On Birinci Şuâ/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("يمكن تلخيص هذه المسألة التي تم إيضاحُها في «الكلمة الرابعة» كما يأتي: إن رأس مال حياتنا هو هذه الساعات الأربع والعشرون التي يحملها إلينا اليومُ نعمةً خالصة من نِعَم خالقنا الكريم جل جلاله، لنكسب بكل ساعة من هذه الساعات ما يلزمنا، وما هو ضروري في حياتَ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    Etiketler: Mobil değişiklik Mobil ağ değişikliği
     
    ("ولقد وضّحت رسائلُ النور ولاسيما «الكلمة الخامسة والعشرون «المعجزات القرآنية» -مع ذيولها- إعجازَ القرآن في أربعين وجها من وجوهها، وكذلك تفسيرُ «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز» باللغة العربية الذي يبين بيانا رائعا إعجازَ القرآن من حيث وجه النظم بين ال..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
     
    (Aynı kullanıcının aradaki diğer 18 değişikliği gösterilmiyor)
    27. satır: 27. satır:
    إن رأس مال حياتنا هو هذه الساعات الأربع والعشرون التي يحملها إلينا اليومُ نعمةً خالصة من نِعَم خالقنا الكريم جل جلاله، لنكسب بكل ساعة من هذه الساعات ما يلزمنا، وما هو ضروري في حياتَينا كلتيهما الدنيوية والأخروية.
    إن رأس مال حياتنا هو هذه الساعات الأربع والعشرون التي يحملها إلينا اليومُ نعمةً خالصة من نِعَم خالقنا الكريم جل جلاله، لنكسب بكل ساعة من هذه الساعات ما يلزمنا، وما هو ضروري في حياتَينا كلتيهما الدنيوية والأخروية.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وما لم نصرِف ساعةً واحدة -وهي كافية لأداء الصلوات المفروضة- لحياتنا الأخروية الخالدة، بينما نصرف ثلاثا وعشرين ساعة في سبيل هذه الحياة الدنيا القصيرة، نكون قد ارتكبنا خطأً جسيما لا يستصوبُه عقلٌ سليم. فلا جرم أننا نعاني نتيجةَ هذا الخطأ الفادح غلظةَ القلب وقسوته، وانقباضَ الروح وظلمتها، المؤدية بمجموعها إلى تعكير صفو الأخلاق، وتلّوث نقاوة الروح.. وفوق هذا تمضي حياتُنا رتيبة مملّة يائسة خاوية المعنى. فيصيبنا الضجَرُ، فلا نكاد نفيد من دروس هذه المدرسة اليوسفية، ومن محنة الامتحان والابتلاء ما يربينا ويرقى بنا، فنخسر بهذا خسرانا مبينا.
    Biz kısacık hayat-ı dünyeviyeye yirmi üç saati sarf edip beş farz namaza kâfi gelen bir saati, pek çok uzun olan hayat-ı uhreviyemize sarf etmezsek ne kadar hilaf-ı akıl bir hata ve o hatanın cezası olarak hem kalbî hem ruhî sıkıntıları çekmek ve o sıkıntılar yüzünden ahlâkını bozmak ve meyusane hayatını geçirmek sebebiyle değil terbiye almak, belki terbiyenin aksine gitmekle ne derece hasaret ederiz, kıyas edilsin.
     
    </div>
    أما إذا صرفنا ساعةً واحدة في أداء الصلوات الخمس، فكل ساعة من ساعات الابتلاء وأوقات المحن تتحول إلى يوم من العبادة، فكأن الساعات الفانية قد اكتسبت -ببركة هذه الساعة- صفةَ الخلود، وأصبحت في حكم ساعات أبدية باقية.. فتنـزاح عن القلب سحُبُ اليأس ويتبدد عن الروح ظلامُ القنوط.. وتصبح هذه الساعة من العبادة كفّارةً لبعض ما ارتُكب من أخطاء وذنوب، ربما كانت السببَ في الدخول إلى السجن.. وبذلك نكتشف حكمةَ ابتلائنا بالسجن ويغدو السجنُ مدرسةً نتلقى فيها الدروس النافعة.. ونجد فيه مع إخوتنا في المصيبة والبلاء العزاءَ والسلوان.
     
    وقد ذُكر في «الكلمة الرابعة» أيضا مثالٌ يبين فداحةَ الخسارة التي تصيب مَن يلهث وراء حظه من الدنيا ويعزف عن الآخرة وهو:
     
    هناك من يدفع خمسا أو عشرا من أربع وعشرين ليرة يملكها في شراء بطاقة قمار اليانصيب -ربما يكون احتمال الفوز بها واحدا من ألف لوجود ألف من المشتركين معه- بينما لا يصرف واحدا من أربع وعشرين ساعة يملكها في شراء بطاقة تربّحه كنـزا خالدا أخرويا.
     
    علما أنَّ احتمال الفوز بها -للمؤمنين الذين خُتمت أعمالُهم بالحسنى- هو بيقينِ تسعٍ وتسعين وتسعمائة من ألف. كما أكد ذلك جميعُ الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام، وصدّقهم -كشفاً وتحقيقا- الأولياءُ والأصفياء الذين لا يحصرهم العد.
     
    فهذا الدرس البليغ من رسائل النور ينبغي أن يرتاح إليه مسؤولو السجن وكلُّ مَن يعنيه أمر البلاد وشؤونها. لأنه قد ثبت بالتجربة: أن إدارة ألفٍ من المؤمنين المشفقين من عذابِ سجنِ جهنم والمستجيرين بالله منها، هي أسهل بكثير من إدارة عشرة من تاركي الصلاة، ومن فاسدي العقيدة والأخلاق، الذين لا يرتدعون إلّا بعقاب الدنيا وسجنها ولا يميزون الحلال عن الحرام.
     
    <span id="İKİNCİ_MESELE’NİN_HÜLÂSASI"></span>
    == خلاصة المسألة الثانية ==
     
    مثلما بينَت رسالةُ «مرشد الشباب» ووضّحتْها إيضاحا جميلا من أن الموت لا مفرّ منه أبدا، بل إن مجيئه أيقنُ من مجيء الليل لهذا النهار، ومن تعاقب الشتاء لهذا الخريف. وكما أن هذا السجن مضيفٌ مؤقت لا يكاد يفرغ حتى يُملأ من جديد، فالدنيا كذلك كالفندق، وكمنـزل حِلٍّ وترحال مُقام على طريق القوافل المسرعة.
     
    فالموت الذي يفرغ كلَ مدينة من سكانها مائةَ مرة، ويدفع بهم إلى المقابر لابد أنه يطلب شيئا أكثرَ من هذه الحياة الفانية وأعظمَ رفعة منها.
     
    ولقد حلّت رسائل النور لغز هذه الحقيقة المدهشة، وكشفَتها، وخلاصتها هي:
     
    ادام الموت لا يُقتل، وبابُ القبر لا يُغلق، فإن أعظم ما سيشغل بال الإنسان ويشكّل أكبرَ معضلة له هو النجاة من يد جلاد الموت هذا والخلاص من سجن القبر المنفرد.
     
    ولقد أثبتت رسائل النور إثباتا جازما -بفيض من نور القرآن الكريم- أنَّ لهذه المعضلة علاجا، وخلاصته هي:
     
    أن الموت إما هو إعدام أبدي، وفناءٌ تام يصيب المرءَ وأحبته، وذوي قرباه جميعا؛ أو هو تسريح من العمل للذهاب إلى عالم آخر أفضل، وجواز سفر للدخول إلى قصور السعادة بشهادة الإيمان ووثيقته..
     
    أما القبر فهو إما سجن انفرادي مُظلم وبئر سحيقة، أو هو باب إلى روضات خالدة ومَضيف منوّر بعد السراح من سجن الدنيا.
     
    وقد أثبتت رسالة «مرشد الشباب» هذه الحقيقةَ بمثال وهو:
     
    أنه نُصبت في فناء هذا السجن أعوادُ مشانقَ تستند على جدار، خلفه دائرةٌ عظيمة تمنح جوائز سخية يشترك فيها الناس كلُهم. ونحن المساجين الخمسمائة ننتظر دورَنا، لنُدعى إلى ذلك الميدان، فسنُدعى إليه فردا فردا شئنا أم أبينا، فلا نجاة! فإما إنه سيُقال لكل منّا: «تعال تسلّم أمر اعدامك واصعد المشنقة». أو: «تسلّم أمر السجن الانفرادي الأبدي وادخله من هذا الباب المفتوح». أو يُقال: «بشراك! فقد فزت ببطاقة تربّحك ملايين الليرات الذهبية، هيا خذها».
     
    فها نحن أولاء نشاهد إعلانات هذه الدعوة منتشرة هنا وهناك ونرى أناسا يصعدون المشانق بالتعاقب ومنهم مَن يتدلى، ومنهم مَن يتخذها دَرَجا وسلّما للبلوغ إلى دائرة الجوائز الواقعة خلفَها، وقد أصبحنا على يقين جازم بما يدور في تلك الدائرة -كأننا نراه رأيَ العين- استنادا إلى ما يرويه كبارُ موظفي تلك الدائرة من روايات صادقة لا تقبل الشك.
     
    دخلتْ سجنَنا -في هذه الأثناء- طائفتان، تحمل إحداهما آلات الطرب وقناني الخمر مع حلويات، ظاهرها العسل وباطنها السموم، دسّتها شياطينُ الإنس، وهم يقدمونها إلينا ويرغّبوننا في تناولها.
     
    أما الجماعة الثانية ففي أيديهم كتب تربوية ومنشورات أخلاقية مع مأكولات طيبة ومشروبات مباركة، يقدمونها هدايا لنا، ويذكرون لنا بالاتفاق والاطمئنان الكامل واليقين التام:
     
    أنَّ ما تقدمه الطائفةُ الأولى لكم من مأكولات ما هي إلّا للامتحان والاختبار، فإذا ما قبلتموها ورضيتم بها فسيكون مصيرُكم كما هو ماثل أمامكم في المشانق. أما إذا رضيتم بهدايانا -التي نقدّمها إليكم باسم حاكم هذه البلاد وبأمره- وتلوتُم ما في تلك الكتب من تعليمات وأذكار فستنجون من الإعدام وتستلمون بطاقة الجائزة من تلك الدائرة، لتفوزوا بالربح العظيم، هدية من السلطان وكرما منه وفضلا. صدِّقوا بما نقوله لكم واعتقِدوا به اعتقادا راسخا كأنكم ترونه في وضح النهار.. ولكن حذار من تلك الحلوى المعسّلة -المحرّمة أو المُريبة- فلو أكلتم منها تلوّت بطونُكم بمغصٍ شديدٍ من أثر السموم، فتقاسون منها الآلام لحين صعودكم المشانق.
     
    وهكذا على غرار هذا المثال، سيَهب القدرُ الإلهي للمؤمنين الذين قضوا حياتهم بالطاعة، وختمت أعمالُهم بالحسنى خزائنَ أبدية لا تنضُب بعد أن ينتهي أجلُهم في الدنيا. أما أولئك المتمادون في الضلالة والفسق من دون أن يثوبوا إلى ربهم فسيُعدَمون إعداما نهائيا (لمن لا يؤمن بالآخرة) أو يزجّون في سجن انفرادي مظلم أبدي (لمن يتمادى في غيّه وسفهه مع إيمانه ببقاء الروح). فهؤلاء يتسلمون قرار شقائهم الأبدي بيقين يبلغ تسعا وتسعين بالمائة. نعم، يخبر بهذا الخبر الصادق مائةٌ وأربعة وعشرون ألفا من الأنبياء عليهم السلام، (<ref>قال أبو ذر رضي الله عنه: «قلت: يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا». (أحمد بن حنبل، المسند ٢٦٥/٥؛ ابن حبان، الصحيح ٧٧/٢؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢١٧/٨؛ الحاكم، المستدرك ٦٥٢/٢؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٢٣/١، ٥٤).</ref>) وبين أيديهم معجزات تصدقهم، ويخبر أكثر من مائة وأربعة وعشرين مليونا من الأولياء قدس الله أسرارهم المقتفين آثار الأنبياء والمصدّقين بما أُخبروا به كشفا وذوقا، ويُخبر به كذلك مَن لا يحصيهم العدّ من العلماء المحققين (<ref>إن أحد أولئك العلماء المحققين هو: رسائل النور التي ألجمت أعتى الفلاسفة الماديين، وأفحمت أشد الزنادقة تمردا، طوال العشرين سنة التي خلت، وما تزال قائمة على قدم وساق في ميدان التحدي والمبارزة، وهي في متناول الجميع، فبوسع أي واحد قراءتها دون تفنيدها. (المؤلف).</ref>) والمجتهدين والصديقين الذين أثبتوا دعواهم وتصديقهم عقلا وفكرا بالبراهين الدامغة والحجج القاطعة، فأخبروا يقينا ما أخبر به أولئك الأفذاذُ من تلكما الطائفتين. فهؤلاء الطوائف الثلاث العظيمة والجماعات الغفيرة من أهل الحق والحقيقة -وهم روّاد الإنسانية وشموسُ البشرية وأقمارها- يخبرون جميعا بتلك الحقيقة إجماعا وتواترا.. فيا خسارة من لا يهتم بأوامرهم، ولا يسلك الصراط السوي المؤدي إلى السعادة الأبدية بإرشاداتهم، ولا يكترث بمصيره المؤلم -وهو بيقين يبلغ تسعا وتسعين بالمائة- في حين أنه لا يسلك طريقا فيه احتمال واحد من الخطورة واستنادا على قول مخبر واحد، بل يستبدل به طريقا آخر ولو كان أطول.
     
    فهؤلاء أشبه بسكِّيرٍ أو معتوهٍ شقي يلتهي بلَسع الذباب عن انقضاض وحوش كاسرة عليه، إذ قد فَقَد عقلَه وأضاع قلبه وأفسد روحه ودمّر إنسانيته؛
     
    لأنه رغم التبليغات الصادقة الصادرة من أولئك المخبرين الذين لا يحصرهم العدّ فقد ترك الطريق الأقصر والأسهل المؤدي إلى الفوز المحقق بالجنة والسعادة الأبدية، واختار طريقا أطول منه وأوعر وأضيق، والذي يؤدي به إلى سجنِ جهنم والشقاء الأبدي حتما.
     
    بينما الإنسان -كما قلنا- لا يلِج طريقا قصيرا في الدنيا فيه احتمال واحد بالمائة من الخطورة، أو فيه سجن شهر واحد وبناءً على كلام مُخبر واحد، وقد يكون كاذبا. بل يفضِّل عليه طريقا آخر ولو كان طويلا، أو من دون نفع، وذلك لمجرد خلوه من الضرر.
     
    فما دامت حقيقة الأمر هذه، فينبغي لنا نحن معاشر المبتلين بالسجن أن نَقبل بكل رضى وسرور هدايا الطائفة الثانية لنثأر لأنفسنا من مصيبة السجن؛ إذ كما أن لذةَ دقيقة في الانتقام، ومتعةَ بضع دقائق أو ساعات في السفاهة قد زَجّت بنا إلى السجن، فيقضي فيه بعضُنا خمس عشرة سنة، والبعض الآخر عشر سنوات، وآخرون خمس سنوات، أو سنة أو سنتين أو ثلاثا من الأحكام.. فعلينا إذن -وأنفُ السجن راغم- أن نحوّل بقبولنا هدايا القافلة الثانية، هذه الساعاتِ القليلةَ إلى أيام من العبادة مثلها، ونحوّل سنتين أو ثلاثا من عقابنا إلى عشرين وثلاثين سنة من العمر الخالد. ونبدل بعشرين سنة أو ثلاثين سنة من مكوثنا في السجن ملايين السنوات الخالدة. فتكون الأحكام الصادرة علينا وسيلةَ نجاة من سجن جهنم . وحينها تبتسم حياتنا الأخرى وتُسَرّ إزاء بكاء دنيانا وحزنها. ونكون بذلك قد ثأرنا لأنفسنا من تلك المحنة وأظهرنا حقا أن السجن مدرسة تربوية لتقويم الأخلاق.
     
    فليشاهد مسؤولو السجن ومن يتولون أمره، أن من ظنّوهم مجرمين قتلَة، وحسبوهم سفهاء مخلّين بالنظام، قد أصبحوا طلابَ مدرسة تربوية مباركة يتعلمون فيها الأدب الجميل والخلق القويم، وغدوا أعضاء نافعين للبلاد والعباد.. فليشكروا ربهم أجزل شكر.
     
    <span id="ÜÇÜNCÜ_MESELE"></span>
    == المسألة الثالثة ==
     
    وهي حادثة ذات عبرة، سبق ذكرها في «مرشد الشباب» مفصلا، وخلاصتها هي:
     
    كنت في أحد أيام عيد الجمهورية جالسا أمام شباك سجن «أسكي شهر» الذي يطل على مدرسة إعدادية للبنات.. وكانت طالباتها اليافعات يلعبن ويرقصن في ساحة المدرسة وفنائها ببهجة وسرور،
     
    فتراءت لي فجأةً على شاشة معنوية ما يؤول إليه حالهن بعد خمسين سنة. فرأيت: أن نحوا من خمسين من مجموع ما يقارب الستين طالبة يتحولن إلى تراب ويعذَّبن في القبر، وأن عشرة منهن قد تحولن إلى عجائز دميمات بلغن السبعين والثمانين من العمر، شاهت وجوههن وتشوه حسنهن، يقاسين الآلام من نظرات التقزز والاستهجان من الذين كنّ يتوقعن منهم الإعجاب والحب، حيث لم يصنّ عفتهن أيام شبابهن!.. نعم، رأيت هذا بيقين قاطع، فبكيت على حالهن المؤلمة بكاء ساخنا أثار انتباه البعض من زملاء السجن، فأسرعوا إليّ مستفسرين.
     
    فقلت لهم: «دعوني الآن وحالي... انصرفوا عني..»
     
    أجل، إن ما رأيتُه حقيقة وليس بخيال، إذ كما سيؤول هذا الصيف والخريف إلى الشتاء، فإن ما خلف صيف الشباب ووراء خريف الشيب، شتاءَ القبر والبرزخ. فلو أمكن إظهار حوادث ما بعد خمسين سنة من المستقبل مثلما يمكن ذلك لحوادث الخمسين سنة الفائتة -بجهاز كجهاز السينما- وعُرضت حوادثُ أهل الضلالة وأحوالُهم في المستقبل، إذن لتقززوا ولتألموا ولبكوا بكاء مرا على ما يفرحون منه الآن ويتلذذون به من المحرّمات في الوقت الحاضر.
     
    وبينما كنت غارقا في التأمل، ومنصرفا إلى مشاهد الشاشة المعنوية المعروضة أمامي في سجن «أسكي شهر» إذ انتصب أمامي شخص معنوي كأنه يمثل الشيطان الإنسي يدعو إلى السفاهة، ويروّج للضلالة قائلا لي: «نحن نريد أن نستمتع بجميع لذائذ الحياة ونمتّع الآخرين بها دعنا وشأننا، وإليك عنا».
     
    فأجبته قائلا:
     
    «مادمتَ ترمي بنفسك في أحضان الضلالة والسفاهة حصولا على لذة جزئية وذوق ضئيل متناسيا الموت غير آبهٍ به، إذن فاعلم: أنَّ «الماضي» كله -حسب ضلالتك- قد مات واندثر وانتهى إلى العدم، فهو مقبرة عظيمة موحشة مرعبة، قد رَمّت فيها الجثثُ وبَليت فيها الآثار، لذا إن كانت لك مُسكة من عقل أو كنت تملك قلبا ينبض بالحياة فإن الآلام المتولدة -بمقتضى ضلالتك- من الموت الأبدي، ومن أنواع الفراق غير المحدود لأقاربك وأحبابك غير المعدودين تزيل تلك اللذة الجزئية المسكرة التي تتذوقها في فترة قصيرة جدا.
     
    وكما أنَّ «الماضي» معدوم بالنسبة لك، فـ«المستقبل» معدوم لك كذلك. وذلك بسبب انعدام إيمانك، بل هو ساحة موحشة رهيبة مظلمة ميتة.. فما من أحد من الموجودات المسكينة يأتي ويبرز إلى الوجود -مارا بالحاضر- إلّا ويقبضه جلادُ الموت ويقذفه إلى العدم، وأنت لكونك مرتبطا بتلك العوالم -بحكم عقلك- فإن المستقبل يصب على رأسك الملحد مطرَ السوء من الآلام الموجعة والقلق الشديد والاضطرابات العنيفة، حتى يجعل جميع لذائذك الجزئية السفيهة أثرا بعد عين.
     
    ولكن ما إن تنبذ طريق الضلالة وتترك سلوك السفاهة داخلا حظيرة الإيمان التحقيقي، مستقيما عليه حتى ترى بنور الإيمان أنَّ ذلك الماضي السحيق ليس بمعدوم وليس بمقبرة تُبلي كلَ شيء وتفنيه، بل هو عالم نوراني موجود فعلا، الذي ينقلب إلى المستقبل، وهو ساحة انتظار الأرواح الباقية المترقبة للبعث، دخولا إلى فردوس السعادة الأبدية المعدّة لهم؛ لذا يذيقك -وأنت مازلت في الدنيا- لذةَ الجنة المعنوية حسب درجة إيمانك. كما أن المستقبل ليس مؤلما ولا مقلقا وليس محلا للوحشة ولا واديا مظلما مخيفا، بل هو بنور الإيمان منازلُ سعادة أبدية للرحمن الرحيم ذي الجلال والإكرام الذي وسعت رحمته كل شيء وأحاط كرمه بكل شيء. فكما فرشَ سبحانه الربيع والخريف مائدتين مملوءتين بأنواع النِعم والمطعومات، فقد بسط سبحانه موائد ضيافته الفاخرة في تلك القصور العوالي وفتح معارض إحسانه وآلائه العميمة هناك، والناس يشوّقون إليها بل يساقون.
     
    نعم، هكذا يراها المؤمن بالشاشة الإيمانية -كل حسب درجته- وبوسعه أن يشعر شيئا من لذائذ ذلك النعيم المقيم.
     
    فإذن اللذة الحقيقية الصافية التي لا يكدرها ألَم، إنما هي في الإيمان، وبالإيمان وحده يمكن الفوز بها.
     
    وهناك ألوفٌ من الثمرات اللذيذة للإيمان في هذه الدنيا، وألوف من الفوائد والنتائج، إلّا أننا سنبين واحدة منها بمثال:
     
    تصور -أيها الأخ- إن ابنك الوحيد الذي تحبّه كثيرا جدا طريحُ الفراش يعاني من سكرات الموت، وأنت تغوص في تفكير يائس مرير وتتألم ألما موجعا شديدا من فراقه الأبدي المؤلم.. تصوَّر -وأنت في هذه الحالة اليائسة- إذا بطبيب حاذق -كالخضر أو لقمان عليهما السلام- يأتي ويسقي الطفل دواءً مضادا للسموم، وإذا به يفتح عينيه فرحا جذلا ببهجة الحياة، وقد نجا من قبضة الموت. كم يكون يا ترى فرحُك وسرورك اللذان يغمرانك؟
     
    كذلك الحال في أولئك الملايين المدفونين في مقبرة الماضي الذين تحبهم -كهذا الطفل- حبا كثيرا وترتبط معهم بوشائج. فبينما هم على وشك أن يُبادوا ويفنوا من الوجود في مقبرة الماضي -في نظرك- إذا بحقيقة الإيمان تَبعث من شباك القلب نورا -كما فعل لقمان الحكيم مع ذلك الطفل- إلى تلك المقبرة الواسعة التي يُظن أنها مقر الإعدام. وإذا الأموات قيام أحياء بذلك النور -في عالم البرزخ- ينادون بلسان الحال» : لسنا أمواتا.. ولن نموت أبدا.. وسنلتقي عما قريب«.
     
    نعم، مثلما يَبعث شفاءُ الطفل فرحا وبهجة لا حد لهما بعد اليأس والقنوط، كذلك الأمر هنا مما يجعلنا نتيقن أن الإيمان -ببثه هذا الفرح والسرور في دنيانا هذه- يثبت أن حقيقته بذرةٌ تحمل من الحيوية ما لو تجسّمت لنبتت عليها جنة خاصة لكل مؤمن، ولأصبحت له شجرةَ طوبى.
     
    هكذا قلت لذلك الشيطان الإنسي العنيد، إلّا أنه انبرى لي قائلا: «دعنا نحيا ولو كالحيوان، غافلين عما يدور حولنا من هذه الأمور الدقيقة، ولنمض حياتنا بلذة اللهو ونشوة اللعب».
     
    فأجبته: إنك لا تقاس بالحيوان، ولن تكون مثلَه. إذ ليس للحيوان ما يفكّر به من ماض ومستقبل. فلا يجد الحيوان مما مضى ألما ولا أسفا ولا يأتيه قلقٌ ولا خوف من المستقبل، لذا يجد لذته كاملة فيشكر خالقه الكريم. بل حتى الحيوانُ المعدّ للذبح لا يحس إلّا بألم السكين وهي تمر على حلقومه، وسرعان ما يزول هذا الإحساس، فينجو من ذلك الألم.
     
    فيا للرحمة الإلهية والشفقة الربانية ما أعظمَها تجليا في إخفاء الغيب وسَتر المصائب والبلايا.. ولاسيما في الحيوانات والبهائم.
     
    ولكن أيها الإنسان لقد خرج شيء من ماضيك ومستقبلك من الغيب بحكم ما تحمله من عقل، فأنت محروم كليا مما تتنعم به الحيوانات من راحة واطمئنان بانسدال ستار الغيب أمامها، فالحسرات والآهات الناشئة مما مضى، وأنواع الفراق الأليم والمخاوف الناجمة من المستقبل تزيل لذتك الجزئية وتبيدها وتهوي بك في درجة أدنى بكثير من الحيوان من حيث اللذة. فما دامت الحقيقة هكذا فما عليك إذن إلّا أن تتبرأ من عقلك وترميه خارجا وتعدّ نفسك حيوانا فتنجو، أو تنوّر عقلَك بنور الإيمان وتنصت إلى الصوت العذب للقرآن الكريم فتكونَ أرقى من الحيوان وأرفع، مغتنِما لذائذ نقية صافية طاهرة وأنت مازلت في هذه الدنيا الفانية.
     
    فألزمتُه بهذه الحجة ولكنه اعترض قائلا: «سنعيش في الأقل مثل ملاحدة الأجانب»
     
    فقلت له جوابا: «لن تكون حتى مثل أولئك الملاحدة الأجانب، لأنهم إن أنكروا نبيا واحدا فإنهم يؤمنون بسائر الأنبياء. وحتى إذا لم يعرفوا أحدا من الأنبياء، فقد يكون لهم إيمان بالله. وإن لم يكن لهم هذا الإيمان أيضا فلربما لهم ما يوصلهم إلى الكمال من سجايا حميدة وخصال إنسانية.. أما إذا أنكر المسلمُ خاتمَ النبيين ﷺ وجحد بالدين الذي لا دين غيرَه في الحق والشمول، وفسق عن دائرة هدايته، وحلّ رقبته منها، فلا يرضى بنبي آخر، بل لا يقبل الإيمان بالله، لأنه ما عرف سائرَ الأنبياء ولا اهتدى إلى الإيمان بالله إلّا عن طريقه ﷺ وبتبليغه وإرشاده وهديه.. لذا لا يبقى في قلبه شيء من أولئك دون الإيمان به ﷺ. ومن هنا كان الناس من سائر الأديان منذ زمن سحيق يدخلون دين الإسلام أفواجا، بينما لم يحدث أن أصبح مسلم واحد قط يهوديا حقيقيا ولا مجوسيا ولا نصرانيا، وربما يصبح ملحدا فاسد الأخلاق والسجايا مضرا بالبلاد والعباد».
     
    هكذا أقمتُ الحجة على ذلك العنيد من أنه لا يستطيع التشبه حتى بملاحدة الأجانب.. ولمّا لم يجد ما يستند إليه، خَنَس وولى إلى جهنم وبئس المصير.
     
    فيا زملائي المجتمعين في هذه المدرسة اليوسفية! مادامت الحقيقة هي هذه، ورسائل النور قد نشرت نورَها -ولا تزال- منذ عشرين سنة وهي تكسر عناد المتمردين وترغمهم على الإيمان، فعلينا إذن التمسك بالإيمان والصراط المستقيم السهل النافع السليم لدنيانا ومستقبلنا وآخرتنا وبلادنا وأمتنا. وذلك بأن لا نقتل أوقاتنا فيما لا يعني من ترهات الخيال وسفساف الآمال، بل نحييها بتلاوة ما نعلمه من سور القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، وبتعلم معانيها من إخواننا العاملين بها، وبقضاء ما فاتنا من الصلوات المكتوبة، وبكسب الأخلاق الحميدة من بعضنا البعض، فلعل الله سبحانه يجعلنا ممن يغرسون في هذا السجن الغراسَ لتخرج منه أشجارٌ مثمرة نافعة. ونسعى جاهدين ليكون مسؤولو السجن أساتذة مرشدين يهيئون في هذه المدرسة اليوسفية رجالا إلى الجنة، ومشرفين طيبين يتولون حسن توجيههم، وليسوا زبانية عذاب على جناة قتلة.
     
    <span id="DÖRDÜNCÜ_MESELE"></span>
    == المسألة الرابعة ==
     
    سألني يوما إخواني الذين يتولون خدمتي قائلين:
     
    لقد أخذت الحربُ العالمية باهتمام الناس وشغلت الكرة الأرضية وأوقعتها في اضطراب وقلق وهي ذات علاقة بمقدّرات العالم الإسلامي، إلّا أننا نراك لا تسأل عنها رغم مرور خمسين يوما على نشوبها -بل سبع سنين- (<ref>هذه الجملة المعترضة تعود إلى سنة ١٩٤٦م.</ref>) في الوقت الذي نرى متدينين وعلماء يدَعون الجامع والجماعة مهرعين إلى استماع الراديو. فهل هناك قضية أعظم منها تشغل بالك؟ أم إن الانشغال بها فيه خسارة وضرر؟
     
    فأجبتهم:
     
    إن رأس مال العمر قليل، ورحلة العمر هنا قصيرة، بينما الواجبات الضرورية والمهمات التي كُلّفنا القيام بها كثيرة، وهذه الواجبات هي كالدوائر المتداخلة المتحدة المركز حول الإنسان:
     
    فابتداءً من دائرة القلب والمعدة والجسد والبيت والمحلة والمدينة والبلاد والكرة الأرضية والبشرية، وانتهاءً إلى دائرة الأحياء قاطبة والعالم أجمع، كلها دوائر متداخلة بعضها في البعض الآخر. فكل إنسان له نوع من الوظيفة في كل دائرة من تلك الدوائر. ولكن أعظم الواجبات وأهمها، بل أدومها بالنسبة له هي في أصغر تلك الدوائر وأقربها إليه. بينما أصغر الواجبات وأقلها شأنا ودواما هي في أعظم تلك الدوائر وأبعدها عنه. فقياسا على هذا: يمكن أن تتناسب الوظائف والواجبات تناسبا عكسيا مع سعة الدائرة، أي كلما صغرت الدائرة وقربت عظُمت الوظيفة، وكلما كبُرت الدائرة وبَعُدت قلّت أهميةُ الوظيفة..
     
    ولكن لمّا كانت الدائرة العظمى فاتنةً جذابة، فهي تشغل الإنسان بأمور غير ضرورية له، وتَصرف فكرَه إلى أعمال لا تعنيه بشيء، حتى تجعله يهمل واجباته الضرورية في الدائرة الصغيرة القريبة منه، فيهدر -عندئذ- رأس مال عمره، ويضيّع حياته سُدىً. زد على ذلك قد يميل قلبُه وينحاز إلى إحدى الجهتين المتخاصمتين لتـتـبُّعه بلهفة أخبارَ الحرب الطاحنة بينهما. فلا يجد في نفسه إنكارا لمظالم تلك الجهة، بل يرتاح إليها، ويكون شريكا لها في ظلمها.
     
    أما الجواب عن النقطة الأولى فهو أنَّ أمام كل إنسان -ولاسيما المسلم- مسألةً مهمة، وحادثة خطيرة، هي أعظم من الصراع الدائر بين الدول الكبرى لأجل السيطرة على الكرة الأرضية. تلك المسألة هي من الأهمية والخطورة ما لو امتلك الإنسان العاقل قوةَ الألمان والإنكليز وثروتهما معا، لَما تردد في أن يضعها كلَّها لأجل كسب تلك القضية المبتغاة.
     
    تلك القضية هي التي أَعلنها مائةُ ألف من المُصطَفين الأخيار، ورفع رايتها ما لا يحد من نجوم البشرية ومرشديها المستندين إلى آلاف من مواثيق رب العالمين ومن وعوده وعهوده، بل لقد شاهدها قسم منهم عيانا، تلك القضية قضية مصيرية للإنسان وهي:
     
    أنْ يكسب الإنسانُ بالإيمان أو يخسر دونه مُلكا عظيما خالدا ومساكنَ طيبة في جنات عدن عرضها السماوات والأرض. فمن لم يفز بشهادة الإيمان ولم يرعها حقّ رعايتها فسوف يضيّع حتما تلك القضية ويخسرها، وذلك هو الخسران المبين.
     
    ولقد ضيّع الكثيرون في عصرنا هذا -ممن ابتُلوا بطاعون المادية- قضيتَهم هذه، حتى كشف أحدُهم وهو من أهل العلم والكشف، وشاهد أنَّ أفرادا قلائل فقط من كل أربعين شخصا -في مكان ما- هم الذين نجَوا بإيمانهم في سكرات الموت وخُتمت حياتهم بالحسنى، أما الباقون فهلكوا! تُرى لو عُوّض أحد هؤلاء سلطانَ الدنيا وملكها وزينتها بديلا عن تلك القضية العظمى، أفيكون هذا البديل كفوا لما فاته؟ أو يسد مسدّه بحال من الأحوال؟ كلا!
     
    ولهذا فنحن معاشرُ طلبة النور نعلم يقينا أنّ ترْك خدمات عظيمة تكسب لنا تلك القضية، وإهمالَ مهماتِ وكيلها الذي يصونها لتسعين بالمائة، والانشغال عنها بما لا يعني من أمور خارجية واهتمامات تافهة كأنَّ الدنيا خالدة، ما هو إلّا من سخافة العقل وجنونه.
     
    فنحن على يقين تام واطمئنان كامل من هذا، لذا لو ملَكَ أحدُنا عقلا وإدراكا للأمور أضعاف أضعاف ما يملكه الآن لبذَله كله فيما يلزم تلك القضية وفي سبيلها.
     
    فيا إخوتي الحديثي العهد بمصيبة السجن! إنكم لم تطّلعوا بعدُ على رسائل النور كما اطّلع عليها إخواني السابقون الذين دخلوا السجن معنا، فإني أُسمعكم قولا وأُشهد عليه أولئك الإخوة جميعا أُلوفا من أمثالهم، وقد قلته مرارا، وأثبتّه تكرارا:
     
    إن رسائل النور قد أكسبت تسعين بالمائة منهم تلك القضية العظمى، وهي التي سلَّمت وثيقة الفوز وشهادتَه -وهي الإيمان التحقيقي- لعشرين ألفا من الناس خلال عشرين سنة خلت. فلا غرو فقد نبعَت من المعجزة المعنوية للقرآن الكريم وأصبحت في مقدمة وكلاء القضية العظيمة والمدافعين عنها في هذا الزمان،
     
    فرغم انقضاء ثماني عشرة سنة والأعداءُ والزنادقة والماديون يحيكون أنواعا من الدسائس والمكر الخبيث، ومازالوا يحرّضون قسما من الموظفين علينا مستغفلين إياهم في سبيل إبادتنا حتى زجّونا في غياهب السجون مثل هذه المرة. إلّا أنهم لم يفعلوا شيئا يُذكر، ولن يفعلوا بإذن الله، ذلك لأنهم لم يتمكنوا من أن يتعرضوا لقلعة رسائل النور الفولاذية ولا أن يمسوا أعتدتها البالغة مائة وثلاثين عتادا (رسالة) سوى رسالتين أو ثلاث منها.
     
    لذا فمن أراد أن يُوكِل محاميا يدافع عن قضيته يكفي أن يتحصن بها ويقتبس من نورها.
     
    فيا أيها الإخوة! لا تخافوا، إن رسائل النور لن تُمنَع عن الأنظار ولن تُحجَب عن الرؤية. ولن تُرفع من الأوساط بإذن الله، إذ يتداول أجزاءَها المهمة -ماعدا رسالتين أو ثلاثة- نوابُ البرلمان وأركان الدولة بحرية تامة.
     
    وسيأتي ذلك اليوم الذي يوزِع فيه الموظفون والمدراء المحظوظون إن شاء الله رسائلَ النور على المسجونين كما يوزِعون عليهم الخبز والعلاج، وسيحولون السجون إلى مدارس إرشاد وتربية وإصلاح.
     
    <span id="BEŞİNCİ_MESELE"></span>
    == المسألة الخامسة ==
     
    كما فُصّل في رسالة «مرشد الشباب»:
     
    إن الشباب ذاهب وآفل، وسيزول لا محالة؛ إذ كما أن الصيف يخلفه الخريفُ والشتاء، والنهارَ يعقبه المساءُ والليل، فالشباب كذلك سيتحول إلى مشيب وإلى الموت، بمثل هذه الحقيقة المحتمة.
     
    فإذا ما بذل الشاب ما يملك من طاقة مؤقتة في سبيل الخير والصلاح، ضِمن دائرة الطُهر والعفة والاستقامة، فإن الأوامر السماوية كلَها تبشره بأنه سيغنم به شبابا باقيا لا زوال له،
     
    و كما أن غضب دقيقة واحدة، قد يدفع الإنسان إلى ارتكاب جريمة قتل فيقضي مقاساة ملايين من الدقائق في مقاساة من عذاب السجن، كذلك نشوةُ الشباب وسفاهته، وأذواقه العابرة -في غير ما أحلّ الله- تسبب له آلاما أكثر وأعمق في ذات اللذة نفسها، فضلا عن العقاب الرهيب في الآخرة، والعذابِ المرير في القبر، وعلاوةً على معاناة الحسرات العميقة المنبعثة من زوال اللذة، والعقاب في الدنيا المترتب على الذنوب والآثام. يشهد بصدق وجود هذه الآلام في اللذة نفسها كلُّ شاب حصيف، بما مر عليه من تجارب.
     
    فمثلا: إن الحُب المحرّم، أو العشق لغير وجه الحق، فيه من الآلام ما ينغّص اللذةَ الجزئية فيه؛ منها الشعور بألم الغيرة والحسد، ومنها ألم الفراق عن المعشوق، ومنها ألم عدم مقابلة المحبة بالمثل.. وغيرها كثير من المنغصات التي تجعل تلك اللذة الجزئية بحكم عسل مسموم.
     
    فإن كنت تريد أن تفهم أنَّ سوء تصرّف الشباب وإسرافَهم في أمرهم يسبب فيهم من الأمراض ما يسوقهم إلى المستشفيات أو المقابر.. وإن كنت تريد أن تفهم أن غرور الشباب وطيشهم يدفعهم إلى السجون. وإن كنت تريد أن تفهم أن ما يصيبهم من آلام معنوية وهموم نفسية -من الخواء الروحي والجوع القلبي والفراغ- يسوقهم إلى أبواب الحانات والملاهي.. نعم، إنْ كنت تريد أنْ تتحقق من هذا، فاسأل المستشفيات والسجون والخمَّارات والمقابر، فستسمع حتما أنات وآهات، وبكاءً مريرا، وحسرات الندم، وأصوات الأسى والأسف، يُطلقها -على الأغلب- شبابٌ أشقياء، تلقوا الصفعات الموجِعة والضربات الأليمة لخروجهم عمّا أباح الله لهم من الطيبات بدافع نـزواتهم وإسرافهم وسيء أعمالهم، وارتكابهم المحرمات، وانسياقهم وراء اللذات المشؤومة.
     
    بينما إذا ما قضى الشاب عهد شبابه بما أمره الله به واتّبع الصراط السوي واستقام عليه، فإنه يجعله أحلى نعمة إلهية وأجمل هبة رحمانية، ويتخذه سبيلا قويما ممهدا إلى الصالحات من الأعمال، ولأثمر له كذلك شبابا ناضرا، وفتوة خالدة دائمة في الآخرة بدلا من هذا الشباب الفاني الزائل.. ذلك ما تبشّرنا به الكتب السماوية والصحف المنـزلة جميعها، وفي مقدمتها القرآن الكريم بآياته المحكمة الكريمة.
     
    فما دامت هذه هي الحقيقة.. ومادام ميدانُ الحلال كافيا ووافيا للأُنس والمتعة والنشوة.. ومادامت اللذة الواحدة -ضمن المحرمات- تذيق صاحبَها ألما يدوم سنة واحدة من عذاب السجن وأحيانا عشر سنوات.. فيلزم إذن قضاء عهد الشباب بالعفة والطهر والاستقامة على الصراط السوي أداءً لشكر تلك النعمة اللذيذة المهداة، بل هذا هو الألزم.
     
    <span id="ALTINCI_MESELE"></span>
    == المسألة السادسة ==
     
    هذه المسألة إشارة مختصرة إلى برهان واحد فقـط من بين أُلوف البراهين الكلية حول «الإيمان بالله» والذي تَمَّ إيضاحُه مع حُجَجِهِ القاطعة في عِدّة مواضعَ من رسائل النور.
     
    جاءَني فريقٌ من طلاب الثانوية في «قسطموني» (<ref>قسطموني: مدينة تقع شمالي تركيا، نفي إليها الأستاذ النورسي سنة ١٩٣٦م وظل فيها تحت الإقامة الجبرية إلى أن سيق منها سنة ١٩٤٣ موقوفا لمحاكمته في محكمة الجزاء الكبرى في «دنيزلي».</ref>) قائلين:
     
    «عرِّفنا بخالقنا، فإن مُدرّسينا لا يذكرون الله لنا!».
     
    فقلت لهم:
     
    «إن كل علم من العلوم التي تقرؤونها يبحث عن الله دوما، ويعرِّف بالخالق الكريم بلغته الخاصة. فأصغوا إلى تلك العلوم دون المدرسين».
     
    فمثلا: لو كانت هناك صيدلية ضخمة، في كل قنينة من قنانيها أَدوية ومستحضرات حيوية، وضِعت فيها بموازين حساسة وبمقادير دقيقة؛ فكما أنها تُرينا أنّ وراءها صيدليا حكيما وكيميائيا ماهرا،
     
    كذلك صيدلية الكرة الأرضية التي تضم أكثر من أَربعمائة ألفِ نوعٍ من الأَحياء نباتا وحيوانا، وكل واحد منها في الحقيقة بمثابة زجاجة مستحضراتٍ كيمياوية دقيقة، وقنينةِ مخاليطَ حيويةٍ عجيبة. فهذه الصيدلية الكبرى تُري حتى للعميان صيدليّها الحكيم ذا الجلال، وتعرّف خالقَها الكريم سبحانه بدرجة كمالها وانتظامها وعظمتها، قياسا على تلك الصيدلية التي في السوق، وَفْقَ مقاييسِ «علم الطب» الذي تقرؤونه.
     
    ومثلا: كما أنّ مصنعا خارقا عجيبا ينسج أُلوفا من أنواع المنسوجات المتنوعة، والأقمشة المختلفة، من مادة بسيطة جدا، يُرينا بلا شك أنّ وراءَه مهندسا ميكانيكيا ماهرا، ويعرّفه لنا؛
     
    كذلك هذه الماكنة الربانية السيارة المُسمَّاةُ بالكرة الأرضية، وهذا المصنع الإلهي الذي فيه مئات الآلاف من مصانعَ رئيسيةٍ، وفي كل منها مئات الآلاف من المصانع المتقنة، يعرّف لنا بلا شك صانعَه ومالكَه، وَفْقَ مقاييسِ «علم المكائن» الذي تقرؤونه، يعرّفه بدرجة كمال هذا المصنع الإلهي، وعظمته قياسا على ذلك المصنع الإنساني.
     
    ومثلا: كما أنّ حانوتا أو مخزنا للإعاشة والأَرزاق، ومحلا عظيما للأَغذية والمواد، أُحضِرَ فيه -من كل جانب- ألفُ نوع من المواد الغذائية، ومُيِّز كلُ نوع عن الآخر، وصُفِّف في محله الخاص به، يُرينا أَنّ له مالكا ومدبرا؛
     
    كذلك هذا المخزن الرحماني للإعاشة الذي يسيح في كل سنة مسافةَ أربعةٍ وعشرين ألفَ سنة، في نظام دقيق متقن، والذي يضم في ثناياه مئات الآلاف من أصناف المخلوقات التي يحتاج كل منها إلى نوعٍ خاص من الغذاء. والذي يمر على الفصول الأربعة فيأتي بالربيع كشاحنة محمولة بآلاف الأنواع من مختلف الأطعمة، فيأتي بها إلى الخلق المساكين الذين نَفَد قوتُهم في الشتاء. تلك هي الكرة الأرضية، والسفينةُ السُّبحانيةُ التي تضم آلافَ الأنواع من البضائع والأجهزة ومعلّبات الغذاء. فهذا المخزن والحانوت الرباني، يُري -وَفْقَ مقاييس «علم الإعاشة والتجارة» الذي تقرأونه- صاحبَه ومالكَه ومتصرفَه بدرجة عظمة هذا المخزن، قياسا على ذلك المخزن المصنوع من قبل الإنسان، ويعرّفه لنا، ويحبّبه إلينا.
     
    ومثلا: لو أن جيشا عظيما يضم تحت لوائه أربعمائةَ ألفِ نوع من الشعوب والأمم، لكل جنس طعامُه المستقل عن الآخر، وما يستعمله من سلاح يُغاير سلاحَ الآخر، وما يرتديه من ملابسَ تختلف عن ألبسة الآخر، ونمطُ تدريباته وتعليماته يُباين الآخر، ومدةُ عمله وفترةُ رُخَصِهِ هي غيرُ المدة للآخر.. فقائدُ هذا الجيش الذي يزوّدهم وحده بالأرزاق المختلفة، والأسلحة المتباينة، والألبسة المتغايرة، دون نسيان أيٍّ منها ولا إلتباس ولا حيرة، لهو قائد ذو خوارق بلا ريب؛ فكما أنَّ هذا المعسكر العجيب يُرينا بداهة ذلك القائد الخارق، بل يحبّبه إلينا بكل تقدير وإعجاب؛ كذلك معسكرُ الأرض؛
     
    ففي كل ربيع يجنّد مجددا جيشا سبحانيا عظيما مكونا من أربعمائة ألف نوع من شعوب النبـاتات وأمم الحيوانات، ويمنح لكل نوع ألبسته وأرزاقه وأسلحته وتدريبه ورُخَصه الخاصة به، من لدن قائد عظيم واحدٍ أحدٍ جلّ وعلا، بلا نسيان لأحد ولا اختلاط ولا تحيّر وفي منتهى الكمال وغاية الانتظام.. فهذا المعسكر الشاسع الواسع للربيع الممتد على سطح الأرض يُري -لأولي الألباب والبصائر- حاكمَ الأرض حسب «العلوم العسكرية» وربَّها ومدبرَها، وقائدَها الأقدس الأجلّ، ويعرّفه لهم، بدرجة كمال هذا المعسكر المهيب، ومدى عظمته، قياسا إلى ذلك المعسكر المذكور، بل يحبب مليكَه سبحانه بالتحميد والتقديس والتسبيح.
     
    ومثلا: هَبْ أنّ ملايين المصابيح الكهربائية تتجول في مدينة عجيبة دون نَفَادٍ للوقود ولا إنطفاء؛ ألا تُري -بإعجاب وتقدير- أَنّ هناك مهندسا حاذقا، وكهربائيا بارعا لمصنع الكهرباء، ولتلك المصابيح؟..
     
    فمصابيح النجوم المتدلية من سقف قصر الأرض وهي أكبر من الكرة الأرضية نفسِها بألوف المرات حَسْبَ علمِ الفلك وتسير أسرعَ من إنطلاق القذيفة، من دون أن تخل بنظامها، أو تتصادم مع بعضها مطلقا ومن دون إنطفاء، ولا نَفَاد وقودٍ وَفْقَ ما تقرأونه في «علم الفلك».. هذه المصابيح تشير بأصابع من نور إلى قدرة خالقها غير المحدودة.
     
    فشمسُنا مثلا وهي أكبر بمليون مرة من كرتنا الأرضية، وأقدم منها بمليون سنة، ما هي إلّا مصباحٌ دائم، وموقد مستمر لدار ضيافة الرحمن.
     
    فلأَجل إدامة اتّقادها واشتعالها وتسجيرها كل يوم يلزم وقودا بقدر بحار الأرض، وفحما بقدر جبالها، وحطبا بقدر أضعاف أضعاف حجم الأرض، ولكن الذي يشعلها -ويشعل جميع النجوم الأخرى أمثالها- بلا وقود ولا فحم ولا زيت ودون انطفاء ويسيّرها بسرعة عظيمة معا دون اصطدام، إنما هي قدرةٌ لا نهاية لها وسلطنةٌ عظيمة لا حدود لها.. فهذا الكون العظيم وما فيه من مصابيح مضيئة، وقناديل متدلية يبين بوضوح -وَفْقَ مقاييس «علم الكهرباء» الذي قرأتموه أو ستقرؤونه- سلطانَ هذا المعرض العظيم والمهرجان الكبير، ويعرّف منوّرَه ومدبّرَه البديع وصانعه الجليل، بشهادة هذه النجوم المتلألئة، ويحبّبه إلى الجميع بالتحميد والتسبيح والتقديس بل يسوقهم إلى عبادته سبحانه.
     
    ومثلا: لو كان هناك كتاب كُتِبَ في كل سطر منه كتابٌ بخط دقيق وكُتِبَ في كل كلمة من كلماته سورةٌ قرآنية، وكانت جميعُ مسائله ذات مغزى ومعنى عميق، وكلُّها يؤيد بعضُها البعض، فهـذا الكتاب العجيب يُبيِّنُ بلا شك مهارةَ كاتبه الفائقة، وقدرة مؤلّفه الكاملة. أي إن مثل هذا الكتاب يُعرّف كاتبَه ومصنّفه تعريفا يضاهي وضوح النهار، ويبين كمـالَه وقـدرتَه، ويثير من الإعجاب والتقدير لدى الناظرين إليه ما لا يملكون معه إلّا ترديدَ: «تبارك الله، سبحان الله، ما شاء الله!» من كلمات الاستحسان والإعجاب؛
     
    كذلك هذا الكتاب الكبير للكون الذي يُكتَب في صحيفة واحدة منه، وهي سطح الأرض، ويُكتبُ في ملزمة واحدة منه، وهي الربيع، ثلاثمائة ألف نوع من الكتب المختلفة، وهي طوائف الحيوانات وأجناس النباتات، كل منها بمثابة كتاب.. يُكتب كل ذلك معا ومتداخلا بعضها ببعض بلا اختلاط ولا خطأ ولا نسيان، وفي منتهى الانتظام والكمال، بل يُكتب في كل كلمة منه كالشجرة قصيدةٌ كاملة رائعة، وفي كل نقطة منه كالبذرة فهرسُ كتابٍ كامل. فكما أَنّ هذا مشاهَد وماثل أمامنا، ويُرينا بالتأكيد أن وراءه قلما سيالا يسطر، فلكم إذن أن تقدروا مدى دلالة كتاب الكون الكبير العظيم الذي في كل كلمة منه معان جمّة وحِكَمٌ شتى، ومدى دلالة هذا القرآن الأكبر المجسم وهو العالم، على بارئه سبحانه وعلى كاتبه جل وعلا، قياسا إلى ذلك الكتاب المذكور في المثال. وذلك بمقتضى ما تقرؤونه من «علم حكمة الأشياء» أو «فن القراءة والكتابة»، وتناولوه بمقياس أكبر، وبالنظرة الواسعة إلى هذا الكون الكبير. وبذلك تفهمون كيف يُعرّف الخالقَ العظيم بـ «الله أكبر» وكيف يعلّم التقديس بـ «سبحان الله» وكيف يحبّب الله سبحانه إلينا بثناء «الحمد لله».


