette müttefikan beraatime karar vermeleri..
“Hem eski Harb-i Umumînin nihayetinde, İstanbul’da İngilizlerin Başkumandanının eline benim İngiliz aleyhine şiddetli yazdığım Hutuvât-ı Sitte ve Başpapazına tahkirkârâne sözlerim eline geçtiği hâlde, beni mahvetmek yüzde yüz ihtimali varken, hiddetini geri alıp ilişmemesi...
“Hem Ankara’da, divan-ı riyasetinde pek çok meb’uslar varken Mustafa Kemâl şiddetli bir hiddetle divan-ı riyasetine girip, bana karşı bağırarak: ‘Seni buraya çağırdık ki, bize yüksek fikir beyan edesin. Sen geldin, namaza dair şeyler yazıp içimize ihtilâf verdin.’ Ben de onun hiddetine karşı dedim: ‘Namaz kılmayan haindir, hainin hükmü merduddur.’ Dehşetli bir put kırdım.
“Hazır mebus dostlarım telâş ettikleri ve herhalde beni ezeceklerini tahmin ettikleri sırada, bana karşı bir nev’i tarziye verip o mecliste hiddetini geri alması, âdetâ dehşetli bir kuvveti ve hakikati hissedip geri çekilmesi, ikinci gün hususî riyaset odasında, Hücumat-ı Sitte’nin Birinci Desise içinde bulunan ‘Meselâ, Ayasofya Camii ehl-i fazl ve kemâlden, ilâ âhir...’ cümlesinden başlayan, ta İkinci Desiseye kadar, bir saat tamamen ona söyledim.
“Bütün hissiyatını ve prensibini rencide ettiğim hâlde bana ilişmemesi, hatta taltifime çok çalışması, kat’iyen bu üç cebbar kumandanların bu üç acip hâletleri, âdeta Eski Said’den korkmaları, şüphesiz ki Risale-i Nur’un, ileride kahraman şakirtlerin şahs-ı mânevîsinin harika bir kuvveti ve Risale-i Nur’un parlak bir kerametidir.”
“Harb-i Umumîde mağlûbiyetimizden dolayı fazla müteessir olduğunuzu görüyoruz” diyenlere cevaben, “Ben kendi elemlerime tahammül ettim; fakat, ehl-i İslâmın eleminden gelen teellümat beni ezdi. Âlem-i İslâma indirilen darbelerin en evvel kalbime indiğini hissediyorum. Onun için bu kadar ezildim. Fakat bir ışık görüyorum ki, o elemlerimi unutturacak inşaallah” diyerek tebessüm eylerdi.
İstanbul’da en büyük ve en ehemmiyetli ve tesirli hizmet-i vataniye ve milliyesinden birisi de Hutuvât-ı Sitte adlı eseriyle gaddar zâlimlerin yüzlerine tükürüp, izzet-i diniyeyi ve şeref-i İslâmiyeyi muhafaza etmesidir. İstanbul’un yabancılar tarafından işgali sıralarında, İngiliz Anglikan Kilisesinin, Meşihat-i İslâmiyeden sorduğu altı sualine, altı tükürük mânâsında verdiği mâkul ve sert cevapları, onun derece-i cesaret ve kemâlât ve şecaatını fiilen göstermektedir.
Hutuvât-ı Sitte’yi neşrettiği zaman, Çanakkale’de muharebe oluyordu. İstanbul’un işgalini müteakip İngiliz Başkumandanına bu eser gösterilir ve Bediüzzaman’ın bütün kuvvetiyle aleyhte bulunduğu kendisine ihbar edilir. O cebbar kumandan, idam kararıyla vücudunu ortadan kaldırmak istedi ise de, fakat kendisine, Bediüzzaman idam edilirse bütün Şarkî Anadolu İngiliz’e ebediyen adavet edeceği ve aşiretler her ne pahasına olursa olsun isyan edecekleri söylenmesi üzerine birşey yapamaz.
