Yirmi Dokuzuncu Mektup/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("إنَّ صيام شهر رمضان يأتي بين أوائل الأركان الخمسة للإسلام، ويُعدّ من أعاظم الشعائر الإسلامية." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    ("مُحَالَسْتِ سَعْدِى بَرَاهِ نَجَاتْ ظَفَرْ بُرْدَنْ جُزْ دَرْ پَىَ مُصْطَفٰى" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
     
    (Aynı kullanıcının aradaki diğer 8 değişikliği gösterilmiyor)
    360. satır: 360. satır:
    ومن المعلوم أنَّ المعدة التي هي مصنع كبير جداً إن عطّلت أعمالَها بالصيام فإن تعطيل المعامل الصغيرة الأخرى يكون سهلاً ميسوراً.
    ومن المعلوم أنَّ المعدة التي هي مصنع كبير جداً إن عطّلت أعمالَها بالصيام فإن تعطيل المعامل الصغيرة الأخرى يكون سهلاً ميسوراً.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Sekizinci_Nükte"></span>
    === Sekizinci Nükte ===
    === النكتة الثامنة ===
    </div>
     
    إنَّ حكمة من الحكم الكثيرة لصيام رمضان المبارك المتعلقة بالحياة الشخصية للإنسان تتلخص بما يأتي:
     
    إنَّ في الصوم نوعاً من أنواع العلاج الناجع للإنسان وهو «الحِمية» سواء المادية منها أو المعنوية، فالحِمية ثابتة طباً. إذ إن الإنسان كلّما سلكت نفسُه سلوكاً طليقاً في الأكل والشرب سبّب له أضراراً مادية في حياته الشخصية. وكذلك الحال في حياته المعنوية، إذ إنه كلما الْتَهم ما يصادفه دون النظر إلى ما يحل له ويُحرم عليه تسمّمت حياتُه المعنوية وفسدت، حتى يصل به الأمر أن تستعصيَ نفسُه على طاعة القلب والروح فلا تخضعَ لهما. فتأخذ زمامَها بيدها وهي طائشة حُرة طليقة، وتسوق الإنسان إلى شهواتها دون أن تكون تحت سيطرة الإنسان وتسخيره.
     
    أما في رمضان المبارك فإن النفس تعتاد على نوع من الحِمية بوساطة الصوم وتسعى بجد في سبيل التزكية والترويض وتتعلم طاعة الأوامر، فلا تصاب بأمراض ناشئة من امتلاء المعدة المسكينة وإدخال الطعام على الطعام. وتكسب قابليةَ الإصغاء إلى الأوامر الواردة من العقل والشريعة. وتتحاشى الوقوعَ في الحرام بما أخذت من أمر التخلي عن الحلال. وتجدّ في عدم الإخلال بالحياة المعنوية وتكدير صفوها.
     
    ثم إن الأكثريةَ المطلقة من البشرية يُبتَلون بالجوع في أغلب الأحيان. فهم بحاجة إلى ترويض، وذلك بالجوع الذي يعوّد الإنسانَ على الصبر والتحمل. وصيام رمضان هو ترويضٌ وتعويد وصبرٌ على الجوع يدوم خمسَ عشرة ساعة أو أربعاً وعشرين ساعة لمن فاته السحور. فالصوم إذن علاج ناجع لهَلع الإنسان وقلة صبره، اللذَين يضاعفان من مصيبة الإنسان وبلاياه.
     
    والمعدة كذلك هي نفسُها بمثابة معمل لها عمال وخَدَمَة كثيرون، وهناك في الإنسان أجهزة ذات علاقات وارتباطات معها، فإن لم تعطِّل النفسُ مشاغلَها وقت النهار مؤقتاً لشهر معين ولم تدعها، فإنها تُنسي أولئك العمال والخَدَمَة عباداتهم الخاصة بهم، وتُلهيهم جميعاً بذاتها، وتجعلهم تحت سيطرتها وتحكّمها، فتشوش الأمر على تلك الأجهزة والحواس وتنغّص عليها بضجيج دواليب ذلك المصنع المعنوي وبدخانه الكثيف، فتصرف أنظارَ الجميع إليها وتُنسيهم وظائفَهم السامية مؤقتاً. ومن هنا كان كثير من الأولياء الصالحين يعكفون على ترويض أنفسهم على قليل من الأكل والشرب، ليرقوا في سلّم الكمال.
     
    ولكن بحلول شهر رمضان يدرك أولئك العمال أنهم لم يُخلقوا لأجل ذلك المصنع وحده، بل تتلذذ أيضاً تلك الأجهزة والحواس بلذائذَ سامية وتتمتع تمتعاً ملائكياً وروحانياً في رمضان المبارك ويركزون أنظارهم إليها بدلاً من اللهو الهابط لذلك المصنع. لذلك ترى المؤمنين في رمضان المبارك ينالون مختلف الأنوار والفيوضات والمسرات المعنوية -كلٌ حسب درجته ومنـزلته- فهناك ترقياتٌ كثيرة وفيوضاتٌ جمة للقلب والروح والعقل والسر وأمثالِها من اللطائف الإنسانية في ذلك الشهر المبارك. وعلى الرغم من بكاء المعدة ونحيبها فإن تلك اللطائف يضحكن ببراءة ولُطف.
     
    <span id="Dokuzuncu_Nükte"></span>
    === النكتة التاسعة ===
     
    إنَّ صومَ رمضان من حيث كسرُهُ الربوبيةَ الموهومة للنفس كسراً مباشراً ومن ثم تعريفها عبوديتَها وإظهار عجزها أمامها، فيه حِكم كثيرة، منها:
     
    أن النفس لا تريد أن تعرف ربَّها، بل تريد أن تدّعي الربوبية بفرعونية طاغية. فمهما عُذِّبَت وقُهرت فإن عِرق تلك الربوبية الموهومة يظل باقياً فيها. فلا يتحطم ذلك العرقُ ولا يركع إلّا أمام سلطان الجوع.
     
    وهكذا، فصيام رمضان المبارك يُنـزل ضربةً قاضيةً مباشرة على الناحية الفرعونية للنفس. فيكسر شوكتها مُظهراً لها عَجزَها، وضعفها، وفقرها، ويعرّفها عبوديتَها.
     
    وقد جاء في إحدى روايات الحديث:
     
    أن الله سبحانه قال للنفس: «من أنا وما أنتِ؟»
     
    أجابت النفس: «أنا أنا، أنت أنت» فعذّبها الربُّ سبحانه وألقاها في جهنم، ثم سألها مرة أخرى فأجابت:
     
    «أنا أنا، أنت أنت» ومهما أذاقها من صنوف العذاب لم تردع عن أنانيتها.. ثم عذَّبها الله تعالى بالجوع، أي ترَكها جائعة،
     
    ثم سألها مرة أخرى: «من أنا وما أنتِ؟»
     
    فأجابت النفس: «أنتَ ربيِ الرحيم وأنا عبدُك العاجز».
     
    <nowiki></nowiki>
     
    اللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً
     
    تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَلِحَقِّه أَدَاءً بِعَدَدِ ثَوَابِ قِرَاءَةِ حُرُوفِ الْقُرْأٰنِ في شَهْرِ رَمَضَانَ
     
    وَعَلٰى أٰلِه وَصَحْبه وَسَلِّمْ
     
    سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَۚ ❀ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَل۪ينَۚ ❀
     
    وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ
     
    أٰمينَ.
     
    (<ref>اعتذار: لقد كتبت هذه الرسالة على عجل خلال أربعين دقيقة فقط، ولكوني وكاتب المسودة مريضين ومرهقين معاً، فلا غرو أن يعتري الرسالة شيء من القصور، لذا نستميح إخواننا عذراً ونرجوهم تصحيح ما يرونه مناسباً. (المؤلف).</ref>)
     
    <span id="Üçüncü_Risale_Olan_Üçüncü_Kısım"></span>
    == القسم الثالث وهو الرسالة الثالثة ==
     
    لقد كتب هذا القسم لاستشارة إخواني في خدمة القرآن، وليكون تنبيهاً لي، لإنفاذ ما كنت أحمل من نيّة مهمة حول كتابة مصحف شريف، يظهر فيه نقش إعجازي، وهو قسم من مئتي قسم من أقسام إعجاز القرآن الكريم، فعرضت لهم تلك النيّة لمعرفة آرائهم حول كتابة ذلك المصحف الشريف الذي يبين النقش الإعجازي، مع الاعتماد على المصحف المكتوب بخط الحافظ عثمان، واتخاذ آية «المداينة» (<ref>الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.</ref>) وحدة قياس لطول الصفحة و «سورة الإخلاص» لطول السطر..
     
    وهذا القسم الثالث؛ عبارة عن تسع مسائل:
     
    <span id="Birinci_Mesele"></span>
    === المسألة الأولى ===
     
    لقد أُثبت في «الكلمة الخامسة والعشرين» المسماة بـ«المعجزات القرآنية» بالبراهين القاطعة أن أنواع إعجاز القرآن الكريم تبلغ أربعين نوعاً. وقد بُيّن بعضُ أنواعه مفصّلاً حتى إزاء المعاندين، بينما ظلت أنواع أخرى بصورة مجملة.
     
    وقد تبيّن كذلك في الإشارة الثامنة عشرة من «المكتوب التاسع عشر» أنَّ القرآن الكريم يُبرز إعجازَه على وجوه مختلفة إزاء أربعين طبقة من طبقات الناس، إذ أثبتت تلك الإشارة أن لكل طبقةٍ من تلك الطبقات العشرة حظَّها من الإعجاز..
     
    أما الطبقات الثلاثون الباقية، فقد أظهر القرآنُ الكريم إعجازَه لأصحاب المشارب المختلفة من الأولياء، ولأرباب العلوم المتنوعة، والدليل على ذلك إيمانهم التحقيقي الذي بلغ درجة علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين؛ بأن القرآن الكريم هو كلام الله حقاً.
     
    بمعنى أن كل واحد منهم قد رأى وجهاً من وجوه الإعجاز.
     
    نعم؛ إن جمالَ جلوات الإعجاز يختلف باختلاف المشارب، إذ الإعجاز الذي يفهمه وليّ من العارفين يختلف عن الإعجاز الذي يشاهده وليٌّ غارق في العشق الإلهي. وإنّ وجهَ الإعجاز الذي يشاهده إمامٌ من أئمة أصول الدين غير الوجه الذي يشاهده مجتهد في فروع الشريعة.. وهكذا.
     
    ولما كُنتُ لا أقدر على الإيضاح المفصل لكلِّ وجه من تلك الوجوه المختلفة، لقِصر نظري عن رؤيتها، وضيق ذهني عن استيعابها، فقد أوضحتُ عشر طبقات منها فقط. فاكتفيت بالإشارة المجملة إلى بقيتها. ولكن ظلت في حينه طبقتان منها في «المعجزات الأحمدية» بحاجة إلى مزيد من التوضيح، فالآن نوضحهما:
     
    الطبقة الأولى: وهم الذين يدركون الإعجازَ بأسماعِهم، إذ الشخص العامي -من عوام الناس- لا يستمع للقرآن إلّا بأذنه، ولا يفهم إعجازَه إلّا بالسمع. أي أنه يقول:
     
    إنَّ هذا القرآن الذي أسمعه لا يشبه أيَّ كتاب آخر. فإما أنه فوق جميعها أو تحت جميعها. وهذا الأخير لا يستطيع أن يقول به أحدٌ قط، ولم يقُله، بل حتى الشيطان نفسه لا يستطيع أن يتفوّه به. فهو إذن فوق الجميع.
     
    وقد جاء بهذا الإجمال في «الإشارة الثامنة عشرة». ثم وُضّح هذا الإجمال في «المبحث الأول» من «المكتوب السادس والعشرين» المعروف بـ «حجة القرآن على حزب الشيطان» الذي يصوّر فهم تلك الطبقة من الإعجاز ويثبته.
     
    الطبقة الثانية: وهم الذين لا يرون الإعجاز إلّا بالعين، أي أن للقرآن الكريم إشارةً إعجازية تشاهَد بالعين، حتى من قِبَل عوام الناس والماديين الذين سالت عقولُهم إلى عيونهم فلا يؤمنون إلّا بما يشاهدون. وقد ادُّعي هذا الإدّعاء في «الإشارة الثامنة عشرة». وكان من الضروري أن يوضح أكثر لإثبات تلك الدعوى، ولكن لم يسمح الوقت بذلك، لحكمة ربانية مهمة، قد فهمناها الآن. لأجل هذا فقد أُشير إلى بعض جهاتها الجزئية إشاراتٍ بسيطة.
     
    والآن، بعد أن توضّح سر تلك الحكمة اقتنعنا قناعةً كاملة بأن تأخيره كان هو الأَولى. ولتيسير فهم تلك الطبقة وتسهيلاً لهم ليتذوقوا نوعَ الإعجاز للقرآن، استكتبنا مصحفاً شريفاً يبيّن ذلك الوجه من الوجوه الأربعين للإعجاز.
     
    إنَّ بقية مسائل هذا القسم الثالث مع القسم الرابع لم تُدرج هنا، لأنها تخص التوافقات، فاكتفينا بالفهرس الخاص للتوافقات وإنما كتبت النكتة الثالثة من القسم الرابع مع تنبيه.
     
    تنبيه:
     
    لقد كُتبت مائةٌ وستون آية كريمة في صدد بيان النكتة العظيمة في لفظ «الرسول» الوارد في القرآن الكريم، ومع أن لهذه الآيات الكريمة خواصاً جليلة فإن كلاً منها تثبت وتكمل الأخرى من حيث المعنى. لذا يمكن أن تكون تلك الآيات حزباً قرآنياً لمن يريد أن يحفظ آياتٍ مختلفة أو يتلوها.
     
    وكذلك في الآيات «التسع والستين» الواردة فيها لفظ «القرآن»، في صدد بيان النكتة العظيمة للفظ «القرآن»، يلاحظ أن بلاغة هذه الآيات الجليلة فائقة جداً، وجزالتها عالية جداً. ويوصى الإخوان أن يتخذوا منها حزباً قرآنياً آخر.
     
    وكلمة «القرآن» الواردة في المصحف الشريف، وردت في صورة سبع سلاسل، وظلت كلمتان منها خارج السلاسل، وكانت تلكما الكلمتان بمعنى القراءة، مما شدّ -بخروجهما- من قوة النكتة.
     
    أما لفظ «الرسول»، فإن سورة «محمد» وسورة «الفتح» هما من أكثر السور القرآنية ذات العلاقة.. ولذلك حصرنا نظرنا في السلاسل الظاهرة في تلكما السورتين، ولم يُدرج -في الوقت الحاضر- ما ظل منه خارج السلسلة.
     
    وسيُكتب بمشيئة الله ما في لفظ «الرسول» من أسرار إن سنح لنا الوقت.
     
    النكتة الثالثة: وهي في أربع نكات:
     
    النكتة الأولى: إن لفظ الجلالة «الله» ورد في مجموع القرآن الكريم بألفين وثمانمائة وست مرات. وورد لفظ «الرحمن» -مع ما في البسملة- مئة وتسعاً وخمسين مرة، وورد لفظ «الرحيم» مئتين وعشرين مرة. ولفظ «الغفور» إحدى وستين مرة، ولفظ «الرب» ثمانمائة وستاً وأربعين مرة، ولفظ «الحكيم» ستاً وثمانين مرة، ولفظ «العليم» مائة وستاً وعشرين مرة، ولفظ «القدير» إحدى وثلاثين مرة، ولفظ «هو» في «لا إله إلّا هو» ستاً وعشرين مرة. (<ref>إن كون مجموع عدد آيات القرآن الكريم ستة آلاف وستمائة وستاً وستين، ووجود علاقة له مع ستة أرقام من عدد الأسماء الحسنى الواردة في هذه الصحيفة. يشير إلى سر مهم. ولكن ظل مهملاً في الوقت الحاضر. (المؤلف).</ref>)
     
    وفي عدد لفظ الجلالة «الله» أسرار ونكات كثيرة.
     
    منها: أنَّ أكثر ما ورد في القرآن هو لفظ «الله» و «الرب» ويليهما عدداً ألفاظ «الرحمن والرحيم والغفور والحكيم»، وإن عدد هذه الألفاظ مع لفظ «الله» هو نصف عدد آيات القرآن الكريم.
     
    وأن لفظ الجلالة «الله» مع لفظ «الرب» الوارد بمعنى «الله» نصف عدد آيات القرآن أيضاً. إذ إن لفظ «الرب» المذكور ثمانمائة وستاً وأربعين مرة، خمسمائة وبضع منها قد ذكرت بدلاً عن لفظ الجلالة «الله»، ومئتان وبضعٌ منها ليست بمعنى «الله».
     
    وأن مجموع عدد لفظ الجلالة «الله» مع عدد ألفاظ «الرحمن والرحيم والعليم» مع عدد من لفظ «هو» في «لا إله إلّا هو»؛ هو نصف آيات القرآن أيضاً، والفرق أربعة أعداد.
     
    ومع لفظ «القدير» -عوضاً عن لفظ «هو»- هو نصف عدد مجموع الآيات أيضاً، والفرق تسعة أعداد.
     
    نكتفي الآن بهذه النكتة، إذ النكات كثيرة في مجموع لفظ الجلالة.
     
    النكتة الثانية: وهي باعتبار السوَر القرآنية، ولها أيضاً نكات كثيرة، ولها توافقات تدل على انتظام وقصد وإرادة.
     
    منها: أن عدد لفظ الجلالة «الله» في سورة «البقرة» مساوٍ لعدد آياتها، والفرق أربعة أعداد. وهناك أربعة ألفاظ من «هو» بدلاً عن لفظ «الله» كما هو في «لا إله إلّا هو» وبها يتم التوافق.
     
    وأن عدد لفظ الجلالة «الله» في سورة «آل عمران»، متوافقٌ مع عدد آياتها ويساويها، ولكن لفظ «الله» ورد في مئتين وتسع آيات بينما عدد آيات السورة مئتا آية، فالفرق إذن تسع آيات، ولا تخل الفروق الصغيرة في مثل هذه المزايا الكلامية والنكات البلاغية، إذ تكفي التوافقات التقريبية.
     
    وأنَّ عدد آيات السور الثلاث «النساء والمائدة والأنعام» يتوافق أيضاً مع مجموع عدد ما في هذه السور الثلاث من لفظ الجلالة «الله» إذ إن عدد الآيات -في هذه السور- أربعمائة وأربع وستون، وعدد لفظ الجلالة «الله» أربعمائة وواحد وستون، وهما متوافقان تماماً، إذا عدّ لفظ الجلالة في البسملة.
     
    وكذلك فإن عدد لفظ الجلالة في السور الخمس الأولى؛ هو ضعف عدد لفظ الجلالة في سور «الأعراف والأنفال والتوبة ويونس وهود»، أي أن عدده في هذه السور الخمس الثانية هو نصف عدده في السور الخمس الأولى.
     
    وأن عدد لفظ الجلالة في السور التالية «يوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنمل» هو نصف ذلك النصف.
     
    ثم أن عدده في سور «الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج» (<ref>لقد انكشف سر حسب هذه التقسيمات الخماسية (خمس سور ثم خمس سور) وسجّل هنا ست سور بدلاً عن خمس منها، دون علمنا جميعاً، لذا لم يبق لنا ريب من أن السادسة قد دخلت غيباً أي خارجة عن إرادتنا لكي لا تضيع هذا السر في النصفية. (المؤلف).</ref>) نصف نصف ذلك النصف.
     
    وأن السور التالية بعدها بخَمس سورٍ وخَمس سورٍ تدوم بتلك النسبة تقريباً. ولكن هناك فروق ببعض الأعداد الكسرية، ولا بأس في مثل هذه الفروق في مثل هذا المقام الخطابي.
     
    مثلاً: إنَّ قسماً منها مائة وإحدى وعشرون، وآخر مائة وخمس وعشرون وآخر مائة وأربع وخمسون. وآخر مائة وتسع وخمسون.
     
    ثم إن في السور الخمس التالية تبدأ من «سورة الزخرف» ينـزل العدد إلى النصف، أي ينـزل إلى نصف نصف ذلك النصف.
     
    والسور الخمس التي تبدأ من «سورة النجم» يكون العدد نصف نصف نصف نصف ذلك النصف، ولكن بصورة مقاربة، ولا ضرر في فروق الكسورات الصغيرة في مثل هذه المقامات الخطابية.
     
    ثم في ثلاث مجموعات من السور الخمس الصغيرة، ثلاثة أعداد من لفظ الجلالة.
     
    فهذه الكيفيات تدل على أن المصادفة لم تخالط أعدادَ لفظ الجلالة، بل عُيّنت وفق حكمة وانتظام.
     
    النكتة الثالثة: للفظ الجلالة «الله»، وهي المتوجهة إلى أوضاعها في صفحات المصحف الشريف، وذلك:
     
    أن عدد لفظ الجلالة في الصحيفة الواحدة، له علاقة بوجه تلك الصحيفة اليمنى، وبالصحيفة المقابلة لذلك الوجه، وأحياناً بالصحيفة المقابلة لها في الجانب الأيسر، وبوجه ما وراءها.
     
    وقد تتبعتُ هذا التوافق في نسخةٍ من مصحفي، فرأيت توافقاً بنسبة عددية جميلة للغاية، على الأغلب، وقد وضعت إشارات عليها في مصحفي، فكثيراً ما كانت تتساوى وأحياناً تصبح نصفاً أو ثلثاً، وعلى كل حال تُشعِر بحكمة وانتظام.
     
    النكتة الرابعة: هي التوافقات في الصحيفة الواحدة.
     
    وقد تابعتُ مع إخواني ثلاث أو أربع نسخ مختلفة من المصحف، قابلناها بعضها ببعض، فتوصلنا إلى قناعة بأن التوافقات مطلوبة أيضاً في جميعها، ولكن وقع شيء من الخلل في التوافقات بسبب مراعاة مستنسخي المطابع مقاصدَ أخرى.
     
    فإذا ما نُظّمت ونُسّقت فستُشاهد التوافقات في مجموع القرآن في عدد لفظ الجلالة البالغ «ألفين وثمانمائة وستة» باستثناء نادر جداً،
     
    وستُشعَر في ذلك نور إعجاز عظيم. لأن فكر الإنسان لا يمكن أن يحيطَ بهذه الصفحات الواسعة جداً، ولا يستطيع أن يتدخل فيها قطعاً.
     
    أما المصادفة فلا تنال يدُها هذه الأوضاع الحكيمة.
     
    ونحن نستكتب مجدداً مصحفاً شريفاً ليبرز «النكتة الرابعة» إلى حدٍ ما مع المحافظة على صحائف المصاحف الأكثر انتشاراً، والمحافظة على سطورها مع تنظيم لمواضع منه تعرّضت لعدم الانتظام بسبب تهاون أرباب الصناعة، وعند ذلك سيظهر سر انتظام التوافقات الحقيقي إن شاء الله، وقد أُظهر فعلاً.
     
    اللّهمَّ يَا مُنْزِلَ الْقُرْأٰنِ بِحَقِّ الْقُرْأٰنِ فَهِّمْنَا أَسْرَارَ الْقُرْأٰنِ مَادَارَ الْقَمَرَانِ وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى مَنْ أَنْزَلْتَ عَلَيْهِ الْقُرْأٰنَ وَ عَلٰى أٰلِه وَصَحْبِه أَجْمَعينَ. أٰمينَ
     
    <span id="Beşinci_Risale_Olan_Beşinci_Kısım"></span>
    == القسم الخامس وهو الرسالة الخامسة ==
     
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
     
    ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (النور: ٣٥)
     
    في حالة روحية في شهر رمضان المبارك شعرتُ بنور من أنوار هذه الآية الكريمة، ورأيت ما يشبه الخيال؛ أن الموجوداتِ جميعَها، والأحياء كلَّها تناجي ربها الجليل وتتضرع إليه بمناجاة «أويس القرني» المشهورة، (<ref>يراجع ختام الموقف الثالث من الكلمة الثانية والثلاثين من (الكلمات) والمقام الثاني من المكتوب العشرين.</ref>) والمستهلة بـ:
     
    الهي أنت ربي وأنا العبد .. وأنت الخالق وأنا المخلوق.. وأنت الرزاق وأنا المرزوق... الخ.
     
    فرأيتُ في هذه الواقعة القلبية الخيالية ما أورثني القناعةَ بأن كل اسم من الأسماء الإلهية هو نورٌ لكل عالَم من العوالم الثماني عشرة ألفاً؛ كالآتي:
     
    إن أوراق الورد مثلما تغلّف الواحدةُ الأخرى، تستُر التي تليها، كذلك رأيت هذا العالَم، كل عالَم يُغلَّف بألوف من الأستار والحجب، فتستر تحتها عوالم أخرى. ورأيت كذلك، أنه كلما رُفع ستار وأُزيل حجاب إذا بعالَم آخر يظهر تجاهي، وأن ذلك العالم يتراءى لي في ظلمةٍ دامسة ووحشة رهيبة كما تصوِّره الآية الكريمة: ﴿اَوْ كَظُلُمَاتٍ ف۪ي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشٰيهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِه۪ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِه۪ سَحَابٌۜ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍۜ اِذَٓا اَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرٰيهَاۜ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ (النور: ٤٠).
     
    وإذ أنا أرى هذا العالَم في مثل هذه الظلمات إذا بجلوة من جلوات اسم إلهي تشع شعاعاً عظيماً كنور يغمر ذلك العالم من أوله إلى آخره بالنور. فكلما بدا مشهدٌ من مشاهد هذه العوالم، ويُرفع ستارٌ من أستارها أمام العقل، ينفتح بابٌ إلى عالم آخر أمام الخيال. وإذ يتراءى أنه غارق في ظلام، بسبب الغفلة، وإذا باسم إلهي يتجلى كالشمس المنيرة، فينوّر ذلك العالم كله.. وهكذا.
     
    ولقد استمر طويلاً هذا السير القلبي والسياحة الخيالية، نذكر منها:
     
    أنني لما رأيت عالمَ الحيوانات، وتأملت في عَجزها وضعفها وشدة حاجاتها وشدة عَوَزها وجوعها، بدا لي ذلك العالم،
     
    أنه عالمٌ غارق في ظلام دامس وحزن ملازم، وإذا باسم «الرحمن» يشرق كالشمس الساطعة من بُرج اسم «الرزاق» -أي في معناه- فنوّر ذلك العالم برمّته بضياء الرحمة.
     
    ثم رأيت بين ذلك العالم، عالَم الحيوانات، صغارُها والأطفال، رأيتُها وهي تنتفض ضعفاً وعجزاً وحاجة، فعالَمها مظلم قاتم، يهزّ عواطفَ وشفقة كل من يراه..
     
    وإذ أنا أرى هذه الحالة المؤلمة إذا باسم «الرحيم» يشرق من برج «الشفقة» وينشر أضواءه الزاهية على العالم كله وحوّله إلى عالم بهيج حلو لطيف، بل حوّل دموعَ الشكوى والعطف والحزن إلى دموع تتقطر فرحاً وسروراً وشكراً.
     
    ثم رُفع الستار وإذا بمشهد عالم الإنسان يتراءى أمامي، كمشاهد السينما، وهو عالَم قد غشيَه الظلامُ الدامس، وتلفّه الظلمات الكثيفة والرعب المستديم، حتى استغثت من شدة فزَعي ومن هول ما رأيت،
     
    حيث رأيت: أن الآمال المغروزة في الإنسان والممتدة إلى الأبد، وأن أفكاره وتصوراته المحيطة بالكون، وأن هممَه واستعداداته ومواهبَه التي تطلب البقاء الأبدي والسعادةَ الأبدية وهي التواقة إلى الجنة الخالدة، يكمن معه -في هذا الإنسان أيضاً- فقرٌ شديد وحاجةٌ دفينة، رغم توجهه إلى مقاصدَ لا تنتهي، ومطالبَ لا منتهى لها، مع ضعف ملازم رغم أنه معرّض لهجمات مصائب وأعداء كثيرة.. زد على ذلك؛ ليس له إلّا عمر قصير جداً، وحياة تعيسة، وعيش مضطرب، يذوق مرارةَ الزوال والفراق اللذين يوجعان قلبَه ألَماً شديداً دائماً، حيث ينظر -بنظر الغفلة- إلى القبر الماثل أمامه أنه ظلمات سرمدية، يُرمى بهم في تلك الحفرة المظلمة أفراداً وجماعات.
     
    فما إن رأيتُ هذا العالَم عالم الإنسان غارقاً في مثل هذه الظلمات، حتى تهيأتْ جميعُ لطائفي الإنسانية مع القلب والروح والعقل، بل جميعُ ذرات وجودي للبكاء والاستغاثة، وإذا باسم الله «العادل» يشرق من برج «الحكيم»، وباسم «الرحمن» يشرق من برج «الكريم» وباسم «الرحيم» يشرق من برج «الغفور» -أي في معناه- وباسم «الباعث» يشرق من برج «الوارث»، وباسم «المحيي» يشرق من برج «المحسن»، وباسم «الرب» يشرق من برج «المالك». فنوّرت هذه الأسماءُ الإلهية عوالم كثيرة جداً ضمن عالم الإنسان، وفتحت نوافذ من عالم الآخرة المنوّرة. ونثرت أنواراً ساطعة على دنيا الإنسان المظلمة.
     
    ثم رُفع ستار آخر عن مشهد عظيم آخر، وهو مشهد عالم الأرض، فظهر أمام الخيال عالمٌ رهيب، إذ القوانين العلمية المظلمة للفلسفة تجعل الإنسان الضعيف في ظلمة موحشة، حيث تسير الأرض في فضاء العالم غير المحدود بسرعة تفوق سرعة القذائف بسبعين مرة، وتدور في مسافة تبلغ خمساً وعشرين ألف سنة في سنة واحدة، وهي التي يمكن أن تتبعثر وتتشتت في كل وقت وآن بما تحمل في جوفها من زلازلَ هائلةٍ وهي المعمرة الهرمة.. ولشدة قتامة الظلام المخيّم على هذا العالم، دار رأسي من هوله، وإذا باسم «خالق السماوات والأرض» وأسماء الله؛
     
    «القدير، العليم، الرب، الله، رب السماوات والأرض، مسخّر الشمس والقمر» أشرقت من أبراج الرحمة والعظمة والربوبية، فنوّرت ذلك العالم الذي خيّم عليه الظلام بأنوار ساطعة، حوّلت تلك الكرةَ الأرضية إلى ما يشبه سفينةً سياحية، في منتهى الانتظام والتسخير والكمال والراحة والاطمئنان، ورأيتها أنها حقاً مهيأة للتنـزه والسياحة والاستجمام والتجارة.
     
    حاصل الكلام: أن كلَّ اسم من ألف اسم واسم من الأسماء الإلهية المتوجهة للكون، ينوّر كالشمس العظيمة عالَماً من العوالم، بل ينور كلَّ ما في تلك العوالم من عوالم، إذ كانت تتراءى جلوات الأسماء الأخرى ضمن تجلي كل اسم من الأسماء، وذلك بسر الأحدية.
     
    فكأن القلب في هذه السياحة ينبسط ويزداد شوقُه إلى المزيد منها كلما رأى أنواراً مختلفة وراء كل ظلمة. حتى إنه أراد ركوبَ الخيال ليجول في السماء، وعندها رُفع الستار عن مشهد واسع عظيم جداً، فدخل القلب في عالم السماوات، ورأى:
     
    أن تلك النجوم التي تنثر الابتسامات النورانية هي أعظمُ من كرة الأرض جسامة، وتسير أسرع منها وتدور متداخلة فيما بينها، لو ضيّعتْ إحداها طريقَها، وتاهت دقيقة واحدة، لاصطدمت إذن مع غيرها، وعندها تنفلق وتدوي دوياً هائلاً وتندلق أحشاءُ الكون ويتفتت. فلا تشع النجوم بعدُ نوراً بل تستطير ناراً، ولا توزع الابتسامات النورانية بل تخيم عليها الظلمات الدائمة. وهكذا رأيت السماوات -بهذا الخيال- عالماً واسعاً خالياً رهيباً محيراً مذهلاً. فندمت على مجيئي إليها ألفَ ندم،
     
    ولكن وأنا أعاني هذه الحالة إذا بالأسماء الحسنى لـ «رب السماوات والأرض» ولـ «رب الملائكة والروح» تشرق بجلواتها من برج ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ ﴾ (الملك: ٥). و ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ (الرعد: ٢). فالتمست النجومُ التي غشيتها الظلماتُ لمعةَ نور من تلك الأنوار العظيمة -من حيث ذلك المعنى- استنارت السماء بمصابيحَ بعدد النجوم. وامتلأت بالملائكة والروحانيات وعمّرت بعد أن كانت تُظن خالية خاوية، ورأيت أن تلك الشموس والنجوم الجارية كأنها جيش من جيوش رب العالمين، سلطان الأزل والأبد، وكأنها تتحرك وتدور ضمن مناورة راقية، تُظهر عظمة ربوبية ذلك المليك المقتدر.
     
    فقلت بما أملك من قوة، بل لو استطعتُ لتلوت بكل ذرات وجودي، وبلسان جميع المخلوقات -لو كانوا يسمعون لي- الآيةَ الكريمة:
     
    ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ مَثَلُ نُورِه۪ كَمِشْكٰوةٍ ف۪يهَا مِصْبَاحٌۜ اَلْمِصْبَاحُ ف۪ي زُجَاجَةٍۜ اَلزُّجَاجَةُ كَاَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍۙ يَكَادُ زَيْتُهَا يُض۪ٓيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌۜ نُورٌ عَلٰى نُورٍۜ يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِه۪ مَنْ يَشَٓاءُ ﴾ (النور: ٣٥).
     
    ورجعت إلى الأرض وهبطت من السماء، وأفقتُ من تلك الواقعة، وقلت:
     