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا، فإن كل علم من العلوم العديدة جدا يدل على خالق الكون ذي الجلال -قياسا على ما سبق- ويعرّفه لنا سبحانه بأسمائه الحسنى، ويعلّمه إيانا بصفاته الجليلة وكمالاته. وذلك بما يملك من مقاييس واسعة ومرايا خاصة وعيون حادة باصرة ونظرات ذات عبرة.
    Eğer, bir saati beş farz namaza sarf etsek o halde hapis ve musibet müddetinin her bir saati, bazen bir gün ibadet ve fâni bir saati bâki saatler hükmüne geçebilmesi ve kalbî ve ruhî meyusiyet ve sıkıntıların kısmen zeval bulması ve hapse sebebiyet veren hatalara keffareten affettirmesi ve hapsin hikmeti olan terbiyeyi alması ne derece kârlı bir imtihan, bir ders ve musibet arkadaşlarıyla tesellidarane bir hoşsohbet olduğu düşünülsün.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقلت لأولئك الطلبة الشباب: إن حكمة تكرار القرآن الكريم من: ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ﴾ و ﴿ رَبُّ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ إنما هي لأجل الإرشاد إلى هذه الحقيقة المذكورة، وتلقين هذا البرهان الباهر للتوحيد، ولأجل تعريفنا بخالقنا العظيم سبحانه.
    Dördüncü Söz’de denildiği gibi bin lira ikramiye kazancı için bin adam iştirak etmiş bir piyango kumarına yirmi dört lirasından beş on lirayı veren ve yirmi dörtten birisini ebedî bir mücevherat hazinesinin biletine vermeyen; halbuki dünyevî piyangoda o bin lirayı kazanmak ihtimali binden birdir, çünkü bin hissedar daha var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقالوا: شكرا لربنا الخالق بغير حدّ، على هذا الدرس الذي هو الحقيقة السامية عينُها، فجزاك الله عنا خير الجزاء ورضي عنك.
    Ve uhrevî mukadderat-ı beşer piyangosunda, hüsn-ü hâtimeye mazhar ehl-i iman için kazanç ihtimali binden dokuz yüz doksan dokuz olduğuna yüz yirmi dört bin enbiyanın ona dair ihbarını keşif ile tasdik eden evliyadan ve asfiyadan hadd ü hesaba gelmez sadık muhbirler haber verdikleri halde; evvelki piyangoya koşmak, ikincisinden kaçmak ne derece maslahata muhalif düşer, mukayese edilsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: إن الإنسان ماكنة حيوية، يتألم بآلاف الأنواع من الآلام، ويتلذذ بآلاف الأنواع من اللذائذ، ومع أنه في منتهى العجز، فإن له من الأعداء ما لا يحد سواء الماديين أو المعنويين، ومع أنه في غاية الفقر فإن له رغبات باطنة وظاهرة لا تُحصر؛ فهو مخلوق مسكين يتجّرع آلام صفعات الزوال والفراق باستمرار. فرغم كل هذا فإنه يجد بانتسابه إلى السلطان ذي الجلال بالإيمان والعبودية مستندا قويا، ومرتكزا عظيما يحتمي إليه في دفع أعدائه كافة، ويجد فيه كذلك مدارَ استمدادٍ يستغيث به لقضاء حاجاته وتلبية رغباته وآماله كافة. فكما ينتسب كلٌ إلى سيّده ويفخر بشرف انتسابه إليه ويعتز بمكانة منـزلته لديه، كذلك فإن انتساب الإنسان -بالإيمان- إلى القدير الذي لا نهاية لقدرته، وإلى السلطان الرحيم ذي الرحمة الواسعة، ودخولَه في عبوديته بالطاعة والشكران، يبدّل الأجلَ والموتَ من الإعدام الأبدي إلى تذكرة مرور ورخصة إلى العالم الباقي! فلكم أنْ تقدّروا كم يكون هذا الإنسان متلذذا بحلاوة العبودية بين يدي سيده، وممتنا بالإيمان الذي يجده في قلبه، وسعيدا بأنوار الإسلام، ومفتخرا بسيّده القدير الرحيم شاكرا له نعمة الإيمان والإسلام.
    Bu meselede hapishane müdürleri ve ser-gardiyanları ve belki memleketin idare müdebbirleri ve asayiş muhafızları, Risale-i Nur’un bu dersinden memnun olmaları gerektir. Çünkü bin mütedeyyin ve cehennem hapsini her vakit tahattur eden adamların idare ve inzibatı, on namazsız ve itikadsız, yalnız dünyevî hapsi düşünen ve haram helâl bilmeyen ve kısmen serseriliğe alışan adamlardan daha kolay olduğu, çok tecrübelerle görülmüş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلما قلت ذلك لإخواني الطلبة، أقول كذلك للمسجونين: إن مَن عرف الله وأطاعه سعيدٌ ولو كان في غياهب السجن، ومَن غَفَلَ عنه ونَسِيَه شقيٌ ولو كان في قصور مشيَّدة.
    == İKİNCİ MESELE’NİN HÜLÂSASI ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلقد صرخ مظلوم ذاتَ يوم بوجه الظالمين وهو يعتلي منصة الإعدام فرِحا جذلا وقائلا:
    Risale-i Nur’dan Gençlik Rehberi’nin güzelce izah ettiği gibi ölüm, o kadar kat’î ve zâhirdir ki bugünün gecesi ve bu güzün kışı gelmesi gibi ölüm başımıza gelecek. Bu hapishane nasıl ki mütemadiyen çıkanlar ve girenler için muvakkat bir misafirhanedir. Öyle de bu zemin yüzü dahi acele hareket eden kafilelerin yollarında bir gecelik konmak ve göçmek için bir handır. Her bir şehri yüz defa mezaristana boşaltan ölüm, elbette hayattan ziyade bir istediği var. İşte bu dehşetli hakikatin muammasını Risale-i Nur hall ve keşfetmiş. Bir kısacık hülâsası şudur:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «إنني لا أنتهي إلى الفناء ولا أُعدمُ، بل أُسرّحُ من سجن الدنيا طليقا إلى السعادة الأبدية، ولكني أَراكم أنتم محكومين عليكم بالإعدام الأبدي لما ترون الموت فناءً وعدما. فأنا إذن قد ثأرت لنفسي منكم». فَسلَّم روحَه وهو قرير العين يردد: «لا إله إلّا الله».
    Madem ölüm öldürülmüyor ve kabir kapısı kapanmıyor; elbette bu ecel celladının elinden ve kabir haps-i münferidinden kurtulmak çaresi varsa insanın en büyük ve her şeyin fevkinde bir endişesi, bir meselesidir. Evet, çaresi var ve Risale-i Nur, Kur’an’ın sırrıyla o çareyi iki kere iki dört eder derecesinde kat’î ispat etmiş. Kısacık hülâsası şudur ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
    Ölüm ya idam-ı ebedîdir hem o insanı hem bütün ahbabını ve akaribini asacak bir darağacıdır. Veyahut başka bir bâki âleme gitmek ve iman vesikasıyla saadet sarayına girmek için bir terhis tezkeresidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="YEDİNCİ_MESELE"></span>
    Ve kabir ise ya karanlıklı bir haps-i münferid ve dipsiz bir kuyudur veyahut bu zindan-ı dünyadan bâki ve nurani bir ziyafetgâh ve bağistana açılan bir kapıdır. Bu hakikati “Gençlik Rehberi” bir temsil ile ispat etmiş.
    == المسألة السابعة ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثمرة أينعت في يوم جمعة من أيام سجن دنيزلي
    Mesela, bu hapsin bahçesinde asmak için darağaçları konulmuş ve onların dayandıkları duvarın arkasında gayet büyük ve umum dünya iştirak etmiş bir piyango dairesi kurulmuş. Biz bu hapisteki beş yüz kişi, herhalde hiç müstesnası yok ve kurtulmak mümkün değil, bizi birer birer o meydana çağıracaklar: Ya “Gel idam ilanını al, darağacına çık.” veya “Daimî haps-i münferid pusulasını tut, bu açık kapıya gir.” veyahut “Sana müjde! Milyonlar altın bileti sana çıkmış, gel al.” diye her tarafta ilanatlar yapılıyor. Biz de gözümüzle görüyoruz ki birbiri arkasında o darağaçlarına çıkıyorlar. Bir kısmın asıldıklarını müşahede ediyoruz. Bir kısmı da darağaçlarını basamak yapıp o duvarın arkasındaki piyango dairesine girdiklerini, orada büyük ve ciddi memurların kat’î haberleri ile görür gibi bildiğimiz bir sırada, bu hapishanemize iki heyet girdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    Bir kafile ellerinde çalgılar, şaraplar, zâhirde gayet tatlı helvalar, baklavalar var. Bizlere yedirmeye çalıştılar. Fakat o tatlılar zehirlidir, insî şeytanlar içine zehir atmışlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَمَٓا اَمْرُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ ﴾ (النحل:٧٧)
    İkinci cemaat ve heyet, ellerinde terbiyenameler ve helâl yemekler ve mübarek şerbetler var. Bize hediye veriyorlar ve bi’l-ittifak, beraber, pek ciddi ve kat’î diyorlar ki: “Eğer o evvelki heyetin sizi tecrübe için verilen hediyelerini alsanız, yeseniz bu gözümüz önündeki şu darağaçlarda başka gördükleriniz gibi asılacaksınız. Eğer bizim bu memleket hâkiminin fermanıyla getirdiğimiz hediyeleri evvelkinin yerine kabul edip ve terbiyenamelerdeki duaları ve evradları okusanız o asılmaktan kurtulacaksınız. O piyango dairesinde ihsan-ı şahane olarak her biriniz milyon altın biletini alacağınızı, görür gibi ve gündüz gibi inanınız. Eğer o haram ve şüpheli ve zehirli tatlıları yeseniz asılmaya gittiğiniz zamana kadar dahi o zehirin sancısını çekeceğinizi, bu fermanlar ve bizler müttefikan size kat’î haber veriyoruz.” diyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ (لقمان:٢٨)
    İşte bu temsil gibi her vakit gördüğümüz ecel darağacının arkasında mukadderat-ı nev-i beşer piyangosundan ehl-i iman ve taat için –hüsn-ü hâtime şartıyla– ebedî ve tükenmez bir hazinenin bileti çıkacağını yüzde yüz ihtimal ile; sefahet ve haram ve itikadsızlık ve fıskta devam edenler –tövbe etmemek şartıyla– ya idam-ı ebedî (âhirete inanmayanlara) veya daimî ve karanlık haps-i münferid (beka-i ruha inanan ve sefahette gidenlere) ve şakavet-i ebediye i’lamını alacaklarını yüzde doksan dokuz ihtimal ile kat’î haber veren, başta ellerinde nişane-i tasdik olan hadsiz mu’cizeler bulunan yüz yirmi dört bin peygamberler ve onların verdikleri haberlerin izlerini ve sinemada gibi gölgelerini, keşif ile zevk ile görüp tasdik ederek imza basan yüz yirmi dört milyondan ziyade evliyalar (kaddesallahu esrarahum) ve o iki kısım meşahir-i insaniyenin haberlerini aklen kat’î bürhanlarla ve kuvvetli hüccetlerle –fikren ve mantıken– yakînî bir surette ispat ederek tasdik edip imza basan milyarlar gelen geçen muhakkikler, '''(*)''' müçtehidler ve sıddıkînler; bi’l-icma, mütevatiren nev-i insanın güneşleri, kamerleri, yıldızları olan bu üç cemaat-i azîme ve bu üç taife-i ehl-i hakikat ve beşerin kudsî kumandanları olan bu üç büyük ve âlî heyetlerin fermanları ile verdikleri haberleri dinlemeyen ve saadet-i ebediyeye giden, onların gösterdikleri yol olan sırat-ı müstakimde gitmeyenler, yüzde doksan dokuz dehşetli tehlike ihtimalini nazara almayan ve bir tek muhbirin bir yolda tehlike var demesiyle o yolu bırakan başka uzun yolda hareket eden bir adam, elbette ve elbette vaziyeti şudur ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ فَانْظُرْ اِلٰٓى اٰثَارِ رَحْمَتِ اللّٰهِ كَيْفَ يُحْيِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَاۜ اِنَّ ذٰلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتٰىۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (الروم:٥٠).
    İki yolun –hadsiz muhbirlerin kat’î ihbarlarıyla– en kısa ve kolayı ve yüzde yüz cennet ve saadet-i ebediyeyi kazandıranı bırakıp en dağdağalı ve uzun ve sıkıntılı ve yüzde doksan dokuz cehennem hapsini ve şakavet-i daimeyi netice veren yolunu ihtiyar ettiği halde, dünyada iki yolun, bir tek muhbirin yalan olabilir haberiyle yüzde bir tek ihtimal tehlike ve bir ay hapis imkânı bulunan kısa yolu bırakıp, menfaatsiz –yalnız zararsız olduğu için– uzun yolu ihtiyar eden bedbaht, sarhoş divaneler gibi dehşetli ve uzakta görünen ve ona musallat olan ejderhalara ehemmiyet vermez, sineklerle uğraşıyor, yalnız onlara ehemmiyet verir derecede aklını, kalbini, ruhunu, insaniyetini kaybetmiş oluyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كنت قد ألقيت ذات يوم درسا في «قسطموني» بلغة العلوم المدرسية على بعض طلبة الثانوية الذين جاؤوا يسألونني: «عَرِّفْنَا بخالقنا» كما جاء في «المسألة السادسة» المذكورة آنفا، واطّلع عليها بعضُ من استطاع الاتصال معي من المسجونين في «دنيزلي» فحصل لديهم من الاطمئنان الإيماني والقناعة التامة ما جعلهم يستشعرون شوقا غامرا نحو الآخرة، فبادروا بالقول: «علّمنا آخرتنا أيضا علما كاملا، لا تُضلّنا بعده أنفسُنا وشياطينُ العصر، فتلقي بنا إلى مثل هذه السجون!». ونـزولا عند طلب هؤلاء وإسعافا لحاجة طلبة رسائل النور في سجن «دنيزلي» وللرغبة الملحة من أولئك الذين طالعوا «المسألة السادسة»، فقد رأيت لزاما علىّ أن أُبين خلاصة موجزة عن الركن الإيماني المهم: «الآخرة».
    Madem hakikat-i hal budur; biz mahpuslar, bu hapis musibetinden intikamımızı tam almak için o mübarek ikinci heyetin hediyelerini kabul etmeliyiz. Yani, nasıl ki bir dakika intikam lezzeti ve birkaç dakika veya bir iki saat sefahet lezzetleriyle bu musibet, bizi on beş ve beş ve on ve iki üç sene bu hapse soktu, dünyamızı bize zindan eyledi. Biz dahi bu musibetin rağmına ve inadına, bir iki saat müddet-i hapsi bir iki gün ibadete ve iki üç sene cezamızı –mübarek kafilenin hediyeleriyle– yirmi otuz sene bâki bir ömre ve on ve yirmi sene hapiste cezamızı milyonlar sene cehennem hapsinden affımıza vesile edip fâni dünyamızın ağlamasına mukabil bâki hayatımızı güldürerek bu musibetten tam intikamımızı almalıyız. Hapishaneyi terbiyehane gösterip vatanımıza ve milletimize birer terbiyeli, emniyetli, menfaatli adam olmaya çalışmalıyız. Ve hapishane memurları ve müdürleri ve müdebbirleri dahi cani ve eşkıya ve serseri ve kātil ve sefahetçi ve vatana muzır zannettikleri adamları, bir mübarek dershanede çalışan talebeler görsünler ve müftehirane Allah’a şükretsinler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأقول ملخصا من رسائل النور: كما أننا سألنا في «المسألة السادسة» الأرضَ والسماوات عن خالقنا سبحانه وتعالى، فأجابتنا بلسان العلوم الحاضرة بما عرَّفنا بخالقنا الكريم معرفة واضحة وضوح الشمس، فسنسأل كذلك أولاً ربَّنا الذي عَرَفْناه يقينا عن آخرتنا، ثم نسأل رسولَنا الأعظم ﷺ ثم قرآنَنا الكريم، ثم سائرَ الأنبياء عليهم السلام والكتب المقدسة، ثم الملائكةَ، ثم الكائنات.
    == ÜÇÜNCÜ MESELE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فها نحن أولاء في أولى المراتب.. نسأل الله سبحانه وتعالى عن «الآخرة» فيخاطبنا -جلّ وعلا- بجميع أوامره وبجميع رسله الكرام، وبجميع أسمائه الحسنى، وبجميع صفاته الجليلة، قائلا لنا: الآخرة لا ريب فيها، وأنتم مساقون إليها. وحيث إن «الكلمة العاشرة» قد أثبتت الآخرةَ باثنتي عشرة حقيقة قاطعة ناصعة، وأوضحَتْها بدلالةِ قسم من الأسماء الحسنى؛ لذا نشير هنا -إشارة مختصرة- إلى تلك الدلالات، مكتفين بذلك الإيضاح.
    Gençlik Rehberi’nde izahı bulunan ibretli bir hâdisenin hülâsası şudur:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنه ليس هناك سلطان عظيم دون أن يكون له ثواب للمطيعين وعقاب للعاصين. فلابد من أن السلطان السرمدي -وهو في علياء الربوبية المطلقة- له ثواب للمنتسبين إليه بالإيمان والمستسلمين لأوامره بالطاعة، وعقاب للذين أنكروا عظمتَه وعزته بالكفر والعصيان. ولابد من أن ذلك الثواب سيكون لائقا برحمته وجماله، وذلك العقاب سيكون ملائما لعزته وجلاله.
    Bir zaman, Eskişehir Hapishanesinin penceresinde bir Cumhuriyet Bayramı’nda oturmuştum. Karşısındaki lise mektebinin büyük kızları, onun avlusunda gülerek raks ediyorlardı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبهذا يجيبنا اسم «السلطان الديّان» و«ربّ العالمين» عن سؤالنا حول الآخرة.
    Birden manevî bir sinema ile elli sene sonraki vaziyetleri bana göründü. Ve gördüm ki o elli altmış kızlardan ve talebelerden kırk ellisi kabirde toprak oluyorlar, azap çekiyorlar. Ve on tanesi, yetmiş seksen yaşında çirkinleşmiş, gençliğinde iffetini muhafaza etmediğinden sevmek beklediği nazarlardan nefret görüyorlar, kat’î müşahede ettim. Onların o acınacak hallerine ağladım. Hapishanedeki bir kısım arkadaşlar ağladığımı işittiler. Geldiler, sordular. Ben dedim: Şimdi beni kendi halime bırakınız, gidiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إننا نرى بأعيننا -رؤية واضحة وضوحَ الشمس- أن رحمةً عامةً ورأفةً محيطةً وكرما شاملا سابغا على وجه الأرض؛ فما ان يحل الربيع الزاهي حتى ترى الرحمة تُزيِّن الأشجار والنباتات المثمرة، وتلبسها ثيابا خُضرا كأنها حور الجنة، وتسلّم إلى أيديها أنواعا مختلفة من ثمار شتى، وتقدمها إلينا قائلة: «هاكم كلوا وتفكّهوا...» وتراها تطعمنا عسلا مصفىً شافيا لذيذا بأيدي حشرة سامة! وتُلبسنا حريرا ناعما تَنسجه حشرة بلا يد! وتدّخر في حفنة من بُذيرات وحبوب آلافَ الأطنان من الغذاء وتحوّلها إلى كنوز احتياطية لنا.. فالذي له هذه الرحمة الواسعة، وله هذه الرأفة العامة والكرم السابغ، لا ريب أنه لن يُفني ولن يُعدم عبادَه المؤمنين المحبوبين لديه، أولئك الذين ربَّاهم ومَنَّ عليهم، وكرّمهم إلى هذه الدرجة من اللطف والرفق والعناية.
    Evet, gördüğüm hakikattir, hayal değil. Nasıl ki bu yaz ve güzün âhiri kıştır. Öyle de gençlik yazı ve ihtiyarlık güzünün arkası kabir ve berzah kışıdır. Geçmiş zamanın elli sene evvelki hâdisatı sinema ile hal-i hazırda gösterildiği gibi gelecek zamanın elli sene sonraki istikbal hâdisatını gösteren bir sinema bulunsa, ehl-i dalalet ve sefahetin elli altmış sene sonraki vaziyetleri onlara gösterilse idi, şimdiki güldüklerine ve gayr-ı meşru keyiflerine nefretler ve teellümlerle ağlayacaklardı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بل سينهي وظيفتهم في الحياة الدنيا ليهيأهم لرحمات أوسع واعظم.
    Ben o Eskişehir Hapishanesindeki müşahede ile meşgul iken sefahet ve dalaleti terviç eden bir şahs-ı manevî, insî bir şeytan gibi karşıma dikildi ve '''dedi:''' “Biz, hayatın her bir çeşit lezzetini ve keyiflerini tatmak ve tattırmak istiyoruz, bize karışma.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبهذا يجيبنا اسم الله «الرحمن» و«الكريم» من الأسماء الحسنى عن سؤالنا حول الآخرة، قائلَين لنا: «الجنة حق».
    '''Ben de cevaben dedim:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إننا نرى أن وظائف المخلوقات تُنسج على منوال الحكمة وتكال بميزان العدل. وهما من الدقة والحساسية بحيث لا يتصور الإنسان أفضل منهما.. فنَرى الحكمة الأزلية قد وهبت للإنسان قوةَ حافظة -كحبة الخردل حجما- وكتبت فيها تفاصيلَ حياته وما يمسه من أحداث لا تعد، وكأنها مكتبةٌ وثائقية مصغرة جدا، ووضعتها في زاوية من دماغه، لتذكّره دوما بيوم الحساب، يوم تُنشر ما فيها من صحائف الأعمال.
    Madem lezzet ve zevk için ölümü hatıra getirmeyip dalalet ve sefahete atılıyorsun, kat’iyen bil ki senin dalaletin hükmüyle bütün geçmiş zaman-ı mazi ölmüş ve ma’dumdur ve içinde cenazeleri çürümüş bir vahşetli mezaristandır. İnsaniyet alâkadarlığıyla ve dalalet yoluyla senin başına ve varsa ve ölmemiş ise kalbine, o hadsiz firaklardan ve o nihayetsiz dostlarının ebedî ölümlerinden gelen elemler, senin şimdiki sarhoşça, pek kısa bir zamandaki cüz’î lezzetini imha ettiği gibi; gelecek istikbal zamanı dahi itikadsızlığın cihetiyle yine ma’dum ve karanlıklı ve ölü ve dehşetli bir vahşetgâhtır. Ve oradan gelen ve başını vücuda çıkaran ve zaman-ı hazıra uğrayan bîçarelerin başları, ecel celladının satırıyla kesilip hiçliğe atıldığından, mütemadiyen akıl alâkadarlığıyla senin imansız başına hadsiz elîm endişeler yağdırıyor. Senin sefihane, cüz’î lezzetini zîr ü zeber eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ونرى العدالة المطلقة تضع كل عضو من الكائن الحي في موضعه اللائق به، وتنسقه بموازين دقيقة حساسة - ابتداء من ميكروب صغير إلى كركدن ضخم، ومن نحل ضعيف إلى نسر مهيب، ومن زهرة لطيفة إلى ربيع زاهٍ بملايين من الأزهار.. ونراها تمنح كل عضو تناسقا لا عبث فيه، وموازنة لا نقص فيها، وانتظاما لا ترى فيه إلّا الإبداع، كل ذلك ضمن جمالٍ زاهر وحسن باهر حتى تغدو المخلوقات نماذج مجسمة للإبداع والإتقان والجمال.. فضلا عن أنها تهب لكل ذي حياة حق الحياة؛ فتيسر له سبل الحياة، وتنصب له موازين عدالة فائقة؛ فجزاء الحسنة حسنة مثلها، وجزاء السيئة سيئة مثلها.. وفي الوقت نفسه تُشعر قوتها وسرمديتها، بما تنـزل من عذاب مدمر على الطغاة والظالمين منذ عهد آدم عليه السلام.
    Eğer dalaleti ve sefaheti bırakıp iman-ı tahkikî ve istikamet dairesine girsen iman nuruyla göreceksin ki o geçmiş zaman-ı mazi, ma’dum ve her şeyi çürüten bir mezaristan değil belki mevcud ve istikbale inkılab eden nurani bir âlem ve bâki ruhların istikbaldeki saadet saraylarına girmelerine bir intizar salonu görünmesi haysiyetiyle değil elem, belki imanın kuvvetine göre cennetin bir nevi manevî lezzetini dünyada dahi tattırdığı gibi; gelecek istikbal zamanı, değil vahşetgâh ve karanlık, belki iman gözüyle görünür ki saadet-i ebediye saraylarında hadsiz rahmeti ve keremi bulunan ve her bahar ve yazı birer sofra yapan ve nimetlerle dolduran bir Rahman-ı Rahîm-i Zülcelali ve’l-ikram’ın ziyafetleri kurulmuş ve ihsanlarının sergileri açılmış, oraya sevkiyat var diye iman sinemasıyla müşahede ettiğinden, derecesine göre bâki âlemin bir nevi lezzetini hissedebilir. '''Demek, hakiki ve elemsiz lezzet, yalnız imanda ve iman ile olabilir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكما لا تكون الشمسُ دون نهار، فتلك الحكمة الأزلية، وتلك العدالة السرمدية لن تتحققا تحققا كليا إلّا بحياة أخرى خالدة، لذا لن ترضيا أبدا ولن تسمحا بحال من الأحوال على نهاية لا عدالة فيها ولا حكمة ولا إحقاق حق، تلك هي الموت الذي لا بعث بعده، والذي يتساوى فيه الظالمون العتاة مع المظلومين البائسين! فلابد إذن أن تكون وراءه حياة أخرى خالدة كي تستكمل الحكمةُ والعدالة حقيقتهما.
    İmanın bu dünyada dahi verdiği binler fayda ve neticelerinden yalnız bir tek fayda ve lezzetini, bu mezkûr bahsimiz münasebetiyle Gençlik Rehberi’nde bir hâşiye olarak yazılan bir temsil ile beyan edeceğiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبهذا يجيبنا -إجابة قاطعة- اسمُ الله «الحكيم» و«الحكم» و«العدل» و«العادل» من الأسماء الحسنى عن سؤالنا حول الآخرة.
    Mesela, senin gayet sevdiğin bir tek evladın sekeratta ölmek üzere iken ve meyusane, elîm, ebedî firakını düşünürken birden Hazret-i Hızır ve Hakîm-i Lokman gibi bir doktor geldi, tiryak gibi bir macun içirdi. O sevimli ve güzel evladın gözünü açtı, ölümden kurtuldu. Ne kadar sevinç ve ferah veriyor, anlarsın.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إننا نرى أن كل كائن حي تُوفَّر له حاجاتُه التي ليس في طوقه الحصول عليها، وتستجاب جميعُ مطاليبه التي يسألها -بنوع من دعاء- سواء بلسان حاجاته الضرورية، أو بلغة استعداداته الفطرية، وتسلّم إليه في أنسب وقت وأفضله من لدن يدٍ رحيمٍ واسع الرحمة، وسميع مطلق السمع، ورؤوفٍ شامل الرأفة.. وتُستجاب أيضا أغلبُ دعوات الإنسان الإراديةُ، ولاسيما دعوات الأصفياء من الناس،
    İşte o çocuk gibi sevdiğin ve ciddi alâkadar olduğun milyonlar sence mahbub insanlar, o mazi mezaristanında –senin nazarında– çürüyüp mahvolmak üzere iken birden hakikat-i iman, Hakîm-i Lokman gibi o büyük idamhane tevehhüm edilen mezaristana kalp penceresinden bir ışık verdi. Onunla baştan başa bütün ölüler dirildiler. Ve “Biz ölmemişiz ve ölmeyeceğiz, yine sizinle görüşeceğiz.” lisan-ı hal ile dediklerinden aldığın hadsiz sevinçler ve ferahları, iman bu dünyada dahi vermesiyle ispat eder ki: '''İman hakikati öyle bir çekirdektir ki eğer tecessüm etse bir cennet-i hususiye ondan çıkar, o çekirdeğin şecere-i tûbası olur''' dedim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبخاصة دعوات الأنبياء عليهم السلام -التي تُستجاب أغلبها استجابة خارقة للعادة- فتلك الاستجابات تفهّمنا يقينا أن وراء الحجاب «سميعاً مجيباً « يسمع آهاتِ كل ذي مصيبة وأنّات كل ذي داء، ويصغي إلى دعاء كل محتاج، ويرى أدنى حاجة لأصغر مخلوق ويسمع أخفى أنين لأضعف كائن فيشمله برأفته ويسعفه فعلا فيرضيه..
    '''O muannid döndü dedi:''' “Hiç olmazsa hayvan gibi hayatımızı keyif ve lezzetle geçirmek için sefahet ve eğlencelerle bu ince şeyleri düşünmeyerek yaşayacağız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دام الأمر هكذا فإن دعاءً للسعادة الأخروية والبقاء والخلود -وهو أفضل دعاء وأعمُّه ويمس جميع الكائنات ويرتبط بجميع الأسماء الحسنى وبجميع الصفات الجليلة- هذا الدعاء يسأله أفضل مخلوق -وهو الإنسان- ويضمه ضمن أدعيته أعظمُ عبدٍ وأحبه إلى الله، ذلك الرسول الأعظم ﷺ، وهو إمام الأنبياء عليهم السلام الذين هم شموس البشرية وروّادها فيؤمّنون على دعائه هذا بل يؤمّن على دعائه بصلواته عليه يوميا كلُّ مؤمن من أمته عدة مرات في الأقل بل تشترك جميعُ المخلوقات في دعائه قائلة: «استجب يا ربنا دعاءه فنحن نتوسل بك ونتضرع إليك مثله».. فمثل هذا الدعاء الشامل للخلود والسعادة الأبدية، من مثل هذا الرسول الحبيب ﷺ وضمن هذه الشروط التي لا تردّ، لا شك مطلقا أنه وحده مبرّر كافٍ وسبب وافٍ لإيجاد الجنة الخالدة وإحداث الآخرة من بين أسباب لا تعد ولا تحصى موجبةٍ لإيجادها. فضلا عن أن إيجادها سهل على قدرته سبحانه وهيّن عليها كإيجاد الربيع وخلقه.
    '''Cevaben dedim:''' “Hayvan gibi olamazsın. Çünkü hayvanın mazi ve müstakbeli yok. Ne geçmişten elemler ve teessüfler alır ve ne de gelecekten endişeler ve korkular gelir. Lezzetini tam alır. Rahatla yaşar, yatar. Hâlık’ına şükreder. Hattâ kesilmek için yatırılan bir hayvan, bir şey hissetmez. Yalnız bıçak kestiği vakit hissetmek ister fakat o his dahi gider. O elemden de kurtulur. Demek, en büyük bir rahmet, bir şefkat-i İlahiye, gaybı bildirmemektedir ve başa gelen şeyleri setretmektedir. Hususan masum hayvanlar hakkında daha mükemmeldir. Fakat ey insan, senin mazi ve müstakbelin akıl cihetiyle bir derece gaybîlikten çıkmasıyla setr-i gaybdan hayvana gelen istirahatten tamamen mahrumsun. Geçmişten çıkan teessüfler, elîm firaklar ve gelecekten gelen korkular ve endişeler; senin cüz’î lezzetini hiçe indirir. Lezzet cihetinde yüz derece hayvandan aşağı düşürür. Madem hakikat budur. Ya aklını çıkar, at; hayvan ol, kurtul veya aklını imanla başına al, Kur’an’ı dinle. Yüz derece hayvandan ziyade bu fâni dünyada dahi safi lezzetleri kazan!” diyerek onu ilzam ettim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا يجيبنا اسم الله «المجيب» و«السميع» و«الرحيم» من الأسماء الحسنى عن سؤالنا حول الآخرة.
    '''Yine o mütemerrid şahıs döndü dedi:''' “Hiç olmazsa ecnebi dinsizleri gibi yaşarız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن ما في تبدل المواسم من مظاهر الموت ومشاهد البعث على الأرض كافة يدل دلالة واضحة -كدلالة النهار على الشمس- على أن وراء الحجاب ربّا يدير الأرض الهائلة في غاية الانتظام وفي منتهى السهولة -كإدارة حديقة صغيرة بل كإدارة شجرة واحدة وبانتظامها- ويدير الربيع الشاسع ويزينه بسهولةِ إدارة زهرة واحدة وبزينتها الموزونة، ويسطر على صحيفة الأرض ثلاثمائة ألفٍ من طوائف النباتات والحيوانات التي هي بمثابة ثلاثمائة ألف نوع من كتب تعرض نماذج الحشر وأمثلة النشور.
    '''Cevaben dedim:''' “Ecnebi dinsizleri gibi de olamazsın. Çünkü onlar bir peygamberi inkâr etse diğerlerine inanabilirler. Peygamberleri bilmese de Allah’a inanabilir. Bunu da bilmezse kemalâta medar bazı seciyeleri bulunabilir. Fakat bir Müslüman, en âhir ve en büyük ve dini ve daveti umumî olan Âhir Zaman Peygamberi aleyhissalâtü vesselâmı inkâr etse ve zincirinden çıksa daha hiçbir peygamberi, hattâ Allah’ı kabul etmez. Çünkü bütün peygamberleri ve Allah’ı ve kemalâtı onunla bilmiş. Onlar onsuz kalbinde kalmaz. Bunun içindir ki eskiden beri her dinden İslâmiyet’e giriyorlar. Ve hiçbir Müslüman, hakiki Yahudi veya Mecusi veya Nasrani olmaz. Belki dinsiz olur, seciyeleri bozulur; vatana, millete muzır bir halete girer.” ispat ettim. O muannid ve mütemerrid şahsın daha tutunacak bir yeri kalmadı. Kayboldu, cehenneme gitti.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذا الرب القدير الذي يكتب هذه النماذج المتداخلة دون تحير ولا لبسٍ، ودون سهوٍ ولا خطأ وبإتقان وانتظام وبمعانٍ بليغة رغم تشابكها وتشابهها وتماثلها، يُظهر ضمن جلال العظمة قدرة فاعلة رحيمة حكيمة، فهو سبحانه يشمل الوجود برحمته وحكمته هذه فيهب للإنسان مقاما ساميا ويسخر له الكون الضخم ويجعله مسكنا ومهدا له، ثم ينصبه خليفة في الأرض ويحمّله الأمانة الكبرى التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها ويفضّله على سائر المخلوقات، ويشرّفه بكلامه الرباني وبخطابه السبحاني وبموالاته إياه، فضلا عن أنه قد قطع على نفسه عهدا، ووعد هذا الإنسان وعدا -في جميع كتبه المنـزلة- أنه سيخلّده بالسعادة الأبدية والبقاء الأخروي..
    İşte ey bu Medrese-i Yusufiyede benim ders arkadaşlarım! Madem hakikat budur. Ve bu hakikati Risale-i Nur o derece kat’î ve güneş gibi ispat etmiş ki yirmi senedir mütemerridlerin inatlarını kırıp imana getiriyor. Biz dahi hem dünyamıza hem istikbalimize hem âhiretimize hem vatanımıza hem milletimize tam menfaatli ve kolay ve selâmetli olan iman ve istikamet yolunu takip edip, boş vaktimizi sıkıntılı hülyalar yerinde, Kur’an’dan bildiğimiz sureleri okumak ve manalarını bildiren arkadaşlardan öğrenmek ve kazaya kalmış farz namazlarımızı kaza etmek ve birbirinin güzel huylarından istifade edip bu hapishaneyi güzel seciyeli fidanlar yetiştiren bir mübarek bahçeye çevirmek gibi a’mal-i saliha ile hapishane müdür ve alâkadarları, cani ve kātillerin başlarında zebani gibi azap memurları değil belki Medrese-i Yusufiyede cennete adam yetiştirmek ve onların terbiyesine nezaret etmek vazifesiyle memur birer müstakim üstad ve birer şefkatli rehber olmalarına çalışmalıyız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلا ريب أنه سيفتح له أبواب سعادة دائمة، وسيحدث الحشر والقيامة حتما وهو أهون عليه من الربيع نفسه.
    == DÖRDÜNCÜ MESELE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبهذا يجيبنا اسم الله «المحيي» و«المميت» و«الحي» و«القيوم» و«القدير» و«العليم» عن سؤالنا حول الآخرة.
    Yine Gençlik Rehberi’nde izahı var. Bir zaman bana hizmet eden kardeşlerim tarafından '''sual edildi ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حقا إن القدرة الإلهية التي تحيي أصول الأشجار والأعشاب كافة في كل ربيع وتوجِد نماذج ثلاثمائة ألف نوع من حشر ونشر في الحيوانات والنباتات كافة، بل تُظهر ألف مثال للحشر والنشور وألف دليل عليه في ألفي ربيع (<ref>إن كل ربيع يُقبل هو بحكم حشر للربيع السابق الذي قامت قيامته وانتهت حياته. (المؤلف).</ref>) عندما ينظر خيالا إلى ألف سنة من السنين التي قضاها كل من أمة محمد وموسى عليهما السلام وقوبلا معا! فكيف يُستبعد بعثُ الأجساد والحشر الجسماني من هذه القدرة المطلقة؟ أليس استبعاده عمىً ما بعده عمىً؟
    “Küre-i arzı herc ü merce getiren ve İslâm mukadderatıyla alâkadar olan bu dehşetli Harb-i Umumî’den elli gündür (şimdi yedi seneden geçti aynı hal) '''(*<ref>*Parantez içindeki not, 1946 senesine aittir.</ref>)''' hiç sormuyorsun ve merak etmiyorsun. Halbuki bir kısım mütedeyyin ve âlim insanlar, cemaati ve camiyi bırakıp radyo dinlemeye koşuyorlar. Acaba bundan daha büyük bir hâdise mi var? Veya onunla meşgul olmanın zararı mı var?” dediler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن مائة وأربعة وعشرين ألفا من أفضل بني آدم وهم الأنبياء عليهم السلام، قد أعلنوا السعادة الأبدية وخلود الآخرة، متفقين مستندين إلى آلاف الوعود والعهود التي قطعها الله سبحانه وتعالى على نفسه. وأثبتوا صدقهم بمعجزاتهم الباهرة. وأن ما لا يحصر له من الأولياء الصالحين يصدّقون الحقيقة نفسها بالكشف والذوق.
    '''Cevaben dedim ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلابد من أنَّ تلك الحقيقة ظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار فمَن شكّ فيها فقد حُرِم العقل: لأن حكم متخصص واحد أو اثنين في علم أو مهنة في مسألة ضمن اختصاصه، يُسقط من الاعتبار قيمةَ آراءِ وأفكار ألف معارض غير متخصص في ذلك العلم أو المهنة ولو كانوا أولي اختصاص في علوم أخرى. وأن حكم اثنين من شهود الإثبات في مسألة يُرجَّح على آلافٍ من المنكرين أو النافين للمسألة. كما هو في رؤية هلال رمضان في يوم الشك، أو ادعاء وجود مَزارع جوز الهند الشبيهة بعلب الحليب في الأرض؛ ذلك لأن المُثبِت يكسب القضية بمجرد الإشارة إليها أو إبراز جوز الهند أو بيانه لمكانه.
    Ömür sermayesi pek azdır. Lüzumlu işler pek çoktur. Birbiri içinde mütedâhil daireler gibi her insanın kalp ve mide dairesinden ve ceset ve hane dairesinden, mahalle ve şehir dairesinden ve vatan ve memleket dairesinden ve küre-i arz ve nev-i beşer dairesinden tut tâ zîhayat ve dünya dairesine kadar, birbiri içinde daireler var. Her bir dairede her bir insanın bir nevi vazifesi bulunabilir. Fakat en küçük dairede, en büyük ve ehemmiyetli ve daimî vazife var. Ve en büyük dairede en küçük ve muvakkat, ara sıra vazife bulunabilir. Bu kıyas ile küçüklük ve büyüklük makûsen mütenasip vazifeler bulunabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما النافي الذي ينكر وجوده فإنه لا يستطيع أن يثبت دعواه إلّا إذا جاس وجال في أنحاء العالم كله وتحرّى دعواه في الأمكنة كلها. وهكذا الذي يخبر عن الجنة ودار السعادة والخلود فإنه يثبتها ويكسب القضية بمجرد إظهاره أثرا من آثار الجنة، أو أمارةً من أماراتها، أو ظلا من ظلالها كشفا؛ في حين لا يستطيع من ينفي وجودها وينكرها أن يجد لإنكاره مجالا -مَهْما كدّ- إلّا إذا شاهد وأشهد الآخرين جميعَ الأكوان وجميع الأزمان من الأزل إلى الأبد، وأظهر عدم وجودها وأثبت نفيها!!
    Fakat büyük dairenin cazibedarlığı cihetiyle küçük dairedeki lüzumlu ve ehemmiyetli hizmeti bıraktırıp lüzumsuz, malayani ve âfakî işlerle meşgul eder. Sermaye-i hayatını boş yerde imha eder. O kıymettar ömrünü kıymetsiz şeylerde öldürür. Ve bazen bu harp boğuşmalarını merak ile takip eden, bir tarafa kalben taraftar olur. Onun zulümlerini hoş görür, zulmüne şerik olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلأجل هذه الحكمة ارتضى العلماء المحققون على قاعدة أساس هي: «لا يمكن إثبات النفي غير المحدّد مكانُه -كالحقائق الإيمانية الشاملة للكون قاطبة- ما لم يكن الأمر محالا بذاته».
    '''Birinci noktaya cevap ise:''' Evet, bu Cihan Harbi’nden daha büyük bir hâdise ve bu zemin yüzündeki hâkimiyet-i âmme davasından daha ehemmiyetli bir dava, herkesin ve bilhassa Müslümanların başına öyle bir hâdise ve öyle bir dava açılmış ki her adam, eğer Alman ve İngiliz kadar kuvveti ve serveti olsa ve aklı da varsa o tek davayı kazanmak için bilâ-tereddüt sarf edecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فبناءً على هذه الحقيقة القاطعة لا ينبغي أن يجلب إنكارُ آلاف الفلاسفة ومعارضتهم أيةَ شبهة ولا وسوسة أمام مخبر صادق في مثل هذه المسائل الإيمانية.. فيا حماقةَ من يتلوث بشبهة -مهما كانت- في أركان الإيمان بمجرد إنكارِ قلة من فلاسفة ماديين تحدّرت عقولُهم إلى عيونهم فلا يرون إلّا المادة بل ماتت قلوبُهم فلا يشعرون بالمعنويات، بينما اتفق على تلك الأركان مائة وعشرون ألفا من المثبتين أولي الاختصاص من الأنبياء الصادقين عليهم السلام وممن لا يحصَون ولا يُعدّون من المثبتين والمختصين من أهل الحقيقة الأولياء وأصحاب التحقيق العلماء.
    İşte o dava ise yüz bin meşahir-i insaniyenin ve hadsiz nev-i beşerin yıldızları ve mürşidlerinin müttefikan, kâinat sahibinin ve mutasarrıfının binler vaad ve ahidlerine istinaden haber verdikleri ve bir kısmı gözleriyle gördükleri şu ki herkesin iman mukabilinde bu zemin yüzü kadar bağlar ve kasırlar ile müzeyyen ve bâki ve daimî bir tarla ve mülkü kazanmak veya kaybetmek davası başına açılmış. Eğer iman vesikasını sağlam elde etmezse kaybedecek. Ve bu asırda, maddiyyunluk taunuyla çoklar o davasını kaybediyor. Hattâ bir ehl-i keşif ve tahkik, bir yerde kırk vefiyattan yalnız birkaç tanesi kazandığını sekeratta müşahede etmiş, ötekiler kaybetmişler. Acaba bu kaybettiği davanın yerini, bütün dünya saltanatı o adama verilse doldurabilir mi?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إننا نشاهد سواء في أنفسنا أو فيما حولنا رحمةً عامة وحكمة شاملة وعناية دائمة ناشرة نورَها كالنهار، ونرى كذلك آثارَ ربوبيةٍ مهيبة وأنوارَ عدالةٍ بصيرة، وتجلياتِ إجراءات جليلة عزيزة، بل نرى «حكمة» تقلد الشجرة حِكَما بعدد أزهارها وأثمارها، ونرى «رحمة» تقيم على كل إنسان إحسانا وعطايا بعدد حواسه وقواه وأجهزته. ونرى «عدالة» ذات عزة تُهلك بسوط عذابها أقواما عصاة أمثال قوم نوح وهود وصالح وقوم عاد وثمود وفرعون، وهي ذات عناية كذلك تحافظ على حقوقِ أصغرِ مخلوق وأضعفه. فالآية الكريمة الآتية تبين بإيجازٍ معجزٍ عظمةَ تلك الربوبية الجليلة وهيبتها المطلقة:
    İşte o davayı kazandıracak olan hizmetleri ve yüzde doksanına o davayı kaybettirmeyen hârika bir dava vekilini, o işte çalıştıran vazifeleri bırakıp ebedî dünyada kalacak gibi âfakî malayaniyat ile iştigal etmek, tam bir akılsızlık bildiğimizden biz Risale-i Nur şakirdleri, her birimizin yüz derece aklımız ziyade olsa da ancak bu vazifeye sarf etmek lâzımdır, diye kanaatimiz var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ٓ اَنْ تَقُومَ السَّمَٓاءُ وَالْاَرْضُ بِاَمْرِهِ ثُمَّ اِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْاَرْضِ اِذَٓا اَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ﴾ (الروم:٢٥).
    Ey hapis musibetinde benim yeni kardeşlerim! Sizler, benim ile beraber gelen eski kardeşlerim gibi Risale-i Nur’u görmemişsiniz. Ben onları ve onlar gibi binler şakirdleri şahit göstererek derim ve ispat ederim ve ispat etmişim ki o büyük davayı yüzde doksanına kazandıran ve yirmi senede yirmi bin adama o davanın kazancının vesikası ve senedi ve beratı olan iman-ı tahkikîyi eline veren ve Kur’an-ı Hakîm’in mu’cize-i maneviyesinden neş’et edip çıkan ve bu zamanın birinci bir dava vekili bulunan Risale-i Nur’dur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ تبين أنَّ السماوات والأرض تمتثلان الأمر الإلهي كالجنود المرابطين والراقدين في معسكرين. فكما أنهم يهرعون إلى أخذ مواقعهم وتسلُّم أسلحتهم بدعوة من القائد وبنفخة من بوق، كذلك السماوات والأرض كمعسكرَين حالما يُنادى بالأموات الراقدين فيهما بصور إسرافيل عليه السلام، إذا بهم يخرجون من الأجداث سراعا لابسين ثياب الجسد. بل نرى هذه العظمة والطاعة في كل ربيع، إذ يُحشَر ما في معسكر الأرض من جنود وينشَرون بنفخة من بوق مَلَك الرعد.. فبناء على التحقيقات السابقة، لابد أن تلك الرحمة والحكمة والعناية والعدالة والسلطنة السرمدية ستحقق أبعادها وغاياتها في دار أخرى، أي إنها تقتضي الحشر بالضرورة،
    Bu on sekiz senedir benim düşmanlarım ve zındıklar ve maddiyyunlar, aleyhimde gayet gaddarane desiselerle hükûmetin bazı erkânlarını iğfal ederek bizi imha için bu defa gibi eskide dahi hapislere, zindanlara soktukları halde, Risale-i Nur’un çelik kalesinde yüz otuz parça cihazatından ancak iki üç parçasına ilişebilmişler. Demek, avukat tutmak isteyen onu elde etse yeter.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كما أثبتتها «الكلمة العاشرة»؛ إذ لا شك في مجيء الآخرة، بل إن عدم مجيئها محال في ألف محال، حيث إن عدمها يعني: تبدلَ «الرحمة»  التي هي في منتهى الجمال قسوة في منتهى البشاعة، ويعني: تحول كمال «الحكمة» إلى نقص العبث القاصر وغاية الإسراف، ويعني: انقلاب «العناية» التي هي في منتهى الحسن واللطف إلى إهانة في منتهى القبح والمرارة، ويعني: تغير «العدالة» التي هي في منتهى الإنصاف والحق إلى ظلمات في أشد القسوة والبطلان، زد على ذلك فإن عدم مجيء الآخرة يعني أيضا سقوط هيبة السلطنة السرمدية العزيزة وبوار أبهتها وقوتها، ويعني اتهام كمال الربوبية بالعجز والقصور.. فكل هذا باطل ومحال لا يقبله عقل أي إنسان مهما كان، وهو الممتنع والخارج عن دائرة الإمكان؛
    Hem korkmayınız, Risale-i Nur yasak olmaz; hükûmet-i cumhuriyenin mebusları ve erkânlarının ellerinde mühim risaleleri, iki üçü müstesna olarak serbest geziyorlardı. İnşâallah, bir zaman hapishaneleri tam bir ıslahhane yapmak için bahtiyar müdürler ve memurlar, o Nurları mahpuslara ekmek ve ilaç gibi tevzi edecekler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأن كل ذي شعور يعلم أن الله سبحانه قد خلق هذا الإنسان في أحسن تقويم، ورباه أحسن تربية، وزوّده من الأجهزة والأعضاء -كالعقل والقلب- ما يتطلع به إلى السعادة الأبدية ويسوقه نحوها، ويدرك كذلك مدى الظلم والقسوة إذا ما انتهى مصير هذا الإنسان المكرم إلى العدم الأبدي! ويفهم كذلك مدى البُعد عن الحكمة في عدم البعث الذي يجعل جميع الأجهزة والقوى الفطرية -التي لها آلاف المصالح والفوائد- دون جدوى ودون قيمة! في الوقت الذي أودع سبحانه مئاتٍ من الحِكَم والفوائد في دماغه فحسب!.. ويفهم كذلك مدى العجز الظاهر والجهل التام المنافيَين كلياًّ لعظمة تلك السلطنة وكمال الربوبية في عدم الإيفاء بآلاف الوعود والعهود؟ تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. قس على هذا كلا من «العناية» و«العدالة».
    == BEŞİNCİ MESELE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا يجيبنا اسم الله «الرحمن» و«الحكيم» و«العدل» و«الكريم» و«الحاكم» من الأسماء الحسنى بتلك الحقيقة المذكورة عن سؤالنا الذي سألناه حول الآخرة ويثبتها لنا إثباتا لا شبهة فيه بل واضحا جليا كوضوح الشمس وجلائها.
    Gençlik Rehberi’nde izah edildiği gibi gençlik hiç şüphe yok ki gidecek. Yaz güze ve kışa yer vermesi ve gündüz akşama ve geceye değişmesi kat’iyetinde, gençlik dahi ihtiyarlığa ve ölüme değişecek. Eğer o fâni ve geçici gençliğini iffetle hayrata –istikamet dairesinde– sarf etse onunla ebedî, bâki bir gençliği kazanacağını bütün semavî fermanlar müjde veriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إننا نرى «حفيظية» مهيبة محيطة بادية للعيان، تحكم على كل شيء حي، وتهيمن على كل حادث، تحفظ صوره الكثيرة، تسجِّل أعمال وظيفته الفطرية، تدوّن تسبيحاته التي يؤديها -بلسان الحال- تجاه الأسماء الحسنى.. تدوّنها في لوحات مثالية، في بُذيراته ونواه، في قواه الحافظة -وهي نماذج مصغرة للّوح المحفوظ- ولاسيما في حافظة الإنسان التي هي مكتبة عظمى مصغرة جدا موضوعة في دماغه، فتسجلها في سائر المرايا والمعاكس المادية والمعنوية. وما إن يحل الربيع -تلك الزهرة المجسمة للقدرة الإلهية- حتى تُبرز لنا الحفيظية تلك الكتابات المعنوية ظاهرةً مشهودة مجسمة. وتعرض في تلك الزهرة العظمى حقيقةَ الحشر التي تتضمنها الآية الكريمة: ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾ (التكوير:١٠) وتعلنها بألسنة ملايين الملايين من الأمثلة والدلائل،
    Eğer sefahete sarf etse nasıl ki bir dakika hiddet yüzünden bir katl, milyonlar dakika hapis cezasını çektirir. Öyle de gayr-ı meşru dairedeki gençlik keyifleri ve lezzetleri, âhiret mes’uliyetinden ve kabir azabından ve zevalinden gelen teessüflerden ve günahlardan ve dünyevî mücazatlarından başka, aynı lezzet içinde o lezzetten ziyade elemler olduğunu aklı başında her genç tecrübe ile tasdik eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتؤكد لنا يقينا أن الأشياء جميعها -ولاسيما الأحياء- لم تُخلق لتنتهي إلى الفناء، ولا لتهوي إلى العدم ولا لتمحى إلى غير شيء -ولاسيما الإنسان- بل خُلقوا للمضي بسموهم إلى البقاء، وللدخول بتزكية أنفسهم إلى عالم الحياة الخالدة، وللولوج بالاستعداد الفطري إلى وظيفة سرمدية تنتظرهم في دار الخلود.
    Mesela, haram sevmekte bir kıskançlık elemi ve firak elemi ve mukabele görmemek elemi gibi çok arızalar ile o cüz’î lezzet, zehirli bir bal hükmüne geçer. Ve o gençliğin sû-i istimali ile gelen hastalıkla hastahanelere ve taşkınlıklarıyla hapishanelere ve kalp ve ruhun gıdasızlık ve vazifesizliğinden neş’et eden sıkıntılarla meyhanelere, sefahethanelere veya mezaristana düşeceklerini bilmek istersen, git hastahanelerden ve hapishanelerden ve meyhanelerden ve kabristandan sor. Elbette ekseriyetle, gençlerin gençliğinin sû-i istimalinden ve taşkınlıklarından ve gayr-ı meşru keyiflerin cezası olarak gelen tokatlardan eyvahlar ve ağlamalar ve esefler işiteceksin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن كل شجر وجذر وكل حبّة ونواة من النباتات غير المحدودة التي ماتت في قيامة الخريف، ما إن يحين حشر الربيع إلّا ويتلو الآية الكريمة: ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾ بلسانها الخاص ويفسر معنىً من معانيها، وذلك بقيام كل جزء من أجزائه بمثل الوظائف الفطرية التي قام بها في السنين السابقة، ويبيّن -في الوقت نفسه- عظمة الحفيظية في أوسع مداها كما تتضمنها الآية الكريمة:
    Eğer istikamet dairesinde gitse gençlik, gayet şirin ve güzel bir nimet-i İlahiye ve tatlı ve kuvvetli bir vasıta-i hayrat olarak âhirette gayet parlak ve bâki bir gençlik netice vereceğini, başta Kur’an olarak çok kat’î âyâtıyla bütün semavî kitaplar ve fermanlar haber verip müjde ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ هُوَ الْاَوَّلُ وَالْاٰخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُۚ  ﴾ (الحديد:٣) وترشدنا إلى أربع حقائق جليلة في كل شيء وتقيم الحجة الدامغة على حتمية الحشر كحتمية مجيء الربيع ويسره.
    Madem hakikat budur. Ve madem helâl dairesi keyfe kâfidir. Ve madem haram dairesindeki bir saat lezzet, bazen bir sene ve on sene hapis cezasını çektirir. Elbette gençlik nimetine bir şükür olarak o tatlı nimeti iffette, istikamette sarf etmek lâzım ve elzemdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن أنوار هذه الأسماء الحسنى الأربعة وتجلياتها تسري وتنفذ من أصغر جزئي إلى أكبر كليّ.. ولنوضح هذا بمثال:
    == ALTINCI MESELE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالبذرة التي هي أصل الشجرة تبين عظمة الحفيظية بتعرضها لأنوار اسم الله «الأول» وذلك؛ بما تحوي من خطة الشجرة دقيقة كاملة، وبما تضم من أجهزة بديعة لإيجادها ونشوئها كاملة غير منقوصة، وبما تشتمل عليه من شرائط تكوين الشجرة رغم أنها علبة صغيرة جدا.
    Risale-i Nur’un çok yerlerinde izahı ve kat’î hadsiz hüccetleri bulunan iman-ı billah rüknünün binler küllî bürhanlarından bir tek bürhana kısaca bir işarettir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والثمرة أيضا تشهد شهادة صادقة على تلك الحفيظية بتعرضها لأنوار اسم الله «الآخر» وذلك؛ بما تحوي من فهرس جميع الوظائف الفطرية لتلك الشجرة، وبما تضم من صحائف أعمالها، وبما تنطوي عليه من قوانين حياتها الثانية، علما أنها صندوق صغير جدا.
    Kastamonu’da lise talebelerinden bir kısmı yanıma geldiler. “Bize Hâlık’ımızı tanıttır, muallimlerimiz Allah’tan bahsetmiyorlar.” dediler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما ظاهر الشجرة المجسم فإنه يُظهر عظمة القدرة وكمال الحكمة وجمال الرحمة ضمن الحفيظية المطلقة، ويبرزها للعيان مشهودة بتعرضها لأنوار اسم الله «الظاهر» وذلك؛ بحُللها البهية المزدانة بالنقوش البديعة المتنوعة والأوسمة المرصعة كأنها ثياب الحور العين الملونة بسبعين لونا.
    Ben dedim: Sizin okuduğunuz fenlerden her fen, kendi lisan-ı mahsusuyla mütemadiyen Allah’tan bahsedip Hâlık’ı tanıttırıyorlar. Muallimleri değil, onları dinleyiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الأجهزة الداخلية لتلك الشجرة التي أصبحت كأنها مرآة تعكس أنوار اسم الله «الباطن» فهي أيضا تثبت -إثباتا ساطعا كالشمس- كمالَ القدرة والعدالة، وجمال الرحمة والحكمة، إذ إنها مصنع خارق كامل النظام، بل مختبر كيمياء عظيم، بل مستودعُ إعاشة وأرزاق لا يدع غصنا ولا ثمرا ولا ورقا إلّا ويزوده بالغذاء الذي يحتاجه.
    Mesela, nasıl ki mükemmel bir eczahane ki her kavanozunda hârika ve hassas mizanlarla alınmış hayattar macunlar ve tiryaklar var. Şüphesiz gayet maharetli ve kimyager ve hakîm bir eczacıyı gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكما يُظهر كل من البذرة والثمرة،وظاهر الشجرة وباطنها تجلياتِ الأسماء الحسنى الأربعة «الأول والآخر والظاهر والباطن» فالكرة الأرضية كذلك تظهرها وتبين بداهةً أن الحفيظ ذا الجلال والإكرام إنما يعمل بقدرة وعدالة وحكمة ورحمة مطلقة؛ إذ إنها (أي الكرة الأرضية) كالشجرة من حيث تبدل المواسم السنوية، فجميعُ النوى والحبوب التي أُودعت في الخريف -بتجلي اسم الله «الأول»- أمانةً إلى الحفيظية، ترسِلُ ما لا يعد من السيقان والأغصان، وتمدّها إلى شتى الجهات، وتَفتح ما لا يحصى من الأزهار البهيجة والأثمار الطيبة، فتُلبس الأرض وشاح الربيع البهيج.. ذلك لأن كلا منها تضم كراسات مصغرة سُطّرت فيها الأوامر الربانية، وتبطن صحائف مصغّرة دوّن فيها ما أنجز في السنة الماضية من أعمال، بل تستوعب تلك البذورُ والنوى جميعَ ما يعود إلى تركّب شجرة الأرض العظيمة.
    Öyle de küre-i arz eczahanesinde bulunan dört yüz bin çeşit nebatat ve hayvanat kavanozlarındaki zîhayat macunlar ve tiryaklar cihetiyle, bu çarşıdaki eczahaneden ne derece ziyade mükemmel ve büyük olması nisbetinde, okuduğunuz '''fenn-i tıp''' mikyasıyla küre-i arz eczahane-i kübrasının eczacısı olan Hakîm-i Zülcelal’i hattâ kör gözlere de gösterir, tanıttırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما آخر شجرة الأرض السنوية فهو ما يضعه في عُلب متناهية في الصغر من جميع الوظائف التي قامت بها الشجرة في الخريف، وجميع التسبيحات والأذكار الفطرية التي أدتها تجاه الأسماء الحسنى، وجميع ما يمكن نشره في حشر الربيع المقبل من صحائف الأعمال، ويسلّم هذا جميعا إلى يد الحكمة للحفيظ ذي الجلال تاليا بهذا اسم الله: «الآخر» بألسنة لا حدَّ لها على أسماع الكائنات وأنظارها.
    Hem mesela, nasıl bir hârika fabrika ki binler çeşit çeşit kumaşları basit bir maddeden dokuyor. Şeksiz, bir fabrikatörü ve maharetli bir makinisti tanıttırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما ظاهر هذه الشجرة فهو: تلك الأزهار الكلية المتنوعة المتباينة التي تفصح عن ثلاثمائة ألف نوع من أمثلة الحشر وأماراته، وهو تلك الموائد المنصوبة للرحمن الرحيم والرزاق الكريم، وهو تلك الضيافات المفتوحة لذوي الحياة كافة، فكل ما في ظاهر تلك الشجرة يذكر ويتلو اسم الله: «الظاهر» بألسنة ثمراتها وأزهارها وطعومها مُظهرا حقيقةَ ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾ ساطعة كالشمس في كبد السماء.
    Öyle de küre-i arz denilen yüz binler başlı, her başında yüz binler mükemmel fabrika bulunan bu seyyar makine-i Rabbaniye, ne derece bu insan fabrikasından büyükse, mükemmelse o derecede okuduğunuz '''fenn-i makine''' mikyasıyla küre-i arzın ustasını ve sahibini bildirir ve tanıttırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما باطن هذه الشجرة العظيمة فهو معمل ومصنع يُحَرِّك ما لا يعد ولا يحصى من مكائن منتظمة ومعامل دقيقة حتى إنه يُعدّ طنا من الأطعمة وينضجها من درهم من المواد وتوصله إلى الجائعين، ويَنهض بأعماله في منتهى الدقة بما لا يدع مجالا لتلعب به الصدفة، فيذكر الوجهُ الباطن للأرض اسم الله: «الباطن»، بل يثبته ويعلنه بمائة ألف من الأنماط والصور كما يعلنه قسم من الملائكة الذين يسبّحون بمائة ألف لسان.
    Hem mesela, nasıl ki gayet mükemmel bin bir çeşit erzak etrafından celbedip içinde muntazaman istif ve ihzar edilmiş depo ve iaşe ambarı ve dükkân; şeksiz, bir fevkalâde iaşe ve erzak mâlikini ve sahibini ve memurunu bildirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكما أن الأرض من حيث حياتها السنوية كالشجرة بينت «الحفيظيةَ» التي في تلك الأسماء الحسنى الأربعة بوضوح، وجعلتها مفتاحا لباب الحشر، فهي كذلك كالشجرة المتناسقة جدا من حيث حياة العصور وحياة الدهور، إذ ترسل ثمراتها -على مدى العصور والدهور- إلى سوق الآخرة.
    Öyle de bir senede yirmi dört bin senelik bir dairede muntazaman seyahat eden ve yüz binler ve ayrı ayrı erzak isteyen taifeleri içine alan ve seyahatiyle mevsimlere uğrayıp baharı bir büyük vagon gibi binler ayrı ayrı taamlarla doldurarak kışta erzakı tükenen bîçare zîhayatlara getiren ve küre-i arz denilen bu Rahmanî iaşe ambarı ve bu sefine-i Sübhaniye ve bin bir çeşit cihazatı ve malları ve konserve paketleri taşıyan bu depo ve dükkân-ı Rabbanî, ne derece o fabrikadan büyük ve mükemmel ise okuduğunuz veya okuyacağınız '''fenn-i iaşe''' mikyasıyla o kat’iyette ve o derecede küre-i arz deposunun sahibini, mutasarrıfını, müdebbirini bildirir, tanıttırır, sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تصبح الأرض بأسرها مرآةً واسعة جدا لتجليات تلك الأسماء الأربعة، وتفتح سبيلا واسعا جدا إلى الآخرة بحيث تظل عقولُنا ولغاتنا قاصرة وعاجزة عن الإحاطة بها. لذا نكتفي بالآتي ولا نـزيد:
    Hem nasıl ki dört yüz bin millet içinde bulunan ve her milletin istediği erzakı ayrı ve istimal ettiği silahı ayrı ve giydiği elbisesi ayrı ve talimatı ayrı ve terhisatı ayrı olan bir ordunun mu’cizekâr bir kumandanı, tek başıyla bütün o ayrı ayrı milletlerin ayrı ayrı erzaklarını ve çeşit çeşit eslihalarını ve elbiselerini ve cihazatlarını, hiçbirini unutmayarak ve şaşırmayarak verdiği o acib ordu ve ordugâh, şüphesiz bedahetle o hârika kumandanı gösterir, takdirkârane sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن عقارب الساعة التي تَعُدُّ الثواني والدقائق والساعات والأيام تتشابه فيما بينها، فالواحد يدل على الآخر ويذكّره، فمن يراقب حركة عقرب الثواني يضطر إلى تصديق حركة التروس الأخرى.
    Aynen öyle de zemin yüzünün ordugâhında ve her baharda yeniden silah altına alınmış bir yeni ordu-yu Sübhanîde, nebatat ve hayvanat milletlerinden dört yüz bin nev’in çeşit çeşit elbise, erzak, esliha, talim, terhisleri gayet mükemmel ve muntazam ve hiçbirini unutmayarak ve şaşırmayarak bir tek kumandan-ı a’zam tarafından verilen küre-i arzın bahar ordugâhı, ne derece mezkûr insan ordu ve ordugâhından büyük ve mükemmel ise sizin okuyacağınız '''fenn-i askerî''' mikyasıyla, dikkatli ve aklı başında olanlara o derece küre-i arzın hâkimini ve Rabb’ini ve müdebbirini ve Kumandan-ı Akdes’ini hayretler ve takdislerle bildirir ve tahmid ve tesbihle sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كذلك الدنيا كساعة كبرى لخالق السماوات والأرض، حيث تتشابه الأيام التي تعد ثواني هذه الساعة الكبرى، والسنوات التي تحصي دقائقها، والعصور التي تظهر ساعاتها، والأحقاب التي تعرف أيامها فمع تشابه بعضها مع البعض الآخر فإن كلا منها يدل على الآخر ويثبته.
    Hem nasıl ki bir hârika şehirde milyonlar elektrik lambaları hareket ederek her yeri gezerler, yanmak maddeleri tükenmiyor bir tarzdaki elektrik lambaları ve fabrikası; şeksiz, bedahetle elektriği idare eden ve seyyar lambaları yapan ve fabrikayı kuran ve iştial maddelerini getiren bir mu’cizekâr ustayı ve fevkalâde kudretli bir elektrikçiyi hayretler ve tebriklerle tanıttırır, yaşasınlar ile sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن هذه الزاوية نرى الأرض تخبر بأمارات لا حدّ لها عن مجيء ربيع خالد وصبح سرمدي بعد شتاء الدنيا الفانية المظلم.. تخبر عنه بحتميةِ مجيء الصبح لهذا الليل وبقطعية مجيء الربيع بعد هذا الشتاء. وبهذه الحقيقة يجيبنا اسم «الحفيظ» مع الأسماء الحسنى الأربعة: «الأول والآخر والظاهر والباطن» عن سؤالنا الذي سألناه حول الحشر.
    Aynen öyle de bu âlem şehrinde dünya sarayının damındaki yıldız lambaları, bir kısmı –kozmoğrafyanın dediğine bakılsa– küre-i arzdan bin defa büyük ve top güllesinden yetmiş defa süratli hareket ettikleri halde, intizamını bozmuyor, birbirine çarpmıyor, sönmüyor, yanmak maddeleri tükenmiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وما دمنا نرى بأعيننا ونفقه بعقولنا،
    Okuduğunuz kozmoğrafyanın dediğine göre, küre-i arzdan bir milyon defadan ziyade büyük ve bir milyon seneden ziyade yaşayan ve bir misafirhane-i Rahmaniyede bir lamba ve soba olan güneşimizin yanmasının devamı için her gün, küre-i arzın denizleri kadar gaz yağı ve dağları kadar kömür veya bin arz kadar odun yığınları lâzımdır ki sönmesin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أن الإنسان:
    Ve onu ve onun gibi ulvi yıldızları gaz yağsız, odunsuz, kömürsüz yandıran ve söndürmeyen ve beraber ve çabuk gezdiren ve birbirine çarptırmayan bir nihayetsiz kudreti ve saltanatı, ışık parmaklarıyla gösteren bu kâinat şehr-i muhteşemindeki dünya sarayının elektrik lambaları ve idareleri ne derece o misalden daha büyük, daha mükemmeldir, o derecede sizin okuduğunuz veya okuyacağınız '''fenn-i elektrik''' mikyasıyla bu meşher-i a’zam-ı kâinatın sultanını, münevvirini, müdebbirini, sâni’ini, o nurani yıldızları şahit göstererek tanıttırır. Tesbihatla, takdisatla sevdirir, perestiş ettirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هو خاتمة ثمرات شجرة الكون وأجمع ما فيها من الصفات..
    Hem mesela, nasıl ki bir kitap bulunsa ki bir satırında bir kitap ince yazılmış ve her bir kelimesinde ince kalemle bir sure-i Kur’aniye yazılmış, gayet manidar ve bütün meseleleri birbirini teyid eder ve kâtibini ve müellifini fevkalâde maharetli ve iktidarlı gösteren bir acib mecmua; şeksiz, gündüz gibi kâtip ve musannifini kemalâtıyla, hünerleriyle bildirir, tanıttırır. “Mâşâallah, bârekellah” cümleleriyle takdir ettirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو بذرتها الأصلية من حيث الحقيقة المحمدية..
    Aynen öyle de bu kâinat kitab-ı kebiri ki bir tek sahifesi olan zemin yüzünde ve bir tek forması olan baharda, üç yüz bin ayrı ayrı kitaplar hükmündeki üç yüz bin nebatî ve hayvanî taifeleri beraber, birbiri içinde, yanlışsız, hatasız, karıştırmayarak, şaşırmayarak; mükemmel, muntazam ve bazen ağaç gibi bir kelimede bir kasideyi; ve çekirdek gibi bir noktada bir kitabın tamam bir fihristesini yazan bir kalem işlediğini gözümüzle gördüğümüz bu nihayetsiz manidar ve her kelimesinde çok hikmetler bulunan şu mecmua-i kâinat ve bu mücessem Kur’an-ı Ekber-i Âlem, mezkûr misaldeki kitaptan ne derece büyük ve mükemmel ve manidar ise o derecede sizin okuduğunuz '''fenn-i hikmetü’l-eşya''' ve mektepte bilfiil mübaşeret ettiğiniz '''fenn-i kıraat''' ve '''fenn-i kitabet''', geniş mikyaslarıyla ve dürbün gözleriyle bu kitab-ı kâinatın nakkaşını, kâtibini hadsiz kemalâtıyla tanıttırır. “Allahu ekber” cümlesiyle bildirir, “Sübhanallah” takdisiyle tarif eder, “Elhamdülillah” senalarıyla sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو الآية الكونية الكبرى لقرآن الكون..
    İşte bu fenlere kıyasen, yüzer fünundan her bir fen, geniş mikyasıyla ve hususi âyinesiyle ve dürbünlü gözüyle ve ibretli nazarıyla bu kâinatın Hâlık-ı Zülcelal’ini esmasıyla bildirir; sıfâtını, kemalâtını tanıttırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بل هو الآية الحاملة لتجليات الاسم الأعظم في ذلك القرآن الكوني كآية الكرسي في القرآن الكريم..
    İşte bu muhteşem ve parlak bir bürhan-ı vahdaniyet olan mezkûr hücceti ders vermek içindir ki Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan çok tekrar ile en ziyade رَبُّ السَّمٰوَاتِ وَ ال۟اَر۟ضِ ve خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ âyetleriyle Hâlık’ımızı bize tanıttırıyor, diye o mektepli gençlere dedim. Onlar dahi tamamıyla kabul edip tasdik ederek: “Hadsiz şükür olsun Rabb’imize ki tam kudsî ve ayn-ı hakikat bir ders aldık. Allah senden razı olsun.” dediler. Ben de dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو أكرم ضيف في قصر الكون..
    İnsan, binler çeşit elemler ile müteellim ve binler nevi lezzetler ile mütelezziz olacak bir zîhayat makine ve gayet derece acziyle beraber hadsiz maddî, manevî düşmanları ve nihayetsiz fakrıyla beraber hadsiz zâhirî ve bâtınî ihtiyaçları bulunan ve mütemadiyen zeval ve firak tokatlarını yiyen bir bîçare mahluk iken, birden iman ve ubudiyetle böyle bir Padişah-ı Zülcelal’e intisap edip bütün düşmanlarına karşı bir nokta-i istinad ve bütün hâcatına medar bir nokta-i istimdad bularak herkes mensup olduğu efendisinin şerefiyle, makamıyla iftihar ettiği gibi o da böyle nihayetsiz Kadîr ve Rahîm bir Padişah’a iman ile intisap etse ve ubudiyetle hizmetine girse ve ecelin idam ilanını kendi hakkında terhis tezkeresine çevirse ne kadar memnun ve minnettar ve ne kadar müteşekkirane iftihar edebilir, kıyas ediniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو أنشط موظف مأذون له بالتصرف في سكنة ذلك القصر..
    O mektepli gençlere dediğim gibi musibetzede mahpuslara da tekrar ile derim: '''Onu tanıyan ve itaat eden zindanda dahi olsa bahtiyardır. Onu unutan saraylarda da olsa zindandadır, bedbahttır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو المأمور المكلف عن حرث مزرعة الأرض والناظر المسؤول عن وارداتها ومصاريفها، بما جُهز من مئات العلوم وألوف المؤهلات..
    Hattâ bir bahtiyar mazlum, idam olunurken bedbaht zalimlere demiş: “Ben idam olmuyorum. Belki terhis ile saadete gidiyorum. Fakat ben de sizi idam-ı ebedî ile mahkûm gördüğümden sizden tam intikamımı alıyorum.” لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ diyerek sürur ile teslim-i ruh eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو خليفة الأرض، والمفتش الباحث في مملكة الأرض والمرسل من لدن سلطان الأزل والأبد والعامل تحت رقابته..
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو المتصرف في شؤون الأرض مع تسجيل كامل لأعماله بجزئياتها وكلياتها..
    == YEDİNCİ MESELE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو عبد كليّ، مكلف بعبادة واسعة شاملة..
    '''Denizli hapsinde bir cuma gününün meyvesidir.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والحامل للأمانة الكبرى التي أبتِ السماوات والأرض والجبال أن يحملنها، فانفرجت أمامه طريقان: إحداهما للأشقياء، والأخرى للسعداء..
    وَمَٓا اَم۟رُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَم۟حِ ال۟بَصَرِ اَو۟ هُوَ اَق۟رَبُ ۝ مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ ۝ فَان۟ظُر۟ اِلٰٓى اٰثَارِ رَح۟مَتِ اللّٰهِ كَي۟فَ يُح۟يِى ال۟اَر۟ضَ بَع۟دَ مَو۟تِهَا اِنَّ ذٰلِكَ لَمُح۟يِى ال۟مَو۟تٰى وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو الذي يعكس كالمرآة جميع تجليات الأسماء الحسنى ويتجلى فيه اسم الله الأعظم..
    Bir zaman Kastamonu’da “Hâlık’ımızı bize tanıttır.” diyen lise talebelerine sâbık Altıncı Mesele’de mektep fünununun dilleriyle verdiğim dersi, Denizli Hapishanesinde benimle temas edebilen mahpuslar okudular. Tam bir kanaat-i imaniye aldıklarından âhirete bir iştiyak hissedip “Bize âhiretimizi de tam bildir. Tâ ki nefsimiz ve zamanın şeytanları bizi yoldan çıkarmasın, daha böyle hapislere sokmasın.” dediler. Ve Denizli hapsindeki Risale-i Nur şakirdlerinin ve sâbıkan Altıncı Mesele’yi okuyanların arzuları ile âhiret rüknünün dahi bir hülâsasının beyanı lâzım geldi. Ben de Risale-i Nur’dan bir kısacık hülâsa ile derim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو المخاطب المقصود للخطاب السبحاني والأكثر فهماً للكلام الرباني..
    Nasıl ki Altıncı Mesele’de biz Hâlık’ımızı arzdan, semavattan sorduk; onlar fenlerin dilleri ile güneş gibi Hâlık’ımızı bize tanıttırdılar. Aynen biz de âhiretimizi başta o bildiğimiz Rabb’imizden, sonra Peygamberimizden, sonra Kur’an’ımızdan, sonra sair peygamberler ve mukaddes kitaplardan, sonra melâikelerden, sonra kâinattan soracağız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو الأكثر فاقة وعجزا من بين أحياء الكون..
    İşte birinci mertebede âhireti Allah’tan soruyoruz. O da bütün gönderdiği elçileriyle ve fermanlarıyla ve bütün isimleriyle ve sıfatlarıyla “Evet, âhiret vardır ve sizi oraya sevk ediyorum.” ferman ediyor. Onuncu Söz, on iki parlak ve kat’î hakikatler ile bir kısım isimlerin âhirete dair cevaplarını ispat ve izah eylemiş. Burada, o izaha iktifaen gayet kısa bir işaret ederiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو الكائن الحي العاجز الفقير بلا حدود، مع أن له أعداء ومؤذيات بلا عدٍّ ومقاصد وآلاما بلا حدٍّ..
    Evet, madem hiçbir saltanat yoktur ki o saltanata itaat edenlere mükâfatı ve isyan edenlere mücazatı bulunmasın. Elbette rububiyet-i mutlaka mertebesinde bir saltanat-ı sermediyenin, o saltanata iman ile intisap ve taat ile fermanlarına teslim olanlara mükâfatı ve o izzetli saltanatı küfür ve isyanla inkâr edenlere de mücazatı; o rahmet ve cemale, o izzet ve celale lâyık bir tarzda olacak diye '''Rabbü’l-âlemîn''' ve '''Sultanü’d-Deyyan''' isimleri cevap veriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو أغنى استعدادا من بين ذوي الحياة..
    Hem madem güneş gibi gündüz gibi zemin yüzünde bir umumî rahmet ve ihatalı bir şefkat ve kerem gözümüzle görüyoruz. Mesela, o rahmet her baharda umum ağaçları ve meyveli nebatları cennet hurileri gibi giydirip, süslendirip, ellerine her çeşit meyveleri verip, bizlere uzatıp “Haydi alınız, yeyiniz.” dediği gibi; bir zehirli sineğin eliyle bizlere şifalı, tatlı balı yedirdiği ve elsiz bir böceğin eliyle en yumuşak ipeği bizlere giydirdiği gibi bir avuç kadar küçücük çekirdeklerde, tohumcuklarda binler batman taamları bizim için saklayan ve ihtiyat zahîresi olarak o küçücük depolarda yerleştiren bir rahmet, bir şefkat, elbette hiç şüphe olamaz ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو أشد احساسا وشعورا بالألم -ضمن لذة الحياة- حيث تمتزج لذاته بآلام منغّصة..
    Bu derece nâzeninane beslediği bu sevimli ve minnettarları ve perestişkârları olan mü’min insanları idam etmez. Belki onları daha parlak rahmetlere mazhar etmek için hayat-ı dünyeviye vazifesinden terhis eder, diye '''Rahîm''' ve '''Kerîm''' isimleri sualimize cevap veriyorlar اَل۟جَنَّةُ حَقٌّ diyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو أشد شوقا إلى البقاء وأكثر حاجة إلى الخلود، بل هو الأجدر به..
    Hem madem biz gözümüzle görüyoruz ki: Umum mahluklarda ve zemin yüzünde öyle bir hikmet eli işliyor ve öyle bir adalet ölçüleriyle işler dönüyor ki akl-ı beşer onun fevkinde düşünemiyor. Mesela, insanın bin cihazatına takılan hikmetlerinden yalnız bir küçük çekirdek kadar kuvve-i hâfızasında bütün tarihçe-i hayatını ve ona temas eden hadsiz hâdisatı o kuvvecikte yazıp, onu bir kütüphane hükmüne getirip ve insanın haşirde muhakemesi için neşir olacak olan defter-i a’malinin bir küçük senedi olarak her vakit hatırlatmak sırrı ile her insanın eline vererek dimağının cebine koyan bir ezelî hikmet ve bütün masnuatta gayet hassas mizanlar ile azalarını yerleştiren, mikroptan gergedana, sinekten simurga kuşuna, bir çiçekli nebattan milyarlar, trilyonlarla çiçekler açan bahar çiçeğine kadar, israfsız ölçülerle bir tenasüp, bir muvazene, bir intizam ve bir cemal içinde masnuatı bir hüsn-ü sanat yapan ve her zîhayatın hukuk-u hayatını kemal-i mizanla veren; iyiliklere güzel neticeler ve fenalıklara fena neticeler verdiren ve Âdem zamanından beri tâğî ve zalim kavimlere vurduğu tokatlarla kendini pek kuvvetli ihsas ettiren bir adalet-i sermediye, elbette ve hiç şüphe getirmez ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو الذي يتوسل لأجل البقاء والخلود بأدعية غير محدودة فلو أُعطي له ما في الدنيا من متع لما شفت غليله للخلود..
    Güneş gündüzsüz olmadığı gibi o hikmet-i ezeliye, o adalet-i sermediye âhiretsiz olmazlar ve ölümde en zalimlerin ve en mazlumların bir tarzda gitmelerindeki âkıbetsiz bir dehşetli haksızlığa, adaletsizliğe ve hikmetsizliğe hiçbir vechile müsaade etmezler, diye '''Hakîm''' ve '''Hakem''' ve '''Adl''' ve '''Âdil''' isimleri bizim sualimize kat’î cevap veriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    Hem madem bütün zîhayat mahlukların elleri yetişmediği ve iktidarları dairesinde olmayan bütün hâcatlarını, bütün fıtrî matlablarını bir nevi dua bulunan istidad-ı fıtrî ve ihtiyac-ı zarurî dilleriyle istedikleri vakitte, gayet rahîm ve işitici ve şefkatli bir dest-i gaybî tarafından verildiğinden ve ihtiyarî olan daavat-ı insaniyenin, hususan havasların ve nebilerin dualarının on adetten altı yedisi hilaf-ı âdet makbul olmasından kat’î anlaşılıyor ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو الذي يحب الذي أنعم عليه حبا لحد العبادة، ويحببه للآخرين، وهو المحبوب أيضا..
    Her dertlinin âhını, her muhtacın duasını işiten ve dinleyen bir '''Semî’-i Mücîb''' perde arkasında var, bakar ki en küçük bir zîhayatın en küçük bir ihtiyacını görür ve en gizli bir âhını işitir, şefkat eder, fiilen cevap verir, memnun eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهو أعظم معجزات القدرة الصمدانية بل هو أعجوبة الخلق لما انطوى فيه العالم الأكبر ولما تشهد جميع أجهزته بأنه مخلوق للسير قدما نحو الأبدية والخلود.
    Elbette ve herhalde hiçbir şüphe ihtimali kalmaz ki mahlukların en ehemmiyetlisi olan nev-i insanın en ehemmiyetli ve umumî ve umum kâinatı ve umum esma ve sıfât-ı İlahiyeyi alâkadar eden beka-i uhreviyeye ait dualarını içine alan ve nev-i insanın güneşleri ve yıldızları ve kumandanları olan bütün peygamberleri arkasına alıp onlara duasına “Âmin, âmin!” dedirten ve ümmetinden her gün, her ferd-i mütedeyyin hiç olmazsa kaç defa ona salavat getirmekle onun duasına “Âmin, âmin!” diyen ve belki bütün mahlukat o duasına iştirak ederek “Evet, yâ Rabbenâ! İstediğini ver, biz de onun istediğini istiyoruz.” diyorlar. Bütün bu reddedilmez şerait altında beka-i uhrevî ve saadet-i ebediye için Muhammed aleyhissalâtü vesselâmın –haşrin hadsiz esbab-ı mûcibesinden– yalnız tek duası, cennetin vücuduna ve baharın icadı kadar kudretine kolay olan âhiretin icadına kâfi bir sebeptir, diye '''Mücîb''' ve '''Semî’''' ve '''Rahîm''' isimleri bizim sualimize cevap veriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذا الإنسان الذي يرتبط بمثل هذه الحقائق العشرين الكلية باسم الله «الحق» والذي هو وثيق العلاقة باسم الله «الحفيظ» الذي لا يعزب عنه شيء في السماوات والأرض، يرى أدنى حاجة لأصغرِ حيّ ويسمع نداء حاجته فيغيثه فيدوّن كتبتُه الكرام جميعَ أعمال هذا الإنسان وأفعاله المتعلقة بالكائنات.. فهذا الإنسان -بحكم هذه الحقائق العشرين- لابد أن يكون له حشر ونشور، ولا ريب أنه سيكافأ -باسم الله «الحق»- على ما قَدَّم من خدمات وأعمال، وسيجازى على ما قصّر فيها، ولا شبهة أنه سيساق إلى المحاسبة والاستجواب عما دوّن من أعماله -باسم «الحفيظ»- جزئيها وكليها، ولا شك أن ستفتح أمامه أبواب سعادة خالدة وضيافة أبدية، أو أبواب سجون رهيبة وشقاء مقيم؛ وأنه لا يمكن أن لا يحاسب ويتوارى عن الأنظار ضابط قاد أكثر مخلوقات هذا العالم وتدخّل في شؤونها، ولا يمكن أن لا ينبه من رقدته!
    Hem madem gündüz bedahetle güneşi gösterdiği gibi; zemin yüzünde, mevsimlerin tebeddülünde küllî ölmek ve dirilmekte, perde arkasında bir mutasarrıf, gayet intizamla koca küre-i arzı bir bahçe, belki bir ağaç kolaylığında ve intizamında ve azametli baharı bir çiçek suhuletinde ve mizanlı ziynetinde ve zemin sahifesinde üç yüz bin haşir ve neşrin numune ve misallerini gösteren üç yüz bin kitap hükmündeki nebatat ve hayvanat taifelerini onda yazar, beraber ve birbiri içinde şaşırmayarak, karışık iken karıştırmayarak, birbirine benzemekle beraber iltibassız, sehivsiz, hatasız, mükemmel, muntazam, manidar yazan bir kalem-i kudret, bu azameti içinde hadsiz bir rahmet, nihayetsiz bir hikmet ile işlediği gibi; koca kâinatı bir hanesi misillü insana musahhar ve müzeyyen ve tefriş etmek ve o insanı halife-i zemin ederek ve dağ ve gök ve yer tahammülünden çekindikleri emanet-i kübrayı ona vermesi ve sair zîhayatlara bir derece zabitlik mertebesiyle mükerrem etmesi ve hitabat-ı Sübhaniyesine ve sohbetine müşerref eylemesi ile fevkalâde bir makam verdiği ve bütün semavî fermanlarda ona saadet-i ebediyeyi ve beka-i uhreviyeyi kat’î vaad ve ahdettiği halde, elbette ve hiçbir şüphe olmaz ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأنه لا يُعقل قط أن يُسمع دعاءٌ أخفت من طنين الذباب ويُغاث فعلا بلوازم الحياة، ثم لا يُسمعَ أدعيةٌ لها من القوة ما يهز العرش والفرش والتي تنطلق من تلك الحقائق العشرين وتسأل البقاء والخلود. ولا يعقل قط -بل هو خارج عن الإمكان- أن تُ هدر وتُضيَّع كليا تلك الحقوقُ الكثيرة، بل لا يمكن لحكمة لا عبث فيها قط -ولو بمقدار جناح ذبابة بشهادة انتظامها وإتقانها- أن تعبث كليا باستعدادات الإنسان المرتبطة بها تلك الحقائقُ، وتعبث بجميع آماله ورغباته الممتدة إلى الخلود، وتعبث بجميع تلك الروابط وحقائق الكائنات العديدة التي تنمي تلك الاستعدادات والرغبات، لأن هذا الاحتمال ظُلمٌ فظيع وقبح مشين تردّه جميع الموجودات وترفضه قائلة: إن ذلك محال في محال بمائة وجه وممتنع مستحيل بآلاف الوجوه. بل تردّه جميع الموجودات الشاهدة على الأسماء الحسنى: «الحق» و«الحفيظ» و«الحكيم» و«الجميل» و«الرحيم».
    Bahar kadar kudretine kolay gelen dâr-ı saadeti o mükerrem ve müşerref insanlar için açacak ve yapacak ve haşir ve kıyameti getirecek, diye '''Muhyî''' ve '''Mümît''' ve '''Hay''' ve '''Kayyum''' ve '''Kadîr''' ve '''Alîm''' isimleri, Hâlık’ımızdan sormamıza cevap veriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تجيبنا هذه الأسماء الحسنى: «الحق» و«الحفيظ» و«الحكيم» و«الجميل» و«الرحيم»، عن سؤالنا حول الآخرة، فتخاطبنا تلك الأسماء قائلة: «إن الحشر حق لا ريب فيه، وهو حقيقة راسخة لا مراء فيها، مثلما أننا حق ومثلما تشهد لنا حقيقةُ ثبوت الموجودات».
    Evet, her baharda bütün ağaçları ve otların köklerini aynen ihya ve nebatî ve hayvanî üç yüz bin nevi haşrin ve neşrin numunelerini icad eden bir kudret, Muhammed ve Musa aleyhimessalâtü vesselâmların her birinin ümmetinin geçirdiği bin senelik zaman, karşı karşıya hayalen getirilip bakılsa haşrin ve neşrin bin misalini ve bin delilini iki bin baharda '''(*<ref>*Sâbık her bir bahar; kıyameti kopmuş, ölmüş ve karşısındaki bahar, onun haşri hükmündedir.</ref>)''' gösterdiği görülecek. Ve böyle bir kudretten haşr-i cismanîyi uzak görmek, bin derece körlük ve akılsızlıktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    Hem madem nev-i beşerin en meşhurları olan yüz yirmi dört bin peygamberler ittifak ile saadet-i ebediyeyi ve beka-yı uhrevîyi Cenab-ı Hakk’ın binler vaad ve ahidlerine istinaden ilan edip, mu’cizeleriyle doğru olduklarını ispat ettikleri gibi hadsiz ehl-i velayet, keşif ile ve zevk ile aynı hakikate imza basıyorlar. Elbette, o hakikat güneş gibi zâhir olur, şüphe eden divane olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولولا أن المسألة أوضح من الشمس لزدتُ بيانا، ولكني اختصرت مكتفيا بالأمثلة المذكورة، وقياسا على ما في الفقرات السابقة؛
    Evet, bir fende ve bir sanatta mütehassıs bir iki zatın o fen ve o sanata ait hükümleri ve fikirleri, onda ihtisası olmayan bin adamın –hattâ başka fenlerde âlim ve ehl-i ihtisas da olsalar– muhalif fikirlerini hükümden ıskat ettikleri gibi bir meselede, mesela, ramazan hilâlini yevm-i şekte ispat etmek ve “Süt konservelerine benzeyen ceviz-i Hindî bahçesi rûy-i zeminde var.” diye dava etmekte iki ispat edici, bin inkâr edici ve nefyedicilere galebe edip davayı kazanıyorlar. Çünkü ispat eden yalnız bir ceviz-i Hindîyi veyahut yerini gösterse kolayca davayı kazanır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن كل اسم من الأسماء الحسنى المائة بل الألف المتوجه إلى الكون، يثبت مسمّاه سبحانه بداهة بتجلياته وبمراياه التي هي الموجودات، كما يظهر الحشرَ والدار الآخرة ويثبته إثباتا قاطعا.
    Onu nefiy ve inkâr eden, bütün rûy-i zemini aramak, taramakla hiçbir yerde bulunmadığını göstermekle davasını ispat edebildiği gibi; cenneti ve dâr-ı saadeti ihbar ve ispat eden yalnız bir izini, sinemada gibi keşfen bir gölgesini, bir tereşşuhunu göstermekle davayı kazandığı halde; onu nefiy ve inkâr eden, bütün kâinatı ve ezelden ebede kadar zamanları görmek ve göstermekle ancak inkârını ve nefyini ispat ile davayı kazanabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلما يجيبنا ربنا سبحانه وتعالى جوابا قدسيا وجازما بجميع أوامره في جميع ما أنزل من كتب، وبجميع أسمائه التي سمّى بها نفسه، عن سؤالنا الذي سألناه حول الآخرة، كذلك يجيبنا سبحانه بألسنة ملائكته ويعرّفنا الآخرة بنمط آخر، إذ تقول الملائكة:
    Ve bu ehemmiyetli sırdandır ki hususi bir yere bakmayan ve imanî hakikatler gibi umum kâinata bakan nefiyler, inkârlar –zatında muhal olmamak şartıyla– ispat edilmez, diye ehl-i tahkik ittifak edip bir düstur-u esasî kabul etmişler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «هناك أمارات ودلالات لا حدّ لها على وجودنا والعالمِ الروحاني، وقد جرت لقاءات ومكالمات وتعارف بينكم وبيننا وبين الروحانيين منذ زمن آدم عليه السلام، وهي حوادث يقينية متواترة لا تقبل الريب، ولقد ذَكرنا ودوما نذكر ما نراه خلال تجوالنا في منازلِ الآخرة وصالاتها إلى أنبيائكم أثناء لقائنا معهم: إننا نبشركم بشارة لا ريب فيها من أن هذه الأروقة الدائمة وما وراءها من قصور خالدة ومنازل معدّة إنما أُعدّت لاستقبال ضيوفٍ كرام مكرمين وهُيئت لقدومهم».
    İşte bu kat’î hakikate binaen binler feylesofların muhalif fikirleri, böyle imanî meselelerde bir tek muhbir-i sadıka karşı hiçbir şüphe hattâ vesvese vermemek lâzım iken, yüz yirmi bin ispat edici ehl-i ihtisas ve muhbir-i sadıkın ve hadsiz ve nihayetsiz müsbit ve mütehassıs ehl-i hakikat ve ashab-ı tahkikin ittifak ettikleri erkân-ı imaniyede; aklı gözüne inmiş, kalpsiz, maneviyattan uzaklaşmış, körleşmiş birkaç feylesofun inkârlarıyla şüpheye düşmenin ne kadar ahmaklık ve divanelik olduğunu kıyas ediniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبهذا يجيبنا الملائكة الكرام عن سؤالنا حول الآخرة.
    Hem madem gözümüzle, gündüz gibi hem nefsimizde hem etrafımızda bir rahmet-i âmme ve bir hikmet-i şâmile ve bir inayet-i daime müşahede ediyoruz ve dehşetli bir saltanat-ı rububiyet ve dikkatli bir adalet-i âliye ve izzetli icraat-ı celaliyenin âsârını ve cilvelerini görüyoruz. Hattâ bir ağacın meyveleri ve çiçekleri sayısınca o ağaca hikmetler takan bir hikmet ve her bir insanın cihazatı ve hissiyatı ve kuvveleri adedince ihsanları, in’amları ona bağlamış bir rahmet ve kavm-i Nuh ve Hud ve Salih aleyhimüsselâm ve kavm-i Âd ve Semud ve Firavun gibi âsi milletlere tokat vuran ve en küçük bir zîhayatın hakkını muhafaza eden izzetli ve inayetli bir adalet ve وَمِن۟ اٰيَاتِهٖٓ اَن۟ تَقُومَ السَّمَٓاءُ وَال۟اَر۟ضُ بِاَم۟رِهٖ ثُمَّ اِذَا دَعَاكُم۟ دَع۟وَةً مِنَ ال۟اَر۟ضِ اِذَٓا اَن۟تُم۟ تَخ۟رُجُونَ âyeti, azametli bir îcaz ile der:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن خالقنا الكريم قد عيّن لنا أعظمَ معلم، وأكملَ أستاذ، وأصدق قدوة، وأقوم رائد.. ألا وهو محمد الهاشمي عليه أفضل الصلاة والسلام. وقد أرسله خاتما للرسل الكرام عليهم السلام. فعلينا إذن -وقبل كل شيء- أن نسأل أستاذنا ما سألناه من خالقنا عزّ وجل حول الآخرة لعلنا نتكامل في معرفتنا ونترقى من مرتبة علم اليقين إلى عين اليقين وإلى حق اليقين، لأن هذا النبي الحبيب الصادق المصدَّق من لدن الخالق العليم بألف من المعجزات، مثلما أنه معجزة القرآن الكريم، فأثبت للعالم أجمع أنه كتاب رب العالمين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد أصبح القرآن الكريم أيضا معجزة من معجزاته ﷺ ودليلا على أنه الصادق المصدّق وأنه رسول رب العالمين.
    Nasıl ki iki kışlada yatan ve duran mutî askerler, bir kumandanın çağırmasıyla silah başına ve vazife başına boru sesiyle gelmeleri gibi aynen öyle de bu iki kışlanın misalinde ve emre itaatinde koca semavat ve küre-i arz, Sultan-ı Ezelî’nin askerlerine iki mutî kışla gibi ne vakit Hazret-i İsrafil aleyhisselâmın borusuyla o kışlalarda ölüm ile yatanlar çağrılsa, derhal ceset libaslarını giyip dışarı fırlamalarını ispat edip gösteren her baharda arz kışlası içindekiler, melek-i ra’dın borusuyla aynı vaziyeti göstermesiyle nihayetsiz azameti anlaşılan bir saltanat-ı rububiyet; elbette ve elbette ve herhalde ve hiç şüphe getirmez ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكلتا المعجزتين -إحداهما لسان عالم الشهادة ومعها تصديق جميع الأنبياء عليهم السلام والأولياء، والأخرى لسان عالم الغيب المتضمن جميع الكتب السماوية وجميع حقائق الكون- قد أقامتا الحجج على حقيقة الحشر والنشور راسخةً واضحة وضوحَ الشمس والنهار. بجميع حياة المعجزة الأولى وآلاف من آيات المعجزة الثانية.
    Onuncu Söz’de ispatına binaen, o rahmet ve hikmet ve inayet ve adalet ve saltanat-ı sermediyenin gayet kat’î istedikleri dâr-ı âhiret ve daire-i haşir ve neşrin açılmamasıyla; o nihayetsiz cemal-i rahmet nihayetsiz bir çirkin merhametsizliğe inkılab etmesi ve o hadsiz kemal-i hikmet, hadsiz kusurlu abesiyete ve faydasız israfata dönmesi ve o gayet şirin inayet, gayet acı ihanetlere değişmesi ve o gayet mizanlı ve hakkaniyetli adalet, gayet şiddetli zulümlere kalbolması ve o gayet derecede haşmetli ve kuvvetli saltanat-ı sermediye sukut etmesi ve haşrin gelmemesiyle bütün haşmeti kaybolması ve kemalât-ı rububiyeti acz ve kusur ile lekedar olması, hiçbir cihet-i imkânı yok; hiçbir akıl ihtimal vermez, yüz muhal içinde birden bulunur, daire-i imkân haricinde bâtıl ve mümtenidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حقا إن «مسألة الحشر والآخرة» من المسائل التي هي فوق طاقة العقل وحدوده، ولا تُفهم إلّا بتعليم هذين الأستاذين المعجزين: «القرآن الكريم والرسول الحبيب ﷺ» وإرشادهما.
    Çünkü nâzenin ve nazdar beslediği ve akıl ve kalp gibi cihazatla saadet-i ebediyeye ve âhirette beka-i daimîye iştiyak hissini verdiği halde onu ebedî idam etmek, ne kadar gadirli bir merhametsizlik ve onun yalnız dimağına yüzer hikmetler ve faydalar taktığı halde onu dirilmemek üzere bütün cihazatını ve binler faydaları bulunan istidadatını âkıbetsiz bir ölümle faydasız, neticesiz, hikmetsiz bütün bütün israf etmek ne derece hilaf-ı hikmet ve binler vaad ve ahidlerini yerine getirmemek ile –hâşâ– aczini ve cehlini göstermek, ne kadar o haşmet-i saltanata ve o kemal-i rububiyete zıttır, her zîşuur anlar. Bunlara kıyasen, inayet ve adaleti tatbik eyle.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما لِمَاذا لَمْ يُوضّح الأنبياء السابقون عليهم السلام مسألة الحشر لأممهم كما هو واضح في القرآن الكريم؟ فلأن عصورهم كانت عصور طفولة البشرية وبداوةِ الإنسانية، والإيضاح يكون وجيزا في الدروس الابتدائية كما هو معلوم.
    İşte Hâlık’ımızdan sorduğumuz âhirete dair sualimize '''Rahman''' ve '''Hakîm''' ve '''Adl''' ve '''Kerîm''' ve '''Hâkim''' isimleri mezkûr hakikatle cevap veriyorlar, şeksiz şüphesiz, güneş gibi âhireti ispat ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وصفوة القول: ما دام أكثر الأسماء الحسنى تقتضي الآخرة وتدلُّ عليها، فلابد أن الحجج والدلائل الدالة على الأسماء الحسنى هي بدورها دلائل على ثبوت الآخرة وقيامها..
    Hem madem biz gözümüzle görüyoruz, öyle ihatalı ve azametli bir hafîziyet hükmeder ki zîhayat her şeyin ve her hâdisenin çok suretlerini ve gördüğü fıtrî vazifesinin defterini ve esma-i İlahiyeye karşı lisan-ı hal ile tesbihatına dair sahife-i a’malini misalî levhalarda ve çekirdeklerinde ve tohumcuklarında ve levh-i mahfuzun numunecikleri olan kuva-yı hâfızalarında ve bilhassa insanın dimağındaki pek büyük ve pek küçük kütüphanesi olan kuvve-i hâfızasında ve sair maddî ve manevî in’ikas âyinelerinde kaydeder, yazdırır; zapt ederek muhafaza altına alır. Sonra mevsimi geldikçe bütün o manevî yazıları maddî bir tarzda da gözümüze gösterip milyonlarla misaller ve deliller ve numuneler kuvvetiyle وَ اِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت۟ âyetindeki en acib bir hakikat-i haşriyeyi, kudretin bir çiçeği olan her bahar, kendi çiçek-i ekberinde milyarlar dil ile kâinata ilan eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومادام الملائكة يخبرون عما يشاهدون من منازل الآخرة وعالم البقاء فلابد أن الدلائل الشاهدة على وجود الملائكة والعالم الروحاني وعباداتهم هي بدورها دلائلُ إثباتٍ على العالم الآخر..
    Ve başta insan olarak eşya, fenaya düşmek ve ademe sukut etmek ve hiçlikte mahvolmak ve başta nev-i beşer olarak zîhayatlar idam edilmek için yaratılmamışlar. Belki bekaya terakki ile ve devama tasaffi ile ve sermedî vazifeye istidadıyla girmek için halk olunduklarını gayet kuvvetli ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومادام أهم ما أعلنه محمد ﷺ خلال حياته المطهرة المباركة، وأساس ما دعا إليه -بعد التوحيد- هو الآخرة، فلابد أن جميع المعجزات والحجج الدالة على نبوته وصدقه ﷺ هي بدورها شاهدة على حقيقة مجيء الآخرة..
    Evet, her baharda müşahede ediyoruz ki güz mevsimi kıyametinde vefat eden hadsiz nebatat, bahar haşrinde her bir ağaç her bir kök her bir çekirdek her bir tohum وَ اِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت۟ âyetini okuyup bir manasını, bir ferdini kendi diliyle geçmiş senelerde gördüğü vazifenin misalleriyle tefsir ederek o azametli hafîziyete şehadet eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وما دام ربع القرآن الكريم يبحث عن الحشر والآخرة، ويقيم الدلائل عليه بآلاف من آياته ويخبر عنه، فلابد أن الشواهد والحجج والدلائل والبراهين الدالة كلها على أحقية القرآن هي بدورها شاهدة على تحقق الآخرة ودالة عليها.
    هُوَ ال۟اَوَّلُ وَال۟اٰخِرُ وَالظَّاهِرُ وَال۟بَاطِنُ âyetindeki dört muazzam hakikatleri her şeyde gösterip hafîziyeti a’zamî derecede ve haşri bahar kolaylığında ve kat’iyetinde bizlere ders verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تأملوا في هذا الركن الإيماني العظيم لتقدّروا مدى قطعية «الإيمان بالآخرة» ومدى ثبوته ورسوخه.
    Evet, bu dört ismin cilveleri, en cüz’îden en küllîye kadar cereyan ederler. Mesela, nasıl ki bu ağacın menşei olan bir çekirdek اَل۟اَوَّلُ ismine mazhariyetle o ağacın gayet mükemmel programını ve icadının noksansız cihazatını ve teşekkülünün bütün şeraitini câmi’ bir kutucuktur ki hafîziyetin azametini ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="SEKİZİNCİ_MESELE’NİN_BİR_HÜLÂSASI"></span>
    وَال۟اٰخِرُ ismine mazhar olan meyvesi ise çekirdekleriyle o ağacın işlediği bütün fıtrî vazifelerinin fihristesini ve amellerinin listesini ve hayat-ı sâniyesinin düsturlarını ihtiva eden bir sandukçuktur ki a’zamî derecede hafîziyete şehadet eder.
    == خلاصة المسألة الثامنة ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد أردنا في «المسألة السابعة» أن نستوضح مسألة الحشر من مقامات كثيرة، إلّا أن جواب خالقنا بأسمائه الحسنى كان شافيا ووافيا جدا؛ أورث اليقين الجازم والقناعة التامة، فأغنانا عن أي استفسار آخر. فاقتصرنا هناك على ذلك الإثبات.
    وَالظَّاهِرُ ismine mazhar olan o ağacın suret-i cismaniyesi ise öyle tenasüplü ve sanatlı ve süslü bir hulle, bir libas ve ayrı ayrı nakışlar ve ziynetler ve yaldızlı nişanlar ile tezyin edilmiş, güya yetmiş renkli bir huri elbisesidir ki hafîziyet içinde azamet-i kudret ve kemal-i hikmet ve cemal-i rahmeti gözlere gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما في هذه المسألة فسنلخّص واحدة من مئات الثمرات والفوائد والنتائج التي يحققها «الإيمان بالآخرة» منها ما يعود إلى سعادة الإنسان في الآخرة، ومنها ما يعود إلى سعادته في الدنيا.
