Sünuhat/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("ثالثتها: قد تظهر القضية المطلقة أحياناً قضية كلية، وقد تظهر القضية الوقتية المنتشرة في صورة قضية دائمة. بينما يكفي لصدق القضية وصحتها -منطقاً- أن ينال فرد في زمان معين حكماً. أما إذا صارت كمية ذات أهمية فعندها تكون القضية صحيحة عرفاً. إن في كل ماهية أفرا..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    ("«المعنى وكذا الألفاظ التي ظلت في الخاطر هي نفسها كما جاءت في الرؤيا»" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
     
    (2 kullanıcıdan 177 ara revizyon gösterilmiyor)
    138. satır: 138. satır:
    وستكون هناك أحوال بحيث إن حركة بسيطة تسمو بالإنسان إلى أعلى عليين، وفعل صغير يرديه إلى أسفل سافلين.
    وستكون هناك أحوال بحيث إن حركة بسيطة تسمو بالإنسان إلى أعلى عليين، وفعل صغير يرديه إلى أسفل سافلين.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الحالات التي هي قضايا مطلقة أو منتشرة زمانياً تؤخذ بنظر الاعتبار لنكتة بلاغية عظيمة.
    Böyle kaziye-i mutlakada veya münteşire-i zamaniyede böyle haller, büyük bir nükte için nazara alınır. Böyle acib fertler ve acib zamanlar ve haller mutlak, mübhem bırakılır.
     
    </div>
    فالأفراد العجيبون والأزمنة العجيبة تُترك على الإطلاق والإبهام.
     
    فمادام الولي في الناس، وساعة الإجابة في الجمعة، وليلة القدر في شهر رمضان، واسم الله الأعظم في الأسماء الحسنى، والأَجَل في العمر، مجهولاً؛ سيظل لسائر الأفراد قيمتهم وأهميتهم. بينما إذا تعيّن أولئك الأفراد وتلك الأزمنة تسقط أهمية سائر الأفراد والأزمنة.
     
    فإن عشرين سنة من عمر مبهم أفضل من ألف سنة من عمر معلوم النهاية؛ حيث الوهم يمتد إلى الأبدية ويجعلها محتملة الوقوع فتُقنع النفس في العمر المبهم. بينما في العمر المعين يكون كمن يتقرب إلى الإعدام خطوة خطوة بعد مضي نصف العمر.
     
    تنبيه: هناك آيات كريمة وأحاديث نبوية شريفة وردت بصورة مطلقة إلا أنها عُدّت كلية، وهناك أخرى منتشرة مؤقتة إلا أنها عدّت دائمة، وهناك أخرى مقيدة إلا أنها اعتُبرت عامة.
     
    فمثلاً: ورد بهذا المعنى: إن هذا الشيء كفر. أي لم تنشأ هذه الصفة من الإيمان، أي أنها صفةٌ كافرة. ويكون ذلك الشخص قد كَفَر لهذا السبب. ولكن لا يقال: إنه كافر؛ ذلك لأنه يملك صفات أخرى بريئة من الكفر قد نشأت من الإيمان، فهو إذن يحوز أوصافاً أخري نابعة من الإيمان، إلاّ إذا عُلم يقيناً أن تلك الصفة قد نشأت من الكفر، لأنها قد تنشأ من أسباب أخرى. ففي دلالة الصفة شك، وفي وجود الإيمان يقين، والشك لا يزيل اليقين، فينبغي للذين يجرؤون على تكفير الآخرين بسرعةٍ أن يتدبروا!
     
    الجملة الثانية:
     
    ﴿ وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَٓا اَحْيَا النَّاسَ جَم۪يعًا ﴾
     
    الإحياء باعتبار المعنى الظاهري المجازي يبين دستورَ تضاعف الحسنات تضاعفاً غير محدود. ولكن بمعناه الأصلي، يرمز إلى قَطْع دابرِ الشرك والاشتراك من الأساس في الخلق والإيجاد. لأن التشبيه الموجود في هذه الجملة وفي الآية الكريمة: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ (لقمان:٢٨) يفهّم معنى الاقتدار. فالتشبيهان يستلزمان -حسب القاعدة المنطقية- «عكس النقيض»: من لا يقتدر على إحياء الناس جميعاً لا يقتدر على إحياء نفس واحدة.
     
    بمعنى أن الآية الكريمة تدل إشارة إلى هذا المعنى:
     
    ما دامت قدرة الإنسان -والممكنات- غير مقتدرة بالبداهة على خلق السماوات والأرض فلا يمكن أن تخلق شيئاً أبداً ولو حجيرة واحدة.
     
    بمعنى أن من لا يملك قدرة قادرة على تحريك الأرض والنجوم والشموس كلِّها كتحريك خرز المسبحة وتدويرها، ليس له أن يدّعى الخلق والإيجاد في الكون قطعاً.
     
    أما ما يصنعه البشر ويتصرف فيه، فإنما هو كَشْفٌ لجريان النواميس الإلهية في الفطرة، وانسجامٌ معها واستعمالُها لصالحه.
     
    فهذا الحد من الوضوح البيّن في البرهان وسطوعه إنما هو من شأن إعجاز القرآن. والآية الكريمة الآتية تثبت ذلك:
     
    <span id="مَا_خَل۟قُكُم۟_وَلَا_بَع۟ثُكُم۟_اِلَّا_كَنَف۟سٍ_وَاحِدَةٍ"></span>
    == ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ ==
     
    لأن القدرة الإلهية ذاتية لا يتخللها العجز، وهي متعلقة بالملكوتية فلا تتداخل فيها الموانع، ونِسَبُها قانونية، فالجزء يكون في حكم الكل والجزئيُّ في حكم الكلي.
     
    النقطة الأولى:


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن القدرة الإلهية الأزلية ضرورية للذات الجليلة المقدسة.
    Mesela insanlarda veli, cumada dakika-i icabe, ramazanda leyle-i kadir, esmaü’l-hüsnada ism-i a’zam, ömürde ecel meçhul kaldıkça sair efrad dahi kıymettar kalır, ehemmiyet verilir. Taayyün ettikçe, sairleri rağbetten düşer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أي أنها بالضرورة لازمة للذات المقدسة، فلا يمكن أن يكون للقدرة منها فكاك مطلقاً، لذا فمن البديهي أن العجز الذي هو ضد القدرة لا يمكن أن يَعرض للذات الجليلة التي استلزمت القدرة، لأنه عندئذ سيجتمع الضدان، وهذا محال.
    Yirmi sene mübhem bir ömür, nihayeti muayyen bin seneye müreccahtır. Zira vehim, ebediyete ihtimal verdiğinden mübhemde nefsi kandırır. Muayyende ise yarısı geçtikten sonra darağacına tedricen takarrub gibidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دام العجز لا يمكن أن يكون عارضاً للذات، فمن البديهي أنه لا يمكن أن يتخلل القدرةَ اللازمة للذات أيضاً.. ومادام العجز لا يمكنه أن يدخل في القدرة مطلقاً فبديهي إذن أن القدرة الذاتية ليست فيها مراتب، لأن وجود المراتب في كل شيء يكون بتداخل أضداده معه، كما هو في مراتب الحرارة التي تكون بتخلل البرودة، ودرجات الحسن التي تكون بتداخل القُبح.. وهكذا فقس.
    '''Tenbih:''' Bazı âyât ve ehadîs vardır ki mutlakadır, külliye telakki edilmiş. Hem öyleler vardır ki münteşire-i muvakkatedir, daime zannedilmiş. Hem mukayyede var, âmm hesap edilmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما في الممكنات فلأنه ليس هناك لزومٌ ذاتي حقيقي أو تابع؛ أصبحت الأضدادُ متداخلة بعضها مع البعض الآخر، فتولّدت المراتبُ ونتجت عنها الاختلافاتُ، فنشأت منها تغيرات العالم.
    Mesela, demiş bu şey küfürdür. Yani o sıfat imandan neş’et etmemiş, o sıfat kâfiredir. O haysiyet ile o zat küfür etti denilir. Fakat mevsufu ise imandan neş’et ettikleri gibi ve imanın tereşşuhatına da haize olan başka masume evsafa mâlik olduğundan, o zat kâfirdir denilmez. İllâ ki o sıfat küfürden neş’et ettiği yakînen biline. Zira başka sebepten de neş’et edebilir. Sıfatın delâletinde şek var. İmanın vücudunda da yakîn var. Şek ise yakînin hükmünü izale etmez. Tekfire çabuk cüret edenler düşünsünler!..
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحيث إنه ليست هناك مراتب قط في القدرة الإلهية الأزلية، لذا فالمقدَّرات هي حتماً واحدةٌ بالنسبة إلى تلك القدرة، فيتساوى العظيم جداً مع المتناهي في الصغر، وتتماثل النجوم مع الذرات، وحشرُ جميع البشر كبعث نفس واحدة.
    '''İkinci Cümle:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المسألة الثانية: أن القدرة الإلهية تتعلق بملكوتية الأشياء..
    اَى۟ مَن۟ اَح۟يَاهَا فَكَاَنَّمَا اَح۟يَا النَّاسَ جَمٖيعًا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن لكل شيء في الكون وجهين كالمرآة:
    İhya, mana-yı zâhirî-yi mecazî itibarıyla hasenenin gayr-ı mahdud tezauf düsturunu gösterir. Mana-yı aslî itibarıyla halk ve icadda şirk ve iştiraki, esasıyla hedm eden bir bürhana remizdir. Zira bu cümle ile beraber مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ tarafeyndeki teşbih, iktidar manasını ifham ettiğini dahi nazara alınsa mantıken aks-i nakîz kaidesiyle istilzam ediyor ki مَن۟ لَا يَق۟تَدِرُ عَلٰى اِح۟يَاءِ النَّاسِ جَمٖيعًا لَا يَق۟تَدِرُ عَلٰى اِح۟يَاءِ نَف۟سٍ وَاحِدَةٍ demek işareten delâlet ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أحدهما: جهة الـمُلك وهي كالوجه المطلي الملوَّن من المرآة.
    Mademki insanın, mümkinatın kudreti, bilbedahe semavatın, küre-i arzın halkına, icadına muktedir değildir. Bir taşın, hiçbir şeyin halkına da muktedir olamaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والأخرى هي جهة الملكوت وهي كالوجه الصقيل للمرآة.
    Demek arzı ve bütün nücum ve şümusu tesbih taneleri gibi kaldıracak, çevirecek kuvvetli bir ele mâlik olmayan kimse kâinatta dava-yı halk ve iddia-yı icad edemez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فجهة الملك، هي مجالُ وميدانُ تجوّلِ الأضداد، ومحلُّ ورودِ أمور الحُسن والقُبح والخير والشر والصغير والكبير والصعب والسهل وأمثالها.. لذا وضعَ الخالق الحكيم الأسبابَ الظاهرة ستاراً لتصرفاتِ قدرته، لئلا تَظهر مباشرةُ يد القدرة الحكيمة بالذات على الأمور الجزئية التي تَظهر للعقول القاصرة التي ترى الظاهر، كأنها خسيسة غير لائقة، إذ العظمة والعزّة تتطلب هكذا.. إلّا أنه سبحانه لم يعط التأثير الحقيقي لتلك الأسباب والوسائط؛ إذ وحدة الأحدية تقتضي هكذا أيضاً.
    Sun’î tasarrufat-ı beşeriye ise fıtratta cari olan nevamis-i İlahînin sereyanlarını keşif ile tevfik-i hareket edip lehinde istimal etmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما جهة الملكوت، فهي شفافة صافية نزيهة في كل شيء، فلا تختلط معها ألوانُ ومزخرفات التشخصات... هذه الجهة متوجهة إلى بارئها دون وساطة، فليس فيها ترتب الأسباب والمسبّبات ولا تسلسلُ العلل، ولا تدخل فيها العليّةُ والمعلولية ولا تتداخل الموانع، فالذرة فيها تكون شقيقةَ الشمسِ.
    İşte bu derece bürhanda vuzuh, parlaklık Kur’an’ın rumuz-u i’cazındandır. Gelecek âyet bunu ispat edecektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن القدرة هي مجردة، أي ليست مؤلفة ومركبة، وهي مطلقة غير محدودة، وهي ذاتية أيضاً. أما محل تعلقها بالأشياء فهي دون وساطة، صافيةٌ دون تعكر، ودون ستار ودون تأخير، لذا لا يَستكبر أمامها الكبيرُ على الصغير، ولا تُرجَّح الجماعةُ على الفرد ولا يتبجّح الكل أمام الجزء ضمن تلك القدرة.
    == مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المسألة الثالثة: نسبة القدرة قانونية..
    Zira kudret zatiyedir. Acz tahallül edemez. Melekûtiyete taalluk eder. Mevani tedahül edemez. Nisbeti kanunîdir. Cüz ve küll, cüz’î ve küllî hükmüne geçer.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾ (النحل:٦٠) ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِه۪ شَيْءٌ ﴾ (الشورى:١١)
    '''Birinci Nokta:''' Kudret-i ezeliye, Zat-ı Akdes’e lâzıme-i zaruriye-i nâşie-i zatiyedir. Acz zıddı olduğundan bizzarure, zaruriye-i zatiye ile zıddının melzumu olan zata ârız olmaz. Madem zata ârız olamaz, kudrete bizzarure tahallül edemez. Mademki tahallül edemez, kudrette meratib bizzarure olamaz. Zira meratibin vücudu, ezdadın tedahülüyledir. Mesela, hararette meratib, bürudetin tahallülüyledir. Hüsündeki derecat, kubhun tedahülüyledir. (وَ هَلُمَّ جَرًّا )
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه المسألة الغامضة سنقرّبها إلى الذهن ببعض الأمثلة؛ حيث التمثيل يقرب التصوير إلى الأذهان.
    Mümkinatta hakiki lüzum-u zatî-i tabiî olmadığından, kâinatta ezdad birbirine girebilmiş. Meratib tevellüd edip ihtilafat ile tagayyürat neş’et etmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الأول: «الشفافية»
    Mademki kudrette meratib olamaz, makdûrat dahi bizzarure kudrete nisbeti bir olur. En büyük, en küçüğe müsavi, zerrat yıldızlara emsal olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن تجلّي ضوء الشمس يُظهر الهويةَ نفسَها على سطح البحر أو على كل قطرة من البحر، فإذا كانت الكرة الأرضية مركّبة من قِطَع زجاجية صغيرة شفافة مختلفة تقابل الشمس دون حاجز يحجزها، فضوء الشمس المتجلي على كل قطعة على سطح الأرض وعلى سطح الأرض كلها يتشابه ويكون مساوياً دون مزاحمة ودون تجزؤ ودون تناقص.. فإذا افترضنا أن الشمس فاعل ذو إرادة وأعطت فيضَ نورها وإشعاع صورتها بإرادتها الأرض، فلا يكون عندئذٍ نشرُ فيضِ نورها على جميع الأرض أكثَر صعوبة من إعطائها ذرة واحدة.
    '''İkinci Nokta:''' Kâinatın iki ciheti var, âyinenin iki vechi gibi. Biri mülk, biri melekûtiyet. Mülk ciheti ezdadın cevelangâhıdır. Hüsün kubuh, hayır şer, sıgar kiber gibi umûrun mahall-i tevarüdüdür. Onun için vesait ve esbab vaz’edilmiş tâ dest-i kudret zâhiren umûr-u hasise ile mübaşir olmasın. Azamet, izzet öyle ister. Hakiki tesir verilmemiş, vahdet öyle ister.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الثاني: «المقابلة»
    Melekûtiyet ciheti ise mutlaka şeffafedir. Teşahhusat karışmaz. O cihet vasıtasız, Hâlık’a müteveccihtir. Terettüp, teselsülü yoktur. İlliyet ma’luliyet giremez. İ’vicacatı yoktur. Avâik müdahale edemez. Zerre şemse kardeş olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هب أنه كانت هناك حلقة واسعة من البشر يحمل كلُّ واحد منهم مرآة بيده، وفي مركز الدائرة رجل يحمل شمعة مشتعلة، فإن الضوء الذي يرسله المركز إلى المرايا في المحيط واحد، ويكون بنسبة واحدة، دون تناقص ودون مزاحمة ودون تشتّت.
    Kudret hem basit hem nâmütenahî hem zatî, mahall-i taalluk-u kudret hem vasıtasız hem lekesiz hem isyansızdır. Büyük küçüğe tekebbürü, cemaat ferde rüçhanı, küll cüze nisbeten kudrete karşı fazla nazlanması olamaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الثالث: «الموازنة»
    '''Üçüncü Nokta:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن كان لدينا ميزان حقيقي عظيم وحساس جداً وفي كفتيه شمسان أو نجمان، أو جبلان، أو بيضتان، أو ذرتان.. فالجهد المبذول هو نفسه الذي يمكن أن يرفع إحدى كفتيه إلى السماء ويخفضَ الأخرى إلى الأرض.
    لَي۟سَ كَمِث۟لِهٖ شَى۟ءٌ ۝ وَ لِلّٰهِ ال۟مَثَلُ ال۟اَع۟لٰى
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الرابع: «الانتظام»
    Temsil, tasviri teshil ettiğinden temsilatla bu gamız noktayı tefhime çalışacağız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يمكن إدارة أعظم سفينة -لأنها منتظمة جداً- كأصغر دمية للأطفال.
    Mesela, şemsin feyz-i tecellisi olan timsali, deniz sathında, denizin katresinde aynı hüviyeti gösteriyor. Mesela, kâinat hâilsiz şemse müteveccih olmak şartıyla, mütefavit cam parçalarından farz edilse timsal-i şems zerrede, sath-ı arzda, umumda müzahametsiz, tecezzisiz, tenakussuz bir olur. İşte '''şeffafiyet sırrı.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال الخامس: «التجرد»
    Mesela, noktalardan terekküp eden bir daire-i azîmin nokta-i merkeziyenin elinde bir mum ve muhitteki noktaların ellerinde birer (âyine) farz edilse nokta-i merkeziyenin verdiği feyz; müzahametsiz, tecezzisiz, tenakussuz nisbeti birdir. İşte '''mukabele sırrı.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن الميكروب مثلاً كالكركدن يحمل الماهية الحيوانية وميزاتها، والسمك الصغير جداً يملك تلك الميزة والماهية المجردة كالحوت الضخم، لأن الماهية المجردة من الشكل والتجسم تدخل في جميع جزيئات الجسم من أصغر الصغير إلى أكبر الكبير وتتوجه إليها دون تناقص ودون تجزؤ، فخواص التشخصات والصفات الظاهرية للجسم لا تُشوِش ولا تتداخل مع الماهيّة والخاصة المجرّدة، ولا تُغيِّر نظرة تلك الخاصة المجردة.
    Mesela, hakiki bir mizanın iki gözünde iki şems, iki yıldız, iki dağ, iki yumurta, iki cevher-i fert hangisi bulunursa bulunsun, sarf olunacak aynı kuvvetle, hassas terazinin bir kefesi Süreyya’ya, bir kefesi serâya inebilir. İşte '''muvazene sırrı.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    المثال السادس: «الطاعة»
    Mesela, en azîm bir gemiyi, bir çocuk dahi oyuncağını çevirdiği gibi çevirir. İşte '''intizamın sırrı.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن قائد الجيش بأمره: «تَقَدمْ» مثلما يحرّك الجندي الواحد فإنه يحرّك الجيش بأكمله كذلك بالأمر نفسه.
    Mesela, bir mahiyet-i mücerrede bütün cüz’iyatına en asgarına, en ekberine yorulmadan, tenakus etmeden, tecezzisiz bir bakar. Mülk cihetindeki teşahhusat, hususiyat müdahale edip tağyir edemez. İşte '''tecerrüdün sırrı.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فحقيقةُ سرِّ الطاعة هي أن لكل شيء في الكون -كما يشاهَد بالتجربة- نقطةَ كمال، وله ميل إليها، فتضاعُف الميل يولّد الحاجة، وتضاعُف الحاجة يتحول إلى شوق، وتضاعف الشوق يكوّن الانجذاب، فالانجذاب والشوق والحاجة والميل.. كلّها نوىً لامتثال الأوامر التكوينية الرّبانية وبذورُها من حيث ماهية الأشياء.
    Mesela, bir kumandan arş emri ile bir neferi tahrik, bir orduyu tahrik eder. İşte '''itaat sırrı.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالكمال المطلق لماهيات الممكنات هو الوجود المطلق، ولكن الكمال الخاص بها هو وجودٌ خاص لها يُخرج كوامن استعداداتها الفطرية من طَور القوة إلى طور الفعل... فإطاعة الكائنات لأمرِ «كُنْ» كإطاعةِ الذرة الواحدة التي هي بحكم جندي مطيع. وعند امتثال الممكنات وطاعتها للأمر الأزلي: «كُن» الصادرِ عن الإرادة الإلهية تندمج كليّاً الميولُ والأشواقُ والحاجاتُ جميعها، وكل منها هو تجلٍّ من تجلّيات تلك الإرادة أيضاً. حتى إن الماء الرقراق عندما يتلقى -بمَيلٍ لطيفٍ منه- أمراً بالانجماد، يَظهر سرّ قوة الطاعة بتحطيمه الحديد.
    Zira her şeyin bir nokta-i kemali ve o noktaya bir meyli var. Muzaaf meyil, ihtiyaç; muzaaf ihtiyaç, aşk; muzaaf aşk, incizabdır. Mahiyat-ı mümkinatın mutlakā kemali, mutlak vücuddur. Hususi kemali, istidadatını bilfiile çıkaran has vücuddur. Bütün kâinatın kün emrine itaati, bir zerre neferi itaati gibidir. Kün emr-i ezelîsine mümkinin itaat ve imtisalinde, meyil ve ihtiyaç ve şevk ve incizab mümtezic, mündemicdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن كانت هذه الأمثلة الستة تَظهر لنا في قوة الممكنات المخلوقات وفي فعلها وهي ناقصة ومتناهية وضعيفة وليست ذات تأثير حقيقى، فينبغي إذن أن تتساوى جميع الأشياء أمام القدرة الإلهية المتجلّية بآثار عظمتها.. وهي غير متناهية وأزليةٌ، وهي التي أوجدت جميع الكائنات من العدم البحت وحيّرت العقول جميعها، فلا يصعب عليها شيء إذن. ولا ننسى أن القدرة الإلهية العظمى لا توزن بموازيننا الضعيفة الهزيلة هذه، ولا تتناسب معها، ولكنها تُذكَر تقريباً للأذهان وإزالةً للاستبعاد ليس إلَّا.
    Nıkāt-ı selâse hususan üçüncü noktadaki esrar-ı sitte ile mülk ve mümkin canibinde değil, melekûtiyet ve kudret-i ezeliye cihetinde nazar edilse istinkâra incirar eden istib’ad zâil ve nefis mutmainne olur. Şöyle:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نتيجة الأساس الثالث وخلاصته: ما دامت القدرة الإلهية مطلقة غير متناهية، وهي لازمة ضرورية للذات الجليلة المقدسة، وأن جهة الملكوت لكل شيء تُقابلها وتتوجه إليها دون ستار ودون شائبة، وأنها متوازنة بالإمكان الاعتباري الذي هو تَساوي الطرفين، وأن النظام الفطري الذي هو شريعة الفطرة الكبرى مطيع للفطرة وقوانينِ الله ونواميسِه، وأن جهة الملكوت مجردة وصافية من الموانع والخواص المختلفة... لذا فإن أكبر شيء كأصغره أمام تلك القدرة، فلا يمكن أن يُحْجِم شيءٌ أيّاً كان أو يتمرّد عليها. فإحياءُ جميع الأحياء يوم الحشر هينّ عليه كإحياء ذبابة في الربيع،
    Mademki kudret-i ezeliye gayr-ı mütenahiyedir, zatiyedir, zaruriyedir. Her şeyin lekesiz, perdesiz cihet-i melekûtiyeti ona müteveccihtir, ona mukabildir. İmkân itibarıyla mütesavi, mütevazinü’t-tarafeyndir. Şeriat-ı fıtriye-i kübra olan nizama mutîdir. Avâik ve hususiyat-ı mütenevviadan cihet-i melekûtiyet mücerreddir. Küll-ü a’zam, cüz-ü asgara nisbeten, kudrete karşı ziyade nazlanmaz, mukavemet etmez. Haşirde bütün zevi’l-ervah ihyası, mevt-âlûd bir nevm ile kışta uyuşmuş bir sineği, baharda ihya ve in’aşından kudrete daha ağır olamaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولهذا فالآية الكريمة: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ أمرٌ حق وصدق جلي لا مبالغة فيه أبداً.
    Mezkûr üç nokta dikkat-i nazara alınsa görünür ki مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ mübalağasız, mücazefesiz doğrudur, haktır, hakikattir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="وَلَا_يَتَّخِذ۟_بَع۟ضُنَا_بَع۟ضًا_اَر۟بَابًا_مِن۟_دُونِ_اللّٰهِ"></span>
    == وَلَا يَتَّخِذ۟ بَع۟ضُنَا بَع۟ضًا اَر۟بَابًا مِن۟ دُونِ اللّٰهِ ==
    == ﴿ وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا اَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّٰهِ ﴾ (آل عمران:٦٤) ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نورد نكتة واحدة من بين أُلوف نكات هذه الآية الكريمة:
    '''Binler nüktesinden bir nükte:'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنه بقطع النظر عن مشرب الصوفية، فإن الإسلام يرفض الواسطة ويقبل الدليل، وينفي الوسيلة ويثبت الإمام؛ بينما غيره من الأديان يقبل الواسطة. فبناء على هذا السر الدقيق يستطيع النصراني أن يصبح متديناً إذا أشغل مقامات من حيث الثروة والمنصب. بينما في الإسلام: العوامُّ هم المتمسكون بالدين أكثر من ذوي الثروات والمناصب؛ وذلك لأن النصراني ذا المقام يحافظ على نصرانيته وأنانيته بقدر تعصبه في دينه، فلا ينقص ذلك من تكبره وغروره،
    Sofiye meşrebinden kat’-ı nazar, İslâmiyet vasıtayı red, delili kabul ve vesileyi nefiy, imamı ispat eder. Başka din, vasıtayı kabul eder. Bu sırra binaendir ki Hristiyan’da servet ve rütbece yüksek olanlar, ziyade dindardır. İslâmiyet’te avam ise servet ve rütbece yüksek olanlardan ziyade dine merbuttur. Zira bir zîrütbe enaniyetli bir Hristiyan, ne derece dinde mütesallib ise o derece mevkiini muhafaza ve enaniyeti okşar, kibrinde imtiyazından fedakârlık etmez belki kazanır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بينما المسلم يبتعد عن التكبر والغرور بقدر تمسكه بالدين، بل ينبغي له أن يتنازل عن عزة المنصب.
    Bir Müslim ne derece dine mütemessik ise o derece kibrinden, gururundan hattâ izzet-i rütebîden fedakârlık etmek gerektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن هنا فالنصرانية ربما تتمزق بهجوم العوام المظلومين على الظالمين الذين يَعُدّون أنفسهم خواص النصارى، حيث النصرانية تُعِين تحكّمهم. بينما الإسلام لا ينبغي أن يتزعزع لأنه ملك العوام أكثرَ من الخواص الدنيويين.
    Öyle ise kendini havas zanneden zalimlere, mazlumîn ve avamın hücumu ile Hristiyanlık havassın tahakkümüne yardım ettiğinden parçalanabilir. İslâmiyet ise dünyevî havastan ziyade avamın malı olduğundan, esasat itibarıyla müteessir olmamak gerektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    == يُخ۟رِجُ ال۟حَىَّ مِنَ ال۟مَيِّتِ وَ يُخ۟رِجُ ال۟مَيِّتَ مِنَ ال۟حَىِّ ==
    == يُخ۟رِجُ ال۟حَىَّ مِنَ ال۟مَيِّتِ وَ يُخ۟رِجُ ال۟مَيِّتَ مِنَ ال۟حَىِّ ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    322. satır: 278. satır:
    </div>
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="وَ_لَا_تَزِرُ_وَازِرَةٌ_وِز۟رَ_اُخ۟رٰى"></span>
    == وَ لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِز۟رَ اُخ۟رٰى ==
    == ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرٰى ﴾ (الأنعام:١٦٤) ==
    </div>
     
    تُمثل هذه الآية الكريمة أعدل دستور في السياسة الشخصية والجماعية والقومية. أما الآية الكريمة:
     
    ﴿ اِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ (الأحزاب:٧٢)
     
    فتُبين استعدادَ الإنسان إلى الظلم الرهيب المغروز في فطرته.
     
    والسر في ذلك هو: أن القوى والميول المودَعة في الإنسان لم تُحَدَّد، خلافاً للحيوان؛ لذا فإن الميل للظلم وحبّ الذات يتماديان كثيراً وبشكل مخيف.
     
    نعم، إن حب الإنسان لنفسه، وتحريَ مصلحته وحده، وحبه لذاته وحده، من الأشكال الخبيثة لـ«أنا والأنانية»، وإذا ما اقترن العناد والغرور بذلك الميل تولدت فظائع بشعة بحيث لم يعثر لها البشر على اسم بعدُ. وكما أن هذا دليل على وجوب وجود جهنم كذلك لا جزاء له إلّا النار.
     
    ولنتناول هذا الدستور في:
     
    نطاق الشخص:
     
    يحوز الشخص أوصافاً كثيرة؛ إن كانت صفةٌ منها تستحق العِداء، فيقتضي حصرَ العِداء في تلك الصفة وحدها، حسب القانون الإلهي الوارد في الآية الكريمة، بل على الإنسان أن يشفق على ذلك الشخص المالك لصفات بريئة كثيرة أخرى ولا يعتدي عليه؛
     
    بينما الظالم الجهول يعتدي على ذلك الشخص لصفة جانية فيه، لما في طبيعته من ظلم مغروز، بل تَسري عداوته لأوصاف بريئة فيه، حيث يخاصم الشخص نفسه، وربما لا يكتفي بالشخص وحده فيشمل ظلمُه أقاربَ الشخص بل كلَّ من في مسلكه، علماً أن تلك الصفة الجانية قد لا تكون نابعة من فساد القلب، وربما هي نتيجة أسباب أخرى، حيث إن أسباباً كثيرة تولد الشيء الواحد، فلا تكون الصفة جانية، بل حتى لو كانت تلك الصفة كافرة أيضاً لا يكون الشخص جانياً.
     
    وفي نطاق الجماعة:
     
    نشاهد أن شخصاً حريصاً، قد طرح فكراً ينطوي على رغبة، فقال بدافع الانتقام أو بدافعِ اعتراضٍ جارح: سيتبعثر الإسلام ويتشتت، أو ستمحى الخلافة. فيتمنى أن يُهانَ المسلمون -العياذ بالله- وتُخنق الأخوةُ الإسلامية، لكي يَظهر صدق كلامه ويَشبع غرورُه وأنانيته فحسب، بل يحاول إيضاح ظلم الخصم الجاحد في صورةِ عدالةٍ، باختلاقِ تأويلات وحذلقات لا تخطر على بال.
     