    اَلْحَمْدُ لله عَلَى نُورِ الْإِيمَانِ وَالْقُرآنِ


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Altıncı_Risale_Olan_Altıncı_Kısım"></span>
    Ramazan-ı şerif, '''insanın hayat-ı şahsiyesine baktığı cihetindeki''' çok hikmetlerinden bir hikmeti şudur ki:
    == القسم السادس وهو الرسالة السادسة ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كتب هذا البحث تنبيهاً لتلاميذ القرآن وإيقاظاً للعاملين له ليحول دون انخداعهم.
    İnsana en mühim bir ilaç nevinden maddî ve manevî bir perhizdir ve tıbben bir hımyedir ki: İnsanın nefsi, yemek içmek hususunda keyfe-mâyeşa hareket ettikçe hem şahsın maddî hayatına tıbben zarar verdiği gibi hem helâl haram demeyip rast gelen şeye saldırmak, âdeta manevî hayatını da zehirler. Daha kalbe ve ruha itaat etmek, o nefse güç gelir. Serkeşane dizginini eline alır. Daha insan ona binemez, o insana biner.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    Ramazan-ı şerifte oruç vasıtasıyla bir nevi perhize alışır, riyazete çalışır ve emir dinlemeyi öğrenir. Bîçare zayıf mideye de hazımdan evvel yemek yemek üzerine doldurmak ile hastalıkları celbetmez. Ve emir vasıtasıyla helâli terk ettiği cihetle, haramdan çekinmek için akıl ve şeriattan gelen emri dinlemeye kabiliyet peyda eder. Hayat-ı maneviyeyi bozmamaya çalışır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَلَا تَرْكَنُٓوا اِلَى الَّذ۪ينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ (هود: ١١٣)
    Hem insanın ekseriyet-i mutlakası açlığa çok defa müptela olur. Sabır ve tahammül için bir idman veren açlık, riyazete muhtaçtır. Ramazan-ı şerifteki oruç on beş saat, sahursuz ise yirmi dört saat devam eden bir müddet-i açlığa sabır ve tahammül ve bir riyazettir ve bir idmandır. Demek, beşerin musibetini ikileştiren sabırsızlığın ve tahammülsüzlüğün bir ilacı da oruçtur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «إن هذا القسم السادس، يجعل بإذن الله، ستاً من دسائس شياطين الإنس والجن بائرة عقيمة، ويسد في الوقت نفسه ستةً من سبل الهجمات».
    Hem o mide fabrikasının çok hademeleri var. Hem onunla alâkadar çok cihazat-ı insaniye var. Nefis, eğer muvakkat bir ayın gündüz zamanında tatil-i eşgal etmezse o fabrikanın hademelerinin ve o cihazatın hususi ibadetlerini onlara unutturur, kendiyle meşgul eder, tahakkümü altında bırakır. O sair cihazat-ı insaniyeyi de o manevî fabrika çarklarının gürültüsü ve dumanlarıyla müşevveş eder. Nazar-ı dikkatlerini daima kendine celbeder. Ulvi vazifelerini muvakkaten unutturur. Ondandır ki eskiden beri çok ehl-i velayet, tekemmül için riyazete, az yemek ve içmeye kendilerini alıştırmışlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Birinci_Desise"></span>
    Fakat ramazan-ı şerif orucuyla o fabrikanın hademeleri anlarlar ki sırf o fabrika için yaratılmamışlar. Ve sair cihazat, o fabrikanın süflî eğlencelerine bedel, ramazan-ı şerifte melekî ve ruhanî eğlencelerde telezzüz ederler, nazarlarını onlara dikerler. Onun içindir ki ramazan-ı şerifte mü’minler, derecatına göre ayrı ayrı nurlara, feyizlere, manevî sürurlara mazhar oluyorlar. Kalp ve ruh, akıl, sır gibi letaifin o mübarek ayda oruç vasıtasıyla çok terakkiyat ve tefeyyüzleri vardır. Midenin ağlamasına rağmen onlar masumane gülüyorlar.
    === الدسيسة الأولى ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يحاول شياطين الإنس -بما استوحوه من شياطين الجن- أن يَخدعوا خدامَ القرآن ويصرفوهم عن ذلك العمل المقدس وذلك الجهاد المعنوي الرفيع، وذلك بتزيين حب الجاه والشهرة لهم، كالآتي :
    === Dokuzuncu Nükte ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ في الإنسان -بصورة عامة- وفي كل فرد من أفراد أهل الدنيا رغبةً جزئية أو كلية في حب الجاه الذي هو الرياء بعينه، ونيل مواقعَ مرموقةٍ في نظر الناس. حتى ينساق الإنسان بدافع من الحرص على الشهرة إلى التضحية بحياته إشباعاً لتلك الرغبة. فهذا الشعور هو في غاية الخطورة على أهل الآخرة. وهو في منتهى الإثارة والنشوة لأهل الدنيا، فضلاً عن أنه منبعُ كثير من الأخلاق الرذيلة. علماً أنه طبعٌ ضعيف في الإنسان وجانب واهٍ فيه. أي يمكن أن يستغله مَن يلاطف شعوره هذا، بل يغلبه بهذا الشعور ويجذبه إلى نفسه.
    Ramazan-ı şerifin orucu, '''doğrudan doğruya nefsin mevhum rububiyetini kırmak ve aczini göstermekle ubudiyetini bildirmek cihetindeki''' hikmetlerinden bir hikmeti şudur ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لذا فإن احتمال استغلال الملحدين لإخواني من هذا الجانب الضعيف في النفس الإنسانية هو أخوف ما أخافه، وأقلق عليه. إذ قد جرّوا -بهذه الصورة- بعضَ أصدقائي غير الحميمين فألقَوهم في هاوية المهالك. (<ref>إن أولئك البائسين يحسبون أنهم لا يهلكون بقولهم: «إن قلوبنا مع الأستاذ» ولكن الذي يمدّ تيار الملحدين بالقوة ويغترّ بدعاياتهم، قد يُستغل للتجسس لهم من دون أن يشعر. فإن قول هذا المشرف على الهلاك: «إن قلبي طاهر ووفيّ لمسلك أستاذي» شبيه بالمثال الآتي: شخص يدافع الأخبثين في صلاته، وإذا بريح تخرج منه، فيقع الحدث، فيقال له: لقد بطلت صلاتُك، فيجيبهم: لِمَ تفسد صلاتي، إن قلبي طاهر نقي؟!. (المؤلف).</ref>)
    Nefis; Rabb’isini tanımak istemiyor, firavunane kendi rububiyet istiyor. Ne kadar azaplar çektirilse o damar onda kalır. Fakat açlıkla o damarı kırılır. İşte ramazan-ı şerifteki oruç, doğrudan doğruya nefsin firavunluk cephesine darbe vurur, kırar. Aczini, zaafını, fakrını gösterir. Abd olduğunu bildirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا إخوتي وزملائي في خدمة القرآن!
    Hadîsin rivayetlerinde vardır ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الذين يأتونكم من حيث حبُّ الشهرة من جواسيس أهل الدنيا، والذين يروّجون لأهل الضلالة، أو تلاميذ الشيطان، قولوا لهم:
    Cenab-ı Hak nefse demiş ki: “Ben neyim, sen nesin?”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ رضى الله سبحانه، والإكرام الرحماني، والقبول الرباني، لَمقامٌ عظيم جداً، بحيث يبقى دونه إقبالُ الناس وإعجابهم بحكم ذرة بالنسبة إلى ذلك المقام الرفيع.
    Nefis demiş: “Ben benim, sen sensin!” Azap vermiş, cehenneme atmış, yine sormuş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإنْ كان هناك توجّه من الرحمة الإلهية نحونا، فهذا حسبنا وكفاه توجهاً. أما إقبال الناس وتوجههم فإنما يكون مقبولاً إنْ كان ظِلاً من انعكاس توجّه رحمته تعالى، وإلّا فلا يُطلب ولا يُرغب فيه قطعاً، لأنه ينطفئ عند باب القبر، ولا يساوي هناك شَروى نقير.
    Yine demiş: “Ene ene, ente ente.” Hangi nevi azabı vermiş, enaniyetten vazgeçmemiş. Sonra açlık ile azap vermiş, yani aç bırakmış.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنَّ الشعور بحب الجاه هذا، إنْ لم يُكبَح، ولم يُمحَ من الإنسان يلزم صرفَ وجهِه إلى جهة أخرى كالآتي :
    Yine sormuş: “Men ene vema ente?”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ ذلك الشعور -حب الجاه- ربما تكون له جهة مشروعة وذلك لنيل الثواب الأخروي، وبنية كسب دعوات الآخرين، من حيث التأثير الحسن لخدمة القرآن، بناءً على التمثيل الآتي :
    Nefis demiş: اَن۟تَ رَبِّى الرَّحٖيمُ ، وَاَنَا عَب۟دُكَ ال۟عَاجِزُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هب أن «جامع آيا صوفيا» مكتظ بأهل الفضل والكمال من الطيبين الموقرين، وكان في الباب أو في الأروقة صبيانٌ وقحون وسفهاء سفَلة، وكان على الشبابيك سيّاحٌ أجانب مغرمون باللهو واللعب.
    Yani “Sen benim Rabb-i Rahîm’imsin, ben senin âciz bir abdinim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإذا ما دخل أحدٌ الجامع، وانضم إلى تلك الجماعة الفاضلة، وتلا آيات من الذكر الحكيم تلاوة عذبة، فعندئذٍ تتوجه أنظار ألوف من أهل العلم والفضل إليه، ويكسبونه ثواباً عظيماً بدعائهم له ورضاهم عنه. إلّا أن هذا الأمر لا يروق أولئك الصبيان الوقحين والملحدين السفهاء والأجانب المعدودين.
    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم۟ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَ لِحَقِّهٖ اَدَاءً بِعَدَدِ ثَوَابِ قِرَائَةِ حُرُوفِ ال۟قُر۟اٰنِ فٖى شَه۟رِ رَمَضَانَ وَ عَلٰى اٰلِهٖ وَ صَح۟بِهٖ وَ سَلِّم۟
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن لو دخل ذلك الرجل الجامع والجماعة الفاضلة وبدأ بالغناء الماجن، وشرع بالرقص والصخَب، فسيكون موضعَ إعجاب وسرور أولئك الصبيان السفهاء، ويلاطف عملُه أولئك الغواة، ويجلب إليه ابتسامات ساخرة من الأجانب الذين يسرّون برؤية نقائص المسلمين، بينما تنظر إليه تلك الجماعة الغفيرة الفاضلة في الجامع نظرة تحقير وإهانة، ويرونه في أدنى الدركات وفي أسفل سافلين.
    سُب۟حَانَ رَبِّكَ رَبِّ ال۟عِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى ال۟مُر۟سَلٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعلى غرار هذا: فإن العالم الإسلامي، وقارة آسيا، جامع عظيم ومن فيه من المؤمنين وأهل الحقيقة، هم الجماعة الفاضلة في ذلك الجامع، وأولئك الصبيان الوقحون هم أولئك المتزلفون ذوو العقول الصبيانية، وأما أولئك المفسدون السفهاء فهم الملحدون المتفرنجون، الذين لا يعرفون ديناً ولا ملّة. أما الأجانب المتفرجون، فهم الصحفيون الذين ينشرون أفكار الأجانب.
    وَ ال۟حَم۟دُ لِلّٰهِ رَبِّ ال۟عَالَمٖينَ اٰمٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكل المسلمين ولاسيما من ذوي الفضل والكمال، لهم موقع في هذا الجامع المهيب، كلٌّ حسب درجته، وتلفت إليه الأنظار حسب موقعه، فإن صدرت منه أعمال وتصرفات تنمّ عن الإخلاص -الذي هو أساس الإسلام -وابتغاء رضى الله، على وفق ما أمر به القرآن العظيم من أحكام وحقائق، ونطق لسانُ حاله الآيات القرآنية معنىً، عندئذ يدخل ضمن الدعاء الذي يدعوه كلُّ فرد من أفراد العالم الإسلامي وهو: (اَللهمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) ويكسب حظاً منه، ويكون ذا علاقة أخوية مع جميع المؤمنين. ولكن لا يبدو موقعه في نظر بعض أهل الضلالة ممن هم كالحيوانات المضرة، ولا تظهر مكانته لدى الحمقى الذين هم كالصبيان الملتحين.
    '''İ’tizar:''' Şu ikinci kısım, kırk dakikada süratle yazılmasından, ben ve müsvedde yazan kâtip, ikimiz de hasta olduğumuzdan, elbette içinde müşevveşiyet ve kusur bulunacaktır. Nazar-ı müsamaha ile bakmalarını ihvanlarımızdan bekleriz. Münasip gördüklerini tashih edebilirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولو أدار ذلك الرجل ظهره عن مجْد أجداده الذين يعدّهم رمزَ شـرفه، وتنـاسى تاريخه الذي يعتبره مدارَ فخره، وترك الجادةَ النورانية جادةَ السلف الصالح الذي يعدّه مستند روحه، وباشر بأعمال وتصرفات ملوّثة بالهوى والرياء نيلاً للشهرة وارتكاباً للبدع فإنه يتردى معنىً في نظر أهل الحقيقة والإيمان إلى الدرك الأسفل،
    == Üçüncü Risale Olan Üçüncü Kısım ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ المؤمن مهما كان جاهلاً ومن عوام الناس، فإن قلبَه يشعر وإنْ لم يدركْ عقلُه، فينفر ويستثقل أعمالَ أمثال هذا الرجل من المعجبين بأنفسهم وذلك بمضمون الحديث الشريف:
    Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın iki yüz aksam-ı i’caziyesinden nakşî bir kısmını gösterecek bir tarzda, Kur’an-ı Azîmüşşan’ı, Hâfız Osman hattıyla taayyün eden ve Âyet-i Müdâyene mikyas tutulan sahifeleri ve Sure-i İhlas vâhid-i kıyasî tutulan satırları muhafaza etmekle beraber, o nakş-ı i’cazı göstermek tarzında bir Kur’an yazmaya dair mühim bir niyetimi; hizmet-i Kur’an’daki kardeşlerimin nazarlarına arz edip meşveret etmek ve onların fikirlerini istimzaç etmek ve beni ikaz etmek için şu kısmı yazdım, onlara müracaat ediyorum. Şu üçüncü kısım '''dokuz mesele'''dir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله). (<ref>الترمذي، تفسير سورة الحجر ٦؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٠٢/٨، المعجم الأوسط ٣١٢/٣ ،٢٣/٨.</ref>)
    === Birinci Mesele ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا يسقط الأناني المفتون بحب الجاه واللاهث وراء الشهرة (الرجل الثاني) ويتردى إلى أسفل سافلين في نظر جماعة غفيرة غير محدودة، ويكسب موقعاً مشؤوماً موقتاً لدى عدد من السفهاء الساخرين الطائشين،
    Kur’an-ı Azîmüşşan’ın enva-ı i’cazı kırka bâliğ olduğu, İ’caz-ı Kur’an namındaki Yirmi Beşinci Söz’de bürhanlarıyla ispat edilmiş. Bazı envaı tafsilen, bir kısmı icmalen muannidlere karşı dahi gösterilmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ لا يجد حوله غير أصدقاء مزيّفين مضرين له في الدنيا وسبب عذابٍ في البرزخ وأعداء في الآخرة كما قال تعالى: ﴿ اَلْاَخِلَّٓاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ اِلَّا الْمُتَّق۪ينَ ﴾ (الزخرف: ٦٧).
    Hem Kur’an’ın i’cazı, tabakat-ı insaniyede kırk tabakaya karşı ayrı ayrı i’cazını gösterdiği, On Dokuzuncu Mektup’un On Sekizinci İşaret’inde beyan edilmiş ve o tabakatın on kısmının ayrı ayrı hisse-i i’caziyelerini ispat etmiş. Sair otuz tabaka-i âher, ehl-i velayetin muhtelif meşrepler ashabına ve ulûm-u mütenevvianın ayrı ayrı ashablarına ayrı ayrı i’cazını gösterdiğini, onların ilmelyakîn, aynelyakîn, hakkalyakîn derecesinde Kur’an hak kelâmullah olduğunu, iman-ı tahkikîleri göstermişler. Demek her biri, ayrı ayrı bir tarzda bir vech-i i’cazını görmüşler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الرجل في الصورة الأولى فإن لم يُزل حبَّ الجاه من قلبه، يكسب نوعاً من مقام معنوي مشروع مهيب، يشبع إشباعاً تاماً عرقَ حب الجاه المغروز فيه، ولكن بشرط اتخاذ الإخلاص ورضى الله أساساً له، مع عدم اتخاذ حب الجاه هدفاً له.
    Evet, ehl-i marifet bir velinin fehmettiği i’caz ile ehl-i aşk bir velinin müşahede ettiği cemal-i i’caz bir olmadığı gibi; muhtelif meşaribe göre cemal-i i’cazın cilveleri değişir. Bir ilm-i usûlü’d-din allâmesinin ve bir imamının gördüğü vech-i i’caz ile füruat-ı şeriattaki bir müçtehidin gördüğü vech-i i’caz bir değil ve hâkeza…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذا الرجل يفقد شيئاً ضئيلاً، بل ضئيلاً جداً، مما لا أهميةَ له، ولكن يكسب عوضَه شيئاً كثيراً، بل كثيراً جداً، مما له قيمةٌ عظيمة ومما لا ضرر فيه. بل إنه يطرد عن نفسه عدداً من الثعابين ويجد بدلاً عنها كثيراً من مخلوقات مباركة صديقاً له، فيستأنس بهم. أو يكون كمن يهيّج ما حولَه من الزنابير، إلاّ أنه يجلب لنفسه النحل التي هي سقاة شراب الرحمة فيتسلّم من أيديهم العسل. أي أنه يجد من الأحباب من يفيض عليه بدعواتهم ويسقون روحَه شراباً سلسبيلاً كالكوثر، يُجلَب له من أطراف العالم الإسلامي، ويسجَّل ثواباً له في دفتر أعماله.
    Bunların tafsilen ayrı ayrı vücuh-u i’cazını göstermek elimden gelmiyor. Havsalam dardır, ihata edemiyor; nazarım kısadır, göremiyor. Onun için yalnız on tabaka beyan edilmiş, mütebâkisi icmalen işaret edilmiş. Şimdi o tabakalardan iki tabaka, Mu’cizat-ı Ahmediye Risalesi’nde çok izaha muhtaç iken, o vakit pek noksan kalmıştı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد ألقيتُ -في وقت ما- فحوى التمثيل السابق بقوة وصرامة في وجه إنسان صغير كان يُشغل مقاماً عظيماً دنيوياً، والذي أصبح موضعَ استهجانٍ وسخرية من قبل العالم الإسلامي لارتكابه حماقة كبيرة في سبيل الشهرة.
    '''Birinci Tabaka:''' “Kulaklı tabaka” tabir ettiğimiz âmî avam; yalnız kulak ile Kur’an’ı dinler, kulak vasıtasıyla i’cazını anlar. Yani der: “Bu işittiğim Kur’an, başka kitaplara benzemez. Ya bütününün altında olacak veya bütününün fevkinde olacak. Umumun altındaki şık ise kimse diyemez ve dememiş, şeytan dahi diyemez. Öyle ise umumun fevkindedir.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هزّه ذلك الدرس هزّاً عنيفاً، ولكن لعدم استطاعتي إنقاذَ نفسي من حب الجاه لم ينبّهْه إيقاظي ذاك.
    İşte bu kadar icmal ile On Sekizinci İşaret’te yazılmıştı. Sonra onu izah için Yirmi Altıncı Mektup’un “Hüccetü’l-Kur’an Alâ Hizbi’ş-şeytan” namındaki Birinci Mebhası, o tabakanın i’cazdaki fehmini tasvir ve ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkinci_Desise"></span>
    '''İkinci Tabaka:''' Gözlü tabakasıdır. Yani âmî avamdan veyahut aklı gözüne inmiş maddiyyunlar tabakasına karşı, Kur’an’ın göz ile görünecek bir işaret-i i’caziyesi bulunduğu, On Sekizinci İşaret’te dava edilmiş. Ve o davayı tenvir ve ispat etmek için çok izaha lüzum vardı. Şimdi anladığımız mühim bir hikmet-i Rabbaniye cihetiyle o izah verilmedi. Pek cüz’î birkaç cüz’iyatına işaret edilmişti. Şimdi o hikmetin sırrı anlaşıldı ve tehiri daha evlâ olduğuna kat’î kanaatimiz geldi.
    === الدسيسة الثانية ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الشعور بالخوف شعور عميق في كيان الإنسان، وإن الطغاة والظالمين الماكرين يستغلون كثيراً هذا الشعور لدى الإنسان فيلجمون به الجبناء، ويستفيد كثيراً جواسيسُ أهل الدنيا ودعاةُ الضلال من هذا الشعور لدى العوام ولا سيما لدى العلماء، فيُلقون في روعهم المخاوفَ ويثيرون فيهم الأوهام،
    Şimdi o tabakanın fehmini ve zevkini teshil etmek için; kırk vücuh-u i’cazdan göz ile görülen bir vechini, bir Kur’an’ı yazdırdık ki o yüzü göstersin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بمثل شخص حيّال يُظهر لأحدهم ما يخافه -وهو على سطح دار- فيثير أوهامه ويدفعه تدريجياً إلى الوراء حتى يُقرّبَهُ من الحافة فيرديه على عقبه، فيهلك. كذلك يثير أهلُ الضلالة عرقَ الخوف لدى الناس فيدفعونهم إلى التخلي عن أمور جسام من جراء مخاوفَ تافهةٍ لا قيمة لها. حتى يدخل بعضهم في فم الثعبان لئلا تلسعه بعوضة!
    '''(Bu Üçüncü Kısmın mütebâki meseleleri ile Dördüncü Kısım tevafukata dair olduğu için; tevafukata dair olan fihriste ile iktifa edilerek, burada yazılmamışlardır. Yalnız Dördüncü Kısma ait bir ihtar ile Üçüncü Nükte yazılmıştır.)'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أذكر مثالا: جئتُ ذات مساء إلى جسر استانبول وبصحبتي عالم جليل -رحمه الله- يتهيب ركوب الزورق، ولكننا لم نجد وساطةَ نقل سوى الزورق، ونحن مضطرون إلى الذهاب إلى جامع أبي أيوب الأنصاري فألححتُ عليه إذ لا حيلة لنا إلّا ركوبه. فقال:
    '''İhtar:''' Lafz-ı Resuldeki nükte-i azîmenin beyanında yüz altmış âyet yazıldı. İşbu âyetlerin hâsiyeti pek azîm olmakla beraber; mana cihetiyle birbirini ispat ve tekmil ettiğinden, çok manidar olduğu için muhtelif âyâtı hıfzetmek veya okumak arzusunda bulunanlara bir hizb-i Kur’anî olduğu gibi; Kur’an kelimesindeki nükte-i azîmenin beyanında, altmış dokuz âyât-ı azîmenin derece-i belâgatı, pek fevkalâde ve kuvvet-i cezaleti pek ulvidir. Bu da ikinci bir hizb-i Kur’anî olarak ihvana tavsiye edilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    - أخاف... ربما نغرق!
    Yalnız Kur’an kelimesi, yedi silsile-i Kur’an’da mevcud olup umum o kelimeyi tutmuş, hariç iki kalmış. O iki de kıraat manasında olduğundan o huruç, nükteye kuvvet vermiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت له: كم يُقدّر عدد الزوارق في هذا الخليج؟
    Resul lafzı ise o kelime ile en ziyade münasebettar sureler içinde Sure-i Muhammed ile Sure-i Fetih olduğundan, o iki sureden çıkan silsilelere hasrettiğimizden, hariç kalan Resul lafzı şimdilik dercedilmemiştir. Vakit müsaade etse bundaki esrar yazılacaktır, inşâallah.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال: ربما ألف زورق.
    '''Üçüncü Nükte''' '''Dört nükte'''dir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: كم زورقاً يغرق في السنة؟
    '''Birinci Nükte:''' Lafzullah, mecmu-u Kur’an’da iki bin sekiz yüz altı defa zikredilmiştir. Bismillah’takilerle beraber lafz-ı Rahman, yüz elli dokuz defa; lafz-ı Rahîm, iki yüz yirmi; lafz-ı Gafur, altmış bir; lafz-ı Rab, sekiz yüz kırk altı; lafz-ı Hakîm, seksen altı; lafz-ı Alîm, yüz yirmi altı; lafz-ı Kadîr, otuz bir; Lâ İlahe İllâ Hû’daki Hû, yirmi altı defa zikredilmiştir. '''(Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' Kur’an’daki âyâtın mecmu-u adedi 6666 olması ve şu sahifede mezkûr esma-i hüsnanın adedi, 6 rakamıyla alâkadar bulunması; ehemmiyetli bir sırra işaret ediyor. Şimdilik mühmel kaldı.</ref>)''' Lafzullah adedinde çok esrar ve nükteler var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال: زورق أو اثنان، وقد لا يغرق في بعض السنين!
    Ezcümle: Lafzullah ve Rab’den sonra en ziyade zikredilen Rahman, Rahîm, Gafur ve Hakîm ile beraber lafzullah, Kur’an âyetlerinin nısfıdır. Hem lafzullah ve Allah lafzı yerinde zikredilen lafz-ı Rab ile beraber, yine nısfıdır. Çendan Rab lafzı sekiz yüz kırk altı defa zikredilmiş fakat dikkat edilse beş yüz küsuru Allah lafzı yerinde zikredilmiş, iki yüz küsuru öyle değildir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: كم يوماً في السنة؟
    Hem Allah, Rahman, Rahîm, Alîm ve Lâ İlahe İllâ Hû’daki Hû adediyle beraber yine nısfıdır. Fark yalnız dörttür. Ve Hû yerinde Kadîr ile beraber, yine mecmu-u âyâtın nısfıdır. Fark dokuzdur. Lafz-ı Celal’in mecmuundaki nükteler çoktur. Yalnız şimdilik bu nükte ile iktifa ediyoruz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال: ثلاثمائة وستون يوماً.
    '''İkinci Nükte:''' Sureler itibarıyladır. Onun dahi çok nükteleri var. Bir intizam, bir kasd ve bir iradeyi gösterir bir tarzda tevafukatı vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: إنَّ احتمال الغرق الذي استحوذ على ذهنك، وأثار فيك الخوف، هو احتمال واحد من بين ثلاثمائة وستين ألف احتمال. فالذي يخاف من هذا الاحتمال لا يُعدّ إنساناً ولا حيواناً!
    Sure-i Bakara’da, âyâtın adediyle lafz-ı Celal’in adedi birdir. Fark dörttür ki Allah lafzı yerinde dört Hû lafzı var. Mesela, Lâ İlahe İllâ Hû’daki Hû gibi. Onunla muvafakat tamam olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم قلت له: تُرى كم تقدّر أن تعيشَ بعد الآن؟
    Âl-i İmran’da yine âyâtıyla lafz-ı Celal tevafuktadır, müsavidirler. Yalnız lafz-ı Celal, iki yüz dokuzdur, âyet iki yüzdür. Fark dokuzdur. Böyle meziyat-ı kelâmiyede ve belâgat nüktelerinde küçük farklar zarar vermez, takribî tevafukat kâfidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال: أنا شيخ كبير، ربما أعيش عشر سنوات أخرى!
    Sure-i Nisa, Maide, En’am üçünün mecmu-u âyetleri, mecmuundaki lafz-ı Celal’in adedine tevafuktadır. Âyetlerin adedi dört yüz altmış dört, lafz-ı Celal’in adedi dört yüz altmış bir; Bismillah’taki lafzullah ile beraber tam tevafuktadır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: إن احتمال الموت واقع في كل يوم، حيث الأجل مخفيٌّ عنا. لذا فهناك احتمال الموت في كل يوم، أي لك ثلاثة آلاف وستمائة احتمال للموت. فليس أمامك إذن احتمال واحد من بين ثلاثمائة ألف احتمال -كما في الزورق -وإنما احتمال من بين ثلاثة آلاف احتمال فلربما يقع الاحتمالُ هذا اليوم. فما عليك إذن إلّا الهلع والبكاء، وكتابة وصيتك!
    Hem mesela, baştaki beş surenin lafz-ı Celal adedi; Sure-i A’raf, Enfal, Tevbe, Yunus, Hud’daki lafz-ı Celal adedinin iki mislidir. Demek bu âhirdeki beş, evvelki beşin nısfıdır. Sonra gelen Sure-i Yusuf, Ra’d, İbrahim, Hicr, Nahl surelerindeki lafz-ı Celal adedi, o nısfın nısfıdır. Sonra Sure-i İsra, Kehf, Meryem, Tâhâ, Enbiya, Hac '''(Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' Bu beşer taksimat üzere bir sır inkişaf etmişti. Hiçbirimizin haberi olmadan şurada altı sure kaydolmuş. Şüphemiz kalmadı ki gaibden, ihtiyarımızın haricinde altıncısı girmiş; tâ bu nısfiyet sırr-ı mühimmi kaybolmasın.</ref>)''' o nısfın nısfının nısfıdır. Sonra gelen beşer beşer, takriben o nisbetle gidiyor; yalnız bazı küsuratla fark var. Öyle farklar, böyle makam-ı hitabîde zarar vermez. Mesela, bir kısım yüz yirmi bir, bir kısmı yüz yirmi beş, bir kısmı yüz elli dört, bir kısmı yüz elli dokuzdur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أثّر هذا الكلام فيه وآب إلى رشده، فركّبته الزورق وهو يرجف، قلت له ونحن في الزورق:
    Sonra Sure-i Zuhruf’tan başlayan beş sure, o nısf-ı nısf-ı nısfın nısfına iniyor. Sure-i Necm’den başlayan beş, o nısf-ı nısf-ı nısf-ı nısfın nısfıdır fakat takribîdir. Küçük küsuratın farkları, böyle makamat-ı hitabiyede zarar vermez. Sonra gelen küçük beşler içinde, üç beşlerin yalnız üçer adet lafz-ı Celal’i var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الله سبحانه وتعالى قد منحنا الشعورَ بالخوف لنحفظ به الحياة، لا لهدم الحياة وتخريبها، ولم يمنحنا هذا الشعورَ لنجعلَ الحياةَ أليمة ومعضلة ومرهقة. فإن كان الخوف ناشئاً من احتمالين أو ثلاثة بل حتى من خمسة أو ستة احتمالات فلا بأس به، فلربما يعدّ ذلك خوفاً مشروعاً من باب الحيطة والحذر. أما إن كان الخوف ناشئاً من احتمال واحد من بين عشرين أو أربعين احتمالاً فليس هذا خوفاً، وإنما وهمٌ يستولي على الإنسان ويجعل حياته عذاباً وشقاءً.
    İşte bu vaziyet gösteriyor ki lafz-ı Celal’in adedine tesadüf karışmamış, bir hikmet ve intizam ile adetleri tayin edilmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا إخوتي! إذا ما هجم عليكم مهرّجو أهل الضلالة والمتزلفون لأهل الإلحاد ليرهبوكم ويجعلوكم تتخلَّون عن جهادكم المعنوي المقدس، قولوا لهم:
    '''Lafzullahın Üçüncü Nüktesi:''' Sahifeler nisbetine bakar. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نحن حزب القرآن، نحتمي بقلعة القرآن العظيم الحصينة، والقرآن العظيم محفوظ يحفظه الرب الكريم بقوله تعالى: ﴿ اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ (الحجر: ٩) فلقد أحاطَنا سورٌ عظيم هو سُور ﴿ حَسْبُنَا اللّٰهُ وَنِعْمَ الْوَك۪يلُ ﴾ (آل عمران: ١٧٣) فلن تستطيعوا أن تدفعونا -باختيارنا- إلى طريق يؤدي حتماً إلى آلاف الأضرار التي تلحق بحياتنا الأبدية خوفاً من إلحاق ضرر بسيط باحتمالٍ واحد من بين ألوف الاحتمالات بحياتنا الدنيوية القصيرة هذه.
    Bir sahifede olan lafz-ı Celal adedi, o sahifenin sağ yüzü ve o yüze karşıki sahifeye ve bazen soldaki karşıki sahife ve karşının arka yüzüne bakar. Ben kendi nüsha-i Kur’aniyemde bu tevafuku tetkik ettim. Ekseriyetle gayet güzel bir nisbet-i adediye ile bir tevafuk gördüm. Nüshama da işaretler koydum. Çok defa müsavi olur. Bazen nısıf veyahut sülüs oluyor. Bir hikmet ve intizamı ihsas eden bir vaziyeti vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقولوا لهم: مَن منا ومَن مثلنا في طريق الحق قد تضرر بسبب «سعيد النورسي» الذي هو زميلُنا في خدمة القرآن الكريم، وأستاذنا في تدابير أمور تلك الخدمة المقدسة ورائدُنا في العمل؟ ومَن من طلابه الخواص قد اُبتلوا ببلاء حتى نُبتلى نحن أيضاً، أو نضطربَ ونقلق
    '''Dördüncü Nükte:''' Sahife-i vâhiddeki tevafukattır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    من خوف ذلك البلاء الذي قد ينـزل بنا. فلأخينا هذا ألوفٌ من أصدقاء وإخوان الآخرة، ولم نسمع أن ضرراً أصابَ أحدَ إخوته منذ حوالي ثلاثين سنة رغم تدخله تدخلاً مؤثراً في الحياة الاجتماعية طوال تلك المدة التي كان يملك مطرقةَ السياسة وقوتها، بينما الآن لا يملك سوى نور الحقيقة بدلاً من مطرقة السياسة. وعلى الرغم من أن اسمه قد ضُم سابقاً مع مَن هم في حوادث (٣١) مارت (<ref>حادثة ٣١/ مارت ١٣٢٥ حسب التقويم الرومي، وهي حادثة تمرد وعصيان عسكري، بدأ في معسكر «طاش قشلة» في استانبول ثم انتشر التمرد إلى المعسكرات الأخرى في المدينة، ثم نزل الجنود المتمردون إلى الشوارع وقتلوا بعض الوزراء والنواب والضباط. ولولا الخطب التي ألقاها الأستاذ النورسي على الجنود في معسكراتهم لكان يمكن أن يحدث ما لا تحمد عواقبه، إذ كانت عاملاً ملطفاً للجنود المتمردين.<br>
    Kardeşlerimle üç dört ayrı ayrı nüshaları mukabele ettik. Umumunda tevafukat matlub olduğuna kanaatimiz geldi. Yalnız, matbaa müstensihleri başka maksatları takip ettiklerinden, bir derece tevafukatta intizamsızlık düşmüş. Tanzim edilse pek nadir istisna ile mecmu-u Kur’an’da iki bin sekiz yüz altı lafz-ı Celal’in adedinde tevafukat görünecektir.
    والحادثة وقعت في ١٣/ نيسان/١٩٠٩ أي بعد إعلان المشروطية الثانية ووصول جمعية الإتحاد والترقي إلى موقع مؤثر في الحكم. اُتهم السلطان عبد الحميد الثاني ظلماً بافتعاله هذا التمرد، واستدعت الجمعية مدداً عسكرياً من مقرها الرئيس في «سلانيك» ومع أن السلطان كان بمقدوره تشتيت هذا المدد العسكري إلا أنه لم يفعل حقناً للدماء.<br>
    </div>
    وبعد وصول الجيش إلى استانبول، أُعلنت الأحكام العرفية وقضى على التمرد، وأُسست محكمة عسكرية، أعدمت الكثيرين فانتهزت الجمعية هذه الحركة وقامت بعزل السلطان في ٢٧/ نيسان/١٩٠٩.</ref>) واهلكوا قسماً من أصدقائه، إلّا أنه تبيّن فيما بعد، أن الحادثة كانت مدبّرة من قبل أُناس آخرين. وأن أصدقاءه لم يتضرروا بسبب صداقته بل بسبب أعدائه. فضلاً عن أنه أنقذ كثيراً من أصدقائه في ذلك الوقت.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فبناءً على هذا عليكم يا إخواني أن تقولوا للمتزلفين من أهل الضلالة:
    Ve bunda bir şule-i i’caz parlıyor. Çünkü fikr-i beşer, bu pek geniş sahifeyi ihata edemez ve karışamaz. Tesadüfün ise bu manidar ve hikmettar vaziyete eli ulaşamaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «إننا لا نرضى أن تضيع خزينةٌ أبدية باحتمال خوفٍ من بين ألف بل من بين آلاف الاحتمالات. لا ينبغي أن يخطر هذا ببال أمثالكم يا شياطين الإنس» وعليكم يا إخواني أن تطردوهم وتضربوا بهذا الكلام على أفواههم.
    Dördüncü Nükte’yi bir derece göstermek için yeni bir Mushaf yazdırıyoruz ki en münteşir Mushafların aynı sahife, aynı satırlarını muhafaza etmekle beraber, sanatkârların lâkaytlığı tesiriyle adem-i intizama maruz kalan yerleri tanzim edip tevafukatın hakiki intizamı inşâallah gösterilecektir. Ve gösterildi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقولوا لأولئك المتزلفين أيضاً :
    اَللّٰهُمَّ يَا مُن۟زِلَ ال۟قُر۟اٰنِ بِحَقِّ ال۟قُر۟اٰنِ فَهِّم۟نَا اَس۟رَارَ ال۟قُر۟اٰنِ مَادَارَ ال۟قَمَرَانِ وَ صَلِّ وَ سَلِّم۟ عَلٰى مَن۟ اَن۟زَل۟تَ عَلَي۟هِ ال۟قُر۟اٰنَ وَ عَلٰى اٰلِهٖ وَ صَح۟بِهٖ اَج۟مَعٖينَ اٰمٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذا كان البلاء والهلاك ناشئَين من احتمال بنسبة مائة بالمائة لا باحتمال واحد من مئات الألوف من الاحتمالات، فإننا لا نترك ولا نتخلى عنه (عن سعيد النورسي) إن كنا نملك ذرة من عقل،
    == Beşinci Risale Olan Beşinci Kısım ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأنه شُوهد بتجاربَ عديدة ولا يزال يُشاهَد؛ أنَّ الذين يهينون أستاذهم أو إخوانهم الكبار أيام المصائب والبلايا، تنـزل بهم المصيبةُ أولاً. فضلاً عن أنهم يعامَلون معاملةً جائرة دون رحمة ويجازَون مجازاة السفلة. فتموت أجسادُهم وتهلك أرواحُهم معنىً من الذل والمهانة. والذين يعاقبونهم لا يشفقون عليهم، لأنهم يقولون:
    اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ … الخ âyet-i pür-envarının çok envar-ı esrarından bir nurunu, ramazan-ı şerifte bir halet-i ruhaniyede hissettim, hayal meyal gördüm. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ هؤلاء قد خانوا أستاذَهم العطوف عليهم، فلابد أنهم منحطون سفلة، لا يستحقون الرحمة، بل التحقير والإهانة.
    Üveys-i Karanî’nin
    اِلٰهٖى اَن۟تَ رَبّٖى وَ اَنَا ال۟عَب۟دُ ۝ وَ اَن۟تَ ال۟خَالِقُ وَ اَنَا ال۟مَخ۟لُوقُ ۝ وَ اَن۟تَ الرَّزَّاقُ وَ اَنَا ال۟مَر۟زُوقُ… الخ
    münâcat-ı meşhuresi nevinden, bütün mevcudat-ı zevi’l-hayat, C­e­nab-ı Hakk’a karşı aynı münâcatı ettiklerini ve on sekiz bin âlemin her birinin ışığı, birer ism-i İlahî olduğunu bana kanaat verecek bir vakıa-i kalbiye-i hayaliyeyi gördüm. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دامت الحقيقة هكذا، وأن الظالم إذا ما سحق إنساناً تحت أقدامه، وبدأ المظلوم بتقبيل أقدامه، فإن قلبه ينسحق بسبب تلك المذلة قبل رأسه وتموت روحُه قبل جسده. فيفقد رأسه وتمحى عزته وشرفه كذلك، إذ إنه بإبداء الضعف تجاه ذلك الظالم القاسي يشجعه على سحقه أكثر.
    Birbirine sarılı çok yapraklı bir gül goncası gibi şu âlem, binler perde perde içinde sarılı, birbiri altında saklı âlemleri bu âlem içinde gördüm. Her bir perde açıldıkça diğer bir âlemi görüyordum. O âlem ise âyet-i Nur’un arkasındaki اَو۟ كَظُلُمَاتٍ فٖى بَح۟رٍ لُجِّىٍّ يَغ۟شٰيهُ مَو۟جٌ مِن۟ فَو۟قِهٖ مَو۟جٌ مِن۟ فَو۟قِهٖ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَع۟ضُهَا فَو۟قَ بَع۟ضٍ اِذَٓا اَخ۟رَجَ يَدَهُ لَم۟ يَكَد۟ يَرٰيهَا وَمَن۟ لَم۟ يَج۟عَلِ اللّٰهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن۟ نُورٍ âyeti tasvir ettiği gibi; bir zulümat, bir vahşet, bir dehşet karanlığı içinde bana görünüyordu. Birden bir ism-i İlahînin cilvesi, bir nur-u azîm gibi görünüp ışıklandırıyordu. Hangi perde akla karşı açılmışsa hayale karşı başka bir âlem fakat gafletle karanlıklı bir âlem görünüyorken güneş gibi bir ism-i İlahî tecelli eder, baştan başa o âlemi tenvir eder ve hâkeza… Bu seyr-i kalbî ve seyahat-i hayaliye çok devam etti. Ezcümle:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بينما لو بصق المظلوم في وجه ذلك الظالم فإنه ينقذ قلبَه وروحَه، ويصبح جسدُه شهيداً مظلوماً.
    Hayvanat âlemini gördüğüm vakit, hadsiz ihtiyacat ve şiddetli açlıklarıyla beraber zaaf ve aczleri, o âlemi bana çok karanlıklı ve hazîn gösterdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، ابصقوا في وجوه الظالمين الصفيقة!
    Birden Rahman ismi, Rezzak burcunda yani manasında bir şems-i tâbân gibi tulû etti; o âlemi baştan başa rahmet ziyasıyla yaldızladı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحينما احتل الإنكليز استانبول، ودمرّوا المدافع في المضيق (في استانبول) سأل في تلك الأيام رئيس أساقفة الكنيسة الانكليكية من المشيخة الإسلامية ستة أسئلة، وكنت حينئذٍ عضواً في «دار الحكمة الإسلامية» فقالوا لي:
    Sonra o âlem-i hayvanat içinde, etfal ve yavruların zaaf ve acz ve ihtiyaç içinde çırpındıkları, hazîn ve herkesi rikkate getirecek bir karanlık içinde diğer bir âlemi gördüm.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    - اجب عن أسئلتهم بستمائة كلمة كما يريدون.
    Birden Rahîm ismi şefkat burcunda tulû etti, o kadar güzel ve şirin bir surette o âlemi ışıklandırdı ki şekva ve rikkat ve hüzünden gelen yaş damlalarını, ferah ve sürura ve şükrün lezzetinden gelen damlalara çevirdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: إن جواب هذه الأسئلة ليس ستمائة كلمة ولا ست كلمات ولا كلمة واحدة، بل بصقة واحدة.
    Sonra sinema perdesi gibi bir perde daha açıldı, âlem-i insanî bana göründü. O âlemi o kadar karanlıklı, o kadar zulümatlı, dehşetli gördüm ki dehşetimden feryat ettim “Eyvah!” dedim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأنه عندما داست تلك الدولة بأقدامها مضايقَنا وأخذتْ بخناقنا كما ترون، ينبغي البصاق في وجه رئيس أساقفتهم إزاء أسئلته التي سألها بكل غرور. ولهذا قلت: ابصقوا في وجوه الظلمة التافهة.
    Çünkü gördüm ki insanlardaki ebede uzanıp giden arzuları, emelleri ve kâinatı ihata eden tasavvurat ve efkârları ve ebedî beka ve saadet-i ebediyeyi ve cenneti gayet ciddi isteyen himmetleri ve istidatları ve hadsiz makasıda ve metalibe müteveccih fakr u ihtiyacatları ve zaaf ve acziyle beraber, hücuma maruz kaldıkları hadsiz musibet ve a’dalarıyla beraber; gayet kısa bir ömür, gayet dağdağalı bir hayat, gayet perişan bir maişet içinde, kalbe en elîm ve en müthiş halet olan mütemadî zeval ve firak belası içinde, ehl-i gaflet için zulümat-ı ebedî kapısı suretinde görülen kabre ve mezaristana bakıyorlar, birer birer ve taife taife o zulümat kuyusuna atılıyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآن أقول: إنَّ دولة عظيمة كدولة الإنكليز، في الوقت الذي كانت تحتل بلادنا، فقد أجبتهم -بلسان المطابع- وتحديتُهم. وكان الهلاك محققاً وحتمياً مائة بالمائة، إلّا أن الحفظ القرآني قد كفاني فذلك الحفظ يكون كافياً لكم بمائة ضعف إزاء أضرار ترد باحتمال واحد بالمائة من أيدي الظلمة.
    İşte bu âlemi bu zulümat içinde gördüğüm anda, kalp ve ruh ve aklımla beraber bütün letaif-i insaniyem, belki bütün zerrat-ı vücudum feryat ile ağlamaya hazır iken birden Cenab-ı Hakk’ın Âdil ismi Hakîm burcunda, Rahman ismi Kerîm burcunda, Rahîm ismi Gafur burcunda yani manasında, Bâis ismi Vâris burcunda, Muhyî ismi Muhsin burcunda, Rab ismi Mâlik burcunda tulû ettiler. O âlem-i insanî içindeki çok âlemleri tenvir ettiler, ışıklandırdılar ve nurani âhiret âleminden pencereler açıp o karanlıklı insan dünyasına nurlar serptiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم أيها الأخوة! إنَّ كثيراً منكم قد خدم في صفوف الجيش، والذين لم يخدموا في العسكرية سمعوا حتماً، ومَن لم يسمع فليسمعه مني: إن أكثر من يُجرَح ويصاب في الحرب هم الذين يهربون من خنادقهم ومن مواضعهم، وإن أقل الجنود إصابة هم أولئك الثابتون في مواضعهم فالآية الكريمة:
    Sonra muazzam bir perde daha açıldı, âlem-i arz göründü. Felsefenin karanlıklı kavanin-i ilmiyeleri, hayale dehşetli bir âlem gösterdi. Yetmiş defa top güllesinden daha süratli bir hareketle, yirmi beş bin sene mesafeyi bir senede devreden ve her vakit dağılmaya ve parçalanmaya müstaid ve içi zelzeleli, ihtiyar ve çok yaşlı küre-i arz içinde, âlemin hadsiz fezasında seyahat eden bîçare nev-i insan vaziyeti, bana vahşetli bir karanlık içinde göründü. Başım döndü, gözüm karardı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ قُلْ اِنَّ الْمَوْتَ الَّذ۪ي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَاِنَّهُ مُلَاق۪يكُمْ ﴾ (الجمعة: ٨) تشير بمعناها الإشاري إلى أن الفارين من الموت يقابلونه أكثر من غيرهم.
    Birden Hâlık-ı arz ve semavat’ın Kadîr, Alîm, Rab, Allah ve Rabbü’s-semavati ve’l-arz ve Musahhirü’ş-şemsi ve’l-kamer isimleri; rahmet, azamet, rububiyet burcunda tulû ettiler. O âlemi öyle nurlandırdılar ki o halette bana küre-i arz gayet muntazam, musahhar, mükemmel, hoş, emniyetli bir seyahat gemisi tenezzüh ve keyif ve ticaret için müheyya edilmiş bir şekilde gördüm.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Üçüncü_Desise-i_Şeytaniye"></span>
    '''Elhasıl,''' bin bir ism-i İlahînin, kâinata müteveccih olan o esmadan her biri bir âlemi ve o âlem içindeki âlemleri tenvir eden bir güneş hükmünde ve sırr-ı ehadiyet cihetiyle, her bir ismin cilvesi içinde sair isimlerin cilveleri dahi bir derece görünüyordu.
    === الدسيسة الشيطانية الثالثة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الشياطين يقتنصون الكثيرين بشِباك الطمع وفخِّه.
    Sonra kalp, her zulümat arkasında ayrı ayrı bir nuru gördüğü için seyahate iştihası açılıyordu. Hayale binip semaya çıkmak istedi. O vakit, gayet geniş bir perde daha açıldı. Kalp, semavat âlemine girdi, gördü ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد أثبتنا في رسائل كثيرة ببراهينَ قاطعة استفضناها من آيات القرآن الحكيم وبيناته: «أن الرزق الحلال يأتي بنسبة العجز والافتقار لا بدرجة الاختيار والاقتدار».
    O nurani tebessüm eden suretinde görülen yıldızlar, küre-i arzdan daha büyük ve ondan daha süratli bir surette birbiri içinde geziyorlar, dönüyorlar. Bir dakika birisi yolunu şaşırtsa başkasıyla müsademe edecek, öyle bir patlak verecek ki kâinatın ödü patlayıp âlemi dağıtacak. Nur değil, ateş saçarlar; tebessümle değil, vahşetle bana baktılar. Hadsiz büyük, geniş, hâlî, boş, dehşet, hayret zulümatı içinde semavatı gördüm. Geldiğime bin pişman oldum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهناك ما لا يحد من الإشارات والأمارات والدلائل التي تبين هذه الحقيقة منها:
    Birden رَبُّ السَّمٰوَاتِ وَ ال۟اَر۟ضِ ۝ رَبُّ ال۟مَلٰٓئِكَةِ وَ الرُّوحِ un esma-i hüsnası وَلَقَد۟ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّن۟يَا بِمَصَابٖيحَ ۝ وَ سَخَّرَ الشَّم۟سَ وَ ال۟قَمَرَ burcunda cilveleriyle zuhur ettiler. O mana cihetiyle, karanlık üstüne çökmüş olan yıldızlar, o envar-ı azîmeden birer lem’a alıp yıldızlar adedince elektrik lambaları yakılmış gibi o âlem-i semavat nurlandı. O boş ve hâlî tevehhüm edilen semavat dahi melâikelerle, ruhanîlerle doldu, şenlendi. Sultan-ı ezel ve ebed’in hadsiz ordularından bir ordu hükmünde hareket eden güneşler ve yıldızlar, bir manevra-i ulvi yapıyorlar tarzında, o Sultan-ı Zülcelal’in haşmetini ve şaşaa-i rububiyetini gösteriyorlar gibi gördüm.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الأشجار التي هي نوع من الأحياء، والمحتاجة للرزق تقف منتصبةً في مكانها، يأتيها رزقُها ساعياً لها. بينما الحيوانات لا تتغذى ولا تنمو كالأشجار تغذيةً ونمواً كاملاً بسبب حرصها ولهاثها وراء الرزق.
    Bütün kuvvetimle ve mümkün olsaydı bütün zerratımla ve beni dinleselerdi bütün mahlukatın lisanlarıyla diyecektim hem umum onların namına dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن أقل الأسماك ذكاءً وأشدَّها بلادة وأكثرها ضعفاً وعجزاً تتغذى بأفضل وجه مع أنها تعيش في الرمل فتَظهر بدينةً بصورة عامة، بينما القردة والثعالب وأمثالهما من الحيوانات المالكة للذكاء والقدرة تكون هزيلة ضعيفة لسوء معيشتها.
    اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ مَثَلُ نُورِهٖ كَمِش۟كٰوةٍ فٖيهَا مِص۟بَاحٌ اَل۟مِص۟بَاحُ فٖى زُجَاجَةٍ اَلزُّجَاجَةُ كَاَنَّهَا كَو۟كَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن۟ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَي۟تُونَةٍ لَا شَر۟قِيَّةٍ وَلَا غَر۟بِيَّةٍ يَكَادُ زَي۟تُهَا يُضٖٓىءُ وَلَو۟ لَم۟ تَم۟سَس۟هُ نَارٌ نُورٌ عَلٰى نُورٍ يَه۟دِى اللّٰهُ لِنُورِهٖ مَن۟ يَشَٓاءُ âyetini okudum; döndüm, indim, ayıldım; اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى نُورِ ال۟اٖيمَانِ وَ ال۟قُر۟اٰنِ dedim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كل ذلك يدل على أن وساطة الرزق ليست الاقتدار بل الافتقار.
    == Altıncı Risale Olan Altıncı Kısım ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن حسنَ المعيشة التي يرفل بها الصغارُ -سواءً أكانوا أناساً أم حيوانات- والإحسانَ إليهم باللبن الخالص هدية لطيفة تُقدَّم من خزينة الرحمة الإلهية من حيث لا يحتسبون؛ رحمةً لضعفهم وشفقة على عجزهم، وضِيقُ العيش في الوحوش الضارية، يدل على أنَّ وسيلة الرزق الحلال هي العجز والافتقار وليست الذكاء والاقتدار.
    Kur’an-ı Hakîm’in tilmizlerini ve hâdimlerini ikaz etmek ve aldanmamak için yazılmıştır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن اليهود المشهورين بأنهم أحرصُ الناس على الحياة الدنيا، يسبقون الأمم في سعيهم وراء الرزق، بينما هم أكثرُ الأمم ذلة ومهانة، وأكثرهم تعرضاً لسوء المعيشة، بل حتى أغنياؤهم يعيشون عيشاً ذليلاً. ولا تجرح مسألتنا هذه تلك الأموالُ التي يحصلون عليها بالربا وأمثالها من الطرق غير المشروعة، لأنها ليست من الرزق الحلال.
    وَلَا تَر۟كَنُٓوا اِلَى الَّذٖينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن كثيراً من الأدباء والعلماء يعيشون عيشَ الكفاف، في حين يُثرى كثيرٌ من البلداء والبلهاء.. كل ذلك يدل على أنَّ وسيلة جلب الرزق ليست بالذكاء والاقتدار، بل بالعجز والافتقار وبالتسليم المتسم بالتوكل، وبالدعاء بلسان المقال والحال والفعل.
    Şu Altıncı Kısım, ins ve cin şeytanlarının '''altı desise'''lerini inşâallah akîm bırakır ve hücum yollarının altısını seddeder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآية الكريمة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَت۪ينُ ﴾ (الذاريات: ٥٨) تعلن هذه الحقيقة، وهي برهان قوي عظيم لدعوانا هذه، بحيث تتلوها جميعُ النباتات والحيوانات وأطفال الإنسان بلسان الحال، بل تتلوها كلُّ طائفة تطلب الرزق.
    === Birinci Desise ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحيث إنَّ الرزق مقدّر بالقدر الإلهي، وإنه يُنعَم به إنعاماً، والمنعِم المقدّر هو الله سبحانه، وهو رحيم وكريم، فليفكر مَن يقبل مالاً حراماً ممحوقاً رشوةً لوجدانه بل أحياناً لمقدساته، مريقاً ماءَ وجهه إراقةً غير مشروعة بدرجة اتهام رحمته تعالى والاستخفاف بكرمه سبحانه.. أقول؛ فليفكر مثل هذا في مدى بلاهة وجنون تصرفه.
    Şeytan-ı ins, şeytan-ı cinnîden aldığı derse binaen; hizbü’l-Kur’an’ın fedakâr hâdimlerini '''hubb-u câh''' vasıtasıyla aldatmak ve o kudsî hizmetten ve o manevî ulvi cihaddan vazgeçirmek istiyorlar. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنَّ أهل الدنيا ولاسيما أهل الضلالة، لا يعطون نقودَهم رخيصة، بل يعطونها بأثمان باهظة، فإن مالاً قد يعين على إدامة حياة دنيوية لسنة واحدة، إلّا أنه يكون أحياناً وسيلة لإبادة خزينة حياة أبدية خالدة. فيجلب بذلك الحرص الفاسد الغضبَ الإلهي عليه ويحاول جلبَ رضى أهل الضلالة.
    İnsanda, ekseriyet itibarıyla hubb-u câh denilen hırs-ı şöhret ve hodfüruşluk ve şan ve şeref denilen riyakârane halklara görünmek ve nazar-ı âmmede mevki sahibi olmaya, ehl-i dünyanın her ferdinde cüz’î küllî arzu vardır. Hattâ o arzu için hayatını feda eder derecesinde şöhret-perestlik hissi onu sevk eder. Ehl-i âhiret için bu his gayet tehlikelidir, ehl-i dünya için de gayet dağdağalıdır; çok ahlâk-ı seyyienin de menşeidir ve insanların da en zayıf damarıdır. Yani bir insanı yakalamak ve kendine çekmek, onun o hissini okşamakla kendine bağlar hem onun ile onu mağlup eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا إخوتي!
    Kardeşlerim hakkında en ziyade korktuğum, bunların bu zayıf damarından ehl-i ilhadın istifade etmek ihtimalidir. Bu hal beni çok düşündürüyor. Hakiki olmayan bazı bîçare dostlarımı o suretle çektiler, manen onları tehlikeye attılar. '''(Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' O bîçareler “Kalbimiz Üstad ile beraberdir.” fikriyle kendilerini tehlikesiz zannederler. Halbuki ehl-i ilhadın cereyanına kuvvet veren ve propagandalarına kapılan, belki bilmeyerek hafiyelikte istimal edilmek tehlikesi bulunan bir adamın “Kalbim safidir, Üstadımın mesleğine sadıktır.” demesi, bu misale benzer ki: Birisi namaz kılarken karnındaki yeli tutamıyor, çıkıyor; hades vuku buluyor. Ona “Namazın bozuldu.” denildiği vakit, o diyor: “Neden namazım bozulsun, kalbim safidir.”</ref>)'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذا ما اصطادكم متزلّفو أهل الدنيا ومنافقو أهل الضلال بفخّ الطمع وعرقه الضعيف المغروز في الإنسان، ففكروا في الحقيقة السابقة واجعلوا أخاكم هذا الفقير مثالاً يُقتدى به.
    Ey kardeşlerim ve ey hizmet-i Kur’an’da arkadaşlarım! Bu hubb-u câh cihetinden gelen dessas ehl-i dünyanın hafiyelerine veya ehl-i dalaletin propagandacılarına veya şeytanın şakirdlerine deyiniz ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإني أُطمئنكم بأن القناعةَ والاقتصادَ يديمان حياتكم ويضمنان رزقَكم أكثر من المرتَّب، ولاسيما أن تلك النقود غير المشروعة المعطاة لكم ستطلب منكم بدلها أضعافاً مضاعفة، بل ألف ضعف وضعف، أو في الأقل تمنع أو تقلل من الخدمة القرآنية التي تستطيع أن تفتح أبوابَ خزينةٍ أبدية لكم؛ كل ساعة من ساعاتها. وهذا ضرر جسيم وفراغ وخيم لا تملؤه ألوف المرتبات.
    “Evvela rıza-yı İlahî ve iltifat-ı Rahmanî ve kabul-ü Rabbanî öyle bir makamdır ki insanların teveccühü ve istihsanı, ona nisbeten bir zerre hükmündedir. Eğer teveccüh-ü rahmet varsa yeter. İnsanların teveccühü; o teveccüh-ü rahmetin in’ikası ve gölgesi olmak cihetiyle makbuldür, yoksa arzu edilecek bir şey değildir. Çünkü kabir kapısında söner, beş para etmez!”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تنبيه:
    Hubb-u câh hissi eğer susturulmazsa ve izale edilmezse yüzünü başka cihete çevirmek lâzımdır. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ أهلَ الضلالة الذين دأبُهم النفاق والكيد، ينصبون فخَّ الحيلة والخداع، وذلك عندما يعجزون عن الوقوف إزاء ما نشرناه من حقائق الإيمان المستلهَمة من القرآن الحكيم. ويحاولون -بشتى الطرق- أنْ يسحبوا أصدقائي عني، ويغرروا بهم بحب الجاه والطمع والخوف، والتهوين من شأني، بإلصاق بعض الأمور بي.
    Sevab-ı uhrevî için dualarını kazanmak niyetiyle ve hizmetin hüsn-ü tesiri noktasında gelecek temsildeki sırra binaen, belki o hissin meşru bir ciheti bulunur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نحن لا نتحرك في خدمتنا المقدسة إلّا حركة إيجابية، ولكن دفعَ الموانع التي تعيق كل أمر من أمور الخير، يسوقنا أحياناً إلى حركة سلبية مع الأسف.
    Mesela Ayasofya Camii, ehl-i fazl ve kemalden, mübarek ve muhterem zatlarla dolu olduğu bir zamanda, tek tük, sofada ve kapıda haylaz çocuklar ve serseri ahlâksızlar bulunup caminin pencerelerinin üstünde ve yakınında ecnebilerin eğlence-perest seyircileri bulunsa bir adam o cami içine girip ve o cemaat içine dâhil olsa; eğer güzel bir sadâ ile şirin bir tarzda Kur’an’dan bir aşir okusa o vakit binler ehl-i hakikatin nazarları ona döner, hüsn-ü teveccühle, manevî bir dua ile o adama bir sevap kazandırırlar. Yalnız, haylaz çocukların ve serseri mülhidlerin ve tek tük ecnebilerin hoşuna gitmeyecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإزاء دعايات المنافقين الخادعة هذه، انبّه إخواني بالنقاط الثلاث السابقة، وأسعى لدفع الهجوم عنهم.
    Eğer o mübarek camiye ve o muazzam cemaat içine o adam girdiği vakit, süflî ve edepsizce fuhşa ait şarkıları bağırıp çağırsa, raks edip zıplasa; o vakit o haylaz çocukları güldürecek, o serseri ahlâksızları fuhşiyata teşvik ettiği için hoşlarına gidecek ve İslâmiyet’in kusurunu görmekle mütelezziz olan ecnebilerin istihzakârane tebessümlerini celbedecek. Fakat umum o muazzam ve mübarek cemaatin bütün efradından, bir nazar-ı nefret ve tahkir celbedecektir. Esfel-i safilîne sukut derecesinde nazarlarında alçak görünecektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويُشن في الوقت الحاضر أكبر هجوم عليّ بالذات إذ يقولون: إن سعيداً كردي، فلِمَ تحترمونه كثيراً وتتبعونه؟ لذا اضطر إلى كتابة الدسيسة الشيطانية الرابعة بلسان «سعيد القديم» دون رغبة مني، لإسكات أمثال هؤلاء.
    İşte aynen bu misal gibi âlem-i İslâm ve Asya, muazzam bir camidir. Ve içinde ehl-i iman ve ehl-i hakikat, o camideki muhterem cemaattir. O haylaz çocuklar ise çocuk akıllı dalkavuklardır. O serseri ahlâksızlar; Frenk-meşrep, milliyetsiz, dinsiz heriflerdir. Ecnebi seyircileri ise ecnebilerin nâşir-i efkârı olan gazetecilerdir. Her bir Müslüman, hususan ehl-i fazl ve kemal ise bu camide derecesine göre bir mevkii olur, görünür, nazar-ı dikkat ona çevrilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dördüncü_Desise-i_Şeytaniye"></span>
    Eğer İslâmiyet’in bir sırr-ı esası olan ihlas ve rıza-yı İlahî cihetinde, Kur’an-ı Hakîm’in ders verdiği ahkâm ve hakaik-i kudsiyeye dair harekât ve a’mal ondan sudûr etse, lisan-ı hali manen âyât-ı Kur’aniyeyi okusa o vakit manen âlem-i İslâm’ın her bir ferdinin vird-i zebanı olan اَللّٰهُمَّ اغ۟فِر۟ لِل۟مُؤ۟مِنٖينَ وَ ال۟مُؤ۟مِنَاتِ duasında dâhil olup hissedar olur ve umumu ile uhuvvetkârane alâkadar olur. Yalnız hayvanat-ı muzırra nevinden bazı ehl-i dalaletin ve sakallı çocuklar hükmündeki bazı ahmakların nazarlarında kıymeti görünmez.
    === الدسيسة الشيطانية الرابعة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ بعض الملحدين الذين يشغلون مناصبَ مهمة، يشنون هجوماً عليّ، بترويجهم دعايات تلقَّوها من الشيطان ومن إيحاءات أهل الضلال، ليغرروا بها بإخواني ويثيروا فيهم النعرة القومية، إذ يقولون:
    Eğer o adam, medar-ı şeref tanıdığı bütün ecdadını ve medar-ı iftihar bildiği bütün geçmişlerini ve ruhen nokta-i istinad telakki ettiği selef-i salihînin cadde-i nuranilerini terk edip heveskârane, heva-perestane, riyakârane, şöhret-perverane, bid’akârane işlerde ve harekâtta bulunsa manen bütün ehl-i hakikat ve ehl-i imanın nazarında en alçak mevkiye düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    انتم أتراك، وفي الأتراك من أصناف العلماء وأرباب الفضل والكمال الكثيرين بفضل الله، وإن سعيداً هذا كردي، فالتعاون مع من ليس من قوميتكم ينافي النخوة القومية.
    اِتَّقُوا فِرَاسَةَ ال۟مُؤ۟مِنِ فَاِنَّهُ يَن۟ظُرُ بِنُورِ اللّٰهِ sırrına göre; ehl-i iman ne kadar âmî ve cahil de olsa aklı derk etmediği halde, kalbi öyle hodfüruş adamları görse soğuk görür, manen nefret eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: أيها الملحد الشقي! إني ولله الحمد مسلم، انتسب إلى أمتي السامية، وهم ثلاثمائة وخمسون مليوناً في كل عصر، وإني استعيذ بالله مائة ألف مرة من أن أُضحيَ بهذه الكثرة الكاثرة من الإخوان الطيبين المترابطين بأخوة خالدة ويمدونني بدعواتهم الخالصة وفيهم أكثرية الأكراد المطلقة، واستبدلَ بهؤلاء الميامين دعوةً عنصرية وقومية سلبية كسباً لودّ بضعة أشخاص معينين يحملون اسم الكرد ويعدّون من عنصر الكرد، ممن سلكوا سبيلَ الإلحاد والانسلاخ من المذاهب والقيم.
    İşte hubb-u câha meftun ve şöhret-perestliğe müptela adam –ikinci adam– hadsiz bir cemaatin nazarında esfel-i safilîne düşer. Ehemmiyetsiz ve müstehzi ve hezeyancı bazı serserilerin nazarında, muvakkat ve menhus bir mevki kazanır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أيها الملحد! إن ذلك دأبُ أمثالك من الحمقى، يترك أخوةً حقيقية نورانيةً نافعة لجماعة عظيمة تعدادهم ثلاثمائة وخمسون مليوناً لأجل كسب إخوة كفار (المجر) أو عدد من أتراك متفرنجين متحللين من الدين، تلك الأخوة المؤقتة غير المجدية حتى في الدنيا.
    اَل۟اَخِلَّٓاءُ يَو۟مَئِذٍ بَع۟ضُهُم۟ لِبَع۟ضٍ عَدُوٌّ اِلَّا ال۟مُتَّقٖينَ sırrına göre; dünyada zarar, berzahta azap, âhirette düşman bazı yalancı dostları bulur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولما كنا قد بيّنا ماهيةَ القومية السلبية وأضرارَها بدلائلها في المسألة الثالثة من «المكتوب السادس والعشرين» فإننا نحيلها إلى تلك الرسالة ونتناول بشيء من الإيضاح حقيقةً وردت مجملةً في نهاية المسألة الثالثة هي الآتية:
    Birinci suretteki adam, faraza hubb-u câhı kalbinden çıkarmazsa fakat ihlası ve rıza-yı İlahîyi esas tutmak ve hubb-u câhı hedef ittihaz etmemek şartıyla; bir nevi meşru makam-ı manevî hem muhteşem bir makam kazanır ki o hubb-u câh damarını kemaliyle tatmin eder. Bu adam, az hem pek az ve ehemmiyetsiz bir şey kaybeder; ona mukabil, çok hem pek çok kıymettar, zararsız şeyleri bulur. Belki birkaç yılanı kendinden kaçırır; ona bedel, çok mübarek mahlukları arkadaş bulur, onlarla ünsiyet eder. Veya ısırıcı, yabani eşek arılarını kaçırıp mübarek rahmet şerbetçileri olan arıları kendine celbeder. Onların ellerinden bal yer gibi öyle dostlar bulur ki daima dualarıyla âb-ı kevser gibi feyizler, âlem-i İslâm’ın etrafından onun ruhuna içirilir ve defter-i a’maline geçirilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أقول لأولئك الملحدين، أدعياء النخوة والغيرة، المتسترين تحتَ ستار القومية التركية، وهم في الحقيقة أعداء الأمة التركية، أقول لهم:
    Bir zaman, dünyanın bir büyük makamını işgal eden küçük bir insan, şöhret-perestlik yolunda büyük bir kabahat işlemekle, âlem-i İslâm’ın nazarında maskara olduğu vakit, geçen temsilin mealini ona ders verdim; başına vurdum. İyi sarstı fakat kendimi hubb-u câhtan kurtaramadığım için o ikazım dahi onu uyandırmadı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنني على علاقة وثيقة جداً بمؤمني هذا الوطن الذين يسمّون بالأتراك المرتبطين ارتباطاً قوياً، وبأخوة صادقة أبدية وحقيقية بالأمة الإسلامية.. وأكنّ حباً عميقاً وولاءً بفخر واعتزاز -باسم الإسلام- لأبناء هذا الوطن الذين رفعوا رايةَ القرآن خفاقة عزيزة في ربوع العالم أجمع زهاء ألف عام.
    === İkinci Desise ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما أنت أيها المخادع المدّعي، فليس لك إلّا أخوة مجازية غير حقيقية ومؤقتة ومبنية على العنصرية والأغراض الشخصية، بحيث تُهمل وتطرح جانباً المفاخر القومية الحقيقية للترك.
    İnsanda en mühim ve esaslı bir his, hiss-i havftır. Dessas zalimler, bu '''korku''' damarından çok istifade etmektedirler. Onunla korkakları gemlendiriyorlar. Ehl-i dünyanın hafiyeleri ve ehl-i dalaletin propagandacıları, avamın ve bilhassa ulemanın bu damarından çok istifade ediyorlar. Korkutuyorlar, evhamlarını tahrik ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأنا أسألك:
    Mesela, nasıl ki damda bir adamı tehlikeye atmak için bir dessas adam, o evhamlının nazarında zararlı görünen bir şeyi gösterip vehmini tahrik edip kova kova tâ damın kenarına gelir, baş aşağı düşürür, boynu kırılır. Aynen onun gibi, çok ehemmiyetsiz evham ile çok ehemmiyetli şeyleri feda ettiriyorlar. Hattâ bir sinek beni ısırmasın, diyerek yılanın ağzına girer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هل الأمة التركية عبارة عن شباب غافلين، سارحين وراء الأهواء، ممن تتراوح أعمارُهم بين العشرين والأربعين من العمر فقط؟
    Bir zaman –Allah rahmet etsin– mühim bir zat kayığa binmekten korkuyordu. Onun ile beraber bir akşam vakti, İstanbul’dan köprüye geldik. Kayığa binmek lâzım geldi. Araba yok. Sultan Eyyüb’e gitmeye mecburuz. Israr ettim. Dedi: “Korkuyorum, belki batacağız!” Ona dedim: “Bu Haliç’te tahminen kaç kayık var?” Dedi: “Belki bin var.” Dedim: “Senede kaç kayık gark olur.” Dedi: “Bir iki tane, bazı sene de hiç batmaz.” Dedim: “Sene kaç gündür?” Dedi: “Üç yüz altmış gündür.” Dedim: “Senin vehmine ilişen ve korkuna dokunan batmak ihtimali, üç yüz altmış bin ihtimalden bir tek ihtimaldir. Böyle bir ihtimalden korkan; insan değil, hayvan da olamaz!”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهل ما تستوجبه النخوةُ القومية من منافع تمسهم، محصورةٌ في تربية متفرنجة تزيد غفلتَهم، وتعوّدهم على الفساد وسوء الأخلاق، وتحثهم على ارتكاب الموبقات؟
    Hem ona dedim: “Acaba kaç sene yaşamayı tahmin ediyorsun?” Dedi: “Ben ihtiyarım, belki on sene daha yaşamam ihtimali vardır.” Dedim: “Ecel gizli olduğundan her bir günde ölmek ihtimali var, öyle ise üç bin altı yüz günde her gün vefatın muhtemel. İşte kayık gibi üç yüz binden bir ihtimal değil belki üç binden bir ihtimal ile bugün ölümün muhtemeldir, titre ve ağla, vasiyet et!” dedim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهل هي في دفعهم إلى متعة مؤقتة وضحك آني يبكون عليه أياماً في شيخوختهم؟.
    Aklı başına geldi, titreyerek kayığa bindirdim. Kayık içinde ona dedim: “Cenab-ı Hak havf damarını hıfz-ı hayat için vermiş, hayatı tahrip için değil! Ve hayatı ağır ve müşkül ve elîm ve azap yapmak için vermemiştir. Havf iki, üç, dört ihtimalden bir olsa, hattâ beş altı ihtimalden bir olsa ihtiyatkârane bir havf meşru olabilir. Fakat yirmi, otuz, kırk ihtimalden bir ihtimal ile havf etmek evhamdır, hayatı azaba çevirir.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن كانت النخوة القومية هي هذه الأمور، وإن كان الرقي وسعادة الحياة هي هذه.. وإن كنت أنت داعيةً إلى هذا النمط من القومية التركية، وتدافع عن الأمة على هذه الصورة. فأنا أفرّ من هذه الدعوة القومية التركية فراراً بعيداً ولك أن تفرّ مني أيضاً.
    İşte ey kardeşlerim! Eğer ehl-i ilhadın dalkavukları, sizi korkutmak ile kudsî cihad-ı manevînizden vazgeçirmek için size hücum etseler; onlara deyiniz:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن كنتَ مالكاً لذرة من شعور وإنصاف وغيرة قومية حقة، فانظر إلى هذه التقسيمات ثم أجب عنها، هي:
    “Biz hizbü’l-Kur’an’ız. اِنَّا نَح۟نُ نَزَّل۟نَا الذِّك۟رَ وَ اِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ sırrıyla, Kur’an’ın kalesindeyiz. حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ etrafımızda çevrilmiş muhkem bir surdur. Binler ihtimalden bir ihtimal ile şu kısa hayat-ı fâniyeye küçük bir zarar gelmesi korkusundan, hayat-ı ebediyemize yüzde yüz binler zarar verecek bir yola, bizi ihtiyarımızla sevk edemezsiniz!”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن أبناء هذا الوطن الذين يسمَّون بالأتراك، ينقسمون إلى ستة أقسام:
    Ve deyiniz: “Acaba hizmet-i Kur’aniyede arkadaşımız ve o hizmet-i kudsiyenin tedbirinde üstadımız ve ustabaşımız olan Said Nursî’nin yüzünden, bizim gibi hak yolunda ona dost olan ehl-i haktan kim zarar görmüş? Ve onun has talebelerinden kim bela görmüş ki biz de göreceğiz ve o görmek ihtimali ile telaş edeceğiz? Bu kardeşimizin binler uhrevî dostları ve kardeşleri var. Yirmi otuz senedir, dünya hayat-ı içtimaiyesine tesirli bir surette karıştığı halde, onun yüzünden bir kardeşinin zarar gördüğünü işitmedik. Hususan o zaman elinde siyaset topuzu vardı. Şimdi o topuz yerine nur-u hakikat var. Eskiden 31 Mart Hâdisesi’nde çendan onu da karıştırdılar, bazı dostlarını da ezdiler. Fakat sonra tebeyyün etti ki mesele başkaları tarafından çıkmış. Onun dostları, onun yüzünden değil, onun düşmanları yüzünden bela gördüler. Hem o zaman çok dostlarını da kurtardı. Buna binaen bin değil, binler ihtimalden bir tek ihtimal-i tehlike korkusuyla, bir hazine-i ebediyeyi elimizden kaçırmak, sizin gibi şeytanların hatırına gelmemeli!” deyip ehl-i dalaletin dalkavuklarının ağzına vurup tard etmelisiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الأول: هم أهل التقوى والصلاح.
    Hem o dalkavuklara deyiniz ki: “Yüz binler ihtimalden bir ihtimal değil, yüzden yüz ihtimal ile bir helâket gelse; zerre kadar aklımız varsa korkup onu bırakıp kaçmayacağız!”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الثاني: هم المرضى وأهل الضر والمصائب.
    Çünkü mükerrer tecrübelerle görülmüş ve görülüyor ki: Büyük kardeşine veyahut üstadına tehlike zamanında ihanet edenlerin, gelen bela en evvel onların başında patlar. Hem merhametsizcesine onlara ceza verilmiş ve alçak nazarıyla bakılmış. Hem cesedi ölmüş hem ruhu zillet içinde manen ölmüş. Onlara ceza verenler, kalplerinde bir merhamet hissetmezler. Çünkü derler: “Bunlar madem kendilerine sadık ve müşfik üstadlarına hain çıktılar; elbette çok alçaktırlar, merhamete değil tahkire lâyıktırlar.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الثالث: هم الشيوخ.
    Madem hakikat budur. Hem madem bir zalim ve vicdansız bir adam, birisini yere atıp ayağıyla onun başını kat’î ezecek bir surette davransa o yerdeki adam eğer o vahşi zalimin ayağını öpse; o zillet vasıtasıyla kalbi başından evvel ezilir, ruhu cesedinden evvel ölür. Hem başı gider hem izzet ve haysiyeti mahvolur. Hem o canavar, vicdansız zalime karşı zaaf göstermekle, kendisini ezdirmeye teşci eder. Eğer ayağı altındaki mazlum adam, o zalimin yüzüne tükürse kalbini ve ruhunu kurtarır, cesedi bir şehid-i mazlum olur. Evet, tükürün zalimlerin hayâsız yüzlerine!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الرابع: هم الأطفال والصبيان.
    Bir zaman İngiliz Devleti, İstanbul Boğazı’nın toplarını tahrip ve İstanbul’u istila ettiği hengâmda; o devletin en büyük daire-i diniyesi olan Anglikan Kilisesinin başpapazı tarafından Meşihat-ı İslâmiyeden dinî altı sual soruldu. Ben de o zaman Dârülhikmeti’l-İslâmiyenin azası idim. Bana dediler: “Bir cevap ver. Onlar altı suallerine, altı yüz kelime ile cevap istiyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الخامس: هم الفقراء والمعوزون.
    Ben dedim: “Altı yüz kelime ile değil, altı kelime ile de değil, hattâ bir kelime ile dahi değil; belki bir tükürük ile cevap veriyorum! Çünkü o devlet, işte görüyorsunuz; ayağını boğazımıza bastığı dakikada, onun papazı mağrurane üstümüzde sual sormasına karşı, yüzüne tükürmek lâzım geliyor. Tükürün o ehl-i zulmün o merhametsiz yüzüne!” demiştim. Şimdi diyorum:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم السادس: هم الشباب.
    Ey kardeşlerim! İngiliz gibi cebbar bir hükûmetin istila ettiği bir zamanda, bu tarzda matbaa lisanıyla onlara mukabele etmek, tehlike yüzde yüz iken, hıfz-ı Kur’anî bana kâfi geldiği halde; size de yüzde bir ihtimal ile ehemmiyetsiz zalimlerin elinden gelen zararlara karşı, elbette yüz derece daha kâfidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أليست الطوائف الخمس الأولى أتراكاً، أوَ ليس لهم حصة من الحَمية القومية؟ أفمن الأِباء القومي إيذاء أولئك الطوائف الخمس وسلب سرورِهم وتعكير صفوِهم وإفساد سلوانهم في سبيل إدخال بهجة مُسكرة غافلة في نفوس الطائفة السادسة؟ أهذه نخوةٌ أم عداءٌ للأمة؟ إن الذي يُلحق الضرر بالأكثرية لاشك أنه عدوّ لا صديق، إذ الحكم يُبنى على الأكثرية.
    Hem ey kardeşlerim! Çoğunuz askerlik etmişsiniz. Etmeyenler de elbette işitmişlerdir. İşitmeyenler de benden işitsinler ki: “En ziyade yaralananlar, siperini bırakıp kaçanlardır. En az yara alanlar, siperinde sebat edenlerdir.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأنا أسألك: هل أعظم ما ينتفع به القسم الأول -وهم أهل الإيمان والتقوى- هو في مدنية متفرنجة؟ أم هو في سلوك طريق الحق التي يشتاقون إليها، ووجدان سلوان حقيقي في أنوار حقائق الإيمان باستحضار السعادة الأبدية؟.
    قُل۟ اِنَّ ال۟مَو۟تَ الَّذٖى تَفِرُّونَ مِن۟هُ فَاِنَّهُ مُلَاقٖيكُم۟ mana-yı işarîsiyle gösteriyor ki: “Firar edenler, kaçmalarıyla ölümü daha ziyade karşılıyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الطريق التي تسلكونها، أنت وأمثالُك من أدعياء القومية المتمادين في الضلالة، تطفئ الأنوار المعنوية للمؤمنين المتقين، وتخلّ بسلوانهم الحقيقي، وتريهم الموت إعداماً أبدياً، وتدلّهم على أن القبر بابٌ إلى فراق أبدي.
    === Üçüncü Desise-i Şeytaniye ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهل منافع القسم الثاني وهم المرضى وأهل المصائب الآيسون من حياتهم، هي في تربية مدنية لا دينية متفرنجة؟. بينما أولئك البائسون يريدون نوراً ويطلبون سلواناً ويبتغون ثواباً على ما نـزل بهم من مصائب، ويرومون أخذَ الثأر والانتقام ممن ظلمهم، ويترقبون دفع الخوف عن باب القبر الذي دنَوَا منه.
    '''Tama’''' yüzünden çoklarını avlıyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن بالنخوة الكاذبة التي تدعيها أنت وأمثالُك تنـزلون صفعاتٍ موجِعةً على رؤوس أولئك المبتلين المحتاجين أشد الحاجة إلى العزاء والإشفاق عليهم وضماد جروحهم واللطف بهم، بل تغرزون الآلام في قلوبهم الجريحة، فتخيبون آمالهم دون رحمة، وتلقونهم في يأس قاتم دائم!
    Kur’an-ı Hakîm’in âyât ve beyyinatından istifaza ettiğimiz kat’î bürhanlarla çok risalelerde ispat etmişiz ki: “Meşru rızık, iktidar ve ihtiyarın derecesine göre değil belki acz ve iftikarın nisbetinde geliyor.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أهذه غيرة قومية؟ أبهذا تخدمون الأمة وتُسْدون إليها النفع؟
    Bu hakikati gösteren hadsiz işaretler, emareler, deliller vardır. Ezcümle:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والطائفة الثالثة وهم الشيوخ؛ الذين يمثلون ثلث الأمة، فهؤلاء يقتربون من القبر، ويدنون من الموت، ويبتعدون عن الدنيا، ويجاورون الآخرة! فهل سلوان هؤلاء ونفعهم في الاستماع إلى سيرة الظالمين من أمثال «جنكيزخان» و «هولاكو» المليئة بالغدر؟ وهل هي في هذا النمط من أفعالكم الحاضرة التي تُنسي الآخرة، وتُلصق بالدنيا، وهي أفعالٌ لا طائل تحتها، وهي سقوط وتردٍ معنوي رغم ما يطلق عليها من رقي في الظاهر. وهل أن نورَ الآخرة في السينما؟ وهل السلوان الحقيقي في المسرح؟
    Bir nevi zîhayat ve rızka muhtaç olan eşcar, yerinde durup onların rızıkları onlara koşup geliyor. Hayvanat, hırs ile rızıklarının peşinde koştuklarından ağaçlar gibi mükemmel beslenmiyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإذ ينتظر هؤلاء الشيوخ الضعفاء الاحترامَ والتوقيرَ من أهل النخوة والغيرة إذا بهم يخاطَبون: أنكم تساقون إلى إعدام أبدي، بما ينفث في روعهم أن باب القبر الذي يتصورونه رحمة ما هو إلّا فم ثعبان يبتلعهم، ويهمس في آذانهم المعنوية: إنكم ماضون إلى هناك وكأن هذا الكلام طعناتٌ معنوية تنـزل عليهم، فتذبحهم ذبحاً معنوياً.
    Hem hayvanat nevinden balıkların en aptal, iktidarsız ve kum içinde bulunduğu halde mükemmel beslenmesi ve umumiyetle semiz olarak görünmesi; maymun ve tilki gibi zeki ve muktedir hayvanat, sû-i maişetinden alîz ve zayıf olması, gösteriyor ki: Vasıta-i rızık; iktidar değil, iftikardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن كانت هذه غيرة قومية وحمية ملية، فإني استعيذ بالله مائةَ ألف مرة من هذه الحمية والنخوة القومية.
    Hem insanî olsun hayvanî olsun bütün yavruların hüsn-ü maişeti ve süt gibi hazine-i rahmetin en latîf bir hediyesi, umulmadık bir tarzda onlara zaaf ve aczlerine şefkaten ihsan edilmesi ve vahşi canavarların dıyk-ı maişetleri dahi gösteriyor ki: Vesile-i rızk-ı helâl; acz ve iftikardır, zekâ ve iktidar değildir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الطائفة الرابعة؛ وهم الأطفال، فإنهم يطلبون من الحمية القومية الرحمة وينتظرون منها الشفقة عليهم.
    Hem dünyada, milletler içinde şiddet-i hırs ile meşhur olan Yahudi milletinden daha ziyade rızık peşinde koşan olmuyor. Halbuki zillet ve sefalet içinde en ziyade sû-i maişete onlar maruz oluyorlar. Onların zenginleri dahi süflî yaşıyorlar. Zaten riba gibi gayr-ı meşru yollarla kazandıkları mal, rızk-ı helâl değil ki meselemizi cerh etsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن الإيمان بالله الخالق القدير الرحيم هو الذي يجعل أرواحَهم تنبسط، وقابلياتِهم تنمو، ومواهبَهم تتربى بسعادة -بما يكمن فيهم من ضعف وعجز- ويستطيعون أن ينظروا إلى الحياة نظرة اشتياق بتلقين التوكل الإيماني والتسليم الإسلامي تلقيناً يمكّنهم من أن يصمدوا إزاء ما ستجابههم من أحوال وأهوال.
    Hem çok ediblerin ve çok ulemanın fakr-ı hali ve çok aptalların servet ve gınası dahi gösteriyor ki: Celb-i rızkın medarı, zekâ ve iktidar değildir; belki acz ve iftikardır, tevekkülvari bir teslimdir ve lisan-ı kāl ve lisan-ı hal ve lisan-ı fiil ile bir duadır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يمكن أن يعوّض ذلك بتعليم دروس تقدم حضاري لا يرتبطون بها إلّا ارتباطاً واهياً، وبتدريس الفلسفة المادية التي لا نور فيها، تلك التي تنقض قواهم المعنوية وتطفئ نور أرواحهم؟
    İşte bu hakikati ilan eden اِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو ال۟قُوَّةِ ال۟مَتٖينُ âyeti, bu davamıza o kadar kavî ve metin bir bürhandır ki bütün nebatat ve hayvanat ve etfal lisanıyla okunuyor. Ve rızık isteyen her taife, şu âyeti lisan-ı hal ile okuyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ لو كان الإنسان عبارة عن جسد حيوان فحسب، غير مالك للعقل، فلربما يُلهي هؤلاء الأطفال الأبرياء لهواً مؤقتاً صبيانياً بهذه الأصول الأجنبية وينتفعون منها نفعاً دنيوياً بالتربية الحديثة التي زيّنتموها بالتربية القومية.
    Madem rızık mukadderdir ve ihsan ediliyor ve veren de Cenab-ı Hak’tır, o hem Rahîm hem Kerîm’dir. Onun rahmetini ittiham etmek derecesinde ve keremini istihfaf eder bir surette gayr-ı meşru bir tarzda yüzsuyu dökmekle; vicdanını belki bazı mukaddesatını rüşvet verip menhus, bereketsiz bir mal-ı haramı kabul eden düşünsün ki ne kadar muzaaf bir divaneliktir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن أولئك الأبرياء سينـزلون حتماً إلى حلبة الحياة كأي إنسان كان ولاشك أنهم سيحملون آمالاً بعيدة جداً في قلوبهم اللطيفة الصغيرة، وستنشأ في عقولهم الصغيرة مقاصدٌ جليلة.
    Evet ehl-i dünya, hususan ehl-i dalalet; parasını ucuz vermez, pek pahalı satar. Bir senelik hayat-ı dünyeviyeye bir derece yardım edecek bir mala mukabil, hadsiz bir hayat-ı ebediyeyi tahrip etmeye bazen vesile olur. O pis hırs ile gazab-ı İlahîyi kendine celbeder ve ehl-i dalaletin rızasını celbe çalışır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحيث إن الحقيقة هي هذه، يلزم أن يقرّ في قلوبهم نقطةُ استناد قوية ونقطةُ استمداد لا تنضب بترسيخ الإيمان بالله وباليوم الآخر. وذلك من مقتضى الشفقة عليهم وهم يحملون عجزاً وفقراً لا منتهى لهما. وبهذا وحدَه تكون الشفقة عليهم والرحمة بهم. وإلّا فإن الإشفاق عليهم بسُكر الغيرة القومية وحدَها يكون ذبحاً معنوياً لأولئك الصغار الأبرياء، كقيام والدة مجنونة بذبح طفلها، بل هو غدرٌ قاسٍ ووحشيةٌ ظالمة لهم، كمن يُخرج قلبَ الطفل ودماغه ويقدمهما طعاماً لينمو جسده!.
    Ey kardeşlerim! Eğer ehl-i dünyanın dalkavukları ve ehl-i dalaletin münafıkları, sizi insaniyetin şu zayıf damarı olan tama’ yüzünden yakalasalar; geçen hakikati düşünüp bu fakir kardeşinizi numune-i imtisal ediniz. Sizi bütün kuvvetimle temin ederim ki kanaat ve iktisat, maaştan ziyade sizin hayatınızı idame ve rızkınızı temin eder. Bâhusus size verilen o gayr-ı meşru para, sizden ona mukabil bin kat fazla fiyat isteyecek. Hem her saati size ebedî bir hazineyi açabilir olan hizmet-i Kur’aniyeye set çekebilir veya fütur verir. Bu öyle bir zarar ve boşluktur ki her ay binler maaş verilse yerini dolduramaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الطائفة الخامسة وهم الضعفاء والفقراء!
    '''İhtar:''' Ehl-i dalalet, Kur’an-ı Hakîm’den alıp neşrettiğimiz hakaik-i imaniye ve Kur’aniyeye karşı müdafaa ve mukabele elinden gelmediği için münafıkane ve desisekârane iğfal ve hile dâmını (tuzağını) istimal ediyor. Dostlarımı hubb-u câh, tama’ ve havf ile aldatmak ve beni bazı isnadat ile çürütmek istiyorlar. Biz, kudsî hizmetimizde daima müsbet hareket ediyoruz. Fakat maatteessüf her bir emr-i hayırda bulunan manileri def’etmek vazifesi, bizi bazen menfî harekete sevk ediyor. İşte bunun içindir ki ehl-i nifakın hilekârane propagandasına karşı, kardeşlerimi sâbık üç nokta ile ikaz ediyorum. Onlara gelen hücumu def’e çalışıyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالفقراء الذين يقاسون تكاليف الحياة المرهقة والتي تصبح أكثر إيلاماً بالفقر، والضعفاء المساكين الذين يتألمون أكثر من تقلبات الحياة الهائلة. أليس لهؤلاء حظ من الغيرة القومية؟
    Şimdi en mühim bir hücum, benim şahsımadır. Diyorlar ki: “Said Kürt’tür, neden bu kadar ona hürmet ediyorsunuz, arkasına düşüyorsunuz?” İşte bilmecburiye böyle herifleri susturmak için Dördüncü Desise-i Şeytaniye’yi, istemeyerek Eski Said lisanıyla zikredeceğim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهل حظُّهم هو في الأعمال التي ترتكبونها تحت ستار التفرنج والتمدن بمدنية فرعونية تزيل حجابَ الحياء وتُشبع نـزوات أغنياء سفهاء وتكون وسيلة لشهرة طغاة أقوياء ظلمة، والتي تزيد يأس هؤلاء البائسين وألمهم؟
    === Dördüncü Desise-i Şeytaniye ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ألا إن المرهم الشافي لضماد جرح الفقر لهؤلاء ليس في العنصرية أبداً، بل يؤخذ من صيدلية الإسلام المقدسة، ولا تستمد القوة للضعفاء ومقاومتهم من الفلسفة الطبيعية المظلمة المستندة إلى المصادفة العمياء والطبيعة الصماء، بل تستمد من الحمية الإسلامية ومن الأمة الإسلامية السامية.
    Şeytanın telkini ile ve ehl-i dalaletin ilkaatıyla, bana karşı propaganda ile hücum eden ve mühim mevkileri işgal eden bazı mülhidler, kardeşlerimi aldatmak ve asabiyet-i milliyelerini tahrik etmek için diyorlar ki: “Siz Türk’sünüz. Mâşâallah Türklerde her nevi ulema ve ehl-i kemal vardır. Said bir Kürt’tür. Milliyetinizden olmayan birisiyle teşrik-i mesai etmek hamiyet-i milliyeye münafîdir?”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الطائفة السادسة وهم الشباب: لو كانت فتوة هؤلاء الشباب دائمية، لكان للشراب المُسكر الذي سقيتموهم إياه بالقومية السلبية منفعةٌ مؤقتة وفائدةٌ دقيقة. ولكن الإفاقة من نشوة الشباب اللذيذة بالشيب وبالآلام، والتنبّه من ذلك النوم الممتع في صبح المشيب بالحسرات؛ سيدفع الشاب إلى البكاء المرير وتجرّع الآلام من جراء نشوة ذلك الشراب. فضلاً عن أن الألم الذي يشعر به من زوال ذلك الحُلم الممتع، سيكون حزناً شديداً عليه، حتى يجعلَه يتأوّه وتذهب نفسُه حسرات عليه قائلاً: وآ أسفى، لقد ذهب الشباب، ومضى العمر، وسأدخل القبر صفر اليدين، ليتني استرشدت وعدت إلى صوابي!
    '''Elcevap:''' Ey bedbaht mülhid! Ben felillahi’l-hamd Müslüman’ım. Her zamanda, kudsî milletimin üç yüz elli milyon efradı vardır. Böyle ebedî bir uhuvveti tesis eden ve dualarıyla bana yardım eden ve içinde Kürtlerin ekseriyet-i mutlakası bulunan üç yüz elli milyon kardeşi, unsuriyet ve menfî milliyet fikrine feda etmek ve o mübarek hadsiz kardeşlere bedel, Kürt namını taşıyan ve Kürt unsurundan addedilen mahdud birkaç dinsiz veya mezhepsiz bir mesleğe girenleri kazanmaktan yüz bin defa istiaze ediyorum!..
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل حصة هذه الطائفة من القومية هي متعةٌ مؤقتة في مدة محدودة، ثم دفعهم إلى الحسرات والبكاء مدة مديدة؟
    Ey mülhid! Senin gibi ahmaklar lâzım ki Macar kâfirleri veyahut dinsiz olmuş ve Frenkleşmiş birkaç Türkleri muvakkaten, dünyaca dahi faydasız uhuvvetini kazanmak için üç yüz elli milyon hakiki, nurani, menfaattar bir cemaatin bâki uhuvvetlerini terk etsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أم أن سعادة دنياهم ولذة حياتهم هي في أداء الشكر على نعمة الشباب، بصرف ذلك العهد اللذيذ في الاستقامة -لا في السفاهة - وذلك لإبقاء ذلك الشباب الفاني إبقاءً معنوياً بالعبادة، وللفوز بشباب خالد في دار السعادة الأبدية، بالتزام الاستقامة في ذلك العهد.
    Yirmi Altıncı Mektup’un Üçüncü Mesele’sinde, delilleriyle menfî milliyetin mahiyetini ve zararlarını gösterdiğimizden ona havale edip yalnız o Üçüncü Mesele’nin âhirinde icmal edilen bir hakikati burada bir derece izah edeceğiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن كان لك شعور، ولو بمقدار ذرة، أجب عن هذه الأسئلة.
    O Türkçülük perdesi altına giren ve hakikaten Türk düşmanı olan hamiyet-füruş mülhidlere derim ki: Din-i İslâmiyet milletiyle ebedî ve hakiki bir uhuvvet ile Türk denilen bu vatan ehl-i imanıyla şiddetli ve pek hakiki alâkadarım. Ve bin seneye yakın, Kur’an’ın bayrağını cihanın cihat-ı sittesinin etrafında galibane gezdiren bu vatan evlatlarına, İslâmiyet hesabına müftehirane ve taraftarane muhabbettarım.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الحاصل: لو كانت الأمة التركية قاصرةً على الطائفة السادسة، أي على الشباب وحدهم، وكانت فتوتُهم خالدة، وليس لهم دارٌ غير الدنيا، لكانت أعمالكم المشوبة بالتفرنج تحت ستار القومية التركية، تعدّ من الغيرة والحمية القومية، وعندئذٍ كان يمكنكم أن تقولوا لشخص مثلي ممن لا يكترث بأمور الدنيا إلّا قليلاً، ويعدّ العنصرية داءً وبيلاً -كداء السيلان- ويسعى لصرف الشبان عن الأهواء والرغبات غير المشروعة، وقد ولد في ديار أخرى، أقول: كان يمكنكم أن تقولوا: إنه كردي لا تتبعوه! ولربما تكسبون بقولكم هذا حقاً.
    Sen ise ey hamiyet-füruş sahtekâr! Türk’ün mefahir-i hakikiye-i milliyesini unutturacak bir surette mecazî ve unsurî ve muvakkat ve garazkârane bir uhuvvetin var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن لما كان أبناء هذا الوطن -الذين يطلق عليهم اسم الترك- هم ستة أقسام -كما بينا آنفاً- فإن إلحاق الضرر بخمسة أقسام منهم وسلب راحتهم، وحصر راحةٍ دنيوية مؤقتة وخيمة العاقبة في قسم واحد منهم فقط بل إسكارهم بها لا شك أنه ليس وفاءً للأمة التركية بل هو عداء لها.
    Senden soruyorum: Türk milleti, yalnız yirmi ile kırk yaşı ortasındaki gafil ve heveskâr gençlerden ibaret midir? Hem onların menfaati ve onların hakkında hamiyet-i milliyenin iktiza ettiği hizmet, yalnız onların gafletini ziyadeleştiren ve ahlâksızlıklara alıştıran ve menhiyata teşci eden Frenk-meşrebane terbiyede midir? Ve ihtiyarlıkta onları ağlattıracak olan muvakkat bir güldürmekte midir? Eğer hamiyet-i milliye bunlardan ibaret ise ve terakki ve saadet-i hayatiye bu ise evet, sen böyle Türkçü isen ve böyle milliyet-perver isen; ben o Türkçülükten kaçıyorum, sen de benden kaçabilirsin!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنني من حيث العنصر لا أُعد من الترك، ولكن سعيت ومازلت أسعى بكل ما أُوتيت من قوة لصالح المتقين وللمبتلين بالمصائب وللشيوخ وللأطفال وللفقراء من الأتراك، وأحاول أيضاً صرفَ الشباب -وهم الطائفة السادسة- عن أفعال غير مشروعة تسمم حياتَهم الدنيوية وتبيد حياتهم الأخروية، وتسوق إلى سنةٍ من البكاء على ضحك لم يدُم ساعة.
    Eğer zerre miktar hamiyet ve şuurun ve insafın varsa şimdiki taksimata bak, cevap ver. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهذا هو دأبي منذ عشرين سنة -وليس في هذه السنين الست أو السبع- إذ ما نشرتُه من رسائل باللغة التركية واستلهمتُها من نور القرآن الكريم، موجودة أمام الجميع.
    Türk milleti denilen şu vatan evladı altı kısımdır:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم إن الآثار التي اُقتبسَت من كنـز أنوار القرآن الكريم -ولله الحمد- قد أظهرت للمتقين الصالحين النورَ الذي يحتاجونه بشدة، وبيّنت للمرضى والمبتلين أن أنجع العلاجات والبلسم الشافي لهم هو في صيدلية القرآن المقدسة، وأثبت -بالأنوار القرآنية -للشيوخ القريبين من باب القبر أنه بابُ رحمة وليس بابَ إعدام. واستخرجت للأطفال الذين يحملون قلوباً لطيفة رقيقة -من كنـز القرآن الكريم- نقطةَ استناد قوية جداً تجاه المصائب والمهالك والمضرات وأبرزت نقطةَ استمداد فيها تكون محورَ آمال ورغبات لا حدّ لها لهم يستفيدون منها فعلاً. ورفعت -تلك الآثار- ثقلَ تكاليف الحياة المرهقة عن كاهل الفقراء الضعفاء والتي ينسحقون تحتها، خفَّفتها عنهم بحقائق الإيمان القرآنية.
    Birinci kısmı, ehl-i salahat ve takvadır. İkinci kısmı, musibetzede ve hastalar taifesidir. Üçüncü kısmı, ihtiyarlar sınıfıdır. Dördüncü kısmı, çocuklar taifesidir. Beşinci kısmı, fakirler ve zayıflar taifesidir. Altıncı kısmı, gençlerdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فنحن نسعى لنفع هذه الطوائف الخمس من الأقسام الستة من الأمة التركية، أما القسم السادس وهم الشباب، فلنا أخوّة صادقة مع الطيبين منهم، علماً أنه لا صداقة لنا بأي جهة من الجهات مع من هم من أمثالك من الملحدين، لأننا لا نعدّ الملحد المنسلخ عن ملة الإسلام -التي تضم مفاخر الأتراك الحقيقية- أنه من الأمة التركية، بل نعدّه أجنبياً تستّر بستار الترك. فمثل هؤلاء مهما زعموا أنهم يدعون إلى القومية التركية فإنهم لا يستطيعون أن يخدعوا أهلَ الحقيقة، لأن أفعالهم وتصرفاتهم تكذّب دعواهم.
    Acaba bütün evvelki beş taife Türk değiller mi? Hamiyet-i milliyeden hisseleri yok mu? Acaba altıncı taifeye sarhoşçasına bir keyif vermek yolunda, o beş taifeyi incitmek, keyfini kaçırmak, tesellilerini kırmak; hamiyet-i milliye midir, yoksa o millete düşmanlık mıdır? “El-hükmü li’l-ekser” sırrınca, eksere zarar dokunduran düşmandır; dost değildir!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا أيها الملحدون المتفرنجون الذين يسعون لصرف إخواني الحقيقيين عني بدعاياتكم! أي نفع تُسدونَه لهذه الأمة؟ إنكم تطفئون نور أهل التقوى والصلاح وهم الطائفة الأولى وتضعون السمّ على جروح من هم أحوج ما يكونون إلى الضماد والرحمة، وهم الطائفة الثانية.
    Senden soruyorum: Birinci kısım olan ehl-i iman ve ehl-i takvanın en büyük menfaati, Frenk-meşrebane bir medeniyette midir? Yoksa hakaik-i imaniyenin nurlarıyla saadet-i ebediyeyi düşünüp müştak ve âşık oldukları tarîk-i hakta sülûk etmek ve hakiki teselli bulmakta mıdır?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتسلبون سلوان من هم أليق بالاحترام والتوقير، بل تلقونهم في يأس مطلق، وهم الطائفة الثالثة.
    Senin gibi dalalet-pîşe hamiyet-füruşların tuttuğu meslek, müttaki ehl-i imanın manevî nurlarını söndürüyor ve hakiki tesellilerini bozuyor ve ölümü, idam-ı ebedî ve kabri, daimî bir firak-ı lâyezalî kapısı olduğunu gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتنقضون كلياً القوةَ المعنوية لمن هم أحوج ما يكونون إلى الشفقة وتطفئون إنسانيتهم الحقيقية، وهم الطائفة الرابعة.
    İkinci kısım olan musibetzede ve hastaların ve hayatından meyus olanların menfaati; Frenk-meşrebane, dinsizcesine medeniyet terbiyesinde midir? Halbuki o bîçareler bir nur isterler, bir teselli isterler. Musibetlerine karşı bir mükâfat isterler. Ve onlara zulmedenlerden intikamlarını almak isterler. Ve yakınlaştıkları kabir kapısındaki dehşeti def’etmek istiyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتخيبون آمال مَن هم أحوج إلى التعاون والعزاء حتى تجعلوا الحياة في نظرهم أفزع من الموت، وهم الطائفة الخامسة.
    Sizin gibilerin sahtekâr hamiyetiyle, pek çok şefkate ve okşamaya ve tımar etmeye çok lâyık ve muhtaç o bîçare musibetzedelerin kalplerine iğne sokuyorsunuz, başlarına tokmak vuruyorsunuz! Merhametsizcesine ümitlerini kırıyorsunuz, yeis-i mutlaka düşürüyorsunuz! Hamiyet-i milliye bu mudur? Böyle mi millete menfaat dokunduruyorsunuz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتسقون في غفلة الشباب شراباً عاقبتُه وخيمةٌ أليمة، مَن هم أحوج ما يكونون إلى الانتباه والإفاقة، وهم الطائفة السادسة.
    Üçüncü taife olan ihtiyarlar, bir sülüs teşkil ediyor. Bunlar kabre yakınlaşıyorlar, ölüme yaklaşıyorlar, dünyadan uzaklaşıyorlar, âhirete yanaşıyorlar. Böylelerin menfaati ve nuru ve tesellisi, Hülâgu ve Cengiz gibi zalimlerin gaddarane sergüzeştlerini dinlemesinde midir? Ve âhireti unutturacak, dünyaya bağlandıracak, neticesiz, manen sukut, zâhiren terakki denilen şimdiki nevi hareketinizde midir? Ve uhrevî nur, sinemada mıdır? Ve hakiki teselli, tiyatroda mıdır?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل القومية التي تضحون في سبيلها بكثير من المقدسات هي هذه الأمور؟
    Bu bîçare ihtiyarlar hamiyetten hürmet isterlerken, manevî bıçakla o bîçareleri kesmek hükmünde ve “İdam-ı ebedîye sevk ediliyorsunuz.” fikrini vermek ve rahmet kapısı tasavvur ettikleri kabir kapısını ejderha ağzına çevirmek “Sen oraya gideceksin.” diye manevî kulağına üflemek, hamiyet-i milliye ise böyle hamiyetten yüz bin defa el-iyazü billah!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أهكذا تقدّمون النفع إلى الأتراك بالقومية؟ أما أنا فأستعيذ بالله ألف ألف مرة من ذلك.
    Dördüncü taife ki çocuklardır. Bunlar, hamiyet-i milliyeden merhamet isterler, şefkat beklerler. Bunlar da zaaf ve acz ve iktidarsızlık noktasında; merhametkâr, kudretli bir Hâlık’ı bilmekle ruhları inbisat edebilir, istidatları mesudane inkişaf edebilir. İleride, dünyadaki müthiş ehval ve ahvale karşı gelebilecek bir tevekkül-ü imanî ve teslim-i İslâmî telkinatıyla o masumlar hayata müştakane bakabilirler. Acaba alâkaları pek az olduğu terakkiyat-ı medeniye dersleri ve onların kuvve-i maneviyesini kıracak ve ruhlarını söndürecek, nursuz, sırf maddî, felsefî düsturların taliminde midir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أيها السادة! إني أعلم أنكم عندما تُغلَبون في ميدان الحق تتشبثون بالقوة، ولكن لأن القوة في الحق وليس الحق في القوة، فلو جعلتم الدنيا على رأسي ناراً تتأجج، فإن هذا الرأس الذي أضحّي به فداءً للحقيقة القرآنية لا يخضع لكم أبداً.
    Eğer insan bir cesed-i hayvanîden ibaret olsaydı ve kafasında akıl olmasaydı; belki bu masum çocukları muvakkaten eğlendirecek terbiye-i medeniye tabir ettiğiniz ve terbiye-i milliye süsü verdiğiniz bu Frengî usûl, onlara çocukçasına bir oyuncak olarak, dünyevî bir menfaati verebilirdi. Mademki o masumlar hayatın dağdağalarına atılacaklar, mademki insandırlar; elbette küçük kalplerinde çok uzun arzuları olacak ve küçük kafalarında büyük maksatlar tevellüd edecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإني أُعلمكم أيضاً ؛ أنه لو عاداني ألوفٌ من أمثالكم، وليس أناساً محدودين مكروهين في نظر الأمة، فلا أعير لهم أهمية تذكر أكثر مما اهتم بحيوانات مضرة.
    Madem hakikat böyledir; onlara şefkatin muktezası, gayet derecede fakr ve aczinde, gayet kuvvetli bir nokta-i istinadı ve tükenmez bir nokta-i istimdadı; kalplerinde iman-ı billah ve iman-ı bi’l-âhiret suretiyle yerleştirmek lâzımdır. Onlara şefkat ve merhamet bununla olur. Yoksa divane bir validenin, veledini bıçakla kesmesi gibi hamiyet-i milliye sarhoşluğuyla, o bîçare masumları manen boğazlamaktır. Cesedini beslemek için beynini ve kalbini çıkarıp ona yedirmek nevinden, vahşiyane bir gadirdir, bir zulümdür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ماذا عساكم أن تفعلوا بي؟
    Beşinci taife, fakirler ve zayıflar taifesidir. Acaba, hayatın ağır tekâlifini fakirlik vasıtasıyla elîm bir tarzda çeken fakirlerin ve hayatın müthiş dağdağalarına karşı çok müteessir olan zayıfların, hamiyet-i milliyeden hisseleri yok mudur?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن أقصى ما يمكنكم فعله هو إنهاء حياتي، أو إعاقة خدماتي للقرآن. إذ لا تعدو علاقتي بالدنيا هذين الأمرين.
    Bu bîçarelerin yeisini ve elemini artıran ve sefih bir kısım zenginlerin mel’abe-i hevesatı ve zalim bir kısım kavîlerin vesile-i şöhret ve şakaveti olan Frenk-meşrebane ve perde-birunane ve firavunane medeniyet-perverlik namı altında yaptığınız harekâtta mıdır? Bu bîçare fukaraların fakirlik yarasına merhem ise unsuriyet fikrinden değil belki İslâmiyet’in eczahane-i kudsiyesinden çıkabilir. Zayıfların kuvveti ve mukavemeti, karanlık ve tesadüfe bağlı, şuursuz, tabiî felsefeden alınmaz; belki hamiyet-i İslâmiye ve kudsî İslâmiyet milliyetinden alınır!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نحن نؤمن إيماناً يقينياً بدرجة الشهود أن الأجَل لا يتغير، وهو مقدّر بقدَره تعالى. لذا لا أتراجع قطعاً إن استشهدتُ في سبيل الحق، بل أنتظره بشوق عارم. وبخاصة أني شيخ كبير لا أتوقع أن أعيشَ أكثر من سنة. فإن أعظم ما أبغيه هو الفوز بعمر باق بالشهادة بدلاً عن هذا العمر الظاهري.
    Altıncı taife gençlerdir. Bu gençlerin gençlikleri eğer daimî olsaydı; menfî milliyetle onlara içirdiğiniz şarabın muvakkat bir menfaati, bir faydası olurdu. Fakat o gençliğin lezzetli sarhoşluğu; ihtiyarlıkla, elemle ayılması ve o tatlı uykunun ihtiyarlık sabahında esefle uyanmasıyla, o şarabın humarı ve sıkıntısı onu çok ağlattıracak. Ve o lezzetli rüyanın zevalindeki elem, ona çok hazîn teessüf ettirecek. “Eyvah! Hem gençlik gitti hem ömür gitti hem müflis olarak kabre gidiyorum, keşke aklımı başıma alsaydım.” dedirecek. Acaba bu taifenin hamiyet-i milliyeden hissesi, az bir zamanda muvakkat bir keyif görmek için pek uzun bir zamanda teessüfle ağlattırmak mıdır?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما من حيث العمل للقرآن الكريم؛ فلقد وهب لي الله سبحانه وتعالى برحمته؛ إخواناً ميامين في العمل للقرآن والإيمان. وستؤدَّى تلك الخدمة الإيمانية عند مماتي في مراكز كثيرة بدلاً من مركز واحد. ولو أسكتَ الموتُ لساني فستنطلق ألسنةٌ قوية بالنطق بدلاً عني وتديمُ تلك الخدمة.
    Yoksa onların saadet-i dünyeviyeleri ve lezzet-i hayatiyeleri; o güzel, şirin gençlik nimetinin şükrünü vermek suretinde, o nimeti sefahet yolunda değil belki istikamet yolunda sarf etmekle; o fâni gençliği, ibadetle manen ibka etmek ve o gençliğin istikametiyle dâr-ı saadette ebedî bir gençlik kazanmakta mıdır? Zerre miktar şuurun varsa söyle!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بل أستطيع القول: أن بذرة واحدة تحت التراب تنشئ بموتها حياةَ سنبلة وتتقلد مائة من الحبات الوظيفةَ بدلاً عن حبة واحدة.
    '''Elhasıl:''' Eğer Türk milleti, yalnız altıncı taife olan gençlerden ibaret olsa ve gençlikleri daimî kalsa ve dünyadan başka yerleri bulunmasa sizin Türkçülük perdesi altındaki Frenk-meşrebane harekâtınız, hamiyet-i milliyeden sayılabilirdi. Benim gibi hayat-ı dünyeviyeye az ehemmiyet veren ve unsuriyet fikrini frengî illeti gibi bir maraz telakki eden ve gençleri nâmeşru keyif ve hevesattan men’e çalışan ve başka memlekette dünyaya gelen bir adama “O Kürt’tür, arkasına düşmeyiniz.” diyebilirdiniz ve demeye bir hak kazanabilirdiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فآمل أن يكون موتي كذلك وسيلة لخدمة القرآن أكثر من حياتي.
    Fakat mademki Türk namı altında olan şu vatan evladı, sâbıkan beyan edildiği gibi altı kısımdır. Beş kısma zarar vermek ve keyiflerini kaçırmak, yalnız bir tek kısma muvakkat ve dünyevî ve âkıbeti meş’um bir keyif vermek, belki sarhoş etmek; elbette o Türk milletine dostluk değil, düşmanlıktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Beşinci_Desise-i_Şeytaniye"></span>
    Evet, ben unsurca Türk sayılmıyorum fakat Türklerin ehl-i takva taifesine ve musibetzedeler kısmına ve ihtiyarlar sınıfına ve çocuklar taifesine ve zayıflar ve fakirler zümresine bütün kuvvetimle ve kemal-i iştiyakla müşfikane ve uhuvvetkârane çalışmışım ve çalışıyorum. Altıncı taife olan gençleri dahi hayat-ı dünyeviyesini zehirlettirecek ve hayat-ı uhreviyesini mahvedecek ve bir saat gülmeye bedel, bir sene ağlamayı netice veren harekât-ı nâmeşruadan vazgeçirmek istiyorum. Yalnız bu altı yedi sene değil belki yirmi senedir Kur’an’dan ahzedip Türkçe lisanıyla neşrettiğim âsâr meydandadır.
    === الدسيسة الشيطانية الخامسة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الموالين للضلالة يرومون سحب إخواني عني مستفيدين من الأنانية والغرور الكامن في الإنسان. وفي الحقيقة إن أخطر وأضعفَ عِرق ينبض في الإنسان إنما هو عِرق الغرور، إذ يمكنهم بالتربيت على ذلك العِرق وتلطيفه أن يدفعوه إلى كثير من المفاسد.
    Evet lillahi’l-hamd, Kur’an-ı Hakîm’in maden-i envarından iktibas edilen âsâr ile ihtiyar taifesinin en ziyade istedikleri nur gösteriliyor. Musibetzedelerin ve hastaların tiryak gibi en nâfi’ ilaçları, eczahane-i kudsiye-i Kur’aniyede gösteriliyor. Ve ihtiyarları en ziyade düşündüren kabir kapısı, rahmet kapısı olduğu ve idam kapısı olmadığı, o envar-ı Kur’aniye ile gösterildi. Ve çocukların nazik kalplerinde hadsiz mesaib ve muzır eşyaya karşı gayet kuvvetli bir nokta-i istinad ve hadsiz âmâl ve arzularına medar bir nokta-i istimdad, Kur’an-ı Hakîm’in madeninden çıkarıldı ve gösterildi ve bilfiil istifade ettirildi. Ve fukaralar ve zuafalar kısmını en ziyade ezen ve müteessir eden hayatın ağır tekâlifi, Kur’an-ı Hakîm’in hakaik-i imaniyesiyle hafifleştirildi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يا إخواني! كونوا حذرين، لئلا يترصدوكم في هذا الجانب فيصيدوكم من هذا العِرق؛ عِرق الغرور.
    İşte bu beş taife ki Türk milletinin altı kısmından beş kısmıdır, menfaatlerine çalışıyoruz. Altıncı kısım ki gençlerdir. Onların iyilerine karşı ciddi uhuvvetimiz var. Senin gibi mülhidlere karşı hiçbir cihetle dostluğumuz yok! Çünkü ilhada giren ve Türk’ün hakiki bütün mefahir-i milliyesini taşıyan İslâmiyet milliyetinden çıkmak isteyen adamları Türk bilmiyoruz, Türk perdesi altına girmiş Frenk telakki ediyoruz. Çünkü yüz bin defa Türkçüyüz deyip dava etseler ehl-i hakikati kandıramazlar. Zira fiilleri, harekâtları, onların davalarını tekzip ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ أهل الضلالة في هذا العصر قد امتطَوا «أنا» فهو يجوب بهم في وديان الضلالة. فأهلُ الحق لا يستطيعون خدمةَ الحق إلّا بترك «أنا»، وحتى لو كانوا على حق وصواب في استعمالهم «أنا» فعليهم تركُه، لئلا يشبهوا أولئك، إذ يكونون موضعَ ظنهم أنهم مثلهم يعبدون النفس. لذا فإن عدم ترك «أنا» بخسٌ للحق تجاه خدمة الحق.
    İşte ey Frenk-meşrepler ve propagandanızla hakiki kardeşlerimi benden soğutmaya çalışan mülhidler! Bu millete menfaatiniz nedir? Birinci taife olan ehl-i takva ve salahatin nurunu söndürüyorsunuz. Merhamete ve tımar etmeye şâyan ikinci taifesinin yaralarına zehir serpiyorsunuz. Ve hürmete çok lâyık olan üçüncü taifenin tesellisini kırıyorsunuz, yeis-i mutlaka atıyorsunuz. Ve şefkate çok muhtaç olan dördüncü taifenin bütün bütün kuvve-i maneviyesini kırıyorsunuz ve hakiki insaniyetini söndürüyorsunuz. Ve muavenet ve yardıma ve teselliye çok muhtaç olan beşinci taifenin ümitlerini, istimdadlarını akîm bırakıp onların nazarında hayatı, mevtten daha ziyade dehşetli bir surete çeviriyorsunuz. İkaza ve ayılmaya çok muhtaç olan altıncı taifesine, gençlik uykusu içinde öyle bir şarap içiriyorsunuz ki o şarabın humarı pek elîm, pek dehşetlidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    زد على ذلك أنَّ الخدمة القرآنية التي اجتمعنا عليها ترفض «أنا» وتطلب «نحن»، فلا تقولوا: أنا! بل قولوا: نحن.
    Acaba bu mudur hamiyet-i milliyeniz ki o hamiyet-i milliye uğrunda çok mukaddesatı feda ediyorsunuz. O Türkçülük menfaati, Türklere bu suretle midir? Yüz bin defa el-iyazü billah!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولاشك أنكم قد اقتنعتم أنَّ أخاكم هذا الفقير لم يبرز إلى الميدان بـ «أنا»، ولا يجعلكم خُداماً لأنانيته، بل أراكم نفسَه خادماً للقرآن لا يملك أنانيةً، فليس هو إلّا قد اتخذ -كما بيّنه لكم- مسلكَ عدم الإعجاب بالنفس وعدم موالاة «أنا»، فضلاً عن أنه قد أثبت لكم بدلائلَ قاطعة أنَّ الآثار والمؤلفات المعدّة لإفادة الناس كافة هي مُلك الجميع، أي إنها ترشحات من القرآن الكريم لا يسع أحد أن يتملّكها بأنانيته.
    Ey efendiler! Bilirim ki hak noktasında mağlup olduğunuz zaman, kuvvete müracaat edersiniz. Kuvvet hakta olduğu, hak kuvvette olmadığı sırrıyla; dünyayı başıma ateş yapsanız hakikat-i Kur’aniyeye feda olan bu baş size eğilmeyecektir. Hem size bunu da haber veriyorum ki: Değil sizler gibi mahdud, manen millet nazarında menfur bir kısım adamlar, belki binler sizler gibi bana maddî düşmanlık etseler ehemmiyet vermeyeceğim ve bir kısım muzır hayvanattan fazla kıymet vermeyeceğim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولنفرض فرضاً محالاً أنني أتملك تلك الآثار بأنانيتي، ولكن مادام بابُ الحقيقة القرآنية هذا قد انفتح -كما قال أحد إخواني- فينبغي لأهل العلم والكمال أن يغضّوا النظر عن نقائصي وهوان شأني ولا يظلوا مستغنين عني مترددين في إسنادي.
    Çünkü bana karşı ne yapacaksınız? Yapacağınız iş, ya hayatıma hâtime çekmekle veya hizmetimi bozmak suretiyle olur. Bu iki şeyden başka dünyada alâkam yok.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعلى الرغم من أن آثار السلف الصالحين والعلماء المحققين خزينةٌ عظيمة تكفي وتفي بعلاج كل داء. فقد يكون لمفتاحِ خزينةٍ أهميةٌ أكثر من الخزينة نفسها، لأنها مقفولة. وباستطاعة المفتاح فتحُ خزائن كثيرة.
    Hayatın başına gelen ecel ise şuhud derecesinde kat’î iman etmişim ki tagayyür etmiyor, mukadderdir. Madem böyledir; Hak yolunda şehadet ile ölsem çekinmek değil, iştiyak ile bekliyorum. Bâhusus ben ihtiyar oldum, bir seneden fazla yaşamayı zor düşünüyorum. Zâhirî bir sene ömrü, şehadet vasıtasıyla kazanılan hadsiz bir ömr-ü bâkiye tebdil etmek; benim gibilerin en âlî bir maksadı, bir gayesi olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأظن أنَّ العلماء الفضلاء الذين لهم غرور علمي قوي، قد أدركوا أيضاً أن «الكلمات» المنشورة مفتاحٌ للحقائق القرآنية، وأنها سيفٌ ألماسي ينـزل على رؤوس أولئك الساعين لإنكار تلك الحقائق.
    Amma hizmet ise felillahi’l-hamd hizmet-i Kur’aniye ve imaniyede Cenab-ı Hak rahmetiyle öyle kardeşleri bana vermiş ki vefatım ile o hizmet bir merkezde yapıldığına bedel, çok merkezlerde yapılacak. Benim dilim ölüm ile susturulsa pek çok kuvvetli diller benim dilime bedel konuşacaklar, o hizmeti idame ederler. Hattâ diyebilirim: Nasıl ki bir tane tohum toprak altına girip ölmesiyle bir sümbül hayatını netice verir; bir taneye bedel, yüz tane vazife başına geçer. Öyle de mevtim, hayatımdan fazla o hizmete vasıta olur ümidini besliyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ألا فليعلم أولئك الحاملون لغرور علمي قوي، أنهم لا يكونون طلاباً لي، بل يكونون طلاباً وتلاميذ للقرآن الحكيم، وأنا لا أكون إلّا زميل دراسة معهم.
    === Beşinci Desise-i Şeytaniye ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بل حتى لو فُرض فرضاً محالاً أنني ادّعي الأستاذية، ولكن بما أننا قد وجدنا وسيلةً لإنقاذ طبقات أهل الإيمان كافة من العوام إلى الخواص من الشبهات والأوهام التي يتعرضون لها الآن، فعلى أولئك العلماء أن يجدوا وسيلةً أيسر منها أو يلتزموا هذه الوسيلة ويقوموا بتدريسها وتعهّدها.
    Ehl-i dalaletin tarafgirleri, '''enaniyetten''' istifade edip kardeşlerimi benden çekmek istiyorlar. Hakikaten insanda en tehlikeli damar, enaniyettir ve en zayıf damarı da odur. Onu okşamakla, çok fena şeyleri yaptırabilirler. Ey kardeşlerim! Dikkat ediniz; sizi enaniyette vurmasınlar, onunla sizi avlamasınlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ هناك زجراً عظيماً في حق علماء السوء، فليحذَر أهلُ العلم في هذا الزمان حذراً شديداً.
    Hem biliniz ki: Şu asırda ehl-i dalalet eneye binmiş, dalalet vâdilerinde koşuyor. Ehl-i hak, bilmecburiye eneyi terk etmekle hakka hizmet edebilir. Enenin istimalinde haklı dahi olsa; mademki ötekilere benzer ve onlar da onları kendileri gibi nefis-perest zannederler, hakkın hizmetine karşı bir haksızlıktır. Bununla beraber etrafına toplandığımız hizmet-i Kur’aniye, eneyi kabul etmiyor. “Nahnü” istiyor. “Ben demeyiniz, biz deyiniz.” diyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو افترضتم -كما يظن أعداؤنا- أنني أعمل في هذه الخدمة الإيمانية في سبيل إبراز أنانيتي وغروري. ولكن هناك أناس كثيرون اجتمعوا حول شخصٍ متفرعن اجتماعاً جاداً خالصاً تاركين غرورَهم، وعملوا بترابط قوي في سبيل مقصد دنيوي وقومي، أوَ ليس لأخيكم هذا حق في مطالبتكم الاجتماعَ بتساند وترابط حول الحقائق القرآنية وبترك الأنانية، كتساند عرفاء تلك القيادة الدنيوية؟ أوَ ليس أكبر علمائكم غيرَ محق كذلك في عدم تلبية ندائه؟ مع أنه يستر أنانيته ويدعو إلى الالتفاف حول الحقائق القرآنية والإيمانية.
    Elbette kanaatiniz gelmiş ki bu fakir kardeşiniz ene ile meydana çıkmamış. Sizi enesine hâdim yapmıyor. Belki enesiz bir hâdim-i Kur’anî olarak kendini size göstermiş. Ve kendini beğenmemeyi ve enesine taraftar olmamayı meslek ittihaz etmiş. Bununla beraber, kat’î deliller ile sizlere ispat etmiştir ki: Meydan-ı istifadeye vaz’edilen eserler, mîrî malıdır; yani Kur’an-ı Hakîm’in tereşşuhatıdır. Hiç kimse enesiyle onlara temellük edemez! Haydi farz-ı muhal olarak ben enemle o eserlere sahip çıkıyorum, benim bir kardeşimin dediği gibi: Madem bu Kur’anî hakikat kapısı açıldı, benim noksaniyetime ve ehemmiyetsizliğime bakılmayarak ehl-i ilim ve kemal arkamda bulunmaktan çekinmemeli ve istiğna etmemelidirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا إخواني! إنَّ أخطر جهة من الأنانية في عملنا هذا هو الحسد والغيرة، فإذا لم يكن العمل خالصاً لله وحده، فإن الحسد يتدخل فيفسد العمل. فكما أن إحدى يدي الإنسان لا تحسد الأخرى ولا تغار منها، وكذا لا تحسد عينُه أذنَه ولا يغار قلبُه من عقلِه، كذلك أنتم، فكلٌّ منكم في حكم عضو وحاسة في الشخص المعنوي لجماعتنا هذه. فواجبكم الوجداني ألّا يحسد بعضُكم بعضاً، بل يفتخر كلٌّ منكم بمزايا الآخر وينسَرُّ بها.
    Selef-i salihînin ve muhakkikîn-i ulemanın âsârları, çendan her derde kâfi ve vâfi bir hazine-i azîmedir fakat bazı zaman olur ki bir anahtar bir hazineden ziyade ehemmiyetli olur. Çünkü hazine kapalıdır fakat bir anahtar, çok hazineleri açabilir. Zannederim ki o enaniyet-i ilmiyeyi fazla taşıyan zatlar da anladılar ki: Neşrolunan Sözler, hakaik-i Kur’aniyenin birer anahtarı ve o hakaiki inkâr etmeye çalışanların başlarına inen birer elmas kılınçtır. O ehl-i fazl ve kemal ve kuvvetli enaniyet-i ilmiyeyi taşıyan zatlar bilsinler ki bana değil, Kur’an-ı Hakîm’e talebe ve şakird oluyorlar. Ben de onların bir ders arkadaşıyım.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بقي هناك أمر آخر، وهو أخطرُ الأمور، وهو: وجود الحسد والغيرة فيكم أو في أحبابكم تجاه أخيكم هذا الفقير. وهذا من أخطر الأمور. وفيكم علماءٌ أجلّاء متبحِّرون. وفي قسم من أهل العلم غرورٌ علمي ولو أنه متواضع بالذات، إلّا أنه -في تلك الجهة - مغرورٌ وأناني، فلا يدع غروره فوراً. ومهما التزم عقلُه وتمسّك قلبُه بالخدمة إلّا أن نفسَه تروم التميّز والظهور والشهرة من جراء ذلك الغرور العلمي. بل إنها ترغب حتى في إظهار المعارضة للرسائل المكتوبة. وعلى الرغم من أن قلبه يحب «الرسائل» وأن عقله يعجب بها ويجدها رفيعة، فإن نفسه تضمر عداءً آتياً من الغيرة العلمية وتتمنى تهوين شأن «الكلمات» كي تبلغها نتاجاتُ فكرِه، وتروّج مثلها، لذا أضطر اضطراراً أن أبلّغ هذا:
    Haydi farz-ı muhal olarak ben üstadlık dava etsem, madem şimdi ehl-i imanın tabakatını, avamdan havassa kadar, maruz kaldıkları evham ve şübehattan kurtarmak çaresini bulduk; o ulema ya daha kolay bir çaresini bulsunlar veyahut bu çareyi iltizam edip ders versinler, taraftar olsunlar. Ulemaü’s-sû hakkında bir tehdid-i azîm var. Bu zamanda ehl-i ilim ziyade dikkat etmeli.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن الذين هم ضمن دائرة هذه الدروس القرآنية، وظيفتُهم محصورة -من حيث العلوم الإيمانية- في شرح «الكلمات» المكتوبة وإيضاحها أو تنظيمها، حتى لو كانوا مجتهدين، وعلماء متبحّرين، لأنه قد علمنا بأمارات كثيرة: أننا موظفون بوظيفة الفتوى في هذه العلوم الإيمانية. فلو حاول أحدُهم ممن هو ضمن دائرتنا أن يكتب شيئاً بما استوحته نفسُه من الغرور العلمي -خارج نطاق الشرح والإيضاح- فإنه يكون بمثابة معارضة واهية وتقليد مشين. لأنه قد تحقق بالأدلة والأمارات:
    Haydi farz etseniz ki düşmanlarımızın zannı gibi ben, benlik hesabına böyle bir hizmette bulunuyorum. Acaba dünyevî ve millî bir maksat için çok zatlar enaniyeti terk edip firavun-meşrep bir adamın kemal-i sadakatle etrafına toplanıp şiddetli bir tesanüdle iş gördükleri halde; acaba bu kardeşiniz, hakikat-i Kur’aniye ve hakaik-i imaniye etrafında, kendi enaniyetini setretmekle beraber, o dünyevî komitenin onbaşıları gibi terk-i enaniyetle hakaik-i Kur’aniye etrafında bir tesanüdü sizden istemeye hakkı yok mudur? Sizin en büyük âlimleriniz de ona “Lebbeyk” dememesinde haksız değil midirler?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أن أجزاء «رسائل النور» ترشحات من فيض القرآن الكريم، وقد تكفّل كلٌّ منا -على وفق قاعدة توزيع المساعي وتقسيم الأعمال- بالقيام بوظيفة من وظائف العمل للقرآن، لنوصل تلك الترشحات الكوثرية إلى المحتاجين.
    Kardeşlerim, enaniyetin işimizde en tehlikeli ciheti, kıskançlıktır. Eğer sırf lillah için olmazsa kıskançlık müdahale eder, bozar. Nasıl ki bir insanın bir eli, bir elini kıskanmaz ve gözü, kulağına hased etmez ve kalbi aklına rekabet etmez. Öyle de bu heyetimizin şahs-ı manevîsinde her biriniz bir duygu, bir aza hükmündesiniz. '''Birbirinize karşı rekabet değil, bilakis birbirinizin meziyetiyle iftihar etmek, mütelezziz olmak bir vazife-i vicdaniyenizdir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Altıncı_Desise-i_Şeytaniye_şudur_ki"></span>
    Bir şey daha kaldı, en tehlikesi odur ki: İçinizde ve ahbabınızda, bu fakir kardeşinize karşı bir kıskançlık damarı bulunmak, en tehlikelidir. Sizlerde mühim ehl-i ilim de var. Ehl-i ilmin bir kısmında, bir enaniyet-i ilmiye bulunur. Kendi mütevazi de olsa o cihette enaniyetlidir. Çabuk enaniyetini bırakmaz. Kalbi, aklı ne kadar yapışsa da nefsi, o ilmî enaniyeti cihetinde imtiyaz ister, kendini satmak ister, hattâ yazılan risalelere karşı muaraza ister. Kalbi risaleleri sevdiği ve aklı istihsan ettiği ve yüksek bulduğu halde; nefsi ise enaniyet-i ilmiyeden gelen kıskançlık cihetinde zımnî bir adâvet besler gibi Sözler’in kıymetlerinin tenzilini arzu eder tâ ki kendi mahsulat-ı fikriyesi onlara yetişsin, onlar gibi satılsın. Halbuki bilmecburiye bunu haber veriyorum ki:
    === الدسيسة الشيطانية السادسة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي استغلال الشيطان حُبَّ الراحة والدعة والتطلع إلى تسنّم الوظائف لدى الإنسان.
    “Bu dürûs-u Kur’aniyenin dairesi içinde olanlar, allâme ve müçtehidler de olsalar vazifeleri –ulûm-u imaniye cihetinde– yalnız yazılan şu Sözler’in şerhleri ve izahlarıdır veya tanzimleridir. Çünkü çok emarelerle anlamışız ki: '''Bu ulûm-u imaniyedeki fetva vazifesiyle tavzif edilmişiz.''' Eğer biri, dairemiz içinde nefsin enaniyet-i ilmiyeden aldığı bir his ile şerh ve izah haricinde bir şey yazsa; soğuk bir muaraza veya nâkıs bir taklitçilik hükmüne geçer. Çünkü çok delillerle ve emarelerle tahakkuk etmiş ki Risale-i Nur eczaları, Kur’an’ın tereşşuhatıdır; bizler, taksimü’l-a’mal kaidesiyle her birimiz, bir vazife deruhte edip o âb-ı hayat tereşşuhatını muhtaç olanlara yetiştiriyoruz!..”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنَّ شياطين الجن والإنس لا يدعون ناحيةً إلّا ويهاجمون منها، فعندما يرون أحداً من أصدقائنا ذا قلب راسخ ووفاء تام ونية خالصة وهمة عالية، يلتفون عليه من جهات عدة ويشنون هجومهم عليه، كالآتي:
    === Altıncı Desise-i Şeytaniye şudur ki ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنهم يستغلون ما لديهم من حب للراحة والدعة ويستفيدون من مكانتهم في الوظائف ليفسدوا علينا مهمتنا، ويعيقوا خدمةَ القرآن، أو ليصرفوهم عن العمل للقرآن بدسائسَ ومكايدَ خبيثةٍ إلى حد يجدون لقسم منهم أعمالاً كثيرة ليغرقوهم فيها من دون أن يشعروا، كيلا يجدوا متسعاً من الوقت للعمل للقرآن، أو يقدّموا لقسم آخر أموراً دنيوية فاتنة ليثيروا فيهم الرغبات والهوى، لتصيبه الغفلة عن الخدمة.. وهكذا.
    İnsandaki '''tembellik''' ve '''ten-perverlik''' ve '''vazifedarlık''' damarından istifade eder. Evet, şeytan-ı ins ve cinnî her cihette hücum ederler. Arkadaşlarımızdan metin kalpli, sadakati kuvvetli, niyeti ihlaslı, himmeti âlî gördükleri vakit başka noktalardan hücum ederler. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعلى كل حال فإن طرق الهجوم هذه طويلة، إلّا أننا اختصرناها هنا محيلين الأمر إلى فطنتكم ونظركم الثاقب.
    İşimize sekte ve hizmetimize fütur vermek için onların tembelliklerinden ve ten-perverliklerinden ve vazifedarlıklarından istifade ederler. Onlar, öyle desiselerle onları hizmet-i Kur’aniyeden alıkoyuyorlar ki haberleri olmadan bir kısmına fazla iş buluyorlar, tâ ki hizmet-i Kur’aniyeye vakit bulmasın. Bir kısmına da dünyanın cazibedar şeylerini gösteriyorlar ki hevesi uyanıp hizmete karşı bir gaflet gelsin ve hâkeza…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا إخوتي! اعلموا! واحذروا! إن مهمتكم هذه مقدسة وخدمتكم سامية، وإن كلَّ ساعة من ساعاتكم ثمينةٌ إلى حدٍ يمكن أن تكون بمثابة عبادة يوم كامل.. اعلموا هذا جيداً لئلا تضيعَ منكم وتفوت.
    Bu hücum yolları uzun çeker. Bu uzunlukta kısa keserek dikkatli fehminize havale ederiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ يَٓا اَيُّهَا الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّٰهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
    '''Ey kardeşlerim! Dikkat ediniz; vazifeniz kudsiyedir, hizmetiniz ulvidir. Her bir saatiniz, bir gün ibadet hükmüne geçebilecek bir kıymettedir. Biliniz ki elinizden kaçmasın!'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِاٰيَات۪ي ثَمَنًا قَل۪يلًا ﴾
    يَٓا اَيُّهَا الَّذٖينَ اٰمَنُوا اص۟بِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّٰهَ لَعَلَّكُم۟ تُف۟لِحُونَ ۝ وَلَا تَش۟تَرُوا بِاٰيَاتٖى ثَمَنًا قَلٖيلًا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَۚ ❀ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَل۪ينَۚ ❀ وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾
    سُب۟حَانَ رَبِّكَ رَبِّ ال۟عِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى ال۟مُر۟سَلٖينَ وَ ال۟حَم۟دُ لِلّٰهِ رَبِّ ال۟عَالَمٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِىِّ الْأُمِّىِّ الْحَبيبِ الْعَالِى الْقَدْرِ الْعَظيمِ الْجَاهِ وَعَلَى أٰلِه وَصَحْبِه وَسَلِّمْ. أٰمين
    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّم۟ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نِ النَّبِىِّ ال۟اُمِّىِّ ال۟حَبٖيبِ ال۟عَالِى ال۟قَد۟رِ ال۟عَظٖيمِ ال۟جَاهِ وَ عَلٰى اٰلِهٖ وَ صَح۟بِهٖ وَ سَلِّم۟ اٰمٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    1.102. satır: 956. satır:
    </div>
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Altıncı_Risale_Olan_Altıncı_Kısmın_Zeyli_Es’ile-i_Sitte"></span>
    === Altıncı Risale Olan Altıncı Kısmın Zeyli Es’ile-i Sitte ===
    === ذيل القسم السادس الأسئلة الستة ===
    </div>
     
    كُتب هذا الذيل (للتداول الخاص)، لتجنُّب ما يرد في المستقبل من كلمات الإهانة وشعور الكراهية، أي؛ لئلا يصيبَ بصاقُ إهانتهم وجوهنا أو لمَسحه عنها عندما يقال: تباً لرجال ذلك العصر العديمي الغيرة!
     