    وَال۟بَاطِنُ ismine âyine olan o ağacın içindeki makinesi ise öyle muntazam ve mükemmel ve mu’cizatlı bir fabrika, bir tezgâh, bir kimyahane ve hiçbir dalı ve meyveyi ve yaprağı gıdasız bırakmayan mizanlı bir kazan-ı erzaktır ki hafîziyet içinde kemal-i kudret ve adalet ve cemal-i rahmet ve hikmeti güneş gibi ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما ما يعود إلى السعادة الأخروية فليس بعد إيضاح القرآن الكريم إيضاح آخر، فليُرجعْ إليه، أما ما يعود إلى «السعادة الدنيوية» فتوضّحه رسائلُ النور وسنبين هنا -بيانا موجزا- بضعَ نتائج فقط من بين المئات من النتائج التي يحققها «الإيمان بالآخرة» لإسعاد الإنسان في حياته الشخصية والاجتماعية.
    Aynen öyle de küre-i arz, senevî mevsimler cihetinde bir ağaçtır. İsm-i Evvel cilvesiyle güz mevsiminde hafîziyete emanet edilen bütün tohumlar ve çekirdekler, bahar çarşafını giyen zemin yüzünün milyarlar dal, budak, meyve veren ve çiçek açan ağacının teşkilatına dair İlahî emirlerin mecmuacıkları ve kaderden gelen düsturların listeleri ve geçen yazın işlediği vazifelerin küçücük sahife-i amelleri ve defter-i hidematıdır ki bilbedahe bir Hafîz-i Zülcelali ve’l-ikram’ın hadsiz kudret, adalet, hikmet, rahmet ile iş gördüğünü gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الثمرة الأولى
    Ve senevî zemin ağacının âhiri ise ikinci güzde o ağacın gördüğü bütün vazifelerini ve esma-i İlahiyeye karşı ettiği bütün fıtrî tesbihatlarını ve gelecek bahar haşrinde neşir olabilen bütün sahaif-i a’mallerini, zerrecik ve küçücük kutucukların içine koyup Hafîz-i Zülcelal’in dest-i hikmetine teslim eder. هُوَ ال۟اٰخِرُ ismini hadsiz dillerle kâinat yüzünde okur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كما أن الإنسان -خلافا للحيوان- ذو علاقة مع بيته، فهو أيضا ذو ارتباط وثيق مع الدنيا. ومثلما أنه مرتبط بأقاربه بروابط ووشائج، فهو كذلك ذو نسب فطري بالجنس البشري. وكما أنه يحب البقاء في الدنيا الفانية فهو يتوق إلى بقائه في الدار الباقية. وكما أنه يسعى دائما لتأمين حاجات معدته إلى الغذاء فهو مضطر بفطرته -بل يسعى- لتأمين الأغذية لعقله وقلبه وروحه وإنسانيته وتناولِها من الموائد الممتدة على سعة الدنيا، بل الممتدة إلى الأبد، لما له من آمال ومطالب لا يشبعها سوى السعادة الأبدية.
    Ve bu ağacın zâhiri ise haşrin üç yüz bin misallerini ve emarelerini gösteren üç yüz bin küllî ve çeşit çeşit çiçekler açıp hadsiz rahmaniyet ve rezzakıyet ve rahîmiyet ve kerîmiyet sofralarını sererek zîhayatlara ziyafetler vermekle هُوَ الظَّاهِرُ ismini meyveleri, çiçekleri, taamları sayısınca lisanlarıyla zikredip medh ü sena eder, gündüz gibi وَ اِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت۟ hakikatini gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد حدّثتُ خيالي في عهد صباي: أيَّ الأمْرين تُفضّل؟ قضاء عمر سعيد يدوم ألف ألف سنة مع سلطنة الدنيا وأبهتها على أن ينتهي ذلك إلى العدم، أم وجودا باقيا مع حياة اعتيادية شاقة؟ فرأيته يرغب في الثانية ويضجر من الأولى، قائلا: إنني لا أريد العدم بل البقاء ولو كان في جهنم!».
    Bu haşmetli ağacın bâtını ise hadsiz ve hesaba gelmez muntazam makineleri ve mizanlı fabrikaları kemal-i dikkat ve intizamla işlettiren öyle bir kazan ve tezgâhtır ki bir dirhemden bin batman taamları pişirir, açlara yetiştirir. Ve öyle bir mizan ve dikkatle işler ki zerre kadar tesadüfün karışmasına bir yer bırakmıyor. هُوَ ال۟بَاطِنُ ismini zeminin içyüzüyle yüz bin dil ile tesbih eden bazı melâike gibi yüz bin tarzlarda ilan edip ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمادام جميع لذائذ الدنيا لا تشبع الخيال الذي هو أحد خدام الماهية الإنسانية، فلابد أن حقيقة الماهية الإنسانية الجامعة الشاملة جدا مرتبطةٌ فطرةً بالخلود والبقاء.
    Hem arz, senevî hayatı haysiyetiyle bir ağaç olduğu ve o dört isim içinde hafîziyeti ve onunla haşir kapısına bir anahtar yaptığı gibi aynen öyle de dehrî ve dünya hayatı cihetiyle yine meyveleri âhiret pazarına gönderilen bir muntazam ağaçtır. Ve o dört isme öyle bir mazhar, bir âyine ve âhirete giden bir yol açar ki genişliğini ihataya ve tabire aklımız kâfi gelmiyor. Yalnız bu kadar deriz:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكم يكون «الإيمان بالآخرة» إذن كنـزا عظيما كافيا ووافيا لهذا الإنسان الوثيق الصلة بهذه الرغبات والآمال التي لا تنتهي، وهو لا يملك سوى جزءٍ من الاختيار الجزئي، ويتقلب في الفقر المطلق! وكم يكون هذا الإيمان محورا للسعادة المطلوبة واللذة المبتغاة! وكم يكون مرجعا ومدار استمدادٍ وسلوة له تجاه هموم الدنيا غير المحصورة؟ فلو ضحَّى هذا الإنسان بكل حياته الدنيا في سبيل الفوز بهذه الثمرات والفوائد لكانت إذن زهيدة!
    Nasıl ki bir saatin saniyeleri ve dakikaları ve saatleri ve günleri sayan haftalık saatin milleri birbirine benzer, birbirini ispat eder. Saniyelerin hareketini gören, sair çarkların hareketlerini tasdik etmeye mecbur olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الثمرة الثانية المتوجهة لحياة الإنسان الشخصية
    Aynen öyle de semavat ve arzın Hâlık-ı Zülcelal’inin bir saat-i ekberi olan bu dünyanın saniyelerini sayan günler ve dakikalarını hesap eden seneler ve saatlerini gösteren asırlar ve günlerini bildiren devirler birbirine benzer, birbirini ispat eder. Ve bu gecenin sabahı ve bu kışın baharı kat’iyetinde fâni dünyanın karanlıklı kışının bâki bir baharı ve sermedî bir sabahı geleceğini hadsiz emarelerle haber verir diye Hafîz ismi ile هُوَ ال۟اَوَّلُ وَال۟اٰخِرُ وَالظَّاهِرُ وَال۟بَاطِنُ isimleri, biz Hâlık’ımızdan sorduğumuz haşir meselesine, mezkûr hakikatle cevap veriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    Hem madem gözümüzle görüyoruz ve aklımızla anlıyoruz ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن ما يقلق الإنسان دوما وينغّص حياته، هو تفكيرُه الدائم في مصيره، وكيفيةِ دخوله القبر، مثلما انتهى إليه مصير أحبته وأقاربه. فتوهُّم الإنسان المسكين -الذي يضحي بروحه لأجل صديق عزيز- وتصوُّرُه من أن آلافا بل ملايين الملايين من إخوانه البشر ينتهون إلى العدم بالموت -ذلك الفراق الأبدي الذي لا لقاء وراءه- سيذيقه هذا التصور ألما شديدا ينبئ بآلام جهنم. وحينما يتلوى هذا الإنسان من ألم ذلك العذاب الأليم النابع من ذلك التفكير، يأتي «الإيمان بالآخرة» فاتحا بصيرته، مزيلا الغشاوة عن عينيه، قائلا له: «انظر..» فينظر بنور الإيمان، فإذا به يكسب لذة روحية عميقة تنبئ بلذة الجنة، بما يشاهد من نجاة أحبته وخلاصهم جميعا من الموت النهائي والفناء والبلى والاندثار، ومن بقائهم خالدين في عالم النور الأبدي منتظرين قدومه إليهم. نقتصر على هذا حيث وضحتْ رسائلُ النور هذه النتيجة مع حججها.
    '''İnsan'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الثمرة الثالثة التي تعود لعلاقات الإنسان
    Şu kâinat ağacının en son ve en cem’iyetli meyvesi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن مقام الإنسان الراقي وتفوّقه على سائر الأحياء وامتيازه عليها إنما هو لسجاياه السامية، ولاستعداداته الفطرية الجامعة، ولعبوديته الكلية، ولسعة دوائر وجوده، لذا فالإنسان المنحصر في الحاضر فقط المنسلخُ من الماضي، المبتوت الصلة بالمستقبل -وهما معدومان ميتان مظلمان بالنسبة له- هذا الإنسان يكسب سجايا المروءة والمحبة والأخوة والإنسانية على أساس حاضره الضيق، وتتحدد عنده على وَفق مقاييسه وموازينه المحدودة،
    Ve hakikat-i Muhammediye aleyhissalâtü vesselâm cihetiyle çekirdek-i aslîsi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيولي المحبة لأبيه أو أخيه أو زوجته أو أمته، ويقوم بخدمتهم على وفق تلك المقاييس الضيقة وكأنه لا يعرفهم سابقا ولن يراهم مستقبلا فلا يرقى أبدا إلى مرتبة الصدق في الوفاء، ولا إلى مكانة الإخلاص في الصداقة، ولا إلى درجة الودّ المصفى من الشوائب في المحبة، ولا إلى الاحترام المبرأ من الغرض في الخدمة؛ لأن سعة تلك السجايا والكمالات قد تضاءلت وصغرت بالنسبة نفسها، وحينها يتردى الإنسان إلى درك أدنى الحيوانات عقلا.  
    Ve kâinat Kur’an’ının âyet-i kübrası.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن ما إن يأتي «الإيمان بالآخرة» إلى هذا الإنسان لينقذه ويمدَّه ويغيثه، حتى يحوِّل ذلك الزمن الضيق -الشبيه بالقبر- إلى زمان فسيح واسع جدا بحيث يستوعب الماضي والمستقبل معا، فيريه وجودا واسعا بسعة الدنيا، بل بسعة تمتد من الأزل إلى الأبد.
    Ve ism-i a’zamı taşıyan âyetü’l-kürsisi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعندئذٍ يقوم هذا الإنسان باحترام والده وتوقيره بمقتضى الأبوة الممتدة إلى دار السعادة وعالم الأرواح، ويساعد أخاه ويعاونه -بذلك التفكير- بالأخوة الممتدة إلى الأبد، ويحب زوجته ويرفق بها ويعاونها لأنها أجمل رفيقةِ حياةٍ له حتى في الجنة، ولا يجعل هذه الدائرة الحياتية الواسعة الفسيحة -وما فيها من علاقات وخدمات مهمة- وسيلة لأمور تافهة دنيوية ولا لأغراضها الجزئية ومنافعها الزهيدة. لذا يظفر بالصداقة التامة، والوفاء الخالص، والإخلاص الأتم، في علاقاته وخدماته، فتبدأ كمالاته وخصاله بالسمو والرقي بالنسبة نفسها، وتتعالى إنسانيته، ولكل حسب درجته..
    Ve kâinat sarayının en mükerrem misafiri.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فذلك الإنسان الذي ما كان له أن يرقى إلى مستوى عصفور في تذوّقه الحياة، أصبح الآن -بفضل الإيمان بالآخرة- ضيفا مرموقا في الدنيا، وكائنا سعيدا، ومخلوقا ممتازا فيها، يرقى فوق جميع الحيوانات، بل يصبح أحب مخلوق، وأكرمَ عبد عند رب الكون ومالكه.
    Ve o saraydaki sair sekenelerde tasarrufa mezun en faal memuru.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اكتفينا بهذا القدر في بيان هذه النتيجة حيث بيّنتها رسائلُ النور بحجج وبراهين.
    Ve kâinat şehrinin zemin mahallesinin bahçesinde ve tarlasında, vâridat ve sarfiyatına ve zer’ ve ekilmesine nezarete memur ve yüzer fenler ve binler sanatlarla teçhiz edilmiş en gürültülü ve mes’uliyetli nâzırı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الفائدة الرابعة التي تتطلع إلى الحياة الاجتماعية
    Ve kâinat ülkesinin arz memleketinde, Padişah-ı ezel ve ebed’in gayet dikkat altında bir müfettişi, bir nevi halife-i arzı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي التي وضّحها «الشعاع التاسع» وخلاصتها هي:
    Ve cüz’î ve küllî harekâtı kaydedilen bir mutasarrıfı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنَّ «الأطفال» الذين يمثلون ربع البشرية، لا يمكنهم أن يعيشوا عيشة إنسان سويّ ينطوي على نوازع إنسانية إلّا بالإيمان بالآخرة. إذ لولا هذا الإيمان لاضطروا أن يقضوا حياة ملؤها الوقاحة والاضطراب والهموم الأليمة. فلا يهنؤون بألعابهم ولا يتسلّون بلُعبهم، لأن الموت الذي يصيب مَن حولهم من الأطفال يؤثر بالغ التأثير في نفس كل طفل، وفي شعوره المرهف الرقيق، وفي قلبه الذي سينطوي في المستقبل على آمال ورغبات كثيرة، وفي روحه التي لا تستطيع الثبات فتصابُ بالقلق والحيرة، حتى تصبح حياته وعقله وسيلتَي عذاب له، فلا يجدي ما يتستر به من لهو ولعب نفعا قبل أن يجد لتساؤله وحيرته جوابا.. إلّا أن إرشادَ «الإيمان بالآخرة» يجعله يحاور نفسه على النحو الآتي:
    Ve sema ve arz ve cibalin kaldırmasından çekindikleri emanet-i kübrayı omuzuna alan ve önüne iki acib yol açılan, bir yolda zîhayatın en bedbahtı ve diğerinde en bahtiyarı, çok geniş bir ubudiyetle mükellef bir abd-i küllî.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «إن صديقي -أو أخي- الذي توفي قد أصبح الآن طيرا من طيور الجنة، فهو أكثر منا أُنسا وانطلاقا وتجوالا. وإن والدتي -وإن توفيت- إلّا أنها مضت إلى الرحمة الإلهية الواسعة، وستضمني أيضا إلى صدرها الحنون في الجنة، فأرى تلك الوالدة الشفيقة». وبهذا يمكنه أن يعيش هادئا مطمئنا عيشا يليق بالإنسان.
    Ve kâinat Sultanı’nın ism-i a’zamına mazhar ve bütün esmasına en câmi’ bir âyinesi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا «الشيوخ» الذين يمثلون ربع البشرية، فإنهم لا يرون السلوان حيال انطفاء حياتهم قريبا، ودخولِهم تحت التراب، وقد أَوصدت الدنيا الجميلةُ الحلوة أبوابَها في وجوههم إلّا بـ«الإيمان بالآخرة». إذ لولا هذا الإيمان لتجرّع أولئك الآباءُ المحترمون الرحماء، وتلك الأمهات الفدائيات الشفيقات الويلَ تلو الويل، ولباتوا في حالة نفسية تعسة جدا، وفي قلق قلبي عنيف ولأصبحت الدنيا تضيق عليهم كالسجن، ولغدت الحياة نفسها عذابا مقيما لا يطاق.
    Ve hitabat-ı Sübhaniyesine ve konuşmalarına en anlayışlı bir muhatab-ı hâssı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بينما الإيمان بالآخرة يهتف بهم قائلا: «لا تغتموا أيها الشيوخ ولا تبالوا كثيرا، فإن لكم شبابا خالدا وهو أمامكم وسيأتي حتما. وإن حياة ساطعة بهيجة، وعمرا مديدا أبديا في انتظاركم، وستلتقون أنتم وأولادكم وأقاربكم الذين فقدتموهم، وجميعُ حسناتكم محفوظة وستأخذون ثوابها..» وهكذا يَمنح «الإيمانُ بالآخرة» سلوانا وانشراحا لهم، بحيث لو حمل أحدهم أثقال مائة شيخوخة لتحملها صابرا في انتظار ما سيعقبها من حياة أخروية سعيدة.
    Ve kâinatın zîhayatları içinde en ziyade ihtiyaçlısı ve hadsiz fakrıyla ve aczi ile beraber hadsiz maksatları ve arzuları ve nihayetsiz düşmanları ve onu inciten zararlı şeyleri bulunan bir bîçare zîhayatı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا «الشباب» الذين يمثلون ثلث البشرية، قد لا يصغون لصوت عقولهم الجريئة. فرغباتهم وهواهم في ثورة وجيشان، وهم مغلوبون على أمر حواسهم ونوازعهم، فإذا ما فقد هؤلاء الشباب «الإيمان بالآخرة» ولم يتذكروا عذاب جهنم، فإن أموال الناس وأعراضهم وراحة الضعفاء وكرامة الشيوخ تصبح مهددة بالخطر، إذ قد يدمر أحدهم سعادة بيت آمن هنيء لأجل لذة طارئة، ومن ثم يذوق وبال أمره عذابا لسنين عديدة في مثل هذه السجون فيتحول إلى ما يشبه الحيوان الكاسر.
    Ve istidatça en zengini.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن إذا أمدّه «الإيمان بالآخرة» وأغاثه، فسرعان ما يسترجع صوابه ويسترشد بعقله، ويخاطب نفسه قائلا:
    Ve lezzet-i hayat cihetinde en müteellimi ve lezzetleri dehşetli elemlerle âlûde.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «على الرغم من أن شرطة الحكومة وعيونها لا يمكنهم رؤيتي لكوني في خفاء عنهم، فإن ملائكة السلطان الأعظم ذي الجلال الذي يملك سجن جهنم ذلك السجن الأكبر الدائم يسجلون علىّ سيئاتي.. فأنا إذن لست طليقا مفلت الزمام، بل أنا ضيف عابر ذو مهمة.. وسأكون -لا محالة- في يوم ما ضعيفا وشيخا مثلهم». فتترشح قطراتُ الرحمة والرأفة والشفقة -عندئذٍ- من أعماق قلبه، ويشعر بالاحترام لأولئك الذين كان يريد أن يتعدى على حقوقهم ظلما. وحيث إن رسائل النور قد وضّحتْ هذا المعنى، نقتصر على هذا القدر.
    Ve bekaya en ziyade müştak ve muhtaç ve en çok lâyık ve müstahak.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذلك «المرضى والمظلومون وأمثالنا من ذوي المصائب والفقراء والمساجين» الذين حوكموا بعقوبات مشددة، كل هؤلاء يمثلون الجزء الأهم من البشرية، فإن لم يُعِنْهم «الإيمان بالآخرة» وإن لم يتسلوا به فإن الموت الذي يجدونه أمامهم دائما بما عندهم من مرض، وإن الإهانة التي يرونها من الظَلَمة -دون أن يتمكنوا من الاقتصاص منهم ولا من إنقاذ شرفهم وكرامتهم من بين مخالبهم- وإن اليأس الأليم النابع مما أصاب أموالهم وأولادهم من الضياع في الكوارث، وإن الضيق الشديد الناشئ من آلام السجن وعذابه لسنوات عدة نتيجة لذة طارئة لا تستغرق دقائق أو ساعات.. كل ذلك يُصيّر الدنيا -بلا ريب- سجنا كبيرا لهؤلاء المنكوبين ويجعل الحياة نفسها عذابا أليما لهم!
    Ve devamı ve saadet-i ebediyeyi hadsiz dualarla isteyen ve yalvaran.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن ما إن يُمِدّهم الإيمان بالآخرة بالعزاء والسلوان إلّا وينشرحون فورا، ويتنفسون الصعداء، لما يزيل عنهم من الضيق واليأس والقلق والاضطراب وسَورة الثأر إزالة كلية أو جزئية كلٌ حسب درجات إيمانه.
    Ve bütün dünya lezzetleri ona verilse onun bekaya karşı arzusunu tatmin etmeyen.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حتى يمكنني القول: إنه لولا الإيمان بالآخرة الذي أمدّني وإخواني في مصيبتنا الرهيبة ودخولنا السجن هذا -دون ذنب اقترفناه- لكان تحمّلُ مرارةِ يوم واحد من أيام العذاب كالموت نفسه، ولساقتنا هذه المصيبة إلى ترك الحياة ونبذها. ولكن شكرا لله -بلا عد ولا حد- أن جعلني أتحمل آلام كثير من إخواني الذين هم أحب إليّ من نفسي وأتحمل ضياع آلاف من رسائل النور التي هي أعزّ من عيوني، وأتحمل فقدان كثير من مجلداتي الزاهية الثمينة جدا..
    Ve ona ihsanlar eden zatı perestiş derecesinde seven ve sevdiren ve sevilen çok hârika bir mu’cize-i kudret-i Samedaniye ve bir acube-i hilkat.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأتحمل كل هذا الحزن والأسى بذلك «الإيمان بالآخرة»، رغم أنني ما كنت أتحمل أية إهانة وتحكّم من أحدٍ مهما كان، فإني أقسم لكم -لتطمئنوا- إن نور الإيمان بالآخرة وقوته قد منحني صبرا وجلدا وعزاءً وتسليةً، وصلابةً وشوقا للفوز بثوابِ جهاد عظيم في هذا الامتحان إلى حدّ بتُّ أَعدُّ نفسي في مدرسة كلها خير وجمال. وحق أن تطلق عليها «المدرسة اليوسفية» كما ذكرته في مستهل هذه الرسالة، فلولا المرض الذي كان ينتابني أحيانا، ولولا الحدة الحاصلة من الكهولة لكنت أسعى بجدٍ أكثر لأتلقى دروسي في هذه المدرسة مع ما أحمله من اطمئنان وسكينة قلب.. على كل حال فقد خرجنا عن الصدد أرجو العفو عن هذا الاستطراد.
    Ve kâinatı içine alan ve ebede gitmek için yaratıldığına bütün cihazat-ı insaniyesi şehadet eden…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذلك فإن «بيت كل إنسان» هو دنياه الصغيرة بل جنته المصغرة، فإن لم يكن «الإيمان بالآخرة» حاكما ومهيمنا في سعادة هذا البيت لوَجد كلُّ فرد من أفراد تلك العائلة اضطرابا أليما، وعذابا شديدا في علاقة بعضهم ببعض حسب درجات رأفته ومحبته لهم فتتحول تلك الجنة إلى جحيم لا يطاق، وقد يخدر عقله باللهو والسفه المؤقت فيكون مَثَلهُ في هذا كمثل النعامة إذا رأت الصياد تخفي رأسها في الرمل كيلا يراها الصياد وهي عاجزة عن الفرار والطيران، فهو كذلك يغمر رأسه في الغفلة، لئلا يراه الموت والزوال والفراق، ملغيا شعوره موقتا ببلاهة، وكأنه وَجد علاجا لما يُعانيه!
    Böyle yirmi küllî hakikatler ile Cenab-ı Hakk’ın Hak ismine bağlanan ve en küçük zîhayatın en cüz’î ihtiyacını gören ve niyazını işiten ve fiilen cevap veren Hafîz-i Zülcelal’in Hafîz ismiyle mütemadiyen amelleri kaydedilen ve kâinatı alâkadar edecek ef’alleri o ismin kâtibîn-i kiramlarıyla yazılan ve her şeyden ziyade o ismin nazar-ı dikkatine mazhar bulunan bu insanlar, elbette ve elbette ve herhalde ve hiçbir şüphe getirmez ki bu yirmi hakikatin hükmüyle, insanlar için bir haşir ve neşir olacak. Ve Hak ismiyle evvelki hizmetlerinin mükâfatını ve kusuratının mücazatını çekecek. Ve Hafîz ismiyle cüz’î küllî kayıt altına alınan her amelinden muhasebe ve sorguya çekilecek. Ve dâr-ı bekada saadet-i ebediye ziyafetgâhının ve şakavet-i daime hapishanesinin kapıları açılacak. Ve bu âlemde çok taifelere kumandanlık yapan ve karışan ve bazen karıştıran bir zabit, toprağa girip her amelinden sual olunmamak ve uyandırılmamak üzere yatıp saklanmayacaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالوالدة مثلا -التي تُضحي بنفسها لأجل ولدها- كلما رأت ابنها يتعرض للخطر ارتعشت هلعا وخوفا عليه. والأولاد كذلك عندما لا يستطيعون إنقاذ آبائهم أو إخوانهم من المصائب التي لا تنقطع، يظلون في قلق دائم ويحسون خوفا مستمرا. فقياسا على هذا فإن حياة تلك العائلة، التي يُظن أنها حياة سعيدة، تفقد سعادتها في هذه الدنيا المضطربة الزائلة حيث لا تعطي الرابطة بين الأفراد، ولا علاقة القربى فيما بينهم -ضمن حياة قصيرة جدا- الصداقة الحقيقية والوفاء الخالص والإخلاص الكامل، والخدمة والمحبة الصافيتَين، بل تتصاغر الأخلاق وتنكمش بنسبة قصر الحياة نفسها، وربما تسقط وتنعدم كليا.
    Yoksa sineğin sesini işitip hakk-ı hayatını vermekle fiilen cevap verdiği halde, gök gürültüsü kuvvetinde bekaya ait hadsiz hukuk-u insaniyenin, mezkûr yirmi hakikatler lisanları ile edilen ve arşı ve ferşi çınlatan dualarını işitmemek ve o hadsiz hukuku zayi etmek ve sinek kanadının intizamı şehadetiyle sinek kanadı kadar israf etmeyen bir hikmet, bütün o hakikatlerin bağlandıkları insanî istidadatı ve ebede uzanan emelleri ve arzuları ve o istidat ve arzuları besleyen kâinatın pek çok rabıtalarını ve hakikatlerini bütün bütün israf etmek öyle bir haksızlıktır ve imkân haricinde ve zalimane bir çirkinliktir ki Hak ve Hafîz ve Hakîm ve Cemil ve Rahîm isimlerine şehadet eden bütün mevcudat onu reddeder. Yüz derece muhal ve bin vecihle mümtenidir derler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن ما إن يحل «الإيمان بالآخرة» في ذلك البيت حتى ينوّر أرجاءَه مباشرة ويستضيء، لأن علاقة القربى والرأفة والمحبة التي تربطهم لا تقاس عندئذ ضمن زمن قصير جدا، بل تقاس على وفق علاقات تمتد إلى خلودهم وبقائهم في دار الآخرة والسعادة الأبدية، فيقوم -عندئذ- كلُّ فرد باحترام خالص تجاه الآخرين، ويوليهم محبة صافية، ويُظهر رأفة صادقة، ويبدي صداقة وفية، صارفاً النظرَ عن التقصيرات. فتتعالى الأخلاق وتسمو، وتبدأ السعادة الإنسانية الحقة بالتألق في ذلك البيت.
    İşte biz Hâlık’ımızdan haşre dair sorduğumuz suale '''Hak, Hafîz, Hakîm, Cemil, Rahîm''' isimleri cevap verip derler: “Biz, hak ve hakikat olduğumuz gibi ve hem bize şehadet eden mevcudatın tahakkuku misillü, haşir haktır ve muhakkaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد بُيِّن هذا المضمون في رسائل النور. اكتفينا هنا بما سلف.
    Hem madem…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فإن كل «مدينة» هي بحد ذاتها بيت واسع لسكنتها. فإن لم يكن «الإيمان بالآخرة» مسيطرا على أفراد هذه العائلة الكبيرة فسيستولى عليهم الحقد والمنافع الشخصية والاحتيال والأنانية والتكلف والرياء والرشوة والخداع، بدلا من أسس الأخلاق الحميدة التي هي الإخلاص والمروءة والفضيلة والمحبة والتضحية ورضى الله والثواب الأخروي. وكانت معاني الإرهاب والفوضى والوحشية حاكمة ومسيطرة تحت اسم النظام والأمن والإنسانية التي يظهرونها، وحينئذٍ تتسمم حياة تلك المدينة، فيتصف الأطفال بالوقاحة والإهمال، والشبابُ بالسُكر والعربدة، والأقوياءُ بالظلم والتجاوز، والشيوخُ بالبكاء والأنين.
    Daha yazacaktım fakat güneş gibi malûm olmasından kısa kestim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقياسا على هذا فإن «البلاد» بأكملها ما هي إلّا بيت واسع جدا. والوطن بيت عائلة الأمة. فإذا ما حَكم «الإيمانُ بالآخرة» هذه البيوتَ وسيطر، فإن الفضائل تتكشف وتنبسط وتتوضح فيها فتظهر الاحترام المتبادل والرحمة الجادة، والمحبة الخالصة بلا عوض، والمعاونة مع الخدمة الحقة بلا احتيال، والمعاشرة والإحسان بلا رياء، والفضيلة والتوقير بلا استكبار، وتشيع الفضائل الأخرى جميعا؛
    İşte geçmiş misallerde ve mademlerdeki maddelere kıyasen, Ce­nab-ı Hakk’ın yüz, belki bin esmasının kâinata bakan isimlerinin her birisi, nasıl ki mevcudattaki âyine ve cilveleriyle müsemmasını bedahetle ispat eder. Aynen öyle de haşri ve dâr-ı âhireti de gösterirler ve kat’iyetle ispat ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حيث يهتف الإيمان بالآخرة بأولئك الأطفال قائلا لهم: «دعوا الوقاحة والإهمال فقدامَكم جنة النعيم فلا تشغلوا أنفسكم عنها بالألاعيب». فيمكّن الأخلاق عندهم بإرشاد القرآن الكريم.
    Hem nasıl Hâlık’ımızdan sorduğumuz sualimize, o Rabb’imiz bütün fermanlarıyla ve nâzil ettiği bütün kitaplarıyla ve müsemma olduğu ekser isimleriyle bize kudsî ve kat’î cevap veriyor. Aynen öyle de melâikeleriyle ve onların diliyle daha başka bir tarzda dedirir:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويخاطب الشباب: «إن أمامكم نارَ جهنم فانتهوا من السُكر والعربدة». ويجعلهم يثوبون إلى رشدهم..
    “Sizin zaman-ı Âdem’den beri hem ruhanîlerle hem bizimle görüşmenizin yüzer tevatür kuvvetinde hâdiseleri var. Ve bizim ve ruhanîlerin vücudlarına ve ubudiyetlerine delâlet eden hadsiz emare ve deliller var. Ve biz âhiret salonlarında ve bazı dairelerinde gezdiğimizi, birbirimize mutabık olarak sizin kumandanlarınız ile görüştüğümüz zaman söylemişiz ve daima da söylüyoruz. Elbette bu gezdiğimiz bâki ve mükemmel salonlar ve bu salonların arkalarında tefriş ve tezyin edilmiş olan saraylar ve menziller, hiç şüphemiz yoktur ki gayet ehemmiyetli misafirleri o yerlerde iskân etmek üzere bekliyorlar. Size kat’î beyan ediyoruz.” diye sualimize cevap veriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويخاطب الظالم: «احذر فإن عذابا شديدا سيحلّ بك» فيردعه عن الظلم ويجعله يرضخ للعدالة..
    Hem madem Hâlık’ımız, bize en büyük muallim ve en mükemmel üstad ve şaşırmaz ve şaşırtmaz en doğru rehber olarak Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmı tayin etmiş. Ve en son elçi olarak göndermiş. Biz dahi ilmelyakîn mertebesinden aynelyakîn ve hakkalyakîn mertebelerine terakki ve tekemmül etmek üzere her şeyden evvel bu üstadımızdan, Hâlık’ımızdan sorduğumuz suali sormaklığımız lâzım geliyor. Çünkü o zat, Hâlık’ımız tarafından her biri birer nişane-i tasdik olan bin mu’cizatıyla, Kur’an’ın bir mu’cizesi olarak Kur’an’ın hak ve kelâmullah olduğunu ispat ettiği gibi; Kur’an dahi kırk nevi i’caz ile o zatın bir mu’cizesi olup onun doğru ve resulullah olduğunu ispat ederek ikisi beraber, biri âlem-i şehadet lisanı –bütün hayatında bütün enbiya ve evliyanın tasdikleri altında– diğeri âlem-i gayb lisanı –bütün semavî fermanların ve kâinat hakikatlerinin tasdikleri içinde– binler âyâtıyla iddia ve ispat ettikleri hakikat-i haşriye, elbette güneş ve gündüz gibi bir kat’iyettedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويخاطب الشيوخ: «أبشروا فإن أمامكم شبابا خالدا ذا نضارة، وفي انتظاركم سعادة أخروية دائمة باقية، هي أسمى مما فقدتموه من أنواع السعادة وأعلى منها فهلموا واسعوا للفوز بها». فيحوِّل بكاءهم إلى بهجة وفرح.
    Evet, haşir gibi en acib ve en dehşetli ve tavr-ı aklın haricinde bir mesele ancak ve ancak böyle hârika iki üstadın dersleriyle halledilir, anlaşılır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقياسا على هذا، فإن «الإيمان بالآخرة» يبين تأثيره الطيب ويرسل شعاع نوره إلى كل طائفة، جزئيها وكليها عامها وخاصها قليلها وكثيرها.
    Eski zaman peygamberleri ümmetlerine Kur’an gibi izahat vermediklerinin sebebi, o devirler beşerin bedeviyet ve tufuliyet devri olmasıdır. İptidaî derslerde izah az olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلترنّ آذان الاجتماعيين والأخلاقيين من المعنيين بشؤون الإنسان!
    '''Elhasıl:''' Madem Cenab-ı Hakk’ın ekser isimleri âhireti iktiza edip isterler. Elbette o isimlere delâlet eden bütün hüccetler, bir cihette âhiretin tahakkukuna dahi delâlet ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإذا قيس على ما ذكرناه آنفا من فوائد الإيمان بالآخرة ما بقى من الفوائد فسيُفهم بوضوح وبشكل قاطع أن محور السعادة في الدارين وفي كلتا الحياتين إنما هو الإيمان وحده.
    Ve madem melâikeler âhiretin ve âlem-i bekanın dairelerini gördüklerini haber veriyorlar. Elbette melâike ve ruhların ve ruhaniyatın vücud ve ubudiyetlerine şehadet eden deliller, dolayısıyla âhiretin vücuduna dahi delâlet ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد جاءت في «الكلمة الثامنة والعشرين» وفي رسائل النور الأخرى أجوبة قوية جدا ردا على شبهات تافهة حول: «الحشر الجسماني» (البعث الجسدي) نكتفي بها، إلا أننا نشير إليها هنا إشارة مختصرة وقصيرة جدا، فنقول:
    Ve madem Muhammed aleyhissalâtü vesselâmın bütün hayatında vahdaniyetten sonra en daimî davası ve müddeası ve esası âhirettir. Elbette o zatın nübüvvetine ve sıdkına delâlet eden bütün mu’cizeleri ve hüccetleri, bir cihette, dolayısıyla âhiretin tahakkukuna ve geleceğine şehadet ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن أكثر الأسماء الإلهية الحسنى تتجلّى في الجسمانية فهي أجمعُ مرآة لها.. وإن أقصى المقاصد الإلهية من خلق الكائنات تظهر في الجسمانية، فهي أغنى مركز لتلك المقاصد وأكثرها فعالية.. وإن أكثر أنواع الإحسانات الربانية المختلفة وآلاءها العميمة تتبين في الجسمانية.. وإن أغلب بذور الأدعية التي يرفعها الإنسان بلسان حاجاته، وأكثر أصول الشكر والحمد المقدّم منه إلى خالقه الرحيم نابعة من الجسمانية.. وإن أزيد النوى تنوعا لعوالم المعنويات والروحانيات هي كذلك تكمن في الجسمانية.
    Ve madem Kur’an’ın dörtten birisi haşir ve âhirettir ve bin âyâtıyla onun ispatına çalışır ve onu haber verir. Elbette Kur’an’ın hakkaniyetine şehadet ve delâlet eden bütün hüccetleri ve delilleri ve bürhanları, dolayısıyla âhiretin vücuduna ve tahakkukuna ve açılmasına dahi delâlet ve şehadet ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقياسا على هذا: إن الجسمانية تتمركز فيها مئات من الحقائق الكلية، لذا فإن الخالق الكريم يكثّر من الجسمانية ويزيدها على سطح الأرض كي تتجلّى فيها تلك الحقائق المذكورة، فيَهَبُ للموجودات وجودا بسرعة متناهية وبفعالية مدهشة، قافلة إثر قافلة مرسِلا إياها إلى معرض العالم هذا، ثم يُنهي خدماتها ويبعث عقبها موجوداتٍ أخرى باستمرار. وهكذا يجعل ماكنة الكائنات في عمل دائب وشغل دائم، ناسجا محاصيل جسمانيةً على الأرض،
    İşte bak, bu rükn-ü imanî ne kadar kuvvetli ve kat’î olduğunu gör.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    جاعلا الأرض مزرعة الآخرة ومشتلَ الجنة حتى إنه سبحانه لأجل أن يُطمئن معدة الإنسان (الجسمانية) ويجعلَها في امتنان ورضى يَسمع دعاءها الذي ترفعه بلسان الحال، لأجل بقائها، ويستجيب له فعلا، بما يَخلق ما لا يُحصر ولا يحصى من المطعومات اللذيذة المتقنة الصنع، وبإيجاده النعمَ النفيسة بمئات الآلاف من الأنماط والأنواع، مما يظهر بداهة وبلا ريب أن أغلب أنواع اللذائذ المادية المحسوسة في الجنة إنما هي جسمانية. وإن أهم نِعَم السعادة الأبدية التي يطلبها الجميع ويأنس بها إنما هي في الجسمانية أيضا.
    == SEKİZİNCİ MESELE’NİN BİR HÜLÂSASI ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا تُرى هل يمكن وهل يُعقل وهل هناك احتمال قط أن يقبل القدير الرحيم والعليم الكريم دوما دعاء لسان حال المعدة البسيطة لاستبقائها، ويستجيبَ لها قصدا وفعلا -دونما تدخّل للمصادفة- بما يخلق لها من أغذية مادية محسوسة في منتهى الإتقان والإعجاز، فيُرضيَ بها تلك المعدة، ثم لا يقبلَ سبحانه أدعيةً عامة ودعواتٍ غيرَ نهائية ترفعها المعدةُ الإنسانية الكبرى وفطرتُها الأصيلة، ولا يغدقَ عليها لذائذ جسمانية في الآخرة، تلك التي تأنس بها وترجوها فطرةً بل تريدها في دار الخلود؟ وهل يمكن أن لا يلبي تلك الأدعية فعلا ولا ينجز الحشر الجسماني؟! ولا يُرضيَ هذا الإنسان -الذي هو نتيجة الكائنات وخليفة الأرض والعبد المعزز المكرم- رضاءً أبديا؟ كلا.. ثم كلا!.. فهذا محال في مائة محال بل باطل كليا، إذ كيف يَسمع طنين الذباب ولا يسمع رعود السماء، وكيف يراعي عُدّة الجندي البسيط ولا يبالي بالجيش العظيم! فتعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.
    Yedinci’de haşri çok makamattan soracaktık. Fakat Hâlık’ımızın isimleriyle verdiği cevap o derece kuvvetli yakîn ve kanaat verdi ki daha başka sorgulara ihtiyaç bırakmadığından orada kısa kestik.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الصراحة القاطعة للآية الكريمة: ﴿ وَف۪يهَا مَا تَشْتَه۪يهِ الْاَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْاَعْيُنُ ﴾ (الزخرف:٧١) تبين أن أكثر ما يأنس الإنسان به من اللذائذ المادية المحسوسة -والذي يتذوق نماذجها في الدنيا- سيراها ويتذوقها بصورتها اللائقة بالجنة. وأن ثواب ما يؤديه اللسان والعين والأذن وسائر الأعضاء والجوارح من الشكر الخالص والعبادات الخاصة سيمنح لها بتلك اللذائذ الجسمانية المخصوصة بها. فبيان القرآن الكريم للذائذ الجسمانية صريح في غاية الصراحة، بحيث لا يمكن أن يتحمل أي تأويل يصرفه عن المعنى الظاهري، بل يمتنع عدم قبول المعنى الظاهري.
    Şimdi bu meselede, âhiret imanının hem âhiretin saadetine hem dünya saadetine dair temin ettiği faydalar ve neticelerinden yüzden biri hülâsa edilecek. Saadet-i uhreviyeye ait kısmı, Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın izahatı daha hiçbir beyana ihtiyaç bırakmamış, onu ona havale ederek ve saadet-i dünyeviyeye ait kısmı izah cihetini Risale-i Nur’a bırakıp yalnız kısa bir hülâsa ile insanın hayat-ı şahsiye ve hayat-ı içtimaiyesine ait yüzer neticelerinden üç dört tanesini beyan ederiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تُظهر ثمراتُ الإيمان بالآخرة ونتائجُه أنه مثلما تدل حقيقة معدة الإنسان وحاجاتها دلالة قاطعة على وجود الأطعمة، فإن حقيقة الإنسان وكمالاته وحاجاته الفطرية وآماله الأبدية وحقائقه واستعداداته تتطلب النتائج والفوائد المذكورة للإيمان بالآخرة، وتدل قطعا على الآخرة وعلى الجنة وعلى لذائذَ مادية محسوسة باقية، وتشهد على تحققها. وإن حقيقة كمالات هذا الكون أيضا وآياته التكوينية الحكيمة وجميع حقائقه المرتبطة بالحقائق الإنسانية تدل دلالة قاطعة أيضا على وجود الآخرة وعلى تحققها وتشهد شهادة صادقة على مجيء الحشر وانفتاح أبواب الجنة والنار. ولما كانت رسائل النور قد أثبتت هذه المسألة بصورة رائعة وبحجج قوية جدا دون أن تترك غبارا للشبهة، ولاسيما «الكلمة العاشرة» و«الثامنة والعشرون» -بمقاميها- و«التاسعة والعشرون»، و«الشعاع التاسع»، و«رسالة المناجاة»، فإننا سنكتفي بها.
    '''Birincisi:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن بيان القرآن الكريم فيما يخص جهنم واضح جلي لم يدع مجالا لأي إيضاح آخر، إلّا أننا سنبين باختصار شديد ما يزيل بضع شبهات تافهة في نكتتين، محيلين تفاصيلها إلى رسائل النور:
    İnsan, sair hayvanata muhalif olarak, hanesiyle alâkadar olduğu misillü dünya ile alâkadardır ve akaribiyle münasebettar olduğu gibi nev-i beşer ile de ciddi ve fıtrî münasebettardır. Ve dünyada muvakkat bekasını arzuladığı gibi bir dâr-ı ebedîde bekasını, aşk derecesinde arzuluyor. Ve midesinin gıda ihtiyacını temin etmeye çalıştığı gibi dünya kadar geniş, belki ebede kadar uzanan sofraları ve gıdaları, akıl ve kalp ve ruh ve insaniyet mideleri için tedarik etmeye fıtraten mecburdur, çabalıyor. Ve öyle arzuları ve matlabları var ki ebedî saadetten başka hiçbir şey onları tatmin etmiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النكتة الأولى
    Hattâ Onuncu Söz’de işaret edildiği gibi bir zaman, küçüklüğümde hayalimden sordum: “Sana bir milyon sene ömür ve dünya saltanatı verilmesini fakat sonra ademe ve hiçliğe düşmesini mi istersin? Yoksa bâki fakat âdi ve meşakkatli bir vücudu mu istersin?” dedim. Baktım, ikincisini arzulayıp birincisinden “Âh!” çekti. “Cehennem de olsa beka isterim.” dedi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن التفكير في جهنم والخوف منها لا يزيل لذائذ ثمرات الإيمان المذكورة ولا يفوّتها، لأن الرحمة الربانية الواسعة تهتف بذلك الخائف: «تعالَ إليّ فدونك بابُ التوبة، ادخل منه». فإن وجود جهنم ليس للتخويف، بل ليعرّفك لذائذ الجنة معرفة كاملة، وليذيقك إياها تذوقا كاملا، وليأخذ لك ولمخلوقاتٍ غير محدودة الثأرَ والانتقام ممن انتهك حقوق الجميع واعتدى عليها، وليفرحهم جميعا بهذا ويدخل السرور إليهم.
    İşte madem mahiyet-i insaniyenin bir hizmetkârı olan kuvve-i hayaliyeyi bu dünya lezzetleri tatmin etmiyor. Elbette gayet câmi’ mahiyet-i insaniye, ebediyetle fıtraten alâkadardır. İşte bu hadsiz arzu ve emellere bağlı olduğu halde, sermayesi bir cüz’î cüz-ü ihtiyarî ve fakr-ı mutlak bir insana, âhirete iman ne derece kuvvetli ve kâfi ve vâfi bir hazine, bir medar-ı saadet ve lezzet, bir medar-ı istimdad, bir merci ve dünyanın hadsiz gamlarına karşı bir medar-ı teselli olduğu öyle bir meyve ve faydadır ki onu kazanmak yolunda dünya hayatını feda etse yine ucuzdur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا غارقا في الضلالة -وليس بمستطيع أن يخرج منها- إن وجود جهنم لهو أفضل لك من العدم الأبدي، إذ في وجودها نوع من الرحمة حتى للكفار أنفسهم، لأنَّ الإنسان -والحيوانات الولودة- يستمتع بتمتع أقاربه وأولاده وأحبابه ويسعد -من جهةٍ- بسعادتهم.
    '''İkinci meyvesi ve hayat-ı şahsiyeye bakan bir faydası:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا أيها الملحد! إما أنك ستسقط في هاوية العدم -باعتبار ضلالتك- أو ستدخل نار جهنم. ولما كان العدم شرا محضا، فإن الإعدام النهائي لأحبابك جميعا وممن تسعد بسعادتهم من أقاربك وآبائك ونسلك، سيحرق روحك ويعذب قلبك ويؤلم ماهيتك الإنسانية أكثر من عذاب جهنم بألف مرّة؛ لأنه لو لم تكن جهنمُ لما كانت هناك جنة أيضا. فيسقط كل شيء إذن بكفرك إلى العدم.
    Üçüncü Mesele’de izah edilen ve Gençlik Rehberi’nde bir hâşiye bulunan çok ehemmiyetli bir neticedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن إذا دخلتَ جهنم وبقيتَ ضمن دائرة الوجود، فإن أحبابك وأقاربك إما أنهم سيسعدون في الجنة أو أنهم يكونون ضمن دوائر وجود تحت رحمة الله سبحانه. فلا مناص لك إلّا أن تقبل بوجود جهنم، إذ العداء لوجودها -ورفضه- يعني الانحياز إلى العدم المحض، الذي هو إبادة سعادة جميع الأحبة والأصدقاء وإفناؤهم!
    Evet, her insanın her zaman düşündüğü en ehemmiyetli endişesi, mezaristana giren kendi dostları ve akrabaları gibi o idamhaneye girmek keyfiyetidir. Bir tek dostu için ruhunu feda eden o bîçare insanın; binler, belki milyonlar, milyarlar dostları ebedî bir müfarakat içinde idam olmalarını tevehhüm edip cehennem azabından beter bir elem –o düşünmek ucundan– göründüğü vakit, âhirete iman geldi, gözünü açtırdı ve perdeyi kaldırdı. Bak, dedi. O imanla baktı. Cennet lezzetinden haber veren bir lezzet-i ruhaniyeyi o dostları ebedî ölümlerden ve çürümelerden kurtulup mesrurane bir nurani âlemde onu da bekliyorlar vaziyetinde müşahedesiyle aldı. Risale-i Nur’da bu netice hüccetlerle izahına iktifaen kısa kesiyoruz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن جهنم دار وجود تؤدي مهمة السجن بحكمة الحكيم الجليل وعدالته، وهي موضع مرعب ومهيب ضمن دائرة الوجود الذي هو الخير المحض، زِد على ذلك، لها وظائف أخرى وخدمات جليلة وحِكمٌ شتى تخص عالم البقاء. فهي مسكنٌ ذو جلال وهيبة لكثير من ذوي الحياة أمثال الزبانية.
    '''Hayat-ı şahsiyeye ait üçüncü bir faydası:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النكتة الثانية
    İnsanın sair zîhayatlar üstündeki tefevvuku ve rütbesi ise yüksek seciyeleri ve cem’iyetli istidatları ve küllî ubudiyetleri ve geniş vücudî daireleri itibarıyladır. Halbuki o insan hem ma’dum hem ölü hem karanlık olan geçmiş ve gelecek zamanların ortasında sıkışmış bir kısa zaman olan hazır vaktin mikyasıyla, ölçüsüyle; hamiyeti, muhabbeti, kardeşliği, insaniyeti gibi seciyeler alır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن وجود جهنم وعذابها الشديد لا ينافي -قطعا- الرحمةَ غير المحدودة، ولا العدالة الحقيقية، ولا الحكمة الموزونة التي لا إسراف فيها، بل إن الرحمة والعدالة والحكمة تتطلب وجود جهنم وتقتضيه، لأن قتل حيوان افترس مائة من الحيوانات أو إنزالَ عقاب بظالم هتكَ حُرماتِ ألفٍ من الأبرياء، هو رحمة بآلاف الأضعاف للمظلومين من خلال العدالة. وإن إعفاء ذلك الظالم من العقاب أو التجاوزَ عنه، وتَرْكَ ذلك الحيوان الوحشي طليقا، فيه ظلم شنيع وعدم رحمةٍ لمئات المساكين بمئات الأضعاف، إزاء رحمة في غير موضعها.
    Mesela, eskiden tanımadığı ve ayrıldıktan sonra da hiç göremeyeceği babasını, kardeşini, karısını, milletini ve vatanını sever, hizmet eder. Ve tam sadakate ve ihlasa pek nadir muvaffak olabilir, o nisbette kemalâtı ve seciyeleri küçülür. Değil hayvanların en ulvisi belki baş aşağı, akıl cihetiyle en bîçaresi ve aşağısı olmak vaziyetine düşeceği sırada, âhirete iman imdada yetişir. Mezar gibi dar zamanını, geçmiş ve gelecek zamanları içine alan pek geniş bir zamana çevirir. Ve dünya kadar, belki ezelden ebede kadar bir daire-i vücud gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثل هذا أيضا الكافر المطلق -الذي يدخل سجن جهنم- فإنه بكفره ينكر حقوق الأسماء الإلهية الحسنى، أي يتعدى على تلك الحقوق.. وبتكذيبه لشهادة الموجودات -الشاهدة على تلك الأسماء- يتعدى على حقوقها أيضا.. وبإنكاره للوظائف السامية للمخلوقات -وهي تسبيحاتها تجاه الأسماء- يتجاوز على حقوقها.. وبجحوده لأنواع العبادات التي تؤديها المخلوقات تجاه تَظاهُر الربوبية والألوهية -وهي غاية خلقتها وسبب من أسباب وجودها وبقائها- يتعدى تعديا صارخا على حقوق جميع المخلوقات؛ لذا فالكفر جناية عظيمة وظلم شنيع تتجاوز بشاعته كل حدود العفو والمغفرة، فيحق عليه إذن تهديد الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ لَا يَغْفِرُ اَنْ يُشْرَكَ بِه۪ ... ﴾ (النساء:٤٨) بل إن عدم إلقاء مثل هذا الشخص في جهنم رحمةً به هو أمر ينافي الرحمة منافاة كلية في حق هذه الأعداد الهائلة من المخلوقات والكائنات التي اُنتُهِكت حقوقها.
    Babasını, dâr-ı saadette ve âlem-i ervahta dahi pederlik münasebetiyle ve kardeşini, tâ ebede kadar uhuvvetini düşünmesiyle ve karısını cennette dahi en güzel bir refika-i hayatı olduğunu bilmesi haysiyetiyle sever, hürmet eder, merhamet eder, yardım eder. Ve o büyük ve geniş daire-i hayatta ve vücuddaki münasebetler için olan ehemmiyetli hizmetleri, dünyanın kıymetsiz işlerine ve cüz’î garazlarına ve menfaatlerine âlet etmez. Ciddi sadakate ve samimi ihlasa muvaffak olarak kemalâtı ve hasletleri, o nisbette derecesine göre yükselmeye başlar. İnsaniyeti teali eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا مثلما يطالب أصحاب الدعاوى بوجود جهنم، فإن عزة جلال الله وعظمة كماله سبحانه تطلبانها قطعا.
    Hayat lezzetinde serçe kuşuna yetişmeyen o insan; bütün hayvanat üstünde, kâinatın en müntehab ve bahtiyar bir misafiri ve Sahib-i kâinat’ın en mahbub ve makbul bir abdi olmasıdır. Bu netice dahi Risale-i Nur’da hüccetlerle izahına iktifaen kısa kesildi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إذا قال سفيه أو شقي عاص لحاكمٍ عزيز للبلاد: «إنك لا تستطيع أن تقذفني في السجن ولن تقدر على ذلك أبدا»، متجاوزا حدَّه ومتعديا على عزة ذلك الحاكم وعظمته، فلابد أن ذلك الحاكم سينشئ سجنا لذلك السفيه المتعدي حتى لو لم يكن هناك سجن في البلاد.
    '''Dördüncü bir faydası ki insanın hayat-ı içtimaiyesine bakıyor:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كذلك الأمر في الكافر المطلق، فإنه بكفره يتعدى بشدة على عزة جلاله سبحانه، وبإنكاره يتحدى عظمة قدرته، وبتجاوزه يمس كمال ربوبيته، فإن لم يكن هناك حتى تلك الأسبابُ الموجبة وتلك المبرراتُ الكثيرة والحِكَم العديدة والوظائف الكثيرة لجهنم ولوجودها؛ فإن خلق جهنم لمثل هؤلاء الكفار وإلقاءهم فيها هو من شأن تلك العزة وذلك الجلال.
    Risale-i Nur’dan Dokuzuncu Şuâ’da beyan edilen o neticenin bir hülâsası şudur:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن ماهية الكفر نفسها توحي بجهنم؛ إذ كما أن ماهية الإيمان إذا تجسمت يمكن أن تبني بلذائذها ونعيم جمالها جنةً خاصة في وجدان الإنسان وقلبه، هي جنة مصغرة تومئ وتخبر عن جنة الخلد التي تنتظره في الآخرة؛
    '''Nev-i insanın dörtten birini teşkil eden çocuklar,''' âhiret imanıyla insanca yaşayabilirler ve insaniyetin istidatlarını taşıyabilirler. Yoksa elîm endişeler içinde, kendini uyutturmak ve unutturmak için çocukça oyuncaklarıyla, haylaz bir hayatla yaşayacak. Çünkü her vakit etrafında onun gibi çocukların ölmesiyle onun nazik dimağında ve ileride uzun arzuları taşıyan zayıf kalbinde ve mukavemetsiz ruhunda öyle bir tesir yapar ki hayatı ve aklı o bîçareye âlet-i azap ve işkence edeceği zamanda, âhiret imanının dersiyle, görmemek için oyuncaklar altında onlardan saklandığı o endişeler yerinde, bir sevinç ve genişlik hissederek der:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كذلك الكفر -ولاسيما الكفر المطلق- والنفاق والردة فيه من الآلام والأعذبة والظلمات المرعبة بحيث لو تجسمت وتأصلت في نفس صاحبها كونت له جهنمه الخاصة به تلك التي تشير إلى ما سيفضي إليه في آخرته من جهنم هي أشد هولا وأشد عذابا. ولقد أثبتنا هذا بدلائل قاطعة في رسائل النور، وأُشيرَ إليه في مستهل هذه المسألة أيضا.
    “Bu kardeşim veya arkadaşım öldü, cennetin bir kuşu oldu. Bizden daha iyi keyfeder, gezer. Ve validem öldü fakat rahmet-i İlahiyeye gitti, yine beni cennette kucağına alıp sevecek ve ben de o şefkatli anneciğimi göreceğim.” diye insaniyete lâyık bir tarzda yaşayabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولما كانت هذه الدنيا مزرعة الآخرة، فالحقائق الصغيرة التي فيها تثمر وتتسنبل في الآخرة، فهذه البذرة السامة (الكفر) تشير من هذه الزاوية إلى شجرة الزقوم تلك، وتقول: «أنا أصل تلك الشجرة وجوهرها.. فمن يحملني في قلبه من المنكوبين سأثمر له نموذجا خاصا من تلك الشجرة الملعونة».
    '''Hem insanın bir rub’unu teşkil eden ihtiyarlar;''' yakında hayatlarının sönmesine ve toprağa girmelerine ve güzel ve sevimli dünyalarının kapanmasına karşı teselliyi ancak ve ancak âhiret imanında bulabilirler. Yoksa o merhametli, muhterem babalar ve fedakâr, şefkatli analar; öyle bir vaveylâ-yı ruhî ve bir dağdağa-i kalbî çekeceklerdi ki dünya onlara meyusane bir zindan ve hayat işkenceli bir azap olurdu.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وما دام الكفر تعديا على حقوقٍ غير محدودة، وتجاوزا فاضحا، فهو إذن جناية غير محدودة، لذا يجعل صاحبه مستحقا لعذاب غير محدود. فلئن كان القتل الذي يحدث في دقيقة واحدة يذيق القاتل خمس عشرة سنة من العذاب (ما يقارب ثمانية ملايين دقيقة) ويعتبر ذلك موافقا للعدالة البشرية، وعدّته موافقا للمصلحة العامة وحقوقها، فلا جرم أن دقيقة واحدة من الكفر المطلق -على اعتبار الكفر ألفَ قتلٍ- تُقَابَل إذن بعذاب يقرب من ثمانية مليارات من الدقائق، على وفق تلك العدالة الإنسانية فالذي يقضي سنة كاملة من عمره في الكفر إذن يستحق عذاب ترليونين وثمانمائة وثمانين مليارا من الدقائق، أي يكون أهلا لـ: ﴿ خَالِد۪ينَ ف۪يهَٓا اَبَدًا ﴾ (النساء:١٦٩).
    Fakat âhiret imanı onlara der: “Merak etmeyiniz. Sizin ebedî bir gençliğiniz var, gelecek. Ve parlak bir hayat ve nihayetsiz bir ömür sizi bekliyor. Ve zayi ettiğiniz evlat ve akrabalarınızla sevinçlerle görüşeceksiniz. Ve ettiğiniz bütün iyilikleriniz muhafaza edilmiş, mükâfatlarını göreceksiniz.” diye iman-ı âhiret onlara öyle bir teselli ve inşirah verir ki her birinin yüz ihtiyarlık birden başlarına toplansa onları meyus etmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا وإن الأسلوب المعجز للقرآن الكريم في بيانه الجنة والنار وما في «رسائل النور» -التي هي فيض منه وتفسيره- من حجج حول وجودهما، لم يتركا مجالا لأي إيضاح آخر.
    '''Nev-i insanın üçten birisini teşkil eden gençler;''' hevesatları galeyanda, hissiyata mağlup, cüretkâr, akıllarını her vakit başına almayan o gençler, âhiret imanını kaybetseler ve cehennem azabını tahattur etmezlerse; hayat-ı içtimaiyede ehl-i namusun malı ve ırzı ve zayıf ve ihtiyarların rahatı ve haysiyeti tehlikede kalır. Bazı bir dakika lezzeti için bir mesud hanenin saadetini mahveder ve bu gibi hapiste dört beş sene azap çeker, canavar bir hayvan hükmüne geçer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فآيات كثيرة جدا أمثالُ: ﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ ف۪ي خَلْقِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هٰذَا بَاطِلًاۚ سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ (آل عمران:١٩١)، ﴿ وَالَّذ۪ينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ اِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًاۗ ❀ اِنَّهَا سَٓاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ (الفرقان:٦٥-٦٦). وأغلبُ ما كان يردده الرسول الأكرم ﷺ في أدعيته في كل وقت، والأنبياءُ عليهم السلام وأهل الحقيقة من: «أجرنا من النار».. «نجنا من النار».. «خلصنا من النار»... الذي حاز عندهم قطعيةً تامة بناءً على الوحي المشهود.. كل ذلك يبين لنا أن أعظم قضية للبشرية على الأرض إنما هي النجاة من النار، وأن أعظم حقيقة وأدهشها من حقائق الكائنات، بل أكثرها أهمية إنما هي «جهنم» التي يشاهدها قسم من أولئك المحققين وأهل الشهود والكشف، ويرى آخرون ألسنة لهيبها وظلمة سوادها، ويسمع بعضهم أزيز تضرمها وفورانها فيصرخون من هولها: «أجرنا من النار».
    Eğer iman-ı âhiret onun imdadına gelse çabuk aklını başına alır. “Gerçi hükûmet hafiyeleri beni görmüyorlar ve ben onlardan saklanabilirim fakat cehennem gibi bir zindanı bulunan bir Padişah-ı Zülcelal’in melâikeleri beni görüyorlar ve fenalıklarımı kaydediyorlar. Ben başıboş değilim ve vazifedar bir yolcuyum. Ben de onlar gibi ihtiyar ve zayıf olacağım.” diye birden, zulmen tecavüz etmek istediği adamlara karşı bir şefkat, bir hürmet hissetmeye başlar. Bu mananın dahi Risale-i Nur’da bürhanlarıyla izahına iktifaen kısa kesiyoruz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن تَقابُل الخير والشر في هذا الكون، واللذة والألم، والنور والظلام، والحرارة والبرودة، والجمال والقبح، والهداية والضلالة، وتَداخُل بعضها ببعض، إنما هي لِحكمة كبرى، لأنه ما لم يكن هناك الشر فلا يفهم الخير، وما لم يكن هناك الألم فلا تُعرف اللذة، والضياء من دون ظلام إزاءه لا يَبِين جمالُه، ودرجات الحرارة تتحقق بوجود البرودة، وتصبح حقيقة واحدة من الجمال ألفا من الحقائق بوجود القبح، بل يكتسب آلافا من أنواع الجمال ومراتب الحسن. ويختفي الكثير من لذائذ الجنة بعدم وجود جهنم. فقياسا على هذا يمكن أن يُعرَف كلُّ شيء من جهةٍ بضده، وبوجود الضد يمكن أن تثمر حقيقةٌ واحدة حقائقَ عدة.
    '''Hem nev-i beşerin ehemmiyetli bir kısmı, hastalar ve mazlumlar ve bizim gibi musibetzedeler ve fakirler ve ağır ceza alan mahpuslar;''' eğer iman-ı âhiret onların imdadına yetişmezse, her vakit hastalığın ihtarıyla gözü önüne gelen ölüm ve intikamını alamadığı ve namusunu elinden kurtaramadığı zalimin mağrurane ihaneti ve büyük musibetlerde boşu boşuna malını, evladını kaybetmekle gelen elîm meyusiyeti ve bir iki dakika veya bir iki saat keyif yüzünden beş on sene böyle bir hapis azabını çekmekten gelen kederli sıkıntı, elbette o bîçarelere dünyayı zindan ve hayatı bir işkenceli azaba çevirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دامت هذه الموجودات المختلطة تسيل سيلا من دار الفناء إلى دار البقاء، فلابد أن الخير واللذة والنور والجمال والإيمان وأمثالها تسيل إلى الجنة، ويتساقط الشر والألم والظلام والقبح والكفر وأمثالها من الأمور المضرة إلى جهنم. فتسيل سيولُ هذه الكائنات المتلاطمة دائما إلى ذينك الحوضين وتهدأ ساكنة عندهما نهاية المطاف.
    Eğer âhirete iman imdatlarına yetişse birden onlar nefes alırlar; sıkıntıları, meyusiyetleri ve endişeleri ve intikam hiddetleri derece-i imanına göre kısmen ve bazen tamamen zâil olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نكتفي بهذا القدر ونحيل إلى ما جاء في نهاية «الكلمة التاسعة والعشرين» من نكات رمزية.
    Hattâ diyebilirim ki benim ve bir kısım kardeşlerimin bu sebepsiz hapsimizde ve dehşetli musibetimizde, eğer iman-ı âhiret yardım etmese idi, bir gün dayanmak ölüm kadar tesir edip bizi hayattan istifa etmeye sevk edecekti. Fakat hadsiz şükür olsun, benim canım kadar sevdiğim pek çok kardeşlerimin bu musibetten gelen elemlerini de çektiğim ve gözüm kadar sevdiğim binler Risale-i Nur risaleleri ve benim yaldızlı ve süslü ve çok kıymettar kitaplarımın ziya’ları ve ağlamalarından teessüflerini çektiğim ve eskiden beri az bir ihaneti ve tahakkümü kaldıramadığım halde, sizi kasemle temin ederim ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يا زملاء الدراسة في هذه المدرسة اليوسفية!
    İman-ı bi’l-âhiret nuru ve kuvveti bana öyle bir sabır ve tahammül ve teselli ve metanet, belki mücahidane, kârlı bir imtihan dersinde daha büyük mükâfatı kazanmak için bir şevk verdi ki ben bu risalenin başında dediğim gibi kendimi Medrese-i Yusufiye unvanına lâyık bir güzel ve hayırlı medresede biliyorum. Ara sıra gelen hastalıklar ve ihtiyarlıktan neş’et eden titizlikler olmasa idi, mükemmel ve rahat-ı kalp ile derslerime daha ziyade çalışacaktım. Her ne ise… Bu makam münasebetiyle saded harici girdi, kusura bakılmasın.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن السبيل اليسيرة للنجاة من السجن الأبدي المرعب (جهنم) إنما هي في اغتنامنا فرصة بقائنا في السجن الدنيوي، هذا الذي قصّر أيديَنا عن كثير من الآثام فأنقذَنا منها. فما علينا إذن إلّا الاستغفار والتوبة عما اقترفناه من ذنوب سابقة، مع أداء للفرائض، كي نحوِّل كل ساعة من ساعات هذا السجن بحكم يوم من العبادة، فهي إذن أفضل فرصة لنا للنجاة من السجن الأبدي ولدخولنا الجنة النورانية. فلئن فاتتنا هذه الفرصة فسنُغرق آخرتنا بالعَبَرات كما هي حال دنيانا، ويحق علينا قوله تعالى: ﴿ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْاٰخِرَةَ ﴾ (الحج:١١).
    '''Hem her insanın küçük bir dünyası, belki küçük bir cenneti dahi kendi hanesidir.''' Eğer iman-ı âhiret o hanenin saadetinde hükmetmezse o aile efradı, her biri şefkat ve muhabbet ve alâkadarlığı derecesinde elîm endişeler ve azaplar çeker. O cenneti, cehenneme döner. Veyahut muvakkat eğlenceler ve sefahetlerle aklını tenvim edip uyutur. Deve kuşu gibi avcıyı görür, kaçamıyor, uçamıyor. Başını kuma sokar, tâ görünmesin. Başını gaflete sokar, tâ ölüm ve zeval ve firak onu görmesin. Divanece, muvakkat, iptal-i his nevinden bir çare bulur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    Çünkü mesela, valide ruhunu feda ettiği evladını daima tehlikelere maruz gördükçe titrer. Ve pederini ve kardeşini eksik olmayan belalardan kurtaramayan evlatlar, daim bir keder, bir korkaklık hisseder. Buna kıyasen bu dağdağalı, kararsız hayat-ı dünyeviyede o mesud zannedilen aile hayatı çok cihetlerle saadetini kaybeder ve kısacık bir hayattaki münasebet ve karabet dahi hakiki sadakati ve samimi ihlası ve garazsız bir hizmeti ve muhabbeti vermez. Ahlâk o nisbette küçülür, belki sukut eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كانت أصوات تكبيرة عيد الأضحى المبارك تتعالى حينما كان هذا البحث يُكتب، فذهب بي الخيال إلى أن خُمس البشرية يرددون: «الله أكبر»، وأن أكثر من ثلاثمائة مليون مسلم يرددونه معا، فكأن صوت «الله أكبر» يتعالى بكبر كرة الأرض وبسعتها فتُسمع الأرضُ أخواتِها الكواكبَ السيارة هذه الكلمةَ المقدسة في أرجاء السماوات. وهناك أكثر من عشرين ألفا من الحجاج في عرفة والعيد يرددون معا صدى ما قاله الرسول الأكرم ﷺ قبل ألف وثلاثمائة سنة مع الآل والأصحاب الكرام وأمر به. فأحسست إحساسا كاملا، بل اقتنعت قناعة تامة أن تلك الأصداء والأصوات والترديدات إنما هي عبودية واسعة كلية تقابِل تجليَ الربوبية الإلهية الكلية بعظمة «رب الأرض» «رب العالمين».
    Eğer âhirete iman o haneye girse birden ışıklandıracak, ortalarındaki münasebet ve şefkat ve karabet ve muhabbet kısacık bir zaman ölçüsüyle değil belki dâr-ı âhirette, saadet-i ebediyede dahi o münasebetlerin devamı ölçüsüyle samimi hürmet eder, sever, şefkat eder, sadakat eder, kusurlarına bakmaz gibi ahlâk yükseklenir. Hakiki insaniyet saadeti o hanede başlar inkişafa. Bu mana dahi hüccetlerle Risale-i Nur’da beyanına binaen kısa kesildi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم سألت نفسي: تُرى ما وجه العلاقة بين الآخرة وهذه الكلمة المقدسة «الله أكبر»؟ فتذكرت فورا أن هذه الكلمة مع الكلمات الطيبات الباقيات الصالحات: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله» وأمثالها من كلمات شعائر الإسلام تذكّر -بلا شك- بالآخرة سواءً بصورة جزئية أو كلية وتشير إلى تحققها.
    '''Hem her bir şehir kendi ahalisine geniş bir hanedir.''' Eğer iman-ı âhiret o büyük aile efradında hükmetmezse güzel ahlâkın esasları olan ihlas, samimiyet, fazilet, hamiyet, fedakârlık, rıza-yı İlahî, sevab-ı uhrevî yerine garaz, menfaat, sahtekârlık, hodgâmlık, tasannu, riya, rüşvet, aldatmak gibi haller meydan alır. Zâhirî asayiş ve insaniyet altında, anarşistlik ve vahşet manaları hükmeder; o hayat-ı şehriye zehirlenir. Çocuklar haylazlığa, gençler sarhoşluğa, kavîler zulme, ihtiyarlar ağlamaya başlarlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن أحد أوجه معاني «الله أكبر» هو: أن قدرة الله وعلمه هي فوق كل شيء وأكبر وأعظم من كل شيء، فلن يخرج أي شيء كان من دائرة علمه، ولن يهرب من تصرفه وقدرته، ولن يفلت منها قطعا، فهو سبحانه أكبر من كل كبير نخافه ونستعظمه. أي أكبر من إيجاد الحشر -الذي نستهوله- وأكبر من إنقاذنا من العدم، وأكبر من منحنا السعادة الأبدية. فهو أكبر من أي شيء نعجب به ومن أي شيء خارج نطاق عقلنا، إذ يقول سبحانه: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ (لقمان:٢٨). فصراحةُ هذه الآية الكريمة تبين أن حشر البشرية ونشرَهم جميعا سهل وهيّن على القدرة الإلهية كإيجادِ نفس واحدة، فلا عجب أن يجري مجرى الأمثال قولُ الإنسان: «الله أكبر، الله أكبر» كلما رأى شيئا عظيما أو مصيبة كبرى أو غاية عظمى، مسلِّيا بها نفسه جاعلا من هذه الكلمة العظيمة قوة عظيمة يستند إليها.
    '''Buna kıyasen, memleket dahi bir hanedir ve vatan dahi bir millî ailenin hanesidir.''' Eğer iman-ı âhiret bu geniş hanelerde hükmetse birden samimi hürmet ve ciddi merhamet ve rüşvetsiz muhabbet ve muavenet ve hilesiz hizmet ve muaşeret ve riyasız ihsan ve fazilet ve enaniyetsiz büyüklük ve meziyet o hayatta inkişafa başlarlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن هذه الكلمة مع قرينتها: «سبحان الله والحمد لله» فهرسُ جميع العبادات وبذور الصلاة وخلاصتها (كما جاءت في «الكلمة التاسعة»). فتكرار هذه الكلمات -وهي حقائق عظمى ثلاث في الصلاة وفي أذكارها- إنما هو لتقوية معنى الصلاة وتعميقه وترسيخه. وهي إجابة قاطعة للأسئلة التي تنشأ من التعجب واللذة والهيبة التي تأخذ بأقطار نفس الإنسان حينما يشاهد الكونَ ويرى ما يثيره ويحيره وما يسوقه إلى الشكران وما هو مدار العظمة والكبرياء من أمور عجيبة وجميلة وعظيمة ووفيرة وما هو فوق ما اعتاده.
    Çocuklara der: “Cennet var, haylazlığı bırak.” Kur’an dersiyle temkin verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الجندي يدخل إلى حضرة السلطان وديوانه في العيد بمثل دخول القائد العام إليه، بينما في سائر الأيام يعرف سلطانه من رتبة الضابط ومن مقامه -كما جاء في ختام «الكلمة السادسة والعشرون»- فكل شخص في الحج كذلك يبدأ بمعرفة مولاه الحق سبحانه وتعالى باسم «رب الأرض ورب العالمين» معرفةً أشبه ما يكون بمعرفة الأولياء الصالحين. فكلما تفتحت مراتب الكبرياء والعظمة الإلهية في حنايا قلبه أجاب بـ «الله أكبر»، لِما تستولي على روحه من أسئلة مكررة ملحة محيرة، فـ «الله أكبر» هو الجواب القاطع لدابر أهم دسائس الشيطان، كما جاء في «اللمعة الثالثة عشرة».
    Gençlere der: “Cehennem var, sarhoşluğu bırak.” Aklı başlarına getirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، فكما أن هذه الكلمة: «الله أكبر» تجيب عن سؤالنا حول الآخرة إجابةً قصيرة وقوية في ذات الوقت، فإن جملة «الحمد لله» هي الأخرى تذكّر بالحشر وتستدعيه.
    Zalime der: “Şiddetli azap var, tokat yiyeceksin.” Adalete başını eğdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ تقول لنا: «لا يتم معناي دون الآخرة» لأن معناي يفيد: «كل حمد أو شكر يصدر من أي حامد ويقع على أي محمود كان، ابتداءً من الأزل إلى الأبد، هو خاص به سبحانه»، ولأن السعادة الأبدية هي أصل جميع النعم وذروتها، وهي التي تحيل النعم نعما حقيقية لا تزول ولا تحول، وهي التي تنقذ جميع ذوي الشعور من مصائب العدم وتخلصهم منها، لذا فهي وحدها يمكن أن تقابل معناي الكلي.
    İhtiyarlara der: “Senin elinden çıkmış bütün saadetlerinden çok yüksek ve daimî bir uhrevî saadet ve taze, bâki bir gençlik seni bekliyorlar. Onları kazanmaya çalış.” Ağlamasını gülmeye çevirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن ترديد كل مؤمن يوميا عقب الصلاة بما يأمر به الشرع بأكثر من مائة وخمسين مرة «الحمد لله» في الأقل، والتي تفيد حمدا وثناءً وشكرا واسعا جدا ممتدا من الأزل إلى الأبد إنما هو ثمن يدفعه مقدما لنيل السعادة الأبدية في الجنة، إذ لا يمكن أن يحصر معنى الحمد على نِعم الدنيا القصيرة الفانية المنغصة بالآلام ولا يمكن أن يكون مقتصرا عليها. بل حتى لو تأملتَ في تلك النعم نفسها تراها ما هي إلّا وسائل لنعم أبدية خالدة تستحق الشكر عليها.
    Bunlara kıyasen cüz’î ve küllî her bir taifede hüsn-ü tesirini gösterir, ışıklandırır. Nev-i beşerin hayat-ı içtimaiyesiyle alâkadar olan içtimaiyyun ve ahlâkiyyunların kulakları çınlasın!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما كلمة «سبحان الله» فإنها تعني: تنـزيه الله سبحانه وتقديسه من كل شريك وتقصير ونقص وظلم وعجز وقسوة وحاجة وحيلة، وكلِ ما يخالف كماله وجماله وجلاله. وهذا المعنى يذكّر بالسعادة الأبدية ويدل على الآخرة التي هي محور عظمته سبحانه وجلاله وكماله. ويشير أيضا إلى ما في تلك الدار من جنة نعيم ويدل عليها. وإلّا فلو لم تكن هناك سعادة أبدية فإن أصابع الاتهام تتوجه إلى عظمته سبحانه وكماله وجلاله وجماله ورحمته، فتشوبها بالتقصير والنقصان، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. أي إن الآخرة لا ريب فيها، إذ هي مقتضى سلطان الله وكماله وجلاله وجماله ورحمته سبحانه.
    İşte iman-ı âhiretin binler faydalarından işaret ettiğimiz beş altı numunelerine sairleri kıyas edilse kat’î anlaşılır ki '''iki cihanın ve iki hayatın medar-ı saadeti yalnız imandır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فإن هذه الكلمات المقدسة الثلاث مع «بسم الله» و «لا إله إلّا الله» وسائر الكلمات المباركة، كل منها بذرة من بذور الأركان الإيمانية، وكل منها خلاصة لحقائق الأركان الإيمانية والحقائق القرآنية.
    '''Risale-i Nur’da Yirmi Sekizinci Söz’de ve başka risalelerinde, haşrin cismaniyeti cihetinde gelen zayıf şüphelere kuvvetli cevaplarına iktifaen burada yalnız bir kısa işaretle deriz ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكما أن هذه الكلمات الثلاث هي نوى الصلاة وبذورها فهي نوى القرآن الكريم أيضا، كما تشاهد في بدء بعض السور الباهرة حيث تستفتح وكأنها جوهرة لامعة في مستهلها، وهي كنوز حقيقية وأسس متينة لأجزاء من رسائل النور التي تستهل بسوانح التسبيحات،
    Esma-i İlahiyenin en cem’iyetli âyinesi cismaniyettedir. Ve hilkat-i kâinattaki makasıd-ı İlahiyenin en zengini ve faal merkezi cismaniyettedir. Ve ihsanat-ı Rabbaniyenin en çok çeşitleri ve rengârenkleri cismaniyettedir. Ve beşerin ihtiyacat dilleriyle Hâlık’ına karşı dualarının ve teşekküratının en kesretli tohumları yine cismaniyettedir. Maneviyat ve ruhaniyat âlemlerinin en mütenevvi çekirdekleri yine cismaniyettedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهي أيضا أوراد الطريقة المحمدية تُذكر عقب الصلاة ضمن دائرة واسعة جدا للولاية الأحمدية والعبودية المحمدية، بحيث إن هناك عند كل صلاة أكثر من مائة مليون مؤمن في تلك الحلقة الكبرى للذكر يرددون معا ثلاثا وثلاثين مرة «سبحان الله» وثلاثا وثلاثين مرة «الحمد لله» وثلاثا وثلاثين مرة «الله أكبر».
    Bunlara kıyasen, yüzer küllî hakikatler cismaniyette temerküz ettiğinden Hâlık-ı Hakîm, zemin yüzünde cismaniyeti çoğaltmak ve mezkûr hakikatlere mazhar eylemek için öyle süratli ve dehşetli bir faaliyetle kafile kafile arkasına mevcudata vücud giydirir, o meşhere gönderir. Sonra onları terhis eder, başkalarını gönderir. Mütemadiyen kâinat fabrikasını işlettirir. Cismanî mahsulatı dokuyup zemini âhirete ve cennete bir fidanlık bahçesi hükmüne getirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلابد أنك تدرك مدى أهمية قراءة تلك الكلمات المباركات الثلاث التي هي بذور القرآن والإيمان والصلاة وخلاصتها، ومدى ثواب ترديدها بثلاثٍ وثلاثين مرة عقب الصلاة ضمن تلك الحلقة الواسعة.
    Hattâ insanın cismanî midesini memnun etmek için o midenin hal diliyle bekasına dair duasını kemal-i ehemmiyetle dinleyip kabul ederek fiilen cevap vermek için hadsiz ve hesapsız ve yüz binler tarzlarda ve binler çeşit çeşit lezzetlerde gayet sanatlı taamları ve gayet kıymetli nimetleri cismaniyete ihzar etmek, bedahetle ve şeksiz gösterir ki dâr-ı âhirette cennetin en çok ve en mütenevvi lezzetleri cismanîdir. Ve saadet-i ebediyenin en ehemmiyetli ve herkesin istediği ve ünsiyet ettiği nimetleri cismanîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فكما أن «المسألة الأولى» من هذه الرسالة كانت درسا قيّما في الصلاة، فإن آخر الرسالة هذه أصبح -دون اختياري- درسا مهما حول أذكار الصلاة!
    Acaba hiçbir cihet-i ihtimali ve imkânı var mı ki bu âdi midenin hal diliyle beka duasını kabul edip nihayetsiz mu’cizatlı maddî taamlar ile onu minnettar ederek her vakit tesadüfsüz, kasdî olarak fiilen cevap veren bir Kadîr-i Rahîm, bir Alîm-i Kerîm, kâinatın en ehemmiyetli neticesi ve arzın halifesi ve o Hâlık’ın güzidesi ve perestişkârı olan nev-i insanın insaniyet mide-i kübrası ile küllî ve yüksek ve daima arzu ettiği ve ünsiyet ettiği ve fıtraten istediği cismanî lezzetleri, dâr-ı bekada verilmesine dair hadsiz umumî duaları kabul olmasın ve haşr-i cismanî ile fiilen cevap verilmesin; onu ebedî minnettar etmesin; âdeta sineğin sesini işitsin, gök gürültüsünü işitmesin ve âdi bir neferin kemal-i ehemmiyetle teçhizatına baksın; orduya hiç bakmasın, ehemmiyet vermesin? Bu yüz derece muhal ve bâtıldır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والحمد لله على نعمائه.
    Evet وَ فٖيهَا مَا تَش۟تَهٖيهِ ال۟اَن۟فُسُ وَ تَلَذُّ ال۟اَع۟يُنُ âyetinin sarahat-i kat’iyesiyle insan, en ziyade ünsiyet ettiği ve dünyada numunesini tatmış olduğu cismanî lezzetleri cennete lâyık bir tarzda görecek, tadacak. Ve lisan, göz ve kulak gibi azaların ettikleri hâlis şükürler ve hususi ibadetlerin mükâfatları, o uzuvlara mahsus cismanî lezzetler ile verilecektir. Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan o derece cismanî lezzetleri sarîh bir surette beyan eder ki başka teviller ile mana-yı zâhirîyi kabul etmemek, imkân haricindedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
    İşte iman-ı âhiretin meyveleri ve neticeleri gösteriyorlar ki nasıl ki aza-yı insanîden midenin hakikati ve ihtiyacatı, taamların vücuduna kat’î delâlet eder. Öyle de insanın hakikati ve kemalâtı ve fıtrî ihtiyacatı ve ebedî arzuları ve iman-ı âhiretin mezkûr netice ve faydalarını isteyen hakikatleri ve istidatları daha kat’î olarak âhirete ve cennete ve cismanî bâki lezzetlere delâlet ve tahakkuklarına şehadet ettiği gibi bu kâinatın hakikat-i kemalâtı ve manidar tekvinî âyâtı ve insaniyetin mezkûr hakikatler ile alâkadar bütün hakikatleri, dâr-ı âhiretin vücuduna ve tahakkukuna ve haşrin gelmesine ve cennet ve cehennemin açılmasına delâlet ve şehadet ettiklerini, Risale-i Nur eczaları ve bilhassa Onuncu ve Yirmi Sekizinci (İki Makamı), Yirmi Dokuzuncu Sözler ve Dokuzuncu Şuâ ve Münâcat Risaleleri hüccetlerle, parlak ve şüphe bırakmaz bir tarzda ispat etmişler. Onlara havale ederek bu uzun kıssayı kısa kesiyoruz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="DOKUZUNCU_MESELE"></span>
    '''Cehenneme dair beyanat-ı Kur’aniye o kadar vâzıh ve zâhirdir ki başka izahata ihtiyaç bırakmamış. Yalnız bir iki zayıf şüpheyi izale edecek iki üç nükteyi, tafsilini Risale-i Nur’a havale edip gayet kısa bir hülâsasını beyan edeceğiz.'''
    == المسألة التاسعة ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    '''Birinci Nükte:''' Cehennem fikri, geçmiş iman meyvelerinin lezzetlerini korkusuyla kaçırmıyor. Çünkü hadsiz rahmet-i Rabbaniye o korkan adama der: Bana gel, tövbe kapısıyla gir. Tâ cehennemin vücudu değil korkutmak, belki sana cennetin lezzetlerini tam bildirsin ve senin ve hukuklarına tecavüz edilen hadsiz mahlukatın intikamlarını alsın, sizi keyiflendirsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اٰمَنَ الرَّسُولُ بِمَٓا اُنْزِلَ اِلَيْهِ مِنْ رَبِّه۪ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ اٰمَنَ بِاللّٰهِ وَمَلٰٓئِكَتِه۪ وَكُتُبِه۪ وَرُسُلِه۪ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ اَحَدٍ مِنْ رُسُلِه۪... ﴾ (البقرة:٢٨٥)
    Eğer sen dalalette boğulup çıkamıyorsan yine cehennemin vücudu, bin derece idam-ı ebedîden hayırlıdır ve kâfirlere de bir nevi merhamettir. Çünkü insan hattâ yavrulu hayvanat dahi akrabasının ve evladının ve ahbabının lezzetleriyle ve saadetleriyle lezzetlenir, bir cihette mesud olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن السبب الذي أدى إلى إيضاح هذه الآية الجامعة السامية العظيمة ودعا إلى بيانها؛ هو حالة خاصة معينة نتجت عن سؤال معنوي مثير، وعن انكشاف نعمة إلهية عظيمة، كالآتي:
    Şu halde sen ey mülhid, dalaletin itibarıyla ya idam-ı ebedî ile ademe düşeceksin veya cehenneme gireceksin! Şerr-i mahz olan adem ise senin bütün sevdiklerin ve saadetleriyle memnun ve bir derece mesud olduğun umum akraba ve asıl ve neslin seninle beraber idam olmasından, binler derece cehennemden ziyade senin ruhunu ve kalbini ve mahiyet-i insaniyeni yandırır. Çünkü cehennem olmazsa cennet de olmaz. Her şey senin küfrün ile ademe düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقد ورد إلى الروح هذا السؤال: لِمَ يُعتبر كافرا من يُنكرُ جزءا من حقيقة إيمانية، ولا يُعدّ مسلما مَن لم يقبلها، مع أن نور الإيمان بالله واليوم الآخر كالشمس يبدد كل ظلام؟
    Eğer sen cehenneme girsen, vücud dairesinde kalsan senin sevdiklerin ve akrabaların ya cennette mesud veya vücud dairelerinde bir cihette merhametlere mazhar olurlar. Demek, herhalde cehennemin vücuduna taraftar olmak sana lâzımdır. Cehennem aleyhinde bulunmak, ademe taraftar olmaktır ki hadsiz dostlarının saadetlerinin hiç olmasına taraftarlıktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم، لِمَ يصبح مرتدا مَن ينكر حقيقة أو ركنا إيمانيا ويرديه إلى الكفر المطلق، ومَن لم يقبلها يخرج من دائرة الإسلام. بينما ينبغي أن ينقذه إيمانه بالأركان الأخرى -إنْ وجِدَ- من ذلك الكفر المطلق؟
    Evet, cehennem ise hayr-ı mahz olan daire-i vücudun Hâkim-i Zülcelal’inin hakîmane ve âdilane bir hapishane vazifesini gören dehşetli ve celalli bir mevcud ülkesidir. Hapishane vazifesini de görmekle beraber, başka pek çok vazifeleri var. Ve pek çok hikmetleri ve âlem-i bekaya ait hizmetleri var. Ve zebani gibi pek çok zîhayatın celaldarane meskenleridir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: إن الإيمان حقيقةٌ واحدة نابعة من ستة أركان متحدة وموحدة لا تقبل التفريق، وهو كليّ لا يتحمل التجزئة، وهو كلٌّ لا تقبل أركانه الانقسام، ذلك لأن كل ركن من تلك الأركان الإيمانية -مع حججها التي تثبته- يُثبت بقيةَ الأركان، فيصبح كل ركن حجة قاطعة عظمى لكل من الأركان الأخرى. لذا فالذي لا يتمكن من جَرح جميع الأركان مع جميع أدلتها يَعجز كليا -من وجهة الحقيقة- عن نفي ركن واحد منها؛ وتفنيد حقيقة واحدة من حقائقها، إلّا أن يغمض المنكر عينيه ويتشبث بعدم القبول أو الرفض، فيدخل عندئذٍ الكفر العنادي، ويسوقه ذلك بمرور الزمن إلى الكفر المطلق، فتنعدم إنسانيتُه ويولي إلى جحيم مادي فضلا عمّا هو فيه من جحيم معنوي.
    '''İkinci Nükte:''' Cehennemin vücudu ve şiddetli azabı, hadsiz rahmete ve hakiki adalete ve israfsız, mizanlı hikmete zıddiyeti yoktur. Belki rahmet ve adalet ve hikmet, onun vücudunu isterler. Çünkü nasıl bin masumların hukukunu çiğneyen bir zalimi cezalandırmak ve yüz mazlum hayvanları parçalayan bir canavarı öldürmek, adalet içinde mazlumlara bin rahmettir. Ve o zalimi affetmek ve canavarı serbest bırakmak, bir tek yolsuz merhamete mukabil yüzer bîçarelere yüzer merhametsizliktir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكما قد بينا باقتضاب في مسائل «الثمرة» دلالةَ الأركان الإيمانية على الحشر كذلك سنبين هنا بإشارات مختصرة جدا ومجملة المغزى العميقَ العظيم لهذه الآية معتمِدين على عنايته سبحانه. وذلك في ست نقاط:
    Aynen öyle de cehennem hapsine girenlerden olan kâfir-i mutlak, küfrüyle hem esma-i İlahiyenin hukukuna inkâr ile tecavüz hem o esmaya şehadet eden mevcudatın şehadetlerini tekzip ile hukuklarına tecavüz ve mahlukatın o esmaya karşı tesbihkârane yüksek vazifelerini inkâr etmekle hukuklarına tecavüz ve kâinatın gaye-i hilkati ve bir sebeb-i vücudu ve bekası olan tezahür-ü rububiyet-i İlahiyeye karşı ubudiyetlerle mukabelelerini ve âyinedarlıklarını tekzip ile hukukuna bir nevi tecavüz ettiği haysiyetiyle öyle azîm bir cinayet, bir zulümdür ki affa kabiliyeti kalmaz. اِنَّ اللّٰهَ لَا يَغ۟فِرُ اَن۟ يُش۟رَكَ بِهٖ âyetinin tehdidine müstahak olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الأولى
    Onu cehenneme atmamak, bir yersiz merhamete mukabil, hukuklarına taarruz edilen hadsiz davacılara hadsiz merhametsizlikler olur. İşte o davacılar, cehennemin vücudunu istedikleri gibi izzet-i celal ve azamet-i kemal dahi kat’î isterler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن «الإيمان بالله» بحججه القاطعة يثبت «الإيمان بالآخرة» مع إثباته سائر الأركان الإيمانية الأخرى. كما وُضّح في «المسألة السابعة».
    Evet, nasıl bir serseri, âsi ve raiyete tecavüz eden bir adam, oranın izzetli hâkimine dese: “Beni hapse atamazsın ve yapamazsın.” diye izzetine dokunsa elbette o şehirde hapis olmasa da o edepsiz için bir hapis yapacak, onu içine atacak.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن سلطنة الربوبية وقدرتها الأزلية وقوتها الباقية وغناها المطلق وحاكمية الألوهية الأبدية الدائمة التي تدير هذا الكون غير المحدود -مع جميع لوازمه وضرورياته- كإدارة قصر أو مدينة.. والتي تصرّف جميعَ شؤونه ضمن نظام وميزان، وتغيّره على وفق حِكَم كثيرة.. والتي تدير الذرات والكواكب، وتجهز الذباب والنجوم معا كالجنود المطيعين للجيش المنسق.. والتي تسوق الجميع -ضمن إرادتها وأمرها- إلى استعراضٍ هائل عام للعبودية الخالصة، من خلال مناورة سامية وابتلاء واختبار وتدريب على الوظائف وتعليم لها، بفعالية ونشاط دائم وسير وجولان مستمر.. هل يمكن، أم هل يُعقَل، لا بل هل هناك أي احتمال قط في أن لا يكون هناك مقر باقٍ، ومملكة دائمة، وظهورٌ خالدٌ وتجلٍّ سرمدي في دارٍ أبدية لمثل هذه السلطنة الأبدية ولمثل هذه الحاكمية الباقية الدائمة؟ حاشا وكلا.. وألف مرة كلا.
    Aynen öyle de kâfir-i mutlak, küfrüyle izzet-i celaline şiddetle dokunuyor. Ve azamet-i kudretine inkâr ile dokunduruyor. Ve kemal-i rububiyetine tecavüzüyle ilişiyor. Elbette cehennemin pek çok vazifeler için pek çok esbab-ı mûcibesi ve vücudunun hikmetleri olmasa da öyle kâfirler için bir cehennemi halk etmek ve onları içine atmak, o izzet ve celalin şe’nidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فسلطنة ربوبية الله جل وعلا وعظمتها إذن، وأغلب أسماء الله الحسنى -كما جاء في «المسألة السابعة»- وجميع دلائلِ وحججِ وجوبِ وجوده سبحانه وتعالى، تشهد جميعا وتدل على «الآخرة» وتقتضيها.
    Hem mahiyet-i küfür dahi cehennemi bildirir. Evet, nasıl ki imanın mahiyeti eğer tecessüm etse lezzetleriyle bir cennet-i hususiye şekline girebilir ve cennetten bu noktadan gizli haber verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما أعظمَ مرتكز هذا الركن الإيماني العظيم، وما أَمْتَنَ نقطة استناده! أَلَا فأدرِكْ ذلك، وصدِّق به كأنك تراه.
    Aynen öyle de Risale-i Nur’da delilleriyle ispat ve baştaki meselelerde dahi işaret edilmiş ki küfrün ve bilhassa küfr-ü mutlakın ve nifakın ve irtidadın öyle karanlıklı ve dehşetli elemleri ve manevî azapları var. Eğer tecessüm etse o mürted adama bir hususi cehennem olur. Ve büyük cehennemden bu cihette gizli haber verir. Ve bu fidanlık dünya mezraasındaki hakikatçikler âhirette sümbüller vermesi noktasından bu zehirli çekirdek, o zakkum ağacına işaret eder. “Ben onun bir mâyesiyim.” der. “Ve beni kalbinde taşıyan bedbaht için o zakkum ağacının bir hususi numunesi, benim meyvem olur.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن «الإيمان بالله» كما لا يمكن أن يكون دون «الإيمان بالآخرة» كذلك لا يمكن ولا يُعقل، أن يكون «الإيمان بالله» دون «الإيمان بالرسل» -مثلما ذُكِر ملخصا في «رسالة الحشر»-.
    Madem küfür hadsiz hukuka bir tecavüzdür, elbette hadsiz bir cinayettir. Öyle ise hadsiz bir azaba müstahak eder. Madem bir dakika katl, on beş sene cezada (sekiz milyona yakın dakikada) hapis azabını çekmesini adalet-i beşeriye kabul edip maslahata ve hukuk-u âmmeye muvafık görür. Elbette bir küfür, bin katl kadar olması cihetiyle bir dakika küfr-ü mutlak, sekiz milyara yakın dakikalarda azap çekmesi, o kanun-u adalete muvafık geliyor. Bir sene ömrünü o küfürde geçiren, iki trilyon sekiz yüz seksen milyara yakın dakikada azaba müstahak ve خَالِدٖينَ فٖيهَٓا اَبَدًا sırrına mazhar olur. Her ne ise…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وذلك: أن الله تعالى الذي خلق هذا الكون إظهارا لألوهيته ومعبوديته، على هيئة كتاب صمداني مجسم بحيث تعبِّر كلُّ صحيفة من صحائفه عن معاني كتاب، ويُظهِر كل سطر من أسطره معنَى صحيفةٍ.. وخَلَقَه على شكل قرآن سبحاني مجسم بحيث إن كل آيةٍ من آياته التكوينية، وكل كلمةٍ من كلماته، بل حتى كل حرف منه وكل نقطة بمثابة معجزة تقدسه وتسبّحه.. وخلقه على صورة مسجد رحماني مهيب وزيّنه بما لا يحد من الآيات والنقوش الحكيمة، بحيث إن في كل زاوية من زواياه طائفة منهمكة بنوع من العبادة الفطرية لخالقهم الرحمن..
    Kur’an-ı Hakîm’in cennet ve cehennem hakkındaki mu’cizane izahatı ve Kur’an’ın tefsiri ve ondan gelen Risale-i Nur’un cennet ve cehennemin vücudlarına dair hüccetleri, daha başka beyana ihtiyaç bırakmamışlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يمكن أن لا يرسِل هذا الخالق المعبود الحق أساتذةً ليدرّسوا معاني ما في ذلك الكتاب الكبير ويعلموا ما فيه؟.. أم هل يمكن أن لا يَبعث مفسرين ليفسروا آياتِ ذلك القرآن المجسم الصمداني؟.. أم هل يمكن أن لا يعيّن أئمةً لذلك المسجد الأكبر ليؤموا الذين يعبدونه بأنماط وأشكال مختلفة من العبادات؟.. أم هل يمكن أن لا يزوِّد أولئك الأساتذةَ والمفسرين والأئمة بالأوامر السلطانية؟ حاشا لله وكلا.. وألف مرة كلا.!
    وَيَتَفَكَّرُونَ فٖى خَل۟قِ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ رَبَّنَا مَا خَلَق۟تَ هٰذَا بَاطِلًا سُب۟حَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ۝ رَبَّنَا اص۟رِف۟ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ اِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ۝ اِنَّهَا سَٓاءَت۟ مُس۟تَقَرًّا وَمُقَامًا gibi pek çok âyetlerin ve başta Resul-i Ekrem (asm) ve umum peygamberler ve ehl-i hakikatin her vakit dualarında, en ziyade اَجِر۟نَا مِنَ النَّارِ ۝ نَجِّنَا مِنَ النَّارِ ۝ خَلِّص۟نَا مِنَ النَّارِ ve vahiy ve şuhuda binaen onlarca kat’iyet kesbeden cehennemden bizi hıfzeyle, demeleri gösteriyor ki '''nev-i beşerin en büyük meselesi, cehennemden kurtulmaktır.''' Ve kâinatın pek çok ehemmiyetli ve muazzam ve dehşetli bir hakikati cehennemdir ki bir kısım o ehl-i şuhud ve keşif ve tahkik onu müşahede eder. Ve bir kısmı tereşşuhatını ve gölgelerini görür, dehşetinden feryat ederler. “Bizi ondan kurtar!” derler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن الخالق الرحيم الكريم الذي خلق هذا الكون إظهارا لجمال رحمته على ذوي الشعور وحسن رأفته بهم وكمال ربوبيته لهم، وليحثهم على الشكر والحمد، قد خلقه على هيئةِ دارِ ضيافة فخمة، ومعرض رائع واسع، ومتنـزه جميل بديع. وأعدّ فيه ما لا يحد من النعم اللذيذة المتنوعة المختلفة، ونظّم فيه ما لا يعد من خوارق الصنعة وبدائعها الرائعة..
    Evet, bu kâinatta hayır şer, lezzet elem, ziya zulmet, hararet bürudet, güzellik çirkinlik, hidayet dalalet birbirine karşı gelmesi ve içine girmesi, pek büyük bir hikmet içindir. Çünkü şer olmazsa hayır bilinmez. Elem olmazsa lezzet anlaşılmaz. Zulmetsiz ziya, ehemmiyeti olmaz. Soğukla, hararetin dereceleri tahakkuk eder. Çirkinlik ile, hüsnün tek bir hakikati bin hakikat ve binler çeşit hüsün mertebeleri vücud bulur. Cehennemsiz cennetin pek çok lezzetleri gizli kalır. Bunlara kıyasen her şey bir cihette zıddıyla bilinebilir. Ve bir tek hakikati, sümbül verip çok hakikatler olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يمكن أن لا يتكلم هذا الخالق الرحيم الكريم بواسطة رسله، مع ذوي الشعور من مخلوقاته في دار ضيافته الفاخرة هذه.. أم هل يُعقل أن لا يعلمهم وظائف شكرهم وكيفية امتنانهم تجاه تلك النعم الجسيمة، ومهام عبوديتهم تجاه رحمته السابغة وتودده الظاهر؟! كلا.. ثم ألف ألف مرة كلا.!
    Madem bu karışık mevcudat dâr-ı fâniden dâr-ı bekaya akıp gidiyor; elbette nasıl ki hayır, lezzet, ışık, güzellik, iman gibi şeyler cennete akar. Öyle de şer, elem, karanlık, çirkinlik, küfür gibi zararlı maddeler cehenneme yağar. Ve bu mütemadiyen çalkanan kâinatın selleri o iki havuza girer, durur. Kerametli Yirmi Dokuzuncu Söz’ün âhirindeki remizli nüktelerine havale ederek kısa kesiyoruz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن الخالق الذي يحب خلقَه وصنعته، ويريد جلب الإعجاب والتقدير إليه، بل يطلب استحسانه وإكباره، بدلالة إيداعه الإحساسَ بآلاف الأنواع من الأذواق في الأفواه، فيعرّف نفسه سبحانه بكل مخلوق من مخلوقاته ويظهر به نوعا من جماله المعنوي ويجعله موضع حب مخلوقاته، فزيّن هذا الكون ببدائع صنائعه ومخلوقاته.
    Ey bu Medrese-i Yusufiyede benim ders arkadaşlarım! Bu dehşetli haps-i ebedîden kurtulmanın kolayı, çaresi; bu dünyevî hapsimizden istifade ederek elimiz mecburiyetle yetişmeyen çok günahlardan kurtulduğumuzla beraber, eski günahlardan tövbe edip farzlarımızı eda ederek her bir saat bu hapisteki ömrümüzü bir gün ibadet hükmüne getirmekle o ebedî hapisten necatımız ve o nurani cennete girmemiz için en iyi bir fırsattır. Bu fırsatı kaçırırsak dünyamız ağladığı gibi âhiretimiz dahi ağlayacak. خَسِرَ الدُّن۟يَا وَ ال۟اٰخِرَةَ tokadını yiyeceğiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يُعقل أن لا يتكلم هذا الخالق البديع مع أفاضل الإنسان الذي هو سيد المخلوقات؟.. وهل يمكن أن لا يبعث مِن أولئك الأفاضل رسـلا، فتظلَّ تلك الصنائع الجميلة دون تقدير، ويظل جمال تلك الأسماء الحسنى الخارقة دون استحسان ولا إعجاب، ويظل تعريفه وتحبيبه دون مقابل؟! حاشا لله وكلا.. ثم ألف مرة كلا!
    '''Bu makam yazıldığı zaman Kurban Bayramı geldi.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن المتكلم العليم الذي يستجيب -في الوقت المناسب- لدعوات جميع ذوي الحياة، ملبيا حاجاتها الفطرية، ومغيثا تضرعاتها ورغباتها المرفوعة إليه بلسان الحال، فيتكلم صراحة فعلا وحالا بإحساناته غير النهائية لهم وإنعاماته غير المحدودة عليهم، مُظهِرا القصد والاختيار والإرادة. فهل يمكن وهل يعقل أن يتكلم هذا المتكلم العليم مع أصغر كائن حي فعلا وحالا ويسعفَ داءه ويغيثَه بإحسانه ويسد حاجاته، ثم لا يقابلَ الرؤساء المعنويين للإنسان الذي هو سيد أغلب المخلوقات الأرضية، وهو خليفة الله في أرضه، وهو النتيجة المستخلصة من الكائنات؟.. أم هل يعقل أن لا يتكلم معهم قولا وكلاما مثلما يتكلم مع كل ذي حياة فعلا وحالا؟.. أم هل يمكن أن لا يرسل معهم أوامره، وصحفه وكتبه المقدسة؟ حاشَ لله.. ثم ألف مرة كلا.!
    اَللّٰهُ اَك۟بَرُ ۝ اَللّٰهُ اَك۟بَرُ ۝ اَللّٰهُ اَك۟بَرُ ler ile nev-i beşerin beşten birisine, üç yüz milyon insanlara birden اَللّٰهُ اَك۟بَرُ dedirmesi; koca küre-i arz, büyüklüğü nisbetinde o اَللّٰهُ اَك۟بَرُ kelime-i kudsiyesini semavattaki seyyarat arkadaşlarına işittiriyor gibi yirmi binden ziyade hacıların Arafat’ta ve iyd’de beraber, birden اَللّٰهُ اَك۟بَرُ demeleri, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın bin üç yüz sene evvel âl ve sahabeleriyle söylediği ve emrettiği اَللّٰهُ اَك۟بَرُ kelâmının bir nevi aks-i sadâsı olarak rububiyet-i İlahiyenin رَبُّ ال۟اَر۟ضِ وَ رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ azamet-i unvanıyla küllî tecellisine karşı geniş ve küllî bir ubudiyetle bir mukabeledir, diye tahayyül ve his ve kanaat ettim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا يُثبِت «الإيمانُ بالله» مع حججه القاطعة الثابتة الإيمانَ «بكتبه» المقدسة «وبرسله» الكرام عليهم السلام.
    Sonra, acaba bu kelâm-ı kudsînin bizim meselemizle dahi münasebeti var mı, diye tahattur ettim. Birden hatıra geldi ki başta bu kelâm olarak sair bâkiyat-ı salihat unvanını taşıyan سُب۟حَانَ اللّٰهِ ve اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ ve لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ gibi şeairden çok kelâmlar, cüz’î ve küllî meselemizi ihtar ve tahakkukuna işaret ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن الذي جعل الكون يدوي بحقيقة القرآن ويترنم بها، والذي عَرَفَ وعَرَّفَ بأكمل وجهٍ ذلك الخالقَ البديع فأحبَّه وحَبَّبه، وأدى شكره له ودلّ الآخرين على القيام بشكره، بل جعل الأرض تردد: «سبحان الله والحمد لله والله أكبر» حتى أسمعت السماوات العلى.. والذي قابل الربوبية الظاهرة للخالق بعبودية واسعة كلية، فقاد خُمس البشرية كمية ونصفها نوعية خلال ألف وثلاثمائة سنة قيادة أهاج بها البر والبحر وملأهما شوقا ووجدا.. والذي هتف بالقرآن الكريم في أذن الكون وعلى مدى جميع العصور إزاء المقاصد الإلهية، فألقى درسا عظيما، ودعا بدعوة كريمة، مُظهِرا وظيفةَ الإنسان وقيمته، ومبينا مرتبته ومنـزلته.. ذلك هو محمد الأمين ﷺ الصادق المصدّق بألف معجزةٍ ومعجزة.
    Mesela اَللّٰهُ اَك۟بَرُ in bir vech-i manası, Cenab-ı Hakk’ın kudreti ve ilmi her şeyin fevkinde büyüktür, hiçbir şey daire-i ilminden çıkamaz, tasarruf-u kudretinden kaçamaz ve kurtulamaz. Ve korktuğumuz en büyük şeylerden daha büyüktür. Demek haşri getirmekten ve bizi ademden kurtarmaktan ve saadet-i ebediyeyi vermekten daha büyüktür. Her acib ve tavr-ı aklın haricindeki her şeyden daha büyüktür ki مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ âyetinin sarahat-i kat’iyesi ile nev-i beşerin haşri ve neşri, bir tek nefsin icadı kadar o kudrete kolay gelir. Bu mana itibarıyladır ki darb-ı mesel hükmünde, büyük musibetlere ve büyük maksatlara karşı herkes “Allah büyüktür, Allah büyüktür.” der, kendine teselli ve kuvvet ve nokta-i istinad yapar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يمكن ألا يكون هذا العبد العزيز المصطفى المختار أكرمَ رسولٍ لذلك المعبود الحق؟.. وهل يمكن أن لا يكون أعظم نبي له؟ حاشا وكلا.. ألف ألف مرة كلا.!
    Evet, nasıl ki Dokuzuncu Söz’de, bu kelime iki arkadaşıyla bütün ibadatın fihristesi olan namazın çekirdekleri ve hülâsaları ve içinde ve tesbihatında tekrar ile namazın manasını takviye için سُب۟حَانَ اللّٰهِ ۝ اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ ۝ اَللّٰهُ اَك۟بَرُ üç muazzam hakikatlere ve insanın kâinatta gördüğü medar-ı hayret, medar-ı şükran ve medar-ı azamet ve kibriya, acib ve güzel ve büyük, pek çok fevkalâde şeylerden aldığı hayret ve lezzet ve heybetten neş’et eden suallerine pek kuvvetli cevap verdiği gibi On Altıncı Söz’ün âhirinde izah edilen şu:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فحقيقةُ «أشهد أن لا إله إلا الله» مع حججها إذن تُثبت حقيقةَ «أشهد أن محمدا رسول الله».