İstanbul’da, İngilizler desiseleriyle Şeyhülislâmı ve diğer bazı ulemayı lehlerine çevirmeye çalışmalarına mukabil, Bediüzzaman, Hutuvât-ı Sitte adlı eseri ve İstanbul’daki faaliyetiyle İngiliz’in, âlem-i İslâm ve Türkler aleyhindeki müstemlekecilik siyasetini ve entrikalarını, tarihî düşmanlığını etrafa neşrederek, Anadolu’daki Millî Kurtuluş Hareketini desteklemiş, bu hususta en büyük âmillerden birisi olmuştu.
Bu hizmetine dair kendi ifadesinden bir parça:
“Bir zaman İngiliz devleti, İstanbul Boğazının toplarını tahrip ve İstanbul’u istilâ ettiği hengâmda, o devletin en büyük daire-i diniyesi olan Anglikan Kilisesinin Başpapazı tarafından, Meşihat-ı İslâmiyeden dinî altı sual soruldu. Ben de o zaman, Dârü’l-Hikmeti’l-İslâmiye’nin âzâsı idim. Bana dediler: ‘Bir cevap ver. Onlar, altı suallerine altı yüz kelime ile cevap istiyorlar.’ Ben dedim: ‘Altı yüz kelime ile değil, altı kelime ile değil, hatta bir kelime ile değil, belki bir tükürükle cevap veriyorum. Çünkü o devlet, işte görüyorsunuz, ayağını boğazımıza bastığı dakikada, onun papazı mağrurane üstümüzde sual sormasına karşı yüzüne tükürmek lâzım geliyor... Tükürün o ehl-i zulmün o merhametsiz yüzüne!’ demiştim.”
İşte muhtevası küçük fakat zaman ve zemindeki neşri ve zuhuru itibariyle gayet ehemmiyetli ve Hazret-i Üstad Bediüzzaman’ın bu millet ve memleket-i İslâmiyenin müdafaa, muhafaza, istiklâl ve istikbali için feveran eden hamiyet-i âliyesini göstermesi noktasından büyük olan bu Hutuvât-ı Sitte eserini, yaşayan ebedî bir tarih mânâsıyla yeni nesillerin nazar-ı dikkatine arz ediyoruz.
Hizmetinde bulunan talebeleri
الخطوات الست
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾(البقرة:١٦٨)
اعلم! أن لكل زمان شيطاناً إنسياً، هو وكيل الشيطان وقد لبس صورةَ إنسانٍ فردٍ أو روحَ جماعة. وعزازيلُ ([1]) زمانِنا هو الروح الغدّار الذي نَشَر الفسادَ في جوانب العالم بسياسته الفتانة، فيفسد العالم الإسلامي بـ«خطوات ست»؛ إذ يتحرى في الأناسي وفي الجماعات المنابعَ الخبيثة، فيستعملها لأغراضه، ويتوسم في الطبائع المعادنَ المضرة فيستخرجها ويستخدمها لمصالحه بوساوسه الفعلية أي بدعاياته وإشاعته. ويتفطن في النفوس إلى الأعصاب الضعيفة والعروق الواهية التي لا تقاوِم، فيحرّكها لمفاسده، فيستعمل مِنْ بعضٍ:
حرصَ الانتقام.. ويحرك من بعضٍ حرصَ الجاه.. ويهيج من بعضٍ: حسّ الطمع.. ويستغل من بعضٍ: الحمق.. ومن بعضٍ الإلحاد.. وهكذا، ومن العجيب أنه يستغل من بعضٍ التعصب، فيتخذ كل ذلك وساطة لإنفاذ سياسته.
الخطوة الأولى
إنه يوسوس بالذات، أو بالوسيلة، فيقول صراحةً أو يجعل غيرَه يردد ما يقوله:
أنتم تعترفون أنكم مستحقون لهذه المصيبة، فالقدرُ الإلهي يَعدل ولا يظلم، إذن فارضَوْا بما أعاملكم به، لأني وسيلة لما استحققتم.