    وفي نطاق المدنية الحاضرة:
     
    نشاهد أن هذه المدنية المشؤومة قد أعطت البشريةَ دستوراً ظالماً غداراً، بحيث يزيل جميعَ حسناتها، ويبين السرَّ في قلق الملائكة الكرام لدى استفسارهم ﴿ اَتَجْعَلُ ف۪يهَا مَنْ يُفْسِدُ ف۪يهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَٓاءَ ﴾ (البقرة:٣٠)
     
    إذ لو وُجد خائن واحد في قصبة، فإنها تقضي بتدميرها وبمن فيها من الأبرياء، ولو وجد عاصٍ واحد في جماعة فهي تقضي بالقضاء على تلك الجماعة مع أفرادها وعوائلها وأطفالها. ولو تحصّن من لا يخضع لقانونها في جامع أياصوفيا فإنها تقضي بتخريب ذلك البناء المقدس الذي هو أثمن من مليارات الذهب. وهكذا تحكُم هذه المدنية بوحشية رهيبة.
     
    فلئن كان المرء لا يؤاخَذ حتى بجريرةِ أخيه، فكيف تدان ألوفُ الأبرياء في قصبةٍ أو في جماعة لوجودِ مخرِّب واحد فيها. علماً أنه لا تخلو مدينة أو جماعة منهم.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="وَ_اع۟تَصِمُوا_بِحَب۟لِ_اللّٰهِ_جَمٖيعًا_وَلَا_تَفَرَّقُوا_۝ا_لٓمٓ_ذٰلِكَ_ال۟كِتَابُ_لَا_رَي۟بَ_فٖيهِ_هُدًى_لِل۟مُتَّقٖينَ"></span>
    İşte siyaset-i şahsiye, cemaatiye, milliyeye dair en âdil bir düstur-u Kur’anî.
    == ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَم۪يعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ (آل عمران:١٠٣) ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    == ﴿ الٓمٓ ❀ ذٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ف۪يهِ هُـدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾ (البقرة:١-٢) ==
    اِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    '''هيمنة القرآن الكريم'''(<ref>لقد نشر هذا المقال لأول مرة في مجلة «سبيل الرشاد» عدد ٤٦٣ في مايس ١٩٢٠ تحت عنوان (الحاكمية المطلقة للقرآن الكريم).</ref>)
    İşte mahiyet-i insaniyede dehşetli kabiliyet-i zulüm sırrı şudur: Beşerde hayvanın aksine olarak kuva ve müyul fıtraten tahdid edilmemiş. Meyl-i zulüm, hubb-u nefis dehşetli meydan alıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أرى أن مردّ ما تبديه الأمة الإسلامية من إهمال وعدم مبالاة نحو الأحكام الفقهية ما يأتي:
    Evet, ene ve enaniyetin eşkâl-i habîsesi olan hodgâmlık, hodbinlik, hodendişlik, gurur ve inat, o meyle inzimam etse öyle ekberü’l-kebairi icad eder ki daha beşer ona isim bulmamış. Cehennemin lüzumuna delil olduğu gibi cezası da yalnız cehennem olabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن أركان الدين وأحكامه الضرورية نابعة من القرآن الكريم والسنةِ النبويةِ المفسرةِ له، وهي تشمل تسعين بالمائة من الدين، أما المسائل الخلافية التي تحتمل الاجتهاد فلا تتجاوز العشرة منه.
    Evvela şahıs itibarıyla: Bir şahıs çok evsafa câmi’dir. Onların içinde bir sıfat adâveti celbetse birinci âyetteki kanun-u İlahî iktiza eder ki adâvet, o sıfata inhisar etsin; mecma-ı evsaf-ı masume olan şahsına yalnız acısın ve tecavüz etmesin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالبون إذن شاسع بين أهمية الأحكام الضرورية والمسائل الخلافية.
    Halbuki o zalûm-u cehûl, tabiat-ı zalimane ile bir cani sıfat için o evsaf-ı masumenin hakkına da tecavüz edip mevsufa da husumet; hattâ onda da iktifa etmiyor, akrabasına da hattâ meslektaşına da zulmünü teşmil eder. Bir şeyin müteaddid esbabı olduğundan, olabilir o cani sıfat da kalbin fesadından değil belki hariç bir sebebin neticesidir. O halde sıfat caniye değil, kâfire de olsa o zat cani olamaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو شَبهنا المسائلَ الاجتهاديةَ بالذهب لكانت الأحكام الضرورية وأركانُ الإيمان أعمدةً من الألماس. تُرى هل يجوز أن تكون تسعون عمودا من الألماس تابعة لعشرة منها من الذهب؟ وهل يجوز أن يوجَّه الاهتمام إلى التي من الذهب أكثرَ من تلك التي من الألماس؟.
    Cemaat itibarıyla görüyoruz ki bir şahıs, muhteris bir intikamıyla veya müntakim bir muhalefetle, arzuyu tazammun eden bir fikir ile demiş ki: “İslâm parçalanacak.” veyahut “Hilafet mahvolacak.” Sırf o meş’um sözünü doğru göstermek; gururiyetini, enaniyetini tatmin etmek için İslâm’ın perişaniyetini –el-iyazü billah– uhuvvet-i İslâmiyenin boğulmasını arzu eder. Hasmın zulm-ü kâfiranesini, hayale gelemez cerbezeli tevillerle adalet suretinde göstermek ister.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن الذي يَسوقُ جمهورَ الناس إلى الاتّباعِ وامتثالِ الأوامر، هو ما يتحلى به المَصدَرُ من قدسية، هذه القدسية هي التي تدفع جمهور الناس إلى الانقياد أكثرَ من قوة البرهان ومتانةِ الحجة، فينبغي إذن أن تكون الكتب الفقهية بمثابةِ وسائلَ شفافة -كالزجاج- لِعَرْض قدسيةِ القرآن الكريم، وليس حجاباً دونه، أو بديلاً عنه.
    Medeniyet-i hazıra itibarıyla görüyoruz ki şu medeniyet-i meş’ume öyle gaddar bir düstur-u zulüm beşerin eline vermiş ki bütün mehasin-i medeniyeti sıfıra indiriyor. Melâike-i kiramın اَتَج۟عَلُ فٖيهَا مَن۟ يُف۟سِدُ فٖيهَا وَ يَس۟فِكُ الدِّمَٓاءَ deki endişelerinin sırrını gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن ذهن الإنسان ينتقل من الملزوم إلى اللازم وليس إلى لازم اللازم -كما هو مقرر في علم المنطق- ولو انتقل فبقصدٍ غير طبيعي.
    İşte bir köyde bir hain bulunsa o köyü masumeleriyle imha etmek veya bir cemaatte bir âsi bulunsa o cemaati çoluk çocuğuyla ifna etmek veya Ayasofya gibi milyarlara değer mukaddes bir binaya, kanun-u zalimanesine serfürû etmeyen birisi tahassun etse o binayı harap etmek gibi en dehşetli vahşetlere şu medeniyet fetva veriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالكتب الفقهية شبيهة بالملزوم، والقرآن الكريم هو الدال على تلك الأحكام الفقهية ومصدرُها، فهو اللازم... والصفةُ الملازمة الذاتية للقرآن الكريم هي القدسية المحفِّزة للوجدان. فلأن نظر العامة ينحصر في الكتب الفقهية فحسب، فلا ينتقل ذهنُهم إلى القرآن الكريم إلّا خيالاً، ونادراً ما يتصورون قدسيته -من خلال نظرهم المنحصر- ومن هنا يعتاد الوجدان التسيبَ، ويتعود على الإهمال، فينشأ الجمودُ.
    Acaba bir adam, kardeşinin günahıyla hak nazarında mes’ul olmadığı halde, nasıl oluyor ki bir karyenin veya bir cemaatin binlerle masumları, hiçbir zaman fena tabiatlı ihtilalciden hâlî kalmayan bir şehirde veya bir mahallede bulunan bir serkeş adamın isyanıyla, hiç münasebet olmadığı halde, o masumlar mes’ul, belki ifna ediliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو كان قد بُيِّنَ القرآنُ الكريم ضمن بيان الضروريات الدينية مباشرة لكان الذهن ينتقل انتقالاً طبيعياً إلى قدسيته، ولأثارت الشوق إلى الاتباع، ولنبهت الوجدان إلى الاقتداء، وعندها تنمو ملكة رهافة المشاعر لدى المخاطب بدلا من صممها أمام حوافز الإيمان وموقِظاته.
    == وَ اع۟تَصِمُوا بِحَب۟لِ اللّٰهِ جَمٖيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۝ا لٓمٓ ذٰلِكَ ال۟كِتَابُ لَا رَي۟بَ فٖيهِ هُدًى لِل۟مُتَّقٖينَ ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالكتب الفقهية إذن ينبغي أن تكون شفافة لعرض القرآن الكريم وإظهاره، ولا تصبحَ حجابا دونه كما آلت إليه -بمرور الزمان- من جراء بعض المقلدين. وعندئذ تجدها تفسيراً بين يدي القرآن وليست مصنفات قائمة بذاتها.
    '''Kur’an’ın Hâkimiyet-i Mutlakası'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن توجيه أنظار عامة الناس في الحاجات الدينية توجيها مباشراً إلى القرآن الكريم، خطابِ الله العزيز الساطع بإعجازه والمحاطِ بهالة القدسية والذي يهز الوجدان بالإيمان دائما.. إنما يكون بثلاث طرق:
    Ümmet-i İslâmiyenin ahkâm-ı diniyede gösterdiği teseyyüb ve ihmalin bence en mühim sebebi şudur:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ١- إما إزالة ذلك الحجاب من أمام القرآن الكريم بتوجيه النقد وتجريح الثقة بأولئك المؤلِّفين للكتب الفقهية الذين يستحقون كل الاحترام والتوقير والثقة والاعتماد.. وهذا ظلم فاضح، وخطر جسيم، وإجحاف بحق أولئك الأئمة الأجلاء.
    Erkân ve ahkâm-ı zaruriye ki yüzde doksandır. Bizzat Kur’an’ın ve Kur’an’ın tefsiri mahiyetinde olan sünnetin malıdır. İçtihadî olan mesail-i hilafiye ise yüzde on nisbetindedir. Kıymetçe mesail-i hilafiye ile erkân ve ahkâm-ı zaruriye arasında azîm tefavüt vardır. Mesele-i içtihadiye altın ise öteki birer elmas sütundur. Acaba doksan elmas sütunu, on altının himayesine vermek, mezcedip tabi kılmak caiz midir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ٢- أو تحويل تلك الكتب الفقهية تدريجيا إلى كتب يستشف منها فيض القرآن الكريم، أي تصبح تفسيرا له، ويمكن أن يتم هذا باتباع طرق تربوية منهجية خاصة حتى تبلغ تلك الكتبُ إلى ما يشبه كتبَ الأئمة المجتهدين من السلف الصالح أمثالِ «الموطأ» لمالك بن أنس و«الفقه الأكبر» لأبى حنيفة النعمان.
    Cumhuru, bürhandan ziyade me’hazdeki kudsiyet imtisale sevk eder. Müçtehidînin kitapları vesile gibi, cam gibi Kur’an’ı göstermeli, yoksa vekil, gölge olmamalı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فعندئذ لا يُقرأ كتاب «ابن حجر» -مثلاً- بقصدِ ما يقوله ابن حجر نفسه، بل يُقرأ لأجل فهم ما يَأْمُر به القرآن الكريم. وهذا الطريق بحاجة إلى زمن مديد.
    Mantıkça mukarrerdir ki zihin, melzumdan tebeî olarak lâzıma intikal eder ve lâzımın lâzımına tabiî olarak etmez. Etse de ikinci bir teveccüh ve kasd ile eder. Bu ise gayr-ı tabiîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ٣- أو شد أنظار جمهور الناس دوما إلى مستوى أعلى من تلك الكتب -التي أصبحت حجابا- أي شدها باستمرار إلى القرآن الكريم وإظهاره فوقها دائما، مثلما يفعله أئمة الصوفية، وعندها تؤخذ الأحكام الشرعية والضروريات الدينية من منبعها الأساس وهو القرآن الكريم، أما الأمور الاجتهادية التي تَرِد بالواسطة فيمكن مراجعتها من مظانها.
    Mesela, hükmün me’hazi olan şeriat kitapları melzum gibidir. Delili olan Kur’an ise lâzımdır. Muharrik-i vicdan olan kudsiyet, lâzımın lâzımıdır. Cumhurun nazarı kitaplara temerküz ettiğinden yalnız hayal meyal lâzımı tahattur eder. Lâzımın lâzımını, nadiren tasavvur eder. Bu cihetle vicdan lâkaytlığa alışır, cümudet peyda eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا يخفى أن ما يستشعره المرء من جاذبية في كلام الصوفي الحق ومن طلاوة في حديثه غيرُ ما يستشعره في وعظِ عالم في الفقه. فالفرق في هذا نابع من ذلك السر.
    Eğer zaruriyat-ı diniyede doğrudan doğruya Kur’an gösterilse idi, zihin tabiî olarak müşevvik-i imtisal ve mûkız-ı vicdan ve lâzım-ı zatî olan “kudsiyet”e intikal ederdi. Ve bu suretle kalbe meleke-i hassasiyet gelerek imanın ihtaratına karşı asamm kalmazdı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه من الأمور المقررة، أن ما يوليه عامة الناس من تقدير لشيء وتثمينهم له ليس نابعاً -على الأغلب- مما فيه من كمال، بل مما يشعرون نحوه من حاجة وبما يحسون تجاهه من رغبة؛ فالساعاتي الذي يأخذ أجرةً أكثرَ من عالم جليل مثالٌ يؤيد هذا.
    Demek şeriat kitapları, birer şeffaf cam mahiyetinde olmak lâzım gelirken, mürur-u zamanla mukallidlerin hatası yüzünden paslanıp hicab olmuşlardır. Evet bu kitaplar, Kur’an’a tefsir olmak lâzım iken başlı başına tasnifat hükmüne geçmişlerdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو وُجِّهَتْ حاجاتُ المسلمين الدينية كافة شطرَ القرآن الكريم مباشرة، لنال ذلك الكتابُ المبين من الرغبة والتوجه -الناشئةِ من الحاجة إليه- أضعافَ أضعافِ ما هو مشتَّت الآن من الرغبات نحو الألوف من الكتب، بل لكان القرآن الكريم مهيمنا هيمنة واضحة على النفوس، ولكانت أوامرُه الجليلة مطبَّقة منفَّذة كليا، ولَمَا كان يظل كتابا مباركا يُتَبَرك بتلاوته فحسب.
    Hâcat-ı diniyede cumhurun enzarını doğrudan doğruya, cazibe-i i’caz ile revnaktar ve kudsiyetle hâledar ve daima iman vasıtasıyla vicdanı ihtizaza getiren hitab-ı ezelînin timsali bulunan Kur’an’a çevirmek üç tarîkledir:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا وإن هناك خطراً عظيماً في مزج الضروريات الدينية مع المسائل الجزئية الفرعية الخلافية، وجَعْلها كأنها تابعة لها، لأن الذي يرى الآخرين على خطأ -ونفسه على صواب- يدعي: أن مذهبي حق يحتمل الخطأَ والمذهب المخالف خطأ يحتمل الصوابَ!
    1- Ya müellifînin bihakkın lâyık oldukları derin bir hürmeti, emniyeti, tenkit ile kırıp o hicabı izale etmektir. Bu ise tehlikelidir, insafsızlıktır, zulümdür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وحيث إن جمهور الناس يعجزون عن أن يميزوا تمييزاً واضحا بين الضروريات الدينية والأمور النظرية الممتزجة معها، تراهم يعممون -سهواً أو وهماً- الخطأ الذي يرونه في الأمور الاجتهادية على الأحكام كلها، ومن هنا تتبين جسامة الخطر.
    2- Yahut tedricî bir terbiye-i mahsusa ile kütüb-ü şeriatı şeffaf birer tefsir suretine çevirip içinde Kur’an’ı göstermektir. Selef-i müçtehidînin kitapları gibi “Muvatta” “Fıkh-ı Ekber” gibi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والذي أراه أن من يخطّئ الآخرين -ويرى نفسه في صواب دائما- مصاب بمرضِ ضِيق الفكر وانحصارِ الذهن الناشئَين من حب النفس. ولاشك أنه مسؤول أمام رب العالمين عن تغافله عن شمولِ خطاب القرآن إلى البشرية كافة.
    Mesela, bir adam İbn-i Hacer’e nazar ettiği vakit, Kur’an’ı anlamak ve Kur’an’ın ne dediğini öğrenmek maksadıyla nazar etmeli. Yoksa İbn-i Hacer’in ne dediğini anlamak maksadıyla değil. Bu ikinci tarîk de zamana muhtaçtır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن فكر التخطئة هذا، منبعٌ ثر لسوء الظن بالآخرين، والانحيازِ، والتحزب في الوقت الذي يطالبنا الإسلام بحسن الظن والمحبة والوحدة! ويكفيه بُعداً عن روح الإسلام ما شَقّ من جروح غائرة في أرواح المسلمين المتساندة، وما بثه من فرقة بين صفوفهم، فأبعدَهم عن أوامر القرآن الكريم.
    3- Yahut cumhurun nazarını, ehl-i tarîkatın yaptığı gibi o hicabın fevkine çıkararak üstünde Kur’an’ı gösterip Kur’an’ın hâlis malını yalnız ondan istemek ve bi’l-vasıta olan ahkâmı vasıtadan aramaktır. Bir âlim-i şeriatın vaazına nisbeten, bir tarîkat şeyhinin vaazındaki olan halâvet ve cazibiyet bu sırdan neş’et eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بعد أن كتبتُ هذه المسألة بفترة قصيرة، تشرفتُ برؤيا الرسول الكريم ﷺ في المنام؛ كنت في حظوةِ مجلسه الجليل في مدرسة دينية، سيعلمني من القرآن درسا. فعندما أتوا بالمصحف الشريف قام الرسول الكريم ﷺ احتراماً للقرآن، فخطر لي آنئذ أن هذا إرشاد للامة لتوقير القرآن الكريم وإجلاله.
    Umûr-u mukarreredendir ki efkâr-ı âmmenin bir şeye verdiği mükâfat, gösterdiği rağbet ve teveccüh ekseriya o şeyin kemaline nisbeten değildir, belki ona derece-i ihtiyaç nisbetindedir. Bir saatçinin bir allâmeden ziyade ücret alması bunu teyid eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم حكيت الرؤيا لأحد الصالحين فعبَّره هكذا:
    Eğer cemaat-i İslâmiyenin hâcat-ı zaruriye-i diniyesi bizzat Kur’an’a müteveccih olsa idi, o Kitab-ı Mübin, milyonlarca kitaplara taksim olunan rağbetten daha şedit bir rağbete, ihtiyaç neticesi olan bir teveccühe mazhar olur ve bu suretle nüfus üzerinde bütün manasıyla hâkim ve nâfiz olurdu. Yalnız tilavetiyle teberrük olunan bir mübarek derecesinde kalmazdı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن هذه إشارة واضحة وبشرى عظيمة إلى أن القرآن الكريم سيحوز ما يليق به من مقام رفيع في العالم أجمع.
    Bununla beraber zaruriyat-ı diniyeyi, mesail-i cüz’iye-i fer’iye-i hilafiye ile mezcedip ona tabi gibi kılmakta, büyük bir hatar vardır. Zira “musavvibe”nin (<ref>“Dört mezhep de haktır. Füruatta hak taaddüd eder.” diyenlere, ilm-i usûl ıstılahınca “musavvibe” denir.</ref>) muhalifi olan “tahtieci”lerden biri der ki: “Mezhebim haktır, hata ihtimali var. Başka mezhep hatadır, savaba ihtimali var.” Halbuki cumhur-u avam, mezhepte imtizaç etmiş olan zaruriyatı, nazariyat-ı içtihadiyeden vâzıhan temyiz etmediğinden, sehven veya vehmen tahtieyi filcümle teşmil edebilir. Bu ise hatar-ı azîmdir. Bence tahtieci, hubb-u nefisten neş’et eden “inhisar zihniyeti” illetiyle ma’luldür ve Kur’an’ın câmiiyetinden ve umum tabakat-ı beşere şümul-ü hitabından gafletle mes’uldür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="وَ_اَم۟رُهُم۟_شُورٰى_بَي۟نَهُم۟_۝_وَ_شَاوِر۟هُم۟_فِى_ال۟اَم۟رِ"></span>
    Hem tahtiecilik fikri, sû-i zan ve tarafgirlik hissinin menbaı olduğundan, İslâm’da lâzım olan tesanüd-ü ervah, tevhid-i kulûb, tahabüb ve teavüne büyük rahneler açmıştır. Halbuki hüsn-ü zanla, muhabbet ve vahdetle memuruz.
    '''دعوة إلى إنشاء مجلس شورى للاجتهاد''' (<ref>لقد طالبتُ بهذه الفكرة أعضاءَ «تركيا الفتاة» إبان إعلان الدستور، فلم يوافقوا عليها، وبعد مضي اثنتي عشرة سنة طالبتُهم بها أيضاً فقبلوها ولكن المجلس النيابي كان قد حل. والآن أعرضها مرة أخرى على نقطة تمركز العالم الإسلامي. (المؤلف).</ref>)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال تعالى:
    Bu meseleyi yazdıktan biraz zaman sonra, bir gece rüyada Cenab-ı Peygamber (sallallahu aleyhi vesellem) Efendimizi gördüm. Bir medresede huzur-u saadette bulunuyordum. Cenab-ı Peygamber bana Kur’an’dan ders vereceklerdi. Kur’an’ı getirdikleri sırada, Hazret-i Peygamber (sallallahu aleyhi vesellem) Efendimiz, Kur’an’a ihtiramen kıyam buyurdular. O dakikada şu kıyamın, ümmeti irşad için olduğu birden hatırıma geldi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    == ﴿ وَاَمْرُهُمْ شُورٰى بَيْنَهُمْ ﴾ (الشورى:٣٨) ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْاَمْرِ ﴾ (آل عمران:١٥٩) ==
    Bilâhare bu rüyayı, suleha-yı ümmetten bir zata hikâye ettim. Şu suretle tabir etti: “Bu büyük bir işaret ve beşarettir ki Kur’an-ı Azîmüşşan lâyık olduğu mevki-i muallâyı bütün cihanda ihraz edecektir.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يرينا التاريخ أنه: متى ما كان المسلمون متمسكين بدينهم فقد ترقوا بقدر تمسكهم بدينهم، بينما تدنوا كلما بدأ ضعف الدين يدب فيهم. بخلاف ما يحدث لأصحاب الأديان الأخرى؛ إذ متى ما تمسكوا بدينهم فقد أصبحوا كالوحوش الكاسرة ومتى ما ضعف لديهم الدين ترقوا في مضمار الحضارة.
    == وَ اَم۟رُهُم۟ شُورٰى بَي۟نَهُم۟ ۝ وَ شَاوِر۟هُم۟ فِى ال۟اَم۟رِ ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن ظهور جمهور الأنبياء في الشرق رمزٌ من القدر الإلهي إلى أن المهيمن على شعور الشرقيين هو الدين؛ فما نراه في الوقت الحاضر من مظاهر اليقظة في أنحاء العالم الإسلامي تُثبت لنا أن الذي ينبه العالم الإسلامي وينقذه من الذل والهوان هو الشعور الديني ليس إلّا.
    (<ref> Bidayet-i Hürriyet’te şu fikri Jön Türklere teklif ettim, kabul etmediler. On iki sene sonra tekrar teklif ettim, kabul ettiler. Lâkin meclis feshedildi. Şimdi âlem-i İslâm’ın mütemerkiz noktasına tekraren arz ediyorum.</ref>) Tarih bize gösteriyor ki İslâm ne derece dine temessük etmiş ise terakki etmiş, ne vakit dinde zaaf göstermiş ise tedenni etmiştir. Başka dinde bilakis kuvveti zamanında vahşet, zaafı zamanında temeddün hasıl olmuştur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد ثبت أيضاً أن الذي حافظ على هذه الدولة المسلمة (العثمانية) هو ذلك الشعور رغم جميع الثورات والمصادمات الدامية التي نشبت في أرجائها.. فنحن نتميز بهذه الخاصية عن الغرب، ولا نقاس بهم.
    Cumhur-u enbiyanın şarkta bi’seti, kader-i ezelînin bir remzidir ki Şark’ın hissiyatına hâkim dindir. Bugün âlem-i İslâm’daki tezahürat da gösteriyor ki âlem-i İslâm’ı uyandıracak, şu mezelletten kurtaracak yine o histir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن السلطنة والخلافة متحدتان بالذات ومتلازمتان لا تنفكان وإن كانت وجهةُ كل منهما مغايِرةً للأخرى.. وبناء على هذا فسلطاننا هو سلطان وهو خليفة في الوقت نفسه يمثل رمز العالم الإسلامي.
    Hem de sabit oldu ki bu devlet-i İslâmiyeyi bütün öldürücü müsademata rağmen, yine o his muhafaza etmiştir. Bu hususta Garp’a nisbetle ayrı bir hususiyete mâlikiz. Onlara kıyas edilemeyiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمن حيث السلطنة يشرف على ثلاثين مليوناً، ومن حيث الخلافة ينبغي أن يكون ركيزةَ ثلاثمائة مليون من المسلمين الذين تربطهم رابطة نورانية، وأن يكون موضع إمدادهم وعونهم.
    Saltanat ve hilafet gayr-ı münfek, müttehid-i bizzattır. Cihet muhteliftir. Binaenaleyh bizim padişahımız hem sultandır hem halifedir ve âlem-i İslâm’ın bayrağıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالوزارة تمثل السلطنة، أما المشيخة الإسلامية فهي تمثل الخلافة.
    Saltanat itibarıyla otuz milyona nezaret ettiği gibi hilafet itibarıyla üç yüz milyonun mabeynindeki rabıta-i nuraniyenin ma’kes ve istinad-
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فبينا نرى الوزارة تستند -أصلاً- إلى ثلاثة مجالسِ شورى -وقد لا تفي هذه المجالس بحاجاتها الكثيرة- نجد أن المشيخة قد أُودعت إلى اجتهاد شخص واحد، في وقتٍ تعقّدت فيه العلاقات وتشابكت حتى في أدق الأمور، فضلا عن الفوضى الرهيبة في الآراء الاجتهادية، وعلاوة على تشتت الأفكار وتدني الأخلاق المريع الناشئ من تسرب المدنية الزائفة فينا.
    gâh ve mededkârı olmak gerektir. Saltanatı sadaret, hilafeti meşihat temsil eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    من المعلوم أن مقاومة الفرد تكون ضعيفة أمام المؤثرات الخارجية، فلقد ضُحي بكثير من أحكام الدين مسايرة للمؤثرات الخارجية.
    Sadaret üç mühim şûraya bizzat istinad ediyor, yine kifayet etmiyor. Halbuki böyle inceleşmiş ve çoğalmış münasebat içinde, içtihadattaki müthiş fevza, efkâr-ı İslâmiyedeki teşettüt, fâsid medeniyetin tedahülüyle ahlâktaki müthiş tedenni ile beraber, Meşihat cenahı bir şahsın içtihadına terk edilmiş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبينما كانت الأمور بسيطة والتسليمُ للعلماء وتقليدُهم جارياً كانت المشيخة مودَعة إلى مجلس شورى -ولو بصورة غير منتظمة- ويتركب من شخصيات مرموقة، أما الآن وقد تعقدت الأمور ولم تعد بسيطة وارتخى عنان تقليد العلماء واتّباعِهم.. أقول كيف -يا ترى- يكون بمقدورِ شخصٍ واحد القيامُ بكل الأعباء؟
    Fert, tesirat-ı hariciyeye karşı daha az mukavimdir. Tesirat-ı hariciyeye kapılmakla, çok ahkâm-ı diniye feda edildi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد أظهر الزمان أن هذه المشيخة الإسلامية -التي تمثل الخلافة- ليست خاصة لأهل إسطنبول أو للدولة العثمانية، وإنما هي مؤسسة جليلة تعود للمسلمين عامة. فوضعها الحالي المنطفئ لا يؤهلها للقيام بأعباء إرشاد إسطنبول وحدها ناهيك عن إرشاد العالم الإسلامي!
    Hem nasıl oluyor ki umûrun besateti ve taklit ve teslim cari olduğu zamanda, velev ki intizamsız olsun, yine Meşihat bir şûraya, lâekall kadıaskerler gibi mühim şahsiyetlere istinad ederdi. Şimdi iş besatetten çıkmış, taklit ve ittiba gevşemiş olduğu halde, bir şahıs nasıl kifayet eder?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لذا ينبغي أن تَؤُول هذه المشيخة إلى درجةٍ ومنزلة تتمكن بها من كسب ثقة العالم الإسلامي فتكون كالمرآة العاكسة لمشاكل المسلمين، وتغدو منبعاً فياضاً للاجتهادات والأفكار. وعندها تكون قد أدت مهمتها حق الأداء تجاه العالم الإسلامي.
    Zaman gösterdi ki hilafeti temsil eden şu Meşihat-ı İslâmiye, yalnız İstanbul ve Osmanlılara mahsus değildir. Umum İslâm’a şâmil bir müessese-i celiledir. Bu sönük vaziyetle, değil koca âlem-i İslâm’ın belki yalnız İstanbul’un irşadına da kâfi gelmiyor. Öyle ise bu mevki öyle bir vaziyete getirilmelidir ki âlem-i İslâm ona itimat edebilsin. Hem menba hem ma’kes vaziyetini alsın. Âlem-i İslâm’a karşı vazife-i diniyesini hakkıyla îfa edebilsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لسنا في الزمان الغابر، حيث كان الحاكم شخصا واحدا، ومفتيه ربما شخص واحد أيضاً، يصحح رأيه ويصوبه. فالزمان الآن زمان الجماعة والحاكم شخص معنوي ينبثق من روح الجماعة. فمجالس الشورى تملك تلك الشخصية،
    Eski zamanda değiliz. Eskiden hâkim bir şahs-ı vâhid idi. O hâkimin müftüsü de onun gibi münferid bir şahıs olabilirdi. Onun fikrini tashih ve ta’dil ederdi. Şimdi ise zaman cemaat zamanıdır. Hâkim, ruh-u cemaatten çıkmış az mütehassis, sağırca, metin bir şahs-ı manevîdir ki şûralar o ruhu temsil eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالذي يفتي لمثل هذا الحاكم ينبغي أن يكون متجانساً معه، أي ينبغي أن يكون شخصاً معنويا نابعا من مجلسِ شورى عالٍ، كي يتمكن من أن يُسمِع صوتَه للآخرين، ويَسُوقَ ذلك الحاكمَ إلى الصراط السوي في أمور الدين، وإلا فسيبقى صوته كطنين الذباب أمام الشخص المعنوي الناشئ من الجماعة، حتى لو كان فرداً فذاً عظيما. فهذا الموقع الحساس يُعَرِّض قوة المسلمين الحيوية إلى الخطر مادام باقياً على وضعه المنكفئ هذا، حتى يصحُّ لنا أن نقول:
    Şöyle bir hâkimin müftüsü de ona mücanis olup bir şûra-yı âliye-i ilmiyeden tevellüd eden bir şahs-ı manevî olmak gerektir. Tâ ki sözünü ona işittirebilsin. Dine taalluk eden noktalardan, sırat-ı müstakime sevk edebilsin. Yoksa fert dâhî de olsa cemaatin ferd-i manevîsine karşı sivrisinek kadar kalır. Şu mühim mevki böyle sönük kalmakla, İslâm’ın ukde-i hayatiyesini tehlikeye maruz bırakıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن الضعف الذي نراه في الدين، والإهمالَ الذي نشاهده في الشعائر الإسلامية، والفوضى التي ضربت أطنابها في الاجتهادات قد تفشت نتيجة ضعف المشيخة وانطفاء نورها، حيث إن الشخص الموجود خارج المشيخة يمكنه أن يحتفظ برأيه إزاء المشيخة المستندة إلى شخص واحد. بينما كلام شيخ الإسلام المستند إلى مجلس شورى المسلمين يجعل أكبرَ داهية يتخلى عن رأيه أو يحصر اجتهاده في نفسه في الأقل.
    Hattâ diyebiliriz, şimdiki zaaf-ı diyanet ve şeair-i İslâmiyet’teki lâkaytlık ve içtihadattaki fevza, Meşihat’ın zaafından ve sönük olmasından meydan almıştır. Çünkü hariçte bir adam reyini, ferdiyete istinad eden Meşihat’a karşı muhafaza edebilir. Fakat böyle bir şûraya istinad eden bir Şeyhülislâm’ın sözü, en büyük bir dâhîyi de ya içtihadından vazgeçirir, ya o içtihadı ona münhasır bırakır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن كل من يجد في نفسه كفاءة واستعدادا للاجتهاد يمكنه أن يجتهد، ولكن لا يكون هذا الاجتهاد موضع عمل إلاّ عندما يقترن بتصديقِ نوعٍ من إجماع الجمهور. فمثل هذا الشيخ -أي شيخ الإسلام المستند إلى مجلس شورى- يكون قد نال هذا السر. فكما نرى في كتب الشريعة أن مدار الفتوى: الإجماع، ورأيُ الجمهور، يلزم الآن ذلك أيضاً ليكون فيصلاً قاطعاً لدابر الفوضى الناشبة في الآراء.
    Her müstaid çendan içtihad edebilir. Lâkin içtihadı o vakit düsturu’l-amel olur ki bir nevi icma veya cumhurun tasdikine iktiran ede. Böyle bir Şeyhülislâm manen bu sırra mazhar olur. Şeriat-ı garrada daima icma ve rey-i cumhur, medar-ı fetva olduğu gibi şimdi de fevza-i ârâ için böyle bir faysala lüzum-u kat’î vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن الوزارة والمشيخة جناحا هذه الدولة المسلمة، فإن لم يكونا جناحين متساويين متكافئين فلا يدوم لها المضي، وإن مضت المشيخة على وضعها الحاضر فسوف تنسلخ عن كثير من المقدسات الدينية أمام اجتياح المدنية الفاسدة.
    Sadaret, Meşihat iki cenahtır. Şu Devlet-i İslâmiyenin bu iki cenahı mütesavi olmazsa ileri gidilmez. Gidilse de böyle bir medeniyet-i fâside için mukaddesatından insilah eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «الحاجة أستاذ لكل أمر». هذه قاعدة، فالحاجة شديدة لمثل هذا المجلس الشورى الشرعي، فإن لم يؤسَّس في مركز الخلافة فسيؤسس بالضرورة في مكان آخر.
    İhtiyaç her işin üstadıdır. Şöyle bir şûraya ihtiyaç şedittir. Merkez-i hilafette tesis olunmazsa bizzarure başka bir yerde teşekkül edecektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعلى الرغم من أن القيام ببعض المقدمات يناسب أن يَسبق تأسيسَ هذا المجلس -كمؤسسة الجماعات الإسلامية وإلحاق الأوقاف بالمشيخة وأمثالها من الأمور- فإن الشروع بتأسيس المجلس مباشرة ثم تهيئة المقدمات له يحقق الغرض أيضاً.
    Bu şûranın bazı mukaddimatı olan cemaat-i İslâmiye teşkilatı ve evkafın Meşihat’a ilhakı gibi umûrun daha evvel tahakkuku münasip ise de baştan başlansa sonra mukaddimat ihzar edilse yine maksat hasıl olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالدوائر الانتخابية -للأعيان والنواب- رغم محدوديتها واختلاط وظائفها قد تكون لها تأثير بالواسطة، رغم أن الوضع يستوجب تأسيس مجلس شورى إسلامي خالص كي يتمكن كفالة المهمة السامية.
    Daire-i intihabiyeleri hem mahdud hem muhtelit olan a’yan ve mebusanın vazife-i resmiyeleri itibarıyla, bi’l-vasıta ve dolayısıyla bu işe tesiri olabilir. Halbuki vasıtasız, doğrudan doğruya bu vazife-i uzmayı deruhte edecek hâlis İslâm bir şûra lâzımdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن استخدام أي شيء في غير موضعه يكون مآله التعطل، ولا يبين أثره المرجو منه؛ فدار الحكمة الإسلامية التي أنشئت لغاية عظيمة، إذا خرجت من طورها الحالي وأشركت في الشورى مع رؤساء الدوائر الأخرى في المشيخة وعُدّت من أعضائها، واستُدعي لها نحوٌ من عشرين من العلماء الأجلاء الموثوقين من أنحاء العالم الإسلامي كافة، عندها يمكن أن يكون هناك أساس لهذه المسألة الجسيمة.
    Bir şey mâ-vudia-lehinde istihdam edilmezse atalete uğrar, matlub eseri göstermez. Binaenaleyh mühim bir maksat için tesis edilen Dârülhikmeti’l-İslâmiyeyi, şimdiki âdi bir komisyon derecesinden çıkarıp Meşihat’taki devairin rüesasıyla beraber şûranın aza-yı tabiiyesi addetmek ve hariçteki âlem-i İslâm’dan şimdilik on beş yirmi kadar, İslâm’ın dinen, ahlâken itimadını kazanmış müntehab ulemasını celbeylemek, bu mesele-i uzmanın esasını teşkil eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لا ينبغي أن نكون مترددين ومتخوفين، فلا نعطي الدنية والرشوة من ديننا بالتخوف والتردد. وتلعينُ المدنية الزائفة بما سببت من ضعف الدين، مما يشجع الخوف ويزيد الضعف ويقوي التأثيرات الخارجية.. فالمصلحة المرجحة المحققة لا تضحَّى لأجل مَضرة موهومة.
    Vehham olmamalıyız. Korkmakla din rüşvet verilmez. Dinin zafiyeti bahanesine olan muzahref medeniyete lanet. Havf ve zaaf, tesirat-ı hariciyeyi teşci eder. Muhakkak maslahat, mevhum mazarrata feda edilmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وَ مِنَ اللّٰهِ التَّو۟فٖيقُ
    وَ مِنَ اللّٰهِ التَّو۟فٖيقُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="RÜYADA_BİR_HİTABE"></span>
    == RÜYADA BİR HİTABE ==
    == حوار في رؤيا ==
    </div>
     