    Nasıl bir nefer, bayramda bir müşir ile beraber huzur-u padişaha girer; sair vakitte zabitinin makamı ile onu tanır. Aynen öyle de her adam hacda bir derece veliler gibi Cenab-ı Hakk’ı رَبُّ ال۟اَرَضِ وَ رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ unvanı ile tanımaya başlar. Ve o kibriya mertebeleri kalbine açıldıkça ruhunu istila eden mükerrer ve hararetli hayret suallerine yine اَللّٰهُ اَك۟بَرُ tekrarıyla umumuna cevap verdiği misillü; On Üçüncü Lem’a’nın âhirinde izahı bulunan ki şeytanların en ehemmiyetli desiselerini köküyle kesip cevab-ı kat’î veren yine اَللّٰهُ اَك۟بَرُ olduğu gibi bizim âhiret hakkındaki sualimize de kısa fakat kuvvetli cevap verdiği misillü اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ cümlesi dahi haşri ihtar edip ister.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن الخالق الذي جعل مخلوقاته يتبادلون الكلام بمئات الآلاف من الألسنة واللغات وهو الذي يسمع كلام الجميع ويعرفه، فهل يمكن أن لا يتكلم هو؟.. كلا ثم كلا!
    Bize der: “Manam âhiretsiz olmaz. Çünkü ezelden ebede kadar her kimden ve her kime karşı bütün hamd ve şükür ona mahsustur, ifade ettiğimden bütün nimetlerin başı ve nimetleri hakiki nimet yapan ve bütün zîşuuru ademin hadsiz musibetlerinden kurtaran, yalnız saadet-i ebediye olabilir. Ve benim o küllî manama mukabele eder.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم هل يعقل أن لا يعلّم مقاصده الإلهية بكتاب عظيم كالقرآن الكريم الذي يجيب عن ثلاثة أسئلة تحار العقول أمامها: من أين تأتي هذه المخلوقات؟ والى أين المصير؟ ولماذا تتعاقب ثم لا تلبث أن تغيب؟... كلا.
    Evet, her mü’min namazlardan sonra, her gün hiç olmazsa yüz elliden ziyade اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ ۝ اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ şer’an demesi ve manası da ezelden ebede kadar bir hadsiz geniş hamd ve şükrü ifade etmesi ancak ve ancak saadet-i ebediyenin ve cennetin peşin bir fiyatı ve muaccel bir pahasıdır. Ve dünyanın kısa ve fâni elemlerle âlûde olan nimetlerine münhasır olmaz ve mahsus değil ve onlara da ebedî nimetlere vesile olmaları cihetiyle bakar, şükreder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالقرآن الكريم الذي نوّر ثلاثة عشر قرنا وأضاءَها.. والذي يتناقله في كل ساعة مائةُ مليون لسانٍ بكل إجلالٍ وتوقير.. والذي سُطّر في صدور ملايين الحفاظ بكل سمو وقداسة.. والذي أدار بقوانينه القسمَ الأعظم من البشرية، وربّى نفوسهم وزكّى أرواحهم، وصفّى قلوبهم وأرشد عقولهم.. والذي هو معجزة خالدة كما أثبتنا إعجازه بأربعين وجها في رسائل النور، فوضح أن له إعجازا لكل طبقة من الطبقات الأربعين للناس (كما جاء في «المكتوب التاسع عشر» ذي الكرامة الخارقة).. هذا القرآن العظيم استحق بحق أن يطلق عليه: «كلام الله» فأصبح محمد ﷺ مع آلاف من معجزاته معجزةً باهرة له.
    سُب۟حَانَ اللّٰهِ kelime-i kudsiyesi ise Cenab-ı Hakk’ı şerikten, kusurdan, noksaniyetten, zulümden, aczden, merhametsizlikten, ihtiyaçtan ve aldatmaktan ve kemal ve cemal ve celaline muhalif olan bütün kusurattan takdis ve tenzih etmek manasıyla, saadet-i ebediyeyi ve celal ve cemal ve kemal-i saltanatının haşmetine medar olan dâr-ı âhireti ve ondaki cenneti ihtar edip delâlet ve işaret eder. Yoksa sâbıkan ispat edildiği gibi saadet-i ebediye olmazsa hem saltanatı hem kemali hem celal hem cemal hem rahmeti, kusur ve noksan lekeleriyle lekedar olurlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يمكن أن لا يكون هذا القرآن الكريم كلامَ ذلك المتكلم الأزلي سبحانه؟ وهل يمكن أن لا يكون أوامرُ ذلك الخالق السرمدي جل وعلا؟ حاشا لله وكلا ألف ألف مرة كلا!
    İşte bu üç kudsî kelimeler gibi بِس۟مِ اللّٰهِ ve لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ve sair kelimat-ı mübareke, her biri erkân-ı imaniyenin birer çekirdeği ve bu zamanda keşfedilen et hülâsası ve şeker hülâsası gibi hem erkân-ı imaniyenin hem Kur’an hakikatlerinin hülâsaları ve bu üçü namazın çekirdekleri oldukları gibi Kur’an’ın dahi çekirdekleri ve parlak bir kısım surelerin başlarında pırlanta gibi görünmeleri ve çok sünuhatı tesbihatta başlayan Risale-i Nur’un dahi hakiki madenleri ve esasları ve hakikatlerinin çekirdekleridirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فـ«الإيمان بالله» مع جميع حججه إذن يُثبت أنَّ القرآن الكريم كلام الله عز وجل.
    Ve velayet-i Ahmediye ve ubudiyet-i Muhammediye aleyhissalâtü vesselâm cihetinde, öyle bir daire-i zikirde, namazdan sonraki tesbihatta bir tarîkat-ı Muhammediyenin (asm) virdidirler ki her namaz vaktinde yüz milyondan ziyade mü’minler beraber, o halka-i kübra-yı zikirde, ellerinde tesbihler سُب۟حَانَ اللّٰهِ otuz üç, اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ otuz üç, اَللّٰهُ اَك۟بَرُ otuz üç defa tekrar ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن السلطان ذا الجلال الذي يملأ سطح الأرض بذوي الحياة باستمرار ويفرغه، مُعمِّرا دنيانا بذوي الشعور لأجل معرفته سبحانه وعبادته وتسبيحه.
    İşte böyle gayet muhteşem bir halka-i zikirde, sâbıkan beyan ettiğimiz gibi hem Kur’an’ın hem imanın hem namazın hülâsaları ve çekirdekleri olan o üç kelime-i mübarekeyi namazdan sonra otuz üçer defa okumak ne kadar kıymettar ve sevaplı olduğunu elbette anladınız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هل يمكن لهذا السلطان ذي الجلال أن يترك السماوات والنجوم خالية فارغة، ولا يعمِّر تلك القصور السماوية بأهالي وسكنة تناسبها؟..
    Bu risalenin başında Birinci Meselesi namaza dair güzel bir ders olduğu gibi hiç düşünmediğim halde, âdeta ihtiyarsız olarak onun âhiri de namaz tesbihatına dair ehemmiyetli bir ders oldu.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهل يمكن أن يترك (هذا السلطانُ العظيم) سلطنةَ ربوبيته في أوسع ممالكه بلا هيبة وعظمة، وبلا موظفين مأمورين، وبلا سفراء رسل، وبلا ناظرين مشرفين، وبلا مشاهدين معجبين، وبلا عباد مكرمين، وبلا رعايا مطيعين؟ حاشا لله وكلا.. بعدد الملائكة.
    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى اِن۟عَامِهٖ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن الحاكم الحكيم والعليم الرحيم الذي كتب هذا الكون بشكل كتاب، حتى سجَّل تاريخ حياة كل شجرة في كل بذر من بذورها، ودوّن وظائفَ حياةِ كلِ عشب ومهامَّ كل زهر في جميع نواها. وكتّب جميع حوادث الحياة لكل ذي شعور في قواه الحافظة الصغيرة كحبة الخردل. واحتفظ بكل عمل في ملكه كافة وبكل حادثة في دوائر سلطنته بالتقاط صورها المتعددة، والذي خلق الجنة والنار والصراط والميزان الأكبر لأجل تجلياتِ وتحققِ العدالة والحكمة والرحمة التي هي أهم أساس للربوبية..
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهل يمكن لهذا الحاكم الحكيم ولهذا العليم الرحيم أن لا يسجِل أعمالَ الإنسان التي تتعلق بالكائنات؟..
    == DOKUZUNCU MESELE ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهل يمكن أن لا يدون أفعالَه للثواب والعقاب ولا يكتبَ سيئاته وحسناته في ألواح القَدَر؟! حاشا لله وكلا بعدد حروف ما كتب في اللوح المحفوظ للقدر.
    بِس۟مِ اللّٰهِ الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أي إن حقيقة «الإيمان بالله» مع حججها تُثبت حقيقةَ «الإيمان بالملائكة» كما تثبت حقيقةَ «الإيمان بالقدر» أيضا إثباتا قاطعا. كالشمس التي تظهر النهار والنهار الذي يدل على الشمس.
    اٰمَنَ الرَّسُولُ بِمَٓا اُن۟زِلَ اِلَي۟هِ مِن۟ رَبِّهٖ وَال۟مُؤ۟مِنُونَ كُلٌّ اٰمَنَ بِاللّٰهِ وَمَلٰٓئِكَتِهٖ وَكُتُبِهٖ وَرُسُلِهٖ لَا نُفَرِّقُ بَي۟نَ اَحَدٍ مِن۟ رُسُلِهٖ ... اِلٰى اٰخِرِ ال۟اٰيَة
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فالأركان الإيمانية يثبت بعضها البعض الآخر.
    Bu âyet-i ecma ve a’lâ ve ekber’in bir küllî ve uzun nüktesini beyan etmeye, bir dehşetli manevî sual ve bir azametli ve İlahî bir nimetin inkişafından neş’et eden bir hal sebebiyet verdiler. Şöyle ki manen ruha geldi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الثانية
    Neden bir cüz’î hakikat-i imaniyeyi inkâr eden kâfir olur ve kabul etmeyen Müslüman olmaz? Halbuki Allah ve âhirete iman, birer güneş gibi o karanlığı izale etmek lâzım geliyor. Hem neden bir rükün ve hakikat-i imaniyeyi inkâr eden mürted olur, küfr-ü mutlaka düşer ve kabul etmeyen İslâmiyet’ten çıkar? Halbuki sair erkân-ı imaniyeye imanı varsa onu küfr-ü mutlaktan kurtarmak lâzım geliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن جميع ما دعت إليه الكتب والصحف السماوية وفي مقدمتها القرآن الكريم، وجميعَ الدعوات التي قام بها الأنبياء عليهم السلام وفي مقدمتهم محمد ﷺ، تدور على أُسس ثابتة وأركان معينة. ولقد سعى جميعُهم لإثبات الأسس وتلقينها للآخرين. لذا فجميع الحجج والدلائل التي تَشهد على نبوتهم وصدقهم متوجهةٌ معا إلى تلك الأُسس والأركان مما يزيدها قوة وأحقية. وما تلك الأُسس إلّا الإيمان بالله، وباليوم الآخر، وبملائكته، وكتبه، ورسله، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى.
    '''Elcevap:''' İman, altı rüknünden çıkan öyle bir vahdanî hakikattir ki tefrik kabul etmez. Ve öyle bir küllîdir ki tecezzi kaldırmaz. Ve öyle bir külldür ki kabil-i inkısam olmazlar. Çünkü her bir rükn-ü imanî, kendini ispat eden hüccetleriyle sair erkân-ı imaniyeyi ispat eder. Her biri, her birisine gayet kuvvetli bir hüccet-i a’zam olur. Öyle ise bütün erkânı, bütün delilleriyle sarsmayan bir fikr-i bâtıl, hakikat nazarında bir tek rüknü, belki bir hakikati iptal edip inkâr edemez. Belki adem-i kabul perdesi altında gözünü kapamakla bir küfr-ü inadî yapabilir. Gitgide küfr-ü mutlaka düşer, insaniyeti mahvolur. Hem maddî hem manevî cehenneme gider.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلا يمكن إذن التفريق بين أركان الإيمان الستة إطلاقا، حيث إن كل ركن من الأركان يثبت الأركان عامة بل يستدعيها ويقتضيها، لذا فإن الأركان الستة كلٌّ لا يقبل التجزئة البتة، وكلي لا يمكن أن ينقسم أبدا. فكما أن كل غصن من أغصان الشجرة المباركة (شجرة طوبى) الممتد جذرها في السماء، وكلَّ ثمرٍ من ثمارها وكل ورقة من أوراقها يستند على الحياة الخالدة لتلك الشجرة، فلا يمكن لأحد أن ينكر حياة ورقة واحدة متصلةٍ بتلك الشجرة ما لم يتمكن له إنكار حياة تلك الشجرة الظاهرة ظهورا ساطعا كالشمس. ولئن أنكر فإن تلك الشجرة تكذبه بعدد أغصانها وثمارها وأوراقها وتسكته، كذلك الإيمان بأركانه الستة هو بالصورة نفسها.
    İşte biz bu makamda, gayet muhtasar işaretlerle ve Meyve Risalesi’nde haşrin ispatında sair erkân-ı imaniye, haşri de ispat ettiklerini kısacık hülâsalarla beyanı gibi bu makamda dahi mücmel fezleke ve muhtasar hülâsalarla Cenab-ı Hakk’ın inayetiyle bu nükte-i a’zam altı noktada beyan edilecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا ولقد كانت النية معقودة على بيان الأركان الإيمانية الستة في ست نقاط وفي كل نقطة خمس نكات ذات مغزى، وكانت الرغبة متوجهة إلى إجابة السؤال المثير الوارد في المقدمة ببيان أكثر وتوضيح أوسع، إلّا أن عوائق وعوارض حالت دون ذلك. بيد أنني أخال أن «النقطة الأولى» لم تدع سبيلا لإيضاحٍ أكثر لأهل الدراية، حيث إنها مقياس كافٍ للموضوع.
    '''BİRİNCİ NOKTA'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا وضِّح تماما أنه؛ إذا ما أنكر المسلم أيةَ حقيقة إيمانية كانت فإنه يتردى إلى الكفر المطلق؛ إذ تسلسلت الأركان الإيمانية بعضُها ببعض، وفصّل الإسلام ووضح ما أُجمِل في الأديان الأخرى. فالمسلم الذي لا يعرف محمدا ﷺ ولا يصدِّق به فلا يعرف الله سبحانه (بصفاته) ولا يعرف الآخرة كذلك.. فإيمان المسلم قوي ورصين إلى درجة لا يتزعزع أبدا ولا يدع مجالا للإنكار قطعا، لاستناده إلى حجج كثيرة جدا، حتى كأن العقل يرضخ رضوخا لقبول هذا الإيمان.
    İman-ı Billah, kendi hüccetleriyle hem sair rükünlerini hem iman-ı bi’l-âhireti ispat eder ki Meyve Risalesi’nin Yedinci Mesele’sinde güzelce göstermiş. Evet, bu hadsiz kâinatı bir saray, bir şehir, bir memleket gibi bütün levazımı ile idare eden ve mizan ve intizam dairesinde çeviren ve hikmetlerle değiştiren ve zerratı ve seyyaratı ve sinekleri ve yıldızları birer muntazam ordu gibi beraber teçhiz ve idare eden ve emir ve iradesi dairesinde mütemadiyen bir ulvi manevra içinde talim ve tavzifatla faaliyete ve seyr ü cevelana ve ubudiyetkârane bir resm-i küşada ve seyahate getiren ezelî ve bâki bir saltanat-ı rububiyet ve ebedî ve daimî bir hâkimiyet-i uluhiyet, hiç mümkün müdür ve hiç akıl kabul eder mi ve hiçbir ihtimal var mı ki o ebedî ve sermedî ve bâki ve daimî saltanatın bâki bir makarrı ve daimî bir medarı ve sermedî bir mazharı olan dâr-ı âhiret olmasın? Bin defa hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الثالثة
    Demek, Cenab-ı Hakk’ın saltanat-ı rububiyeti ve –Yedinci Mesele’de beyan edildiği gibi– ekser isimleri ve vücub-u vücudunun hüccetleri, âhirete şehadet ederler ve isterler. Ve bu kutb-u imanî ne kadar kuvvetli bir nokta-i istinadı var; gör, bil, görür gibi inan.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت ذات مرة: «الحمد لله». ثم بحثت عن نعمة عظيمة جدا تقابل معناها الواسع جدا، فخطر على القلب الجملة الآتية:
    Hem nasıl iman-ı billah âhiretsiz olmaz, öyle de Onuncu Söz’de kısa işaretlerle beyan edildiği gibi hiçbir cihette mümkün müdür ve hiç akıl kabul eder mi ki uluhiyet ve mabudiyetin tezahürü için bu kâinatı öyle bir mücessem kitab-ı Samedanî ki her sahifesi bir kitap kadar ve her satırı bir sahife kadar manaları ifade eder. Ve öyle cismanî bir Kur’an-ı Sübhanî ki her bir âyet-i tekviniyesi ve her bir kelimesi, hattâ her bir noktası, her bir harfi birer mu’cize hükmündedir. Ve öyle muhteşem ve içi hadsiz âyâtla ve manidar nakışlarla tezyin edilmiş bir mescid-i Rahmanîdir ki her bir köşesinde bir taife, bir nevi ibadet-i fıtriye ile iştigal eder bir şekilde halk eden bir Allah, bir Mabud-u Bi’l-hak, o kitab-ı kebirin manalarını ders verecek üstadları ve o Kur’an-ı Samedanî’nin âyetlerini tefsir edecek müfessirleri elçi olarak göndermesin ve o mescid-i ekberde hadsiz tarzlarda ibadet edenlere imamları tayin etmesin ve o üstadlara ve müfessirlere ve imamlara fermanları vermesin? Hâşâ, yüz bin hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    [الحمد لله على الإيمان بالله، وعلى وحدانيته، وعلى وجوب وجوده وعلى صفاته، وأسمائه، حمدا بعدد تجليات أسمائه من الأزل إلى الأبد].
    Hem cemal-i rahmetini ve hüsn-ü şefkatini ve kemal-i rububiyetini zîşuurlara göstermek ve onları şükre ve hamde sevk etmek için bu kâinatı öyle bir ziyafetgâh ve bir teşhirgâh ve öyle bir seyrangâh ki hadsiz çeşit çeşit, leziz nimetler ve gayet antika, hadsiz hârika sanatlar içinde dizilmiş bir tarzda halk eden bir Sâni’-i Rahîm ve Kerîm hiç mümkün müdür ve hiç akıl kabul eder mi ki o ziyafetgâhtaki zîşuur mahluklar ile konuşmasın ve onlara o nimetlere mukabil elçileri vasıtasıyla vazife-i teşekküriyeyi ve tezahür-ü rahmetine ve sevdirmesine karşı vazife-i ubudiyeti bildirmesin? Hâşâ, binler hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فتأملت فيها فوجدتها مطابِقة تماما للمعنى.. وهي كالآتي: (<ref>انتهى النص هنا وكأن الستار أسدل أمام الأستاذ فلم يستمر بالكتابة، أو لعل الظروف المحيطة به حالت دون ذلك، فاكتفى بالفقرات السابقة.</ref>)
    Hem hiç mümkün müdür bir sâni’ sanatını sever, beğendirmek ister; hattâ ağızların bin çeşit zevklerini nazara alması delâletiyle, takdir ve tahsinlerle karşılanmak arzu eder ve her bir sanatıyla kendini hem tanıttırmak hem sevdirmek hem bir çeşit manevî cemalini göstermek ister bir tarzda bu kâinatı antika sanatlarla süslendirdiği halde, kâinattaki zîhayatın kumandanları olan insanlara onların büyüklerinden bir kısmı ile konuşup elçi olarak göndermesin; güzel sanatları takdirsiz ve fevkalâde hüsn-ü esması tahsinsiz ve tanıttırması ve sevdirmesi mukabelesiz kalsın? Hâşâ, yüz bin hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ..
    Hem bütün zîhayatın ihtiyacat-ı fıtriyeleri için dualarına ve hal dili ile edilen bütün ilticalara ve arzulara, vakti vaktine, kasd ve ihtiyar ve iradeyi gösterir bir tarzda hadsiz in’amlarıyla ve nihayetsiz ihsanatıyla fiilen ve halen sarîh bir surette konuşan bir Mütekellim-i Alîm; hiç mümkün müdür, hiç akıl kabul eder mi, en cüz’î bir zîhayat ile fiilen ve halen konuşsun ve tam derdine derman yetiştiren ihsanıyla derdini dinlesin ve ihtiyacını görsün ve bilsin ve bütün kâinatın en müntehab neticesi ve arzın halifesi ve ekser mahlukat-ı arziyenin kumandanları olan insanların manevî reisleri ile görüşmesin; onlarla, belki her zîhayat ile fiilen ve halen konuştuğu gibi onlar ile kavlen ve kelâmen konuşmasın ve onlara fermanları ve suhuf ve kitapları göndermesin? Hâşâ, hadsiz hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="ONUNCU_MESELE_EMİRDAĞI_ÇİÇEĞİ"></span>
    Demek iman-ı billah, kat’iyetiyle ve hadsiz hüccetleriyle وَ بِكُتُبِهٖ وَ رُسُلِهٖ yani peygamberlere ve mukaddes kitaplara imanı ispat eder.
    == المسألة العاشرة زهرة أميرداغ ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    [رد شاف ومقنع على اعتراضات ترد حول التكرار في القرآن الكريم ]
    Hem hiçbir cihet-i imkânı var mı ve hiç akıl kabul eder mi ki bütün masnuatıyla kendini tanıttırana ve sevdirene ve teşekküratı fiilen ve halen isteyene mukabil; kâinatı velveleye veren hakikat-i Kur’aniye ile zülcelal o sanatkârı, ekmel bir tarzda tanıyıp ve tanıttırıp ve sevip ve sevdirip ve teşekkür edip ve ettirip ve سُب۟حَانَ اللّٰهِ ۝ اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ ۝ اَللّٰهُ اَك۟بَرُ ler ile küre-i arzı semavata işittirecek derecede konuşturup ve kara ve denizleri cezbeye getirecek bir vaziyetle, bin üç yüz sene zarfında nev-i beşerin kemiyeten beşten birisini ve keyfiyeten ve insaniyeten yarısını arkasına alıp o Hâlık’ın bütün tezahürat-ı rububiyetine, geniş ve küllî bir ubudiyetle mukabele eden ve bütün makasıd-ı İlahiyesine karşı Kur’an’ın sureleriyle kâinata ve asırlara bağıran, ders veren, dellâllık eden ve nev-i insanın şerefini ve kıymetini ve vazifesini gösteren ve bin mu’cizatıyla tasdik edilen Muhammed aleyhissalâtü vesselâm, en müntehab mahluku ve en mükemmel elçisi ve en büyük resulü olmasın? Hâşâ ve kellâ! Yüz bin defa hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إخواني الأعزاء الأوفياء!
    Demek اَش۟هَدُ اَن۟ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ hakikati, bütün hüccetleriyle اَش۟هَدُ اَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللّٰهِ hakikatini ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كنت أعاني من حالة مضطربة بائسة حينما تناولت هذه المسألة بالكتابة، لذا اكتنفها شيء من الغموض لكونها بقيت كما جاءت عفو الخاطر. ولكني أدركتُ أن تلك العبارات المشوشة تنطوي على إعجاز رائع. فيا أسفى إذ لم أستطع أن أوفي حقَّ هذا الإعجاز من الأداء والتعبير. فعبارات الرسالة مهما كانت خافتة الأنوار إلّا أنها تعدّ -من حيث تعلقها بالقرآن الكريم- «عبادة فكرية» و«صَدَفَة» تضم لآلئ نفيسة سامية، فالرجاء أن تصرفوا النظر عن قشرتها وتنعمـوا النظر بما فيها من لآلئ ساطعة. فإن وجدتموها جديرة حقا فاجعلوها «المسألة العاشرة» لرسالة الثمرة، وإلّا فاقبلوها رسالة جوابية عن تهانيكم.
    Hem hiç imkân var mı ki bu kâinatın Sâni’i, mahlukatını yüz bin diller ile birbiriyle konuştursun ve onların konuşmalarını işitsin ve bilsin ve kendisi konuşmasın? Hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد اضطررت إلى كتابتها في غاية الإجمال والاقتضاب، لِما كنت أكابد من سوء التغذية وأوجاع الأمراض، حتى إنني أدرجتُ في جملة واحدة منها حقائقَ وحججا غزيرة، وأتممتها -بفضل الله- في يومين من أيام شهر رمضان المبارك. فأرجو المعذرة عما بدر مني من تقصير. (<ref>هذه المسألة زهيرة لطيفة وضاءة لهذا الشهر الكريم ولمدينة «أميرداغ» ألحقت بـ«ثمرة» سجن دنيزلي على أنها «المسألة العاشرة». فهي تزيل بإذن الله ما ينفثه أهلُ الضلالة من سموم الأوهام العفنة حول ظاهرة التكرار في القرآن. وذلك ببيانها حكمةً من حكمها الكثيرة. (المؤلف)</ref>)
    Hem hiç akıl kabul eder mi ki kâinattaki makasıd-ı İlahiyesini bir ferman ile bildirmesin ve muammasını açacak ve mahlukat ne yerden geliyorlar ve ne yere gidecekler ve ne için böyle kafile kafile arkasında buraya gelip bir parça durup geçiyorlar, diye üç dehşetli sual-i umumîye hakiki cevap verecek Kur’an gibi bir kitabı göndermesin? Hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إخوتي الأوفياء الصادقين!
    Hem hiç mümkün müdür ki on üç asrı ışıklandıran ve her saatte yüz milyon lisanlarda kemal-i hürmetle gezen ve milyonlar hâfızların kalplerinde kudsiyetiyle yazılan ve nev-i beşerin keyfiyeten kısm-ı a’zamını kanunlarıyla idare eden ve nefislerini ve ruhlarını ve kalplerini ve akıllarını terbiye ve tezkiye ve tasfiye ve talim eden ve Risale-i Nur’da kırk vech-i i’cazı ispat edilen ve kırk taife ve tabaka-i nâsa ve her bir tabakaya karşı bir nevi i’cazını gösterdiği kerametli ve hârikalı On Dokuzuncu Mektup’ta beyan olunan ve Muhammed aleyhissalâtü vesselâm bin mu’cizatıyla onun bir mu’cizesi olarak hak kelâmullah olduğu kat’î ispat edilen Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, hiçbir cihette imkânı var mı ki o Mütekellim-i Ezelî ve o Sâni’-i Sermedî’nin kelâmı ve fermanı olmasın? Hâşâ, yüz bin defa hâşâ ve kellâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حينما كنت أتلو القرآن -المعجز البيان- في الشهر المبارك (رمضان)، تدبّرت في معاني الآيات الثلاث والثلاثين -التي وردت إشاراتُها إلى رسائل النور في «الشعاع الأول»- فرأيتُ أن كل آية منها -بل آيات تلك الصفحة في المصحف وموضوعها- كأنها تطل على رسائل النور وطلابها من جهة نيلهم غيضا من فيضها وحظا من معانيها لاسيما آية النور في سورة النور فهي تشير بالأصابع العشر إلى رسائل النور، كما أن الآيات التي تعقبها -وهي آية الظلمات- تطل على معارضي الرسائل وأعدائها بل تعطيهم حصة كبرى، إذ لا يخفى أن مقام تلك الآيات وأبعادها ومراميها غير قاصرة على زمان ومكان معينين بل تشمل الأزمنة والأمكنة جميعها، أي تَخرج من جزئية الأمكنة والأزمنة إلى كلّيتهما الشاملة، لذا شعرتُ أن رسائل النور وطلابها إنما يمثلون في عصرنا هذا -حق التمثيل- فردا واحدا من أفراد تلك الكلية الشاملة.
    Demek, iman-ı billah bütün hüccetleriyle Kur’an’ın kelâmullah olduğunu ispat ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ خطاب القرآن الكريم قد اكتسب الصفة الكلية والسعة المطلقة والرفعة السامية والإحاطة الشاملة؛ لصدوره مباشرة من المقام الواسع المطلق للربوبية العامة الشاملة للمتكلم الأزلي سبحانه.. ويكتسبها من المقام الواسع العظيم لمن أنـزل عليه هذا الكتاب، ذلكم النبي الكريم ﷺ الممثِّل للنوع البشري والمخاطَب باسم الإنسانية قاطبة، بل باسـم الكائنات جميعا.. ويكتسبها أيضا من توجّه الخطاب إلى المقام الواسع الفسيح لطبقات البشرية كافة وللعصور كافة.. ويكتسبها أيضا من المقام الرفيع المحيط النابع من البيان الشافي لقوانين الله سبحانه المتعلقة بالدنيا والآخرة، بالأرض والسماء، بالأزل والأبد، تلك القوانين التي تخص ربوبيته وتشمل أمور المخلوقات كافة.
    Hem hiç mümkün müdür ki zeminin yüzünü mütemadiyen zîhayatlarla doldurup boşaltan ve kendini tanıttırmak ve ibadet ve tesbihat ettirmek için bu dünyamızı zîşuurlarla şenlendiren bir Sultan-ı Zülcelal, semavatı ve yıldızları boş ve hâlî bıraksın; onlara münasip ahaliyi yaratıp o semavî saraylarda iskân etmesin ve saltanat-ı rububiyetini en büyük memleketinde hademesiz, haşmetsiz, memursuz, elçisiz, yaversiz, nâzırsız, seyircisiz, âbidsiz, raiyetsiz bıraksın? Hâşâ, melekler sayısınca hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذا الخطاب الجليل الذي اكتسب من السعة والسمو والإحاطة والشمول ما اكتسب، يبرز إعجازا رائعا وإحاطة شاملة، بحيث: أنّ مراتبه الفطرية والظاهرية التي تلاطف أفهام العوام البسيطة -وهم معظم المخاطبين- تمنح في الوقت نفسه حصةً وافرة لأعلى المستويات الفكرية ولأرقى الطبقات العقلية، فلا يهب لمخاطبيه شيئا من إرشاداته وحدها،
    Hem hiçbir cihette imkânı var mı ki bu kâinatı öyle bir kitap tarzında yazar ki her bir ağacın bütün tarihçe-i hayatını bütün çekirdeklerinde kaydeden ve her bir otun ve çiçeğin bütün vazife-i hayatiyesini bütün tohumlarında yazan ve her bir zîşuurun bütün sergüzeşte-i hayatiyesini hardal gibi küçük kuvve-i hâfızasında gayet mükemmel yazdıran ve bütün mülkünde ve devair-i saltanatında her ameli ve her hâdiseyi müteaddid fotoğraflarla alarak muhafaza eden ve rububiyetin en ehemmiyetli bir esası olan adalet, hikmet ve rahmetin tecellileri ve tahakkukları için koca cennet ve cehennemi ve sırat ve mizan-ı ekberi yaratan bir Hâkim-i Hakîm ve bir Alîm-i Rahîm, insanların kâinatı alâkadar eden amellerini yazdırmasın ve mücazat ve mükâfat için fiillerini kaydettirmesin ve seyyiat ve hasenatlarını kaderin levhalarında yazmasın? Hâşâ, kaderin levh-i mahfuzunda yazılan harfleri adedince hâşâ!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا يخصّهم بعبرة من حكاية تاريخية فقط، بل يخاطب مع ذلك كلَّ طبقة في كل عصر -لكونها فردا من أفراد دستور كلّي- خطابا نَدِيّاً طريا جديدا كأنه الآن ينـزل عليهم.
    Demek, iman-ı billah hakikati, hüccetleriyle hem melâikeye iman hem kadere iman hakikatlerini dahi kat’î ispat eder. Güneş gündüzü ve gündüz güneşi gösterdiği gibi imanın rükünleri birbirini ispat ederler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا سيما كثرة تكراره: ﴿ الظَّالِم۪ينَ ﴾.. ﴿ الظَّالِم۪ينَ ﴾.. وزجره العنيف لهم وإنذاره الرهيب من نـزول مصائب سماوية وأرضية بذنوبهم ومظالمهم، فيلفت الأنظار -بهذا التكرار- إلى مظالم لا نظير لها في هذا العصر، بعرضه أنواعا من العذاب والمصائب النازلة على قوم عاد وثمود وفرعون. وفي الوقت نفسه يبعث السلوانَ والطمأنينة إلى قلوب المؤمنين المظلومين، بذكره نجاةَ رسل كرام أمثال إبراهيم وموسى عليهما السلام.
    '''İKİNCİ NOKTA'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن هذا القرآن العظيم يرشد كل طبقة من كل عصر إرشادا واضحا بإعجاز رائع مبينا: أنّ «الأزمنة الغابرة» والعصور المندثرة التي هي في نظر الغافلين الضالين وادٍ من عدم سحيق موحش رهيب، ومقبرة مندرسة أليمة كئيبة، يعرضها صحيفة حيّة تطفح عبرا ودروسا، وعالَما عجيبا ينبض بالحياة ويتدفق بالحيوية من أقصاه إلى أقصاه، ومملكة ربانية ترتبط معنا بوشائج وأواصر فيبينها -بإعجازه البديع- واضحة جلية كأنها مشهودة تعرض أمامنا على شاشة، فتارة يأتي بتلك العصور ماثلة شاخصة أمامنا، وتارة يأخذنا إلى تلك العصور.
    Başta Kur’an, bütün semavî kitaplar ve suhuflar ve başta Muhammed aleyhissalâtü vesselâm olarak bütün peygamberler aleyhimüsselâm, bütün davaları beş altı esas üzerine dönüyorlar. Mütemadiyen o esasları ders vermeye ve ispat etmeye çalışıyorlar. Onların peygamberliklerine ve doğruluklarına şehadet eden bütün hüccetler ve deliller, o esaslara bakıyorlar. Onların hakkaniyetlerine kuvvet veriyorlar. O esaslar ise iman-ı billah ve iman-ı bi’l-âhiret ve sair rükünlere imandır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويبين بالإعجاز نفسه «الكونَ» الذي يراه الغافلون فضاء موحشا بلا نهاية، وجمادات مضطربة بلا روح تتدحرج في دوامة الفراق والآلام، يبينه القرآن كتابا بليغا، كتبه الأحدُ الصمد، ومدينةً منسقة عَمَّرها الرحمن الرحيم، ومَعرضا بديعا أقامه الرب الكريم لإشهار مصنوعاته. فيبعث بهذا البيان حياةً في تلك الجمادات، ويجعل بعضها يسعى لإمداد الآخر، وكل جزء يغيث الآخر ويعينه كأنه يحاوره محاورة ودّية صميمة، فكل شيء مسخّر وكل شيء أنيط به وظيفة وواجب.. وهكذا يلقي القرآن دروسَ الحكمة الحقيقية والعلم المنور إلى الإنس والجن والملائكة كافة. فلا ريب أن هذا القرآن العظيم -الذي له هذا الإعجاز في البيان- قَمِينٌ بأن يحوز خواص راقية عالية، وميزات مقدسة سامية، أمثال:
    Demek, imanın altı rüknü birbirlerinden ayrılmaları mümkün değildir. Her birisi umumunu ispat eder, ister, iktiza eder. O altı, öyle bir küll ve küllîdir ki tecezzi kabul etmez ve inkısamı imkân haricindedir. Nasıl ki kökü göklerde Tûba ağacı gibi her bir dalı her bir meyvesi her bir yaprağı; o koca ağacın küllî, tükenmez hayatına dayanıyor. O kuvvetli ve güneş gibi zâhir o hayatı inkâr edemeyen, bir tek muttasıl yaprağın hayatını inkâr edemez. Eğer etse o ağaç, dalları ve meyveleri ve yaprakları sayısınca o münkiri tekzip edecek, susturacak. Öyle de iman, altı rükünleriyle aynı vaziyettedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    في كل حرف منه عشرُ حسنات، بل ألفُ حسنة أحيانا، بل ألوف الحسنات في أحيان أخرى.. وعجز الجن والإنس عن الإتيان بمثله ولو اجتمعوا له.. ومخاطبتُه بني آدم جميعَهم بل الكائنات برمتها مخاطبة بليغة حكيمة.. وحرصُ الملايين من الناس في كل عصر على حفظه عن ظهر قلب بشوق ومتعة.. وعدم السأم من تلاوته الكثيرة رغم تكراراته.. واستقرارُه التام في أذهان الصغار اللطيفة البسيطة مع كثرة ما فيه من جُمل ومواضع تلتبس عليهم.. وتلذذُ المرضى والمحتضرين -الذين يتألمون حتى من أدنى كلام- بسماعه، وجريانُه في أسماعهم عذبا طيبا.. وغيرها من الخواص السامية والمزايا المقدسة التي يحوزها القرآن الكريم، فيمنح قرّاءه وتلاميذه أنواعا من سعادة الدارين.
    Bu makamın başında, altı nokta ve her bir nokta dahi beş nükte olarak altı erkân-ı imaniyeyi otuz altı nüktede beyan etmek niyet edilmişti. Ve baştaki dehşetli suale izahat ile cevap vermek murad etmiştim. Fakat bazı arızalar meydan vermediler. Tahmin ederim ki Birinci Nokta kâfi bir mikyas olmasından daha zekilere ziyade izaha ihtiyaç kalmadı. Ve tam anlaşıldı ki bir Müslüman, bir hakikat-i imaniyeyi inkâr etse küfr-ü mutlaka düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويُظهر إعجازه الجميل أيضا في «أسلوب إرشاده البليغ» حيث راعى أحسن الرعاية أميةَ مبلّغه الكريم ﷺ باحتفاظه التام على سلاسته الفطرية، فهو أجلّ من أن يدنو منه تكلف أو تصنع أو رياء -مهما كان نوعه- فجاء أسلوبُه مستساغا لدى العوام الذين هم أكثرية المخاطبين ملاطِفا بساطةَ أذهانهم بتنـزلاته الكلامية القريبة من أفهامهم.. باسطا أمامهم صحائف ظاهرة ظهورا بديهيا كالسماوات والأرض.. موجِّها الأنظار إلى معجزات القدرة الإلهية وسطور حكمته البالغة المضمرتين تحت العاديات من الأمور والأشياء.
    Çünkü başka dinlerin icmallerine mukabil, İslâmiyet’te tam izahat verilmiş, rükünler birbiriyle zincirlenmiş. Muhammed aleyhissalâtü vesselâmı tanımayan, tasdik etmeyen bir Müslüman, Allah’ı da (sıfâtıyla) daha tanımaz ve âhireti bilmez. Bir Müslüman’ın imanı, o kadar kuvvetli ve sarsılmaz hadsiz hüccetlere dayanıyor ki inkârda hiçbir özür kalmıyor. Âdeta akıl, kabulde mecbur oluyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنّ القرآن الكريم يُظهر نوعا من إعجازه البديع أيضا في «تكراره البليغ» لجملة واحدة، أو لقصة واحدة، وذلك عند إرشاده طبقاتٍ متباينةً من المخاطبين إلى معان عدة وعِبَر كثيرة في تلك الآية أو القصة، فاقتضى التكرار حيث إنه كتاب دعاء ودعوة كما أنه كتاب ذكر وتوحيد، وكل من هذا يقتضي التكرار، فكل ما كرر في القرآن الكريم إذن من آية أو قصة إنما تشتمل على معنى جديد وعبرة جديدة.
    '''ÜÇÜNCÜ NOKTA'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويظهر إعجازه أيضا عند تناوله «حوادث جزئية» وقعت في حياة الصحابة الكرام أثناء نـزوله وإرسائه بناء الإسلام وقواعد الشريعة، فتراه يأخذ تلك الحوادث بنظر الاهتمام البالغ، مبينا بها أن أدق الأمور لأصغر الحوادث جزئيةً، إنما هي تحت نظر رحمته سبحانه، وضمن دائرة تدبيره وإرادته، فضلا عن أنه يُظهر بها سننا إلهية جارية في الكون ودساتير كلية شاملة. زد على ذلك أن تلك الحوادث -التي هي بمثابة النَّوَيّات عند تأسيس الإسلام والشريعة- ستثمر فيما يأتي من الأزمان ثمارا يانعة من الأحكام والفوائد.
    Bir zaman اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ dedim. Onun hadsiz geniş manasına mukabil gelecek bir nimet aradım. Birden bu cümle hatıra geldi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ تكرُّر الحاجة يستلزم التكرار، هذه قاعدة ثابتة، لذا فقد أجاب القرآن الكريم عن أسئلة مكررة كثيرة خلال عشرين سنة فأرشدَ بإجاباته المكررة طبقاتٍ كثيرةً متباينة من المخاطبين؛ فهو يكرر جملا تملك ألوفَ النتائج، ويكرر إرشادات هي نتيجة لأدلة لا حد لها، وذلك عند ترسيخه في الأذهان وتقريره في القلوب ما سيحدث من انقلاب عظيم وتبدّل رهيب في العالم وما سيصيبه من دمار وتفتت الأجزاء، وما سيعقبه من بناء الآخرة الخالدة الرائعة بدلا من هذا العالم الفاني.
    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلَى ال۟اٖيمَانِ بِاللّٰهِ وَعَلٰى وَح۟دَانِيَّتِهٖ وَعَلٰى وُجُوبِ وُجُودِهٖ وَعَلٰى صِفَاتِهٖ وَاَس۟مَائِهٖ حَم۟دًا بِعَدَدِ تَجَلِّيَاتِ اَس۟مَائِهٖ مِنَ ال۟اَزَلِ اِلَى ال۟اَبَدِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه يكرر تلك الجمل والآيات أيضا عند إثباته أن جميع الجزئيات والكليات ابتداء من الذرات إلى النجوم إنما هي في قبضةِ واحدٍ أحدٍ سبحانه وضمن تصرفه جلّ شأنه.
    Ben de baktım, tam mutabıktır. Şöyle ki:…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ويكررها أيضا عند بيانه الغضب الإلهي والسخط الرباني على الإنسان المرتكب للمظالم عند خرقه الغايةَ من الخلق، تلك المظالم التي تثير هيجان الكائنات والأرض والسماء والعناصر وتؤجّج غضبَها على مقترفيها.
    == ONUNCU MESELE EMİRDAĞI ÇİÇEĞİ ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لذا فإن تكرار تلك الجمل والآيات عند بيان أمثال هذه الأمور العظيمة الهائلة لا يعد نقصا في البلاغة قط، بل هو إعجاز في غاية الروعة والإبداع، وبلاغة في غاية العلو والرفعة، وجزالة -بل فصاحة- مطابِقة تطابقا تاما لمقتضى الحال.فعلى سبيل المثال:
    '''Kur’an’da olan tekrarata gelen itirazlara karşı gayet kuvvetli bir cevaptır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن جملةَ ﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾ هي آية واحدة تتكرر مائةً وأربعَ عشرة مرة في القرآن الكريم ذلك لأنها حقيقة كبرى تملأ الكون نورا وضياء، وتشد الفرش بالعرش برباط وثيق -كما بيناها في اللمعة الرابعة عشرة- فما من أحد إلّا وهو بحاجة مسيسة إلى هذه الحقيقة في كل حين، فلو تكررت هذه الحقيقة العظمى ملايين المرات، فالحاجة ما زالت قائمةً باقيةً لا ترتوي. إذ ليست هي حاجة يومية كالخبز، بل هي أيضا كالهواء والضياء الذي يُضطر إليه ويُشتاق كل دقيقة.
    Aziz, sıddık kardeşlerim!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن الآية الكريمة: ﴿ وَاِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَز۪يزُ الرَّح۪يمُ ﴾ تتكرر ثماني مرات في سورة «الشعراء». فتكرار هذه الآية العظيمة التي تنطوي على ألوف الحقائق في سورة تذكُر نجاة الأنبياء عليهم السلام وعذاب أقوامهم، إنما هو لبيان: أنّ مظالم أقوامهم تمس الغاية من الخلق، وتتعرض إلى عظمة الربوبية المطلقة، فتقتضي العزةُ الربانية عذابَ تلك الأقوام الظالمة مثلما تقتضي الرحمة الإلهية نجاة الأنبياء عليهم السلام. فلو تكررت هذه الآية ألوف المرات لما انقضت الحاجة و الشوق إليها، فالتكرار هنا بلاغة راقية ذات إعجاز وإيجاز.
    Gerçi bu mesele, perişan vaziyetimden müşevveş ve letafetsiz olmuş. Fakat o müşevveş ibare altında çok kıymetli bir nevi i’cazı kat’î bildim. Maatteessüf ifadeye muktedir olamadım. Her ne kadar ibaresi sönük olsa da Kur’an’a ait olmak cihetiyle hem ibadet-i tefekküriye hem kudsî, yüksek, parlak bir cevherin sadefidir. Yırtık libasına değil, elindeki elmasa bakılsın.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذلك الآية الكريمة: ﴿ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ المكررة في سورة «الرحمن» والآيةُ الكريمة: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّب۪ينَ ﴾ المكررة في سورة «المرسلات» تصرخ كلُّ منهما في وجه العصور قاطبة وتعلن إعلانا صريحا في أقطار السماوات والأرض أن كفرَ الجن والإنس وجحودَهم بالنعم الإلهية، ومظالمَهم الشنيعة، يثير غضب الكائنات ويجعل الأرض والسماوات في حنق وغيظ عليهم.. ويخل بحكمة خلق العالم والقصد منه.. ويتجاوز حقوق المخلوقات كافة ويتعدى عليها.. ويستخف بعظمة الألوهية وينكرها، لذا فهاتان الآيتان ترتبطان بألوف من أمثال هذه الحقائق، ولهما من الأهمية ما لألوف المسائل وقوتها، لو تكررتا ألوف المرات في خطاب عام موجّه إلى الجن والإنس لكانت الضرورة قائمة بعد، والحاجة إليها ما زالت موجودة باقية. فالتكرار هنا بلاغة موجزة جليلة ومعجزة جميلة.
    Hem bunu gayet hasta ve perişan ve gıdasız, bir iki gün ramazanda, mecburiyetle gayet mücmel ve kısa ve bir cümlede pek çok hakikatleri ve müteaddid hüccetleri dercederek yazdım. Kusura bakılmasın. '''(*<ref>*Denizli hapsinin meyvesine Onuncu Mesele olarak Emirdağı’nın ve bu ramazan-ı şerifin nurlu bir küçük çiçeğidir. Tekrarat-ı Kur’aniyenin bir hikmetini beyanla ehl-i dalaletin ufunetli ve zehirli evhamlarını izale eder.</ref>)'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثال آخر نسوقه حول حكمة التكرار في الحديث النبوي ﷺ فالمناجاة النبوية المسماة بـ«الجوشن الكبير» مناجاة رائعة مطابِقة لحقيقة القرآن الكريم ونموذج مستخلص منه. نرى فيها جملةَ: «سبحانك يا لا إله إلّا أنت الأمان الأمان خلصنا من النار.. أجرنا من النار.. نجّنا من النار»، هذه الجملُ تتكرر مائة مرة، فلو تكررت ألوف المرات لما ولّدت السأم، إذ إنها تنطوي على أجلّ حقيقة في الكون وهي التوحيد. وأجلِّ وظيفة للمخلوقات تجاه ربهم الجليل وهي التسبيح والتحميد والتقديس، وأعظمِ قضية مصيرية للبشرية وهي النجاة من النار والخلاص من الشقاء الخالد. وألزمِ غاية للعبودية وللعجز البشري وهي الدعاء.
    Aziz, sıddık kardeşlerim!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا نرى أمثال هذه الأسس فيما تشتمل عليه أنواع التكرار في القرآن الكريم. حتى نرى أنه يعبر أكثر من عشرين مرة عن حقيقة التوحيد -صراحة أو ضمنا- في صحيفة واحدة من المصحف وذلك حسب اقتضاء المقام، ولزوم الحاجة إلى الإفهام، وبلاغة البيان، فيهيّج بالتكرار الشوقَ إلى تكرار التلاوة، ويمد به البلاغة قوة وسموا من دون أن يورث سأما أو مللا.
    Ramazan-ı şerifte Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ı okurken Risale-i Nur’a işaretleri Birinci Şuâ’da beyan olunan otuz üç âyetten hangisi gelse bakıyordum ki o âyetin sahifesi ve yaprağı ve kıssası dahi Risale-i Nur’a ve şakirdlerine kıssadan hisse almak noktasında bir derece bakıyor. Hususan Sure-i Nur’dan Âyetü’n-Nur, on parmakla Risale-i Nur’a baktığı gibi arkasındaki Âyet-i Zulümat dahi muarızlarına tam bakıyor ve ziyade hisse veriyor. Âdeta o makam, cüz’iyetten çıkıp külliyet kesbeder ve bu asırda o küllînin tam bir ferdi Risale-i Nur ve şakirdleridir diye hissettim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد أوضحتْ أجزاءُ رسائل النور حكمةَ التكرار في القرآن الكريم وبيّنتْ حججَها وأَثبتت مدى ملاءمة التكرار وانسجامه مع البلاغة، ومدى حسنه وجماله الرائع.
    Evet, Kur’an’ın hitabı, evvela Mütekellim-i Ezelî’nin rububiyet-i âmmesinin geniş makamından hem nev-i beşer, belki kâinat namına muhatap olan zatın geniş makamından hem umum nev-i benî-Âdem’in bütün asırlarda irşadlarının gayet vüs’atli makamından hem dünya ve âhiretin ve arz ve semavatın ve ezel ve ebedin ve Hâlık-ı kâinat’ın rububiyetine ve bütün mahlukatın tedbirine dair kavanin-i İlahiyenin gayet yüksek ve ihatalı beyanatının geniş makamından aldığı vüs’at ve ulviyet ve ihata cihetiyle o hitap, öyle bir yüksek i’caz ve şümul gösterir ki ders-i Kur’an’ın muhataplarından en kesretli taife olan tabaka-i avamın basit fehimlerini okşayan zâhirî ve basit mertebesi dahi en ulvi tabakayı da tam hissedar eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما حكمة اختلاف السور المكية عن المدنية من حيث البلاغة، ومن جهة الإعجاز ومن حيث التفصيل والإجمال فهي كما يأتي:
    Güya kıssadan yalnız bir hisse ve bir hikâye-i tarihiyeden bir ibret değil belki bir küllî düsturun efradı olarak her asra ve her tabakaya hitap ederek taze nâzil oluyor ve bilhassa çok tekrarla اَلظَّالِمٖينَ ، اَلظَّالِمٖينَ deyip tehditleri ve zulümlerinin cezası olan musibet-i semaviye ve arziyeyi şiddetle beyanı, bu asrın emsalsiz zulümlerine kavm-i Âd ve Semud ve Firavun’un başlarına gelen azaplar ile baktırıyor ve mazlum ehl-i imana İbrahim (as) ve Musa (as) gibi enbiyanın necatlarıyla teselli veriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ الصف الأول من المخاطبين والمعارضين في مكة كانوا مشركي قريش وهم أميون لا كتاب لهم، فاقتضت البلاغة أسلوبا عاليا قويا وإجمالا معجزا مقنعا، وتكرارا يستلزمه التثبيت في الأفهام؛ لذا تناولت أغلبُ السور المكية أركانَ الإيمان ومراتبَ التوحيد بأسلوب في غاية القوة والعلو، وبإيجاز في غاية الإعجاز، وكررت الإيمانَ بالله والمبدأ والمعاد والآخرة كثيرا، بل قد عبّرت عن تلك الأركان الإيمانية في كل صحيفة أو آية، أو في جملة واحدة، أو كلمة واحدة، بل ربما عبّرت عنها في حرف واحد، في تقديم وتأخير، في تعريف وتنكير، في حذف وذكر. فأثبتت أركان الإيمان في أمثال تلك الحالات والهيئات البلاغية إثباتا جعل علماءَ البلاغة وأئمتها يقفون حيارى مبهوتين أمام هذا الأسلوب المعجز.
    Evet, nazar-ı gaflet ve dalalette, vahşetli ve dehşetli bir ademistan ve elîm ve mahvolmuş bir mezaristan olan bütün geçmiş zaman ve ölmüş karnlar ve asırlar; canlı birer sahife-i ibret ve baştan başa ruhlu, hayattar bir acib âlem ve mevcud ve bizimle münasebettar bir memleket-i Rabbaniye suretinde sinema perdeleri gibi kâh bizi o zamanlara kâh o zamanları yanımıza getirerek her asra ve her tabakaya gösterip yüksek bir i’caz ile ders veren Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, aynı i’cazla nazar-ı dalalette camid, perişan, ölü, hadsiz bir vahşetgâh olan ve firak ve zevalde yuvarlanan bu kâinatı bir kitab-ı Samedanî, bir şehr-i Rahmanî, bir meşher-i sun’-u Rabbanî olarak o camidatı canlandırarak, birer vazifedar suretinde birbiriyle konuşturup ve birbirinin imdadına koşturup nev-i beşere ve cin ve meleğe hakiki ve nurlu ve zevkli hikmet dersleri veren bu Kur’an-ı Azîmüşşan, elbette her harfinde on ve yüz ve bazen bin ve binler sevap bulunması ve bütün cin ve ins toplansa onun mislini getirememesi ve bütün benî-Âdem’le ve kâinatla tam yerinde konuşması ve her zaman milyonlar hâfızların kalplerinde zevkle yazılması ve çok tekrarla ve kesretli tekraratıyla usandırmaması ve çok iltibas yerleri ve cümleleriyle beraber çocukların nazik ve basit kafalarında mükemmel yerleşmesi ve hastaların ve az sözden müteessir olan ve sekeratta olanların kulağında mâ-i zemzem misillü hoş gelmesi gibi kudsî imtiyazları kazanır ve iki cihanın saadetlerini kendi şakirdlerine kazandırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد وضّحت رسائلُ النور ولاسيما «الكلمة الخامسة والعشرون «المعجزات القرآنية» -مع ذيولها- إعجازَ القرآن في أربعين وجها من وجوهها، وكذلك تفسيرُ «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز» باللغة العربية الذي يبين بيانا رائعا إعجازَ القرآن من حيث وجه النظم بين الآيات الكريمة. فأثبتت كلتا الرسالتين فعلاً علوَّ الأسلوب البلاغي الفذ وسموَّ الإيجاز المعجِز.
    Ve tercümanının ümmiyet mertebesini tam riayet etmek sırrıyla hiçbir tekellüf ve hiçbir tasannu ve hiçbir gösterişe meydan vermeden selaset-i fıtriyesini ve doğrudan doğruya semadan gelmesini ve en kesretli olan tabaka-i avamın basit fehimlerini tenezzülat-ı kelâmiye ile okşamak hikmetiyle en ziyade sema ve arz gibi en zâhir ve bedihî sahifeleri açıp o âdiyat altındaki hârikulâde mu’cizat-ı kudretini ve manidar sutûr-u hikmetini ders vermekle lütf-u irşadda güzel bir i’caz gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الآيات المدنية وسوَرها فالصف الأول من مخاطبيها ومعارضيها كانوا من اليهود والنصارى وهم أهلُ كتاب مؤمنون بالله. فاقتضت قواعد البلاغة وأساليب الإرشاد وأسس التبليغ أن يكون الخطاب الموجه لأهل الكتاب مطابقا لواقع حالهم، فجاء بأسلوب سهل واضح سلس، مع بيانٍ وتوضيح في الجزئيات -دون الأصول والأركان (الإيمانية)- لأن تلك الجزئيات هي منشأ الأحكام الفرعية والقوانين الكلية، ومدار الاختلافات في الشرائع والأحكام. لذا فغالبا ما نجد الآيات المدنية واضحة سلسة بأسلوب بياني معجز خاص بالقرآن الكريم. ولكنّ ذِكْرَ القرآن فذلكةً قوية أو نتيجة ملخصة أو خاتمة رصينة أو حجة دامغة تعقيبا على حادثة جزئية فرعية، يَجعل تلك الحادثةَ الجزئية قاعدةً كلية عامة، ومن بعد ذلك يضمن الامتثال بها بترسيخ الإيمان بالله الذي يحققه ذكر تلك الفواصل الختامية الملخّصة للتوحيد والإيمان والآخرة. فترى أن ذلك المقام الواضح السلس يتنور ويسمو بتلك الفواصل الختامية.
    Tekrarı iktiza eden dua ve davet ve zikir ve tevhid kitabı dahi olduğunu bildirmek sırrıyla güzel, tatlı tekraratıyla bir tek cümlede ve bir tek kıssada ayrı ayrı çok manaları, ayrı ayrı muhatap tabakalarına tefhim etmekte ve cüz’î ve âdi bir hâdisede en cüz’î ve ehemmiyetsiz şeyler dahi nazar-ı merhametinde ve daire-i tedbir ve iradesinde bulunmasını bildirmek sırrıyla tesis-i İslâmiyette ve tedvin-i şeriatta sahabelerin cüz’î hâdiselerini dahi nazar-ı ehemmiyete almasında hem küllî düsturların bulunması hem umumî olan İslâmiyet’in ve şeriatın tesisinde o cüz’î hâdiseler, çekirdekler hükmünde çok ehemmiyetli meyveleri verdikleri cihetinde de bir nev-i i’cazını gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    -ولقد بينت رسائلُ النور وأثبتت حتى للمعاندين مدى البلاغة العالية والميزات الراقية وأنواع الجزالة السامية الدقيقة الرفيعة في تلك الفذلكات والفواصل وذلك في عشر مميزات ونكت في النور الثاني من الشعلة الثانية للكلمة الخامسة والعشرين الخاصة بإعجاز القرآن-. فإن شئت فانظر إلى ﴿ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾، ﴿ اَنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾ ، ﴿ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾، ﴿ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الرَّح۪يمُ ﴾ وأمثالها من الآيات التي تفيد التوحيد وتذكر بالآخرة، والتي تنتهي بها أغلب الآيات الكريمة،
    Evet, ihtiyacın tekerrürüyle, tekrarın lüzumu haysiyetiyle yirmi sene zarfında pek çok mükerrer suallere cevap olarak ayrı ayrı çok tabakalara ders veren ve koca kâinatı parça parça edip kıyamette şeklini değiştirerek dünyayı kaldırıp onun yerine azametli âhireti kuracak ve zerrattan yıldızlara kadar bütün cüz’iyat ve külliyatı, tek bir zatın elinde ve tasarrufunda bulunduğunu ispat edecek ve kâinatı ve arz ve semavatı ve anâsırı kızdıran ve hiddete getiren nev-i beşerin zulümlerine, kâinatın netice-i hilkati hesabına gazab-ı İlahî ve hiddet-i Rabbaniyeyi gösterecek hadsiz hârika ve nihayetsiz dehşetli ve geniş bir inkılabın tesisinde binler netice kuvvetinde bazı cümleleri ve hadsiz delillerin neticesi olan bir kısım âyetleri tekrar etmek; değil bir kusur, belki gayet kuvvetli bir i’caz ve gayet yüksek bir belâgat ve mukteza-yı hale gayet mutabık bir cezalettir ve fesahattir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ترَ أن القرآن الكريم عند بيانه الأحكام الشرعية الفرعية والقوانين الاجتماعية يرفع نظرَ المخاطب إلى آفاق كلية سامية، فيبدل -بهذه الفواصل الختامية- ذلك الأسلوب السهل الواضح السلس أسلوبا عاليا رفيعا، كأنه ينقل القارئ من درس الشريعة إلى درس التوحيد. فيُثبت أن القرآن كتابُ شريعة وأحكام وحكمة، كما هو كتاب عقيدة وإيمان، وهو كتاب ذكر وفكر، كما هو كتاب دعاء ودعوة.
    Mesela, bir tek âyet iken yüz on dört defa tekerrür eden بِس۟مِ اللّٰهِ الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ cümlesi, Risale-i Nur’un On Dördüncü Lem’a’sında beyan edildiği gibi arşı ferşle bağlayan ve kâinatı ışıklandıran ve her dakika herkes ona muhtaç olan öyle bir hakikattir ki milyonlar defa tekrar edilse yine ihtiyaç var. Değil yalnız ekmek gibi her gün, belki hava ve ziya gibi her dakika ona ihtiyaç ve iştiyak vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تَرى أن هناك نمطا من جزالة معجزة ساطعة في الآيات المدنية هو غير بلاغة الآيات المكية، حسب اختلاف المقام وتنوع مقاصد الإرشاد والتبليغ.
    Hem mesela, Sure-i طٰسٓمٓ de sekiz defa tekrar edilen şu اِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ال۟عَزٖيزُ الرَّحٖيمُ âyeti, o surede hikâye edilen peygamberlerin necatlarını ve kavimlerinin azaplarını, kâinatın netice-i hilkati hesabına ve rububiyet-i âmmenin namına o binler hakikat kuvvetinde olan âyeti tekrar ederek, izzet-i Rabbaniye o zalim kavimlerin azabını ve rahîmiyet-i İlahiye dahi enbiyanın necatlarını iktiza ettiğini ders vermek için binler defa tekrar olsa yine ihtiyaç ve iştiyak var ve i’cazlı, îcazlı bir ulvi belâgattır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقد ترى هذا النمط في كلمتين فقط: ﴿ ربك ﴾ و ﴿ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ إذ يعلّم الأحدية بتعبير ﴿ ربك ﴾ ويعلّم الواحدية بـ ﴿ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ ، علما أن الواحدية تتضمن الأحدية.
    Hem mesela, Sure-i Rahman’da tekrar edilen فَبِاَىِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ âyeti ile Sure-i Mürselât’ta وَي۟لٌ يَو۟مَئِذٍ لِل۟مُكَذِّبٖينَ âyeti, cin ve nev-i beşerin, kâinatı kızdıran ve arz ve semavatı hiddete getiren ve hilkat-i âlemin neticelerini bozan ve haşmet-i saltanat-ı İlahiyeye karşı inkâr ve istihfafla mukabele eden küfür ve küfranlarını ve zulümlerini ve bütün mahlukatın hukuklarına tecavüzlerini, asırlara ve arz ve semavata tehditkârane haykıran bu iki âyet, böyle binler hakikatlerle alâkadar ve binler mesele kuvvetinde olan bir ders-i umumîde binler defa tekrar edilse yine lüzum var ve celalli bir i’caz ve cemalli bir îcaz-ı belâgattır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بل قد ترى ذلك النمط من البلاغة في جملة واحدة فيريك في آية واحدة مثلا نفوذَ علمه إلى موضع الذرة في بؤبؤ العين وموقعَ الشمس في كبد السماء، وإحاطة قدرته التي تضع بالآلة الواحدة كلا في مكانه، جاعلةً من الشمس كأنها عين السماء فيعقب:
    Hem mesela, Kur’an’ın hakiki ve tam bir nevi münâcatı ve Kur’an’dan çıkan bir çeşit hülâsası olan Cevşenü’l-Kebir namındaki münâcat-ı Peygamberîde yüz defa سُب۟حَانَكَ يَا لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اَن۟تَ ال۟اَمَانُ ال۟اَمَانُ خَلِّص۟نَا وَ اَجِر۟نَا وَ نَجِّنَا مِنَ النَّارِ cümlesi tekrarında tevhid gibi kâinatça en büyük hakikat ve tesbih ve takdis gibi mahlukatın rububiyete karşı üç muazzam vazifesinden en ehemmiyetli vazifesi ve şakavet-i ebediyeden kurtulmak gibi nev-i insanın en dehşetli meselesi ve ubudiyet ve acz-i beşerînin en lüzumlu neticesi bulunması cihetiyle binler defa tekrar edilse yine azdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَهُوَ عَل۪يمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ بعد آيةِ ﴿ يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ  ﴾ (الحديد:٦) أي يعقب نفوذَ علمه سبحانه إلى خفايا الصدور بعد ذكره عظمةَ الخلق في السماوات والأرض وبَسْطها أمام الأنظار، فيقرّ في الأذهان أنه يعلم خواطر القلوب وخوافي شؤونها ضمن جلال خلّاقيته للسماوات والأرض وتدبيره لشؤونها. فهذا التعقيب: ﴿ وَهُوَ عَل۪يمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ لون من البيان يحول ذلك الأسلوب السهل الواضح الفطري -القريب إلى أفهام العوام- إلى إرشاد سامٍ وتبليغ عام جذاب.
    İşte –namaz tesbihatı gibi ibadetlerden bir kısmının tekrarı sünnet bulunan maddeler gibi– tekrarat-ı Kur’aniye, bu gibi metin esaslara bakıyor. Hattâ bazen bir sahifede iktiza-yı makam ve ihtiyac-ı ifham ve belâgat-ı beyan cihetiyle yirmi defa sarîhan ve zımnen tevhid hakikatini ifade eder. Değil usanç, belki kuvvet ve şevk ve halâvet verir. Risale-i Nur’da, tekrarat-ı Kur’aniye ne kadar yerinde ve münasip ve belâgatça makbul olduğu hüccetleriyle beyan edilmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سؤال: إن النظرة السطحية العابرة لا تستطيع أن ترى ما يورده القرآن الكريم من حقائق ذات أهمية، فلا تعرف نوع المناسبة والعلاقة بين فذلكةٍ تعبّر عن توحيد سام أو تفيد دستورا كليا، وبين حادثة جزئية معتادة؛ لذا يتوهم البعضُ أن هناك شيئا من قصورٍ في البلاغة، فمثلا لا تظهر المناسبةُ البلاغية في ذكر الدستور العظيم: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذ۪ي عِلْمٍ عَل۪يمٌ ﴾ تعقيبا على حادثة جزئية وهي إيواء يوسف عليه السلام أخاه إليه بتدبير ذكي. فيرجى بيان السر في ذلك وكشف الحجاب عن حكمته؟
    '''Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın Mekkiye sureleriyle Medeniye sureleri belâgat noktasında ve i’caz cihetinde ve tafsil ve icmal vechinde birbirinden ayrı olmasının sırr-ı hikmeti şudur ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: إنّ أغلب السور المطولة والمتوسطة -التي كلّ منها كأنها قرآن على حدة- لا تكتفي بمقصدين أو ثلاثة من مقاصد القرآن الأربعة (وهي: التوحيد، النبوة، الحشر، العدل مع العبودية) بل كل منها يتضمن ماهية القرآن كلها، والمقاصدَ الأربعة معا، أي كل منها: كتابُ ذكر وإيمان وفكر، كما أنه كتاب شريعة وحكمة وهداية. فكل سورة من تلك السُوَر تتضمن كُتبا عدة، وترشد إلى دروس مختلفة متنوعة. فتجد أن كل مقام -بل حتى الصحيفة الواحدة- يفتح أمامَ الإنسان أبوابا للإيمان يحقق بها إقرارَ مقاصد أخرى، حيث إن القرآن يذكر ما هو مسطور في كتاب الكون الكبير ويبينه بوضوح، فيرسّخ في أعماق المؤمن إحاطةَ ربوبيتِه سبحانه بكل شيء، ويريه تجلياتِها المهيبة في الآفاق والأنفس. لذا فإن ما يبدو من مناسبة ضعيفة، يبنى عليها مقاصد كلية فتتلاحق مناسبات وثيقة وعلاقات قوية بتلك المناسبة الضعيفة ظاهرا، فيكون الأسلوب مطابِقا تماما لمقتضى ذلك المقام، فتتعالى مرتبته البلاغية.
    Mekke’de birinci safta muhatap ve muarızları, Kureyş müşrikleri ve ümmileri olduğundan belâgatça kuvvetli bir üslub-u âlî ve îcazlı, mukni, kanaat verici bir icmal ve tesbit için tekrar lâzım geldiğinden ekseriyetçe Mekkî sureleri erkân-ı imaniyeyi ve tevhidin mertebelerini gayet kuvvetli ve yüksek ve i’cazlı bir îcaz ile ifade ve tekrar ederek mebde ve meâdi, Allah’ı ve âhireti, değil yalnız bir sahifede, bir âyette, bir cümlede, bir kelimede belki bazen bir harfte ve takdim-tehir, tarif-tenkir ve hazf-zikir gibi heyetlerde öyle kuvvetli ispat eder ki ilm-i belâgatın dâhî imamları hayretle karşılamışlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سؤال آخر: ما حكمة سَوق القرآن ألوفَ الدلائل لإثبات أمور الآخرة وتلقين التوحيد وإثابة البشر؟ وما السر في لفته الأنظار إلى تلك الأمور صراحةً وضمنا وإشارةً في كل سورة بل في كل صحيفة من المصحف وفي كل مقام؟
    Risale-i Nur ve bilhassa Kur’an’ın kırk vech-i i’cazını icmalen ispat eden Yirmi Beşinci Söz, zeylleriyle beraber ve nazımdaki vech-i i’cazı hârika bir tarzda beyan ve ispat eden Arabî Risale-i Nur’dan İşaratü’l-İ’caz tefsiri bilfiil göstermişler ki Mekkî sure ve âyetlerde en âlî bir üslub-u belâgat ve en yüksek bir i’caz-ı îcazî vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: لأن القرآن الكريم ينبّه الإنسان إلى أعظم انقلاب يَحدُث ضمن المخلوقات ودائرة الممكنات في تاريخ العالم.. وهو الآخرة. ويرشده إلى أعظم مسألة تخصه وهو الحامل للأمانة الكبرى وخلافة الأرض.. تلك هي مسألة التوحيد الذي تدور عليه سعادتُه وشقاوتُه الأبديتان. وفي الوقت نفسه يزيل القرآن سيلَ الشبهات الواردة دون انقطاع، ويحطم أشدّ أنواع الجحود والإنكار المقيت.
    Amma Medine sure ve âyetlerinin birinci safta muhatap ve muarızları ise Allah’ı tasdik eden Yahudi ve Nasâra gibi ehl-i kitap olduğundan mukteza-yı belâgat ve irşad ve mutabık-ı makam ve halin lüzumundan, sade ve vâzıh ve tafsilli bir üslupla ehl-i kitaba karşı dinin yüksek usûlünü ve imanın rükünlerini değil belki medar-ı ihtilaf olan şeriatın ve ahkâmın ve teferruatın ve küllî kanunların menşeleri ve sebepleri olan cüz’iyatın beyanı lâzım geldiğinden, o sure ve âyetlerde ekseriyetçe tafsil ve izah ve sade üslupla beyanat içinde Kur’an’a mahsus emsalsiz bir tarz-ı beyanla, birden o cüz’î teferruat hâdisesi içinde yüksek, kuvvetli bir fezleke, bir hâtime, bir hüccet ve o cüz’î hâdise-i şer’iyeyi küllîleştiren ve imtisalini iman-ı billah ile temin eden bir cümle-i tevhidiye ve esmaiye ve uhreviyeyi zikreder. O makamı nurlandırır, ulvileştirir, küllîleştirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لذا لو قام القرآنُ بتوجيه الأنظار إلى الإيمان بتلك الانقلابات المدهشة وحملِ الآخرين على تصديق تلك المسألة العظيمة الضرورية للبشر.. نعم، لو قام به آلافَ المرات وكرر تلك المسائل ملايين المرات، لا يعدّ ذلك منه إسرافا في البلاغة قط، كما أنه لا يولد سأما ولا مللا البتة، بل لا تنقطع الحاجة إلى تكرار تلاوتها في القرآن الكريم، حيث ليس هناك أهم ولا أعظم مسألة في الوجود من التوحيد والآخرة.
    Risale-i Nur, âyetlerin âhirlerinde ekseriyetle gelen اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ ۝ اِنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَى۟ءٍ عَلٖيمٌ ۝ وَهُوَ ال۟عَزٖيزُ الرَّحٖيمُ ۝ وَهُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ gibi tevhidi veya âhireti ifade eden fezlekeler ve hâtimelerde ne kadar yüksek bir belâgat ve meziyetler ve cezaletler ve nükteler bulunduğunu Yirmi Beşinci Söz’ün İkinci Şule’sinin İkinci Nur’unda o fezleke ve hâtimelerin pek çok nüktelerinden ve meziyetlerinden on tanesini beyan ederek o hülâsalarda bir mu’cize-i kübra bulunduğunu muannidlere de ispat etmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: إن حقيقة الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْر۪ي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُۜ ذٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَب۪يرُ ﴾ (البروج:١١) هي بشرى السعادة الخالدة تزفّها هذه الآية الكريمة إلى الإنسان المسكين الذي يلاقي حقيقةَ الموت كل حين، فتنقذه هذه البشرى من تصور الموت إعداما أبديا، وتنجيه -وعالَمَه وجميعَ أحبته- من قبضة الفناء، بل تمنحه سلطنة أبدية، وتكسبه سعادة دائمة.. فلو تكررت هذه الآية الكريمة مليارا من المرات لا يعد تكرارُها من الإسراف قط، ولا يمس بلاغتَها شيء.
    Evet Kur’an, o teferruat-ı şer’iye ve kavanin-i içtimaiyenin beyanı içinde birden muhatabın nazarını en yüksek ve küllî noktalara kaldırıp, sade üslubu bir ulvi üsluba ve şeriat dersinden tevhid dersine çevirerek Kur’an’ı hem bir kitab-ı şeriat ve ahkâm ve hikmet hem bir kitab-ı akide ve iman ve zikir ve fikir ve dua ve davet olduğunu gösterip her makamda çok makasıd-ı irşadiye ve Kur’aniyeyi ders vermesiyle Mekkiye âyetlerin tarz-ı belâgatlarından ayrı ve parlak, mu’cizane bir cezalet izhar eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا ترى أن القرآن الكريم الذي يعالج أمثال هذه المسائل القيمة ويسعى لإقناع المخاطبين بها بإقامة الحجج الدامغة، يعمّق في الأذهان والقلوب تلك التحولات العظيمة والتبدلات الضخمة في الكون، ويجعلها أمامهم سهلة واضحة كتبدل المنـزل وتغير شكله. فلابد أن لفت الأنظار إلى أمثال هذه المسائل -صراحةً وضمنا وإشارةً- بألوف المرات ضروري جدا بل هو كضرورة الإنسان إلى نعمة الخبز والهواء والضياء التي تتكرر حاجته إليها دائما.
    Bazen iki kelimede mesela رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ ve رَبُّكَ de رَبُّكَ tabiriyle ehadiyeti ve رَبُّ ال۟عَالَمٖينَ ile vâhidiyeti bildirir. Ehadiyet içinde vâhidiyeti ifade eder. Hattâ bir cümlede, bir zerreyi bir göz bebeğinde gördüğü ve yerleştirdiği gibi güneşi dahi aynı âyetle, aynı çekiçle göğün göz bebeğinde yerleştirir ve göğe bir göz yapar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: إن حكمة تكرار القرآن الكريم: ﴿ وَالَّذ۪ينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ ﴾ (فاطر:٣٦) ﴿ اِنَّ الظَّالِم۪ينَ لَهُمْ عَذَابٌ اَل۪يمٌ ﴾ (إبراهيم:٢٢) وأمثالها من آيات الإنذار والتهديد. وسَوْقها بأسلوب في غاية الشدة والعنف، هي -مثلما أثبتناها في رسائل النور إثباتا قاطعا-: أنّ كفرَ الإنسان إنما هو تجاوز -أيّ تجاوز- على حقوق الكائنات وأغلب المخلوقات، مما يثير غضبَ السماوات والأرض، ويملأ صدورَ العناصر حنقا وغيظا على الكافرين، حتى تقوم تلك العناصر بصفع أولئك الظالمين بالطوفان وغيره. بل حتى الجحيمُ تغضب عليهم غضبا تكاد تتفجر من شدته كما هو صريح الآية الكريمة: ﴿ اِذَٓا اُلْقُوا ف۪يهَا سَمِعُوا لَهَا شَه۪يقًا وَهِيَ تَفُورُۙ ❀ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ (الملك:٧-٨).
    Mesela خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَ ال۟اَر۟ضَ âyetinden sonra يُولِجُ الَّي۟لَ فِى النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّي۟لِ âyetinin akabinde وَ هُوَ عَلٖيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ der. “Zemin ve göklerin haşmet-i hilkatinde kalbin dahi hatıratını bilir, idare eder.” der, tarzında bir beyanat cihetiyle o sade ve ümmiyet mertebesini ve avamın fehmini nazara alan o basit ve cüz’î muhavere, o tarz ile ulvi ve cazibedar ve umumî ve irşadkâr bir mükâlemeye döner.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو كَرَّرَ سلطانُ الكون في أوامره تلك الجنايةَ العظمى «الكفر» وعقوبتَها بأسلوب في غاية الزجر والشدة ألوف المرات، بل ملايين المرات، بل مليارات المرات لما عُدّ ذلك إسرافا مطلقا ولا نقصا في البلاغة، نظرا لضخامة تلك الجناية العامة وتجاوز الحقوق غير المحدودة، وبناء على حكمة إظهار أهمية حقوق رعيته سبحانه وإبراز القبح غير المتناهي في كفر المنكرين وظلمهم الشنيع. إذ لا يكرر ذلك لضآلة الإنسان وحقارته بل لهول تجاوز الكافر وعظم ظلمه.
    '''Ehemmiyetli Bir Sual:''' Bazen bir hakikat, sathî nazarlara görünmediğinden ve bazı makamlarda cüz’î ve âdi bir hâdiseden yüksek bir fezleke-i tevhidi veya küllî bir düsturu beyan etmekte münasebet bilinmediğinden bir kusur tevehhüm edilir. Mesela “Hazret-i Yusuf aleyhisselâm, kardeşini bir hile ile alması” içinde وَفَو۟قَ كُلِّ ذٖى عِل۟مٍ عَلٖيمٌ diye gayet yüksek bir düsturun zikri, belâgatça münasebeti görünmüyor. Bunun sırrı ve hikmeti nedir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إننا نرى أن مئات الملايين من الناس منذ ألف ومئات من السنين يتْلون القرآن الكريم بلهفة وشوق وبحاجة ماسة إليه دون ملل ولا سأم.
    '''Elcevap:''' Her biri birer küçük Kur’an olan ekser uzun sure ve mutavassıtlarda ve çok sahife ve makamlarda yalnız iki üç maksat değil belki Kur’an mahiyeti hem bir kitab-ı zikir ve iman ve fikir hem bir kitab-ı şeriat ve hikmet ve irşad gibi çok kitapları ve ayrı ayrı dersleri tazammun ederek rububiyet-i İlahiyenin her şeye ihatasını ve haşmetli tecelliyatını ifade etmek cihetiyle, kâinat kitab-ı kebirinin bir nevi kıraatı olan Kur’an, elbette her makamda, hattâ bazen bir sahifede çok maksatları takiben marifetullahtan ve tevhidin mertebelerinden ve iman hakikatlerinden ders verdiği haysiyetiyle, öbür makamda mesela, zâhirce zayıf bir münasebetle başka bir ders açar ve o zayıf münasebete çok kuvvetli münasebetler iltihak ederler. O makama gayet mutabık olur, mertebe-i belâgatı yükseklenir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن كل وقت وكل يوم إنما هو عالَم يمضي وباب ينفتح لعالم جديد، لذا فإن تكرار: «لا إله إلّا الله» بشوقِ الحاجةِ إليها ألوفَ المرات لأجل إضاءة تلك العوالم السيارة كلها وإنارتِها بنور الإيمان، يجعل تلك الجملة التوحيدية كأنها سراج منير في سماء تلك العوالم والأيام. فكما أن الأمر هكذا في: «لا إله إلّا الله»، كذلك تلاوة القرآن الكريم، فهي تبدد الظلام المخيم على تلك الكثرة الكاثرة من المَشاهِد السارية، وعلى تلك العوالم السيارة المتجددة، وتزيل التشوه والقبح عن صورها المنعكسة في مرآة الحياة، وتجعل تلك الأوضاع المقبلة شهودا له يوم القيامة لا شهودا عليه. وترقّيه إلى مرتبةِ معرفةِ عِظَم جزاء الجنايات، وتجعله يدرك قيمة النُّذُرِ المخفية لسلطان الأزل والأبد التي تشتت عناد الظالمين الطغاة، وتشوّقه إلى الخلاص من طغيان النفس الأمارة بالسوء.. فلأجل هذه الحِكَم كلِّها يكرر القرآن الكريم ما يكرر في غاية الحكمة، مظهرا أن النذر القرآنية الكثيرة إلى هذا القدر، وبهذه القوة والشدة والتكرار حقيقة عظمى، ينهزم الشيطانُ من توهمها باطلا، ويهرب من تخيلها عبثا.
    '''İkinci Bir Sual:''' Kur’an’da sarîhan ve zımnen ve işareten, âhiret ve tevhidi ve beşerin mükâfat ve mücazatını binler defa ispat edip nazara vermenin ve her surede her sahifede her makamda ders vermenin hikmeti nedir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ عذاب جهنم لهو عينُ العدالة لأولئك الكفار الذين لا يعيرون للنذر سمعا.
    '''Elcevap:''' Daire-i imkânda ve kâinatın sergüzeştine ait inkılablarda ve emanet-i kübrayı ve hilafet-i arziyeyi omuzuna alan nev-i beşerin şakavet ve saadet-i ebediyeye medar olan vazifesine dair en ehemmiyetli en büyük en dehşetli meselelerinden en azametlilerini ders vermek ve hadsiz şüpheleri izale etmek ve gayet şiddetli inkârları ve inatları kırmak cihetinde elbette o dehşetli inkılabları tasdik ettirmek ve o inkılablar azametinde büyük ve beşere en elzem ve en zarurî meseleleri teslim ettirmek için Kur’an, binler defa değil belki milyonlar defa onlara baktırsa yine israf değil ki milyonlar kere tekrar ile o bahisler Kur’an’da okunur, usanç vermez, ihtiyaç kesilmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن المكررات القرآنية «قصص الأنبياء» عليهم السلام، فالحكمة في تكرار قصة موسى عليه السلام -مثلا- التي لها من الحِكم والفوائد ما لعصا موسى، وكذا الحكمةُ في تكرار قصص الأنبياء إنما هي لإثبات الرسالة الأحمدية، وذلك بإظهار نبوة الأنبياء جميعهم حجةً على أحقية الرسالة الأحمدية وصدقها؛ حيث لا يمكن أن ينكرها إلّا من ينكر نبوتهم جميعا، فذكرُها إذن دليل على الرسالة.
    Mesela اِنَّ الَّذٖينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم۟ جَنَّاتٌ تَج۟رٖى مِن۟ تَح۟تِهَا ال۟اَن۟هَارُ ۝ ... خَالِدٖينَ فٖيهَٓا اَبَدًا âyetinin gösterdiği müjde-i saadet-i ebediye hakikati, bîçare beşere her dakika kendini gösteren hakikat-i mevtin hem insanı hem dünyasını hem bütün ahbabını idam-ı ebedîsinden kurtarıp ebedî bir saltanatı kazandırdığından, milyarlar defa tekrar edilse ve kâinat kadar ehemmiyet verilse yine israf olmaz, kıymetten düşmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن كثيرا من الناس لا يستطيعون كل حين ولا يوفّقون إلى تلاوة القرآن الكريم كله، بل يكتفون بما يتيسر لهم منه. ومن هنا تبدو الحكمة واضحة في جعل كل سورة مطولة ومتوسطة بمثابة قرآن مصغر، ومن ثم تكرار القصص فيها بمثل تكرار أركان الإيمان الضرورية. أي إن تكرار هذه القصص هو مقتضى البلاغة وليس فيه إسراف قط. زد على ذلك فإن فيه تعليما بأن حادثةَ ظهورِ محمد ﷺ أعظم حادثة للبشرية وأجلّ مسألة من مسائل الكون.
    İşte bu çeşit hadsiz kıymettar meseleleri ders veren ve kâinatı bir hane gibi değiştiren ve şeklini bozan dehşetli inkılabları tesis etmekte iknaya ve inandırmaya ve ispata çalışan Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan elbette sarîhan ve zımnen ve işareten binler defa o meselelere nazar-ı dikkati celbetmek; değil israf belki ekmek, ilaç, hava, ziya gibi birer hâcet-i zaruriye hükmünde ihsanını tazelendirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ مَنْحَ ذات الرسول الكريم ﷺ أعظمَ مقام وأسماه في القرآن الكريم، وجَعْل «محمدٌ رسولُ الله» -الذي يتضمن أربعة من أركان الإيمان- مقرونا بـ «لا إله إلّا الله» دليل -وأي دليل- على أن الرسالة المحمدية هي أكبر حقيقة في الكون، وأن محمدا ﷺ لهو أشرف المخلوقات طُرا، وأن الحقيقة المحمدية التي تمثل الشخصية المعنوية الكلية لمحمد ﷺ هي السراج المنير للعالمين كليهما، وأنه ﷺ أهل لهذا المقام الخارق، كما قد أثبت ذلك في أجزاء رسائل النور بحجج وبراهين عديدة إثباتا قاطعا. نورد هنا واحدا من ألف منها. كما يأتي:
    Hem mesela اِنَّ ال۟كَافِرٖينَ فٖى نَارِ جَهَنَّمَ ve اَلظَّالِمٖينَ لَهُم۟ عَذَابٌ اَلٖيمٌ gibi tehdit âyetlerini Kur’an gayet şiddetle ve hiddetle ve gayet kuvvet ve tekrarla zikretmesinin hikmeti ise –Risale-i Nur’da kat’î ispat edildiği gibi– beşerin küfrü, kâinatın ve ekser mahlukatın hukukuna öyle bir tecavüzdür ki semavatı ve arzı kızdırıyor ve anâsırı hiddete getirip tufanlar ile o zalimleri tokatlıyor. Ve اِذَٓا اُل۟قُوا فٖيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهٖيقًا وَهِىَ تَفُورُ ۝ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ال۟غَي۟ظِ âyetinin sarahatiyle o zalim münkirlere cehennem, öyle öfkeleniyor ki hiddetinden parçalanmak derecesine geliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ كل ما قام به جميعُ أمة محمد ﷺ من حسنات في الأزمنة قاطبة يُكتب مثلها في صحيفة حسناته ﷺ، وذلك حسب قاعدةِ: «السبب كالفاعل»... وإنّ تنويره لجميع حقائق الكائنات بالنور الذي أتى به لا يجعل الجنّ والإنس والملائكة وذوي الحياة في امتنان ورضى وحدهم، بل يجعل الكونَ برمّته والسماوات والأرض جميعا راضية عنه محدّثةً بفضائله... وإنّ ما يبعثه صالحو الأمة يوميا من ملايين الأدعية ومع الصالحين من مليارات الأدعية الفطرية المستجابة التي لا تُرد -بدلالة القبول الفعلي المُشاهَد لأدعية النباتات بلسان الاستعداد، وأدعية الحيوانات بلسان حاجة الفطرة- ومن أدعية الرحمة بالصلاة والسلام عليه، وما يرسلونه بما ظفروا من مكاسب معنوية وحسنات هدايا، إنما تقدم إليه أولا. فضلا عما يدخل في دفتر حسناته ﷺ من أنوارٍ لا حدود لها بما تتلوه أمتُه -بمجرد التلاوة- من القرآن الكريم الذي في كل حرف من حروفه -التي تزيد على ثلاثمائة ألف حرف- عشرُ حسنات وعشر ثمار أخروية، بل مائة بل ألف من الحسنات..
    İşte böyle bir cinayet-i âmmeye ve hadsiz bir tecavüze karşı beşerin küçüklük ve ehemmiyetsizliği noktasına değil belki zalimane cinayetinin azametine ve kâfirane tecavüzünün dehşetine karşı Sultan-ı Kâinat, kendi raiyetinin hukuklarının ehemmiyetini ve o münkirlerin küfür ve zulmündeki nihayetsiz çirkinliğini göstermek hikmetiyle fermanında gayet hiddet ve şiddetle o cinayeti ve cezasını değil bin defa, belki milyonlar ve milyarlar ile tekrar etse yine israf ve kusur değil ki bin seneden beri yüzer milyon insanlar her gün usanmadan kemal-i iştiyakla ve ihtiyaçla okurlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنّ علام الغيوب سبحانه قد سبق علمه وشاهد أن الحقيقة المحمدية التي هي الشخصية المعنوية لتلك الذات المباركة ﷺ ستكون كمثال شجرة طوبى الجنة، لذا أولاه في قرآنه تلك الأهمية العظمى حيث هو المستحِق لذلك المقام الرفيع. وبيّن في أوامره بأن نيل شفاعته إنما هو باتباعه والاقتداء بسنته الشريفة وهو أعظم مسألة من مسائل الإنسان. بل أَخَذَ بنظر الاعتبار -بين حين وآخر- أوضاعه الإنسانية البشرية التي هي بمثابة بذرة شجرة طوبى الجنة.
    Evet, her gün her zaman, herkes için bir âlem gider, taze bir âlemin kapısı kendine açılmasından, o geçici her bir âlemini nurlandırmak için ihtiyaç ve iştiyakla لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ cümlesini binler defa tekrar ile o değişen perdelere ve âlemlere her birisine bir لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ı lamba yaptığı gibi öyle de o kesretli, geçici perdeleri ve tazelenen seyyar kâinatları karanlıklandırmamak ve âyine-i hayatında in’ikas eden suretlerini çirkinleştirmemek ve lehinde şahit olabilen o misafir vaziyetleri aleyhine çevirmemek için o cinayetlerin cezalarını ve Padişah-ı Ezelî’nin şiddetli ve inatları kıran tehditlerini, her vakit Kur’an’ı okumakla tahattur edip nefsin tuğyanından kurtulmaya çalışmak hikmetiyle Kur’an, gayet mu’cizane tekrar eder ve bu derece kuvvet ve şiddet ve tekrarla tehdidat-ı Kur’aniyeyi hakikatsiz tevehhüm etmekten şeytan bile kaçar. Ve onları dinlemeyen münkirlere cehennem azabı ayn-ı adalettir, diye gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فلأن حقائق القرآن المكررة تملك هذه القيمة الراقية وفيها من الحِكَم ما فيها، فالفطرة السليمة تشهد أن في تكراره معجزةً معنويةً قوية وواسعة، إلّا مَن مَرِض قلبُه وسَقم وجدانُه بطاعون المادية، فتشمله القاعدة المشهورة:
    Hem mesela, asâ-yı Musa gibi çok hikmetleri ve faydaları bulunan kıssa-i Musa’nın (as) ve sair enbiyanın kıssalarını çok tekrarında, risalet-i Ahmediyenin hakkaniyetine bütün enbiyanın nübüvvetlerini hüccet gösterip onların umumunu inkâr edemeyen, bu zatın risaletini hakikat noktasında inkâr edemez hikmetiyle ve herkes, her vakit bütün Kur’an’ı okumaya muktedir ve muvaffak olamadığından her bir uzun ve mutavassıt sureyi birer küçük Kur’an hükmüne getirmek için ehemmiyetli erkân-ı imaniye gibi o kıssaları tekrar etmesi; değil israf belki mu’cizane bir belâgattır ve hâdise-i Muhammediye bütün benî-Âdem’in en büyük hâdisesi ve kâinatın en azametli meselesi olduğunu ders vermektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قد ينكر المرءُ ضوءَ الشمس من رَمدٍ      وينكر الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَم (<ref>البيت للشاعر شرف الدين البوصيري(∗) في قصيدة البردة:<br>
    Evet, Kur’an’da Zat-ı Ahmediye’ye en büyük makam vermek ve dört erkân-ı imaniyeyi içine almakla لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ rüknüne denk tutulan مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ ve risalet-i Muhammediye kâinatın en büyük hakikati ve Zat-ı Ahmediye, bütün mahlukatın en eşrefi ve hakikat-i Muhammediye tabir edilen küllî şahsiyet-i maneviyesi ve makam-ı kudsîsi, iki cihanın en parlak bir güneşi olduğuna ve bu hârika makama liyakatine pek çok hüccetleri ve emareleri, kat’î bir surette Risale-i Nur’da ispat edilmiş. Binden birisi şudur ki:
    قد تُنكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ ويُنكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ من سَقَمٍ</ref>)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="BU_ONUNCU_MESELE’YE_BİR_HÂTİME_OLARAK_İKİ_HÂŞİYEDİR"></span>
    اَلسَّبَبُ كَال۟فَاعِلِ düsturuyla, bütün ümmetinin bütün zamanlarda işlediği hasenatın bir misli onun defter-i hasenatına girmesi ve bütün kâinatın hakikatlerini, getirdiği nur ile nurlandırması, değil yalnız cin, ins, melek ve zîhayatı, belki kâinatı, semavat ve arzı minnettar eylemesi ve istidat lisanıyla nebatatın duaları ve ihtiyac-ı fıtrî diliyle hayvanatın duaları, gözümüz önünde bilfiil kabul olmasının şehadetiyle milyonlar, belki milyarlar fıtrî ve reddedilmez duaları makbul olan suleha-yı ümmeti her gün o zata salât ü selâm unvanıyla rahmet duaları ve manevî kazançlarını en evvel o zata bağışlamaları ve bütün ümmetçe okunan Kur’an’ın üç yüz bin harfinin her birisinde on sevaptan tâ yüz, tâ bin hasene ve meyve vermesinden yalnız kıraat-ı Kur’an cihetiyle defter-i a’maline hadsiz nurlar girmesi haysiyetiyle o zatın şahsiyet-i maneviyesi olan hakikat-i Muhammediye, istikbalde bir şecere-i tûba-i cennet hükmünde olacağını Allâmü’l-guyub bilmiş ve görmüş, o makama göre Kur’an’ında o azîm ehemmiyeti vermiş ve fermanında ona tebaiyetle ve sünnetine ittiba ile şefaatine mazhariyeti en ehemmiyetli bir mesele-i insaniye göstermiş ve o haşmetli şecere-i tûbanın bir çekirdeği olan şahsiyet-i beşeriyetini ve bidayetteki vaziyet-i insaniyesini ara sıra nazara almasıdır.
    === خاتمة هذه المسألة العاشرة في حاشيتين ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الحاشية الأولى: طَرَق سمعي قبل اثنتي عشرة سنة، أن زنديقا عنيدا، قد فضح سوءَ طويته وخبثَ قصده بإقدامه على ترجمة القرآن الكريم، فحاك خطةً رهيبة، للتهوين من شأنه بمحاولة ترجمته. وصرح قائلا: ليُترجَم القرآن لتظهر قيمته؟ أي ليرى الناس تكراراته غير الضرورية! ولتُتلى ترجمتُه بدلا منه! إلى آخره من الأفكار السامة.
    İşte Kur’an’ın tekrar edilen hakikatleri bu kıymette olduğundan tekraratında kuvvetli ve geniş bir mu’cize-i maneviye bulunmasına fıtrat-ı selime şehadet eder. Meğer maddiyyunluk taunuyla maraz-ı kalbe ve vicdan hastalığına müptela ola.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إلّا أن رسائل النور -بفضل الله- قد شَلّت تلك الفكرةَ وأجهضت تلك الخطة بحججها الدامغة وبانتشارها الواسع في كل مكان، فأثبتت إثباتا قاطعا أنه لا يمكن قطعا ترجمةُ القرآن الكريم ترجمةً حقيقية.. وأن أية لغة غير اللغة العربية الفصحى عاجزة عن الحفاظ على مزايا القرآن الكريم ونُكته البلاغية اللطيفة.. وإن الترجمات العادية الجزئية التي يقوم بها البشر لن تَحُل -بأي حال- محلَّ التعابير الجامعة المعجزة للكلمات القرآنية التي في كل حرف من حروفها حسنات تتصاعد من العشرة إلى الألف، لذا لا يمكن مطلقا تلاوة الترجمة بدلا منه.
    قَد۟ يُن۟كِرُ ال۟مَر۟ءُ ضَو۟ءَ الشَّم۟سِ مِن۟ رَمَدٍ وَ يُن۟كِرُ ال۟فَمُ طَع۟مَ ال۟مَاءِ مِن۟ سَقَمٍ kaidesine dâhil olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بيد أن المنافقين الذين تتلمذوا على يد ذلك الزنديق، سعوا بمحاولات هوجاء في سبيل الشيطان ليطفئوا نورَ القرآن الكريم بأفواههم. ولكن لَمَّا كنتُ لا ألتقي أحدا، فلا علم لي بحقيقة ما يدور من أوضاع، إلّا أن أغلب ظني أن ما أوردتُه آنفا هو السبب الذي دعا إلى إملاء هذه «المسألة العاشرة» عليّ، رغم ما يحيط بي من ضيق.
    === '''BU ONUNCU MESELE’YE''' '''BİR HÂTİME OLARAK İKİ HÂŞİYEDİR''' ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الحاشية الثانية: كنت جالسا ذات يوم في الطابق العلوي من فندق «شهر» عقب إطلاق سراحنا من سجن «دنيزلي» أتأمل فيما حوالي من أشجار الحَوَر (الصفصاف) الكثيرة في الحدائق الغنّاء والبساتين الجميلة، رأيتُها جذلى بحركاتها الراقصة الجذابة، تتمايل بجذوعها وأغصانها، وتهتز أوراقها بأدنى لمسة من نسيم. فبدت أمامي بأبهى صورة وأحلاها، وكأنها تسبّح لله في حلقات ذكر وتهليل.
    '''Birincisi:''' Bundan '''(*<ref>*Bu risalenin telifinden on iki sene evvel. (Nâşir)</ref>)''' on iki sene evvel işittim ki en dehşetli ve muannid bir zındık, Kur’an’a karşı suikastını tercümesiyle yapmaya başlamış ve demiş ki: “Kur’an tercüme edilsin, tâ ne mal olduğu bilinsin.” Yani, lüzumsuz tekraratı herkes görsün ve tercümesi onun yerinde okunsun diye dehşetli bir plan çevirmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مسّت هذه الحركات اللطيفة أوتارَ قلبي المحزون من فراق إخواني، وأنا مغموم لانفرادي وبقائي وحيدا.. فخطر على البـال -فجأةً- موسـمَا الخريف والشتاء وانتابتني غفلة، إذ ستتناثر الأوراق وسيذهب الرواء والجمال.. وبدأتُ أتألم على تلك الحَوَر الجميلة، وأتحسر على سائر الأحياء التي تتجلى فيها تلك النشوة الفائقة تألما شديدا حتى اغرورقت عيناي واحتشدت على رأسي أحزانٌ تدفقت من الزوال والفراق تملأ هذا الستار المزركش البهيج للكائنات!
    Fakat Risale-i Nur’un cerh edilmez hüccetleri kat’î ispat etmiş ki Kur’an’ın hakiki tercümesi kabil değil ve lisan-ı nahvî olan lisan-ı Arabî yerinde Kur’an’ın meziyetlerini ve nüktelerini başka lisan muhafaza edemez ve her bir harfi, on adetten bine kadar sevap veren kelimat-ı Kur’aniyenin mu’cizane ve cem’iyetli tabirleri yerinde, beşerin âdi ve cüz’î tercümeleri tutamaz, onun yerinde camilerde okunmaz diye Risale-i Nur, her tarafta intişarıyla o dehşetli planı akîm bıraktı. Fakat o zındıktan ders alan münafıklar, yine şeytan hesabına Kur’an güneşini üflemekle söndürmeye, aptal çocuklar gibi ahmakane ve divanecesine çalışmaları hikmetiyle, bana gayet sıkı ve sıkıcı ve sıkıntılı bir halette bu Onuncu Mesele yazdırıldı tahmin ediyorum. Başkalarla görüşemediğim için hakikat-i hali bilemiyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبينما أنا في هذه الحالة المحزنة إذا بالنور الذي أتت به الحقيقةُ المحمدية ﷺ يغيثني -مثلما يغيث كل مؤمن ويسعفه- فبدّل تلك الأحزانَ والغموم التي لا حدود لها مسراتٍ وأفراحا لا حد لها، فبتُّ في امتنان أبديّ ورضى دائم من الحقيقة المحمدية التي أنقذني فيض واحد من فيوضات أنوارها غير المحدودة، فنشر ذلك الفيض السلوان في أرجاء نفسي وأعماق وجداني، وكان ذلك كالآتي:
    '''İkinci Hâşiye:''' Denizli hapsinden tahliyemizden sonra meşhur Şehir Otelinin yüksek katında oturmuştum. Karşımda güzel bahçelerde kesretli kavak ağaçları birer halka-i zikir tarzında gayet latîf, tatlı bir surette hem kendileri hem dalları hem yaprakları, havanın dokunmasıyla cezbekârane ve cazibedarane hareketle raksları, kardeşlerimin müfarakatlarından ve yalnız kaldığımdan hüzünlü ve gamlı kalbime ilişti. Birden güz ve kış mevsimi hatıra geldi ve bana bir gaflet bastı. Ben, o kemal-i neşe ile cilvelenen o nâzenin kavaklara ve zîhayatlara o kadar acıdım ki gözlerim yaşla doldu. Kâinatın süslü perdesi altındaki ademleri, firakları ihtar ve ihsasıyla kâinat dolusu firakların, zevallerin hüzünleri başıma toplandı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن تلك النظرة الغافلة أظهرت تلك الأوراق الرقيقة والأشجار الفارعة الهيفاء من دون وظيفة ولا مهمة، لا نفعَ لها ولا جدوى، وأنها لا تهتز اهتزازها اللطيف من شدة الشوق والنشوة بل ترتعد من هول العدم والفراق.. فتبّاً لها من نظرة غافلة أصابت صميمَ ما هو مغروز فيّ -كما هو عند غيري- من عشق للبقاء، وحب الحياة، والافتتان بالمحاسن، والشفقة على بني الجنس.. فحولت الدنيا إلى جهنم معنوية، والعقلَ إلى عضو للشقاء والتعذيب. فبينما كنتُ أقاسي هذا الوضع المؤلم، إذا بالنور الذي أنار به محمد ﷺ البشريةَ جمعاء يرفع الغطاء ويزيل الغشاوة ويبرز حِكَما ومعاني ووظائف ومهمات غزيرة جدا تبلغ عدد أوراق الحَوَر. وقد أَثبتت رسائلُ النور أن تلك الوظائف والحِكَم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
    Birden hakikat-i Muhammediyenin (asm) getirdiği nur, imdada yetişti. O hadsiz hüzünleri ve gamları, sürurlara çevirdi. Hattâ o nurun, herkes ve her ehl-i iman gibi benim hakkımda milyon feyzinden yalnız o vakitte, o vaziyete temas eden imdat ve tesellisi için Zat-ı Muhammediye’ye (asm) karşı ebediyen minnettar oldum. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    القسم الأول: وهو المتوجّه إلى الأسماء الحسنى للصانع الجليل. فكما أن صانعا ماهرا إذا ما قام بصنع ماكنة بديعة، يثني عليه الجميعُ ويقدرون صنعته ويباركون إبداعه، فإن تلك الماكنة هي بدورها كذلك تبارك صانعَها وتثني عليه بلسان حالها، وذلك بإراءتها النتائج المقصودة منها إراءة تامة.
    Ol nazar-ı gaflet, o mübarek nâzeninleri; vazifesiz, neticesiz, bir mevsimde görünüp, hareketleri neşeden değil belki güya ademden ve firaktan titreyerek hiçliğe düştüklerini göstermekle, herkes gibi bendeki aşk-ı beka ve hubb-u mehasin ve muhabbet-i vücud ve şefkat-i cinsiye ve alâka-i hayatiyeye medar olan damarlarıma o derece dokundu ki böyle dünyayı bir manevî cehenneme ve aklı bir tazip âletine çevirdiği sırada, Muhammed aleyhissalâtü vesselâmın beşere hediye getirdiği nur perdeyi kaldırdı; idam, adem, hiçlik, vazifesizlik, abes, firak, fânilik yerinde o kavakların her birinin yaprakları adedince hikmetleri, manaları ve Risale-i Nur’da ispat edildiği gibi üç kısma ayrılan neticeleri ve vazifeleri var, diye gösterdi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما القسم الثاني: فهو المتوجه إلى أنظار ذوي الحياة وذوي الشعـور من المخلوقات أي يكون موضعَ مطالعةٍ حلوة وتأمل لذيذ، فيكون كلُّ شيء كأنه كتاب معرفة وعلم، ولا يغادر هذا العالَم -عالم الشهادة- إلّا بعد وضع معانيه في أذهان ذوي الشعور، وطبع صوَره في حافظتهم، وانطباع صورته في الألواح المثالية لسجلات علم الغيب، أي لا ينسحب من عالَم الشهادة إلى عالم الغيب إلّا بعد دخوله ضمن دوائرِ وجودٍ كثيرة ويكسب أنواعا من الوجود المعنوي والغيبي والعلمي.
    '''Birinci kısım neticeleri:''' Sâni’-i Zülcelal’in esmasına bakar. Mesela, nasıl ki bir usta hârika bir makineyi yapsa onu takdir eden herkes o zata “Mâşâallah, bârekellah” deyip alkışlar. Öyle de o makine dahi ondan maksud neticeleri tam tamına göstermesiyle, lisan-ı haliyle ustasını tebrik eder, alkışlar. Her zîhayat ve her şey böyle bir makinedir, ustasını tebriklerle alkışlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم ما دام الله موجودا، وعلمُه يحيط بكل شيء، فلابد أن لا يكون هناك في عالم المؤمن عدم وإعدام وانعدام وعبث ومحو وفناء من زاوية الحقيقة.. بينما دنيا الكفار زاخرة بالعدم والفراق والانعدام ومليئة بالعبث والفناء. ومما يوضح هذه الحقيقة ما يدور على الألسنة من قولٍ مشهور هو: «مَن كان له الله، كان له كل شيء، ومَن لم يكن له الله لم يكن له شيء».
    '''İkinci kısım hikmetleri ise:''' Zîhayatın ve zîşuurun nazarlarına bakar. Onlara şirin bir mütalaagâh, birer kitab-ı marifet olur. Manalarını zîşuurun zihinlerinde ve suretlerini kuvve-i hâfızalarında ve elvah-ı misaliyede ve âlem-i gaybın defterlerinde daire-i vücudda bırakıp sonra âlem-i şehadeti terk eder, âlem-i gayba çekilir. Demek, surî bir vücudu bırakır, manevî ve gaybî ve ilmî çok vücudları kazanır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الخلاصة: إنّ الإيمان مثلما ينقذ الإنسان من الإعدام الأبدي أثناء الموت، فهو ينقذ دنيا كل شخص أيضا من ظلمات العدم والانعدام والعبث. بينما الكفر -ولاسيما الكفر المطلق- فإنه يُعدم ذلك الإنسان، ويعدم دنياه الخاصة به بالموت. ويلقيه في ظلمات جهنم معنوية محوّلا لذائذ حياته آلاما وغصصا.
    Evet, madem Allah var ve ilmi ihata eder. Elbette adem, idam, hiçlik, mahv, fena; hakikat noktasında ehl-i imanın dünyasında yoktur ve kâfir münkirlerin dünyaları ademle, firakla, hiçlikle, fânilikle doludur. İşte bu hakikati, umumun lisanında gezen bu gelen darb-ı mesel ders verip der: “Kimin için Allah var, ona her şey var ve kimin için yoksa her şey ona yoktur, hiçtir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلْترنّ آذان الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، وليأتوا بعلاج لهذا الأمر إن كانوا صادقين، أو ليَدخلوا حظيرة الإيمان ويخلصوا أنفسهم من هذه الخسارة الفادحة.
    '''Elhasıl:''' Nasıl ki iman, ölüm vaktinde insanı idam-ı ebedîden kurtarıyor; öyle de herkesin hususi dünyasını dahi idamdan ve hiçlik karanlıklarından kurtarıyor. Ve küfür ise hususan küfr-ü mutlak olsa hem o insanı hem hususi dünyasını ölümle idam edip manevî cehennem zulmetlerine atar. Hayatının lezzetlerini acı zehirlere çevirir. Hayat-ı dünyeviyeyi âhiretine tercih edenlerin kulakları çınlasın. Gelsinler, buna ya bir çare bulsunlar veya imana girsinler. Bu dehşetli hasarattan kurtulsunlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أخوكم الراجي دعواتِكم والمشتاق إليكم
    Duanıza çok muhtaç ve size çok müştak kardeşiniz
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سعيد النورسي
    '''Said Nursî'''
    </div>