نردّ هذه الوسوسة والشبهة، فنقول:
إن القدر الإلهي يصيبنا بمصيبة بسبب عصياننا لأوامر الله. فالرضى بما قدّر الله هو عين التوبة عن سبب المصيبة، وهو الذنوب. ولكنك أيها الواسط الملعون تظلمنا لكوننا مسلمين، وتصيبنا بظلمك لإسلامنا، لا لذنوبنا ومعاصينا، فالرضى بما تعمل، وإطاعتُك طوعاً إنما هو ندامة عن الإسلام وإعراض عنه والعياذ بالله.
نعم، إن الشيء الواحد يكون ذا جهتين؛ فهو مصيبة من جهة القدر، فتكون عدالةً، لترتبها على السبب الباطن من ذنوب وشرور فيُنزلها القدرُ الإلهي زجراً عنهما. فالرضى بهذه المصيبة -من هذه الجهة- متضمن للندم من الذنوب.
والشيء نفسه يجيء من جهة البشر في الوقت نفسه، فيظلم البشرُ، لأن السبب عنده ليس كوننا مذنبين، بل كوننا مسلمين. فالرضى به من هذه الجهة أعظم الجنايات.
الخطوة الثانية
يوسوس بالذات أو بالوساطة، فيقول:
بأنكم قد اتفقتم مع من هو مثلي في الكفر، ([2]) فَلِم تتجنبون من المصافاة معي وموالاتي؟
نقول رداً على هذه الشبهة:
نحن نقبِّل يدَ المعاونة، ولا نَقْبل يد المعاداة فهما شيئان متغايران، لأن كل صفة من صفات الكافر ليست بكافرة أو ناشئة من كفره، لذا لا مشاحة في مصافحة يد الكافر الذي مدها لمعاونة الإسلام، وذلك لدفع عدو الإسلام المعتدى العريق. بل قبولُها إنما هو خدمة للإسلام. أما أنت أيها الكافر الملعون فتمدّ يد الخصومة التي لا تهدأ، وتريد منـا تقبيلهـا مع الاستسلام. ونحن نعلـم أن مسها -فضلا عن تقبيلها- جنايةٌ على الإسلام وعداء له.
الخطوة الثالثة
يوسوس بالذات أو بالوساطة فيقول:
إن من ساسوكم إلى الآن أفسدوا واستهانوا بحقكم وشوّشوا عليكم الإدارة وظلموكم، إذن فلستم أهلاً للإدارة، فاتخِذوني وصيّاً عليكم وارضَوْا بحكمي وإدارتي شؤونكم.
نرد هذه الشبهة فنقول:
أيها الموسوِس الخناس! إن السبب الأصلي للسيئات التي ارتكبها رؤساءُ أمورِنا ما هو إلّا أنت، لأنك قد ضيقت عليهم الدنيا، وقطعتَ في كل فرصة مجاريَ حياتهم، وبثثت بينهم أولادك غير الشرعيين، وأجبرتَهم على ترك الدين للدنيا إذ تنكحهم مدنية لا تَأخذ مهرها إلّا من دينهم ولا تُعَيِّن حاكماً إلّا وقد أخذتَ منه دينه رشوة لقاءَ منصبه.
ومع ذلك فلو حكّمناك فينا بدلاً منهم، نصير كمن تنجس ثوبُه بماء نجس فيغسله ببول الخنزير.
إنك لا تُبقي لنا إلا حياةً حيوانية مؤقتة، وتقتل فينا حياتنا الإنسانية والإسلامية.
أما نحن فنحيا -على رغمك- بحياة الإسلام وشرف الإنسانية.
الخطوة الرابعة
يوسوس بالذات أو بالوساطة، فيقول:
إن الذين يخاصمونني من أولياء أموركم في الأناضول، ([3]) نيتُهم فاسدة ومقصدهم ليس مقاصدكم الإسلامية عينها.