    «المعنى وكذا الألفاظ التي ظلت في الخاطر هي نفسها كما جاءت في الرؤيا»
     
    كنت في أيلولِ سنة ١٩١٩ أتقلب في اضطراب شديد، من جراء اليأس البالغ الذي ولّدته حوادث الدهر؛ كنت أبحث عن نور بين هذه الظلمات المتكاثفة القاتمة.. لم أستطع أن أجده في يقظة هي رؤيا في منام. بل وجدته في رؤيَا صادقةٍ هي يقظةٌ في الحقيقة.
     
    سأسجل هنا تلك النقاط التي استُنطقتُها وأُجريتْ على لساني من كلام، دون الخوض في التفاصيل. وهي كالآتي:
     
    دخلتُ عالَم المثال في ليلة من ليالي الجمعة. جاءني أحدهم وقال:
     
    يدعوك مجلس موقر مهيب منعقد لبحث مصير العالم الإسلامي، وما آلت إليه حاله.
     
    فذهبتُ، ورأيت مجلساً منوراً قد حضره السلف الصالحون، وممثلون من العصور؛ من كل عصر ممثل.. لم أر مثيلهم في الدنيا.. فتهيبت، ووقفت في الباب تأدباً وإجلالاً.
     
    قال أحدهم موجهاً كلامه لي:
     
    يا رجل القدر!.. ويا رجل عصر النكبة والفتنة والهلاك!.. بيّن رأيك في هذا الموضوع. فإن لك رأياً فيه.
     
    قلت وأنا واقف:
     
    سلوني أُجبْ!
     
    قال أحدهم:
     
    ماذا ترى في عاقبة هذه الهزيمة التي آلت إليها الدولة العثمانية، وماذا كنتَ تتوقع أن يؤول إليه أمر الدولة العثمانية لو قُدِّر لها الانتصار؟.
     
    قلت:
     
    إن المصيبة ليست شراً محضاً؛ فقد تنشأ السعادة من النكبة والبلاءِ، مثلما قد تفضي السعادة إلى بلاء..
     
    فهذه الدولة الإسلامية التي أخذت على عاتقها -سابقاً- القيامَ بفريضة الجهاد -فرضاً كفائياً- حفاظاً على العالم الإسلامي وهو كالجسد الواحد، ووضعت نفسها موضع التضحية والفداء لأجله، وحَملت راية الخلافة إعلاءً لكلمة الله وذوداً عن استقلال العالم الإسلامي.. ستعوِّض عما أصابها من مصيبة وستزيلها السعادةُ التي سوف يرفل بها عالم الإسلام؛
     
    إذ عجّلتْ هذه المصيبةُ بعثَ الأُخُوّة الإسلامية ونماءَها في أرجاء العالم الإسلامي، تلك الأخوة التي هي جوهر حياتنا وروحنا. حتى إننا عندما كنا نتألم كان العالم الإسلامي يبكي، فلو أَوغلت أوروبا في إيلامنا لصرخ العالم الإسلامي... فلو متنا فسوف يموت عشرون مليوناً -من العثمانيين الأتراك- ولكن نُبعث ثلاثمائة (أي ثلاثمائة مليونٍ من المسلمين).
     
    نحن نعيش في عصر الخوارق؛ فبعد مضيّ سنتين أو ثلاث على موتنا سنُرى أحياءً يبعثون.
     
    لقد فَقدنا بهذه الهزيمة سعادة عاجلة زائلة، ولكن تنتظرنا سعادة آجلة دائمة، فالذي يستبدل مستقبلاً زاهراً فسيحاً بحال حاضرٍ جزئي متغير محدود، لاشك أنه رابح..
     
    وإذا بصوت من المجلس:


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «بيّن! وَضِّحْ ما تقول!»
    Meali ve hatırda kalan elfazı aynendir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    1335 senesi eylülünde, dehrin hâdisatı verdiği yeis ile şiddetle muzdarip idim. Şu kesif zulmet içinde bir nur arıyordum. Manen rüya olan yakazada bulamadım. Hakikaten yakaza olan rüya-yı sadıkada bir ziya gördüm. Tafsilatı terk ile yalnız bana söylettirilmiş noktaları kaydedeceğim. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حروب الدول والأمم قد تخلت عن مواضعها لحروب الطبقات البشرية. والإنسانُ مثلما يرفض أن يكون أسيراً لا يرضى أن يكون أجيراً أيضاً.
    Bir cuma gecesinde nevm ile âlem-i misale girdim. Biri geldi, dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو كنا منتصرين غالبين، لكنا ننجذب إلى ما لدى أعدائنا من الاستعمار والتسلط، وربما كنا نغلو في ذلك. علماً أن ذلك التيار -التيار الاستعماري الاستبدادي- تيار ظالم ومنافٍ لطبيعة العالم الإسلامي، ومباين لمصالح الأكثرية المطلقة من أهل الإيمان، فضلاً عن أن عمره قصير، ومعرَّض للتمزق والتلاشي. ولو كنا متمسكين بذلك التيار لكنا نسوق العالم الإسلامي إلى ما ينافي طبيعته الفطرية.
    — Mukadderat-ı İslâm için teşekkül eden bir meclis-i muhteşem, seni istiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه المدنية الخبيثة التي لم نرَ منها غير الضرر، وهي المرفوضة في نظر الشريعة، وقد طغت سيئاتُها على حسناتها، تحكم عليها مصلحةُ الإنسان بالنسخ، وتقضي عليها يقظةُ الإنسان وصحوتُه بالانقراض.
    Gittim gördüm ki münevver, emsalini dünyada görmediğim, selef-i salihînden ve a’sarın mebuslarından her asrın mebusları içinde bulunur bir meclis gördüm. Hicab ettim, kapıda durdum. Onlardan bir zat dedi ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلو كنا منتصرين لكنا نتعهد حماية هذه المدنية السفيهة المتمردة الغدارة المتوحشة، معنىً، في أرجاء آسيا.
    — Ey felaket, helâket asrının adamı, senin de reyin var, fikrini beyan et!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال أحدهم من المجلس:
    Ayakta durup dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لِمَ ترفض الشريعةُ هذه المدنية؟ (<ref>المقصود محاسن المدنية التي أسدتها إلى البشرية، وليست سيئاتها وآثامها التي يلهث وراءها الحمقى ظناً منهم أن تلك السيئات حسنات حتى أوردونا الهلاك، ولقد تلقت البشرية صفعتين مريعتين وهما الحربان العالميتان من جراء ما طفحت به كفةُ سيئات المدنية على حسناتها وتغلبت آثامها على محاسنها حتى أبادتا تلك المدنية الآثمة فقاءت دماً لطخت به وجه الكرة الأرضية كله. نسأل الله أن تَغلب بقوة الإسلام في المستقبل محاسنُ المدنية لتطهّر وجه الأرض من لوثاتها وتَضْمَن السلام العام للبشرية قاطبة. (المؤلف)</ref>)
    — Sorun cevap vereyim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Biri dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأنها تأسست على خمسة أسس سلبية:
    — Bu mağlubiyetin neticesi ne olacak, galibiyette ne olurdu?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فنقطة استنادها هي: القوة، وهذه شأنها الاعتداء.
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهدفها وقصدها: المنفعة، وهذه شأنها التزاحم.
    — Musibet şerr-i mahz olmadığı için bazen saadette felaket olduğu gibi felaketten dahi saadet çıkar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ودستورها في الحياة: الجدال والصراع، وهذا شأنه التنازع.
    Eskiden beri i’la-yı kelimetullah ve beka-yı istiklaliyet-i İslâm için farz-ı kifaye-i cihadı deruhte ile kendini yekvücud olan âlem-i İslâm’a fedaya vazifedar ve hilafete bayraktar görmüş olan bu Devlet-i İslâmiyenin felaketi, âlem-i İslâm’ın saadet-i müstakbelesiyle telafi edilecektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والرابطة التي تربط المجموعات البشرية هي: العنصرية والقومية السلبية التي تنمو على حساب الآخرين. وهذه شأنها التصادم، كما نراه.
    Zira şu musibet, mâye-i hayatımız ve âb-ı hayatımız olan uhuvvet-i İslâmiyenin inkişaf ve ihtizazını hârikulâde tacil etti. Biz incinir iken âlem-i İslâm ağlıyor. Avrupa ziyade incitse bağıracaktır. Şayet ölsek yirmi öleceğiz, üç yüz dirileceğiz. Hârikalar asrındayız. İki üç sene mevtten sonra meydanda dirilenler var. Biz bu mağlubiyetle bir saadet-i âcile-i (عَاجِلَۀِ) muvakkate kaybettik fakat bir saadet-i âcile-i (اٰجِلَۀِ)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وخدمتها للبشرية خدمة فاتنة جذابة هي: تشجيع هوى المنفعة، وإثارة النفس الأمارة، وتطمين رغباتها وتسهيل مطاليبها. وهذا الهوى شأنه إسقاط الإنسان من درجة الملائكية إلى درك الحيوانية الكلبية. وبهذا تكون سبباً لمسخ الإنسان معنوياً.
    müstemirre bizi bekliyor. Pek cüz’î ve mütehavvil ve mahdud olan hali, geniş istikbal ile mübadele eden kazanır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمعظم هؤلاء المدنيين لو انقلب باطنهم بظاهرهم لوجد الخيال تجاهه صور الذئاب والدببةِ والحيات والقردة والخنازير.
    Birden meclis tarafından denildi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولأجل هذا فقد دفعت هذه المدنية الحاضرة ثمانين بالمئة من البشرية إلى أحضان الشقاء، وأَخرجت عشرة بالمئة منها إلى سعادة مموهة زائفة، وظلت العشرة الباقية بين هؤلاء وأولئك، علماً أن السعادة إنما تكون سعادة عندما تصبح عامة للكل أو للأكثرية؛ بيد أن سعادة هذه المدنية هي لأقل القليل من الناس.
    — İzah et!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لأجل كل هذا لا يَرضى القرآن الكريم بمدنية لا تَضْمَن سعادة الجميع أو لا تعم الغالبية العظمى.
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إنه بتحكم الهوى الطليق من عقاله، تحولتْ الحاجاتُ غير الضرورية إلى ما يشبه الضرورية، إذ بينما كان الإنسان محتاجاً إلى أربعة أشياء في حياة البداوة والبساطة إذا به في هذه المدنية يحتاج إلى مئة حاجة، وهكذا أردَته المدنية فقيراً مدقعاً.
    — Devletler, milletler muharebesi, tabakat-ı beşer muharebesine terk-i mevki ediyor. Zira beşer esir olmak istemediği gibi ecîr olmak da istemez. Galip olsa idik, hasmımız ve düşmanımız elindeki cereyan-ı müstebidaneye belki daha şedidane kapılacak idik. Halbuki o cereyan hem zalimane hem tabiat-ı âlem-i İslâm’a münafî hem ehl-i imanın ekseriyet-i mutlakasının menfaatine mübayin hem ömrü kısa, parçalanmaya namzettir. Eğer ona yapışsa idik âlem-i İslâm’ı fıtratına, tabiatına muhalif bir yola sürükleyecek idik.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم، لأن السعي والعمل لا يكفيان لمواجهة المصاريف المتزايدة، انساق الإنسان إلى مزاولة الخداع والحيلة وأكلِ الحرام... وهكذا فسد أساس الأخلاق.
    Şu medeniyet-i habîse ki biz ondan yalnız zarar gördük. Ve nazar-ı şeriatta merdud ve seyyiatı hasenatına galebe ettiğinden maslahat-ı beşer fetvasıyla mensuh ve intibah-ı beşerle mahkûm-u inkıraz, sefih, mütemerrid, gaddar, manen vahşi bir medeniyetin himayesini Asya’da deruhte edecektik.(<ref>Nasıl da yedi sekiz sene sonra İngiliz’in fesadıyla edildi.</ref>)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبينما تعطي هذه المدنية الجماعةَ والنوعَ ثروةً وغنى وبهرجة إذا بها تجعل الفرد فقيراً محتاجاً، فاسد الأخلاق.
    Meclisten biri dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولقد قاءت هذه المدنية وحشيةً فاقت جميع القرون السابقة.
    — Neden şeriat şu medeniyeti (<ref>Bizim muradımız, medeniyetin mehasini ve beşere menfaati bulunan iyilikleridir. Yoksa medeniyetin günahları, seyyiatları değil ki ahmaklar o seyyiatları, o sefahetleri mehasin zannedip, taklit edip malımızı harap ettiler. Medeniyetin günahları, iyiliklerine galebe edip seyyiatı hasenatına râcih gelmekle, beşer iki harb-i umumî ile iki dehşetli tokat yiyip o günahkâr medeniyeti zîr ü zeber edip öyle bir kustu ki yeryüzünü kanla bulaştırdı. İnşâallah istikbaldeki İslâmiyet’in kuvveti ile medeniyetin mehasini galebe edecek, zemin yüzünü pisliklerden temizleyecek, sulh-u umumîyi de temin edecek.</ref>) reddeder?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإنه لجدير بالتأمل، استنكافُ العالم الإسلامي من هذه المدنية، وعدمُ تلهفه لها، وتحرجه من قبولها، لأن الهداية الإلهية التي هي الشريعة تعطي خاصية الاستقلال والاستغناء عن الآخرين، ولا يمكن أن تطعَّم هذه الشريعة بالدهاء الروماني ولا أن تمتزج معها ولا يمكن أن تبلعها أو أن تتبعها.
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن دهاء الرومان واليونان -أي حضارتيهما- وهما التوأمان الناشئان من أصل واحد، قد حافظا على استقلالهما وخواصهما رغم مرور العصور وتبدل الأحوال ورغم المحاولات الجادة لمزجهما بالنصرانية أو إدماجها بهما، فلقد ظل كلٌ منهما كالماء والدهن لا يقبلان الامتزاج، بل إنهما يعيشان الآن بروحهما بأنماط متنوعة وأشكال مختلفة.
    — Çünkü beş menfî esas üzerine teessüs etmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلئن كان التوأمان -مع وجود عوامل المزج والدمج والأسباب الداعية له- لم يمتزجا طوال تلك الفترة، فكيف يمتزج نور الهداية الذي هو روح الشريعة مع ظلماتِ تلك المدنية التي أساسها دهاء روما! لا يمكن بحال من الأحوال أن يمتزجا أو يهضما معاً.
    Nokta-i istinadı kuvvettir. O ise şe’ni, tecavüzdür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قالوا:
    Hedef-i kasdı, menfaattir. O ise şe’ni, tezahümdür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما هي المدنية التي في الشريعة؟
    Hayatta düsturu cidaldir. O ise şe’ni, tenazudur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Kitleler mabeynindeki rabıtası, âheri yutmakla beslenen unsuriyet ve menfî milliyettir. O ise şe’ni, böyle müthiş tesadümdür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما المدنية التي تأمرنا بها الشريعة الغراء وتتضمنها، فهي التي ستنكشف بانقشاع هذه المدنية الحاضرة، وتضع أسساً إيجابية بَناءة مكانَ تلك الأسس النخرة الفاسدة السلبية.
    Cazibedar hizmeti, heva ve hevesi teşci ve arzularını tatmin ve metalibini teshildir. O heva ise şe’ni, insaniyeti derece-i melekiyeden dereke-i kelbiyete indirmektir, insanın mesh-i manevîsine sebep olmaktır. Bu medenilerden çoğu, eğer içi dışına çevrilse kurt, ayı, yılan, hınzır, maymun postu görülecek gibi hayale gelir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن نقطة استنادها هي الحق بدلاً من القوة. والحق من شأنه العدالة والتوازن.
    İşte onun için bu medeniyet-i hazıra, beşerin yüzde seksenini meşakkate, şakavete atmış; onunu mümevveh saadete çıkarmış, diğer onu da beyne-beyne bırakmış. Saadet odur ki külle ya eksere saadet ola. Bu ise ekall-i kalilindir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهدفها: الفضيلة بدلاً من المنفعة، والفضيلة من شأنها المحبة والتجاذب.
    Nev-i beşere rahmet olan Kur’an ancak umumun, lâekall ekseriyetin saadetini tazammun eden bir medeniyeti kabul eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وجهة الوحدة فيها والرابطة التي تربط بها المجموعات البشرية: الرابطة الدينية، والوطنية، والمهنية بدلاً من العنصرية. وهذه شأنها الأخوّة الخالصة، والسلام والوئام، والذود عن البلاد عند اعتداء الأجانب.
    Hem serbest hevanın tahakkümüyle, havaic-i gayr-ı zaruriye, havaic-i zaruriye hükmüne geçmişlerdir. Bedavette bir adam dört şeye muhtaç iken medeniyet, yüz şeye muhtaç ve fakir etmiştir. Sa’y masrafa kâfi gelmediğinden hileye, harama sevk etmekle; ahlâkın esasını şu noktadan ifsad etmiştir. Cemaate, nev’e verdiği servet haşmete bedel, ferdi şahsı fakir, ahlâksız etmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ودستورها في الحياة: التعاون بدل الصراع والجدال، والتعاون من شأنه التساند والاتحاد.
    Kurûn-u ûlânın mecmu-u vahşetini bu medeniyet bir defada kustu!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وتضع الهدى بدل الهوى ليكون حاكماً على الخدمات التي تقدم للبشر، وشأن الهدى رفعُ الإنسانية إلى مراقي الكمالات، فهي إذ تحدد الهوى وتحدّ من النزعات النفسانية تُطَمئن الروح وتشوّقها إلى المعالي.
    Âlem-i İslâm’ın şu medeniyete karşı istinkâfı ve soğuk davranması ve kabulde ızdırabı cây-ı dikkattir. Zira istiğna ve istiklaliyet hâssasıyla mümtaz olan şeriattaki İlahî hidayet, Roma felsefesinin dehasıyla aşılanmaz, imtizaç etmez, bel’ olunmaz, tabi olmaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بمعنى أننا بانهزامنا في الحرب تبعنا التيار الثاني الذي هو تيار المظلومين وجمهور الناس. فلئن كان المظلومون في غيرنا يشكلون ثمانين بالمئة منهم ففي المسلمين هم تسعون بل خمس وتسعون بالمئة.
    Bir asıldan tev’em olarak neş’et eden eski Roma ve Yunan iki dehaları; su ve yağ gibi, mürur-u a’sar ve medeniyet ve Hristiyanlığın temzicine çalışmalarına rağmen, yine istiklallerini muhafaza, âdeta tenasühle o iki ruh şimdi de başka şekillerde yaşıyorlar. Onlar tev’em ve esbab-ı temzic varken imtizaç olunmazsa şeriatın ruhu olan nur-u hidayet, o muzlim medeniyetin esası olan Roma dehasıyla hiçbir vakit mezcolunmaz, bel’ olunmaz…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن بقاء العالم الإسلامي مستغنياً عن هذا التيار الثاني، أو معارضاً له، ظل دون مستند أو مرتكز، وهَدَر جميع مساعيه. فبدلاً من الذوبان والتميع تحت استيلاء المنتصِر، كان عليه أن يتصرف تصرف العاقل فيكيّف ذلك التيارَ إلى طراز إسلامي ويستخدمه، ذلك لأن عدو العدو صديق ما دام عدواً له، وصديق العدو عدو مادام صديقاً له.
    Dediler:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن هذين التيارين، أهدافهما متضادة، منافعهما متضادة، فلئن قال أحدهما: مُتْ، لقال الآخر: انبعث. فنفعُ أحدهما يسلتزم ضررنا واختلافَنا وتدنينا وضعفَنا مثلما تقتضي منفعةُ الآخر قوتنا واتحادنا بالضرورة.
    — Şeriat-ı garradaki medeniyet nasıldır?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كانت خصومة الشرق تخنق انبعاث الإسلام وصحوته. وقد زالت وينبغي لها ذلك. أما خصومة الغرب فينبغي أن تدوم لأنها سبب مهم في تنامي الأخوّة الإسلامية ووحدتها.
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإذا بأمارات التصديق تتعالى من المجلس.
    — Şeriat-ı Ahmediyenin (asm) tazammun ettiği ve emrettiği medeniyet ise ki medeniyet-i hazıranın inkişaından inkişaf edecektir. Onun menfî esasları yerine müsbet esaslar vaz’eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقالوا:
    İşte nokta-i istinad, kuvvete bedel haktır ki şe’ni adalet ve tevazündür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، كونوا على أمل؛ إن أعظم صوت مُدَوٍ في انقلابات المستقبل هو صوت الإسلام الهادر.
    Hedef de menfaat yerine fazilettir ki şe’ni muhabbet ve tecazübdür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وسأل أحدهم أيضاً:
    Cihetü’l-vahdet de unsuriyet ve milliyet yerine rabıta-i dinî, vatanî, sınıfîdir ki şe’ni samimi uhuvvet ve müsalemet ve haricin tecavüzüne karşı yalnız tedafüdür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن المصيبة نتيجة جناية، ومقدمة ثواب. فما الذي اقترفتم حتى حَكم عليكم القدر الإلهي بهذه المصيبة، إذ المصائب العامة تنزل لأخطاء الأكثرية؟ وما ثوابكم العاجل؟
    Hayatta düstur-u cidal yerine düstur-u teavündür ki şe’ni ittihat ve tesanüddür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Heva yerine hüdadır ki şe’ni insaniyeten terakki ve ruhen tekâmüldür. Hevayı tahdid eder, nefsin hevesat-ı süfliyesinin teshiline bedel, ruhun hissiyat-ı ulviyesini tatmin eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مقدمتها إهمالنا لثلاثة أركان من أركان الإسلام؛ الصلاة، الصوم، الزكاة. إذ طَلب منا الخالقُ سبحانه ساعة واحدة فقط من أربع وعشرين ساعة لأداء الصلوات الخمس فتقاعسْنا عنها، فجازانا بتدريب شاق دائم لأربع وعشرين ساعة طوال خمس سنوات متواليات، أي أَرْغَمَنَا على نوع من الصلاة.. وإنه سبحانه طلب منا شهراً من السنة نصوم فيه رحمة بنفوسنا، فعزّت علينا نفوسنا فأرغَمَنا على صومٍ طوالَ خمس سنوات، كفّارة لذنوبنا. وإنه سبحانه طلب منا الزكاة عُشراً أو واحداً من أربعين جزءاً من ماله الذي أنعم به علينا، فَبَخِلنَا وظلمنا، فأرغَمَنَا على دفع زكاة متراكمة. فـ«الجزاء من جنس العمل».
    Demek biz mağlubiyetle ikinci cereyana takıldık ki mazlumların ve cumhurun cereyanıdır. Başkalarından yüzde seksen fakir ve mazlumsa İslâm’dan doksan belki doksan beştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما ثوابنا العاجل، فرفعُه سبحانه وتعالى خُمس هذه الأمة المذنبة -أي أربعة ملايين منهم- إلى مرتبة الولاية ومنحُهم درجة الشهادة والمجاهدين. فالمصيبة العامة الناشئة من خطأ العامة أزالت ذنوب الماضي.
    Âlem-i İslâm şu ikinci cereyana karşı lâkayt veya muarız kalmakla hem istinadsız hem bütün emeğini heder hem onun istilasıyla istihaleye maruz kalmaktan ise âkılane davranıp onu İslâmî bir tarza çevirip kendine hâdim kılmaktır. Zira düşmanın düşmanı, düşman kaldıkça dosttur. Nasıl ki düşmanın dostu, dost kaldıkça düşmandır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقال أحدهم أيضاً:
    Şu iki cereyan birbirine zıt, hedefleri zıt, menfaatleri zıt olduğundan birincisi dese “Öl!”, diğeri diyecek “Diril!”. Birinin menfaati, zarar - ihtilaf - tedenni - zaaf - uyumamızı istilzam ettiği gibi; ötekinin menfaati dahi kuvvetimizi - ittihadımızı bizzarure iktiza eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن كان آمراً بخطأٍ ألقى الأمة إلى الهلاك؟
    Şark husumeti, İslâm inkişafını boğuyor idi; zâil oldu ve olmalı. Garp husumeti, İslâm’ın ittihadına, uhuvvetin inkişafına en müessir sebeptir, bâki kalmalı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Birden o meclisten tasdik emareleri tezahür etti.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن المُصاب يرجو الثواب؛ فإما أن تُعطى له حسنات الأمر الذي ارتكبه خطأً، وهي لا تعدّ شيئاً. أو تعطيه خزينة الغيب. وثوابه في مثل هذه الأمور من خزينة الغيب هي درجة الشهادة والمجاهدين.
    Dediler:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    رأيت أن المجلس قد استَحسن هذا الكلامَ. وانتبهتُ من النوم من شدة انفعالي. ووجدتُ نفسي في الفراش مشبِّكاً يديّ، يتصبب مني العرق.
    — Evet, ümitvar olunuz, şu istikbal inkılabı içinde en yüksek gür sadâ, İslâm’ın sadâsı olacaktır!..
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا مضت تلك الليلة.
    Tekrar biri sordu:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وفي اليوم نفسه والأمل يطفح مني ذهبتُ إلى مجلس آخر، مجلس دنيوي فسألوني.
    — Musibet cinayetin neticesi, mükâfatın mukaddimesidir. Hangi fiiliniz ile kadere fetva verdiniz ki şu musibetle hükmetti. Musibet-i âmme, ekseriyetin hatasına terettüp eder. Hazırda mükâfatınız nedir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لِمَ لا تتدخل بالسياسة منذ مجيئك؟
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: أعوذ بالله من الشيطان والسياسة.
    — Mukaddimesi, üç mühim erkân-ı İslâmiyedeki ihmalimizdir: '''Salât, savm, zekât.''' Zira yirmi dört saatten yalnız bir saati, beş namaz için Hâlık Teâlâ bizden istedi. Tembellik ettik. Beş sene yirmi dört saat talim, meşakkat, tahrik ile bir nevi namaz kıldırdı. Hem senede yalnız bir ay oruç için nefsimizden istedi. Nefsimize acıdık. Keffareten beş sene oruç tutturdu. On’dan, kırktan yalnız biri, ihsan ettiği maldan zekât istedi. Buhl ettik, zulmettik. O da bizden müterakim zekâtı aldı. اَل۟جَزَاءُ مِن۟ جِن۟سِ ال۟عَمَلِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن السياسة الحاضرة لإسطنبول شبيهة بالأنفلونزا تسبب الهذيان. فنحن لسنا متحركين ذاتياً، بل نتحرك بالوساطة. فأوروبا تنفخ ونحن نرقص هنا، فهي تلقّن بالتنويم -المغناطيسي- ونحن نتصورها نابعة من أنفسنا ونجري أثر تلقينها بتخريب أعمى أصم. فمادام المنبع في أوروبا فالتيار القادم إما سيكون تياراً سلبياً أو إيجابياً.
    Mükâfat-ı hazıramız ise fâsık, günahkâr bir milletten humsu olan dört milyonu velayet derecesine çıkardı; gazilik, şehadetlik verdi. Müşterek hatadan neş’et eden müşterek musibet, mazi günahını sildi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالذين يتبعون السلبي هم كالحَرفِ الذي يعرّف «دلّ على معنى في نفس غيره، أو لا يدل على معنى في نفسه» بمعنى أن جميع أفعاله ستكون لصالح الخارج مباشرة، لأن إرادته لا حكم لها. فلا تنفعه النية الخالصة. ولاسيما التيار سلبي فيكون أداة -لا تعقل- للخارج بضعف من جهتين.
    Yine biri dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما التيار الآخر الإيجابي فيلبس لبوس التأييد والموافقة من الداخل، فهو كالاسم الذي يعرّف بأنه ما «دلّ على معنى في نفسه». فأفعاله لنفسه، ولكن ما يتبعها للخارج. إلّا أنه لا يؤاخذ عليه لأن لازم المذهب ليس مذهباً. ولا سيما إذا انضم بجهتين إلى الإيجابي والضعيف في التيار الخارجي، فيمكن أن يجعل الخارجَ أداةً له لا تشعر.
    — Bir âmir, hata ile felakete atmış ise?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قالوا:
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ألا ترى الإلحاد يتفشى؟ إنه من الضرورة الاندفاع إلى الميدان باسم الدين.
    — Musibetzede mükâfat ister. Ya âmir-i hatadarın hasenatı verilecektir (o ise hiç hükmünde) veya hazine-i gayb verecektir. Hazine-i gaybda böyle işlerdeki mükâfatı ise derece-i şehadet ve gaziliktir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: نعم، ضروري، ولكن بشرط قاطع هو أن يكون الدافع المحرك عشقُ الإسلام والحمية الدينية. إذ الخطورة هي أنه إن كان الدافع أو الموجّه هو السياسة أو التحيز، فالأول قد يعفى عنه حتى لو أخطأ بينما الثاني مسؤول عن عمله حتى لو أصاب.
    Baktım, meclis istihsan etti. Heyecanımdan uyandım. Terli, el pençe yatakta oturmuş kendimi buldum. Gece böyle geçti.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قيل:
    Aynı gün pür-ümit, başka ve dünyevî bir meclise gittim. (<ref>Bu muhavere itilafçı perdesi altında İngiliz’in ifsad siyaseti komitesinin hesabına çalışan ve şimdiki lâdinî hali ve vaziyeti ihzar eden adamlara ve onlara aldanan müptedilere karşıdır.</ref>) Dünyevîler dediler:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كيف نفهم ذلك؟
    — Neden geldin geleli siyasete karışmıyorsun?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Dedim: اَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّي۟طَانِ وَ السِّيَاسَةِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مَن فضّل رفيقه السياسي الفاسق على متدين يخالف رأيه السياسي، بإساءة الظن به، فالدافع إذن هو السياسة.
    Evet İstanbul siyaseti, İspanyol gibi bir hastalıktır. Fikri hezeyanlaştırır. Biz müteharrik-i bizzat değiliz. Bi’l-vasıta müteharrikiz. Avrupa üflüyor, biz burada oynuyoruz. O tenvim ile telkin eder. Biz kendimizden hayal edip esammane tahribimizde eser-i telkini icra ederiz. Mademki menba Avrupa’dadır. Gelen cereyan ya menfî veya müsbettir. Menfîye kapılan, harf gibi دَلَّ عَلٰى مَع۟نًى فٖى نَف۟سِ غَي۟رِهٖ yahut لَا يَدُلُّ عَلٰى مَع۟نًى فٖى نَف۟سِهٖ tarif edilir. Demek bütün harekâtı, bizzat hariç hesabına geçer. Çünkü iradesi hükümsüzdür. Hulus-u niyeti fayda vermez. Bâhusus menfî iki cihet-i zaafla, hariç cereyanın kuvvetine bir âlet-i lâya’kıl olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم إن إظهار الدين الذي هو ملك مقدس للناس كافة -بالتحيز والتحزب- أنه أخص بمن في مسلكه دون غيره، يثير الأكثرية الغالبة ضد الدين، فيكون سبباً في التهوين من شأن الدين.. فالدافع إذن هو التحيز.
    Diğer müsbet cereyan ise ki dâhilden muvafık şeklini giyer. İsim gibi دَلَّ عَلٰى مَع۟نًى فٖى نَف۟سِهٖ dir. Hareketi kendinedir. Tebeî haricedir. Lâzım-ı mezhep, mezhep olmadığından belki muahez değil. Bâhusus iki cihetle kuvveti, hariç cereyanın müsbet ve zaafına inzimam etse harici kendine âlet-i lâyeş’ur edebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مثال: يتصارع اثنان فما إن يشعر أحدهما أنه سيُغلب، عليه أن يعطي القرآن الذي بيده إلى القوي ليقوم الآخر بحمايته ولئلا يسقط القرآن معه في الوحل، مُظهِراً محبته وتبجيله للقرآن، فتكون محبته للقرآن لكونه قرآناً، ولكن لو اتخذه تُرْساً تجاه القوي، فإنه يثير غضبه بدلاً من أن يحرك غيرته لحمايته.
    Dediler:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمن يحرم القرآنَ من خادم قوي ويجعلْه في يد ضعيف، حتى إذا سقط سقط معه أيضاً، فهذا يعني أنه يحب القرآن لنفسه لا للقرآن.
    — Dinsizliği görmüyorsun, meydan alıyor. Din namına meydana çıkmak lâzım.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن خدمة الدين وسَوق الناس إليه إنما تكون بالحث على الالتزام وتذكير أصحابه بوظائفهم الدينية. وبخلاف ذلك، فإن مخاطبتهم بـ«إنكم ملحدون»، يسوقهم إلى التعدي.
    — Evet, lâzımdır. Fakat kat’î bir şart ile ki muharrik aşk-ı İslâmiyet ve hamiyet-i diniye olmalı. Eğer muharrik veya müreccih, siyasetçilik veya tarafgirlik ise tehlikedir. Birincisi hata da etse belki ma’fuvdur. İkincisi isabet de etse mes’uldür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ألا لا يُستغلَّ الدينُ في الداخل في الأمور السلبية التخريبية. ولقد رأيتم الاعتداء على الشريعة بظن أن الخليفة الذي دام حكمه ثلاثين سنة قد استُغل في إجراءات سياسية سلبية. تُرى مَن الذي يستفيد من آراء السياسيين السلبيين الحاليين؟ أتعرفونهم؟.. إنني أرى أنهم الخصوم الألداء الذين غرزوا خناجرهم في قلب الإسلام.
    Denildi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قالوا:
    — Nasıl anlarız?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كنتَ تعارض الاتحاد والترقي، إلّا أنك تسكت عنهم الآن.
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    — Kim fâsık siyasettaşını mütedeyyin muhalifine, sû-i zan bahaneleriyle tercih etse muharriki siyasetçiliktir. Hem umumun mal-ı mukaddesi olan dini, inhisar zihniyetiyle kendi meslektaşlarına daha ziyade has göstermekle, kavî bir ekseriyette dine aleyhtarlık meyli uyandırmakla nazardan düşürmek ise muharriki tarafgirliktir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لكثرة هجوم الأعداء عليهم.
    Mesela, iki adam dövüşürler. Biri, zayıf düşeceğini hissederken elindeki Kur’an’ı kavîye uzatmakla himayesini davet edip kavî bir ele vermek lâzımdır tâ beraber çamura düşmesin. Kur’an’a muhabbetini, hürmetini göstersin. Kur’an’ı, Kur’an olduğu için sevsin. Eğer kavînin karşısına siper etse himayet damarını tahrik etmeye bedel, hiddetini celbeder. Kur’an’ı kavî bir hâdimden mahrum bırakmakla, zayıf bir elde beraber yere düşerse o, Kur’an’ı kendi nefsi için sever demektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن هدف الهجوم الذي يشنّه الأعداء هو العزم والثبات اللذان يتحلون بهما وعدمُ كونهم وسيلة لتنفيذ مآرب الأعداء في تسميم أفكار المسلمين. وهذا من حسناتهم.
    Evet, dine imale etmek ve iltizama teşvik etmek ve vazife-i diniyelerini ihtar etmekle dine hizmet olur. Yoksa dinsizsiniz dese onları tecavüze sevk etmektir. Din, dâhilde menfî tarzda istimal edilmez. Otuz sene halife olan bir zat, menfî siyaset namına istifade edildi zannıyla, şeriata gelen tecavüzü gördünüz. Acaba şimdiki menfî siyasetçilerin fetvalarından istifade edecek kimdir, bilir misin? Bence İslâm’ın en şedit hasmıdır ki hançerini İslâm’ın ciğerine saplamıştır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنني أرى أن الطريق طريقان؛ ككفتي الميزان؛ خفة إحداهما تولد ثقل الأخرى.
    Dediler:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فأنا لا أصفع أنور(∗) بجانب «انترانيك»،(∗) ولا أصفع «سعيد حليم»(∗) بجانب «فنزيلوس»(∗). وفي نظري أن الذي يصفعهما سافل منحط.
    — İttihat’a şedit bir muarız idin. Neden şimdi sükût ediyorsun?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قالوا:
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    التحزب ضرورة من ضروريات المشروطية.
    — Düşmanların onlara şiddet-i hücumundan. Düşmanın hedef-i hücumu, onların hasenesi olan azim ve sebattır ve İslâmiyet düşmanına vasıta-i tesmim olmaktan feragatidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Bence yol ikidir: Mizanın iki kefesi gibi; birinin hiffeti, ötekinin sıkletine geçer. Ben tokadımı, Antranik ile beraber Enver’e, Venizelos ile beraber Said Halîm’e vurmam. Nazarımda, vuran da sefildir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن خطوط الأفكار عندنا بدلاً من أن تتقارب للتلاقي تنحرف مبتعدة الواحدة عن الأخرى كلما امتدت . لذا لا نجد نقطة التلاقي، لا في الوطن، ولا في الكرة الأرضية. فالأفكار أشبه ما تكون بالوجود والعدم لا يجتمعان، حيث إن وجود أحدهما يقتضي عدم الآخر.
    Dediler:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن العناد يلزم أحياناً المغالين في التعصب الضلال والباطل، حتى إذا ساعد الشيطان أحدهم قال له: «إنه -أي الشيطان- مَلك» ويترحم عليه، بينما إذا رأى ملَكاً في صفِّ مَن يخالفه في الرأي، قال: «إنه شيطان قد بدل ملابسه»، فيبدأ بمعاداته ويلعنه. ويرى الأمارة الواهية برهاناً بظنه الحسن، بينما يرى البرهان أمارة واهية بسوء الظن، كمن ينظر في المنظار أحد طرفيه الذي يقرّب والآخر يبعّد الشيء.
    — Fırkacılık lâzım-ı meşrutiyettir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهذا ظلم فاضح يبيّن الحكمة في الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ الْاِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ (إبراهيم:٣٤) وذلك لأن قواه وميوله لم تتحدد فطرةً بخلاف الحيوان، فميله -أي الإنسان- نحو الظلم لا يحد ولا سيما إذا انضمت إلى ذلك الميل الأشكال الخبيثة للأنانية كالإعجاب بالنفس وتحري المصلحة الشخصية والكبر والعناد والغرور، تتولد جرائم بشعة لم تجد البشرية لها اسماً، ولا جزاء لها إلّا نار جهنم، مثلما هي دليل على ضرورة وجودها.
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلاً: إذا استاء من صفةٍ جانية لشخص، فإنه يشمل ظلمه إلى جميع صفاته البريئة أيضاً بل إلى أحبته بل إلى من في مسلكه، فيكون متمرداً أمام الآية الكريمة
    — Bizdekilerde hutut-u efkâr, telaki için mütemayilen imtidada bedel, münharifen gittiğinden nokta-i telaki vatanda, belki kürede görülmüyor. Vücud, adem gibi; birinin vücudu ötekinin ademini ister.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرٰى ﴾ (الأنعام:١٦٤).
    İnat bazen müfrit fırka mutaassıplara, dalal ve bâtılı iltizam ettirir. Şeytan birisine yardım etse melek der, rahmet okutur. Ötekinde melek görse libasını değiştirmiştir der, lanet eder. Sû-i zan ve hüsn-ü zan nazarıyla dürbünün iki tarafı gibi leh aleyhtar, vâhî emareyi bürhan, bürhanı vâhî emare görür.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلاً: قد قال أحد الحريصين بدافع الانتقام: سيُغلب الإسلام، وسيتمزق قلبه. فلأجل أن يظهر صدق كلامه المشؤوم النابع من روح سقيمة وفكر كاذب، يتمنى أن يُهان المسلمون ويُصفِّق له ويتلذذ من ضربات العدو. فهذا التصفيق والترحيب واللذة جعلت الإسلام في موضع مجروح.
    İşte şu zulümdür اِنَّ ال۟اِن۟سَانَ لَظَلُومٌ sırrını gösterir. Zira hayvanın aksine olarak kuva ve meyilleri fıtraten tahdid edilmemiş, meyl-i zulüm hadsizdir. Lâsiyyema enenin eşkâl-i habîsesi olan hodgâmlık, hodfikirlik, hodbinlik, hodendişlik, gurur ve inat o meyle inzimam etse öyle ekberü’l-kebairi icad eder ki daha beşer ona isim bulmamış. Cehennemin lüzumuna delil olduğu gibi cezası da yalnız cehennem olabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حيث العدو الذي غرز خنجره في قلب الإسلام لا يكتفي بسكوتنا عليه بل يقول: رحِّب بي، تلذَّذْ من أعمالي، وكنّ لي حِباً...
    Mesela, birisinin bir sıfatından darılsa mecma-ı evsaf-ı masume olan şahsına, hattâ ehibbasına, hattâ meslektaşına zulmünü teşmil eder وَ لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِز۟رَ اُخ۟رٰى ya karşı temerrüd eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فدونكم ذنباً عظيماً وظلماً شنيعاً لا يجازيهما إلّا ميزان الحشر الأعظم.
    Mesela, muhteris bir intikam veya müntakim bir hilafıyla bir kere demiş: “İslâm mağlup olacak, kalbi parçalanacak.” Sırf o müraî ruhtan gelen, yalancı fikirden çıkan meş’um sözünü doğru göstermek için İslâm mağlubiyetini, İslâm perişaniyetini arzu eder, alkışlar, hasmın darbesinden mütelezziz olur. İşte şu alkışı ve gaddar telezzüzüdür ki mecruh İslâm’ı müşkül mevkide bırakmış. Zira hançerini İslâm’ın ciğerine saplamış olan hasım “Sükût et.” demiyor. “Alkışla, mütelezziz ol, beni sev.” diyor, onları misal gösteriyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    İşte size dehşetli bir günah ve zulüm ki ancak haşirdeki mizan tartabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قيل:
    وَ قِس۟ عَلَي۟هَا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كنا نعلم أننا نُغلب، فقد دفعونا إلى المصيبة عن علم.
    Denildi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    — Mağlubiyet malûmdu, biz bilirdik, bilerek bizi belâya attılar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كيف تكون نتيجة الحرب بديهياً بالنسبة لكم وأنتم لا ثقافة لكم؛ وتكون خافية عن شخص عظيم كهندنبرغ(∗)؟ أخشى أن يكون ما تسمونه فكراً هو رغبة، والعياذ بالله. إذ يلبس الانتقامُ الشخصي الظالم أحياناً لباس الفكر.
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يا هؤلاء لقد وقعتم في طين نجس تلوثون وجوهكم به وكأنه المسك والعنبر؟
    — Acaba Hindenburg gibi dehşetli insanlar nazarına nazarî kalmış olan gaye-i harp, sizin gibi acemilere nasıl malûm ve bedihî olabilir. Acaba fikir dediğiniz şey –el-iyazü billah– arzu olmasın. Bazen zalimane intikam-ı şahsî, arzuya fikir suretini giydirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذا إيضاحي وبياني لما دار في مجلس مثالي في الليل المنير وفي محفل الدنيويين في النهار المظلم. فليست هذه المحاورة من بنات الفكر ولم تَسِل من العقل سيلاناً بل تفجرت من القلب. فإن شئت فاقبلها وإن شئت رُدَّها وارفضها، ولكن بشرط أن تفهمها.
    Yahu pis bir çamura düşmüşsünüz, misk-ü amber diye yüzünüze, gözünüze bulaştırmaya ne mana var?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="RÜYANIN_ZEYLİ"></span>
    İşte misalîlerin münevver gece meclisinde ve dünyevîlerin muzlim gündüz mahfelinde akıldan akma değil, kalpte çıkan beyanatım. İster isen kabul et, ister isen etme, anlamak şartıyla. İster al gûş-u kabul câne, ister hiddet et.
    == ذيل الرؤيا ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سكت في الحج في أثناء سرده الرؤيا، لأن إهمال الحج وإهمال ما ينطوي عليه من حكم لا يُنزل المصيبة وحدها بل ينزل غضب الله وقهر الجبار. وجزاؤه ليس كفارة الذنوب بل كثّارتها.
    == RÜYANIN ZEYLİ ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن إهمال السياسة الإسلامية الرفيعة في الحج والمتضمنة توحيد الأفكار بالتعارف وتشريك المساعي بالتعاون هو الذي أدّى إلى تهيئة الوسط الملائم للأعداء ليستخدموا ملايين المسلمين في العداء للإسلام.
    Rüya hacda sükût etti. Çünkü haccın ve ondaki hikmetin ihmali, musibeti değil, gazap ve kahrı celbetti. Cezası da keffaretü’z-zünub değil, kessaretü’z-zünub oldu. Haccın bâhusus tearüfle tevhid-i efkârı, teavünle teşrik-i mesaiyi tazammun eden içindeki siyaset-i âliye-i İslâmiye ve maslahat-ı vâsia-i içtimaiyenin ihmalidir ki düşmana milyonlarla İslâm’ı, İslâm aleyhinde istihdama zemin ihzar etti.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فها هو الهندي جالس يبكي على رأس أبيه الذي قتله، ظناً منه أنه عدوّه.
    İşte Hint, düşman zannederek halbuki pederini öldürmüş, başında oturmuş bağırıyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وها هما التتار والقفقاس، واقفان عند قدمَيْ جثةٍ ساعدا على قتلها.. وبعد فوات الأوان يدركان أنها والداهما.
    İşte Tatar, Kafkas, öldürülmesine yardım ettiği şahıs bîçare valideleri olduğunu “ba’de harabi’l-Basra” anlıyor. Ayak ucunda ağlıyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وها هم العرب قتلوا شقيقهم البطل خطأً، ومن حيرتهم لا يعرفون كيف يبكون وينتحبون.
    İşte Arap, yanlışlıkla kahraman kardeşini öldürüp hayretinden ağlamayı da bilmiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهاهي إفريقيا قتلت أخاها دون علم به، والآن تصرخ وتولول.
    İşte Afrika, biraderini tanımayarak öldürdü, şimdi vaveylâ ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وها هو العالم الإسلامي ساعد على قتل ولده المقدام غافلاً دون علم به، فهو يلطم وينفّش شعره كالوالدة الحنون.
    İşte âlem-i İslâm, bayraktar oğlunu gafletle bilmeyerek öldürmesine yardım etti, valide gibi saçlarını çekip âh-u fîzar ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالملايين من المسلمين دُفعوا إلى سياحات طويلة في العالم، تحت لواء العدو الذي هو الشر المحض، بدلاً من شدّ الرحال إلى الحج وهو الخير المحض.
    Milyonlarla ehl-i İslâm, hayr-ı mahz olan sefer-i hacca şedd-i rahl etmek yerine, şerr-i mahz olan düşman bayrağı altında dünyada uzun seyahatler ettirildi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فاعتبروا!
    فَاع۟تَبِرُوا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki>*</nowiki> * *
    <nowiki>*</nowiki> * *
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    (كما أن الضرورات تبيح المحظورات، كذلك تسهّل المشكلات).
    كَمَا اَنَّ الضَّرُورَاتِ تُبٖيحُ ال۟مَح۟ظُورَاتِ كَذٰلِكَ تُسَهِّلُ ال۟مُش۟كِلَاتِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن الدجاجة التي يضرب بها المثل في الخوف والجبن تهاجم الجاموس الضخم حفاظاً على فراخها.. فها هي الجسارة الفائقة.
    Korkaklıkta darb-ı mesel hükmünde olan tavuk, çocukları yanında iken şefkat-i cinsiyesiyle camuşa saldırır. İşte dehşetli bir cesaret.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وخوف العنز من الذئب يضرب به المثل، إلّا أن خوفه ينقلب إلى دفاع ومقاومة في حالة الاضطرار حتى يقارع الذئب.. فها هي الشجاعة الخارقة.
    Hem darb-ı mesel olmuş; keçi, kurttan havfı, ıztırar vaktinde mukavemete inkılab eder, boynuzuyla kurdun karnını deldiği vakidir. İşte hârika bir şecaat.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الميل الفطري لا يُقاوَم، فغرفة من ماء إذا وضعت في كرة من حديد، فتّت الماءُ الحديدَ كلما تعرض للبرودة في الشتاء، وذلك لميله إلى الانبساط والتمدد.
    Fıtrî meyelan, mukavemetsûzdur. Bir avuç su, kalın bir demir gülle içinde atılsa, kışta soğuğa maruz bırakılsa meyl-i inbisat demiri parçalar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فجسارة الدجاجة الرؤوم على فراخها.. وشجاعة الاضطرار لدى العنز العزيز النفس يمثلان هيجاناً فطرياً.. فمثل هذا الهيجان الفطري إذا تعرض له ظلم الكافر البارد، فتّت كل شيء أمامه كالماء في كرة الحديد. (والقرويون الروس أمثلة شهود على هذا).
    Evet şefkatli tavuk cesareti, hamiyetli keçi ıztırarî şecaati gibi fıtrî bir heyecan, demir güllede su gibi, zulmün bürudetli husumet-i kâfiranesine maruz kaldıkça her şeyi parçalar. Rus mujikleri buna şahittir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومع هذا فإن الشهامة الخارقة التي تنطوي عليها ماهية الإيمان، والشجاعة التي تتحدى العالم الكامنة في طبيعة العزة الإسلامية يمكن أن تُظهر المعجزات في كل وقت وآن بانبساط الأخوة الإسلامية وتَوَسُّعِها.
    Bununla beraber imanın mahiyetindeki hârikulâde şehamet, izzet-i İslâmiyenin tabiatındaki âlem-pesend şecaat, uhuvvet-i İslâmiyenin intibahıyla her vakit mu’cizeleri gösterebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ستشرق شمس الحقيقة يوماً
    Bir gün olur elbette doğar şems-i hakikat
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أفيظل العالم في ظلام إلى الأبد؟
    Hiç böyle müebbed mi kalır zulmet-i âlem
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    1.042. satır: 735. satır:
    </div>
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Bundan_yedi_sene_evvel_bir_risaleme_yazdığım_bir_zeyldir"></span>
    == Bundan yedi sene evvel bir risaleme yazdığım bir zeyldir ==
    == ذيل الذيل ==
    </div>
     
    '''لدواء اليأس (<ref>رسالة «دواء اليأس» هي «الخطبة الشامية» وذيلها «تشخيص العلة» وهذا البحث ذيل لذيلها. إلّا أنه نشر مع هذه الرسالة فأبقيناه في موضعه. (المترجم).</ref>)'''


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الحمد لله الذي قال: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ (الحجرات:١٢).
    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ الَّذٖى قَالَ : وَ لَا يَغ۟تَب۟ بَع۟ضُكُم۟ بَع۟ضًا وَ الصَّلَاةُ عَلٰى مُحَمَّدٍ
     
    </div>  
    والصلاة على محمد الذي قال: «من قال: هلك الناس هلك الناس فهو أهلكهم». (<ref>مسلم (٢٠٢٤/٤، رقم ٢٦٢٣)؛ أبو داود (٢٩٦/٤، رقم ٤٩٨٣)؛ أحمد (٣٤٢/٢، رقم ٨٤٩٥) عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم».</ref>)
     
    <nowiki></nowiki>
     
    فإن محاكم التفتيش المدنية لهذا العصر، أنجبت لقطاءها -غير الشرعيين- باستعمالها وسائل رهيبة في تلقيح بعض الأذهان، وتجري بهم حقدها الدفين على الإسلام للثأر منه، محاوِلةً فتح الباب أمام ما يصرف المسلمين عن الدين، أو جَعْلهم في الأقل مهملين له، أو بإمالتهم نحو النصرانية، أو التخلي عن الإسلام بإلقاء الشبهات والشكوك في العقول،
     
    وتشيع بهذا مكراً سيئاً هو الآتي:
     
    «أيها المسلم! تأمل، أينما وجد مسلم فهو فقير، غافل، جاهل إلى حدٍ ما، بينما النصراني أينما حلّ فهو متحضر، يقظ، صاحب ثروة... وهذا يعني.. الخ..»
     
    وأنا أقول:
     
    أيها المسلم لا ترخِ يدك عن الإسلام الذي هو حامي وجودنا وكياننا تجاه الدمار الذي تولّده هذه النتيجة المُخيفة لتقدم أوروبا، بل عض عليه بالنواجذ واستعصم به بقوة، وإلّا فمصيرك الهلاك.
     
    نعم، نحن نتدنى إلى أسفل وهم يرقون إلى أعلى، ولهذا سببان اثنان: أحدهما مادي، والآخر معنوي.
     
    السبب الأول:
     
    الوضع الفطري لأوروبا التي هي كنيسة النصرانية عامة، ومنبع حياتها، فهي ضيقة، جميلة، تملك الحديد، متعرجة السواحل، تلتف فيها الأنهار والبحار التفاف الأمعاء في الجسد، مناخها بارد.
     
    نعم، إن أوروبا على الرغم من كونها عُشر الخمس للكرة الأرضية، فإنها جذبت ربع البشرية نحوها بلطافة مناخها الفطري.
     
    وإنه ثابت حكمةً: أن اجتماع الأفراد الكثيرين يولّد الحاجات، فلا يستوعب إنتاجُ الأرض تلك الحاجاتِ التي تتزايد بأسباب كثيرة -كالتقليد وغيره- ومن هنا تصبح الحاجةُ أمَّ الاختراع والصناعة،
     
    وحبُّ الاستطلاع معلّمَ العلم، والضيقُ الروحي مولدَ السفاهة.
     
    نعم، إن التوجه نحو الصناعة والميل إلى المعرفة ينشـأ من الكثرة؛ فبسبب ضيق المكان في أوروبا، وكثرة بحارها وأنهارها التي هي وسائط نقل طبيعية فيها، فإن التعارف ينتج التجارة، والتعاونَ الاشتراك في الأعمال، مثلما يولد التّماس تَلَاحُقَ الأفكار والمنافسةَ والتسابق.
     
    ولكثرة ما فيها من الحديد -الذي هو منبع جميع صناعات أوروبا- أعطى لمدنيتهم السلاحَ القوي حتى غصبت أنقاضَ مدنيات الدنيا كلها وأغارت عليها، إلى حد أثقلت كفتها وأخلّت بميزان الكرة الأرضية.
     
    ثم إن البرودة المعتدلة التي من شأنها أن تأخذ كل شيء ببطء وتتركه ببطء، قد أعطت لسعيهم الثبات والمتانة، فأدامت مدنيتهم.
     