    1.348. satır: 915. satır:
    </div>
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="ON_BİRİNCİ_MESELE"></span>
    == ON BİRİNCİ MESELE ==
    == المسألة الحادية عشرة ==
    </div>
     
    إن الشجرة المقدسة للأركان الإيمانية الكلية لها ثمرات يانعة إحداها هي الجنة، والأخرى هي السعادة الأبدية، والثالثة هي رؤية الله جل جلاله.
     
    ولما كانت رسائل النور قد أوضحت مئات من تلك الثمار -كليها وجزئيها- مع حججها الدامغة في «سراج النور» فنحيل إليها ونشير هنا إلى بضعة نماذج فقط لثمرات جزئية بل إلى جزء الجزئي والخاص من تلك الثمار الطيبة.
     
    إحداها: كنت ذات يوم أدعو دعاءً بهذا المضمون: «يا رب أتوسل إليك بحرمة جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وبشفاعتهم أن تحفظني من شرور شياطين الجن والإنس..» وحَالَمَا ذكرتُ اسمَ عزرائيل -الذي يملأ ذكرُه الناس رعبا وارتجافا- شعرتُ بحالة ذات طعم في غاية الحلاوة والسلوان، فحمدت الله قائلا: «الحمد لله»، وبدأت أُحب عزرائيل حُبا خالصا، على أنه واحد من الملائكة الذين يعتبر الإيمان بوجودهم ركنا من أركان الإيمان. وسنشير بإلمامة قصيرة إلى ثمرة جزئية واحدة من عديد الثمار للإيمان بهذا المَلَك.
     
    منها: أن أثمنَ ما عند الإنسان، وأعظم ما يحرص عليه ويدافع عنه ويجهد في الحفاظ عليه، هو روحه بلا شك.. فلقد أحسستُ يقينا بفرح عميق إزاء تسليم الإنسان لأعز ما يملكه في الوجود -وهو روحه- إلى يدٍ «قوي أمين» ليحفظه من العبث والضياع والفناء.
     
    ثم تذكرت الملائكة الموكَّلين بتسجيل أعمال الإنسان، فرأيت أنَّ لهم ثمرات لذيذة جدا كهذه:
     
    منها: أن كل إنسان لأجل أن تخلَّد أعمالُه الطيبة وتبقى كلماتُه القيمة، يسعى للحفاظ عليها وصيانتها من الضياع، سواءً عن طريق الكتابة أو الشعر، أو حتى بالشريط السينمائي، وبخاصة إذا كان لتلك الأعمال ثمراتُها الباقية في الجنة، فيشتاقُ إلى حفظها أكثر..
     
    والكرام الكاتبون واقفون على منكِبَي الإنسان ليُظهروه في مَشاهِدَ أبدية، وليصوروا أعمالَه في مناظرَ خالدة، ليكافَأَ أصحابها ولينالوا الجوائز الثمينة الدائمة.. ولقد تلذذتُ من طعوم هذه الثمرة بلذائذ حلوة لا أستطيع أن أصفها.
     
    وعندما جردني أهلُ الضلالة من أسباب الحياة الاجتماعية، وأبعدوني عن كتبي وأحبتي وخدمي وكل ما كان يمنحني السلوان، وألقوني في ديار الغربة والوحشة، وكنت في ضيقٍ وضجر من حالي إلى درجة كنت أشعر أن الدنيا الفارغة ستتهدم على رأسي.. فبينما أنا في هذه الحالة إذا بثمرة من ثمرات الإيمان بالملائكة تأتي لإغاثتي، فتضئ أرجاء دنياي كلها، وتنور العالم من حولي، وتعمّره بالملائكة وتؤهله بالأرواح الطيبة حتى دب السرور والبهجة في كل مكان. (<ref>«أطت السماء وحق لها أن تئط، ما من موضع أربع أصابع إلّا عليه ملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى». (انظر: أحمد بن حنبل، المسند ١٧٣/٥؛ الترمذي، الزهد٩؛ ابن ماجه، الزهد ١٩).</ref>) وأرتني كذلك كم كانت دنيا أهل الضلالة ملآى بصرخات الوحشة وحسرات العبث والظلام..
     
    فبينما كان خيالي فرحا جذلا بالتمتع بلذة هذه الثمرة، إذا به يتسلم ثمرة من الثمار الوفيرة -الشبيهة بهذه- من الإيمان بالرسل عليهم السلام، فذاقها فعلا، وأحسست توا أنَّ إيماني قد تَوسَّعَ ونما وانبسط حتى أصبح كليا شاملا، إذ أشرقت لديَّ تلك الأزمنة الغابرة كلها واستضاءت بنور التصديق والإيمان بهم، حتى كنت أشعر كأنني أعيش معهم، وبات كلُّ نبي من الأنبياء يصدِّق بآلاف التصديق على أركان الإيمان التي جاء بها ودعا إليها خاتمهم ﷺ، مما أخرس الشيطانَ وأسكته..
     
    ثم قفز إلى القلب السؤالُ ذو الجواب الشافي الواردُ في لمعةِ «حكمة الإستعاذة» وهو:
     
    أنَّ أهل الإيمان الذين لهم مثل هذه الثمرات للإيمان، ومثل هذه الفوائد والنتائج اللذيذة ذاتِ الطعوم غير المحدودة، ولهم النتائج الجميلة الطيبة للحسنات ومنافعها الكثيرة، ولهم العناية الدائمة من «أرحم الراحمين» وتوفيقه ورحمته.. كل ذلك يمنحهم القوة والإسناد، فلِمَ إذن يتغلب أهل الضلالة غالبا عليهم، بل قد يتغلب عشرون من أهل الضلالة على مائة منهم، ويهلكونهم؟! وفي ثنايا هذا التفكير خطر لي: لِمَ يحشّد القرآن الكريم هذا الحشد العظيم لأهل الإيمان بذكر إمداد الله إياهم بالملائكة وهم يواجهون دسائس شيطانية واهية ضعيفة؟..
     
    وبما أن رسائل النور قد وضَّحت حكمة ذلك بحجج قاطعة، فسنشير هنا إلى الجواب عن ذلك السؤال في غاية الإيجاز:
     
    نعم، يتولى أحيانا مائةٌ من الأشخاص المحافَظةَ على قصر، عندما يحاول أحدُ الشريرِين أو أي شخص مخرِّب إلقاءَ النار فيه خفية لتدميره. بل قد يُلجأ إلى السلطان أو الدولة للحفاظ على القصر، ذلك لأن بقاء بناء القصر يتوقف على جميع الشروط والأركان والأسباب الداعية إلى البقاء. أما تخريبه وهدمه فيكون بانعدام شرطٍ واحدٍ فقط.
     
    فعلى غرار هذا المثال نفهم كيف أن شياطين الجن والإنس يقومون بتخريبٍ مدهش وبحريق معنوي عظيم بفعلٍ قليل جدا، بمثل ما يقوم شريرٌ بتدمير بناءٍ فخم بإلقاء عودِ كبريت فيه.
     
    نعم، إن أساسَ وخميرة الشرور والرذائل والخطايا كلها هو العدم والهدم، وما يبدو من وجودها الظاهرِ يخفي تحته الإفساد والتعطل والعدم.
     
    وإستنادا إلى هذه النقطة فإن شياطين الجن والإنس والشريرِين يتمكنون بقوة هزيلة جدا، أن يصدّوا قوة لا حد لها لأهل الحق والحقيقة ويلجئوهم إلى باب الله عز وجل والسعي إليه دائما. ولأجل هذا يضع القرآن الكريم تلك الحشود الهائلة لحمايتهم، وتسلّم إلى أيديهم تسعة وتسعين اسما من الأسماء الحسنى، ويصدر أوامر مشددة ليَثبتوا تجاه أولئك الأعداء.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن هذا الجواب ظهر فجأة أساسُ مسألةٍ مدهشة وبدايةُ حقيقةٍ عظيمة وهو أنه:
    Meyve’nin On Birinci Mesele’sinin başı, bir meyvesi cennet ve biri saadet-i ebediye ve biri rü’yetullah olan iman şecere-i kudsiyesinin hadsiz, küllî ve cüz’î meyvelerinden yüzer numuneleri Risale-i Nur’da beyan ve hüccetlerle ispat edildiğinden, izahını Siracünnur’a havale edip küllî erkânının değil belki cüz’î ve cüzlerin, cüz’î ve hususi meyvelerinden birkaç numune beyan edilecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كما أن الجنة تخزن محاصيل جميع عوالم الوجود ونتائجها، وتستثمر النوى المزروعة في الدنيا، فتجعلها تؤتي أُكلها كل حين. فإن جهنم تحمص محاصيل العدم وتعصف بها لأجل إظهار النتائج الأليمة جدا لعوالم العدم والفناء غير المحدودة، فمصنع جهنم الرهيب -فضلا عن وظائفها العديدة- يطهّر ما في عالم الوجود من أوساخ عالم العدم وأدرانه. سنوضح هذه المسألة العظيمة فيما بعد إن شاء الله لأننا لا نريد فتح بابها هنا.
    '''Birisi:''' Bir gün bir duada “Yâ Rabbî! Cebrail, Mikâil, İsrafil, Azrail hürmetlerine ve şefaatlerine, beni cin ve insin şerlerinden muhafaza eyle!” mealinde duayı dediğim zaman, herkesi titreten ve dehşet veren Azrail namını zikrettiğim vakit gayet tatlı ve tesellidar ve sevimli bir halet hissettim. Elhamdülillah, dedim. Azrail’i cidden sevmeye başladım. Melâikeye iman rüknünün bu cüz’î ferdinin pek çok meyvelerinden yalnız bir cüz’î meyvesine gayet kısa bir işaret ederiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا فإن جزءا من ثمرات الإيمان بالملائكة هو الذي يعود إلى المنكر والنكير، (<ref>انظر: الترمذي، الجنائز ٧٠؛ ابن ماجه، الجنائز ٦٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ١٢٦/٣، ٢٨٨/٤.</ref>) وهو كالآتي:
    '''Birisi:''' İnsanın en kıymetli ve üstünde titrediği malı, onun ruhudur. Onu zayi olmaktan ve fenadan ve başıboşluktan muhafaza etmek için kuvvetli ve emin bir ele teslimin derin bir sevinç verdiğini kat’î hissettim. Ve insanın amelini yazan melekler hatırıma geldi. Baktım, aynen bu meyve gibi çok tatlı meyveleri var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت ذات يوم: «إنني لابد -كأي فرد كان- داخلٌ لا محالة في القبر».. فدخلت إليه خيالا: وفيما كنت أستوحش يائسا من سجن القبر الانفرادي، ومن تجردي المطلق من كل شيء، وحيدا دون مُعِين، في ذلك المكان الضيق المظلم البارد، إذا بصديقين كريمين من طائفة «المنكر والنكير» قد برزا وجاءا إليّ وبدءا بالمناظرة معي.. وسّعا كلا من قلبي وقبري، فاستضاءا وتدفئا، وفُتحت شبابيك نوافذ مطلة على عالم الأرواح.. سُررت من أعماق روحي وشكرت الله كثيرا على ما رأيت من الأوضاع التي ستتحقق حتما في المستقبل وإن كنت أراها الآن خيالا.
    '''Birisi:''' Her insan kıymetli bir sözünü ve fiilini bâkileştirmek için iştiyakla kitabet ve şiir hattâ sinema ile hıfzına çalışır. Hususan o fiillerin cennette bâki meyveleri bulunsa daha ziyade merak eder. “Kiramen Kâtibîn” insanın omuzlarında durup onları ebedî manzaralarda göstermek ve sahiplerine daimî mükâfat kazandırmak, o kadar bana şirin geldi ki tarif edemem.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكما أنه عندما توفي طالب علم في أثناء تعلمه الصرف والنحو، سأله المنكر والنكير في القبر: «مَن ربك؟» أجاب: «مَن مبتدأ وربُك خبره.. اِسألوني سؤالا صعبا فهذا سهل!!» -يحسب نفسه أنه لا يزال في المدرسة يتلقى الدرس- كما أن هذا الجواب أَضحَك الملائكةَ والأرواحَ الحاضرة وذلك الوليَّ الصالح الذي انكشف له القبر فشاهَد الحادثةَ، بل جَعَل الرحمة الإلهية تبتسم؛ فأنقذه من العذاب.. كذلك فقد أجاب شهيد بطل من طلاب رسائل النور وهو «الحافظ علي»(∗) وقد توفي في السجن وهو لا يزال يقرأ ويكتب «رسالة الثمرة» بكمال الشوق، أجاب عن أسئلة المَلَكين في القبر -مثلما أجاب في المحكمة- بحقائقِ «رسالة الثمرة». وأنا كذلك وسائر طلبة رسائل النور سنجيب إن شاء الله عن تلك الأسئلة التي هي حقيقة في المستقبل، ومجاز في الوقت الحاضر. سنجيب عنها بحجج رسائل النور الساطعة وبراهينها الدامغة ونسوقهم بها إلى التصديق والاستحسان والتقدير.
    Sonra ehl-i dünyanın, beni hayat-ı içtimaiyedeki her şeyden tecrit etmek içinde bütün kitaplarımdan ve dostlarımdan ve hizmetçilerimden ve teselli verici işlerden ayrı düşürmeleriyle beraber, gurbet vahşeti beni sıkarken ve boş dünya başıma yıkılırken melâikeye imanın pek çok meyvelerinden birisi imdadıma geldi. Kâinatımı ve dünyamı şenlendirdi, melekler ve ruhanîlerle doldurdu, âlemimi sevinçle güldürdü. Ve ehl-i dalaletin dünyaları vahşet ve boşluk ve karanlıkla ağladıklarını gösterdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكذا فإن نموذجا جزئيا للإيمان بالملائكة محورا لسعادة الدنيا هو أنه:
    Hayalim bu meyvenin lezzetiyle mesrur iken umum peygamberlere imanın pek çok meyvelerinden buna benzer bir tek meyvesini aldı, tattı. Birden, bütün geçmiş zamanlardaki enbiyalarla yaşamış gibi onlara imanım ve tasdikim, o zamanları ışıklandırdı ve imanımı küllî yapıp genişlendirdi. Ve Âhir Zaman Peygamberimizin imana ait olan davalarına binler imza bastırdı, şeytanları susturdu.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بينما كان طفل بريء يتلقى درسه الإيماني في مبادئ الفقه، إذ يأتيه طفل آخر باكيا مُوَلْوِلا لوفاة أخيه البريء فيهدئه ويسليه، قائلا: «لا تبكِ يا أخي، بل اشكر الله؛ لأن أخاك قد ذهب مع الملائكة ومضى إلى الجنة وسيتجول ويسرح هناك بحرية كاملة كالملائكة وسيجد الفرحة والهناء أحسن منا، وسيطير كالملائكة ويشاهد كل مكان». فبدّل بكاءه وصراخه وعويله ابتسامة وسرورا.
    '''Birden Hikmetü’l-İstiaze Lem’ası’nda kat’î cevabı bulunan bir sual kalbime geldi ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأنا كذلك مثل هذا الطفل الباكي، فقد تلقيت مع ما أنا فيه من وضع أليم وفي هذا الشتاء الكئيب نبأ وفاة اثنين ونَعيَهما بأسى وألم بالغين.
    “Bu meyveler gibi hadsiz tatlı semereler ve faydalar ve hasenatın gayet güzel neticeleri ve menfaatleri ve Erhamü’r-Râhimîn’in gayet merhametkârane tevfikleri ve inayetleri ehl-i hidayete yardım edip kuvvet verdikleri halde, ehl-i dalalet neden çok defa galebe eder ve bazen yirmisi, yüz tane ehl-i hidayeti perişan eder?” diye manen benden soruldu. Ve bu tefekkür içinde, şeytanın gayet zayıf desiselerine karşı Kur’an’ın büyük tahşidatı ve melâikeleri ve Cenab-ı Hakk’ın yardımını ehl-i imana göndermesi hatıra geldi. Risale-i Nur’un onun hikmetini kat’î hüccetlerle izahına binaen, o sualin cevabına gayet kısa bir işaret ederiz:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أحدهما: هو ابن أخي المرحوم «فؤاد» الذي أحرز الدرجة الأولى في المدارس العليا وهو الناشر لحقائق رسائل النور.
    Evet, bazen serseri ve gizli, muzır bir adamın bir saraya ateş atmaya çalışması yüzünden –yüzer adamın yapması gibi– yüzer adamın muhafazası ile ve bazen devlete ve padişaha iltica ile o sarayın vücudu devam edebilir. Çünkü onun vücudu, bütün şeraitin ve erkânın ve esbabın vücuduyla olabilir. Fakat onun ademi ve harap olması bir tek şartın ademiyle vaki ve bir serserinin bir kibritiyle yanıp mahvolduğu gibi, ins ve cin şeytanları az bir fiil ile büyük tahribat ve dehşetli manevî yangınlar yaparlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الثاني: تلك التي حجت وطافت بالبيت وهي تعاني سكرات الموت وسلَّمتْ روحها في الطواف، وهي المرحومة أختي العالمة: «خانم».
    Evet, bütün fenalıklar ve günahlar ve şerlerin mâyesi ve esasları ademdir, tahriptir. Sureten vücudun altında, adem ve bozmak saklıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فبينما أبكاني وفاة هذين القريبين كبكائي على «عبد الرحمن»(∗) -المذكور في «رسالة الشيوخ»- رأيت بنور الإيمان -قلبا ومعنىً- صداقةَ الملائكة ورفاقةَ الحُور العين لذلك الشاب الطيب: «فؤاد» ولتلك السيدة الصالحة، عوضا عن صداقة الناس، ورأيت نجاتَهما من مهالك الدنيا وخلاصَهما من خطاياها. فبدأت أشكر الله -وهو أرحم الراحمين- ألف شكر وشكر، بما حوّل ذلك الحزن الشديد إلى الشعور بالبهجة، والإحساس بالسرور.. وبدأت أهنئهم وأهنئ أخي «عبد المجيد»(∗) (أبا فؤاد) وأهنئ نفسي كذلك. ولقد كُتب هذا وسُجل هاهنا من أجل أن ينال هذان المرحومان بركة الدعاء.
    İşte cinnî ve insî şeytanlar ve şerirler, bu noktaya istinaden gayet zayıf bir kuvvetle hadsiz bir kuvvete karşı dayanıp, ehl-i hak ve hakikati Cenab-ı Hakk’ın dergâhına ilticaya ve kaçmaya her vakit mecbur ettiğinden, Kur’an onları himaye için büyük tahşidat yapar. Doksan dokuz esma-i İlahiyeyi onların ellerine verir. O düşmanlara karşı sebat etmelerine çok şiddetli emirler verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن جميع ما في رسائل النور من موازين ومقارنات إنما هو لبيان ثمار سعادة الإيمان ونتائجها التي تعود للحياة الدنيا والحياة الأخرى، فتلك الثمار الكلية الضخمة تُري في الدنيا سعادة الحياة وتذيق لذائذها خلال العمر، كما تخبر أنَّ إيمان كل مؤمن سيُكسبه في الآخرة سعادة أبدية، بل ستثمر وتتكشف وتنبسط بالصورة نفسها هناك.
    Bu cevaptan, birden pek büyük bir hakikatin ucu ve azametli, dehşetli bir meselenin esası göründü. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمِن نماذج تلك الثمار الكلية العديدة كتبت خمس ثمار منها على أنها لـ«لمعراج» في نهاية «الكلمة الحادية والثلاثين» وخمس ثمار في «الغصن الخامس من الكلمة الرابعة والعشرين».
    Nasıl ki cennet, bütün vücud âlemlerinin mahsulatını taşıyor ve dünyanın yetiştirdiği tohumları bâkiyane sümbüllendiriyor, öyle de cehennem dahi hadsiz dehşetli adem ve hiçlik âlemlerinin çok elîm neticelerini göstermek için o adem mahsulatlarını kavuruyor ve o dehşetli cehennem fabrikası, sair vazifeleri içinde, âlem-i vücud kâinatını âlem-i adem pisliklerinden temizlettiriyor. Bu dehşetli meselenin şimdilik kapısını açmayacağız. İnşâallah sonra izah edilecek.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكما ذكرنا آنفا أن لكل ركن من أركان الإيمان ثمارا كثيرة جدا بلا حدود، فلمجموع أركان الإيمان معا ثمرات لا حدّ لها أيضا:
    '''Hem meleklere iman meyvesinden bir cüzü ve Münker ve Nekir’e ait bir numunesi şudur:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إحداها: الجنة العظيمة..
    Herkes gibi ben dahi muhakkak gireceğim, diye mezarıma hayalen girdim. Ve kabirde yalnız, kimsesiz, karanlık, soğuk, dar bir haps-i münferidde bir tecrid-i mutlak içindeki tevahhuş ve meyusiyetten tedehhüş ederken, birden Münker ve Nekir taifesinden iki mübarek arkadaş çıkıp geldiler. Benimle münazaraya başladılar. Kalbim ve kabrim genişlediler, nurlandılar, hararetlendiler; âlem-i ervaha pencereler açıldı. Ben de şimdi hayalen ve istikbalde hakikaten göreceğim o vaziyete bütün canımla sevindim ve şükrettim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والأخرى: السعادة الأبدية..
    Sarf ve nahiv ilmini okuyan bir medrese talebesinin vefat edip, kabirde Münker ve Nekir’in مَن رَبُّكَ “Senin Rabb’in kimdir?” diye suallerine karşı, kendini medresede zannedip nahiv ilmi ile cevap vererek: “مَن ۟ mübtedadır, رَبُّكَ onun haberidir; müşkül bir meseleyi
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والثالثة: هي ألذّها وهي رؤية الله جل جلاله هناك.
    benden sorunuz, bu kolaydır.” diyerek hem o melâikeleri hem hazır ruhları hem o vakıayı müşahede eden orada bulunan bir keşfe’l-kubur velisini güldürdü ve rahmet-i İlahiyeyi tebessüme getirdi, azaptan kurtulduğu gibi; Risale-i Nur’un bir şehit kahramanı olan merhum Hâfız Ali, hapiste Meyve Risalesi’ni kemal-i aşkla yazarken ve okurken vefat edip kabirde melâike-i suale mahkemedeki gibi Meyve hakikatleri ile cevap verdiği misillü; ben de ve Risale-i Nur şakirdleri de o suallere karşı Risale-i Nur’un parlak ve kuvvetli hüccetleriyle istikbalde hakikaten ve şimdi manen cevap verip onları tasdike ve tahsine ve tebrike sevk edecekler, inşâallah.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد وضح بجلاء في المقارنة المعقودة في نهاية «الكلمة الثانية والثلاثين» بعض ثمار الإيمان الذي هو محور سعادة الدارين.
    '''Hem meleklere imanın saadet-i dünyeviyeye medar cüz’î bir numunesi şudur ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا وإن الدليل على أن «الإيمان بالقدر» له ثماره النفيسة أيضا في هذه الدنيا هو ما يدور على ألسنة الجميع، حتى غدا مضربا للأمثال: «مَن آمن بالقدر أمِنَ من الكدر». وفي نهاية «رسالة القدر» بينت إحدى ثماره الكلية بمثال هو: دخول رجلين حديقة قصر سلطانيّ.. حتى إنني شاهدت من خلال حياتي بآلاف من تجاربي وعرفتُ أن لا سعادة للحياة الدنيا دون الإيمان بالقدر، فلولا هذا الإيمان لمُحيت إذن تلك السعادة وفنيت. بل كنت كلما نظرت إلى المصائب الأليمة من زاوية الإيمان بالقدر كانت تلك المصائب تخف ويقل وطؤها عليَّ، فكنت أسأل بحيرة: يا ترى كيف يستطيع العيشَ من لا يؤمن بالقدر؟
    İlmihalden iman dersini alan bir masum çocuğun, yanında ağlayan ve masum bir kardeşinin vefatı için vaveylâ eden diğer bir çocuğa: “Ağlama, şükreyle. Senin kardeşin meleklerle beraber cennete gitti; orada gezer, bizden daha iyi keyfedecek, melekler gibi uçacak, her yeri seyredebilir.” deyip feryat edenin ağlamasını tebessüme ve sevince çevirmesidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد أشير إلى إحدى الثمار الكلية للركن الإيماني: «الإيمان بالملائكة» في «المقام الثاني للكلمة الثانية والعشرين» بما يأتي:
    Ben de aynen bu ağlayan çocuk gibi bu hazîn kışta ve elîm bir vaziyetimde gayet elîm iki vefat haberini aldım. Biri, hem âlî mekteplerde birinciliği kazanan hem Risale-i Nur’un hakikatlerini neşreden biraderzadem merhum Fuad; ikincisi, hacca gidip sekerat içinde tavaf ederken tavaf içinde vefat eden âlime Hanım namındaki merhume hemşirem. Bu iki akrabamın ölümleri, İhtiyar Risalesi’nde yazılan merhum Abdurrahman’ın vefatı gibi beni ağlatırken; imanın nuruyla o masum Fuad, o saliha Hanım, insanlar yerinde meleklere, hurilere arkadaş olduklarını ve bu dünyanın tehlike ve günahlarından kurtulduklarını manen, kalben gördüm. O şiddetli hüzün yerinde büyük bir sevinç hissedip hem onları hem Fuad’ın pederi kardeşim Abdülmecid’i hem kendimi tebrik ederek Erhamü’r-Râhimîn’e şükrettim. Bu iki merhumeye rahmet duası niyetiyle buraya yazıldı, kaydedildi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن عزرائيل عليه السلام قال مناجيا ربه عز وجل: إن عبادك سوف يشتكون مني ويسخطون عليَّ عند أدائي وظيفة قبض الأرواح. فقيل له جوابا: سأجعل الأمراض والمصائب ستائر لوظيفتك لتتوجه شكاواهم إلى تلك الأسباب لا إليك.
    Risale-i Nur’daki bütün mizanlar ve muvazeneler, imanın saadet-i dünyeviyeye ve uhreviyeye medar meyvelerini beyan ederler. Ve o küllî ve büyük meyveler, bu dünyada gösterdikleri saadet-i hayatiye ve lezzet-i ömür cihetiyle her mü’minin imanı ona bir saadet-i ebediyeyi kazandıracak belki sümbül verecek ve o surette inkişaf edecek, diye haber verirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ووظيفة عزرائيل نفسها هي الأخرى سِتار من تلك الستائر كيلا تتوجه الشكاوى الباطلة إلى الحق سبحانه وتعالى، وذلك لأن الحكمة والرحمة والجمال والمصلحة الموجودة في الموت قد لا يراها كل أحد؛ إذ ينظر إلى ظاهر الأمور ويبدأ بالاعتراض والشكوى. فلأجل هذه الحكمة -أي لئلا تتوجه الشكاوى الباطلة إلى الرحيم المطلق- فقد أصبح عزرائيل عليه السلام سِتارا.
    Ve o küllî ve pek çok meyvelerinden beş meyvesi, meyve-i mi’rac olarak Otuz Birinci Söz’ün âhirinde ve beş meyvesi Yirmi Dördüncü Söz’ün Beşinci Dal’ında numune olarak yazılmış. Erkân-ı imaniyenin her birinin ayrı ayrı pek çok belki hadsiz meyveleri olduğu gibi mecmuunun birden çok meyvelerinden bir meyvesi, koca cennet ve biri de saadet-i ebediye ve biri de belki en tatlısı da rü’yet-i İlahiyedir, diye başta demiştik. Ve Otuz İkinci Söz’ün âhirindeki muvazenede, imanın saadet-i dâreyne medar bir kısım semereleri güzel izah edilmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثل هذا تماما ما يقوم به جميع الملائكة وجميعُ الأسباب الظاهرة من واجبات ووظائف إنما هي ستائر لعزة الربوبية، لتبقى عزة القدرة الإلهية وقدسيتها ورحمة الله المحيطة الشاملة مصونةً في الأمور والأشياء التي لا تُرى فيها أوجه الجمال، ولا تُعلم فيها حقائق الحكمة، من دون أن تكون هدفا للاعتراضات الباطلة. ولا يشاهَد عندئذ بالنظر الظاهري مباشرةُ يد القدرة في الأمور الجزئية والمنافيةِ للرحمة والأشياء التافهة. هذا وإن رسائل النور قد أَثبتت بدلائلها الغزيرة جدا، أنه ليس لأي سبب من الأسباب تأثير حقيقي، وليس له قابلية الإيجاد أصلا.
    İman-ı bi’l-kader rüknünün kıymettar meyveleri bu dünyada bulunduğuna bir delil, umum lisanında مَن۟ اٰمَنَ بِال۟قَدَرِ اَمِنَ مِنَ ال۟كَدَرِ darb-ı mesel olmuştur. Yani “Kadere iman eden, gamlardan kurtulur.” Risale-i Kader’in âhirinde güzel bir temsil ile iki adamın şahane bir sarayın bahçesine girmesiyle, bir küllî meyvesi beyan edilmiş. Hattâ ben kendi hayatımda binler tecrübelerimle gördüm ve bildim ki kadere iman olmazsa hayat-ı dünyeviye saadeti mahvolur. Elîm musibetlerde ne vakit kadere iman cihetine bakardım; musibet gayet hafifleşiyor, görüyordum. Ve kadere iman etmeyen nasıl yaşayabilir, diye hayret ederdim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأنَّ سكك التوحيد وأختامها غير المحدودة موضوعة على كل شيء وأن الخلق والإيجاد يخصه هو سبحانه وتعالى، فليست الأسباب إلّا مجرد ستائر، وليس للملائكة -وهم ذوو شعور- غير جزءٍ من الاختيار الجزئي الذي له الكسب دون الإيجاد، وهو نوع من الخدمة الفطرية ونمط من العبودية العملية لا غير.
    '''Melâikeye iman rüknünün küllî meyvelerinden birisine, Yirmi İkinci Söz’ün İkinci Makam’ında şöyle işaret edilmiş ki:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أجل، إن العزة والعظمة تقتضيان وضع الأسباب الظاهرية ستائر أمام نظر العقل،
    Azrail aleyhisselâm Cenab-ı Hakk’a münâcat edip demiş: “Kabz-ı ervah vazifesinde senin ibadın benden küsecekler, şekva edecekler.” Ona cevaben denilmiş: “Senin vazifene hastalıkları ve musibetleri perde yapacağım. Tâ ibadımın şekvaları onlara gitsin, sana gelmesin.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إلّا أن التوحيد والجلال يرفعان أيدي الأسباب ويردّانها عن التأثير الحقيقي.
    Aynen bu perdeler gibi Azrail aleyhisselâmın vazifesi de bir perdedir. Tâ haksız şekvalar Cenab-ı Hakk’a gitmesin. Çünkü ölümdeki hikmet ve rahmet ve güzellik ve maslahat cihetini herkes göremez. Zâhire bakıp itiraz eder, şekvaya başlar. İşte bu haksız şekvalar Rahîm-i Mutlak’a gitmemek hikmetiyle Azrail aleyhisselâm perde olmuş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا، فكما أن الملائكة والأسباب الظاهرية المستخدَمة في أمور الخير والوجود، هي وسائل للتقديس الرباني وتسبيحه فيما لا يُرى ولا يعلم جماله من الأشياء، وذلك بتنـزيه القدرة الربانية وصيانتها عن التقصير والظلم؛
    Aynen bunun gibi bütün meleklerin, belki bütün esbab-ı zâhiriyenin vazifeleri, izzet-i rububiyetin perdeleridir. Tâ güzellikleri görünmeyen ve hikmetleri bilinmeyen şeylerde kudret-i İlahiyenin izzeti ve kudsiyeti ve rahmetinin ihatası muhafaza edilsin, itiraza hedef olmasın ve hasis ve ehemmiyetsiz ve merhametsiz şeyler ile kudretin mübaşereti nazar-ı zâhirîde görünmesin. Yoksa hiçbir sebebin hakiki tesiri ve icada hiç kabiliyeti olmadığını, her şeyde tevhid sikkeleri kat’î gösterdiğini, Risale-i Nur hadsiz delilleriyle ispat etmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كذلك فإنَّ استخدام شياطين الجن والإنس والعناصر المضرة في أمور الشر والعدم هو الآخرُ نوع من الخدمة للتسبيحات الربانية ووسيلة للتقديس والتنـزيه والتبرئة من كل ما يُظن نقصا وتقصيرا في الكائنات وذلك لصيانة القدرة السبحانية، كيلا تكون هدفا لإلصاق الظلم بها وتوجيه الاعتراضات الباطلة إليها، ذلك لأن جميع التقصيرات تأتي من العدم ومن العجز ومن الهدم ومن إهمال الواجبات -الذي كل منه عدم- ومما ليس له وجود من الأفعال العدمية.
    Halk etmek, icad etmek ona mahsustur. Esbab, yalnız bir perdedir. Melâike gibi zîşuur olanların, yalnız cüz-i ihtiyarıyla cüz’î, icadsız, kesb denilen bir nevi hizmet-i fıtriye ve amelî bir nevi ubudiyetten başka ellerinde yoktur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الستائر الشيطانية والشريرة قد أضحت وسائل لتقديس الحق سبحانه وتعالى لِما حملت على عاتقها -باستحقاق- تلك الاعتراضاتِ والشكاوى لكونها مرجعا لتلك التقصيرات ومصدرا لها. إذ الأعمال الشريرة والعدمية والتخريبية لا تتطلب -أصلا- القوةَ والقدرة، فالفعل القليل أو القوة الجزئية بل إهمال لواجبٍ ما أحيانا يؤدي إلى أنواع من العدم والفساد. لذا يُظن أن القائم بتلك الأفعال الشريرة هو ذو قدرة، بينما الأمر في الحقيقة أنه لا تأثير له إلّا العدم ولا قوة له إلّا الكسب الجزئي. ولما كانت تلك الشرور ناشئة من العدم فإن أولئك الأشرار يُعدّون هم الفاعلين الحقيقيين لها؛ فإن كانوا من ذوي الشعور استحقوا أن يذوقوا وبال أمرهم. وهذا يعني أن أولئك الأشرار الفاسدين هم فاعلون للسيئات.
    Evet, izzet ve azamet isterler ki esbab, perdedar-ı dest-i kudret ola aklın nazarında.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما في الحسنات والخير والأعمال الصالحة فلأنها وجودية فإن الأخيار ليسوا هم الفاعلين الحقيقيين لها، وإنما هم أهل لكي تجري الحسنات على أيديهم فيَقبلوا الكرم الإلهي. وما إثابتهم على أعمالهم إلّا كرم وفيض إلهي محض. والقرآن الكريم يوضح هذا بأمره: ﴿ مَٓا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَمَٓا اَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ (النساء:٧٩).
    Tevhid ve ehadiyet isterler ki esbab, ellerini çeksinler tesir-i hakikiden.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومجمل القول: إن عوالم الوجود وعوالم العدم غير المحدودتين عندما تتصادمان معا، وعندما تثمران الجنة والنار، وعندما تقول جميع عوالم الوجود: «الحمد لله، الحمد لله» وتردد جميع عوالم العدم: «سبحان الله، سبحان الله» وحتى عندما تتصارع الملائكة مع الشياطين، والخيراتُ مع الشرور، بل حتى عندما يدور الجدال حول القلب بين الإلهام والوسوسة.. عندما يحدث كل هذا بقانون المبارزة المحيط تتجلى ثمرة من ثمار «الإيمان بالملائكة» فتحسم القضية وتحل المشكلة، منوِّرةً الكائناتِ المظلمةَ مبدية لنا نورا من أنوار: ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (النور:٣٥) فتذيقنا من حلاوتها.. ما أحلاها! وما ألذها!!
    İşte nasıl ki melekler ve umûr-u hayriyede ve vücudiyede istihdam edilen zâhirî sebepler, güzellikleri görünmeyen ve bilinmeyen şeylerde kudret-i Rabbaniyeyi kusurdan, zulümden muhafaza edip takdis ve tesbih-i İlahîde birer vesiledirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا وإن كلا من الكلمة «الرابعة والعشرين» و«الكلمة التاسعة والعشرين» قد أشارتا إلى ثمرةٍ كلية أخرى وأثبتتا إثباتا ساطعا وجودَ الملائكة ووظائفهم.
    Aynen öyle de cinnî ve insî şeytanlar ve muzır maddelerin umûr-u şerriyede ve ademiyede istimalleri dahi yine kudret-i Sübhaniyeyi gadirden ve haksız itirazlardan ve şekvalara hedef olmaktan kurtarmak ile takdis ve tesbihat-ı Rabbaniyeye ve kâinattaki bütün kusurattan müberra ve münezzehiyetine hizmet ediyorlar. Çünkü bütün kusurlar ademden ve kabiliyetsizlikten ve tahripten ve vazife yapmamaktan –ki birer ademdirler– ve vücudî olmayan ademî fiillerden geliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن ربوبية جليلة رحيمة واسعة التي عرّفت نفسها وحببتها، بما بثت من كل شيء في جنبات الكون سواء أكان كليا أَم جزئيا، يجب أن يقابَل ذلك الجلالَ وتلك الرحمةُ وذلك التعرّفُ والتحبب بعبودية واسعة محيطة شاملة شاكرة ضمن تقديس وحمد وثناء.
    Bu şeytanî ve şerli perdeler, o kusurata merci olup itiraz ve şekvaları bi’l-istihkak kendilerine alarak Cenab-ı Hakk’ın takdisine vesile oluyorlar. Zaten şerli ve ademî ve tahripçi işlerde kuvvet ve iktidar lâzım değil; az bir fiil ve cüz’î bir kuvvet, belki vazifesini yapmamak ile bazen büyük ademler ve bozmaklar oluyor. O şerir fâiller, muktedir zannedilirler. Halbuki ademden başka hiç tesirleri ve cüz’î bir kesbden hariç bir kuvvetleri yoktur. Fakat o şerler ademden geldiklerinden o şerirler hakiki fâildirler. Bi’l-istihkak, eğer zîşuur ise cezayı çekerler. Demek, seyyiatta o fenalar fâildirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحيث إن الجمادات والأركان العظيمة للكون التي ليس لها شعور لا يمكنها القيام بهذه العبودية العظيمة، فلا يقوم بها عنهم إلّا ما لا يحصى من الملائكة.. فهؤلاء هم الذين يمكنهم أن يمثلوا -بكل حكمة وجلال- إجراءاتِ سلطنة الربوبية في كل ركن من أركان الكون، وفي كل جزء من أجزائه من الثرى إلى الثريا من أعماق الأرض إلى أعالي الفضاء.
    Fakat haseneler ve hayırlarda ve amel-i salihte vücud olmasından, o iyiler hakiki fâil ve müessir değiller. Belki kabildirler, feyz-i İlahîyi kabul ederler ve mükâfatları dahi sırf bir fazl-ı İlahîdir, diye Kur’an-ı Hakîm مَٓا اَصَابَكَ مِن۟ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَمَٓا اَصَابَكَ مِن۟ سَيِّئَةٍ فَمِن۟ نَف۟سِكَ ferman eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: إن ما تصوره القوانين الميتة للفلسفة من خلق الأرض ووظيفتها الفطرية بشكل موحش مظلم، تحوّلها هذه الثمرة الإيمانية صورةً مؤنسة مضيئة حيث المَلَكان المسمّيان بالثور والحوت، يحملان على كتفهما -أي تحت إشرافهما- الكرةَ الأرضية، حيث قد أُحضرت من الجنة وجُلبت منها تلك المادة الأخروية، وتلك الحقيقة الأخروية المسماة بـ«الصخرة» لتصبح الحجر الأساس الباقي لهذه الكرة الأرضية الفانية، إشارة إلى أن قسما من الأرض سيُفرغ ويحوّل إلى الجنة الباقية، فأصبحت الصخرة نقطة استناد للمَلكين: «الثور والحوت».. هكذا رُويت هذه الرواية عن بعض أنبياء بني إسرائيل السابقين، وهي مروية كذلك عن ابن عباس رضي الله عنه. ولكن المؤسف جدا أن يتحول هذا التشبيه اللطيف وهذا المعنى السامي بمرور الزمن إلى حقيقة مادية مجسّمة عند العوام، بحيث أصبحت خارجة عن نطاق العقل؛
    '''Elhasıl:''' Vücud kâinatları ve hadsiz adem âlemleri birbirleriyle çarpışırken ve cennet ve cehennem gibi meyveler verirken ve bütün vücud âlemleri اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ ۝ اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ ve bütün adem âlemleri سُب۟حَانَ اللّٰهِ ۝ سُب۟حَانَ اللّٰهِ derken ve ihatalı bir kanun-u mübareze ile melekler şeytanlarla ve hayırlar şerlerle tâ kalbin etrafındaki ilham, vesvese ile mücadele ederken birden meleklere imanın bu meyvesi tecelli eder, meseleyi halledip karanlık kâinatı ışıklandırır. اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ âyetinin envarından bir nurunu bize gösterir ve bu meyve ne kadar tatlı olduğunu tattırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إذ الملائكة يستطيعون أن يصولوا ويجولوا في التراب وفي الصخور وفي مركز الأرض كجولانهم في الهواء، فليسوا إذن بحاجة أبدا -ولا الكرة الأرضية نفسها بحاجة- إلى صخرة مادية مجسمة ولا إلى ثور وحوت ماديين مجسمين! بمعنى أن تلك الرواية ليست إلّا للتشبيه.
    '''İkinci bir küllî meyvesine Yirmi Dördüncü ve elifler kerametini gösteren Yirmi Dokuzuncu Sözler işaret edip parlak bir surette meleklerin vücudunu ve vazifesini ispat etmişler.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: لما كانت الكرة الأرضية تسبّح لله بعدد رؤوس الأنواع الموجودة فيها، من حيوان ونبات وجماد. وبعدد ألسنة أفراد تلك الأنواع، وبمقدار أعضاء تلك الأفراد، وبعدد أوراقها وأثمارها، فإن تقديم هذه العبودية الفطرية غير الشعورية العظيمة جدا، وتمثيلَها، وعرضها بعلم وشعور على الحضرة الإلهية المقدسة، يتطلب حتما مَلكا موكلا له أربعون ألف رأس، وفي كل رأس أربعون ألف لسان يسبح بكل لسان أربعين ألف تسبيحة، مثلما أخبر المخبر الصادق بهذه الحقيقة نفسها. (<ref>انظر: الطبري، جامع البيان ١٥٦/١٥، أبو الشيخ، العظمة ٥٤٧/٢، ٧٤٠، ٧٤٢، ٧٤٧، ٨٦٨/٣؛ ابن كثير، تفسير القرآن ٦٢/٣.</ref>)
    Evet, kâinatın her tarafında, cüz’î ve küllî her şeyde, her nevide, kendini tanıttırmak ve sevdirmek içinde merhametkârane bir haşmet-i rububiyet, elbette o haşmete, o merhamete, o tanıttırmaya, o sevdirmeye karşı şükür ve takdis içinde bir geniş ve ihatalı ve şuurkârane bir ubudiyetle mukabele etmesi lâzım ve kat’îdir. Ve şuursuz cemadat ve erkân-ı azîme-i kâinat hesabına o vazifeyi ancak hadsiz melekler görebilir ve o saltanat-ı rububiyetin her tarafta, serâda süreyyada, zeminin temelinde, dışında hakîmane ve haşmetkârane icraatını onlar temsil edebilirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنه من مقتضيات جلال الربوبية وعظمتها وسلطانها أن يكون جبرائيل عليه السلام على ماهية عجيبة وهو المؤهل لتبليغ العلاقات الربانية للإنسان الذي هو أهم نتيجة لخلق الكون. وأن يكون إسرافيل وعزرائيل عليهما السلام على ماهية عجيبة أيضا، وهما يمثلان -مجرد تمثيل- الإجراءاتِ الإلهيةَ الخاصة للخالق سبحانه، ويُشْرفان بعبودية خالصة على أعظم شيء في عالم الأحياء، وهو البعث والموت. وأن يكون ميكائيل عليه السلام على ماهية عجيبة أيضا، إذ يمثل بشعور كامل أنواعَ الشكر غير الشعورية على الإحسانات الرحمانية في الرزق الذي هو أجمع دائرة من دوائر الحياة وأوسعها للرحمة وأكثرها تذوقا، فضلا عن إشرافه عليها.
    Mesela, felsefenin ruhsuz kanunları pek karanlık ve vahşetli gösterdikleri hilkat-i arziye ve vaziyet-i fıtriyesini, bu meyve ile nurlu, ünsiyetli bir tarzda Sevr ve Hut namlarındaki iki meleğin omuzlarında, yani nezaretlerinde ve cennetten getirilen ve fâni küre-i arzın bâki bir temel taşı olmak, yani ileride bâki cennete bir kısmını devretmeye bir işaret için Sahret namında uhrevî bir madde, bir hakikat gönderilip Sevr ve Hut meleklerine bir nokta-i istinad edilmiş diye Benî-İsrail’in eski peygamberlerinden rivayet var ve İbn-i Abbas’tan dahi mervîdir. Maatteessüf bu kudsî mana, mürur-u zamanla bu teşbih, avamın nazarında hakikat telakki edilmekle, aklın haricinde bir suret almış.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إنه من مقتضيات جلال الربوبية وأبهتها بقاءُ الروح ووجودُ أمثال هؤلاء الملائكة على ماهية عجيبة جدا، إذ إن وجود هؤلاء ووجودَ كل طائفة خاصة منهم قطعيُّ الثبوت ولا ريب فيه مطلقا، فهو ثابت بدرجة تليق بثبوت وجود الجلال والسلطنة الظاهرة في الكون كالشمس. وليقَس على هذا الموادُّ الأخرى التي تخص الملائكة.
    Madem melekler havada gezdikleri gibi toprakta ve taşta ve yerin merkezinde de gezerler; elbette onların ve küre-i arzın, üstünde duracak cismanî taş ve balığa ve öküze ihtiyaçları yoktur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الذي يخلق في الكرة الأرضية أربعمائة ألف نوع من الأحياء، بل يخلق من أبسط المواد ومن العفونات، ذوات أرواح بكثرة هائلة، ويعمّر بهم أرجاء الأرض ويجعلهم ينطقون بلسانهم إعجابا: «ما شاء الله، بارك الله، سبحان الله» أمام معجزات صنعته سبحانه، والذي جعل حتى الحيوانات الدقيقة تنطق بـ «الحمد لله والشكر لله والله أكبر» حيال إحسانات الرحمة الواسعة وآلائها.. إن هذا القدير ذا الجلال والجمال قد خَلق بلا ريب ولا شبهة سَكنةً روحانيين تناسب السماوات الشاسعة، ممن لا يعصون أمره، ويعبدونه دوما، فيعمِّر بهم السماواتِ دون أن يدعها خالية مقفرة. فأوجد أنواعا كثيرة جدا من الملائكة هي أكثر بكثير من أنواع الأحياء وطوائفها، فقسمٌ منهم صغير جدا يمتطون قطرات الأمطار وبلورات الثلوج، ويباركون الصنعة الإلهية مهللين لرحمتها الواسعة بلسانهم الخاص، وقسم منهم يمتطون ظهور الكواكب السيارة فيسيحون في فضاء الكون معلِنين للعالم أجمعَ عبوديتَهم بالتكبير والتهليل أمام عظمة الربوبية وعزتها وجلالها. (<ref>روى أبو داود بسند صحيح أن النبي ﷺ قال: أُذن لي أن أتحدث عن ملَك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش، ومن شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت.</ref>)
    Hem mesela, küre-i arz, küre-i arzın nevileri adedince başlar ve o nevilerin fertleri sayısınca diller ve o fertlerin aza ve yaprak ve meyveleri miktarınca tesbihatlar yaptığı için elbette o haşmetli ve şuursuz ubudiyet-i fıtriyeyi bilerek, şuurdarane temsil edip dergâh-ı İlahiyeye takdim etmek için kırk bin başlı ve her başı kırk bin dil ile ve her bir dil ile kırk bin tesbihat yapan bir melek-i müekkeli bulunacak ki ayn-ı hakikat olarak Muhbir-i Sadık haber vermiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن اتفاق كل الكتب السماوية وجميعِ الأديان منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام على وجود الملائكة وعلى عبوديتهم، وإن ما روي من الروايات الكثيرة المتواترة من التحدث مع الملائكة والمحاورة معهم خلال جميع العصور، أثبت إثباتا قاطعا وجود الملائكة وعلاقتهم معنا، بدرجةِ ثبوتِ وجود الناس الذين لم نرهم في أمريكا.
    Ve hilkat-i kâinatın en ehemmiyetli neticesi olan insanlarla münasebat-ı Rabbaniyeyi tebliğ ve izhar eden Cebrail (as) ve zîhayat âleminde en haşmetli ve en dehşetli olan diriltmek ve hayat vermek ve ölümle terhis etmekteki Hâlık’a mahsus olan icraat-ı İlahiyeyi yalnız temsil edip ubudiyetkârane nezaret eden İsrafil (as) ve Azrail (as) ve hayat dairesinde rahmetin en cem’iyetli, en geniş, en zevkli olan rızıktaki ihsanat-ı Rahmaniyeye nezaretle beraber, şuursuz şükürleri şuur ile temsil eden Mikâil (as) gibi meleklerin pek acib mahiyette olarak bulunmaları ve vücudları ve ruhların bekaları, saltanat ve haşmet-i rububiyetin muktezasıdır. Onların ve her birinin mahsus taifelerinin vücudları, kâinatta güneş gibi görünen saltanat ve haşmetin vücudu derecesinde kat’îdir ve şüphesizdir. Melâikeye ait başka maddeler bunlara kıyas edilsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآن انظر بنور الإيمان إلى هذه الثمرة الكلية الثانية وذقها لترى كيف أنها أبهجت الكائناتِ من أولها إلى آخرها وعمّرتها وزيّنتها وحوّلتها إلى مسجدٍ أكبرَ ومعبد أعظمَ، فالكون المظلم البارد الذي ليس فيه حياة -كما تُصوِّره مادية العلم والفلسفة- يصبح بالإيمان كونا ذا حياة وشعور، ومنوَّرا ومؤنسا ولذيذا، فتذيق هذه الثمرةَ أهلَ الإيمان شعاعا من لذة الحياة الباقية وهم لا يزالون في الدنيا كلٌ حسب درجته.
    Evet, küre-i arzda dört yüz bin nevileri zîhayattan halk eden, hattâ en âdi ve müteaffin maddelerden zîruhları çoklukla yaratan ve her tarafı onlarla şenlendiren ve mu’cizat-ı sanatına karşı, onlara dilleriyle “Mâşâallah, Bârekellah, Sübhanallah” dedirten ve ihsanat-ı rahmetine mukabil “Elhamdülillah, Ve’ş-şükrü lillah, Allahu ekber” o hayvancıklara söylettiren bir Kadîr-i Zülcelali ve’l-cemal, elbette bilâ-şek velâ-şüphe, koca semavata münasip, isyansız ve daima ubudiyette olan sekeneleri ve ruhanîleri yaratmış, semavatı şenlendirmiş, boş bırakmamış. Ve hayvanatın taifelerinden pek çok ziyade ayrı ayrı nevileri meleklerden icad etmiş ki bir kısmı küçücük olarak yağmur ve kar katrelerine binip sanat ve rahmet-i İlahiyeyi kendi dilleriyle alkışlıyorlar; bir kısmı, birer seyyar yıldızlara binip feza-yı kâinatta seyahat içinde azamet ve izzet ve haşmet-i rububiyete karşı tekbir ve tehlil ile ubudiyetlerini âleme ilan ediyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تتمة:
    Evet, zaman-ı Âdem’den beri bütün semavî kitaplar ve dinler, meleklerin vücudlarına ve ubudiyetlerine ittifakları ve bütün asırlarda melekler ile konuşmalar ve muhavereler, kesretli tevatür ile insanlar içinde vuku bulduğunu nakil ve rivayetleri ise görmediğimiz Amerika insanlarının vücudları gibi meleklerin vücudlarını ve bizimle alâkadar olduklarını kat’î ispat eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كما أنه بسر الوحدة والأحدية، توجَد القُدرة نفسها والاسمُ نفسهُ والحكمةُ نفسها والإبداع نفسه، في كل جهة من جهات الكون، فيعلن كلُ مصنوع -كليا أم جزئيا- بلسان حاله: وحدانيةَ الخالق سبحانه وتصرفه وإيجاده وربوبيته وخلّاقيته وقدسيته، كذلك فإنه سبحانه يخلق ملائكة في أرجاء الكون كله ليقوموا -بألسنتهم الذاكرة الحامدة- بتسبيحات يؤديها كل مخلوق بلسان حاله بلا شعور منه.
    İşte şimdi gel, iman nuruyla bu küllî ikinci meyveye bak ve tat; nasıl kâinatı baştan başa şenlendirip, güzelleştirip bir mescid-i ekbere ve büyük bir ibadethaneye çeviriyor. Ve fen ve felsefenin soğuk, hayatsız, zulmetli, dehşetli göstermelerine mukabil; hayatlı, şuurlu, ışıklı, ünsiyetli, tatlı bir kâinat göstererek bâki hayatın bir cilve-i lezzetini ehl-i imana derecesine göre dünyada dahi tattırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالملائكة لا يعصون الله ما يأمرهم، وليس لهم إلّا العبودية الخالصة، وليس لهم أي إيجاد كان، ولا دخل لهم دون إذن، ولا تكون لهم شفاعة دون إذن منه سبحانه، لذا نالوا شرفَ:
    '''Tetimme:''' Nasıl ki vahdet ve ehadiyet sırrıyla kâinatın her tarafında aynı kudret, aynı isim, aynı hikmet, aynı sanat bulunmasıyla Hâlık’ın vahdet ve tasarrufu ve icad ve rububiyeti ve hallakıyet ve kudsiyeti, cüz’î küllî her bir masnûun hal dili ile ilan ediliyor. Aynen öyle de her tarafta melekleri halk edip her mahlukun lisan-ı hal ile şuursuz yaptıkları tesbihatı, meleklerin ubudiyetkârane dilleriyle yaptırıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾ (الأنبياء:٢٦)، ﴿ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ (التحريم:٦)
    Meleklerin hiçbir cihette hilaf-ı emir hareketleri yoktur. Hâlis bir ubudiyetten başka hiçbir icad ve emirsiz hiçbir müdahale, hattâ izinsiz şefaatleri dahi olmaz. Tam عِبَادٌ مُك۟رَمُونَ ۝ يَف۟عَلُونَ مَا يُؤ۟مَرُونَ sırrına mazhardırlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    1.842. satır: 1.348. satır:
    </div>
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ------
    ------
    <center> [[Dokuzuncu Şuâ]] | [[Şualar]] | [[On İkinci Şuâ]] </center>
    <center> [[Dokuzuncu_Şuâ/ar|الشعاع التاسع]] | [[Şualar/ar|الشعاعات]] | [[On İkinci_Şuâ/ar|الشعاع الثاني عشر]] </center>  
    ------
    ------
    </div>

    13.17, 10 Mart 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli

    ثمرة من ثمار سجن دنيزلي

    هذه الرسالة: دفاع الإيمان ترفعه رسائل النور لصدّ الزندقة والكفر المطلق، فليس لنا دفاعٌ حقيقي عن قضيتنا -في سجننا هذا- إلّا هذا الدفاع، فنحن لا نسعى إلّا للإيمان.

    وهي خاطرةُ ثمرة أثمرها سجنُ «دنيزلي» في يومين من أيام الجُمَع المباركة.

    سعيد النورسي

    رسالة الثمرة

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِن۪ينَ ﴾ (يوسف:٤٢)

    نفهم من أسرار هذه الآية الكريمة أن يوسف عليه السلام هو قدوة المسجونين ورائدُهم. فيصبح السجن إذن نوعا من «مدرسة يوسفية». وحيث إن عددا غفيرا من طلاب النور قد دخلوا هذه المدرسة مرتين، لذا ينبغي لهم أن يتدارسوا ويدرّسوا قسما من خلاصة المسائل الإيمانية التي أثبتتها رسائل النور ولها مساس بالسجن، للاسترشاد بها ولتقويم الأخلاق والسلوك في هذه المدرسة المفتوحة لتلقي التربية.وها نحن أُولاء نبيّن بضعا من تلك الخلاصات.

    سعيد النورسي

    المسألة الأولى

    يمكن تلخيص هذه المسألة التي تم إيضاحُها في «الكلمة الرابعة» كما يأتي:

    إن رأس مال حياتنا هو هذه الساعات الأربع والعشرون التي يحملها إلينا اليومُ نعمةً خالصة من نِعَم خالقنا الكريم جل جلاله، لنكسب بكل ساعة من هذه الساعات ما يلزمنا، وما هو ضروري في حياتَينا كلتيهما الدنيوية والأخروية.

    وما لم نصرِف ساعةً واحدة -وهي كافية لأداء الصلوات المفروضة- لحياتنا الأخروية الخالدة، بينما نصرف ثلاثا وعشرين ساعة في سبيل هذه الحياة الدنيا القصيرة، نكون قد ارتكبنا خطأً جسيما لا يستصوبُه عقلٌ سليم. فلا جرم أننا نعاني نتيجةَ هذا الخطأ الفادح غلظةَ القلب وقسوته، وانقباضَ الروح وظلمتها، المؤدية بمجموعها إلى تعكير صفو الأخلاق، وتلّوث نقاوة الروح.. وفوق هذا تمضي حياتُنا رتيبة مملّة يائسة خاوية المعنى. فيصيبنا الضجَرُ، فلا نكاد نفيد من دروس هذه المدرسة اليوسفية، ومن محنة الامتحان والابتلاء ما يربينا ويرقى بنا، فنخسر بهذا خسرانا مبينا.

    أما إذا صرفنا ساعةً واحدة في أداء الصلوات الخمس، فكل ساعة من ساعات الابتلاء وأوقات المحن تتحول إلى يوم من العبادة، فكأن الساعات الفانية قد اكتسبت -ببركة هذه الساعة- صفةَ الخلود، وأصبحت في حكم ساعات أبدية باقية.. فتنـزاح عن القلب سحُبُ اليأس ويتبدد عن الروح ظلامُ القنوط.. وتصبح هذه الساعة من العبادة كفّارةً لبعض ما ارتُكب من أخطاء وذنوب، ربما كانت السببَ في الدخول إلى السجن.. وبذلك نكتشف حكمةَ ابتلائنا بالسجن ويغدو السجنُ مدرسةً نتلقى فيها الدروس النافعة.. ونجد فيه مع إخوتنا في المصيبة والبلاء العزاءَ والسلوان.

    وقد ذُكر في «الكلمة الرابعة» أيضا مثالٌ يبين فداحةَ الخسارة التي تصيب مَن يلهث وراء حظه من الدنيا ويعزف عن الآخرة وهو:

    هناك من يدفع خمسا أو عشرا من أربع وعشرين ليرة يملكها في شراء بطاقة قمار اليانصيب -ربما يكون احتمال الفوز بها واحدا من ألف لوجود ألف من المشتركين معه- بينما لا يصرف واحدا من أربع وعشرين ساعة يملكها في شراء بطاقة تربّحه كنـزا خالدا أخرويا.

    علما أنَّ احتمال الفوز بها -للمؤمنين الذين خُتمت أعمالُهم بالحسنى- هو بيقينِ تسعٍ وتسعين وتسعمائة من ألف. كما أكد ذلك جميعُ الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام، وصدّقهم -كشفاً وتحقيقا- الأولياءُ والأصفياء الذين لا يحصرهم العد.

    فهذا الدرس البليغ من رسائل النور ينبغي أن يرتاح إليه مسؤولو السجن وكلُّ مَن يعنيه أمر البلاد وشؤونها. لأنه قد ثبت بالتجربة: أن إدارة ألفٍ من المؤمنين المشفقين من عذابِ سجنِ جهنم والمستجيرين بالله منها، هي أسهل بكثير من إدارة عشرة من تاركي الصلاة، ومن فاسدي العقيدة والأخلاق، الذين لا يرتدعون إلّا بعقاب الدنيا وسجنها ولا يميزون الحلال عن الحرام.

    خلاصة المسألة الثانية

    مثلما بينَت رسالةُ «مرشد الشباب» ووضّحتْها إيضاحا جميلا من أن الموت لا مفرّ منه أبدا، بل إن مجيئه أيقنُ من مجيء الليل لهذا النهار، ومن تعاقب الشتاء لهذا الخريف. وكما أن هذا السجن مضيفٌ مؤقت لا يكاد يفرغ حتى يُملأ من جديد، فالدنيا كذلك كالفندق، وكمنـزل حِلٍّ وترحال مُقام على طريق القوافل المسرعة.

    فالموت الذي يفرغ كلَ مدينة من سكانها مائةَ مرة، ويدفع بهم إلى المقابر لابد أنه يطلب شيئا أكثرَ من هذه الحياة الفانية وأعظمَ رفعة منها.

    ولقد حلّت رسائل النور لغز هذه الحقيقة المدهشة، وكشفَتها، وخلاصتها هي:

    ادام الموت لا يُقتل، وبابُ القبر لا يُغلق، فإن أعظم ما سيشغل بال الإنسان ويشكّل أكبرَ معضلة له هو النجاة من يد جلاد الموت هذا والخلاص من سجن القبر المنفرد.

    ولقد أثبتت رسائل النور إثباتا جازما -بفيض من نور القرآن الكريم- أنَّ لهذه المعضلة علاجا، وخلاصته هي:

    أن الموت إما هو إعدام أبدي، وفناءٌ تام يصيب المرءَ وأحبته، وذوي قرباه جميعا؛ أو هو تسريح من العمل للذهاب إلى عالم آخر أفضل، وجواز سفر للدخول إلى قصور السعادة بشهادة الإيمان ووثيقته..

    أما القبر فهو إما سجن انفرادي مُظلم وبئر سحيقة، أو هو باب إلى روضات خالدة ومَضيف منوّر بعد السراح من سجن الدنيا.

    وقد أثبتت رسالة «مرشد الشباب» هذه الحقيقةَ بمثال وهو:

    أنه نُصبت في فناء هذا السجن أعوادُ مشانقَ تستند على جدار، خلفه دائرةٌ عظيمة تمنح جوائز سخية يشترك فيها الناس كلُهم. ونحن المساجين الخمسمائة ننتظر دورَنا، لنُدعى إلى ذلك الميدان، فسنُدعى إليه فردا فردا شئنا أم أبينا، فلا نجاة! فإما إنه سيُقال لكل منّا: «تعال تسلّم أمر اعدامك واصعد المشنقة». أو: «تسلّم أمر السجن الانفرادي الأبدي وادخله من هذا الباب المفتوح». أو يُقال: «بشراك! فقد فزت ببطاقة تربّحك ملايين الليرات الذهبية، هيا خذها».