    وكتب تقريراً ولائحة لترنّ آذانٌ صمّ، آذان رؤساء أوروبا المتوحشين المتسترين بقناع الإنسانية.. ولينغرز في العيون المطموسة، عيون أولئك العديمي الضمير الجائرين الذين سلطوا علينا هؤلاء الظلمة الغدّارين.. وليُنـزل صفعةً كالمطرقة على رؤوس عَبيد المدنية الدنية التي أذاقت البشريةَ في هذا العصر آلاماً جهنمية حتى صرخت في كل مكان: لتعش جهنم!
     
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
     
    ﴿ وَمَا لَنَٓا اَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّٰهِ وَقَدْ هَدٰينَا سُبُلَنَاۜ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلٰى مَٓا اٰذَيْتُمُونَاۜ وَعَلَى اللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ (إبراهيم: ١٢)
     
    لقد حدثت في الفترة الأخيرة اعتداءاتٌ شنيعة كثيرة على حقوق المؤمنين الضعفاء، من الملحدين المتخفين وراء الأستار، وأخصُّ بالذكر اعتداءهم عليّ تعدياً صارخاً، باقتحامهم مسجدي الخاص الذي عمّرته بنفسي، وكنا فيه مع ثلة من رفقائي الأعزاء، نؤدي العبادة، ونرفع الأذان والإقامة سراً. فقيل لنا: لِمَ تقيمون الصلاة باللغة العربية وترفعون الأذان سراً؟
     
    نفد صبري في السكوت عليهم: وها أنذا لا أخاطب هؤلاء السفلةَ الدنيئين الذين حُرموا من الضمير، وليسوا أهلاً للخطاب، بل أخاطب أولئك الرؤساء المتفرعنين في القيادة الذين يلعبون بمقدرات الأمة حسب أهواء طغيانهم. فأقول:
     
    يا أهل الإلحاد والبدعة! إني أطالبكم بالإجابة عن ستة أسئلة.
     
    السؤال الأول:
     
    إنَّ لكل حكومة، مهما كانت، ولكل قوم، بل حتى أولئك الذين يأكلون لحم البشر، بل حتى رئيس أية عصابة شرسة، منهجاً وأصولاً ودساتير، يحكمون وفقها.
     
    فعلى أي أساس من دساتيركم وأصولكم تتعدّون هذا التعدي الفاضح. أظهروه لنا. أم أنكم تحسبون أهواء عدد من الموظفين الحقراء قانوناً؟ إذ ليس هناك قانون في العالم يسمح بالتدخل في عبادة شخصية خاصة! ولا يسنّ قانون في ذلك قطعاً.
     
    السؤال الثاني:
     
    إن دستور حرية الضمير (حرية المعتقد الديني) مهيمنٌ بصورة عامة في العالم قاطبة، ولاسيما في هذا العصر، عصر الحريات، وبخاصة في نطاق المدنية الحاضرة.
     
    فإلى أيةِ قوة تستندون أنتم في جرأتكم هذه، بخروجكم على هذا الدستور، واستخفافكم به، مما يُعدّ إهانة للبشرية كلِّها، وإهمالاً لرفضها لعملكم؟ وأية قوة لديكم حتى تمسكتم بالإلحاد وكأنه دين لكم في الوقت الذي أطلقتم على أنفسكم اسم «اللادينية» وأعلنتم عدم التعرض للدين وللإلحاد على السواء.
     
    بيد أنكم تتعدَّون على حقوق أهل الدين إلى حدٍ كبير، فلاشك أن أعمالكم هذه لن تبقى في طيّ الخفاء، بل ستُسألون عنها. وعندها بماذا تجيبون؟
     
    فها أنتم أولاء لا تطيقون رفضَ أصغر حكومة من الحكومات العشرين واعتراضَها عليكم، فكيف بكم تجاه عشرين حكومة يرفضون معاً محاولتكم نقضَ حرية الضمير بالقوة وبالإكراه وكأنكم لا تحسبون حسابَ رفضهم.
     
    السؤال الثالث:
     
    بأي قانون وبأية قاعدة تكلّفون مَن هو شافعي المذهب مثلي، اتّباعَ فتوى تنافي صفاء المذهب الحنفي وسموّه، أفتى بها علماء السوء الذين باعوا ضمائرهم لمغنم دنيوي. (<ref>المقصود فتواهم بجواز إقامة الشعائر بغير اللغة العربية.</ref>)
     
    فلو حاولتم إزالة المذهب الشافعي -علماً أن متبعيه في هذا المسلك يعدّون بالملايين- وسعيتم لجعلهم أحنافاً، ثم أكرهتموني على اتباع هذه الفتوى إكراهاً بالقوة، ربما يكون ذلك قانوناً ظالماً من قوانين الملحدين أمثالكم، وإلّا فهو دناءة يقترفها بعضهم حسب أهوائه!.
     
    إننا لسنا تابعين لأهواء أمثال هؤلاء، ولا نعرفهم أصلاً.
     
    السؤال الرابع:
     
    أيُّ أصلٍ من أصولكم هذا الذي تستندون إليه في تكليف أمثالي ممن هم من قوم آخرين: أن أقم الصلاة باللغة التركية، بناءً على فتوى محرّفة مبتدعة، باسم العنصرية التركية التي تعني التفرنج المنافي كلياً لقومية وأعراف وعادات هذه الأمة التي امتزجت واتحدت بالإسلام منذ القدم واحترمته.
     
    وعلى الرغم من أنني على علاقة وثيقة وصداقة صميمة وأخوة خالصة بالأتراك الحقيقيين، فإني لست على علاقة أبداً مع الدعوة القومية لأمثالكم من المتفرنجين.
     
    فكيف تكلفوني بذلك؟ وبأي قانون؟
     
    إنَّ الأكراد الذين يبلغ تعدادُهم الملايين، لم ينسَوا قوميتهم ولا لسانَهم منذ ألوف السنين، وكانوا أخوةً حقيقيين للأتراك في الوطن، ورفاقَهم في سوح الجهاد منذ سالف العصور، أقول : إن أزلتم قوميتَهم وأنسيتموهم لسانَهم، فلربما يكون تكليفكم هذا لأمثالنا -ممن يعدّون من عنصر آخر- دستوراً همجياً من دساتيركم. وإلّا فهو مجرد هوىً وتصرّف اعتباطي لا غير.
     
    ألا إنَّ أهواء الأشخاص لا تُتبع، ولا نتبعها نحن.
     
    السؤال الخامس:
     
    إنَّ أيةَ حكومة كانت لها أن تطبق قوانينَها على رعيتها ومن تعدّهم من رعاياها، ولكنها لا تستطيع أن تجري قوانينها على من لا تعدّهم من رعاياها، لأن أولئك يقولون:
     
    لمّا لم نكن من رعاياكم، فلستم حكومتنا كذلك.
     
    زد على ذلك أن عقابين اثنين لا ينـزلان في آن واحد على شخص، في دولة من الدول. فإما أن يُعدم القاتل، أو يُلقى به في السجن، ولا يجوز تنفيذ السجن والإعدام معاً عليه.
     
    وفي ضوء هذا، فإنني لم ألحق أيَّ ضرر كان للوطن أو الأمة ومع ذلك فقد وضعتموني في الأسر طوال ثماني سنوات، وعاملتموني معاملة لا يعامل بها حتى من كان مجرماً حقاً ومن قوم آخرين، بل من أبعد الأجانب عن البلاد.
     
    ولقد سلبتموني حريتي، وأسقطتموني من الحقوق المدنية، مع أنكم أصدرتم العفو عن المجرمين، ولم يقل أحدٌ منكم: إن هذا الشخص أيضاً من أبناء هذا الوطن.
     
    فبأي قانون من قوانينكم تكلفون شخصاً غريباً عنكم مثلي من كل جهة بدساتيركم هذه المناقضة للحرية والتي طبقتموها على أمتكم المنكوبة خلاف رضاهم؟
     
    ولما كنتم قد اعتبرتم البطولات الجسام في سبيل الحفاظ على الوطن والجهاد بالنفس والنفيس -التي أصبحتُ وسيلة لها بشهادة قواد الجيش في الحرب العالمية الأولى- (<ref>من المعلوم أن الأستاذ كان قائداً من قواد الفدائيين في الحرب العالمية الأولى، وقد اشترك هو مع تلاميذه في قتال الروس وجُرح في آخر معركة اشترك فيها، وأُسر من قبل القوات الروسية وبقي في الأسر في معتقل في شمالي روسيا سنتين وأربعة أشهر حتى استطاع الهرب سنة ١٩١٧ اثر الانقلاب الشيوعي وما صاحبه من فوضى في روسيا.</ref>) اعتبرتموها جريمة، كما اعتبرتم السعي الجاد للحفاظ على الأخلاق الفاضلة للأمة المنكوبة، وضمانَ سعادتها الدنيوية والأخروية خيانة .
     
    ومادمتم قد عاقبتم من لا يرضى أن يطبق في نفسه أصولَكم ومنهجكم المتفرنج الإلحادي الذي لا نفع فيه بل ملؤه الضرر والهلاك، بثماني سنوات من الحياة تحت المراقبة والترصد (والآن أصبحت ثمانياً وعشرين سنة)، مع أن العقاب لا يكون إلّا واحداً، فرفضتُه. ولكنكم أكرهتموني عليه وأذقتموني إياه.
     
    فبأي قانون تنـزلون بي عقاباً آخر؟
     
    السؤال السادس:
     
    إنكم ترون أن لنا خلافاً ومعارضة كلية معكم، ومعاملاتكم القاسية شاهدة على ذلك. فأنتم تضحون بدينكم وآخرتكم في سبيل دنياكم. ونحن بدورنا مستعدون على الدوام للتضحية بدنيانا في سبيل ديننا، وفي سبيل آخرتنا، وهذا هو سر المعارضة التي بيننا حسب ظنكم.
     
    ولاجرم أن التضحية ببضع سنين من حياتنا التي تمضي في ذل وهوان في ظل حكمكم القاسي قساوةَ الوحوش لنكسبَ بها شهادةً خالصة في سبيل الله، تعدّ ماء كوثر لنا.
     
    ولكن استناداً إلى فيض القرآن الحكيم وإشاراته، أخبركم بالآتي لترتعد فرائصكم:
     
    إنكم لن تعيشوا بعد قتلي، فإن يداً قاهرة ستأخذكم من دنياكم التي هي جنتُكم وأنتم مغرمون بها، وتطردكم عنها، وتقذف بكم فوراً إلى ظلمات أبدية، وسيُقتَل بعدي رؤساؤكم الذين تَنمرَدوا وطغَوا قِتلةَ الدواب، ويُرسَلون إليّ، وسأمسك بخناقهم أمام الحضرة الإلهية، وسآخذ حقي منهم بإلقاء العدالة الإلهية إياهم في أسفل سافلين.
     
    أيها الشقاة الذين باعوا دينهم وآخرتهم بحطام الدنيا!
     
    إن كنتم تريدون أن تعيشوا حقاً فلا تتعرضوا لي ولا تمسّوني بسوء، وإن تعرضتم فاعلموا أن ثأري سيؤخذ منكم أضعافاً مضاعفة.
     
    اعلموا هذا جيداً ولترتعد فرائصُكم!
     
    وإني آمل من رحمة الله سبحانه أن موتي سيخدم الدين أكثر من حياتي، وأن وفاتي ستنفلق على رؤوسكم انفلاق القنبلة، وستُشتِّت رؤوسَكم وتبعثرها.
     
    فإن كانت لكم جرأة، فتعرّضوا لي، فلئن كان لكم ما تفعلونه بي، لتَعلمن أن لكم ما تنتظرونه وتلاقونه من عقاب.
     
    أما أنا فسأتلو بكل ما أملك من قوة هذه الآية الكريمة إزاء جميع تهديداتكم:
     
    ﴿ اَلَّذ۪ينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ اِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ ا۪يمَانًاۗ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّٰهُ وَنِعْمَ الْوَك۪يلُ ﴾ (آل عمران: ١٧٣).
     
    <span id="Yedinci_Kısım_İşarat-ı_Seb’a"></span>
    == القسم السابع وهو الإشارات السبع ==
     
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
     
    ﴿ فَاٰمِنُوا بِاللّٰهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْاُمِّيِّ الَّذ۪ي يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَكَلِمَاتِه۪ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ (الأعراف: ١٥٨)
     
    ﴿ يُر۪يدُونَ اَنْ يُطْفِؤُ۫ا نُورَ اللّٰهِ بِاَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّٰهُ اِلَّٓا اَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ (التوبة: ٣٢)
     
    هذا القسم عبارة عن سبع إشارات، كتب جواباً عن ثلاثة أسـئلة، والسؤال الأول منها يتضمن أربع إشارات.
     
    === الإشارة الأولى ===
     
    إن مستندَ الذين يحاولون تغيير الشعائر الإسلامية وتبديلها، وحجتَهم نابعةٌ من تقليد الأجانب تقليداً أعمى، كما هو في كل الأمور الفاسدة. فهم يقولون:
     
    «إنَّ المهتدين في لندن، والذين دخلوا في حظيرة الإيمان من الأجانب يترجمون كثيراً من الأمور أمثال الأذان والإقامة للصلاة، إلى ألسنتهم، ويعملون بها في بلادهم، والعالم الإسلامي إزاء عملهم هذا ساكت، لا يعترض عليهم، فإذن هناك جواز شرعي في عملهم هذا بحيث يجعلهم يلزمون الصمت إزاءه!».
     
    الجـواب: إنَّ الفرق في هذا القياس ظاهر جداً، وليس من شأن ذي شعور تقليدهم، وقياس الأمور عليهم مهما كان. لأنَّ بلاد الأجانب يُطلق عليها في لسان الشريعة «دار الحرب». فكثير من الأمور لها جواز شرعي في «دار الحرب»، ولا مساغ لها في «دار الإسلام».
     
    ثم إن بلاد الإفرنج تتميز بقوة النصرانية وشوكتها. فليس هناك محيط يلقّن بلسان الحال ما يشيع مفاهيم الكلمات المقدسة ومعاني الاصطلاحات الشرعية، لذا فبالضرورة رُجّحت المعاني القدسية على الألفاظ المقدسة، أي تُركت الألفاظُ حفاظاً على المعاني، أي أُختير أخف الضررين، وأهون الشرين.
     
    أما في «دار الإسلام»؛ فإن المحيط يرشد ويلقن المسلمين بلسان الحال المعاني الإجمالية لتلك الكلمات المقدسة، إذ إن جميع المحاورات، والمسائل الدائرة بين المسلمين حول الأعراف والعادات والتاريخ الإسلامي، والشعائر الإسلامية عامة، وأركان الإسلام كافة تلقّن باستمرار المعاني المجملة لتلك الكلمات المقدسة لأهل الإيمان. حتى إن معابدَ هذه البلاد ومدارسَها الدينية، بل حتى شواهد القبور في المقابر، تؤدي مهمة ملقّن ومعلّم تُذكّر المؤمنين بتلك المعاني المقدسة.
     
    فيا ترى إنَّ مَن يعدّ نفسه مسلماً، ويتعلم يومياً خمسين كلمة من الكلمات الأجنبية في سبيل مصلحة دنيوية؛ إن لم يتعلم في خمسين سنة ما يكررها كل يوم خمسين مرة من الكلمات المقدسة، أمثال (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر) ألا يتردى إلى أدنى من الحيوان بخمسين مرة؟ ألا إن هذه الكلمات المقدسة لا تُحرّف، ولا تُترجم، ولا تُهجَر لأجل هؤلاء الأنعام!. بل إن هجر هذه الكلمات وتحريفها ما هو إلّا نقض لشواهد القبور كلّها وتسويتها بالتراب وإعراض عن الأجداد، وإهانة لهم، واتخاذهم أعداءاً .. وعليه فهم يرتعدون في قبورهم من هول هذا التحقير والإهانة.
     
    إنَّ علماء السوء الذين انخدعوا بالملحدين، يقولون تغريراً بالأمة: لقد قال الإمام الأعظم (أبو حنيفة النعمان):
     
    «يجوز قراءة ترجمة الفاتحة بالفارسية، إن وجدت الحاجة، وحسب درجة الحاجة، لمن لا يعرف العربية أصلاً، في الديار البعيدة». فبناءً على هذه الفتوى، ونحن محتاجون، فلنا إذن أن نقرأها بالتركية. (<ref>لعل أصل الفتوى هو: «وأما إذا كان ما قرأ موافقاً لما في القرآن تجوز به الصلاة عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى لأنه تجوز قراءة القرآن بالفارسية وغيرها من الألسنة فيجعل كأنه قرأ القرآن بالسريانية والعبرانية فتجوز الصلاة عنده لهذا». المبسوط لشمس الدين السرخسي ٢٣٤/١.</ref>)
     
    الجواب: إنَّ جميع الأئمة العظام -سوى الإمام الأعظم- والأئمة الاثنى عشر المجتهدين، كلَّهم يفتون خلافَ فتوى الإمام الأعظم هذه. وإن الجادة الكبرى للعالم الإسلامي هي التي سلكها أولئك الأئمة العظام كلُّهم. فالأمة العظيمة لا تسير إلّا في الجادة الكبرى. فالذين يريدون أن يسوقوها إلى طريق مخصوصة وضيقة إنما يضلون الناس.
     
    إنَّ فتوى الإمام الأعظم، فتوى خاصة بخمس جهات:
     
    الأولى: إنها تخص أولئك القاطنين في دار أخرى، وبلاد بعيدة عن مركز «دار الإسلام».
     
    الثانية: إنها مبنية على الحاجة الحقيقية.
     
    الثالثة: إنها خاصة بترجمتها إلى الفارسية، التي تعد -في رواية- من لسان أهل الجنة.
     
    الرابعة: إنها حكمٌ بالجواز خصيصاً لسورة الفاتحة، لئلا يترك الصلاةَ من لا يعرف سورة الفاتحة.
     
    الخامسة: لقد أُظهر الجواز ليكون باعثاً لفهم العوام المعاني المقدسة، بحمية إسلامية نابعة عن قوة الإيمان، والحال إن تركَ أصلها العربي، وترجمتَها بدافع الهدم الناشئ من ضعف الإيمان، والنابع من فكر العنصرية والنفور من لسان العربية -الناجمة من ضعف الإيمان- ما هو إلّا دفع للناس إلى ترك الدين والخروج عليه.
     
    <span id="İkinci_İşaret"></span>
    === الإشارة الثانية ===
     
    إنَّ أهل البدعة الذين يغـيّرون الشعائر الإسلاميةَ، طلبوا أولاً فتوى من علماء السوء لتسويغ عملهم. فدلّوهم على الفتوى السابقة التي بيّنا أنها فتوى خاصة بخمسة وجوه.
     
    ثانياً: إن أهل البدعة قد استوحَوا فكراً مشؤوماً من الانقلابيين الأجانب، وهو:
     
    إن أوروبا لم يعجبْها مذهب الكاثوليك. فالتزم الثوار والانقلابيون والفلاسفة قَبْلَ الناس مذهب البروتستانية الذي كان يعدّ من البدع والاعتزال، حسب مذهب الكاثوليكية، وقد استفادوا من الثورة الفرنسية، فهدموا قسماً من الكاثوليكية، وأعلنوا البروتستانية.
     
    فأدعياء الحَمية هنا، في هذه البلاد، وقد اعتادوا التقليد الأعمى، يقولون:
     
    «لما كان هذا الانقلاب قد حدث في الديانة النصرانية، وقد عُدّ الانقلابيون في بداية الأمر مرتدين، ثم قُبلوا أيضاً نصارى، فيمكن إذن أن يحدث في الإسلام أيضاً انقلاب ديني كهذا».
     
    الجواب: إنَّ الفرقَ في هذا القياس أظهر مما في الإشارة الأولى، لأن: الأسسَ الدينية في النصرانية قد أخذت وحدها عن سيدنا عيسى عليه السلام. بينما أكثر الأحكام التي تعود إلى الحياة الاجتماعية والفروع الشرعية قد وضعت من قبل الحواريين، وبقية الرؤساء الروحانيين، وأخذ القسم الأعظم منها من الكتب المقدسة السابقة. لأن سيدنا عيسى عليه السلام، لم يَتولَّ الحكم والسلطة، ولم يكن مرجعاً للقوانين الاجتماعية العامة، فلذلك أخذت القوانين العرفية والدساتير المدنية باسم الشريعة النصرانية، وكأن أسس دينه قد أُلبست ثياباً من الخارج وأُعطيت لها صورة أخرى. فلو بُدّلت هذه الصورة وغُيّر ذلك الثياب فإن أسس دينه لا تتبدل. ولا يؤدي هذا الأمر إلى تكذيبه وإنكاره.
     
    بينما سيدنا الرسول ﷺ الذي هو صاحب الدين والشريعة الإسلامية هو فخر العالم وسيد العالمين، وأصبح كلٌّ من الشرق والغرب و الأندلس والهند عرشاً من عروش سلطانه، فكما أنه ﷺ قد بين -بذاته- أسسَ الإسلام، فإن فروع ذلك الدين ودساتير أحكامه، بل حتى أصغر أمر جزئي من آدابه هو الذي أتى به، وهو الذي يخبر عنه وهو الذي يأمر به،
     
    بمعنى أن الأمورَ الفرعية في الشريعة الإسلامية ليست على صورة لباسٍ وثياب قابلة للتغيير والتبديل. بحيث لو بدّلت لظلت أسس الدين ثابتة، بل إنها جسد تلك الأسس وفي الأقل جلدها. إذ قد امتزجت والتحمَت معها بحيث لا تقبل التفريق والفصل. وأن تبديلها مباشرة يؤدي إلى تكذيب صاحب الشريعة وإنكاره.
     
    أما اختلاف المذاهب فقد نشأ من أسلوب فهم الدساتير النظرية التي بيّنها صاحب الشريعة. والدساتير التي هي «المُحكمات» والتي تسمى بالضروريات الدينية، فلا تقبل التأويل، ولا التبديل قطعاً بأي صورة كانت من الصور، ولن تكون موضع اجتهاد أبداً. فمن بدّلها فقد خرج على الدين وكان ضمن القاعدة: «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من القوس». (<ref>البخاري، فضائل القرآن ٣٦، الأدب ٩٥، التوحيد ٢٣، ٥٧؛ مسلم، الزكاة ١٤٢-١٤٨.</ref>)
     
    إنَّ أهل البدع لأجل تبرير إلحادهم، وخروجهم على الدين يجدون هذه الوسيلة، إذ يقولون:
     
    «لقد شُنّ هجوم على القسس والرؤساء الروحانيين ومذهب الكاثوليكية، الذي هو مذهبهم الخاص، وتم تخريب هذا المذهب في أحداث الثورة الفرنسية التي أدت إلى سلسلة من حوادث في عالم الإنسانية. ثم استصوب هجومهم هذا من قبل الكثيرين، وترقى الإفرنج بعد ذلك كثيراً!».
     
    الجواب: إن الفرق في هذا القياس -كسابقه- فرق ظاهر جداً، لأن النصرانية، ولا سيما مذهب الكاثوليك قد استغله رجالات الدولة وخواص الناس كأداة للتحكم والاستبداد. فكان الخواص يديمون نفوذهم على العوام بتلك الوساطة. حتى أصبحت وسيلة لسحق أصحاب الهمم والحمية من العوام الذين كانوا يُطلق عليهم اسم؛ (الفوضويين والدهماء)، وباتت وسيلة لسحق المفكرين من دعاة الحرية الذين كانوا يتصدون لاستبداد الخواص ومظالمهم. بل قد عُدّ ذلك المذهب هو السبب في سلب راحة الناس وبث الفوضى في الحياة الاجتماعية، بسبب الثورات التي حدثت في بلاد الإفرنج طوال ما يقارب أربعمائة سنة، لذا هوجم ذلك المذهب باسم مذهب آخر للنصرانية لا باسم الإلحاد. ونما السخط والعداء عليه لدى طبقة العوام ولدى الفلاسفة، حتى وقعت تلك الحادثة التاريخية المعروفة.
     
    بينما في الإسلام، لا يحق لأي مظلوم كان، ولا لأي مفكر كان أن يشكو من الدين المحمدي (على صاحبه الصلاة والسلام) والشريعة الإسلامية، لأن هذا الدين لا يسخطهم بل يحميهم، وهذا تاريخ الإسلام بين أيدينا، فلم تحدث صراعات دينية طوال التاريخ سوى حادثة أو حادثتين. بينما سبّب المذهب الكاثوليكي ثورات داخلية دامت أربعمائة سنة.
     
    ثم إن الإسلام قد أصبح حصناً حصيناً للعوام أكثر منه للخواص، إذ لا يجعل الخواص مستبدين على العوام بل يجعلهم خادمين لهم -من جهة -وذلك بوجوب الزكاة وتحريم الربا. إذ يقول: (خير الناس أنفعهم للناس).. (<ref>العجلوني، كشف الخفاء ٤٧٢/١، وانظر: الطبراني، المعجم الأوسط ٥٨/٦؛ البيهقي، شعب الإيمان ١١٧/٦.</ref>) (سيد القوم خادمهم). (<ref>الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ١٨٧/١٠؛ البيهقي، شعب الإيمان ٣٣٤/٦؛ الديلمي، المسند ٣٢٤/٢.</ref>)
     
    فضلاً عن أنه يستشهد العقل وينبهه بإحالة كثير من الأمور -في القرآن الكريم -إلى العقل، ويحثه على التدبر والملاحظة. بقوله تعالى: ﴿ اَفَلَا يَعْقِلُونَ... اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ... لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ..﴾ فيمنح لأهل العلم وأرباب الفكر والعقل بهذا مقاماً رفيعاً باسم الدين ويوليهم أهميةً خاصة، فلا يعزِل العقلَ، ولا يحجر على عقول أهل الفكر ويكمّم أفواهَهم، ولا يطلب التقليد الأعمى، كما هو في المذهب الكاثوليكي.
     
    إنَّ أساس النصرانية الحاضرة -لا النصرانية الحقة- وأساس الإسلام يفترقان في نقطة مهمة، لذا يسلك كل منهما طريقاً مغايرةً لطريق الآخر في كثير من الجهات الشبيهة بالفروق السابقة. وتلك النقطة المهمة هي:
     
    إنَّ الإسلام دين التوحيد الخالص، يسقط الوسائط والأسباب عن التأثير ويهوّن من شأن أنانية الإنسان، مؤسساً العبوديةَ الخالصة لله وحده. فيقطع دابرَ كلِّ نوعٍ من أنواع الربوبيات الباطلة، ويرفضها رفضاً باتاً بدءاً من ربوبية النفس الأمارة. لذا لو أصبح أحد الخواص متقياً، لاضطر إلى ترك الأنانية والغرور. ومن لم يترك الأنانية والغرور يتراخ في التدين، بل يدع قسماً من أمور الدين.
     
    أما في النصرانية الحاضرة، فلقد ارتضت عقيدةَ البُنوة، لذا تعطي للوسائط والأسباب تأثيراً حقيقياً، ولا تقاوم الأنانيةَ باسم الدين، بل تمنح الأنانية نوعاً من القداسة، وكأنها وكيل مقدس عن سيدنا عيسى عليه السلام. ولأجل هذا فإن خواص النصارى الذين يشغلون أرفع المقامات الدنيوية يستطيعون أن يكونوا متدينين تديناً كاملاً، ومنهم الكثيرون من أمثال: (ولسن) وهو الرئيس الأسبق لأمريكا، و (لويد جورج) رئيس الوزراء الأسبق لإنكلترا. فهؤلاء أصبحوا متدينين كأي قَسٍ متعصب لدينه.
     
    بينما في المسلمين نادراً ما يظل الذين يلجون مثل هذه المقامات على صلابتهم الدينية، وقلما يكونون من أهل التقوى والصلاح، لعدم تركهم الأنانية والغرور، والتقوى الحقيقية لا تجتمع والأنانية والغرور.
     
    نعم، كما أن تعصبَ خواص النصارى بدينهم، وتهاون خواص المسلمين بدينهم، يبين فرقاً مهماً؛ كذلك اتخاذ الفلاسفة الذين برزوا في النصرانية طورَ المعارض أو الإهمال لدينهم، وبناء أغلب الحكماء الذين ظهروا في الإسلام حكمتهم على أسس الدين، يدل على فرق مهم أيضاً.
     
    ثم إنَّ النصارى العوام الذين عانوا البلايا والمصائب وقضوا شطراً من حياتهم في السجون، لم ينتظروا العونَ من الدين ولم يرجوا منه شيئاً.
     
    فكان أكثرهم -في السابق- يضلون ويلحدون. حتى إن الثوار الذين أوقدوا الثورة الفرنسية والذين يطلق عليهم (الدهماء والفوضويون) المشهورون في التاريخ هم من أولئك العوام المنكوبين.
     
    أما في الإسلام، فإن الأكثرية المطلقة ممن أفنوا عمراً في السجون وقاسوا البلايا والمصائب ينتظرون العون والمدد من الدين بل يصبحون متدينين.
     
    وهذه الحالة تدل على فرقٍ آخر مهمٍ أيضاً.
     
    <span id="Üçüncü_İşaret"></span>
    === الإشارة الثالثة ===
     
    يقول أهل البدع:
     
    لقد أخّرَنا هذا التعصب الديني عن ركب الحضارة. وإن مواكبة العصر بترك التعصب، ولقد تقدمت أوروبا بعد تركها التعصب.
     