نرد هذه الوسوسة فنقول:
إنهم وسائل، وتأثيرُ النيات في الوسائل قليل، إذ لا تغير حقيقةَ القصد. لأن المقصود يترتب على وجود الوسيلة وليس على ما فيها من نية.
فمثلاً: إني أحفر أرضاً لاستخراج الماء أو للعثور على كنز، وجاء أحدُهم وعاونني في الحفر بنية ستر نفسه في الحفرة أو بدفن شيء فيها، فنيتُه هذه لا تؤثر في وجدان الماء ولا الكنزِ، لأن خروج الماء يتوقف على فعل الحفر وليس على نية الحافر وقلبه.
نعم، إن قصد المخاصِمين لك وهدفَهم هو توجيه المسلمين شطرَ الكعبة لا إلى الغرب، والحفاظُ على مكانة القرآن الرفيعة ذلك الكتاب الآمر بإعلاء كلمة الله بالعزة الإسلامية. فهم يقيمون خصومةَ أوروبا مقام محبتها التي هي أساس كل مشاكلنا وسوء أخلاقنا. فكيفما تكن نيتُهم لا تغير حقيقةَ هذه المقاصد الثابتة.
الخطوة الخامسة
يقول بنفسه أو بوسائله:
إن الإمام -أي الخليفة- يؤيد سياستنا ويميل إلى الودّ معنا، وأمره مطاع!
فنرد هذه الشبهة:
إن ميلَ الشخص نفسه وأمرَه الخاص وفكره الذاتي، مغايرٌ تماماً للميل الحاصل من الشخصية المعنوية لأمر أمين الأمة المتقلد أمانة الإمامة والخلافة؛ فهذه الإرادة تنبثق من عقل وتستند إلى قوة وتتوجه إلى مصلحة العالم الإسلامي.
أما عقلُه فهو شورى الأمة، وليس شبهتَك ووسوستَك! وقوتُه هو جيشه المسلح وأمته الحرة، وليس سلاحَك وحرابك. والمصلحة إنما تتوجه من المحيط الإسلامي إلى المركز، فتُرَجَّحُ الفائدة العظمى للإسلام والمسلمين على المصالح الشخصية. وإلّا لو انعكس الأمر ورجحت -عند التعارض- مصلحة القربى على المصلحة العظمى، كترجيح سرير السلطنة على إسطنبول وهي على الأناضول وهو على الدولة وضُحي بالعالم الإسلامي لأجل الدولة، فهذا الترجح لا يطاع. وهو أمر غير وارد أصلاً. فالسلطان المتدين، وحيدُ الدين لو أصبح أفجرَ إنسان، فلا يمكنه أن يقوم بهذا الأمر بإرادته لسبب واحد هو أنه يحمل اسم الخليفة، فإن قام به فلا يقوم إلّا مكرهاً. فطاعتُه عند ذاك بترك طاعته.
الخطوة السادسة
إنه يوسوس فيقول:
إن مقاومتكم لا فائدة فيها ولا جدوى منها، إنكم تُلقون أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة، اذ كيف تقتدرون وحدكم على ما لم تقتدروا عليه مع حلفائكم؟
فنرد هذه الشبهة:
إن قوتك العظيمة المخاصِمة لنا، إنما تتماسك متخاذلةً على رجلَي الحيلةِ والإفساد، فلا نيأسُ لأسباب ثلاثة:
الأول: أن الحيلة والإفساد إنما تؤثران إذا استترتا تحت حجاب الخفاء والغفلة، فإذا ما تظاهرتا أفلستا، وانطفأت قوتهما.. وها قد تمزق الحجاب تمزقاً صيّر كذبَك وهذيانك وإفسادك أضحوكة وشيئاً عقيماً لا يؤثر في شيء.
الثاني: أن قوتك المأفونة المنخورة المخاصِمة لنا ليست بلا أعداء إذ تُقابلها أعداء لا يقبلون الائتلاف معك أبداً، مما يقضي عليها ويجعل تسعين بالمئة منها معطّلة لا نفع فيها. أما بقية قوتك فلا يمكنها أن تديم -كما أدامت في الماضي- استبداداتٍ قاتمة تجثم على عالم الإسلام وتسكته بكمّ الأفواه وتأسره حتى تتركه دون حراك، ذلك العالم اليقظ الذي تشترك أجزاؤه في الداء والدواء.
فهذا احتمال بعيد جداً، إن اعتقدته فإنك إذن أحط من الدابة وأحمقُ من الحمار مع أنك شيطان خبيث.
الثالث: إن كان لابد من الهلاك بيدك فالموت بعزّةٍ حياةٌ لنا، والحياةُ بذلٍّ هي الموت بعينه. والموت على نوعين وصورتين:
أحدهما: التسليم والتذلل تحت أقدامك، فحينها نكون قاتلين لروحنا ووجداننا بأيدينا. ثم يقتل الخصمُ جسدنا كأنه قصاص لقتلنا الروحَ والوجدانَ.
والنوع الثاني: أن يحافظ المرء على وجدانه ويقاوم خصمه، ويبصق في وجهه ويُنزل صفعته على عينه، فيحيا الروح والوجدان، ويستشهد الجسد، وتتنزه الفضيلة عن الرذيلة والعقيدةُ عن الاستخفاف وعزةُ الإسلام عن الاستهزاء.
وحاصل الكلام:
إن محبة الإسلام توجب عداءكم وخصومتكم، إذ كيف يصالح جبرائيلُ (عليه السلام) عزازيلَ (الشيطان)!
إن أشد العقول بلاهةً عقلٌ يرى إمكان التوفيق والتلاؤم بين أطماع (الإنكليز) ومنافعِهم وبين عزة الإسلام ومصلحته.
وإن أكثر القلوب حماقةً قلبٌ يظن إمكان الحياة تحت حمايتهم إذ يعلقون حياتنا بشرطٍ محال في محال،
إذ يقولون: احيوا حياةً ولكن بشرط ألّا تُرى في فرد منكم خيانةٌ وإلّا ندمّرْ عليكم الديار ونمحُ المتهم والبريء معاً.
فلو تحدى ظلمَهم صادقٌ لوجهِ الحق، والتجأ إلى جامع أياصوفيا، فلا يتحرجون من هدم ذلك البناء الشامخ الذي لا يقدَّر بثمن. وإذا ما وُجد في قرية مَن يقاومهم فلا يرون بأساً من إبادة القرية كاملة بشِيبها وشبابها إذ يرون أن لهم صلاحيةَ إفناءِ جماعةٍ برمتها إذا كان فيها من يضرهم. فتباً لمدنيةٍ خوّلتهم هذه الصلاحية.
إذن أفيمكن أن يتفق قلبٌ مع قلبِ مَن يتلذذ بغرز خنجر الظلم فيه؟
أفيمكن أن لا يوجد مشاغبٌ في مدينة أو قرية أو جماعة؟ فكيف يمكن إذن إدامة حياةِ إنسانٍ مريض مقيد، سُلب منه عصاه، وسُلط عليه كلبان ذوا مخالب وأنياب.
إن (الإنكليز) كالشيطان الرجيم يثير أحاسيس الإنسان الخبيثة ويشجع الأخلاق الرذيلة في حين يطفئ جذوة المشاعر النبيلة.
وإن ما يظهره هذا العدو من حقد دفين لا يسكن ليس هو نتيجة الحرب الحالية لأن انهزامنا كان كافياً لتسكينه كما سكن لدى الآخرين!..
فيا أيها المسلمون، أفَبعد كل هذه الأحوال تنخدعون؟ أَفَبعد ما رأيتم من قربٍ قبحَ الكفار وشناعتهم -بعد ما كان يُرى جميلاً من بعيد- تستحسنون ما استقبحه الشرعُ والعقل ومصلحة الإسلام.
استعيذوا بالله من همزات الشيطان، والتجِئُوا إليه متضرعين نادمين وتوسلوا برحمة الرحمن الرحيم.