    فها نحن أولاء نشاهد إعلانات هذه الدعوة منتشرة هنا وهناك ونرى أناسا يصعدون المشانق بالتعاقب ومنهم مَن يتدلى، ومنهم مَن يتخذها دَرَجا وسلّما للبلوغ إلى دائرة الجوائز الواقعة خلفَها، وقد أصبحنا على يقين جازم بما يدور في تلك الدائرة -كأننا نراه رأيَ العين- استنادا إلى ما يرويه كبارُ موظفي تلك الدائرة من روايات صادقة لا تقبل الشك.

    دخلتْ سجنَنا -في هذه الأثناء- طائفتان، تحمل إحداهما آلات الطرب وقناني الخمر مع حلويات، ظاهرها العسل وباطنها السموم، دسّتها شياطينُ الإنس، وهم يقدمونها إلينا ويرغّبوننا في تناولها.

    أما الجماعة الثانية ففي أيديهم كتب تربوية ومنشورات أخلاقية مع مأكولات طيبة ومشروبات مباركة، يقدمونها هدايا لنا، ويذكرون لنا بالاتفاق والاطمئنان الكامل واليقين التام:

    أنَّ ما تقدمه الطائفةُ الأولى لكم من مأكولات ما هي إلّا للامتحان والاختبار، فإذا ما قبلتموها ورضيتم بها فسيكون مصيرُكم كما هو ماثل أمامكم في المشانق. أما إذا رضيتم بهدايانا -التي نقدّمها إليكم باسم حاكم هذه البلاد وبأمره- وتلوتُم ما في تلك الكتب من تعليمات وأذكار فستنجون من الإعدام وتستلمون بطاقة الجائزة من تلك الدائرة، لتفوزوا بالربح العظيم، هدية من السلطان وكرما منه وفضلا. صدِّقوا بما نقوله لكم واعتقِدوا به اعتقادا راسخا كأنكم ترونه في وضح النهار.. ولكن حذار من تلك الحلوى المعسّلة -المحرّمة أو المُريبة- فلو أكلتم منها تلوّت بطونُكم بمغصٍ شديدٍ من أثر السموم، فتقاسون منها الآلام لحين صعودكم المشانق.

    وهكذا على غرار هذا المثال، سيَهب القدرُ الإلهي للمؤمنين الذين قضوا حياتهم بالطاعة، وختمت أعمالُهم بالحسنى خزائنَ أبدية لا تنضُب بعد أن ينتهي أجلُهم في الدنيا. أما أولئك المتمادون في الضلالة والفسق من دون أن يثوبوا إلى ربهم فسيُعدَمون إعداما نهائيا (لمن لا يؤمن بالآخرة) أو يزجّون في سجن انفرادي مظلم أبدي (لمن يتمادى في غيّه وسفهه مع إيمانه ببقاء الروح). فهؤلاء يتسلمون قرار شقائهم الأبدي بيقين يبلغ تسعا وتسعين بالمائة. نعم، يخبر بهذا الخبر الصادق مائةٌ وأربعة وعشرون ألفا من الأنبياء عليهم السلام، ([1]) وبين أيديهم معجزات تصدقهم، ويخبر أكثر من مائة وأربعة وعشرين مليونا من الأولياء قدس الله أسرارهم المقتفين آثار الأنبياء والمصدّقين بما أُخبروا به كشفا وذوقا، ويُخبر به كذلك مَن لا يحصيهم العدّ من العلماء المحققين ([2]) والمجتهدين والصديقين الذين أثبتوا دعواهم وتصديقهم عقلا وفكرا بالبراهين الدامغة والحجج القاطعة، فأخبروا يقينا ما أخبر به أولئك الأفذاذُ من تلكما الطائفتين. فهؤلاء الطوائف الثلاث العظيمة والجماعات الغفيرة من أهل الحق والحقيقة -وهم روّاد الإنسانية وشموسُ البشرية وأقمارها- يخبرون جميعا بتلك الحقيقة إجماعا وتواترا.. فيا خسارة من لا يهتم بأوامرهم، ولا يسلك الصراط السوي المؤدي إلى السعادة الأبدية بإرشاداتهم، ولا يكترث بمصيره المؤلم -وهو بيقين يبلغ تسعا وتسعين بالمائة- في حين أنه لا يسلك طريقا فيه احتمال واحد من الخطورة واستنادا على قول مخبر واحد، بل يستبدل به طريقا آخر ولو كان أطول.

    فهؤلاء أشبه بسكِّيرٍ أو معتوهٍ شقي يلتهي بلَسع الذباب عن انقضاض وحوش كاسرة عليه، إذ قد فَقَد عقلَه وأضاع قلبه وأفسد روحه ودمّر إنسانيته؛

    لأنه رغم التبليغات الصادقة الصادرة من أولئك المخبرين الذين لا يحصرهم العدّ فقد ترك الطريق الأقصر والأسهل المؤدي إلى الفوز المحقق بالجنة والسعادة الأبدية، واختار طريقا أطول منه وأوعر وأضيق، والذي يؤدي به إلى سجنِ جهنم والشقاء الأبدي حتما.

    بينما الإنسان -كما قلنا- لا يلِج طريقا قصيرا في الدنيا فيه احتمال واحد بالمائة من الخطورة، أو فيه سجن شهر واحد وبناءً على كلام مُخبر واحد، وقد يكون كاذبا. بل يفضِّل عليه طريقا آخر ولو كان طويلا، أو من دون نفع، وذلك لمجرد خلوه من الضرر.

    فما دامت حقيقة الأمر هذه، فينبغي لنا نحن معاشر المبتلين بالسجن أن نَقبل بكل رضى وسرور هدايا الطائفة الثانية لنثأر لأنفسنا من مصيبة السجن؛ إذ كما أن لذةَ دقيقة في الانتقام، ومتعةَ بضع دقائق أو ساعات في السفاهة قد زَجّت بنا إلى السجن، فيقضي فيه بعضُنا خمس عشرة سنة، والبعض الآخر عشر سنوات، وآخرون خمس سنوات، أو سنة أو سنتين أو ثلاثا من الأحكام.. فعلينا إذن -وأنفُ السجن راغم- أن نحوّل بقبولنا هدايا القافلة الثانية، هذه الساعاتِ القليلةَ إلى أيام من العبادة مثلها، ونحوّل سنتين أو ثلاثا من عقابنا إلى عشرين وثلاثين سنة من العمر الخالد. ونبدل بعشرين سنة أو ثلاثين سنة من مكوثنا في السجن ملايين السنوات الخالدة. فتكون الأحكام الصادرة علينا وسيلةَ نجاة من سجن جهنم . وحينها تبتسم حياتنا الأخرى وتُسَرّ إزاء بكاء دنيانا وحزنها. ونكون بذلك قد ثأرنا لأنفسنا من تلك المحنة وأظهرنا حقا أن السجن مدرسة تربوية لتقويم الأخلاق.

    فليشاهد مسؤولو السجن ومن يتولون أمره، أن من ظنّوهم مجرمين قتلَة، وحسبوهم سفهاء مخلّين بالنظام، قد أصبحوا طلابَ مدرسة تربوية مباركة يتعلمون فيها الأدب الجميل والخلق القويم، وغدوا أعضاء نافعين للبلاد والعباد.. فليشكروا ربهم أجزل شكر.

    المسألة الثالثة

    وهي حادثة ذات عبرة، سبق ذكرها في «مرشد الشباب» مفصلا، وخلاصتها هي:

    كنت في أحد أيام عيد الجمهورية جالسا أمام شباك سجن «أسكي شهر» الذي يطل على مدرسة إعدادية للبنات.. وكانت طالباتها اليافعات يلعبن ويرقصن في ساحة المدرسة وفنائها ببهجة وسرور،

    فتراءت لي فجأةً على شاشة معنوية ما يؤول إليه حالهن بعد خمسين سنة. فرأيت: أن نحوا من خمسين من مجموع ما يقارب الستين طالبة يتحولن إلى تراب ويعذَّبن في القبر، وأن عشرة منهن قد تحولن إلى عجائز دميمات بلغن السبعين والثمانين من العمر، شاهت وجوههن وتشوه حسنهن، يقاسين الآلام من نظرات التقزز والاستهجان من الذين كنّ يتوقعن منهم الإعجاب والحب، حيث لم يصنّ عفتهن أيام شبابهن!.. نعم، رأيت هذا بيقين قاطع، فبكيت على حالهن المؤلمة بكاء ساخنا أثار انتباه البعض من زملاء السجن، فأسرعوا إليّ مستفسرين.

    فقلت لهم: «دعوني الآن وحالي... انصرفوا عني..»

    أجل، إن ما رأيتُه حقيقة وليس بخيال، إذ كما سيؤول هذا الصيف والخريف إلى الشتاء، فإن ما خلف صيف الشباب ووراء خريف الشيب، شتاءَ القبر والبرزخ. فلو أمكن إظهار حوادث ما بعد خمسين سنة من المستقبل مثلما يمكن ذلك لحوادث الخمسين سنة الفائتة -بجهاز كجهاز السينما- وعُرضت حوادثُ أهل الضلالة وأحوالُهم في المستقبل، إذن لتقززوا ولتألموا ولبكوا بكاء مرا على ما يفرحون منه الآن ويتلذذون به من المحرّمات في الوقت الحاضر.

    وبينما كنت غارقا في التأمل، ومنصرفا إلى مشاهد الشاشة المعنوية المعروضة أمامي في سجن «أسكي شهر» إذ انتصب أمامي شخص معنوي كأنه يمثل الشيطان الإنسي يدعو إلى السفاهة، ويروّج للضلالة قائلا لي: «نحن نريد أن نستمتع بجميع لذائذ الحياة ونمتّع الآخرين بها دعنا وشأننا، وإليك عنا».

    فأجبته قائلا:

    «مادمتَ ترمي بنفسك في أحضان الضلالة والسفاهة حصولا على لذة جزئية وذوق ضئيل متناسيا الموت غير آبهٍ به، إذن فاعلم: أنَّ «الماضي» كله -حسب ضلالتك- قد مات واندثر وانتهى إلى العدم، فهو مقبرة عظيمة موحشة مرعبة، قد رَمّت فيها الجثثُ وبَليت فيها الآثار، لذا إن كانت لك مُسكة من عقل أو كنت تملك قلبا ينبض بالحياة فإن الآلام المتولدة -بمقتضى ضلالتك- من الموت الأبدي، ومن أنواع الفراق غير المحدود لأقاربك وأحبابك غير المعدودين تزيل تلك اللذة الجزئية المسكرة التي تتذوقها في فترة قصيرة جدا.

    وكما أنَّ «الماضي» معدوم بالنسبة لك، فـ«المستقبل» معدوم لك كذلك. وذلك بسبب انعدام إيمانك، بل هو ساحة موحشة رهيبة مظلمة ميتة.. فما من أحد من الموجودات المسكينة يأتي ويبرز إلى الوجود -مارا بالحاضر- إلّا ويقبضه جلادُ الموت ويقذفه إلى العدم، وأنت لكونك مرتبطا بتلك العوالم -بحكم عقلك- فإن المستقبل يصب على رأسك الملحد مطرَ السوء من الآلام الموجعة والقلق الشديد والاضطرابات العنيفة، حتى يجعل جميع لذائذك الجزئية السفيهة أثرا بعد عين.

    ولكن ما إن تنبذ طريق الضلالة وتترك سلوك السفاهة داخلا حظيرة الإيمان التحقيقي، مستقيما عليه حتى ترى بنور الإيمان أنَّ ذلك الماضي السحيق ليس بمعدوم وليس بمقبرة تُبلي كلَ شيء وتفنيه، بل هو عالم نوراني موجود فعلا، الذي ينقلب إلى المستقبل، وهو ساحة انتظار الأرواح الباقية المترقبة للبعث، دخولا إلى فردوس السعادة الأبدية المعدّة لهم؛ لذا يذيقك -وأنت مازلت في الدنيا- لذةَ الجنة المعنوية حسب درجة إيمانك. كما أن المستقبل ليس مؤلما ولا مقلقا وليس محلا للوحشة ولا واديا مظلما مخيفا، بل هو بنور الإيمان منازلُ سعادة أبدية للرحمن الرحيم ذي الجلال والإكرام الذي وسعت رحمته كل شيء وأحاط كرمه بكل شيء. فكما فرشَ سبحانه الربيع والخريف مائدتين مملوءتين بأنواع النِعم والمطعومات، فقد بسط سبحانه موائد ضيافته الفاخرة في تلك القصور العوالي وفتح معارض إحسانه وآلائه العميمة هناك، والناس يشوّقون إليها بل يساقون.

    نعم، هكذا يراها المؤمن بالشاشة الإيمانية -كل حسب درجته- وبوسعه أن يشعر شيئا من لذائذ ذلك النعيم المقيم.

    فإذن اللذة الحقيقية الصافية التي لا يكدرها ألَم، إنما هي في الإيمان، وبالإيمان وحده يمكن الفوز بها.

    وهناك ألوفٌ من الثمرات اللذيذة للإيمان في هذه الدنيا، وألوف من الفوائد والنتائج، إلّا أننا سنبين واحدة منها بمثال:

    تصور -أيها الأخ- إن ابنك الوحيد الذي تحبّه كثيرا جدا طريحُ الفراش يعاني من سكرات الموت، وأنت تغوص في تفكير يائس مرير وتتألم ألما موجعا شديدا من فراقه الأبدي المؤلم.. تصوَّر -وأنت في هذه الحالة اليائسة- إذا بطبيب حاذق -كالخضر أو لقمان عليهما السلام- يأتي ويسقي الطفل دواءً مضادا للسموم، وإذا به يفتح عينيه فرحا جذلا ببهجة الحياة، وقد نجا من قبضة الموت. كم يكون يا ترى فرحُك وسرورك اللذان يغمرانك؟

    كذلك الحال في أولئك الملايين المدفونين في مقبرة الماضي الذين تحبهم -كهذا الطفل- حبا كثيرا وترتبط معهم بوشائج. فبينما هم على وشك أن يُبادوا ويفنوا من الوجود في مقبرة الماضي -في نظرك- إذا بحقيقة الإيمان تَبعث من شباك القلب نورا -كما فعل لقمان الحكيم مع ذلك الطفل- إلى تلك المقبرة الواسعة التي يُظن أنها مقر الإعدام. وإذا الأموات قيام أحياء بذلك النور -في عالم البرزخ- ينادون بلسان الحال» : لسنا أمواتا.. ولن نموت أبدا.. وسنلتقي عما قريب«.

    نعم، مثلما يَبعث شفاءُ الطفل فرحا وبهجة لا حد لهما بعد اليأس والقنوط، كذلك الأمر هنا مما يجعلنا نتيقن أن الإيمان -ببثه هذا الفرح والسرور في دنيانا هذه- يثبت أن حقيقته بذرةٌ تحمل من الحيوية ما لو تجسّمت لنبتت عليها جنة خاصة لكل مؤمن، ولأصبحت له شجرةَ طوبى.

    هكذا قلت لذلك الشيطان الإنسي العنيد، إلّا أنه انبرى لي قائلا: «دعنا نحيا ولو كالحيوان، غافلين عما يدور حولنا من هذه الأمور الدقيقة، ولنمض حياتنا بلذة اللهو ونشوة اللعب».

    فأجبته: إنك لا تقاس بالحيوان، ولن تكون مثلَه. إذ ليس للحيوان ما يفكّر به من ماض ومستقبل. فلا يجد الحيوان مما مضى ألما ولا أسفا ولا يأتيه قلقٌ ولا خوف من المستقبل، لذا يجد لذته كاملة فيشكر خالقه الكريم. بل حتى الحيوانُ المعدّ للذبح لا يحس إلّا بألم السكين وهي تمر على حلقومه، وسرعان ما يزول هذا الإحساس، فينجو من ذلك الألم.

    فيا للرحمة الإلهية والشفقة الربانية ما أعظمَها تجليا في إخفاء الغيب وسَتر المصائب والبلايا.. ولاسيما في الحيوانات والبهائم.

    ولكن أيها الإنسان لقد خرج شيء من ماضيك ومستقبلك من الغيب بحكم ما تحمله من عقل، فأنت محروم كليا مما تتنعم به الحيوانات من راحة واطمئنان بانسدال ستار الغيب أمامها، فالحسرات والآهات الناشئة مما مضى، وأنواع الفراق الأليم والمخاوف الناجمة من المستقبل تزيل لذتك الجزئية وتبيدها وتهوي بك في درجة أدنى بكثير من الحيوان من حيث اللذة. فما دامت الحقيقة هكذا فما عليك إذن إلّا أن تتبرأ من عقلك وترميه خارجا وتعدّ نفسك حيوانا فتنجو، أو تنوّر عقلَك بنور الإيمان وتنصت إلى الصوت العذب للقرآن الكريم فتكونَ أرقى من الحيوان وأرفع، مغتنِما لذائذ نقية صافية طاهرة وأنت مازلت في هذه الدنيا الفانية.

    فألزمتُه بهذه الحجة ولكنه اعترض قائلا: «سنعيش في الأقل مثل ملاحدة الأجانب»

    فقلت له جوابا: «لن تكون حتى مثل أولئك الملاحدة الأجانب، لأنهم إن أنكروا نبيا واحدا فإنهم يؤمنون بسائر الأنبياء. وحتى إذا لم يعرفوا أحدا من الأنبياء، فقد يكون لهم إيمان بالله. وإن لم يكن لهم هذا الإيمان أيضا فلربما لهم ما يوصلهم إلى الكمال من سجايا حميدة وخصال إنسانية.. أما إذا أنكر المسلمُ خاتمَ النبيين ﷺ وجحد بالدين الذي لا دين غيرَه في الحق والشمول، وفسق عن دائرة هدايته، وحلّ رقبته منها، فلا يرضى بنبي آخر، بل لا يقبل الإيمان بالله، لأنه ما عرف سائرَ الأنبياء ولا اهتدى إلى الإيمان بالله إلّا عن طريقه ﷺ وبتبليغه وإرشاده وهديه.. لذا لا يبقى في قلبه شيء من أولئك دون الإيمان به ﷺ. ومن هنا كان الناس من سائر الأديان منذ زمن سحيق يدخلون دين الإسلام أفواجا، بينما لم يحدث أن أصبح مسلم واحد قط يهوديا حقيقيا ولا مجوسيا ولا نصرانيا، وربما يصبح ملحدا فاسد الأخلاق والسجايا مضرا بالبلاد والعباد».

    هكذا أقمتُ الحجة على ذلك العنيد من أنه لا يستطيع التشبه حتى بملاحدة الأجانب.. ولمّا لم يجد ما يستند إليه، خَنَس وولى إلى جهنم وبئس المصير.

    فيا زملائي المجتمعين في هذه المدرسة اليوسفية! مادامت الحقيقة هي هذه، ورسائل النور قد نشرت نورَها -ولا تزال- منذ عشرين سنة وهي تكسر عناد المتمردين وترغمهم على الإيمان، فعلينا إذن التمسك بالإيمان والصراط المستقيم السهل النافع السليم لدنيانا ومستقبلنا وآخرتنا وبلادنا وأمتنا. وذلك بأن لا نقتل أوقاتنا فيما لا يعني من ترهات الخيال وسفساف الآمال، بل نحييها بتلاوة ما نعلمه من سور القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، وبتعلم معانيها من إخواننا العاملين بها، وبقضاء ما فاتنا من الصلوات المكتوبة، وبكسب الأخلاق الحميدة من بعضنا البعض، فلعل الله سبحانه يجعلنا ممن يغرسون في هذا السجن الغراسَ لتخرج منه أشجارٌ مثمرة نافعة. ونسعى جاهدين ليكون مسؤولو السجن أساتذة مرشدين يهيئون في هذه المدرسة اليوسفية رجالا إلى الجنة، ومشرفين طيبين يتولون حسن توجيههم، وليسوا زبانية عذاب على جناة قتلة.

    المسألة الرابعة

    سألني يوما إخواني الذين يتولون خدمتي قائلين:

    لقد أخذت الحربُ العالمية باهتمام الناس وشغلت الكرة الأرضية وأوقعتها في اضطراب وقلق وهي ذات علاقة بمقدّرات العالم الإسلامي، إلّا أننا نراك لا تسأل عنها رغم مرور خمسين يوما على نشوبها -بل سبع سنين- ([3]) في الوقت الذي نرى متدينين وعلماء يدَعون الجامع والجماعة مهرعين إلى استماع الراديو. فهل هناك قضية أعظم منها تشغل بالك؟ أم إن الانشغال بها فيه خسارة وضرر؟

    فأجبتهم:

    إن رأس مال العمر قليل، ورحلة العمر هنا قصيرة، بينما الواجبات الضرورية والمهمات التي كُلّفنا القيام بها كثيرة، وهذه الواجبات هي كالدوائر المتداخلة المتحدة المركز حول الإنسان:

    فابتداءً من دائرة القلب والمعدة والجسد والبيت والمحلة والمدينة والبلاد والكرة الأرضية والبشرية، وانتهاءً إلى دائرة الأحياء قاطبة والعالم أجمع، كلها دوائر متداخلة بعضها في البعض الآخر. فكل إنسان له نوع من الوظيفة في كل دائرة من تلك الدوائر. ولكن أعظم الواجبات وأهمها، بل أدومها بالنسبة له هي في أصغر تلك الدوائر وأقربها إليه. بينما أصغر الواجبات وأقلها شأنا ودواما هي في أعظم تلك الدوائر وأبعدها عنه. فقياسا على هذا: يمكن أن تتناسب الوظائف والواجبات تناسبا عكسيا مع سعة الدائرة، أي كلما صغرت الدائرة وقربت عظُمت الوظيفة، وكلما كبُرت الدائرة وبَعُدت قلّت أهميةُ الوظيفة..

    ولكن لمّا كانت الدائرة العظمى فاتنةً جذابة، فهي تشغل الإنسان بأمور غير ضرورية له، وتَصرف فكرَه إلى أعمال لا تعنيه بشيء، حتى تجعله يهمل واجباته الضرورية في الدائرة الصغيرة القريبة منه، فيهدر -عندئذ- رأس مال عمره، ويضيّع حياته سُدىً. زد على ذلك قد يميل قلبُه وينحاز إلى إحدى الجهتين المتخاصمتين لتـتـبُّعه بلهفة أخبارَ الحرب الطاحنة بينهما. فلا يجد في نفسه إنكارا لمظالم تلك الجهة، بل يرتاح إليها، ويكون شريكا لها في ظلمها.

    أما الجواب عن النقطة الأولى فهو أنَّ أمام كل إنسان -ولاسيما المسلم- مسألةً مهمة، وحادثة خطيرة، هي أعظم من الصراع الدائر بين الدول الكبرى لأجل السيطرة على الكرة الأرضية. تلك المسألة هي من الأهمية والخطورة ما لو امتلك الإنسان العاقل قوةَ الألمان والإنكليز وثروتهما معا، لَما تردد في أن يضعها كلَّها لأجل كسب تلك القضية المبتغاة.

    تلك القضية هي التي أَعلنها مائةُ ألف من المُصطَفين الأخيار، ورفع رايتها ما لا يحد من نجوم البشرية ومرشديها المستندين إلى آلاف من مواثيق رب العالمين ومن وعوده وعهوده، بل لقد شاهدها قسم منهم عيانا، تلك القضية قضية مصيرية للإنسان وهي:

    أنْ يكسب الإنسانُ بالإيمان أو يخسر دونه مُلكا عظيما خالدا ومساكنَ طيبة في جنات عدن عرضها السماوات والأرض. فمن لم يفز بشهادة الإيمان ولم يرعها حقّ رعايتها فسوف يضيّع حتما تلك القضية ويخسرها، وذلك هو الخسران المبين.

    ولقد ضيّع الكثيرون في عصرنا هذا -ممن ابتُلوا بطاعون المادية- قضيتَهم هذه، حتى كشف أحدُهم وهو من أهل العلم والكشف، وشاهد أنَّ أفرادا قلائل فقط من كل أربعين شخصا -في مكان ما- هم الذين نجَوا بإيمانهم في سكرات الموت وخُتمت حياتهم بالحسنى، أما الباقون فهلكوا! تُرى لو عُوّض أحد هؤلاء سلطانَ الدنيا وملكها وزينتها بديلا عن تلك القضية العظمى، أفيكون هذا البديل كفوا لما فاته؟ أو يسد مسدّه بحال من الأحوال؟ كلا!

    ولهذا فنحن معاشرُ طلبة النور نعلم يقينا أنّ ترْك خدمات عظيمة تكسب لنا تلك القضية، وإهمالَ مهماتِ وكيلها الذي يصونها لتسعين بالمائة، والانشغال عنها بما لا يعني من أمور خارجية واهتمامات تافهة كأنَّ الدنيا خالدة، ما هو إلّا من سخافة العقل وجنونه.

    فنحن على يقين تام واطمئنان كامل من هذا، لذا لو ملَكَ أحدُنا عقلا وإدراكا للأمور أضعاف أضعاف ما يملكه الآن لبذَله كله فيما يلزم تلك القضية وفي سبيلها.

    فيا إخوتي الحديثي العهد بمصيبة السجن! إنكم لم تطّلعوا بعدُ على رسائل النور كما اطّلع عليها إخواني السابقون الذين دخلوا السجن معنا، فإني أُسمعكم قولا وأُشهد عليه أولئك الإخوة جميعا أُلوفا من أمثالهم، وقد قلته مرارا، وأثبتّه تكرارا:

    إن رسائل النور قد أكسبت تسعين بالمائة منهم تلك القضية العظمى، وهي التي سلَّمت وثيقة الفوز وشهادتَه -وهي الإيمان التحقيقي- لعشرين ألفا من الناس خلال عشرين سنة خلت. فلا غرو فقد نبعَت من المعجزة المعنوية للقرآن الكريم وأصبحت في مقدمة وكلاء القضية العظيمة والمدافعين عنها في هذا الزمان،

    فرغم انقضاء ثماني عشرة سنة والأعداءُ والزنادقة والماديون يحيكون أنواعا من الدسائس والمكر الخبيث، ومازالوا يحرّضون قسما من الموظفين علينا مستغفلين إياهم في سبيل إبادتنا حتى زجّونا في غياهب السجون مثل هذه المرة. إلّا أنهم لم يفعلوا شيئا يُذكر، ولن يفعلوا بإذن الله، ذلك لأنهم لم يتمكنوا من أن يتعرضوا لقلعة رسائل النور الفولاذية ولا أن يمسوا أعتدتها البالغة مائة وثلاثين عتادا (رسالة) سوى رسالتين أو ثلاث منها.

    لذا فمن أراد أن يُوكِل محاميا يدافع عن قضيته يكفي أن يتحصن بها ويقتبس من نورها.

    فيا أيها الإخوة! لا تخافوا، إن رسائل النور لن تُمنَع عن الأنظار ولن تُحجَب عن الرؤية. ولن تُرفع من الأوساط بإذن الله، إذ يتداول أجزاءَها المهمة -ماعدا رسالتين أو ثلاثة- نوابُ البرلمان وأركان الدولة بحرية تامة.

    وسيأتي ذلك اليوم الذي يوزِع فيه الموظفون والمدراء المحظوظون إن شاء الله رسائلَ النور على المسجونين كما يوزِعون عليهم الخبز والعلاج، وسيحولون السجون إلى مدارس إرشاد وتربية وإصلاح.

    المسألة الخامسة

    كما فُصّل في رسالة «مرشد الشباب»:

    إن الشباب ذاهب وآفل، وسيزول لا محالة؛ إذ كما أن الصيف يخلفه الخريفُ والشتاء، والنهارَ يعقبه المساءُ والليل، فالشباب كذلك سيتحول إلى مشيب وإلى الموت، بمثل هذه الحقيقة المحتمة.

    فإذا ما بذل الشاب ما يملك من طاقة مؤقتة في سبيل الخير والصلاح، ضِمن دائرة الطُهر والعفة والاستقامة، فإن الأوامر السماوية كلَها تبشره بأنه سيغنم به شبابا باقيا لا زوال له،

    و كما أن غضب دقيقة واحدة، قد يدفع الإنسان إلى ارتكاب جريمة قتل فيقضي مقاساة ملايين من الدقائق في مقاساة من عذاب السجن، كذلك نشوةُ الشباب وسفاهته، وأذواقه العابرة -في غير ما أحلّ الله- تسبب له آلاما أكثر وأعمق في ذات اللذة نفسها، فضلا عن العقاب الرهيب في الآخرة، والعذابِ المرير في القبر، وعلاوةً على معاناة الحسرات العميقة المنبعثة من زوال اللذة، والعقاب في الدنيا المترتب على الذنوب والآثام. يشهد بصدق وجود هذه الآلام في اللذة نفسها كلُّ شاب حصيف، بما مر عليه من تجارب.

    فمثلا: إن الحُب المحرّم، أو العشق لغير وجه الحق، فيه من الآلام ما ينغّص اللذةَ الجزئية فيه؛ منها الشعور بألم الغيرة والحسد، ومنها ألم الفراق عن المعشوق، ومنها ألم عدم مقابلة المحبة بالمثل.. وغيرها كثير من المنغصات التي تجعل تلك اللذة الجزئية بحكم عسل مسموم.

    فإن كنت تريد أن تفهم أنَّ سوء تصرّف الشباب وإسرافَهم في أمرهم يسبب فيهم من الأمراض ما يسوقهم إلى المستشفيات أو المقابر.. وإن كنت تريد أن تفهم أن غرور الشباب وطيشهم يدفعهم إلى السجون. وإن كنت تريد أن تفهم أن ما يصيبهم من آلام معنوية وهموم نفسية -من الخواء الروحي والجوع القلبي والفراغ- يسوقهم إلى أبواب الحانات والملاهي.. نعم، إنْ كنت تريد أنْ تتحقق من هذا، فاسأل المستشفيات والسجون والخمَّارات والمقابر، فستسمع حتما أنات وآهات، وبكاءً مريرا، وحسرات الندم، وأصوات الأسى والأسف، يُطلقها -على الأغلب- شبابٌ أشقياء، تلقوا الصفعات الموجِعة والضربات الأليمة لخروجهم عمّا أباح الله لهم من الطيبات بدافع نـزواتهم وإسرافهم وسيء أعمالهم، وارتكابهم المحرمات، وانسياقهم وراء اللذات المشؤومة.

    بينما إذا ما قضى الشاب عهد شبابه بما أمره الله به واتّبع الصراط السوي واستقام عليه، فإنه يجعله أحلى نعمة إلهية وأجمل هبة رحمانية، ويتخذه سبيلا قويما ممهدا إلى الصالحات من الأعمال، ولأثمر له كذلك شبابا ناضرا، وفتوة خالدة دائمة في الآخرة بدلا من هذا الشباب الفاني الزائل.. ذلك ما تبشّرنا به الكتب السماوية والصحف المنـزلة جميعها، وفي مقدمتها القرآن الكريم بآياته المحكمة الكريمة.

    فما دامت هذه هي الحقيقة.. ومادام ميدانُ الحلال كافيا ووافيا للأُنس والمتعة والنشوة.. ومادامت اللذة الواحدة -ضمن المحرمات- تذيق صاحبَها ألما يدوم سنة واحدة من عذاب السجن وأحيانا عشر سنوات.. فيلزم إذن قضاء عهد الشباب بالعفة والطهر والاستقامة على الصراط السوي أداءً لشكر تلك النعمة اللذيذة المهداة، بل هذا هو الألزم.

    المسألة السادسة

    هذه المسألة إشارة مختصرة إلى برهان واحد فقـط من بين أُلوف البراهين الكلية حول «الإيمان بالله» والذي تَمَّ إيضاحُه مع حُجَجِهِ القاطعة في عِدّة مواضعَ من رسائل النور.

    جاءَني فريقٌ من طلاب الثانوية في «قسطموني» ([4]) قائلين:

    «عرِّفنا بخالقنا، فإن مُدرّسينا لا يذكرون الله لنا!».

    فقلت لهم:

    «إن كل علم من العلوم التي تقرؤونها يبحث عن الله دوما، ويعرِّف بالخالق الكريم بلغته الخاصة. فأصغوا إلى تلك العلوم دون المدرسين».

    فمثلا: لو كانت هناك صيدلية ضخمة، في كل قنينة من قنانيها أَدوية ومستحضرات حيوية، وضِعت فيها بموازين حساسة وبمقادير دقيقة؛ فكما أنها تُرينا أنّ وراءها صيدليا حكيما وكيميائيا ماهرا،

    كذلك صيدلية الكرة الأرضية التي تضم أكثر من أَربعمائة ألفِ نوعٍ من الأَحياء نباتا وحيوانا، وكل واحد منها في الحقيقة بمثابة زجاجة مستحضراتٍ كيمياوية دقيقة، وقنينةِ مخاليطَ حيويةٍ عجيبة. فهذه الصيدلية الكبرى تُري حتى للعميان صيدليّها الحكيم ذا الجلال، وتعرّف خالقَها الكريم سبحانه بدرجة كمالها وانتظامها وعظمتها، قياسا على تلك الصيدلية التي في السوق، وَفْقَ مقاييسِ «علم الطب» الذي تقرؤونه.

    ومثلا: كما أنّ مصنعا خارقا عجيبا ينسج أُلوفا من أنواع المنسوجات المتنوعة، والأقمشة المختلفة، من مادة بسيطة جدا، يُرينا بلا شك أنّ وراءَه مهندسا ميكانيكيا ماهرا، ويعرّفه لنا؛

    كذلك هذه الماكنة الربانية السيارة المُسمَّاةُ بالكرة الأرضية، وهذا المصنع الإلهي الذي فيه مئات الآلاف من مصانعَ رئيسيةٍ، وفي كل منها مئات الآلاف من المصانع المتقنة، يعرّف لنا بلا شك صانعَه ومالكَه، وَفْقَ مقاييسِ «علم المكائن» الذي تقرؤونه، يعرّفه بدرجة كمال هذا المصنع الإلهي، وعظمته قياسا على ذلك المصنع الإنساني.

    ومثلا: كما أنّ حانوتا أو مخزنا للإعاشة والأَرزاق، ومحلا عظيما للأَغذية والمواد، أُحضِرَ فيه -من كل جانب- ألفُ نوع من المواد الغذائية، ومُيِّز كلُ نوع عن الآخر، وصُفِّف في محله الخاص به، يُرينا أَنّ له مالكا ومدبرا؛

    كذلك هذا المخزن الرحماني للإعاشة الذي يسيح في كل سنة مسافةَ أربعةٍ وعشرين ألفَ سنة، في نظام دقيق متقن، والذي يضم في ثناياه مئات الآلاف من أصناف المخلوقات التي يحتاج كل منها إلى نوعٍ خاص من الغذاء. والذي يمر على الفصول الأربعة فيأتي بالربيع كشاحنة محمولة بآلاف الأنواع من مختلف الأطعمة، فيأتي بها إلى الخلق المساكين الذين نَفَد قوتُهم في الشتاء. تلك هي الكرة الأرضية، والسفينةُ السُّبحانيةُ التي تضم آلافَ الأنواع من البضائع والأجهزة ومعلّبات الغذاء. فهذا المخزن والحانوت الرباني، يُري -وَفْقَ مقاييس «علم الإعاشة والتجارة» الذي تقرأونه- صاحبَه ومالكَه ومتصرفَه بدرجة عظمة هذا المخزن، قياسا على ذلك المخزن المصنوع من قبل الإنسان، ويعرّفه لنا، ويحبّبه إلينا.

    ومثلا: لو أن جيشا عظيما يضم تحت لوائه أربعمائةَ ألفِ نوع من الشعوب والأمم، لكل جنس طعامُه المستقل عن الآخر، وما يستعمله من سلاح يُغاير سلاحَ الآخر، وما يرتديه من ملابسَ تختلف عن ألبسة الآخر، ونمطُ تدريباته وتعليماته يُباين الآخر، ومدةُ عمله وفترةُ رُخَصِهِ هي غيرُ المدة للآخر.. فقائدُ هذا الجيش الذي يزوّدهم وحده بالأرزاق المختلفة، والأسلحة المتباينة، والألبسة المتغايرة، دون نسيان أيٍّ منها ولا إلتباس ولا حيرة، لهو قائد ذو خوارق بلا ريب؛ فكما أنَّ هذا المعسكر العجيب يُرينا بداهة ذلك القائد الخارق، بل يحبّبه إلينا بكل تقدير وإعجاب؛ كذلك معسكرُ الأرض؛

    ففي كل ربيع يجنّد مجددا جيشا سبحانيا عظيما مكونا من أربعمائة ألف نوع من شعوب النبـاتات وأمم الحيوانات، ويمنح لكل نوع ألبسته وأرزاقه وأسلحته وتدريبه ورُخَصه الخاصة به، من لدن قائد عظيم واحدٍ أحدٍ جلّ وعلا، بلا نسيان لأحد ولا اختلاط ولا تحيّر وفي منتهى الكمال وغاية الانتظام.. فهذا المعسكر الشاسع الواسع للربيع الممتد على سطح الأرض يُري -لأولي الألباب والبصائر- حاكمَ الأرض حسب «العلوم العسكرية» وربَّها ومدبرَها، وقائدَها الأقدس الأجلّ، ويعرّفه لهم، بدرجة كمال هذا المعسكر المهيب، ومدى عظمته، قياسا إلى ذلك المعسكر المذكور، بل يحبب مليكَه سبحانه بالتحميد والتقديس والتسبيح.

    ومثلا: هَبْ أنّ ملايين المصابيح الكهربائية تتجول في مدينة عجيبة دون نَفَادٍ للوقود ولا إنطفاء؛ ألا تُري -بإعجاب وتقدير- أَنّ هناك مهندسا حاذقا، وكهربائيا بارعا لمصنع الكهرباء، ولتلك المصابيح؟..

    فمصابيح النجوم المتدلية من سقف قصر الأرض وهي أكبر من الكرة الأرضية نفسِها بألوف المرات حَسْبَ علمِ الفلك وتسير أسرعَ من إنطلاق القذيفة، من دون أن تخل بنظامها، أو تتصادم مع بعضها مطلقا ومن دون إنطفاء، ولا نَفَاد وقودٍ وَفْقَ ما تقرأونه في «علم الفلك».. هذه المصابيح تشير بأصابع من نور إلى قدرة خالقها غير المحدودة.

    فشمسُنا مثلا وهي أكبر بمليون مرة من كرتنا الأرضية، وأقدم منها بمليون سنة، ما هي إلّا مصباحٌ دائم، وموقد مستمر لدار ضيافة الرحمن.

    فلأَجل إدامة اتّقادها واشتعالها وتسجيرها كل يوم يلزم وقودا بقدر بحار الأرض، وفحما بقدر جبالها، وحطبا بقدر أضعاف أضعاف حجم الأرض، ولكن الذي يشعلها -ويشعل جميع النجوم الأخرى أمثالها- بلا وقود ولا فحم ولا زيت ودون انطفاء ويسيّرها بسرعة عظيمة معا دون اصطدام، إنما هي قدرةٌ لا نهاية لها وسلطنةٌ عظيمة لا حدود لها.. فهذا الكون العظيم وما فيه من مصابيح مضيئة، وقناديل متدلية يبين بوضوح -وَفْقَ مقاييس «علم الكهرباء» الذي قرأتموه أو ستقرؤونه- سلطانَ هذا المعرض العظيم والمهرجان الكبير، ويعرّف منوّرَه ومدبّرَه البديع وصانعه الجليل، بشهادة هذه النجوم المتلألئة، ويحبّبه إلى الجميع بالتحميد والتسبيح والتقديس بل يسوقهم إلى عبادته سبحانه.

    ومثلا: لو كان هناك كتاب كُتِبَ في كل سطر منه كتابٌ بخط دقيق وكُتِبَ في كل كلمة من كلماته سورةٌ قرآنية، وكانت جميعُ مسائله ذات مغزى ومعنى عميق، وكلُّها يؤيد بعضُها البعض، فهـذا الكتاب العجيب يُبيِّنُ بلا شك مهارةَ كاتبه الفائقة، وقدرة مؤلّفه الكاملة. أي إن مثل هذا الكتاب يُعرّف كاتبَه ومصنّفه تعريفا يضاهي وضوح النهار، ويبين كمـالَه وقـدرتَه، ويثير من الإعجاب والتقدير لدى الناظرين إليه ما لا يملكون معه إلّا ترديدَ: «تبارك الله، سبحان الله، ما شاء الله!» من كلمات الاستحسان والإعجاب؛

    كذلك هذا الكتاب الكبير للكون الذي يُكتَب في صحيفة واحدة منه، وهي سطح الأرض، ويُكتبُ في ملزمة واحدة منه، وهي الربيع، ثلاثمائة ألف نوع من الكتب المختلفة، وهي طوائف الحيوانات وأجناس النباتات، كل منها بمثابة كتاب.. يُكتب كل ذلك معا ومتداخلا بعضها ببعض بلا اختلاط ولا خطأ ولا نسيان، وفي منتهى الانتظام والكمال، بل يُكتب في كل كلمة منه كالشجرة قصيدةٌ كاملة رائعة، وفي كل نقطة منه كالبذرة فهرسُ كتابٍ كامل. فكما أَنّ هذا مشاهَد وماثل أمامنا، ويُرينا بالتأكيد أن وراءه قلما سيالا يسطر، فلكم إذن أن تقدروا مدى دلالة كتاب الكون الكبير العظيم الذي في كل كلمة منه معان جمّة وحِكَمٌ شتى، ومدى دلالة هذا القرآن الأكبر المجسم وهو العالم، على بارئه سبحانه وعلى كاتبه جل وعلا، قياسا إلى ذلك الكتاب المذكور في المثال. وذلك بمقتضى ما تقرؤونه من «علم حكمة الأشياء» أو «فن القراءة والكتابة»، وتناولوه بمقياس أكبر، وبالنظرة الواسعة إلى هذا الكون الكبير. وبذلك تفهمون كيف يُعرّف الخالقَ العظيم بـ «الله أكبر» وكيف يعلّم التقديس بـ «سبحان الله» وكيف يحبّب الله سبحانه إلينا بثناء «الحمد لله».

    وهكذا، فإن كل علم من العلوم العديدة جدا يدل على خالق الكون ذي الجلال -قياسا على ما سبق- ويعرّفه لنا سبحانه بأسمائه الحسنى، ويعلّمه إيانا بصفاته الجليلة وكمالاته. وذلك بما يملك من مقاييس واسعة ومرايا خاصة وعيون حادة باصرة ونظرات ذات عبرة.

    فقلت لأولئك الطلبة الشباب: إن حكمة تكرار القرآن الكريم من: ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ﴾ و ﴿ رَبُّ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ إنما هي لأجل الإرشاد إلى هذه الحقيقة المذكورة، وتلقين هذا البرهان الباهر للتوحيد، ولأجل تعريفنا بخالقنا العظيم سبحانه.

    فقالوا: شكرا لربنا الخالق بغير حدّ، على هذا الدرس الذي هو الحقيقة السامية عينُها، فجزاك الله عنا خير الجزاء ورضي عنك.

    قلت: إن الإنسان ماكنة حيوية، يتألم بآلاف الأنواع من الآلام، ويتلذذ بآلاف الأنواع من اللذائذ، ومع أنه في منتهى العجز، فإن له من الأعداء ما لا يحد سواء الماديين أو المعنويين، ومع أنه في غاية الفقر فإن له رغبات باطنة وظاهرة لا تُحصر؛ فهو مخلوق مسكين يتجّرع آلام صفعات الزوال والفراق باستمرار. فرغم كل هذا فإنه يجد بانتسابه إلى السلطان ذي الجلال بالإيمان والعبودية مستندا قويا، ومرتكزا عظيما يحتمي إليه في دفع أعدائه كافة، ويجد فيه كذلك مدارَ استمدادٍ يستغيث به لقضاء حاجاته وتلبية رغباته وآماله كافة. فكما ينتسب كلٌ إلى سيّده ويفخر بشرف انتسابه إليه ويعتز بمكانة منـزلته لديه، كذلك فإن انتساب الإنسان -بالإيمان- إلى القدير الذي لا نهاية لقدرته، وإلى السلطان الرحيم ذي الرحمة الواسعة، ودخولَه في عبوديته بالطاعة والشكران، يبدّل الأجلَ والموتَ من الإعدام الأبدي إلى تذكرة مرور ورخصة إلى العالم الباقي! فلكم أنْ تقدّروا كم يكون هذا الإنسان متلذذا بحلاوة العبودية بين يدي سيده، وممتنا بالإيمان الذي يجده في قلبه، وسعيدا بأنوار الإسلام، ومفتخرا بسيّده القدير الرحيم شاكرا له نعمة الإيمان والإسلام.

    ومثلما قلت ذلك لإخواني الطلبة، أقول كذلك للمسجونين: إن مَن عرف الله وأطاعه سعيدٌ ولو كان في غياهب السجن، ومَن غَفَلَ عنه ونَسِيَه شقيٌ ولو كان في قصور مشيَّدة.

    فلقد صرخ مظلوم ذاتَ يوم بوجه الظالمين وهو يعتلي منصة الإعدام فرِحا جذلا وقائلا:

    «إنني لا أنتهي إلى الفناء ولا أُعدمُ، بل أُسرّحُ من سجن الدنيا طليقا إلى السعادة الأبدية، ولكني أَراكم أنتم محكومين عليكم بالإعدام الأبدي لما ترون الموت فناءً وعدما. فأنا إذن قد ثأرت لنفسي منكم». فَسلَّم روحَه وهو قرير العين يردد: «لا إله إلّا الله».

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    المسألة السابعة

    ثمرة أينعت في يوم جمعة من أيام سجن دنيزلي

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ وَمَٓا اَمْرُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ اَوْ هُوَ اَقْرَبُ ﴾ (النحل:٧٧)

    ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ (لقمان:٢٨)

    ﴿ فَانْظُرْ اِلٰٓى اٰثَارِ رَحْمَتِ اللّٰهِ كَيْفَ يُحْيِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَاۜ اِنَّ ذٰلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتٰىۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (الروم:٥٠).

    كنت قد ألقيت ذات يوم درسا في «قسطموني» بلغة العلوم المدرسية على بعض طلبة الثانوية الذين جاؤوا يسألونني: «عَرِّفْنَا بخالقنا» كما جاء في «المسألة السادسة» المذكورة آنفا، واطّلع عليها بعضُ من استطاع الاتصال معي من المسجونين في «دنيزلي» فحصل لديهم من الاطمئنان الإيماني والقناعة التامة ما جعلهم يستشعرون شوقا غامرا نحو الآخرة، فبادروا بالقول: «علّمنا آخرتنا أيضا علما كاملا، لا تُضلّنا بعده أنفسُنا وشياطينُ العصر، فتلقي بنا إلى مثل هذه السجون!». ونـزولا عند طلب هؤلاء وإسعافا لحاجة طلبة رسائل النور في سجن «دنيزلي» وللرغبة الملحة من أولئك الذين طالعوا «المسألة السادسة»، فقد رأيت لزاما علىّ أن أُبين خلاصة موجزة عن الركن الإيماني المهم: «الآخرة».

    فأقول ملخصا من رسائل النور: كما أننا سألنا في «المسألة السادسة» الأرضَ والسماوات عن خالقنا سبحانه وتعالى، فأجابتنا بلسان العلوم الحاضرة بما عرَّفنا بخالقنا الكريم معرفة واضحة وضوح الشمس، فسنسأل كذلك أولاً ربَّنا الذي عَرَفْناه يقينا عن آخرتنا، ثم نسأل رسولَنا الأعظم ﷺ ثم قرآنَنا الكريم، ثم سائرَ الأنبياء عليهم السلام والكتب المقدسة، ثم الملائكةَ، ثم الكائنات.

    فها نحن أولاء في أولى المراتب.. نسأل الله سبحانه وتعالى عن «الآخرة» فيخاطبنا -جلّ وعلا- بجميع أوامره وبجميع رسله الكرام، وبجميع أسمائه الحسنى، وبجميع صفاته الجليلة، قائلا لنا: الآخرة لا ريب فيها، وأنتم مساقون إليها. وحيث إن «الكلمة العاشرة» قد أثبتت الآخرةَ باثنتي عشرة حقيقة قاطعة ناصعة، وأوضحَتْها بدلالةِ قسم من الأسماء الحسنى؛ لذا نشير هنا -إشارة مختصرة- إلى تلك الدلالات، مكتفين بذلك الإيضاح.

    نعم، إنه ليس هناك سلطان عظيم دون أن يكون له ثواب للمطيعين وعقاب للعاصين. فلابد من أن السلطان السرمدي -وهو في علياء الربوبية المطلقة- له ثواب للمنتسبين إليه بالإيمان والمستسلمين لأوامره بالطاعة، وعقاب للذين أنكروا عظمتَه وعزته بالكفر والعصيان. ولابد من أن ذلك الثواب سيكون لائقا برحمته وجماله، وذلك العقاب سيكون ملائما لعزته وجلاله.

    وبهذا يجيبنا اسم «السلطان الديّان» و«ربّ العالمين» عن سؤالنا حول الآخرة.

    ثم إننا نرى بأعيننا -رؤية واضحة وضوحَ الشمس- أن رحمةً عامةً ورأفةً محيطةً وكرما شاملا سابغا على وجه الأرض؛ فما ان يحل الربيع الزاهي حتى ترى الرحمة تُزيِّن الأشجار والنباتات المثمرة، وتلبسها ثيابا خُضرا كأنها حور الجنة، وتسلّم إلى أيديها أنواعا مختلفة من ثمار شتى، وتقدمها إلينا قائلة: «هاكم كلوا وتفكّهوا...» وتراها تطعمنا عسلا مصفىً شافيا لذيذا بأيدي حشرة سامة! وتُلبسنا حريرا ناعما تَنسجه حشرة بلا يد! وتدّخر في حفنة من بُذيرات وحبوب آلافَ الأطنان من الغذاء وتحوّلها إلى كنوز احتياطية لنا.. فالذي له هذه الرحمة الواسعة، وله هذه الرأفة العامة والكرم السابغ، لا ريب أنه لن يُفني ولن يُعدم عبادَه المؤمنين المحبوبين لديه، أولئك الذين ربَّاهم ومَنَّ عليهم، وكرّمهم إلى هذه الدرجة من اللطف والرفق والعناية.

    بل سينهي وظيفتهم في الحياة الدنيا ليهيأهم لرحمات أوسع واعظم.

    وبهذا يجيبنا اسم الله «الرحمن» و«الكريم» من الأسماء الحسنى عن سؤالنا حول الآخرة، قائلَين لنا: «الجنة حق».

    ثم إننا نرى أن وظائف المخلوقات تُنسج على منوال الحكمة وتكال بميزان العدل. وهما من الدقة والحساسية بحيث لا يتصور الإنسان أفضل منهما.. فنَرى الحكمة الأزلية قد وهبت للإنسان قوةَ حافظة -كحبة الخردل حجما- وكتبت فيها تفاصيلَ حياته وما يمسه من أحداث لا تعد، وكأنها مكتبةٌ وثائقية مصغرة جدا، ووضعتها في زاوية من دماغه، لتذكّره دوما بيوم الحساب، يوم تُنشر ما فيها من صحائف الأعمال.

    ونرى العدالة المطلقة تضع كل عضو من الكائن الحي في موضعه اللائق به، وتنسقه بموازين دقيقة حساسة - ابتداء من ميكروب صغير إلى كركدن ضخم، ومن نحل ضعيف إلى نسر مهيب، ومن زهرة لطيفة إلى ربيع زاهٍ بملايين من الأزهار.. ونراها تمنح كل عضو تناسقا لا عبث فيه، وموازنة لا نقص فيها، وانتظاما لا ترى فيه إلّا الإبداع، كل ذلك ضمن جمالٍ زاهر وحسن باهر حتى تغدو المخلوقات نماذج مجسمة للإبداع والإتقان والجمال.. فضلا عن أنها تهب لكل ذي حياة حق الحياة؛ فتيسر له سبل الحياة، وتنصب له موازين عدالة فائقة؛ فجزاء الحسنة حسنة مثلها، وجزاء السيئة سيئة مثلها.. وفي الوقت نفسه تُشعر قوتها وسرمديتها، بما تنـزل من عذاب مدمر على الطغاة والظالمين منذ عهد آدم عليه السلام.

    فكما لا تكون الشمسُ دون نهار، فتلك الحكمة الأزلية، وتلك العدالة السرمدية لن تتحققا تحققا كليا إلّا بحياة أخرى خالدة، لذا لن ترضيا أبدا ولن تسمحا بحال من الأحوال على نهاية لا عدالة فيها ولا حكمة ولا إحقاق حق، تلك هي الموت الذي لا بعث بعده، والذي يتساوى فيه الظالمون العتاة مع المظلومين البائسين! فلابد إذن أن تكون وراءه حياة أخرى خالدة كي تستكمل الحكمةُ والعدالة حقيقتهما.

    وبهذا يجيبنا -إجابة قاطعة- اسمُ الله «الحكيم» و«الحكم» و«العدل» و«العادل» من الأسماء الحسنى عن سؤالنا حول الآخرة.

    ثم إننا نرى أن كل كائن حي تُوفَّر له حاجاتُه التي ليس في طوقه الحصول عليها، وتستجاب جميعُ مطاليبه التي يسألها -بنوع من دعاء- سواء بلسان حاجاته الضرورية، أو بلغة استعداداته الفطرية، وتسلّم إليه في أنسب وقت وأفضله من لدن يدٍ رحيمٍ واسع الرحمة، وسميع مطلق السمع، ورؤوفٍ شامل الرأفة.. وتُستجاب أيضا أغلبُ دعوات الإنسان الإراديةُ، ولاسيما دعوات الأصفياء من الناس،

    وبخاصة دعوات الأنبياء عليهم السلام -التي تُستجاب أغلبها استجابة خارقة للعادة- فتلك الاستجابات تفهّمنا يقينا أن وراء الحجاب «سميعاً مجيباً « يسمع آهاتِ كل ذي مصيبة وأنّات كل ذي داء، ويصغي إلى دعاء كل محتاج، ويرى أدنى حاجة لأصغر مخلوق ويسمع أخفى أنين لأضعف كائن فيشمله برأفته ويسعفه فعلا فيرضيه..

    فما دام الأمر هكذا فإن دعاءً للسعادة الأخروية والبقاء والخلود -وهو أفضل دعاء وأعمُّه ويمس جميع الكائنات ويرتبط بجميع الأسماء الحسنى وبجميع الصفات الجليلة- هذا الدعاء يسأله أفضل مخلوق -وهو الإنسان- ويضمه ضمن أدعيته أعظمُ عبدٍ وأحبه إلى الله، ذلك الرسول الأعظم ﷺ، وهو إمام الأنبياء عليهم السلام الذين هم شموس البشرية وروّادها فيؤمّنون على دعائه هذا بل يؤمّن على دعائه بصلواته عليه يوميا كلُّ مؤمن من أمته عدة مرات في الأقل بل تشترك جميعُ المخلوقات في دعائه قائلة: «استجب يا ربنا دعاءه فنحن نتوسل بك ونتضرع إليك مثله».. فمثل هذا الدعاء الشامل للخلود والسعادة الأبدية، من مثل هذا الرسول الحبيب ﷺ وضمن هذه الشروط التي لا تردّ، لا شك مطلقا أنه وحده مبرّر كافٍ وسبب وافٍ لإيجاد الجنة الخالدة وإحداث الآخرة من بين أسباب لا تعد ولا تحصى موجبةٍ لإيجادها. فضلا عن أن إيجادها سهل على قدرته سبحانه وهيّن عليها كإيجاد الربيع وخلقه.

    وهكذا يجيبنا اسم الله «المجيب» و«السميع» و«الرحيم» من الأسماء الحسنى عن سؤالنا حول الآخرة.

    ثم إن ما في تبدل المواسم من مظاهر الموت ومشاهد البعث على الأرض كافة يدل دلالة واضحة -كدلالة النهار على الشمس- على أن وراء الحجاب ربّا يدير الأرض الهائلة في غاية الانتظام وفي منتهى السهولة -كإدارة حديقة صغيرة بل كإدارة شجرة واحدة وبانتظامها- ويدير الربيع الشاسع ويزينه بسهولةِ إدارة زهرة واحدة وبزينتها الموزونة، ويسطر على صحيفة الأرض ثلاثمائة ألفٍ من طوائف النباتات والحيوانات التي هي بمثابة ثلاثمائة ألف نوع من كتب تعرض نماذج الحشر وأمثلة النشور.

    فهذا الرب القدير الذي يكتب هذه النماذج المتداخلة دون تحير ولا لبسٍ، ودون سهوٍ ولا خطأ وبإتقان وانتظام وبمعانٍ بليغة رغم تشابكها وتشابهها وتماثلها، يُظهر ضمن جلال العظمة قدرة فاعلة رحيمة حكيمة، فهو سبحانه يشمل الوجود برحمته وحكمته هذه فيهب للإنسان مقاما ساميا ويسخر له الكون الضخم ويجعله مسكنا ومهدا له، ثم ينصبه خليفة في الأرض ويحمّله الأمانة الكبرى التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها ويفضّله على سائر المخلوقات، ويشرّفه بكلامه الرباني وبخطابه السبحاني وبموالاته إياه، فضلا عن أنه قد قطع على نفسه عهدا، ووعد هذا الإنسان وعدا -في جميع كتبه المنـزلة- أنه سيخلّده بالسعادة الأبدية والبقاء الأخروي..

    فلا ريب أنه سيفتح له أبواب سعادة دائمة، وسيحدث الحشر والقيامة حتما وهو أهون عليه من الربيع نفسه.

    وبهذا يجيبنا اسم الله «المحيي» و«المميت» و«الحي» و«القيوم» و«القدير» و«العليم» عن سؤالنا حول الآخرة.

    حقا إن القدرة الإلهية التي تحيي أصول الأشجار والأعشاب كافة في كل ربيع وتوجِد نماذج ثلاثمائة ألف نوع من حشر ونشر في الحيوانات والنباتات كافة، بل تُظهر ألف مثال للحشر والنشور وألف دليل عليه في ألفي ربيع ([5]) عندما ينظر خيالا إلى ألف سنة من السنين التي قضاها كل من أمة محمد وموسى عليهما السلام وقوبلا معا! فكيف يُستبعد بعثُ الأجساد والحشر الجسماني من هذه القدرة المطلقة؟ أليس استبعاده عمىً ما بعده عمىً؟

    ثم إن مائة وأربعة وعشرين ألفا من أفضل بني آدم وهم الأنبياء عليهم السلام، قد أعلنوا السعادة الأبدية وخلود الآخرة، متفقين مستندين إلى آلاف الوعود والعهود التي قطعها الله سبحانه وتعالى على نفسه. وأثبتوا صدقهم بمعجزاتهم الباهرة. وأن ما لا يحصر له من الأولياء الصالحين يصدّقون الحقيقة نفسها بالكشف والذوق.

    فلابد من أنَّ تلك الحقيقة ظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار فمَن شكّ فيها فقد حُرِم العقل: لأن حكم متخصص واحد أو اثنين في علم أو مهنة في مسألة ضمن اختصاصه، يُسقط من الاعتبار قيمةَ آراءِ وأفكار ألف معارض غير متخصص في ذلك العلم أو المهنة ولو كانوا أولي اختصاص في علوم أخرى. وأن حكم اثنين من شهود الإثبات في مسألة يُرجَّح على آلافٍ من المنكرين أو النافين للمسألة. كما هو في رؤية هلال رمضان في يوم الشك، أو ادعاء وجود مَزارع جوز الهند الشبيهة بعلب الحليب في الأرض؛ ذلك لأن المُثبِت يكسب القضية بمجرد الإشارة إليها أو إبراز جوز الهند أو بيانه لمكانه.

    أما النافي الذي ينكر وجوده فإنه لا يستطيع أن يثبت دعواه إلّا إذا جاس وجال في أنحاء العالم كله وتحرّى دعواه في الأمكنة كلها. وهكذا الذي يخبر عن الجنة ودار السعادة والخلود فإنه يثبتها ويكسب القضية بمجرد إظهاره أثرا من آثار الجنة، أو أمارةً من أماراتها، أو ظلا من ظلالها كشفا؛ في حين لا يستطيع من ينفي وجودها وينكرها أن يجد لإنكاره مجالا -مَهْما كدّ- إلّا إذا شاهد وأشهد الآخرين جميعَ الأكوان وجميع الأزمان من الأزل إلى الأبد، وأظهر عدم وجودها وأثبت نفيها!!

    فلأجل هذه الحكمة ارتضى العلماء المحققون على قاعدة أساس هي: «لا يمكن إثبات النفي غير المحدّد مكانُه -كالحقائق الإيمانية الشاملة للكون قاطبة- ما لم يكن الأمر محالا بذاته».

    فبناءً على هذه الحقيقة القاطعة لا ينبغي أن يجلب إنكارُ آلاف الفلاسفة ومعارضتهم أيةَ شبهة ولا وسوسة أمام مخبر صادق في مثل هذه المسائل الإيمانية.. فيا حماقةَ من يتلوث بشبهة -مهما كانت- في أركان الإيمان بمجرد إنكارِ قلة من فلاسفة ماديين تحدّرت عقولُهم إلى عيونهم فلا يرون إلّا المادة بل ماتت قلوبُهم فلا يشعرون بالمعنويات، بينما اتفق على تلك الأركان مائة وعشرون ألفا من المثبتين أولي الاختصاص من الأنبياء الصادقين عليهم السلام وممن لا يحصَون ولا يُعدّون من المثبتين والمختصين من أهل الحقيقة الأولياء وأصحاب التحقيق العلماء.

    ثم إننا نشاهد سواء في أنفسنا أو فيما حولنا رحمةً عامة وحكمة شاملة وعناية دائمة ناشرة نورَها كالنهار، ونرى كذلك آثارَ ربوبيةٍ مهيبة وأنوارَ عدالةٍ بصيرة، وتجلياتِ إجراءات جليلة عزيزة، بل نرى «حكمة» تقلد الشجرة حِكَما بعدد أزهارها وأثمارها، ونرى «رحمة» تقيم على كل إنسان إحسانا وعطايا بعدد حواسه وقواه وأجهزته. ونرى «عدالة» ذات عزة تُهلك بسوط عذابها أقواما عصاة أمثال قوم نوح وهود وصالح وقوم عاد وثمود وفرعون، وهي ذات عناية كذلك تحافظ على حقوقِ أصغرِ مخلوق وأضعفه. فالآية الكريمة الآتية تبين بإيجازٍ معجزٍ عظمةَ تلك الربوبية الجليلة وهيبتها المطلقة:

    ﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ٓ اَنْ تَقُومَ السَّمَٓاءُ وَالْاَرْضُ بِاَمْرِهِ ثُمَّ اِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْاَرْضِ اِذَٓا اَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ﴾ (الروم:٢٥).

    إذ تبين أنَّ السماوات والأرض تمتثلان الأمر الإلهي كالجنود المرابطين والراقدين في معسكرين. فكما أنهم يهرعون إلى أخذ مواقعهم وتسلُّم أسلحتهم بدعوة من القائد وبنفخة من بوق، كذلك السماوات والأرض كمعسكرَين حالما يُنادى بالأموات الراقدين فيهما بصور إسرافيل عليه السلام، إذا بهم يخرجون من الأجداث سراعا لابسين ثياب الجسد. بل نرى هذه العظمة والطاعة في كل ربيع، إذ يُحشَر ما في معسكر الأرض من جنود وينشَرون بنفخة من بوق مَلَك الرعد.. فبناء على التحقيقات السابقة، لابد أن تلك الرحمة والحكمة والعناية والعدالة والسلطنة السرمدية ستحقق أبعادها وغاياتها في دار أخرى، أي إنها تقتضي الحشر بالضرورة،

    كما أثبتتها «الكلمة العاشرة»؛ إذ لا شك في مجيء الآخرة، بل إن عدم مجيئها محال في ألف محال، حيث إن عدمها يعني: تبدلَ «الرحمة» التي هي في منتهى الجمال قسوة في منتهى البشاعة، ويعني: تحول كمال «الحكمة» إلى نقص العبث القاصر وغاية الإسراف، ويعني: انقلاب «العناية» التي هي في منتهى الحسن واللطف إلى إهانة في منتهى القبح والمرارة، ويعني: تغير «العدالة» التي هي في منتهى الإنصاف والحق إلى ظلمات في أشد القسوة والبطلان، زد على ذلك فإن عدم مجيء الآخرة يعني أيضا سقوط هيبة السلطنة السرمدية العزيزة وبوار أبهتها وقوتها، ويعني اتهام كمال الربوبية بالعجز والقصور.. فكل هذا باطل ومحال لا يقبله عقل أي إنسان مهما كان، وهو الممتنع والخارج عن دائرة الإمكان؛

    لأن كل ذي شعور يعلم أن الله سبحانه قد خلق هذا الإنسان في أحسن تقويم، ورباه أحسن تربية، وزوّده من الأجهزة والأعضاء -كالعقل والقلب- ما يتطلع به إلى السعادة الأبدية ويسوقه نحوها، ويدرك كذلك مدى الظلم والقسوة إذا ما انتهى مصير هذا الإنسان المكرم إلى العدم الأبدي! ويفهم كذلك مدى البُعد عن الحكمة في عدم البعث الذي يجعل جميع الأجهزة والقوى الفطرية -التي لها آلاف المصالح والفوائد- دون جدوى ودون قيمة! في الوقت الذي أودع سبحانه مئاتٍ من الحِكَم والفوائد في دماغه فحسب!.. ويفهم كذلك مدى العجز الظاهر والجهل التام المنافيَين كلياًّ لعظمة تلك السلطنة وكمال الربوبية في عدم الإيفاء بآلاف الوعود والعهود؟ تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. قس على هذا كلا من «العناية» و«العدالة».

    وهكذا يجيبنا اسم الله «الرحمن» و«الحكيم» و«العدل» و«الكريم» و«الحاكم» من الأسماء الحسنى بتلك الحقيقة المذكورة عن سؤالنا الذي سألناه حول الآخرة ويثبتها لنا إثباتا لا شبهة فيه بل واضحا جليا كوضوح الشمس وجلائها.

    ثم إننا نرى «حفيظية» مهيبة محيطة بادية للعيان، تحكم على كل شيء حي، وتهيمن على كل حادث، تحفظ صوره الكثيرة، تسجِّل أعمال وظيفته الفطرية، تدوّن تسبيحاته التي يؤديها -بلسان الحال- تجاه الأسماء الحسنى.. تدوّنها في لوحات مثالية، في بُذيراته ونواه، في قواه الحافظة -وهي نماذج مصغرة للّوح المحفوظ- ولاسيما في حافظة الإنسان التي هي مكتبة عظمى مصغرة جدا موضوعة في دماغه، فتسجلها في سائر المرايا والمعاكس المادية والمعنوية. وما إن يحل الربيع -تلك الزهرة المجسمة للقدرة الإلهية- حتى تُبرز لنا الحفيظية تلك الكتابات المعنوية ظاهرةً مشهودة مجسمة. وتعرض في تلك الزهرة العظمى حقيقةَ الحشر التي تتضمنها الآية الكريمة: ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾ (التكوير:١٠) وتعلنها بألسنة ملايين الملايين من الأمثلة والدلائل،

    وتؤكد لنا يقينا أن الأشياء جميعها -ولاسيما الأحياء- لم تُخلق لتنتهي إلى الفناء، ولا لتهوي إلى العدم ولا لتمحى إلى غير شيء -ولاسيما الإنسان- بل خُلقوا للمضي بسموهم إلى البقاء، وللدخول بتزكية أنفسهم إلى عالم الحياة الخالدة، وللولوج بالاستعداد الفطري إلى وظيفة سرمدية تنتظرهم في دار الخلود.

    نعم، إن كل شجر وجذر وكل حبّة ونواة من النباتات غير المحدودة التي ماتت في قيامة الخريف، ما إن يحين حشر الربيع إلّا ويتلو الآية الكريمة: ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾ بلسانها الخاص ويفسر معنىً من معانيها، وذلك بقيام كل جزء من أجزائه بمثل الوظائف الفطرية التي قام بها في السنين السابقة، ويبيّن -في الوقت نفسه- عظمة الحفيظية في أوسع مداها كما تتضمنها الآية الكريمة:

    ﴿ هُوَ الْاَوَّلُ وَالْاٰخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُۚ ﴾ (الحديد:٣) وترشدنا إلى أربع حقائق جليلة في كل شيء وتقيم الحجة الدامغة على حتمية الحشر كحتمية مجيء الربيع ويسره.

    نعم، إن أنوار هذه الأسماء الحسنى الأربعة وتجلياتها تسري وتنفذ من أصغر جزئي إلى أكبر كليّ.. ولنوضح هذا بمثال:

    فالبذرة التي هي أصل الشجرة تبين عظمة الحفيظية بتعرضها لأنوار اسم الله «الأول» وذلك؛ بما تحوي من خطة الشجرة دقيقة كاملة، وبما تضم من أجهزة بديعة لإيجادها ونشوئها كاملة غير منقوصة، وبما تشتمل عليه من شرائط تكوين الشجرة رغم أنها علبة صغيرة جدا.

    والثمرة أيضا تشهد شهادة صادقة على تلك الحفيظية بتعرضها لأنوار اسم الله «الآخر» وذلك؛ بما تحوي من فهرس جميع الوظائف الفطرية لتلك الشجرة، وبما تضم من صحائف أعمالها، وبما تنطوي عليه من قوانين حياتها الثانية، علما أنها صندوق صغير جدا.

    أما ظاهر الشجرة المجسم فإنه يُظهر عظمة القدرة وكمال الحكمة وجمال الرحمة ضمن الحفيظية المطلقة، ويبرزها للعيان مشهودة بتعرضها لأنوار اسم الله «الظاهر» وذلك؛ بحُللها البهية المزدانة بالنقوش البديعة المتنوعة والأوسمة المرصعة كأنها ثياب الحور العين الملونة بسبعين لونا.

    أما الأجهزة الداخلية لتلك الشجرة التي أصبحت كأنها مرآة تعكس أنوار اسم الله «الباطن» فهي أيضا تثبت -إثباتا ساطعا كالشمس- كمالَ القدرة والعدالة، وجمال الرحمة والحكمة، إذ إنها مصنع خارق كامل النظام، بل مختبر كيمياء عظيم، بل مستودعُ إعاشة وأرزاق لا يدع غصنا ولا ثمرا ولا ورقا إلّا ويزوده بالغذاء الذي يحتاجه.

    وكما يُظهر كل من البذرة والثمرة،وظاهر الشجرة وباطنها تجلياتِ الأسماء الحسنى الأربعة «الأول والآخر والظاهر والباطن» فالكرة الأرضية كذلك تظهرها وتبين بداهةً أن الحفيظ ذا الجلال والإكرام إنما يعمل بقدرة وعدالة وحكمة ورحمة مطلقة؛ إذ إنها (أي الكرة الأرضية) كالشجرة من حيث تبدل المواسم السنوية، فجميعُ النوى والحبوب التي أُودعت في الخريف -بتجلي اسم الله «الأول»- أمانةً إلى الحفيظية، ترسِلُ ما لا يعد من السيقان والأغصان، وتمدّها إلى شتى الجهات، وتَفتح ما لا يحصى من الأزهار البهيجة والأثمار الطيبة، فتُلبس الأرض وشاح الربيع البهيج.. ذلك لأن كلا منها تضم كراسات مصغرة سُطّرت فيها الأوامر الربانية، وتبطن صحائف مصغّرة دوّن فيها ما أنجز في السنة الماضية من أعمال، بل تستوعب تلك البذورُ والنوى جميعَ ما يعود إلى تركّب شجرة الأرض العظيمة.

    أما آخر شجرة الأرض السنوية فهو ما يضعه في عُلب متناهية في الصغر من جميع الوظائف التي قامت بها الشجرة في الخريف، وجميع التسبيحات والأذكار الفطرية التي أدتها تجاه الأسماء الحسنى، وجميع ما يمكن نشره في حشر الربيع المقبل من صحائف الأعمال، ويسلّم هذا جميعا إلى يد الحكمة للحفيظ ذي الجلال تاليا بهذا اسم الله: «الآخر» بألسنة لا حدَّ لها على أسماع الكائنات وأنظارها.

    أما ظاهر هذه الشجرة فهو: تلك الأزهار الكلية المتنوعة المتباينة التي تفصح عن ثلاثمائة ألف نوع من أمثلة الحشر وأماراته، وهو تلك الموائد المنصوبة للرحمن الرحيم والرزاق الكريم، وهو تلك الضيافات المفتوحة لذوي الحياة كافة، فكل ما في ظاهر تلك الشجرة يذكر ويتلو اسم الله: «الظاهر» بألسنة ثمراتها وأزهارها وطعومها مُظهرا حقيقةَ ﴿ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْۙ ﴾ ساطعة كالشمس في كبد السماء.

    أما باطن هذه الشجرة العظيمة فهو معمل ومصنع يُحَرِّك ما لا يعد ولا يحصى من مكائن منتظمة ومعامل دقيقة حتى إنه يُعدّ طنا من الأطعمة وينضجها من درهم من المواد وتوصله إلى الجائعين، ويَنهض بأعماله في منتهى الدقة بما لا يدع مجالا لتلعب به الصدفة، فيذكر الوجهُ الباطن للأرض اسم الله: «الباطن»، بل يثبته ويعلنه بمائة ألف من الأنماط والصور كما يعلنه قسم من الملائكة الذين يسبّحون بمائة ألف لسان.

    وكما أن الأرض من حيث حياتها السنوية كالشجرة بينت «الحفيظيةَ» التي في تلك الأسماء الحسنى الأربعة بوضوح، وجعلتها مفتاحا لباب الحشر، فهي كذلك كالشجرة المتناسقة جدا من حيث حياة العصور وحياة الدهور، إذ ترسل ثمراتها -على مدى العصور والدهور- إلى سوق الآخرة.

    وهكذا تصبح الأرض بأسرها مرآةً واسعة جدا لتجليات تلك الأسماء الأربعة، وتفتح سبيلا واسعا جدا إلى الآخرة بحيث تظل عقولُنا ولغاتنا قاصرة وعاجزة عن الإحاطة بها. لذا نكتفي بالآتي ولا نـزيد:

    إن عقارب الساعة التي تَعُدُّ الثواني والدقائق والساعات والأيام تتشابه فيما بينها، فالواحد يدل على الآخر ويذكّره، فمن يراقب حركة عقرب الثواني يضطر إلى تصديق حركة التروس الأخرى.

    كذلك الدنيا كساعة كبرى لخالق السماوات والأرض، حيث تتشابه الأيام التي تعد ثواني هذه الساعة الكبرى، والسنوات التي تحصي دقائقها، والعصور التي تظهر ساعاتها، والأحقاب التي تعرف أيامها فمع تشابه بعضها مع البعض الآخر فإن كلا منها يدل على الآخر ويثبته.

    ومن هذه الزاوية نرى الأرض تخبر بأمارات لا حدّ لها عن مجيء ربيع خالد وصبح سرمدي بعد شتاء الدنيا الفانية المظلم.. تخبر عنه بحتميةِ مجيء الصبح لهذا الليل وبقطعية مجيء الربيع بعد هذا الشتاء. وبهذه الحقيقة يجيبنا اسم «الحفيظ» مع الأسماء الحسنى الأربعة: «الأول والآخر والظاهر والباطن» عن سؤالنا الذي سألناه حول الحشر.

    وما دمنا نرى بأعيننا ونفقه بعقولنا،

    أن الإنسان:

    هو خاتمة ثمرات شجرة الكون وأجمع ما فيها من الصفات..

    وهو بذرتها الأصلية من حيث الحقيقة المحمدية..

    وهو الآية الكونية الكبرى لقرآن الكون..

    بل هو الآية الحاملة لتجليات الاسم الأعظم في ذلك القرآن الكوني كآية الكرسي في القرآن الكريم..

    وهو أكرم ضيف في قصر الكون..

    وهو أنشط موظف مأذون له بالتصرف في سكنة ذلك القصر..

    وهو المأمور المكلف عن حرث مزرعة الأرض والناظر المسؤول عن وارداتها ومصاريفها، بما جُهز من مئات العلوم وألوف المؤهلات..

    وهو خليفة الأرض، والمفتش الباحث في مملكة الأرض والمرسل من لدن سلطان الأزل والأبد والعامل تحت رقابته..

    وهو المتصرف في شؤون الأرض مع تسجيل كامل لأعماله بجزئياتها وكلياتها..

    وهو عبد كليّ، مكلف بعبادة واسعة شاملة..

    والحامل للأمانة الكبرى التي أبتِ السماوات والأرض والجبال أن يحملنها، فانفرجت أمامه طريقان: إحداهما للأشقياء، والأخرى للسعداء..

    وهو الذي يعكس كالمرآة جميع تجليات الأسماء الحسنى ويتجلى فيه اسم الله الأعظم..

    وهو المخاطب المقصود للخطاب السبحاني والأكثر فهماً للكلام الرباني..

    وهو الأكثر فاقة وعجزا من بين أحياء الكون..

    وهو الكائن الحي العاجز الفقير بلا حدود، مع أن له أعداء ومؤذيات بلا عدٍّ ومقاصد وآلاما بلا حدٍّ..

    وهو أغنى استعدادا من بين ذوي الحياة..

    وهو أشد احساسا وشعورا بالألم -ضمن لذة الحياة- حيث تمتزج لذاته بآلام منغّصة..

    وهو أشد شوقا إلى البقاء وأكثر حاجة إلى الخلود، بل هو الأجدر به..

    وهو الذي يتوسل لأجل البقاء والخلود بأدعية غير محدودة فلو أُعطي له ما في الدنيا من متع لما شفت غليله للخلود..

    وهو الذي يحب الذي أنعم عليه حبا لحد العبادة، ويحببه للآخرين، وهو المحبوب أيضا..

    وهو أعظم معجزات القدرة الصمدانية بل هو أعجوبة الخلق لما انطوى فيه العالم الأكبر ولما تشهد جميع أجهزته بأنه مخلوق للسير قدما نحو الأبدية والخلود.

    فهذا الإنسان الذي يرتبط بمثل هذه الحقائق العشرين الكلية باسم الله «الحق» والذي هو وثيق العلاقة باسم الله «الحفيظ» الذي لا يعزب عنه شيء في السماوات والأرض، يرى أدنى حاجة لأصغرِ حيّ ويسمع نداء حاجته فيغيثه فيدوّن كتبتُه الكرام جميعَ أعمال هذا الإنسان وأفعاله المتعلقة بالكائنات.. فهذا الإنسان -بحكم هذه الحقائق العشرين- لابد أن يكون له حشر ونشور، ولا ريب أنه سيكافأ -باسم الله «الحق»- على ما قَدَّم من خدمات وأعمال، وسيجازى على ما قصّر فيها، ولا شبهة أنه سيساق إلى المحاسبة والاستجواب عما دوّن من أعماله -باسم «الحفيظ»- جزئيها وكليها، ولا شك أن ستفتح أمامه أبواب سعادة خالدة وضيافة أبدية، أو أبواب سجون رهيبة وشقاء مقيم؛ وأنه لا يمكن أن لا يحاسب ويتوارى عن الأنظار ضابط قاد أكثر مخلوقات هذا العالم وتدخّل في شؤونها، ولا يمكن أن لا ينبه من رقدته!

    لأنه لا يُعقل قط أن يُسمع دعاءٌ أخفت من طنين الذباب ويُغاث فعلا بلوازم الحياة، ثم لا يُسمعَ أدعيةٌ لها من القوة ما يهز العرش والفرش والتي تنطلق من تلك الحقائق العشرين وتسأل البقاء والخلود. ولا يعقل قط -بل هو خارج عن الإمكان- أن تُ هدر وتُضيَّع كليا تلك الحقوقُ الكثيرة، بل لا يمكن لحكمة لا عبث فيها قط -ولو بمقدار جناح ذبابة بشهادة انتظامها وإتقانها- أن تعبث كليا باستعدادات الإنسان المرتبطة بها تلك الحقائقُ، وتعبث بجميع آماله ورغباته الممتدة إلى الخلود، وتعبث بجميع تلك الروابط وحقائق الكائنات العديدة التي تنمي تلك الاستعدادات والرغبات، لأن هذا الاحتمال ظُلمٌ فظيع وقبح مشين تردّه جميع الموجودات وترفضه قائلة: إن ذلك محال في محال بمائة وجه وممتنع مستحيل بآلاف الوجوه. بل تردّه جميع الموجودات الشاهدة على الأسماء الحسنى: «الحق» و«الحفيظ» و«الحكيم» و«الجميل» و«الرحيم».

    وهكذا تجيبنا هذه الأسماء الحسنى: «الحق» و«الحفيظ» و«الحكيم» و«الجميل» و«الرحيم»، عن سؤالنا حول الآخرة، فتخاطبنا تلك الأسماء قائلة: «إن الحشر حق لا ريب فيه، وهو حقيقة راسخة لا مراء فيها، مثلما أننا حق ومثلما تشهد لنا حقيقةُ ثبوت الموجودات».

    ولولا أن المسألة أوضح من الشمس لزدتُ بيانا، ولكني اختصرت مكتفيا بالأمثلة المذكورة، وقياسا على ما في الفقرات السابقة؛

    فإن كل اسم من الأسماء الحسنى المائة بل الألف المتوجه إلى الكون، يثبت مسمّاه سبحانه بداهة بتجلياته وبمراياه التي هي الموجودات، كما يظهر الحشرَ والدار الآخرة ويثبته إثباتا قاطعا.

    ومثلما يجيبنا ربنا سبحانه وتعالى جوابا قدسيا وجازما بجميع أوامره في جميع ما أنزل من كتب، وبجميع أسمائه التي سمّى بها نفسه، عن سؤالنا الذي سألناه حول الآخرة، كذلك يجيبنا سبحانه بألسنة ملائكته ويعرّفنا الآخرة بنمط آخر، إذ تقول الملائكة:

    «هناك أمارات ودلالات لا حدّ لها على وجودنا والعالمِ الروحاني، وقد جرت لقاءات ومكالمات وتعارف بينكم وبيننا وبين الروحانيين منذ زمن آدم عليه السلام، وهي حوادث يقينية متواترة لا تقبل الريب، ولقد ذَكرنا ودوما نذكر ما نراه خلال تجوالنا في منازلِ الآخرة وصالاتها إلى أنبيائكم أثناء لقائنا معهم: إننا نبشركم بشارة لا ريب فيها من أن هذه الأروقة الدائمة وما وراءها من قصور خالدة ومنازل معدّة إنما أُعدّت لاستقبال ضيوفٍ كرام مكرمين وهُيئت لقدومهم».

    وبهذا يجيبنا الملائكة الكرام عن سؤالنا حول الآخرة.

    ثم إن خالقنا الكريم قد عيّن لنا أعظمَ معلم، وأكملَ أستاذ، وأصدق قدوة، وأقوم رائد.. ألا وهو محمد الهاشمي عليه أفضل الصلاة والسلام. وقد أرسله خاتما للرسل الكرام عليهم السلام. فعلينا إذن -وقبل كل شيء- أن نسأل أستاذنا ما سألناه من خالقنا عزّ وجل حول الآخرة لعلنا نتكامل في معرفتنا ونترقى من مرتبة علم اليقين إلى عين اليقين وإلى حق اليقين، لأن هذا النبي الحبيب الصادق المصدَّق من لدن الخالق العليم بألف من المعجزات، مثلما أنه معجزة القرآن الكريم، فأثبت للعالم أجمع أنه كتاب رب العالمين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد أصبح القرآن الكريم أيضا معجزة من معجزاته ﷺ ودليلا على أنه الصادق المصدّق وأنه رسول رب العالمين.

    فكلتا المعجزتين -إحداهما لسان عالم الشهادة ومعها تصديق جميع الأنبياء عليهم السلام والأولياء، والأخرى لسان عالم الغيب المتضمن جميع الكتب السماوية وجميع حقائق الكون- قد أقامتا الحجج على حقيقة الحشر والنشور راسخةً واضحة وضوحَ الشمس والنهار. بجميع حياة المعجزة الأولى وآلاف من آيات المعجزة الثانية.

    حقا إن «مسألة الحشر والآخرة» من المسائل التي هي فوق طاقة العقل وحدوده، ولا تُفهم إلّا بتعليم هذين الأستاذين المعجزين: «القرآن الكريم والرسول الحبيب ﷺ» وإرشادهما.

    أما لِمَاذا لَمْ يُوضّح الأنبياء السابقون عليهم السلام مسألة الحشر لأممهم كما هو واضح في القرآن الكريم؟ فلأن عصورهم كانت عصور طفولة البشرية وبداوةِ الإنسانية، والإيضاح يكون وجيزا في الدروس الابتدائية كما هو معلوم.

    وصفوة القول: ما دام أكثر الأسماء الحسنى تقتضي الآخرة وتدلُّ عليها، فلابد أن الحجج والدلائل الدالة على الأسماء الحسنى هي بدورها دلائل على ثبوت الآخرة وقيامها..

    ومادام الملائكة يخبرون عما يشاهدون من منازل الآخرة وعالم البقاء فلابد أن الدلائل الشاهدة على وجود الملائكة والعالم الروحاني وعباداتهم هي بدورها دلائلُ إثباتٍ على العالم الآخر..

    ومادام أهم ما أعلنه محمد ﷺ خلال حياته المطهرة المباركة، وأساس ما دعا إليه -بعد التوحيد- هو الآخرة، فلابد أن جميع المعجزات والحجج الدالة على نبوته وصدقه ﷺ هي بدورها شاهدة على حقيقة مجيء الآخرة..

    وما دام ربع القرآن الكريم يبحث عن الحشر والآخرة، ويقيم الدلائل عليه بآلاف من آياته ويخبر عنه، فلابد أن الشواهد والحجج والدلائل والبراهين الدالة كلها على أحقية القرآن هي بدورها شاهدة على تحقق الآخرة ودالة عليها.

    وهكذا تأملوا في هذا الركن الإيماني العظيم لتقدّروا مدى قطعية «الإيمان بالآخرة» ومدى ثبوته ورسوخه.

    خلاصة المسألة الثامنة

    لقد أردنا في «المسألة السابعة» أن نستوضح مسألة الحشر من مقامات كثيرة، إلّا أن جواب خالقنا بأسمائه الحسنى كان شافيا ووافيا جدا؛ أورث اليقين الجازم والقناعة التامة، فأغنانا عن أي استفسار آخر. فاقتصرنا هناك على ذلك الإثبات.

    أما في هذه المسألة فسنلخّص واحدة من مئات الثمرات والفوائد والنتائج التي يحققها «الإيمان بالآخرة» منها ما يعود إلى سعادة الإنسان في الآخرة، ومنها ما يعود إلى سعادته في الدنيا.

    أما ما يعود إلى السعادة الأخروية فليس بعد إيضاح القرآن الكريم إيضاح آخر، فليُرجعْ إليه، أما ما يعود إلى «السعادة الدنيوية» فتوضّحه رسائلُ النور وسنبين هنا -بيانا موجزا- بضعَ نتائج فقط من بين المئات من النتائج التي يحققها «الإيمان بالآخرة» لإسعاد الإنسان في حياته الشخصية والاجتماعية.

    الثمرة الأولى

    كما أن الإنسان -خلافا للحيوان- ذو علاقة مع بيته، فهو أيضا ذو ارتباط وثيق مع الدنيا. ومثلما أنه مرتبط بأقاربه بروابط ووشائج، فهو كذلك ذو نسب فطري بالجنس البشري. وكما أنه يحب البقاء في الدنيا الفانية فهو يتوق إلى بقائه في الدار الباقية. وكما أنه يسعى دائما لتأمين حاجات معدته إلى الغذاء فهو مضطر بفطرته -بل يسعى- لتأمين الأغذية لعقله وقلبه وروحه وإنسانيته وتناولِها من الموائد الممتدة على سعة الدنيا، بل الممتدة إلى الأبد، لما له من آمال ومطالب لا يشبعها سوى السعادة الأبدية.