    الجواب: إنكم مخطئون، وقد انخدعتم، وغُرّر بكم، أو تغررون بالناس وتخدعونهم.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ أوروبا متعصبة بدينها، فلو قلتَ لشخص بلغاري اعتيادي أو لجندي إنكليزي، أو لشخص سفيه فرنسي: البَس العمامة، أو تلقى في السجن. لقال لك بمقتضى تعصبه: إنني لا أُهين ديني، ولا أحقر أمتي بمثل هذه الإهانة والتحقير حتى لو قتلتموني.
    İstikbalde gelecek nefret ve tahkirden sakınmak için şu mahrem zeyl yazılmıştır. Yani “Tuh o asrın gayretsiz adamlarına!” denildiği zaman, yüzümüze tükürükleri gelmemek için veyahut silmek için yazılmıştır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن التاريخ شاهد على أن المسلمين ما تمسكوا بدينهم إلّا وترقوا بالنسبة لذلك الزمان، وما أهملوا الدينَ إلّا تَدنَّوا. بينما النصرانية خلاف هذا. وهذا أيضاً ناشئ من فرق أساسي بينهما.
    Avrupa’nın insaniyet-perver maskesi altında vahşi reislerinin sağır kulakları çınlasın! Ve bu vicdansız gaddarları bize musallat eden o insafsız zalimlerin görmeyen gözlerine sokulsun! Ve bu asırda, yüz bin cihette “Yaşasın cehennem!” dedirten mimsiz medeniyet-perestlerin başlarına vurulmak için yazılmış bir arzuhaldir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن الإسلام لا يقاس بغيره من الأديان، لأن المسلم إذا انخلع عن الإسلام فلا يؤمن بعدُ بأيّ نبي آخر، بل لا يقرّ بوجوده تعالى، بل لا يعتقد بشيء مقدس أصلاً، ولا يجد في وجدانه موضعاً ليكون مبعث الفضائل. إذ يتفسخ وجدانُه كلياً. ولأجل هذا فالمرتد عن الإسلام ليس له حق الحياة لتفسخ وجدانه ولأنه يكون كالسم القاتل للمجتمع، بينما الكافر المحارب -في نظر الإسلام- له حق الحياة، فإن كان في الخارج وعاهد أو في الداخل وأعطى الجزية. فإن حياته مصانة في الإسلام.
    وَمَا لَنَٓا اَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّٰهِ وَقَد۟ هَدٰينَا سُبُلَنَا وَلَنَص۟بِرَنَّ عَلٰى مَٓا اٰذَي۟تُمُونَا وَعَلَى اللّٰهِ فَل۟يَتَوَكَّلِ ال۟مُتَوَكِّلُونَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الملحد من النصارى فيستطيع أن يظل نافعاً للمجتمع، إذ يقبل بعض المقدسات ويؤمن ببعض الأنبياء، ويكون مؤمناً بالله من جهة.
    Bu yakınlarda ehl-i ilhadın perde altında tecavüzleri gayet çirkin bir suret aldığından, çok bîçare ehl-i imana ettikleri zalimane ve dinsizcesine tecavüz nevinden bana, hususi ve gayr-ı resmî, kendim tamir ettiğim bir mabedimde, hususi bir iki kardeşimle hususi ibadetimde, gizli ezan ve kametimize müdahale edildi. “Ne için Arapça kamet ediyorsunuz ve gizli ezan okuyorsunuz?” denildi. Sükûtta sabrım tükendi. Kabil-i hitap olmayan öyle vicdansız alçaklara değil; belki milletin mukadderatıyla, keyfî istibdat ile oynayan firavun-meşrep komitenin başlarına derim ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأي مصلحة يا تُرى يجنيها أهلُ البدعة هؤلاء، بل الأصوب أهلُ الإلحاد في الخروج على الدين؟ فإن كانوا يرومون منه أمنَ البلاد واستتبابَ النظام فيها، فإن إدارة عشرة من الملحدين السفلة الذين لا يؤمنون بالله، ودفعَ شرورهم أصعبُ بكثير من إدارة ألفٍ من المؤمنين.
    Ey ehl-i bid’a ve ilhad! '''Altı sual'''ime cevap isterim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن كانوا يرغبون في الرقي الحضاري، فإن أمثالَ هؤلاء الملحدين مثلما يضرون بإدارة الدولة فهم يعيقون التقدمَ أيضاً؛ إذ يخلّون بالأمن والنظام، وهما أساسا الرقي والتجارة. وفي الحقيقة هم مخرّبون بمقتضى مسلكهم. وإن أحمقَ الحمقى في الدنيا هو من ينتظر من أمثال هؤلاء الملحدين السفهاء الرقيَّ وسعادةَ الحياة.
    '''Birincisi:''' Dünyada hükûmet süren, hükmeden her kavmin, hattâ insan eti yiyen yamyamların, hattâ vahşi, canavar bir çete reisinin bir usûlü var, bir düstur ile hükmeder. Siz hangi usûlle bu acib tecavüzü yapıyorsunuz? Kanununuzu ibraz ediniz! Yoksa bazı alçak memurların keyiflerini, kanun mu kabul ediyorsunuz? Çünkü böyle hususi ibadatta kanun yapılmaz ve kanun olamaz!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد قال أحد هؤلاء الحمقى، وهو يشغل منصباً مهماً: «إننا تأخرنا لقولنا: الله.. الله.. بينما أوروبا تقدمت لقولها : المدفع.. البندقية.!».
    '''İkincisi:''' Nev-i beşerde, hususan bu asr-ı hürriyette ve bilhassa medeniyet dairesinde hemen umumiyetle hüküm-ferma “hürriyet-i vicdan” düsturunu kırmak ve istihfaf etmek ve dolayısıyla nev-i beşeri istihkar etmek ve itirazını hiçe saymak kadar cüretinizle, hangi kuvvete dayanıyorsunuz? Hangi kuvvetiniz var ki siz kendinize “lâdinî” ismi vermekle, ne dine ne dinsizliğe ilişmemeyi ilan ettiğiniz halde; dinsizliği mutaassıbane kendine bir din ittihaz etmek tarzında, dine ve ehl-i dine böyle tecavüz, elbette saklı kalmayacak! Sizden sorulacak! Ne cevap vereceksiniz? Yirmi hükûmetin en küçüğünün itirazına karşı dayanamadığınız halde, nasıl yirmi hükûmetin birden itirazını hiçe sayar gibi hürriyet-i vicdaniyeyi cebrî bir surette bozmaya çalışıyorsunuz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن جواب أمثال هؤلاء: السكوت حسب قاعدة: «جواب الأحمق السكوت» ولكننا نقول قولاً لأولئك العقلاء الشقاة الذين يتبعون أمثال هؤلاء الحمقى:
    '''Üçüncüsü:''' Mezheb-i Hanefî’nin ulviyetine ve safiyetine münafî bir surette, vicdanını dünyaya satan bir kısım ulemaü’s-sûun yanlış fetvalarıyla, benim gibi Şafiiyyü’l-mezhep adamlara, hangi usûl ile teklif ediyorsunuz? Bu meslekte milyonlar etbaı bulunan Şafiî mezhebini kaldırıp bütün Şafiîleri, Hanefîleştirdikten sonra, bana zulüm suretinde cebren teklif edilse sizin gibi dinsizlerin bir usûlüdür denilebilir. Yoksa keyfî bir alçaklıktır! Öylelerin keyfine tabi değiliz ve tanımayız!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أيها البائسون! هذه الدنيا إنما هي دار ضيافة، وأن الموت حق، إذ يشهد على ذلك ثلاثون ألف شاهد بجنائزهم يومياً. أتقدرون على قتل الموت؟ أيمكنكم تكذيب هؤلاء الشهود؟ فما دمتم عاجزين عن ذلك فاعلموا أن الموت يدفعكم إلى قول: «الله.. الله..» فأي من مدافعكم وبنادقكم تتمكن من أن تبدد الظلمات الأبدية للمحتضر الذي يعاني السكرات وينور عالمه، بدلاً عن ذكر «الله.. الله» وأي منها يستطيع أن يبدل يأسَه القاتم إلى أمل مشرق، غير ذكر «الله.. الله».
    '''Dördüncüsü:''' İslâmiyet ile eskiden beri imtizaç ve ittihat eden, ciddi dindar ve dinine samimi hürmetkâr Türklük milliyetine bütün bütün zıt bir surette, Frenklik manasında Türkçülük namıyla, tahriftarane ve bid’akârane bir fetva ile “Türkçe kamet et!” diye benim gibi başka milletten olanlara teklif etmek hangi usûlledir? Evet, hakiki Türklere pek hakiki dostane ve uhuvvetkârane münasebettar olduğum halde, böyle sizin gibi Frenk-meşreplerin Türkçülüğü ile hiçbir cihette münasebetim yoktur. Nasıl bana teklif ediyorsunuz? Hangi kanun ile?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دام الموت موجوداً، وأن المصير إلى القبر حتماً، وأن هذه الحياة ماضية راحلة، وستأتي حياة باقية خالدة، فإن قيل : المدفع.. البندقية مرة واحدة فلابد من القول ألف مرة: «الله.. الله» بل البندقية نفسُها ستقول: «الله.. الله» إن كانت في سبيل الله! وسيصرخ المدفع نفسه بـ: «الله اكبر» عند الإفطار وعند الإمساك!.
    Eğer milyonlarla efradı bulunan ve binler seneden beri milliyetini ve lisanını unutmayan ve Türklerin hakiki bir vatandaşı ve eskiden beri cihad arkadaşı olan Kürtlerin milliyetini kaldırıp onların dilini onlara unutturduktan sonra; belki bizim gibi ayrı unsurdan sayılanlara teklifiniz, bir nevi usûl-ü vahşiyane olur. Yoksa sırf keyfîdir. Eşhasın keyfine tebaiyet edilmez ve etmeyiz!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dördüncü_İşaret"></span>
    '''Beşincisi:''' Bir hükûmet, kendi raiyetine ve raiyet kabul ettiği adamlara her bir kanununu tatbik etse de raiyet kabul etmediği adamlara, kanununu tatbik edemez. Çünkü onlar diyebilirler ki: “Madem biz raiyetiniz değiliz, siz de bizim hükûmetimiz değilsiniz!”
    === الإشارة الرابعة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ أهل البدع الهدّامين على قسمين:
    Hem hiçbir hükûmet, iki cezayı birden vermez. Bir kātili, ya hapse atar veyahut idam eder. Hem hapisle ceza hem idamla ceza bir yerde vermek, hiçbir usûlde yoktur!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قسمٌ منهم يظهرون ولاءً للدين، ويقولون: «إننا نريد تقوية الدين الذي ضعف بغرس شجرته النورانية في تراب القومية»، فيريدون أن يقووا الدين بالقومية. وكأنهم بهذا يخدمون الإسلام.
    İşte madem vatana ve millete hiçbir zararım dokunmadığı halde; beni sekiz senedir, en yabani ve hariç bir milletten cani bir adama dahi yapılmayan bir esaret altına aldınız. Canileri affettiğiniz halde, hürriyetimi selbedip hukuk-u medeniyeden ıskat ederek muamele ettiniz. “Bu da vatan evladıdır.” demediğiniz halde; hangi usûl ile hangi kanun ile bîçare milletinize rızaları hilafına olarak tatbik ettiğiniz bu hürriyet-şiken usûlünüzü, benim gibi her cihetle size yabancı bir adama teklif ediyorsunuz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الثاني؛ ممن يحدثون البدع، فيقولون: إننا نريد تطعيم الأمة بلقاحات الإسلام. فيعملون باسم الأمة، وفي سبيل القومية، لأجل تقوية العنصرية!
    Madem Harb-i Umumî’de ordu kumandanlarının şehadetiyle, vasıta olduğumuz çok fedakârlıkları ve vatan uğrunda cansiperane mücahedeleri cinayet saydınız. Ve bîçare milletin hüsn-ü ahlâkını muhafaza ve saadet-i dünyeviye ve uhreviyelerinin teminine pek ciddi ve tesirli çalışmayı hıyanet saydınız. Ve manen menfaatsiz, zararlı, hatarlı, keyfî, küfrî Frenk usûlünü kendinde kabul etmeyen bir adama sekiz sene ceza verdiniz. (Şimdi ceza yirmi sekiz sene oldu.) Ceza bir olur. Tatbikini kabul etmedim, cezayı çektirdiniz. İkinci bir cezayı cebren tatbik etmek, hangi usûl iledir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نقول للقسم الأول:
    '''Altıncısı:''' Madem sizlerle, itikadınızca ve bana edilen muameleye nazaran, küllî bir muhalefetimiz var. Siz dininizi ve âhiretinizi, dünyanız uğrunda feda ediyorsunuz. Elbette mabeynimizde –tahmininizce– bulunan muhalefet sırrıyla, biz dahi hilafınıza olarak dünyamızı, dinimiz uğrunda ve âhiretimize her vakit feda etmeye hazırız. Sizin zalimane ve vahşiyane hükmünüz altında bir iki sene zelilane geçecek hayatımızı, kudsî bir şehadeti kazanmak için feda etmek; bize âb-ı kevser hükmüne geçer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يا علماء السوء البائسين الذين يصدق عليهم اسم «الصادق الأحمق».
    Fakat Kur’an-ı Hakîm’in feyzine ve işaratına istinaden, sizi titretmek için size kat’î haber veriyorum ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويا أيها الصوفيون الجهلاء المجذوبون الفاقدون للعقل:
    Beni öldürdükten sonra yaşayamayacaksınız! Kahhar bir el ile cennetiniz ve mahbubunuz olan dünyadan tard edilip ebedî zulümata çabuk atılacaksınız! Arkamdan, pek çabuk sizin Nemrutlaşmış reisleriniz gebertilecek, yanıma gönderilecek. Ben de huzur-u İlahîde yakalarını tutacağım. Adalet-i İlahiye, onları esfel-i safilîne atmakla intikamımı alacağım!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن شجرة طوبى الإسلام قد ترسخت عروقُها في صلب الكون وحقيقته، وبثت جذورَها في ثنايا حقائق الكون كله، فهذه الشجرة العظيمة لا يمكن غرسُها في تراب العنصرية الموهومة المؤقتة الجزئية الخصوصية السلبية، بل التي لا أساس لها أصلاً وهي المشحونة بالأغراض الظالمة المظلمة. وأن السعي لغرسها هناك محاولةٌ بدعية هدامة رعناء.
    Ey din ve âhiretini dünyaya satan bedbahtlar! Yaşamanızı isterseniz bana ilişmeyiniz! İlişseniz, intikamım muzaaf bir surette sizden alınacağını biliniz, titreyiniz! Ben rahmet-i İlahiyeden ümit ederim ki mevtim, hayatımdan ziyade dine hizmet edecek ve ölümüm başınızda bomba gibi patlayıp başınızı dağıtacak! Cesaretiniz varsa ilişiniz! Yapacağınız varsa göreceğiniz de var! Ben bütün tehdidatınıza karşı, bütün kuvvetimle bu âyeti okuyorum:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ونقول للقوميين؛ وهم القسم الثاني من أهل البدع!
    اَلَّذٖينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ اِنَّ النَّاسَ قَد۟ جَمَعُوا لَكُم۟ فَاخ۟شَو۟هُم۟ فَزَادَهُم۟ اٖيمَانًا وَ قَالُوا حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يا أدعياء القومية السكارى!
    == Yedinci Kısım İşarat-ı Seb’a ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن العصر السابق، ربما كان يعدّ عصر القومية، أما هذا العصر فليس بعصر القومية، إذ إن مسائل البلشفية والاشتراكية تستحوذ على الأفكار، وتحطم مفهومَ العنصرية، فلقد ولّى عصر العنصرية.
    فَاٰمِنُوا بِاللّٰهِ وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ ال۟اُمِّىِّ الَّذٖى يُؤ۟مِنُ بِاللّٰهِ وَكَلِمَاتِهٖ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُم۟ تَه۟تَدُونَ ۝ يُرٖيدُونَ اَن۟ يُط۟فِئُوا نُورَ اللّٰهِ بِاَف۟وَاهِهِم۟ وَيَا۟بَى اللّٰهُ اِلَّٓا اَن۟ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَو۟ كَرِهَ ال۟كَافِرُونَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    واعلموا أن مليّة الإسلام الدائمة الأبدية لا ترتبط مع العنصرية الموقتة المضطربة، ولا تلقح بلقاحاتها. وحتى لو حدث هذا التطعيم بلقاحات العنصرية فإنها تفسد أمةَ الإسلام، ولا تصلح ملية العنصرية أيضاً، ولا يبعثها أصلاً.
    Üç sualin cevabı olarak '''yedi işaret'''tir. Birinci sual, '''dört işaret'''tir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم إن في التطعيم بلقاحات العنصرية ذوقاً موقتاً وقوة موقتة، بل موقتة جداً، وذات عاقبة وخيمة.
    === Birinci İşaret ===
    Şeair-i İslâmiyeyi tağyire teşebbüs edenlerin senetleri ve hüccetleri, yine her fena şeylerde olduğu gibi ecnebileri körü körüne taklitçilik yüzünden geliyor. '''Diyorlar ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم -بهذا الأمر- سيتولد انشقاقٌ عظيم في أمة الترك، انشقاقٌ أبدي غير قابل للالتئام، وحينئذٍ تتلاشى قوةُ الأمة وتذهب هباءً، إذ كل شقٍّ يحاول هدم الشق الآخر. فكما إن وجـد جبلان في كفتي ميزان، فإن قـوة ضئيلة جداً تؤدي دوراً مهماً بين تلك القوتين، إذ تقدر أن تنـزل إحداها إلى الأسفل وترفع الأخـرى إلى الأعلى.
    “Londra’da ihtida edenler ve ecnebilerden imana gelenler; memleketlerinde ezan ve kamet gibi çok şeyleri kendi lisanlarına tercüme ediyorlar, yapıyorlar. Âlem-i İslâm onlara karşı sükût ediyor, itiraz etmiyor. Demek, bir cevaz-ı şer’î var ki sükût ediliyor?”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    السؤال الثاني: عبارة عن إشارتين:
    '''Elcevap:''' Bu kıyasın o kadar zâhir bir farkı var ki hiçbir cihette onlara kıyas etmek ve onları taklit etmek zîşuurun kârı değildir. Çünkü ecnebi diyarına, lisan-ı şeriatta “dâr-ı harp” denilir. Dâr-ı harpte çok şeylere cevaz olabilir ki “diyar-ı İslâm”da mesağ olamaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    === الإشارة الأولى: وهي الإشارة الخامسة. ===
    Hem Frengistan diyarı, Hristiyan şevketi dairesidir. Istılahat-ı şer’iyenin maânîsini ve kelimat-ı mukaddesenin mefahimini lisan-ı hal ile telkin edecek ve ihsas edecek bir muhit olmadığından bilmecburiye kudsî maânî, mukaddes elfaza tercih edilmiş; maânî için elfaz terk edilmiş, ehvenü’ş-şer ihtiyar edilmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي جواب مختصر جداً لسؤال مهم:
    Diyar-ı İslâm’da ise muhit, o kelimat-ı mukaddesenin meal-i icmalîsini ehl-i İslâm’a lisan-ı hal ile ders veriyor. An’ane-i İslâmiye ve İslâmî tarih ve umum şeair-i İslâmiye ve umum erkân-ı İslâmiyet’e ait muhaverat-ı ehl-i İslâm, o kelimat-ı mukaddesenin mücmel meallerini, mütemadiyen ehl-i imana telkin ediyorlar. Hattâ şu memleketin maâbid ve medaris-i diniyesinden başka makberistanın mezar taşları dahi birer telkin edici, birer muallim hükmündedir ki o maânî-i mukaddeseyi, ehl-i imana ihtar ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    السؤال: هناك روايات صحيحة عديدة حول ظهور «المهدي»، وإصلاحه لهذا العالم بعد فساده في آخر الزمان، إلّا أننا نعلم أن هذا العصر هو عصر الجماعة، لا الفرد، لأن الفرد مهما أوتي من دهاء -بل حتى لو كان في قوة مائة داهية- ولم يكن ممثلاً لجماعة عظيمة، ولم يكن معبراً عن الشخصية المعنوية لها، فإنه مغلوب أمام قوة الشخصية المعنوية للجماعة المناوئة له. فكيف إذن يمكن «للمهدي» -مهما بلغ من قوة الولاية- أن يقوم بالإصلاح في هذا الزمان الذي استشري فيه الفسادُ وعمّ المجتمعات البشرية، وإن كانت أعمالُه كلها خارقة للعادة لخالفت إذن الحكمة الإلهية الجارية في الكون وسننَه المطردة فيها. والخلاصة نريد أن نفهم سرّ مسألة «المهدي».
    Acaba kendine Müslüman diyen bir adam, dünyanın bir menfaati için bir günde elli kelime Frengî lügatından taallüm ettiği halde; elli senede ve her günde elli defa tekrar ettiği Sübhanallah ve Elhamdülillah ve Lâ ilahe İllallah ve Allahu ekber gibi mukaddes kelimeleri öğrenmezse elli defa hayvandan daha aşağı düşmez mi? Böyle hayvanlar için bu kelimat-ı mukaddese, tercüme ve tahrif edilmez ve tehcir edilmezler! Onları tehcir ve tağyir etmek, bütün mezar taşlarını hakketmektir; bu tahkire karşı titreyen, mezaristandaki ehl-i kuburu aleyhlerine döndürmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: إنَّ الله سبحانه وتعالى، لكمال رحمته، ودليل حمايته للشريعة الإسلامية واستمراريتها وخلودها، قد أرسل في كل فترة من فترات فساد الأمة مصلحاً، أو مجدداً، أو خليفة عظيماً، أو قطباً أعظم، أو مرشداً كاملاً من الأشخاص العظام الأفذاذ ممن يشبهون «المهدي»، فأزال الفساد، وأصلحَ الأمة وحافظ على الدين.
    Ehl-i ilhada kapılan ulemaü’s-sû, milleti aldatmak için '''diyorlar ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وما دامت سنةُ الله قد جرت هكذا، مما لاشك فيه أنه سبحانه وتعالى سيبعث في أشد أوقات الفساد، في آخر الزمان، من هو أعظم مجتهد وأعظم مجدد، وأعظم قطب، ويكون في الوقت نفسه حاكماً ومهدياً ومرشداً، وسيكون من أهل البيت النبوي.
    İmam-ı A’zam, sair imamlara muhalif olarak demiş ki: “İhtiyaç olsa diyar-ı baîdede, Arabî hiç bilmeyenlere, ihtiyaç derecesine göre Fatiha yerine Farisî tercümesi cevazı var.” Öyle ise biz de muhtacız, Türkçe okuyabiliriz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأن القدير الذي يملأ ما بين السماء والأرض بالسحب، ثم يُفرغه في دقيقة واحدة لقادر على تهدئة عواصف البحر الجامحة في طرفة عين.. وأن القدير ذا الجلال الذي يوجِد في ساعةٍ من أيام الربيع نموذجَ فصل الصيف، ويوجِد في ساعة من أيام الصيف زوبعةً من زوابع الشتاء، لقادر على تبديد الظلمات المتراكمة في سماء العالم الإسلامي والمخاطر المحدقة به على يدي «المهدي» وقد وَعدَنا بذلك، وهو منجزٌ وعدَه لا محالة.
    '''Elcevap:''' İmam-ı A’zam’ın bu fetvasına karşı, başta a’zamî imamların en mühimleri ve sair on iki eimme-i müçtehidîn, o fetvanın aksine fetva veriyorlar. Âlem-i İslâm’ın cadde-i kübrası, o umum eimmenin caddesidir. Mu’zam-ı ümmet, cadde-i kübrada gidebilir. Başka hususi ve dar caddeye sevk edenler, idlâl ediyorlar. İmam-ı A’zam’ın fetvası, beş cihette hususidir:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا، إذا ما نظرنا إلى هذه المسألة من زاوية دائرة القدرة الإلهية فهي في منتهى السهولة، وإذا ما نظرنا إليها وتأملنا فيها من زاوية دائرة الأسباب والحكمة الربانية فهي أيضاً في غاية السهولة، بل هو أقرب وأولى شيء للحدوث، حتى قرر أربابُ الفكر والنظر على أن الحكمة الربانية تقتضي هكذا، وسيكون حتماً، حتى وإن لم توجد رواية عن المخبر الصادق ﷺ في شأنه أي إن مجيئه أمرٌ لازم وضروري. ذلك لأن دعاء:
    '''Birincisi:''' Merkez-i İslâmiyet’ten uzak diyar-ı âherde bulunanlara aittir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    (اَللّهمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ اِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).. الذي تكرره الأمة، في صلواتهم جميعها، كل يوم خمس مرات في الأقل، وثبت قبولُه بالمشاهدة، فإن آل محمد ﷺ كآل إبراهيم عليه السلام كانوا يتبؤون مركز الصدارة والزعامة دوماً وفي مقدمة جميع السلالات المباركة في مختلف الأعصار والأقطار، (<ref>حتى إن أحد أولئك السادة (من آل البيت) هو السيد أحمد السنوسي، يقود ملايين المريدين، ومنهم السيد إدريس يقود أزيد من مائة ألف من المسلمين، والسيد يحيى الأمير على مئات الألوف من الأشخاص.. وهكذا نرى الكثيرين من أفراد قبيلة السادة (من أهل البيت) من أمثال هؤلاء القادة الأبطال الميامين كما هو ظاهر، فضلاً عما وجد في الباطن كذلك قادة القواد كالسيد عبد القادر الكيلاني والسيد أبو الحسن الشاذلي، والسيد أحمد البدوي وأمثالهم. (المؤلف).</ref>) وهؤلاء الأبطال من الكثرة، بحيث إن مجموعهم يشكل جيشاً عظيماً جداً.
    '''İkincisi:''' İhtiyac-ı hakikiye binaendir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإذا ما اتحد هؤلاء السادة وتعاضدوا فعلياً وتساندوا فيما بينهم تسانداً جاداً، وكوّنوا من أنفسهم فرقة موحدة بالفعل، جاعلين الدينَ الإسلاميَ الرابطةَ المقدسة للأمة ومدار صحوتها، فلا يمكن لجيش أية أمة في العالم أن يصمد أمامهم.
    '''Üçüncüsü:''' Bir rivayette lisan-ı ehl-i cennetten sayılan Farisî lisanıyla tercümeye mahsustur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فذلك الجيش الضخم العرمرم، ذو القوة والسطوة هو آل محمد ﷺ وهو أخصّ جيش من جيوش «المهدي».
    '''Dördüncüsü:''' Fatiha’ya mahsus olarak cevaz verilmiş, tâ Fatiha’yı bilmeyen namazı terk etmesin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنه ليس هناك نسل من أنسال البشرية وسلالاتها في تاريخ العالم اليوم، له من القوة والأهمية، والذي امتاز بأعلى مراتب الشرف والحسب الرفيع والنسب العريق، واتصل بمنشئها بالشجرة والمسانيد والأعراف، مثل السادة الذين حظوا بالانتساب إلى الدوحة النبوية السامية، آل البيت.
    '''Beşincisi:''' Kuvvet-i imandan gelen bir hamiyet-i İslâmiye ile maânî-i mukaddesenin, avamın tefehhümüne medar olmak için cevaz gösterilmiş. Halbuki zaaf-ı imandan gelen ve menfî fikr-i milliyetten çıkan ve lisan-ı Arabîye karşı nefret ve zaaf-ı imandan tevellüd eden meyl-i tahrip sâikasıyla tercüme edip Arabî aslını terk etmek, dini terk ettirmektir!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد كان هؤلاء السادة دوماً، منذ سالف العصور، روّاد كل فرقة من فرق أهل الحقيقة، وزعماء أهل الكمال المشاهير أيضاً. واليوم هم النسل المبارك الطيب الذين يربون على الملايين، وهم المتيقظون ذوو القلوب العامرة والطافحة بالحب النبوي، حظوا بالانتساب إلى الدوحة الطاهرة الزكية..
    === İkinci İşaret ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتتهيأ الحادثات العظام التي ستدفع إلى إيقاظ وإثارة هذه القوة المقدسة التي تنطوي عليها نفوس هذه الجماعة العظيمة. فلابد أن تثور تلك الحمية السامية الكامنة لتلك القوة العظيمة، وسيأخذ «المهدي» زمام القيادة ويقودها إلى طريق الحق والحقيقة.
    Şeair-i İslâmiyeyi tağyir eden ehl-i bid’a, evvela ulemaü’s-sûdan fetva istediler. Sâbıkan beş vecihle hususi olduğunu gösterdiğimiz fetvayı gösterdiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ونحن ننتظر من سنته ومن رحمته تعالى -انتظارَنا للربيع عقب هذا الشتاء-وقوعَ هذا الحدث العظيم، ونحن محقون في هذا الانتظار.
    Sâniyen: Ehl-i bid’a, ecnebi inkılabcılarından böyle meş’um bir fikir aldılar ki: Avrupa, Katolik mezhebini beğenmeyerek başta ihtilalciler, inkılabcılar ve feylesoflar olarak, Katolik mezhebine göre ehl-i bid’a ve Mutezile telakki edilen Protestanlık mezhebini iltizam edip Fransızların İhtilal-i Kebiri’nden istifade ederek, Katolik mezhebini kısmen tahrip edip Protestanlığı ilan ettiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkinci_İşaret_yani_ALTINCI_İŞARET"></span>
    İşte körü körüne taklitçiliğe alışan buradaki hamiyet-füruşlar '''diyorlar ki:'''
    === الإشارة الثانية: أي؛ الإشارة السادسة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ جماعة السيد المهدي النورانية ستصلح وتعمّر ما أفسده نظام السفياني البدعي الهدام، وتحيي السنةَ النبوية. أي أن جماعة السفياني الساعية لهدم الشريعة الأحمدية -بنية إنكار الرسالة الأحمدية في عالم الإسلام- ستُقتل وتُبدّد بالسيف المعنوي المعجز لجماعة السيد المهدي.
    “Madem Hristiyan dininde böyle bir inkılab oldu; bidayette inkılabcılara mürted denildi, sonra Hristiyan olarak yine kabul edildi. Öyle ise İslâmiyet’te de böyle dinî bir inkılab olabilir?”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن جماعةً نصرانية غيورة فدائية، ممن يستحقون اسمَ «النصرانيون المسلمون» تسعى هذه الجماعة للجمع والتوفيق بين الدين الحقيقي لسيدنا عيسى عليه السلام وحقائق الإسلام. وتحت رئاسة سيدنا عيسى عليه السلام تقوم هذه الجماعة بتقويض نظام الدجال وقتل قيادته، تلك القيادة التي تدمّر المدنيةَ والمقدسات البشرية وتجعلها هباءً منثوراً بنية إنكار الألوهية في عالم الإنسانية. وبهذا تنجي تلك الجماعة بقيادة سيدنا عيسى عليه السلام، البشريةَ من ويلات إنكار الألوهية.
    '''Elcevap:''' Bu kıyasın, Birinci İşaret’teki kıyastan daha ziyade farkı zâhirdir. Çünkü din-i İsevîde yalnız esasat-ı diniye Hazret-i İsa aleyhisselâmdan alındı. Hayat-ı içtimaiyeye ve füruat-ı şer’iyeye dair ekser ahkâmlar, Havariyyun ve sair rüesa-yı ruhaniye tarafından teşkil edildi. Kısm-ı a’zamı, kütüb-ü sâbıka-i mukaddeseden alındı. Hazret-i İsa aleyhisselâm, dünyaca hâkim ve sultan olmadığından ve kavanin-i umumiye-i içtimaiyeye merci olmadığından esasat-ı diniyesi, hariçten bir libas giydirilmiş gibi şeriat-ı Hristiyaniye namına örfî kanunlar, medeni düsturlar alınmış, başka bir suret verilmiş. Bu suret tebdil edilse, o libas değiştirilse yine Hazret-i İsa aleyhisselâmın esas dini bâki kalabilir. Hazret-i İsa aleyhisselâmı inkâr ve tekzip çıkmaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن هذا السر طويل جداً، اكتفيتُ بهذه الإشارة القصيرة، حيث قد ذكرنا فيه نبذاً في مواضع أخرى.
    Halbuki din ve şeriat-ı İslâmiyenin sahibi olan Fahr-i Âlem aleyhissalâtü vesselâm iki cihanın sultanı, şark ve garp ve Endülüs ve Hint, birer taht-ı saltanatı olduğundan din-i İslâm’ın esasatını bizzat kendisi gösterdiği gibi o dinin teferruatını ve sair ahkâmını, hattâ en cüz’î âdabını dahi bizzat o getiriyor, o haber veriyor, o emir veriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="YEDİNCİ_İŞARET_yani_Üçüncü_Sual"></span>
    Demek füruat-ı İslâmiye, değişmeye kabil bir libas hükmünde değil ki onlar tebdil edilse esas-ı din bâki kalabilsin. Belki esas-ı dine bir cesettir, lâekall bir cilttir. Onunla imtizaç ve iltiham etmiş, kabil-i tefrik değildir. Onları tebdil etmek, doğrudan doğruya sahib-i şeriatı inkâr ve tekzip etmek çıkar.
    === الإشارة السابعة: أي السؤال الثالث: ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يقولون: إنَّ دفاعاتِك السابقةَ، وأسلوبَ جهادك في سبيل الإسلام، ليس هو بما عليه في الوقت الحاضر، ثم إنك لا تسلك سلوكَ المفكرين الذين يدافعون عن الإسلام تجاه أوروبا. فلماذا غيّرتَ طورَ «سعيد القديم»؟ ولِمَ لا تجاهد بأسلوب المجاهدين المعنويين العظام؟.
    Mezahibin ihtilafı ise: Sahib-i şeriatın gösterdiği nazarî düsturların tarz-ı tefehhümünden ileri gelmiştir. “Zaruriyat-ı diniye” denilen ve kabil-i tevil olmayan ve “muhkemat” denilen düsturları ise hiçbir cihette kabil-i tebdil değildir ve medar-ı içtihad olamaz. Onları tebdil eden, başını dinden çıkarıyor يَم۟رُقُونَ مِنَ الدّٖينِ كَمَا يَم۟رُقُ السَّه۟مُ مِنَ ال۟قَو۟سِ kaidesine dâhil oluyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: إن «سعيداً القديم» والمفكرين، قد ارتضَوا بقسم من دساتير الفلسفة البشرية، أي يقبلون شيئاً منها، ويبارزونهم بأسلحتهم، ويعدّون قسماً من دساتيرها كأنها العلوم الحديثة فيسلّمون بها. ولهذا لا يتمكنون من إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام على تلك الصورة من العمل. إذ يطعّمون شجرةَ الإسلام بأغصان الحكمة التي يظنونها عميقةَ الجذور. وكأنهم بهذا يقوون الإسلام.
    Ehl-i bid’a, dinsizliklerine ve ilhadlarına şöyle bir bahane buluyorlar. '''Diyorlar ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن لما كان الظهور على الأعداء بهذا النمط من العمل قليل، ولأن فيه شيئاً من التهوين لشأن الإسلام. فقد تركتُ ذلك المسلك.
    “Âlem-i insaniyetin müteselsil hâdisatına sebep olan Fransız İhtilal-i Kebiri’nde, papazlara ve rüesa-yı ruhaniyeye ve onların mezheb-i hâssı olan Katolik mezhebine hücum edildi ve tahrip edildi. Sonra çokları tarafından tasvip edildi. Frenkler dahi ondan sonra daha ziyade terakki ettiler?”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأظهرتُ فعلاً: أن أسس الإسلام عريقةٌ وغائرة إلى درجة لا تبلغها أبداً أعمقُ أسس الفلسفة، بل تظل سطحية تجاهها.
    '''Elcevap:''' Bu kıyasın dahi evvelki kıyaslar gibi farkı zâhirdir. Çünkü Fransızlarda, havas ve hükûmet adamları elinde çok zaman din-i Hristiyanî, bâhusus Katolik mezhebi; bir vasıta-i tahakküm ve istibdat olmuştu. Havas, o vasıta ile nüfuzlarını avam üzerinde idame ediyorlardı. Ve “serseri” tabir ettikleri avam tabakasında intibaha gelen hamiyet-perverlerini ve havas zalimlerin istibdadına karşı hücum eden hürriyet-perverlerin mütefekkir kısımlarını ezmeye vasıta olduğundan ve dört yüz seneye yakın Frengistanda ihtilaller ile istirahat-i beşeriyeyi bozmaya ve hayat-ı içtimaiyeyi zîr ü zeber etmeye bir sebep telakki edildiğinden o mezhebe, dinsizlik namına değil belki Hristiyanlığın diğer bir mezhebi namına hücum edildi. Ve tabaka-i avamda ve feylesoflarda bir küsmek, bir adâvet hasıl olmuştu ki malûm hâdise-i tarihiye vukua gelmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد أظهرتْ هذه الحقيقةَ ببراهينها «الكلمة الثلاثون» و «المكتوب الرابع والعشرون» و «الكلمة التاسعة والعشرون».
    Halbuki din-i Muhammedî (asm) ve şeriat-ı İslâmiyeye karşı; hiçbir mazlumun, hiçbir mütefekkirin hakkı yoktur ki ondan şekva etsin. Çünkü onları küstürmüyor, onları himaye ediyor. Tarih-i İslâm meydandadır. İslâmlar içinde bir iki vukuattan başka dâhilî muharebe-i diniye olmamış. Katolik mezhebi ise dört yüz sene ihtilalat-ı dâhiliyeye sebep olmuş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي المسلك السابق؛ يُظن الفلسفةُ عميقة، بينما الأحكام الإسلامية ظاهريةً سطحية، لذا يُتشبث بأغصان الفلسفة للحفاظ على الإسلام.
    Hem İslâmiyet, havastan ziyade avamın tahassungâhı olmuştur. Vücub-u zekât ve hurmet-i riba ile havassı, avamın üstünde müstebit yapmak değil, bir cihette hâdim yapıyor.
    سَيِّدُ ال۟قَو۟مِ خَادِمُهُم۟ ۝ خَي۟رُ النَّاسِ مَن۟ يَن۟فَعُ النَّاسَ diyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن هيهات! أنّى لدساتير الفلسفة من بلوغ تلك الأحكام.
    Hem Kur’an-ı Hakîm lisanıyla اَفَلَا تَع۟قِلُونَ ۝ اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ۝ اَفَلَا يَتَفَكَّرُونَ gibi kudsî havaleler ile aklı istişhad ediyor ve ikaz ediyor ve akla havale ediyor, tahkike sevk ediyor. Onun ile ehl-i ilim ve ashab-ı akla din namına makam veriyor, ehemmiyet veriyor. Katolik mezhebi gibi aklı azletmiyor, ehl-i tefekkürü susturmuyor, körü körüne taklit istemiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
    Hakiki Hristiyanlık değil belki şimdiki Hristiyan dininin esasıyla İslâmiyet’in esası, mühim bir noktadan ayrıldığından sâbık farklar gibi çok cihetlerle ayrı ayrı gidiyorlar. O mühim nokta şudur:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ي هَدٰينَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَٓا اَنْ هَدٰينَا اللّٰهُ لَقَدْ جَٓاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾
    İslâmiyet, tevhid-i hakiki dinidir ki vasıtaları, esbabları ıskat ediyor. Enaniyeti kırıyor, ubudiyet-i hâlisa tesis ediyor. Nefsin rububiyetinden tut, tâ her nevi rububiyet-i bâtılayı katediyor, reddediyor. Bu sır içindir ki havastan bir büyük insan, tam dindar olsa enaniyeti terk etmeye mecbur olur. Enaniyeti terk etmeyen, salabet-i diniyeyi ve kısmen de dinini terk eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى أٰلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلٰى
    Şimdiki Hristiyanlık dini ise “velediyet akidesi”ni kabul ettiği için vesait ve esbaba tesir-i hakiki verir. Din namına enaniyeti kırmaz, belki Hazret-i İsa aleyhisselâmın bir mukaddes vekili diye o enaniyete bir kudsiyet verir. Onun için dünyaca en büyük makam işgal eden Hristiyan havasları, tam dindar olabilirler. Hattâ Amerika’nın esbak Reisicumhuru Wilson ve İngilizlerin esbak Reis-i Vükelası Loid George gibi çoklar var ki mutaassıp birer papaz hükmünde dindar oldular.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سَيِّدِنَا إِبْرَاهيمَ وَعَلٰى أٰلِ إِبْرَاهيمَ فِي الْعَالَمينَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ
    Müslümanlarda ise öyle makamlara girenler, nadiren tam dindar ve salabetli kalırlar. Çünkü gururu ve enaniyeti bırakamıyorlar. Takva-yı hakiki ise gurur ve enaniyetle içtima edemiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Sekizinci_Kısım_Olan_Rumuzat-ı_Semaniye"></span>
    Evet, nasıl ki Hristiyan havassının taassubu, Müslüman havaslarının adem-i salabeti mühim bir farkı gösteriyor; öyle de Hristiyan’dan çıkan feylesoflar, dinlerine karşı lâkayt veya muarız vaziyeti alması ve İslâm’dan çıkan hükemaların kısm-ı a’zamı, hikmetlerini esasat-ı İslâmiyeye bina etmesi; yine mühim bir farkı gösteriyor.
    == القسم الثامن الرموز الثمانية ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    عبارة عن ثماني رسائل صغيرة، ستُنشر كرسالة مستقلة إن شاء الله لذا لم تدرج هنا.
    Hem ekseriyetle zindanlara ve musibetlere düşen âmî Hristiyanlar, dinden meded beklemiyorlar. Eskiden çoğu dinsiz oluyordular. Hattâ Fransa’nın İhtilal-i Kebiri’ni çıkaran ve “serseri dinsiz” tabir edilen tarihçe meşhur inkılabcılar, o musibetzede avam kısmıdır. İslâmiyet’te ise ekseriyet-i mutlaka ile hapse ve musibete düşenler, dinden meded beklerler ve dindar oluyorlar. İşte bu hal dahi mühim bir farkı gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    === Üçüncü İşaret ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dokuzuncu_Kısım_Telvihat-ı_Tis’a"></span>
    '''Ehl-i bid’a''' diyorlar ki:
    == القسم التاسع التلويحات التسعة ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    “Bu taassub-u dinî, bizi geri bıraktı. Bu asırda yaşamak, taassubu bırakmakla olur. Avrupa, taassubu bıraktıktan sonra terakki etti?”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اَلَٓا اِنَّ اَوْلِيَٓاءَ اللّٰهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ (يونس: ٦٢)
    '''Elcevap:''' Yanlışsınız ve aldanmışsınız veya aldatıyorsunuz. Çünkü Avrupa, dininde mutaassıptır. Hattâ bir âdi Bulgar’a veya bir nefer-i İngiliz’e veya bir serseri Fransız’a “Sarık sar. Sarmazsan hapse atılacaksın!” denilse taassupları muktezasınca diyecek: “Hapse değil, öldürseniz bile dinime ve milliyetime bu hakareti yapmayacağım!”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا القسم يخص طرق الولاية وهي تسعة تلويحات (<ref>التلويحات: زيادات وشروح في الحاشية من الكتاب.</ref>)
    Hem tarih şahittir ki: Ehl-i İslâm ne vakit dinine tam temessük etmiş ise o zamana nisbeten terakki etmiş. Ne vakit salabeti terk etmişse tedenni etmiş. Hristiyanlık ise bilakistir. Bu da mühim bir fark-ı esasîden neş’et etmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Birinci_Telvih"></span>
    Hem İslâmiyet, sair dinlere kıyas edilmez. Bir Müslüman İslâmiyet’ten çıksa ve dinini terk etse daha hiçbir peygamberi kabul edemez; belki Cenab-ı Hakk’ı dahi ikrar edemez ve belki hiçbir mukaddes şeyi tanımaz; belki kendinde kemalâta medar olacak bir vicdan bulunmaz, tefessüh eder. Onun için İslâmiyet nazarında, harbî kâfirin hakk-ı hayatı var. Hariçte olsa musalaha etse, dâhilde olsa cizye verse; İslâmiyetçe hayatı mahfuzdur. Fakat mürtedin hakk-ı hayatı yoktur. Çünkü vicdanı tefessüh eder, hayat-ı içtimaiyeye bir zehir hükmüne geçer.
    === التلويح الأول ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هناك تحت عناوين «التصوف، والطريقة، والولاية، والسير والسلوك» حقيقة روحانية نورانية مقدسة، طافحة باللذة والنشوة، أعلن عنها كثيرٌ من علماء أرباب الكشف والأذواق وتناولوها بالدرس والتمحيص والتعريف، فكتبوا آلاف المجلدات حولها فأخبروا الأمة وأخبرونا بها، جزاهم الله خيراً كثيراً.
    Halbuki Hristiyan’ın bir dinsizi, yine hayat-ı içtimaiyeye nâfi’ bir vaziyette kalabilir. Bazı mukaddesatı kabul eder ve bazı peygamberlere inanabilir ve Cenab-ı Hakk’ı bir cihette tasdik edebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ونحن هنا سنبين بضعَ رشحات في ضوء ما تلجئنا إليه الأحوال الحاضرة، فهي بمثابة بضع قطرات من بحر تلك الحقيقة الزاخر.
    Acaba bu ehl-i bid’a ve doğrusu ehl-i ilhad, bu dinsizlikte hangi menfaati buluyorlar? Eğer idare ve asayişi düşünüyorlarsa Allah’ı bilmeyen dinsiz on serserinin idaresi ve şerlerini def’etmesi, bin ehl-i diyanetin idaresinden daha müşküldür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سؤال: ما الطريقة؟
    Eğer terakkiyi düşünüyorlarsa öyle dinsizler, idare-i hükûmete muzır oldukları gibi terakkiye dahi manidirler. Terakki ve ticaretin esası olan emniyet ve asayişi kırıyorlar. Doğrusu onlar, meslekçe tahribatçıdırlar. Dünyada en büyük ahmak odur ki böyle dinsiz serserilerden terakki ve saadet-i hayatiyeyi beklesin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: إن غاية «الطريقة» وهدفَها هو معرفةُ الحقائق الإيمانية والقرآنية، ونيلُها عبر السير والسلوك الروحاني في ظل المعراج الأحمدي وتحت رايته، بخطوات القلب وصولاً إلى حالة وجدانية وذوقية بما يشبه الشهود. فالطريقة والتصوف سر إنساني رفيع وكمال بشري سام.
    Böyle ahmaklardan mühim bir mevkii işgal eden birisi demiş ki: “Biz, Allah Allah diye diye geri kaldık. Avrupa, top tüfek diye diye ileri gitti.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أجل، لمّا كان الإنسان خلاصةً جامعة لهذا الكون، فإن قلبه بمثابة خريطةٍ معنوية لآلاف العوالم، إذ كما أنَّ دماغ الإنسان -الشبيه بمجمّع مركزي للبث والاستقبال السلكي واللاسلكي- وهو بمثابة مركز معنوي لهذا الكون، يستقبل ما في الكون من علوم وفنون ويكشف عنها ويبثها أيضاً، فإن قلب الإنسان كذلك هو محورٌ لما في الكون من حقائق لا تحدّ، ومُظهر لها، بل هو نواتُها. كما بيّن ذلك من لا يحصرهم العد من أهل الولاية فيما سطروه من ملايين الكتب الباهرة.
    “Cevabü’l-ahmaki’s-sükût” kaidesince, böylelere karşı cevap sükûttur. Fakat bazı ahmakların arkasında bedbaht gafiller bulunduğundan deriz ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دام قلبُ الإنسان ودماغه لهما هذه المنـزلة والموقع، وقد أُدرجت في القلب آلافُ ماكنة أُخروية ضخمة وأجهزتُها الأبدية، كاندراج أجهزة الشجرة الضخمة في بذرتها، فإن فاطر ذلك القلب الذي خلَقه على هذه الصورة قد أراد تشغيل هذا القلب وتحريكَه والكشف عن قدراته والانتقال به من طور «القوة» إلى طور «الفعل».
    Ey bîçareler! Bu dünya bir misafirhanedir. Her günde otuz bin şahit, cenazeleriyle “El-mevtü hak” hükmünü imza ediyorlar ve o davaya şehadet ediyorlar. Ölümü öldürebilir misiniz? Bu şahitleri tekzip edebilir misiniz? Madem edemiyorsunuz; mevt, Allah Allah dedirtir. Sekeratta Allah Allah yerine; hangi topunuz, hangi tüfeğiniz, zulümat-ı ebedîyi o sekerattakinin önünde ışıklandırır, yeis-i mutlakını ümit-i mutlaka çevirebilir? Madem ölüm var, kabre girilecek; bu hayat gidiyor, bâki bir hayat geliyor. Bir defa top tüfek denilse bin defa Allah Allah demek lâzım gelir. Hem Allah yolunda olsa; tüfek de Allah der, top da Allahu ekber diye bağırır, Allah ile iftar eder, imsak eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دام سبحانه وتعالى قد أراد هكذا، فعلى القلب إذن أن يقوم بعمله الذي خُلق من أجله، كما يقوم العقلُ بعمله، ولا شك أن أعظم وسيلة لعمل القلب وتشغيله هو التوجه إلى الحقائق الإيمانية بالإقبال على ذكر الله ضمن مراتب الولاية عبر سبيل «الطريقة».
    === Dördüncü İşaret ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkinci_Telvih"></span>
    Tahribatçı ehl-i bid’a '''iki kısım'''dır:
    === التلويح الثاني ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ مفاتيحَ هذا السير والسلوك القلبي ووسائل التحرك الروحاني إنْ هي إلّا «ذكر الله» و «التفكر». فمحاسن الذكر وفضائل التفكر لا تُحصى. فلو صرفنا النظر عن فوائدهما الأخروية التي لا حد لها ونتائجِهما في رقي الإنسانية إلى الكمالات، وأخذنا بنظر الاعتبار فائدةً واحدة من فوائدهما الجزئية التي يعود نفعُها على الإنسان في هذه الحياة الدنيوية المضطربة نرى:
    '''Bir kısmı''' –güya din hesabına, İslâmiyet’e sadakat namına– güya dini milliyetle takviye etmek için “Zaafa düşmüş din şecere-i nuraniyesini, milliyet toprağında dikmek, kuvvetleştirmek istiyoruz.” diye dine taraftar vaziyeti gösteriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنَّ أي إنسان كان لا بد أن يبحث عن سلوان، ويفتش عن ذوق ويتحرى عن أنيس يستطيع أن يزيل عنه وحشتَه ويخففَ عنه ثقلَ هذه الحياة، ويتخفف من غلوائها، ولو جزئياً .
    '''İkinci kısım'''; millet namına, milliyet hesabına, unsuriyete kuvvet vermek fikrine binaen “Milliyeti, İslâmiyet’le aşılamak istiyoruz.” diye bid’aları icad ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحيث إن ما يهيؤه المجتمع الحضاري من الوسائل المسلية والأُنس بالآخرين قد تمنح واحداً أو اثنين من عشرة من الناس أُنسا موقتاً بل ذا غفلة وذهول، والثمانين بالمائة من الناس إما أنهم يحيَون منفردين بين الجبال والوديان، أو ساقتهم همومُ العيش إلى أماكن نائية موحشة، أو ابتُلوا بالمصائب أو الشيخوخة النذيرة بالآخرة... فهؤلاء جميعاً يظلّون محرومين من الأُنس فلا يأنسون ولا يجدون العَزاء بوسائل المجتمع الحضارية!..
    '''Birinci kısma deriz ki:''' Ey “sadık ahmak” ıtlakına mâsadak bîçare ulemaü’s-sû veya meczup, akılsız, cahil sofiler! Hakikat-i kâinat içinde kökü yerleşmiş ve hakaik-i kâinata kökler salmış olan Şecere-i Tûba-i İslâmiyet; mevhum, muvakkat, cüz’î, hususi, menfî, belki esassız, garazkâr, zulümkâr, zulmanî unsuriyet toprağına dikilmez! Onu oraya dikmeye çalışmak, ahmakane ve tahripkârane, bid’akârane bir teşebbüstür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لذا فالسلوان الكامل لأمثال هؤلاء، والأُنس الخالص لهم ليس إلّا في تشغيل القلب بوسائل الذكر والتفكر.. ففي الأصقاع النائية، وبين شعاب الجبال، وعبر مهاوي الوديان يتوجه إلى قلبه مردداً: «الله .. الله» مستأنساً بهذا الذكر، ومتفكراً فيما حوله من الأشياء التي يتوجس منها خيفة وتوحي إليه بالوحشة، فإذا بالذكر يضفي عليها الأُنسَ والمودّة، وإذا بالذاكر يقول: «إنَّ لخالقي الذي أذكره عباداً لا حد لهم منتشرين في جميع الأرجاء فهم كثيرون جداً.. إذن فأنا لستُ وحيداً، فلا داعي للاستيحاش، ولا معنى له».. وبذلك يذوق معنى الأُنس في هذه الحياة الإيمانية، ويلمس سعادة الحياة فيزداد شكرُه لربه.
    '''İkinci kısım milliyetçilere deriz ki:''' Ey sarhoş hamiyet-füruşlar! Bir asır evvel milliyet asrı olabilirdi. Şu asır unsuriyet asrı değil. Bolşevizm, sosyalizm meseleleri istila ediyor; unsuriyet fikrini kırıyor, unsuriyet asrı geçiyor. Ebedî ve daimî olan İslâmiyet milliyeti; muvakkat, dağdağalı unsuriyetle bağlanmaz ve aşılanmaz. Ve aşılamak olsa da İslâm milliyetini ifsad ettiği gibi unsuriyet milliyetini dahi ıslah edemez, ibka edemez. Evet, muvakkat aşılamakta bir zevk ve bir muvakkat kuvvet görünüyor fakat pek muvakkat ve âkıbeti hatarlıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Üçüncü_Telvih"></span>
    Hem Türk unsurunda ebedî kabil-i iltiyam olmamak suretinde bir inşikak çıkacak. O vakit milletin kuvveti, bir şık, bir şıkkın kuvvetini kırdığı için hiçe inecek. İki dağ birbirine karşı bir mizanın iki gözünde bulunsa; bir batman kuvvet, o iki kuvvet ile oynayabilir; yukarı kaldırır, aşağı indirir.
    === التلويح الثالث ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الولاية حُجة الرسالة، وإن الطريقة برهان الشريعة، ذلك لأن ما بلّغته الرسالةُ من الحقائق الإيمانية تراها «الولايةُ» بدرجة «عين اليقين» بشهودٍ قلبي وتذوّق روحاني فتصدّقُها، وتصديقُها هذا حجة قاطعة لأحقية الرسالة.
    '''İkinci Sual,''' '''iki işarettir:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن ما جاءت به «الشريعة» من حقائق الأحكام، فإن «الطريقة» برهان على أحقية تلك الأحكام، وعلى صدورها من الحق تبارك وتعالى بما استفاضت منها واستفادت بكشفياتها وأذواقها.
    === Birinci İşaret ki BEŞİNCİ İŞARET’tir. ===
    Mühim bir sualin gayet muhtasar bir cevabıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، فكما أن «الولاية والطريقة» هما حُجتان على أحقية «الرسالة والشريعة» ودليلان عليهما، فإنهما كذلك سرُّ كمال الإسلام، ومحورُ أنواره، وهما معدن سمو الإنسانية ورقيِّها ومنبع فيوضاتها بأنوار الإسلام وتجليات أضوائه.
    '''Sual:''' Âhir zamanda Hazret-i Mehdi geleceğine ve fesada girmiş âlemi ıslah edeceğine dair müteaddid rivayat-ı sahiha var. Halbuki şu zaman, cemaat zamanıdır; şahıs zamanı değil. Şahıs ne kadar dâhî ve hattâ yüz dâhî derecesinde olsa bir cemaatin mümessili olmazsa bir cemaatin şahs-ı manevîsini temsil etmezse; muhalif bir cemaatin şahs-ı manevîsine karşı mağluptur. Şu zamanda –kuvvet-i velayeti ne kadar yüksek olursa olsun– böyle bir cemaat-i beşeriyenin ifsadat-ı azîmesi içinde nasıl ıslah eder? Eğer Mehdi’nin bütün işleri hârika olsa şu dünyadaki hikmet-i İlahiyeye ve kavanin-i âdetullaha muhalif düşer. Bu Mehdi meselesinin sırrını anlamak istiyoruz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن على الرغم مما فيهما من أهمية قصوى فقد انحاز قسمٌ من الفِرَق الضالة إلى إنكار أهميتهما، فحَرموا الآخرين من أنوارٍ هم محرومون منها.
    '''Elcevap:''' Cenab-ı Hak kemal-i rahmetinden, şeriat-ı İslâmiyenin ebediyetine bir eser-i himayet olarak, her bir fesad-ı ümmet zamanında bir muslih veya bir müceddid veya bir halife-i zîşan veya bir kutb-u a’zam veya bir mürşid-i ekmel veyahut bir nevi Mehdi hükmünde mübarek zatları göndermiş; fesadı izale edip milleti ıslah etmiş, din-i Ahmedîyi (asm) muhafaza etmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومما يؤسف له بالغَ الأسف أن عدداً من علماء أهل السنة والجماعة الذين يحكمون على الظاهر وقسماً من أهل السياسة الغافلين المنسوبين إلى أهل السنة والجماعة يسعَون لإيصاد أبواب تلك الخزينة العظمى، خزينة الولاية والطريقة، متذرعين بما يرونه من أخطاءِ قسم من أهل الطريقة وسوءِ تصرفاتهم، بل يبذلون جهدَهم لهدمها وتدميرها وتجفيف ذلك النبع الفياض بالكوثر الباعث على الحياة،
    Madem âdeti öyle cereyan ediyor, âhir zamanın en büyük fesadı zamanında; elbette en büyük bir müçtehid hem en büyük bir müceddid hem hâkim hem mehdi hem mürşid hem kutb-u a’zam olarak bir zat-ı nuraniyi gönderecek ve o zat da Ehl-i Beyt-i Nebevîden olacaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    علماً أنه يندرُ أن يوجد في الأشياء أو في المناهج أو المسالك ما هو مُبَرّأ من النقص والقصور، وأن تكون جوانبُه كلُّها حسنة صالحة، فلا بد إذن من حدوث نقصٍ وأخطاءٍ وسوء تصرف، إذ ما دخل أمراً مَنْ ليسوا من أهله، إلّا أساؤا إليه. ولكن الله تعالى يُظهر عدالته الربانية في الآخرة على وفق موازنة الأعمال وتقويمِها، برجحان الحسنات أو السيئات، فمَن رجَحت حسناتُه وثقلت، فله الثواب الحسن وتُقبل أعمالُه، ومن رجحت سيئاتُه وخفت حسناته فله العقاب وتُردّ أعمالُه، علماً أنه لا تؤخذ «كميةُ» الأعمال بنظر الاعتبار في هذه الموازنة مثلما يُنظر إلى «النوعية». فرُبَّ حسنةٍ واحدة ترجح ألفَ سيئة بل قد تُذهب بها وتمحوها وتكون سبباً في إنقاذ صاحبها.
    Cenab-ı Hak bir dakika zarfında beyne’s-sema ve’l-arz âlemini bulutlarla doldurup boşalttığı gibi bir saniyede denizin fırtınalarını teskin eder ve bahar içinde bir saatte yaz mevsiminin numunesini ve yazda bir saatte kış fırtınasını icad eden Kadîr-i Zülcelal; Mehdi ile de âlem-i İslâm’ın zulümatını dağıtabilir. Ve vaad etmiştir, vaadini elbette yapacaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دامت العدالةُ الإلهية تحكم على وفق هذا الميزان، وأن الحقيقة تراها عينَ الحق، فلا ريب أن حسنات الطريقة التي هي ضمن دائرة السنة المطهرة لهي أرجحُ من سيئاتها.
    Kudret-i İlahiye noktasında bakılsa gayet kolaydır. Eğer daire-i esbab ve hikmet-i Rabbaniye noktasında düşünülse yine o kadar makul ve vukua lâyıktır ki eğer Muhbir-i Sadık’tan rivayet olmazsa dahi herhalde öyle olmak lâzım gelir ve olacaktır, diye ehl-i tefekkür hükmeder. Şöyle ki: Felillahi’l-hamd اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّم۟ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلٰى اٰلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّي۟تَ عَلٰى اِب۟رَاهٖيمَ وَ عَلٰى اٰلِ اِب۟رَاهٖيمَ فِى ال۟عَالَمٖينَ اِنَّكَ حَمٖيدٌ مَجٖيدٌ duası –umum ümmet, umum namazında, günde beş defa tekrar ettikleri bu dua– bilmüşahede makbul olmuştur ki Âl-i Muhammed aleyhissalâtü vesselâm, Âl-i İbrahim aleyhisselâm gibi öyle bir vaziyet almış ki umum mübarek silsilelerin başında, umum aktar ve a’sarın mecmalarında o nurani zatlar kumandanlık ediyorlar. '''(Hâşiye<ref>'''Hâşiye:''' Hattâ onlardan bir tanesi olan Seyyid Ahmedü’s-Sünûsî, milyonlar müride kumandanlık ediyor. Seyyid İdris gibi diğer bir zat, yüz binden fazla Müslümanlara kumandanlık ediyor. Seyyid Yahya gibi bir başka seyyid, yüz binler adamlara emirlik ediyor ve hâkeza… Bu seyyidler kabilesinin efradlarında böyle zâhirî kahramanlar çok olduğu gibi; Seyyid Abdülkadir-i Geylanî, Seyyid Ebu’l-Hasan-ı Şazelî, Seyyid Ahmed-i Bedevî gibi manevî kahramanların kahramanları dahi varlarmış.</ref>)''' Ve öyle bir kesrettedirler ki o kumandanların mecmuu, muazzam bir ordu teşkil ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا أدلّ على ذلك من احتفاظ أهل الطريقة بإيمانهم أثناء هجوم أهل الضلالة، حتى إن منتسباً اعتيادياً مخلصاً من أهل الطريقة يُحافظ على نفسه أكثر من أي مدّعٍ كان للعلم. إذ ينقذ إيمانه بما حصل عليه من الذوق الروحي في الطريقة وبما يحمله من حبّ تجاه الأولياء، فحتى بارتكابه الكبائر لا يكون كافراً وإنما يكون فاسقاً، إذ لا يلج صفوفَ الزندقة بيُسر، وليست هناك قوة تستطيع أن تجرح ما ارتضاه من ولاء تجاه سلسلة أقطاب المشايخ الذين ارتبط بهم بمحبة شديدة واعتقاد جازم، وحيث إن الضلالة لا تستطيع أن تفنّد أو تفسد ما لديه من الثقة والاطمئنان بهم، فلن تحل ما لديه من الثقة والرضا بهم، ولن يدخل الكفر والإلحاد ما لم يفقد تلك الثقة بهم. فالذي ليس له حظٌّ من الطريقة، ولم يشرع قلبُه بالحركة، من الصعوبة بمكان -في هذا الوقت- أن يحافظ على نفسه محافظةً تامة أمام دسائس الزنادقة الحاليين، ولو كان عالماً مدققاً.
    Eğer maddî şekle girse ve bir tesanüd ile bir fırka vaziyetini alsalar İslâmiyet dinini milliyet-i mukaddese hükmünde rabıta-i ittifak ve intibah yapsalar hiçbir milletin ordusu onlara karşı dayanamaz! İşte o pek kesretli, o muktedir ordu, Âl-i Muhammed aleyhissalâtü vesselâmdır ve Hazret-i Mehdi’nin en has ordusudur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بقي أمر آخر هو أنه لا يمكن أن تُدان «الطريقة» ولا يُحكَم عليها بسيئات مذاهب ومشارب أطلقت على نفسها ظلماً اسم «الطريقة» وربما اتخذت لها صورةً خارج دائرة التقوى بل خارج نطاق الإسلام.
    Evet, bugün tarih-i âlemde hiçbir nesil, şecere ile ve senetlerle ve an’ane ile birbirine muttasıl ve en yüksek şeref ve âlî haseb ve asil neseb ile mümtaz hiçbir nesil yoktur ki Âl-i Beyt’ten gelen seyyidler nesli kadar kuvvetli ve ehemmiyetli bulunsun. Eski zamandan beri bütün ehl-i hakikatin fırkaları başında onlar ve ehl-i kemalin namdar reisleri yine onlardır. Şimdi de kemiyeten milyonları geçen bir nesl-i mübarektir. Mütenebbih ve kalpleri imanlı ve muhabbet-i Nebevî ile dolu ve cihan-değer şeref-i intisabıyla serfirazdırlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو صرفنا النظر عن النتائج السامية التي تُوصل إليها الطريقةُ سواء منها الدينية أو الأخروية أو الروحية، ونظرنا فقط إلى نتيجة واحدة منها ضمن نطاق العالم الإسلامي نرى أن «الطريقة» هي في مقدمة الوسائل الإيمانية التي توسِّع من دائرة الأخوة الإسلامية بين المسلمين وتبسط لواءَ رابطتها المقدسة في أرجاء العالم الإسلامي.
    Böyle bir cemaat-i azîme içindeki mukaddes kuvveti tehyic edecek ve uyandıracak hâdisat-ı azîme vücuda geliyor. Elbette o kuvvet-i azîmedeki bir hamiyet-i âliye feveran edecek ve Hazret-i Mehdi başına geçip tarîk-i hak ve hakikate sevk edecek. Böyle olmak ve böyle olmasını, bu kıştan sonra baharın gelmesi gibi âdetullahtan ve rahmet-i İlahiyeden bekleriz ve beklemekte haklıyız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد كانت الطرق الصوفية وما زالت كذلك إحدى القلاع الثلاث التي تتحطم على جدرانها الصلدة هجمات النصارى بسياساتهم ومكايد الذين يسعَون لإطفاء نور الإسلام..
    === İkinci İşaret yani ALTINCI İŞARET ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيجب ألاّ ننسى فضلَ أهل الطرق في المحافظة على مركز الخلافة الإسلامية «استانبول» طوال خمسمائة وخمسين سنة رغم هجمات عالَم الكفر وصليبية أوروبا. فالقوة الإيمانية، والمحبة الروحانية، والأشواق المتفجرة من المعرفة الإلهية لأولئك الذين يرددون «الله.. الله..» في الزوايا والتكايا المتممة لرسالة الجوامع والمساجد، والرافدة لهما بجداول الإيمان حيث كانت تنبعث أنوارُ التوحيد في خمسمائة مكان، لتشكّل بمجموعها أعظمَ نقطة ارتكاز للمؤمنين في ذلك المركز الإسلامي.
    Hazret-i Mehdi’nin cemiyet-i nuraniyesi, Süfyan komitesinin tahribatçı rejim-i bid’akâranesini tamir edecek, sünnet-i seniyeyi ihya edecek; yani âlem-i İslâmiyet’te risalet-i Ahmediyeyi (asm) inkâr niyetiyle şeriat-ı Ahmediyeyi (asm) tahribe çalışan Süfyan komitesi, Hazret-i Mehdi cemiyetinin mu’cizekâr manevî kılıncıyla öldürülecek ve dağıtılacak.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا أدعياء الحَمية ويا سماسرة القومية المزيفين! ألا تقولون أيةَ سيئة من سيئات الطريقة تُفسد هذه الحسَنة العظيمة في حياتكم الاجتماعية؟!
    Hem âlem-i insaniyette inkâr-ı uluhiyet niyetiyle medeniyet ve mukaddesat-ı beşeriyeyi zîr ü zeber eden Deccal komitesini, Hazret-i İsa aleyhisselâmın din-i hakikisini İslâmiyet’in hakikatiyle birleştirmeye çalışan hamiyetkâr ve fedakâr bir İsevî cemaati namı altında ve “Müslüman İsevîleri” unvanına lâyık bir cemiyet, o Deccal komitesini, Hazret-i İsa aleyhisselâmın riyaseti altında öldürecek ve dağıtacak; beşeri, inkâr-ı uluhiyetten kurtaracak.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dördüncü_Telvih"></span>
    Şu mühim sır pek uzundur. Başka yerlerde bir nebze bahsettiğimizden burada bu kısa işaretle iktifa ediyoruz.
    === التلويح الرابع ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ سلوك طريق الولاية مع سهولته هو ذو مصاعب، ومع قصره فهو طويل جداً، ومع نفاسته وعلوِّه فهو محفوفٌ بالمخاطر، ومع سعته فهو ضيق جداً.
    === YEDİNCİ İŞARET yani Üçüncü Sual ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلأجل هذه الأسرار الدقيقة، قد يغرق السالكون في هذه السبيل، وقد يتعثرون ويتأذون، بل قد ينكصون على أعقابهم ويضلون الآخرين.
    '''Diyorlar ki:''' “Senin eski zamandaki müdafaatın ve İslâmiyet hakkındaki mücahedatın, şimdiki tarzda değil. Hem Avrupa’ya karşı İslâmiyet’i müdafaa eden mütefekkirîn tarzında gitmiyorsun. Neden Eski Said vaziyetini değiştirdin? Neden manevî mücahidîn-i İslâmiye tarzında hareket etmiyorsun?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فعلى سبيل المثال؛ هناك «السير الأنفسي» و «السير الآفاقي» وهما مشربان ونهجان في الطريقة.
    '''Elcevap:''' Eski Said ile mütefekkirîn kısmı, felsefe-i beşeriyenin ve hikmet-i Avrupaiyenin düsturlarını kısmen kabul edip onların silahlarıyla onlarla mübareze ediyorlar; bir derece onları kabul ediyorlar. Bir kısım düsturlarını, fünun-u müsbete suretinde lâyetezelzel teslim ediyorlar, o suretle İslâmiyet’in hakiki kıymetini gösteremiyorlar. Âdeta kökleri çok derin zannettikleri hikmetin dallarıyla İslâmiyet’i aşılıyorlar, güya takviye ediyorlar. Bu tarzda galebe az olduğundan ve İslâmiyet’in kıymetini bir derece tenzil etmek olduğundan o mesleği terk ettim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالسير الأنفسي يبدأ من النفس، ويصرف صاحبُ هذا السير نظرَه عن الخارج، ويحدُق في القلب مخترقاً أنانيتَه. ثم ينفذ منها ويفتح في القلب ومن القلب سبيلاً إلى الحقيقة.. ومن هناك ينفذ إلى الآفاق الكونية فيجدها منوّرة بنور قلبه، فيصل سريعاً، لأن الحقيقة التي شاهدها في دائرة النفس يراها بمقياس أكبر في الآفاق. وأغلب طرق المجاهدة الخفية تسير وفق هذه السبيل.
    Hem bilfiil gösterdim ki: İslâmiyet’in esasları o kadar derindir ki felsefenin en derin esasları onlara yetişmez, belki sathî kalır. Otuzuncu Söz, Yirmi Dördüncü Mektup, Yirmi Dokuzuncu Söz bu hakikati bürhanlarıyla ispat ederek göstermiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأهم أسس هذا السلوك هو كسرُ شوكة الأنانية وتحطيمُها، وتركُ الهوى وإماتةُ النفس.
    Eski meslekte, felsefeyi derin zannedip ahkâm-ı İslâmiyeyi zâhirî telakki edip felsefenin dallarıyla bağlamakla durutmak ve muhafaza edilmek zannediliyordu. Halbuki felsefenin düsturlarının ne haddi var ki onlara yetişsin?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما النهج الثاني فيبدأ من الآفاق، ويشاهد صاحبُ هذا النهج تجليات أسماء الله الحسنى، وصفاته الجليلة في مظاهر تلك الدائرة الآفاقية الكونية الواسعة ثم ينفذ إلى دائرة النفس، فيرى أنوارَ تلك التجليات بمقاييسَ مصغرة في آفاق كونه القلبي، فيفتح في هذا القلب أقربَ طريق إليه تعالى، ويشاهد أن القلب حقاً مرآةُ الصَّمد. فيصل إلى مقصوده، ومنتهى أمله.
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا ففي المشرب الأول إنْ عجز السالك عن قتل النفس الأمارة، ولم يتمكن من تحطيم الأنانية بترك الهوى، فإنه يسقط من مقام الشكر إلى موقع الفخر، ومنه يتردى إلى الغرور، وإذا ما اقترن هذا بما يشبه السُكر الناشئ من انجذاب آتٍ من المحبة، فسوف يصدر عنه دعاوى أكبر من حدِّه، وأعظم من طوقه، تلك التي يطلق عليها «الشطحات». فيضر نفسَه ويكون سبباً في الإضرار بالآخرين.
    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ الَّذٖى هَدٰينَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَه۟تَدِىَ لَو۟لَٓا اَن۟ هَدٰينَا اللّٰهُ لَقَد۟ جَٓاءَت۟ رُسُلُ رَبِّنَا بِال۟حَقِّ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ مثل صاحب الشطحات كمثل ضابط صغير برتبة ملازم. تستخفّه نشوةُ القيادة وأذواقُها في محيط دائرته الصغرى، فيتخيل نفسَه في لحظة انتشاء وكأنه المشير الذي يقود الفيالق والجحافل، فتختلط في ذهنه الأمورُ، ويلتبس عليه أمرُ القيادة ضمن دائرته الصغرى مع القيادة الكلية الواسعة ضمن دائرتها الكبرى، تماما كما يلتبس في النظر على بعض الناس صورةُ الشمس المنعكسة من مرآة صغيرة، مع صورتها المنعكسة من سطح البحر الشاسع، من حيث تشابههما في صورة الانعكاس، رغم اختلافهما في السعة والكبر.
    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّم۟ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلٰى اٰلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّي۟تَ عَلٰى سَيِّدِنَا اِب۟رَاهٖيمَ وَ عَلٰى اٰلِ اِب۟رَاهٖيمَ فِى ال۟عَالَمٖينَ اِنَّكَ حَمٖيدٌ مَجٖيدٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذلك فإن كثيراً من أهل الولاية من يرى نفسه أكبر وأعظم بكثير ممن هم أرقى وأسمى منه، بل ممن نسبته إليهم كنسبة الذباب إلى الطاووس.
    == Sekizinci Kısım Olan Rumuzat-ı Semaniye ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكنه -أي صاحب الدعاوى- يرى نفسَه كما يصف، ويراها كما يقول، محقاً في رؤيته. حتى إنني رأيت من يتقلد شاراتِ القطب الأعظم ويدّعي حالاته، ويتقمّص أطوارَه، وليس له من صفات القطبية إلاّ انتباه القلب وصحوته، وسوى الشعور بسر الولاية من بعيد، فقلت له:
    “Sekiz Remiz”dir, yani sekiz küçük risaledir. Şu remizlerin esası, ilm-i cifrin mühim bir düsturu ve ulûm-u hafiyenin mühim bir anahtarı ve bir kısım esrar-ı gaybiye-i Kur’aniyenin mühim bir miftahı olan tevafuktur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يا أخي! كما أن قانونَ السلطنة له مظاهرٌ عديدة جزئية أو كلية على نمط واحد في جميع دوائر الدولة، ابتداءً من رئاسة الوزارة إلى إدارة ناحية صغيرة، فإن الولاية، والقطبية كذلك لها دوائر مختلفة ومظاهر متنوعة، ولكل مقام ظلالٌ كثيرة. فأنت قد شاهدت الجلوة العظمى والمظهر الأعظم للقطبية الشبيهة برئاسة الوزارة ضمن دائرتك الصغيرة الشبيهة بإدارة الناحية، فالتبسَ عليك الأمر وانخدعت، إذ إنَّ ما شاهدتَه صوابٌ وصدق، إلّا أن حُكمَك هو الخطأ، حيث إن غرفة من الماء بالنسبة للذبابة بحرٌ واسع.
    İleride müstakillen neşredileceğinden buraya dercedilmedi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فانتبه ذلك الأخ بكلامي، ونجا من تلك الورطة بمشيئة الله.
    == Dokuzuncu Kısım Telvihat-ı Tis’a ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ورأيت كذلك عدداً من الناس يعدّون أنفسَهم مقاربين أو مشابهين «للمهدي»، ويقول كل منهم: سأصبح «المهدي»!
    اَلَٓا اِنَّ اَو۟لِيَٓاءَ اللّٰهِ لَا خَو۟فٌ عَلَي۟هِم۟ وَلَاهُم۟ يَح۟زَنُونَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هؤلاء ليسوا كاذبين ولا مخادعين، ولكنهم ينخدعون، إذ يظنون ما يرونَه هو الحق، ولكن كما أن الأسماء الحسنى لها تجلياتُها ابتداءً من العرش الأعظم وحتى الذرة، فإن مظاهر هذه التجليات في الأكوان والنفوس تتفاوت بالنسبة نفسها، وإن مراتب الولاية التي هي نيل مظاهرها والتشرف بها هي الأخرى متفاوتة.
    Şu kısım, turuk-u velayet hakkında olup '''Dokuz Telvih'''tir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأهم سبب لهذا الالتباس هو كونُ بعض مقامات الأولياء فيه شيءٌ من خواص «المهدي» ووظائفه، ويشاهَد فيه انتساب خاصٌ مع القطب الأعظم وعلاقةٌ خاصة بـ «الخضر»، فهناك مقامات لها علاقات وروابط مع بعض المشاهير، حتى يُطلق على تلك المقامات «مقام الخضر» و «مقام أويس» و «مقام المهدية».
    === Birinci Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعليه فالواصلون إلى ذلك المقام، وإلى جزء منه، أو إلى ظل من ظلاله، يتصورون أنفسهم أنهم هم أولئك الأفذاذ المشهورون، فيعتبر الواحد منهم أنه هو الخضر أو المهدي، أو يتخيل أنه القطب الأعظم.
    “Tasavvuf”, “tarîkat”, “velayet”, “seyr ü sülûk” namları altında şirin, nurani, neşeli, ruhanî bir hakikat-i kudsiye vardır ki o hakikat-i kudsiyeyi ilan eden, ders veren, tavsif eden binler cilt kitap ehl-i zevk ve keşfin muhakkikleri yazmışlar, o hakikati ümmete ve bize söylemişler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن كانت الأنانيةُ فيه قد مُحقت حتى لم يعُد لها استشرافٌ وتطلّعٌ لحب الجاه والتفاخر على الآخرين فلا يُدان، ونعتبر دعاواه الخارجة عن حده «شطحات» قد لا يكون مسؤولاً عنها، ويمكن التجاوز عنها.
    جَزَاهُمُ اللّٰهُ خَي۟رًا كَثٖيرًا Biz, o muhit denizinden birkaç katre hükmünde birkaç reşhalarını şu zamanın bazı ilcaatına binaen göstereceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما هذه الدعاوى عند الشخص الذي ما زالت الأنانية فيه متوفزة، متطلعة لحب الجاه، فستغلبه هذه الأنانيةُ وتأخذ بيده إلى منازل الفخر مخلفاً وراءه مقام الشكر، ومن هناك يتردى تدريجياً إلى هاوية الغرور الماحق للحسنات. فإما أن يتردى إلى الجنون، أو يضل ضلالاً بعيداً، وذلك لأنه جعل نفسَه في عداد أولئك الأولياء العظام، وهذا بحدّ ذاته سوءُ ظن بهم، لأنه يخلع ما في نفسه من قصور، تدركه النفسُ مهما اغترت على أولئك الأولياء الأفذاذ الذين يراهم بمنظار نفسه القاصرة، فيتوهم أن أولئك العظام مقصّرون مثلَه، فيقلّ احترامُه لهم، وبالتالي قد يقل احترامُه حتى للأنبياء عليهم السلام.
    '''Sual:''' Tarîkat nedir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيجب على هؤلاء المتلبسين أن يُمسكوا ميزان الشريعة بأيديهم ليزنوا أعمالَهم، ويقفوا عند حدود ما حدَّه علماءُ أصول الدين من دساتير، ويسترشدوا بتعليمات «الإمام الغزالي» و «الإمام الرباني» وأمثالهم من الأولياء المحققين العلماء، وأن يضعوا أنفسهم دائماً موضع التهمة، ويعرفوا أن القصور والعجز والفقر ملازمٌ للنفوس مهما إرتقت وتسامت.
    '''Elcevap:''' Tarîkatın gaye-i maksadı, marifet ve inkişaf-ı hakaik-i imaniye olarak, mi’rac-ı Ahmedînin (asm) gölgesinde ve sayesi altında kalp ayağıyla bir seyr ü sülûk-u ruhanî neticesinde, zevkî, halî ve bir derece şuhudî hakaik-i imaniye ve Kur’aniyeye mazhariyet; “tarîkat”, “tasavvuf” namıyla ulvi bir sırr-ı insanî ve bir kemal-i beşerîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما في هذا المشرب من شطحات عند بعض السالكين، منبعُه حبُّ النفس، حتى ليتعاظم هذا الحب فيظن الواحدُ منهم صفاءَ نفسه، ولمعانَ ذاته قطعةَ الماس رغم أنها ليست إلّا قطعة زجاج تافهة في الحقيقة، إذ عينُ الرضا كليلةٌ عن العيوب.
    Evet, şu kâinatta insan bir fihriste-i câmia olduğundan, insanın kalbi binler âlemin harita-i maneviyesi hükmündedir. Evet, insanın kafasındaki dimağı, hadsiz telsiz telgraf ve telefonların santral denilen merkezi misillü, kâinatın bir nevi merkez-i manevîsi olduğunu gösteren hadsiz fünun ve ulûm-u beşeriye olduğu gibi; insanın mahiyetindeki kalbi dahi hadsiz hakaik-i kâinatın mazharı, medarı, çekirdeği olduğunu hadd ü hesaba gelmeyen ehl-i velayetin yazdıkları milyonlarla nurani kitaplar gösteriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا وإن أخطر المهالك في هذا النوع من السلوك هو: أن المعاني الجزئية التي ترد على قلب السالك بشكل إلهام، يتخيّلها - هذا السالك - كلامَ الله، ويعبّر عن كل إلهام وارد بـ «آية» فيمتزج بهذا الوهم عدم احترام لتلك المرتبة السامية العليا للوحي.
    İşte madem kalp ve dimağ-ı insanî bu merkezdedir; çekirdek haletinde bir şecere-i azîmenin cihazatını tazammun eder ve ebedî, uhrevî, haşmetli bir makinenin âletleri ve çarkları, içinde dercedilmiştir. Elbette ve herhalde o kalbin Fâtır’ı, o kalbi işlettirmesini ve bi’l-kuvve tavırdan bilfiil vaziyetine çıkarmasını ve inkişafını ve hareketini irade etmiş ki öyle yapmış. Madem irade etmiş, elbette o kalp dahi akıl gibi işleyecek. Ve kalbi işlettirmek için en büyük vasıta, velayet meratibinde zikr-i İlahî ile tarîkat yolunda hakaik-i imaniyeye teveccüh etmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم إنَّ كل إلهامٍ ابتداءً من إلهام النحل والحيوانات إلى إلهام عوام الناس وإلى إلهام خواص البشرية، وإلى إلهام عوام الملائكة، وإلى إلهام المقرّبين الخواص منهم، إنما هو نوع من الكلمات الربانية، ولكن الكلام الرباني هو تجلي الخطاب الرباني المتنوع المتلمع من خلال سبعين ألف حجاب حسب قابليات المظاهر والمقامات.
    === İkinci Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما «الوحي» فهو الاسمُ الخاص لكلام الله جل وعلا، وأبهرُ مثاله المشخص، هو الذي أُطلق على نجوم القرآن، وكلُّ منجمة منه «آية» كما ورد توقيفاً. فتسميةُ هذه الأنواع من الإلهام بـ(الآيات) خطأٌ محض. إذ بمقدار النسبة بين صورة الشمس الصغيرة الخافتة المتسترة المشاهَدة في المرآة الملونة في أيدينا مع الشمس الحقيقية الموجودة في السماء، تكون النسبة بين الإلهام الموجود في قلوب أولئك الأدعياء وبين آيات شمس القرآن الكريم التي هي كلام إلهي مباشر (كما بينا وأثبتنا ذلك في كل من الكلمات الثانية عشرة والخامسة والعشرين والحادية والثلاثين من كتاب «الكلمات»).
    Bu seyr ü sülûk-u kalbînin ve hareket-i ruhaniyenin miftahları ve vesileleri, zikr-i İlahî ve tefekkürdür. Bu zikir ve fikrin mehasini, ta’dad ile bitmez. Hadsiz fevaid-i uhreviyeden ve kemalât-ı insaniyeden kat’-ı nazar, yalnız şu dağdağalı hayat-ı dünyeviyeye ait cüz’î bir faydası şudur ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم؛ إذا قيل: إنَّ صورة الشمس الظاهرة في مرآة هي صورتُها حقاً وذات علاقة مع الشمس الحقيقية، فهذا الكلام لا غبار عليه وهو حق، إلّا أنه لا يمكن ربط الكرة الأرضية الضخمة بهذه الشموس «المرآتية» المصغرة، ولا يمكن شدُّها إلى جاذبيتها.
    '''H'''er insan, hayatın dağdağasından ve ağır tekâlifinden bir derece kurtulmak ve teneffüs etmek için herhalde bir teselli ister, bir zevki arar ve vahşeti izale edecek bir ünsiyeti taharri eder. Medeniyet-i insaniye neticesindeki içtimaat-ı ünsiyetkârane, on insanda bir ikisine muvakkat olarak, belki gafletkârane ve sarhoşçasına bir ünsiyet ve bir ülfet ve bir teselli verir. Fakat yüzde sekseni ya dağlarda, derelerde münferid yaşıyor ya derd-i maişet onu hücra köşelere sevk ediyor ya musibetler ve ihtiyarlık gibi âhireti düşündüren vasıtalar cihetiyle insanların cemaatlerinden gelen ünsiyetten mahrumdurlar. O hal onlara ünsiyet verip teselli etmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Beşinci_Telvih"></span>
    İşte böylelerin hakiki tesellisi ve ciddi ünsiyeti ve tatlı zevki; zikir ve fikir vasıtasıyla kalbi işletmek, o hücra köşelerde, o vahşetli dağ ve sıkıntılı derelerde kalbine müteveccih olup “Allah!” diyerek kalbi ile ünsiyet edip o ünsiyet ile etrafında vahşetle ona bakan eşyayı ünsiyetkârane tebessüm vaziyetinde düşünüp “Zikrettiğim Hâlık’ımın hadsiz ibadı her tarafta bulunduğu gibi bu vahşetgâhımda da çokturlar. Ben yalnız değilim, tevahhuş manasızdır.” diyerek imanlı bir hayattan ünsiyetli bir zevk alır. Saadet-i hayatiye manasını anlar, Allah’a şükreder.
    === التلويح الخامس ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يُعتبر «وحدة الوجود» التي تضم «وحدة الشهود» من المشارب الصوفية المهمة وهي تعني: حصرُ النظر في وجود «واجب الوجود»، أي أن الموجود الحق هو: «واجب الوجود» سبحانه فحسب، وأن سائر الموجودات ظلال باهتة وزيف ووَهم لا تستحق إطلاق صفة الوجود عليها حيال «واجب الوجود»؛ لذا فإن أهل هذا المشرب يذهبون إلى اعتبار الموجودات خيالا ووهماً، ويتصورونها عدَما في مرتبة ترك ما سواه، أي «ترك ما سوى الله تعالى» حتى إنهم يتطرفون ويذهبون إلى حد اعتبار الموجودات مرايا خيالية لتجليات الأسماء الحسنى.
    === Üçüncü Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن أهم حقيقة يحتويها هذا المشرب هي: أن الموجودات الممكنة «الممكنات والمخلوقات» تصغر وتتضاءل عند أصحابها من كبار الأولياء الذين وصلوا إلى مرتبة حق اليقين بقوة إيمانهم بحيث تنـزل عندهم إلى درجة العدم والوهم، أي أنهم ينكرون وجودَ الكون بجانب وجود الله تعالى الذي هو واجب الوجود.
    Velayet, bir hüccet-i risalettir; tarîkat, bir bürhan-ı şeriattır. Çünkü risaletin tebliğ ettiği hakaik-i imaniyeyi, velayet bir nevi şuhud-u kalbî ve zevk-i ruhanî ile aynelyakîn derecesinde görür, tasdik eder. Onun tasdiki, risaletin hakkaniyetine kat’î bir hüccettir. Şeriat ders verdiği ahkâmın hakaikini, tarîkat zevkiyle, keşfiyle ve ondan istifadesiyle ve istifazasıyla o ahkâm-ı şeriatın hak olduğuna ve Hak’tan geldiğine bir bürhan-ı bâhirdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    غير أن هناك محاذير ومخاطر عدة لهذا المشرب، أولُها وأهمها:
    Evet, nasıl ki velayet ve tarîkat, risalet ve şeriatın hücceti ve delilidir; öyle de İslâmiyet’in bir sırr-ı kemali ve medar-ı envarı ve insaniyetin İslâmiyet sırrıyla bir maden-i terakkiyatı ve bir menba-ı tefeyyüzatıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ أركان الإيمان ستة، فهناك عدا ركن الإيمان بالله، أركانٌ أخرى كالإيمان بالآخرة، فهذه الأركان تستدعي وجودَ الممكنات أي أن هذه الأركان المحكمة لا يمكن أن تقومَ على أساس خيالي.
    İşte bu sırr-ı azîmin bu derece ehemmiyetiyle beraber, bazı fırak-ı dâlle onun inkârı tarafına gitmişler. Kendileri mahrum kaldıkları o envardan, başkalarının mahrumiyetine sebep olmuşlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فعلى صاحب هذا المشرب أَلّا يصحَب معه هذا المشرب، وأَلّا يعمل بمقتضاه عندما يفيق من عالم الاستغراق والنشوة.
    En ziyade medar-ı teessüf şudur ki: Ehl-i Sünnet ve Cemaat’in bir kısım zâhirî uleması ve Ehl-i Sünnet ve Cemaat’e mensup bir kısım ehl-i siyaset gafil insanlar; ehl-i tarîkatın içinde gördükleri bazı sû-i istimalatı ve bir kısım hatîatı bahane ederek o hazine-i uzmayı kapatmak, belki tahrip etmek ve bir nevi âb-ı hayatı dağıtan o kevser menbaını kurutmak için çalışıyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن عليه أَلّا يقلب هذا المشرب القلبي والوجداني والذوقي إلى أُسس عقلية وقولية وعلمية، ذلك لأن الدساتير العقلية، والقوانين العلمية، وأصول علم الكلام النابعة من الكتاب والسنة المطهرين لا يمكنها أن تتحمل هذا المشرب، ولا تتسع لإمكانية تطبيقه. لذا فلا يُرى هذا المشربُ في أهل الصحوة الإيمانية من الخلفاء الراشدين، والأئمة المجتهدين، والعلماء العاملين من أجيال السلف الصالح من هذه الأمة.
    Halbuki eşyada, kusursuz ve her ciheti hayırlı şeyler, meşrepler, meslekler az bulunur. Alâküllihal bazı kusurlar ve sû-i istimalat olacak. Çünkü ehil olmayanlar bir işe girseler elbette sû-i istimal ederler. Fakat Cenab-ı Hak âhirette muhasebe-i a’mal düsturuyla, adalet-i Rabbaniyesini, hasenat ve seyyiatın muvazenesiyle gösteriyor. Yani hasenat râcih ve ağır gelse mükâfatlandırır, kabul eder; seyyiat râcih gelse cezalandırır, reddeder. Hasenat ve seyyiatın muvazenesi, kemiyete bakmaz, keyfiyete bakar. Bazı olur, bir tek hasene bin seyyiata tereccuh eder, affettirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذن فليس هذا المشرب في أَعلى المراتب وأَسماها، بل قد يكون ذا علو إلّا أنه ناقص في علوّه، وقد يكون ذا حلاوة مُغرية ولكنه لاذع المذاق. ولظاهر حلاوته، ولجمال إيحائه لا يرغب الداخلون فيه في الخروج منه؛ ويتوهمون -باستشرافات نفوسهم- أنَّه أَعلى المراتب وأَسماها.
    Madem adalet-i İlahiye böyle hükmeder ve hakikat dahi bunu hak görür; tarîkat, yani sünnet-i seniye dairesinde tarîkatın hasenatı, seyyiatına kat’iyen müreccah olduğuna delil; ehl-i tarîkat, ehl-i dalaletin hücumu zamanında imanlarını muhafaza etmesidir. Âdi bir samimi ehl-i tarîkat; surî, zâhirî bir mütefenninden daha ziyade kendini muhafaza eder. O zevk-i tarîkat vasıtasıyla ve o muhabbet-i evliya cihetiyle imanını kurtarır. Kebairle fâsık olur fakat kâfir olmaz, kolaylıkla zındıkaya sokulmaz. Şedit bir muhabbet ve metin bir itikad ile aktab kabul ettiği bir silsile-i meşayihi, onun nazarında hiçbir kuvvet çürütemez. Çürütmediği için onlardan itimadını kesemez. Onlardan itimadı kesilmezse zındıkaya giremez. Tarîkatta hissesi olmayan ve kalbi harekete gelmeyen, bir muhakkik âlim zat da olsa şimdiki zındıkların desiselerine karşı kendini tam muhafaza etmesi müşkülleşmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكوننا قد تناولنا شيئاً من أسس هذا المشرب وماهيته في رسالة «نقطة من نور معرفة الله جل جلالُه» وفي «الكلمات» و «المكتوبات» فإننا نكتفي بذلك، ونقصر الكلام هنا على بيان ورطة خطرة قد يقع فيها قسمٌ من الحائمين حول «وحدة الوجود» وهي:
    Bir şey daha var ki: Daire-i takvadan hariç, belki daire-i İslâmiyet’ten hariç bir suret almış bazı meşreplerin ve tarîkat namını haksız olarak kendine takanların seyyiatıyla, tarîkat mahkûm olamaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ هذا المشرب يصلح لأخص الخواص عند حالات الاستغراق المطلق، وللمتجردين من الأسباب المادية، ومن الذين قد قطعوا علائقهم بما سوى الله من الممكنات والأشياء.
    Tarîkatın dinî ve uhrevî ve ruhanî çok mühim ve ulvi neticelerinden sarf-ı nazar, yalnız âlem-i İslâm içindeki kudsî bir rabıta olan uhuvvetin inkişafına ve inbisatına en birinci, tesirli ve hararetli vasıta tarîkatlar olduğu gibi; âlem-i küfrün ve siyaset-i Hristiyaniyenin, nur-u İslâmiyet’i söndürmek için müthiş hücumlarına karşı dahi üç mühim ve sarsılmaz kale-i İslâmiyeden bir kalesidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن إذا نـزل هذا المشرب من علياء الأذواق والمواجيد، والأشواق القلبية إلى دائرة المذاهب الفكرية والعلمية وعُرض بشكله العلمي والعقلاني على أنظار الذين استَهوتهم الحياةُ الدنيا، وغرقوا في الفلسفات المادية والطبيعية، فإنه سيكون إغراقاً في الطبيعة والمادة، وإبعاداً عن حقيقة الإسلام.
    Merkez-i hilafet olan İstanbul’u beş yüz elli sene bütün âlem-i Hristiyaniyenin karşısında muhafaza ettiren, İstanbul’da beş yüz yerde fışkıran envar-ı tevhid ve o merkez-i İslâmiyedeki ehl-i imanın mühim bir nokta-i istinadı, o büyük camilerin arkalarındaki tekyelerde “Allah Allah!” diyenlerin kuvvet-i imaniyeleri ve marifet-i İlahiyeden gelen bir muhabbet-i ruhanî ile cûş u hurûşlarıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالشخص المادي المتعلق بالأسباب، والمُغرم بالدنيا، يتشوق إلى إضفاء صفة الخلود على هذه الدنيا الفانية، لأنه يعزّ عليه أن يرى محبوبته وهي تتبخر بين يديه وتذوب، فيُسبغ صفةَ البقاء والوجود الدائم على دنياه، انطلاقاً من فكرة «وحدة الوجود» فلا يتورع -عندئذٍ- من رفع محبوبته -الدنيا- إلى درجة المعبود بعد أنْ أَسبغَ عليها صفاتِ الدوام والخلود والبقاء الأبدي، فينفتح المجال أمامَه إلى إنكار الله سبحانه والعياذ بالله.
    İşte ey akılsız hamiyet-füruşlar ve sahtekâr milliyet-perverler! Tarîkatın, hayat-ı içtimaiyenizde bu hasenesini çürütecek hangi seyyiatlarıdır, söyleyiniz?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولما كان الفكر المادي قد ترسّخت دعائمُه في هذا العصر، واستولى على غالبية النشاطات العقلية والعلمية، حتى غدت المادة -عند أصحابه- هي أَصلُ كل شيء ومرجعه، لذا فإن ترويج مذهب «وحدة الوجود» في هذا العصر -الذي يرى فيه أهلُ الإيمان الخواص الماديات تافهةً إلى حد العدم- ربما يعطي للماديين حُجةً ليكونوا دعاةً للمذهب نفسه فيخاطبوا أصحابه من أهل الإيمان: «نحن وأنتم سواء، نحن أيضاً نقول هكذا ونفكر هكذا» علماً أنه لا يوجد مشربٌ في العالم بعيدٌ عن منهج المادييين وعبدة الطبيعة من مشرب «وحدة الوجود». ذلك لأن أصحابَه يؤمنون بالله إيماناً عميقاً إلى درجة يعدّون الكون وجميعَ الموجودات معدوماً بجانب حقيقة الوجود الإلهي، بينما الماديون يولون الموجودات من الأهمية إلى حدّ أنهم ينكرون معها وجودَ الله سبحانه وتعالى... فأين هؤلاء من أولئك؟!
    === Dördüncü Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Altıncı_Telvih"></span>
    Meslek-i velayet çok kolay olmakla beraber çok müşkülatlıdır, çok kısa olmakla beraber çok uzundur, çok kıymettar olmakla beraber çok hatarlıdır, çok geniş olmakla beraber çok dardır.
    === التلويح السادس ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو ثلاث نقاط
    İşte bu sırlar içindir ki o yolda sülûk edenler bazen boğulur, bazen zararlı düşer, bazen döner başkalarını yoldan çıkarır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Birinci_Nokta:"></span>
    Ezcümle: Tarîkatta “seyr-i enfüsî” ve “seyr-i âfakî” tabirleri altında iki meşrep var.
    ==== النقطة الأولى: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ اتّباع السنة النبوية المطهرة هو أجملُ وألمعُ طريق موصلة إلى مرتبة الولاية من بين جميع الطرق، بل أقومُها وأغناها. والاتّباع يعني: تحري المسلم السنة السنية وتقليدَها في جميع تصرفاته وأعماله، والاستهداء بالأحكام الشرعية في جميع معاملاته وأفعاله.
    '''Birinci meşrep''', enfüsî meşrebidir; nefisten başlar, hariçten gözünü çeker, kalbe bakar, enaniyeti deler geçer, kalbinden yol açar, hakikati bulur. Sonra âfaka girer. O vakit âfakı nurani görür. Çabuk o seyri bitirir. Enfüsî dairesinde gördüğü hakikati, büyük bir mikyasta onda da görür. Turuk-u hafiyenin çoğu bu yol ile gidiyor. Bunun da en mühim esası; enaniyeti kırmak, hevayı terk etmek, nefsi öldürmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن أعماله اليومية ومعاملاته العرفية وتصرفاته الفطرية الاعتيادية تأخذ بهذا الاتّباع شكلَ العبادة، فضلا عن أن اتباع السنة وتحري شرعَ الله في شؤون المؤمن جميعها يجعله في صحوة دائمة، وتذكّر للشرع مستمر، وتذكّر الشرع هذا يؤدي إلى ذكر صاحب الشرع الذي يؤدي إلى تذكّر الله سبحانه، وذكرُ الله سببٌ لسكينة القلب واطمئنانه. أي أنَّ ساعات العمر ودقائقه يمكن أنْ تنقضي كلها في عبادة دائمة مطمئنة.
    '''İkinci meşrep'''; âfaktan başlar, o daire-i kübranın mezâhirinde cilve-i esma ve sıfâtı seyredip sonra daire-i enfüsiyeye girer. Küçük bir mikyasta, daire-i kalbinde o envarı müşahede edip onda en yakın yolu açar. Kalp, âyine-i Samed olduğunu görür, aradığı maksada vâsıl olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لذلك فإن اتّباع السنة المطهرة هو طريق الولاية الكبرى، وهو طريق ورثة النبوة من الصحابة الكرام والسلف الصالح.
    İşte birinci meşrepte sülûk eden insanlar; nefs-i emmareyi öldürmeye muvaffak olamazsa, hevayı terk edip enaniyeti kırmazsa şükür makamından fahir makamına düşer, fahirden gurura sukut eder. Eğer muhabbetten gelen bir incizab ve incizabdan gelen bir nevi sekir beraber bulunsa “şatahat” namıyla haddinden çok fazla davalar ondan sudûr eder. Hem kendi zarar eder hem başkasının zararına sebep olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkinci_Nokta:"></span>
    Mesela, nasıl ki bir mülazım, kendinde bulunan kumandanlık zevkiyle ve neşesiyle gururlansa kendini bir müşir zanneder. Küçücük dairesini, o küllî daire ile iltibas eder. Ve bir küçük âyinede görünen bir güneşi, denizin yüzünde haşmetiyle cilvesi görünen güneşle bir cihet-i müşabehetle iltibasa sebep olur. Öyle de çok ehl-i velayet var ki bir sineğin bir tavus kuşuna nisbeti gibi kendinden o derece büyük olanlardan kendini büyük görür ve öyle de müşahede ediyor, kendini haklı buluyor.
    ==== النقطة الثانية: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الإخلاص هو أهم أساس لجميع طرق الولاية وسبل الطريقة، ذلك لأن الإخلاص هو الطريق الوحيد للخلاص من الشرك الخفي. فمن لم يحمل إخلاصاً في ثنايا قلبه فلا يستطيع أن يتجول في تلك الطرق، كما أنَّ «المحبة» تشكل أمضى قوة في تلك الطرق.
    Hattâ ben gördüm ki: Yalnız kalbi intibaha gelmiş, uzaktan uzağa velayetin sırrını kendinde hissetmiş, kendini kutb-u a’zam telakki edip o tavrı takınıyordu. Ben dedim: “Kardeşim! Nasıl ki kanun-u saltanatın, sadrazam dairesinden tâ nahiye müdürü dairesine kadar bir tarzda cüz’î küllî cilveleri var; öyle de velayetin ve kutbiyetin dahi öyle muhtelif daire ve cilveleri var. Her bir makamın çok zılleri ve gölgeleri var. Sen, sadrazam-misal kutbiyetin a’zam cilvesini, bir müdür dairesi hükmünde olan kendi dairende o cilveyi görmüşsün, aldanmışsın. Gördüğün doğrudur fakat hükmün yanlıştır. Bir sineğe bir kap su, bir küçük denizdir.” O zat şu cevabımdan inşâallah ayıldı ve o vartadan kurtuldu.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، المحبة! فالمحب لا يبحث عن نقص، بل لا يرغب في أن يرى نقصاً في محبوبه، بل يرى أَضعفَ الدلائل والأمارات على كمال محبوبه من أقوى الأدلة والحجج، لكونه جانبَ محبوبه على الدوام.
    Hem ben müteaddid insanları gördüm ki bir nevi Mehdi kendilerini biliyorlardı ve “Mehdi olacağım.” diyorlardı. Bu zatlar yalancı ve aldatıcı değiller, belki aldanıyorlar. Gördüklerini, hakikat zannediyorlar. Esma-i İlahînin nasıl ki tecelliyatı, arş-ı a’zam dairesinden tâ bir zerreye kadar cilveleri var ve o esmaya mazhariyet de o nisbette tefavüt eder. Öyle de mazhariyet-i esmadan ibaret olan meratib-i velayet dahi öyle mütefavittir. Şu iltibasın en mühim sebebi şudur:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبناءً على هذا السر، فإن الذين يتوجهون بقلوبهم إلى معرفة الله عن طريق المحبة، لا يصغون إلى الاعتراضات ويجاوزون سريعاً العقبات والشبهات، وينقذون أنفسَهم بسهولة ويحصّنونها من الظنون والأوهام، حتى لو اجتمع عليهم آلافُ شياطين الأرض، فلن يستطيعوا أن يزيلوا أمارةً أو علامة واحدة تدل على كمال محبوبه الحقيقي وسموّه. ومن دون هذه المحبة يتلوى الإنسانُ تحت وساوسَ نفسه وشيطانه، وينهار أمام ما تنفثه الشياطينُ من اعتراضات وشُبَهٍ. ولَمَا عَصَمَهُ شيءٌ سوى متانةِ إيمانه وقوته، وشدة انتباهه وحذره.
    Makamat-ı evliyadan bazı makamlarda Mehdi vazifesinin hususiyeti bulunduğu ve kutb-u a’zama has bir nisbeti göründüğü ve Hazret-i Hızır’ın bir münasebet-i hâssası olduğu gibi, bazı meşahirle münasebettar bazı makamat var. Hattâ o makamlara “Makam-ı Hızır”, “Makam-ı Üveys”, “Makam-ı Mehdiyet” tabir edilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذن فالمحبةُ النابعة من معرفة الله هي جوهر جميع مراتب الولاية وإكسيرها. إلّا أن هناك ورطةً كبيرةً للمحبة وهي:
    İşte bu sırra binaen, o makama ve o makamın cüz’î bir numunesine veya bir gölgesine girenler, kendilerini o makamla has münasebettar meşhur zatlar zannediyorlar. Kendini Hızır telakki eder veya Mehdi itikad eder veya kutb-u a’zam tahayyül eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنه يُخشى أنْ ينقلب المحبُّ من التضرع والتذلل لله -اللذين هما سر العبودية- إلى الإدلال والطلب والدعاوى. فيطيش صوابُه ويتحرك مختالاً بمحبته دون ضوابط أو موازين.. ويُخشى كذلك أن تتحول المحبةُ لديه من «المعنى الحرفي» إلى «المعنى الإسمي» أثناء توجهه بالمحبة إلى ما سوى الله، فتنقلب عندئذِ من دواء شافٍ إلى سم زعاف، إذ يحدث أحياناً أن المحب يتوجه إلى صفات المحبوب -من دون الله- وإلى كماله الشخصي وجماله الذاتي، أي يكون الحب بمعناه الاسمي -لذاته- أي يستطيع أن يحبه أيضاً من دون تذكّر الله ورسوله! مع أن الواجب عليه عند التوجه بالحب لما سوى الله أن يكون هذا الحبُّ في الله ولله ، فيربط قلبَه به من حيث كونه مرآة لتجلي أسمائه الحسنى.
    Eğer hubb-u câha talip enaniyeti yoksa o halde mahkûm olmaz. Onun haddinden fazla davaları, şatahat sayılır. Onunla belki mes’ul olmaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن مثل هذا الحب بالمعنى الاسمي لا يكون وسيلةً لحب الله، بل ستاراً من دونه. بينما الحب بالمعنى الحرفي أي بسبب من حب الله، فإنه يكون وسيلة إلى زيادة حب الله، بل يصح القول أنه تجل من تجلياته سبحانه.
    Eğer enaniyeti perde ardında hubb-u câha müteveccih ise o zat, enaniyete mağlup olup şükrü bırakıp fahre girse fahirden gitgide gurura sukut eder. Ya divanelik derecesine sukut eder veyahut tarîk-i haktan sapar. Çünkü büyük evliyayı, kendi gibi telakki eder, haklarındaki hüsn-ü zannı kırılır. Zira nefis ne kadar mağrur da olsa kendisi kendi kusurunu derk eder. O büyükleri de kendine kıyas edip kusurlu tevehhüm eder. Hattâ enbiyalar hakkında da hürmeti noksanlaşır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Üçüncü_Nokta:"></span>
    İşte bu hale giriftar olanlar, mizan-ı şeriatı elde tutmak ve usûlü’d-din ulemasının düsturlarını kendine ölçü ittihaz etmek ve İmam-ı Gazalî ve İmam-ı Rabbanî gibi muhakkikîn-i evliyanın talimatlarını rehber etmek gerektir. Ve daima nefsini ittiham etmektir. Ve kusurdan, acz ve fakrdan başka nefsin eline vermemektir.
    ==== النقطة الثالثة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الدنيا هي دار العمل ودار الحكمة، وليست داراً للمكافأة والجزاء. فجزاءُ الأعمال والبر الذي يحصل هنا يكون في الحياة البرزخية والدار الآخرة، فتؤتي هناك أُكُلها وثمراتها. فما دامت الحقيقة هكذا يجب عدم المطالبة بثمرات الأعمال الأخروية وجزائها في هذه الدنيا، ولو أعطيتْ يجب أخذُها وقبولها من يد الرب سبحانه بفرح مشوبٍ بالحزن، وسرور ممزوج بالأسى، وليس بفرح وسرور خالصين، ذلك لأنه ليس من الحكمة تناول ثمرات الأعمال -التي لن تنفد عند تناولها في الجنة- في مثل هذه الحياة الفانية، إذ يشبه ذلك العزوف عن مصباح خالد النور والإضاءة والتعلق بمصباح لا يتوهج نوره إلّا دقيقة ثم ينطفئ!
    Bu meşrepteki şatahat, hubb-u nefisten neş’et ediyor. Çünkü muhabbet gözü, kusuru görmez. Nefsine muhabbeti için o kusurlu ve liyakatsiz bir cam parçası gibi nefsini, bir pırlanta, bir elmas zanneder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبناءً على هذا السر الدقيق -أي انتظار الأجر في الحياة الآخرة- فإن الأولياء يستعذبون مشاقَّ الأعمال ومصاعبَها والمصائب والبلايا، فلا يشكون ولا يتذمرون.
    Bu nevi içindeki en tehlikeli bir hata şudur ki kalbine ilhamî bir tarzda gelen cüz’î manaları “kelâmullah” tahayyül edip âyet tabir etmeleridir. Ve onunla, vahyin mertebe-i ulyâ-yı akdesine bir hürmetsizlik gelir. Evet, bal arısının ve hayvanatın ilhamatından tut, tâ avam-ı nâsın ve havass-ı beşeriyenin ilhamatına kadar ve avam-ı melâikenin ilhamatından, tâ havass-ı kerrûbiyyunun ilhamatına kadar bütün ilhamat, bir nevi kelimat-ı Rabbaniyedir. Fakat mazharların ve makamların kabiliyetine göre kelâm-ı Rabbanî, yetmiş bin perdede telemmu eden ayrı ayrı cilve-i hitab-ı Rabbanîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بل لسانُهم دائماً وأبداً يردد: «الحمد لله على كل حال». وإذا وهب الله لهم كرامةً أو كشفاً أو نوراً أو ذوقاً فإنهم يتناولونه بأدبٍ جَمٍّ ويعدّونه التفاتاً وتكرّماً منه سبحانه إليهم، فيحاولون ستر الكرامة وإخفاءها ولا يظهرونها ولا يفاخرون بها، بل يسارعون إلى زيادة شكرهم وتعميق عبوديتهم. وكثيرون منهم يجأرون إلى الله أن يحجبَ هذه الأحوال عنهم ويحجبَهم عنها ويتمنَّوا ذهابها واختفاءها خوفاً من أن يتعرض الإخلاصُ في عملهم للخلل.
    Amma vahiy ve kelâmullahın ism-i hâssı ve onun en bâhir misal-i müşahhası olan Kur’an’ın necimlerine ism-i has olan “âyet” namı öyle ilhamata verilmesi, hata-yı mahzdır. On İkinci ve Yirmi Beşinci ve Otuz Birinci Sözlerde beyan ve ispat edildiği gibi elimizdeki boyalı âyinede görünen küçük ve sönük ve perdeli güneşin misali, semadaki güneşe ne nisbeti varsa; öyle de o müddeîlerin kalbindeki ilham dahi doğrudan doğruya kelâm-ı İlahî olan Kur’an güneşinin âyetlerine nisbeti, o derecededir. Evet, her bir âyinede görünen güneşin misalleri, güneşindir ve onunla münasebettardır denilse haktır fakat o güneşçiklerin âyinesine küre-i arz takılmaz ve onun cazibesiyle bağlanmaz!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حقاً إن أَفضل نعمة إلهية يمكن أن ينالَها شخصٌ مقبول عند الله هي التي توهَب له من دون أن يشعر بها، لكي لا يتحول من حال التضرع والدعاء إلى حال الإدلال بعباداته وطلب الأجر عليها، ولئلا يتحول من موقع الشكر والحمد إلى موقع الدلّ والفخر.
    === Beşinci Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فاستناداً إلى هذه الحقيقة فإن الذين يرغبون في سلوك طريق الولاية والطريقة إنْ كانوا يرغبون في تناول بعض الثمرات الجانبية للولاية، أمثال اللذات المعنوية أو الكرامات، ويتوجهون إليها ويطلبونها ويلتذون بها.. فإن هذا يعني رغبتهم في تناول تلك الثمرات في هذه الحياة الفانية، وهي -إذا حصلت لهم- ثمراتٌ فانية على أي حال كان. وبذلك يفقدون الإخلاص في أعمالهم الذي به ينالون ثمرة الولاية. كما أنهم يمهّدون السبيل لفقدان الولاية نفسها.
    Tarîkatın gayet mühim bir meşrebi olan “vahdetü’l-vücud” namı altındaki vahdetü’ş-şuhud, yani Vâcibü’l-vücud’un vücuduna hasr-ı nazar edip sair mevcudatı, o vücud-u Vâcib’e nisbeten o kadar zayıf ve gölge görür ki vücud ismine lâyık olmadığını hükmedip, hayal perdesine sarıp terk-i mâsiva makamında onları hiç saymak, hattâ ma’dum tasavvur etmek, yalnız cilve-i esma-i İlahiyeye hayalî bir âyine vaziyeti vermek kadar ileri gider.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Yedinci_Telvih"></span>
    İşte bu meşrebin ehemmiyetli bir hakikati var ki: Vâcibü’l-vücud’un vücudu, iman kuvvetiyle ve yüksek bir velayetin hakkalyakîn derecesinde inkişafıyla, vücud-u mümkinat o derece aşağıya düşer ki hayal ve ademden başka onun nazarında makamları kalmaz; âdeta Vâcibü’l-vücud’un hesabına kâinatı inkâr eder.
    === التلويح السابع ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يتضمن أربع نكات
    Fakat bu meşrebin tehlikeleri var. En birincisi şudur ki: Erkân-ı imaniye altıdır. İman-ı billahtan başka, iman-ı bi’l-yevmi’l-âhir gibi rükünler var. Bu rükünler ise mümkinatın vücudlarını ister. O muhkem erkân-ı imaniye, hayal üstünde bina edilmez! Onun için o meşrep sahibi, âlem-i istiğrak ve sekirden âlem-i sahve girdiği vakit, o meşrebi beraber almamak gerektir ve o meşrebin muktezasıyla amel etmemek lâzımdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Birinci_Nükte:"></span>
    Hem kalbî ve halî ve zevkî olan bu meşrebi, aklî ve kavlî ve ilmî suretine çevirmemektir. Çünkü Kitap ve sünnetten gelen desatir-i akliye ve kavanin-i ilmiye ve usûl-ü kelâmiye o meşrebi kaldıramıyor, kabil-i tatbik olamıyor. Onun için Hulefa-yı Raşidîn’den ve Eimme-i Müçtehidîn’den ve selef-i salihînin büyüklerinden, o meşrep sarîhan görünmüyor.
    ==== النكتة الأولى: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن الشريعة هي نتيجة الخطاب الإلهي الصادر مباشرة -دون حاجز أو ستار- من الربوبية المطلقة المتفردة بالأحدية.
    Demek, en âlî bir meşrep değil. Belki yüksek fakat nâkıs. Çok ehemmiyetli fakat çok hatarlı. Çok ağır fakat çok zevklidir. O zevk için ona girenler, ondan çıkmak istemiyorlar, hodgâmlık ile en yüksek mertebe zannediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لذا فإن أعلى مراتب الطريقة وأسمى درجات الحقيقة لا يعدوان كونهما أجزاء من كلية الشريعة. أما نتائجُهما وما يؤولان إليه فهي الأوامر الشرعية المُحكمة. فهما دائماً وأبداً يظلان بحكم الخادم للشريعة ووسيلة إليها ومقدمة لها.
    Bu meşrebin esasını ve mahiyetini, Nokta Risalesi’nde ve bir kısım Sözlerde ve Mektubatta bir derece beyan ettiğimizden, onlara iktifaen, şurada o mühim meşrebin ehemmiyetli bir vartasını beyan edeceğiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالسالك في الطريقة يرتفع تدريجياً إلى أعلى المراتب التي ينال فيها ما في الشريعة نفسها من معنى الحقيقة وسر الطريقة. وعندئذ تكون الطريقة والحقيقة أجزاءَ الشريعة الكبرى. لذا فليس صحيحاً ما يتصوره قسمٌ من المتصوفة من أن الشريعة قشرٌ ظاهري، وحقيقتُها هي لبُّها ونتيجتها وغايتها.
    O meşrep, daire-i esbabdan geçip terk-i mâsiva sırrıyla mümkinattan alâkasını kesen ehass-ı havassın istiğrak-ı mutlak haletinde mazhar olduğu salih bir meşreptir. Şu meşrebi, esbab içinde boğulanların ve dünyaya âşık olanların ve felsefe-i maddiye ile tabiata saplananların nazarına ilmî bir surette telkin etmek, tabiat ve maddede onları boğdurmaktır ve hakikat-i İslâmiyeden uzaklaştırmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، يتنوع انكشاف الأحكام الشرعية ويختلف بالنسبة لمستويات الناس وفهمهم وطبقات مداركهم، فما يظهر منها وينكشف للعوام هو غيرُ ما يظهر وينكشف للخواص..
    Çünkü dünyaya âşık ve daire-i esbaba bağlı bir nazar, bu fâni dünyaya bir nevi beka vermek ister. O dünya mahbubunu elinden kaçırmak istemiyor; vahdetü’l-vücud bahanesiyle ona bir bâki vücud tevehhüm eder, o mahbubu olan dünya hesabına ve beka ve ebediyeti ona tam mal etmesine binaen, bir mabudiyet derecesine çıkarır –neûzübillah– Allah’ı inkâr etmek vartasına yol açar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنه من الخطأ توهم ما يظهر من الشريعة للعوام هو حقيقة الشريعة، وإطلاق اسم «الحقيقة» و «الطريقة» على مرتبة الشريعة المنكشفة للخواص.
    Şu asırda maddiyyunluk fikri o derece istila etmiş ki maddiyatı her şeye merci biliyorlar. Böyle bir asırda has ehl-i iman, maddiyatı idam eder derecesinde ehemmiyetsiz gördüklerinden; vahdetü’l-vücud meşrebi ortaya atılsa belki maddiyyunlar sahip çıkacaklar “Biz de böyle diyoruz.” diyecekler. Halbuki dünyada meşarib içinde, maddiyyunların ve tabiat-perestlerin mesleğinden en uzak meşrep, vahdetü’l-vücud meşrebidir. Çünkü ehl-i vahdetü’l-vücud, o kadar vücud-u İlahîye kuvvet-i iman ile ehemmiyet veriyorlar ki kâinatı ve mevcudatı inkâr ediyorlar. Maddiyyunlar ise o kadar mevcudata ehemmiyet veriyorlar ki kâinat hesabına, Allah’ı inkâr ediyorlar. İşte bunlar nerede? Ötekiler nerede?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالشريعة لها مراتب متوجهة إلى جميع طبقات البشر.
    === Altıncı Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبناء على هذا السر، فإن أهل الطريقة، وأصحاب الحقيقة كلما تقدموا في مسلكهم وارتقوا في معارجهم، وجدوا أنفسهم منجذبين أكثر إلى الحقائق الشرعية، متبعين لها، مندرجين ضمن غاياتها ومقاصدها. حتى إنهم يتخذون أبسط أنواع السنة النبوية الشريفة كأعظم مقصد وغاية، ويسعون إلى اتّباعها وتقليدها.
    '''Üç nokta'''dır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأنه بمقدار سمو الوحي وعلوِّه على الإلهام، فالآداب الشرعية التي هي ثمرة الوحي هي أسمى وأعلى من آداب الطريقة التي هي ثمرة الإلهام، لذا فإن أهم أساس للطريقة هو اتّباع السنة النبوية المطهرة.
    ==== Birinci Nokta: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkinci_Nükte:"></span>
    Velayet yolları içinde en güzeli en müstakimi en parlağı en zengini, sünnet-i seniyeye ittibadır. Yani a’mal ve harekâtında sünnet-i seniyeyi düşünüp ona tabi olmak ve taklit etmek ve muamelat ve ef’alinde ahkâm-ı şer’iyeyi düşünüp rehber ittihaz etmektir.
    ==== النكتة الثانية: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لا ينبغي أن تتحول الطريقة والحقيقة من كونهما وسيلتين إلى غايتين بحدّ ذاتهما (تستحوذان على قلب السالك وفكره ووجدانه). فإذا أصبحتا -الطريقة والحقيقة- مقصودتين بالذات، فإن الأعمال الشرعية المُحكَمة، وآداب السُّنة السَنية، تنحسر حتى تأخذ الدرجة الثانية من الاهتمام لدى السالك، وتصبح صورية شكلية بانشغال القلب بالتوجه إلى آداب الطريقة ورسومها. أي أن المرء -عندئذِ- يفكر بحلقة الذكر أكثر من تفكيره بالصلاة، وينجذب إلى أوراده أكثر من انجذابه إلى الفرائض، ويلزم نفسه بتجنب مخالفة آداب الطريقة أكثر من التزامه بتجنب الكبائر، والحال إن أداء فريضة واحدة التزاماً بالأوامر الشرعية لا يمكن أن توازيها أوراد الطريقة أو تحل محلها.
    İşte bu ittiba ve iktida vasıtasıyla, âdi ahvali ve örfî muameleleri ve fıtrî hareketleri ibadet şekline girmekle beraber; her bir ameli, sünneti ve şer’i o ittiba noktasında düşündürmekle, bir tahattur-u hükm-ü şer’î veriyor. O tahattur ise sahib-i şeriatı düşündürüyor. O düşünmek ise Cenab-ı Hakk’ı hatıra getiriyor. O hatıra, bir nevi huzur veriyor. O halde mütemadiyen ömür dakikaları, huzur içinde bir ibadet hükmüne getirilebilir. İşte bu cadde-i kübra, velayet-i kübra olan ehl-i veraset-i nübüvvet olan sahabe ve selef-i salihînin caddesidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فآداب الطريقة، وأوراد التصوف، وما يحصل للسالك منهما من أذواق ينبغي أن تكون مدخلاً لأذواق أحلى وأعلى وأسمى، يحصل عليها هذا السالك من أداء الفرائض والسنن.
    ==== İkinci Nokta: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أي أنَّ ما يأخذه المرء من التكية من أذواق، لا بد أن تكون استهلالاً لأذواق الصلاة التي يؤديها في الجامع، بقيامه بأركانها وأدائها على الوجه المطلوب، وإلّا فالذي تشغله أذواقه في التكية عن صلاته في الجامع، فيؤديها بخفة وسرعة صورية وشكلية لا حرارة فيها ولا روح، إنما يبتعد عن الحقيقة.
    Velayet yollarının ve tarîkat şubelerinin en mühim esası, ihlastır. Çünkü ihlas ile hafî şirklerden halâs olur. İhlası kazanmayan, o yollarda gezemez. Ve o yolların en keskin kuvveti, muhabbettir. Evet muhabbet, mahbubunda bahaneler aramaz ve kusurlarını görmek istemez. Ve kemaline delâlet eden zayıf emareleri, kavî hüccetler hükmünde görür. Daima mahbubuna taraftardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Üçüncü_Nükte:"></span>
    İşte bu sırra binaendir ki muhabbet ayağıyla marifetullaha teveccüh eden zatlar; şübehata ve itirazata kulak vermezler, ucuz kurtulurlar. Binler şeytan toplansa onların mahbub-u hakikisinin kemaline işaret eden bir emareyi, onların nazarında iptal edemez. Eğer muhabbet olmazsa o vakit kendi nefsi ve şeytanı ve haricî şeytanların ettikleri itirazat içinde çok çırpınacak. Kahramancasına bir metanet ve kuvvet-i iman ve dikkat-i nazar lâzımdır ki kendisini kurtarsın.
    ==== النكتة الثالثة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سؤال: هل يمكن أنْ توجد طريقةٌ خارج نطاق السنة النبوية الشريفة وأحكام الشريعة؟
    İşte bu sırra binaendir ki umum meratib-i velayette marifetullahtan gelen muhabbet, en mühim mâye ve iksirdir. Fakat muhabbetin bir vartası var ki ubudiyetin sırrı olan niyazdan, mahviyetten naza ve davaya atlar, mizansız hareket eder. Mâsiva-yı İlahiyeye teveccühü hengâmında, mana-yı harfîden mana-yı ismîye geçmesiyle tiryak iken zehir olur. Yani gayrullahı sevdiği vakit, Cenab-ı Hak hesabına ve onun namına, onun bir âyine-i esması olmak cihetiyle rabt-ı kalp etmek lâzımken; bazen o zatı, o zat hesabına, kendi kemalât-ı şahsiyesi ve cemal-i zatîsi namına düşünüp mana-yı ismiyle sever. Allah’ı ve peygamberi düşünmeden yine onları sevebilir. Bu muhabbet, muhabbetullaha vesile değil, perde oluyor. Mana-yı harfî ile olsa muhabbetullaha vesile olur, belki cilvesidir denilebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: نعم و لا!
    ==== Üçüncü Nokta: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، لأن عدداً من الأولياء الكاملين قد أُعدموا بسيف الشريعة.
    Bu dünya dârü’l-hikmettir, dârü’l-hizmettir; dârü’l-ücret ve mükâfat değil. Buradaki a’mal ve hizmetlerin ücretleri berzahta ve âhirettedir. Buradaki a’mal, berzahta ve âhirette meyve verir. Madem hakikat budur, a’mal-i uhreviyeye ait neticeleri dünyada istememek gerektir. Verilse de memnunane değil, mahzunane kabul etmek lâzımdır. Çünkü cennetin meyveleri gibi kopardıkça yerine aynı gelmek sırrıyla, bâki hükmünde olan amel-i uhrevî meyvesini, bu dünyada fâni bir surette yemek, kâr-ı akıl değildir. Bâki bir lambayı, bir dakika yaşayacak ve sönecek bir lamba ile mübadele etmek gibidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا، لأن الأولياء المحققين قد اتفقوا على القاعدة التي ذكرها «سعدي الشيرازي» شعراً:
    İşte bu sırra binaen ehl-i velayet, hizmet ve meşakkat ve musibet ve külfeti hoş görüyorlar, nazlanmıyorlar, şekva etmiyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مُحَالَسْتِ سَعْدِى بَرَاهِ نَجَاتْ      ظَفَرْ بُرْدَنْ جُزْ دَرْ پَىَ مُصْطَفٰى
    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى كُلِّ حَالٍ diyorlar. Keşif ve keramet, ezvak ve envar verildiği vakit, bir iltifat-ı İlahî nevinden kabul edip setrine çalışıyorlar. Fahre değil belki şükre, ubudiyete daha ziyade giriyorlar. Çokları o ahvalin istitar ve inkıtaını istemişler, tâ ki amellerindeki ihlas zedelenmesin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أي «محال أن يصل أحد إلى الأنوار الحقيقية للحقيقة خارج الصراط الذي اختطه الرسول ﷺ، ومن دون اتباعٍ لخطواته».
    Evet, makbul bir insan hakkında en mühim bir ihsan-ı İlahî, ihsanını ona ihsas etmemektir; tâ niyazdan naza ve şükürden fahre girmesin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وسرُّ هذه المسألة هو الآتي:
    İşte bu hakikate binaendir ki velayeti ve tarîkatı isteyenler; eğer velayetin bazı tereşşuhatı olan ezvak ve keramatı isterlerse ve onlara müteveccih ise ve onlardan hoşlansa; bâki, uhrevî meyveleri, fâni dünyada, fâni bir surette yemek kabîlinden olmakla beraber; velayetin mâyesi olan ihlası kaybedip velayetin kaçmasına meydan açar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ما دام الرسول ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين وقد خاطبَه الله سبحانه باسم البشرية وممثلا عنها، فلا بد ألّا تسير البشرية خارج الصراط الذي بيّنه، فالانضواء تحت لوائه ضروري.
    === Yedinci Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن ما دام أهل الجذب والاستغراق ليسوا مسؤولين عن مخالفاتهم، لما في الإنسان من لطائفَ لا ترضخ للتكاليف الشرعية، فعندما تتحكم فيه تلك اللطيفة لا يبقى مسؤولاً أمام التكاليف الشرعية. ومادام في الإنسان لطائف أخرى لا ترضخ لإرادة الإنسان كعدم رضوخها للتكاليف، بل لا تنقاد لتدبير العقل ولا تذعن لأوامر القلب والعقل.. فلابد أن تلك اللطيفة عندما تستحوذ على شخصٍ ما فإنه لا يسقط من مرتبة الولاية بمخالفته الشرع، وإنما يعدّ معذوراً -في تلك الأثناء فقط- بشرط ألّا يصدر عنه شيءٌ ينافي حقائق الشرع وقواعد الإيمان إنكاراً أو تزييفاً أو استخفافاً. وينبغي أن يصدّق بأحقية الشرع وإن لم يكن يؤدي حقه حق الأداء.. وإلا إذا غلبت عليه الحال، وصدر عنه ما يشم منه التكذيب والإنكار لتلك الحقائق المحكمة -نعوذ بالله- فذلك علامة الهلاك.
    '''Dört nükte'''dir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حاصل الكلام: إنَّ أهل الطريقة الذين هم خارج دائرة الشرع قسمان:
    ==== Birinci Nükte: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قسم منهم كما ذكرناه آنفاً، فهؤلاء إما أن يكون قد غلب عليه الحالُ والاستغراق والجذب والسُّكر. أو يكون مغلوباً لسيطرة لطائف لا تنقاد للتكاليف ولا تعير بالاً للإرادة، فيخرج من دائرة الشرع.
    Şeriat; doğrudan doğruya, gölgesiz, perdesiz, sırr-ı ehadiyet ile rububiyet-i mutlaka noktasında hitab-ı İlahînin neticesidir. Tarîkatın ve hakikatin en yüksek mertebeleri, şeriatın cüzleri hükmüne geçer. Yoksa daima vesile ve mukaddime ve hâdim hükmündedirler. Neticeleri, şeriatın muhkematıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن هذا الخروج لا ينشأ من عدم الرضى بالشرع، أو من رفض الأحكام الشرعية، بل يترك تلك الأحكام اضطراراً دون إرادة منه،
    Yani hakaik-i şeriata yetişmek için tarîkat ve hakikat meslekleri, vesile ve hâdim ve basamaklar hükmündedir. Gitgide en yüksek mertebede, nefs-i şeriatta bulunan mana-yı hakikat ve sırr-ı tarîkata inkılab ederler. O vakit, şeriat-ı kübranın cüzleri oluyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهناك أولياء من هذا القسم، فضلاً عن أن أولياء كباراً قد قضوا فترة بينهم متلبسين بهذه الحال. بل من هذا النوع مَن حكم عليهم أولياء محققون، أنهم ليسوا خارجين عن دائرة الشرع وحدَها، بل منهم مَن هو خارج عن دائرة الإسلام. إلّا بشرط ألّا يكذّبوا بجميع ما جاء به الرسول ﷺ من أحكام، مع أنهم لا يؤدون حقها، إما لعدم تفكرهم بها، أو لعدم استطاعتهم التوجه إليها، أو لعدم تمكنهم من معرفتها، أو عدم فهمها. ولكن إذا عرفَها أحدٌ منهم ورفضَها فقد هلك.
    Yoksa bazı ehl-i tasavvufun zannettikleri gibi şeriatı zâhirî bir kışır, hakikati onun içi ve neticesi ve gayesi tasavvur etmek doğru değildir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما القسم الثاني: فهم المنجذبون لنشوة الأذواق البراقة للطريقة والحقيقة فلا يبالون بالحقائق الشرعية التي هي أرقى من مستوى مذاقهم. ويعتبرها أحدُهم غير ذات مذاق لعجزه عن بلوغها. فيؤديها صورية شكلية، وهكذا يبلغ به الأمر تدريجياً إلى أن يظن أن الشريعة مجرد قشرٌ ظاهري، وأن ما وجده من الحقيقة هو الأساس والغاية والقصد، فيقول: «حسبي ما وجدتُه». فيقوم بأفعال مخالفة لما يأمر به الشرع! فالذين لم يفقدوا شعورَهم وعقولَهم من هذا القسم مسؤولون عن أعمالهم، ويُدانون، بل يهلكون، حتى يكون قسم منهم موضع هزء وسخرية للشيطان.
    Evet şeriatın, tabakat-ı nâsa göre inkişafatı ayrı ayrıdır. Avam-ı nâsa göre zâhir-i şeriatı, hakikat-i şeriat zannedip havassa münkeşif olan şeriatın mertebesine “hakikat ve tarîkat” namı vermek yanlıştır. Şeriatın umum tabakata bakacak meratibi var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dördüncü_Nükte:"></span>
    İşte bu sırra binaendir ki ehl-i tarîkat ve ashab-ı hakikat ileri gittikçe hakaik-i şeriata karşı incizabları, iştiyakları, ittibaları ziyadeleşiyor. En küçük bir sünnet-i seniyeyi, en büyük bir maksat gibi telakki edip onun ittibaına çalışıyorlar, onu taklit ediyorlar. Çünkü vahiy ne kadar ilhamdan yüksek ise semere-i vahiy olan âdab-ı şer’iye, o derece semere-i ilham olan âdab-ı tarîkattan yüksek ve ehemmiyetlidir. Onun için tarîkatın en mühim esası, sünnet-i seniyeye ittiba etmektir.
    ==== النكتة الرابعة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ أشخاصاً من الفرق الضالة والمبتدعة يكونون من المقبولين بنظر الأمة، غير أن أمثالهم تردّهم الأمة وترفضهم دون أن يكون هناك فرق ظاهري بينهما!
    ==== İkinci Nükte: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كنت في حيرة من هذا الأمر، فـ«الزمخشري»(∗) المعتزلي الشديد التعصب لمذهبه لا يكفره أهل التحقيق من أهل السنة ولا يدرجونه في صفوف الضالين على الرغم من اعتراضاته القاسية عليهم، بل يجدون له مبرراً ومجالاً للنجاة، إلّا أنَّ «أبا علي الجبّائي»(∗) وهو أيضاً من أئمة المعتزلة يطرده أهل السنة المحققون ويعدّون آراءه مردودة مع أنه أخف تعصباً من السابق بكثير،
    Tarîkat ve hakikat, vesilelikten çıkmamak gerektir. Eğer maksud-u bizzat hükmüne geçseler o vakit şeriatın muhkematı ve ameliyatı ve sünnet-i seniyeye ittiba, resmî hükmünde kalır; kalp öteki tarafa müteveccih olur. Yani namazdan ziyade halka-i zikri düşünür; feraizden ziyade, evradına müncezib olur; kebairden kaçmaktan ziyade, âdab-ı tarîkatın muhalefetinden kaçar. Halbuki muhkemat-ı şeriat olan farzların bir tanesine, evrad-ı tarîkat mukabil gelemez; yerini dolduramaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كان هذا يأخذ قسطاً كبيراً من تفكيرى، ثم فهمت بلطف إلهي:
    Âdab-ı tarîkat ve evrad-ı tasavvuf, o feraizin içindeki hakiki zevke medar-ı teselli olmalı, menşe olmamalı. Yani tekyesi, camideki namazın zevkine ve ta’dil-i erkânına vesile olmalı; yoksa camideki namazı çabuk resmî kılıp hakiki zevkini ve kemalini tekyede bulmayı düşünen, hakikatten uzaklaşıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنَّ اعتراضات «الزمخشري» على أهل السنة نابعةٌ من محبة الحق الذي يدعو إليه مسلكُه، الذي يظنه حقاً كقوله: «إنَّ التنـزيه الحقيقي لله سبحانه هو بأن يكون الأحياء -في نظره- هم خالقين لأفعالهم»، لذا فلمحبته الناشئة من تنـزيه الحق سبحانه يردّ قاعدةَ أهل السنة في خلق الأفعال. أما سائر أئمة الاعتزال المرفوضين فإنهم ما أنكروا سبيل أهل السنة لفرط محبتهم الحق، وإنما لقصور عقولهم عن دساتير أهل السنة السامية، وعجز عقولهم الضيقة عن استيعاب قوانين أهل السنة الواسعة. لذا فإن أقوالَهم مردودة وهم مطرودون.
    ==== Üçüncü Nükte: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكما أن مخالفة المعتزلة لأهل السنة هذه بشكلين، وهي الواردة في كتب علم الكلام فإن أهل الطريقة الخارجين عن السنة المطهرة ومخالفتهم لها أيضاً من جهتين:
    “Sünnet-i seniye ve ahkâm-ı şeriat haricinde tarîkat olabilir mi?” diye sual ediliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الأولى: أن ينجذب الوليّ لحاله ونهجه كانجذاب «الزمخشري» لمذهبه غير مهتم إلى حدٍّ ما بآداب الشرع التي لم يبلغ أذواقها بعد.
    '''Elcevap:''' Hem var hem yok. Vardır, çünkü bazı evliya-yı kâmilîn, şeriat kılıncıyla idam edilmişler. Hem yoktur, çünkü muhakkikîn-i evliya, Sa’dî-i Şirazî’nin bu düsturunda ittifak etmişler:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الثانية: أن ينظر الولي إلى آداب الشريعة أنها غيرُ ذات أهمية أصلاً بالنسبة لدساتير الطريقة وقواعدها (حَاشَ لله) لكونه قد عجز عن أن يستوعب تلك الأذواق الواسعة، فمقامه القصير لا يستطيع أن يبلغ تلك الآداب الرفيعة.
    مُحَالَس۟ت۟ سَع۟دٖى بَرَاهِ صَفَا ظَفَر۟ بُر۟دَن۟ جُز۟ دَر۟ پَىِ مُص۟طَفٰى
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Sekizinci_Telvih"></span>
    Yani “Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın caddesinden hariç ve onun arkasından gitmeyen muhaldir ki hakiki envar-ı hakikate vâsıl olabilsin.” Bu meselenin sırrı şudur ki:
    === التلويح الثامن ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفيه ثمانية مزالق و ورطات:
    Madem Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm Hâtemü’l-enbiya’dır ve umum nev-i beşer namına muhatab-ı İlahîdir; elbette nev-i beşer, onun caddesi haricinde gidemez ve bayrağı altında bulunmak zarurîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Birincisi:"></span>
    Ve madem ehl-i cezbe ve ehl-i istiğrak, muhalefetlerinden mes’ul olamazlar. Ve madem insanda bazı letaif var ki teklif altına giremez; o latîfe hâkim olduğu vakit, tekâlif-i şer’iyeye muhalefetiyle mes’ul tutulmaz. Ve madem insanda bazı letaif var ki teklif altına girmediği gibi ihtiyar altına da girmez, hattâ aklın tedbiri altına da girmez; o latîfe, kalbi ve aklı dinlemez. Elbette o latîfe bir insanda hâkim olduğu zaman –fakat o zamana mahsus olarak– o zat, şeriata muhalefette velayet derecesinden sukut etmez, mazur sayılır. Fakat bir şartla ki hakaik-i şeriata ve kavaid-i imaniyeye karşı bir inkâr, bir tezyif, bir istihfaf olmasın. Ahkâmı yapmasa da ahkâmı hak bilmek gerektir. Yoksa o hale mağlup olup neûzübillah, o hakaik-i muhkemeye karşı inkâr ve tekzibi işmam edecek bir vaziyet, alâmet-i sukuttur!
    ==== الأولى: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ الورطة التي يسقط فيها سالكون من الطرق الصوفية -ممن لا يتبعون السنة النبوية على الوجه الصحيح- هي اعتقادهم بأرجحية الولاية على النبوة!
    '''Elhasıl:''' Daire-i şeriatın haricinde bulunan ehl-i tarîkat iki kısımdır:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد أثبتنا مدى سمو النبوة على الولاية وخفوت ضوء الأخيرة أمام نور النبوة الساطع في «الكلمة الرابعة والعشرين» و «الكلمة الحادية والثلاثين» من كتاب «الكلمات».
    '''Bir kısmı:''' –Sâbıkan geçtiği gibi– ya hale, istiğraka, cezbeye ve sekre mağlup olup veya teklifi dinlemeyen veya ihtiyarı işitmeyen latîfelerin mahkûmu olup daire-i şeriatın haricine çıkıyor. Fakat o çıkmak, ahkâm-ı şeriatı beğenmemekten veya istememekten değil; belki mecburiyetle ihtiyarsız terk ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkincisi:"></span>
    Bu kısım ehl-i velayet var. Hem mühim veliler, bunların içinde muvakkaten bulunmuş. Hattâ bu neviden; değil yalnız daire-i şeriattan, belki daire-i İslâmiyet haricinde bulunduğunu bazı muhakkikîn-i evliya hükmetmişler. Fakat bir şartla: Muhammed aleyhissalâtü vesselâmın getirdiği ahkâmın hiçbirini tekzip etmemektir. Belki ya düşünmüyor veya müteveccih olamıyor veyahut bilemiyor ve bilmiyor. Bilse kabul etmese olmaz!
    ==== الثانية: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي تفضيل قسمٌ من المفرِطين، الأولياءَ على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، بل رؤيتُهم في مرتبة الأنبياء عليهم السلام.
    '''İkinci kısım ise:''' Tarîkat ve hakikatin parlak ezvaklarına kapılıp mezâkından çok yüksek olan hakaik-i şeriatın derece-i zevkine yetişemediği için zevksiz, resmî bir şey telakki edip ona karşı lâkayt kalır. Gitgide, şeriatı zâhirî bir kışır zanneder. Bulduğu hakikati, esas ve maksud telakki eder. “Ben onu buldum, o bana yeter.” der, ahkâm-ı şeriata muhalif hareket eder. Bu kısımdan aklı başında olanlar mes’uldürler, sukut ediyorlar, belki kısmen şeytana maskara oluyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد شرحنا في «الكلمة الثانية عشرة» و «الكلمة السابعة والعشرين/الاجتهاد» وفي ذيلها الخاص بالصحابة كيف أنَّ للصحابة الكرام خواصَّ متميزةً بسبب الصحبة النبوية، بحيث لا يمكن للأولياء أن يبلغوا مرتبتَهم أصلاً فضلاً عن أن يتفوقوا عليهم. ولا يمكنهم أن يبلغوا قطعاً مرتبة الأنبياء.
    ==== Dördüncü Nükte: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Üçüncüsü:"></span>
    Ehl-i dalalet ve bid’at fırkalarından bir kısım zatlar, ümmet nazarında makbul oluyorlar. Aynen onlar gibi zatlar var, zâhirî hiçbir fark yokken ümmet reddediyor. Bunda hayret ediyordum.
    ==== الثالثة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي ترجيح بعض المتطرفين والمتعصبين جداً للطريقة لأوراد طريقتهم وآدابها على أذكار السنة النبوية الشريفة، فيسقطون بذلك إلى منـزلق مخالفة السنة النبوية وتركِها، في الوقت الذي يظلون متشبثين بأوراد طريقتهم، أي أنهم يسلكون سلوك غير المبالي بآداب السنة النبوية الشريفة فيهوون في الورطة،
    Mesela, Mutezile mezhebinde Zemahşerî gibi İtizal’de en mutaassıp bir fert olduğu halde, muhakkikîn-i Ehl-i Sünnet, onun o şedit itirazatına karşı onu tekfir ve tadlil etmiyorlar, belki bir râh-ı necat onun için arıyorlar. Zemahşerî’nin derece-i şiddetinden çok aşağı Ebu Ali Cübbaî gibi Mutezile imamlarını, merdud ve matrud sayıyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكما أثبتنا في «كلمات» كثيرة، وكما أكّد كبارُ محققي الطرق كالإمام الغزالي والإمام الرباني:
    Çok zaman bu sır benim merakıma dokunuyordu. Sonra lütf-u İlahî ile anladım ki: Zemahşerî’nin Ehl-i Sünnet’e itirazatı, hak zannettiği mesleğindeki muhabbet-i haktan ileri geliyordu. Yani mesela, tenzih-i hakiki; onun nazarında, hayvanlar kendi ef’aline hâlık olmasıyla oluyor. Onun için Cenab-ı Hakk’ı tenzih muhabbetinden, Ehl-i Sünnet’in halk-ı ef’al meselesinde düsturunu kabul etmiyor. Merdud olan sair Mutezile imamları muhabbet-i haktan ziyade, Ehl-i Sünnet’in yüksek düsturlarına kısa akılları yetişemediğinden ve geniş kavanin-i Ehl-i Sünnet, onların dar fikirlerine yerleşmediğinden, inkâr ettiklerinden merduddurlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «إنَّ إتباع سُنةٍ واحدة من السنن النبوية يكون مقبولاً عند الله أعظم من مائة من الآداب والنوافل الخاصة. إذ كما أن فرضاً واحداً يرجح ألفاً من السنن، فإن سُنة واحدة من السنن النبوية ترجح ألفاً من آداب التصوف».
    Aynen bu ilm-i kelâmdaki Ehl-i İtizal’in Ehl-i Sünnet ve Cemaat’e muhalefeti olduğu gibi sünnet-i seniye haricindeki bir kısım ehl-i tarîkatın muhalefeti dahi iki cihetledir:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dördüncüsü:"></span>
    '''Biri:''' Zemahşerî gibi; haline, meşrebine meftuniyet cihetinde daha derece-i zevkine yetişemediği âdab-ı şeriata karşı bir derece lâkayt kalır.
    ==== الرابعة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ بعض المتطرفين من أهل التصوف يظنون خطأً أنَّ «الإلهام» بمرتبة «الوحي»، كما يعتبرون الإلهام نوعاً من أنواع الوحي فيسقطون في هذا المزلق الخطير،
    '''Diğer kısmı ise:''' Hâşâ âdab-ı şeriata, desatir-i tarîkata nisbeten ehemmiyetsiz bakar. Çünkü dar havsalası, o geniş ezvakı ihata edemiyor ve kısa makamı, o yüksek âdaba yetişemiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد برهنّا سابقاً في «الكلمة الثانية عشرة» و «الكلمة الخامسة والعشرين» المتعلقة بإعجاز القرآن وفي رسائل أخرى؛ كيف أنَّ الوحي سامٍ وعالٍ وساطع وضّاء وكلّي شامل بينما الإلهام بالنسبة إليه جزئي وخافت.
    === Sekizinci Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Beşincisi:"></span>
    '''Sekiz varta'''yı beyan eder:
    ==== الخامسة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ بعض المتصوفين ممن لم يدركوا تماما سر الطريقة -في كونها وسيلة وليست غاية بحد ذاتها- قد ينجذبون ويتوجهون إلى ما يُفاض عليهم من الكرامات والأذواق والأنوار، تلك التي توهَب ولا تُسأل إذ يمنحها الله سبحانه تقويةً للضعفاء، وتشجيعاً للمتكاسلين، وتخفيفاً من المشقة والسأم -الذي يعتريهم من شدة الإجهاد في العبادة- فينجرون إلى تفضيل تلك الكرامات والأذواق والأنوار على فروض الدين والخدمة تحت لوائه وقراءة الأذكار والأوراد، فيسقطون في هذا المزلق.
    ==== Birincisi: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد سبق أن أجملنا في النقطة الثالثة من «التلويح السادس» وفي «كلمات» أخرى، بأن هذه الدنيا هي دار خدمة وعمل وليست دار ثواب ومكافأة، فالذين يرغبون في قطف ثمار أعمالهم في هذه الحياة الفانية، إنما يستبدلون المكافأة الدنيوية الفانية بثمار الآخرة الأبدية الباقية، فضلاً عن أنَّ هذا يدل على بقايا تعلقٍ بالدنيا ورغبة في الاستمتاع بها، ويكون هذا سبباً في خفوت شوقهم وتطلعهم إلى الحياة البرزخية، بل يريدون هذه الحياة، إذ يجدون فيها نوعاً من ثمار الآخرة.
    Sünnet-i seniyeye tamam ittibaı riayet etmeyen bir kısım ehl-i sülûk; velayeti, nübüvvete tercih etmekle vartaya düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Altıncısı:"></span>
    Yirmi Dördüncü ve Otuz Birinci Sözlerde, nübüvvet ne kadar yüksek olduğu ve velayet ona nisbeten ne kadar sönük olduğu ispat edilmiştir.
    ==== السادسة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي المنـزلق الذي يقع فيه قسم من سالكي الطرق الصوفية من غير أهل الحقيقة عندما يلتبس عليهم الأمر فيتوهمون بأن ظِلال مقامات الولاية ونماذجها المصغرة كأنها هي المقام الحقيقي والكلي والأصلي.
    ==== İkincisi: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد أثبتنا في الغصن الثاني من «الكلمة الرابعة والعشرين» وفي «كلمات» أخرى بما لاشك فيه؛ أن الشمس وإن تعددت صورُها بتعدد المرايا التي تنعكس عليها، فهذه الصور تملك ضياءَ الشمس وحرارتها ولكن ليس هو الضياء الأصلي نفسه، ولا هي الحرارة نفسها فهي باهتة الأنوار بالنسبة للشمس الحقيقية.
    Ehl-i tarîkatın müfrit bir kısmı evliyayı sahabeye tercih, hattâ enbiya derecesinde görmekle vartaya düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كذلك فإن لمقام النبوة ولمقام كبار الأولياء، شيئاً من الظلال التي يمكن لأهل الطرق أن يستظلوا بها، ولكنهم يظنون أثناء دخولهم فيها أنهم أعظم درجة من كبار الأولياء، بل حتى من الأنبياء -والعياذ بالله- فيسقطون في مزلق.
    On İkinci ve Yirmi Yedinci Sözlerde ve sahabeler hakkındaki zeylinde kat’î ispat edilmiştir ki sahabelerde öyle bir hâssa-i sohbet var ki velayet ile yetişilmez ve sahabelere tefevvuk edilmez ve enbiyaya hiçbir vakit evliya yetişmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولإنقاذ أنفسهم من جميع هذه المزالق المذكورة سابقاً عليهم أن يضعوا أصول الإيمان وأسس الشرع نصبَ أعينهم ويتخذوها مرشداً دائماً لهم، وأن يخالفوا أذواقهم ومشهوداتهم ويتهموها عند تعارضها مع تلك الأسس.
    ==== Üçüncüsü: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Yedincisi:"></span>
    İfrat ile tarîkat taassubu taşıyanların bir kısmı, âdab ve evrad-ı tarîkatı sünnet-i seniyeye tercih etmekle sünnete muhalefet edip sünneti terk eder fakat virdini bırakmaz. O suretle âdab-ı şer’iyeye bir lâkaytlık vaziyeti gelir, vartaya düşer.
    ==== السابعة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي المزلق الذي يقع فيه قسمٌ من أهل الأذواق والأشواق من أصحاب الطرق عندما ينصرفون إلى الفخر والإدعاء وإشاعة الشطحات وطلب توجّه الناس ونيل المرجعيات الدينية، ويفضلون هذه العجالات على الشكر والتضرع والحمد والاستغناء عن الناس،
    Çok Sözlerde ispat edildiği gibi ve İmam-ı Gazalî, İmam-ı Rabbanî gibi muhakkikîn-i ehl-i tarîkat derler ki: “Bir tek sünnet-i seniyeye ittiba noktasında hasıl olan makbuliyet, yüz âdab ve nevafil-i hususiyeden gelemez. Bir farz, bin sünnete müreccah olduğu gibi; bir sünnet-i seniye dahi bin âdab-ı tasavvufa müreccahtır.” demişler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بينما عبودية محمد ﷺ هي أسمى مرتبة في العبودية، تلك العبودية التي نستطيع وصفها بالمحبوبية، أو عبودية المحبة.
    ==== Dördüncüsü: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأساس العبودية وسرُّها هو التضرع والحمد والدعاء والخشوع والعجز والفقر والاستغناء عن الناس، وبهذا فقط يمكن الوصول إلى كمال تلك الحقيقة، حقيقة العبودية.
    Müfrit bir kısım ehl-i tasavvuf; ilhamı vahiy gibi zanneder ve ilhamı vahiy nevinden telakki eder, vartaya düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم إنَّ عدداً من الأولياء الكبار اضطروا -دون اختيار منهم لغلبة الحال وبشكل موقت فقط- إلى الخروج إلى ساحة الفخر والطلب والشطحات، لذا فلا يجوز اتّباعهم اختياراً في حالهم هذه، فهم مهتدون، ولكنهم هنا وفي هذه النقطة بالذات ليسوا قدوة في الهداية، لذا لا يمكن السير وراءهم أوالإقتداء بهم.
    Vahyin derecesi ne kadar yüksek ve küllî ve kudsî olduğu ve ilhamat ona nisbeten ne derece cüz’î ve sönük olduğu, On İkinci Söz’de ve i’caz-ı Kur’an’a dair Yirmi Beşinci Söz’de ve sair risalelerde gayet kat’î ispat edilmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Sekizinci_Varta:"></span>
    ==== Beşincisi: ====
    ==== الثامنة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي الورطة التي يتورط فيها قسمٌ من المتعجلين والقاصدين المنافع الذاتية من أهل الطرق من الذين يرغبون في تناول ثمرات الولاية في الدنيا بدلاً من قطفها في الآخرة. وعندما يدل سلوكُهم على هذه الرغبة، وتتكشف نيتُهم من خلال هذا السلوك يكونون فعلاً قد سقطوا في هذه الورطة.
    Sırr-ı tarîkatı anlamayan bir kısım mutasavvıfe, zayıfları takviye etmek ve gevşekleri teşci etmek ve şiddet-i hizmetten gelen usanç ve meşakkati tahfif etmek için istenilmeyerek verilen ezvak ve envar ve keramatı hoş görüp meftun olur; ibadata, hidemata ve evrada tercih etmekle vartaya düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    علماً أن آيات كثيرة في القرآن الكريم من أمثال ﴿ وَمَا الْحَيٰوةُ الدُّنْيَٓا اِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ (آل عمران: ١٨٥) تدل بوضوح ما أثبتناه سابقاً في عدة «كلمات» من أن ثمرة واحدة من ثمرات عالم البقاء ترجح ألفَ بستان في هذه الحياة الفانية، لذا فالأفضل عدم تناول تلك الثمرات المباركة هنا، وإن أعطيت دون توجه ورغبة فيها، فيجب إبداء الحمد والشكر في قبولها -لا على أنها مكافأة- بل على أنها إحسان وفضل من الله وُهبَت للتشويق.
    Şu risalenin Altıncı Telvih’inin Üçüncü Nokta’sında icmalen beyan olunduğu ve sair Sözlerde kat’iyen ispat edilmiştir ki: Bu dâr-ı dünya dârü’l-hizmettir, dârü’l-ücret değil! Burada ücretini isteyenler; bâki, daimî meyveleri, fâni ve muvakkat bir surete çevirmekle beraber, dünyadaki beka hoşuna geliyor, müştakane berzaha bakamıyor. Âdeta bir cihette dünya hayatını sever, çünkü içinde bir nevi âhireti bulur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dokuzuncu_Telvih"></span>
    ==== Altıncısı: ====
    === التلويح التاسع ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نذكر هنا مجملاً تسع ثمرات من الثمار الوفيرة للطريقة وفوائدها:
    Ehl-i hakikat olmayan bir kısım ehl-i sülûk, makamat-ı velayetin gölgelerini ve zıllerini ve cüz’î numunelerini, makamat-ı asliye-i külliye ile iltibas etmekle vartaya düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Birincisi:"></span>
    Yirmi Dördüncü Söz’ün İkinci Dal’ında ve sair Sözlerde kat’iyen ispat edilmiştir ki: Nasıl güneş, âyineler vasıtasıyla taaddüd ediyor; binler misalî güneş, aynı güneş gibi ziya ve hararet sahibi olur. Fakat o misalî güneşler, hakiki güneşe nisbeten çok zayıftırlar. Aynen onun gibi makamat-ı enbiya ve eâzım-ı evliyanın makamatının bazı gölgeleri ve zılleri var. Ehl-i sülûk onlara girer; kendini, o evliya-yı azîmeden daha azîm görür; belki enbiyadan ileri geçtiğini zanneder, vartaya düşer.
    ==== الأولى:====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هي ظهورُ الحقائق الإيمانية وانكشافها ووضوحها إلى درجة عين اليقين بوساطة الطريقة الصحيحة المستقيمة. هذه الحقائق التي هي منابع خزائن أبدية وسعادة دائمة وكنوزها ومفاتيحها.
    Fakat bu geçmiş umum vartalardan zarar görmemek için usûl-ü imaniyeyi ve esasat-ı şeriatı daima rehber ve esas tutmak ve meşhudunu ve zevkini onlara karşı muhalefetinde ittiham etmekledir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkincisi:"></span>
    ==== Yedincisi: ====
    ==== ثانياً: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هي تحقيقُ الوجود الحقيقي للإنسان بانسياق لطائفه جميعاً إلى ما خُلقت لأجله. وذلك بأن تكون الطريقة واسطة لتحريك قلب الإنسان الذي يعتبر مركزاً لجسمه ولولَباً لحركته وتوجيهه إلى الله. فيندفع بهذا كثيرٌ من اللطائف الإنسانية إلى الحركة والظهور فتتحقق حقيقة الإنسان.
    Bir kısım ehl-i zevk ve şevk, sülûkunda fahri, nazı, şatahatı, teveccüh-ü nâsı ve merciiyeti; şükre, niyaza, tazarruata ve nâstan istiğnaya tercih etmekle vartaya düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Üçüncüsü:"></span>
    Halbuki en yüksek mertebe ise ubudiyet-i Muhammediyedir ki “mahbubiyet” unvanıyla tabir edilir. Ubudiyetin ise sırr-ı esası; niyaz, şükür, tazarru, huşû, acz, fakr, halktan istiğna cihetiyle o hakikatin kemaline mazhar olur. Bazı evliya-yı azîme, fahir ve naz ve şatahata muvakkaten, ihtiyarsız girmişler fakat o noktada, ihtiyaren onlara iktida edilmez; hâdîdirler, mühdî değillerdir; arkalarından gidilmez!
    ==== الثالثة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    التخلص من وحشة الانفراد والوحدة في السير والسلوك، والشعور بالأُنس المعنوي في الحياة الدنيا والبرزخ بالالتحاق بإحدى سلاسل الطريقة عند سيرها وتوجهها وسفرها نحو الحياة البرزخية ونحو الحياة الأخروية، وعقد أواصر الصداقة والمحبة بتلك القافلة النورانية في طريق أبد الآباد، فتندفع الأوهامُ والشُبَه عن النفس باستناد المريد إلى إجماعهم واتفاقهم باعتبار كل أستاذ مرشد حُجة قوية وسنداً لا يضعف في دفع الأضاليل والأوهام التي تردّ إلى الذهن.
    ==== Sekizinci Varta: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dördüncüsü:"></span>
    Hodgâm, aceleci bir kısım ehl-i sülûk; âhirette alınacak ve koparılacak velayet meyvelerini, dünyada yemesini ister ve sülûkunda onları istemekle vartaya düşer.
    ==== الرابعة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي خلاصُ الإنسان من الوحشة الهائلة التي تكتنفه في حياته الدنيا، والانسلال من الغربة الأليمة التي يحسّها إزاء الكون، وذلك بما تقوم به الطريقة الصائبة الصافية من تفجير ينابيع محبة الله ومعرفته في الإيمان.
    Halbuki وَمَا ال۟حَيٰوةُ الدُّن۟يَٓا اِلَّا مَتَاعُ ال۟غُرُورِ gibi âyetlerle ilan edildiği gibi çok Sözlerde kat’iyen ispat edilmiştir ki âlem-i bekada bir tek meyve, fâni dünyanın bin bahçesine müreccahtır. Onun için o mübarek meyveleri burada yememeli. Eğer istenilmeyerek yedirilse şükredilmeli, mükâfat için değil belki teşvik için bir ihsan-ı İlahî olarak telakki edilmeli.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد سبق أن أثبتنا في «كلمات» عدة بأن سعادة الدارين، واللذةَ التي لا يشوبها ألمٌ، والأُنس الذي لا تخالطه وحشة، والسعادة الحقيقية لا توجد إلّا في حقائق الإيمان والإسلام التي تسعى الطريقة للوصول إليها كما أننا بيّنا في «الكلمة الثانية» بأن الإيمان يحمل بذرة شجرة طوبى في الجنة.
    === Dokuzuncu Telvih ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم فبالتربية الموجودة في الطريقة تنمو تلك البذرة وتكبُر.
    Tarîkatın pek çok semeratından ve faydalarından yalnız burada '''dokuz adedini''' icmalen beyan edeceğiz:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Beşincisi:"></span>
    ==== Birincisi: ====
    ==== الخامسة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الشعور بالحقائق اللطيفة في التكاليف الشرعية وتقديرها بوساطة القلب المنتبه بدوام ذكر الله، كما يُعينه على ذلك المنهج التربوي للطريقة. وبذلك تكون الطاعة والعبادة مثار اشتياق وحب، لا مثار تعب وتكليف.
    İstikametli tarîkat vasıtasıyla, saadet-i ebediyedeki ebedî hazinelerin anahtarları ve menşeleri ve madenleri olan hakaik-i imaniyenin inkişafı ve vuzuhu ve aynelyakîn derecesinde zuhurlarıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Altıncısı:"></span>
    ==== İkincisi: ====
    ==== السادسة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نيلُ مقام التوكّل، ودرجة الرضى، ومرتبة التسليم. هذه المقامات هي السبيل إلى تذوق السعادة الحقيقية والتسلية الخالصة واللذة التي لا يشوبها حزنٌ، والأُنس الذي لا تقربُه وحشة.
    Makine-i insaniyenin merkezi ve zembereği olan kalbi, tarîkat vasıta olup işletmesiyle ve o işletmekle, sair letaif-i insaniyeyi harekete getirip, netice-i fıtratlarına sevk ederek hakiki insan olmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Yedincisi:"></span>
    ==== Üçüncüsü: ====
    ==== السابعة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي نجاةُ الإنسان من الشرك الخفي والرياء والتصنع وأمثالها من الرذائل وذلك بالإخلاص الذي هو أهم شرط لدى سالك الطريقة وأهم نتيجة لها. وكذا التخلص من أخطار النفس الأمارة بالسوء ومن أدران الأنانية بتزكية النفس التي هي السلوك العملي في الطريقة.
    Âlem-i berzah ve âhiret seferinde, tarîkat silsilelerinden bir silsileye iltihak edip ve o kafile-i nuraniye ile ebedü’l-âbâd yolunda arkadaş olmak ve yalnızlık vahşetinden kurtulmak ve onlarla, dünyada ve berzahta manen ünsiyet etmek ve evham ve şübehatın hücumlarına karşı, onların icmaına ve ittifakına istinad edip her bir üstadını kavî bir senet ve kuvvetli bir bürhan derecesinde görüp onlarla o hatıra gelen dalalet ve şübehatı def’etmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Sekizincisi:"></span>
    ==== Dördüncüsü: ====
    ==== الثامنة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هي جعلُ الإنسان عاداتِه اليومية بحُكم العبادات وأعمالَه الدنيوية بمثابة أعمالٍ أُخروية، والإحسانُ في استغلال رأس مال عمره من الحياة بدقائقها وجعلها بذوراً تتفتح عن زهرات الحياة الأخروية وسنابلها. وذلك بدوام الذكر القلبي، والتأمل العقلي، مع الحضور القلبي الدائم والاطمئنان، ودوام شحذ الإرادة، والنية الصافية، والعزيمة الصادقة التي تلقُّنها الطريقة.
    İmandaki marifetullah ve o marifetteki muhabbetullahın zevkini, safi tarîkat vasıtasıyla anlamak ve o anlamakla dünyanın vahşet-i mutlakasından ve insanın kâinattaki gurbet-i mutlakasından kurtulmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dokuzuncusu:"></span>
    Çok Sözlerde ispat etmişiz ki saadet-i dâreyn ve elemsiz lezzet ve vahşetsiz ünsiyet ve hakiki zevk ve ciddi saadet, iman ve İslâmiyet’in hakikatindedir. İkinci Söz’de beyan edildiği gibi iman, şecere-i tûba-i cennetin bir çekirdeğini taşıyor. İşte tarîkatın terbiyesiyle, o çekirdek neşv ü nema bulur, inkişaf eder.
    ==== التاسعة: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي العملُ للوصول إلى مرتبة الإنسان الكامل، وذلك بالتوجه القلبي إلى الله طوال سيره وسلوكه، وأثناء معاناته الروحية التي تسمو بحياته المعنوية، أي الوصول إلى مرتبة المؤمن الحق والمسلم الصادق، أي نيلُ حقيقة الإيمان والإسلام لا صورتيهما، ثم أن يكون الإنسان عبداً خالصاً لرب العالمين، وموضعَ خطابه الجليل، وممثلاً عن الكائنات من جهة، وولياً لله وخليلاً له، حتى كأنه مرآة لتجلياته سبحانه، وفي أحسن تقويم حقاً، فيقيم الحُجة على أفضلية بني آدم على الملائكة.
    ==== Beşincisi: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا يطير بجناحَي الإيمان والعمل بالشريعة إلى المقامات العليا والتطلع من هذه الدنيا إلى السعادة الأبدية بل الدخول فيها.
    Tekâlif-i şer’iyedeki hakaik-i latîfeyi, tarîkattan ve zikr-i İlahîden gelen bir intibah-ı kalbî vasıtasıyla hissetmek, takdir etmek… O vakit taate, suhre gibi değil belki iştiyakla itaat edip ubudiyeti îfa eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
    ==== Altıncısı: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى الْغَوْثِ الْأَكْبَرِ في كُلِّ الْعُصُورِ وَالْقُطْبِ الْأَعْظَمِ
    Hakiki zevke ve ciddi teselliye ve kedersiz lezzete ve vahşetsiz ünsiyete, hakiki medar ve vasıta olan tevekkül makamını ve teslim rütbesini ve rıza derecesini kazanmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    في كُلِّ الدُّهُورِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذي تَظَاهَرَتْ حِشْمَةُ وَلَايَتِه وَمَقَامُ مَحْبُوبِيَّتِه
    ==== Yedincisi: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    في مِعْرَاجِه وَانْدَرَجَ كُلُّ الْوَلَايَاتِ في ظِلِّ مِعْرَاجِه
    Sülûk-u tarîkatın en mühim şartı, en ehemmiyetli neticesi olan ihlas vasıtasıyla, şirk-i hafîden ve riya ve tasannu gibi rezailden halâs olmak ve tarîkatın mahiyet-i ameliyesi olan tezkiye-i nefis vasıtasıyla, nefs-i emmarenin ve enaniyetin tehlikelerinden kurtulmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وَعَلٰى أٰلِه وَصَحْبِه أَجْمَعينَ. أٰمينَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ.
    ==== Sekizincisi: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Zeyl"></span>
    Tarîkatta, zikr-i kalbî ile ve tefekkür-ü aklî ile kazandığı teveccüh ve huzur ve kuvvetli niyetler vasıtasıyla, âdetlerini ibadet hükmüne çevirmek ve muamelat-ı dünyeviyesini, a’mal-i uhreviye hükmüne getirip sermaye-i ömrünü hüsn-ü istimal etmek cihetiyle, ömrünün dakikalarını hayat-ı ebediyenin sümbüllerini verecek çekirdekler hükmüne getirmektir.
    == ذيل ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا الذيلُ القصير جداً له أهميةٌ عظيمة
    ==== Dokuzuncusu: ====
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومنافعُ للجميع.
    Seyr ü sülûk-u kalbî ile ve mücahede-i ruhî ile ve terakkiyat-ı maneviye ile insan-ı kâmil olmak için çalışmak, yani hakiki mü’min ve tam bir Müslüman olmak, yani yalnız surî değil belki hakikat-i imanı ve hakikat-i İslâm’ı kazanmak, yani şu kâinat içinde ve bir cihette kâinat mümessili olarak, doğrudan doğruya kâinatın Hâlık-ı Zülcelal’ine abd olmak ve muhatap olmak ve dost olmak ve halil olmak ve âyine olmak ve ahsen-i takvimde olduğunu göstermekle, benî-Âdem’in melâikeye rüçhaniyetini ispat etmek ve şeriatın imanî ve amelî cenahlarıyla makamat-ı âliyede uçmak ve bu dünyada saadet-i ebediyeye bakmak, belki de o saadete girmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    للوصول إلى الله سبحانه وتعالى طرائقُ كثيرة، وسبُل عديدة. وموردُ جميع الطرق الحقة ومنهلُ السبل الصائبة هو القرآن الكريم. إلّا أن بعضَ هذه الطرق أقربُ من بعض وأسلمُ وأعمُّ.
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد استفدتُ من فيض القرآن الكريم -بالرغم من فهمي القاصر- طريقا قصيرا وسبيلا سويا هو: طريقُ العَجز، الفقر، الشفقة، التفكر.
    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّم۟ عَلَى ال۟غَو۟ثِ ال۟اَك۟بَرِ فٖى كُلِّ ال۟عُصُورِ وَ ال۟قُط۟بِ ال۟اَع۟ظَمِ فٖى كُلِّ الدُّهُورِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نِ الَّذٖى تَظَاهَرَت۟ حِش۟مَةُ وَلَايَتِهٖ وَ مَقَامُ مَح۟بُوبِيَّتِهٖ فٖى مِع۟رَاجِهٖ وَ اِن۟دَرَجَ كُلُّ ال۟وَلَايَاتِ فٖى ظِلِّ مِع۟رَاجِهٖ وَ عَلٰى اٰلِهٖ وَ صَح۟بِهٖ اَج۟مَعٖينَ اٰمٖينَ وَ ال۟حَم۟دُ لِلّٰهِ رَبِّ ال۟عَالَمٖينَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ العجز كالعشق طريق موصل إلى الله، بل أقربُ وأسلم، إذ هو يوصِل إلى المحبوبية بطريق العبودية.
    == Zeyl ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والفقر مثلُه يوصل إلى اسم الله «الرحمن».
    '''Bu küçücük zeylin büyük bir ehemmiyeti var.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذلك الشفقة كالعشق موصل إلى الله إلّا أنه أنفذُ منه في السير وأوسعُ منه مدى، إذ هو يوصل إلى اسم الله «الرحيم».
    '''Herkese menfaatlidir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والتفكر أيضا كالعشق إلّا أنه أغنى منه وأسطعَ نورا وأرحبَ سبيلا، إذ هو يوصل السالكَ إلى اسم الله «الحكيم».
    Cenab-ı Hakk’a vâsıl olacak tarîkler pek çoktur. Bütün hak tarîkler Kur’an’dan alınmıştır. Fakat tarîkatların bazısı, bazısından daha kısa, daha selâmetli, daha umumiyetli oluyor. O tarîkler içinde, kāsır fehmimle Kur’an’dan istifade ettiğim '''acz''' ve '''fakr''' ve '''şefkat''' ve '''tefekkür''' tarîkıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهذا الطريق يختلف عما سلكه أهلُ السلوك في طرق الخفاء ذات الخطوات العشر -كاللطائف العشر- وفي طرق الجهر ذات الخطوات السبع -حسب النفوس السبعة- فهذا الطريقُ عبارة عن أربع خطوات فحسب، وهو حقيقة شرعية أكثر مما هو طريقة صوفية.
    Evet, acz dahi aşk gibi belki daha eslem bir tarîktir ki ubudiyet tarîkıyla mahbubiyete kadar gider.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا يذهبنّ بكم سوءُ الفهم إلى الخطأ. فالمقصودُ بالعَجز والفقر والتقصير إنما هو إظهارُ ذلك كلِّه أمام الله سبحانه وليس إظهارَه أمام الناس.
    Fakr dahi Rahman ismine îsal eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما أورادُ هذا الطريق القصير وأذكارُه فتنحصر في اتباعِ السنة النبوية، والعملِ بالفرائض، ولا سيما إقامة الصلاة باعتدال الأركان، والعملِ بالأذكار عقبها، وتركِ الكبائر.
    Hem şefkat dahi aşk gibi belki daha keskin ve daha geniş bir tarîktir ki Rahîm ismine îsal eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما منابع هذه الخطوات من القرآن الكريم فهي:
    Hem tefekkür dahi aşk gibi belki daha zengin, daha parlak, daha geniş bir tarîktir ki Hakîm ismine îsal eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ فَلَا تُزَكُّٓوا اَنْفُسَكُمْ ﴾ (النجم:٣٢) تشير إلى الخطوة الأولى.
    Şu tarîk, hafî tarîkler misillü “Letaif-i Aşere” gibi on hatve değil ve tarîk-i cehriye gibi “Nüfus-u Seb’a” yedi mertebeye atılan adımlar değil belki '''dört hatve'''den ibarettir. Tarîkattan ziyade hakikattir, şeriattır. Yanlış anlaşılmasın, acz ve fakr ve kusurunu Cenab-ı Hakk’a karşı görmek demektir. Yoksa onları yapmak veya halka göstermek demek değildir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذ۪ينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَنْسٰيهُمْ اَنْفُسَهُمْۜ ﴾ (الحشر:١٩) تشير إلى الخطوة الثانية.
    Şu kısa tarîkın evradı: İttiba-ı sünnettir, feraizi işlemek, kebairi terk etmektir. Ve bilhassa namazı ta’dil-i erkân ile kılmak, namazın arkasındaki tesbihatı yapmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ مَٓا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِۘ وَمَٓا اَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ (النساء:٧٩) تشير إلى الخطوة الثالثة.
    Birinci hatveye فَلَا تُزَكُّٓوا اَن۟فُسَكُم۟ âyeti işaret ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ ﴾ (القصص:٨٨) تشير إلى الخطوة الرابعة.
    İkinci hatveye وَلَا تَكُونُوا كَالَّذٖينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَن۟سٰيهُم۟ اَن۟فُسَهُم۟ âyeti işaret ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإيضاح هذه الخطوات الأربع بإيجاز شديد كالآتي:
    Üçüncü hatveye مَٓا اَصَابَكَ مِن۟ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَمَٓا اَصَابَكَ مِن۟ سَيِّئَةٍ فَمِن۟ نَف۟سِكَ âyeti işaret ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Birinci_hatvede"></span>
    Dördüncü hatveye كُلُّ شَى۟ءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَج۟هَهُ âyeti işaret ediyor.
    === الخطوة الأولى ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كما تشير إليها الآيةُ الكريمة: ﴿ فَلَا تُزَكُّٓوا اَنْفُسَكُمْ ﴾ وهي: عدمُ تزكيةِ النفس. ذلك لأن الإنسان حسب جبلّته، وبمقتضى فطرته، محبٌ لنفسه بالذات، بل لا يحبّ إلّا ذاتَه في المقدمة. ويضحّي بكل شيء من أجل نفسه، ويمدح نفسَه مدحاً لا يليق إلّا بالمعبود وحدَه، وينـزّه شخصَه ويبرئ ساحةَ نفسه، بل لا يقبل التقصير لنفسِه أصلاً ويدافع عنها دفاعاً قوياً بما يشبه العبادة، حتى كأنه يصرف ما أودعَه الله فيه من أجهزةٍ لحمده سبحانه وتقديسه إلى نفسه، فيصيبُه وصفُ الآية الكريمة: ﴿ مَنِ اتَّخَذَ اِلٰهَهُ هَوٰيهُ ﴾ (الفرقان: ٤٣) فيعجَبُ بنفسه ويعتدّ بها..
    '''Şu dört hatvenin kısa bir izahı şudur ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلابد إذن من تزكيتها. فتزكيتُها في هذه الخطوة وتطهيرُها هي بعدم تزكيتها.
    === Birinci hatvede ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="İkinci_hatvede"></span>
    فَلَا تُزَكُّٓوا اَن۟فُسَكُم۟ âyeti işaret ettiği gibi: Tezkiye-i nefis etmemek. Zira insan, cibilliyeti ve fıtratı hasebiyle nefsini sever. Belki evvela ve bizzat yalnız zatını sever, başka her şeyi nefsine feda eder. Mabuda lâyık bir tarzda nefsini medheder. Mabuda lâyık bir tenzih ile nefsini meayibden tenzih ve tebrie eder. Elden geldiği kadar kusurları kendine lâyık görmez ve kabul etmez. Nefsine perestiş eder tarzında şiddetle müdafaa eder. Hattâ fıtratında tevdi edilen ve Mabud-u Hakiki’nin hamd ve tesbihi için ona verilen cihazat ve istidadı, kendi nefsine sarf ederek مَنِ اتَّخَذَ اِلٰهَهُ هَوٰيهُ sırrına mazhar olur. Kendini görür, kendine güvenir, kendini beğenir.
    === الخطوة الثانية ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كما تلقّنه الآيةُ الكريمة من درسِ ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذ۪ينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَنْسٰيهُمْ اَنْفُسَهُمْ ﴾ . وذلك: أن الإنسان ينسى نفسَه ويغفل عنها، فإذا ما فكّر في الموت صرفَه إلى غيره، وإذا ما رأى الفناءَ والزوال دفعَه إلى الآخرين، وكأنه لا يعنيه بشيء، إذ مقتضى النفسِ الأمارة أنها تذكُر ذاتَها في مقام أخذ الأجرة والحظوظ وتلتزم بها بشدة، بينما تتناسى ذاتَها في مقام الخدمة والعمل والتكليف.
    İşte şu mertebede, şu hatvede tezkiyesi, tathiri: Onu tezkiye etmemek, tebrie etmemektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فتزكيتُها وتطهيرُها وتربيتُها في هذه الخطوة هي العملُ بعكس هذه الحالة، أي عدمُ النسيان في عين النسيان، أي نسيانُ النفس في الحظوظ والأجرة، والتفكرُ فيها عند الخدمات والموت.
    === İkinci hatvede ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Üçüncü_hatvede"></span>
    وَلَا تَكُونُوا كَالَّذٖينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَن۟سٰيهُم۟ اَن۟فُسَهُم۟ dersini verdiği gibi: Kendini unutmuş, kendinden haberi yok. Mevti düşünse başkasına verir. Fena ve zevali görse kendine almaz. Ve külfet ve hizmet makamında nefsini unutmak fakat ahz-ı ücret ve istifade-i huzuzat makamında nefsini düşünmek, şiddetle iltizam etmek, nefs-i emmarenin muktezasıdır.
    === والخطوة الثالثة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هي ما ترشد إليه الآيةُ الكريمة: ﴿ مَٓا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَمَٓا اَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ وذلك: أنّ ما تقتضيه النفسُ دائما أنها تنسب الخيرَ إلى ذاتها، مما يسوقُها هذا إلى الفخر والعجب. فعلى المرء في هذه الخطوة أن لا يرى من نفسه إلّا القصورَ والنقصَ والعجزَ والفقرَ، وأن يرى كلَّ محاسنه وكمالاته إحسانا من فاطره الجليل، ويتقبَّلها نِعما منه سبحانه، فيشكر عندئذ بدلَ الفخر، ويحمدُ بدل المدح والمباهاة.
    Şu makamda tezkiyesi, tathiri, terbiyesi şu halin aksidir. Yani nisyan-ı nefis içinde nisyan etmemek. Yani huzuzat ve ihtirasatta unutmak ve mevtte ve hizmette düşünmek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فتزكيةُ النفس في هذه المرتبة هي: في سر هذه الآية الكريمة: ﴿ قَدْ اَفْلَحَ مَنْ زَكّٰيهَاۙ ﴾ (الشمس: ٩). وهي: أنْ تعلم بأن كمالَها في عدم كمالِها، وقدرتَها في عجزِها، وغناها في فقرِها، (أي كمالُ النفس في معرفة عدم كمالِها، وقدرتُها في عجزها أمام الله، وغناها في فقرها إليه).
    === Üçüncü hatvede ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Dördüncü_hatvede"></span>
    مَٓا اَصَابَكَ مِن۟ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَمَٓا اَصَابَكَ مِن۟ سَيِّئَةٍ فَمِن۟ نَف۟سِكَ dersini verdiği gibi: Nefsin muktezası, daima iyiliği kendinden bilip fahir ve ucbe girer. Bu hatvede nefsinde yalnız kusuru ve naksı ve aczi ve fakrı görüp bütün mehasin ve kemalâtını, Fâtır-ı Zülcelal tarafından ona ihsan edilmiş nimetler olduğunu anlayıp, fahir yerinde şükür ve temeddüh yerinde hamdetmektir.
    === الخطوة الرابعة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هي ما تعلّمُه الآية الكريمة: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ ﴾ . ذلك لأنَّ النفسَ تتوهم نفسَها حرةً مستقلة بذاتها، لذا تدّعى نوعاً من الربوبية، وتضمُر عصيانا حيال معبودها الحق.
    Şu mertebede tezkiyesi قَد۟ اَف۟لَحَ مَن۟ زَكّٰيهَا sırrıyla şudur ki: Kemalini kemalsizlikte, kudretini aczde, gınasını fakrda bilmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فبإدراك الحقيقة الآتية ينجو الإنسانُ من ذلك وهي: كلُّ شيء بحدّ ذاته، وبمعناه الاسمي: زائلٌ، مفقودٌ، حادث، معدوم. إلّا أنه في معناه الحرفي، وبجهة قيامه بدور المرآةِ العاكسةِ لأسماء الصانع الجليل، وباعتبار مهامّه ووظائفه: شاهدٌ، مشهودٌ، واجدٌ، موجودٌ.
    === Dördüncü hatvede ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فتزكيتُها في هذه الخطوة هي معرفة: أنَّ عدمَها في وجودها ووجودَها في عدمها، أي إذا رأت ذاتَها وأعطت لوجودها وجوداً، فإنها تغرق في ظلماتِ عدمٍ يسع الكائنات كلَّها. يعني إذا غفلتْ عن موجِدها الحقيقي وهو الله، مغترةً بوجودها الشخصي فإنها تجد نفسَها وحيدة غريقة في ظلمات الفراق والعدم غير المتناهية، كأنها اليراعةُ في ضيائها الفردي الباهت في ظلمات الليل البهيم. ولكن عندما تترك الأنانيةَ والغرورَ ترى نفسَها حقاً إنها لا شيء بالذات، وإنما هي مرآةٌ تعكس تجليات موجدِها الحقيقي. فتظفر بوجودٍ غير متناهٍ وتربح وجودَ جميع المخلوقات.
    كُلُّ شَى۟ءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَج۟هَهُ dersini verdiği gibi: Nefis, kendini serbest ve müstakil ve bizzat mevcud bilir. Ondan bir nevi rububiyet dava eder. Mabud’una karşı adâvetkârane bir isyanı taşır. İşte gelecek şu hakikati derk etmekle ondan kurtulur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، من يجد الله فقد وجدَ كلَّ شيء، فما الموجوداتُ جميعُها إلَّا تجليات أسمائه الحسنى جلّ جلالُه.
    Hakikat şudur ki: Her şey nefsinde mana-yı ismiyle fânidir, mefkuddur, hâdistir, ma’dumdur. Fakat mana-yı harfiyle ve Sâni’-i Zülcelal’in esmasına âyinedarlık cihetiyle ve vazifedarlık itibarıyla şahittir, meşhuddur, vâciddir, mevcuddur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Hâtime"></span>
    Şu makamda tezkiyesi ve tathiri şudur ki: Vücudunda adem, ademinde vücudu vardır. Yani kendini bilse, vücud verse kâinat kadar bir zulümat-ı adem içindedir. Yani vücud-u şahsîsine güvenip Mûcid-i Hakiki’den gaflet etse yıldız böceği gibi bir şahsî ziya-yı vücudu, nihayetsiz zulümat-ı adem ve firaklar içinde bulunur, boğulur. Fakat enaniyeti bırakıp, bizzat nefsi hiç olduğunu ve Mûcid-i Hakiki’nin bir âyine-i tecellisi bulunduğunu gördüğü vakit, bütün mevcudatı ve nihayetsiz bir vücudu kazanır. Zira bütün mevcudat, esmasının cilvelerine mazhar olan Zat-ı Vâcibü’l-vücud’u bulan bir kalp, her şeyi bulur.
    === الخاتمة ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ هذا الطريق الذي يتكون من أربع خطوات وهي العجز والفقر والشفقة والتفكر، قد سبقت إيضاحاتُه في «الكلمات الست والعشرين» السابقة من كتاب «الكلمات» الذي يبحث عن علمِ الحقيقة، حقيقةِ الشريعة، حكمةِ القرآن الكريم.
    === Hâtime ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إلّا أننا نشير هنا إشارة قصيرة إلى بضع نقاط وهي: أن هذا الطريق هو أقصرُ وأقربُ من غيره، لأنه عبارة عن أربع خطوات. فالعجزُ إذا ما تمكن من النفس يسلّمها مباشرة إلى «القدير» ذي الجلال؛ بينما إذا تمكن العشقُ من النفس -في طريق العشق الذي هو أنفذُ الطرق الموصلة إلى الله- فإنها تتشبث بالمعشوق المجازي، وعندما ترى زوالَه تبلغ المحبوبَ الحقيقي.
    Şu acz, fakr, şefkat, tefekkür tarîkındaki dört hatvenin izahatı; hakikatin ilmine, şeriatın hakikatine, Kur’an’ın hikmetine dair olan yirmi altı adet Sözlerde geçmiştir. Yalnız şurada bir iki noktaya kısa bir işaret edeceğiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنّ هذا الطريق أسلمُ من غيره، لأن ليس للنفس فيه شطحاتُ أو ادعاءات فوق طاقتها، إذ المرءُ لا يجد في نفسه غير العجز والفقر والتقصير فيتجاوزَ حدَّه.
    Evet, şu tarîk daha kısadır. Çünkü dört hatvedir. Acz, elini nefisten çekse doğrudan doğruya Kadîr-i Zülcelal’e verir. Halbuki en keskin tarîk olan aşk, nefisten elini çeker fakat maşuk-u mecazîye yapışır. Onun zevalini bulduktan sonra Mahbub-u Hakiki’ye gider.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنَّ هذا الطريق طريقٌ عام وجادةٌ كبرى، لأنه لا يضطر إلى إعدام الكائنات ولا إلى سجنها، حيث إن أهل «وحدة الوجود» توهموا الكائنات عدماً، فقالوا: «لا موجود إلّا هو» لأجل الوصول إلى الاطمئنان والحضور القلبي. وكذا أهل «وحدة الشهود» حيث سجنوا الكائنات في سجن النسيان، فقالوا: «لا مشهود إلّا هو» للوصول إلى الاطمئنان القلبي.
    Hem şu tarîk daha eslemdir. Çünkü nefsin şatahat ve bâlâ-pervazane davaları bulunmaz. Çünkü acz ve fakr ve kusurdan başka nefsinde bulmuyor ki haddinden fazla geçsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بينما القرآنُ الكريم يعفو الكائنات بكل وضوح عن الإعدام ويطلق سراحَها من السجن. فهذا الطريق على نهج القرآن ينظر إلى الكائنات أنها مسخرةٌ لفاطرها الجليل وخادمةٌ في سبيله، وأنها مظاهرُ لتجليات الأسماء الحسنى كأنها مرايا تعكس تلك التجليات. أي أنه يستخدمها بالمعنى الحرفي ويعزلها عن المعنى الاسمي من أن تكون خادمة ومسخرة بنفسها. وعندها ينجو المرءُ من الغفلة، ويبلغ الحضورَ الدائمي على نهج القرآن الكريم. فيجد إلى الحق سبحانه طريقاً من كل شيء.
    Hem bu tarîk daha umumî ve cadde-i kübradır. Çünkü kâinatı ehl-i vahdetü’l-vücud gibi huzur-u daimî kazanmak için idama mahkûm zannedip لَا مَو۟جُودَ اِلَّا هُوَ hükmetmeye veyahut ehl-i vahdetü’ş-şuhud gibi huzur-u daimî için kâinatı nisyan-ı mutlak hapsinde hapse mahkûm tahayyül edip لَا مَش۟هُودَ اِلَّا هُوَ demeye mecbur olmuyor. Belki idamdan ve hapisten gayet zâhir olarak Kur’an affettiğinden, o da sarf-ı nazar edip ve mevcudatı kendileri hesabına hizmetten azlederek Fâtır-ı Zülcelal hesabına istihdam edip, esma-i hüsnasının mazhariyet ve âyinedarlık vazifesinde istimal ederek mana-yı harfî nazarıyla onlara bakıp, mutlak gafletten kurtulup huzur-u daimîye girmektir; her şeyde Cenab-ı Hakk’a bir yol bulmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وزبدة الكلام: إن هذا الطريق لا ينظر إلى الموجودات بالمعنى الاسمي، أي لا ينظر إليها أنها مسخرةٌ لنفسِها ولذاتِها، بل يعزلُها من هذا ويقلدها وظيفةً، أنها مسخرةٌ لله سبحانه.
    '''Elhasıl,''' mevcudatı mevcudat hesabına hizmetten azlederek, mana-yı ismiyle bakmamaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ------
    ------
    <center> [[Yirmi Sekizinci Mektup]] | [[Mektubat]] | [[Otuzuncu Mektup]] </center>
    <center>[[Yirmi_Sekizinci_Mektup/ar|المكتوب الثامنة والعشرون]] | [[Mektubat/ar|المكتوبات]] | [[Otuzuncu_Mektup/ar|المكتوب الثلاثون]] </center>
    ------
    ------
    </div>