    ثم إن تَشكُّل دولهم المستندة إلى العلم، وتصادُم قواهم المتكافئة، وإزعاجاتِ استبداداتهم الغدارة، ومضايقاتِ تعصبهم المقيت الظالم -كتعصب محاكم التفتيش- والذي آل إلى خلاف المقصود، والتسابقَ الجاري بين عناصرها المتوازنة.. كل ذلك نمّى استعداداتِ الأوروبيين، وفجّر قابلياتِهم، فظهرت لديهم المزايا، والفكر القومي.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    السبب الثاني:
    اِ لَّذٖى قَالَ : مَن۟ قَالَ هَلَكَ النَّاسُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ اَه۟لَكَهُم۟
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هو نقطة الاستناد. نعم، إن أيّ نصراني كان إذا ما رفع رأسه ومدّ يده إلى أي مقصد من المقاصد المتسلسلة المتداخلة، إذا به يجد وراءه نقطة استناد قوية تعزز قوته المعنوية وتبعث فيها الحياة، حتى يجد في نفسه من القوة ما يمكّنه أن يقتحم كل صعب وعظيم من الأعمال.
    اَمَّا بَع۟د :
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فتلك النقطة، نقطة الاستناد، هي مدنيةُ أوروبا التي هي معسكر (كتلة مسلحة) وكنيستُها العظيمة، وهي مستعدة في كل آن أن تنفخ الحياة في عروق رفقاء دينها الذين يمدون إليها أيديهم من كل صوب، ومتهيأة أيضاً لقطع الشريان النابض للمسلمين، فلقد عجنت بتعصب محاكم التفتيش المدنية الماكرة، والإلحاد النابع من الفكر المادي. فأوروبا تختال غروراً بانتصار مدنيتها على الآخرين.
    Şu zamanın medeni engizisyonu müthiş bir vesile ile bazı ezhanı telkîh ile bir kısım nâmeşru evladını vücuda getirip İslâmiyet’e karşı kinini ve hiss-i intikamını icra eder. Diyanetsizliğe veya lâübaliliğe veya Hristiyanlığa temayüle veya İslâmiyet’ten şüphe ile soğutmaya bir kapı açmak ister.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ألا يُشاهد الإنكليز الذين تقنّعوا بقناع الحرية، يَمدّون أيدهم إلى كل جهة ويتحرون عن نصراني، فأينما وجدوه بعثوا فيه الحياة.. فها هي الحبشة والسودان... وها هي الطيار والأرتوش وها هي لبنان وحوران.. وها هي ماسور وألبانيا.. وها هم الكرد والأرمن.. والترك والروم.. الخ.
    İşte o desise şudur: “Ey Müslüman bak, nerede bir Müslim varsa bi’n-nisbe fakir, gafil, bedevîdir. Nerede Hristiyan varsa bir derece medeni, mütenebbih, ehl-i servettir. Demek… ilâ âhir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حاصل الكلام: إن الذي ينفث فيهم الحياة هو الأمل.. والذي يقتلنا هو اليأس. وقد اشتهر أحدهم بقوله: «أستطيع أن أحرّك الكرة الأرضية من مكانها إذا وجدتُ نقطة استناد»، ففي هذا القول المفترض نقطة عجيبة، هي: أن هذا الإنسان الصغير جداً إذا ما وَجد نقطة استناد يستطيع أن يدير أعظم الأشياء كالكرة الأرضية.
    Ben de derim ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا أهل الإسلام!
    — Ey Müslüman! Biri maddî, biri manevî Avrupa rüçhanının iki sebebinin şu netice-i müthişiyle o neticenin tesir-i muharribanesine karşı, mevcudiyetimizin hâmisi olan İslâmiyet’ten elini gevşetme. Dört el ile sarıl, yoksa mahvolursun.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن نقطة استنادنا تجاه المصائب والدواهي، التي ألقت بثقلها العظيم، عِظم الأرض، على العالم الإسلامي، هي الإسلام الذي يأمر بالاتحاد النابع من المحبة، وبامتزاج الأفكار الناشئ من المعرفة، وبالتعاون الذي تولده الأخوّة.
    Evet, biz aşağıya iniyoruz, onlar yukarıya çıkıyor. Bunun iki sebebi vardır. Biri maddî, biri manevîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فانظر بدءاً من العالم الإسلامي، تلك الدائرة الواسعة، وانتهاء إلى طالب علم في المدرسة الشرعية كأصغر دائرة... تجد أن لكل منها عُقداً حياتية، وتلك العقد مرتبطة ببعضها متسلسلة ومستندة إلى تلك النقطة العظمى، كأفراد المجتمع وروابطه.. بمعنى أنه يمكن أن يصحو المسلمون ويبدأوا بالرقي متى ما نُبِّهوا وبُث فيهم روحُ النماء، فلا صحوة بخنق تلك العقد الحياتية.
    '''Birinci Sebep:''' Umum Hristiyan’ın kilisesi ve maden-i hayatı olan Avrupa’nın vaziyet-i fıtriyesidir. Zira dardır, güzeldir, demir madenidir, girintili çıkıntılıdır. Deniz ve enharı bağırsaklarıdır, bâriddir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإلّا فإن قيام أحد بالموازنة والمقارنة بين محاسن أوروبا ومساوئنا، وثمرةِ تلاحق الأفكار لديهم مع ثمرة سعي شخص واحد عندنا... (<ref>إن إسناد محاسن المدنية إلى النصرانية التي لا فضل لها فيها، وإلصاق التدني والتقهقر بالإسلام الذي هو عدوّ له، دليل على دوران المقدرات بخلاف دورتها، وعلى قلب الأوضاع.(المؤلف).</ref>) فكما أنه يبين بهذه المقارنة الظالمة المجحفة الخادعة أنه لقيط أوروبا لإظهار افتتانه بها ونفوره من أمته، فإنه أيضاً بالهجاء النابع من الخِداع والفكر الثوري والميل إلى التخريب، والمشحون بالعصيان والافتراء والتعرض للشرف، يُظهر فرعونيتَه والثناءَ على نفسه والتربيت على غروره ضمناً، مبدياً دون علم منه عداءه للإسلام. علماً أنه المكلف بالشعور بالشفقة على أمته شرعاً وعقلاً وحكمة، إلّا أنه بحكم الفرعونية والأنانية والغرور يضع الشعور بالتحقير بدلاً من الشعور بالشفقة، والميلَ إلى النفور من الأمة بدلاً من ميل الانجذاب إليها، وإرادةَ الاستخفاف بها بدلاً من محبتها، ويَصِمُها بالجهل بدلاً من احترامها، ويرغب في التكبر عليها بدلاً من الرحمة بها، ويقيم روح الانفرادية بدلاً من روح التضحية والفداء لها... فيثبت بهذا كله أنه لا يملك حَمِيَّة للأمة وأنه مبتوت الأصالة، فيكون جانياً منفوراً منه في نظر الحقيقة بحيث يتصرف تصرف الأحمق الأبله، كمن يحاول إلباس عالم فاضل في المسجد ملابسَ أعجبته لراقصة ساقطة في باريس.
    Evet Avrupa, küre-i zeminin hamse aşeri iken nev-i beşerin bir rub’unu letafet-i fıtriyesi ile kendine çekmiş. Hikmeten sabittir ki efrad-ı kesîrenin içtimaı, ihtiyacatı intac eder. Görenek gibi çok esbab ile tekessür eden hâcat, zeminin kuvve-i nâbitesine sıkışmaz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ذلك لأن الحمية هي نتيجة ضرورية للمحبة والاحترام والرحمة، فلا حمية بدون هذه الأمور، وإلّا فهي حمية كاذبة وخادعة. والنفورُ من الأمة خلافُ الحمية أيضاً،
    İşte şu noktadan ihtiyaç sanata ve merak ilme ve sıkıntı vesait-i sefahete hocalık edip talime başlarlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقساوسة أوربا الذين يشنون هجومهم على المتعصبين عندنا، كل منهم أكثر تعصباً وتزمتاً في مسلكهم السقيم؛ فلو مَدَح عالمٌ دينيٌ الشيخَ الكيلاني بإفراطٍ كمدحِ أولئك لشكسبير لكُفِّرَ.
    Evet fikr-i sanat, meyl-i marifet, kesretten çıkar. Avrupa’nın darlığı ve deniz ve enharı olan vesait-i tabiiye-i münakale içinde dolaşması sebebiyle; tearüf ticareti, teavün iştirak-i mesaiyi intac ettikleri gibi temas dahi telahuk-u efkârı, rekabet de müsabakatı tevlid ederler. Ve bütün sanayiin maderi olan demir madeni kesretle içinde bulunduğundan o demir, medeniyetlerine öyle bir silah-ı kuvvet vermiştir ki dünyanın bütün enkaz-ı medeniyetlerini gasb ve garet edip gayet ağır bastı, mizan-ı zeminin muvazenetini bozdu.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هيهات، أين المحبة من هؤلاء؟
    Hem de her şeyi geç almak, geç bırakmak şanından olan bürudet-i mutedilane, sa’ylerine sebat ve metanet verip medeniyetlerini idame etmiştir. Hem de ilme istinad ile devletlerinin teşekkülü, mütekabil kuvvetlerinin tesadümü, gaddarane istibdatlarının iz’acatı, engizisyonane taassuplarının aksü’l-amel yapan tazyikatı, mütevazî unsurlarının rekabetle müsabakatı, Avrupalıların istidatlarını inkişaf ettirip mezaya ve fikr-i milliyeti uyandırdı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن إحدى العقد الحياتية المحرِّكة للمجتمع والدافعةِ إلى الفعالية، هو الفكر الأدبي. الذي بدأ فينا وحده بالنمو -مع الأسف- ولا سيما أدب الهجاء ورغبة تحقير الآخرين. والذي ينطوي على الإعجاب بالنفس والغلو في الوصف في أسلوب شعري وبما لا يليق بالأدب.
    '''İkinci Sebep:''' Nokta-i istinaddır. Evet, her bir Hristiyan başını kaldırıp müteselsil ve mütedâhil maksatların birine el atsa arkasına bakar ki istinad edecek, kuvve-i maneviyesine daima imdat edip hayat verecek gayet kavî bir nokta-i istinad görür. Hattâ en ağır ve büyük işlere karşı mübarezeye kendinde kuvvet bulur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهو أدب خارج عن الأدب الحقيقي الذي تُؤَدِّبنا به الآيةُ الكريمة ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ (الحجرات:١٢) بحيث يهاجم كلٌّ الآخرَ.
    İşte o nokta-i istinad, her taraftan ellerini uzatan dindaşlarının urûk-u hayatına kuvvet vermeye ve İslâmların en can alacak damarlarını kesmeye her vakit âmâde ve dessas, medeni engizisyon taassubu ile maddiyyunun dinsizliği ile yoğrulmuş ve medeniyetlerinin galebesi ile mest-i gurur olmuş bir müsellah kitlenin kışlası veya büyük kilisesi olan Avrupa’nın medeniyetidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومع ردّ تعرضات ضمنية للأمة وللإسلام بوجه أولئك القسس، نمر مرّ الكرام على هجائهم اللاديني وإهانة الآخرين، فنمضي قائلين: ربما يستحقون ذلك.
    Görülmüyor mu ki en hürriyetperver maskesini takan (İ G) elini uzatıp arıyor. Nerede Hristiyan bulsa hayat veriyor. İşte Habeş, Sudan. İşte Tayyar, Artuşi. İşte Lübnan, Huran. İşte Mal Sur ve Arnavut. İşte Kürt ve Ermeni, Türk ve Rum ilâ âhir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنني أظن أن الباعث على ذل هذه الأمة أكثرَ من الجهل هو الذكاء الأبتر العقيم غيرُ المرافق لنور القلب. وفي نظري أن أخطر مرض هو الانحياز المتطرف، لأنه يدفع إلى خلاف المقصود، بإخراج كل شيء عن طوره.
    '''Elhasıl:''' Onları canlandıran emeldir ve bizi öldüren yeistir. Meşhurdur ki biri demiş: “Eğer bir nokta-i istinad bulsam, küre-i zemini yerinden oynatırım.” Bu faraziyede acib bir nokta vardır. Demek bu küçücük insan, nokta-i istinad bulsa küre gibi büyük işleri çevirebilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أيها الأخ!
    Ey ehl-i İslâm! İşte küre-i zemin gibi ağır ve âlem-i İslâmiyet’e çökmüş olan mesaib ve devahîye karşı nokta-i istinadımız: Muhabbet ile ittihadı, marifet ile imtizac-ı efkârı, uhuvvet ile teavünü emreden nokta-i İslâmiyet’tir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد بدأتْ عندنا تباشيرُ أسبابِ فتية، قوية، بدلاً من تلك الأسباب الهرمة التي ولّدت تقدم النصرانية.
    Bak, âlem-i İslâm’ın şu büyük dairenin nokta-i uzmasından tut tâ en küçük dairenin –mesela medrese talebelerinin– bir ukde-i hayatiyesi vardır. Heyet-i içtimaiyenin efrad ve revabıtı birbirine istinadı gibi o ukdeler dahi birbirine merbut, müteselsilen o nokta-i uzmaya müsteniddir. Demek bütün o ukde-i hayatiyelerini –boğmak değil– belki tenebbüh ve neşv ü nema vermekle İslâm tenebbüh edip terakkiye başlayabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وقد فصّلت ذلك في كتاب آخر. (<ref>المقصود الخطبة الشامية.</ref>)
    Yoksa biri Avrupa’nın mehasinini mesavîmizle ve telahuk-u efkârının semeratı, bizim bir şahsın semere-i sa’yi ile insafsızca, aldatıcı cerbeze ile muvazene etmekle (<ref>Hristiyanlığın malı olmayan medeniyeti ona mal etmek, İslâmiyet’in düşmanı olan tedenniyi ona dost göstermek, feleğin ters dönmesine delildir.</ref>) Avrupa’ya şedit bir meftuniyet ve milletine karşı amîk bir nefret hissiyle, kendini Avrupa’nın veled-i nâmeşruu gösterdiği gibi fikr-i ihtilal ve meyl-i tahrip ve aldatıcı cerbezenin neticesi olan hicv-i âsiyane, müfteriyane, namus-şikenane ile kendi firavuniyetini ve zımnen medih ve gururiyetini ve bilmediği halde İslâm’a düşmanlığını göstermekle beraber firavuniyet, enaniyet, gurur hükmü ile milletine karşı şer’an, aklen, hikmeten mükellef olduğu hiss-i şefkat yerine hiss-i tahkir, meyl-i incizab yerine meyl-i nefret, meyelan-ı muhabbet yerine irade-i istihfaf, temayül-ü ihtiram yerine meyelan-ı techil, arzu-yu merhamet yerine arzu-yu taazzum, seciye-i fedakârî yerine temayül-ü infiradî ikame edip hamiyetsizliğini, asılsızlığını gösterdiğinden nazar-ı hakikatte öyle bir cani ve menfur olur ki mesela, birisi Paris’te sefahet âleminde bir âlüfte madamın kametinde istihsan ettiği bir libası, camide muhterem bir hocaya giydirmeye çalışmak gibi bir hareket-i ahmakane ve caniyanede bulunur. Zira hamiyet ise muhabbet, hürmet, merhametin netice-i zaruriyesidir. Onsuz olmaz ve illâ yalandır, sahtekârlıktır. Nefret, hamiyetin zıddıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    '''حكاية:'''
    Mutaassıplara hücum eden Avrupa’nın kâselisleri her biri yüz mutaassıp kadar meslek-i sakîminde mutaassıptır. Bunlardan birisi Şekspir medhinde ettiği ifratı, şayet bir hoca o ifratı Şeyh-i Geylanî medhinde etse idi tekfir olunacaktı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قبل عشر سنوات (المقصود سنة ١٩١٠م) ذهبتُ إلى «تفليس» وصعدتُ تل الشيخ صنعان، كنت أتأمل تلك الأرجاء وأراقبها. فاقترب مني أحد رجال البوليس فقال:
    Heyhat! Bunların neresinde millete muhabbet ve millet için hamiyet!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بم تنعم النظر؟
    Esefâ! Heyet-i içtimaiyeyi faaliyet ve harekete götüren çok ukde-i hayatiyelerden, bizde inkişafa başlayan yalnız fikr-i edebiyat bâhusus şairane, müfritane, edebşikenane, hodpesendane olan fikr-i hiciv ve arzu-yu tahkirdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    وَ لَا يَغ۟تَب۟ بَع۟ضُكُم۟ بَع۟ضًا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أخطّط لمدرستي!
    Te’dib-i hakikiye karşı edepsizliktir ki birbirine saldırıyor. Fakat millete ve İslâmiyet’e karşı olan ta’rizat-ı zımniyelerini o kâselislerin yüzlerine çarpmakla beraber, onlar birbirine karşı dinsizcesine hiciv ve terzilleri ise kim bilir belki müstahaktırlar düşünüp deyip geçmek ile iktifa ederiz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال:
    Ben zannederim ki bu milletin perişaniyetine; fazla cehaletten ziyade, nur-u kalp ile müterafık olmayan fazla zekâvet-i betra tesir etmiştir. Bence en müthiş maraz asabîliktir. Zira her şeyi haddinden geçirmekle, aksü’l-amel yaptırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    من أين أنت؟
    Ey birader, âlem-i Hristiyan’ın rüçhanına sebebiyet veren ihtiyarlaşmış olan esbaba tekabül edecek genç, dinç esbab bizde inkişafa başlamıştır. Başka kitapta tafsil etmişim. Bir hikâye:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: من بتليس
    (<ref>Bu kitabın birinci tabından yedi sene geçmiştir. Demek on sene evvel, yani Rumî 1326 senesinde.</ref>) Bundan on sene evvel Tiflis’e gittim. Şeyh San’an Tepesi’ne çıktım, dikkatle temaşa ediyordum. Bir Rus yanıma geldi. Dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال:
    — Niye böyle dikkat ediyorsun?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهنا تفليس!
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    — Medresemin planını yapıyorum.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بتليس وتفليس شقيقتان
    Dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال:
    — Nerelisin?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ماذا تعني؟
    — Bitlisliyim dedim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد بدأ ظهور ثلاثة أنوار متتابعة في آسيا، في العالم الإسلامي، وستنقشع عندكم ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض، سيُمزَّق هذا الستار المستبد ويتقلص، وعندها آتي إلى هنا وأُنشئ مدرستي.
    — Bu Tiflis’tir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال:
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هيهات! إنني أحار من فرطِ أَمَلِكَ؟
    — Bitlis, Tiflis birbirinin kardeşidir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأنا أحار من عقلك! أيمكن أن تتوقع دوام هذا الشتاء؟ إن لكل شتاء ربيعاً ولكل ليل نهاراً.
    — Ne demek?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قال:
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد تفرق المسلمون شذر مذر.
    — Asya’da, âlem-i İslâm’da üç nur, birbiri arka sıra inkişafa başlıyor, sizde birbiri üstünde üç zulmet inkışaa başlayacaktır. Şu perde-i müstebidane yırtılacak, takallüs edecek, ben de gelip burada medresemi yapacağım.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت:
    Dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ذهبوا لكسب العلم، فها هو الهندي الذي هو ابن الإسلام الكفء يَدرس في إعدادية الإنكليز.
    — Heyhat! Şaşarım senin ümidine.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وها هو المصري الذي هو ابن الإسلام الذكي يتلقى الدرس في المدرسة الإدارية السياسية للإنكليز..
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وها هو القفقاس والتركستاني اللذان هما ابنا الإسلام الشجاعان يتدربان في المدرسة الحربية للروس.. الخ.
    — Ben de şaşarım senin aklına. Bu kışın devamına ihtimal verebilir misin? Her kışın bir baharı, her gecenin bir neharı vardır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا هذا! إن هؤلاء الأبناء البررة النبلاء، بعد ما ينالون شهاداتهم، سيتولى كل منهم قارة من القارات، ويرفعون لواء أبيهم العادل، الإسلام العظيم، خفاقاً ليرفرف في آفاق الكمالات، معلنين سر الحكمة الأزلية المقدرة في بني البشر رغم كل شيء.
    Dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهذا هو نصف حكايتي.
    — İslâm parça parça olmuş.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    مثال:
    Dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآن سأمثل للحالة الروحية التي تدفع إلى القول: «نفسي نفسي.. ماذا عليّ». بالآتي:
    — Tahsile gitmişler. İşte Hindistan, İslâm’ın müstaid bir veledidir, İngiliz mekteb-i idadisinde çalışıyor. Mısır, İslâm’ın zeki bir mahdumudur, İngiliz mekteb-i mülkiyesinden ders alıyor. Kafkas ve Türkistan, İslâm’ın iki bahadır oğullarıdır, Rus mekteb-i harbiyesinde talim alıyor, ilâ âhir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يتقابل شخصان وتبدأ المناظرةُ والمفاخرة بينهما، أحدهما جسور ولكن عضت النوائبُ (<ref>بمعنى أن «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» ليس مجازاً. (المؤلف).</ref>) عشيرتَه الأصيلة. والآخر جبان، لكنه ينتمي إلى عشيرة أخرى تبسمت لها الأقدار.
    Yahu şu asilzade evlat, şehadetnamelerini aldıktan sonra her biri bir kıta başına geçecek, muhteşem âdil pederleri olan İslâmiyet’in bayrağını, âfak-ı kemalâtta temevvüc ettirmekle, kader-i ezelînin nazarında feleğin inadına, nev-i beşerdeki hikmet-i ezeliyenin sırrını ilan edecektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فالأول يرفع رأسه ويرى ذلّ عشيرته لا تستطيع عزة نفسه تحمّل الذل، فيخفض رأسه وينظر إلى نفسه، فيراها محملة إلى حدٍّ ما بالعزة. وعندها يبدأ غروره المجروح بالأنانية بالصراخ قائلاً: وماذا عليّ.. ها أنذا! وهاهي أفعالي أنا.. فينسحب من تلك العشيرة أو ينتسب إلى أخرى مُظهِراً عدم أصالته.
    İşte hikâyemin yarısı bu kadar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الثاني فكلما رفع رأسه سطعت أمام ناظرَيْه مفاخرُ عشيرته فينتفخ غروره. ولكن ما إن ينظر إلى نفسه يراها واهية، وعندها يتيقظ روح التضحية والفداء في الشعور القومي، فيقول: فداكِ نفسي يا عشيرتي!.
    Neme lâzım ve nefsî nefsî dediren halet-i ruhiyeyi, bir temsil ile beyan edeceğim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإذا فهمتَ الرمز الكامن في هذا المثال، فإن في ميدان العالم هذا، ميدانُ الامتحان والمجاهدة والسباق، إذا تظاهرت مشاعر كل مسلم ونصراني، وكردي ورومي، في أثناء المبارزة في الحَمِيَّة، تجد سر المثال. ولكن هذا التفاوت ليس كما يظنه الناس وربما هو ناتج من النظر الظاهري والسطحي وغلط الحس.
    Felekzede, perişan (<ref>Demek اَلدُّن۟يَا سِج۟نُ ال۟مُؤ۟مِنِ وَ جَنَّةُ ال۟كَافِر mecaz değilmiş.</ref>) fakat asil bir aşiretten bir cesur adam ile tâli’i yaver, feleği müsait, diğer bir aşiretten bir korkak ile bir yerde rast gelirler. Müfahere, münazara başlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    '''أيها المسلم!'''
    Evvelki adam başını kaldırır, aşiretinin zelil olduğunu görür, izzet-i nefsine yediremez. Başını indirir, nefsine bakar, bir derece ağır görür. Eyvah! O vakit “Neme lâzım, işte ben, işte ef’alim!” gibi şahsiyatla yaralanmış gururu feryada başlar. Veyahut o aşiretten çekilip veya asılsızlık gösterip başka aşirete intisap eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إياك أن تنخدع. فلا تخفضْ رأسك! فإن قطعةَ ألماسٍ نادرة مهما كانت صَدِئَةً أفضلُ من قطعة زجاج لامعة دوماً. فضعفُ الإسلام الظاهري ناشئ من خدمة هذه المدنية الحاضرة في سبيل دين آخر.
    İkinci adam başını kaldırdıkça aşiretinin mefahiri gözünü kamaştırır, hiss-i gururunu kabartır, nefsine bakar gevşek görür. İşte o vakit, hiss-i fedakârî fikr-i milliyet uyanır “Aşiretime kurban olayım.” der.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    آن الأوان إذن أن تبدل هذه المدنيةُ صورتَها، فإذا ما بَدَّلَتْها فالقضية تنعكس.
    Eğer bu temsilin remzini anladınsa şu müsabaka ve mücadele meydanı olan bu cihan-ı ibrette bir Müslim –mesela– bir Hristiyan veya bir Kürt, bir Rum ile manen hissiyatları mübareze-i hamiyette mukabele ve muvazene ile tezahür etse temsilin sırrını göreceksin. Lâkin şu tefavüt, herkesin zannettiği gibi değildir. Belki zâhir-perestlik ve sathîlik ve galat-ı histen gelmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكما قيل في البداية أينما كان المسلم فهو البدوي بالنسبة للنصراني، مستنكف عن المدنية لا يكترث بها ويتحرج في قبولها، فإذا ما بُدّلت الصورة فالوضع يتبدل..
    '''Ey Müslüman!'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكل آت قريب.
    Aldanma! Başını indirme! Paslanmış bîhemta bir elmas, daima mücella cama müreccahtır. Zâhiren olan İslâmiyet’in zaafı, şu medeniyet-i hazıranın, başka dinin hesabına hizmet etmesidir. Halbuki şu medeniyet suretini değiştirmesi zamanı hulûl etmiştir. Suret değişirse kaziye bilakis olur. Nasıl şimdiye kadar bidayetinde söylenildiği gibi nerede Müslüman varsa Hristiyana nisbeten bedevî, medeniyete karşı müstenkif ve soğuk davranır ve kabulünde ızdırap çeker. Suret değişse başkalaşır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    و ﴿ اِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ (الشرح: ٦)
    كُلُّ اٰتٍ قَرٖيبٌ ۝ اِنَّ مَعَ ال۟عُس۟رِ يُس۟رًا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    '''سعيد النورسي'''
    '''Said Nursî (rh)'''
    </div>

    06.52, 4 Haziran 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli

    Diğer diller:

    إفادة مرام

    حينما كنت أتدبّر في بعض الآيات الكريمة خطرت على قلبي نكاتٌ لطيفة، فدوّنتُها على صورة ملاحظات ومذكرات.. فيا قارئي العزيز لا تضجر من أسلوبي الموجز فلست غنياً بالألفاظ كما لا أحب الإسراف. ولا تعجبني الألفاظ المنمّقة..

    خذ من كل شيء أحسنَه. سر على هذه القاعدة. فما لا يعجبك ولا يروق لك دعه لي، ولا تعترض.

    سعيد

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ اِلَّا الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ (العصر:٣)

    سنبين حكمة «الإطلاق» فقط. فالقرآن الكريم يترك «الصالحات» مطلقةً دون قيد يقيّدُها، ومبهمةً دون أن يشخّصها.

    وذلك: أن الفضائل والأخلاق، وكذا الحُسن والخير، أغلبُها أمورٌ نسبية، تتغير كلما عبرَت من نوع إلى آخر، وتتباين كلما نزلت من صنف إلى صنف، وتختلف كلما بدّلت مكاناً بمكان، وتتبدل باختلاف الجهات، وتتفاوت ماهيتُها كلما علَت من الفرد إلى الجماعة ومن الشخص إلى الأمة.

    فمثلاً: الشجاعة والكرم في الرجل تدفعانه إلى النخوة والتعاون، بينما تسوقان المرأة إلى النشوز والوقاحة وخرق حقوق الزوج.

    ومثلاً: إن عزة النفس التي يشعر بها الضعيفُ تجاه القوي، لو كانت في القوي لكانت تكبّراً، وكذا التواضع الذي يشعر به القويُّ تجاه الضعيف، لو كان في الضعيف لكان تذللاً.

    ومثلاً: إن جدّية ولي الأمر في مقامه وقارٌ، بينما لينُه ذلةٌ؛ كما أن جديّته في بيته دليلٌ على التكبر، ولينَه دليل على التواضع.

    ومثلاً: إن تفويض الأمر إلى الله في ترتيب المقدمات كسل، بينما في ترتّب النتيجة توكّل؛ كما أن رضا المرء بثمرة سعيه وقسمتهِ قناعةٌ يقوي فيه الرغبة في السعي، بينما الاكتفاءُ بالموجود تقاصرٌ في الهمة.

    ومثلاً: إن صفح المرء -عن المسيئين- وتضحيتَه بما يملك عملٌ صالح، بينما هو خيانةٌ إن كان متكلماً عن الغير -باسم الجماعة- وليس له أن يتفاخر بشيء يخصّه،

    ولكن يمكنه أن يفخر باسم الأمة من دون أن يهضم حقها.

    وهكذا رأيت في كل مما ذكرنا مثالاً، فاستنبط بنفسك؛

    إذ القرآن الكريم خطاب إلهي شامل لجميع طبقات الجن والإنس، ولكل العصور، والأحوال والظروف كافة.

    وحيث إن الحُسن النسبي والخير النسبي كثير جداً، فإن إطلاق القرآن إذن في «الصالحات» إيجاز بليغ لإطناب طويل. وإن سكوته عن بيان أنواع الصالحات كلام واسع.

    ﴿ وَاِنَّ الْفُجَّارَ لَف۪ي جَح۪يمٍ ﴾ (الانفطار:١٤)

    العاقبةُ دليل العقاب، الحدس يدل عليه؛ فعاقبة المعصية التي تقع في الدنيا أمارةٌ حدسية على أن عاقبتَها تؤول إلى عقاب؛ لأن أي إنسان كان يرى -حدساً وبتجربته الخاصة- أن المعصية تنجرّ إلى عاقبة سيئة وخيمة -رغم عدم وجود علاقة طبيعية بينهما- فهذه الكثرة الكاثرة من التجارب الشخصية، والتي تقع في ميدان واسع جداً، لا تكون نتيجةَ مصادفةٍ قط.

    فلو أخذنا هذه التجارب الشخصية بنظر الاعتبار، ظهر لدينا أن نقطة الاشتراك بينها هي طبيعة المعصية المستلزمة للعقاب. فالعقاب إذن لازم ذاتي للمعصية.

    ولما كان هذا اللازم الضروري يترتب -على الأغلب- في الدنيا على طبيعة المعصية وحدها، فلاشك أن ما لم يترتب عليه في هذه الدنيا سيترتب عليه في الدار الآخرة.

    فيا ترى هل هناك أحدٌ لم يمر بتجربة في حياته قال فيها: إن فلاناً قد جوزي بما أساء!.

    ﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَٓائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ (الحجرات:١٣)

    أي: لتعارفوا، فتعاونوا، فتحابّوا، لا لتناكروا فتعاندوا فتتعادوا!

    إذ كما أن هناك روابط تربط الجندي بفصيله وفَوجه ولوائه وفرقته في الجيش، وله واجب ووظيفة في كلٍّ منها؛ كذلك كل إنسان في المجتمع له روابط متسلسلة ووظائف مترابطة. فلو اختلطت هذه الروابط والوظائف ولم تُعيَّن وتحدَّدْ لَمَا كان هناك تعاون ولا تعارف.

    فنمو الشعور القومي في الشخص إما أن يكون إيجابياً أو سلبياً:

    فالإيجابي ينتعش بنمو الشفقة على بني الجنس التي تدفع إلى التعاون والتعارف.

    أما السلبي فهو الذي ينشأ من الحرص على العِرق والجنس الذي يسبب التناكر والتعاند. والإسلامُ يرفض هذا الأخير.

    ﴿ وَمَا مِنْ دَٓابَّةٍ فِي الْاَرْضِ اِلَّا عَلَى اللّٰهِ رِزْقُهَا ﴾ (هود:٦).

    الرزق ذو أهمية عظيمة كأهمية الحياة في نظر القدرة الإلهية، إذ القدرةُ هي التي تُخرج وتوجِد الرزق، والقَدَر يُلبِسه اللباسَ المعين، والعنايةُ الإلهية ترعاه.

    فالقدرة الإلهية -بفعّالية عظيمة- تحوّل العالمَ الكثيف إلى عالم لطيف. ولأجل أن تكسب ذراتُ الكائنات حظاً من الحياة فإنها تعطيها الحياة بأدنى سبب وبحجة بسيطة، وبالأهمية نفسها تُحضِر القدرةُ الرزقَ متناسباً مع انبساط الحياة.

    فالحياة محصَّلَةٌ مضبوطةٌ أي مشاهَدة محدَّدة، أما الرزق فغير محصّل -أي لا يحصل آنياً- وإنما بصورة تدريجية ومنتشرة تدفع الإنسان إلى التأمل فيه.

    ومن وجهة نظر معينة يصح أن يقال: إنه ليس هناك موتٌ جوعاً. لأن الإنسان لا يموت قبل أن ينتهي الغذاء المدخر على صورة شحوم وغيرها.

    أي إن المرض الناشئ من ترك العادة هو الذي يسبب موتَ الإنسان وليس عدم الرزق.

    ﴿ وَاِنَّ الدَّارَ الْاٰخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ﴾ (العنكبوت:٦٤).

    الحياة الحقيقية إنما هي حياة الآخرة، فذلك العالم هو عينُ الحياة، فلا ذرة من ذراتها إلا ونابضة بالحياة، ولا تعرف الموت إطلاقاً.

    ودنيانا حيوان أيضاً؛ إذ إن كرتنا الأرضية أشبه ما تكون بكائن حي، لأن آثار الحياة ظاهرة عليها؛ فلو فرضنا أنها صَغُرت بحجم البيضة، أَمَا كانت حيواناً؟ أو إنْ جرثومة صغيرة كبرت وعظمت عِظَمَ الكرة الأرضية، أمَا كانت تشبهها؟ وحيث إن الكرة الأرضية حيةٌ، فلها روح إذن.

    نعم، إن العالم الذي هو إنسان مكبّر، يُظهر من آثار الحياة بما يتضمن من منظومات الكائنات ما يظهره الجسد بين أعضائه وأجزائه، كالتساند والتجاوب والتعاون، بل تبقى هذه الآثار الحياتية للجسد قاصرةً دون تلك الآثار.

    فلو صغر العالمُ صغرَ الإنسان وتحولت نجومُه إلى ما يشبه الذرات والجواهر المفردة، أمَا يكون حيواناً ذا شعور؟

    فهذه الآية الكريمة تلمّح إلى سر عظيم:

    إن مبدأ الكثرة هو الوحدة، وإن منتهاها أيضاً إلى الوحدة. فهذا دستور فطري.

    فلقد خَلقت القدرةُ الإلهية من القوة التي أودعتها في الكائنات -وهي فيض تجليها وأثر إبداعها- قوةً جاذبة عامة، متصلة مستقلة محصلة بإحسانها على كل ذرة من ذرات الوجود جاذبة خاصة بها، فأوجدتْ رابطةَ الكون. فكما أن في الذرات محصَّلة القوى الجاذبة الناشئة من القوة المودَعة فيها، فهي ضياء القوة، واستحالةٌ لطيفة من إذابتها،

    كذلك فإن محصل قطرات الحياة المنتشرة على الكائنات كافة ولمعانها، إنما هي حياة عامة تعم الوجود جميعاً.. نعم، هكذا يقتضي الأمر.فأينما وُجدت الحياة فثمّ الروح. والروح مثل الحياة أيضاً منتهاها بدايةُ تجلِّي فيضٍ لروح.

    فمبدأ الروح هذا أيضاً تجلٍ للحياة الخالدة التي سميت لدى المتصوفة بـ«الحياة السارية».

    وهكذا ترى أن سبب الالتباس الذي وقع فيه أهلُ الاستغراق ومنشأَ شطحاتهم هو التباس هذا الظل مع الأصل لديهم.

    ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ ف۪ي سَب۪يلِ اللّٰهِ اَمْوَاتٌ بَلْ اَحْيَٓاءٌ وَلٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ (البقرة:١٥٤).

    والشهداء يشعرون أنهم أحياء، وأنهم ما ماتوا،

    إذ الشهيد يَعدّ نفسه حياً، لأنه لا يذوق ألَم السكرات فيرى حياتَه التي ضحّى بها مستمرةً غير منقطعة، بل يجدها أنزهَ وأسمى من حياته.

    وحياة الشهيد وحياة الميت نظير هذا المثال:

    رجلان يريان فيما يرى النائم أنهما يتمتعان بلذائذ لطيفة في تجوالهما خلال بستان بديع. فأحدهما يشعر أن ما يراه هو رؤيا ليس إلّا، فلا يستمتع متعة كاملة. أما الآخر فلا يعلم أنه رؤيا، بل يعتقد أن ما يراه هو حقيقة، فيستمتع تمتعاً كاملاً.

    وحيث إن عالم الرؤيا ظل عالم المثال، وهذا ظل لعالم البرزخ، لذا أصبحت دساتيرُ هذه العوالم متماثلة.

    ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ اَوْ فَسَادٍ فِي الْاَرْضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَم۪يعًا وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَٓا اَحْيَا النَّاسَ جَم۪يعًا ﴾ (المائدة:٣٢).

    هذه الآية الكريمة حق خالص ولا تنافي العقل قطعاً، وهي حقيقة محضة لا مبالغة فيها قط، إلّا أن النظر الظاهري يدعو إلى التأمل:

    فالجملة الأولى:

    تضع اعظم دستور للعدالة المحضة التي تقرِّر: لا يُهدر دمُ بريء ولا تزهق روحه حتى لو كان في ذلك حياةُ البشرية جمعاء، فكما أن كليهما في نظر القدرة الإلهية سواء فهما في نظر العدالة سواء أيضاً. وكما أن نسبة الجزئيات إلى الكلي واحدة كذلك الحق في ميزان العدالة، النسبة نفسها. ولهذا فليس للحق صغير وكبير.

    أما العدالة الإضافية فهي تفدى بالجزء لأجل الكل بشرط أن يكون لذلك الجزء المختار الرضا والاختيارُ صراحة أو ضمناً، إذ عندما يتحول «أنا» الأفرادِ إلى «نحن» الجماعةِ ويمتزج البعض بالبعض الآخر مولِّداً روحَ الجماعة، يرضى الفرد أن يضحي بنفسه للكل.

    وكما يتراءى النور كالنار، تتراءى أحياناً شدةُ البلاغة مبالغةً.

    وهنا نقطة البلاغة تتركب من ثلاث نقاط:

    أولاها: لإظهار عدم محدودية استعداد العصيان والتهور المغروز في فطرة الإنسان. فكما أن له قابلية غير محدودة للخير فله قابلية غير متناهية للشر أيضاً؛ بحيث إن الذي تَمَكَّن فيه الحرصُ والأنانية يصبح إنساناً يريد القضاء على كل شيء يقف دون تحقيق حرصه، حتى تدمير العالم والجنس البشري إن استطاع.

    ثانيتها: لزجر النفس، بإظهار قوة الاستعداد الفطري الكامن، في الخارج. أي بإظهار الممكن في صورة الواقع، بمعنى أن بذرة العِرق النابض بالغدر والعصيان كأنها انفلقت من طَور القوة إلى طور الفعل. فهذه الجملة تُحوِّل الإمكانات إلى وقوعات، لتثمر قابلياتها حتى تأخذ شكل شجرة الزقوم، وذلك لينزل التنفير والانزجار إلى أعماق النفس. وهو المطلوب. وهكذا تكون بلاغة الإرشاد.

    ثالثتها: قد تظهر القضية المطلقة أحياناً قضية كلية، وقد تظهر القضية الوقتية المنتشرة في صورة قضية دائمة. بينما يكفي لصدق القضية وصحتها -منطقاً- أن ينال فرد في زمان معين حكماً. أما إذا صارت كمية ذات أهمية فعندها تكون القضية صحيحة عرفاً.

    إن في كل ماهية أفراداً خارقين، أو فرداً في منتهى الكمال لذلك النوع، كذلك لكل فرد زمانٌ خارقٌ لظروف وشرائط عجيبة بحيث إن سائر الأفراد والأزمنة بالنسبة لذلك الفرد الخارق والزمان الخارق تكون بمثابة ذرات لا قيمة لها أو كأسماك صغيرة بالنسبة للحوت الضخم.

    وبناء على هذا السر الدقيق فإن الجملة الأولى رغم أنها قضية كلية ظاهراً فإنها ليست دائمة. إلّا أنها تضع أمام أنظار البشر أرهب قاتل من حيث الزمان.

    نعم، سيكون زمان تُسبب فيه كلمة واحدة في توريطَ جيش كامل في الحرب، وطلقةٌ واحدة في إبادةِ ثلاثين مليون نسمة وكما حدث. ([1])

    وستكون هناك أحوال بحيث إن حركة بسيطة تسمو بالإنسان إلى أعلى عليين، وفعل صغير يرديه إلى أسفل سافلين.

    فهذه الحالات التي هي قضايا مطلقة أو منتشرة زمانياً تؤخذ بنظر الاعتبار لنكتة بلاغية عظيمة.

    فالأفراد العجيبون والأزمنة العجيبة تُترك على الإطلاق والإبهام.

    فمادام الولي في الناس، وساعة الإجابة في الجمعة، وليلة القدر في شهر رمضان، واسم الله الأعظم في الأسماء الحسنى، والأَجَل في العمر، مجهولاً؛ سيظل لسائر الأفراد قيمتهم وأهميتهم. بينما إذا تعيّن أولئك الأفراد وتلك الأزمنة تسقط أهمية سائر الأفراد والأزمنة.

    فإن عشرين سنة من عمر مبهم أفضل من ألف سنة من عمر معلوم النهاية؛ حيث الوهم يمتد إلى الأبدية ويجعلها محتملة الوقوع فتُقنع النفس في العمر المبهم. بينما في العمر المعين يكون كمن يتقرب إلى الإعدام خطوة خطوة بعد مضي نصف العمر.

    تنبيه: هناك آيات كريمة وأحاديث نبوية شريفة وردت بصورة مطلقة إلا أنها عُدّت كلية، وهناك أخرى منتشرة مؤقتة إلا أنها عدّت دائمة، وهناك أخرى مقيدة إلا أنها اعتُبرت عامة.

    فمثلاً: ورد بهذا المعنى: إن هذا الشيء كفر. أي لم تنشأ هذه الصفة من الإيمان، أي أنها صفةٌ كافرة. ويكون ذلك الشخص قد كَفَر لهذا السبب. ولكن لا يقال: إنه كافر؛ ذلك لأنه يملك صفات أخرى بريئة من الكفر قد نشأت من الإيمان، فهو إذن يحوز أوصافاً أخري نابعة من الإيمان، إلاّ إذا عُلم يقيناً أن تلك الصفة قد نشأت من الكفر، لأنها قد تنشأ من أسباب أخرى. ففي دلالة الصفة شك، وفي وجود الإيمان يقين، والشك لا يزيل اليقين، فينبغي للذين يجرؤون على تكفير الآخرين بسرعةٍ أن يتدبروا!

    الجملة الثانية:

    ﴿ وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَٓا اَحْيَا النَّاسَ جَم۪يعًا ﴾

    الإحياء باعتبار المعنى الظاهري المجازي يبين دستورَ تضاعف الحسنات تضاعفاً غير محدود. ولكن بمعناه الأصلي، يرمز إلى قَطْع دابرِ الشرك والاشتراك من الأساس في الخلق والإيجاد. لأن التشبيه الموجود في هذه الجملة وفي الآية الكريمة: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ (لقمان:٢٨) يفهّم معنى الاقتدار. فالتشبيهان يستلزمان -حسب القاعدة المنطقية- «عكس النقيض»: من لا يقتدر على إحياء الناس جميعاً لا يقتدر على إحياء نفس واحدة.

    بمعنى أن الآية الكريمة تدل إشارة إلى هذا المعنى:

    ما دامت قدرة الإنسان -والممكنات- غير مقتدرة بالبداهة على خلق السماوات والأرض فلا يمكن أن تخلق شيئاً أبداً ولو حجيرة واحدة.

    بمعنى أن من لا يملك قدرة قادرة على تحريك الأرض والنجوم والشموس كلِّها كتحريك خرز المسبحة وتدويرها، ليس له أن يدّعى الخلق والإيجاد في الكون قطعاً.

    أما ما يصنعه البشر ويتصرف فيه، فإنما هو كَشْفٌ لجريان النواميس الإلهية في الفطرة، وانسجامٌ معها واستعمالُها لصالحه.

    فهذا الحد من الوضوح البيّن في البرهان وسطوعه إنما هو من شأن إعجاز القرآن. والآية الكريمة الآتية تثبت ذلك:

    ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾

    لأن القدرة الإلهية ذاتية لا يتخللها العجز، وهي متعلقة بالملكوتية فلا تتداخل فيها الموانع، ونِسَبُها قانونية، فالجزء يكون في حكم الكل والجزئيُّ في حكم الكلي.

    النقطة الأولى:

    إن القدرة الإلهية الأزلية ضرورية للذات الجليلة المقدسة.

    أي أنها بالضرورة لازمة للذات المقدسة، فلا يمكن أن يكون للقدرة منها فكاك مطلقاً، لذا فمن البديهي أن العجز الذي هو ضد القدرة لا يمكن أن يَعرض للذات الجليلة التي استلزمت القدرة، لأنه عندئذ سيجتمع الضدان، وهذا محال.

    فما دام العجز لا يمكن أن يكون عارضاً للذات، فمن البديهي أنه لا يمكن أن يتخلل القدرةَ اللازمة للذات أيضاً.. ومادام العجز لا يمكنه أن يدخل في القدرة مطلقاً فبديهي إذن أن القدرة الذاتية ليست فيها مراتب، لأن وجود المراتب في كل شيء يكون بتداخل أضداده معه، كما هو في مراتب الحرارة التي تكون بتخلل البرودة، ودرجات الحسن التي تكون بتداخل القُبح.. وهكذا فقس.

    أما في الممكنات فلأنه ليس هناك لزومٌ ذاتي حقيقي أو تابع؛ أصبحت الأضدادُ متداخلة بعضها مع البعض الآخر، فتولّدت المراتبُ ونتجت عنها الاختلافاتُ، فنشأت منها تغيرات العالم.

    وحيث إنه ليست هناك مراتب قط في القدرة الإلهية الأزلية، لذا فالمقدَّرات هي حتماً واحدةٌ بالنسبة إلى تلك القدرة، فيتساوى العظيم جداً مع المتناهي في الصغر، وتتماثل النجوم مع الذرات، وحشرُ جميع البشر كبعث نفس واحدة.

    المسألة الثانية: أن القدرة الإلهية تتعلق بملكوتية الأشياء..

    نعم، إن لكل شيء في الكون وجهين كالمرآة:

    أحدهما: جهة الـمُلك وهي كالوجه المطلي الملوَّن من المرآة.

    والأخرى هي جهة الملكوت وهي كالوجه الصقيل للمرآة.

    فجهة الملك، هي مجالُ وميدانُ تجوّلِ الأضداد، ومحلُّ ورودِ أمور الحُسن والقُبح والخير والشر والصغير والكبير والصعب والسهل وأمثالها.. لذا وضعَ الخالق الحكيم الأسبابَ الظاهرة ستاراً لتصرفاتِ قدرته، لئلا تَظهر مباشرةُ يد القدرة الحكيمة بالذات على الأمور الجزئية التي تَظهر للعقول القاصرة التي ترى الظاهر، كأنها خسيسة غير لائقة، إذ العظمة والعزّة تتطلب هكذا.. إلّا أنه سبحانه لم يعط التأثير الحقيقي لتلك الأسباب والوسائط؛ إذ وحدة الأحدية تقتضي هكذا أيضاً.

    أما جهة الملكوت، فهي شفافة صافية نزيهة في كل شيء، فلا تختلط معها ألوانُ ومزخرفات التشخصات... هذه الجهة متوجهة إلى بارئها دون وساطة، فليس فيها ترتب الأسباب والمسبّبات ولا تسلسلُ العلل، ولا تدخل فيها العليّةُ والمعلولية ولا تتداخل الموانع، فالذرة فيها تكون شقيقةَ الشمسِ.

    إن القدرة هي مجردة، أي ليست مؤلفة ومركبة، وهي مطلقة غير محدودة، وهي ذاتية أيضاً. أما محل تعلقها بالأشياء فهي دون وساطة، صافيةٌ دون تعكر، ودون ستار ودون تأخير، لذا لا يَستكبر أمامها الكبيرُ على الصغير، ولا تُرجَّح الجماعةُ على الفرد ولا يتبجّح الكل أمام الجزء ضمن تلك القدرة.

    المسألة الثالثة: نسبة القدرة قانونية..

    ﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾ (النحل:٦٠) ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِه۪ شَيْءٌ ﴾ (الشورى:١١)

    فهذه المسألة الغامضة سنقرّبها إلى الذهن ببعض الأمثلة؛ حيث التمثيل يقرب التصوير إلى الأذهان.

    المثال الأول: «الشفافية»

    إن تجلّي ضوء الشمس يُظهر الهويةَ نفسَها على سطح البحر أو على كل قطرة من البحر، فإذا كانت الكرة الأرضية مركّبة من قِطَع زجاجية صغيرة شفافة مختلفة تقابل الشمس دون حاجز يحجزها، فضوء الشمس المتجلي على كل قطعة على سطح الأرض وعلى سطح الأرض كلها يتشابه ويكون مساوياً دون مزاحمة ودون تجزؤ ودون تناقص.. فإذا افترضنا أن الشمس فاعل ذو إرادة وأعطت فيضَ نورها وإشعاع صورتها بإرادتها الأرض، فلا يكون عندئذٍ نشرُ فيضِ نورها على جميع الأرض أكثَر صعوبة من إعطائها ذرة واحدة.

    المثال الثاني: «المقابلة»

    هب أنه كانت هناك حلقة واسعة من البشر يحمل كلُّ واحد منهم مرآة بيده، وفي مركز الدائرة رجل يحمل شمعة مشتعلة، فإن الضوء الذي يرسله المركز إلى المرايا في المحيط واحد، ويكون بنسبة واحدة، دون تناقص ودون مزاحمة ودون تشتّت.

    المثال الثالث: «الموازنة»

    إن كان لدينا ميزان حقيقي عظيم وحساس جداً وفي كفتيه شمسان أو نجمان، أو جبلان، أو بيضتان، أو ذرتان.. فالجهد المبذول هو نفسه الذي يمكن أن يرفع إحدى كفتيه إلى السماء ويخفضَ الأخرى إلى الأرض.

    المثال الرابع: «الانتظام»

    يمكن إدارة أعظم سفينة -لأنها منتظمة جداً- كأصغر دمية للأطفال.

    المثال الخامس: «التجرد»

    إن الميكروب مثلاً كالكركدن يحمل الماهية الحيوانية وميزاتها، والسمك الصغير جداً يملك تلك الميزة والماهية المجردة كالحوت الضخم، لأن الماهية المجردة من الشكل والتجسم تدخل في جميع جزيئات الجسم من أصغر الصغير إلى أكبر الكبير وتتوجه إليها دون تناقص ودون تجزؤ، فخواص التشخصات والصفات الظاهرية للجسم لا تُشوِش ولا تتداخل مع الماهيّة والخاصة المجرّدة، ولا تُغيِّر نظرة تلك الخاصة المجردة.

    المثال السادس: «الطاعة»

    إن قائد الجيش بأمره: «تَقَدمْ» مثلما يحرّك الجندي الواحد فإنه يحرّك الجيش بأكمله كذلك بالأمر نفسه.

    فحقيقةُ سرِّ الطاعة هي أن لكل شيء في الكون -كما يشاهَد بالتجربة- نقطةَ كمال، وله ميل إليها، فتضاعُف الميل يولّد الحاجة، وتضاعُف الحاجة يتحول إلى شوق، وتضاعف الشوق يكوّن الانجذاب، فالانجذاب والشوق والحاجة والميل.. كلّها نوىً لامتثال الأوامر التكوينية الرّبانية وبذورُها من حيث ماهية الأشياء.

    فالكمال المطلق لماهيات الممكنات هو الوجود المطلق، ولكن الكمال الخاص بها هو وجودٌ خاص لها يُخرج كوامن استعداداتها الفطرية من طَور القوة إلى طور الفعل... فإطاعة الكائنات لأمرِ «كُنْ» كإطاعةِ الذرة الواحدة التي هي بحكم جندي مطيع. وعند امتثال الممكنات وطاعتها للأمر الأزلي: «كُن» الصادرِ عن الإرادة الإلهية تندمج كليّاً الميولُ والأشواقُ والحاجاتُ جميعها، وكل منها هو تجلٍّ من تجلّيات تلك الإرادة أيضاً. حتى إن الماء الرقراق عندما يتلقى -بمَيلٍ لطيفٍ منه- أمراً بالانجماد، يَظهر سرّ قوة الطاعة بتحطيمه الحديد.

    فإن كانت هذه الأمثلة الستة تَظهر لنا في قوة الممكنات المخلوقات وفي فعلها وهي ناقصة ومتناهية وضعيفة وليست ذات تأثير حقيقى، فينبغي إذن أن تتساوى جميع الأشياء أمام القدرة الإلهية المتجلّية بآثار عظمتها.. وهي غير متناهية وأزليةٌ، وهي التي أوجدت جميع الكائنات من العدم البحت وحيّرت العقول جميعها، فلا يصعب عليها شيء إذن. ولا ننسى أن القدرة الإلهية العظمى لا توزن بموازيننا الضعيفة الهزيلة هذه، ولا تتناسب معها، ولكنها تُذكَر تقريباً للأذهان وإزالةً للاستبعاد ليس إلَّا.

    نتيجة الأساس الثالث وخلاصته: ما دامت القدرة الإلهية مطلقة غير متناهية، وهي لازمة ضرورية للذات الجليلة المقدسة، وأن جهة الملكوت لكل شيء تُقابلها وتتوجه إليها دون ستار ودون شائبة، وأنها متوازنة بالإمكان الاعتباري الذي هو تَساوي الطرفين، وأن النظام الفطري الذي هو شريعة الفطرة الكبرى مطيع للفطرة وقوانينِ الله ونواميسِه، وأن جهة الملكوت مجردة وصافية من الموانع والخواص المختلفة... لذا فإن أكبر شيء كأصغره أمام تلك القدرة، فلا يمكن أن يُحْجِم شيءٌ أيّاً كان أو يتمرّد عليها. فإحياءُ جميع الأحياء يوم الحشر هينّ عليه كإحياء ذبابة في الربيع،

    ولهذا فالآية الكريمة: ﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ اِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ أمرٌ حق وصدق جلي لا مبالغة فيه أبداً.

    ﴿ وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا اَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللّٰهِ ﴾ (آل عمران:٦٤)

    نورد نكتة واحدة من بين أُلوف نكات هذه الآية الكريمة:

    إنه بقطع النظر عن مشرب الصوفية، فإن الإسلام يرفض الواسطة ويقبل الدليل، وينفي الوسيلة ويثبت الإمام؛ بينما غيره من الأديان يقبل الواسطة. فبناء على هذا السر الدقيق يستطيع النصراني أن يصبح متديناً إذا أشغل مقامات من حيث الثروة والمنصب. بينما في الإسلام: العوامُّ هم المتمسكون بالدين أكثر من ذوي الثروات والمناصب؛ وذلك لأن النصراني ذا المقام يحافظ على نصرانيته وأنانيته بقدر تعصبه في دينه، فلا ينقص ذلك من تكبره وغروره،

    بينما المسلم يبتعد عن التكبر والغرور بقدر تمسكه بالدين، بل ينبغي له أن يتنازل عن عزة المنصب.

    ومن هنا فالنصرانية ربما تتمزق بهجوم العوام المظلومين على الظالمين الذين يَعُدّون أنفسهم خواص النصارى، حيث النصرانية تُعِين تحكّمهم. بينما الإسلام لا ينبغي أن يتزعزع لأنه ملك العوام أكثرَ من الخواص الدنيويين.

    يُخ۟رِجُ ال۟حَىَّ مِنَ ال۟مَيِّتِ وَ يُخ۟رِجُ ال۟مَيِّتَ مِنَ ال۟حَىِّ

    Pek çok desatir-i külliye ve bir kısım desatir-i ekseriyi tazammun eder. Ferde, cemaate, nev’e, mesleğe şâmildir. Yalnız ekseri düsturların mâsadakatından bir iki misal zikredeceğiz:

    Lâkayt Emevîlik nihayet Sünnet Cemaate, salabetli Alevîlik nihayet Râfızîliğe dayandı.

    Hem zalime karşı miskinliği esas tutan Hristiyanlık, nihayet tecellüd, cebbarlıkta ve zalime karşı cihad, izzet-i nefsi esas tutan İslâmiyet –eyvah– nihayet miskinlikte karar kıldı.

    Hem mebdei taassup derecesinde azîmet olsa nihayeti müsaheleye, ruhsata taraftarsa nihayeti salabete müncer olan bir kısım Hanbelî, Hanefî gibi.

    Hattâ en garibi, bir kısım mutaassıplar mesleklerinin zıddına olarak küffara karşı müsamaha, dostluk ve lâkayt Jönler husumet ve salabet taraftarı çıktılar. Güya mebde-i Hürriyet’teki mevkilerini becayiş ettiler.

    İki âlim; bazen nâkısın oğlu kâmil, kâmilin oğlu nâkıs oluyor. Güya bakiyye-i iştiha ve şevki, tevarüsle velede geçiyor. Öteki kaza-i vatar ettiğinden, veledinden ilme karşı açlık hissini uyandırmıyor.

    Şu emsilelerdeki sırr-ı düstur şudur: Beşerde meyl-i teceddüd var. Halef selefi kâmil görse tezyid eylemese; meylinin tatminini başka tarzda arar, bazen aksü’l-amel yapar.

    ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرٰى ﴾ (الأنعام:١٦٤)

    تُمثل هذه الآية الكريمة أعدل دستور في السياسة الشخصية والجماعية والقومية. أما الآية الكريمة:

    ﴿ اِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ (الأحزاب:٧٢)

    فتُبين استعدادَ الإنسان إلى الظلم الرهيب المغروز في فطرته.

    والسر في ذلك هو: أن القوى والميول المودَعة في الإنسان لم تُحَدَّد، خلافاً للحيوان؛ لذا فإن الميل للظلم وحبّ الذات يتماديان كثيراً وبشكل مخيف.

    نعم، إن حب الإنسان لنفسه، وتحريَ مصلحته وحده، وحبه لذاته وحده، من الأشكال الخبيثة لـ«أنا والأنانية»، وإذا ما اقترن العناد والغرور بذلك الميل تولدت فظائع بشعة بحيث لم يعثر لها البشر على اسم بعدُ. وكما أن هذا دليل على وجوب وجود جهنم كذلك لا جزاء له إلّا النار.

    ولنتناول هذا الدستور في:

    نطاق الشخص:

    يحوز الشخص أوصافاً كثيرة؛ إن كانت صفةٌ منها تستحق العِداء، فيقتضي حصرَ العِداء في تلك الصفة وحدها، حسب القانون الإلهي الوارد في الآية الكريمة، بل على الإنسان أن يشفق على ذلك الشخص المالك لصفات بريئة كثيرة أخرى ولا يعتدي عليه؛

    بينما الظالم الجهول يعتدي على ذلك الشخص لصفة جانية فيه، لما في طبيعته من ظلم مغروز، بل تَسري عداوته لأوصاف بريئة فيه، حيث يخاصم الشخص نفسه، وربما لا يكتفي بالشخص وحده فيشمل ظلمُه أقاربَ الشخص بل كلَّ من في مسلكه، علماً أن تلك الصفة الجانية قد لا تكون نابعة من فساد القلب، وربما هي نتيجة أسباب أخرى، حيث إن أسباباً كثيرة تولد الشيء الواحد، فلا تكون الصفة جانية، بل حتى لو كانت تلك الصفة كافرة أيضاً لا يكون الشخص جانياً.

    وفي نطاق الجماعة:

    نشاهد أن شخصاً حريصاً، قد طرح فكراً ينطوي على رغبة، فقال بدافع الانتقام أو بدافعِ اعتراضٍ جارح: سيتبعثر الإسلام ويتشتت، أو ستمحى الخلافة. فيتمنى أن يُهانَ المسلمون -العياذ بالله- وتُخنق الأخوةُ الإسلامية، لكي يَظهر صدق كلامه ويَشبع غرورُه وأنانيته فحسب، بل يحاول إيضاح ظلم الخصم الجاحد في صورةِ عدالةٍ، باختلاقِ تأويلات وحذلقات لا تخطر على بال.

    وفي نطاق المدنية الحاضرة:

    نشاهد أن هذه المدنية المشؤومة قد أعطت البشريةَ دستوراً ظالماً غداراً، بحيث يزيل جميعَ حسناتها، ويبين السرَّ في قلق الملائكة الكرام لدى استفسارهم ﴿ اَتَجْعَلُ ف۪يهَا مَنْ يُفْسِدُ ف۪يهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَٓاءَ ﴾ (البقرة:٣٠)

    إذ لو وُجد خائن واحد في قصبة، فإنها تقضي بتدميرها وبمن فيها من الأبرياء، ولو وجد عاصٍ واحد في جماعة فهي تقضي بالقضاء على تلك الجماعة مع أفرادها وعوائلها وأطفالها. ولو تحصّن من لا يخضع لقانونها في جامع أياصوفيا فإنها تقضي بتخريب ذلك البناء المقدس الذي هو أثمن من مليارات الذهب. وهكذا تحكُم هذه المدنية بوحشية رهيبة.

    فلئن كان المرء لا يؤاخَذ حتى بجريرةِ أخيه، فكيف تدان ألوفُ الأبرياء في قصبةٍ أو في جماعة لوجودِ مخرِّب واحد فيها. علماً أنه لا تخلو مدينة أو جماعة منهم.

    ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَم۪يعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ (آل عمران:١٠٣)

    ﴿ الٓمٓ ❀ ذٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ف۪يهِ هُـدًى لِلْمُتَّق۪ينَ ﴾ (البقرة:١-٢)

    هيمنة القرآن الكريم([2])

    أرى أن مردّ ما تبديه الأمة الإسلامية من إهمال وعدم مبالاة نحو الأحكام الفقهية ما يأتي:

    إن أركان الدين وأحكامه الضرورية نابعة من القرآن الكريم والسنةِ النبويةِ المفسرةِ له، وهي تشمل تسعين بالمائة من الدين، أما المسائل الخلافية التي تحتمل الاجتهاد فلا تتجاوز العشرة منه.

    فالبون إذن شاسع بين أهمية الأحكام الضرورية والمسائل الخلافية.

    فلو شَبهنا المسائلَ الاجتهاديةَ بالذهب لكانت الأحكام الضرورية وأركانُ الإيمان أعمدةً من الألماس. تُرى هل يجوز أن تكون تسعون عمودا من الألماس تابعة لعشرة منها من الذهب؟ وهل يجوز أن يوجَّه الاهتمام إلى التي من الذهب أكثرَ من تلك التي من الألماس؟.

    إن الذي يَسوقُ جمهورَ الناس إلى الاتّباعِ وامتثالِ الأوامر، هو ما يتحلى به المَصدَرُ من قدسية، هذه القدسية هي التي تدفع جمهور الناس إلى الانقياد أكثرَ من قوة البرهان ومتانةِ الحجة، فينبغي إذن أن تكون الكتب الفقهية بمثابةِ وسائلَ شفافة -كالزجاج- لِعَرْض قدسيةِ القرآن الكريم، وليس حجاباً دونه، أو بديلاً عنه.

    إن ذهن الإنسان ينتقل من الملزوم إلى اللازم وليس إلى لازم اللازم -كما هو مقرر في علم المنطق- ولو انتقل فبقصدٍ غير طبيعي.

    فالكتب الفقهية شبيهة بالملزوم، والقرآن الكريم هو الدال على تلك الأحكام الفقهية ومصدرُها، فهو اللازم... والصفةُ الملازمة الذاتية للقرآن الكريم هي القدسية المحفِّزة للوجدان. فلأن نظر العامة ينحصر في الكتب الفقهية فحسب، فلا ينتقل ذهنُهم إلى القرآن الكريم إلّا خيالاً، ونادراً ما يتصورون قدسيته -من خلال نظرهم المنحصر- ومن هنا يعتاد الوجدان التسيبَ، ويتعود على الإهمال، فينشأ الجمودُ.

    فلو كان قد بُيِّنَ القرآنُ الكريم ضمن بيان الضروريات الدينية مباشرة لكان الذهن ينتقل انتقالاً طبيعياً إلى قدسيته، ولأثارت الشوق إلى الاتباع، ولنبهت الوجدان إلى الاقتداء، وعندها تنمو ملكة رهافة المشاعر لدى المخاطب بدلا من صممها أمام حوافز الإيمان وموقِظاته.

    فالكتب الفقهية إذن ينبغي أن تكون شفافة لعرض القرآن الكريم وإظهاره، ولا تصبحَ حجابا دونه كما آلت إليه -بمرور الزمان- من جراء بعض المقلدين. وعندئذ تجدها تفسيراً بين يدي القرآن وليست مصنفات قائمة بذاتها.

    إن توجيه أنظار عامة الناس في الحاجات الدينية توجيها مباشراً إلى القرآن الكريم، خطابِ الله العزيز الساطع بإعجازه والمحاطِ بهالة القدسية والذي يهز الوجدان بالإيمان دائما.. إنما يكون بثلاث طرق:

    ١- إما إزالة ذلك الحجاب من أمام القرآن الكريم بتوجيه النقد وتجريح الثقة بأولئك المؤلِّفين للكتب الفقهية الذين يستحقون كل الاحترام والتوقير والثقة والاعتماد.. وهذا ظلم فاضح، وخطر جسيم، وإجحاف بحق أولئك الأئمة الأجلاء.

    ٢- أو تحويل تلك الكتب الفقهية تدريجيا إلى كتب يستشف منها فيض القرآن الكريم، أي تصبح تفسيرا له، ويمكن أن يتم هذا باتباع طرق تربوية منهجية خاصة حتى تبلغ تلك الكتبُ إلى ما يشبه كتبَ الأئمة المجتهدين من السلف الصالح أمثالِ «الموطأ» لمالك بن أنس و«الفقه الأكبر» لأبى حنيفة النعمان.

    فعندئذ لا يُقرأ كتاب «ابن حجر» -مثلاً- بقصدِ ما يقوله ابن حجر نفسه، بل يُقرأ لأجل فهم ما يَأْمُر به القرآن الكريم. وهذا الطريق بحاجة إلى زمن مديد.

    ٣- أو شد أنظار جمهور الناس دوما إلى مستوى أعلى من تلك الكتب -التي أصبحت حجابا- أي شدها باستمرار إلى القرآن الكريم وإظهاره فوقها دائما، مثلما يفعله أئمة الصوفية، وعندها تؤخذ الأحكام الشرعية والضروريات الدينية من منبعها الأساس وهو القرآن الكريم، أما الأمور الاجتهادية التي تَرِد بالواسطة فيمكن مراجعتها من مظانها.

    ولا يخفى أن ما يستشعره المرء من جاذبية في كلام الصوفي الحق ومن طلاوة في حديثه غيرُ ما يستشعره في وعظِ عالم في الفقه. فالفرق في هذا نابع من ذلك السر.

    ثم إنه من الأمور المقررة، أن ما يوليه عامة الناس من تقدير لشيء وتثمينهم له ليس نابعاً -على الأغلب- مما فيه من كمال، بل مما يشعرون نحوه من حاجة وبما يحسون تجاهه من رغبة؛ فالساعاتي الذي يأخذ أجرةً أكثرَ من عالم جليل مثالٌ يؤيد هذا.

    فلو وُجِّهَتْ حاجاتُ المسلمين الدينية كافة شطرَ القرآن الكريم مباشرة، لنال ذلك الكتابُ المبين من الرغبة والتوجه -الناشئةِ من الحاجة إليه- أضعافَ أضعافِ ما هو مشتَّت الآن من الرغبات نحو الألوف من الكتب، بل لكان القرآن الكريم مهيمنا هيمنة واضحة على النفوس، ولكانت أوامرُه الجليلة مطبَّقة منفَّذة كليا، ولَمَا كان يظل كتابا مباركا يُتَبَرك بتلاوته فحسب.

    هذا وإن هناك خطراً عظيماً في مزج الضروريات الدينية مع المسائل الجزئية الفرعية الخلافية، وجَعْلها كأنها تابعة لها، لأن الذي يرى الآخرين على خطأ -ونفسه على صواب- يدعي: أن مذهبي حق يحتمل الخطأَ والمذهب المخالف خطأ يحتمل الصوابَ!

    وحيث إن جمهور الناس يعجزون عن أن يميزوا تمييزاً واضحا بين الضروريات الدينية والأمور النظرية الممتزجة معها، تراهم يعممون -سهواً أو وهماً- الخطأ الذي يرونه في الأمور الاجتهادية على الأحكام كلها، ومن هنا تتبين جسامة الخطر.

    والذي أراه أن من يخطّئ الآخرين -ويرى نفسه في صواب دائما- مصاب بمرضِ ضِيق الفكر وانحصارِ الذهن الناشئَين من حب النفس. ولاشك أنه مسؤول أمام رب العالمين عن تغافله عن شمولِ خطاب القرآن إلى البشرية كافة.

    ثم إن فكر التخطئة هذا، منبعٌ ثر لسوء الظن بالآخرين، والانحيازِ، والتحزب في الوقت الذي يطالبنا الإسلام بحسن الظن والمحبة والوحدة! ويكفيه بُعداً عن روح الإسلام ما شَقّ من جروح غائرة في أرواح المسلمين المتساندة، وما بثه من فرقة بين صفوفهم، فأبعدَهم عن أوامر القرآن الكريم.

    بعد أن كتبتُ هذه المسألة بفترة قصيرة، تشرفتُ برؤيا الرسول الكريم ﷺ في المنام؛ كنت في حظوةِ مجلسه الجليل في مدرسة دينية، سيعلمني من القرآن درسا. فعندما أتوا بالمصحف الشريف قام الرسول الكريم ﷺ احتراماً للقرآن، فخطر لي آنئذ أن هذا إرشاد للامة لتوقير القرآن الكريم وإجلاله.

    ثم حكيت الرؤيا لأحد الصالحين فعبَّره هكذا:

    إن هذه إشارة واضحة وبشرى عظيمة إلى أن القرآن الكريم سيحوز ما يليق به من مقام رفيع في العالم أجمع.

    دعوة إلى إنشاء مجلس شورى للاجتهاد ([3])

    قال تعالى:

    ﴿ وَاَمْرُهُمْ شُورٰى بَيْنَهُمْ ﴾ (الشورى:٣٨) ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْاَمْرِ ﴾ (آل عمران:١٥٩)

    يرينا التاريخ أنه: متى ما كان المسلمون متمسكين بدينهم فقد ترقوا بقدر تمسكهم بدينهم، بينما تدنوا كلما بدأ ضعف الدين يدب فيهم. بخلاف ما يحدث لأصحاب الأديان الأخرى؛ إذ متى ما تمسكوا بدينهم فقد أصبحوا كالوحوش الكاسرة ومتى ما ضعف لديهم الدين ترقوا في مضمار الحضارة.

    إن ظهور جمهور الأنبياء في الشرق رمزٌ من القدر الإلهي إلى أن المهيمن على شعور الشرقيين هو الدين؛ فما نراه في الوقت الحاضر من مظاهر اليقظة في أنحاء العالم الإسلامي تُثبت لنا أن الذي ينبه العالم الإسلامي وينقذه من الذل والهوان هو الشعور الديني ليس إلّا.

    وقد ثبت أيضاً أن الذي حافظ على هذه الدولة المسلمة (العثمانية) هو ذلك الشعور رغم جميع الثورات والمصادمات الدامية التي نشبت في أرجائها.. فنحن نتميز بهذه الخاصية عن الغرب، ولا نقاس بهم.

    إن السلطنة والخلافة متحدتان بالذات ومتلازمتان لا تنفكان وإن كانت وجهةُ كل منهما مغايِرةً للأخرى.. وبناء على هذا فسلطاننا هو سلطان وهو خليفة في الوقت نفسه يمثل رمز العالم الإسلامي.

    فمن حيث السلطنة يشرف على ثلاثين مليوناً، ومن حيث الخلافة ينبغي أن يكون ركيزةَ ثلاثمائة مليون من المسلمين الذين تربطهم رابطة نورانية، وأن يكون موضع إمدادهم وعونهم.

    فالوزارة تمثل السلطنة، أما المشيخة الإسلامية فهي تمثل الخلافة.

    فبينا نرى الوزارة تستند -أصلاً- إلى ثلاثة مجالسِ شورى -وقد لا تفي هذه المجالس بحاجاتها الكثيرة- نجد أن المشيخة قد أُودعت إلى اجتهاد شخص واحد، في وقتٍ تعقّدت فيه العلاقات وتشابكت حتى في أدق الأمور، فضلا عن الفوضى الرهيبة في الآراء الاجتهادية، وعلاوة على تشتت الأفكار وتدني الأخلاق المريع الناشئ من تسرب المدنية الزائفة فينا.

    من المعلوم أن مقاومة الفرد تكون ضعيفة أمام المؤثرات الخارجية، فلقد ضُحي بكثير من أحكام الدين مسايرة للمؤثرات الخارجية.

    وبينما كانت الأمور بسيطة والتسليمُ للعلماء وتقليدُهم جارياً كانت المشيخة مودَعة إلى مجلس شورى -ولو بصورة غير منتظمة- ويتركب من شخصيات مرموقة، أما الآن وقد تعقدت الأمور ولم تعد بسيطة وارتخى عنان تقليد العلماء واتّباعِهم.. أقول كيف -يا ترى- يكون بمقدورِ شخصٍ واحد القيامُ بكل الأعباء؟

    ولقد أظهر الزمان أن هذه المشيخة الإسلامية -التي تمثل الخلافة- ليست خاصة لأهل إسطنبول أو للدولة العثمانية، وإنما هي مؤسسة جليلة تعود للمسلمين عامة. فوضعها الحالي المنطفئ لا يؤهلها للقيام بأعباء إرشاد إسطنبول وحدها ناهيك عن إرشاد العالم الإسلامي!

    لذا ينبغي أن تَؤُول هذه المشيخة إلى درجةٍ ومنزلة تتمكن بها من كسب ثقة العالم الإسلامي فتكون كالمرآة العاكسة لمشاكل المسلمين، وتغدو منبعاً فياضاً للاجتهادات والأفكار. وعندها تكون قد أدت مهمتها حق الأداء تجاه العالم الإسلامي.

    لسنا في الزمان الغابر، حيث كان الحاكم شخصا واحدا، ومفتيه ربما شخص واحد أيضاً، يصحح رأيه ويصوبه. فالزمان الآن زمان الجماعة والحاكم شخص معنوي ينبثق من روح الجماعة. فمجالس الشورى تملك تلك الشخصية،

    فالذي يفتي لمثل هذا الحاكم ينبغي أن يكون متجانساً معه، أي ينبغي أن يكون شخصاً معنويا نابعا من مجلسِ شورى عالٍ، كي يتمكن من أن يُسمِع صوتَه للآخرين، ويَسُوقَ ذلك الحاكمَ إلى الصراط السوي في أمور الدين، وإلا فسيبقى صوته كطنين الذباب أمام الشخص المعنوي الناشئ من الجماعة، حتى لو كان فرداً فذاً عظيما. فهذا الموقع الحساس يُعَرِّض قوة المسلمين الحيوية إلى الخطر مادام باقياً على وضعه المنكفئ هذا، حتى يصحُّ لنا أن نقول:

    إن الضعف الذي نراه في الدين، والإهمالَ الذي نشاهده في الشعائر الإسلامية، والفوضى التي ضربت أطنابها في الاجتهادات قد تفشت نتيجة ضعف المشيخة وانطفاء نورها، حيث إن الشخص الموجود خارج المشيخة يمكنه أن يحتفظ برأيه إزاء المشيخة المستندة إلى شخص واحد. بينما كلام شيخ الإسلام المستند إلى مجلس شورى المسلمين يجعل أكبرَ داهية يتخلى عن رأيه أو يحصر اجتهاده في نفسه في الأقل.

    نعم، إن كل من يجد في نفسه كفاءة واستعدادا للاجتهاد يمكنه أن يجتهد، ولكن لا يكون هذا الاجتهاد موضع عمل إلاّ عندما يقترن بتصديقِ نوعٍ من إجماع الجمهور. فمثل هذا الشيخ -أي شيخ الإسلام المستند إلى مجلس شورى- يكون قد نال هذا السر. فكما نرى في كتب الشريعة أن مدار الفتوى: الإجماع، ورأيُ الجمهور، يلزم الآن ذلك أيضاً ليكون فيصلاً قاطعاً لدابر الفوضى الناشبة في الآراء.

    إن الوزارة والمشيخة جناحا هذه الدولة المسلمة، فإن لم يكونا جناحين متساويين متكافئين فلا يدوم لها المضي، وإن مضت المشيخة على وضعها الحاضر فسوف تنسلخ عن كثير من المقدسات الدينية أمام اجتياح المدنية الفاسدة.

    «الحاجة أستاذ لكل أمر». هذه قاعدة، فالحاجة شديدة لمثل هذا المجلس الشورى الشرعي، فإن لم يؤسَّس في مركز الخلافة فسيؤسس بالضرورة في مكان آخر.

    وعلى الرغم من أن القيام ببعض المقدمات يناسب أن يَسبق تأسيسَ هذا المجلس -كمؤسسة الجماعات الإسلامية وإلحاق الأوقاف بالمشيخة وأمثالها من الأمور- فإن الشروع بتأسيس المجلس مباشرة ثم تهيئة المقدمات له يحقق الغرض أيضاً.

    فالدوائر الانتخابية -للأعيان والنواب- رغم محدوديتها واختلاط وظائفها قد تكون لها تأثير بالواسطة، رغم أن الوضع يستوجب تأسيس مجلس شورى إسلامي خالص كي يتمكن كفالة المهمة السامية.

    إن استخدام أي شيء في غير موضعه يكون مآله التعطل، ولا يبين أثره المرجو منه؛ فدار الحكمة الإسلامية التي أنشئت لغاية عظيمة، إذا خرجت من طورها الحالي وأشركت في الشورى مع رؤساء الدوائر الأخرى في المشيخة وعُدّت من أعضائها، واستُدعي لها نحوٌ من عشرين من العلماء الأجلاء الموثوقين من أنحاء العالم الإسلامي كافة، عندها يمكن أن يكون هناك أساس لهذه المسألة الجسيمة.

    لا ينبغي أن نكون مترددين ومتخوفين، فلا نعطي الدنية والرشوة من ديننا بالتخوف والتردد. وتلعينُ المدنية الزائفة بما سببت من ضعف الدين، مما يشجع الخوف ويزيد الضعف ويقوي التأثيرات الخارجية.. فالمصلحة المرجحة المحققة لا تضحَّى لأجل مَضرة موهومة.

    وَ مِنَ اللّٰهِ التَّو۟فٖيقُ

    حوار في رؤيا

    «المعنى وكذا الألفاظ التي ظلت في الخاطر هي نفسها كما جاءت في الرؤيا»

    كنت في أيلولِ سنة ١٩١٩ أتقلب في اضطراب شديد، من جراء اليأس البالغ الذي ولّدته حوادث الدهر؛ كنت أبحث عن نور بين هذه الظلمات المتكاثفة القاتمة.. لم أستطع أن أجده في يقظة هي رؤيا في منام. بل وجدته في رؤيَا صادقةٍ هي يقظةٌ في الحقيقة.

    سأسجل هنا تلك النقاط التي استُنطقتُها وأُجريتْ على لساني من كلام، دون الخوض في التفاصيل. وهي كالآتي:

    دخلتُ عالَم المثال في ليلة من ليالي الجمعة. جاءني أحدهم وقال:

    يدعوك مجلس موقر مهيب منعقد لبحث مصير العالم الإسلامي، وما آلت إليه حاله.

    فذهبتُ، ورأيت مجلساً منوراً قد حضره السلف الصالحون، وممثلون من العصور؛ من كل عصر ممثل.. لم أر مثيلهم في الدنيا.. فتهيبت، ووقفت في الباب تأدباً وإجلالاً.

    قال أحدهم موجهاً كلامه لي:

    يا رجل القدر!.. ويا رجل عصر النكبة والفتنة والهلاك!.. بيّن رأيك في هذا الموضوع. فإن لك رأياً فيه.

    قلت وأنا واقف:

    سلوني أُجبْ!

    قال أحدهم:

    ماذا ترى في عاقبة هذه الهزيمة التي آلت إليها الدولة العثمانية، وماذا كنتَ تتوقع أن يؤول إليه أمر الدولة العثمانية لو قُدِّر لها الانتصار؟.

    قلت:

    إن المصيبة ليست شراً محضاً؛ فقد تنشأ السعادة من النكبة والبلاءِ، مثلما قد تفضي السعادة إلى بلاء..

    فهذه الدولة الإسلامية التي أخذت على عاتقها -سابقاً- القيامَ بفريضة الجهاد -فرضاً كفائياً- حفاظاً على العالم الإسلامي وهو كالجسد الواحد، ووضعت نفسها موضع التضحية والفداء لأجله، وحَملت راية الخلافة إعلاءً لكلمة الله وذوداً عن استقلال العالم الإسلامي.. ستعوِّض عما أصابها من مصيبة وستزيلها السعادةُ التي سوف يرفل بها عالم الإسلام؛

    إذ عجّلتْ هذه المصيبةُ بعثَ الأُخُوّة الإسلامية ونماءَها في أرجاء العالم الإسلامي، تلك الأخوة التي هي جوهر حياتنا وروحنا. حتى إننا عندما كنا نتألم كان العالم الإسلامي يبكي، فلو أَوغلت أوروبا في إيلامنا لصرخ العالم الإسلامي... فلو متنا فسوف يموت عشرون مليوناً -من العثمانيين الأتراك- ولكن نُبعث ثلاثمائة (أي ثلاثمائة مليونٍ من المسلمين).

    نحن نعيش في عصر الخوارق؛ فبعد مضيّ سنتين أو ثلاث على موتنا سنُرى أحياءً يبعثون.

    لقد فَقدنا بهذه الهزيمة سعادة عاجلة زائلة، ولكن تنتظرنا سعادة آجلة دائمة، فالذي يستبدل مستقبلاً زاهراً فسيحاً بحال حاضرٍ جزئي متغير محدود، لاشك أنه رابح..

    وإذا بصوت من المجلس:

    «بيّن! وَضِّحْ ما تقول!»

    قلت:

    حروب الدول والأمم قد تخلت عن مواضعها لحروب الطبقات البشرية. والإنسانُ مثلما يرفض أن يكون أسيراً لا يرضى أن يكون أجيراً أيضاً.

    فلو كنا منتصرين غالبين، لكنا ننجذب إلى ما لدى أعدائنا من الاستعمار والتسلط، وربما كنا نغلو في ذلك. علماً أن ذلك التيار -التيار الاستعماري الاستبدادي- تيار ظالم ومنافٍ لطبيعة العالم الإسلامي، ومباين لمصالح الأكثرية المطلقة من أهل الإيمان، فضلاً عن أن عمره قصير، ومعرَّض للتمزق والتلاشي. ولو كنا متمسكين بذلك التيار لكنا نسوق العالم الإسلامي إلى ما ينافي طبيعته الفطرية.

    فهذه المدنية الخبيثة التي لم نرَ منها غير الضرر، وهي المرفوضة في نظر الشريعة، وقد طغت سيئاتُها على حسناتها، تحكم عليها مصلحةُ الإنسان بالنسخ، وتقضي عليها يقظةُ الإنسان وصحوتُه بالانقراض.

    فلو كنا منتصرين لكنا نتعهد حماية هذه المدنية السفيهة المتمردة الغدارة المتوحشة، معنىً، في أرجاء آسيا.

    قال أحدهم من المجلس:

    لِمَ ترفض الشريعةُ هذه المدنية؟ ([4])

    قلت:

    لأنها تأسست على خمسة أسس سلبية:

    فنقطة استنادها هي: القوة، وهذه شأنها الاعتداء.

    وهدفها وقصدها: المنفعة، وهذه شأنها التزاحم.

    ودستورها في الحياة: الجدال والصراع، وهذا شأنه التنازع.

    والرابطة التي تربط المجموعات البشرية هي: العنصرية والقومية السلبية التي تنمو على حساب الآخرين. وهذه شأنها التصادم، كما نراه.

    وخدمتها للبشرية خدمة فاتنة جذابة هي: تشجيع هوى المنفعة، وإثارة النفس الأمارة، وتطمين رغباتها وتسهيل مطاليبها. وهذا الهوى شأنه إسقاط الإنسان من درجة الملائكية إلى درك الحيوانية الكلبية. وبهذا تكون سبباً لمسخ الإنسان معنوياً.

    فمعظم هؤلاء المدنيين لو انقلب باطنهم بظاهرهم لوجد الخيال تجاهه صور الذئاب والدببةِ والحيات والقردة والخنازير.

    ولأجل هذا فقد دفعت هذه المدنية الحاضرة ثمانين بالمئة من البشرية إلى أحضان الشقاء، وأَخرجت عشرة بالمئة منها إلى سعادة مموهة زائفة، وظلت العشرة الباقية بين هؤلاء وأولئك، علماً أن السعادة إنما تكون سعادة عندما تصبح عامة للكل أو للأكثرية؛ بيد أن سعادة هذه المدنية هي لأقل القليل من الناس.

    لأجل كل هذا لا يَرضى القرآن الكريم بمدنية لا تَضْمَن سعادة الجميع أو لا تعم الغالبية العظمى.

    ثم إنه بتحكم الهوى الطليق من عقاله، تحولتْ الحاجاتُ غير الضرورية إلى ما يشبه الضرورية، إذ بينما كان الإنسان محتاجاً إلى أربعة أشياء في حياة البداوة والبساطة إذا به في هذه المدنية يحتاج إلى مئة حاجة، وهكذا أردَته المدنية فقيراً مدقعاً.

    ثم، لأن السعي والعمل لا يكفيان لمواجهة المصاريف المتزايدة، انساق الإنسان إلى مزاولة الخداع والحيلة وأكلِ الحرام... وهكذا فسد أساس الأخلاق.

    وبينما تعطي هذه المدنية الجماعةَ والنوعَ ثروةً وغنى وبهرجة إذا بها تجعل الفرد فقيراً محتاجاً، فاسد الأخلاق.

    ولقد قاءت هذه المدنية وحشيةً فاقت جميع القرون السابقة.

    وإنه لجدير بالتأمل، استنكافُ العالم الإسلامي من هذه المدنية، وعدمُ تلهفه لها، وتحرجه من قبولها، لأن الهداية الإلهية التي هي الشريعة تعطي خاصية الاستقلال والاستغناء عن الآخرين، ولا يمكن أن تطعَّم هذه الشريعة بالدهاء الروماني ولا أن تمتزج معها ولا يمكن أن تبلعها أو أن تتبعها.

    إن دهاء الرومان واليونان -أي حضارتيهما- وهما التوأمان الناشئان من أصل واحد، قد حافظا على استقلالهما وخواصهما رغم مرور العصور وتبدل الأحوال ورغم المحاولات الجادة لمزجهما بالنصرانية أو إدماجها بهما، فلقد ظل كلٌ منهما كالماء والدهن لا يقبلان الامتزاج، بل إنهما يعيشان الآن بروحهما بأنماط متنوعة وأشكال مختلفة.

    فلئن كان التوأمان -مع وجود عوامل المزج والدمج والأسباب الداعية له- لم يمتزجا طوال تلك الفترة، فكيف يمتزج نور الهداية الذي هو روح الشريعة مع ظلماتِ تلك المدنية التي أساسها دهاء روما! لا يمكن بحال من الأحوال أن يمتزجا أو يهضما معاً.

    قالوا:

    فما هي المدنية التي في الشريعة؟

    قلت:

    أما المدنية التي تأمرنا بها الشريعة الغراء وتتضمنها، فهي التي ستنكشف بانقشاع هذه المدنية الحاضرة، وتضع أسساً إيجابية بَناءة مكانَ تلك الأسس النخرة الفاسدة السلبية.

    نعم، إن نقطة استنادها هي الحق بدلاً من القوة. والحق من شأنه العدالة والتوازن.

    وهدفها: الفضيلة بدلاً من المنفعة، والفضيلة من شأنها المحبة والتجاذب.

    وجهة الوحدة فيها والرابطة التي تربط بها المجموعات البشرية: الرابطة الدينية، والوطنية، والمهنية بدلاً من العنصرية. وهذه شأنها الأخوّة الخالصة، والسلام والوئام، والذود عن البلاد عند اعتداء الأجانب.

    ودستورها في الحياة: التعاون بدل الصراع والجدال، والتعاون من شأنه التساند والاتحاد.

    وتضع الهدى بدل الهوى ليكون حاكماً على الخدمات التي تقدم للبشر، وشأن الهدى رفعُ الإنسانية إلى مراقي الكمالات، فهي إذ تحدد الهوى وتحدّ من النزعات النفسانية تُطَمئن الروح وتشوّقها إلى المعالي.

    بمعنى أننا بانهزامنا في الحرب تبعنا التيار الثاني الذي هو تيار المظلومين وجمهور الناس. فلئن كان المظلومون في غيرنا يشكلون ثمانين بالمئة منهم ففي المسلمين هم تسعون بل خمس وتسعون بالمئة.

    إن بقاء العالم الإسلامي مستغنياً عن هذا التيار الثاني، أو معارضاً له، ظل دون مستند أو مرتكز، وهَدَر جميع مساعيه. فبدلاً من الذوبان والتميع تحت استيلاء المنتصِر، كان عليه أن يتصرف تصرف العاقل فيكيّف ذلك التيارَ إلى طراز إسلامي ويستخدمه، ذلك لأن عدو العدو صديق ما دام عدواً له، وصديق العدو عدو مادام صديقاً له.

    إن هذين التيارين، أهدافهما متضادة، منافعهما متضادة، فلئن قال أحدهما: مُتْ، لقال الآخر: انبعث. فنفعُ أحدهما يسلتزم ضررنا واختلافَنا وتدنينا وضعفَنا مثلما تقتضي منفعةُ الآخر قوتنا واتحادنا بالضرورة.

    كانت خصومة الشرق تخنق انبعاث الإسلام وصحوته. وقد زالت وينبغي لها ذلك. أما خصومة الغرب فينبغي أن تدوم لأنها سبب مهم في تنامي الأخوّة الإسلامية ووحدتها.

    وإذا بأمارات التصديق تتعالى من المجلس.

    فقالوا:

    نعم، كونوا على أمل؛ إن أعظم صوت مُدَوٍ في انقلابات المستقبل هو صوت الإسلام الهادر.

    وسأل أحدهم أيضاً:

    إن المصيبة نتيجة جناية، ومقدمة ثواب. فما الذي اقترفتم حتى حَكم عليكم القدر الإلهي بهذه المصيبة، إذ المصائب العامة تنزل لأخطاء الأكثرية؟ وما ثوابكم العاجل؟

    قلت:

    مقدمتها إهمالنا لثلاثة أركان من أركان الإسلام؛ الصلاة، الصوم، الزكاة. إذ طَلب منا الخالقُ سبحانه ساعة واحدة فقط من أربع وعشرين ساعة لأداء الصلوات الخمس فتقاعسْنا عنها، فجازانا بتدريب شاق دائم لأربع وعشرين ساعة طوال خمس سنوات متواليات، أي أَرْغَمَنَا على نوع من الصلاة.. وإنه سبحانه طلب منا شهراً من السنة نصوم فيه رحمة بنفوسنا، فعزّت علينا نفوسنا فأرغَمَنا على صومٍ طوالَ خمس سنوات، كفّارة لذنوبنا. وإنه سبحانه طلب منا الزكاة عُشراً أو واحداً من أربعين جزءاً من ماله الذي أنعم به علينا، فَبَخِلنَا وظلمنا، فأرغَمَنَا على دفع زكاة متراكمة. فـ«الجزاء من جنس العمل».

    أما ثوابنا العاجل، فرفعُه سبحانه وتعالى خُمس هذه الأمة المذنبة -أي أربعة ملايين منهم- إلى مرتبة الولاية ومنحُهم درجة الشهادة والمجاهدين. فالمصيبة العامة الناشئة من خطأ العامة أزالت ذنوب الماضي.

    فقال أحدهم أيضاً:

    إن كان آمراً بخطأٍ ألقى الأمة إلى الهلاك؟

    قلت:

    إن المُصاب يرجو الثواب؛ فإما أن تُعطى له حسنات الأمر الذي ارتكبه خطأً، وهي لا تعدّ شيئاً. أو تعطيه خزينة الغيب. وثوابه في مثل هذه الأمور من خزينة الغيب هي درجة الشهادة والمجاهدين.

    رأيت أن المجلس قد استَحسن هذا الكلامَ. وانتبهتُ من النوم من شدة انفعالي. ووجدتُ نفسي في الفراش مشبِّكاً يديّ، يتصبب مني العرق.

    وهكذا مضت تلك الليلة.

    وفي اليوم نفسه والأمل يطفح مني ذهبتُ إلى مجلس آخر، مجلس دنيوي فسألوني.

    لِمَ لا تتدخل بالسياسة منذ مجيئك؟

    قلت: أعوذ بالله من الشيطان والسياسة.

    نعم، إن السياسة الحاضرة لإسطنبول شبيهة بالأنفلونزا تسبب الهذيان. فنحن لسنا متحركين ذاتياً، بل نتحرك بالوساطة. فأوروبا تنفخ ونحن نرقص هنا، فهي تلقّن بالتنويم -المغناطيسي- ونحن نتصورها نابعة من أنفسنا ونجري أثر تلقينها بتخريب أعمى أصم. فمادام المنبع في أوروبا فالتيار القادم إما سيكون تياراً سلبياً أو إيجابياً.

    فالذين يتبعون السلبي هم كالحَرفِ الذي يعرّف «دلّ على معنى في نفس غيره، أو لا يدل على معنى في نفسه» بمعنى أن جميع أفعاله ستكون لصالح الخارج مباشرة، لأن إرادته لا حكم لها. فلا تنفعه النية الخالصة. ولاسيما التيار سلبي فيكون أداة -لا تعقل- للخارج بضعف من جهتين.

    أما التيار الآخر الإيجابي فيلبس لبوس التأييد والموافقة من الداخل، فهو كالاسم الذي يعرّف بأنه ما «دلّ على معنى في نفسه». فأفعاله لنفسه، ولكن ما يتبعها للخارج. إلّا أنه لا يؤاخذ عليه لأن لازم المذهب ليس مذهباً. ولا سيما إذا انضم بجهتين إلى الإيجابي والضعيف في التيار الخارجي، فيمكن أن يجعل الخارجَ أداةً له لا تشعر.

    قالوا:

    ألا ترى الإلحاد يتفشى؟ إنه من الضرورة الاندفاع إلى الميدان باسم الدين.

    قلت: نعم، ضروري، ولكن بشرط قاطع هو أن يكون الدافع المحرك عشقُ الإسلام والحمية الدينية. إذ الخطورة هي أنه إن كان الدافع أو الموجّه هو السياسة أو التحيز، فالأول قد يعفى عنه حتى لو أخطأ بينما الثاني مسؤول عن عمله حتى لو أصاب.

    قيل:

    كيف نفهم ذلك؟

    قلت:

    مَن فضّل رفيقه السياسي الفاسق على متدين يخالف رأيه السياسي، بإساءة الظن به، فالدافع إذن هو السياسة.

    ثم إن إظهار الدين الذي هو ملك مقدس للناس كافة -بالتحيز والتحزب- أنه أخص بمن في مسلكه دون غيره، يثير الأكثرية الغالبة ضد الدين، فيكون سبباً في التهوين من شأن الدين.. فالدافع إذن هو التحيز.

    مثال: يتصارع اثنان فما إن يشعر أحدهما أنه سيُغلب، عليه أن يعطي القرآن الذي بيده إلى القوي ليقوم الآخر بحمايته ولئلا يسقط القرآن معه في الوحل، مُظهِراً محبته وتبجيله للقرآن، فتكون محبته للقرآن لكونه قرآناً، ولكن لو اتخذه تُرْساً تجاه القوي، فإنه يثير غضبه بدلاً من أن يحرك غيرته لحمايته.

    فمن يحرم القرآنَ من خادم قوي ويجعلْه في يد ضعيف، حتى إذا سقط سقط معه أيضاً، فهذا يعني أنه يحب القرآن لنفسه لا للقرآن.

    نعم، إن خدمة الدين وسَوق الناس إليه إنما تكون بالحث على الالتزام وتذكير أصحابه بوظائفهم الدينية. وبخلاف ذلك، فإن مخاطبتهم بـ«إنكم ملحدون»، يسوقهم إلى التعدي.

    ألا لا يُستغلَّ الدينُ في الداخل في الأمور السلبية التخريبية. ولقد رأيتم الاعتداء على الشريعة بظن أن الخليفة الذي دام حكمه ثلاثين سنة قد استُغل في إجراءات سياسية سلبية. تُرى مَن الذي يستفيد من آراء السياسيين السلبيين الحاليين؟ أتعرفونهم؟.. إنني أرى أنهم الخصوم الألداء الذين غرزوا خناجرهم في قلب الإسلام.

    قالوا:

    كنتَ تعارض الاتحاد والترقي، إلّا أنك تسكت عنهم الآن.

    قلت:

    لكثرة هجوم الأعداء عليهم.

    إن هدف الهجوم الذي يشنّه الأعداء هو العزم والثبات اللذان يتحلون بهما وعدمُ كونهم وسيلة لتنفيذ مآرب الأعداء في تسميم أفكار المسلمين. وهذا من حسناتهم.

    إنني أرى أن الطريق طريقان؛ ككفتي الميزان؛ خفة إحداهما تولد ثقل الأخرى.

    فأنا لا أصفع أنور(∗) بجانب «انترانيك»،(∗) ولا أصفع «سعيد حليم»(∗) بجانب «فنزيلوس»(∗). وفي نظري أن الذي يصفعهما سافل منحط.

    قالوا:

    التحزب ضرورة من ضروريات المشروطية.

    قلت:

    إن خطوط الأفكار عندنا بدلاً من أن تتقارب للتلاقي تنحرف مبتعدة الواحدة عن الأخرى كلما امتدت . لذا لا نجد نقطة التلاقي، لا في الوطن، ولا في الكرة الأرضية. فالأفكار أشبه ما تكون بالوجود والعدم لا يجتمعان، حيث إن وجود أحدهما يقتضي عدم الآخر.

    إن العناد يلزم أحياناً المغالين في التعصب الضلال والباطل، حتى إذا ساعد الشيطان أحدهم قال له: «إنه -أي الشيطان- مَلك» ويترحم عليه، بينما إذا رأى ملَكاً في صفِّ مَن يخالفه في الرأي، قال: «إنه شيطان قد بدل ملابسه»، فيبدأ بمعاداته ويلعنه. ويرى الأمارة الواهية برهاناً بظنه الحسن، بينما يرى البرهان أمارة واهية بسوء الظن، كمن ينظر في المنظار أحد طرفيه الذي يقرّب والآخر يبعّد الشيء.

    وهذا ظلم فاضح يبيّن الحكمة في الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ الْاِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ (إبراهيم:٣٤) وذلك لأن قواه وميوله لم تتحدد فطرةً بخلاف الحيوان، فميله -أي الإنسان- نحو الظلم لا يحد ولا سيما إذا انضمت إلى ذلك الميل الأشكال الخبيثة للأنانية كالإعجاب بالنفس وتحري المصلحة الشخصية والكبر والعناد والغرور، تتولد جرائم بشعة لم تجد البشرية لها اسماً، ولا جزاء لها إلّا نار جهنم، مثلما هي دليل على ضرورة وجودها.

    فمثلاً: إذا استاء من صفةٍ جانية لشخص، فإنه يشمل ظلمه إلى جميع صفاته البريئة أيضاً بل إلى أحبته بل إلى من في مسلكه، فيكون متمرداً أمام الآية الكريمة

    ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرٰى ﴾ (الأنعام:١٦٤).

    ومثلاً: قد قال أحد الحريصين بدافع الانتقام: سيُغلب الإسلام، وسيتمزق قلبه. فلأجل أن يظهر صدق كلامه المشؤوم النابع من روح سقيمة وفكر كاذب، يتمنى أن يُهان المسلمون ويُصفِّق له ويتلذذ من ضربات العدو. فهذا التصفيق والترحيب واللذة جعلت الإسلام في موضع مجروح.

    حيث العدو الذي غرز خنجره في قلب الإسلام لا يكتفي بسكوتنا عليه بل يقول: رحِّب بي، تلذَّذْ من أعمالي، وكنّ لي حِباً...

    فدونكم ذنباً عظيماً وظلماً شنيعاً لا يجازيهما إلّا ميزان الحشر الأعظم.

    قيل:

    كنا نعلم أننا نُغلب، فقد دفعونا إلى المصيبة عن علم.

    قلت:

    كيف تكون نتيجة الحرب بديهياً بالنسبة لكم وأنتم لا ثقافة لكم؛ وتكون خافية عن شخص عظيم كهندنبرغ(∗)؟ أخشى أن يكون ما تسمونه فكراً هو رغبة، والعياذ بالله. إذ يلبس الانتقامُ الشخصي الظالم أحياناً لباس الفكر.

    يا هؤلاء لقد وقعتم في طين نجس تلوثون وجوهكم به وكأنه المسك والعنبر؟

    فهذا إيضاحي وبياني لما دار في مجلس مثالي في الليل المنير وفي محفل الدنيويين في النهار المظلم. فليست هذه المحاورة من بنات الفكر ولم تَسِل من العقل سيلاناً بل تفجرت من القلب. فإن شئت فاقبلها وإن شئت رُدَّها وارفضها، ولكن بشرط أن تفهمها.

    ذيل الرؤيا

    سكت في الحج في أثناء سرده الرؤيا، لأن إهمال الحج وإهمال ما ينطوي عليه من حكم لا يُنزل المصيبة وحدها بل ينزل غضب الله وقهر الجبار. وجزاؤه ليس كفارة الذنوب بل كثّارتها.

    نعم، إن إهمال السياسة الإسلامية الرفيعة في الحج والمتضمنة توحيد الأفكار بالتعارف وتشريك المساعي بالتعاون هو الذي أدّى إلى تهيئة الوسط الملائم للأعداء ليستخدموا ملايين المسلمين في العداء للإسلام.

    فها هو الهندي جالس يبكي على رأس أبيه الذي قتله، ظناً منه أنه عدوّه.

    وها هما التتار والقفقاس، واقفان عند قدمَيْ جثةٍ ساعدا على قتلها.. وبعد فوات الأوان يدركان أنها والداهما.

    وها هم العرب قتلوا شقيقهم البطل خطأً، ومن حيرتهم لا يعرفون كيف يبكون وينتحبون.

    وهاهي إفريقيا قتلت أخاها دون علم به، والآن تصرخ وتولول.

    وها هو العالم الإسلامي ساعد على قتل ولده المقدام غافلاً دون علم به، فهو يلطم وينفّش شعره كالوالدة الحنون.

    فالملايين من المسلمين دُفعوا إلى سياحات طويلة في العالم، تحت لواء العدو الذي هو الشر المحض، بدلاً من شدّ الرحال إلى الحج وهو الخير المحض.

    فاعتبروا!

    * * *

    (كما أن الضرورات تبيح المحظورات، كذلك تسهّل المشكلات).

    إن الدجاجة التي يضرب بها المثل في الخوف والجبن تهاجم الجاموس الضخم حفاظاً على فراخها.. فها هي الجسارة الفائقة.

    وخوف العنز من الذئب يضرب به المثل، إلّا أن خوفه ينقلب إلى دفاع ومقاومة في حالة الاضطرار حتى يقارع الذئب.. فها هي الشجاعة الخارقة.

    نعم، إن الميل الفطري لا يُقاوَم، فغرفة من ماء إذا وضعت في كرة من حديد، فتّت الماءُ الحديدَ كلما تعرض للبرودة في الشتاء، وذلك لميله إلى الانبساط والتمدد.

    فجسارة الدجاجة الرؤوم على فراخها.. وشجاعة الاضطرار لدى العنز العزيز النفس يمثلان هيجاناً فطرياً.. فمثل هذا الهيجان الفطري إذا تعرض له ظلم الكافر البارد، فتّت كل شيء أمامه كالماء في كرة الحديد. (والقرويون الروس أمثلة شهود على هذا).

    ومع هذا فإن الشهامة الخارقة التي تنطوي عليها ماهية الإيمان، والشجاعة التي تتحدى العالم الكامنة في طبيعة العزة الإسلامية يمكن أن تُظهر المعجزات في كل وقت وآن بانبساط الأخوة الإسلامية وتَوَسُّعِها.

    ستشرق شمس الحقيقة يوماً

    أفيظل العالم في ظلام إلى الأبد؟

    BİRKAÇ VECİZELER

    Hevesat-ı nefsaniye ile erkeklerin karılaşması, karıların hayâsızlıkla erkekleşmesine sebeptir.

    Merak, ilmin hocasıdır.

    İhtiyaç, medeniyetin üstadıdır.

    Sıkıntı, sefahetin muallimidir.

    Acz, muhalefetin menşeidir.

    Zaaf, gururun madenidir.

    Sıgar-ı nefis, tekebbürün menbaıdır.

    Tenasüp, tesanüdün esasıdır.

    Temasül, tezadın sebebidir.

    Müsavatsız adalet, adalet değildir.

    Gayr-ı meşru muhabbetin âkıbeti, mükâfatı, mahbubun gaddarane adâvetidir. ([5])

    ذيل الذيل

    لدواء اليأس ([6])

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    الحمد لله الذي قال: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ (الحجرات:١٢).

    والصلاة على محمد الذي قال: «من قال: هلك الناس هلك الناس فهو أهلكهم». ([7])

    فإن محاكم التفتيش المدنية لهذا العصر، أنجبت لقطاءها -غير الشرعيين- باستعمالها وسائل رهيبة في تلقيح بعض الأذهان، وتجري بهم حقدها الدفين على الإسلام للثأر منه، محاوِلةً فتح الباب أمام ما يصرف المسلمين عن الدين، أو جَعْلهم في الأقل مهملين له، أو بإمالتهم نحو النصرانية، أو التخلي عن الإسلام بإلقاء الشبهات والشكوك في العقول،

    وتشيع بهذا مكراً سيئاً هو الآتي:

    «أيها المسلم! تأمل، أينما وجد مسلم فهو فقير، غافل، جاهل إلى حدٍ ما، بينما النصراني أينما حلّ فهو متحضر، يقظ، صاحب ثروة... وهذا يعني.. الخ..»

    وأنا أقول:

    أيها المسلم لا ترخِ يدك عن الإسلام الذي هو حامي وجودنا وكياننا تجاه الدمار الذي تولّده هذه النتيجة المُخيفة لتقدم أوروبا، بل عض عليه بالنواجذ واستعصم به بقوة، وإلّا فمصيرك الهلاك.

    نعم، نحن نتدنى إلى أسفل وهم يرقون إلى أعلى، ولهذا سببان اثنان: أحدهما مادي، والآخر معنوي.

    السبب الأول:

    الوضع الفطري لأوروبا التي هي كنيسة النصرانية عامة، ومنبع حياتها، فهي ضيقة، جميلة، تملك الحديد، متعرجة السواحل، تلتف فيها الأنهار والبحار التفاف الأمعاء في الجسد، مناخها بارد.

    نعم، إن أوروبا على الرغم من كونها عُشر الخمس للكرة الأرضية، فإنها جذبت ربع البشرية نحوها بلطافة مناخها الفطري.

    وإنه ثابت حكمةً: أن اجتماع الأفراد الكثيرين يولّد الحاجات، فلا يستوعب إنتاجُ الأرض تلك الحاجاتِ التي تتزايد بأسباب كثيرة -كالتقليد وغيره- ومن هنا تصبح الحاجةُ أمَّ الاختراع والصناعة،

    وحبُّ الاستطلاع معلّمَ العلم، والضيقُ الروحي مولدَ السفاهة.

    نعم، إن التوجه نحو الصناعة والميل إلى المعرفة ينشـأ من الكثرة؛ فبسبب ضيق المكان في أوروبا، وكثرة بحارها وأنهارها التي هي وسائط نقل طبيعية فيها، فإن التعارف ينتج التجارة، والتعاونَ الاشتراك في الأعمال، مثلما يولد التّماس تَلَاحُقَ الأفكار والمنافسةَ والتسابق.

    ولكثرة ما فيها من الحديد -الذي هو منبع جميع صناعات أوروبا- أعطى لمدنيتهم السلاحَ القوي حتى غصبت أنقاضَ مدنيات الدنيا كلها وأغارت عليها، إلى حد أثقلت كفتها وأخلّت بميزان الكرة الأرضية.

    ثم إن البرودة المعتدلة التي من شأنها أن تأخذ كل شيء ببطء وتتركه ببطء، قد أعطت لسعيهم الثبات والمتانة، فأدامت مدنيتهم.

    ثم إن تَشكُّل دولهم المستندة إلى العلم، وتصادُم قواهم المتكافئة، وإزعاجاتِ استبداداتهم الغدارة، ومضايقاتِ تعصبهم المقيت الظالم -كتعصب محاكم التفتيش- والذي آل إلى خلاف المقصود، والتسابقَ الجاري بين عناصرها المتوازنة.. كل ذلك نمّى استعداداتِ الأوروبيين، وفجّر قابلياتِهم، فظهرت لديهم المزايا، والفكر القومي.

    السبب الثاني:

    هو نقطة الاستناد. نعم، إن أيّ نصراني كان إذا ما رفع رأسه ومدّ يده إلى أي مقصد من المقاصد المتسلسلة المتداخلة، إذا به يجد وراءه نقطة استناد قوية تعزز قوته المعنوية وتبعث فيها الحياة، حتى يجد في نفسه من القوة ما يمكّنه أن يقتحم كل صعب وعظيم من الأعمال.

    فتلك النقطة، نقطة الاستناد، هي مدنيةُ أوروبا التي هي معسكر (كتلة مسلحة) وكنيستُها العظيمة، وهي مستعدة في كل آن أن تنفخ الحياة في عروق رفقاء دينها الذين يمدون إليها أيديهم من كل صوب، ومتهيأة أيضاً لقطع الشريان النابض للمسلمين، فلقد عجنت بتعصب محاكم التفتيش المدنية الماكرة، والإلحاد النابع من الفكر المادي. فأوروبا تختال غروراً بانتصار مدنيتها على الآخرين.

    ألا يُشاهد الإنكليز الذين تقنّعوا بقناع الحرية، يَمدّون أيدهم إلى كل جهة ويتحرون عن نصراني، فأينما وجدوه بعثوا فيه الحياة.. فها هي الحبشة والسودان... وها هي الطيار والأرتوش وها هي لبنان وحوران.. وها هي ماسور وألبانيا.. وها هم الكرد والأرمن.. والترك والروم.. الخ.

    حاصل الكلام: إن الذي ينفث فيهم الحياة هو الأمل.. والذي يقتلنا هو اليأس. وقد اشتهر أحدهم بقوله: «أستطيع أن أحرّك الكرة الأرضية من مكانها إذا وجدتُ نقطة استناد»، ففي هذا القول المفترض نقطة عجيبة، هي: أن هذا الإنسان الصغير جداً إذا ما وَجد نقطة استناد يستطيع أن يدير أعظم الأشياء كالكرة الأرضية.

    فيا أهل الإسلام!

    إن نقطة استنادنا تجاه المصائب والدواهي، التي ألقت بثقلها العظيم، عِظم الأرض، على العالم الإسلامي، هي الإسلام الذي يأمر بالاتحاد النابع من المحبة، وبامتزاج الأفكار الناشئ من المعرفة، وبالتعاون الذي تولده الأخوّة.

    فانظر بدءاً من العالم الإسلامي، تلك الدائرة الواسعة، وانتهاء إلى طالب علم في المدرسة الشرعية كأصغر دائرة... تجد أن لكل منها عُقداً حياتية، وتلك العقد مرتبطة ببعضها متسلسلة ومستندة إلى تلك النقطة العظمى، كأفراد المجتمع وروابطه.. بمعنى أنه يمكن أن يصحو المسلمون ويبدأوا بالرقي متى ما نُبِّهوا وبُث فيهم روحُ النماء، فلا صحوة بخنق تلك العقد الحياتية.

    وإلّا فإن قيام أحد بالموازنة والمقارنة بين محاسن أوروبا ومساوئنا، وثمرةِ تلاحق الأفكار لديهم مع ثمرة سعي شخص واحد عندنا... ([8]) فكما أنه يبين بهذه المقارنة الظالمة المجحفة الخادعة أنه لقيط أوروبا لإظهار افتتانه بها ونفوره من أمته، فإنه أيضاً بالهجاء النابع من الخِداع والفكر الثوري والميل إلى التخريب، والمشحون بالعصيان والافتراء والتعرض للشرف، يُظهر فرعونيتَه والثناءَ على نفسه والتربيت على غروره ضمناً، مبدياً دون علم منه عداءه للإسلام. علماً أنه المكلف بالشعور بالشفقة على أمته شرعاً وعقلاً وحكمة، إلّا أنه بحكم الفرعونية والأنانية والغرور يضع الشعور بالتحقير بدلاً من الشعور بالشفقة، والميلَ إلى النفور من الأمة بدلاً من ميل الانجذاب إليها، وإرادةَ الاستخفاف بها بدلاً من محبتها، ويَصِمُها بالجهل بدلاً من احترامها، ويرغب في التكبر عليها بدلاً من الرحمة بها، ويقيم روح الانفرادية بدلاً من روح التضحية والفداء لها... فيثبت بهذا كله أنه لا يملك حَمِيَّة للأمة وأنه مبتوت الأصالة، فيكون جانياً منفوراً منه في نظر الحقيقة بحيث يتصرف تصرف الأحمق الأبله، كمن يحاول إلباس عالم فاضل في المسجد ملابسَ أعجبته لراقصة ساقطة في باريس.

    ذلك لأن الحمية هي نتيجة ضرورية للمحبة والاحترام والرحمة، فلا حمية بدون هذه الأمور، وإلّا فهي حمية كاذبة وخادعة. والنفورُ من الأمة خلافُ الحمية أيضاً،

    فقساوسة أوربا الذين يشنون هجومهم على المتعصبين عندنا، كل منهم أكثر تعصباً وتزمتاً في مسلكهم السقيم؛ فلو مَدَح عالمٌ دينيٌ الشيخَ الكيلاني بإفراطٍ كمدحِ أولئك لشكسبير لكُفِّرَ.

    هيهات، أين المحبة من هؤلاء؟

    إن إحدى العقد الحياتية المحرِّكة للمجتمع والدافعةِ إلى الفعالية، هو الفكر الأدبي. الذي بدأ فينا وحده بالنمو -مع الأسف- ولا سيما أدب الهجاء ورغبة تحقير الآخرين. والذي ينطوي على الإعجاب بالنفس والغلو في الوصف في أسلوب شعري وبما لا يليق بالأدب.

    فهو أدب خارج عن الأدب الحقيقي الذي تُؤَدِّبنا به الآيةُ الكريمة ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ (الحجرات:١٢) بحيث يهاجم كلٌّ الآخرَ.

    ومع ردّ تعرضات ضمنية للأمة وللإسلام بوجه أولئك القسس، نمر مرّ الكرام على هجائهم اللاديني وإهانة الآخرين، فنمضي قائلين: ربما يستحقون ذلك.

    إنني أظن أن الباعث على ذل هذه الأمة أكثرَ من الجهل هو الذكاء الأبتر العقيم غيرُ المرافق لنور القلب. وفي نظري أن أخطر مرض هو الانحياز المتطرف، لأنه يدفع إلى خلاف المقصود، بإخراج كل شيء عن طوره.

    أيها الأخ!

    لقد بدأتْ عندنا تباشيرُ أسبابِ فتية، قوية، بدلاً من تلك الأسباب الهرمة التي ولّدت تقدم النصرانية.

    وقد فصّلت ذلك في كتاب آخر. ([9])

    حكاية:

    قبل عشر سنوات (المقصود سنة ١٩١٠م) ذهبتُ إلى «تفليس» وصعدتُ تل الشيخ صنعان، كنت أتأمل تلك الأرجاء وأراقبها. فاقترب مني أحد رجال البوليس فقال:

    بم تنعم النظر؟

    قلت:

    أخطّط لمدرستي!

    قال:

    من أين أنت؟

    قلت: من بتليس

    قال:

    وهنا تفليس!

    قلت:

    بتليس وتفليس شقيقتان

    قال:

    ماذا تعني؟

    قلت:

    لقد بدأ ظهور ثلاثة أنوار متتابعة في آسيا، في العالم الإسلامي، وستنقشع عندكم ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض، سيُمزَّق هذا الستار المستبد ويتقلص، وعندها آتي إلى هنا وأُنشئ مدرستي.

    قال:

    هيهات! إنني أحار من فرطِ أَمَلِكَ؟

    قلت:

    وأنا أحار من عقلك! أيمكن أن تتوقع دوام هذا الشتاء؟ إن لكل شتاء ربيعاً ولكل ليل نهاراً.

    قال:

    لقد تفرق المسلمون شذر مذر.

    قلت:

    ذهبوا لكسب العلم، فها هو الهندي الذي هو ابن الإسلام الكفء يَدرس في إعدادية الإنكليز.

    وها هو المصري الذي هو ابن الإسلام الذكي يتلقى الدرس في المدرسة الإدارية السياسية للإنكليز..

    وها هو القفقاس والتركستاني اللذان هما ابنا الإسلام الشجاعان يتدربان في المدرسة الحربية للروس.. الخ.

    فيا هذا! إن هؤلاء الأبناء البررة النبلاء، بعد ما ينالون شهاداتهم، سيتولى كل منهم قارة من القارات، ويرفعون لواء أبيهم العادل، الإسلام العظيم، خفاقاً ليرفرف في آفاق الكمالات، معلنين سر الحكمة الأزلية المقدرة في بني البشر رغم كل شيء.

    وهذا هو نصف حكايتي.

    مثال:

    والآن سأمثل للحالة الروحية التي تدفع إلى القول: «نفسي نفسي.. ماذا عليّ». بالآتي:

    يتقابل شخصان وتبدأ المناظرةُ والمفاخرة بينهما، أحدهما جسور ولكن عضت النوائبُ ([10]) عشيرتَه الأصيلة. والآخر جبان، لكنه ينتمي إلى عشيرة أخرى تبسمت لها الأقدار.

    فالأول يرفع رأسه ويرى ذلّ عشيرته لا تستطيع عزة نفسه تحمّل الذل، فيخفض رأسه وينظر إلى نفسه، فيراها محملة إلى حدٍّ ما بالعزة. وعندها يبدأ غروره المجروح بالأنانية بالصراخ قائلاً: وماذا عليّ.. ها أنذا! وهاهي أفعالي أنا.. فينسحب من تلك العشيرة أو ينتسب إلى أخرى مُظهِراً عدم أصالته.

    أما الثاني فكلما رفع رأسه سطعت أمام ناظرَيْه مفاخرُ عشيرته فينتفخ غروره. ولكن ما إن ينظر إلى نفسه يراها واهية، وعندها يتيقظ روح التضحية والفداء في الشعور القومي، فيقول: فداكِ نفسي يا عشيرتي!.

    فإذا فهمتَ الرمز الكامن في هذا المثال، فإن في ميدان العالم هذا، ميدانُ الامتحان والمجاهدة والسباق، إذا تظاهرت مشاعر كل مسلم ونصراني، وكردي ورومي، في أثناء المبارزة في الحَمِيَّة، تجد سر المثال. ولكن هذا التفاوت ليس كما يظنه الناس وربما هو ناتج من النظر الظاهري والسطحي وغلط الحس.

    أيها المسلم!

    إياك أن تنخدع. فلا تخفضْ رأسك! فإن قطعةَ ألماسٍ نادرة مهما كانت صَدِئَةً أفضلُ من قطعة زجاج لامعة دوماً. فضعفُ الإسلام الظاهري ناشئ من خدمة هذه المدنية الحاضرة في سبيل دين آخر.

    آن الأوان إذن أن تبدل هذه المدنيةُ صورتَها، فإذا ما بَدَّلَتْها فالقضية تنعكس.

    فكما قيل في البداية أينما كان المسلم فهو البدوي بالنسبة للنصراني، مستنكف عن المدنية لا يكترث بها ويتحرج في قبولها، فإذا ما بُدّلت الصورة فالوضع يتبدل..

    وكل آت قريب.

    و ﴿ اِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ (الشرح: ٦)

    سعيد النورسي

    1. لقد كانت طلقة جندي أطلقت على ولي عهد النمسا سبباً في إشعال نار الحرب العالمية الأولى التي ذهب ضحيتها ثلاثون مليون نسمة. (المؤلف)
    2. لقد نشر هذا المقال لأول مرة في مجلة «سبيل الرشاد» عدد ٤٦٣ في مايس ١٩٢٠ تحت عنوان (الحاكمية المطلقة للقرآن الكريم).
    3. لقد طالبتُ بهذه الفكرة أعضاءَ «تركيا الفتاة» إبان إعلان الدستور، فلم يوافقوا عليها، وبعد مضي اثنتي عشرة سنة طالبتُهم بها أيضاً فقبلوها ولكن المجلس النيابي كان قد حل. والآن أعرضها مرة أخرى على نقطة تمركز العالم الإسلامي. (المؤلف).
    4. المقصود محاسن المدنية التي أسدتها إلى البشرية، وليست سيئاتها وآثامها التي يلهث وراءها الحمقى ظناً منهم أن تلك السيئات حسنات حتى أوردونا الهلاك، ولقد تلقت البشرية صفعتين مريعتين وهما الحربان العالميتان من جراء ما طفحت به كفةُ سيئات المدنية على حسناتها وتغلبت آثامها على محاسنها حتى أبادتا تلك المدنية الآثمة فقاءت دماً لطخت به وجه الكرة الأرضية كله. نسأل الله أن تَغلب بقوة الإسلام في المستقبل محاسنُ المدنية لتطهّر وجه الأرض من لوثاتها وتَضْمَن السلام العام للبشرية قاطبة. (المؤلف)
    5. Avrupa’ya muhabbetimiz gibi.
    6. رسالة «دواء اليأس» هي «الخطبة الشامية» وذيلها «تشخيص العلة» وهذا البحث ذيل لذيلها. إلّا أنه نشر مع هذه الرسالة فأبقيناه في موضعه. (المترجم).
    7. مسلم (٢٠٢٤/٤، رقم ٢٦٢٣)؛ أبو داود (٢٩٦/٤، رقم ٤٩٨٣)؛ أحمد (٣٤٢/٢، رقم ٨٤٩٥) عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم».
    8. إن إسناد محاسن المدنية إلى النصرانية التي لا فضل لها فيها، وإلصاق التدني والتقهقر بالإسلام الذي هو عدوّ له، دليل على دوران المقدرات بخلاف دورتها، وعلى قلب الأوضاع.(المؤلف).
    9. المقصود الخطبة الشامية.
    10. بمعنى أن «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» ليس مجازاً. (المؤلف).