    لقد حدّثتُ خيالي في عهد صباي: أيَّ الأمْرين تُفضّل؟ قضاء عمر سعيد يدوم ألف ألف سنة مع سلطنة الدنيا وأبهتها على أن ينتهي ذلك إلى العدم، أم وجودا باقيا مع حياة اعتيادية شاقة؟ فرأيته يرغب في الثانية ويضجر من الأولى، قائلا: إنني لا أريد العدم بل البقاء ولو كان في جهنم!».

    فمادام جميع لذائذ الدنيا لا تشبع الخيال الذي هو أحد خدام الماهية الإنسانية، فلابد أن حقيقة الماهية الإنسانية الجامعة الشاملة جدا مرتبطةٌ فطرةً بالخلود والبقاء.

    فكم يكون «الإيمان بالآخرة» إذن كنـزا عظيما كافيا ووافيا لهذا الإنسان الوثيق الصلة بهذه الرغبات والآمال التي لا تنتهي، وهو لا يملك سوى جزءٍ من الاختيار الجزئي، ويتقلب في الفقر المطلق! وكم يكون هذا الإيمان محورا للسعادة المطلوبة واللذة المبتغاة! وكم يكون مرجعا ومدار استمدادٍ وسلوة له تجاه هموم الدنيا غير المحصورة؟ فلو ضحَّى هذا الإنسان بكل حياته الدنيا في سبيل الفوز بهذه الثمرات والفوائد لكانت إذن زهيدة!

    الثمرة الثانية المتوجهة لحياة الإنسان الشخصية

    إن ما يقلق الإنسان دوما وينغّص حياته، هو تفكيرُه الدائم في مصيره، وكيفيةِ دخوله القبر، مثلما انتهى إليه مصير أحبته وأقاربه. فتوهُّم الإنسان المسكين -الذي يضحي بروحه لأجل صديق عزيز- وتصوُّرُه من أن آلافا بل ملايين الملايين من إخوانه البشر ينتهون إلى العدم بالموت -ذلك الفراق الأبدي الذي لا لقاء وراءه- سيذيقه هذا التصور ألما شديدا ينبئ بآلام جهنم. وحينما يتلوى هذا الإنسان من ألم ذلك العذاب الأليم النابع من ذلك التفكير، يأتي «الإيمان بالآخرة» فاتحا بصيرته، مزيلا الغشاوة عن عينيه، قائلا له: «انظر..» فينظر بنور الإيمان، فإذا به يكسب لذة روحية عميقة تنبئ بلذة الجنة، بما يشاهد من نجاة أحبته وخلاصهم جميعا من الموت النهائي والفناء والبلى والاندثار، ومن بقائهم خالدين في عالم النور الأبدي منتظرين قدومه إليهم. نقتصر على هذا حيث وضحتْ رسائلُ النور هذه النتيجة مع حججها.

    الثمرة الثالثة التي تعود لعلاقات الإنسان

    إن مقام الإنسان الراقي وتفوّقه على سائر الأحياء وامتيازه عليها إنما هو لسجاياه السامية، ولاستعداداته الفطرية الجامعة، ولعبوديته الكلية، ولسعة دوائر وجوده، لذا فالإنسان المنحصر في الحاضر فقط المنسلخُ من الماضي، المبتوت الصلة بالمستقبل -وهما معدومان ميتان مظلمان بالنسبة له- هذا الإنسان يكسب سجايا المروءة والمحبة والأخوة والإنسانية على أساس حاضره الضيق، وتتحدد عنده على وَفق مقاييسه وموازينه المحدودة،

    فيولي المحبة لأبيه أو أخيه أو زوجته أو أمته، ويقوم بخدمتهم على وفق تلك المقاييس الضيقة وكأنه لا يعرفهم سابقا ولن يراهم مستقبلا فلا يرقى أبدا إلى مرتبة الصدق في الوفاء، ولا إلى مكانة الإخلاص في الصداقة، ولا إلى درجة الودّ المصفى من الشوائب في المحبة، ولا إلى الاحترام المبرأ من الغرض في الخدمة؛ لأن سعة تلك السجايا والكمالات قد تضاءلت وصغرت بالنسبة نفسها، وحينها يتردى الإنسان إلى درك أدنى الحيوانات عقلا.

    ولكن ما إن يأتي «الإيمان بالآخرة» إلى هذا الإنسان لينقذه ويمدَّه ويغيثه، حتى يحوِّل ذلك الزمن الضيق -الشبيه بالقبر- إلى زمان فسيح واسع جدا بحيث يستوعب الماضي والمستقبل معا، فيريه وجودا واسعا بسعة الدنيا، بل بسعة تمتد من الأزل إلى الأبد.

    وعندئذٍ يقوم هذا الإنسان باحترام والده وتوقيره بمقتضى الأبوة الممتدة إلى دار السعادة وعالم الأرواح، ويساعد أخاه ويعاونه -بذلك التفكير- بالأخوة الممتدة إلى الأبد، ويحب زوجته ويرفق بها ويعاونها لأنها أجمل رفيقةِ حياةٍ له حتى في الجنة، ولا يجعل هذه الدائرة الحياتية الواسعة الفسيحة -وما فيها من علاقات وخدمات مهمة- وسيلة لأمور تافهة دنيوية ولا لأغراضها الجزئية ومنافعها الزهيدة. لذا يظفر بالصداقة التامة، والوفاء الخالص، والإخلاص الأتم، في علاقاته وخدماته، فتبدأ كمالاته وخصاله بالسمو والرقي بالنسبة نفسها، وتتعالى إنسانيته، ولكل حسب درجته..

    فذلك الإنسان الذي ما كان له أن يرقى إلى مستوى عصفور في تذوّقه الحياة، أصبح الآن -بفضل الإيمان بالآخرة- ضيفا مرموقا في الدنيا، وكائنا سعيدا، ومخلوقا ممتازا فيها، يرقى فوق جميع الحيوانات، بل يصبح أحب مخلوق، وأكرمَ عبد عند رب الكون ومالكه.

    اكتفينا بهذا القدر في بيان هذه النتيجة حيث بيّنتها رسائلُ النور بحجج وبراهين.

    الفائدة الرابعة التي تتطلع إلى الحياة الاجتماعية

    وهي التي وضّحها «الشعاع التاسع» وخلاصتها هي:

    أنَّ «الأطفال» الذين يمثلون ربع البشرية، لا يمكنهم أن يعيشوا عيشة إنسان سويّ ينطوي على نوازع إنسانية إلّا بالإيمان بالآخرة. إذ لولا هذا الإيمان لاضطروا أن يقضوا حياة ملؤها الوقاحة والاضطراب والهموم الأليمة. فلا يهنؤون بألعابهم ولا يتسلّون بلُعبهم، لأن الموت الذي يصيب مَن حولهم من الأطفال يؤثر بالغ التأثير في نفس كل طفل، وفي شعوره المرهف الرقيق، وفي قلبه الذي سينطوي في المستقبل على آمال ورغبات كثيرة، وفي روحه التي لا تستطيع الثبات فتصابُ بالقلق والحيرة، حتى تصبح حياته وعقله وسيلتَي عذاب له، فلا يجدي ما يتستر به من لهو ولعب نفعا قبل أن يجد لتساؤله وحيرته جوابا.. إلّا أن إرشادَ «الإيمان بالآخرة» يجعله يحاور نفسه على النحو الآتي:

    «إن صديقي -أو أخي- الذي توفي قد أصبح الآن طيرا من طيور الجنة، فهو أكثر منا أُنسا وانطلاقا وتجوالا. وإن والدتي -وإن توفيت- إلّا أنها مضت إلى الرحمة الإلهية الواسعة، وستضمني أيضا إلى صدرها الحنون في الجنة، فأرى تلك الوالدة الشفيقة». وبهذا يمكنه أن يعيش هادئا مطمئنا عيشا يليق بالإنسان.

    وكذا «الشيوخ» الذين يمثلون ربع البشرية، فإنهم لا يرون السلوان حيال انطفاء حياتهم قريبا، ودخولِهم تحت التراب، وقد أَوصدت الدنيا الجميلةُ الحلوة أبوابَها في وجوههم إلّا بـ«الإيمان بالآخرة». إذ لولا هذا الإيمان لتجرّع أولئك الآباءُ المحترمون الرحماء، وتلك الأمهات الفدائيات الشفيقات الويلَ تلو الويل، ولباتوا في حالة نفسية تعسة جدا، وفي قلق قلبي عنيف ولأصبحت الدنيا تضيق عليهم كالسجن، ولغدت الحياة نفسها عذابا مقيما لا يطاق.

    بينما الإيمان بالآخرة يهتف بهم قائلا: «لا تغتموا أيها الشيوخ ولا تبالوا كثيرا، فإن لكم شبابا خالدا وهو أمامكم وسيأتي حتما. وإن حياة ساطعة بهيجة، وعمرا مديدا أبديا في انتظاركم، وستلتقون أنتم وأولادكم وأقاربكم الذين فقدتموهم، وجميعُ حسناتكم محفوظة وستأخذون ثوابها..» وهكذا يَمنح «الإيمانُ بالآخرة» سلوانا وانشراحا لهم، بحيث لو حمل أحدهم أثقال مائة شيخوخة لتحملها صابرا في انتظار ما سيعقبها من حياة أخروية سعيدة.

    وكذا «الشباب» الذين يمثلون ثلث البشرية، قد لا يصغون لصوت عقولهم الجريئة. فرغباتهم وهواهم في ثورة وجيشان، وهم مغلوبون على أمر حواسهم ونوازعهم، فإذا ما فقد هؤلاء الشباب «الإيمان بالآخرة» ولم يتذكروا عذاب جهنم، فإن أموال الناس وأعراضهم وراحة الضعفاء وكرامة الشيوخ تصبح مهددة بالخطر، إذ قد يدمر أحدهم سعادة بيت آمن هنيء لأجل لذة طارئة، ومن ثم يذوق وبال أمره عذابا لسنين عديدة في مثل هذه السجون فيتحول إلى ما يشبه الحيوان الكاسر.

    ولكن إذا أمدّه «الإيمان بالآخرة» وأغاثه، فسرعان ما يسترجع صوابه ويسترشد بعقله، ويخاطب نفسه قائلا:

    «على الرغم من أن شرطة الحكومة وعيونها لا يمكنهم رؤيتي لكوني في خفاء عنهم، فإن ملائكة السلطان الأعظم ذي الجلال الذي يملك سجن جهنم ذلك السجن الأكبر الدائم يسجلون علىّ سيئاتي.. فأنا إذن لست طليقا مفلت الزمام، بل أنا ضيف عابر ذو مهمة.. وسأكون -لا محالة- في يوم ما ضعيفا وشيخا مثلهم». فتترشح قطراتُ الرحمة والرأفة والشفقة -عندئذٍ- من أعماق قلبه، ويشعر بالاحترام لأولئك الذين كان يريد أن يتعدى على حقوقهم ظلما. وحيث إن رسائل النور قد وضّحتْ هذا المعنى، نقتصر على هذا القدر.

    وكذلك «المرضى والمظلومون وأمثالنا من ذوي المصائب والفقراء والمساجين» الذين حوكموا بعقوبات مشددة، كل هؤلاء يمثلون الجزء الأهم من البشرية، فإن لم يُعِنْهم «الإيمان بالآخرة» وإن لم يتسلوا به فإن الموت الذي يجدونه أمامهم دائما بما عندهم من مرض، وإن الإهانة التي يرونها من الظَلَمة -دون أن يتمكنوا من الاقتصاص منهم ولا من إنقاذ شرفهم وكرامتهم من بين مخالبهم- وإن اليأس الأليم النابع مما أصاب أموالهم وأولادهم من الضياع في الكوارث، وإن الضيق الشديد الناشئ من آلام السجن وعذابه لسنوات عدة نتيجة لذة طارئة لا تستغرق دقائق أو ساعات.. كل ذلك يُصيّر الدنيا -بلا ريب- سجنا كبيرا لهؤلاء المنكوبين ويجعل الحياة نفسها عذابا أليما لهم!

    ولكن ما إن يُمِدّهم الإيمان بالآخرة بالعزاء والسلوان إلّا وينشرحون فورا، ويتنفسون الصعداء، لما يزيل عنهم من الضيق واليأس والقلق والاضطراب وسَورة الثأر إزالة كلية أو جزئية كلٌ حسب درجات إيمانه.

    حتى يمكنني القول: إنه لولا الإيمان بالآخرة الذي أمدّني وإخواني في مصيبتنا الرهيبة ودخولنا السجن هذا -دون ذنب اقترفناه- لكان تحمّلُ مرارةِ يوم واحد من أيام العذاب كالموت نفسه، ولساقتنا هذه المصيبة إلى ترك الحياة ونبذها. ولكن شكرا لله -بلا عد ولا حد- أن جعلني أتحمل آلام كثير من إخواني الذين هم أحب إليّ من نفسي وأتحمل ضياع آلاف من رسائل النور التي هي أعزّ من عيوني، وأتحمل فقدان كثير من مجلداتي الزاهية الثمينة جدا..

    فأتحمل كل هذا الحزن والأسى بذلك «الإيمان بالآخرة»، رغم أنني ما كنت أتحمل أية إهانة وتحكّم من أحدٍ مهما كان، فإني أقسم لكم -لتطمئنوا- إن نور الإيمان بالآخرة وقوته قد منحني صبرا وجلدا وعزاءً وتسليةً، وصلابةً وشوقا للفوز بثوابِ جهاد عظيم في هذا الامتحان إلى حدّ بتُّ أَعدُّ نفسي في مدرسة كلها خير وجمال. وحق أن تطلق عليها «المدرسة اليوسفية» كما ذكرته في مستهل هذه الرسالة، فلولا المرض الذي كان ينتابني أحيانا، ولولا الحدة الحاصلة من الكهولة لكنت أسعى بجدٍ أكثر لأتلقى دروسي في هذه المدرسة مع ما أحمله من اطمئنان وسكينة قلب.. على كل حال فقد خرجنا عن الصدد أرجو العفو عن هذا الاستطراد.

    وكذلك فإن «بيت كل إنسان» هو دنياه الصغيرة بل جنته المصغرة، فإن لم يكن «الإيمان بالآخرة» حاكما ومهيمنا في سعادة هذا البيت لوَجد كلُّ فرد من أفراد تلك العائلة اضطرابا أليما، وعذابا شديدا في علاقة بعضهم ببعض حسب درجات رأفته ومحبته لهم فتتحول تلك الجنة إلى جحيم لا يطاق، وقد يخدر عقله باللهو والسفه المؤقت فيكون مَثَلهُ في هذا كمثل النعامة إذا رأت الصياد تخفي رأسها في الرمل كيلا يراها الصياد وهي عاجزة عن الفرار والطيران، فهو كذلك يغمر رأسه في الغفلة، لئلا يراه الموت والزوال والفراق، ملغيا شعوره موقتا ببلاهة، وكأنه وَجد علاجا لما يُعانيه!

    فالوالدة مثلا -التي تُضحي بنفسها لأجل ولدها- كلما رأت ابنها يتعرض للخطر ارتعشت هلعا وخوفا عليه. والأولاد كذلك عندما لا يستطيعون إنقاذ آبائهم أو إخوانهم من المصائب التي لا تنقطع، يظلون في قلق دائم ويحسون خوفا مستمرا. فقياسا على هذا فإن حياة تلك العائلة، التي يُظن أنها حياة سعيدة، تفقد سعادتها في هذه الدنيا المضطربة الزائلة حيث لا تعطي الرابطة بين الأفراد، ولا علاقة القربى فيما بينهم -ضمن حياة قصيرة جدا- الصداقة الحقيقية والوفاء الخالص والإخلاص الكامل، والخدمة والمحبة الصافيتَين، بل تتصاغر الأخلاق وتنكمش بنسبة قصر الحياة نفسها، وربما تسقط وتنعدم كليا.

    ولكن ما إن يحل «الإيمان بالآخرة» في ذلك البيت حتى ينوّر أرجاءَه مباشرة ويستضيء، لأن علاقة القربى والرأفة والمحبة التي تربطهم لا تقاس عندئذ ضمن زمن قصير جدا، بل تقاس على وفق علاقات تمتد إلى خلودهم وبقائهم في دار الآخرة والسعادة الأبدية، فيقوم -عندئذ- كلُّ فرد باحترام خالص تجاه الآخرين، ويوليهم محبة صافية، ويُظهر رأفة صادقة، ويبدي صداقة وفية، صارفاً النظرَ عن التقصيرات. فتتعالى الأخلاق وتسمو، وتبدأ السعادة الإنسانية الحقة بالتألق في ذلك البيت.

    وقد بُيِّن هذا المضمون في رسائل النور. اكتفينا هنا بما سلف.

    وهكذا فإن كل «مدينة» هي بحد ذاتها بيت واسع لسكنتها. فإن لم يكن «الإيمان بالآخرة» مسيطرا على أفراد هذه العائلة الكبيرة فسيستولى عليهم الحقد والمنافع الشخصية والاحتيال والأنانية والتكلف والرياء والرشوة والخداع، بدلا من أسس الأخلاق الحميدة التي هي الإخلاص والمروءة والفضيلة والمحبة والتضحية ورضى الله والثواب الأخروي. وكانت معاني الإرهاب والفوضى والوحشية حاكمة ومسيطرة تحت اسم النظام والأمن والإنسانية التي يظهرونها، وحينئذٍ تتسمم حياة تلك المدينة، فيتصف الأطفال بالوقاحة والإهمال، والشبابُ بالسُكر والعربدة، والأقوياءُ بالظلم والتجاوز، والشيوخُ بالبكاء والأنين.

    وقياسا على هذا فإن «البلاد» بأكملها ما هي إلّا بيت واسع جدا. والوطن بيت عائلة الأمة. فإذا ما حَكم «الإيمانُ بالآخرة» هذه البيوتَ وسيطر، فإن الفضائل تتكشف وتنبسط وتتوضح فيها فتظهر الاحترام المتبادل والرحمة الجادة، والمحبة الخالصة بلا عوض، والمعاونة مع الخدمة الحقة بلا احتيال، والمعاشرة والإحسان بلا رياء، والفضيلة والتوقير بلا استكبار، وتشيع الفضائل الأخرى جميعا؛

    حيث يهتف الإيمان بالآخرة بأولئك الأطفال قائلا لهم: «دعوا الوقاحة والإهمال فقدامَكم جنة النعيم فلا تشغلوا أنفسكم عنها بالألاعيب». فيمكّن الأخلاق عندهم بإرشاد القرآن الكريم.

    ويخاطب الشباب: «إن أمامكم نارَ جهنم فانتهوا من السُكر والعربدة». ويجعلهم يثوبون إلى رشدهم..

    ويخاطب الظالم: «احذر فإن عذابا شديدا سيحلّ بك» فيردعه عن الظلم ويجعله يرضخ للعدالة..

    ويخاطب الشيوخ: «أبشروا فإن أمامكم شبابا خالدا ذا نضارة، وفي انتظاركم سعادة أخروية دائمة باقية، هي أسمى مما فقدتموه من أنواع السعادة وأعلى منها فهلموا واسعوا للفوز بها». فيحوِّل بكاءهم إلى بهجة وفرح.

    وقياسا على هذا، فإن «الإيمان بالآخرة» يبين تأثيره الطيب ويرسل شعاع نوره إلى كل طائفة، جزئيها وكليها عامها وخاصها قليلها وكثيرها.

    فلترنّ آذان الاجتماعيين والأخلاقيين من المعنيين بشؤون الإنسان!

    وإذا قيس على ما ذكرناه آنفا من فوائد الإيمان بالآخرة ما بقى من الفوائد فسيُفهم بوضوح وبشكل قاطع أن محور السعادة في الدارين وفي كلتا الحياتين إنما هو الإيمان وحده.

    ولقد جاءت في «الكلمة الثامنة والعشرين» وفي رسائل النور الأخرى أجوبة قوية جدا ردا على شبهات تافهة حول: «الحشر الجسماني» (البعث الجسدي) نكتفي بها، إلا أننا نشير إليها هنا إشارة مختصرة وقصيرة جدا، فنقول:

    إن أكثر الأسماء الإلهية الحسنى تتجلّى في الجسمانية فهي أجمعُ مرآة لها.. وإن أقصى المقاصد الإلهية من خلق الكائنات تظهر في الجسمانية، فهي أغنى مركز لتلك المقاصد وأكثرها فعالية.. وإن أكثر أنواع الإحسانات الربانية المختلفة وآلاءها العميمة تتبين في الجسمانية.. وإن أغلب بذور الأدعية التي يرفعها الإنسان بلسان حاجاته، وأكثر أصول الشكر والحمد المقدّم منه إلى خالقه الرحيم نابعة من الجسمانية.. وإن أزيد النوى تنوعا لعوالم المعنويات والروحانيات هي كذلك تكمن في الجسمانية.

    فقياسا على هذا: إن الجسمانية تتمركز فيها مئات من الحقائق الكلية، لذا فإن الخالق الكريم يكثّر من الجسمانية ويزيدها على سطح الأرض كي تتجلّى فيها تلك الحقائق المذكورة، فيَهَبُ للموجودات وجودا بسرعة متناهية وبفعالية مدهشة، قافلة إثر قافلة مرسِلا إياها إلى معرض العالم هذا، ثم يُنهي خدماتها ويبعث عقبها موجوداتٍ أخرى باستمرار. وهكذا يجعل ماكنة الكائنات في عمل دائب وشغل دائم، ناسجا محاصيل جسمانيةً على الأرض،

    جاعلا الأرض مزرعة الآخرة ومشتلَ الجنة حتى إنه سبحانه لأجل أن يُطمئن معدة الإنسان (الجسمانية) ويجعلَها في امتنان ورضى يَسمع دعاءها الذي ترفعه بلسان الحال، لأجل بقائها، ويستجيب له فعلا، بما يَخلق ما لا يُحصر ولا يحصى من المطعومات اللذيذة المتقنة الصنع، وبإيجاده النعمَ النفيسة بمئات الآلاف من الأنماط والأنواع، مما يظهر بداهة وبلا ريب أن أغلب أنواع اللذائذ المادية المحسوسة في الجنة إنما هي جسمانية. وإن أهم نِعَم السعادة الأبدية التي يطلبها الجميع ويأنس بها إنما هي في الجسمانية أيضا.

    فيا تُرى هل يمكن وهل يُعقل وهل هناك احتمال قط أن يقبل القدير الرحيم والعليم الكريم دوما دعاء لسان حال المعدة البسيطة لاستبقائها، ويستجيبَ لها قصدا وفعلا -دونما تدخّل للمصادفة- بما يخلق لها من أغذية مادية محسوسة في منتهى الإتقان والإعجاز، فيُرضيَ بها تلك المعدة، ثم لا يقبلَ سبحانه أدعيةً عامة ودعواتٍ غيرَ نهائية ترفعها المعدةُ الإنسانية الكبرى وفطرتُها الأصيلة، ولا يغدقَ عليها لذائذ جسمانية في الآخرة، تلك التي تأنس بها وترجوها فطرةً بل تريدها في دار الخلود؟ وهل يمكن أن لا يلبي تلك الأدعية فعلا ولا ينجز الحشر الجسماني؟! ولا يُرضيَ هذا الإنسان -الذي هو نتيجة الكائنات وخليفة الأرض والعبد المعزز المكرم- رضاءً أبديا؟ كلا.. ثم كلا!.. فهذا محال في مائة محال بل باطل كليا، إذ كيف يَسمع طنين الذباب ولا يسمع رعود السماء، وكيف يراعي عُدّة الجندي البسيط ولا يبالي بالجيش العظيم! فتعالى الله عن ذلك علواً كبيرا.

    نعم، إن الصراحة القاطعة للآية الكريمة: ﴿ وَف۪يهَا مَا تَشْتَه۪يهِ الْاَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْاَعْيُنُ ﴾ (الزخرف:٧١) تبين أن أكثر ما يأنس الإنسان به من اللذائذ المادية المحسوسة -والذي يتذوق نماذجها في الدنيا- سيراها ويتذوقها بصورتها اللائقة بالجنة. وأن ثواب ما يؤديه اللسان والعين والأذن وسائر الأعضاء والجوارح من الشكر الخالص والعبادات الخاصة سيمنح لها بتلك اللذائذ الجسمانية المخصوصة بها. فبيان القرآن الكريم للذائذ الجسمانية صريح في غاية الصراحة، بحيث لا يمكن أن يتحمل أي تأويل يصرفه عن المعنى الظاهري، بل يمتنع عدم قبول المعنى الظاهري.

    وهكذا تُظهر ثمراتُ الإيمان بالآخرة ونتائجُه أنه مثلما تدل حقيقة معدة الإنسان وحاجاتها دلالة قاطعة على وجود الأطعمة، فإن حقيقة الإنسان وكمالاته وحاجاته الفطرية وآماله الأبدية وحقائقه واستعداداته تتطلب النتائج والفوائد المذكورة للإيمان بالآخرة، وتدل قطعا على الآخرة وعلى الجنة وعلى لذائذَ مادية محسوسة باقية، وتشهد على تحققها. وإن حقيقة كمالات هذا الكون أيضا وآياته التكوينية الحكيمة وجميع حقائقه المرتبطة بالحقائق الإنسانية تدل دلالة قاطعة أيضا على وجود الآخرة وعلى تحققها وتشهد شهادة صادقة على مجيء الحشر وانفتاح أبواب الجنة والنار. ولما كانت رسائل النور قد أثبتت هذه المسألة بصورة رائعة وبحجج قوية جدا دون أن تترك غبارا للشبهة، ولاسيما «الكلمة العاشرة» و«الثامنة والعشرون» -بمقاميها- و«التاسعة والعشرون»، و«الشعاع التاسع»، و«رسالة المناجاة»، فإننا سنكتفي بها.

    إن بيان القرآن الكريم فيما يخص جهنم واضح جلي لم يدع مجالا لأي إيضاح آخر، إلّا أننا سنبين باختصار شديد ما يزيل بضع شبهات تافهة في نكتتين، محيلين تفاصيلها إلى رسائل النور:

    النكتة الأولى

    إن التفكير في جهنم والخوف منها لا يزيل لذائذ ثمرات الإيمان المذكورة ولا يفوّتها، لأن الرحمة الربانية الواسعة تهتف بذلك الخائف: «تعالَ إليّ فدونك بابُ التوبة، ادخل منه». فإن وجود جهنم ليس للتخويف، بل ليعرّفك لذائذ الجنة معرفة كاملة، وليذيقك إياها تذوقا كاملا، وليأخذ لك ولمخلوقاتٍ غير محدودة الثأرَ والانتقام ممن انتهك حقوق الجميع واعتدى عليها، وليفرحهم جميعا بهذا ويدخل السرور إليهم.

    فيا غارقا في الضلالة -وليس بمستطيع أن يخرج منها- إن وجود جهنم لهو أفضل لك من العدم الأبدي، إذ في وجودها نوع من الرحمة حتى للكفار أنفسهم، لأنَّ الإنسان -والحيوانات الولودة- يستمتع بتمتع أقاربه وأولاده وأحبابه ويسعد -من جهةٍ- بسعادتهم.

    فيا أيها الملحد! إما أنك ستسقط في هاوية العدم -باعتبار ضلالتك- أو ستدخل نار جهنم. ولما كان العدم شرا محضا، فإن الإعدام النهائي لأحبابك جميعا وممن تسعد بسعادتهم من أقاربك وآبائك ونسلك، سيحرق روحك ويعذب قلبك ويؤلم ماهيتك الإنسانية أكثر من عذاب جهنم بألف مرّة؛ لأنه لو لم تكن جهنمُ لما كانت هناك جنة أيضا. فيسقط كل شيء إذن بكفرك إلى العدم.

    ولكن إذا دخلتَ جهنم وبقيتَ ضمن دائرة الوجود، فإن أحبابك وأقاربك إما أنهم سيسعدون في الجنة أو أنهم يكونون ضمن دوائر وجود تحت رحمة الله سبحانه. فلا مناص لك إلّا أن تقبل بوجود جهنم، إذ العداء لوجودها -ورفضه- يعني الانحياز إلى العدم المحض، الذي هو إبادة سعادة جميع الأحبة والأصدقاء وإفناؤهم!

    نعم، إن جهنم دار وجود تؤدي مهمة السجن بحكمة الحكيم الجليل وعدالته، وهي موضع مرعب ومهيب ضمن دائرة الوجود الذي هو الخير المحض، زِد على ذلك، لها وظائف أخرى وخدمات جليلة وحِكمٌ شتى تخص عالم البقاء. فهي مسكنٌ ذو جلال وهيبة لكثير من ذوي الحياة أمثال الزبانية.

    النكتة الثانية

    إن وجود جهنم وعذابها الشديد لا ينافي -قطعا- الرحمةَ غير المحدودة، ولا العدالة الحقيقية، ولا الحكمة الموزونة التي لا إسراف فيها، بل إن الرحمة والعدالة والحكمة تتطلب وجود جهنم وتقتضيه، لأن قتل حيوان افترس مائة من الحيوانات أو إنزالَ عقاب بظالم هتكَ حُرماتِ ألفٍ من الأبرياء، هو رحمة بآلاف الأضعاف للمظلومين من خلال العدالة. وإن إعفاء ذلك الظالم من العقاب أو التجاوزَ عنه، وتَرْكَ ذلك الحيوان الوحشي طليقا، فيه ظلم شنيع وعدم رحمةٍ لمئات المساكين بمئات الأضعاف، إزاء رحمة في غير موضعها.

    ومثل هذا أيضا الكافر المطلق -الذي يدخل سجن جهنم- فإنه بكفره ينكر حقوق الأسماء الإلهية الحسنى، أي يتعدى على تلك الحقوق.. وبتكذيبه لشهادة الموجودات -الشاهدة على تلك الأسماء- يتعدى على حقوقها أيضا.. وبإنكاره للوظائف السامية للمخلوقات -وهي تسبيحاتها تجاه الأسماء- يتجاوز على حقوقها.. وبجحوده لأنواع العبادات التي تؤديها المخلوقات تجاه تَظاهُر الربوبية والألوهية -وهي غاية خلقتها وسبب من أسباب وجودها وبقائها- يتعدى تعديا صارخا على حقوق جميع المخلوقات؛ لذا فالكفر جناية عظيمة وظلم شنيع تتجاوز بشاعته كل حدود العفو والمغفرة، فيحق عليه إذن تهديد الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ اللّٰهَ لَا يَغْفِرُ اَنْ يُشْرَكَ بِه۪ ... ﴾ (النساء:٤٨) بل إن عدم إلقاء مثل هذا الشخص في جهنم رحمةً به هو أمر ينافي الرحمة منافاة كلية في حق هذه الأعداد الهائلة من المخلوقات والكائنات التي اُنتُهِكت حقوقها.

    وهكذا مثلما يطالب أصحاب الدعاوى بوجود جهنم، فإن عزة جلال الله وعظمة كماله سبحانه تطلبانها قطعا.

    نعم، إذا قال سفيه أو شقي عاص لحاكمٍ عزيز للبلاد: «إنك لا تستطيع أن تقذفني في السجن ولن تقدر على ذلك أبدا»، متجاوزا حدَّه ومتعديا على عزة ذلك الحاكم وعظمته، فلابد أن ذلك الحاكم سينشئ سجنا لذلك السفيه المتعدي حتى لو لم يكن هناك سجن في البلاد.

    كذلك الأمر في الكافر المطلق، فإنه بكفره يتعدى بشدة على عزة جلاله سبحانه، وبإنكاره يتحدى عظمة قدرته، وبتجاوزه يمس كمال ربوبيته، فإن لم يكن هناك حتى تلك الأسبابُ الموجبة وتلك المبرراتُ الكثيرة والحِكَم العديدة والوظائف الكثيرة لجهنم ولوجودها؛ فإن خلق جهنم لمثل هؤلاء الكفار وإلقاءهم فيها هو من شأن تلك العزة وذلك الجلال.

    ثم إن ماهية الكفر نفسها توحي بجهنم؛ إذ كما أن ماهية الإيمان إذا تجسمت يمكن أن تبني بلذائذها ونعيم جمالها جنةً خاصة في وجدان الإنسان وقلبه، هي جنة مصغرة تومئ وتخبر عن جنة الخلد التي تنتظره في الآخرة؛

    كذلك الكفر -ولاسيما الكفر المطلق- والنفاق والردة فيه من الآلام والأعذبة والظلمات المرعبة بحيث لو تجسمت وتأصلت في نفس صاحبها كونت له جهنمه الخاصة به تلك التي تشير إلى ما سيفضي إليه في آخرته من جهنم هي أشد هولا وأشد عذابا. ولقد أثبتنا هذا بدلائل قاطعة في رسائل النور، وأُشيرَ إليه في مستهل هذه المسألة أيضا.

    ولما كانت هذه الدنيا مزرعة الآخرة، فالحقائق الصغيرة التي فيها تثمر وتتسنبل في الآخرة، فهذه البذرة السامة (الكفر) تشير من هذه الزاوية إلى شجرة الزقوم تلك، وتقول: «أنا أصل تلك الشجرة وجوهرها.. فمن يحملني في قلبه من المنكوبين سأثمر له نموذجا خاصا من تلك الشجرة الملعونة».

    وما دام الكفر تعديا على حقوقٍ غير محدودة، وتجاوزا فاضحا، فهو إذن جناية غير محدودة، لذا يجعل صاحبه مستحقا لعذاب غير محدود. فلئن كان القتل الذي يحدث في دقيقة واحدة يذيق القاتل خمس عشرة سنة من العذاب (ما يقارب ثمانية ملايين دقيقة) ويعتبر ذلك موافقا للعدالة البشرية، وعدّته موافقا للمصلحة العامة وحقوقها، فلا جرم أن دقيقة واحدة من الكفر المطلق -على اعتبار الكفر ألفَ قتلٍ- تُقَابَل إذن بعذاب يقرب من ثمانية مليارات من الدقائق، على وفق تلك العدالة الإنسانية فالذي يقضي سنة كاملة من عمره في الكفر إذن يستحق عذاب ترليونين وثمانمائة وثمانين مليارا من الدقائق، أي يكون أهلا لـ: ﴿ خَالِد۪ينَ ف۪يهَٓا اَبَدًا ﴾ (النساء:١٦٩).

    هذا وإن الأسلوب المعجز للقرآن الكريم في بيانه الجنة والنار وما في «رسائل النور» -التي هي فيض منه وتفسيره- من حجج حول وجودهما، لم يتركا مجالا لأي إيضاح آخر.

    فآيات كثيرة جدا أمثالُ: ﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ ف۪ي خَلْقِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هٰذَا بَاطِلًاۚ سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ (آل عمران:١٩١)، ﴿ وَالَّذ۪ينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ اِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًاۗ ❀ اِنَّهَا سَٓاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ (الفرقان:٦٥-٦٦). وأغلبُ ما كان يردده الرسول الأكرم ﷺ في أدعيته في كل وقت، والأنبياءُ عليهم السلام وأهل الحقيقة من: «أجرنا من النار».. «نجنا من النار».. «خلصنا من النار»... الذي حاز عندهم قطعيةً تامة بناءً على الوحي المشهود.. كل ذلك يبين لنا أن أعظم قضية للبشرية على الأرض إنما هي النجاة من النار، وأن أعظم حقيقة وأدهشها من حقائق الكائنات، بل أكثرها أهمية إنما هي «جهنم» التي يشاهدها قسم من أولئك المحققين وأهل الشهود والكشف، ويرى آخرون ألسنة لهيبها وظلمة سوادها، ويسمع بعضهم أزيز تضرمها وفورانها فيصرخون من هولها: «أجرنا من النار».

    نعم، إن تَقابُل الخير والشر في هذا الكون، واللذة والألم، والنور والظلام، والحرارة والبرودة، والجمال والقبح، والهداية والضلالة، وتَداخُل بعضها ببعض، إنما هي لِحكمة كبرى، لأنه ما لم يكن هناك الشر فلا يفهم الخير، وما لم يكن هناك الألم فلا تُعرف اللذة، والضياء من دون ظلام إزاءه لا يَبِين جمالُه، ودرجات الحرارة تتحقق بوجود البرودة، وتصبح حقيقة واحدة من الجمال ألفا من الحقائق بوجود القبح، بل يكتسب آلافا من أنواع الجمال ومراتب الحسن. ويختفي الكثير من لذائذ الجنة بعدم وجود جهنم. فقياسا على هذا يمكن أن يُعرَف كلُّ شيء من جهةٍ بضده، وبوجود الضد يمكن أن تثمر حقيقةٌ واحدة حقائقَ عدة.

    فما دامت هذه الموجودات المختلطة تسيل سيلا من دار الفناء إلى دار البقاء، فلابد أن الخير واللذة والنور والجمال والإيمان وأمثالها تسيل إلى الجنة، ويتساقط الشر والألم والظلام والقبح والكفر وأمثالها من الأمور المضرة إلى جهنم. فتسيل سيولُ هذه الكائنات المتلاطمة دائما إلى ذينك الحوضين وتهدأ ساكنة عندهما نهاية المطاف.

    نكتفي بهذا القدر ونحيل إلى ما جاء في نهاية «الكلمة التاسعة والعشرين» من نكات رمزية.

    يا زملاء الدراسة في هذه المدرسة اليوسفية!

    إن السبيل اليسيرة للنجاة من السجن الأبدي المرعب (جهنم) إنما هي في اغتنامنا فرصة بقائنا في السجن الدنيوي، هذا الذي قصّر أيديَنا عن كثير من الآثام فأنقذَنا منها. فما علينا إذن إلّا الاستغفار والتوبة عما اقترفناه من ذنوب سابقة، مع أداء للفرائض، كي نحوِّل كل ساعة من ساعات هذا السجن بحكم يوم من العبادة، فهي إذن أفضل فرصة لنا للنجاة من السجن الأبدي ولدخولنا الجنة النورانية. فلئن فاتتنا هذه الفرصة فسنُغرق آخرتنا بالعَبَرات كما هي حال دنيانا، ويحق علينا قوله تعالى: ﴿ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْاٰخِرَةَ ﴾ (الحج:١١).

    كانت أصوات تكبيرة عيد الأضحى المبارك تتعالى حينما كان هذا البحث يُكتب، فذهب بي الخيال إلى أن خُمس البشرية يرددون: «الله أكبر»، وأن أكثر من ثلاثمائة مليون مسلم يرددونه معا، فكأن صوت «الله أكبر» يتعالى بكبر كرة الأرض وبسعتها فتُسمع الأرضُ أخواتِها الكواكبَ السيارة هذه الكلمةَ المقدسة في أرجاء السماوات. وهناك أكثر من عشرين ألفا من الحجاج في عرفة والعيد يرددون معا صدى ما قاله الرسول الأكرم ﷺ قبل ألف وثلاثمائة سنة مع الآل والأصحاب الكرام وأمر به. فأحسست إحساسا كاملا، بل اقتنعت قناعة تامة أن تلك الأصداء والأصوات والترديدات إنما هي عبودية واسعة كلية تقابِل تجليَ الربوبية الإلهية الكلية بعظمة «رب الأرض» «رب العالمين».

    ثم سألت نفسي: تُرى ما وجه العلاقة بين الآخرة وهذه الكلمة المقدسة «الله أكبر»؟ فتذكرت فورا أن هذه الكلمة مع الكلمات الطيبات الباقيات الصالحات: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله» وأمثالها من كلمات شعائر الإسلام تذكّر -بلا شك- بالآخرة سواءً بصورة جزئية أو كلية وتشير إلى تحققها.

    إن أحد أوجه معاني «الله أكبر» هو: أن قدرة الله وعلمه هي فوق كل شيء وأكبر وأعظم من كل شيء، فلن يخرج أي شيء كان من دائرة علمه، ولن يهرب من تصرفه وقدرته، ولن يفلت منها قطعا، فهو سبحانه أكبر من كل كبير نخافه ونستعظمه. أي أكبر من إيجاد الحشر -الذي نستهوله- وأكبر من إنقاذنا من العدم، وأكبر من منحنا السعادة الأبدية. فهو أكبر من أي شيء نعجب به ومن أي شيء خارج نطاق عقلنا، إذ يقول سبحانه: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ (لقمان:٢٨). فصراحةُ هذه الآية الكريمة تبين أن حشر البشرية ونشرَهم جميعا سهل وهيّن على القدرة الإلهية كإيجادِ نفس واحدة، فلا عجب أن يجري مجرى الأمثال قولُ الإنسان: «الله أكبر، الله أكبر» كلما رأى شيئا عظيما أو مصيبة كبرى أو غاية عظمى، مسلِّيا بها نفسه جاعلا من هذه الكلمة العظيمة قوة عظيمة يستند إليها.

    نعم، إن هذه الكلمة مع قرينتها: «سبحان الله والحمد لله» فهرسُ جميع العبادات وبذور الصلاة وخلاصتها (كما جاءت في «الكلمة التاسعة»). فتكرار هذه الكلمات -وهي حقائق عظمى ثلاث في الصلاة وفي أذكارها- إنما هو لتقوية معنى الصلاة وتعميقه وترسيخه. وهي إجابة قاطعة للأسئلة التي تنشأ من التعجب واللذة والهيبة التي تأخذ بأقطار نفس الإنسان حينما يشاهد الكونَ ويرى ما يثيره ويحيره وما يسوقه إلى الشكران وما هو مدار العظمة والكبرياء من أمور عجيبة وجميلة وعظيمة ووفيرة وما هو فوق ما اعتاده.

    نعم، إن الجندي يدخل إلى حضرة السلطان وديوانه في العيد بمثل دخول القائد العام إليه، بينما في سائر الأيام يعرف سلطانه من رتبة الضابط ومن مقامه -كما جاء في ختام «الكلمة السادسة والعشرون»- فكل شخص في الحج كذلك يبدأ بمعرفة مولاه الحق سبحانه وتعالى باسم «رب الأرض ورب العالمين» معرفةً أشبه ما يكون بمعرفة الأولياء الصالحين. فكلما تفتحت مراتب الكبرياء والعظمة الإلهية في حنايا قلبه أجاب بـ «الله أكبر»، لِما تستولي على روحه من أسئلة مكررة ملحة محيرة، فـ «الله أكبر» هو الجواب القاطع لدابر أهم دسائس الشيطان، كما جاء في «اللمعة الثالثة عشرة».

    نعم، فكما أن هذه الكلمة: «الله أكبر» تجيب عن سؤالنا حول الآخرة إجابةً قصيرة وقوية في ذات الوقت، فإن جملة «الحمد لله» هي الأخرى تذكّر بالحشر وتستدعيه.

    إذ تقول لنا: «لا يتم معناي دون الآخرة» لأن معناي يفيد: «كل حمد أو شكر يصدر من أي حامد ويقع على أي محمود كان، ابتداءً من الأزل إلى الأبد، هو خاص به سبحانه»، ولأن السعادة الأبدية هي أصل جميع النعم وذروتها، وهي التي تحيل النعم نعما حقيقية لا تزول ولا تحول، وهي التي تنقذ جميع ذوي الشعور من مصائب العدم وتخلصهم منها، لذا فهي وحدها يمكن أن تقابل معناي الكلي.

    نعم، إن ترديد كل مؤمن يوميا عقب الصلاة بما يأمر به الشرع بأكثر من مائة وخمسين مرة «الحمد لله» في الأقل، والتي تفيد حمدا وثناءً وشكرا واسعا جدا ممتدا من الأزل إلى الأبد إنما هو ثمن يدفعه مقدما لنيل السعادة الأبدية في الجنة، إذ لا يمكن أن يحصر معنى الحمد على نِعم الدنيا القصيرة الفانية المنغصة بالآلام ولا يمكن أن يكون مقتصرا عليها. بل حتى لو تأملتَ في تلك النعم نفسها تراها ما هي إلّا وسائل لنعم أبدية خالدة تستحق الشكر عليها.

    أما كلمة «سبحان الله» فإنها تعني: تنـزيه الله سبحانه وتقديسه من كل شريك وتقصير ونقص وظلم وعجز وقسوة وحاجة وحيلة، وكلِ ما يخالف كماله وجماله وجلاله. وهذا المعنى يذكّر بالسعادة الأبدية ويدل على الآخرة التي هي محور عظمته سبحانه وجلاله وكماله. ويشير أيضا إلى ما في تلك الدار من جنة نعيم ويدل عليها. وإلّا فلو لم تكن هناك سعادة أبدية فإن أصابع الاتهام تتوجه إلى عظمته سبحانه وكماله وجلاله وجماله ورحمته، فتشوبها بالتقصير والنقصان، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. أي إن الآخرة لا ريب فيها، إذ هي مقتضى سلطان الله وكماله وجلاله وجماله ورحمته سبحانه.

    وهكذا فإن هذه الكلمات المقدسة الثلاث مع «بسم الله» و «لا إله إلّا الله» وسائر الكلمات المباركة، كل منها بذرة من بذور الأركان الإيمانية، وكل منها خلاصة لحقائق الأركان الإيمانية والحقائق القرآنية.

    وكما أن هذه الكلمات الثلاث هي نوى الصلاة وبذورها فهي نوى القرآن الكريم أيضا، كما تشاهد في بدء بعض السور الباهرة حيث تستفتح وكأنها جوهرة لامعة في مستهلها، وهي كنوز حقيقية وأسس متينة لأجزاء من رسائل النور التي تستهل بسوانح التسبيحات،

    وهي أيضا أوراد الطريقة المحمدية تُذكر عقب الصلاة ضمن دائرة واسعة جدا للولاية الأحمدية والعبودية المحمدية، بحيث إن هناك عند كل صلاة أكثر من مائة مليون مؤمن في تلك الحلقة الكبرى للذكر يرددون معا ثلاثا وثلاثين مرة «سبحان الله» وثلاثا وثلاثين مرة «الحمد لله» وثلاثا وثلاثين مرة «الله أكبر».

    فلابد أنك تدرك مدى أهمية قراءة تلك الكلمات المباركات الثلاث التي هي بذور القرآن والإيمان والصلاة وخلاصتها، ومدى ثواب ترديدها بثلاثٍ وثلاثين مرة عقب الصلاة ضمن تلك الحلقة الواسعة.

    وهكذا فكما أن «المسألة الأولى» من هذه الرسالة كانت درسا قيّما في الصلاة، فإن آخر الرسالة هذه أصبح -دون اختياري- درسا مهما حول أذكار الصلاة!

    والحمد لله على نعمائه.

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    المسألة التاسعة

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ اٰمَنَ الرَّسُولُ بِمَٓا اُنْزِلَ اِلَيْهِ مِنْ رَبِّه۪ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ اٰمَنَ بِاللّٰهِ وَمَلٰٓئِكَتِه۪ وَكُتُبِه۪ وَرُسُلِه۪ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ اَحَدٍ مِنْ رُسُلِه۪... ﴾ (البقرة:٢٨٥)

    إن السبب الذي أدى إلى إيضاح هذه الآية الجامعة السامية العظيمة ودعا إلى بيانها؛ هو حالة خاصة معينة نتجت عن سؤال معنوي مثير، وعن انكشاف نعمة إلهية عظيمة، كالآتي:

    فقد ورد إلى الروح هذا السؤال: لِمَ يُعتبر كافرا من يُنكرُ جزءا من حقيقة إيمانية، ولا يُعدّ مسلما مَن لم يقبلها، مع أن نور الإيمان بالله واليوم الآخر كالشمس يبدد كل ظلام؟

    ثم، لِمَ يصبح مرتدا مَن ينكر حقيقة أو ركنا إيمانيا ويرديه إلى الكفر المطلق، ومَن لم يقبلها يخرج من دائرة الإسلام. بينما ينبغي أن ينقذه إيمانه بالأركان الأخرى -إنْ وجِدَ- من ذلك الكفر المطلق؟

    الجواب: إن الإيمان حقيقةٌ واحدة نابعة من ستة أركان متحدة وموحدة لا تقبل التفريق، وهو كليّ لا يتحمل التجزئة، وهو كلٌّ لا تقبل أركانه الانقسام، ذلك لأن كل ركن من تلك الأركان الإيمانية -مع حججها التي تثبته- يُثبت بقيةَ الأركان، فيصبح كل ركن حجة قاطعة عظمى لكل من الأركان الأخرى. لذا فالذي لا يتمكن من جَرح جميع الأركان مع جميع أدلتها يَعجز كليا -من وجهة الحقيقة- عن نفي ركن واحد منها؛ وتفنيد حقيقة واحدة من حقائقها، إلّا أن يغمض المنكر عينيه ويتشبث بعدم القبول أو الرفض، فيدخل عندئذٍ الكفر العنادي، ويسوقه ذلك بمرور الزمن إلى الكفر المطلق، فتنعدم إنسانيتُه ويولي إلى جحيم مادي فضلا عمّا هو فيه من جحيم معنوي.

    وكما قد بينا باقتضاب في مسائل «الثمرة» دلالةَ الأركان الإيمانية على الحشر كذلك سنبين هنا بإشارات مختصرة جدا ومجملة المغزى العميقَ العظيم لهذه الآية معتمِدين على عنايته سبحانه. وذلك في ست نقاط:

    النقطة الأولى

    إن «الإيمان بالله» بحججه القاطعة يثبت «الإيمان بالآخرة» مع إثباته سائر الأركان الإيمانية الأخرى. كما وُضّح في «المسألة السابعة».

    نعم، إن سلطنة الربوبية وقدرتها الأزلية وقوتها الباقية وغناها المطلق وحاكمية الألوهية الأبدية الدائمة التي تدير هذا الكون غير المحدود -مع جميع لوازمه وضرورياته- كإدارة قصر أو مدينة.. والتي تصرّف جميعَ شؤونه ضمن نظام وميزان، وتغيّره على وفق حِكَم كثيرة.. والتي تدير الذرات والكواكب، وتجهز الذباب والنجوم معا كالجنود المطيعين للجيش المنسق.. والتي تسوق الجميع -ضمن إرادتها وأمرها- إلى استعراضٍ هائل عام للعبودية الخالصة، من خلال مناورة سامية وابتلاء واختبار وتدريب على الوظائف وتعليم لها، بفعالية ونشاط دائم وسير وجولان مستمر.. هل يمكن، أم هل يُعقَل، لا بل هل هناك أي احتمال قط في أن لا يكون هناك مقر باقٍ، ومملكة دائمة، وظهورٌ خالدٌ وتجلٍّ سرمدي في دارٍ أبدية لمثل هذه السلطنة الأبدية ولمثل هذه الحاكمية الباقية الدائمة؟ حاشا وكلا.. وألف مرة كلا.

    فسلطنة ربوبية الله جل وعلا وعظمتها إذن، وأغلب أسماء الله الحسنى -كما جاء في «المسألة السابعة»- وجميع دلائلِ وحججِ وجوبِ وجوده سبحانه وتعالى، تشهد جميعا وتدل على «الآخرة» وتقتضيها.

    فما أعظمَ مرتكز هذا الركن الإيماني العظيم، وما أَمْتَنَ نقطة استناده! أَلَا فأدرِكْ ذلك، وصدِّق به كأنك تراه.

    ثم إن «الإيمان بالله» كما لا يمكن أن يكون دون «الإيمان بالآخرة» كذلك لا يمكن ولا يُعقل، أن يكون «الإيمان بالله» دون «الإيمان بالرسل» -مثلما ذُكِر ملخصا في «رسالة الحشر»-.

    وذلك: أن الله تعالى الذي خلق هذا الكون إظهارا لألوهيته ومعبوديته، على هيئة كتاب صمداني مجسم بحيث تعبِّر كلُّ صحيفة من صحائفه عن معاني كتاب، ويُظهِر كل سطر من أسطره معنَى صحيفةٍ.. وخَلَقَه على شكل قرآن سبحاني مجسم بحيث إن كل آيةٍ من آياته التكوينية، وكل كلمةٍ من كلماته، بل حتى كل حرف منه وكل نقطة بمثابة معجزة تقدسه وتسبّحه.. وخلقه على صورة مسجد رحماني مهيب وزيّنه بما لا يحد من الآيات والنقوش الحكيمة، بحيث إن في كل زاوية من زواياه طائفة منهمكة بنوع من العبادة الفطرية لخالقهم الرحمن..

    فهل يمكن أن لا يرسِل هذا الخالق المعبود الحق أساتذةً ليدرّسوا معاني ما في ذلك الكتاب الكبير ويعلموا ما فيه؟.. أم هل يمكن أن لا يَبعث مفسرين ليفسروا آياتِ ذلك القرآن المجسم الصمداني؟.. أم هل يمكن أن لا يعيّن أئمةً لذلك المسجد الأكبر ليؤموا الذين يعبدونه بأنماط وأشكال مختلفة من العبادات؟.. أم هل يمكن أن لا يزوِّد أولئك الأساتذةَ والمفسرين والأئمة بالأوامر السلطانية؟ حاشا لله وكلا.. وألف مرة كلا.!

    ثم إن الخالق الرحيم الكريم الذي خلق هذا الكون إظهارا لجمال رحمته على ذوي الشعور وحسن رأفته بهم وكمال ربوبيته لهم، وليحثهم على الشكر والحمد، قد خلقه على هيئةِ دارِ ضيافة فخمة، ومعرض رائع واسع، ومتنـزه جميل بديع. وأعدّ فيه ما لا يحد من النعم اللذيذة المتنوعة المختلفة، ونظّم فيه ما لا يعد من خوارق الصنعة وبدائعها الرائعة..

    فهل يمكن أن لا يتكلم هذا الخالق الرحيم الكريم بواسطة رسله، مع ذوي الشعور من مخلوقاته في دار ضيافته الفاخرة هذه.. أم هل يُعقل أن لا يعلمهم وظائف شكرهم وكيفية امتنانهم تجاه تلك النعم الجسيمة، ومهام عبوديتهم تجاه رحمته السابغة وتودده الظاهر؟! كلا.. ثم ألف ألف مرة كلا.!

    ثم إن الخالق الذي يحب خلقَه وصنعته، ويريد جلب الإعجاب والتقدير إليه، بل يطلب استحسانه وإكباره، بدلالة إيداعه الإحساسَ بآلاف الأنواع من الأذواق في الأفواه، فيعرّف نفسه سبحانه بكل مخلوق من مخلوقاته ويظهر به نوعا من جماله المعنوي ويجعله موضع حب مخلوقاته، فزيّن هذا الكون ببدائع صنائعه ومخلوقاته.

    فهل يُعقل أن لا يتكلم هذا الخالق البديع مع أفاضل الإنسان الذي هو سيد المخلوقات؟.. وهل يمكن أن لا يبعث مِن أولئك الأفاضل رسـلا، فتظلَّ تلك الصنائع الجميلة دون تقدير، ويظل جمال تلك الأسماء الحسنى الخارقة دون استحسان ولا إعجاب، ويظل تعريفه وتحبيبه دون مقابل؟! حاشا لله وكلا.. ثم ألف مرة كلا!

    ثم إن المتكلم العليم الذي يستجيب -في الوقت المناسب- لدعوات جميع ذوي الحياة، ملبيا حاجاتها الفطرية، ومغيثا تضرعاتها ورغباتها المرفوعة إليه بلسان الحال، فيتكلم صراحة فعلا وحالا بإحساناته غير النهائية لهم وإنعاماته غير المحدودة عليهم، مُظهِرا القصد والاختيار والإرادة. فهل يمكن وهل يعقل أن يتكلم هذا المتكلم العليم مع أصغر كائن حي فعلا وحالا ويسعفَ داءه ويغيثَه بإحسانه ويسد حاجاته، ثم لا يقابلَ الرؤساء المعنويين للإنسان الذي هو سيد أغلب المخلوقات الأرضية، وهو خليفة الله في أرضه، وهو النتيجة المستخلصة من الكائنات؟.. أم هل يعقل أن لا يتكلم معهم قولا وكلاما مثلما يتكلم مع كل ذي حياة فعلا وحالا؟.. أم هل يمكن أن لا يرسل معهم أوامره، وصحفه وكتبه المقدسة؟ حاشَ لله.. ثم ألف مرة كلا.!

    وهكذا يُثبِت «الإيمانُ بالله» مع حججه القاطعة الثابتة الإيمانَ «بكتبه» المقدسة «وبرسله» الكرام عليهم السلام.

    ثم إن الذي جعل الكون يدوي بحقيقة القرآن ويترنم بها، والذي عَرَفَ وعَرَّفَ بأكمل وجهٍ ذلك الخالقَ البديع فأحبَّه وحَبَّبه، وأدى شكره له ودلّ الآخرين على القيام بشكره، بل جعل الأرض تردد: «سبحان الله والحمد لله والله أكبر» حتى أسمعت السماوات العلى.. والذي قابل الربوبية الظاهرة للخالق بعبودية واسعة كلية، فقاد خُمس البشرية كمية ونصفها نوعية خلال ألف وثلاثمائة سنة قيادة أهاج بها البر والبحر وملأهما شوقا ووجدا.. والذي هتف بالقرآن الكريم في أذن الكون وعلى مدى جميع العصور إزاء المقاصد الإلهية، فألقى درسا عظيما، ودعا بدعوة كريمة، مُظهِرا وظيفةَ الإنسان وقيمته، ومبينا مرتبته ومنـزلته.. ذلك هو محمد الأمين ﷺ الصادق المصدّق بألف معجزةٍ ومعجزة.

    فهل يمكن ألا يكون هذا العبد العزيز المصطفى المختار أكرمَ رسولٍ لذلك المعبود الحق؟.. وهل يمكن أن لا يكون أعظم نبي له؟ حاشا وكلا.. ألف ألف مرة كلا.!

    فحقيقةُ «أشهد أن لا إله إلا الله» مع حججها إذن تُثبت حقيقةَ «أشهد أن محمدا رسول الله».

    ثم إن الخالق الذي جعل مخلوقاته يتبادلون الكلام بمئات الآلاف من الألسنة واللغات وهو الذي يسمع كلام الجميع ويعرفه، فهل يمكن أن لا يتكلم هو؟.. كلا ثم كلا!

    ثم هل يعقل أن لا يعلّم مقاصده الإلهية بكتاب عظيم كالقرآن الكريم الذي يجيب عن ثلاثة أسئلة تحار العقول أمامها: من أين تأتي هذه المخلوقات؟ والى أين المصير؟ ولماذا تتعاقب ثم لا تلبث أن تغيب؟... كلا.

    فالقرآن الكريم الذي نوّر ثلاثة عشر قرنا وأضاءَها.. والذي يتناقله في كل ساعة مائةُ مليون لسانٍ بكل إجلالٍ وتوقير.. والذي سُطّر في صدور ملايين الحفاظ بكل سمو وقداسة.. والذي أدار بقوانينه القسمَ الأعظم من البشرية، وربّى نفوسهم وزكّى أرواحهم، وصفّى قلوبهم وأرشد عقولهم.. والذي هو معجزة خالدة كما أثبتنا إعجازه بأربعين وجها في رسائل النور، فوضح أن له إعجازا لكل طبقة من الطبقات الأربعين للناس (كما جاء في «المكتوب التاسع عشر» ذي الكرامة الخارقة).. هذا القرآن العظيم استحق بحق أن يطلق عليه: «كلام الله» فأصبح محمد ﷺ مع آلاف من معجزاته معجزةً باهرة له.

    فهل يمكن أن لا يكون هذا القرآن الكريم كلامَ ذلك المتكلم الأزلي سبحانه؟ وهل يمكن أن لا يكون أوامرُ ذلك الخالق السرمدي جل وعلا؟ حاشا لله وكلا ألف ألف مرة كلا!

    فـ«الإيمان بالله» مع جميع حججه إذن يُثبت أنَّ القرآن الكريم كلام الله عز وجل.

    ثم إن السلطان ذا الجلال الذي يملأ سطح الأرض بذوي الحياة باستمرار ويفرغه، مُعمِّرا دنيانا بذوي الشعور لأجل معرفته سبحانه وعبادته وتسبيحه.

    هل يمكن لهذا السلطان ذي الجلال أن يترك السماوات والنجوم خالية فارغة، ولا يعمِّر تلك القصور السماوية بأهالي وسكنة تناسبها؟..

    وهل يمكن أن يترك (هذا السلطانُ العظيم) سلطنةَ ربوبيته في أوسع ممالكه بلا هيبة وعظمة، وبلا موظفين مأمورين، وبلا سفراء رسل، وبلا ناظرين مشرفين، وبلا مشاهدين معجبين، وبلا عباد مكرمين، وبلا رعايا مطيعين؟ حاشا لله وكلا.. بعدد الملائكة.

    ثم إن الحاكم الحكيم والعليم الرحيم الذي كتب هذا الكون بشكل كتاب، حتى سجَّل تاريخ حياة كل شجرة في كل بذر من بذورها، ودوّن وظائفَ حياةِ كلِ عشب ومهامَّ كل زهر في جميع نواها. وكتّب جميع حوادث الحياة لكل ذي شعور في قواه الحافظة الصغيرة كحبة الخردل. واحتفظ بكل عمل في ملكه كافة وبكل حادثة في دوائر سلطنته بالتقاط صورها المتعددة، والذي خلق الجنة والنار والصراط والميزان الأكبر لأجل تجلياتِ وتحققِ العدالة والحكمة والرحمة التي هي أهم أساس للربوبية..

    فهل يمكن لهذا الحاكم الحكيم ولهذا العليم الرحيم أن لا يسجِل أعمالَ الإنسان التي تتعلق بالكائنات؟..

    وهل يمكن أن لا يدون أفعالَه للثواب والعقاب ولا يكتبَ سيئاته وحسناته في ألواح القَدَر؟! حاشا لله وكلا بعدد حروف ما كتب في اللوح المحفوظ للقدر.

    أي إن حقيقة «الإيمان بالله» مع حججها تُثبت حقيقةَ «الإيمان بالملائكة» كما تثبت حقيقةَ «الإيمان بالقدر» أيضا إثباتا قاطعا. كالشمس التي تظهر النهار والنهار الذي يدل على الشمس.

    وهكذا فالأركان الإيمانية يثبت بعضها البعض الآخر.

    النقطة الثانية

    إن جميع ما دعت إليه الكتب والصحف السماوية وفي مقدمتها القرآن الكريم، وجميعَ الدعوات التي قام بها الأنبياء عليهم السلام وفي مقدمتهم محمد ﷺ، تدور على أُسس ثابتة وأركان معينة. ولقد سعى جميعُهم لإثبات الأسس وتلقينها للآخرين. لذا فجميع الحجج والدلائل التي تَشهد على نبوتهم وصدقهم متوجهةٌ معا إلى تلك الأُسس والأركان مما يزيدها قوة وأحقية. وما تلك الأُسس إلّا الإيمان بالله، وباليوم الآخر، وبملائكته، وكتبه، ورسله، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى.

    فلا يمكن إذن التفريق بين أركان الإيمان الستة إطلاقا، حيث إن كل ركن من الأركان يثبت الأركان عامة بل يستدعيها ويقتضيها، لذا فإن الأركان الستة كلٌّ لا يقبل التجزئة البتة، وكلي لا يمكن أن ينقسم أبدا. فكما أن كل غصن من أغصان الشجرة المباركة (شجرة طوبى) الممتد جذرها في السماء، وكلَّ ثمرٍ من ثمارها وكل ورقة من أوراقها يستند على الحياة الخالدة لتلك الشجرة، فلا يمكن لأحد أن ينكر حياة ورقة واحدة متصلةٍ بتلك الشجرة ما لم يتمكن له إنكار حياة تلك الشجرة الظاهرة ظهورا ساطعا كالشمس. ولئن أنكر فإن تلك الشجرة تكذبه بعدد أغصانها وثمارها وأوراقها وتسكته، كذلك الإيمان بأركانه الستة هو بالصورة نفسها.

    هذا ولقد كانت النية معقودة على بيان الأركان الإيمانية الستة في ست نقاط وفي كل نقطة خمس نكات ذات مغزى، وكانت الرغبة متوجهة إلى إجابة السؤال المثير الوارد في المقدمة ببيان أكثر وتوضيح أوسع، إلّا أن عوائق وعوارض حالت دون ذلك. بيد أنني أخال أن «النقطة الأولى» لم تدع سبيلا لإيضاحٍ أكثر لأهل الدراية، حيث إنها مقياس كافٍ للموضوع.

    وهكذا وضِّح تماما أنه؛ إذا ما أنكر المسلم أيةَ حقيقة إيمانية كانت فإنه يتردى إلى الكفر المطلق؛ إذ تسلسلت الأركان الإيمانية بعضُها ببعض، وفصّل الإسلام ووضح ما أُجمِل في الأديان الأخرى. فالمسلم الذي لا يعرف محمدا ﷺ ولا يصدِّق به فلا يعرف الله سبحانه (بصفاته) ولا يعرف الآخرة كذلك.. فإيمان المسلم قوي ورصين إلى درجة لا يتزعزع أبدا ولا يدع مجالا للإنكار قطعا، لاستناده إلى حجج كثيرة جدا، حتى كأن العقل يرضخ رضوخا لقبول هذا الإيمان.

    النقطة الثالثة

    قلت ذات مرة: «الحمد لله». ثم بحثت عن نعمة عظيمة جدا تقابل معناها الواسع جدا، فخطر على القلب الجملة الآتية:

    [الحمد لله على الإيمان بالله، وعلى وحدانيته، وعلى وجوب وجوده وعلى صفاته، وأسمائه، حمدا بعدد تجليات أسمائه من الأزل إلى الأبد].

    فتأملت فيها فوجدتها مطابِقة تماما للمعنى.. وهي كالآتي: ([6])

    ..

    المسألة العاشرة زهرة أميرداغ

    [رد شاف ومقنع على اعتراضات ترد حول التكرار في القرآن الكريم ]

    إخواني الأعزاء الأوفياء!

    كنت أعاني من حالة مضطربة بائسة حينما تناولت هذه المسألة بالكتابة، لذا اكتنفها شيء من الغموض لكونها بقيت كما جاءت عفو الخاطر. ولكني أدركتُ أن تلك العبارات المشوشة تنطوي على إعجاز رائع. فيا أسفى إذ لم أستطع أن أوفي حقَّ هذا الإعجاز من الأداء والتعبير. فعبارات الرسالة مهما كانت خافتة الأنوار إلّا أنها تعدّ -من حيث تعلقها بالقرآن الكريم- «عبادة فكرية» و«صَدَفَة» تضم لآلئ نفيسة سامية، فالرجاء أن تصرفوا النظر عن قشرتها وتنعمـوا النظر بما فيها من لآلئ ساطعة. فإن وجدتموها جديرة حقا فاجعلوها «المسألة العاشرة» لرسالة الثمرة، وإلّا فاقبلوها رسالة جوابية عن تهانيكم.

    ولقد اضطررت إلى كتابتها في غاية الإجمال والاقتضاب، لِما كنت أكابد من سوء التغذية وأوجاع الأمراض، حتى إنني أدرجتُ في جملة واحدة منها حقائقَ وحججا غزيرة، وأتممتها -بفضل الله- في يومين من أيام شهر رمضان المبارك. فأرجو المعذرة عما بدر مني من تقصير. ([7])

    إخوتي الأوفياء الصادقين!

    حينما كنت أتلو القرآن -المعجز البيان- في الشهر المبارك (رمضان)، تدبّرت في معاني الآيات الثلاث والثلاثين -التي وردت إشاراتُها إلى رسائل النور في «الشعاع الأول»- فرأيتُ أن كل آية منها -بل آيات تلك الصفحة في المصحف وموضوعها- كأنها تطل على رسائل النور وطلابها من جهة نيلهم غيضا من فيضها وحظا من معانيها لاسيما آية النور في سورة النور فهي تشير بالأصابع العشر إلى رسائل النور، كما أن الآيات التي تعقبها -وهي آية الظلمات- تطل على معارضي الرسائل وأعدائها بل تعطيهم حصة كبرى، إذ لا يخفى أن مقام تلك الآيات وأبعادها ومراميها غير قاصرة على زمان ومكان معينين بل تشمل الأزمنة والأمكنة جميعها، أي تَخرج من جزئية الأمكنة والأزمنة إلى كلّيتهما الشاملة، لذا شعرتُ أن رسائل النور وطلابها إنما يمثلون في عصرنا هذا -حق التمثيل- فردا واحدا من أفراد تلك الكلية الشاملة.

    إنّ خطاب القرآن الكريم قد اكتسب الصفة الكلية والسعة المطلقة والرفعة السامية والإحاطة الشاملة؛ لصدوره مباشرة من المقام الواسع المطلق للربوبية العامة الشاملة للمتكلم الأزلي سبحانه.. ويكتسبها من المقام الواسع العظيم لمن أنـزل عليه هذا الكتاب، ذلكم النبي الكريم ﷺ الممثِّل للنوع البشري والمخاطَب باسم الإنسانية قاطبة، بل باسـم الكائنات جميعا.. ويكتسبها أيضا من توجّه الخطاب إلى المقام الواسع الفسيح لطبقات البشرية كافة وللعصور كافة.. ويكتسبها أيضا من المقام الرفيع المحيط النابع من البيان الشافي لقوانين الله سبحانه المتعلقة بالدنيا والآخرة، بالأرض والسماء، بالأزل والأبد، تلك القوانين التي تخص ربوبيته وتشمل أمور المخلوقات كافة.

    فهذا الخطاب الجليل الذي اكتسب من السعة والسمو والإحاطة والشمول ما اكتسب، يبرز إعجازا رائعا وإحاطة شاملة، بحيث: أنّ مراتبه الفطرية والظاهرية التي تلاطف أفهام العوام البسيطة -وهم معظم المخاطبين- تمنح في الوقت نفسه حصةً وافرة لأعلى المستويات الفكرية ولأرقى الطبقات العقلية، فلا يهب لمخاطبيه شيئا من إرشاداته وحدها،

    ولا يخصّهم بعبرة من حكاية تاريخية فقط، بل يخاطب مع ذلك كلَّ طبقة في كل عصر -لكونها فردا من أفراد دستور كلّي- خطابا نَدِيّاً طريا جديدا كأنه الآن ينـزل عليهم.

    ولا سيما كثرة تكراره: ﴿ الظَّالِم۪ينَ ﴾.. ﴿ الظَّالِم۪ينَ ﴾.. وزجره العنيف لهم وإنذاره الرهيب من نـزول مصائب سماوية وأرضية بذنوبهم ومظالمهم، فيلفت الأنظار -بهذا التكرار- إلى مظالم لا نظير لها في هذا العصر، بعرضه أنواعا من العذاب والمصائب النازلة على قوم عاد وثمود وفرعون. وفي الوقت نفسه يبعث السلوانَ والطمأنينة إلى قلوب المؤمنين المظلومين، بذكره نجاةَ رسل كرام أمثال إبراهيم وموسى عليهما السلام.

    ثم إن هذا القرآن العظيم يرشد كل طبقة من كل عصر إرشادا واضحا بإعجاز رائع مبينا: أنّ «الأزمنة الغابرة» والعصور المندثرة التي هي في نظر الغافلين الضالين وادٍ من عدم سحيق موحش رهيب، ومقبرة مندرسة أليمة كئيبة، يعرضها صحيفة حيّة تطفح عبرا ودروسا، وعالَما عجيبا ينبض بالحياة ويتدفق بالحيوية من أقصاه إلى أقصاه، ومملكة ربانية ترتبط معنا بوشائج وأواصر فيبينها -بإعجازه البديع- واضحة جلية كأنها مشهودة تعرض أمامنا على شاشة، فتارة يأتي بتلك العصور ماثلة شاخصة أمامنا، وتارة يأخذنا إلى تلك العصور.

    ويبين بالإعجاز نفسه «الكونَ» الذي يراه الغافلون فضاء موحشا بلا نهاية، وجمادات مضطربة بلا روح تتدحرج في دوامة الفراق والآلام، يبينه القرآن كتابا بليغا، كتبه الأحدُ الصمد، ومدينةً منسقة عَمَّرها الرحمن الرحيم، ومَعرضا بديعا أقامه الرب الكريم لإشهار مصنوعاته. فيبعث بهذا البيان حياةً في تلك الجمادات، ويجعل بعضها يسعى لإمداد الآخر، وكل جزء يغيث الآخر ويعينه كأنه يحاوره محاورة ودّية صميمة، فكل شيء مسخّر وكل شيء أنيط به وظيفة وواجب.. وهكذا يلقي القرآن دروسَ الحكمة الحقيقية والعلم المنور إلى الإنس والجن والملائكة كافة. فلا ريب أن هذا القرآن العظيم -الذي له هذا الإعجاز في البيان- قَمِينٌ بأن يحوز خواص راقية عالية، وميزات مقدسة سامية، أمثال:

    في كل حرف منه عشرُ حسنات، بل ألفُ حسنة أحيانا، بل ألوف الحسنات في أحيان أخرى.. وعجز الجن والإنس عن الإتيان بمثله ولو اجتمعوا له.. ومخاطبتُه بني آدم جميعَهم بل الكائنات برمتها مخاطبة بليغة حكيمة.. وحرصُ الملايين من الناس في كل عصر على حفظه عن ظهر قلب بشوق ومتعة.. وعدم السأم من تلاوته الكثيرة رغم تكراراته.. واستقرارُه التام في أذهان الصغار اللطيفة البسيطة مع كثرة ما فيه من جُمل ومواضع تلتبس عليهم.. وتلذذُ المرضى والمحتضرين -الذين يتألمون حتى من أدنى كلام- بسماعه، وجريانُه في أسماعهم عذبا طيبا.. وغيرها من الخواص السامية والمزايا المقدسة التي يحوزها القرآن الكريم، فيمنح قرّاءه وتلاميذه أنواعا من سعادة الدارين.

    ويُظهر إعجازه الجميل أيضا في «أسلوب إرشاده البليغ» حيث راعى أحسن الرعاية أميةَ مبلّغه الكريم ﷺ باحتفاظه التام على سلاسته الفطرية، فهو أجلّ من أن يدنو منه تكلف أو تصنع أو رياء -مهما كان نوعه- فجاء أسلوبُه مستساغا لدى العوام الذين هم أكثرية المخاطبين ملاطِفا بساطةَ أذهانهم بتنـزلاته الكلامية القريبة من أفهامهم.. باسطا أمامهم صحائف ظاهرة ظهورا بديهيا كالسماوات والأرض.. موجِّها الأنظار إلى معجزات القدرة الإلهية وسطور حكمته البالغة المضمرتين تحت العاديات من الأمور والأشياء.

    ثم إنّ القرآن الكريم يُظهر نوعا من إعجازه البديع أيضا في «تكراره البليغ» لجملة واحدة، أو لقصة واحدة، وذلك عند إرشاده طبقاتٍ متباينةً من المخاطبين إلى معان عدة وعِبَر كثيرة في تلك الآية أو القصة، فاقتضى التكرار حيث إنه كتاب دعاء ودعوة كما أنه كتاب ذكر وتوحيد، وكل من هذا يقتضي التكرار، فكل ما كرر في القرآن الكريم إذن من آية أو قصة إنما تشتمل على معنى جديد وعبرة جديدة.

    ويظهر إعجازه أيضا عند تناوله «حوادث جزئية» وقعت في حياة الصحابة الكرام أثناء نـزوله وإرسائه بناء الإسلام وقواعد الشريعة، فتراه يأخذ تلك الحوادث بنظر الاهتمام البالغ، مبينا بها أن أدق الأمور لأصغر الحوادث جزئيةً، إنما هي تحت نظر رحمته سبحانه، وضمن دائرة تدبيره وإرادته، فضلا عن أنه يُظهر بها سننا إلهية جارية في الكون ودساتير كلية شاملة. زد على ذلك أن تلك الحوادث -التي هي بمثابة النَّوَيّات عند تأسيس الإسلام والشريعة- ستثمر فيما يأتي من الأزمان ثمارا يانعة من الأحكام والفوائد.

    إنّ تكرُّر الحاجة يستلزم التكرار، هذه قاعدة ثابتة، لذا فقد أجاب القرآن الكريم عن أسئلة مكررة كثيرة خلال عشرين سنة فأرشدَ بإجاباته المكررة طبقاتٍ كثيرةً متباينة من المخاطبين؛ فهو يكرر جملا تملك ألوفَ النتائج، ويكرر إرشادات هي نتيجة لأدلة لا حد لها، وذلك عند ترسيخه في الأذهان وتقريره في القلوب ما سيحدث من انقلاب عظيم وتبدّل رهيب في العالم وما سيصيبه من دمار وتفتت الأجزاء، وما سيعقبه من بناء الآخرة الخالدة الرائعة بدلا من هذا العالم الفاني.

    ثم إنه يكرر تلك الجمل والآيات أيضا عند إثباته أن جميع الجزئيات والكليات ابتداء من الذرات إلى النجوم إنما هي في قبضةِ واحدٍ أحدٍ سبحانه وضمن تصرفه جلّ شأنه.

    ويكررها أيضا عند بيانه الغضب الإلهي والسخط الرباني على الإنسان المرتكب للمظالم عند خرقه الغايةَ من الخلق، تلك المظالم التي تثير هيجان الكائنات والأرض والسماء والعناصر وتؤجّج غضبَها على مقترفيها.

    لذا فإن تكرار تلك الجمل والآيات عند بيان أمثال هذه الأمور العظيمة الهائلة لا يعد نقصا في البلاغة قط، بل هو إعجاز في غاية الروعة والإبداع، وبلاغة في غاية العلو والرفعة، وجزالة -بل فصاحة- مطابِقة تطابقا تاما لمقتضى الحال.فعلى سبيل المثال:

    إن جملةَ ﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾ هي آية واحدة تتكرر مائةً وأربعَ عشرة مرة في القرآن الكريم ذلك لأنها حقيقة كبرى تملأ الكون نورا وضياء، وتشد الفرش بالعرش برباط وثيق -كما بيناها في اللمعة الرابعة عشرة- فما من أحد إلّا وهو بحاجة مسيسة إلى هذه الحقيقة في كل حين، فلو تكررت هذه الحقيقة العظمى ملايين المرات، فالحاجة ما زالت قائمةً باقيةً لا ترتوي. إذ ليست هي حاجة يومية كالخبز، بل هي أيضا كالهواء والضياء الذي يُضطر إليه ويُشتاق كل دقيقة.

    وإن الآية الكريمة: ﴿ وَاِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَز۪يزُ الرَّح۪يمُ ﴾ تتكرر ثماني مرات في سورة «الشعراء». فتكرار هذه الآية العظيمة التي تنطوي على ألوف الحقائق في سورة تذكُر نجاة الأنبياء عليهم السلام وعذاب أقوامهم، إنما هو لبيان: أنّ مظالم أقوامهم تمس الغاية من الخلق، وتتعرض إلى عظمة الربوبية المطلقة، فتقتضي العزةُ الربانية عذابَ تلك الأقوام الظالمة مثلما تقتضي الرحمة الإلهية نجاة الأنبياء عليهم السلام. فلو تكررت هذه الآية ألوف المرات لما انقضت الحاجة و الشوق إليها، فالتكرار هنا بلاغة راقية ذات إعجاز وإيجاز.

    وكذلك الآية الكريمة: ﴿ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ المكررة في سورة «الرحمن» والآيةُ الكريمة: ﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّب۪ينَ ﴾ المكررة في سورة «المرسلات» تصرخ كلُّ منهما في وجه العصور قاطبة وتعلن إعلانا صريحا في أقطار السماوات والأرض أن كفرَ الجن والإنس وجحودَهم بالنعم الإلهية، ومظالمَهم الشنيعة، يثير غضب الكائنات ويجعل الأرض والسماوات في حنق وغيظ عليهم.. ويخل بحكمة خلق العالم والقصد منه.. ويتجاوز حقوق المخلوقات كافة ويتعدى عليها.. ويستخف بعظمة الألوهية وينكرها، لذا فهاتان الآيتان ترتبطان بألوف من أمثال هذه الحقائق، ولهما من الأهمية ما لألوف المسائل وقوتها، لو تكررتا ألوف المرات في خطاب عام موجّه إلى الجن والإنس لكانت الضرورة قائمة بعد، والحاجة إليها ما زالت موجودة باقية. فالتكرار هنا بلاغة موجزة جليلة ومعجزة جميلة.

    ومثال آخر نسوقه حول حكمة التكرار في الحديث النبوي ﷺ فالمناجاة النبوية المسماة بـ«الجوشن الكبير» مناجاة رائعة مطابِقة لحقيقة القرآن الكريم ونموذج مستخلص منه. نرى فيها جملةَ: «سبحانك يا لا إله إلّا أنت الأمان الأمان خلصنا من النار.. أجرنا من النار.. نجّنا من النار»، هذه الجملُ تتكرر مائة مرة، فلو تكررت ألوف المرات لما ولّدت السأم، إذ إنها تنطوي على أجلّ حقيقة في الكون وهي التوحيد. وأجلِّ وظيفة للمخلوقات تجاه ربهم الجليل وهي التسبيح والتحميد والتقديس، وأعظمِ قضية مصيرية للبشرية وهي النجاة من النار والخلاص من الشقاء الخالد. وألزمِ غاية للعبودية وللعجز البشري وهي الدعاء.

    وهكذا نرى أمثال هذه الأسس فيما تشتمل عليه أنواع التكرار في القرآن الكريم. حتى نرى أنه يعبر أكثر من عشرين مرة عن حقيقة التوحيد -صراحة أو ضمنا- في صحيفة واحدة من المصحف وذلك حسب اقتضاء المقام، ولزوم الحاجة إلى الإفهام، وبلاغة البيان، فيهيّج بالتكرار الشوقَ إلى تكرار التلاوة، ويمد به البلاغة قوة وسموا من دون أن يورث سأما أو مللا.

    ولقد أوضحتْ أجزاءُ رسائل النور حكمةَ التكرار في القرآن الكريم وبيّنتْ حججَها وأَثبتت مدى ملاءمة التكرار وانسجامه مع البلاغة، ومدى حسنه وجماله الرائع.

    أما حكمة اختلاف السور المكية عن المدنية من حيث البلاغة، ومن جهة الإعجاز ومن حيث التفصيل والإجمال فهي كما يأتي:

    إنّ الصف الأول من المخاطبين والمعارضين في مكة كانوا مشركي قريش وهم أميون لا كتاب لهم، فاقتضت البلاغة أسلوبا عاليا قويا وإجمالا معجزا مقنعا، وتكرارا يستلزمه التثبيت في الأفهام؛ لذا تناولت أغلبُ السور المكية أركانَ الإيمان ومراتبَ التوحيد بأسلوب في غاية القوة والعلو، وبإيجاز في غاية الإعجاز، وكررت الإيمانَ بالله والمبدأ والمعاد والآخرة كثيرا، بل قد عبّرت عن تلك الأركان الإيمانية في كل صحيفة أو آية، أو في جملة واحدة، أو كلمة واحدة، بل ربما عبّرت عنها في حرف واحد، في تقديم وتأخير، في تعريف وتنكير، في حذف وذكر. فأثبتت أركان الإيمان في أمثال تلك الحالات والهيئات البلاغية إثباتا جعل علماءَ البلاغة وأئمتها يقفون حيارى مبهوتين أمام هذا الأسلوب المعجز.

    ولقد وضّحت رسائلُ النور ولاسيما «الكلمة الخامسة والعشرون «المعجزات القرآنية» -مع ذيولها- إعجازَ القرآن في أربعين وجها من وجوهها، وكذلك تفسيرُ «إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز» باللغة العربية الذي يبين بيانا رائعا إعجازَ القرآن من حيث وجه النظم بين الآيات الكريمة. فأثبتت كلتا الرسالتين فعلاً علوَّ الأسلوب البلاغي الفذ وسموَّ الإيجاز المعجِز.

    أما الآيات المدنية وسوَرها فالصف الأول من مخاطبيها ومعارضيها كانوا من اليهود والنصارى وهم أهلُ كتاب مؤمنون بالله. فاقتضت قواعد البلاغة وأساليب الإرشاد وأسس التبليغ أن يكون الخطاب الموجه لأهل الكتاب مطابقا لواقع حالهم، فجاء بأسلوب سهل واضح سلس، مع بيانٍ وتوضيح في الجزئيات -دون الأصول والأركان (الإيمانية)- لأن تلك الجزئيات هي منشأ الأحكام الفرعية والقوانين الكلية، ومدار الاختلافات في الشرائع والأحكام. لذا فغالبا ما نجد الآيات المدنية واضحة سلسة بأسلوب بياني معجز خاص بالقرآن الكريم. ولكنّ ذِكْرَ القرآن فذلكةً قوية أو نتيجة ملخصة أو خاتمة رصينة أو حجة دامغة تعقيبا على حادثة جزئية فرعية، يَجعل تلك الحادثةَ الجزئية قاعدةً كلية عامة، ومن بعد ذلك يضمن الامتثال بها بترسيخ الإيمان بالله الذي يحققه ذكر تلك الفواصل الختامية الملخّصة للتوحيد والإيمان والآخرة. فترى أن ذلك المقام الواضح السلس يتنور ويسمو بتلك الفواصل الختامية.

    -ولقد بينت رسائلُ النور وأثبتت حتى للمعاندين مدى البلاغة العالية والميزات الراقية وأنواع الجزالة السامية الدقيقة الرفيعة في تلك الفذلكات والفواصل وذلك في عشر مميزات ونكت في النور الثاني من الشعلة الثانية للكلمة الخامسة والعشرين الخاصة بإعجاز القرآن-. فإن شئت فانظر إلى ﴿ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾، ﴿ اَنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾ ، ﴿ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الْحَك۪يمُ ﴾، ﴿ وَهُوَ الْعَز۪يزُ الرَّح۪يمُ ﴾ وأمثالها من الآيات التي تفيد التوحيد وتذكر بالآخرة، والتي تنتهي بها أغلب الآيات الكريمة،

    ترَ أن القرآن الكريم عند بيانه الأحكام الشرعية الفرعية والقوانين الاجتماعية يرفع نظرَ المخاطب إلى آفاق كلية سامية، فيبدل -بهذه الفواصل الختامية- ذلك الأسلوب السهل الواضح السلس أسلوبا عاليا رفيعا، كأنه ينقل القارئ من درس الشريعة إلى درس التوحيد. فيُثبت أن القرآن كتابُ شريعة وأحكام وحكمة، كما هو كتاب عقيدة وإيمان، وهو كتاب ذكر وفكر، كما هو كتاب دعاء ودعوة.

    وهكذا تَرى أن هناك نمطا من جزالة معجزة ساطعة في الآيات المدنية هو غير بلاغة الآيات المكية، حسب اختلاف المقام وتنوع مقاصد الإرشاد والتبليغ.

    فقد ترى هذا النمط في كلمتين فقط: ﴿ ربك ﴾ و ﴿ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ إذ يعلّم الأحدية بتعبير ﴿ ربك ﴾ ويعلّم الواحدية بـ ﴿ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ ، علما أن الواحدية تتضمن الأحدية.