    10.05, 23 Şubat 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli

    Diğer diller:

    هذا «المكتوب التاسع والعشرون» عبارة عن تسعة أقسام وهذا القسم، هو الأول منه يتضمن تسع نكات.

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪﴾

    أخي العزيز الوفي الصادق، وصاحبي الخالص الجاد في الخدمة القرآنية!

    إنكم تطلبون في رسالتكم هذه المرة، جواباً عن مسألة مهمة، لا يسمح به وقتي وأحوالي.

    أخي! لقد ازداد كثيراً هذه السنة، عددُ الذين يكتبون «رسائل النور» والحمد لله. ويأتي إليّ التصحيح الثاني فانشغل به، بصورة سريعة طوال اليوم، لذا يتأخر كثيرٌ من أموري المهمة، إذ أرى أنَّ هذه الوظيفة أهمّ من غيرها، ولاسيما في شهري شعبان ورمضان، حيث للقلب حظ أكبر من العقل، ويشرع الروحُ بالحركة. لهذا أؤجل هذه المسألة الجليلة إلى وقت آخر بمشيئة الله، فمتى ما سنح للقلب شيءٌ بفضل رحمته تعالى، أكتبه إليكم شيئاً فشيئاً.

    والآن أبين ثلاث نكات ([1])

    النكتة الأولى

    «لا تُعرف أسرارُ القرآن معرفةً كاملة، ولم يُدرك المفسرون حقيقته». هذا المفهوم له وجهان. والقائلون به طائفتان:

    الطائفة الأولى: هم أهلُ الحق والعلم والتدقيق. فهم يقولون: إنَّ القرآن الكريم كنـز عظيم لا ينفد، وإن كل عصر يأخذ حظَّه من حقائقه الخفية التي هي من قبيل التتمات، مع التسليم بنصوص القرآن ومُحكماته من دون أنْ يتعرض أو يمس ما خفي من الحقائق من حظ أهل العصور الأخرى.

    وحقاً إنَّ حقائق القرآن تتوضح أكثر كلما مضى الزمان. ولا يعني هذا أبداً إلقاءَ ظلِّ الشبهة على ما بيّنه السلف الصالح من حقائق القرآن الظاهرة، لأنها نصوص قاطعة وأُسسٌ وأركان لابد من الإيمان بها.

    وقوله تعالى: ﴿ وَهٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُب۪ينٌ ﴾ (النحل: ١٠٣) يوضح أن معنى القرآن واضح مبين. فالخطاب الإلهي من أوله إلى آخره يدور حول تلك المعاني ويقوّيها حتى يجعلَها بدرجة البداهة. لذا فإن رفض تلك المعاني المنصوص عليها يؤدي إلى تكذيب الله سبحانه وتعالى (حاش لله) وإلى تزييف فهم الرسول الكريم ﷺ (حاشاه).

    بمعنى أنَّ المعاني المنصوص عليها قد أُستُقيت من منبع الرسالة مسندة متسلسلة. حتى إن «ابنَ جرير الطبري» قد ألّف تفسيره الكبير الجليل مسنِداً معاني القرآن جميعها إلى منبع الرسالة.

    الطائفة الثانية: وهم أصدقاءٌ حمقى، يُفسدون أكثر مما يُصلحون، أو أنهم أعداءٌ ذوو دهاء شيطاني، يريدون أن يتصدَّوا للأحكام الإسلامية ويعارضوا الحقائق الإيمانية، ويحاولون أن يجدوا منفذاً من السور القرآنية التي كل منها سُورٌ فولاذي لحصن القرآن الكريم -حسب تعبيركم- فهؤلاء يشيعون أمثال هذه الأقوال ليلقوا الشبهات حول الحقائق الإيمانية والقرآنية (حَاشَ لله).

    النكتة الثانية

    لقد أقسم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بكثير من الأشياء. وفي الأقسام القرآنية نكات عظيمة جداً وأسرار كثيرة جداً:

    منها: أن القَسَم في ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحٰيهَ ﴾ (الشمس: ١) يشير إلى إظهار الكون كقصر عظيم ومدينة عامرة، والذي هو أساس التمثيل الرائع الوارد في «الكلمة الحادية عشرة».

    ومنها: القَسم في ﴿ يس ❀ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ (يس: ١-٢) يذكّر به قدسية إعجاز القرآن، وأنه بدرجة من الأهمية بحيث يُقسَم به.

    وأن القَسَم في ﴿ وَالنَّجْمِ اِذَا هَوٰى ﴾ (النجم: ١) يشير إلى أن سقوط النجوم علامةٌ على انقطاع الأخبار الغيبية عن الجن والشياطين منعاً لورود شبهة على الوحي الإلهي. وفي الوقت نفسه فإن القسَم في ﴿ فَلَٓا اُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِۙ ❀ وَاِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظ۪يمٌ ﴾ (الواقعة: ٧٥-٧٦) يذكّر بعظمة القدرة وكمال الحكمة في وضع النجوم في مواقعها بكمال الانتظام مع ضخامتها الهائلة، وتدوير السيارات الجسيمة بسرعة عظيمة.

    ويذكّر القَسَم في ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ﴾ وفي ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ ﴾ بالحِكَم الجليلة التي في تموّجات الهواء وتصريف الرياح، إذ يقسم سبحانه بالملائكة المأمورين بوظيفة تصريف الرياح، فيلفت النظر إلى أن الأمور التي قد تُظن أنها تجري مصادفةً تنفّذ حِكَماً دقيقة وتؤدي وظائفَ جليلةً.

    وهكذا، فلكل موقع من مواقع القَسَم نكتته البليغة وفائدته. ولما كان الوقت لا يسمح لنا بالتفصيل، فسنشير إشارةً مجملة إلى نكتة واحدة من النكات الكثيرة التي يتضمنُها القَسَم في ﴿ وَالتّ۪ينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾ (التين: ١)

    وذلك أن الله سبحانه وتعالى يذكّر بالقسَم بالتين والزيتون عظمةَ قدرته وكمالَ رحمته وعظيمَ نعمته، فيصرفُ وجهَ الإنسان المتردّي إلى أسفلِ سافلين ويحوّله عن ذلك التردي والهاوية، مشيراً إليه أنه بإمكانه أن ينال مراتبَ معنويةً رفيعة، بل يترقى إلى أعلى عليين بالشكر والفكر والإيمان والعمل الصالح.

    أما تخصيص التين والزيتون بالقَسَم من بين النعم الأخرى، فهو:

    إنَّ هاتين الفاكهتين نافعتان مباركتان.. وأنَّ في خلقِهما وما فيهما من نعَم عظيمة يبعث على الملاحظة،

    لأنَّ الزيتون يشكّل أساساً مهما في الحياة الاجتماعية والتجارية، وفي وسائل التنوير، وفي تغذية الإنسان. كما أن في خلق التين ما يبين معجزةً خارقة من معجزات القدرة الإلهية، كدرج أجهزة شجرة التين العظيمة وضمّها في بُذيرة متناهية في الصغر. كما يذكّر بالقَسم به، بالنِعَم الإلهية في طعمه، وفي منافعه، وفي دوامه، خلاف أكثر الثمار. وفي الوقت نفسه يرشد الإنسان -إزاء هذه النعم- إلى ما يحُول دون تردّيه إلى أسفل سافلين، بالإيمان والعمل الصالح.

    النكتة الثالثة

    إنَّ الحروف المقطّعة الموجودة في أوائل السور، شفراتٌ إلهية، يعطي بها سبحانه بعض الإشارات الغيبية إلى عبده الخاص، ومفتاحُ تلك الشفرة، لدى ذلك العبد الخاص، ولدى ورثته.

    ولما كان القرآن الحكيم يخاطب جميعَ الطوائف البشرية في كل وقت وحين. فهو يتضمن من المعاني المتنوعة والوجوه الكثيرة الجامعة ما يكون حظَّ كل طائفة في كل عصر من العصور. وأن أصفى المعاني والوجوه هي تلك التي بيّنها السلفُ الصالح بياناً واضحاً. وقد وجد الأولياء والمحققون إشاراتِ معاملاتٍ غيبية في تلك المقطعات فيما يخص السير والسلوك الروحاني.

    وقد بحثنا نبذةً عن تلك المقطعات في تفسير «إشارات الإعجاز» في أوائل تفسير «سورة البقرة» فليراجَع.

    النقطة الرابعة

    لقد أثبتت «الكلمة الخامسة والعشرون»، أنه لا يمكن ترجمةُ القرآن الكريم ترجمةً حقيقية، ولا يمكن قطعاً ترجمة أسلوبه الرفيع في إعجازه المعنوي. وأنه من الصعوبة جداً إفهام الذوق، وبيان الحقيقة، النابعين من ذلك الأسلوب الرفيع في إعجازه المعنوي إلّا أننا نشير للدلالة فحسب إلى جهة أو جهتين منه. وذلك: بقوله تعالى:

    ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ خَلْقُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ وَاخْتِلَافُ اَلْسِنَتِكُمْ وَاَلْوَانِكُمْ ﴾ (الروم: ٢٢)

    ﴿ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر: ٦٧)

    ﴿ يَخْلُقُكُمْ ف۪ي بُطُونِ اُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ف۪ي ظُلُمَاتٍ ثَلٰثٍ ﴾ (الزمر: ٦)

    ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ﴾ (الأعراف: ٥٤)

    ﴿ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه۪ ﴾ (الأنفال: ٢٤)

    ﴿ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ﴾ (سبأ: ٣)

    ﴿يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ وَهُوَ عَل۪يمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ (الحديد: ٦)

    هذه الآيات الكريمة وأمثالها تضع نصبَ الخيال تصورَ حقيقةِ الخلّاقية، في أسلوب رفيع معجز وفي جمع خارق بديع.

    إذ يبين أنَّ صانعَ العالم وبانيَ الكون مثلما يمكّن الشمسَ والقمر في مواقعهما، يمكّن الذرات أيضاً في مواضعها في بؤبؤ عين الأحياء مثلاً، فيمكّن كلاً منها في موضعها بالآلة نفسها، في اللحظة نفسها.. وإنه مثلما ينظم السّماوات طباقاً ويفتحها أبواباً وينسقها تنسيقاً، ينظّم طبقات العين ويفتح أغطيتها بالميزان بالأداة نفسها والآلة المعنوية نفسها، في اللحظة نفسها.. وإنه مثلما يسمّر النجوم في السماوات، ينقّش ما لا يحد من نقاط العلامات الفارقة في وجه الإنسان ويشق فيه الحواسَّ الظاهرة والباطنة، بآلة القدرة المعنوية نفسها.

    بمعنى أنَّ ذلك الصانع الجليل لأجل إراءة أفعاله ملءَ البصر والسمع وإظهار مباشرته أفعالَه؛ يطرق بكلمةٍ من آياته القرآنية طرقةً على الذرة فيثبتها في موضعها، ويطرق بكلمةٍ أخرى من الآية نفسها طرقةً على الشمس ويثبتها في مركزها، فيبيّن الوحدانيةَ في عين الأحدية، ومنتهى الجلال في منتهى الجمال، ومنتهى العظمة في منتهى الخفاء، ومنتهى السعة في منتهى الدقة، ومنتهى الهيبة في منتهى الرحمة، ومنتهى البُعد في منتهى القرب. أي يُظهِرُ أبعدَ مراتب جمع الأضداد -الذي يُعدّ محالاً- في صورة درجة الواجب، مثبتاً ذلك بأبلغ أسلوب وأرفعه.

    وهذا الأسلوب المعجز هو الذي يُخضِع رقابَ فطاحل الأدباء فيخرّون لبلاغته سُجّداً.

    ومثلاً ؛ قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ٓ اَنْ تَقُومَ السَّمَٓاءُ وَالْاَرْضُ بِاَمْرِه۪ۜ ثُمَّ اِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْاَرْضِ اِذَٓا اَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ﴾ (الروم: ٢٥).

    تبيّن هذه الآية الكريمة عظمة ربوبيته سبحانه في أسلوب عالٍ رفيع. وذلك:

    أنَّ السماوات والأرض بمثابة معسكرين في أتم طاعة وانقياد، وفي صورة ثكنة لجيشين عظيمين على أتم نظام وانتظام. وما فيهما من موجودات راقدة تحت غطاء الفناء وستار العدم تمتثل بسرعة تامة وطاعة كاملة أمراً واحداً أو إشارة من نفخٍ في صُور، لتخرج إلى ميدان الحشر والامتحان..

    فانظر كيف عبّرت الآيةُ الكريمة عن الحشر والقيامة بأسلوب معجز رفيع، وكيف أشارت إلى دليل إقناعي في ثنايا المدّعى، مثلما تخرج البذور التي تسترت في جوف الأرض كالميتة،

    والقطرات التي انتشرت مستترة في جو السماء وانتشرت في كرة الهواء، وتُحشَر بانتظام كامل وفي سرعة تامة، فتخرج إلى ميدان التجربة والامتحان في كل ربيع، حتى تتخذَ الحبوبُ في الأرض والقطراتُ في السماء صورة الحشر والنشور، كما هو مشاهَد. وهكذا الأمر في الحشر الأكبر وبالسهولة نفسها. وإذ تُشاهد هذا هنا، فلا تقدرون على إنكار الحشر.

    وهكذا، فلكم أن تقيسوا على هذه الآية ما في الآيات الأخرى من درجة البلاغة.

    فهل يمكن -يا تُرى- ترجمةُ أمثال هذه الآيات الكريمة ترجمةً حقيقية؟. لا شك أنها غير ممكنة.

    فإن كان ولابد، فإما أن تعطى معاني إجمالية مختصرة للآية الكريمة أو يلزم تفسير كل جملة منها في حوالي ستة أسطر.

    النكتة الخامسة

    لنأخذ مثلاً، جملةً قرآنية واحدة، وهي: ﴿ الْحَمْدُ لِلّٰهِ ﴾ ، فإن أقصر معنى من معانيها كما تقتضيه قواعد علم النحو والبيان، هو:

    [كل فرد من أفراد الحمد من أي حامدٍ صَدرَ وعلى أي محمودٍ وقع من الأزل إلى الأبد خاصٌ ومستحق للذات الواجب الوجود المسمى بالله]. ([2])

    فقولنا: «كل فرد من أفراد الحمد» ناشئ من «ال» الاستغراق.

    ومن «أي حامدٍ كان» فقد صدر من كون «الحمد» مصدراً، فيفيد العموم في مثل هذا المقام، لأن فاعله متروك.

    «وعلى أي محمود وقع» يفيد العمومَ والكلية، في مقام الخطاب، لترك المفعول.

    أما «من الأزل إلى الأبد»، فيفيده الدوام والثبات، حسب قاعدة انتقال الجملة الفعلية إلى جملة اسمية.

    وأن لام الجر في «لله» تفيد معنى «خاصاً ومستحقاً» لأن تلك اللام للاختصاص والاستحقاق.

    أما «للذات الواجب الوجود المسمى بالله» فإن لفظ «الله» يدل دلالة التزامية على «الواجب الوجود» لأنه لفظٌ جامعٌ لسائر الأسماء والصفات، وإنه الاسم الأعظم، ولأن «واجب الوجود» لازم ضروري للألوهية وهو عنوان لملاحظة الذات الجليلة.

    فلئن كان أقصر المعاني الظاهرية لجملة «الحمد لله» على هذه الصورة، كما اتفق عليها علماء اللغة العربية، فكيف بترجمة القرآن الكريم إلى لغة أخرى بنفس الإعجاز والقوة نفسها؟

    ثم إنَّ هناك لغة فصيحة واحدة فقط من بين ألسنة العالم ولغاته مما سوى اللغة العربية الفصحى، وهي لا تبلغ قطعاً جامعيةَ اللغة العربية وشموليتها.

    إنَّ كلمات القرآن التي جاءت بتلك اللغة العربية الفصحى الجامعة الخارقة، وفي صورة معجزة، وصادرة من علم محيط بكل شيء يدير الجهات كلَّها كيف تُوفي حقَّها كلماتُ ألسنة أخرى تركيبية وتصريفية في ترجمة مَن هو جزئي الذهن قاصر الشعور مشوش الفكر، مظلم القلب؟ أم كيف تملأ كلماتُ ترجمةٍ محلَّ تلك الكلمات المقدسة؟

    حتى أستطيع القول، وأثبت أيضاً: أن كل حرف من حروف القرآن الكريم بمثابة خزينة من خزائن الحقائق، بل قد يحوي حرفٌ واحد فقط من الحقائق ما يملأ صحيفة كاملة.

    النكتة السادسة

    لأجل تنوير هذا المعنى سأذكر لكم ما جرى عليَّ من حالة نورانية خاصة ومن خيال ذي حقيقة، توضيحاً لمعنى كلمة ﴿ نَعْبُدُ ﴾ وتبياناً لجانب خفي من سرِّها:

    تأملت ذات يوم في «ن» المتكلم مع الغير في: ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾ وتحرّى قلبي وبحث عن سبب انتقال صيغة المتكلم الواحد إلى صيغة الجمع (نَعْبُدُ).. فبرزتْ فجأةً فضيلةُ صلاة الجماعة وحكمتُها من تلك «النون»، إذ رأيت أنه بسبب مشاركتي للجماعة في الصلاة التي أدَّيتُها في جامع «بايزيد» يكون كل فرد منها بمثابة شفيعٍ لي.

    ورأيت أن كلَّ فرد من أفراد تلك الجماعة شاهدٌ ومؤيدٌ لما أظهرتُه من أحكام وقضايا في قراءتي. فولّد ذلك عندي الشجاعةَ الكافية لكي أُقدّمَ عبادتي الناقصة، وأرفعَها مضمومةً مع العبادة الهائلة لتلك الجماعة إلى الحضرة الإلهية المقدسة.

    وبينما كنت أتأمل في هذا؛ إذا بستار آخر يُرفَع، ورأيت أن جميعَ «مساجد استانبول» قد اتصلت وترابط بعضُها ببعض؛ فأصبحت تلك المدينة كهذا الجامع، واستشعرتُ بشرف أدعيتهم جميعاً بل تصديقهم كذلك.

    وهناك رأيت نفسي محشوراً في تلك الصفوف الدائرية على مسجد سطح الأرض المتحلقة حلقاتٍ حول الكعبة المشرفة فحمدتُ الله كثيراً وقلت: ﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾.. أن لي كل هذه الكثرة الكاثرة من الشفعاء، وممن يرددون معي، ويصدقونني في كل ما أقوله في الصلاة.

    وقلت: ما دام الستار قد رُفِع هكذا خيالاً.. وأصبحت الكعبةُ المشرفة بحكم محرابٍ لأهل الأرض، فلأغتنم إذن هذه الفرصة، ولأدَع فيها خلاصةَ الإيمان التي أذكرها في التشهد وهي، «أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمداً رسول الله» وأسلّمها أمانةً عند الحجر الأسود. متخذاً الصفوفَ شهداءَ عليها.

    وهنا انكشفت حالة أخرى، إذ رأيت أنَّ الجماعةَ التي انضممتُ إليها قد أصبحت ثلاث جماعات ودوائر:

    الأولى: هي الجماعة الكبرى المؤلفة من المؤمنين الموحدين على وجه الأرض قاطبة.

    الثانية: هي جماعة الموجودات كافة حيث ﴿ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْب۪يحَهُ ﴾ (النور: ٤١) فرأيـت نفسـي مع صلاتها الكبرى وفي تسبيحاتها العظمى.. وأن ما يسمَّى وظـائفَ الأشـياء وأعمالَها، إن هـو إلّا عنـاويـن عباداتها وعبوديتها.. فطأطأت رأسي حائراً أمـام هذه العظمة قائلاً: «الله أكبر» وتأملت في نفسي وفـي الدائـرة:

    الثالثة: ورأيت عَالماً يبدأ من ذرات وجودي، وينتهي إلى حواسي الظاهرة؛ فهو عَالم صغير وصغير.. إلّا أنه عظيم جداً يدعو إلى الحيرة والإعجاب. وهو عَالم ظاهره متناهٍ في الصغر إلّا أن حقيقتَه عظيمةٌ، ووظائفَه جليلة.

    نعم، رأيت أنَّ كل جماعة من جماعات هذا العالم منهمكةٌ بوظائف عبوديتها وواجبات شكرها. ورأيت أن اللطيفةَ الربانية التي هي في تلك الدائرة في قلبي تردد: ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾ باسم هذه الجماعة، مثلما ردّدها لساني بنية الجماعتين العظيمتين الأوليين.

    والخلاصة: أن (نون) «نعبد» تشير إلى هذه الجماعات الثلاث وتدل عليها.

    وبينما أنا في هذه الحالة؛ إذا بالشخصية المعنوية المباركة لمبلِّغ القرآن الكريم قد تمثلت أمامي بعظمته ووَقاره.. وهو ﷺ على منبره المعنوي (المدينة المنورة). وأسمع منه -كما سمع غيري- خطاباً إلهياً موجهاً ﴿ يَٓا اَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ..﴾ (البقرة: ٢١) فرأيت خيالاً أن كلَّ مَن في تلك الجماعات الثلاث يتجاوبُ مثلي مع ذلك الخطاب الرباني العظيم قائلاً:

    ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾

    وهناك تمثلتْ حقيقةٌ أخرى أمام الفكر، حسب قاعدة: «إذا ثبت الشيء ثبتَ بلوازمه» وهي:

    ما دام ربُّ العالمين قد اتخذ الإنسانَ مخاطباً له، فيتكلم مع جميع الموجودات، وأن هذا الرسولَ الكريم ﷺ قد قام بتبليغ ذلك الخطاب الرباني الجليل إلى جميع البشر بل إلى جميع ذوي الشعور، وإلى جميع ذوي الأرواح، فلابد أن الماضي والمستقبل معاً قد أصبحا بحكم الزمن الحاضر، وغدت البشرية كافة مجلساً واحداً وجماعة واحدة في صفوف مختلفة متنوعة، حيث الخطاب موجه إليهم جميعاً.

    هناك بدا لي أنّ كلَّ آية من آيات القرآن الكريم في قمة البلاغة ومنتهى الجزالة، وفي غاية الإعجاز الذي يشعّ نوره الساطع، حيث إن الآية تَكسِب علوَّها وسموّها وقوتها لصدورها:

    من ذلك المقام السامي الرفيع الذي لا نهايةَ لعظمته، ولا غاية لسِعَته ولا منتهى لسموِّه، من ذي الجلال والعظمة المطلقة، من المتكلم الأزلي جل جلاله..

    ومن مبلِّغها الذي هو في مقام المحبوبية العظمى صاحب المنـزلة الرفيعة والدرجة العالية. ومن توجّهها إلى المخاطبين الذين هم في منتهى الكثرة والأهمية والتباين.

    لذا، تحقق عندي؛ أنه ليس القرآن كلّه معجزة، بل كل سورة من سوره معجزة، وكل آية من آياته معجزة بل حتى كل كلمة فيه بحكم معجزة.

    لذا قلت: «الحمد لله على نعمة الإيمان والقرآن».

    وبهذا خرجتُ من ذلك الخيال الذي هو عينُ الحقيقة، كما دخلت فيه من (ن) نعبد، وفهمت أنه: ليست آيات القرآن ولا كلماته معجزةً وحدَها، وإنما كذلك حروف القرآن - كما في (ن) نعبد- هي مفاتيح نورانية لحقائق عظمى.

    وبعدما خرج القلبُ والخيال من (ن) نعبد قابلهما العقلُ قائلاً:

    - إنني أطالب بحظي ونصيبي مما أنتم فيه، فلا أتمكن من التحليق مثلكم، ولا أستطيع السيرَ إلّا بأقدام الأدلة والحجج.. أروني ما في ﴿ نَعْبُدُ ﴾ و ﴿ نَسْتَع۪ينُ ﴾ من الطريق الموصِل إلى (المعبود الحقيقي) و (المستعان الحقيقي) حتى أتمكن من مرافقتكم.

    وعندها خطر للقلب أن:

    - قل لذلك العقل الحائر أن يتأملَ في جميع موجودات العالَم سواءً منها الحي وغير الحي. فلكلٍ منها عبودية على شكل وظيفة من الوظائف على وفق نظام دقيق، وضمن إطاعة تامة.

    ومع أن قسماً من تلك الموجودات دون شعور وإحساس؛ فإنه ينجز أعمالَه ووظائفه في غاية العبودية والنظام والشعور.

    إذن لابدّ أن معبوداً حقيقياً وآمراً مطلقاً، يسخّر هذه الموجودات ويسوقها إلى العبودية.

    وقل له ليتأملْ كذلك في جميع الموجودات ولاسيما الأحياء منها، فلكل منها حاجات كثيرة متنوعة، ولكلٍ منها مطالب عدة ومختلفة لإدامة حياتها وبقاء نوعها. وبينما لا تصل أيديها إلى أبسط تلك الحاجات والمطالب، وليست هي في طوقها.. إذا بنا نشاهد أن تلك المطالب التي لا تحد، تأتيها رغداً من كل مكان، بل تأتيها في أفضل وقت وأنسبه.

    فهذا الافتقار والحاجة غير المتناهيتين للموجودات، وهذه الإعانات الغيبية والإمدادات الرحمانية تدل بداهةً على أن لها رزاقاً يحميها.

    وهو غني مطلق.. كريم مطلق.. قدير مطلق.. بحيث يستعين به كل شيء، وكل حيّ، طالباً منه العونَ والمدد. أي أن كل شيء في الوجود يقول ضمناً ومعنىً:

    ﴿ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾ وهناك استسلم العقلُ وقال: آمنا وصدّقنا.

    النكتة السابعة

    وبعد ذلك وأنا أتلو: ﴿ اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَق۪يمَ ❀ صِرَاطَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ (الفاتحة: ٦-٧)، نظرت إلى قوافل البشرية الراحلة إلى الماضي، فرأيت أنّ ركبَ الأنبياء المكرمين والصديقين والشهداء والأولياء والصالحين أنورُ تلك القوافل وأسطعُها، حتى إن نوره يبدد ظلمات المستقبل؛ إذ إنهم ماضون في جادة مستقيمة كبرى تمتد إلى الأبد.. وإن هذه الجملة تبصّرني طريقَ اللحاق بذلك الركب الميمون، بل تلحقني به..

    فقلت: يا سبحان الله، ما أفدحَ خسارة، وما أعظمَ هلاكَ مَن ترك الالتحاق بهذه القافلة النورانية العظمى، والتي مضت بسلام وأمان وأزالت حُجبَ الظلمات، ونوّرت المستقبل.. إن من يملك ذرةً من شعور لابد أن يدرك هذا.

    وإن من ينحرف عن طريق تلك القافلة العظمى بإحداث البدع، أين سيلتمس النور ليستضئ، وإلى أين سيسلك؟.

    فلقد قال قدوتنا الرسول الأكرم ﷺ

    (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار). ([3])

    فالذين استحقوا أن يطلق عليهم اسم «علماء السوء» أولئك الشقاة، أيةُ مصلحة يجدونها إزاء هذا الحديث في فتوى يفتونها، يعارضون بها بديهيات الشعائر الإسلامية، بما فيه ضرر ومن غير ضرورة، ويرون أن تلك الشعائر قابلةٌ للتبديل! فإن كان ثمة شيء، فلربما انتباهٌ موقتٌ ناشئٌ من سطوع المعنى المؤقت هو الذي خدعهم.

    مثلاً: لو سُلخ جلدُ حيوان، أو نُـزع غلافُ ثمرة، فإن ظرافةً مؤقتة تبدو من اللحم والثمرة، ولكن بعد مدة قليلة يسودّ ذلك اللحمُ الظريف، والثمرةُ اللطيفة، وذلك بتأثير ما يغلفهما من غلاف عرضي غريب كثيف ملوث، فيتعفنان..

    كذلك التعابير الإلهية والنبوية التي هي في الشعائر الإسلامية، فهي بمثابة جلد حي مُثاب عليه. ولدى انتزاعه يظهر شيءٌ من نور المعاني موقتاً، وتطير أرواحُ تلك المعاني المباركة -بمثل ذهاب لطافة الثمرة المنـزوع عنها الغلاف، تاركة ألفاظَها البشرية في القلوب والعقول المظلمة. ثم تغادر، ويذهب النورُ ولا يبقى غير الدخان.. وعلى كل حال ..

    النكتة الثامنة

    ينبغي بيان دستور من دساتير الحقيقة الذي يخصّ هذا الأمر.

    وذلك أن في الشريعة الإسلامية نوعين من الحقوق:

    «حقوق شخصية» و «حقوق عامة» والتي هي من نوع «حقوق الله». وأن من المسائل الشرعية ما يتعلق بالأشخاص ومنها ما يتعلق بالناس عامة، أي يتعلق بهم من حيث العموم، فيُطلق على هذا القسم اسم «الشعائر الإسلامية». فالناس كلهم لهم حصةٌ من هذا القسم، حيث يتعلق بالعموم، وأن أي تدخل في هذا القسم من الشعائر وأي مسّ بها، يعتبر تعدياً على حقوق أولئك الناس عامة، إن لم يكونوا راضين عنه.

    وإن أصغر مسألة من تلك الشعائر (ولتكن من قبيل السنة) على جانب عظيم من الأهمية، كأية مسألة جليلة، لأنها تتعلق مباشرة بالعالم الإسلامي كافة.

    ألا فليدرك أولئك الذين يسعَون لقطع تلك السلاسل النورانية التي ارتبط بها جميعُ أعاظم الإسلام منذ خير القرون إلى يومنا هذا، ويعاونون على تحريفها وهدمها. فلينظر أي خطأ عظيم يرتكبون. وليرتعدوا إنْ كانت لهم ذرة من شعور!.

    النكتة التاسعة

    يطلق على قسم من المسائل الشرعية اسم «المسائل التعبدية» هذا القسم لا يرتبط بمحاكمات عقلية، ويُفعل كما أُمر، إذ إن علّتَه هو الأمرُ الإلهي.

    ويعبّر عن القسم الآخر بـ«معقول المعنى» أي أن له حكمة ومصلحة، صارت مرجّحة لتشريع ذلك الحكم. ولكن ليست سبباً ولا علة. لأن العلّة الحقيقية هي الأمر والنهي الإلهي.

    فالقسم التعبدي من الشعائر لا تغيّره الحكمةُ والمصلحةُ قطعاً، لأن جهة التعبّد فيه هي التي تترجح، لذا لا يمكن أن يُتَدخل فيه أو يُمسَّ بشيء، حتى لو وجدت مائة ألف مصلحة وحكمة، فلا يمكن أن تغيّر منها شيئاً. وكذلك لا يمكن أنْ يقال: إنَّ فوائد الشعائر؛ هي المصالح المعلومة وحدَها. فهذا مفهوم خطأ، بل إن تلك المصالح المعلومة، ربما هي فائدة واحدة من بين حكمها الكثيرة.

    فمثلا: لو قال أحدهم: إن الحكمة من الأذان هي دعوة المسلمين إلى الصلاة، فإذن يكفي -بهذه الحالة- إطلاق طلقة من بندقية! ولا يعرف ذلك الأبله أن دعوة المسلمين هي مصلحة واحدة من بين ألوف المصالح في الأذان. حتى لو أُعطى ذلك الصوتُ تلك المصلحة فإنه لا يسدّ مسدّ الأذان الذي هو وسيلةٌ لإعلان التوحيد الذي هو النتيجة العظمى لخلق العالم، وخلق نوع البشر. وواسطة لإظهار العبودية إزاء الربوبية الإلهية بإسم الناس في تلك البلدة أو بإسم البشرية قاطبة.

    حاصل الكلام: إن جهنم ليست زائدةً عن الحاجة، فإن كثيراً من الأمور تدعو بكل قوة: لتعش جهنم. وكذا الجنة ليست رخيصة بل تطلب ثمناً غالياً.

    ﴿ لَا يَسْتَو۪ٓي اَصْحَابُ النَّارِ وَاَصْحَابُ الْجَنَّةِ اَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَٓائِزُونَ ﴾ (الحشر:٢٠).

    القسم الثاني وهو الرسالة الثانية

    رسالة رمضان

    لقد بُحثت نبذةٌ مختصرة عن الشعائر الإسلامية في ختام القسم الأول، لذا سيُذكر في هذا القسم الثاني عدد من الحكم التي تخص صيامَ شهر رمضان المبارك والذي هو أسطع الشعائر وأجلّها.

    هذا البحث عبارة عن تسع نكات دقيقة ومسائل لطيفة تبين تسعاً من الحكم الكثيرة لصيام شهر رمضان المبارك.

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذ۪ٓي اُنْزِلَ ف۪يهِ الْقُرْاٰنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدٰى وَالْفُرْقَانِ ﴾ (البقرة: ١٨٥)

    النكتة الأولى

    إنَّ صيام شهر رمضان يأتي بين أوائل الأركان الخمسة للإسلام، ويُعدّ من أعاظم الشعائر الإسلامية.

    إنَّ أكثر الحِكم المتمخضة عن صوم رمضان تتوجّه إلى إظهار ربوبية الحق تبارك وتعالى، كما تتوجّه إلى حياة الإنسان الاجتماعية وإلى حياته الشخصية، وتتوجه أيضاً إلى تربية النفس وتزكيتها، وإلى القيام بالشكر تجاه النِعَم الإلهية.

    نذكر حكمةً واحدة من بين الحِكم الكثيرة جداً من حيث تجلي ربوبية الحق تبارك وتعالى من خلال الصوم

    وهي أن الله سبحانه وتعالى قد خلق وجهَ الأرض مائدةً ممتدة عامرة بالنِعم التي لا يحصرها العد، وأعدّها إعداداً بديعاً من حيث لا يحتسبه الإنسان. فهو سبحانه يبيّن بهذا الوضع، كمالَ ربوبيته ورحمانيتَه ورحيميته. بيد أن الإنسان لا يبصر تماماً -تحت حجاب الغفلة وضمن ستائر الأسباب- الحقيقة الباهرةَ التي يفيدها ويعبّر عنها هذا الوضع، وقد ينساها..

    أما في رمضان المبارك فالمؤمنون يصبحون فوراً في حكم جيش منظّم، يتقلدون جميعاً وشاح العبودية لله، ويكونون في وضعٍ متأهب قُبيل الإفطار لتلبية أمر القادر الأزلي: «تفضّلوا» إلى مائدة ضيافته الكريمة.. فيقابلون -بوضعهم هذا- تلك الرحمةَ الجليلة الكلّية بعبودية واسعة منظمة عظيمة.. تُرى هل يستحق أولئك الذين لم يشتركوا في مثل هذه العبودية السامية، وفي مثل هذه الكرامة الرفيعة أن يُطلق عليهم اسم الإنسان؟

    النكتة الثانية

    إنَّ هناك حِكَماً عدة يتوجه بها صيامُ رمضان المبارك بالشكر على النعَم التي أسبغها الباري علينا،

    إحداها هي أن الأطعمةَ التي يأتي بها خادمٌ من مطبخ سلطانٍ لها ثمنُها -كما ذُكر في «الكلمة الأولى»- ويُعدّ من البلاهة توهّمُ الأطعمة النفيسة تافهةً غيرَ ذاتِ قيمة، وعدمُ معرفة مُنعِمها الحقيقي، في الوقت الذي يمنح الخادم هباتٍ وعطايا لأجلها. وكذلك الأطعمة والنعم غير المعدودة التي بثّها الله سبحانه في وجه الأرض فإنه يطلب منّا حتماً ثمنَها، ألا وهو القيام بالشكر له تجاه تلك النِعم. والأسبابُ الظاهرية التي تُحمل عليها تلك النعم وأصحابها الظاهرون هم بمثابة خَدَمة لها، فنحن ندفع للخدام ما يستحقونه من الثمن ونظل تحت فضلهم ومنّتهم بل نبدي لهم من التوقير والشكر أكثر مما يستحقونه والحال أن المنعم الحقيقي سبحانه يستحق -ببثّه تلك النِعَم- أن نقّدم له غاية الشكر والحمد، ومنتهى الامتنان والرضا، وهو الأهلُ لكل ذلك، بل أكثر.

    إذن فتقديم الشكر لله سبحانه وإظهار الرضا إزاء تلك النعم إنما يكون بمعرفة صدور تلك النعم والآلاء منه مباشرة.. وبتقدير قيمتها.. وبشعور الحاجة إليها.

    لذا فإن صيامَ رمضان المبارك لهو مفتاحُ شكرٍ حقيقي خالص، وحمدٍ عظيم عام لله سبحانه. وذلك لأن أغلبَ الناس لا يدركون قيمة نِعَمٍ كثيرة -غير مضطرين إليها في سائر الأوقات- لعدم تعرّضهم لقساوة الجوع الحقيقي وأوضاره. فلا يُدرِك -مثلاً- درجةَ النعمة الكامنة في كسرة خبز يابس أولئك المُتخمون بالشبع، وبخاصة إن كانوا أثرياء منعّمين، بينما يدركها المؤمن عند الإفطار أنها نعمةٌ إلهية ثمينة، وتشهد على ذلك قوّتُه الذائقة. لذا ينال الصائمون في رمضان -ابتداءاً من السلطان وانتهاءً بأفقر فقير- شكراً معنوياً لله تعالى منبعثاً من إدراكهم قيمةَ تلك النعم العظيمة. أما امتناع الإنسان عن تناول الأطعمة نهاراً فإنه يجعله يتوصل إلى أن يدرك بأنها نعمةٌ حقاً، إذ يخاطب نفسه قائلاً:

    «إنَّ هذه النِعم ليست مِلكاً لي، فأنا لست حراً في تناولها، فهي إذن تعود إلى واحد آخر، وهي أصلاً من إنعامه وكَرَمه علينا، وأنا الآن في انتظار أمره».. وبهذا يكون قد أدَّى شكراً معنوياً حيال تلك النعم.

    وبهذه الصورة يُصبح الصوم في حكم مفتاح للشكر من جهات شتى، ذلك الشكر الذي هو الوظيفة الحقيقية للإنسان.

    النكتة الثالثة

    إنَّ حكمة واحدة للصوم من بين حِكَمه الغزيرة المتوجهة إلى الحياة الاجتماعية للإنسان

    هي أن الناس قد خُلقوا على صور متباينة من حيث المعيشة، وعليه يدعو الله سبحانه الأغنياءَ لمدّ يد المعاونة لإخوانهم الفقراء. ولا جرم أن الأغنياء لا يستطيعون أن يستشعروا شعوراً كاملاً حالات الفقر الباعثة على الرأفة، ولا يمكنهم أن يحسوا إحساساً تاماً بجوعهم، إلّا من خلال الجوع المتولد من الصوم.. فلولا الصوم لما تمكّن كثيرٌ من الأغنياء التابعين لأهوائهم من أن يدركوا مدى ألمِ الجوع والفقر ومدى حاجةِ الفقراء إلى الرأفة والرحمة. لذا تُصبح الشفقة على بني الجنس -المغروزة في كيان الإنسان- هي إحدى الأسس الباعثة على الشكر الحقيقي، حيث يمكن أن يجد كلُّ فرد أياً كان مَنْ هو أفقرَ منه من جهة، فهو مكلّف بالإشفاق عليه.

    فلو لم يكن هناك اضطرارٌ لإذاقة النفس مرارةَ الجوع، لما قام أحدٌ أصلاً بإسداء الإحسان إلى الآخرين والذي يتطلبه التعاون المكلّف به برابطة الشفقة على بني الجنس، وحتى لو قام به لَمَا أتقنه على الوجه الأكمل، ذلك لأنه لا يشعر بتلك الحالة في نفسه شعوراً حقيقياً.

    النقطة الرابعة

    إنَّ صوم رمضان يحوي من جهة تربية النفس البشرية حِكماً عدة،

    إحداها هي أن النفس بطبيعتها ترغب الانفلاتَ من عقالها حرةً طليقة، وتتلقى ذاتها هكذا. حتى إنها تطلب لنفسها ربوبيةً موهومة، وحركة طليقة كيفما تشاء، فهي لا تريد أن تفكر في كونها تنمو وتترعرع وتُربى بِنعمٍ إلهية لا حد لها، وبخاصة إذا كانت صاحبةَ ثروة واقتدار في الدنيا، والغفلة تساندها وتعاونها. لذا تزدرد النعم الإلهية كالأنعام دون إذن ورخصة.

    ولكن تبدأ نفسُ كل شخص بالتفطن في ذاتها في رمضان المبارك، ابتداءاً من أغنى غني إلى أفقر فقير، فتدرك بأنها ليست مالكة، بل هي مملوكةٌ، وليست حرة طليقة، بل هي عبدة مأمورة، فلا تستطيع أن تمدّ يدَها إلى أدنى عمل من غير أمر، بل حتى لا تستطيع أن تمدها إلى ماء.. وبهذا ينكسر غرورُ ربوبيتها الموهومة، فتتقلد ربقةَ العبودية لله تعالى، وتدخل ضمن وظيفتها الأساس وهي «الشكر».

    النكتة الخامسة

    إنَّ لصوم رمضان حِكَماً كثيرة من حيث توجهه إلى تهذيب النفس الأمارة بالسوء، وتقويم أخلاقها وجعلها تتخلى عن تصرفاتها العشوائية. نذكر منها حكمة واحدة:

    إنَّ النفس الإنسانية تنسى ذاتَها بالغفلة، ولا ترى ما في ماهيتها من عجز غير محدود، ومن فقر لا يتناهى، ومن تقصيرات بالغة، بل لا تريد أن ترى هذه الأمور الكامنة في ماهيتها، فلا تفكّر في غاية ضعفها ومدى تعرّضها للزوال ومدى استهداف المصائب لها، كما تنسى كونَها من لحم وعظم يتحللان ويفسدان بسرعة، فتتصرف واهمةً كأن وجودَها من فولاذ وأنها منـزّهة عن الموت والزوال، وأنها خالدة أبدية، فتراها تنقضّ على الدنيا وترمي نفسها في أحضانها حاملة حرصاً شديداً وطمعاً هائلاً وترتبط بعلاقة حميمة ومحبة عارمة معها، وتشد قبضتها على كل ما هو لذيذ ومفيد، ومن ثم تنسى خالقَها الذي يربيّها بكمال الشفقة والرأفة فتهوي في هاوية الأخلاق الرديئة ناسية عاقبة أمرها وعقبى حياتها وحياة أُخراها.

    ولكن صوم رمضان يُشعر أشدَّ الناس غفلة وأعتاهم تمرداً بضعفهم وعجزهم وفقرهم، فبوساطة الجوع يفكر كلٌّ منهم في نفسه وفي معدته الخاوية ويدرك الحاجة التي في معدته فيتذكر مدى ضعفه، ومدى حاجته إلى الرحمة الإلهية ورأفتها، فيشعر في أعماقه توقاً إلى طرق بابِ المغفرة الربانية بعجز كامل وفقر ظاهر متخلياً عن فرعنة النفس متهيئاً بذلك لطرقِ باب الرحمة الإلهية بيد الشكر المعنوي (إن لم تُفسد الغفلةُ بصيرتَه).

    النكتة السادسة

    إنَّ من الحكم الوفيرة في صيام رمضان المبارك من حيث توجهه إلى نـزول القرآن الكريم ومن حيث إنَّ شهر رمضان هو أهمُّ زمان لنـزوله، نورد حكمة واحدة فقط هي:

    لما كان القرآن الكريم قد نـزل في شهر رمضان المبارك فلابد من التجردِ عن الحاجيات الدنيئة للنفس، ونبذِ سَفْسَاف الأمور وتُرهاتها استعداداً للقيام باستقبال ذلك الخطاب السماوي استقبالاً طيباً يليق به، وذلك باستحضار وقت نـزوله في هذا الشهر والتشبه بحالات روحانية ملائكية؛ بترك الأكل والشرب، والقيام بتلاوة ذلك القرآن الكريم تلاوةً كأنَّ الآيات تتنـزل مجدداً ، والإصغاءِ إليه بهذا الشعور بخشوع كامل، والاستماعِ إلى ما فيه من الخطاب الإلهي للسمو إلى نيل مقام رفيع وحالة روحية سامية، كأن القارئ يسمعه من الرسول الأكرم ﷺ، بل يشدّ السمعَ إليه كأنه يسمعه من جبريل عليه السلام، بل من المتكلم الأزلي سبحانه وتعالى، ثم القيام بتبليغ القرآن الكريم وتلاوته للآخرين تبياناً لحكمة من حِكم نـزوله.

    إنَّ العالم الإسلامي في رمضان المبارك يتحول إلى ما يشبه المسجد، ويا له من مسجد عظيم تعجُّ كلُّ زاوية من زواياه، بل كل ركن من أركانه، بملايين الحفَّاظ للقرآن الكريم. يرتلون ذلك الخطابَ السماوي على مسامع الأرضيين، ويظهرون بصورة رائعة براقة مصداق الآية الكريمة: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذ۪ٓي اُنْزِلَ ف۪يهِ الْقُرْاٰنُ...﴾ (البقرة: ١٨٥) مثبتين بذلك أنَّ شهر رمضان هو حقاً شهرُ القرآن. أما الأفراد الآخرون من تلك الجماعة العظمى فمنهم من يلقي السمعَ إليهم بكل خشوع وهيبة، ومنهم من يرتل تلك الآيات الكريمة لنفسه.

    ألا ما أقبحَ وما أزرى الانسلاخ من هذا المسجد المقدس الذي له هذا الوضع المهيب، لهاثاً وراء الأكل والشرب تبعاً لهوى النفس الأمارة بالسوء! وكم يكون ذلك الشخص هدفاً لاشمئزاز معنوي من قبل جماعة المسجد؟. وهكذا الأمر في الذين يخالفون الصائمين في رمضان المبارك فيُصبحون هدفاً لازدراء وإهانةٍ معنويين -بتلك الدرجة- من قِبَل العالم الإسلامي كله.

    النكتة السابعة

    إنَّ صيام رمضان من حيث تطلّعه لكسب الإنسان -الذي جاء إلى الدنيا لأجل مزاولة الزراعة الأخروية وتجارتها- له حكمٌ شتى.

    إلّا أننا نذكر واحدة منها هي أنَّ ثواب الأعمال في رمضان المبارك يُضاعَف الواحدُ إلى الألف. ومن المعلوم أن كل حرف من القرآن الحكيم له عشرُ أثوبة، ويعدُّ عشر حسنات، ويجلب عشر ثمار من ثمرات الجنة -كما جاء في الحديث الشريف- ففي رمضان يولّد كلُّ حرف ألفاً من تلك الثمرات الأخروية بدلاً من عشرٍ منها، وكلُّ حرف من حروف آيات -كآية الكرسي- يفتح البابَ أمام الألوف من تلك الحسنات لتتدلى في الآخرة ثماراً حقيقية. وتزداد تلك الحسنات باطراد أيام الجُمَع في رمضان، وتبلغ الثلاثين ألفاً من الحسنات ليلةَ القدر.

    نعم، إنَّ القرآن الكريم الذي يهب كلُّ حرف منه ثلاثين ألفاً من الثمرات الباقية يكون بمثابة شجرة نورانية -كشجرة طوبى الجنة- بحيث يُغنِم المؤمنين في رمضان المبارك تلك الثمرات الدائمةَ الباقية التي تعدّ بالملايين.. تأمل هذه التجارة المقدسة الخالدة المُربِحة وأجِل النظرَ فيها، ثم تدبّر في أمر الذين لا يقدّرون قيمة هذه الحروف المقدسة حقَّ قدرها، ما أعظم خسارتهم وما أفدحَها؟

    وهكذا، فإن شهر رمضان المبارك أشبه ما يكون بمعرض رائع للتجارة الأخروية أو هو سوق في غاية الحركة و الربح لتلك التجارة وهو كالأرض المُنبتة في غاية الخصوبة والغَناء لإنتاج المحاصيل الأخروية.. وهو كالغيث النازل في نيسان لإنماء الأعمال وبركاتها.. وهو بمثابة مهرجان عظيم وعيد بهيج مقدّس لعرض مراسيم العبودية البشرية تجاه عظمة الربوبية وعزة الألوهية.

    لأجل كل ذلك فقد أصبح الإنسان مكلَّفاً بالصوم، لئلا يلج في الحاجات الحيوانية، كالأكل والشرب من حاجات النفس بالغفلة، ولكي يتجنب الانغماسَ في شهوات الهوى وما لا يعنيه من الأمور.. وكأنه أصبح بصومه مرآةً تعكس «الصمدانية» حيث قد خرج مؤقتاً من الحيوانية ودخل إلى وضع مشابهٍ للملائكية، أو أصبح شخصاً أُخروياً وروحاً ظاهرة بالجسد، بدخوله في تجارة أُخروية وتخلّيه عن الحاجات الدنيوية المؤقتة.

    نعم، إنَّ رمضان المبارك يُكسِب الصائمَ في هذه الدنيا الفانية وفي هذا العمر الزائل وفي هذه الحياة القصيرة عمراً باقياً وحياةً سرمدية مديدة، ويتضمن كلها.

    فيمكن لشهر رمضان واحد فقط أن يمنحَ الصائم ثمراتِ عمرٍ يناهز الثمانين سنة. وكون ليلة القدر خيراً من ألف شهر -بنص القرآن الكريم- حجة قاطعة لهذا السر.

    فكما يحدد سلطان أياماً معينة في فترة حُكمه، أو في كل سنة، سواءً باسم تسنّمه عرش الحُكم أو أي يوم آخر من الأيام الزاهرة لدولته، جاعلاً من تلك الأيام مناسبات وأعياداً لرعيته، فتراه لا يعامل رعيتَه الصادقين المستحقين في تلك الأيام بالقوانين المعتادة، بل يجعلهم مُظهراً لإحسانه وإنعامه وأفضاله الخاصة. فيدعوهم إلى ديوانه مباشرة دون حجب، ويخصّهم برعايته الخاصة ويحيطهم بكرمه وبإجراءاته الاستثنائية، ويجود عليهم بتوجهاته الكريمة..

    كذلك القادر الأزلي ذو الجلال والإكرام وهو سلطان الأزل والأبد وهو السلطان الجليل لثمانيةَ عشر ألف عالَم من العوالم، قد أنـزل سبحانه في شهر رمضان أوامره الحكيمةَ السامية وقرآنَه الحكيم المتوجه إلى تلك الألوف من العوالم، لذا فإن دخولَ ذلك الشهر المبارك في حكم عيد ومناسبة إلهية خاصة بهيجة، وفي حكم معرض بديع رباني، ومجلس مهيب روحاني، هو من مقتضى الحكمة. فما دام شهرُ رمضان قد تمثل بتلك المناسبة البهيجة وذلك العيد المفرح فلابد أن يؤمَر فيه بالصوم، ليسموَ الناسُ -إلى حدٍ ما- على المشاغل الحيوانية السافلة.

    فالكمال في ذلك الصوم هو جعلُ جميع حواس الإنسان كالعين والأذن والقلب والخيال والفكر على نوع من الصوم، كما تقوم به المعدة. أي تجنيب الحواس تلك من المحرمات والسفاهات وما لا يعنيها من أمور، وسوقها إلى عبودية خاصة لكل منها.

    فمثلا: يروّض الإنسان لسانَه على الصوم من الكذب والغيبة والعبارات النابية ويمنعه عنها، ويرطّب ذلك اللسان بتلاوة القرآن الكريم وذكر الله سبحانه والتسبيح بحمده والصلوات والسلام على الرسول الكريم ﷺ والاستغفار، وما شابهه من أنواع الأذكار.

    ومثلاً: يغضّ بصرَه عن المحرَّمات، ويسد أذنَه عن الكلام البذيء، ويدفع عينَه إلى النظر بعبرةٍ وأُذنَه إلى سماع الكلام الحق والقرآن الكريم. ويجعل سائر حواسه على نوع من الصيام.

    ومن المعلوم أنَّ المعدة التي هي مصنع كبير جداً إن عطّلت أعمالَها بالصيام فإن تعطيل المعامل الصغيرة الأخرى يكون سهلاً ميسوراً.

    النكتة الثامنة

    إنَّ حكمة من الحكم الكثيرة لصيام رمضان المبارك المتعلقة بالحياة الشخصية للإنسان تتلخص بما يأتي:

    إنَّ في الصوم نوعاً من أنواع العلاج الناجع للإنسان وهو «الحِمية» سواء المادية منها أو المعنوية، فالحِمية ثابتة طباً. إذ إن الإنسان كلّما سلكت نفسُه سلوكاً طليقاً في الأكل والشرب سبّب له أضراراً مادية في حياته الشخصية. وكذلك الحال في حياته المعنوية، إذ إنه كلما الْتَهم ما يصادفه دون النظر إلى ما يحل له ويُحرم عليه تسمّمت حياتُه المعنوية وفسدت، حتى يصل به الأمر أن تستعصيَ نفسُه على طاعة القلب والروح فلا تخضعَ لهما. فتأخذ زمامَها بيدها وهي طائشة حُرة طليقة، وتسوق الإنسان إلى شهواتها دون أن تكون تحت سيطرة الإنسان وتسخيره.

    أما في رمضان المبارك فإن النفس تعتاد على نوع من الحِمية بوساطة الصوم وتسعى بجد في سبيل التزكية والترويض وتتعلم طاعة الأوامر، فلا تصاب بأمراض ناشئة من امتلاء المعدة المسكينة وإدخال الطعام على الطعام. وتكسب قابليةَ الإصغاء إلى الأوامر الواردة من العقل والشريعة. وتتحاشى الوقوعَ في الحرام بما أخذت من أمر التخلي عن الحلال. وتجدّ في عدم الإخلال بالحياة المعنوية وتكدير صفوها.

    ثم إن الأكثريةَ المطلقة من البشرية يُبتَلون بالجوع في أغلب الأحيان. فهم بحاجة إلى ترويض، وذلك بالجوع الذي يعوّد الإنسانَ على الصبر والتحمل. وصيام رمضان هو ترويضٌ وتعويد وصبرٌ على الجوع يدوم خمسَ عشرة ساعة أو أربعاً وعشرين ساعة لمن فاته السحور. فالصوم إذن علاج ناجع لهَلع الإنسان وقلة صبره، اللذَين يضاعفان من مصيبة الإنسان وبلاياه.

    والمعدة كذلك هي نفسُها بمثابة معمل لها عمال وخَدَمَة كثيرون، وهناك في الإنسان أجهزة ذات علاقات وارتباطات معها، فإن لم تعطِّل النفسُ مشاغلَها وقت النهار مؤقتاً لشهر معين ولم تدعها، فإنها تُنسي أولئك العمال والخَدَمَة عباداتهم الخاصة بهم، وتُلهيهم جميعاً بذاتها، وتجعلهم تحت سيطرتها وتحكّمها، فتشوش الأمر على تلك الأجهزة والحواس وتنغّص عليها بضجيج دواليب ذلك المصنع المعنوي وبدخانه الكثيف، فتصرف أنظارَ الجميع إليها وتُنسيهم وظائفَهم السامية مؤقتاً. ومن هنا كان كثير من الأولياء الصالحين يعكفون على ترويض أنفسهم على قليل من الأكل والشرب، ليرقوا في سلّم الكمال.

    ولكن بحلول شهر رمضان يدرك أولئك العمال أنهم لم يُخلقوا لأجل ذلك المصنع وحده، بل تتلذذ أيضاً تلك الأجهزة والحواس بلذائذَ سامية وتتمتع تمتعاً ملائكياً وروحانياً في رمضان المبارك ويركزون أنظارهم إليها بدلاً من اللهو الهابط لذلك المصنع. لذلك ترى المؤمنين في رمضان المبارك ينالون مختلف الأنوار والفيوضات والمسرات المعنوية -كلٌ حسب درجته ومنـزلته- فهناك ترقياتٌ كثيرة وفيوضاتٌ جمة للقلب والروح والعقل والسر وأمثالِها من اللطائف الإنسانية في ذلك الشهر المبارك. وعلى الرغم من بكاء المعدة ونحيبها فإن تلك اللطائف يضحكن ببراءة ولُطف.

    النكتة التاسعة

    إنَّ صومَ رمضان من حيث كسرُهُ الربوبيةَ الموهومة للنفس كسراً مباشراً ومن ثم تعريفها عبوديتَها وإظهار عجزها أمامها، فيه حِكم كثيرة، منها:

    أن النفس لا تريد أن تعرف ربَّها، بل تريد أن تدّعي الربوبية بفرعونية طاغية. فمهما عُذِّبَت وقُهرت فإن عِرق تلك الربوبية الموهومة يظل باقياً فيها. فلا يتحطم ذلك العرقُ ولا يركع إلّا أمام سلطان الجوع.

    وهكذا، فصيام رمضان المبارك يُنـزل ضربةً قاضيةً مباشرة على الناحية الفرعونية للنفس. فيكسر شوكتها مُظهراً لها عَجزَها، وضعفها، وفقرها، ويعرّفها عبوديتَها.

    وقد جاء في إحدى روايات الحديث:

    أن الله سبحانه قال للنفس: «من أنا وما أنتِ؟»

    أجابت النفس: «أنا أنا، أنت أنت» فعذّبها الربُّ سبحانه وألقاها في جهنم، ثم سألها مرة أخرى فأجابت:

    «أنا أنا، أنت أنت» ومهما أذاقها من صنوف العذاب لم تردع عن أنانيتها.. ثم عذَّبها الله تعالى بالجوع، أي ترَكها جائعة،

    ثم سألها مرة أخرى: «من أنا وما أنتِ؟»

    فأجابت النفس: «أنتَ ربيِ الرحيم وأنا عبدُك العاجز».

    اللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَاةً

    تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَلِحَقِّه أَدَاءً بِعَدَدِ ثَوَابِ قِرَاءَةِ حُرُوفِ الْقُرْأٰنِ في شَهْرِ رَمَضَانَ

    وَعَلٰى أٰلِه وَصَحْبه وَسَلِّمْ

    سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَۚ ❀ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَل۪ينَۚ ❀

    وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ

    أٰمينَ.

    ([4])

    القسم الثالث وهو الرسالة الثالثة

    لقد كتب هذا القسم لاستشارة إخواني في خدمة القرآن، وليكون تنبيهاً لي، لإنفاذ ما كنت أحمل من نيّة مهمة حول كتابة مصحف شريف، يظهر فيه نقش إعجازي، وهو قسم من مئتي قسم من أقسام إعجاز القرآن الكريم، فعرضت لهم تلك النيّة لمعرفة آرائهم حول كتابة ذلك المصحف الشريف الذي يبين النقش الإعجازي، مع الاعتماد على المصحف المكتوب بخط الحافظ عثمان، واتخاذ آية «المداينة» ([5]) وحدة قياس لطول الصفحة و «سورة الإخلاص» لطول السطر..

    وهذا القسم الثالث؛ عبارة عن تسع مسائل:

    المسألة الأولى

    لقد أُثبت في «الكلمة الخامسة والعشرين» المسماة بـ«المعجزات القرآنية» بالبراهين القاطعة أن أنواع إعجاز القرآن الكريم تبلغ أربعين نوعاً. وقد بُيّن بعضُ أنواعه مفصّلاً حتى إزاء المعاندين، بينما ظلت أنواع أخرى بصورة مجملة.

    وقد تبيّن كذلك في الإشارة الثامنة عشرة من «المكتوب التاسع عشر» أنَّ القرآن الكريم يُبرز إعجازَه على وجوه مختلفة إزاء أربعين طبقة من طبقات الناس، إذ أثبتت تلك الإشارة أن لكل طبقةٍ من تلك الطبقات العشرة حظَّها من الإعجاز..

    أما الطبقات الثلاثون الباقية، فقد أظهر القرآنُ الكريم إعجازَه لأصحاب المشارب المختلفة من الأولياء، ولأرباب العلوم المتنوعة، والدليل على ذلك إيمانهم التحقيقي الذي بلغ درجة علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين؛ بأن القرآن الكريم هو كلام الله حقاً.

    بمعنى أن كل واحد منهم قد رأى وجهاً من وجوه الإعجاز.

    نعم؛ إن جمالَ جلوات الإعجاز يختلف باختلاف المشارب، إذ الإعجاز الذي يفهمه وليّ من العارفين يختلف عن الإعجاز الذي يشاهده وليٌّ غارق في العشق الإلهي. وإنّ وجهَ الإعجاز الذي يشاهده إمامٌ من أئمة أصول الدين غير الوجه الذي يشاهده مجتهد في فروع الشريعة.. وهكذا.

    ولما كُنتُ لا أقدر على الإيضاح المفصل لكلِّ وجه من تلك الوجوه المختلفة، لقِصر نظري عن رؤيتها، وضيق ذهني عن استيعابها، فقد أوضحتُ عشر طبقات منها فقط. فاكتفيت بالإشارة المجملة إلى بقيتها. ولكن ظلت في حينه طبقتان منها في «المعجزات الأحمدية» بحاجة إلى مزيد من التوضيح، فالآن نوضحهما:

    الطبقة الأولى: وهم الذين يدركون الإعجازَ بأسماعِهم، إذ الشخص العامي -من عوام الناس- لا يستمع للقرآن إلّا بأذنه، ولا يفهم إعجازَه إلّا بالسمع. أي أنه يقول:

    إنَّ هذا القرآن الذي أسمعه لا يشبه أيَّ كتاب آخر. فإما أنه فوق جميعها أو تحت جميعها. وهذا الأخير لا يستطيع أن يقول به أحدٌ قط، ولم يقُله، بل حتى الشيطان نفسه لا يستطيع أن يتفوّه به. فهو إذن فوق الجميع.

    وقد جاء بهذا الإجمال في «الإشارة الثامنة عشرة». ثم وُضّح هذا الإجمال في «المبحث الأول» من «المكتوب السادس والعشرين» المعروف بـ «حجة القرآن على حزب الشيطان» الذي يصوّر فهم تلك الطبقة من الإعجاز ويثبته.

    الطبقة الثانية: وهم الذين لا يرون الإعجاز إلّا بالعين، أي أن للقرآن الكريم إشارةً إعجازية تشاهَد بالعين، حتى من قِبَل عوام الناس والماديين الذين سالت عقولُهم إلى عيونهم فلا يؤمنون إلّا بما يشاهدون. وقد ادُّعي هذا الإدّعاء في «الإشارة الثامنة عشرة». وكان من الضروري أن يوضح أكثر لإثبات تلك الدعوى، ولكن لم يسمح الوقت بذلك، لحكمة ربانية مهمة، قد فهمناها الآن. لأجل هذا فقد أُشير إلى بعض جهاتها الجزئية إشاراتٍ بسيطة.

    والآن، بعد أن توضّح سر تلك الحكمة اقتنعنا قناعةً كاملة بأن تأخيره كان هو الأَولى. ولتيسير فهم تلك الطبقة وتسهيلاً لهم ليتذوقوا نوعَ الإعجاز للقرآن، استكتبنا مصحفاً شريفاً يبيّن ذلك الوجه من الوجوه الأربعين للإعجاز.

    إنَّ بقية مسائل هذا القسم الثالث مع القسم الرابع لم تُدرج هنا، لأنها تخص التوافقات، فاكتفينا بالفهرس الخاص للتوافقات وإنما كتبت النكتة الثالثة من القسم الرابع مع تنبيه.

    تنبيه:

    لقد كُتبت مائةٌ وستون آية كريمة في صدد بيان النكتة العظيمة في لفظ «الرسول» الوارد في القرآن الكريم، ومع أن لهذه الآيات الكريمة خواصاً جليلة فإن كلاً منها تثبت وتكمل الأخرى من حيث المعنى. لذا يمكن أن تكون تلك الآيات حزباً قرآنياً لمن يريد أن يحفظ آياتٍ مختلفة أو يتلوها.

    وكذلك في الآيات «التسع والستين» الواردة فيها لفظ «القرآن»، في صدد بيان النكتة العظيمة للفظ «القرآن»، يلاحظ أن بلاغة هذه الآيات الجليلة فائقة جداً، وجزالتها عالية جداً. ويوصى الإخوان أن يتخذوا منها حزباً قرآنياً آخر.

    وكلمة «القرآن» الواردة في المصحف الشريف، وردت في صورة سبع سلاسل، وظلت كلمتان منها خارج السلاسل، وكانت تلكما الكلمتان بمعنى القراءة، مما شدّ -بخروجهما- من قوة النكتة.

    أما لفظ «الرسول»، فإن سورة «محمد» وسورة «الفتح» هما من أكثر السور القرآنية ذات العلاقة.. ولذلك حصرنا نظرنا في السلاسل الظاهرة في تلكما السورتين، ولم يُدرج -في الوقت الحاضر- ما ظل منه خارج السلسلة.

    وسيُكتب بمشيئة الله ما في لفظ «الرسول» من أسرار إن سنح لنا الوقت.

    النكتة الثالثة: وهي في أربع نكات:

    النكتة الأولى: إن لفظ الجلالة «الله» ورد في مجموع القرآن الكريم بألفين وثمانمائة وست مرات. وورد لفظ «الرحمن» -مع ما في البسملة- مئة وتسعاً وخمسين مرة، وورد لفظ «الرحيم» مئتين وعشرين مرة. ولفظ «الغفور» إحدى وستين مرة، ولفظ «الرب» ثمانمائة وستاً وأربعين مرة، ولفظ «الحكيم» ستاً وثمانين مرة، ولفظ «العليم» مائة وستاً وعشرين مرة، ولفظ «القدير» إحدى وثلاثين مرة، ولفظ «هو» في «لا إله إلّا هو» ستاً وعشرين مرة. ([6])

    وفي عدد لفظ الجلالة «الله» أسرار ونكات كثيرة.

    منها: أنَّ أكثر ما ورد في القرآن هو لفظ «الله» و «الرب» ويليهما عدداً ألفاظ «الرحمن والرحيم والغفور والحكيم»، وإن عدد هذه الألفاظ مع لفظ «الله» هو نصف عدد آيات القرآن الكريم.

    وأن لفظ الجلالة «الله» مع لفظ «الرب» الوارد بمعنى «الله» نصف عدد آيات القرآن أيضاً. إذ إن لفظ «الرب» المذكور ثمانمائة وستاً وأربعين مرة، خمسمائة وبضع منها قد ذكرت بدلاً عن لفظ الجلالة «الله»، ومئتان وبضعٌ منها ليست بمعنى «الله».

    وأن مجموع عدد لفظ الجلالة «الله» مع عدد ألفاظ «الرحمن والرحيم والعليم» مع عدد من لفظ «هو» في «لا إله إلّا هو»؛ هو نصف آيات القرآن أيضاً، والفرق أربعة أعداد.

    ومع لفظ «القدير» -عوضاً عن لفظ «هو»- هو نصف عدد مجموع الآيات أيضاً، والفرق تسعة أعداد.

    نكتفي الآن بهذه النكتة، إذ النكات كثيرة في مجموع لفظ الجلالة.

    النكتة الثانية: وهي باعتبار السوَر القرآنية، ولها أيضاً نكات كثيرة، ولها توافقات تدل على انتظام وقصد وإرادة.

    منها: أن عدد لفظ الجلالة «الله» في سورة «البقرة» مساوٍ لعدد آياتها، والفرق أربعة أعداد. وهناك أربعة ألفاظ من «هو» بدلاً عن لفظ «الله» كما هو في «لا إله إلّا هو» وبها يتم التوافق.

    وأن عدد لفظ الجلالة «الله» في سورة «آل عمران»، متوافقٌ مع عدد آياتها ويساويها، ولكن لفظ «الله» ورد في مئتين وتسع آيات بينما عدد آيات السورة مئتا آية، فالفرق إذن تسع آيات، ولا تخل الفروق الصغيرة في مثل هذه المزايا الكلامية والنكات البلاغية، إذ تكفي التوافقات التقريبية.

    وأنَّ عدد آيات السور الثلاث «النساء والمائدة والأنعام» يتوافق أيضاً مع مجموع عدد ما في هذه السور الثلاث من لفظ الجلالة «الله» إذ إن عدد الآيات -في هذه السور- أربعمائة وأربع وستون، وعدد لفظ الجلالة «الله» أربعمائة وواحد وستون، وهما متوافقان تماماً، إذا عدّ لفظ الجلالة في البسملة.

    وكذلك فإن عدد لفظ الجلالة في السور الخمس الأولى؛ هو ضعف عدد لفظ الجلالة في سور «الأعراف والأنفال والتوبة ويونس وهود»، أي أن عدده في هذه السور الخمس الثانية هو نصف عدده في السور الخمس الأولى.

    وأن عدد لفظ الجلالة في السور التالية «يوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنمل» هو نصف ذلك النصف.

    ثم أن عدده في سور «الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج» ([7]) نصف نصف ذلك النصف.

    وأن السور التالية بعدها بخَمس سورٍ وخَمس سورٍ تدوم بتلك النسبة تقريباً. ولكن هناك فروق ببعض الأعداد الكسرية، ولا بأس في مثل هذه الفروق في مثل هذا المقام الخطابي.

    مثلاً: إنَّ قسماً منها مائة وإحدى وعشرون، وآخر مائة وخمس وعشرون وآخر مائة وأربع وخمسون. وآخر مائة وتسع وخمسون.

    ثم إن في السور الخمس التالية تبدأ من «سورة الزخرف» ينـزل العدد إلى النصف، أي ينـزل إلى نصف نصف ذلك النصف.

    والسور الخمس التي تبدأ من «سورة النجم» يكون العدد نصف نصف نصف نصف ذلك النصف، ولكن بصورة مقاربة، ولا ضرر في فروق الكسورات الصغيرة في مثل هذه المقامات الخطابية.

    ثم في ثلاث مجموعات من السور الخمس الصغيرة، ثلاثة أعداد من لفظ الجلالة.

    فهذه الكيفيات تدل على أن المصادفة لم تخالط أعدادَ لفظ الجلالة، بل عُيّنت وفق حكمة وانتظام.

    النكتة الثالثة: للفظ الجلالة «الله»، وهي المتوجهة إلى أوضاعها في صفحات المصحف الشريف، وذلك:

    أن عدد لفظ الجلالة في الصحيفة الواحدة، له علاقة بوجه تلك الصحيفة اليمنى، وبالصحيفة المقابلة لذلك الوجه، وأحياناً بالصحيفة المقابلة لها في الجانب الأيسر، وبوجه ما وراءها.

    وقد تتبعتُ هذا التوافق في نسخةٍ من مصحفي، فرأيت توافقاً بنسبة عددية جميلة للغاية، على الأغلب، وقد وضعت إشارات عليها في مصحفي، فكثيراً ما كانت تتساوى وأحياناً تصبح نصفاً أو ثلثاً، وعلى كل حال تُشعِر بحكمة وانتظام.

    النكتة الرابعة: هي التوافقات في الصحيفة الواحدة.

    وقد تابعتُ مع إخواني ثلاث أو أربع نسخ مختلفة من المصحف، قابلناها بعضها ببعض، فتوصلنا إلى قناعة بأن التوافقات مطلوبة أيضاً في جميعها، ولكن وقع شيء من الخلل في التوافقات بسبب مراعاة مستنسخي المطابع مقاصدَ أخرى.

    فإذا ما نُظّمت ونُسّقت فستُشاهد التوافقات في مجموع القرآن في عدد لفظ الجلالة البالغ «ألفين وثمانمائة وستة» باستثناء نادر جداً،

    وستُشعَر في ذلك نور إعجاز عظيم. لأن فكر الإنسان لا يمكن أن يحيطَ بهذه الصفحات الواسعة جداً، ولا يستطيع أن يتدخل فيها قطعاً.

    أما المصادفة فلا تنال يدُها هذه الأوضاع الحكيمة.

    ونحن نستكتب مجدداً مصحفاً شريفاً ليبرز «النكتة الرابعة» إلى حدٍ ما مع المحافظة على صحائف المصاحف الأكثر انتشاراً، والمحافظة على سطورها مع تنظيم لمواضع منه تعرّضت لعدم الانتظام بسبب تهاون أرباب الصناعة، وعند ذلك سيظهر سر انتظام التوافقات الحقيقي إن شاء الله، وقد أُظهر فعلاً.

    اللّهمَّ يَا مُنْزِلَ الْقُرْأٰنِ بِحَقِّ الْقُرْأٰنِ فَهِّمْنَا أَسْرَارَ الْقُرْأٰنِ مَادَارَ الْقَمَرَانِ وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى مَنْ أَنْزَلْتَ عَلَيْهِ الْقُرْأٰنَ وَ عَلٰى أٰلِه وَصَحْبِه أَجْمَعينَ. أٰمينَ

    القسم الخامس وهو الرسالة الخامسة

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (النور: ٣٥)

    في حالة روحية في شهر رمضان المبارك شعرتُ بنور من أنوار هذه الآية الكريمة، ورأيت ما يشبه الخيال؛ أن الموجوداتِ جميعَها، والأحياء كلَّها تناجي ربها الجليل وتتضرع إليه بمناجاة «أويس القرني» المشهورة، ([8]) والمستهلة بـ:

    الهي أنت ربي وأنا العبد .. وأنت الخالق وأنا المخلوق.. وأنت الرزاق وأنا المرزوق... الخ.

    فرأيتُ في هذه الواقعة القلبية الخيالية ما أورثني القناعةَ بأن كل اسم من الأسماء الإلهية هو نورٌ لكل عالَم من العوالم الثماني عشرة ألفاً؛ كالآتي:

    إن أوراق الورد مثلما تغلّف الواحدةُ الأخرى، تستُر التي تليها، كذلك رأيت هذا العالَم، كل عالَم يُغلَّف بألوف من الأستار والحجب، فتستر تحتها عوالم أخرى. ورأيت كذلك، أنه كلما رُفع ستار وأُزيل حجاب إذا بعالَم آخر يظهر تجاهي، وأن ذلك العالم يتراءى لي في ظلمةٍ دامسة ووحشة رهيبة كما تصوِّره الآية الكريمة: ﴿اَوْ كَظُلُمَاتٍ ف۪ي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشٰيهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِه۪ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِه۪ سَحَابٌۜ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍۜ اِذَٓا اَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرٰيهَاۜ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ (النور: ٤٠).

    وإذ أنا أرى هذا العالَم في مثل هذه الظلمات إذا بجلوة من جلوات اسم إلهي تشع شعاعاً عظيماً كنور يغمر ذلك العالم من أوله إلى آخره بالنور. فكلما بدا مشهدٌ من مشاهد هذه العوالم، ويُرفع ستارٌ من أستارها أمام العقل، ينفتح بابٌ إلى عالم آخر أمام الخيال. وإذ يتراءى أنه غارق في ظلام، بسبب الغفلة، وإذا باسم إلهي يتجلى كالشمس المنيرة، فينوّر ذلك العالم كله.. وهكذا.

    ولقد استمر طويلاً هذا السير القلبي والسياحة الخيالية، نذكر منها:

    أنني لما رأيت عالمَ الحيوانات، وتأملت في عَجزها وضعفها وشدة حاجاتها وشدة عَوَزها وجوعها، بدا لي ذلك العالم،

    أنه عالمٌ غارق في ظلام دامس وحزن ملازم، وإذا باسم «الرحمن» يشرق كالشمس الساطعة من بُرج اسم «الرزاق» -أي في معناه- فنوّر ذلك العالم برمّته بضياء الرحمة.

    ثم رأيت بين ذلك العالم، عالَم الحيوانات، صغارُها والأطفال، رأيتُها وهي تنتفض ضعفاً وعجزاً وحاجة، فعالَمها مظلم قاتم، يهزّ عواطفَ وشفقة كل من يراه..

    وإذ أنا أرى هذه الحالة المؤلمة إذا باسم «الرحيم» يشرق من برج «الشفقة» وينشر أضواءه الزاهية على العالم كله وحوّله إلى عالم بهيج حلو لطيف، بل حوّل دموعَ الشكوى والعطف والحزن إلى دموع تتقطر فرحاً وسروراً وشكراً.

    ثم رُفع الستار وإذا بمشهد عالم الإنسان يتراءى أمامي، كمشاهد السينما، وهو عالَم قد غشيَه الظلامُ الدامس، وتلفّه الظلمات الكثيفة والرعب المستديم، حتى استغثت من شدة فزَعي ومن هول ما رأيت،

    حيث رأيت: أن الآمال المغروزة في الإنسان والممتدة إلى الأبد، وأن أفكاره وتصوراته المحيطة بالكون، وأن هممَه واستعداداته ومواهبَه التي تطلب البقاء الأبدي والسعادةَ الأبدية وهي التواقة إلى الجنة الخالدة، يكمن معه -في هذا الإنسان أيضاً- فقرٌ شديد وحاجةٌ دفينة، رغم توجهه إلى مقاصدَ لا تنتهي، ومطالبَ لا منتهى لها، مع ضعف ملازم رغم أنه معرّض لهجمات مصائب وأعداء كثيرة.. زد على ذلك؛ ليس له إلّا عمر قصير جداً، وحياة تعيسة، وعيش مضطرب، يذوق مرارةَ الزوال والفراق اللذين يوجعان قلبَه ألَماً شديداً دائماً، حيث ينظر -بنظر الغفلة- إلى القبر الماثل أمامه أنه ظلمات سرمدية، يُرمى بهم في تلك الحفرة المظلمة أفراداً وجماعات.

    فما إن رأيتُ هذا العالَم عالم الإنسان غارقاً في مثل هذه الظلمات، حتى تهيأتْ جميعُ لطائفي الإنسانية مع القلب والروح والعقل، بل جميعُ ذرات وجودي للبكاء والاستغاثة، وإذا باسم الله «العادل» يشرق من برج «الحكيم»، وباسم «الرحمن» يشرق من برج «الكريم» وباسم «الرحيم» يشرق من برج «الغفور» -أي في معناه- وباسم «الباعث» يشرق من برج «الوارث»، وباسم «المحيي» يشرق من برج «المحسن»، وباسم «الرب» يشرق من برج «المالك». فنوّرت هذه الأسماءُ الإلهية عوالم كثيرة جداً ضمن عالم الإنسان، وفتحت نوافذ من عالم الآخرة المنوّرة. ونثرت أنواراً ساطعة على دنيا الإنسان المظلمة.

    ثم رُفع ستار آخر عن مشهد عظيم آخر، وهو مشهد عالم الأرض، فظهر أمام الخيال عالمٌ رهيب، إذ القوانين العلمية المظلمة للفلسفة تجعل الإنسان الضعيف في ظلمة موحشة، حيث تسير الأرض في فضاء العالم غير المحدود بسرعة تفوق سرعة القذائف بسبعين مرة، وتدور في مسافة تبلغ خمساً وعشرين ألف سنة في سنة واحدة، وهي التي يمكن أن تتبعثر وتتشتت في كل وقت وآن بما تحمل في جوفها من زلازلَ هائلةٍ وهي المعمرة الهرمة.. ولشدة قتامة الظلام المخيّم على هذا العالم، دار رأسي من هوله، وإذا باسم «خالق السماوات والأرض» وأسماء الله؛

    «القدير، العليم، الرب، الله، رب السماوات والأرض، مسخّر الشمس والقمر» أشرقت من أبراج الرحمة والعظمة والربوبية، فنوّرت ذلك العالم الذي خيّم عليه الظلام بأنوار ساطعة، حوّلت تلك الكرةَ الأرضية إلى ما يشبه سفينةً سياحية، في منتهى الانتظام والتسخير والكمال والراحة والاطمئنان، ورأيتها أنها حقاً مهيأة للتنـزه والسياحة والاستجمام والتجارة.

    حاصل الكلام: أن كلَّ اسم من ألف اسم واسم من الأسماء الإلهية المتوجهة للكون، ينوّر كالشمس العظيمة عالَماً من العوالم، بل ينور كلَّ ما في تلك العوالم من عوالم، إذ كانت تتراءى جلوات الأسماء الأخرى ضمن تجلي كل اسم من الأسماء، وذلك بسر الأحدية.

    فكأن القلب في هذه السياحة ينبسط ويزداد شوقُه إلى المزيد منها كلما رأى أنواراً مختلفة وراء كل ظلمة. حتى إنه أراد ركوبَ الخيال ليجول في السماء، وعندها رُفع الستار عن مشهد واسع عظيم جداً، فدخل القلب في عالم السماوات، ورأى:

    أن تلك النجوم التي تنثر الابتسامات النورانية هي أعظمُ من كرة الأرض جسامة، وتسير أسرع منها وتدور متداخلة فيما بينها، لو ضيّعتْ إحداها طريقَها، وتاهت دقيقة واحدة، لاصطدمت إذن مع غيرها، وعندها تنفلق وتدوي دوياً هائلاً وتندلق أحشاءُ الكون ويتفتت. فلا تشع النجوم بعدُ نوراً بل تستطير ناراً، ولا توزع الابتسامات النورانية بل تخيم عليها الظلمات الدائمة. وهكذا رأيت السماوات -بهذا الخيال- عالماً واسعاً خالياً رهيباً محيراً مذهلاً. فندمت على مجيئي إليها ألفَ ندم،

    ولكن وأنا أعاني هذه الحالة إذا بالأسماء الحسنى لـ «رب السماوات والأرض» ولـ «رب الملائكة والروح» تشرق بجلواتها من برج ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ ﴾ (الملك: ٥). و ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ (الرعد: ٢). فالتمست النجومُ التي غشيتها الظلماتُ لمعةَ نور من تلك الأنوار العظيمة -من حيث ذلك المعنى- استنارت السماء بمصابيحَ بعدد النجوم. وامتلأت بالملائكة والروحانيات وعمّرت بعد أن كانت تُظن خالية خاوية، ورأيت أن تلك الشموس والنجوم الجارية كأنها جيش من جيوش رب العالمين، سلطان الأزل والأبد، وكأنها تتحرك وتدور ضمن مناورة راقية، تُظهر عظمة ربوبية ذلك المليك المقتدر.

    فقلت بما أملك من قوة، بل لو استطعتُ لتلوت بكل ذرات وجودي، وبلسان جميع المخلوقات -لو كانوا يسمعون لي- الآيةَ الكريمة:

    ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ مَثَلُ نُورِه۪ كَمِشْكٰوةٍ ف۪يهَا مِصْبَاحٌۜ اَلْمِصْبَاحُ ف۪ي زُجَاجَةٍۜ اَلزُّجَاجَةُ كَاَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍۙ يَكَادُ زَيْتُهَا يُض۪ٓيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌۜ نُورٌ عَلٰى نُورٍۜ يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِه۪ مَنْ يَشَٓاءُ ﴾ (النور: ٣٥).

    ورجعت إلى الأرض وهبطت من السماء، وأفقتُ من تلك الواقعة، وقلت:

    اَلْحَمْدُ لله عَلَى نُورِ الْإِيمَانِ وَالْقُرآنِ

    القسم السادس وهو الرسالة السادسة

    كتب هذا البحث تنبيهاً لتلاميذ القرآن وإيقاظاً للعاملين له ليحول دون انخداعهم.

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ وَلَا تَرْكَنُٓوا اِلَى الَّذ۪ينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ (هود: ١١٣)

    «إن هذا القسم السادس، يجعل بإذن الله، ستاً من دسائس شياطين الإنس والجن بائرة عقيمة، ويسد في الوقت نفسه ستةً من سبل الهجمات».

    الدسيسة الأولى

    يحاول شياطين الإنس -بما استوحوه من شياطين الجن- أن يَخدعوا خدامَ القرآن ويصرفوهم عن ذلك العمل المقدس وذلك الجهاد المعنوي الرفيع، وذلك بتزيين حب الجاه والشهرة لهم، كالآتي :

    إنَّ في الإنسان -بصورة عامة- وفي كل فرد من أفراد أهل الدنيا رغبةً جزئية أو كلية في حب الجاه الذي هو الرياء بعينه، ونيل مواقعَ مرموقةٍ في نظر الناس. حتى ينساق الإنسان بدافع من الحرص على الشهرة إلى التضحية بحياته إشباعاً لتلك الرغبة. فهذا الشعور هو في غاية الخطورة على أهل الآخرة. وهو في منتهى الإثارة والنشوة لأهل الدنيا، فضلاً عن أنه منبعُ كثير من الأخلاق الرذيلة. علماً أنه طبعٌ ضعيف في الإنسان وجانب واهٍ فيه. أي يمكن أن يستغله مَن يلاطف شعوره هذا، بل يغلبه بهذا الشعور ويجذبه إلى نفسه.

    لذا فإن احتمال استغلال الملحدين لإخواني من هذا الجانب الضعيف في النفس الإنسانية هو أخوف ما أخافه، وأقلق عليه. إذ قد جرّوا -بهذه الصورة- بعضَ أصدقائي غير الحميمين فألقَوهم في هاوية المهالك. ([9])

    فيا إخوتي وزملائي في خدمة القرآن!

    إنَّ الذين يأتونكم من حيث حبُّ الشهرة من جواسيس أهل الدنيا، والذين يروّجون لأهل الضلالة، أو تلاميذ الشيطان، قولوا لهم:

    إنَّ رضى الله سبحانه، والإكرام الرحماني، والقبول الرباني، لَمقامٌ عظيم جداً، بحيث يبقى دونه إقبالُ الناس وإعجابهم بحكم ذرة بالنسبة إلى ذلك المقام الرفيع.

    فإنْ كان هناك توجّه من الرحمة الإلهية نحونا، فهذا حسبنا وكفاه توجهاً. أما إقبال الناس وتوجههم فإنما يكون مقبولاً إنْ كان ظِلاً من انعكاس توجّه رحمته تعالى، وإلّا فلا يُطلب ولا يُرغب فيه قطعاً، لأنه ينطفئ عند باب القبر، ولا يساوي هناك شَروى نقير.

    ثم إنَّ الشعور بحب الجاه هذا، إنْ لم يُكبَح، ولم يُمحَ من الإنسان يلزم صرفَ وجهِه إلى جهة أخرى كالآتي :

    إنَّ ذلك الشعور -حب الجاه- ربما تكون له جهة مشروعة وذلك لنيل الثواب الأخروي، وبنية كسب دعوات الآخرين، من حيث التأثير الحسن لخدمة القرآن، بناءً على التمثيل الآتي :

    هب أن «جامع آيا صوفيا» مكتظ بأهل الفضل والكمال من الطيبين الموقرين، وكان في الباب أو في الأروقة صبيانٌ وقحون وسفهاء سفَلة، وكان على الشبابيك سيّاحٌ أجانب مغرمون باللهو واللعب.

    فإذا ما دخل أحدٌ الجامع، وانضم إلى تلك الجماعة الفاضلة، وتلا آيات من الذكر الحكيم تلاوة عذبة، فعندئذٍ تتوجه أنظار ألوف من أهل العلم والفضل إليه، ويكسبونه ثواباً عظيماً بدعائهم له ورضاهم عنه. إلّا أن هذا الأمر لا يروق أولئك الصبيان الوقحين والملحدين السفهاء والأجانب المعدودين.

    ولكن لو دخل ذلك الرجل الجامع والجماعة الفاضلة وبدأ بالغناء الماجن، وشرع بالرقص والصخَب، فسيكون موضعَ إعجاب وسرور أولئك الصبيان السفهاء، ويلاطف عملُه أولئك الغواة، ويجلب إليه ابتسامات ساخرة من الأجانب الذين يسرّون برؤية نقائص المسلمين، بينما تنظر إليه تلك الجماعة الغفيرة الفاضلة في الجامع نظرة تحقير وإهانة، ويرونه في أدنى الدركات وفي أسفل سافلين.

    وعلى غرار هذا: فإن العالم الإسلامي، وقارة آسيا، جامع عظيم ومن فيه من المؤمنين وأهل الحقيقة، هم الجماعة الفاضلة في ذلك الجامع، وأولئك الصبيان الوقحون هم أولئك المتزلفون ذوو العقول الصبيانية، وأما أولئك المفسدون السفهاء فهم الملحدون المتفرنجون، الذين لا يعرفون ديناً ولا ملّة. أما الأجانب المتفرجون، فهم الصحفيون الذين ينشرون أفكار الأجانب.

    فكل المسلمين ولاسيما من ذوي الفضل والكمال، لهم موقع في هذا الجامع المهيب، كلٌّ حسب درجته، وتلفت إليه الأنظار حسب موقعه، فإن صدرت منه أعمال وتصرفات تنمّ عن الإخلاص -الذي هو أساس الإسلام -وابتغاء رضى الله، على وفق ما أمر به القرآن العظيم من أحكام وحقائق، ونطق لسانُ حاله الآيات القرآنية معنىً، عندئذ يدخل ضمن الدعاء الذي يدعوه كلُّ فرد من أفراد العالم الإسلامي وهو: (اَللهمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) ويكسب حظاً منه، ويكون ذا علاقة أخوية مع جميع المؤمنين. ولكن لا يبدو موقعه في نظر بعض أهل الضلالة ممن هم كالحيوانات المضرة، ولا تظهر مكانته لدى الحمقى الذين هم كالصبيان الملتحين.

    ولو أدار ذلك الرجل ظهره عن مجْد أجداده الذين يعدّهم رمزَ شـرفه، وتنـاسى تاريخه الذي يعتبره مدارَ فخره، وترك الجادةَ النورانية جادةَ السلف الصالح الذي يعدّه مستند روحه، وباشر بأعمال وتصرفات ملوّثة بالهوى والرياء نيلاً للشهرة وارتكاباً للبدع فإنه يتردى معنىً في نظر أهل الحقيقة والإيمان إلى الدرك الأسفل،

    إذ المؤمن مهما كان جاهلاً ومن عوام الناس، فإن قلبَه يشعر وإنْ لم يدركْ عقلُه، فينفر ويستثقل أعمالَ أمثال هذا الرجل من المعجبين بأنفسهم وذلك بمضمون الحديث الشريف:

    (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله). ([10])

    وهكذا يسقط الأناني المفتون بحب الجاه واللاهث وراء الشهرة (الرجل الثاني) ويتردى إلى أسفل سافلين في نظر جماعة غفيرة غير محدودة، ويكسب موقعاً مشؤوماً موقتاً لدى عدد من السفهاء الساخرين الطائشين،

    إذ لا يجد حوله غير أصدقاء مزيّفين مضرين له في الدنيا وسبب عذابٍ في البرزخ وأعداء في الآخرة كما قال تعالى: ﴿ اَلْاَخِلَّٓاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ اِلَّا الْمُتَّق۪ينَ ﴾ (الزخرف: ٦٧).

    أما الرجل في الصورة الأولى فإن لم يُزل حبَّ الجاه من قلبه، يكسب نوعاً من مقام معنوي مشروع مهيب، يشبع إشباعاً تاماً عرقَ حب الجاه المغروز فيه، ولكن بشرط اتخاذ الإخلاص ورضى الله أساساً له، مع عدم اتخاذ حب الجاه هدفاً له.

    فهذا الرجل يفقد شيئاً ضئيلاً، بل ضئيلاً جداً، مما لا أهميةَ له، ولكن يكسب عوضَه شيئاً كثيراً، بل كثيراً جداً، مما له قيمةٌ عظيمة ومما لا ضرر فيه. بل إنه يطرد عن نفسه عدداً من الثعابين ويجد بدلاً عنها كثيراً من مخلوقات مباركة صديقاً له، فيستأنس بهم. أو يكون كمن يهيّج ما حولَه من الزنابير، إلاّ أنه يجلب لنفسه النحل التي هي سقاة شراب الرحمة فيتسلّم من أيديهم العسل. أي أنه يجد من الأحباب من يفيض عليه بدعواتهم ويسقون روحَه شراباً سلسبيلاً كالكوثر، يُجلَب له من أطراف العالم الإسلامي، ويسجَّل ثواباً له في دفتر أعماله.

    ولقد ألقيتُ -في وقت ما- فحوى التمثيل السابق بقوة وصرامة في وجه إنسان صغير كان يُشغل مقاماً عظيماً دنيوياً، والذي أصبح موضعَ استهجانٍ وسخرية من قبل العالم الإسلامي لارتكابه حماقة كبيرة في سبيل الشهرة.

    هزّه ذلك الدرس هزّاً عنيفاً، ولكن لعدم استطاعتي إنقاذَ نفسي من حب الجاه لم ينبّهْه إيقاظي ذاك.

    الدسيسة الثانية

    إنَّ الشعور بالخوف شعور عميق في كيان الإنسان، وإن الطغاة والظالمين الماكرين يستغلون كثيراً هذا الشعور لدى الإنسان فيلجمون به الجبناء، ويستفيد كثيراً جواسيسُ أهل الدنيا ودعاةُ الضلال من هذا الشعور لدى العوام ولا سيما لدى العلماء، فيُلقون في روعهم المخاوفَ ويثيرون فيهم الأوهام،

    بمثل شخص حيّال يُظهر لأحدهم ما يخافه -وهو على سطح دار- فيثير أوهامه ويدفعه تدريجياً إلى الوراء حتى يُقرّبَهُ من الحافة فيرديه على عقبه، فيهلك. كذلك يثير أهلُ الضلالة عرقَ الخوف لدى الناس فيدفعونهم إلى التخلي عن أمور جسام من جراء مخاوفَ تافهةٍ لا قيمة لها. حتى يدخل بعضهم في فم الثعبان لئلا تلسعه بعوضة!

    أذكر مثالا: جئتُ ذات مساء إلى جسر استانبول وبصحبتي عالم جليل -رحمه الله- يتهيب ركوب الزورق، ولكننا لم نجد وساطةَ نقل سوى الزورق، ونحن مضطرون إلى الذهاب إلى جامع أبي أيوب الأنصاري فألححتُ عليه إذ لا حيلة لنا إلّا ركوبه. فقال:

    - أخاف... ربما نغرق!

    قلت له: كم يُقدّر عدد الزوارق في هذا الخليج؟

    قال: ربما ألف زورق.

    قلت: كم زورقاً يغرق في السنة؟

    قال: زورق أو اثنان، وقد لا يغرق في بعض السنين!

    قلت: كم يوماً في السنة؟

    قال: ثلاثمائة وستون يوماً.

    قلت: إنَّ احتمال الغرق الذي استحوذ على ذهنك، وأثار فيك الخوف، هو احتمال واحد من بين ثلاثمائة وستين ألف احتمال. فالذي يخاف من هذا الاحتمال لا يُعدّ إنساناً ولا حيواناً!

    ثم قلت له: تُرى كم تقدّر أن تعيشَ بعد الآن؟

    قال: أنا شيخ كبير، ربما أعيش عشر سنوات أخرى!

    قلت: إن احتمال الموت واقع في كل يوم، حيث الأجل مخفيٌّ عنا. لذا فهناك احتمال الموت في كل يوم، أي لك ثلاثة آلاف وستمائة احتمال للموت. فليس أمامك إذن احتمال واحد من بين ثلاثمائة ألف احتمال -كما في الزورق -وإنما احتمال من بين ثلاثة آلاف احتمال فلربما يقع الاحتمالُ هذا اليوم. فما عليك إذن إلّا الهلع والبكاء، وكتابة وصيتك!

    أثّر هذا الكلام فيه وآب إلى رشده، فركّبته الزورق وهو يرجف، قلت له ونحن في الزورق:

    إنَّ الله سبحانه وتعالى قد منحنا الشعورَ بالخوف لنحفظ به الحياة، لا لهدم الحياة وتخريبها، ولم يمنحنا هذا الشعورَ لنجعلَ الحياةَ أليمة ومعضلة ومرهقة. فإن كان الخوف ناشئاً من احتمالين أو ثلاثة بل حتى من خمسة أو ستة احتمالات فلا بأس به، فلربما يعدّ ذلك خوفاً مشروعاً من باب الحيطة والحذر. أما إن كان الخوف ناشئاً من احتمال واحد من بين عشرين أو أربعين احتمالاً فليس هذا خوفاً، وإنما وهمٌ يستولي على الإنسان ويجعل حياته عذاباً وشقاءً.

    فيا إخوتي! إذا ما هجم عليكم مهرّجو أهل الضلالة والمتزلفون لأهل الإلحاد ليرهبوكم ويجعلوكم تتخلَّون عن جهادكم المعنوي المقدس، قولوا لهم:

    نحن حزب القرآن، نحتمي بقلعة القرآن العظيم الحصينة، والقرآن العظيم محفوظ يحفظه الرب الكريم بقوله تعالى: ﴿ اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ (الحجر: ٩) فلقد أحاطَنا سورٌ عظيم هو سُور ﴿ حَسْبُنَا اللّٰهُ وَنِعْمَ الْوَك۪يلُ ﴾ (آل عمران: ١٧٣) فلن تستطيعوا أن تدفعونا -باختيارنا- إلى طريق يؤدي حتماً إلى آلاف الأضرار التي تلحق بحياتنا الأبدية خوفاً من إلحاق ضرر بسيط باحتمالٍ واحد من بين ألوف الاحتمالات بحياتنا الدنيوية القصيرة هذه.

    وقولوا لهم: مَن منا ومَن مثلنا في طريق الحق قد تضرر بسبب «سعيد النورسي» الذي هو زميلُنا في خدمة القرآن الكريم، وأستاذنا في تدابير أمور تلك الخدمة المقدسة ورائدُنا في العمل؟ ومَن من طلابه الخواص قد اُبتلوا ببلاء حتى نُبتلى نحن أيضاً، أو نضطربَ ونقلق

    من خوف ذلك البلاء الذي قد ينـزل بنا. فلأخينا هذا ألوفٌ من أصدقاء وإخوان الآخرة، ولم نسمع أن ضرراً أصابَ أحدَ إخوته منذ حوالي ثلاثين سنة رغم تدخله تدخلاً مؤثراً في الحياة الاجتماعية طوال تلك المدة التي كان يملك مطرقةَ السياسة وقوتها، بينما الآن لا يملك سوى نور الحقيقة بدلاً من مطرقة السياسة. وعلى الرغم من أن اسمه قد ضُم سابقاً مع مَن هم في حوادث (٣١) مارت ([11]) واهلكوا قسماً من أصدقائه، إلّا أنه تبيّن فيما بعد، أن الحادثة كانت مدبّرة من قبل أُناس آخرين. وأن أصدقاءه لم يتضرروا بسبب صداقته بل بسبب أعدائه. فضلاً عن أنه أنقذ كثيراً من أصدقائه في ذلك الوقت.

    فبناءً على هذا عليكم يا إخواني أن تقولوا للمتزلفين من أهل الضلالة:

    «إننا لا نرضى أن تضيع خزينةٌ أبدية باحتمال خوفٍ من بين ألف بل من بين آلاف الاحتمالات. لا ينبغي أن يخطر هذا ببال أمثالكم يا شياطين الإنس» وعليكم يا إخواني أن تطردوهم وتضربوا بهذا الكلام على أفواههم.

    وقولوا لأولئك المتزلفين أيضاً :

    إذا كان البلاء والهلاك ناشئَين من احتمال بنسبة مائة بالمائة لا باحتمال واحد من مئات الألوف من الاحتمالات، فإننا لا نترك ولا نتخلى عنه (عن سعيد النورسي) إن كنا نملك ذرة من عقل،

    لأنه شُوهد بتجاربَ عديدة ولا يزال يُشاهَد؛ أنَّ الذين يهينون أستاذهم أو إخوانهم الكبار أيام المصائب والبلايا، تنـزل بهم المصيبةُ أولاً. فضلاً عن أنهم يعامَلون معاملةً جائرة دون رحمة ويجازَون مجازاة السفلة. فتموت أجسادُهم وتهلك أرواحُهم معنىً من الذل والمهانة. والذين يعاقبونهم لا يشفقون عليهم، لأنهم يقولون:

    إنَّ هؤلاء قد خانوا أستاذَهم العطوف عليهم، فلابد أنهم منحطون سفلة، لا يستحقون الرحمة، بل التحقير والإهانة.

    فما دامت الحقيقة هكذا، وأن الظالم إذا ما سحق إنساناً تحت أقدامه، وبدأ المظلوم بتقبيل أقدامه، فإن قلبه ينسحق بسبب تلك المذلة قبل رأسه وتموت روحُه قبل جسده. فيفقد رأسه وتمحى عزته وشرفه كذلك، إذ إنه بإبداء الضعف تجاه ذلك الظالم القاسي يشجعه على سحقه أكثر.

    بينما لو بصق المظلوم في وجه ذلك الظالم فإنه ينقذ قلبَه وروحَه، ويصبح جسدُه شهيداً مظلوماً.

    نعم، ابصقوا في وجوه الظالمين الصفيقة!

    وحينما احتل الإنكليز استانبول، ودمرّوا المدافع في المضيق (في استانبول) سأل في تلك الأيام رئيس أساقفة الكنيسة الانكليكية من المشيخة الإسلامية ستة أسئلة، وكنت حينئذٍ عضواً في «دار الحكمة الإسلامية» فقالوا لي:

    - اجب عن أسئلتهم بستمائة كلمة كما يريدون.

    قلت: إن جواب هذه الأسئلة ليس ستمائة كلمة ولا ست كلمات ولا كلمة واحدة، بل بصقة واحدة.

    لأنه عندما داست تلك الدولة بأقدامها مضايقَنا وأخذتْ بخناقنا كما ترون، ينبغي البصاق في وجه رئيس أساقفتهم إزاء أسئلته التي سألها بكل غرور. ولهذا قلت: ابصقوا في وجوه الظلمة التافهة.

    والآن أقول: إنَّ دولة عظيمة كدولة الإنكليز، في الوقت الذي كانت تحتل بلادنا، فقد أجبتهم -بلسان المطابع- وتحديتُهم. وكان الهلاك محققاً وحتمياً مائة بالمائة، إلّا أن الحفظ القرآني قد كفاني فذلك الحفظ يكون كافياً لكم بمائة ضعف إزاء أضرار ترد باحتمال واحد بالمائة من أيدي الظلمة.

    ثم أيها الأخوة! إنَّ كثيراً منكم قد خدم في صفوف الجيش، والذين لم يخدموا في العسكرية سمعوا حتماً، ومَن لم يسمع فليسمعه مني: إن أكثر من يُجرَح ويصاب في الحرب هم الذين يهربون من خنادقهم ومن مواضعهم، وإن أقل الجنود إصابة هم أولئك الثابتون في مواضعهم فالآية الكريمة:

    ﴿ قُلْ اِنَّ الْمَوْتَ الَّذ۪ي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَاِنَّهُ مُلَاق۪يكُمْ ﴾ (الجمعة: ٨) تشير بمعناها الإشاري إلى أن الفارين من الموت يقابلونه أكثر من غيرهم.

    الدسيسة الشيطانية الثالثة

    إنَّ الشياطين يقتنصون الكثيرين بشِباك الطمع وفخِّه.

    ولقد أثبتنا في رسائل كثيرة ببراهينَ قاطعة استفضناها من آيات القرآن الحكيم وبيناته: «أن الرزق الحلال يأتي بنسبة العجز والافتقار لا بدرجة الاختيار والاقتدار».

    فهناك ما لا يحد من الإشارات والأمارات والدلائل التي تبين هذه الحقيقة منها:

    إنَّ الأشجار التي هي نوع من الأحياء، والمحتاجة للرزق تقف منتصبةً في مكانها، يأتيها رزقُها ساعياً لها. بينما الحيوانات لا تتغذى ولا تنمو كالأشجار تغذيةً ونمواً كاملاً بسبب حرصها ولهاثها وراء الرزق.

    وإن أقل الأسماك ذكاءً وأشدَّها بلادة وأكثرها ضعفاً وعجزاً تتغذى بأفضل وجه مع أنها تعيش في الرمل فتَظهر بدينةً بصورة عامة، بينما القردة والثعالب وأمثالهما من الحيوانات المالكة للذكاء والقدرة تكون هزيلة ضعيفة لسوء معيشتها.

    كل ذلك يدل على أن وساطة الرزق ليست الاقتدار بل الافتقار.

    وإن حسنَ المعيشة التي يرفل بها الصغارُ -سواءً أكانوا أناساً أم حيوانات- والإحسانَ إليهم باللبن الخالص هدية لطيفة تُقدَّم من خزينة الرحمة الإلهية من حيث لا يحتسبون؛ رحمةً لضعفهم وشفقة على عجزهم، وضِيقُ العيش في الوحوش الضارية، يدل على أنَّ وسيلة الرزق الحلال هي العجز والافتقار وليست الذكاء والاقتدار.

    وإن اليهود المشهورين بأنهم أحرصُ الناس على الحياة الدنيا، يسبقون الأمم في سعيهم وراء الرزق، بينما هم أكثرُ الأمم ذلة ومهانة، وأكثرهم تعرضاً لسوء المعيشة، بل حتى أغنياؤهم يعيشون عيشاً ذليلاً. ولا تجرح مسألتنا هذه تلك الأموالُ التي يحصلون عليها بالربا وأمثالها من الطرق غير المشروعة، لأنها ليست من الرزق الحلال.

    وإن كثيراً من الأدباء والعلماء يعيشون عيشَ الكفاف، في حين يُثرى كثيرٌ من البلداء والبلهاء.. كل ذلك يدل على أنَّ وسيلة جلب الرزق ليست بالذكاء والاقتدار، بل بالعجز والافتقار وبالتسليم المتسم بالتوكل، وبالدعاء بلسان المقال والحال والفعل.

    والآية الكريمة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَت۪ينُ ﴾ (الذاريات: ٥٨) تعلن هذه الحقيقة، وهي برهان قوي عظيم لدعوانا هذه، بحيث تتلوها جميعُ النباتات والحيوانات وأطفال الإنسان بلسان الحال، بل تتلوها كلُّ طائفة تطلب الرزق.

    وحيث إنَّ الرزق مقدّر بالقدر الإلهي، وإنه يُنعَم به إنعاماً، والمنعِم المقدّر هو الله سبحانه، وهو رحيم وكريم، فليفكر مَن يقبل مالاً حراماً ممحوقاً رشوةً لوجدانه بل أحياناً لمقدساته، مريقاً ماءَ وجهه إراقةً غير مشروعة بدرجة اتهام رحمته تعالى والاستخفاف بكرمه سبحانه.. أقول؛ فليفكر مثل هذا في مدى بلاهة وجنون تصرفه.

    نعم، إنَّ أهل الدنيا ولاسيما أهل الضلالة، لا يعطون نقودَهم رخيصة، بل يعطونها بأثمان باهظة، فإن مالاً قد يعين على إدامة حياة دنيوية لسنة واحدة، إلّا أنه يكون أحياناً وسيلة لإبادة خزينة حياة أبدية خالدة. فيجلب بذلك الحرص الفاسد الغضبَ الإلهي عليه ويحاول جلبَ رضى أهل الضلالة.

    فيا إخوتي!

    إذا ما اصطادكم متزلّفو أهل الدنيا ومنافقو أهل الضلال بفخّ الطمع وعرقه الضعيف المغروز في الإنسان، ففكروا في الحقيقة السابقة واجعلوا أخاكم هذا الفقير مثالاً يُقتدى به.

    فإني أُطمئنكم بأن القناعةَ والاقتصادَ يديمان حياتكم ويضمنان رزقَكم أكثر من المرتَّب، ولاسيما أن تلك النقود غير المشروعة المعطاة لكم ستطلب منكم بدلها أضعافاً مضاعفة، بل ألف ضعف وضعف، أو في الأقل تمنع أو تقلل من الخدمة القرآنية التي تستطيع أن تفتح أبوابَ خزينةٍ أبدية لكم؛ كل ساعة من ساعاتها. وهذا ضرر جسيم وفراغ وخيم لا تملؤه ألوف المرتبات.

    تنبيه:

    إنَّ أهلَ الضلالة الذين دأبُهم النفاق والكيد، ينصبون فخَّ الحيلة والخداع، وذلك عندما يعجزون عن الوقوف إزاء ما نشرناه من حقائق الإيمان المستلهَمة من القرآن الحكيم. ويحاولون -بشتى الطرق- أنْ يسحبوا أصدقائي عني، ويغرروا بهم بحب الجاه والطمع والخوف، والتهوين من شأني، بإلصاق بعض الأمور بي.

    نحن لا نتحرك في خدمتنا المقدسة إلّا حركة إيجابية، ولكن دفعَ الموانع التي تعيق كل أمر من أمور الخير، يسوقنا أحياناً إلى حركة سلبية مع الأسف.

    وإزاء دعايات المنافقين الخادعة هذه، انبّه إخواني بالنقاط الثلاث السابقة، وأسعى لدفع الهجوم عنهم.

    ويُشن في الوقت الحاضر أكبر هجوم عليّ بالذات إذ يقولون: إن سعيداً كردي، فلِمَ تحترمونه كثيراً وتتبعونه؟ لذا اضطر إلى كتابة الدسيسة الشيطانية الرابعة بلسان «سعيد القديم» دون رغبة مني، لإسكات أمثال هؤلاء.

    الدسيسة الشيطانية الرابعة

    إنَّ بعض الملحدين الذين يشغلون مناصبَ مهمة، يشنون هجوماً عليّ، بترويجهم دعايات تلقَّوها من الشيطان ومن إيحاءات أهل الضلال، ليغرروا بها بإخواني ويثيروا فيهم النعرة القومية، إذ يقولون:

    انتم أتراك، وفي الأتراك من أصناف العلماء وأرباب الفضل والكمال الكثيرين بفضل الله، وإن سعيداً هذا كردي، فالتعاون مع من ليس من قوميتكم ينافي النخوة القومية.

    الجواب: أيها الملحد الشقي! إني ولله الحمد مسلم، انتسب إلى أمتي السامية، وهم ثلاثمائة وخمسون مليوناً في كل عصر، وإني استعيذ بالله مائة ألف مرة من أن أُضحيَ بهذه الكثرة الكاثرة من الإخوان الطيبين المترابطين بأخوة خالدة ويمدونني بدعواتهم الخالصة وفيهم أكثرية الأكراد المطلقة، واستبدلَ بهؤلاء الميامين دعوةً عنصرية وقومية سلبية كسباً لودّ بضعة أشخاص معينين يحملون اسم الكرد ويعدّون من عنصر الكرد، ممن سلكوا سبيلَ الإلحاد والانسلاخ من المذاهب والقيم.

    أيها الملحد! إن ذلك دأبُ أمثالك من الحمقى، يترك أخوةً حقيقية نورانيةً نافعة لجماعة عظيمة تعدادهم ثلاثمائة وخمسون مليوناً لأجل كسب إخوة كفار (المجر) أو عدد من أتراك متفرنجين متحللين من الدين، تلك الأخوة المؤقتة غير المجدية حتى في الدنيا.

    ولما كنا قد بيّنا ماهيةَ القومية السلبية وأضرارَها بدلائلها في المسألة الثالثة من «المكتوب السادس والعشرين» فإننا نحيلها إلى تلك الرسالة ونتناول بشيء من الإيضاح حقيقةً وردت مجملةً في نهاية المسألة الثالثة هي الآتية:

    أقول لأولئك الملحدين، أدعياء النخوة والغيرة، المتسترين تحتَ ستار القومية التركية، وهم في الحقيقة أعداء الأمة التركية، أقول لهم:

    إنني على علاقة وثيقة جداً بمؤمني هذا الوطن الذين يسمّون بالأتراك المرتبطين ارتباطاً قوياً، وبأخوة صادقة أبدية وحقيقية بالأمة الإسلامية.. وأكنّ حباً عميقاً وولاءً بفخر واعتزاز -باسم الإسلام- لأبناء هذا الوطن الذين رفعوا رايةَ القرآن خفاقة عزيزة في ربوع العالم أجمع زهاء ألف عام.

    أما أنت أيها المخادع المدّعي، فليس لك إلّا أخوة مجازية غير حقيقية ومؤقتة ومبنية على العنصرية والأغراض الشخصية، بحيث تُهمل وتطرح جانباً المفاخر القومية الحقيقية للترك.

    فأنا أسألك:

    هل الأمة التركية عبارة عن شباب غافلين، سارحين وراء الأهواء، ممن تتراوح أعمارُهم بين العشرين والأربعين من العمر فقط؟

    وهل ما تستوجبه النخوةُ القومية من منافع تمسهم، محصورةٌ في تربية متفرنجة تزيد غفلتَهم، وتعوّدهم على الفساد وسوء الأخلاق، وتحثهم على ارتكاب الموبقات؟

    وهل هي في دفعهم إلى متعة مؤقتة وضحك آني يبكون عليه أياماً في شيخوختهم؟.

    فإن كانت النخوة القومية هي هذه الأمور، وإن كان الرقي وسعادة الحياة هي هذه.. وإن كنت أنت داعيةً إلى هذا النمط من القومية التركية، وتدافع عن الأمة على هذه الصورة. فأنا أفرّ من هذه الدعوة القومية التركية فراراً بعيداً ولك أن تفرّ مني أيضاً.

    وإن كنتَ مالكاً لذرة من شعور وإنصاف وغيرة قومية حقة، فانظر إلى هذه التقسيمات ثم أجب عنها، هي:

    إن أبناء هذا الوطن الذين يسمَّون بالأتراك، ينقسمون إلى ستة أقسام:

    القسم الأول: هم أهل التقوى والصلاح.

    القسم الثاني: هم المرضى وأهل الضر والمصائب.

    القسم الثالث: هم الشيوخ.

    القسم الرابع: هم الأطفال والصبيان.

    القسم الخامس: هم الفقراء والمعوزون.

    القسم السادس: هم الشباب.

    أليست الطوائف الخمس الأولى أتراكاً، أوَ ليس لهم حصة من الحَمية القومية؟ أفمن الأِباء القومي إيذاء أولئك الطوائف الخمس وسلب سرورِهم وتعكير صفوِهم وإفساد سلوانهم في سبيل إدخال بهجة مُسكرة غافلة في نفوس الطائفة السادسة؟ أهذه نخوةٌ أم عداءٌ للأمة؟ إن الذي يُلحق الضرر بالأكثرية لاشك أنه عدوّ لا صديق، إذ الحكم يُبنى على الأكثرية.

    فأنا أسألك: هل أعظم ما ينتفع به القسم الأول -وهم أهل الإيمان والتقوى- هو في مدنية متفرنجة؟ أم هو في سلوك طريق الحق التي يشتاقون إليها، ووجدان سلوان حقيقي في أنوار حقائق الإيمان باستحضار السعادة الأبدية؟.

    إنَّ الطريق التي تسلكونها، أنت وأمثالُك من أدعياء القومية المتمادين في الضلالة، تطفئ الأنوار المعنوية للمؤمنين المتقين، وتخلّ بسلوانهم الحقيقي، وتريهم الموت إعداماً أبدياً، وتدلّهم على أن القبر بابٌ إلى فراق أبدي.

    وهل منافع القسم الثاني وهم المرضى وأهل المصائب الآيسون من حياتهم، هي في تربية مدنية لا دينية متفرنجة؟. بينما أولئك البائسون يريدون نوراً ويطلبون سلواناً ويبتغون ثواباً على ما نـزل بهم من مصائب، ويرومون أخذَ الثأر والانتقام ممن ظلمهم، ويترقبون دفع الخوف عن باب القبر الذي دنَوَا منه.

    ولكن بالنخوة الكاذبة التي تدعيها أنت وأمثالُك تنـزلون صفعاتٍ موجِعةً على رؤوس أولئك المبتلين المحتاجين أشد الحاجة إلى العزاء والإشفاق عليهم وضماد جروحهم واللطف بهم، بل تغرزون الآلام في قلوبهم الجريحة، فتخيبون آمالهم دون رحمة، وتلقونهم في يأس قاتم دائم!

    أهذه غيرة قومية؟ أبهذا تخدمون الأمة وتُسْدون إليها النفع؟

    والطائفة الثالثة وهم الشيوخ؛ الذين يمثلون ثلث الأمة، فهؤلاء يقتربون من القبر، ويدنون من الموت، ويبتعدون عن الدنيا، ويجاورون الآخرة! فهل سلوان هؤلاء ونفعهم في الاستماع إلى سيرة الظالمين من أمثال «جنكيزخان» و «هولاكو» المليئة بالغدر؟ وهل هي في هذا النمط من أفعالكم الحاضرة التي تُنسي الآخرة، وتُلصق بالدنيا، وهي أفعالٌ لا طائل تحتها، وهي سقوط وتردٍ معنوي رغم ما يطلق عليها من رقي في الظاهر. وهل أن نورَ الآخرة في السينما؟ وهل السلوان الحقيقي في المسرح؟

    وإذ ينتظر هؤلاء الشيوخ الضعفاء الاحترامَ والتوقيرَ من أهل النخوة والغيرة إذا بهم يخاطَبون: أنكم تساقون إلى إعدام أبدي، بما ينفث في روعهم أن باب القبر الذي يتصورونه رحمة ما هو إلّا فم ثعبان يبتلعهم، ويهمس في آذانهم المعنوية: إنكم ماضون إلى هناك وكأن هذا الكلام طعناتٌ معنوية تنـزل عليهم، فتذبحهم ذبحاً معنوياً.

    فإن كانت هذه غيرة قومية وحمية ملية، فإني استعيذ بالله مائةَ ألف مرة من هذه الحمية والنخوة القومية.

    أما الطائفة الرابعة؛ وهم الأطفال، فإنهم يطلبون من الحمية القومية الرحمة وينتظرون منها الشفقة عليهم.

    وإن الإيمان بالله الخالق القدير الرحيم هو الذي يجعل أرواحَهم تنبسط، وقابلياتِهم تنمو، ومواهبَهم تتربى بسعادة -بما يكمن فيهم من ضعف وعجز- ويستطيعون أن ينظروا إلى الحياة نظرة اشتياق بتلقين التوكل الإيماني والتسليم الإسلامي تلقيناً يمكّنهم من أن يصمدوا إزاء ما ستجابههم من أحوال وأهوال.

    فهل يمكن أن يعوّض ذلك بتعليم دروس تقدم حضاري لا يرتبطون بها إلّا ارتباطاً واهياً، وبتدريس الفلسفة المادية التي لا نور فيها، تلك التي تنقض قواهم المعنوية وتطفئ نور أرواحهم؟

    إذ لو كان الإنسان عبارة عن جسد حيوان فحسب، غير مالك للعقل، فلربما يُلهي هؤلاء الأطفال الأبرياء لهواً مؤقتاً صبيانياً بهذه الأصول الأجنبية وينتفعون منها نفعاً دنيوياً بالتربية الحديثة التي زيّنتموها بالتربية القومية.

    ولكن أولئك الأبرياء سينـزلون حتماً إلى حلبة الحياة كأي إنسان كان ولاشك أنهم سيحملون آمالاً بعيدة جداً في قلوبهم اللطيفة الصغيرة، وستنشأ في عقولهم الصغيرة مقاصدٌ جليلة.

    وحيث إن الحقيقة هي هذه، يلزم أن يقرّ في قلوبهم نقطةُ استناد قوية ونقطةُ استمداد لا تنضب بترسيخ الإيمان بالله وباليوم الآخر. وذلك من مقتضى الشفقة عليهم وهم يحملون عجزاً وفقراً لا منتهى لهما. وبهذا وحدَه تكون الشفقة عليهم والرحمة بهم. وإلّا فإن الإشفاق عليهم بسُكر الغيرة القومية وحدَها يكون ذبحاً معنوياً لأولئك الصغار الأبرياء، كقيام والدة مجنونة بذبح طفلها، بل هو غدرٌ قاسٍ ووحشيةٌ ظالمة لهم، كمن يُخرج قلبَ الطفل ودماغه ويقدمهما طعاماً لينمو جسده!.

    الطائفة الخامسة وهم الضعفاء والفقراء!

    فالفقراء الذين يقاسون تكاليف الحياة المرهقة والتي تصبح أكثر إيلاماً بالفقر، والضعفاء المساكين الذين يتألمون أكثر من تقلبات الحياة الهائلة. أليس لهؤلاء حظ من الغيرة القومية؟

    وهل حظُّهم هو في الأعمال التي ترتكبونها تحت ستار التفرنج والتمدن بمدنية فرعونية تزيل حجابَ الحياء وتُشبع نـزوات أغنياء سفهاء وتكون وسيلة لشهرة طغاة أقوياء ظلمة، والتي تزيد يأس هؤلاء البائسين وألمهم؟

    ألا إن المرهم الشافي لضماد جرح الفقر لهؤلاء ليس في العنصرية أبداً، بل يؤخذ من صيدلية الإسلام المقدسة، ولا تستمد القوة للضعفاء ومقاومتهم من الفلسفة الطبيعية المظلمة المستندة إلى المصادفة العمياء والطبيعة الصماء، بل تستمد من الحمية الإسلامية ومن الأمة الإسلامية السامية.

    الطائفة السادسة وهم الشباب: لو كانت فتوة هؤلاء الشباب دائمية، لكان للشراب المُسكر الذي سقيتموهم إياه بالقومية السلبية منفعةٌ مؤقتة وفائدةٌ دقيقة. ولكن الإفاقة من نشوة الشباب اللذيذة بالشيب وبالآلام، والتنبّه من ذلك النوم الممتع في صبح المشيب بالحسرات؛ سيدفع الشاب إلى البكاء المرير وتجرّع الآلام من جراء نشوة ذلك الشراب. فضلاً عن أن الألم الذي يشعر به من زوال ذلك الحُلم الممتع، سيكون حزناً شديداً عليه، حتى يجعلَه يتأوّه وتذهب نفسُه حسرات عليه قائلاً: وآ أسفى، لقد ذهب الشباب، ومضى العمر، وسأدخل القبر صفر اليدين، ليتني استرشدت وعدت إلى صوابي!

    فهل حصة هذه الطائفة من القومية هي متعةٌ مؤقتة في مدة محدودة، ثم دفعهم إلى الحسرات والبكاء مدة مديدة؟

    أم أن سعادة دنياهم ولذة حياتهم هي في أداء الشكر على نعمة الشباب، بصرف ذلك العهد اللذيذ في الاستقامة -لا في السفاهة - وذلك لإبقاء ذلك الشباب الفاني إبقاءً معنوياً بالعبادة، وللفوز بشباب خالد في دار السعادة الأبدية، بالتزام الاستقامة في ذلك العهد.

    فإن كان لك شعور، ولو بمقدار ذرة، أجب عن هذه الأسئلة.

    الحاصل: لو كانت الأمة التركية قاصرةً على الطائفة السادسة، أي على الشباب وحدهم، وكانت فتوتُهم خالدة، وليس لهم دارٌ غير الدنيا، لكانت أعمالكم المشوبة بالتفرنج تحت ستار القومية التركية، تعدّ من الغيرة والحمية القومية، وعندئذٍ كان يمكنكم أن تقولوا لشخص مثلي ممن لا يكترث بأمور الدنيا إلّا قليلاً، ويعدّ العنصرية داءً وبيلاً -كداء السيلان- ويسعى لصرف الشبان عن الأهواء والرغبات غير المشروعة، وقد ولد في ديار أخرى، أقول: كان يمكنكم أن تقولوا: إنه كردي لا تتبعوه! ولربما تكسبون بقولكم هذا حقاً.

    ولكن لما كان أبناء هذا الوطن -الذين يطلق عليهم اسم الترك- هم ستة أقسام -كما بينا آنفاً- فإن إلحاق الضرر بخمسة أقسام منهم وسلب راحتهم، وحصر راحةٍ دنيوية مؤقتة وخيمة العاقبة في قسم واحد منهم فقط بل إسكارهم بها لا شك أنه ليس وفاءً للأمة التركية بل هو عداء لها.

    نعم، إنني من حيث العنصر لا أُعد من الترك، ولكن سعيت ومازلت أسعى بكل ما أُوتيت من قوة لصالح المتقين وللمبتلين بالمصائب وللشيوخ وللأطفال وللفقراء من الأتراك، وأحاول أيضاً صرفَ الشباب -وهم الطائفة السادسة- عن أفعال غير مشروعة تسمم حياتَهم الدنيوية وتبيد حياتهم الأخروية، وتسوق إلى سنةٍ من البكاء على ضحك لم يدُم ساعة.

    وهذا هو دأبي منذ عشرين سنة -وليس في هذه السنين الست أو السبع- إذ ما نشرتُه من رسائل باللغة التركية واستلهمتُها من نور القرآن الكريم، موجودة أمام الجميع.

    نعم إن الآثار التي اُقتبسَت من كنـز أنوار القرآن الكريم -ولله الحمد- قد أظهرت للمتقين الصالحين النورَ الذي يحتاجونه بشدة، وبيّنت للمرضى والمبتلين أن أنجع العلاجات والبلسم الشافي لهم هو في صيدلية القرآن المقدسة، وأثبت -بالأنوار القرآنية -للشيوخ القريبين من باب القبر أنه بابُ رحمة وليس بابَ إعدام. واستخرجت للأطفال الذين يحملون قلوباً لطيفة رقيقة -من كنـز القرآن الكريم- نقطةَ استناد قوية جداً تجاه المصائب والمهالك والمضرات وأبرزت نقطةَ استمداد فيها تكون محورَ آمال ورغبات لا حدّ لها لهم يستفيدون منها فعلاً. ورفعت -تلك الآثار- ثقلَ تكاليف الحياة المرهقة عن كاهل الفقراء الضعفاء والتي ينسحقون تحتها، خفَّفتها عنهم بحقائق الإيمان القرآنية.

    وهكذا فنحن نسعى لنفع هذه الطوائف الخمس من الأقسام الستة من الأمة التركية، أما القسم السادس وهم الشباب، فلنا أخوّة صادقة مع الطيبين منهم، علماً أنه لا صداقة لنا بأي جهة من الجهات مع من هم من أمثالك من الملحدين، لأننا لا نعدّ الملحد المنسلخ عن ملة الإسلام -التي تضم مفاخر الأتراك الحقيقية- أنه من الأمة التركية، بل نعدّه أجنبياً تستّر بستار الترك. فمثل هؤلاء مهما زعموا أنهم يدعون إلى القومية التركية فإنهم لا يستطيعون أن يخدعوا أهلَ الحقيقة، لأن أفعالهم وتصرفاتهم تكذّب دعواهم.

    فيا أيها الملحدون المتفرنجون الذين يسعون لصرف إخواني الحقيقيين عني بدعاياتكم! أي نفع تُسدونَه لهذه الأمة؟ إنكم تطفئون نور أهل التقوى والصلاح وهم الطائفة الأولى وتضعون السمّ على جروح من هم أحوج ما يكونون إلى الضماد والرحمة، وهم الطائفة الثانية.

    وتسلبون سلوان من هم أليق بالاحترام والتوقير، بل تلقونهم في يأس مطلق، وهم الطائفة الثالثة.

    وتنقضون كلياً القوةَ المعنوية لمن هم أحوج ما يكونون إلى الشفقة وتطفئون إنسانيتهم الحقيقية، وهم الطائفة الرابعة.

    وتخيبون آمال مَن هم أحوج إلى التعاون والعزاء حتى تجعلوا الحياة في نظرهم أفزع من الموت، وهم الطائفة الخامسة.

    وتسقون في غفلة الشباب شراباً عاقبتُه وخيمةٌ أليمة، مَن هم أحوج ما يكونون إلى الانتباه والإفاقة، وهم الطائفة السادسة.

    فهل القومية التي تضحون في سبيلها بكثير من المقدسات هي هذه الأمور؟

    أهكذا تقدّمون النفع إلى الأتراك بالقومية؟ أما أنا فأستعيذ بالله ألف ألف مرة من ذلك.

    أيها السادة! إني أعلم أنكم عندما تُغلَبون في ميدان الحق تتشبثون بالقوة، ولكن لأن القوة في الحق وليس الحق في القوة، فلو جعلتم الدنيا على رأسي ناراً تتأجج، فإن هذا الرأس الذي أضحّي به فداءً للحقيقة القرآنية لا يخضع لكم أبداً.

    وإني أُعلمكم أيضاً ؛ أنه لو عاداني ألوفٌ من أمثالكم، وليس أناساً محدودين مكروهين في نظر الأمة، فلا أعير لهم أهمية تذكر أكثر مما اهتم بحيوانات مضرة.

    ماذا عساكم أن تفعلوا بي؟

    إن أقصى ما يمكنكم فعله هو إنهاء حياتي، أو إعاقة خدماتي للقرآن. إذ لا تعدو علاقتي بالدنيا هذين الأمرين.

    نحن نؤمن إيماناً يقينياً بدرجة الشهود أن الأجَل لا يتغير، وهو مقدّر بقدَره تعالى. لذا لا أتراجع قطعاً إن استشهدتُ في سبيل الحق، بل أنتظره بشوق عارم. وبخاصة أني شيخ كبير لا أتوقع أن أعيشَ أكثر من سنة. فإن أعظم ما أبغيه هو الفوز بعمر باق بالشهادة بدلاً عن هذا العمر الظاهري.

    أما من حيث العمل للقرآن الكريم؛ فلقد وهب لي الله سبحانه وتعالى برحمته؛ إخواناً ميامين في العمل للقرآن والإيمان. وستؤدَّى تلك الخدمة الإيمانية عند مماتي في مراكز كثيرة بدلاً من مركز واحد. ولو أسكتَ الموتُ لساني فستنطلق ألسنةٌ قوية بالنطق بدلاً عني وتديمُ تلك الخدمة.

    بل أستطيع القول: أن بذرة واحدة تحت التراب تنشئ بموتها حياةَ سنبلة وتتقلد مائة من الحبات الوظيفةَ بدلاً عن حبة واحدة.

    فآمل أن يكون موتي كذلك وسيلة لخدمة القرآن أكثر من حياتي.

    الدسيسة الشيطانية الخامسة

    إنَّ الموالين للضلالة يرومون سحب إخواني عني مستفيدين من الأنانية والغرور الكامن في الإنسان. وفي الحقيقة إن أخطر وأضعفَ عِرق ينبض في الإنسان إنما هو عِرق الغرور، إذ يمكنهم بالتربيت على ذلك العِرق وتلطيفه أن يدفعوه إلى كثير من المفاسد.

    يا إخواني! كونوا حذرين، لئلا يترصدوكم في هذا الجانب فيصيدوكم من هذا العِرق؛ عِرق الغرور.

    إنَّ أهل الضلالة في هذا العصر قد امتطَوا «أنا» فهو يجوب بهم في وديان الضلالة. فأهلُ الحق لا يستطيعون خدمةَ الحق إلّا بترك «أنا»، وحتى لو كانوا على حق وصواب في استعمالهم «أنا» فعليهم تركُه، لئلا يشبهوا أولئك، إذ يكونون موضعَ ظنهم أنهم مثلهم يعبدون النفس. لذا فإن عدم ترك «أنا» بخسٌ للحق تجاه خدمة الحق.

    زد على ذلك أنَّ الخدمة القرآنية التي اجتمعنا عليها ترفض «أنا» وتطلب «نحن»، فلا تقولوا: أنا! بل قولوا: نحن.

    ولاشك أنكم قد اقتنعتم أنَّ أخاكم هذا الفقير لم يبرز إلى الميدان بـ «أنا»، ولا يجعلكم خُداماً لأنانيته، بل أراكم نفسَه خادماً للقرآن لا يملك أنانيةً، فليس هو إلّا قد اتخذ -كما بيّنه لكم- مسلكَ عدم الإعجاب بالنفس وعدم موالاة «أنا»، فضلاً عن أنه قد أثبت لكم بدلائلَ قاطعة أنَّ الآثار والمؤلفات المعدّة لإفادة الناس كافة هي مُلك الجميع، أي إنها ترشحات من القرآن الكريم لا يسع أحد أن يتملّكها بأنانيته.

    ولنفرض فرضاً محالاً أنني أتملك تلك الآثار بأنانيتي، ولكن مادام بابُ الحقيقة القرآنية هذا قد انفتح -كما قال أحد إخواني- فينبغي لأهل العلم والكمال أن يغضّوا النظر عن نقائصي وهوان شأني ولا يظلوا مستغنين عني مترددين في إسنادي.

    وعلى الرغم من أن آثار السلف الصالحين والعلماء المحققين خزينةٌ عظيمة تكفي وتفي بعلاج كل داء. فقد يكون لمفتاحِ خزينةٍ أهميةٌ أكثر من الخزينة نفسها، لأنها مقفولة. وباستطاعة المفتاح فتحُ خزائن كثيرة.

    وأظن أنَّ العلماء الفضلاء الذين لهم غرور علمي قوي، قد أدركوا أيضاً أن «الكلمات» المنشورة مفتاحٌ للحقائق القرآنية، وأنها سيفٌ ألماسي ينـزل على رؤوس أولئك الساعين لإنكار تلك الحقائق.

    ألا فليعلم أولئك الحاملون لغرور علمي قوي، أنهم لا يكونون طلاباً لي، بل يكونون طلاباً وتلاميذ للقرآن الحكيم، وأنا لا أكون إلّا زميل دراسة معهم.

    بل حتى لو فُرض فرضاً محالاً أنني ادّعي الأستاذية، ولكن بما أننا قد وجدنا وسيلةً لإنقاذ طبقات أهل الإيمان كافة من العوام إلى الخواص من الشبهات والأوهام التي يتعرضون لها الآن، فعلى أولئك العلماء أن يجدوا وسيلةً أيسر منها أو يلتزموا هذه الوسيلة ويقوموا بتدريسها وتعهّدها.

    إنَّ هناك زجراً عظيماً في حق علماء السوء، فليحذَر أهلُ العلم في هذا الزمان حذراً شديداً.

    فلو افترضتم -كما يظن أعداؤنا- أنني أعمل في هذه الخدمة الإيمانية في سبيل إبراز أنانيتي وغروري. ولكن هناك أناس كثيرون اجتمعوا حول شخصٍ متفرعن اجتماعاً جاداً خالصاً تاركين غرورَهم، وعملوا بترابط قوي في سبيل مقصد دنيوي وقومي، أوَ ليس لأخيكم هذا حق في مطالبتكم الاجتماعَ بتساند وترابط حول الحقائق القرآنية وبترك الأنانية، كتساند عرفاء تلك القيادة الدنيوية؟ أوَ ليس أكبر علمائكم غيرَ محق كذلك في عدم تلبية ندائه؟ مع أنه يستر أنانيته ويدعو إلى الالتفاف حول الحقائق القرآنية والإيمانية.

    فيا إخواني! إنَّ أخطر جهة من الأنانية في عملنا هذا هو الحسد والغيرة، فإذا لم يكن العمل خالصاً لله وحده، فإن الحسد يتدخل فيفسد العمل. فكما أن إحدى يدي الإنسان لا تحسد الأخرى ولا تغار منها، وكذا لا تحسد عينُه أذنَه ولا يغار قلبُه من عقلِه، كذلك أنتم، فكلٌّ منكم في حكم عضو وحاسة في الشخص المعنوي لجماعتنا هذه. فواجبكم الوجداني ألّا يحسد بعضُكم بعضاً، بل يفتخر كلٌّ منكم بمزايا الآخر وينسَرُّ بها.

    بقي هناك أمر آخر، وهو أخطرُ الأمور، وهو: وجود الحسد والغيرة فيكم أو في أحبابكم تجاه أخيكم هذا الفقير. وهذا من أخطر الأمور. وفيكم علماءٌ أجلّاء متبحِّرون. وفي قسم من أهل العلم غرورٌ علمي ولو أنه متواضع بالذات، إلّا أنه -في تلك الجهة - مغرورٌ وأناني، فلا يدع غروره فوراً. ومهما التزم عقلُه وتمسّك قلبُه بالخدمة إلّا أن نفسَه تروم التميّز والظهور والشهرة من جراء ذلك الغرور العلمي. بل إنها ترغب حتى في إظهار المعارضة للرسائل المكتوبة. وعلى الرغم من أن قلبه يحب «الرسائل» وأن عقله يعجب بها ويجدها رفيعة، فإن نفسه تضمر عداءً آتياً من الغيرة العلمية وتتمنى تهوين شأن «الكلمات» كي تبلغها نتاجاتُ فكرِه، وتروّج مثلها، لذا أضطر اضطراراً أن أبلّغ هذا:

    إن الذين هم ضمن دائرة هذه الدروس القرآنية، وظيفتُهم محصورة -من حيث العلوم الإيمانية- في شرح «الكلمات» المكتوبة وإيضاحها أو تنظيمها، حتى لو كانوا مجتهدين، وعلماء متبحّرين، لأنه قد علمنا بأمارات كثيرة: أننا موظفون بوظيفة الفتوى في هذه العلوم الإيمانية. فلو حاول أحدُهم ممن هو ضمن دائرتنا أن يكتب شيئاً بما استوحته نفسُه من الغرور العلمي -خارج نطاق الشرح والإيضاح- فإنه يكون بمثابة معارضة واهية وتقليد مشين. لأنه قد تحقق بالأدلة والأمارات:

    أن أجزاء «رسائل النور» ترشحات من فيض القرآن الكريم، وقد تكفّل كلٌّ منا -على وفق قاعدة توزيع المساعي وتقسيم الأعمال- بالقيام بوظيفة من وظائف العمل للقرآن، لنوصل تلك الترشحات الكوثرية إلى المحتاجين.

    الدسيسة الشيطانية السادسة

    وهي استغلال الشيطان حُبَّ الراحة والدعة والتطلع إلى تسنّم الوظائف لدى الإنسان.

    نعم، إنَّ شياطين الجن والإنس لا يدعون ناحيةً إلّا ويهاجمون منها، فعندما يرون أحداً من أصدقائنا ذا قلب راسخ ووفاء تام ونية خالصة وهمة عالية، يلتفون عليه من جهات عدة ويشنون هجومهم عليه، كالآتي:

    إنهم يستغلون ما لديهم من حب للراحة والدعة ويستفيدون من مكانتهم في الوظائف ليفسدوا علينا مهمتنا، ويعيقوا خدمةَ القرآن، أو ليصرفوهم عن العمل للقرآن بدسائسَ ومكايدَ خبيثةٍ إلى حد يجدون لقسم منهم أعمالاً كثيرة ليغرقوهم فيها من دون أن يشعروا، كيلا يجدوا متسعاً من الوقت للعمل للقرآن، أو يقدّموا لقسم آخر أموراً دنيوية فاتنة ليثيروا فيهم الرغبات والهوى، لتصيبه الغفلة عن الخدمة.. وهكذا.

    وعلى كل حال فإن طرق الهجوم هذه طويلة، إلّا أننا اختصرناها هنا محيلين الأمر إلى فطنتكم ونظركم الثاقب.

    فيا إخوتي! اعلموا! واحذروا! إن مهمتكم هذه مقدسة وخدمتكم سامية، وإن كلَّ ساعة من ساعاتكم ثمينةٌ إلى حدٍ يمكن أن تكون بمثابة عبادة يوم كامل.. اعلموا هذا جيداً لئلا تضيعَ منكم وتفوت.

    ﴿ يَٓا اَيُّهَا الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّٰهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

    ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِاٰيَات۪ي ثَمَنًا قَل۪يلًا ﴾

    ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَۚ ❀ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَل۪ينَۚ ❀ وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    اللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِىِّ الْأُمِّىِّ الْحَبيبِ الْعَالِى الْقَدْرِ الْعَظيمِ الْجَاهِ وَعَلَى أٰلِه وَصَحْبِه وَسَلِّمْ. أٰمين

    Kudsî Bir Tarihçe

    Kur’an-ı Hakîm’in mühim bir sırr-ı i’cazîsinin zuhur ettiği senenin tarihi, yine lafz-ı Kur’an’dadır. Şöyle ki:

    Kur’an kelimesi, ebced hesabıyla üç yüz elli birdir. İçinde iki elif var, mahfî elif “elfün” okunsa bin manasındaki “elfün”dür. (Hâşiye[12]) Demek 1351 senesine, Sene-i Kur’aniye tabir edilebilir. Çünkü lafz-ı Kur’an’daki tevafukatın sırr-ı acibi, Kur’an’ın tefsiri olan Risale-i Nur eczalarında o sene göründü. Ve Kur’an’daki lafz-ı Celal’in i’cazkârane sırr-ı tevafuku, aynı senede tezahür etti. Ve bir nakş-ı i’cazîyi gösterecek bir Kur’an’ın yeni bir tarzda yazılması, aynı senede oluyor. Ve hatt-ı Kur’an’ın tebdiline karşı, Kur’an şakirdlerinin bütün kuvvetleriyle hatt-ı Kur’anîyi muhafazaya çalışması aynı senededir. Ve Kur’an’ın mühim ezvak-ı i’caziyesi, aynı senede tezahür ediyor. Hem aynı senede Kur’an ile çok münasebettar hâdisat olmuş ve olacak gibi…

    ذيل القسم السادس الأسئلة الستة

    كُتب هذا الذيل (للتداول الخاص)، لتجنُّب ما يرد في المستقبل من كلمات الإهانة وشعور الكراهية، أي؛ لئلا يصيبَ بصاقُ إهانتهم وجوهنا أو لمَسحه عنها عندما يقال: تباً لرجال ذلك العصر العديمي الغيرة!

    وكتب تقريراً ولائحة لترنّ آذانٌ صمّ، آذان رؤساء أوروبا المتوحشين المتسترين بقناع الإنسانية.. ولينغرز في العيون المطموسة، عيون أولئك العديمي الضمير الجائرين الذين سلطوا علينا هؤلاء الظلمة الغدّارين.. وليُنـزل صفعةً كالمطرقة على رؤوس عَبيد المدنية الدنية التي أذاقت البشريةَ في هذا العصر آلاماً جهنمية حتى صرخت في كل مكان: لتعش جهنم!

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ وَمَا لَنَٓا اَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّٰهِ وَقَدْ هَدٰينَا سُبُلَنَاۜ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلٰى مَٓا اٰذَيْتُمُونَاۜ وَعَلَى اللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ (إبراهيم: ١٢)

    لقد حدثت في الفترة الأخيرة اعتداءاتٌ شنيعة كثيرة على حقوق المؤمنين الضعفاء، من الملحدين المتخفين وراء الأستار، وأخصُّ بالذكر اعتداءهم عليّ تعدياً صارخاً، باقتحامهم مسجدي الخاص الذي عمّرته بنفسي، وكنا فيه مع ثلة من رفقائي الأعزاء، نؤدي العبادة، ونرفع الأذان والإقامة سراً. فقيل لنا: لِمَ تقيمون الصلاة باللغة العربية وترفعون الأذان سراً؟

    نفد صبري في السكوت عليهم: وها أنذا لا أخاطب هؤلاء السفلةَ الدنيئين الذين حُرموا من الضمير، وليسوا أهلاً للخطاب، بل أخاطب أولئك الرؤساء المتفرعنين في القيادة الذين يلعبون بمقدرات الأمة حسب أهواء طغيانهم. فأقول:

    يا أهل الإلحاد والبدعة! إني أطالبكم بالإجابة عن ستة أسئلة.

    السؤال الأول:

    إنَّ لكل حكومة، مهما كانت، ولكل قوم، بل حتى أولئك الذين يأكلون لحم البشر، بل حتى رئيس أية عصابة شرسة، منهجاً وأصولاً ودساتير، يحكمون وفقها.

    فعلى أي أساس من دساتيركم وأصولكم تتعدّون هذا التعدي الفاضح. أظهروه لنا. أم أنكم تحسبون أهواء عدد من الموظفين الحقراء قانوناً؟ إذ ليس هناك قانون في العالم يسمح بالتدخل في عبادة شخصية خاصة! ولا يسنّ قانون في ذلك قطعاً.

    السؤال الثاني:

    إن دستور حرية الضمير (حرية المعتقد الديني) مهيمنٌ بصورة عامة في العالم قاطبة، ولاسيما في هذا العصر، عصر الحريات، وبخاصة في نطاق المدنية الحاضرة.

    فإلى أيةِ قوة تستندون أنتم في جرأتكم هذه، بخروجكم على هذا الدستور، واستخفافكم به، مما يُعدّ إهانة للبشرية كلِّها، وإهمالاً لرفضها لعملكم؟ وأية قوة لديكم حتى تمسكتم بالإلحاد وكأنه دين لكم في الوقت الذي أطلقتم على أنفسكم اسم «اللادينية» وأعلنتم عدم التعرض للدين وللإلحاد على السواء.

    بيد أنكم تتعدَّون على حقوق أهل الدين إلى حدٍ كبير، فلاشك أن أعمالكم هذه لن تبقى في طيّ الخفاء، بل ستُسألون عنها. وعندها بماذا تجيبون؟

    فها أنتم أولاء لا تطيقون رفضَ أصغر حكومة من الحكومات العشرين واعتراضَها عليكم، فكيف بكم تجاه عشرين حكومة يرفضون معاً محاولتكم نقضَ حرية الضمير بالقوة وبالإكراه وكأنكم لا تحسبون حسابَ رفضهم.

    السؤال الثالث:

    بأي قانون وبأية قاعدة تكلّفون مَن هو شافعي المذهب مثلي، اتّباعَ فتوى تنافي صفاء المذهب الحنفي وسموّه، أفتى بها علماء السوء الذين باعوا ضمائرهم لمغنم دنيوي. ([13])

    فلو حاولتم إزالة المذهب الشافعي -علماً أن متبعيه في هذا المسلك يعدّون بالملايين- وسعيتم لجعلهم أحنافاً، ثم أكرهتموني على اتباع هذه الفتوى إكراهاً بالقوة، ربما يكون ذلك قانوناً ظالماً من قوانين الملحدين أمثالكم، وإلّا فهو دناءة يقترفها بعضهم حسب أهوائه!.

    إننا لسنا تابعين لأهواء أمثال هؤلاء، ولا نعرفهم أصلاً.

    السؤال الرابع:

    أيُّ أصلٍ من أصولكم هذا الذي تستندون إليه في تكليف أمثالي ممن هم من قوم آخرين: أن أقم الصلاة باللغة التركية، بناءً على فتوى محرّفة مبتدعة، باسم العنصرية التركية التي تعني التفرنج المنافي كلياً لقومية وأعراف وعادات هذه الأمة التي امتزجت واتحدت بالإسلام منذ القدم واحترمته.

    وعلى الرغم من أنني على علاقة وثيقة وصداقة صميمة وأخوة خالصة بالأتراك الحقيقيين، فإني لست على علاقة أبداً مع الدعوة القومية لأمثالكم من المتفرنجين.

    فكيف تكلفوني بذلك؟ وبأي قانون؟

    إنَّ الأكراد الذين يبلغ تعدادُهم الملايين، لم ينسَوا قوميتهم ولا لسانَهم منذ ألوف السنين، وكانوا أخوةً حقيقيين للأتراك في الوطن، ورفاقَهم في سوح الجهاد منذ سالف العصور، أقول : إن أزلتم قوميتَهم وأنسيتموهم لسانَهم، فلربما يكون تكليفكم هذا لأمثالنا -ممن يعدّون من عنصر آخر- دستوراً همجياً من دساتيركم. وإلّا فهو مجرد هوىً وتصرّف اعتباطي لا غير.

    ألا إنَّ أهواء الأشخاص لا تُتبع، ولا نتبعها نحن.

    السؤال الخامس:

    إنَّ أيةَ حكومة كانت لها أن تطبق قوانينَها على رعيتها ومن تعدّهم من رعاياها، ولكنها لا تستطيع أن تجري قوانينها على من لا تعدّهم من رعاياها، لأن أولئك يقولون:

    لمّا لم نكن من رعاياكم، فلستم حكومتنا كذلك.

    زد على ذلك أن عقابين اثنين لا ينـزلان في آن واحد على شخص، في دولة من الدول. فإما أن يُعدم القاتل، أو يُلقى به في السجن، ولا يجوز تنفيذ السجن والإعدام معاً عليه.

    وفي ضوء هذا، فإنني لم ألحق أيَّ ضرر كان للوطن أو الأمة ومع ذلك فقد وضعتموني في الأسر طوال ثماني سنوات، وعاملتموني معاملة لا يعامل بها حتى من كان مجرماً حقاً ومن قوم آخرين، بل من أبعد الأجانب عن البلاد.

    ولقد سلبتموني حريتي، وأسقطتموني من الحقوق المدنية، مع أنكم أصدرتم العفو عن المجرمين، ولم يقل أحدٌ منكم: إن هذا الشخص أيضاً من أبناء هذا الوطن.

    فبأي قانون من قوانينكم تكلفون شخصاً غريباً عنكم مثلي من كل جهة بدساتيركم هذه المناقضة للحرية والتي طبقتموها على أمتكم المنكوبة خلاف رضاهم؟

    ولما كنتم قد اعتبرتم البطولات الجسام في سبيل الحفاظ على الوطن والجهاد بالنفس والنفيس -التي أصبحتُ وسيلة لها بشهادة قواد الجيش في الحرب العالمية الأولى- ([14]) اعتبرتموها جريمة، كما اعتبرتم السعي الجاد للحفاظ على الأخلاق الفاضلة للأمة المنكوبة، وضمانَ سعادتها الدنيوية والأخروية خيانة .

    ومادمتم قد عاقبتم من لا يرضى أن يطبق في نفسه أصولَكم ومنهجكم المتفرنج الإلحادي الذي لا نفع فيه بل ملؤه الضرر والهلاك، بثماني سنوات من الحياة تحت المراقبة والترصد (والآن أصبحت ثمانياً وعشرين سنة)، مع أن العقاب لا يكون إلّا واحداً، فرفضتُه. ولكنكم أكرهتموني عليه وأذقتموني إياه.

    فبأي قانون تنـزلون بي عقاباً آخر؟

    السؤال السادس:

    إنكم ترون أن لنا خلافاً ومعارضة كلية معكم، ومعاملاتكم القاسية شاهدة على ذلك. فأنتم تضحون بدينكم وآخرتكم في سبيل دنياكم. ونحن بدورنا مستعدون على الدوام للتضحية بدنيانا في سبيل ديننا، وفي سبيل آخرتنا، وهذا هو سر المعارضة التي بيننا حسب ظنكم.

    ولاجرم أن التضحية ببضع سنين من حياتنا التي تمضي في ذل وهوان في ظل حكمكم القاسي قساوةَ الوحوش لنكسبَ بها شهادةً خالصة في سبيل الله، تعدّ ماء كوثر لنا.

    ولكن استناداً إلى فيض القرآن الحكيم وإشاراته، أخبركم بالآتي لترتعد فرائصكم:

    إنكم لن تعيشوا بعد قتلي، فإن يداً قاهرة ستأخذكم من دنياكم التي هي جنتُكم وأنتم مغرمون بها، وتطردكم عنها، وتقذف بكم فوراً إلى ظلمات أبدية، وسيُقتَل بعدي رؤساؤكم الذين تَنمرَدوا وطغَوا قِتلةَ الدواب، ويُرسَلون إليّ، وسأمسك بخناقهم أمام الحضرة الإلهية، وسآخذ حقي منهم بإلقاء العدالة الإلهية إياهم في أسفل سافلين.

    أيها الشقاة الذين باعوا دينهم وآخرتهم بحطام الدنيا!

    إن كنتم تريدون أن تعيشوا حقاً فلا تتعرضوا لي ولا تمسّوني بسوء، وإن تعرضتم فاعلموا أن ثأري سيؤخذ منكم أضعافاً مضاعفة.

    اعلموا هذا جيداً ولترتعد فرائصُكم!

    وإني آمل من رحمة الله سبحانه أن موتي سيخدم الدين أكثر من حياتي، وأن وفاتي ستنفلق على رؤوسكم انفلاق القنبلة، وستُشتِّت رؤوسَكم وتبعثرها.

    فإن كانت لكم جرأة، فتعرّضوا لي، فلئن كان لكم ما تفعلونه بي، لتَعلمن أن لكم ما تنتظرونه وتلاقونه من عقاب.

    أما أنا فسأتلو بكل ما أملك من قوة هذه الآية الكريمة إزاء جميع تهديداتكم:

    ﴿ اَلَّذ۪ينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ اِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ ا۪يمَانًاۗ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّٰهُ وَنِعْمَ الْوَك۪يلُ ﴾ (آل عمران: ١٧٣).

    القسم السابع وهو الإشارات السبع

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ فَاٰمِنُوا بِاللّٰهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْاُمِّيِّ الَّذ۪ي يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَكَلِمَاتِه۪ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ (الأعراف: ١٥٨)

    ﴿ يُر۪يدُونَ اَنْ يُطْفِؤُ۫ا نُورَ اللّٰهِ بِاَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّٰهُ اِلَّٓا اَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ (التوبة: ٣٢)

    هذا القسم عبارة عن سبع إشارات، كتب جواباً عن ثلاثة أسـئلة، والسؤال الأول منها يتضمن أربع إشارات.

    الإشارة الأولى

    إن مستندَ الذين يحاولون تغيير الشعائر الإسلامية وتبديلها، وحجتَهم نابعةٌ من تقليد الأجانب تقليداً أعمى، كما هو في كل الأمور الفاسدة. فهم يقولون:

    «إنَّ المهتدين في لندن، والذين دخلوا في حظيرة الإيمان من الأجانب يترجمون كثيراً من الأمور أمثال الأذان والإقامة للصلاة، إلى ألسنتهم، ويعملون بها في بلادهم، والعالم الإسلامي إزاء عملهم هذا ساكت، لا يعترض عليهم، فإذن هناك جواز شرعي في عملهم هذا بحيث يجعلهم يلزمون الصمت إزاءه!».

    الجـواب: إنَّ الفرق في هذا القياس ظاهر جداً، وليس من شأن ذي شعور تقليدهم، وقياس الأمور عليهم مهما كان. لأنَّ بلاد الأجانب يُطلق عليها في لسان الشريعة «دار الحرب». فكثير من الأمور لها جواز شرعي في «دار الحرب»، ولا مساغ لها في «دار الإسلام».

    ثم إن بلاد الإفرنج تتميز بقوة النصرانية وشوكتها. فليس هناك محيط يلقّن بلسان الحال ما يشيع مفاهيم الكلمات المقدسة ومعاني الاصطلاحات الشرعية، لذا فبالضرورة رُجّحت المعاني القدسية على الألفاظ المقدسة، أي تُركت الألفاظُ حفاظاً على المعاني، أي أُختير أخف الضررين، وأهون الشرين.

    أما في «دار الإسلام»؛ فإن المحيط يرشد ويلقن المسلمين بلسان الحال المعاني الإجمالية لتلك الكلمات المقدسة، إذ إن جميع المحاورات، والمسائل الدائرة بين المسلمين حول الأعراف والعادات والتاريخ الإسلامي، والشعائر الإسلامية عامة، وأركان الإسلام كافة تلقّن باستمرار المعاني المجملة لتلك الكلمات المقدسة لأهل الإيمان. حتى إن معابدَ هذه البلاد ومدارسَها الدينية، بل حتى شواهد القبور في المقابر، تؤدي مهمة ملقّن ومعلّم تُذكّر المؤمنين بتلك المعاني المقدسة.

    فيا ترى إنَّ مَن يعدّ نفسه مسلماً، ويتعلم يومياً خمسين كلمة من الكلمات الأجنبية في سبيل مصلحة دنيوية؛ إن لم يتعلم في خمسين سنة ما يكررها كل يوم خمسين مرة من الكلمات المقدسة، أمثال (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر) ألا يتردى إلى أدنى من الحيوان بخمسين مرة؟ ألا إن هذه الكلمات المقدسة لا تُحرّف، ولا تُترجم، ولا تُهجَر لأجل هؤلاء الأنعام!. بل إن هجر هذه الكلمات وتحريفها ما هو إلّا نقض لشواهد القبور كلّها وتسويتها بالتراب وإعراض عن الأجداد، وإهانة لهم، واتخاذهم أعداءاً .. وعليه فهم يرتعدون في قبورهم من هول هذا التحقير والإهانة.

    إنَّ علماء السوء الذين انخدعوا بالملحدين، يقولون تغريراً بالأمة: لقد قال الإمام الأعظم (أبو حنيفة النعمان):

    «يجوز قراءة ترجمة الفاتحة بالفارسية، إن وجدت الحاجة، وحسب درجة الحاجة، لمن لا يعرف العربية أصلاً، في الديار البعيدة». فبناءً على هذه الفتوى، ونحن محتاجون، فلنا إذن أن نقرأها بالتركية. ([15])

    الجواب: إنَّ جميع الأئمة العظام -سوى الإمام الأعظم- والأئمة الاثنى عشر المجتهدين، كلَّهم يفتون خلافَ فتوى الإمام الأعظم هذه. وإن الجادة الكبرى للعالم الإسلامي هي التي سلكها أولئك الأئمة العظام كلُّهم. فالأمة العظيمة لا تسير إلّا في الجادة الكبرى. فالذين يريدون أن يسوقوها إلى طريق مخصوصة وضيقة إنما يضلون الناس.

    إنَّ فتوى الإمام الأعظم، فتوى خاصة بخمس جهات:

    الأولى: إنها تخص أولئك القاطنين في دار أخرى، وبلاد بعيدة عن مركز «دار الإسلام».

    الثانية: إنها مبنية على الحاجة الحقيقية.

    الثالثة: إنها خاصة بترجمتها إلى الفارسية، التي تعد -في رواية- من لسان أهل الجنة.

    الرابعة: إنها حكمٌ بالجواز خصيصاً لسورة الفاتحة، لئلا يترك الصلاةَ من لا يعرف سورة الفاتحة.

    الخامسة: لقد أُظهر الجواز ليكون باعثاً لفهم العوام المعاني المقدسة، بحمية إسلامية نابعة عن قوة الإيمان، والحال إن تركَ أصلها العربي، وترجمتَها بدافع الهدم الناشئ من ضعف الإيمان، والنابع من فكر العنصرية والنفور من لسان العربية -الناجمة من ضعف الإيمان- ما هو إلّا دفع للناس إلى ترك الدين والخروج عليه.

    الإشارة الثانية

    إنَّ أهل البدعة الذين يغـيّرون الشعائر الإسلاميةَ، طلبوا أولاً فتوى من علماء السوء لتسويغ عملهم. فدلّوهم على الفتوى السابقة التي بيّنا أنها فتوى خاصة بخمسة وجوه.

    ثانياً: إن أهل البدعة قد استوحَوا فكراً مشؤوماً من الانقلابيين الأجانب، وهو:

    إن أوروبا لم يعجبْها مذهب الكاثوليك. فالتزم الثوار والانقلابيون والفلاسفة قَبْلَ الناس مذهب البروتستانية الذي كان يعدّ من البدع والاعتزال، حسب مذهب الكاثوليكية، وقد استفادوا من الثورة الفرنسية، فهدموا قسماً من الكاثوليكية، وأعلنوا البروتستانية.

    فأدعياء الحَمية هنا، في هذه البلاد، وقد اعتادوا التقليد الأعمى، يقولون:

    «لما كان هذا الانقلاب قد حدث في الديانة النصرانية، وقد عُدّ الانقلابيون في بداية الأمر مرتدين، ثم قُبلوا أيضاً نصارى، فيمكن إذن أن يحدث في الإسلام أيضاً انقلاب ديني كهذا».

    الجواب: إنَّ الفرقَ في هذا القياس أظهر مما في الإشارة الأولى، لأن: الأسسَ الدينية في النصرانية قد أخذت وحدها عن سيدنا عيسى عليه السلام. بينما أكثر الأحكام التي تعود إلى الحياة الاجتماعية والفروع الشرعية قد وضعت من قبل الحواريين، وبقية الرؤساء الروحانيين، وأخذ القسم الأعظم منها من الكتب المقدسة السابقة. لأن سيدنا عيسى عليه السلام، لم يَتولَّ الحكم والسلطة، ولم يكن مرجعاً للقوانين الاجتماعية العامة، فلذلك أخذت القوانين العرفية والدساتير المدنية باسم الشريعة النصرانية، وكأن أسس دينه قد أُلبست ثياباً من الخارج وأُعطيت لها صورة أخرى. فلو بُدّلت هذه الصورة وغُيّر ذلك الثياب فإن أسس دينه لا تتبدل. ولا يؤدي هذا الأمر إلى تكذيبه وإنكاره.

    بينما سيدنا الرسول ﷺ الذي هو صاحب الدين والشريعة الإسلامية هو فخر العالم وسيد العالمين، وأصبح كلٌّ من الشرق والغرب و الأندلس والهند عرشاً من عروش سلطانه، فكما أنه ﷺ قد بين -بذاته- أسسَ الإسلام، فإن فروع ذلك الدين ودساتير أحكامه، بل حتى أصغر أمر جزئي من آدابه هو الذي أتى به، وهو الذي يخبر عنه وهو الذي يأمر به،

    بمعنى أن الأمورَ الفرعية في الشريعة الإسلامية ليست على صورة لباسٍ وثياب قابلة للتغيير والتبديل. بحيث لو بدّلت لظلت أسس الدين ثابتة، بل إنها جسد تلك الأسس وفي الأقل جلدها. إذ قد امتزجت والتحمَت معها بحيث لا تقبل التفريق والفصل. وأن تبديلها مباشرة يؤدي إلى تكذيب صاحب الشريعة وإنكاره.

    أما اختلاف المذاهب فقد نشأ من أسلوب فهم الدساتير النظرية التي بيّنها صاحب الشريعة. والدساتير التي هي «المُحكمات» والتي تسمى بالضروريات الدينية، فلا تقبل التأويل، ولا التبديل قطعاً بأي صورة كانت من الصور، ولن تكون موضع اجتهاد أبداً. فمن بدّلها فقد خرج على الدين وكان ضمن القاعدة: «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من القوس». ([16])

    إنَّ أهل البدع لأجل تبرير إلحادهم، وخروجهم على الدين يجدون هذه الوسيلة، إذ يقولون:

    «لقد شُنّ هجوم على القسس والرؤساء الروحانيين ومذهب الكاثوليكية، الذي هو مذهبهم الخاص، وتم تخريب هذا المذهب في أحداث الثورة الفرنسية التي أدت إلى سلسلة من حوادث في عالم الإنسانية. ثم استصوب هجومهم هذا من قبل الكثيرين، وترقى الإفرنج بعد ذلك كثيراً!».

    الجواب: إن الفرق في هذا القياس -كسابقه- فرق ظاهر جداً، لأن النصرانية، ولا سيما مذهب الكاثوليك قد استغله رجالات الدولة وخواص الناس كأداة للتحكم والاستبداد. فكان الخواص يديمون نفوذهم على العوام بتلك الوساطة. حتى أصبحت وسيلة لسحق أصحاب الهمم والحمية من العوام الذين كانوا يُطلق عليهم اسم؛ (الفوضويين والدهماء)، وباتت وسيلة لسحق المفكرين من دعاة الحرية الذين كانوا يتصدون لاستبداد الخواص ومظالمهم. بل قد عُدّ ذلك المذهب هو السبب في سلب راحة الناس وبث الفوضى في الحياة الاجتماعية، بسبب الثورات التي حدثت في بلاد الإفرنج طوال ما يقارب أربعمائة سنة، لذا هوجم ذلك المذهب باسم مذهب آخر للنصرانية لا باسم الإلحاد. ونما السخط والعداء عليه لدى طبقة العوام ولدى الفلاسفة، حتى وقعت تلك الحادثة التاريخية المعروفة.

    بينما في الإسلام، لا يحق لأي مظلوم كان، ولا لأي مفكر كان أن يشكو من الدين المحمدي (على صاحبه الصلاة والسلام) والشريعة الإسلامية، لأن هذا الدين لا يسخطهم بل يحميهم، وهذا تاريخ الإسلام بين أيدينا، فلم تحدث صراعات دينية طوال التاريخ سوى حادثة أو حادثتين. بينما سبّب المذهب الكاثوليكي ثورات داخلية دامت أربعمائة سنة.

    ثم إن الإسلام قد أصبح حصناً حصيناً للعوام أكثر منه للخواص، إذ لا يجعل الخواص مستبدين على العوام بل يجعلهم خادمين لهم -من جهة -وذلك بوجوب الزكاة وتحريم الربا. إذ يقول: (خير الناس أنفعهم للناس).. ([17]) (سيد القوم خادمهم). ([18])

    فضلاً عن أنه يستشهد العقل وينبهه بإحالة كثير من الأمور -في القرآن الكريم -إلى العقل، ويحثه على التدبر والملاحظة. بقوله تعالى: ﴿ اَفَلَا يَعْقِلُونَ... اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ... لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ..﴾ فيمنح لأهل العلم وأرباب الفكر والعقل بهذا مقاماً رفيعاً باسم الدين ويوليهم أهميةً خاصة، فلا يعزِل العقلَ، ولا يحجر على عقول أهل الفكر ويكمّم أفواهَهم، ولا يطلب التقليد الأعمى، كما هو في المذهب الكاثوليكي.

    إنَّ أساس النصرانية الحاضرة -لا النصرانية الحقة- وأساس الإسلام يفترقان في نقطة مهمة، لذا يسلك كل منهما طريقاً مغايرةً لطريق الآخر في كثير من الجهات الشبيهة بالفروق السابقة. وتلك النقطة المهمة هي:

    إنَّ الإسلام دين التوحيد الخالص، يسقط الوسائط والأسباب عن التأثير ويهوّن من شأن أنانية الإنسان، مؤسساً العبوديةَ الخالصة لله وحده. فيقطع دابرَ كلِّ نوعٍ من أنواع الربوبيات الباطلة، ويرفضها رفضاً باتاً بدءاً من ربوبية النفس الأمارة. لذا لو أصبح أحد الخواص متقياً، لاضطر إلى ترك الأنانية والغرور. ومن لم يترك الأنانية والغرور يتراخ في التدين، بل يدع قسماً من أمور الدين.

    أما في النصرانية الحاضرة، فلقد ارتضت عقيدةَ البُنوة، لذا تعطي للوسائط والأسباب تأثيراً حقيقياً، ولا تقاوم الأنانيةَ باسم الدين، بل تمنح الأنانية نوعاً من القداسة، وكأنها وكيل مقدس عن سيدنا عيسى عليه السلام. ولأجل هذا فإن خواص النصارى الذين يشغلون أرفع المقامات الدنيوية يستطيعون أن يكونوا متدينين تديناً كاملاً، ومنهم الكثيرون من أمثال: (ولسن) وهو الرئيس الأسبق لأمريكا، و (لويد جورج) رئيس الوزراء الأسبق لإنكلترا. فهؤلاء أصبحوا متدينين كأي قَسٍ متعصب لدينه.

    بينما في المسلمين نادراً ما يظل الذين يلجون مثل هذه المقامات على صلابتهم الدينية، وقلما يكونون من أهل التقوى والصلاح، لعدم تركهم الأنانية والغرور، والتقوى الحقيقية لا تجتمع والأنانية والغرور.

    نعم، كما أن تعصبَ خواص النصارى بدينهم، وتهاون خواص المسلمين بدينهم، يبين فرقاً مهماً؛ كذلك اتخاذ الفلاسفة الذين برزوا في النصرانية طورَ المعارض أو الإهمال لدينهم، وبناء أغلب الحكماء الذين ظهروا في الإسلام حكمتهم على أسس الدين، يدل على فرق مهم أيضاً.

    ثم إنَّ النصارى العوام الذين عانوا البلايا والمصائب وقضوا شطراً من حياتهم في السجون، لم ينتظروا العونَ من الدين ولم يرجوا منه شيئاً.

    فكان أكثرهم -في السابق- يضلون ويلحدون. حتى إن الثوار الذين أوقدوا الثورة الفرنسية والذين يطلق عليهم (الدهماء والفوضويون) المشهورون في التاريخ هم من أولئك العوام المنكوبين.

    أما في الإسلام، فإن الأكثرية المطلقة ممن أفنوا عمراً في السجون وقاسوا البلايا والمصائب ينتظرون العون والمدد من الدين بل يصبحون متدينين.

    وهذه الحالة تدل على فرقٍ آخر مهمٍ أيضاً.

    الإشارة الثالثة

    يقول أهل البدع:

    لقد أخّرَنا هذا التعصب الديني عن ركب الحضارة. وإن مواكبة العصر بترك التعصب، ولقد تقدمت أوروبا بعد تركها التعصب.

    الجواب: إنكم مخطئون، وقد انخدعتم، وغُرّر بكم، أو تغررون بالناس وتخدعونهم.

    إنَّ أوروبا متعصبة بدينها، فلو قلتَ لشخص بلغاري اعتيادي أو لجندي إنكليزي، أو لشخص سفيه فرنسي: البَس العمامة، أو تلقى في السجن. لقال لك بمقتضى تعصبه: إنني لا أُهين ديني، ولا أحقر أمتي بمثل هذه الإهانة والتحقير حتى لو قتلتموني.

    ثم إن التاريخ شاهد على أن المسلمين ما تمسكوا بدينهم إلّا وترقوا بالنسبة لذلك الزمان، وما أهملوا الدينَ إلّا تَدنَّوا. بينما النصرانية خلاف هذا. وهذا أيضاً ناشئ من فرق أساسي بينهما.

    ثم إن الإسلام لا يقاس بغيره من الأديان، لأن المسلم إذا انخلع عن الإسلام فلا يؤمن بعدُ بأيّ نبي آخر، بل لا يقرّ بوجوده تعالى، بل لا يعتقد بشيء مقدس أصلاً، ولا يجد في وجدانه موضعاً ليكون مبعث الفضائل. إذ يتفسخ وجدانُه كلياً. ولأجل هذا فالمرتد عن الإسلام ليس له حق الحياة لتفسخ وجدانه ولأنه يكون كالسم القاتل للمجتمع، بينما الكافر المحارب -في نظر الإسلام- له حق الحياة، فإن كان في الخارج وعاهد أو في الداخل وأعطى الجزية. فإن حياته مصانة في الإسلام.

    أما الملحد من النصارى فيستطيع أن يظل نافعاً للمجتمع، إذ يقبل بعض المقدسات ويؤمن ببعض الأنبياء، ويكون مؤمناً بالله من جهة.

    فأي مصلحة يا تُرى يجنيها أهلُ البدعة هؤلاء، بل الأصوب أهلُ الإلحاد في الخروج على الدين؟ فإن كانوا يرومون منه أمنَ البلاد واستتبابَ النظام فيها، فإن إدارة عشرة من الملحدين السفلة الذين لا يؤمنون بالله، ودفعَ شرورهم أصعبُ بكثير من إدارة ألفٍ من المؤمنين.

    وإن كانوا يرغبون في الرقي الحضاري، فإن أمثالَ هؤلاء الملحدين مثلما يضرون بإدارة الدولة فهم يعيقون التقدمَ أيضاً؛ إذ يخلّون بالأمن والنظام، وهما أساسا الرقي والتجارة. وفي الحقيقة هم مخرّبون بمقتضى مسلكهم. وإن أحمقَ الحمقى في الدنيا هو من ينتظر من أمثال هؤلاء الملحدين السفهاء الرقيَّ وسعادةَ الحياة.

    ولقد قال أحد هؤلاء الحمقى، وهو يشغل منصباً مهماً: «إننا تأخرنا لقولنا: الله.. الله.. بينما أوروبا تقدمت لقولها : المدفع.. البندقية.!».

    إن جواب أمثال هؤلاء: السكوت حسب قاعدة: «جواب الأحمق السكوت» ولكننا نقول قولاً لأولئك العقلاء الشقاة الذين يتبعون أمثال هؤلاء الحمقى:

    أيها البائسون! هذه الدنيا إنما هي دار ضيافة، وأن الموت حق، إذ يشهد على ذلك ثلاثون ألف شاهد بجنائزهم يومياً. أتقدرون على قتل الموت؟ أيمكنكم تكذيب هؤلاء الشهود؟ فما دمتم عاجزين عن ذلك فاعلموا أن الموت يدفعكم إلى قول: «الله.. الله..» فأي من مدافعكم وبنادقكم تتمكن من أن تبدد الظلمات الأبدية للمحتضر الذي يعاني السكرات وينور عالمه، بدلاً عن ذكر «الله.. الله» وأي منها يستطيع أن يبدل يأسَه القاتم إلى أمل مشرق، غير ذكر «الله.. الله».

    فما دام الموت موجوداً، وأن المصير إلى القبر حتماً، وأن هذه الحياة ماضية راحلة، وستأتي حياة باقية خالدة، فإن قيل : المدفع.. البندقية مرة واحدة فلابد من القول ألف مرة: «الله.. الله» بل البندقية نفسُها ستقول: «الله.. الله» إن كانت في سبيل الله! وسيصرخ المدفع نفسه بـ: «الله اكبر» عند الإفطار وعند الإمساك!.

    الإشارة الرابعة

    إنَّ أهل البدع الهدّامين على قسمين:

    قسمٌ منهم يظهرون ولاءً للدين، ويقولون: «إننا نريد تقوية الدين الذي ضعف بغرس شجرته النورانية في تراب القومية»، فيريدون أن يقووا الدين بالقومية. وكأنهم بهذا يخدمون الإسلام.

    القسم الثاني؛ ممن يحدثون البدع، فيقولون: إننا نريد تطعيم الأمة بلقاحات الإسلام. فيعملون باسم الأمة، وفي سبيل القومية، لأجل تقوية العنصرية!

    نقول للقسم الأول:

    يا علماء السوء البائسين الذين يصدق عليهم اسم «الصادق الأحمق».

    ويا أيها الصوفيون الجهلاء المجذوبون الفاقدون للعقل:

    إن شجرة طوبى الإسلام قد ترسخت عروقُها في صلب الكون وحقيقته، وبثت جذورَها في ثنايا حقائق الكون كله، فهذه الشجرة العظيمة لا يمكن غرسُها في تراب العنصرية الموهومة المؤقتة الجزئية الخصوصية السلبية، بل التي لا أساس لها أصلاً وهي المشحونة بالأغراض الظالمة المظلمة. وأن السعي لغرسها هناك محاولةٌ بدعية هدامة رعناء.

    ونقول للقوميين؛ وهم القسم الثاني من أهل البدع!

    يا أدعياء القومية السكارى!

    إن العصر السابق، ربما كان يعدّ عصر القومية، أما هذا العصر فليس بعصر القومية، إذ إن مسائل البلشفية والاشتراكية تستحوذ على الأفكار، وتحطم مفهومَ العنصرية، فلقد ولّى عصر العنصرية.

    واعلموا أن مليّة الإسلام الدائمة الأبدية لا ترتبط مع العنصرية الموقتة المضطربة، ولا تلقح بلقاحاتها. وحتى لو حدث هذا التطعيم بلقاحات العنصرية فإنها تفسد أمةَ الإسلام، ولا تصلح ملية العنصرية أيضاً، ولا يبعثها أصلاً.

    نعم إن في التطعيم بلقاحات العنصرية ذوقاً موقتاً وقوة موقتة، بل موقتة جداً، وذات عاقبة وخيمة.

    ثم -بهذا الأمر- سيتولد انشقاقٌ عظيم في أمة الترك، انشقاقٌ أبدي غير قابل للالتئام، وحينئذٍ تتلاشى قوةُ الأمة وتذهب هباءً، إذ كل شقٍّ يحاول هدم الشق الآخر. فكما إن وجـد جبلان في كفتي ميزان، فإن قـوة ضئيلة جداً تؤدي دوراً مهماً بين تلك القوتين، إذ تقدر أن تنـزل إحداها إلى الأسفل وترفع الأخـرى إلى الأعلى.

    السؤال الثاني: عبارة عن إشارتين:

    الإشارة الأولى: وهي الإشارة الخامسة.

    وهي جواب مختصر جداً لسؤال مهم:

    السؤال: هناك روايات صحيحة عديدة حول ظهور «المهدي»، وإصلاحه لهذا العالم بعد فساده في آخر الزمان، إلّا أننا نعلم أن هذا العصر هو عصر الجماعة، لا الفرد، لأن الفرد مهما أوتي من دهاء -بل حتى لو كان في قوة مائة داهية- ولم يكن ممثلاً لجماعة عظيمة، ولم يكن معبراً عن الشخصية المعنوية لها، فإنه مغلوب أمام قوة الشخصية المعنوية للجماعة المناوئة له. فكيف إذن يمكن «للمهدي» -مهما بلغ من قوة الولاية- أن يقوم بالإصلاح في هذا الزمان الذي استشري فيه الفسادُ وعمّ المجتمعات البشرية، وإن كانت أعمالُه كلها خارقة للعادة لخالفت إذن الحكمة الإلهية الجارية في الكون وسننَه المطردة فيها. والخلاصة نريد أن نفهم سرّ مسألة «المهدي».

    الجواب: إنَّ الله سبحانه وتعالى، لكمال رحمته، ودليل حمايته للشريعة الإسلامية واستمراريتها وخلودها، قد أرسل في كل فترة من فترات فساد الأمة مصلحاً، أو مجدداً، أو خليفة عظيماً، أو قطباً أعظم، أو مرشداً كاملاً من الأشخاص العظام الأفذاذ ممن يشبهون «المهدي»، فأزال الفساد، وأصلحَ الأمة وحافظ على الدين.

    وما دامت سنةُ الله قد جرت هكذا، مما لاشك فيه أنه سبحانه وتعالى سيبعث في أشد أوقات الفساد، في آخر الزمان، من هو أعظم مجتهد وأعظم مجدد، وأعظم قطب، ويكون في الوقت نفسه حاكماً ومهدياً ومرشداً، وسيكون من أهل البيت النبوي.

    وأن القدير الذي يملأ ما بين السماء والأرض بالسحب، ثم يُفرغه في دقيقة واحدة لقادر على تهدئة عواصف البحر الجامحة في طرفة عين.. وأن القدير ذا الجلال الذي يوجِد في ساعةٍ من أيام الربيع نموذجَ فصل الصيف، ويوجِد في ساعة من أيام الصيف زوبعةً من زوابع الشتاء، لقادر على تبديد الظلمات المتراكمة في سماء العالم الإسلامي والمخاطر المحدقة به على يدي «المهدي» وقد وَعدَنا بذلك، وهو منجزٌ وعدَه لا محالة.

    وهكذا، إذا ما نظرنا إلى هذه المسألة من زاوية دائرة القدرة الإلهية فهي في منتهى السهولة، وإذا ما نظرنا إليها وتأملنا فيها من زاوية دائرة الأسباب والحكمة الربانية فهي أيضاً في غاية السهولة، بل هو أقرب وأولى شيء للحدوث، حتى قرر أربابُ الفكر والنظر على أن الحكمة الربانية تقتضي هكذا، وسيكون حتماً، حتى وإن لم توجد رواية عن المخبر الصادق ﷺ في شأنه أي إن مجيئه أمرٌ لازم وضروري. ذلك لأن دعاء:

    (اَللّهمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ اِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).. الذي تكرره الأمة، في صلواتهم جميعها، كل يوم خمس مرات في الأقل، وثبت قبولُه بالمشاهدة، فإن آل محمد ﷺ كآل إبراهيم عليه السلام كانوا يتبؤون مركز الصدارة والزعامة دوماً وفي مقدمة جميع السلالات المباركة في مختلف الأعصار والأقطار، ([19]) وهؤلاء الأبطال من الكثرة، بحيث إن مجموعهم يشكل جيشاً عظيماً جداً.

    فإذا ما اتحد هؤلاء السادة وتعاضدوا فعلياً وتساندوا فيما بينهم تسانداً جاداً، وكوّنوا من أنفسهم فرقة موحدة بالفعل، جاعلين الدينَ الإسلاميَ الرابطةَ المقدسة للأمة ومدار صحوتها، فلا يمكن لجيش أية أمة في العالم أن يصمد أمامهم.

    فذلك الجيش الضخم العرمرم، ذو القوة والسطوة هو آل محمد ﷺ وهو أخصّ جيش من جيوش «المهدي».

    نعم، إنه ليس هناك نسل من أنسال البشرية وسلالاتها في تاريخ العالم اليوم، له من القوة والأهمية، والذي امتاز بأعلى مراتب الشرف والحسب الرفيع والنسب العريق، واتصل بمنشئها بالشجرة والمسانيد والأعراف، مثل السادة الذين حظوا بالانتساب إلى الدوحة النبوية السامية، آل البيت.

    لقد كان هؤلاء السادة دوماً، منذ سالف العصور، روّاد كل فرقة من فرق أهل الحقيقة، وزعماء أهل الكمال المشاهير أيضاً. واليوم هم النسل المبارك الطيب الذين يربون على الملايين، وهم المتيقظون ذوو القلوب العامرة والطافحة بالحب النبوي، حظوا بالانتساب إلى الدوحة الطاهرة الزكية..

    وتتهيأ الحادثات العظام التي ستدفع إلى إيقاظ وإثارة هذه القوة المقدسة التي تنطوي عليها نفوس هذه الجماعة العظيمة. فلابد أن تثور تلك الحمية السامية الكامنة لتلك القوة العظيمة، وسيأخذ «المهدي» زمام القيادة ويقودها إلى طريق الحق والحقيقة.

    ونحن ننتظر من سنته ومن رحمته تعالى -انتظارَنا للربيع عقب هذا الشتاء-وقوعَ هذا الحدث العظيم، ونحن محقون في هذا الانتظار.

    الإشارة الثانية: أي؛ الإشارة السادسة

    إنَّ جماعة السيد المهدي النورانية ستصلح وتعمّر ما أفسده نظام السفياني البدعي الهدام، وتحيي السنةَ النبوية. أي أن جماعة السفياني الساعية لهدم الشريعة الأحمدية -بنية إنكار الرسالة الأحمدية في عالم الإسلام- ستُقتل وتُبدّد بالسيف المعنوي المعجز لجماعة السيد المهدي.

    ثم إن جماعةً نصرانية غيورة فدائية، ممن يستحقون اسمَ «النصرانيون المسلمون» تسعى هذه الجماعة للجمع والتوفيق بين الدين الحقيقي لسيدنا عيسى عليه السلام وحقائق الإسلام. وتحت رئاسة سيدنا عيسى عليه السلام تقوم هذه الجماعة بتقويض نظام الدجال وقتل قيادته، تلك القيادة التي تدمّر المدنيةَ والمقدسات البشرية وتجعلها هباءً منثوراً بنية إنكار الألوهية في عالم الإنسانية. وبهذا تنجي تلك الجماعة بقيادة سيدنا عيسى عليه السلام، البشريةَ من ويلات إنكار الألوهية.

    إن هذا السر طويل جداً، اكتفيتُ بهذه الإشارة القصيرة، حيث قد ذكرنا فيه نبذاً في مواضع أخرى.

    الإشارة السابعة: أي السؤال الثالث:

    يقولون: إنَّ دفاعاتِك السابقةَ، وأسلوبَ جهادك في سبيل الإسلام، ليس هو بما عليه في الوقت الحاضر، ثم إنك لا تسلك سلوكَ المفكرين الذين يدافعون عن الإسلام تجاه أوروبا. فلماذا غيّرتَ طورَ «سعيد القديم»؟ ولِمَ لا تجاهد بأسلوب المجاهدين المعنويين العظام؟.

    الجواب: إن «سعيداً القديم» والمفكرين، قد ارتضَوا بقسم من دساتير الفلسفة البشرية، أي يقبلون شيئاً منها، ويبارزونهم بأسلحتهم، ويعدّون قسماً من دساتيرها كأنها العلوم الحديثة فيسلّمون بها. ولهذا لا يتمكنون من إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام على تلك الصورة من العمل. إذ يطعّمون شجرةَ الإسلام بأغصان الحكمة التي يظنونها عميقةَ الجذور. وكأنهم بهذا يقوون الإسلام.

    ولكن لما كان الظهور على الأعداء بهذا النمط من العمل قليل، ولأن فيه شيئاً من التهوين لشأن الإسلام. فقد تركتُ ذلك المسلك.

    وأظهرتُ فعلاً: أن أسس الإسلام عريقةٌ وغائرة إلى درجة لا تبلغها أبداً أعمقُ أسس الفلسفة، بل تظل سطحية تجاهها.

    ولقد أظهرتْ هذه الحقيقةَ ببراهينها «الكلمة الثلاثون» و «المكتوب الرابع والعشرون» و «الكلمة التاسعة والعشرون».

    ففي المسلك السابق؛ يُظن الفلسفةُ عميقة، بينما الأحكام الإسلامية ظاهريةً سطحية، لذا يُتشبث بأغصان الفلسفة للحفاظ على الإسلام.

    ولكن هيهات! أنّى لدساتير الفلسفة من بلوغ تلك الأحكام.

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ي هَدٰينَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَٓا اَنْ هَدٰينَا اللّٰهُ لَقَدْ جَٓاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾

    اللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى أٰلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلٰى

    سَيِّدِنَا إِبْرَاهيمَ وَعَلٰى أٰلِ إِبْرَاهيمَ فِي الْعَالَمينَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ

    القسم الثامن الرموز الثمانية

    عبارة عن ثماني رسائل صغيرة، ستُنشر كرسالة مستقلة إن شاء الله لذا لم تدرج هنا.

    القسم التاسع التلويحات التسعة

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ اَلَٓا اِنَّ اَوْلِيَٓاءَ اللّٰهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ (يونس: ٦٢)

    هذا القسم يخص طرق الولاية وهي تسعة تلويحات ([20])

    التلويح الأول

    هناك تحت عناوين «التصوف، والطريقة، والولاية، والسير والسلوك» حقيقة روحانية نورانية مقدسة، طافحة باللذة والنشوة، أعلن عنها كثيرٌ من علماء أرباب الكشف والأذواق وتناولوها بالدرس والتمحيص والتعريف، فكتبوا آلاف المجلدات حولها فأخبروا الأمة وأخبرونا بها، جزاهم الله خيراً كثيراً.

    ونحن هنا سنبين بضعَ رشحات في ضوء ما تلجئنا إليه الأحوال الحاضرة، فهي بمثابة بضع قطرات من بحر تلك الحقيقة الزاخر.

    سؤال: ما الطريقة؟

    الجواب: إن غاية «الطريقة» وهدفَها هو معرفةُ الحقائق الإيمانية والقرآنية، ونيلُها عبر السير والسلوك الروحاني في ظل المعراج الأحمدي وتحت رايته، بخطوات القلب وصولاً إلى حالة وجدانية وذوقية بما يشبه الشهود. فالطريقة والتصوف سر إنساني رفيع وكمال بشري سام.

    أجل، لمّا كان الإنسان خلاصةً جامعة لهذا الكون، فإن قلبه بمثابة خريطةٍ معنوية لآلاف العوالم، إذ كما أنَّ دماغ الإنسان -الشبيه بمجمّع مركزي للبث والاستقبال السلكي واللاسلكي- وهو بمثابة مركز معنوي لهذا الكون، يستقبل ما في الكون من علوم وفنون ويكشف عنها ويبثها أيضاً، فإن قلب الإنسان كذلك هو محورٌ لما في الكون من حقائق لا تحدّ، ومُظهر لها، بل هو نواتُها. كما بيّن ذلك من لا يحصرهم العد من أهل الولاية فيما سطروه من ملايين الكتب الباهرة.

    فما دام قلبُ الإنسان ودماغه لهما هذه المنـزلة والموقع، وقد أُدرجت في القلب آلافُ ماكنة أُخروية ضخمة وأجهزتُها الأبدية، كاندراج أجهزة الشجرة الضخمة في بذرتها، فإن فاطر ذلك القلب الذي خلَقه على هذه الصورة قد أراد تشغيل هذا القلب وتحريكَه والكشف عن قدراته والانتقال به من طور «القوة» إلى طور «الفعل».

    فما دام سبحانه وتعالى قد أراد هكذا، فعلى القلب إذن أن يقوم بعمله الذي خُلق من أجله، كما يقوم العقلُ بعمله، ولا شك أن أعظم وسيلة لعمل القلب وتشغيله هو التوجه إلى الحقائق الإيمانية بالإقبال على ذكر الله ضمن مراتب الولاية عبر سبيل «الطريقة».

    التلويح الثاني

    إنَّ مفاتيحَ هذا السير والسلوك القلبي ووسائل التحرك الروحاني إنْ هي إلّا «ذكر الله» و «التفكر». فمحاسن الذكر وفضائل التفكر لا تُحصى. فلو صرفنا النظر عن فوائدهما الأخروية التي لا حد لها ونتائجِهما في رقي الإنسانية إلى الكمالات، وأخذنا بنظر الاعتبار فائدةً واحدة من فوائدهما الجزئية التي يعود نفعُها على الإنسان في هذه الحياة الدنيوية المضطربة نرى:

    أنَّ أي إنسان كان لا بد أن يبحث عن سلوان، ويفتش عن ذوق ويتحرى عن أنيس يستطيع أن يزيل عنه وحشتَه ويخففَ عنه ثقلَ هذه الحياة، ويتخفف من غلوائها، ولو جزئياً .

    وحيث إن ما يهيؤه المجتمع الحضاري من الوسائل المسلية والأُنس بالآخرين قد تمنح واحداً أو اثنين من عشرة من الناس أُنسا موقتاً بل ذا غفلة وذهول، والثمانين بالمائة من الناس إما أنهم يحيَون منفردين بين الجبال والوديان، أو ساقتهم همومُ العيش إلى أماكن نائية موحشة، أو ابتُلوا بالمصائب أو الشيخوخة النذيرة بالآخرة... فهؤلاء جميعاً يظلّون محرومين من الأُنس فلا يأنسون ولا يجدون العَزاء بوسائل المجتمع الحضارية!..

    لذا فالسلوان الكامل لأمثال هؤلاء، والأُنس الخالص لهم ليس إلّا في تشغيل القلب بوسائل الذكر والتفكر.. ففي الأصقاع النائية، وبين شعاب الجبال، وعبر مهاوي الوديان يتوجه إلى قلبه مردداً: «الله .. الله» مستأنساً بهذا الذكر، ومتفكراً فيما حوله من الأشياء التي يتوجس منها خيفة وتوحي إليه بالوحشة، فإذا بالذكر يضفي عليها الأُنسَ والمودّة، وإذا بالذاكر يقول: «إنَّ لخالقي الذي أذكره عباداً لا حد لهم منتشرين في جميع الأرجاء فهم كثيرون جداً.. إذن فأنا لستُ وحيداً، فلا داعي للاستيحاش، ولا معنى له».. وبذلك يذوق معنى الأُنس في هذه الحياة الإيمانية، ويلمس سعادة الحياة فيزداد شكرُه لربه.

    التلويح الثالث

    إنَّ الولاية حُجة الرسالة، وإن الطريقة برهان الشريعة، ذلك لأن ما بلّغته الرسالةُ من الحقائق الإيمانية تراها «الولايةُ» بدرجة «عين اليقين» بشهودٍ قلبي وتذوّق روحاني فتصدّقُها، وتصديقُها هذا حجة قاطعة لأحقية الرسالة.

    وإن ما جاءت به «الشريعة» من حقائق الأحكام، فإن «الطريقة» برهان على أحقية تلك الأحكام، وعلى صدورها من الحق تبارك وتعالى بما استفاضت منها واستفادت بكشفياتها وأذواقها.

    نعم، فكما أن «الولاية والطريقة» هما حُجتان على أحقية «الرسالة والشريعة» ودليلان عليهما، فإنهما كذلك سرُّ كمال الإسلام، ومحورُ أنواره، وهما معدن سمو الإنسانية ورقيِّها ومنبع فيوضاتها بأنوار الإسلام وتجليات أضوائه.

    ولكن على الرغم مما فيهما من أهمية قصوى فقد انحاز قسمٌ من الفِرَق الضالة إلى إنكار أهميتهما، فحَرموا الآخرين من أنوارٍ هم محرومون منها.

    ومما يؤسف له بالغَ الأسف أن عدداً من علماء أهل السنة والجماعة الذين يحكمون على الظاهر وقسماً من أهل السياسة الغافلين المنسوبين إلى أهل السنة والجماعة يسعَون لإيصاد أبواب تلك الخزينة العظمى، خزينة الولاية والطريقة، متذرعين بما يرونه من أخطاءِ قسم من أهل الطريقة وسوءِ تصرفاتهم، بل يبذلون جهدَهم لهدمها وتدميرها وتجفيف ذلك النبع الفياض بالكوثر الباعث على الحياة،

    علماً أنه يندرُ أن يوجد في الأشياء أو في المناهج أو المسالك ما هو مُبَرّأ من النقص والقصور، وأن تكون جوانبُه كلُّها حسنة صالحة، فلا بد إذن من حدوث نقصٍ وأخطاءٍ وسوء تصرف، إذ ما دخل أمراً مَنْ ليسوا من أهله، إلّا أساؤا إليه. ولكن الله تعالى يُظهر عدالته الربانية في الآخرة على وفق موازنة الأعمال وتقويمِها، برجحان الحسنات أو السيئات، فمَن رجَحت حسناتُه وثقلت، فله الثواب الحسن وتُقبل أعمالُه، ومن رجحت سيئاتُه وخفت حسناته فله العقاب وتُردّ أعمالُه، علماً أنه لا تؤخذ «كميةُ» الأعمال بنظر الاعتبار في هذه الموازنة مثلما يُنظر إلى «النوعية». فرُبَّ حسنةٍ واحدة ترجح ألفَ سيئة بل قد تُذهب بها وتمحوها وتكون سبباً في إنقاذ صاحبها.

    فما دامت العدالةُ الإلهية تحكم على وفق هذا الميزان، وأن الحقيقة تراها عينَ الحق، فلا ريب أن حسنات الطريقة التي هي ضمن دائرة السنة المطهرة لهي أرجحُ من سيئاتها.

    ولا أدلّ على ذلك من احتفاظ أهل الطريقة بإيمانهم أثناء هجوم أهل الضلالة، حتى إن منتسباً اعتيادياً مخلصاً من أهل الطريقة يُحافظ على نفسه أكثر من أي مدّعٍ كان للعلم. إذ ينقذ إيمانه بما حصل عليه من الذوق الروحي في الطريقة وبما يحمله من حبّ تجاه الأولياء، فحتى بارتكابه الكبائر لا يكون كافراً وإنما يكون فاسقاً، إذ لا يلج صفوفَ الزندقة بيُسر، وليست هناك قوة تستطيع أن تجرح ما ارتضاه من ولاء تجاه سلسلة أقطاب المشايخ الذين ارتبط بهم بمحبة شديدة واعتقاد جازم، وحيث إن الضلالة لا تستطيع أن تفنّد أو تفسد ما لديه من الثقة والاطمئنان بهم، فلن تحل ما لديه من الثقة والرضا بهم، ولن يدخل الكفر والإلحاد ما لم يفقد تلك الثقة بهم. فالذي ليس له حظٌّ من الطريقة، ولم يشرع قلبُه بالحركة، من الصعوبة بمكان -في هذا الوقت- أن يحافظ على نفسه محافظةً تامة أمام دسائس الزنادقة الحاليين، ولو كان عالماً مدققاً.

    بقي أمر آخر هو أنه لا يمكن أن تُدان «الطريقة» ولا يُحكَم عليها بسيئات مذاهب ومشارب أطلقت على نفسها ظلماً اسم «الطريقة» وربما اتخذت لها صورةً خارج دائرة التقوى بل خارج نطاق الإسلام.

    فلو صرفنا النظر عن النتائج السامية التي تُوصل إليها الطريقةُ سواء منها الدينية أو الأخروية أو الروحية، ونظرنا فقط إلى نتيجة واحدة منها ضمن نطاق العالم الإسلامي نرى أن «الطريقة» هي في مقدمة الوسائل الإيمانية التي توسِّع من دائرة الأخوة الإسلامية بين المسلمين وتبسط لواءَ رابطتها المقدسة في أرجاء العالم الإسلامي.

    وقد كانت الطرق الصوفية وما زالت كذلك إحدى القلاع الثلاث التي تتحطم على جدرانها الصلدة هجمات النصارى بسياساتهم ومكايد الذين يسعَون لإطفاء نور الإسلام..

    فيجب ألاّ ننسى فضلَ أهل الطرق في المحافظة على مركز الخلافة الإسلامية «استانبول» طوال خمسمائة وخمسين سنة رغم هجمات عالَم الكفر وصليبية أوروبا. فالقوة الإيمانية، والمحبة الروحانية، والأشواق المتفجرة من المعرفة الإلهية لأولئك الذين يرددون «الله.. الله..» في الزوايا والتكايا المتممة لرسالة الجوامع والمساجد، والرافدة لهما بجداول الإيمان حيث كانت تنبعث أنوارُ التوحيد في خمسمائة مكان، لتشكّل بمجموعها أعظمَ نقطة ارتكاز للمؤمنين في ذلك المركز الإسلامي.

    فيا أدعياء الحَمية ويا سماسرة القومية المزيفين! ألا تقولون أيةَ سيئة من سيئات الطريقة تُفسد هذه الحسَنة العظيمة في حياتكم الاجتماعية؟!

    التلويح الرابع

    إنَّ سلوك طريق الولاية مع سهولته هو ذو مصاعب، ومع قصره فهو طويل جداً، ومع نفاسته وعلوِّه فهو محفوفٌ بالمخاطر، ومع سعته فهو ضيق جداً.

    فلأجل هذه الأسرار الدقيقة، قد يغرق السالكون في هذه السبيل، وقد يتعثرون ويتأذون، بل قد ينكصون على أعقابهم ويضلون الآخرين.

    فعلى سبيل المثال؛ هناك «السير الأنفسي» و «السير الآفاقي» وهما مشربان ونهجان في الطريقة.

    فالسير الأنفسي يبدأ من النفس، ويصرف صاحبُ هذا السير نظرَه عن الخارج، ويحدُق في القلب مخترقاً أنانيتَه. ثم ينفذ منها ويفتح في القلب ومن القلب سبيلاً إلى الحقيقة.. ومن هناك ينفذ إلى الآفاق الكونية فيجدها منوّرة بنور قلبه، فيصل سريعاً، لأن الحقيقة التي شاهدها في دائرة النفس يراها بمقياس أكبر في الآفاق. وأغلب طرق المجاهدة الخفية تسير وفق هذه السبيل.

    وأهم أسس هذا السلوك هو كسرُ شوكة الأنانية وتحطيمُها، وتركُ الهوى وإماتةُ النفس.

    أما النهج الثاني فيبدأ من الآفاق، ويشاهد صاحبُ هذا النهج تجليات أسماء الله الحسنى، وصفاته الجليلة في مظاهر تلك الدائرة الآفاقية الكونية الواسعة ثم ينفذ إلى دائرة النفس، فيرى أنوارَ تلك التجليات بمقاييسَ مصغرة في آفاق كونه القلبي، فيفتح في هذا القلب أقربَ طريق إليه تعالى، ويشاهد أن القلب حقاً مرآةُ الصَّمد. فيصل إلى مقصوده، ومنتهى أمله.

    وهكذا ففي المشرب الأول إنْ عجز السالك عن قتل النفس الأمارة، ولم يتمكن من تحطيم الأنانية بترك الهوى، فإنه يسقط من مقام الشكر إلى موقع الفخر، ومنه يتردى إلى الغرور، وإذا ما اقترن هذا بما يشبه السُكر الناشئ من انجذاب آتٍ من المحبة، فسوف يصدر عنه دعاوى أكبر من حدِّه، وأعظم من طوقه، تلك التي يطلق عليها «الشطحات». فيضر نفسَه ويكون سبباً في الإضرار بالآخرين.

    إنَّ مثل صاحب الشطحات كمثل ضابط صغير برتبة ملازم. تستخفّه نشوةُ القيادة وأذواقُها في محيط دائرته الصغرى، فيتخيل نفسَه في لحظة انتشاء وكأنه المشير الذي يقود الفيالق والجحافل، فتختلط في ذهنه الأمورُ، ويلتبس عليه أمرُ القيادة ضمن دائرته الصغرى مع القيادة الكلية الواسعة ضمن دائرتها الكبرى، تماما كما يلتبس في النظر على بعض الناس صورةُ الشمس المنعكسة من مرآة صغيرة، مع صورتها المنعكسة من سطح البحر الشاسع، من حيث تشابههما في صورة الانعكاس، رغم اختلافهما في السعة والكبر.

    وكذلك فإن كثيراً من أهل الولاية من يرى نفسه أكبر وأعظم بكثير ممن هم أرقى وأسمى منه، بل ممن نسبته إليهم كنسبة الذباب إلى الطاووس.

    ولكنه -أي صاحب الدعاوى- يرى نفسَه كما يصف، ويراها كما يقول، محقاً في رؤيته. حتى إنني رأيت من يتقلد شاراتِ القطب الأعظم ويدّعي حالاته، ويتقمّص أطوارَه، وليس له من صفات القطبية إلاّ انتباه القلب وصحوته، وسوى الشعور بسر الولاية من بعيد، فقلت له:

    يا أخي! كما أن قانونَ السلطنة له مظاهرٌ عديدة جزئية أو كلية على نمط واحد في جميع دوائر الدولة، ابتداءً من رئاسة الوزارة إلى إدارة ناحية صغيرة، فإن الولاية، والقطبية كذلك لها دوائر مختلفة ومظاهر متنوعة، ولكل مقام ظلالٌ كثيرة. فأنت قد شاهدت الجلوة العظمى والمظهر الأعظم للقطبية الشبيهة برئاسة الوزارة ضمن دائرتك الصغيرة الشبيهة بإدارة الناحية، فالتبسَ عليك الأمر وانخدعت، إذ إنَّ ما شاهدتَه صوابٌ وصدق، إلّا أن حُكمَك هو الخطأ، حيث إن غرفة من الماء بالنسبة للذبابة بحرٌ واسع.

    فانتبه ذلك الأخ بكلامي، ونجا من تلك الورطة بمشيئة الله.

    ورأيت كذلك عدداً من الناس يعدّون أنفسَهم مقاربين أو مشابهين «للمهدي»، ويقول كل منهم: سأصبح «المهدي»!

    هؤلاء ليسوا كاذبين ولا مخادعين، ولكنهم ينخدعون، إذ يظنون ما يرونَه هو الحق، ولكن كما أن الأسماء الحسنى لها تجلياتُها ابتداءً من العرش الأعظم وحتى الذرة، فإن مظاهر هذه التجليات في الأكوان والنفوس تتفاوت بالنسبة نفسها، وإن مراتب الولاية التي هي نيل مظاهرها والتشرف بها هي الأخرى متفاوتة.

    وأهم سبب لهذا الالتباس هو كونُ بعض مقامات الأولياء فيه شيءٌ من خواص «المهدي» ووظائفه، ويشاهَد فيه انتساب خاصٌ مع القطب الأعظم وعلاقةٌ خاصة بـ «الخضر»، فهناك مقامات لها علاقات وروابط مع بعض المشاهير، حتى يُطلق على تلك المقامات «مقام الخضر» و «مقام أويس» و «مقام المهدية».

    وعليه فالواصلون إلى ذلك المقام، وإلى جزء منه، أو إلى ظل من ظلاله، يتصورون أنفسهم أنهم هم أولئك الأفذاذ المشهورون، فيعتبر الواحد منهم أنه هو الخضر أو المهدي، أو يتخيل أنه القطب الأعظم.

    فإن كانت الأنانيةُ فيه قد مُحقت حتى لم يعُد لها استشرافٌ وتطلّعٌ لحب الجاه والتفاخر على الآخرين فلا يُدان، ونعتبر دعاواه الخارجة عن حده «شطحات» قد لا يكون مسؤولاً عنها، ويمكن التجاوز عنها.

    أما هذه الدعاوى عند الشخص الذي ما زالت الأنانية فيه متوفزة، متطلعة لحب الجاه، فستغلبه هذه الأنانيةُ وتأخذ بيده إلى منازل الفخر مخلفاً وراءه مقام الشكر، ومن هناك يتردى تدريجياً إلى هاوية الغرور الماحق للحسنات. فإما أن يتردى إلى الجنون، أو يضل ضلالاً بعيداً، وذلك لأنه جعل نفسَه في عداد أولئك الأولياء العظام، وهذا بحدّ ذاته سوءُ ظن بهم، لأنه يخلع ما في نفسه من قصور، تدركه النفسُ مهما اغترت على أولئك الأولياء الأفذاذ الذين يراهم بمنظار نفسه القاصرة، فيتوهم أن أولئك العظام مقصّرون مثلَه، فيقلّ احترامُه لهم، وبالتالي قد يقل احترامُه حتى للأنبياء عليهم السلام.

    فيجب على هؤلاء المتلبسين أن يُمسكوا ميزان الشريعة بأيديهم ليزنوا أعمالَهم، ويقفوا عند حدود ما حدَّه علماءُ أصول الدين من دساتير، ويسترشدوا بتعليمات «الإمام الغزالي» و «الإمام الرباني» وأمثالهم من الأولياء المحققين العلماء، وأن يضعوا أنفسهم دائماً موضع التهمة، ويعرفوا أن القصور والعجز والفقر ملازمٌ للنفوس مهما إرتقت وتسامت.

    فما في هذا المشرب من شطحات عند بعض السالكين، منبعُه حبُّ النفس، حتى ليتعاظم هذا الحب فيظن الواحدُ منهم صفاءَ نفسه، ولمعانَ ذاته قطعةَ الماس رغم أنها ليست إلّا قطعة زجاج تافهة في الحقيقة، إذ عينُ الرضا كليلةٌ عن العيوب.

    هذا وإن أخطر المهالك في هذا النوع من السلوك هو: أن المعاني الجزئية التي ترد على قلب السالك بشكل إلهام، يتخيّلها - هذا السالك - كلامَ الله، ويعبّر عن كل إلهام وارد بـ «آية» فيمتزج بهذا الوهم عدم احترام لتلك المرتبة السامية العليا للوحي.

    نعم إنَّ كل إلهامٍ ابتداءً من إلهام النحل والحيوانات إلى إلهام عوام الناس وإلى إلهام خواص البشرية، وإلى إلهام عوام الملائكة، وإلى إلهام المقرّبين الخواص منهم، إنما هو نوع من الكلمات الربانية، ولكن الكلام الرباني هو تجلي الخطاب الرباني المتنوع المتلمع من خلال سبعين ألف حجاب حسب قابليات المظاهر والمقامات.

    أما «الوحي» فهو الاسمُ الخاص لكلام الله جل وعلا، وأبهرُ مثاله المشخص، هو الذي أُطلق على نجوم القرآن، وكلُّ منجمة منه «آية» كما ورد توقيفاً. فتسميةُ هذه الأنواع من الإلهام بـ(الآيات) خطأٌ محض. إذ بمقدار النسبة بين صورة الشمس الصغيرة الخافتة المتسترة المشاهَدة في المرآة الملونة في أيدينا مع الشمس الحقيقية الموجودة في السماء، تكون النسبة بين الإلهام الموجود في قلوب أولئك الأدعياء وبين آيات شمس القرآن الكريم التي هي كلام إلهي مباشر (كما بينا وأثبتنا ذلك في كل من الكلمات الثانية عشرة والخامسة والعشرين والحادية والثلاثين من كتاب «الكلمات»).

    نعم؛ إذا قيل: إنَّ صورة الشمس الظاهرة في مرآة هي صورتُها حقاً وذات علاقة مع الشمس الحقيقية، فهذا الكلام لا غبار عليه وهو حق، إلّا أنه لا يمكن ربط الكرة الأرضية الضخمة بهذه الشموس «المرآتية» المصغرة، ولا يمكن شدُّها إلى جاذبيتها.

    التلويح الخامس

    يُعتبر «وحدة الوجود» التي تضم «وحدة الشهود» من المشارب الصوفية المهمة وهي تعني: حصرُ النظر في وجود «واجب الوجود»، أي أن الموجود الحق هو: «واجب الوجود» سبحانه فحسب، وأن سائر الموجودات ظلال باهتة وزيف ووَهم لا تستحق إطلاق صفة الوجود عليها حيال «واجب الوجود»؛ لذا فإن أهل هذا المشرب يذهبون إلى اعتبار الموجودات خيالا ووهماً، ويتصورونها عدَما في مرتبة ترك ما سواه، أي «ترك ما سوى الله تعالى» حتى إنهم يتطرفون ويذهبون إلى حد اعتبار الموجودات مرايا خيالية لتجليات الأسماء الحسنى.

    إن أهم حقيقة يحتويها هذا المشرب هي: أن الموجودات الممكنة «الممكنات والمخلوقات» تصغر وتتضاءل عند أصحابها من كبار الأولياء الذين وصلوا إلى مرتبة حق اليقين بقوة إيمانهم بحيث تنـزل عندهم إلى درجة العدم والوهم، أي أنهم ينكرون وجودَ الكون بجانب وجود الله تعالى الذي هو واجب الوجود.

    غير أن هناك محاذير ومخاطر عدة لهذا المشرب، أولُها وأهمها:

    إنَّ أركان الإيمان ستة، فهناك عدا ركن الإيمان بالله، أركانٌ أخرى كالإيمان بالآخرة، فهذه الأركان تستدعي وجودَ الممكنات أي أن هذه الأركان المحكمة لا يمكن أن تقومَ على أساس خيالي.

    فعلى صاحب هذا المشرب أَلّا يصحَب معه هذا المشرب، وأَلّا يعمل بمقتضاه عندما يفيق من عالم الاستغراق والنشوة.

    ثم إن عليه أَلّا يقلب هذا المشرب القلبي والوجداني والذوقي إلى أُسس عقلية وقولية وعلمية، ذلك لأن الدساتير العقلية، والقوانين العلمية، وأصول علم الكلام النابعة من الكتاب والسنة المطهرين لا يمكنها أن تتحمل هذا المشرب، ولا تتسع لإمكانية تطبيقه. لذا فلا يُرى هذا المشربُ في أهل الصحوة الإيمانية من الخلفاء الراشدين، والأئمة المجتهدين، والعلماء العاملين من أجيال السلف الصالح من هذه الأمة.

    إذن فليس هذا المشرب في أَعلى المراتب وأَسماها، بل قد يكون ذا علو إلّا أنه ناقص في علوّه، وقد يكون ذا حلاوة مُغرية ولكنه لاذع المذاق. ولظاهر حلاوته، ولجمال إيحائه لا يرغب الداخلون فيه في الخروج منه؛ ويتوهمون -باستشرافات نفوسهم- أنَّه أَعلى المراتب وأَسماها.

    ولكوننا قد تناولنا شيئاً من أسس هذا المشرب وماهيته في رسالة «نقطة من نور معرفة الله جل جلالُه» وفي «الكلمات» و «المكتوبات» فإننا نكتفي بذلك، ونقصر الكلام هنا على بيان ورطة خطرة قد يقع فيها قسمٌ من الحائمين حول «وحدة الوجود» وهي:

    إنَّ هذا المشرب يصلح لأخص الخواص عند حالات الاستغراق المطلق، وللمتجردين من الأسباب المادية، ومن الذين قد قطعوا علائقهم بما سوى الله من الممكنات والأشياء.

    ولكن إذا نـزل هذا المشرب من علياء الأذواق والمواجيد، والأشواق القلبية إلى دائرة المذاهب الفكرية والعلمية وعُرض بشكله العلمي والعقلاني على أنظار الذين استَهوتهم الحياةُ الدنيا، وغرقوا في الفلسفات المادية والطبيعية، فإنه سيكون إغراقاً في الطبيعة والمادة، وإبعاداً عن حقيقة الإسلام.

    فالشخص المادي المتعلق بالأسباب، والمُغرم بالدنيا، يتشوق إلى إضفاء صفة الخلود على هذه الدنيا الفانية، لأنه يعزّ عليه أن يرى محبوبته وهي تتبخر بين يديه وتذوب، فيُسبغ صفةَ البقاء والوجود الدائم على دنياه، انطلاقاً من فكرة «وحدة الوجود» فلا يتورع -عندئذٍ- من رفع محبوبته -الدنيا- إلى درجة المعبود بعد أنْ أَسبغَ عليها صفاتِ الدوام والخلود والبقاء الأبدي، فينفتح المجال أمامَه إلى إنكار الله سبحانه والعياذ بالله.

    ولما كان الفكر المادي قد ترسّخت دعائمُه في هذا العصر، واستولى على غالبية النشاطات العقلية والعلمية، حتى غدت المادة -عند أصحابه- هي أَصلُ كل شيء ومرجعه، لذا فإن ترويج مذهب «وحدة الوجود» في هذا العصر -الذي يرى فيه أهلُ الإيمان الخواص الماديات تافهةً إلى حد العدم- ربما يعطي للماديين حُجةً ليكونوا دعاةً للمذهب نفسه فيخاطبوا أصحابه من أهل الإيمان: «نحن وأنتم سواء، نحن أيضاً نقول هكذا ونفكر هكذا» علماً أنه لا يوجد مشربٌ في العالم بعيدٌ عن منهج المادييين وعبدة الطبيعة من مشرب «وحدة الوجود». ذلك لأن أصحابَه يؤمنون بالله إيماناً عميقاً إلى درجة يعدّون الكون وجميعَ الموجودات معدوماً بجانب حقيقة الوجود الإلهي، بينما الماديون يولون الموجودات من الأهمية إلى حدّ أنهم ينكرون معها وجودَ الله سبحانه وتعالى... فأين هؤلاء من أولئك؟!

    التلويح السادس

    وهو ثلاث نقاط

    النقطة الأولى:

    إنَّ اتّباع السنة النبوية المطهرة هو أجملُ وألمعُ طريق موصلة إلى مرتبة الولاية من بين جميع الطرق، بل أقومُها وأغناها. والاتّباع يعني: تحري المسلم السنة السنية وتقليدَها في جميع تصرفاته وأعماله، والاستهداء بالأحكام الشرعية في جميع معاملاته وأفعاله.

    فإن أعماله اليومية ومعاملاته العرفية وتصرفاته الفطرية الاعتيادية تأخذ بهذا الاتّباع شكلَ العبادة، فضلا عن أن اتباع السنة وتحري شرعَ الله في شؤون المؤمن جميعها يجعله في صحوة دائمة، وتذكّر للشرع مستمر، وتذكّر الشرع هذا يؤدي إلى ذكر صاحب الشرع الذي يؤدي إلى تذكّر الله سبحانه، وذكرُ الله سببٌ لسكينة القلب واطمئنانه. أي أنَّ ساعات العمر ودقائقه يمكن أنْ تنقضي كلها في عبادة دائمة مطمئنة.

    لذلك فإن اتّباع السنة المطهرة هو طريق الولاية الكبرى، وهو طريق ورثة النبوة من الصحابة الكرام والسلف الصالح.

    النقطة الثانية:

    الإخلاص هو أهم أساس لجميع طرق الولاية وسبل الطريقة، ذلك لأن الإخلاص هو الطريق الوحيد للخلاص من الشرك الخفي. فمن لم يحمل إخلاصاً في ثنايا قلبه فلا يستطيع أن يتجول في تلك الطرق، كما أنَّ «المحبة» تشكل أمضى قوة في تلك الطرق.

    نعم، المحبة! فالمحب لا يبحث عن نقص، بل لا يرغب في أن يرى نقصاً في محبوبه، بل يرى أَضعفَ الدلائل والأمارات على كمال محبوبه من أقوى الأدلة والحجج، لكونه جانبَ محبوبه على الدوام.

    وبناءً على هذا السر، فإن الذين يتوجهون بقلوبهم إلى معرفة الله عن طريق المحبة، لا يصغون إلى الاعتراضات ويجاوزون سريعاً العقبات والشبهات، وينقذون أنفسَهم بسهولة ويحصّنونها من الظنون والأوهام، حتى لو اجتمع عليهم آلافُ شياطين الأرض، فلن يستطيعوا أن يزيلوا أمارةً أو علامة واحدة تدل على كمال محبوبه الحقيقي وسموّه. ومن دون هذه المحبة يتلوى الإنسانُ تحت وساوسَ نفسه وشيطانه، وينهار أمام ما تنفثه الشياطينُ من اعتراضات وشُبَهٍ. ولَمَا عَصَمَهُ شيءٌ سوى متانةِ إيمانه وقوته، وشدة انتباهه وحذره.

    إذن فالمحبةُ النابعة من معرفة الله هي جوهر جميع مراتب الولاية وإكسيرها. إلّا أن هناك ورطةً كبيرةً للمحبة وهي:

    أنه يُخشى أنْ ينقلب المحبُّ من التضرع والتذلل لله -اللذين هما سر العبودية- إلى الإدلال والطلب والدعاوى. فيطيش صوابُه ويتحرك مختالاً بمحبته دون ضوابط أو موازين.. ويُخشى كذلك أن تتحول المحبةُ لديه من «المعنى الحرفي» إلى «المعنى الإسمي» أثناء توجهه بالمحبة إلى ما سوى الله، فتنقلب عندئذِ من دواء شافٍ إلى سم زعاف، إذ يحدث أحياناً أن المحب يتوجه إلى صفات المحبوب -من دون الله- وإلى كماله الشخصي وجماله الذاتي، أي يكون الحب بمعناه الاسمي -لذاته- أي يستطيع أن يحبه أيضاً من دون تذكّر الله ورسوله! مع أن الواجب عليه عند التوجه بالحب لما سوى الله أن يكون هذا الحبُّ في الله ولله ، فيربط قلبَه به من حيث كونه مرآة لتجلي أسمائه الحسنى.

    إن مثل هذا الحب بالمعنى الاسمي لا يكون وسيلةً لحب الله، بل ستاراً من دونه. بينما الحب بالمعنى الحرفي أي بسبب من حب الله، فإنه يكون وسيلة إلى زيادة حب الله، بل يصح القول أنه تجل من تجلياته سبحانه.

    النقطة الثالثة:

    إنَّ الدنيا هي دار العمل ودار الحكمة، وليست داراً للمكافأة والجزاء. فجزاءُ الأعمال والبر الذي يحصل هنا يكون في الحياة البرزخية والدار الآخرة، فتؤتي هناك أُكُلها وثمراتها. فما دامت الحقيقة هكذا يجب عدم المطالبة بثمرات الأعمال الأخروية وجزائها في هذه الدنيا، ولو أعطيتْ يجب أخذُها وقبولها من يد الرب سبحانه بفرح مشوبٍ بالحزن، وسرور ممزوج بالأسى، وليس بفرح وسرور خالصين، ذلك لأنه ليس من الحكمة تناول ثمرات الأعمال -التي لن تنفد عند تناولها في الجنة- في مثل هذه الحياة الفانية، إذ يشبه ذلك العزوف عن مصباح خالد النور والإضاءة والتعلق بمصباح لا يتوهج نوره إلّا دقيقة ثم ينطفئ!

    وبناءً على هذا السر الدقيق -أي انتظار الأجر في الحياة الآخرة- فإن الأولياء يستعذبون مشاقَّ الأعمال ومصاعبَها والمصائب والبلايا، فلا يشكون ولا يتذمرون.

    بل لسانُهم دائماً وأبداً يردد: «الحمد لله على كل حال». وإذا وهب الله لهم كرامةً أو كشفاً أو نوراً أو ذوقاً فإنهم يتناولونه بأدبٍ جَمٍّ ويعدّونه التفاتاً وتكرّماً منه سبحانه إليهم، فيحاولون ستر الكرامة وإخفاءها ولا يظهرونها ولا يفاخرون بها، بل يسارعون إلى زيادة شكرهم وتعميق عبوديتهم. وكثيرون منهم يجأرون إلى الله أن يحجبَ هذه الأحوال عنهم ويحجبَهم عنها ويتمنَّوا ذهابها واختفاءها خوفاً من أن يتعرض الإخلاصُ في عملهم للخلل.

    حقاً إن أَفضل نعمة إلهية يمكن أن ينالَها شخصٌ مقبول عند الله هي التي توهَب له من دون أن يشعر بها، لكي لا يتحول من حال التضرع والدعاء إلى حال الإدلال بعباداته وطلب الأجر عليها، ولئلا يتحول من موقع الشكر والحمد إلى موقع الدلّ والفخر.

    فاستناداً إلى هذه الحقيقة فإن الذين يرغبون في سلوك طريق الولاية والطريقة إنْ كانوا يرغبون في تناول بعض الثمرات الجانبية للولاية، أمثال اللذات المعنوية أو الكرامات، ويتوجهون إليها ويطلبونها ويلتذون بها.. فإن هذا يعني رغبتهم في تناول تلك الثمرات في هذه الحياة الفانية، وهي -إذا حصلت لهم- ثمراتٌ فانية على أي حال كان. وبذلك يفقدون الإخلاص في أعمالهم الذي به ينالون ثمرة الولاية. كما أنهم يمهّدون السبيل لفقدان الولاية نفسها.

    التلويح السابع

    يتضمن أربع نكات

    النكتة الأولى:

    إن الشريعة هي نتيجة الخطاب الإلهي الصادر مباشرة -دون حاجز أو ستار- من الربوبية المطلقة المتفردة بالأحدية.

    لذا فإن أعلى مراتب الطريقة وأسمى درجات الحقيقة لا يعدوان كونهما أجزاء من كلية الشريعة. أما نتائجُهما وما يؤولان إليه فهي الأوامر الشرعية المُحكمة. فهما دائماً وأبداً يظلان بحكم الخادم للشريعة ووسيلة إليها ومقدمة لها.

    فالسالك في الطريقة يرتفع تدريجياً إلى أعلى المراتب التي ينال فيها ما في الشريعة نفسها من معنى الحقيقة وسر الطريقة. وعندئذ تكون الطريقة والحقيقة أجزاءَ الشريعة الكبرى. لذا فليس صحيحاً ما يتصوره قسمٌ من المتصوفة من أن الشريعة قشرٌ ظاهري، وحقيقتُها هي لبُّها ونتيجتها وغايتها.

    نعم، يتنوع انكشاف الأحكام الشرعية ويختلف بالنسبة لمستويات الناس وفهمهم وطبقات مداركهم، فما يظهر منها وينكشف للعوام هو غيرُ ما يظهر وينكشف للخواص..

    إنه من الخطأ توهم ما يظهر من الشريعة للعوام هو حقيقة الشريعة، وإطلاق اسم «الحقيقة» و «الطريقة» على مرتبة الشريعة المنكشفة للخواص.

    فالشريعة لها مراتب متوجهة إلى جميع طبقات البشر.

    وبناء على هذا السر، فإن أهل الطريقة، وأصحاب الحقيقة كلما تقدموا في مسلكهم وارتقوا في معارجهم، وجدوا أنفسهم منجذبين أكثر إلى الحقائق الشرعية، متبعين لها، مندرجين ضمن غاياتها ومقاصدها. حتى إنهم يتخذون أبسط أنواع السنة النبوية الشريفة كأعظم مقصد وغاية، ويسعون إلى اتّباعها وتقليدها.

    لأنه بمقدار سمو الوحي وعلوِّه على الإلهام، فالآداب الشرعية التي هي ثمرة الوحي هي أسمى وأعلى من آداب الطريقة التي هي ثمرة الإلهام، لذا فإن أهم أساس للطريقة هو اتّباع السنة النبوية المطهرة.

    النكتة الثانية:

    لا ينبغي أن تتحول الطريقة والحقيقة من كونهما وسيلتين إلى غايتين بحدّ ذاتهما (تستحوذان على قلب السالك وفكره ووجدانه). فإذا أصبحتا -الطريقة والحقيقة- مقصودتين بالذات، فإن الأعمال الشرعية المُحكَمة، وآداب السُّنة السَنية، تنحسر حتى تأخذ الدرجة الثانية من الاهتمام لدى السالك، وتصبح صورية شكلية بانشغال القلب بالتوجه إلى آداب الطريقة ورسومها. أي أن المرء -عندئذِ- يفكر بحلقة الذكر أكثر من تفكيره بالصلاة، وينجذب إلى أوراده أكثر من انجذابه إلى الفرائض، ويلزم نفسه بتجنب مخالفة آداب الطريقة أكثر من التزامه بتجنب الكبائر، والحال إن أداء فريضة واحدة التزاماً بالأوامر الشرعية لا يمكن أن توازيها أوراد الطريقة أو تحل محلها.

    فآداب الطريقة، وأوراد التصوف، وما يحصل للسالك منهما من أذواق ينبغي أن تكون مدخلاً لأذواق أحلى وأعلى وأسمى، يحصل عليها هذا السالك من أداء الفرائض والسنن.

    أي أنَّ ما يأخذه المرء من التكية من أذواق، لا بد أن تكون استهلالاً لأذواق الصلاة التي يؤديها في الجامع، بقيامه بأركانها وأدائها على الوجه المطلوب، وإلّا فالذي تشغله أذواقه في التكية عن صلاته في الجامع، فيؤديها بخفة وسرعة صورية وشكلية لا حرارة فيها ولا روح، إنما يبتعد عن الحقيقة.

    النكتة الثالثة:

    سؤال: هل يمكن أنْ توجد طريقةٌ خارج نطاق السنة النبوية الشريفة وأحكام الشريعة؟

    الجواب: نعم و لا!

    نعم، لأن عدداً من الأولياء الكاملين قد أُعدموا بسيف الشريعة.

    ولا، لأن الأولياء المحققين قد اتفقوا على القاعدة التي ذكرها «سعدي الشيرازي» شعراً:

    مُحَالَسْتِ سَعْدِى بَرَاهِ نَجَاتْ ظَفَرْ بُرْدَنْ جُزْ دَرْ پَىَ مُصْطَفٰى

    أي «محال أن يصل أحد إلى الأنوار الحقيقية للحقيقة خارج الصراط الذي اختطه الرسول ﷺ، ومن دون اتباعٍ لخطواته».

    وسرُّ هذه المسألة هو الآتي:

    ما دام الرسول ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين وقد خاطبَه الله سبحانه باسم البشرية وممثلا عنها، فلا بد ألّا تسير البشرية خارج الصراط الذي بيّنه، فالانضواء تحت لوائه ضروري.

    ولكن ما دام أهل الجذب والاستغراق ليسوا مسؤولين عن مخالفاتهم، لما في الإنسان من لطائفَ لا ترضخ للتكاليف الشرعية، فعندما تتحكم فيه تلك اللطيفة لا يبقى مسؤولاً أمام التكاليف الشرعية. ومادام في الإنسان لطائف أخرى لا ترضخ لإرادة الإنسان كعدم رضوخها للتكاليف، بل لا تنقاد لتدبير العقل ولا تذعن لأوامر القلب والعقل.. فلابد أن تلك اللطيفة عندما تستحوذ على شخصٍ ما فإنه لا يسقط من مرتبة الولاية بمخالفته الشرع، وإنما يعدّ معذوراً -في تلك الأثناء فقط- بشرط ألّا يصدر عنه شيءٌ ينافي حقائق الشرع وقواعد الإيمان إنكاراً أو تزييفاً أو استخفافاً. وينبغي أن يصدّق بأحقية الشرع وإن لم يكن يؤدي حقه حق الأداء.. وإلا إذا غلبت عليه الحال، وصدر عنه ما يشم منه التكذيب والإنكار لتلك الحقائق المحكمة -نعوذ بالله- فذلك علامة الهلاك.

    حاصل الكلام: إنَّ أهل الطريقة الذين هم خارج دائرة الشرع قسمان:

    قسم منهم كما ذكرناه آنفاً، فهؤلاء إما أن يكون قد غلب عليه الحالُ والاستغراق والجذب والسُّكر. أو يكون مغلوباً لسيطرة لطائف لا تنقاد للتكاليف ولا تعير بالاً للإرادة، فيخرج من دائرة الشرع.

    ولكن هذا الخروج لا ينشأ من عدم الرضى بالشرع، أو من رفض الأحكام الشرعية، بل يترك تلك الأحكام اضطراراً دون إرادة منه،

    فهناك أولياء من هذا القسم، فضلاً عن أن أولياء كباراً قد قضوا فترة بينهم متلبسين بهذه الحال. بل من هذا النوع مَن حكم عليهم أولياء محققون، أنهم ليسوا خارجين عن دائرة الشرع وحدَها، بل منهم مَن هو خارج عن دائرة الإسلام. إلّا بشرط ألّا يكذّبوا بجميع ما جاء به الرسول ﷺ من أحكام، مع أنهم لا يؤدون حقها، إما لعدم تفكرهم بها، أو لعدم استطاعتهم التوجه إليها، أو لعدم تمكنهم من معرفتها، أو عدم فهمها. ولكن إذا عرفَها أحدٌ منهم ورفضَها فقد هلك.

    أما القسم الثاني: فهم المنجذبون لنشوة الأذواق البراقة للطريقة والحقيقة فلا يبالون بالحقائق الشرعية التي هي أرقى من مستوى مذاقهم. ويعتبرها أحدُهم غير ذات مذاق لعجزه عن بلوغها. فيؤديها صورية شكلية، وهكذا يبلغ به الأمر تدريجياً إلى أن يظن أن الشريعة مجرد قشرٌ ظاهري، وأن ما وجده من الحقيقة هو الأساس والغاية والقصد، فيقول: «حسبي ما وجدتُه». فيقوم بأفعال مخالفة لما يأمر به الشرع! فالذين لم يفقدوا شعورَهم وعقولَهم من هذا القسم مسؤولون عن أعمالهم، ويُدانون، بل يهلكون، حتى يكون قسم منهم موضع هزء وسخرية للشيطان.

    النكتة الرابعة:

    إنَّ أشخاصاً من الفرق الضالة والمبتدعة يكونون من المقبولين بنظر الأمة، غير أن أمثالهم تردّهم الأمة وترفضهم دون أن يكون هناك فرق ظاهري بينهما!

    كنت في حيرة من هذا الأمر، فـ«الزمخشري»(∗) المعتزلي الشديد التعصب لمذهبه لا يكفره أهل التحقيق من أهل السنة ولا يدرجونه في صفوف الضالين على الرغم من اعتراضاته القاسية عليهم، بل يجدون له مبرراً ومجالاً للنجاة، إلّا أنَّ «أبا علي الجبّائي»(∗) وهو أيضاً من أئمة المعتزلة يطرده أهل السنة المحققون ويعدّون آراءه مردودة مع أنه أخف تعصباً من السابق بكثير،

    كان هذا يأخذ قسطاً كبيراً من تفكيرى، ثم فهمت بلطف إلهي:

    أنَّ اعتراضات «الزمخشري» على أهل السنة نابعةٌ من محبة الحق الذي يدعو إليه مسلكُه، الذي يظنه حقاً كقوله: «إنَّ التنـزيه الحقيقي لله سبحانه هو بأن يكون الأحياء -في نظره- هم خالقين لأفعالهم»، لذا فلمحبته الناشئة من تنـزيه الحق سبحانه يردّ قاعدةَ أهل السنة في خلق الأفعال. أما سائر أئمة الاعتزال المرفوضين فإنهم ما أنكروا سبيل أهل السنة لفرط محبتهم الحق، وإنما لقصور عقولهم عن دساتير أهل السنة السامية، وعجز عقولهم الضيقة عن استيعاب قوانين أهل السنة الواسعة. لذا فإن أقوالَهم مردودة وهم مطرودون.

    فكما أن مخالفة المعتزلة لأهل السنة هذه بشكلين، وهي الواردة في كتب علم الكلام فإن أهل الطريقة الخارجين عن السنة المطهرة ومخالفتهم لها أيضاً من جهتين:

    الأولى: أن ينجذب الوليّ لحاله ونهجه كانجذاب «الزمخشري» لمذهبه غير مهتم إلى حدٍّ ما بآداب الشرع التي لم يبلغ أذواقها بعد.

    الثانية: أن ينظر الولي إلى آداب الشريعة أنها غيرُ ذات أهمية أصلاً بالنسبة لدساتير الطريقة وقواعدها (حَاشَ لله) لكونه قد عجز عن أن يستوعب تلك الأذواق الواسعة، فمقامه القصير لا يستطيع أن يبلغ تلك الآداب الرفيعة.

    التلويح الثامن

    وفيه ثمانية مزالق و ورطات:

    الأولى:

    إنَّ الورطة التي يسقط فيها سالكون من الطرق الصوفية -ممن لا يتبعون السنة النبوية على الوجه الصحيح- هي اعتقادهم بأرجحية الولاية على النبوة!

    ولقد أثبتنا مدى سمو النبوة على الولاية وخفوت ضوء الأخيرة أمام نور النبوة الساطع في «الكلمة الرابعة والعشرين» و «الكلمة الحادية والثلاثين» من كتاب «الكلمات».

    الثانية:

    وهي تفضيل قسمٌ من المفرِطين، الأولياءَ على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، بل رؤيتُهم في مرتبة الأنبياء عليهم السلام.

    وقد شرحنا في «الكلمة الثانية عشرة» و «الكلمة السابعة والعشرين/الاجتهاد» وفي ذيلها الخاص بالصحابة كيف أنَّ للصحابة الكرام خواصَّ متميزةً بسبب الصحبة النبوية، بحيث لا يمكن للأولياء أن يبلغوا مرتبتَهم أصلاً فضلاً عن أن يتفوقوا عليهم. ولا يمكنهم أن يبلغوا قطعاً مرتبة الأنبياء.

    الثالثة:

    وهي ترجيح بعض المتطرفين والمتعصبين جداً للطريقة لأوراد طريقتهم وآدابها على أذكار السنة النبوية الشريفة، فيسقطون بذلك إلى منـزلق مخالفة السنة النبوية وتركِها، في الوقت الذي يظلون متشبثين بأوراد طريقتهم، أي أنهم يسلكون سلوك غير المبالي بآداب السنة النبوية الشريفة فيهوون في الورطة،

    وكما أثبتنا في «كلمات» كثيرة، وكما أكّد كبارُ محققي الطرق كالإمام الغزالي والإمام الرباني:

    «إنَّ إتباع سُنةٍ واحدة من السنن النبوية يكون مقبولاً عند الله أعظم من مائة من الآداب والنوافل الخاصة. إذ كما أن فرضاً واحداً يرجح ألفاً من السنن، فإن سُنة واحدة من السنن النبوية ترجح ألفاً من آداب التصوف».

    الرابعة:

    إنَّ بعض المتطرفين من أهل التصوف يظنون خطأً أنَّ «الإلهام» بمرتبة «الوحي»، كما يعتبرون الإلهام نوعاً من أنواع الوحي فيسقطون في هذا المزلق الخطير،

    وقد برهنّا سابقاً في «الكلمة الثانية عشرة» و «الكلمة الخامسة والعشرين» المتعلقة بإعجاز القرآن وفي رسائل أخرى؛ كيف أنَّ الوحي سامٍ وعالٍ وساطع وضّاء وكلّي شامل بينما الإلهام بالنسبة إليه جزئي وخافت.

    الخامسة:

    إنَّ بعض المتصوفين ممن لم يدركوا تماما سر الطريقة -في كونها وسيلة وليست غاية بحد ذاتها- قد ينجذبون ويتوجهون إلى ما يُفاض عليهم من الكرامات والأذواق والأنوار، تلك التي توهَب ولا تُسأل إذ يمنحها الله سبحانه تقويةً للضعفاء، وتشجيعاً للمتكاسلين، وتخفيفاً من المشقة والسأم -الذي يعتريهم من شدة الإجهاد في العبادة- فينجرون إلى تفضيل تلك الكرامات والأذواق والأنوار على فروض الدين والخدمة تحت لوائه وقراءة الأذكار والأوراد، فيسقطون في هذا المزلق.

    وقد سبق أن أجملنا في النقطة الثالثة من «التلويح السادس» وفي «كلمات» أخرى، بأن هذه الدنيا هي دار خدمة وعمل وليست دار ثواب ومكافأة، فالذين يرغبون في قطف ثمار أعمالهم في هذه الحياة الفانية، إنما يستبدلون المكافأة الدنيوية الفانية بثمار الآخرة الأبدية الباقية، فضلاً عن أنَّ هذا يدل على بقايا تعلقٍ بالدنيا ورغبة في الاستمتاع بها، ويكون هذا سبباً في خفوت شوقهم وتطلعهم إلى الحياة البرزخية، بل يريدون هذه الحياة، إذ يجدون فيها نوعاً من ثمار الآخرة.

    السادسة:

    وهي المنـزلق الذي يقع فيه قسم من سالكي الطرق الصوفية من غير أهل الحقيقة عندما يلتبس عليهم الأمر فيتوهمون بأن ظِلال مقامات الولاية ونماذجها المصغرة كأنها هي المقام الحقيقي والكلي والأصلي.

    ولقد أثبتنا في الغصن الثاني من «الكلمة الرابعة والعشرين» وفي «كلمات» أخرى بما لاشك فيه؛ أن الشمس وإن تعددت صورُها بتعدد المرايا التي تنعكس عليها، فهذه الصور تملك ضياءَ الشمس وحرارتها ولكن ليس هو الضياء الأصلي نفسه، ولا هي الحرارة نفسها فهي باهتة الأنوار بالنسبة للشمس الحقيقية.

    كذلك فإن لمقام النبوة ولمقام كبار الأولياء، شيئاً من الظلال التي يمكن لأهل الطرق أن يستظلوا بها، ولكنهم يظنون أثناء دخولهم فيها أنهم أعظم درجة من كبار الأولياء، بل حتى من الأنبياء -والعياذ بالله- فيسقطون في مزلق.

    ولإنقاذ أنفسهم من جميع هذه المزالق المذكورة سابقاً عليهم أن يضعوا أصول الإيمان وأسس الشرع نصبَ أعينهم ويتخذوها مرشداً دائماً لهم، وأن يخالفوا أذواقهم ومشهوداتهم ويتهموها عند تعارضها مع تلك الأسس.

    السابعة:

    وهي المزلق الذي يقع فيه قسمٌ من أهل الأذواق والأشواق من أصحاب الطرق عندما ينصرفون إلى الفخر والإدعاء وإشاعة الشطحات وطلب توجّه الناس ونيل المرجعيات الدينية، ويفضلون هذه العجالات على الشكر والتضرع والحمد والاستغناء عن الناس،

    بينما عبودية محمد ﷺ هي أسمى مرتبة في العبودية، تلك العبودية التي نستطيع وصفها بالمحبوبية، أو عبودية المحبة.

    فأساس العبودية وسرُّها هو التضرع والحمد والدعاء والخشوع والعجز والفقر والاستغناء عن الناس، وبهذا فقط يمكن الوصول إلى كمال تلك الحقيقة، حقيقة العبودية.

    نعم إنَّ عدداً من الأولياء الكبار اضطروا -دون اختيار منهم لغلبة الحال وبشكل موقت فقط- إلى الخروج إلى ساحة الفخر والطلب والشطحات، لذا فلا يجوز اتّباعهم اختياراً في حالهم هذه، فهم مهتدون، ولكنهم هنا وفي هذه النقطة بالذات ليسوا قدوة في الهداية، لذا لا يمكن السير وراءهم أوالإقتداء بهم.

    الثامنة:

    وهي الورطة التي يتورط فيها قسمٌ من المتعجلين والقاصدين المنافع الذاتية من أهل الطرق من الذين يرغبون في تناول ثمرات الولاية في الدنيا بدلاً من قطفها في الآخرة. وعندما يدل سلوكُهم على هذه الرغبة، وتتكشف نيتُهم من خلال هذا السلوك يكونون فعلاً قد سقطوا في هذه الورطة.

    علماً أن آيات كثيرة في القرآن الكريم من أمثال ﴿ وَمَا الْحَيٰوةُ الدُّنْيَٓا اِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ (آل عمران: ١٨٥) تدل بوضوح ما أثبتناه سابقاً في عدة «كلمات» من أن ثمرة واحدة من ثمرات عالم البقاء ترجح ألفَ بستان في هذه الحياة الفانية، لذا فالأفضل عدم تناول تلك الثمرات المباركة هنا، وإن أعطيت دون توجه ورغبة فيها، فيجب إبداء الحمد والشكر في قبولها -لا على أنها مكافأة- بل على أنها إحسان وفضل من الله وُهبَت للتشويق.

    التلويح التاسع

    نذكر هنا مجملاً تسع ثمرات من الثمار الوفيرة للطريقة وفوائدها:

    الأولى:

    هي ظهورُ الحقائق الإيمانية وانكشافها ووضوحها إلى درجة عين اليقين بوساطة الطريقة الصحيحة المستقيمة. هذه الحقائق التي هي منابع خزائن أبدية وسعادة دائمة وكنوزها ومفاتيحها.

    ثانياً:

    هي تحقيقُ الوجود الحقيقي للإنسان بانسياق لطائفه جميعاً إلى ما خُلقت لأجله. وذلك بأن تكون الطريقة واسطة لتحريك قلب الإنسان الذي يعتبر مركزاً لجسمه ولولَباً لحركته وتوجيهه إلى الله. فيندفع بهذا كثيرٌ من اللطائف الإنسانية إلى الحركة والظهور فتتحقق حقيقة الإنسان.

    الثالثة:

    التخلص من وحشة الانفراد والوحدة في السير والسلوك، والشعور بالأُنس المعنوي في الحياة الدنيا والبرزخ بالالتحاق بإحدى سلاسل الطريقة عند سيرها وتوجهها وسفرها نحو الحياة البرزخية ونحو الحياة الأخروية، وعقد أواصر الصداقة والمحبة بتلك القافلة النورانية في طريق أبد الآباد، فتندفع الأوهامُ والشُبَه عن النفس باستناد المريد إلى إجماعهم واتفاقهم باعتبار كل أستاذ مرشد حُجة قوية وسنداً لا يضعف في دفع الأضاليل والأوهام التي تردّ إلى الذهن.

    الرابعة:

    وهي خلاصُ الإنسان من الوحشة الهائلة التي تكتنفه في حياته الدنيا، والانسلال من الغربة الأليمة التي يحسّها إزاء الكون، وذلك بما تقوم به الطريقة الصائبة الصافية من تفجير ينابيع محبة الله ومعرفته في الإيمان.

    وقد سبق أن أثبتنا في «كلمات» عدة بأن سعادة الدارين، واللذةَ التي لا يشوبها ألمٌ، والأُنس الذي لا تخالطه وحشة، والسعادة الحقيقية لا توجد إلّا في حقائق الإيمان والإسلام التي تسعى الطريقة للوصول إليها كما أننا بيّنا في «الكلمة الثانية» بأن الإيمان يحمل بذرة شجرة طوبى في الجنة.

    نعم فبالتربية الموجودة في الطريقة تنمو تلك البذرة وتكبُر.

    الخامسة:

    الشعور بالحقائق اللطيفة في التكاليف الشرعية وتقديرها بوساطة القلب المنتبه بدوام ذكر الله، كما يُعينه على ذلك المنهج التربوي للطريقة. وبذلك تكون الطاعة والعبادة مثار اشتياق وحب، لا مثار تعب وتكليف.

    السادسة:

    نيلُ مقام التوكّل، ودرجة الرضى، ومرتبة التسليم. هذه المقامات هي السبيل إلى تذوق السعادة الحقيقية والتسلية الخالصة واللذة التي لا يشوبها حزنٌ، والأُنس الذي لا تقربُه وحشة.

    السابعة:

    وهي نجاةُ الإنسان من الشرك الخفي والرياء والتصنع وأمثالها من الرذائل وذلك بالإخلاص الذي هو أهم شرط لدى سالك الطريقة وأهم نتيجة لها. وكذا التخلص من أخطار النفس الأمارة بالسوء ومن أدران الأنانية بتزكية النفس التي هي السلوك العملي في الطريقة.

    الثامنة:

    هي جعلُ الإنسان عاداتِه اليومية بحُكم العبادات وأعمالَه الدنيوية بمثابة أعمالٍ أُخروية، والإحسانُ في استغلال رأس مال عمره من الحياة بدقائقها وجعلها بذوراً تتفتح عن زهرات الحياة الأخروية وسنابلها. وذلك بدوام الذكر القلبي، والتأمل العقلي، مع الحضور القلبي الدائم والاطمئنان، ودوام شحذ الإرادة، والنية الصافية، والعزيمة الصادقة التي تلقُّنها الطريقة.

    التاسعة:

    وهي العملُ للوصول إلى مرتبة الإنسان الكامل، وذلك بالتوجه القلبي إلى الله طوال سيره وسلوكه، وأثناء معاناته الروحية التي تسمو بحياته المعنوية، أي الوصول إلى مرتبة المؤمن الحق والمسلم الصادق، أي نيلُ حقيقة الإيمان والإسلام لا صورتيهما، ثم أن يكون الإنسان عبداً خالصاً لرب العالمين، وموضعَ خطابه الجليل، وممثلاً عن الكائنات من جهة، وولياً لله وخليلاً له، حتى كأنه مرآة لتجلياته سبحانه، وفي أحسن تقويم حقاً، فيقيم الحُجة على أفضلية بني آدم على الملائكة.

    وهكذا يطير بجناحَي الإيمان والعمل بالشريعة إلى المقامات العليا والتطلع من هذه الدنيا إلى السعادة الأبدية بل الدخول فيها.

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    اللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى الْغَوْثِ الْأَكْبَرِ في كُلِّ الْعُصُورِ وَالْقُطْبِ الْأَعْظَمِ

    في كُلِّ الدُّهُورِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذي تَظَاهَرَتْ حِشْمَةُ وَلَايَتِه وَمَقَامُ مَحْبُوبِيَّتِه

    في مِعْرَاجِه وَانْدَرَجَ كُلُّ الْوَلَايَاتِ في ظِلِّ مِعْرَاجِه

    وَعَلٰى أٰلِه وَصَحْبِه أَجْمَعينَ. أٰمينَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ.

    ذيل

    هذا الذيلُ القصير جداً له أهميةٌ عظيمة

    ومنافعُ للجميع.

    للوصول إلى الله سبحانه وتعالى طرائقُ كثيرة، وسبُل عديدة. وموردُ جميع الطرق الحقة ومنهلُ السبل الصائبة هو القرآن الكريم. إلّا أن بعضَ هذه الطرق أقربُ من بعض وأسلمُ وأعمُّ.

    وقد استفدتُ من فيض القرآن الكريم -بالرغم من فهمي القاصر- طريقا قصيرا وسبيلا سويا هو: طريقُ العَجز، الفقر، الشفقة، التفكر.

    نعم، إنّ العجز كالعشق طريق موصل إلى الله، بل أقربُ وأسلم، إذ هو يوصِل إلى المحبوبية بطريق العبودية.

    والفقر مثلُه يوصل إلى اسم الله «الرحمن».

    وكذلك الشفقة كالعشق موصل إلى الله إلّا أنه أنفذُ منه في السير وأوسعُ منه مدى، إذ هو يوصل إلى اسم الله «الرحيم».

    والتفكر أيضا كالعشق إلّا أنه أغنى منه وأسطعَ نورا وأرحبَ سبيلا، إذ هو يوصل السالكَ إلى اسم الله «الحكيم».

    وهذا الطريق يختلف عما سلكه أهلُ السلوك في طرق الخفاء ذات الخطوات العشر -كاللطائف العشر- وفي طرق الجهر ذات الخطوات السبع -حسب النفوس السبعة- فهذا الطريقُ عبارة عن أربع خطوات فحسب، وهو حقيقة شرعية أكثر مما هو طريقة صوفية.

    ولا يذهبنّ بكم سوءُ الفهم إلى الخطأ. فالمقصودُ بالعَجز والفقر والتقصير إنما هو إظهارُ ذلك كلِّه أمام الله سبحانه وليس إظهارَه أمام الناس.

    أما أورادُ هذا الطريق القصير وأذكارُه فتنحصر في اتباعِ السنة النبوية، والعملِ بالفرائض، ولا سيما إقامة الصلاة باعتدال الأركان، والعملِ بالأذكار عقبها، وتركِ الكبائر.

    أما منابع هذه الخطوات من القرآن الكريم فهي:

    ﴿ فَلَا تُزَكُّٓوا اَنْفُسَكُمْ ﴾ (النجم:٣٢) تشير إلى الخطوة الأولى.

    ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذ۪ينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَنْسٰيهُمْ اَنْفُسَهُمْۜ ﴾ (الحشر:١٩) تشير إلى الخطوة الثانية.

    ﴿ مَٓا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِۘ وَمَٓا اَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ (النساء:٧٩) تشير إلى الخطوة الثالثة.

    ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ ﴾ (القصص:٨٨) تشير إلى الخطوة الرابعة.

    وإيضاح هذه الخطوات الأربع بإيجاز شديد كالآتي:

    الخطوة الأولى

    كما تشير إليها الآيةُ الكريمة: ﴿ فَلَا تُزَكُّٓوا اَنْفُسَكُمْ ﴾ وهي: عدمُ تزكيةِ النفس. ذلك لأن الإنسان حسب جبلّته، وبمقتضى فطرته، محبٌ لنفسه بالذات، بل لا يحبّ إلّا ذاتَه في المقدمة. ويضحّي بكل شيء من أجل نفسه، ويمدح نفسَه مدحاً لا يليق إلّا بالمعبود وحدَه، وينـزّه شخصَه ويبرئ ساحةَ نفسه، بل لا يقبل التقصير لنفسِه أصلاً ويدافع عنها دفاعاً قوياً بما يشبه العبادة، حتى كأنه يصرف ما أودعَه الله فيه من أجهزةٍ لحمده سبحانه وتقديسه إلى نفسه، فيصيبُه وصفُ الآية الكريمة: ﴿ مَنِ اتَّخَذَ اِلٰهَهُ هَوٰيهُ ﴾ (الفرقان: ٤٣) فيعجَبُ بنفسه ويعتدّ بها..

    فلابد إذن من تزكيتها. فتزكيتُها في هذه الخطوة وتطهيرُها هي بعدم تزكيتها.

    الخطوة الثانية

    كما تلقّنه الآيةُ الكريمة من درسِ ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذ۪ينَ نَسُوا اللّٰهَ فَاَنْسٰيهُمْ اَنْفُسَهُمْ ﴾ . وذلك: أن الإنسان ينسى نفسَه ويغفل عنها، فإذا ما فكّر في الموت صرفَه إلى غيره، وإذا ما رأى الفناءَ والزوال دفعَه إلى الآخرين، وكأنه لا يعنيه بشيء، إذ مقتضى النفسِ الأمارة أنها تذكُر ذاتَها في مقام أخذ الأجرة والحظوظ وتلتزم بها بشدة، بينما تتناسى ذاتَها في مقام الخدمة والعمل والتكليف.

    فتزكيتُها وتطهيرُها وتربيتُها في هذه الخطوة هي العملُ بعكس هذه الحالة، أي عدمُ النسيان في عين النسيان، أي نسيانُ النفس في الحظوظ والأجرة، والتفكرُ فيها عند الخدمات والموت.

    والخطوة الثالثة

    هي ما ترشد إليه الآيةُ الكريمة: ﴿ مَٓا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَمَٓا اَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ وذلك: أنّ ما تقتضيه النفسُ دائما أنها تنسب الخيرَ إلى ذاتها، مما يسوقُها هذا إلى الفخر والعجب. فعلى المرء في هذه الخطوة أن لا يرى من نفسه إلّا القصورَ والنقصَ والعجزَ والفقرَ، وأن يرى كلَّ محاسنه وكمالاته إحسانا من فاطره الجليل، ويتقبَّلها نِعما منه سبحانه، فيشكر عندئذ بدلَ الفخر، ويحمدُ بدل المدح والمباهاة.

    فتزكيةُ النفس في هذه المرتبة هي: في سر هذه الآية الكريمة: ﴿ قَدْ اَفْلَحَ مَنْ زَكّٰيهَاۙ ﴾ (الشمس: ٩). وهي: أنْ تعلم بأن كمالَها في عدم كمالِها، وقدرتَها في عجزِها، وغناها في فقرِها، (أي كمالُ النفس في معرفة عدم كمالِها، وقدرتُها في عجزها أمام الله، وغناها في فقرها إليه).

    الخطوة الرابعة

    هي ما تعلّمُه الآية الكريمة: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ ﴾ . ذلك لأنَّ النفسَ تتوهم نفسَها حرةً مستقلة بذاتها، لذا تدّعى نوعاً من الربوبية، وتضمُر عصيانا حيال معبودها الحق.

    فبإدراك الحقيقة الآتية ينجو الإنسانُ من ذلك وهي: كلُّ شيء بحدّ ذاته، وبمعناه الاسمي: زائلٌ، مفقودٌ، حادث، معدوم. إلّا أنه في معناه الحرفي، وبجهة قيامه بدور المرآةِ العاكسةِ لأسماء الصانع الجليل، وباعتبار مهامّه ووظائفه: شاهدٌ، مشهودٌ، واجدٌ، موجودٌ.

    فتزكيتُها في هذه الخطوة هي معرفة: أنَّ عدمَها في وجودها ووجودَها في عدمها، أي إذا رأت ذاتَها وأعطت لوجودها وجوداً، فإنها تغرق في ظلماتِ عدمٍ يسع الكائنات كلَّها. يعني إذا غفلتْ عن موجِدها الحقيقي وهو الله، مغترةً بوجودها الشخصي فإنها تجد نفسَها وحيدة غريقة في ظلمات الفراق والعدم غير المتناهية، كأنها اليراعةُ في ضيائها الفردي الباهت في ظلمات الليل البهيم. ولكن عندما تترك الأنانيةَ والغرورَ ترى نفسَها حقاً إنها لا شيء بالذات، وإنما هي مرآةٌ تعكس تجليات موجدِها الحقيقي. فتظفر بوجودٍ غير متناهٍ وتربح وجودَ جميع المخلوقات.

    نعم، من يجد الله فقد وجدَ كلَّ شيء، فما الموجوداتُ جميعُها إلَّا تجليات أسمائه الحسنى جلّ جلالُه.

    الخاتمة

    إنّ هذا الطريق الذي يتكون من أربع خطوات وهي العجز والفقر والشفقة والتفكر، قد سبقت إيضاحاتُه في «الكلمات الست والعشرين» السابقة من كتاب «الكلمات» الذي يبحث عن علمِ الحقيقة، حقيقةِ الشريعة، حكمةِ القرآن الكريم.

    إلّا أننا نشير هنا إشارة قصيرة إلى بضع نقاط وهي: أن هذا الطريق هو أقصرُ وأقربُ من غيره، لأنه عبارة عن أربع خطوات. فالعجزُ إذا ما تمكن من النفس يسلّمها مباشرة إلى «القدير» ذي الجلال؛ بينما إذا تمكن العشقُ من النفس -في طريق العشق الذي هو أنفذُ الطرق الموصلة إلى الله- فإنها تتشبث بالمعشوق المجازي، وعندما ترى زوالَه تبلغ المحبوبَ الحقيقي.

    ثم إنّ هذا الطريق أسلمُ من غيره، لأن ليس للنفس فيه شطحاتُ أو ادعاءات فوق طاقتها، إذ المرءُ لا يجد في نفسه غير العجز والفقر والتقصير فيتجاوزَ حدَّه.

    ثم إنَّ هذا الطريق طريقٌ عام وجادةٌ كبرى، لأنه لا يضطر إلى إعدام الكائنات ولا إلى سجنها، حيث إن أهل «وحدة الوجود» توهموا الكائنات عدماً، فقالوا: «لا موجود إلّا هو» لأجل الوصول إلى الاطمئنان والحضور القلبي. وكذا أهل «وحدة الشهود» حيث سجنوا الكائنات في سجن النسيان، فقالوا: «لا مشهود إلّا هو» للوصول إلى الاطمئنان القلبي.

    بينما القرآنُ الكريم يعفو الكائنات بكل وضوح عن الإعدام ويطلق سراحَها من السجن. فهذا الطريق على نهج القرآن ينظر إلى الكائنات أنها مسخرةٌ لفاطرها الجليل وخادمةٌ في سبيله، وأنها مظاهرُ لتجليات الأسماء الحسنى كأنها مرايا تعكس تلك التجليات. أي أنه يستخدمها بالمعنى الحرفي ويعزلها عن المعنى الاسمي من أن تكون خادمة ومسخرة بنفسها. وعندها ينجو المرءُ من الغفلة، ويبلغ الحضورَ الدائمي على نهج القرآن الكريم. فيجد إلى الحق سبحانه طريقاً من كل شيء.

    وزبدة الكلام: إن هذا الطريق لا ينظر إلى الموجودات بالمعنى الاسمي، أي لا ينظر إليها أنها مسخرةٌ لنفسِها ولذاتِها، بل يعزلُها من هذا ويقلدها وظيفةً، أنها مسخرةٌ لله سبحانه.


    المكتوب الثامنة والعشرون | المكتوبات | المكتوب الثلاثون

    1. وأخيراً تمت في تسع نكات. (المؤلف).
    2. جاءت هذه العبارة باللغة العربية في النص.
    3. مسلم، الجمعة ٤٣؛ أبو داوود، السنة ٥؛ النسائي، العيدين ٢٢؛ ابن ماجه، المقدمة ٦، ٧؛ الدارمي، المقدمة ١٦، ٢٣؛ المسند ٣١٠/٣، ٣٧١، ١٢٦/٤، ١٢٧.
    4. اعتذار: لقد كتبت هذه الرسالة على عجل خلال أربعين دقيقة فقط، ولكوني وكاتب المسودة مريضين ومرهقين معاً، فلا غرو أن يعتري الرسالة شيء من القصور، لذا نستميح إخواننا عذراً ونرجوهم تصحيح ما يرونه مناسباً. (المؤلف).
    5. الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.
    6. إن كون مجموع عدد آيات القرآن الكريم ستة آلاف وستمائة وستاً وستين، ووجود علاقة له مع ستة أرقام من عدد الأسماء الحسنى الواردة في هذه الصحيفة. يشير إلى سر مهم. ولكن ظل مهملاً في الوقت الحاضر. (المؤلف).
    7. لقد انكشف سر حسب هذه التقسيمات الخماسية (خمس سور ثم خمس سور) وسجّل هنا ست سور بدلاً عن خمس منها، دون علمنا جميعاً، لذا لم يبق لنا ريب من أن السادسة قد دخلت غيباً أي خارجة عن إرادتنا لكي لا تضيع هذا السر في النصفية. (المؤلف).
    8. يراجع ختام الموقف الثالث من الكلمة الثانية والثلاثين من (الكلمات) والمقام الثاني من المكتوب العشرين.
    9. إن أولئك البائسين يحسبون أنهم لا يهلكون بقولهم: «إن قلوبنا مع الأستاذ» ولكن الذي يمدّ تيار الملحدين بالقوة ويغترّ بدعاياتهم، قد يُستغل للتجسس لهم من دون أن يشعر. فإن قول هذا المشرف على الهلاك: «إن قلبي طاهر ووفيّ لمسلك أستاذي» شبيه بالمثال الآتي: شخص يدافع الأخبثين في صلاته، وإذا بريح تخرج منه، فيقع الحدث، فيقال له: لقد بطلت صلاتُك، فيجيبهم: لِمَ تفسد صلاتي، إن قلبي طاهر نقي؟!. (المؤلف).
    10. الترمذي، تفسير سورة الحجر ٦؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٠٢/٨، المعجم الأوسط ٣١٢/٣ ،٢٣/٨.
    11. حادثة ٣١/ مارت ١٣٢٥ حسب التقويم الرومي، وهي حادثة تمرد وعصيان عسكري، بدأ في معسكر «طاش قشلة» في استانبول ثم انتشر التمرد إلى المعسكرات الأخرى في المدينة، ثم نزل الجنود المتمردون إلى الشوارع وقتلوا بعض الوزراء والنواب والضباط. ولولا الخطب التي ألقاها الأستاذ النورسي على الجنود في معسكراتهم لكان يمكن أن يحدث ما لا تحمد عواقبه، إذ كانت عاملاً ملطفاً للجنود المتمردين.
      والحادثة وقعت في ١٣/ نيسان/١٩٠٩ أي بعد إعلان المشروطية الثانية ووصول جمعية الإتحاد والترقي إلى موقع مؤثر في الحكم. اُتهم السلطان عبد الحميد الثاني ظلماً بافتعاله هذا التمرد، واستدعت الجمعية مدداً عسكرياً من مقرها الرئيس في «سلانيك» ومع أن السلطان كان بمقدوره تشتيت هذا المدد العسكري إلا أنه لم يفعل حقناً للدماء.
      وبعد وصول الجيش إلى استانبول، أُعلنت الأحكام العرفية وقضى على التمرد، وأُسست محكمة عسكرية، أعدمت الكثيرين فانتهزت الجمعية هذه الحركة وقامت بعزل السلطان في ٢٧/ نيسان/١٩٠٩.
    12. Hâşiye: İlm-i sarf kaidesince feilün, fe’lün okunur. Ketifün, ketfün okunması gibi. Buna binaen elifün, elfün okunur. O halde 1351 olur.
    13. المقصود فتواهم بجواز إقامة الشعائر بغير اللغة العربية.
    14. من المعلوم أن الأستاذ كان قائداً من قواد الفدائيين في الحرب العالمية الأولى، وقد اشترك هو مع تلاميذه في قتال الروس وجُرح في آخر معركة اشترك فيها، وأُسر من قبل القوات الروسية وبقي في الأسر في معتقل في شمالي روسيا سنتين وأربعة أشهر حتى استطاع الهرب سنة ١٩١٧ اثر الانقلاب الشيوعي وما صاحبه من فوضى في روسيا.
    15. لعل أصل الفتوى هو: «وأما إذا كان ما قرأ موافقاً لما في القرآن تجوز به الصلاة عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى لأنه تجوز قراءة القرآن بالفارسية وغيرها من الألسنة فيجعل كأنه قرأ القرآن بالسريانية والعبرانية فتجوز الصلاة عنده لهذا». المبسوط لشمس الدين السرخسي ٢٣٤/١.
    16. البخاري، فضائل القرآن ٣٦، الأدب ٩٥، التوحيد ٢٣، ٥٧؛ مسلم، الزكاة ١٤٢-١٤٨.
    17. العجلوني، كشف الخفاء ٤٧٢/١، وانظر: الطبراني، المعجم الأوسط ٥٨/٦؛ البيهقي، شعب الإيمان ١١٧/٦.
    18. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ١٨٧/١٠؛ البيهقي، شعب الإيمان ٣٣٤/٦؛ الديلمي، المسند ٣٢٤/٢.
    19. حتى إن أحد أولئك السادة (من آل البيت) هو السيد أحمد السنوسي، يقود ملايين المريدين، ومنهم السيد إدريس يقود أزيد من مائة ألف من المسلمين، والسيد يحيى الأمير على مئات الألوف من الأشخاص.. وهكذا نرى الكثيرين من أفراد قبيلة السادة (من أهل البيت) من أمثال هؤلاء القادة الأبطال الميامين كما هو ظاهر، فضلاً عما وجد في الباطن كذلك قادة القواد كالسيد عبد القادر الكيلاني والسيد أبو الحسن الشاذلي، والسيد أحمد البدوي وأمثالهم. (المؤلف).
    20. التلويحات: زيادات وشروح في الحاشية من الكتاب.