    بل قد ترى ذلك النمط من البلاغة في جملة واحدة فيريك في آية واحدة مثلا نفوذَ علمه إلى موضع الذرة في بؤبؤ العين وموقعَ الشمس في كبد السماء، وإحاطة قدرته التي تضع بالآلة الواحدة كلا في مكانه، جاعلةً من الشمس كأنها عين السماء فيعقب:

    ﴿ وَهُوَ عَل۪يمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ بعد آيةِ ﴿ يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ ﴾ (الحديد:٦) أي يعقب نفوذَ علمه سبحانه إلى خفايا الصدور بعد ذكره عظمةَ الخلق في السماوات والأرض وبَسْطها أمام الأنظار، فيقرّ في الأذهان أنه يعلم خواطر القلوب وخوافي شؤونها ضمن جلال خلّاقيته للسماوات والأرض وتدبيره لشؤونها. فهذا التعقيب: ﴿ وَهُوَ عَل۪يمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ لون من البيان يحول ذلك الأسلوب السهل الواضح الفطري -القريب إلى أفهام العوام- إلى إرشاد سامٍ وتبليغ عام جذاب.

    سؤال: إن النظرة السطحية العابرة لا تستطيع أن ترى ما يورده القرآن الكريم من حقائق ذات أهمية، فلا تعرف نوع المناسبة والعلاقة بين فذلكةٍ تعبّر عن توحيد سام أو تفيد دستورا كليا، وبين حادثة جزئية معتادة؛ لذا يتوهم البعضُ أن هناك شيئا من قصورٍ في البلاغة، فمثلا لا تظهر المناسبةُ البلاغية في ذكر الدستور العظيم: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذ۪ي عِلْمٍ عَل۪يمٌ ﴾ تعقيبا على حادثة جزئية وهي إيواء يوسف عليه السلام أخاه إليه بتدبير ذكي. فيرجى بيان السر في ذلك وكشف الحجاب عن حكمته؟

    الجواب: إنّ أغلب السور المطولة والمتوسطة -التي كلّ منها كأنها قرآن على حدة- لا تكتفي بمقصدين أو ثلاثة من مقاصد القرآن الأربعة (وهي: التوحيد، النبوة، الحشر، العدل مع العبودية) بل كل منها يتضمن ماهية القرآن كلها، والمقاصدَ الأربعة معا، أي كل منها: كتابُ ذكر وإيمان وفكر، كما أنه كتاب شريعة وحكمة وهداية. فكل سورة من تلك السُوَر تتضمن كُتبا عدة، وترشد إلى دروس مختلفة متنوعة. فتجد أن كل مقام -بل حتى الصحيفة الواحدة- يفتح أمامَ الإنسان أبوابا للإيمان يحقق بها إقرارَ مقاصد أخرى، حيث إن القرآن يذكر ما هو مسطور في كتاب الكون الكبير ويبينه بوضوح، فيرسّخ في أعماق المؤمن إحاطةَ ربوبيتِه سبحانه بكل شيء، ويريه تجلياتِها المهيبة في الآفاق والأنفس. لذا فإن ما يبدو من مناسبة ضعيفة، يبنى عليها مقاصد كلية فتتلاحق مناسبات وثيقة وعلاقات قوية بتلك المناسبة الضعيفة ظاهرا، فيكون الأسلوب مطابِقا تماما لمقتضى ذلك المقام، فتتعالى مرتبته البلاغية.

    سؤال آخر: ما حكمة سَوق القرآن ألوفَ الدلائل لإثبات أمور الآخرة وتلقين التوحيد وإثابة البشر؟ وما السر في لفته الأنظار إلى تلك الأمور صراحةً وضمنا وإشارةً في كل سورة بل في كل صحيفة من المصحف وفي كل مقام؟

    الجواب: لأن القرآن الكريم ينبّه الإنسان إلى أعظم انقلاب يَحدُث ضمن المخلوقات ودائرة الممكنات في تاريخ العالم.. وهو الآخرة. ويرشده إلى أعظم مسألة تخصه وهو الحامل للأمانة الكبرى وخلافة الأرض.. تلك هي مسألة التوحيد الذي تدور عليه سعادتُه وشقاوتُه الأبديتان. وفي الوقت نفسه يزيل القرآن سيلَ الشبهات الواردة دون انقطاع، ويحطم أشدّ أنواع الجحود والإنكار المقيت.

    لذا لو قام القرآنُ بتوجيه الأنظار إلى الإيمان بتلك الانقلابات المدهشة وحملِ الآخرين على تصديق تلك المسألة العظيمة الضرورية للبشر.. نعم، لو قام به آلافَ المرات وكرر تلك المسائل ملايين المرات، لا يعدّ ذلك منه إسرافا في البلاغة قط، كما أنه لا يولد سأما ولا مللا البتة، بل لا تنقطع الحاجة إلى تكرار تلاوتها في القرآن الكريم، حيث ليس هناك أهم ولا أعظم مسألة في الوجود من التوحيد والآخرة.

    فمثلا: إن حقيقة الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْر۪ي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُۜ ذٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَب۪يرُ ﴾ (البروج:١١) هي بشرى السعادة الخالدة تزفّها هذه الآية الكريمة إلى الإنسان المسكين الذي يلاقي حقيقةَ الموت كل حين، فتنقذه هذه البشرى من تصور الموت إعداما أبديا، وتنجيه -وعالَمَه وجميعَ أحبته- من قبضة الفناء، بل تمنحه سلطنة أبدية، وتكسبه سعادة دائمة.. فلو تكررت هذه الآية الكريمة مليارا من المرات لا يعد تكرارُها من الإسراف قط، ولا يمس بلاغتَها شيء.

    وهكذا ترى أن القرآن الكريم الذي يعالج أمثال هذه المسائل القيمة ويسعى لإقناع المخاطبين بها بإقامة الحجج الدامغة، يعمّق في الأذهان والقلوب تلك التحولات العظيمة والتبدلات الضخمة في الكون، ويجعلها أمامهم سهلة واضحة كتبدل المنـزل وتغير شكله. فلابد أن لفت الأنظار إلى أمثال هذه المسائل -صراحةً وضمنا وإشارةً- بألوف المرات ضروري جدا بل هو كضرورة الإنسان إلى نعمة الخبز والهواء والضياء التي تتكرر حاجته إليها دائما.

    ومثلا: إن حكمة تكرار القرآن الكريم: ﴿ وَالَّذ۪ينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ ﴾ (فاطر:٣٦) ﴿ اِنَّ الظَّالِم۪ينَ لَهُمْ عَذَابٌ اَل۪يمٌ ﴾ (إبراهيم:٢٢) وأمثالها من آيات الإنذار والتهديد. وسَوْقها بأسلوب في غاية الشدة والعنف، هي -مثلما أثبتناها في رسائل النور إثباتا قاطعا-: أنّ كفرَ الإنسان إنما هو تجاوز -أيّ تجاوز- على حقوق الكائنات وأغلب المخلوقات، مما يثير غضبَ السماوات والأرض، ويملأ صدورَ العناصر حنقا وغيظا على الكافرين، حتى تقوم تلك العناصر بصفع أولئك الظالمين بالطوفان وغيره. بل حتى الجحيمُ تغضب عليهم غضبا تكاد تتفجر من شدته كما هو صريح الآية الكريمة: ﴿ اِذَٓا اُلْقُوا ف۪يهَا سَمِعُوا لَهَا شَه۪يقًا وَهِيَ تَفُورُۙ ❀ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ (الملك:٧-٨).

    فلو كَرَّرَ سلطانُ الكون في أوامره تلك الجنايةَ العظمى «الكفر» وعقوبتَها بأسلوب في غاية الزجر والشدة ألوف المرات، بل ملايين المرات، بل مليارات المرات لما عُدّ ذلك إسرافا مطلقا ولا نقصا في البلاغة، نظرا لضخامة تلك الجناية العامة وتجاوز الحقوق غير المحدودة، وبناء على حكمة إظهار أهمية حقوق رعيته سبحانه وإبراز القبح غير المتناهي في كفر المنكرين وظلمهم الشنيع. إذ لا يكرر ذلك لضآلة الإنسان وحقارته بل لهول تجاوز الكافر وعظم ظلمه.

    ثم إننا نرى أن مئات الملايين من الناس منذ ألف ومئات من السنين يتْلون القرآن الكريم بلهفة وشوق وبحاجة ماسة إليه دون ملل ولا سأم.

    نعم، إن كل وقت وكل يوم إنما هو عالَم يمضي وباب ينفتح لعالم جديد، لذا فإن تكرار: «لا إله إلّا الله» بشوقِ الحاجةِ إليها ألوفَ المرات لأجل إضاءة تلك العوالم السيارة كلها وإنارتِها بنور الإيمان، يجعل تلك الجملة التوحيدية كأنها سراج منير في سماء تلك العوالم والأيام. فكما أن الأمر هكذا في: «لا إله إلّا الله»، كذلك تلاوة القرآن الكريم، فهي تبدد الظلام المخيم على تلك الكثرة الكاثرة من المَشاهِد السارية، وعلى تلك العوالم السيارة المتجددة، وتزيل التشوه والقبح عن صورها المنعكسة في مرآة الحياة، وتجعل تلك الأوضاع المقبلة شهودا له يوم القيامة لا شهودا عليه. وترقّيه إلى مرتبةِ معرفةِ عِظَم جزاء الجنايات، وتجعله يدرك قيمة النُّذُرِ المخفية لسلطان الأزل والأبد التي تشتت عناد الظالمين الطغاة، وتشوّقه إلى الخلاص من طغيان النفس الأمارة بالسوء.. فلأجل هذه الحِكَم كلِّها يكرر القرآن الكريم ما يكرر في غاية الحكمة، مظهرا أن النذر القرآنية الكثيرة إلى هذا القدر، وبهذه القوة والشدة والتكرار حقيقة عظمى، ينهزم الشيطانُ من توهمها باطلا، ويهرب من تخيلها عبثا.

    نعم، إنّ عذاب جهنم لهو عينُ العدالة لأولئك الكفار الذين لا يعيرون للنذر سمعا.

    ومن المكررات القرآنية «قصص الأنبياء» عليهم السلام، فالحكمة في تكرار قصة موسى عليه السلام -مثلا- التي لها من الحِكم والفوائد ما لعصا موسى، وكذا الحكمةُ في تكرار قصص الأنبياء إنما هي لإثبات الرسالة الأحمدية، وذلك بإظهار نبوة الأنبياء جميعهم حجةً على أحقية الرسالة الأحمدية وصدقها؛ حيث لا يمكن أن ينكرها إلّا من ينكر نبوتهم جميعا، فذكرُها إذن دليل على الرسالة.

    ثم إن كثيرا من الناس لا يستطيعون كل حين ولا يوفّقون إلى تلاوة القرآن الكريم كله، بل يكتفون بما يتيسر لهم منه. ومن هنا تبدو الحكمة واضحة في جعل كل سورة مطولة ومتوسطة بمثابة قرآن مصغر، ومن ثم تكرار القصص فيها بمثل تكرار أركان الإيمان الضرورية. أي إن تكرار هذه القصص هو مقتضى البلاغة وليس فيه إسراف قط. زد على ذلك فإن فيه تعليما بأن حادثةَ ظهورِ محمد ﷺ أعظم حادثة للبشرية وأجلّ مسألة من مسائل الكون.

    نعم، إنّ مَنْحَ ذات الرسول الكريم ﷺ أعظمَ مقام وأسماه في القرآن الكريم، وجَعْل «محمدٌ رسولُ الله» -الذي يتضمن أربعة من أركان الإيمان- مقرونا بـ «لا إله إلّا الله» دليل -وأي دليل- على أن الرسالة المحمدية هي أكبر حقيقة في الكون، وأن محمدا ﷺ لهو أشرف المخلوقات طُرا، وأن الحقيقة المحمدية التي تمثل الشخصية المعنوية الكلية لمحمد ﷺ هي السراج المنير للعالمين كليهما، وأنه ﷺ أهل لهذا المقام الخارق، كما قد أثبت ذلك في أجزاء رسائل النور بحجج وبراهين عديدة إثباتا قاطعا. نورد هنا واحدا من ألف منها. كما يأتي:

    إنّ كل ما قام به جميعُ أمة محمد ﷺ من حسنات في الأزمنة قاطبة يُكتب مثلها في صحيفة حسناته ﷺ، وذلك حسب قاعدةِ: «السبب كالفاعل»... وإنّ تنويره لجميع حقائق الكائنات بالنور الذي أتى به لا يجعل الجنّ والإنس والملائكة وذوي الحياة في امتنان ورضى وحدهم، بل يجعل الكونَ برمّته والسماوات والأرض جميعا راضية عنه محدّثةً بفضائله... وإنّ ما يبعثه صالحو الأمة يوميا من ملايين الأدعية ومع الصالحين من مليارات الأدعية الفطرية المستجابة التي لا تُرد -بدلالة القبول الفعلي المُشاهَد لأدعية النباتات بلسان الاستعداد، وأدعية الحيوانات بلسان حاجة الفطرة- ومن أدعية الرحمة بالصلاة والسلام عليه، وما يرسلونه بما ظفروا من مكاسب معنوية وحسنات هدايا، إنما تقدم إليه أولا. فضلا عما يدخل في دفتر حسناته ﷺ من أنوارٍ لا حدود لها بما تتلوه أمتُه -بمجرد التلاوة- من القرآن الكريم الذي في كل حرف من حروفه -التي تزيد على ثلاثمائة ألف حرف- عشرُ حسنات وعشر ثمار أخروية، بل مائة بل ألف من الحسنات..

    نعم، إنّ علام الغيوب سبحانه قد سبق علمه وشاهد أن الحقيقة المحمدية التي هي الشخصية المعنوية لتلك الذات المباركة ﷺ ستكون كمثال شجرة طوبى الجنة، لذا أولاه في قرآنه تلك الأهمية العظمى حيث هو المستحِق لذلك المقام الرفيع. وبيّن في أوامره بأن نيل شفاعته إنما هو باتباعه والاقتداء بسنته الشريفة وهو أعظم مسألة من مسائل الإنسان. بل أَخَذَ بنظر الاعتبار -بين حين وآخر- أوضاعه الإنسانية البشرية التي هي بمثابة بذرة شجرة طوبى الجنة.

    وهكذا فلأن حقائق القرآن المكررة تملك هذه القيمة الراقية وفيها من الحِكَم ما فيها، فالفطرة السليمة تشهد أن في تكراره معجزةً معنويةً قوية وواسعة، إلّا مَن مَرِض قلبُه وسَقم وجدانُه بطاعون المادية، فتشمله القاعدة المشهورة:

    قد ينكر المرءُ ضوءَ الشمس من رَمدٍ وينكر الفمُ طعمَ الماءِ من سَقَم ([8])

    خاتمة هذه المسألة العاشرة في حاشيتين

    الحاشية الأولى: طَرَق سمعي قبل اثنتي عشرة سنة، أن زنديقا عنيدا، قد فضح سوءَ طويته وخبثَ قصده بإقدامه على ترجمة القرآن الكريم، فحاك خطةً رهيبة، للتهوين من شأنه بمحاولة ترجمته. وصرح قائلا: ليُترجَم القرآن لتظهر قيمته؟ أي ليرى الناس تكراراته غير الضرورية! ولتُتلى ترجمتُه بدلا منه! إلى آخره من الأفكار السامة.

    إلّا أن رسائل النور -بفضل الله- قد شَلّت تلك الفكرةَ وأجهضت تلك الخطة بحججها الدامغة وبانتشارها الواسع في كل مكان، فأثبتت إثباتا قاطعا أنه لا يمكن قطعا ترجمةُ القرآن الكريم ترجمةً حقيقية.. وأن أية لغة غير اللغة العربية الفصحى عاجزة عن الحفاظ على مزايا القرآن الكريم ونُكته البلاغية اللطيفة.. وإن الترجمات العادية الجزئية التي يقوم بها البشر لن تَحُل -بأي حال- محلَّ التعابير الجامعة المعجزة للكلمات القرآنية التي في كل حرف من حروفها حسنات تتصاعد من العشرة إلى الألف، لذا لا يمكن مطلقا تلاوة الترجمة بدلا منه.

    بيد أن المنافقين الذين تتلمذوا على يد ذلك الزنديق، سعوا بمحاولات هوجاء في سبيل الشيطان ليطفئوا نورَ القرآن الكريم بأفواههم. ولكن لَمَّا كنتُ لا ألتقي أحدا، فلا علم لي بحقيقة ما يدور من أوضاع، إلّا أن أغلب ظني أن ما أوردتُه آنفا هو السبب الذي دعا إلى إملاء هذه «المسألة العاشرة» عليّ، رغم ما يحيط بي من ضيق.

    الحاشية الثانية: كنت جالسا ذات يوم في الطابق العلوي من فندق «شهر» عقب إطلاق سراحنا من سجن «دنيزلي» أتأمل فيما حوالي من أشجار الحَوَر (الصفصاف) الكثيرة في الحدائق الغنّاء والبساتين الجميلة، رأيتُها جذلى بحركاتها الراقصة الجذابة، تتمايل بجذوعها وأغصانها، وتهتز أوراقها بأدنى لمسة من نسيم. فبدت أمامي بأبهى صورة وأحلاها، وكأنها تسبّح لله في حلقات ذكر وتهليل.

    مسّت هذه الحركات اللطيفة أوتارَ قلبي المحزون من فراق إخواني، وأنا مغموم لانفرادي وبقائي وحيدا.. فخطر على البـال -فجأةً- موسـمَا الخريف والشتاء وانتابتني غفلة، إذ ستتناثر الأوراق وسيذهب الرواء والجمال.. وبدأتُ أتألم على تلك الحَوَر الجميلة، وأتحسر على سائر الأحياء التي تتجلى فيها تلك النشوة الفائقة تألما شديدا حتى اغرورقت عيناي واحتشدت على رأسي أحزانٌ تدفقت من الزوال والفراق تملأ هذا الستار المزركش البهيج للكائنات!

    وبينما أنا في هذه الحالة المحزنة إذا بالنور الذي أتت به الحقيقةُ المحمدية ﷺ يغيثني -مثلما يغيث كل مؤمن ويسعفه- فبدّل تلك الأحزانَ والغموم التي لا حدود لها مسراتٍ وأفراحا لا حد لها، فبتُّ في امتنان أبديّ ورضى دائم من الحقيقة المحمدية التي أنقذني فيض واحد من فيوضات أنوارها غير المحدودة، فنشر ذلك الفيض السلوان في أرجاء نفسي وأعماق وجداني، وكان ذلك كالآتي:

    إن تلك النظرة الغافلة أظهرت تلك الأوراق الرقيقة والأشجار الفارعة الهيفاء من دون وظيفة ولا مهمة، لا نفعَ لها ولا جدوى، وأنها لا تهتز اهتزازها اللطيف من شدة الشوق والنشوة بل ترتعد من هول العدم والفراق.. فتبّاً لها من نظرة غافلة أصابت صميمَ ما هو مغروز فيّ -كما هو عند غيري- من عشق للبقاء، وحب الحياة، والافتتان بالمحاسن، والشفقة على بني الجنس.. فحولت الدنيا إلى جهنم معنوية، والعقلَ إلى عضو للشقاء والتعذيب. فبينما كنتُ أقاسي هذا الوضع المؤلم، إذا بالنور الذي أنار به محمد ﷺ البشريةَ جمعاء يرفع الغطاء ويزيل الغشاوة ويبرز حِكَما ومعاني ووظائف ومهمات غزيرة جدا تبلغ عدد أوراق الحَوَر. وقد أَثبتت رسائلُ النور أن تلك الوظائف والحِكَم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

    القسم الأول: وهو المتوجّه إلى الأسماء الحسنى للصانع الجليل. فكما أن صانعا ماهرا إذا ما قام بصنع ماكنة بديعة، يثني عليه الجميعُ ويقدرون صنعته ويباركون إبداعه، فإن تلك الماكنة هي بدورها كذلك تبارك صانعَها وتثني عليه بلسان حالها، وذلك بإراءتها النتائج المقصودة منها إراءة تامة.

    أما القسم الثاني: فهو المتوجه إلى أنظار ذوي الحياة وذوي الشعـور من المخلوقات أي يكون موضعَ مطالعةٍ حلوة وتأمل لذيذ، فيكون كلُّ شيء كأنه كتاب معرفة وعلم، ولا يغادر هذا العالَم -عالم الشهادة- إلّا بعد وضع معانيه في أذهان ذوي الشعور، وطبع صوَره في حافظتهم، وانطباع صورته في الألواح المثالية لسجلات علم الغيب، أي لا ينسحب من عالَم الشهادة إلى عالم الغيب إلّا بعد دخوله ضمن دوائرِ وجودٍ كثيرة ويكسب أنواعا من الوجود المعنوي والغيبي والعلمي.

    نعم ما دام الله موجودا، وعلمُه يحيط بكل شيء، فلابد أن لا يكون هناك في عالم المؤمن عدم وإعدام وانعدام وعبث ومحو وفناء من زاوية الحقيقة.. بينما دنيا الكفار زاخرة بالعدم والفراق والانعدام ومليئة بالعبث والفناء. ومما يوضح هذه الحقيقة ما يدور على الألسنة من قولٍ مشهور هو: «مَن كان له الله، كان له كل شيء، ومَن لم يكن له الله لم يكن له شيء».

    الخلاصة: إنّ الإيمان مثلما ينقذ الإنسان من الإعدام الأبدي أثناء الموت، فهو ينقذ دنيا كل شخص أيضا من ظلمات العدم والانعدام والعبث. بينما الكفر -ولاسيما الكفر المطلق- فإنه يُعدم ذلك الإنسان، ويعدم دنياه الخاصة به بالموت. ويلقيه في ظلمات جهنم معنوية محوّلا لذائذ حياته آلاما وغصصا.

    فلْترنّ آذان الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، وليأتوا بعلاج لهذا الأمر إن كانوا صادقين، أو ليَدخلوا حظيرة الإيمان ويخلصوا أنفسهم من هذه الخسارة الفادحة.

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    أخوكم الراجي دعواتِكم والمشتاق إليكم

    سعيد النورسي


    Onuncu Mesele Münasebetiyle Hüsrev’in Üstadına Yazdığı Mektup

    Çok sevgili üstadım efendim!

    Cenab-ı Hakk’a hadsiz şükürler olsun, iki aylık iftirak üzüntülerini ve muhaberesizlik ızdıraplarını hafifleştiren ve kalplerimize taze hayat bahşeden ve ruhlarımıza yeni, safi bir nesîm ihda eden Kur’an’ın celalli ve izzetli, rahmetli ve şefkatli âyetlerindeki tekraratın mehasinini ta’dad eden, hikmet-i tekrarının lüzum ve ehemmiyetini izah eden ve Risale-i Nur’un bir hârika müdafaası olan Denizli Meyvesinin Onuncu Meselesi namını alan “Emirdağı Çiçeği”ni aldık. Elhak, takdir ve tahsine çok lâyık olan bu çiçeği kokladıkça ruhumuzdaki iştiyak yükseldi. Dokuz aylık hapis sıkıntısına mukabil, Meyve’nin Dokuz Meselesi nasıl beraetimize büyük bir vesile olmakla güzelliğini göstermiş ise Onuncu Meselesi olan çiçeği de Kur’an’ın îcazlı i’cazındaki hârikaları göstermekle o nisbette güzelliğini göstermektedir.

    Evet, sevgili üstadım, gülün çiçeğindeki fevkalâde letafet ve güzellik, ağacındaki dikenleri nazara hiç göstermediği gibi; bu nurani çiçek de bize dokuz aylık hapis sıkıntısını unutturacak bir şekilde o sıkıntılarımızı da hiçe indirmiştir.

    Mütalaasına doyulmayacak şekilde kaleme alınan ve akılları hayrete sevk eden bu nurani çiçek, muhtevi olduğu çok güzelliklerinden bilhassa Kur’an’ın tercümesi suretiyle nazar-ı beşerde âdileştirilmek ihanetine mukabil; o tekraratın kıymetini tam göstermekle, Kur’an’ın cihan-değer ulviyetini meydana koymuştur.

    Sâliklerinin her asırda fevkalâde bir metanetle sarılmaları ile ve emir ve nehyine tamamen inkıyad etmeleriyle, güya yeni nâzil olmuş gibi tazeliği ispat edilmiş olan Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın, bütün asırlarda, zalimlerine karşı şiddetli ve dehşetli ve tekrarlı tehditleri ve mazlumlarına karşı şefkatli ve rahmetli mükerrer taltifleri, hususuyla bu asrımıza bakan tehdidatı içinde zalimlerine misli görülmemiş bir halette, sanki feze’-i ekberden bir numuneyi andıran semavî bir cehennemle altı yedi seneden beri mütemadiyen feryad u figan ettirmesi ve keza mazlumlarının bu asırdaki küllî fertleri başında Risale-i Nur talebelerinin bulunması ve hakikaten bu talebeleri de ümem-i sâlifenin enbiyalarına verilen necatlar gibi pek büyük umumî ve hususi necatlara mazhar etmesi ve muarızları olan dinsizlerin cehennemî azapla tokatlanmalarını göstermesi hem iki güzel ve latîf hâşiyelerle hâtime verilmek suretiyle çiçeğin tamam edilmesi, bu fakir talebeniz Hüsrev’i o kadar büyük bir sürurla sonsuz bir şükre sevk etti ki bu güzel çiçeğin verdiği sevinç ve süruru, müddet-i ömrümde hissetmediğimi sevgili üstadıma arz ettiğim gibi kardeşlerime de kerratla söylemişim.

    Cenab-ı Hak, zayıf ve tahammülsüz omuzlarına pek azametli bâr-ı sakîl tahmil edilen siz sevgili üstadımızdan ebediyen razı olsun. Ve yüklerinizi tahfif etmekle yüzlerinizi ebede kadar güldürsün, âmin!

    Evet, sevgili üstadım, biz; Allah’tan, Kur’an’dan, Habib-i Zîşan’dan ve Risale-i Nur’dan ve Kur’an dellâlı siz sevgili üstadımızdan ebediyen razıyız. Ve intisabımızdan hiçbir cihetle pişmanlığımız yok. Hem kalbimizde zerre kadar kötülük etmek için niyet yok. Biz ancak Allah’ı ve rızasını istiyoruz. Gün geçtikçe, rızası içinde, Cenab-ı Hakk’a vuslat iştiyaklarını kalbimizde teksif ediyoruz. Bilâ-istisna bize fenalık edenleri Cenab-ı Hakk’a terk etmekle affetmek ve bilakis bize zulmeden o zalimler de dâhil olduğu halde, herkese iyilik etmek, Risale-i Nur talebelerinin kalplerine yerleşen bir şiar-ı İslâm olduğunu, biz istemeyerek ilan eden Hazret-i Allah’a hadsiz hudutsuz şükürler ediyoruz.

    Çok kusurlu talebeniz

    Hüsrev

    المسألة الحادية عشرة

    إن الشجرة المقدسة للأركان الإيمانية الكلية لها ثمرات يانعة إحداها هي الجنة، والأخرى هي السعادة الأبدية، والثالثة هي رؤية الله جل جلاله.

    ولما كانت رسائل النور قد أوضحت مئات من تلك الثمار -كليها وجزئيها- مع حججها الدامغة في «سراج النور» فنحيل إليها ونشير هنا إلى بضعة نماذج فقط لثمرات جزئية بل إلى جزء الجزئي والخاص من تلك الثمار الطيبة.

    إحداها: كنت ذات يوم أدعو دعاءً بهذا المضمون: «يا رب أتوسل إليك بحرمة جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وبشفاعتهم أن تحفظني من شرور شياطين الجن والإنس..» وحَالَمَا ذكرتُ اسمَ عزرائيل -الذي يملأ ذكرُه الناس رعبا وارتجافا- شعرتُ بحالة ذات طعم في غاية الحلاوة والسلوان، فحمدت الله قائلا: «الحمد لله»، وبدأت أُحب عزرائيل حُبا خالصا، على أنه واحد من الملائكة الذين يعتبر الإيمان بوجودهم ركنا من أركان الإيمان. وسنشير بإلمامة قصيرة إلى ثمرة جزئية واحدة من عديد الثمار للإيمان بهذا المَلَك.

    منها: أن أثمنَ ما عند الإنسان، وأعظم ما يحرص عليه ويدافع عنه ويجهد في الحفاظ عليه، هو روحه بلا شك.. فلقد أحسستُ يقينا بفرح عميق إزاء تسليم الإنسان لأعز ما يملكه في الوجود -وهو روحه- إلى يدٍ «قوي أمين» ليحفظه من العبث والضياع والفناء.

    ثم تذكرت الملائكة الموكَّلين بتسجيل أعمال الإنسان، فرأيت أنَّ لهم ثمرات لذيذة جدا كهذه:

    منها: أن كل إنسان لأجل أن تخلَّد أعمالُه الطيبة وتبقى كلماتُه القيمة، يسعى للحفاظ عليها وصيانتها من الضياع، سواءً عن طريق الكتابة أو الشعر، أو حتى بالشريط السينمائي، وبخاصة إذا كان لتلك الأعمال ثمراتُها الباقية في الجنة، فيشتاقُ إلى حفظها أكثر..

    والكرام الكاتبون واقفون على منكِبَي الإنسان ليُظهروه في مَشاهِدَ أبدية، وليصوروا أعمالَه في مناظرَ خالدة، ليكافَأَ أصحابها ولينالوا الجوائز الثمينة الدائمة.. ولقد تلذذتُ من طعوم هذه الثمرة بلذائذ حلوة لا أستطيع أن أصفها.

    وعندما جردني أهلُ الضلالة من أسباب الحياة الاجتماعية، وأبعدوني عن كتبي وأحبتي وخدمي وكل ما كان يمنحني السلوان، وألقوني في ديار الغربة والوحشة، وكنت في ضيقٍ وضجر من حالي إلى درجة كنت أشعر أن الدنيا الفارغة ستتهدم على رأسي.. فبينما أنا في هذه الحالة إذا بثمرة من ثمرات الإيمان بالملائكة تأتي لإغاثتي، فتضئ أرجاء دنياي كلها، وتنور العالم من حولي، وتعمّره بالملائكة وتؤهله بالأرواح الطيبة حتى دب السرور والبهجة في كل مكان. ([9]) وأرتني كذلك كم كانت دنيا أهل الضلالة ملآى بصرخات الوحشة وحسرات العبث والظلام..

    فبينما كان خيالي فرحا جذلا بالتمتع بلذة هذه الثمرة، إذا به يتسلم ثمرة من الثمار الوفيرة -الشبيهة بهذه- من الإيمان بالرسل عليهم السلام، فذاقها فعلا، وأحسست توا أنَّ إيماني قد تَوسَّعَ ونما وانبسط حتى أصبح كليا شاملا، إذ أشرقت لديَّ تلك الأزمنة الغابرة كلها واستضاءت بنور التصديق والإيمان بهم، حتى كنت أشعر كأنني أعيش معهم، وبات كلُّ نبي من الأنبياء يصدِّق بآلاف التصديق على أركان الإيمان التي جاء بها ودعا إليها خاتمهم ﷺ، مما أخرس الشيطانَ وأسكته..

    ثم قفز إلى القلب السؤالُ ذو الجواب الشافي الواردُ في لمعةِ «حكمة الإستعاذة» وهو:

    أنَّ أهل الإيمان الذين لهم مثل هذه الثمرات للإيمان، ومثل هذه الفوائد والنتائج اللذيذة ذاتِ الطعوم غير المحدودة، ولهم النتائج الجميلة الطيبة للحسنات ومنافعها الكثيرة، ولهم العناية الدائمة من «أرحم الراحمين» وتوفيقه ورحمته.. كل ذلك يمنحهم القوة والإسناد، فلِمَ إذن يتغلب أهل الضلالة غالبا عليهم، بل قد يتغلب عشرون من أهل الضلالة على مائة منهم، ويهلكونهم؟! وفي ثنايا هذا التفكير خطر لي: لِمَ يحشّد القرآن الكريم هذا الحشد العظيم لأهل الإيمان بذكر إمداد الله إياهم بالملائكة وهم يواجهون دسائس شيطانية واهية ضعيفة؟..

    وبما أن رسائل النور قد وضَّحت حكمة ذلك بحجج قاطعة، فسنشير هنا إلى الجواب عن ذلك السؤال في غاية الإيجاز:

    نعم، يتولى أحيانا مائةٌ من الأشخاص المحافَظةَ على قصر، عندما يحاول أحدُ الشريرِين أو أي شخص مخرِّب إلقاءَ النار فيه خفية لتدميره. بل قد يُلجأ إلى السلطان أو الدولة للحفاظ على القصر، ذلك لأن بقاء بناء القصر يتوقف على جميع الشروط والأركان والأسباب الداعية إلى البقاء. أما تخريبه وهدمه فيكون بانعدام شرطٍ واحدٍ فقط.

    فعلى غرار هذا المثال نفهم كيف أن شياطين الجن والإنس يقومون بتخريبٍ مدهش وبحريق معنوي عظيم بفعلٍ قليل جدا، بمثل ما يقوم شريرٌ بتدمير بناءٍ فخم بإلقاء عودِ كبريت فيه.

    نعم، إن أساسَ وخميرة الشرور والرذائل والخطايا كلها هو العدم والهدم، وما يبدو من وجودها الظاهرِ يخفي تحته الإفساد والتعطل والعدم.

    وإستنادا إلى هذه النقطة فإن شياطين الجن والإنس والشريرِين يتمكنون بقوة هزيلة جدا، أن يصدّوا قوة لا حد لها لأهل الحق والحقيقة ويلجئوهم إلى باب الله عز وجل والسعي إليه دائما. ولأجل هذا يضع القرآن الكريم تلك الحشود الهائلة لحمايتهم، وتسلّم إلى أيديهم تسعة وتسعين اسما من الأسماء الحسنى، ويصدر أوامر مشددة ليَثبتوا تجاه أولئك الأعداء.

    ومن هذا الجواب ظهر فجأة أساسُ مسألةٍ مدهشة وبدايةُ حقيقةٍ عظيمة وهو أنه:

    كما أن الجنة تخزن محاصيل جميع عوالم الوجود ونتائجها، وتستثمر النوى المزروعة في الدنيا، فتجعلها تؤتي أُكلها كل حين. فإن جهنم تحمص محاصيل العدم وتعصف بها لأجل إظهار النتائج الأليمة جدا لعوالم العدم والفناء غير المحدودة، فمصنع جهنم الرهيب -فضلا عن وظائفها العديدة- يطهّر ما في عالم الوجود من أوساخ عالم العدم وأدرانه. سنوضح هذه المسألة العظيمة فيما بعد إن شاء الله لأننا لا نريد فتح بابها هنا.

    وكذا فإن جزءا من ثمرات الإيمان بالملائكة هو الذي يعود إلى المنكر والنكير، ([10]) وهو كالآتي:

    قلت ذات يوم: «إنني لابد -كأي فرد كان- داخلٌ لا محالة في القبر».. فدخلت إليه خيالا: وفيما كنت أستوحش يائسا من سجن القبر الانفرادي، ومن تجردي المطلق من كل شيء، وحيدا دون مُعِين، في ذلك المكان الضيق المظلم البارد، إذا بصديقين كريمين من طائفة «المنكر والنكير» قد برزا وجاءا إليّ وبدءا بالمناظرة معي.. وسّعا كلا من قلبي وقبري، فاستضاءا وتدفئا، وفُتحت شبابيك نوافذ مطلة على عالم الأرواح.. سُررت من أعماق روحي وشكرت الله كثيرا على ما رأيت من الأوضاع التي ستتحقق حتما في المستقبل وإن كنت أراها الآن خيالا.

    فكما أنه عندما توفي طالب علم في أثناء تعلمه الصرف والنحو، سأله المنكر والنكير في القبر: «مَن ربك؟» أجاب: «مَن مبتدأ وربُك خبره.. اِسألوني سؤالا صعبا فهذا سهل!!» -يحسب نفسه أنه لا يزال في المدرسة يتلقى الدرس- كما أن هذا الجواب أَضحَك الملائكةَ والأرواحَ الحاضرة وذلك الوليَّ الصالح الذي انكشف له القبر فشاهَد الحادثةَ، بل جَعَل الرحمة الإلهية تبتسم؛ فأنقذه من العذاب.. كذلك فقد أجاب شهيد بطل من طلاب رسائل النور وهو «الحافظ علي»(∗) وقد توفي في السجن وهو لا يزال يقرأ ويكتب «رسالة الثمرة» بكمال الشوق، أجاب عن أسئلة المَلَكين في القبر -مثلما أجاب في المحكمة- بحقائقِ «رسالة الثمرة». وأنا كذلك وسائر طلبة رسائل النور سنجيب إن شاء الله عن تلك الأسئلة التي هي حقيقة في المستقبل، ومجاز في الوقت الحاضر. سنجيب عنها بحجج رسائل النور الساطعة وبراهينها الدامغة ونسوقهم بها إلى التصديق والاستحسان والتقدير.

    وكذا فإن نموذجا جزئيا للإيمان بالملائكة محورا لسعادة الدنيا هو أنه:

    بينما كان طفل بريء يتلقى درسه الإيماني في مبادئ الفقه، إذ يأتيه طفل آخر باكيا مُوَلْوِلا لوفاة أخيه البريء فيهدئه ويسليه، قائلا: «لا تبكِ يا أخي، بل اشكر الله؛ لأن أخاك قد ذهب مع الملائكة ومضى إلى الجنة وسيتجول ويسرح هناك بحرية كاملة كالملائكة وسيجد الفرحة والهناء أحسن منا، وسيطير كالملائكة ويشاهد كل مكان». فبدّل بكاءه وصراخه وعويله ابتسامة وسرورا.

    فأنا كذلك مثل هذا الطفل الباكي، فقد تلقيت مع ما أنا فيه من وضع أليم وفي هذا الشتاء الكئيب نبأ وفاة اثنين ونَعيَهما بأسى وألم بالغين.

    أحدهما: هو ابن أخي المرحوم «فؤاد» الذي أحرز الدرجة الأولى في المدارس العليا وهو الناشر لحقائق رسائل النور.

    الثاني: تلك التي حجت وطافت بالبيت وهي تعاني سكرات الموت وسلَّمتْ روحها في الطواف، وهي المرحومة أختي العالمة: «خانم».

    فبينما أبكاني وفاة هذين القريبين كبكائي على «عبد الرحمن»(∗) -المذكور في «رسالة الشيوخ»- رأيت بنور الإيمان -قلبا ومعنىً- صداقةَ الملائكة ورفاقةَ الحُور العين لذلك الشاب الطيب: «فؤاد» ولتلك السيدة الصالحة، عوضا عن صداقة الناس، ورأيت نجاتَهما من مهالك الدنيا وخلاصَهما من خطاياها. فبدأت أشكر الله -وهو أرحم الراحمين- ألف شكر وشكر، بما حوّل ذلك الحزن الشديد إلى الشعور بالبهجة، والإحساس بالسرور.. وبدأت أهنئهم وأهنئ أخي «عبد المجيد»(∗) (أبا فؤاد) وأهنئ نفسي كذلك. ولقد كُتب هذا وسُجل هاهنا من أجل أن ينال هذان المرحومان بركة الدعاء.

    إن جميع ما في رسائل النور من موازين ومقارنات إنما هو لبيان ثمار سعادة الإيمان ونتائجها التي تعود للحياة الدنيا والحياة الأخرى، فتلك الثمار الكلية الضخمة تُري في الدنيا سعادة الحياة وتذيق لذائذها خلال العمر، كما تخبر أنَّ إيمان كل مؤمن سيُكسبه في الآخرة سعادة أبدية، بل ستثمر وتتكشف وتنبسط بالصورة نفسها هناك.

    فمِن نماذج تلك الثمار الكلية العديدة كتبت خمس ثمار منها على أنها لـ«لمعراج» في نهاية «الكلمة الحادية والثلاثين» وخمس ثمار في «الغصن الخامس من الكلمة الرابعة والعشرين».

    فكما ذكرنا آنفا أن لكل ركن من أركان الإيمان ثمارا كثيرة جدا بلا حدود، فلمجموع أركان الإيمان معا ثمرات لا حدّ لها أيضا:

    إحداها: الجنة العظيمة..

    والأخرى: السعادة الأبدية..

    والثالثة: هي ألذّها وهي رؤية الله جل جلاله هناك.

    وقد وضح بجلاء في المقارنة المعقودة في نهاية «الكلمة الثانية والثلاثين» بعض ثمار الإيمان الذي هو محور سعادة الدارين.

    هذا وإن الدليل على أن «الإيمان بالقدر» له ثماره النفيسة أيضا في هذه الدنيا هو ما يدور على ألسنة الجميع، حتى غدا مضربا للأمثال: «مَن آمن بالقدر أمِنَ من الكدر». وفي نهاية «رسالة القدر» بينت إحدى ثماره الكلية بمثال هو: دخول رجلين حديقة قصر سلطانيّ.. حتى إنني شاهدت من خلال حياتي بآلاف من تجاربي وعرفتُ أن لا سعادة للحياة الدنيا دون الإيمان بالقدر، فلولا هذا الإيمان لمُحيت إذن تلك السعادة وفنيت. بل كنت كلما نظرت إلى المصائب الأليمة من زاوية الإيمان بالقدر كانت تلك المصائب تخف ويقل وطؤها عليَّ، فكنت أسأل بحيرة: يا ترى كيف يستطيع العيشَ من لا يؤمن بالقدر؟

    وقد أشير إلى إحدى الثمار الكلية للركن الإيماني: «الإيمان بالملائكة» في «المقام الثاني للكلمة الثانية والعشرين» بما يأتي:

    إن عزرائيل عليه السلام قال مناجيا ربه عز وجل: إن عبادك سوف يشتكون مني ويسخطون عليَّ عند أدائي وظيفة قبض الأرواح. فقيل له جوابا: سأجعل الأمراض والمصائب ستائر لوظيفتك لتتوجه شكاواهم إلى تلك الأسباب لا إليك.

    ووظيفة عزرائيل نفسها هي الأخرى سِتار من تلك الستائر كيلا تتوجه الشكاوى الباطلة إلى الحق سبحانه وتعالى، وذلك لأن الحكمة والرحمة والجمال والمصلحة الموجودة في الموت قد لا يراها كل أحد؛ إذ ينظر إلى ظاهر الأمور ويبدأ بالاعتراض والشكوى. فلأجل هذه الحكمة -أي لئلا تتوجه الشكاوى الباطلة إلى الرحيم المطلق- فقد أصبح عزرائيل عليه السلام سِتارا.

    ومثل هذا تماما ما يقوم به جميع الملائكة وجميعُ الأسباب الظاهرة من واجبات ووظائف إنما هي ستائر لعزة الربوبية، لتبقى عزة القدرة الإلهية وقدسيتها ورحمة الله المحيطة الشاملة مصونةً في الأمور والأشياء التي لا تُرى فيها أوجه الجمال، ولا تُعلم فيها حقائق الحكمة، من دون أن تكون هدفا للاعتراضات الباطلة. ولا يشاهَد عندئذ بالنظر الظاهري مباشرةُ يد القدرة في الأمور الجزئية والمنافيةِ للرحمة والأشياء التافهة. هذا وإن رسائل النور قد أَثبتت بدلائلها الغزيرة جدا، أنه ليس لأي سبب من الأسباب تأثير حقيقي، وليس له قابلية الإيجاد أصلا.

    وأنَّ سكك التوحيد وأختامها غير المحدودة موضوعة على كل شيء وأن الخلق والإيجاد يخصه هو سبحانه وتعالى، فليست الأسباب إلّا مجرد ستائر، وليس للملائكة -وهم ذوو شعور- غير جزءٍ من الاختيار الجزئي الذي له الكسب دون الإيجاد، وهو نوع من الخدمة الفطرية ونمط من العبودية العملية لا غير.

    أجل، إن العزة والعظمة تقتضيان وضع الأسباب الظاهرية ستائر أمام نظر العقل،

    إلّا أن التوحيد والجلال يرفعان أيدي الأسباب ويردّانها عن التأثير الحقيقي.

    وهكذا، فكما أن الملائكة والأسباب الظاهرية المستخدَمة في أمور الخير والوجود، هي وسائل للتقديس الرباني وتسبيحه فيما لا يُرى ولا يعلم جماله من الأشياء، وذلك بتنـزيه القدرة الربانية وصيانتها عن التقصير والظلم؛

    كذلك فإنَّ استخدام شياطين الجن والإنس والعناصر المضرة في أمور الشر والعدم هو الآخرُ نوع من الخدمة للتسبيحات الربانية ووسيلة للتقديس والتنـزيه والتبرئة من كل ما يُظن نقصا وتقصيرا في الكائنات وذلك لصيانة القدرة السبحانية، كيلا تكون هدفا لإلصاق الظلم بها وتوجيه الاعتراضات الباطلة إليها، ذلك لأن جميع التقصيرات تأتي من العدم ومن العجز ومن الهدم ومن إهمال الواجبات -الذي كل منه عدم- ومما ليس له وجود من الأفعال العدمية.

    فهذه الستائر الشيطانية والشريرة قد أضحت وسائل لتقديس الحق سبحانه وتعالى لِما حملت على عاتقها -باستحقاق- تلك الاعتراضاتِ والشكاوى لكونها مرجعا لتلك التقصيرات ومصدرا لها. إذ الأعمال الشريرة والعدمية والتخريبية لا تتطلب -أصلا- القوةَ والقدرة، فالفعل القليل أو القوة الجزئية بل إهمال لواجبٍ ما أحيانا يؤدي إلى أنواع من العدم والفساد. لذا يُظن أن القائم بتلك الأفعال الشريرة هو ذو قدرة، بينما الأمر في الحقيقة أنه لا تأثير له إلّا العدم ولا قوة له إلّا الكسب الجزئي. ولما كانت تلك الشرور ناشئة من العدم فإن أولئك الأشرار يُعدّون هم الفاعلين الحقيقيين لها؛ فإن كانوا من ذوي الشعور استحقوا أن يذوقوا وبال أمرهم. وهذا يعني أن أولئك الأشرار الفاسدين هم فاعلون للسيئات.

    أما في الحسنات والخير والأعمال الصالحة فلأنها وجودية فإن الأخيار ليسوا هم الفاعلين الحقيقيين لها، وإنما هم أهل لكي تجري الحسنات على أيديهم فيَقبلوا الكرم الإلهي. وما إثابتهم على أعمالهم إلّا كرم وفيض إلهي محض. والقرآن الكريم يوضح هذا بأمره: ﴿ مَٓا اَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّٰهِ وَمَٓا اَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ (النساء:٧٩).

    ومجمل القول: إن عوالم الوجود وعوالم العدم غير المحدودتين عندما تتصادمان معا، وعندما تثمران الجنة والنار، وعندما تقول جميع عوالم الوجود: «الحمد لله، الحمد لله» وتردد جميع عوالم العدم: «سبحان الله، سبحان الله» وحتى عندما تتصارع الملائكة مع الشياطين، والخيراتُ مع الشرور، بل حتى عندما يدور الجدال حول القلب بين الإلهام والوسوسة.. عندما يحدث كل هذا بقانون المبارزة المحيط تتجلى ثمرة من ثمار «الإيمان بالملائكة» فتحسم القضية وتحل المشكلة، منوِّرةً الكائناتِ المظلمةَ مبدية لنا نورا من أنوار: ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (النور:٣٥) فتذيقنا من حلاوتها.. ما أحلاها! وما ألذها!!

    هذا وإن كلا من الكلمة «الرابعة والعشرين» و«الكلمة التاسعة والعشرين» قد أشارتا إلى ثمرةٍ كلية أخرى وأثبتتا إثباتا ساطعا وجودَ الملائكة ووظائفهم.

    نعم، إن ربوبية جليلة رحيمة واسعة التي عرّفت نفسها وحببتها، بما بثت من كل شيء في جنبات الكون سواء أكان كليا أَم جزئيا، يجب أن يقابَل ذلك الجلالَ وتلك الرحمةُ وذلك التعرّفُ والتحبب بعبودية واسعة محيطة شاملة شاكرة ضمن تقديس وحمد وثناء.

    وحيث إن الجمادات والأركان العظيمة للكون التي ليس لها شعور لا يمكنها القيام بهذه العبودية العظيمة، فلا يقوم بها عنهم إلّا ما لا يحصى من الملائكة.. فهؤلاء هم الذين يمكنهم أن يمثلوا -بكل حكمة وجلال- إجراءاتِ سلطنة الربوبية في كل ركن من أركان الكون، وفي كل جزء من أجزائه من الثرى إلى الثريا من أعماق الأرض إلى أعالي الفضاء.

    فمثلا: إن ما تصوره القوانين الميتة للفلسفة من خلق الأرض ووظيفتها الفطرية بشكل موحش مظلم، تحوّلها هذه الثمرة الإيمانية صورةً مؤنسة مضيئة حيث المَلَكان المسمّيان بالثور والحوت، يحملان على كتفهما -أي تحت إشرافهما- الكرةَ الأرضية، حيث قد أُحضرت من الجنة وجُلبت منها تلك المادة الأخروية، وتلك الحقيقة الأخروية المسماة بـ«الصخرة» لتصبح الحجر الأساس الباقي لهذه الكرة الأرضية الفانية، إشارة إلى أن قسما من الأرض سيُفرغ ويحوّل إلى الجنة الباقية، فأصبحت الصخرة نقطة استناد للمَلكين: «الثور والحوت».. هكذا رُويت هذه الرواية عن بعض أنبياء بني إسرائيل السابقين، وهي مروية كذلك عن ابن عباس رضي الله عنه. ولكن المؤسف جدا أن يتحول هذا التشبيه اللطيف وهذا المعنى السامي بمرور الزمن إلى حقيقة مادية مجسّمة عند العوام، بحيث أصبحت خارجة عن نطاق العقل؛

    إذ الملائكة يستطيعون أن يصولوا ويجولوا في التراب وفي الصخور وفي مركز الأرض كجولانهم في الهواء، فليسوا إذن بحاجة أبدا -ولا الكرة الأرضية نفسها بحاجة- إلى صخرة مادية مجسمة ولا إلى ثور وحوت ماديين مجسمين! بمعنى أن تلك الرواية ليست إلّا للتشبيه.

    ومثلا: لما كانت الكرة الأرضية تسبّح لله بعدد رؤوس الأنواع الموجودة فيها، من حيوان ونبات وجماد. وبعدد ألسنة أفراد تلك الأنواع، وبمقدار أعضاء تلك الأفراد، وبعدد أوراقها وأثمارها، فإن تقديم هذه العبودية الفطرية غير الشعورية العظيمة جدا، وتمثيلَها، وعرضها بعلم وشعور على الحضرة الإلهية المقدسة، يتطلب حتما مَلكا موكلا له أربعون ألف رأس، وفي كل رأس أربعون ألف لسان يسبح بكل لسان أربعين ألف تسبيحة، مثلما أخبر المخبر الصادق بهذه الحقيقة نفسها. ([11])

    نعم، إنه من مقتضيات جلال الربوبية وعظمتها وسلطانها أن يكون جبرائيل عليه السلام على ماهية عجيبة وهو المؤهل لتبليغ العلاقات الربانية للإنسان الذي هو أهم نتيجة لخلق الكون. وأن يكون إسرافيل وعزرائيل عليهما السلام على ماهية عجيبة أيضا، وهما يمثلان -مجرد تمثيل- الإجراءاتِ الإلهيةَ الخاصة للخالق سبحانه، ويُشْرفان بعبودية خالصة على أعظم شيء في عالم الأحياء، وهو البعث والموت. وأن يكون ميكائيل عليه السلام على ماهية عجيبة أيضا، إذ يمثل بشعور كامل أنواعَ الشكر غير الشعورية على الإحسانات الرحمانية في الرزق الذي هو أجمع دائرة من دوائر الحياة وأوسعها للرحمة وأكثرها تذوقا، فضلا عن إشرافه عليها.

    نعم، إنه من مقتضيات جلال الربوبية وأبهتها بقاءُ الروح ووجودُ أمثال هؤلاء الملائكة على ماهية عجيبة جدا، إذ إن وجود هؤلاء ووجودَ كل طائفة خاصة منهم قطعيُّ الثبوت ولا ريب فيه مطلقا، فهو ثابت بدرجة تليق بثبوت وجود الجلال والسلطنة الظاهرة في الكون كالشمس. وليقَس على هذا الموادُّ الأخرى التي تخص الملائكة.

    نعم، إن الذي يخلق في الكرة الأرضية أربعمائة ألف نوع من الأحياء، بل يخلق من أبسط المواد ومن العفونات، ذوات أرواح بكثرة هائلة، ويعمّر بهم أرجاء الأرض ويجعلهم ينطقون بلسانهم إعجابا: «ما شاء الله، بارك الله، سبحان الله» أمام معجزات صنعته سبحانه، والذي جعل حتى الحيوانات الدقيقة تنطق بـ «الحمد لله والشكر لله والله أكبر» حيال إحسانات الرحمة الواسعة وآلائها.. إن هذا القدير ذا الجلال والجمال قد خَلق بلا ريب ولا شبهة سَكنةً روحانيين تناسب السماوات الشاسعة، ممن لا يعصون أمره، ويعبدونه دوما، فيعمِّر بهم السماواتِ دون أن يدعها خالية مقفرة. فأوجد أنواعا كثيرة جدا من الملائكة هي أكثر بكثير من أنواع الأحياء وطوائفها، فقسمٌ منهم صغير جدا يمتطون قطرات الأمطار وبلورات الثلوج، ويباركون الصنعة الإلهية مهللين لرحمتها الواسعة بلسانهم الخاص، وقسم منهم يمتطون ظهور الكواكب السيارة فيسيحون في فضاء الكون معلِنين للعالم أجمعَ عبوديتَهم بالتكبير والتهليل أمام عظمة الربوبية وعزتها وجلالها. ([12])

    نعم، إن اتفاق كل الكتب السماوية وجميعِ الأديان منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام على وجود الملائكة وعلى عبوديتهم، وإن ما روي من الروايات الكثيرة المتواترة من التحدث مع الملائكة والمحاورة معهم خلال جميع العصور، أثبت إثباتا قاطعا وجود الملائكة وعلاقتهم معنا، بدرجةِ ثبوتِ وجود الناس الذين لم نرهم في أمريكا.

    والآن انظر بنور الإيمان إلى هذه الثمرة الكلية الثانية وذقها لترى كيف أنها أبهجت الكائناتِ من أولها إلى آخرها وعمّرتها وزيّنتها وحوّلتها إلى مسجدٍ أكبرَ ومعبد أعظمَ، فالكون المظلم البارد الذي ليس فيه حياة -كما تُصوِّره مادية العلم والفلسفة- يصبح بالإيمان كونا ذا حياة وشعور، ومنوَّرا ومؤنسا ولذيذا، فتذيق هذه الثمرةَ أهلَ الإيمان شعاعا من لذة الحياة الباقية وهم لا يزالون في الدنيا كلٌ حسب درجته.

    تتمة:

    كما أنه بسر الوحدة والأحدية، توجَد القُدرة نفسها والاسمُ نفسهُ والحكمةُ نفسها والإبداع نفسه، في كل جهة من جهات الكون، فيعلن كلُ مصنوع -كليا أم جزئيا- بلسان حاله: وحدانيةَ الخالق سبحانه وتصرفه وإيجاده وربوبيته وخلّاقيته وقدسيته، كذلك فإنه سبحانه يخلق ملائكة في أرجاء الكون كله ليقوموا -بألسنتهم الذاكرة الحامدة- بتسبيحات يؤديها كل مخلوق بلسان حاله بلا شعور منه.

    فالملائكة لا يعصون الله ما يأمرهم، وليس لهم إلّا العبودية الخالصة، وليس لهم أي إيجاد كان، ولا دخل لهم دون إذن، ولا تكون لهم شفاعة دون إذن منه سبحانه، لذا نالوا شرفَ:

    ﴿ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾ (الأنبياء:٢٦)، ﴿ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ (التحريم:٦)

    HÂTİME

    Gayet ehemmiyetli bir nükte-i i’caziyeye dair, birden, ihtiyarsız, mağribden sonra kalbe ihtar edilen ve Sure-i قُل۟ اَعُوذُ بِرَبِّ ال۟فَلَقِ ın zâhir bir mu’cize-i gaybiyesini gösteren uzun bir hakikate kısa bir işarettir.

    بِس۟مِ اللّٰهِ الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ

    قُل۟ اَعُوذُ بِرَبِّ ال۟فَلَقِ ۝ مِن۟ شَرِّ مَا خَلَقَ ۝ وَمِن۟ شَرِّ غَاسِقٍ اِذَا وَقَبَ ۝ وَمِن۟ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى ال۟عُقَدِ ۝ وَمِن۟ شَرِّ حَاسِدٍ اِذَا حَسَدَ

    İşte yalnız mana-yı işarî cihetinde bu sure-i azîme-i hârika “Kâinatta adem âlemleri hesabına çalışan şerirlerden ve insî ve cinnî şeytanlardan kendinizi muhafaza ediniz.” Peygamberimize ve ümmetine emrederek, her asra baktığı gibi mana-yı işarîsiyle bu acib asrımıza daha ziyade, belki zâhir bir tarzda bakar; Kur’an’ın hizmetkârlarını istiazeye davet eder. Bu mu’cize-i gaybiye, beş işaretle kısaca beyan edilecek. Şöyle ki:

    Bu surenin her bir âyetinin manaları çoktur. Yalnız mana-yı işarî ile beş cümlesinde dört defa “şer” kelimesini tekrar etmek ve kuvvetli münasebet-i maneviye ile beraber dört tarzda bu asrın emsalsiz dört dehşetli ve fırtınalı maddî ve manevî şerlerine ve inkılablarına ve mübarezelerine aynı tarihiyle parmak basmak ve manen “Bunlardan çekininiz!” emretmek, elbette Kur’an’ın i’cazına yakışır bir irşad-ı gaybîdir.

    Mesela, başta قُل۟ اَعُوذُ بِرَبِّ ال۟فَلَقِ cümlesi, bin üç yüz elli iki veya dört (1352-1354) tarihine hesab-ı ebcedî ve cifriyle tevafuk edip nev-i beşerde en geniş hırs ve hasedle ve Birinci Harb’in sebebiyle vukua gelmeye hazırlanan İkinci Harb-i Umumî’ye işaret eder. Ve ümmet-i Muhammediyeye (asm) manen der: “Bu harbe girmeyiniz ve Rabb’inize iltica ediniz!” Ve bir mana-yı remziyle, Kur’an’ın hizmetkârlarından olan Risale-i Nur şakirdlerine hususi bir iltifat ile onların Eskişehir hapsinden, dehşetli bir şerden aynı tarihiyle kurtulmalarına ve haklarındaki imha planının akîm bırakılmasına remzen haber verir; manen “İstiaze ediniz!” emreder gibi bir remiz verir.

    Hem mesela مِن۟ شَرِّ مَا خَلَقَ cümlesi –şedde sayılmaz– bin üç yüz altmış bir (1361) ederek bu emsalsiz harbin merhametsiz ve zalimane tahribatına Rumî ve hicrî tarihiyle parmak bastığı gibi; aynı zamanda bütün kuvvetleriyle Kur’an’ın hizmetine çalışan Nur şakirdlerinin geniş bir imha planından ve elîm ve dehşetli bir beladan ve Denizli hapsinden kurtulmalarına tevafukla, bir mana-yı remzî ile onlara da bakar. “Halk’ın şerrinden kendinizi koruyunuz!” gizli bir îma ile der.

    Hem mesela اَلنَّفَّاثَاتِ فِى ال۟عُقَدِ cümlesi –şeddeler sayılmaz– bin üç yüz yirmi sekiz (1328) eğer şeddedeki (lâm) sayılsa bin üç yüz elli sekiz (1358) adediyle bu umumî harpleri yapan ecnebi gaddarların hırs ve hasedle bizdeki Hürriyet İnkılabı’nın Kur’an lehindeki neticelerini bozmak fikriyle tebeddül-ü saltanat ve Balkan ve İtalyan Harpleri ve Birinci Harb-i Umumî’nin patlamasıyla maddî ve manevî şerlerini, siyasî diplomatların radyo diliyle herkesin kafalarına sihirbaz ve zehirli üflemeleriyle ve mukadderat-ı beşerin düğme ve ukdelerine gizli planlarını telkin etmeleriyle bin senelik medeniyet terakkiyatını vahşiyane mahveden şerlerin vücuda gelmeye hazırlanmaları tarihine tevafuk ederek اَلنَّفَّاثَاتِ فِى ال۟عُقَدِ in tam manasına tetabuk eder.

    Hem mesela وَمِن۟ شَرِّ حَاسِدٍ اِذَا حَسَدَ cümlesi –şedde ve tenvin sayılmaz– yine bin üç yüz kırk yedi (1347) edip aynı tarihte, ecnebi muahedelerin icbarıyla bu vatanda ehemmiyetli sarsıntılar ve felsefenin tahakkümüyle bu dindar millette ehemmiyetli tahavvüller vücuda gelmesine ve aynı tarihte, devletlerde İkinci Harb-i Umumî’yi ihzar eden dehşetli hasedler ve rekabetlerin çarpışmaları tarihine bu mana-yı işarî ile tam tamına tevafuku ve manen tetabuku, elbette bu kudsî surenin bir lem’a-i i’caz-ı gaybîsidir.

    Bir İhtar:

    Her bir âyetin müteaddid manaları vardır. Hem her bir mana küllîdir. Her asırda efradı bulunur. Bahsimizde bu asrımıza bakan yalnız mana-yı işarî tabakasıdır. Hem o küllî manada, asrımız bir ferttir. Fakat hususiyet kesbetmiş ki ona tarihiyle bakar. Ben dört senedir, bu harbin ne safahatını ve ne de neticelerini ve ne de sulh olmuş olmamış bilmediğimden ve sormadığımdan, bu kudsî surenin daha ne kadar bu asra ve bu harbe işareti var, diye daha onun kapısını çalmadım. Yoksa bu hazinede daha çok esrar var olduğu, Risale-i Nur’un eczalarında hususan Rumuzat-ı Semaniye Risalelerinde beyan ve ispat edildiğinden onlara havale edip kısa kesiyorum.

    Hatıra gelebilen bir sualin cevabıdır

    Bu lem’a-i i’caziyede, baştaki مِن۟ شَرِّ مَا خَلَقَ da hem مِن۟ hem شَرِّ kelimeleri hesaba girmesi ve âhirde وَمِن۟ شَرِّ حَاسِدٍ اِذَا حَسَدَ yalnız شَرِّ kelimesi girmesi وَمِن۟ girmemesi ve وَمِن۟ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِى ال۟عُقَدِ ikisi de hesap edilmemesi gayet ince ve latîf bir münasebete îma ve remiz içindir. Çünkü halklarda, şerden başka hayırlar da var. Hem bütün şer herkese gelmez. Buna remzen, bazıyeti ifade eden مِن۟ ve شَرِّ girmişler. Hâsid, hased ettiği zaman bütün şerdir, bazıyete lüzum yoktur. Ve اَلنَّفَّاثَاتِ فِى ال۟عُقَدِ remziyle, kendi menfaatleri için küre-i arza ateş atan üfleyicilerin ve sihirbaz o diplomatların tahribata ait bütün işleri ayn-ı şerdir, diye daha شَرِّ kelimesine lüzum kalmadı.


    Bu Sureye Ait Bir Nükte-i İ’caziyenin Hâşiyesidir

    Nasıl bu sure, beş cümlesinden dört cümlesi ile bu asrımızın dört büyük şerli inkılablarına ve fırtınalarına mana-yı işarî ile bakar; aynen öyle de dört defa tekraren مِن۟ شَرِّ –şedde sayılmaz– kelimesiyle âlem-i İslâm’ca en dehşetli olan Cengiz ve Hülâgu fitnesinin ve Abbasî Devleti’nin inkıraz zamanının asrına, dört defa mana-yı işarî ile ve makam-ı cifrî ile bakar ve parmak basar.

    Evet –şeddesiz– شَرِّ beş yüz (500) eder; مِن۟ doksandır (90). İstikbale bakan çok âyetler hem bu asrımıza hem o asırlara işaret etmeleri cihetinde, istikbalden haber veren İmam-ı Ali (ra) ve Gavs-ı A’zam (ks) dahi aynen hem bu asrımıza hem o asra bakıp haber vermişler.

    غَاسِقٍ اِذَا وَقَبَ kelimeleri bu zamana değil belki غَاسِقٍ bin yüz altmış bir (1161) ve اِذَا وَقَبَ sekiz yüz on (810) ederek, o zamanlarda ehemmiyetli maddî manevî şerlere işaret eder. Eğer beraber olsa miladî bin dokuz yüz yetmiş bir (1971) olur. O tarihte dehşetli bir şerden haber verir. Yirmi sene sonra, şimdiki tohumların mahsulü ıslah olmazsa elbette tokatları dehşetli olacak.


    On Birinci Mesele’nin Hâşiyesinin Bir Lâhikasıdır

    بِس۟مِ اللّٰهِ الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ

    Âyetü’l-Kürsî’nin tetimmesi olan 1928 veya 1929 1350 لَٓا اِك۟رَاهَ فِى {الدّٖينِ قَد۟ تَبَيَّنَ الرُّش۟دُ} مِنَ ال۟غَىِّ {فَمَن۟ يَك۟فُر۟ بِالطَّاغُوتِ} 1347 946 (Risale-i Nur ismine muvafık) {وَيُؤ۟مِن۟ بِاللّٰهِ فَقَدِ اس۟تَم۟سَكَ} {بِال۟عُر۟وَةِ ال۟وُث۟قٰى} لَا ان۟فِصَامَ لَهَا وَاللّٰهُ 1372 eğer beraber olsa 1012; -şeddesiz- eğer beraber olmazsa 945 -bir şedde sayılmaz- سَمٖيعٌ عَلٖيمٌ ۝ {اَللّٰهُ}{وَلِىُّ الَّذٖينَ اٰمَنُوا} يُخ۟رِجُهُم۟ مِنَ {الظُّلُمَاتِ} 1417 اِلَى النُّورِ وَالَّذٖينَ كَفَـرُٓوا اَو۟لِيَٓاؤُهُمُ {الطَّاغُوتُ} 1338 -şedde sayılmaz- {يُخ۟رِجُونَهُم۟ مِنَ النُّورِ اِلَى} الظُّلُمَاتِ 1295 -şedde sayılır- {اُولٰٓئِكَ اَص۟حَابُ النَّارِ هُم۟ فٖيهَا خَالِدُونَ} de Risaletü’n-Nur’un hem iki kere ismine hem suret-i mücahedesine hem tahakkukuna ve telif ve tekemmül zamanına tam tamına tevafukuyla beraber ehl-i küfrün bin iki yüz doksan üç (1293) harbiyle âlem-i İslâm’ın nurunu söndürmeye çalışması tarihine ve Birinci Harb-i Umumî’den istifade ile bin üç yüz otuz sekizde (1338) bilfiil nurdan zulümata atmak için yapılan dehşetli muahedeler tarihine tam tamına tevafuku ve içinde mükerreren nur ve zulümat karşılaştırılması ve bu mücahede-i maneviyede Kur’an’ın nurundan gelen bir nur, ehl-i imana bir nokta-i istinad olacağını mana-yı işarî ile haber veriyor, diye kalbime ihtar edildi. Ben de mecbur oldum, yazdım. Sonra baktım ki manasının münasebeti bu asrımıza o kadar kuvvetlidir ki hiç tevafuk emaresi olmasa da yine bu âyetler her asra baktığı gibi mana-yı işarî ile bizimle de konuşuyor, kanaatim geldi. Evet,

    Evvela: Başta لَٓا اِك۟رَاهَ فِى الدّٖينِ قَد۟ تَبَيَّنَ الرُّش۟دُ cümlesi, makam-ı cifrî ve ebcedî ile bin üç yüz elli (1350) tarihine parmak basar ve mana-yı işarî ile der: Gerçi o tarihte, dini dünyadan tefrik ile dinde ikraha ve icbara ve mücahede-i diniyeye ve din için silahla cihada muarız olan hürriyet-i vicdan, hükûmetlerde bir kanun-u esasî, bir düstur-u siyasî oluyor ve hükûmet laik cumhuriyete döner. Fakat ona mukabil manevî bir cihad-ı dinî, iman-ı tahkikî kılıncıyla olacak. Çünkü dindeki rüşd ü irşad ve hak ve hakikati gözlere gösterecek derecede kuvvetli bürhanları izhar edip tebyin ve tebeyyün eden bir nur Kur’an’dan çıkacak, diye haber verip bir lem’a-i i’caz gösterir.

    Hem tâ خَالِدُونَ kelimesine kadar Risale-i Nur’daki bütün muvazenelerin aslı, menbaı olarak aynen o muvazeneler gibi mükerreren nur ve zulümat ve iman ve karanlıkları karşılaştırmasıyla gizli bir emaredir ki o tarihte bulunan cihad-ı manevî mübarezesinde büyük bir kahraman; Nur namında Risale-i Nur’dur ki dinde bulunan yüzer tılsımları keşfeden onun manevî elmas kılıncı, maddî kılınçlara ihtiyaç bırakmıyor.

    Evet, hadsiz şükürler olsun ki yirmi senedir Risale-i Nur bu ihbar-ı gaybı ve lem’a-i i’cazı bilfiil göstermiştir. Ve bu sırr-ı azîm içindir ki Risale-i Nur şakirdleri dünya siyasetine ve cereyanlarına ve maddî mücadelelerine karışmıyorlar ve ehemmiyet vermiyorlar ve tenezzül etmiyorlar ve hakiki şakirdleri en dehşetli bir hasmına ve hakaretli tecavüzüne karşı ona der:

    “Ey bedbaht! Ben seni idam-ı ebedîden kurtarmaya ve fâni hayvaniyetin en süflî ve elîm derecesinden bir bâki insaniyet saadetine çıkarmaya çalışıyorum. Sen benim ölümüme ve idamıma çalışıyorsun. Senin bu dünyada lezzetin pek az, pek kısa ve âhirette ceza ve belaların pek çok ve pek uzundur. Ve benim ölümüm bir terhistir. Haydi def’ol; senin ile uğraşmam, ne yaparsan yap!” der. O zalim düşmanına hiddet değil belki acıyor, şefkat ediyor, keşke kurtulsa idi diyerek ıslahına çalışır.

    Sâniyen:

    { وَيُؤ۟مِن۟ بِاللّٰهِ فَقَدِ اس۟تَم۟سَكَ }{ بِال۟عُر۟وَةِ ال۟وُث۟قٰى }

    Bu iki kudsî cümleler, kuvvetli münasebet-i maneviye ile beraber makam-ı cifrî ve ebcedî hesabıyla birincisi Risaletü’n-Nur’un ismine, ikincisi onun tahakkukuna ve tekemmülüne ve parlak fütuhatına manen ve cifren tam tamına tetabukları bir emaredir ki Risaletü’n-Nur bu asırda, bu tarihte bir “urvetü’l-vüska”dır. Yani çok muhkem, kopmaz bir zincir ve bir “hablullah”tır. Ona elini atan yapışan necat bulur, diye mana-yı remziyle haber verir.

    Sâlisen: اَللّٰهُ وَلِىُّ الَّذٖينَ اٰمَنُوا cümlesi hem mana hem cifir ile Risaletü’n-Nur’a bir remzi var. Şöyle ki: …

    Hâşiye: Bu nüktenin bâki kısmı şimdilik yazdırılmadığının sebebi, bir derece dünyaya, siyasete temasıdır. Biz de bakmaktan memnûuz. Evet اِنَّ ال۟اِن۟سَانَ لَيَط۟غٰى bu tağuta bakar ve baktırır.

    Said Nursî


    Risale-i Nur kahramanı Hüsrev’in “Meyve’nin On Birinci Mesele’si” münasebetiyle yazdığı mektubun bir parçasıdır.

    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ

    اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ

    Çok mübarek, çok kıymettar, çok sevgili üstadımız efendimiz!

    Millet ve memleket için çok büyük güzellikleri ihtiva eden “Meyve” dokuz meselesiyle dehşetli bir zamanda, müthiş âsiler içinde, en büyük düşmanlar arasında, hayret-feza bir surette şakirdlerine necat vermeye vesile olmakla kalmamış, Onuncu ve On Birinci Meseleleri ile hususuyla Nur’un şakirdlerini hakikat yollarında alkışlamış. Ve gidecekleri hakiki mekânları olan kabirdeki ahvallerinden ve herkesi titreten ve bilhassa ehl-i gaflet için çok korkunç, çok elemli, çok acıklı bir menzil olan toprak altında göreceği ve konuşacağı melâikelerle konuşmayı ve refakati sevdirerek bu mekâna daha çok ünsiyet izhar etmekle bu korkulu ilk menzil hakkındaki fevka’l-had korkularımızı ta’dil etmiş, nefes aldırmış. Hususuyla o âlemin nurani hayatını benim gibi göremeyenlerin ellerinde şuâatı, yüz binlerle senelik mesafelere uzanan bir elektrik lambası hükmüne geçmiş. Hem de daima koklanılacak numunelik bir çiçek bahçesi olmuştur.

    Evet, biz sevgili üstadımıza arz ediyoruz ki her gün dersini hocasına okuyan bir talebe gibi Nur’dan aldığımız feyizlerimizi, her vakit için sevgili üstadımıza arz edelim. Fakat sevgili üstadımız şimdilik konuşmalarını tatil buyurdular.

    Ey aziz üstadım! Risale-i Nur’un hakikati ve Meyve’nin güzelliği ve çiçeğinin feyzi, beni minnettarane bir parça memleketim namına konuşturmuş ve benim gibi konuşan çok kalplere hayat vermiş. Şimdi muhitimizde Risale-i Nur’a karşı atılan adımlar ve uzatılan eller, Meyve’nin On Birinci çiçeği ile daha çok metanet kesbetmiş, inkişaf etmiş, faaliyete başlamıştır.

    Çok hakir talebeniz

    Hüsrev

    Isparta’daki umum Risale-i Nur talebeleri namına ramazan tebriği münasebetiyle yazılmış ve on üç fıkra ile ta’dil edilmiş bir mektuptur.

    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ

    Ey âlem-i İslâm’ın dünya ve âhirette selâmeti için Kur’an’ın feyziyle ve Risale-i Nur’un hakikatiyle ve sadık şakirdlerin himmetiyle mübarek gözlerinden yaş yerine kan akıtan;

    Ve ey fitne-i âhir zamanın şu dağdağalı ve fırtınalı zamanında Hazret-i Eyyüb aleyhisselâmdan ziyade hastalıklara, dertlere giriftar olan;

    Ve Kur’an’ın nuruyla ve Risale-i Nur’un bürhanlarıyla ve şakirdlerin gayretiyle âlem-i İslâm’ın maddî ve manevî hastalıklarını Hekîm-i Lokman gibi tedaviye çalışan;

    Ve ey mübarek ellerinde mevcud olan Nur parçalarının hak ve hakikat olduğunu Kur’an’ın otuz üç âyetiyle ve keramet-i Aleviye ve Gavsiye ile ispat eden;

    Ve ey kendisi hasta ve ihtiyar ve zayıf ve gayet acınacak bir halde olduğuna göre herkesten ziyade âlem-i İslâm’a can feda eder derecesinde acıyarak kendine fenalık etmek isteyenlere Kur’an’ın hakikatiyle ve Risale-i Nur’un hüccetleriyle, Nur talebelerinin sadakatleriyle hayırlı dualar ve iyilik etmek ile karşılayan;

    Ve yazdığı mühim eserlerinden Âyetü’l-Kübra’nın tabıyla kendi zatına ve talebelerine gelen musibette hapishanelere düşen;

    Ve o zindanları Kur’an’ın irşadıyla ve Risale-i Nur’un dersiyle ve şakirdlerin iştiyakı ile bir medrese-i Yusufiyeye çeviren ve bir dershane yapan;

    Ve içimizde bulunan cahil olanların hepsini Kur’an’ı o dershanede hatmettirerek çıkaran;

    Ve o musibette Kur’an’ın kuvve-i kudsiyesiyle ve Risale-i Nur’un tesellisiyle ve kardeşlerin tahammülleriyle ihtiyar ve zayıf olduğu halde bütün ağırlıklarımızı ve yüklerimizi üzerine alan;

    Ve yazdığı Meyve ve Müdafaaname risaleleriyle Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın i’cazıyla ve Risale-i Nur’un kuvvetli bürhanlarıyla ve şakirdlerin ihlası ile izn-i İlahî ile o zindan kapılarını açtırıp beraet kazandıran;

    Ve o günde bize ve âlem-i İslâm’a bayram yaptıran;

    Ve hakikaten Risale-i Nurları “Nurun alâ nur” olduğunu ispat ederek kıyamete kadar serbest okunup ve yazılmasına hak kazandıran;

    Ve âlem-i İslâm’ın Kur’an-ı Azîmüşşan’ın gıda-i kudsîsiyle ve Nur’un uhrevî taamıyla ve şakirdlerinin iştihasıyla ekmek, su ve hava gibi bu Nurlara pek çok ihtiyacı olduğunu ve bu Nurları okuyup yazanlardan binler kişi imanla kabre girdiğini ispat eden;

    Ve kendisine mensup talebelerini hiçbir yerde mağlup ve mahcup etmeyen;

    Ve elyevm Kur’an’ın semavî dersleriyle ve Risale-i Nur’un esasatıyla ve şakirdlerinin zekâvetleriyle ve Meyve’nin Onuncu ve On Birinci Mesele ve çiçekleriyle firak ateşiyle gece gündüz yanan kalplerimizi âb-ı hayat ve şarab-ı kevser gibi o mübarek “Mesele” ve “Çiçekler” ile kalplerimizin ateşini söndürüp sürur ve feraha sevk eden;

    Ve ey âlemin (Kur’an-ı Azîmüşşan’ın kat’î vaadiyle ve tehdidi ile ve Risale-i Nur’un keşf-i kat’îsiyle ve merhum şakirdlerinin müşahedesiyle ve onlardaki keşfe’l-kubur sahiplerinin görmesiyle) en çok korktuğu ölümü ehl-i iman için idam-ı ebedîden kurtarıp bir terhis tezkeresine çeviren;

    Ve âlem-i Nur’a gitmek için güzel bir yolculuk olduğunu ispat eden;

    Ve kâfir ve münafıklar için idam-ı ebedî olduğunu bildiren;

    Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın, bin mu’cizat-ı Ahmediye aleyhissalâtü vesselâm ve kırk vech-i i’cazının tasdiki altında ihbarat-ı kat’iyesiyle, ondan çıkan Risale-i Nur’un en muannid düşmanlarını mağlup eden hüccetleriyle ve Nur şakirdlerinin çok emarelerin ve tecrübelerin ve kanaatlerinin teslimi ile o korkunç, karanlık, soğuk ve dar kabri, ehl-i iman için cennet çukurundan bir çukur ve cennet bahçesinin bir kapısı olduğunu ispat eden;

    Ve kâfir ve münafık zındıklar için cehennem çukurundan yılan ve akreplerle dolu bir çukur olduğunu ispat eden ve oraya gelecek olan Münker Nekir isminde melâikeleri ehl-i hak ve hakikat yolunda gidenler için birer munis arkadaş yapan;

    Ve Risale-i Nur’un şakirdlerini talebe-i ulûm sınıfına dâhil edip Münker Nekir suallerine Risale-i Nur ile cevap verdiklerini merhum kahraman şehit Hâfız Ali’nin vefatıyla keşfeden;

    Ve hayatta bulunanlarımızın da yine Risale-i Nur’la cevap vermemizi rahmet-i İlahiyeden dua ve niyaz eden;

    Ve Hazret-i Kur’an’ı, Kur’an-ı Azîmüşşan’ın kırk tabakadan her tabakaya göre bir nevi i’caz-ı manevîsini göstermesiyle ve umum kâinata bakan kelâm-ı ezelî olmasıyla ve tefsiri olan Risale-i Nur’un Mu’cizat-ı Kur’aniye ve Rumuzat-ı Semaniye risaleleriyle ve Risale-i Nur Gül Fabrikasının serkâtibi gibi kahraman kardeşlerin ve şakirdlerin fevkalâde gayretleriyle asr-ı saadetten beri böyle hârika bir surette mu’cizeli olarak yazılmasına hiç kimse kādir olmadığı halde Risale-i Nur’un kahraman bir kâtibi olan Hüsrev’e “Yaz!” emir buyurulmasıyla, Levh-i Mahfuz’daki yazılan Kur’an gibi yazılması ve Kur’an-ı Azîmüşşan’ın hak kelâmullah olduğunu ve bütün semavî kitapların en büyüğü ve en efdali ve bir Fatiha içinde binler Fatiha ve bir İhlas içinde binler İhlas ve hurufatının birden on ve yüz ve bin ve binler sevap ve hasene verdiklerini hiç görülmedik ve işitilmedik pek güzel ve hârika bir surette tarif ve ispat eden;

    Ve Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın bin üç yüz seneden beri i’cazını göstermesiyle ve muarızlarını durdurmasıyla ve Nur’un gözlere gösterir derecede zâhir delilleri ile ve Nur şakirdlerinin elmas kalemleriyle bu zamana kadar misli görülmedik Risale-i Nur’un dünyaya ferman okuyan ve en mütemerrid ve muannidleri susturan Yirmi Beşinci Söz ve zeylleri kırk vecihle i’caz-ı Kur’anî olduğunu ispat eden;

    Ve ey Hazret-i Peygamber aleyhissalâtü vesselâmın hak peygamber olduğuna ve umum yüz yirmi dört bin peygamberlerin efdali ve seyyidi olduğuna dair binler mu’cizelerini “Mu’cizat-ı Ahmediye” (asm) namındaki Risale-i Nur’u ile güzel bir surette ispat eden ve Kur’an-ı Azîmüşşan’ın Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın rahmeten li’l-âlemîn olduğunu kâinatta ilan etmesiyle ve Nur’un baştan nihayete kadar onun rahmeten li’l-âlemîn olduğunu bürhanlarla ispat etmesiyle ve o resulün ef’al ve ahvali, kâinatta numune-i iktida olacak en sağlam, en güzel rehber olduğunu hattâ körlere de göstermesiyle ve Anadolu ve hususi memleketlerde Nur’un intişarı zamanında belaların ref’i ve susturulmasıyla musibetlerin gelmesi şehadetiyle ve Nur şakirdlerinin gayet ağır müşkülatlar içinde kemal-i metanetle hizmet ve irtibatlarıyla o zatın (asm) sünnet-i seniyesine ittiba etmek, ne kadar kârlı olduğunu ve bir sünnete bu zamanda ittibada yüz şehidin ecrini kazandığını bildiren;

    Ve sadaka, kaza ve belayı nasıl def’ediyorsa Risale-i Nur’un da Anadolu’ya gelecek kazayı, belayı, yirmi senedir def’ettiğini aynelyakîn ispat eden üstad-ı ekremimiz efendimiz hazretleri!

    Şimdi şu Risale-i Nur’un beraeti, başta siz sevgili üstadımızı, sonra biz âciz, kusurlu talebelerinizi, sonra âlem-i İslâm’ı sürura sevk ederek ikinci büyük bir bayram yaptırdığından siz mübarek üstadımızın bu büyük bayram-ı şerifinizi tebrik ile ve yine üçüncü bayram olan ramazan-ı şerifinizi ve Leyle-i Kadrinizi tebrik, emsal-i kesîresiyle müşerref olmaklığımızı niyaz ve biz kusurluların kusurlarımızın affını rica ederek umumen selâm ile mübarek ellerinizden öper ve dualarınızı temenni ederiz, efendimiz hazretleri.

    Isparta ve havalisinde bulunan Nur talebeleri

    Haddimden yüz derece ziyade olan bu mektup muhteviyatını tevazu ile reddetmek bir küfran-ı nimet ve umum şakirdlerin hüsn-ü zanlarına karşı bir ihanet olması ve aynen kabul etmek bir gurur, bir enaniyet ve benlik bulunması cihetiyle, umum namına Risale-i Nur kâtibinin yazdığı bu uzun mektubu –on üç fıkraları ilâve edip– hem bir şükr-ü manevî hem gururdan hem küfran-ı nimetten kurtulmak için size bir suretini gönderiyorum ki Meyve’nin On Birinci Mesele’sinin âhirinde “Risale-i Nur’un Isparta ve civarı talebelerinin bir mektubudur” diye ilhak edilsin.

    Ben bu mektubu, bu tadilat ile yazdığımız halde iki defa bir güvercin yanımızdaki pencereye geldi. İçeriye girecekti, Ceylan’ın başını gördü, girmedi. Birkaç dakika sonra başkası aynen geldi. Yine yazanı gördü, girmedi. Ben dedim: Herhalde evvelki serçe ve kuddüs kuşu gibi müjdecilerdir. Veyahut bu mektup gibi müteaddid mektupları yazdığımızdan, mübarek mektubun ta’dili ile mübarekiyetini tebrik için gelmişler, kanaatimiz geldi.

    Said Nursî


    الشعاع التاسع | الشعاعات | الشعاع الثاني عشر

    1. قال أبو ذر رضي الله عنه: «قلت: يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا». (أحمد بن حنبل، المسند ٢٦٥/٥؛ ابن حبان، الصحيح ٧٧/٢؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢١٧/٨؛ الحاكم، المستدرك ٦٥٢/٢؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٢٣/١، ٥٤).
    2. إن أحد أولئك العلماء المحققين هو: رسائل النور التي ألجمت أعتى الفلاسفة الماديين، وأفحمت أشد الزنادقة تمردا، طوال العشرين سنة التي خلت، وما تزال قائمة على قدم وساق في ميدان التحدي والمبارزة، وهي في متناول الجميع، فبوسع أي واحد قراءتها دون تفنيدها. (المؤلف).
    3. هذه الجملة المعترضة تعود إلى سنة ١٩٤٦م.
    4. قسطموني: مدينة تقع شمالي تركيا، نفي إليها الأستاذ النورسي سنة ١٩٣٦م وظل فيها تحت الإقامة الجبرية إلى أن سيق منها سنة ١٩٤٣ موقوفا لمحاكمته في محكمة الجزاء الكبرى في «دنيزلي».
    5. إن كل ربيع يُقبل هو بحكم حشر للربيع السابق الذي قامت قيامته وانتهت حياته. (المؤلف).
    6. انتهى النص هنا وكأن الستار أسدل أمام الأستاذ فلم يستمر بالكتابة، أو لعل الظروف المحيطة به حالت دون ذلك، فاكتفى بالفقرات السابقة.
    7. هذه المسألة زهيرة لطيفة وضاءة لهذا الشهر الكريم ولمدينة «أميرداغ» ألحقت بـ«ثمرة» سجن دنيزلي على أنها «المسألة العاشرة». فهي تزيل بإذن الله ما ينفثه أهلُ الضلالة من سموم الأوهام العفنة حول ظاهرة التكرار في القرآن. وذلك ببيانها حكمةً من حكمها الكثيرة. (المؤلف)
    8. البيت للشاعر شرف الدين البوصيري(∗) في قصيدة البردة:
      قد تُنكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ ويُنكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ من سَقَمٍ
    9. «أطت السماء وحق لها أن تئط، ما من موضع أربع أصابع إلّا عليه ملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى». (انظر: أحمد بن حنبل، المسند ١٧٣/٥؛ الترمذي، الزهد٩؛ ابن ماجه، الزهد ١٩).
    10. انظر: الترمذي، الجنائز ٧٠؛ ابن ماجه، الجنائز ٦٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ١٢٦/٣، ٢٨٨/٤.
    11. انظر: الطبري، جامع البيان ١٥٦/١٥، أبو الشيخ، العظمة ٥٤٧/٢، ٧٤٠، ٧٤٢، ٧٤٧، ٨٦٨/٣؛ ابن كثير، تفسير القرآن ٦٢/٣.
    12. روى أبو داود بسند صحيح أن النبي ﷺ قال: أُذن لي أن أتحدث عن ملَك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش، ومن شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام فيقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت.