On Üçüncü Söz/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، و..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    (Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor)
     
    (Bir diğer kullanıcıdan 11 ara revizyon gösterilmiyor)
    1. satır: 1. satır:
    <languages/>
    <languages/>
    <span id="On_Üçüncü_Söz"></span>
    = الكلمة الثالثة عشرة =


    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    154. satır: 152. satır:
    فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، وغرورهم فتلقّوا صفعة التأديب لخروجهم على الأوامر الشرعية، وستعلمون أيضا أنّ أكثرَ ما يُعذّب المرءُ في قبره -ذلك العالم البرزخي الذي لا تهدأ أبوابُه عن الانفتاح والانغلاق لكثرة الداخلين فيه- ما هو إلّا بما كسبت يداه من تصرفات سيئة في سنيِّ شبابه، كما هو ثابت بمشاهدات أهل كشف القبور، وشهادة جميع أهل الحقيقة والعلم وتصديقهم.
    فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، وغرورهم فتلقّوا صفعة التأديب لخروجهم على الأوامر الشرعية، وستعلمون أيضا أنّ أكثرَ ما يُعذّب المرءُ في قبره -ذلك العالم البرزخي الذي لا تهدأ أبوابُه عن الانفتاح والانغلاق لكثرة الداخلين فيه- ما هو إلّا بما كسبت يداه من تصرفات سيئة في سنيِّ شبابه، كما هو ثابت بمشاهدات أهل كشف القبور، وشهادة جميع أهل الحقيقة والعلم وتصديقهم.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    واسألوا إن شئتم الشيوخ والمرضى الذين يمثلون غالبية البشرية، فستسمعون أنّ أكثريتهم المطلقة يقولون:
    Hem nev-i insanın ekseriyetini teşkil eden ihtiyarlardan ve hastalardan sorunuz. Elbette ekseriyet-i mutlaka ile esefler, hasretler ile “Eyvah gençliğimizi bâd-i heva, belki zararlı zayi ettik. Sakın bizim gibi yapmayınız.” diyecekler. Çünkü beş on senelik gençliğin gayr-ı meşru zevki için dünyada çok seneler gam ve keder ve berzahta azap ve zarar ve âhirette cehennem ve sakar belasını çeken adam, en acınacak bir halde olduğu halde اَلرَّاضٖى بِالضَّرَرِ لَا يُن۟ظَرُ لَهُ sırrıyla hiç acınmaya müstahak olamaz. Çünkü zarara rızasıyla girene merhamet edilmez ve lâyık değildir.
    «وا أسَفَى على ما فات! لقد ضيعنا ربيعَ شبابنا في أمور تافهة، بل في أمور ضارة! فإياكم إياكم أن تُعيدوا سيرتَنا، وحَذارِ حَذارِ أن تفعلوا مثلَنا!».
    </div>
    ذلك لأنّ الذي يُقاسي سنواتٍ من الغمِّ والهمِّ في الدنيا، والعذابَ في البرزخ، ونارَ سَقَرٍ في الآخرة، لأجل تمتع لا يدوم خمسَ أو عَشْرَ سنوات من عمر الشباب بملذات محظورة.. غير جدير بالإشفاق، مع أنّه في أشدّ الحالات استدرارا للشفقة والرثاء؛ لأنّ الذي يرضى بالضرر وينساق إليه طوعا، لا يستحق الإشفاق عليه ولا النَظر إلى حاله بعين الرحمة، وِفْقَ القاعدة الحكيمة: «الراضي بالضرر لا يُنظر له». (<ref>
    الإمام الرباني، المكتوبات ج٢ (المكتوب ٤٩): «الراضي بالضرر لا يستحق النظر».</ref>)


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حفظنا الله وإياكم من فتنة هذا الزمان المغرية ونجّانا من شرورها.. آمِينَ
    Cenab-ı Hak bizi ve sizi, bu zamanın cazibedar fitnesinden kurtarsın ve muhafaza eylesin, âmin!
    </div>




    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Risale-i_Nur_Mizanlarından_On_Üçüncü_Söz’ün_İkinci_Makamı’nın_Hâşiyesidir"></span>
    === Risale-i Nur Mizanlarından On Üçüncü Söz’ün İkinci Makamı’nın Hâşiyesidir ===
    === رسائل إلى المسجونين
    </div>
    [حاشية المقام الثاني من الكلمة الثالثة عشرة] ===


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ
    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن المسجونين هم في أمسّ الحاجة إلى ما في «رسائل النور» من سُلْوان حقيقي وعزاءٍ خالص. ولا سيما أولئك الشبان الذين تلقوا صفعات التأديب ولطمات التأنيب بنـزواتهم وأهوائهم. فقضوا نضارة عمرهم في السجن، فحاجة هؤلاء إلى النور كحاجتهم إلى الخبز.
    Risale-i Nur’daki hakiki teselliye mahpuslar çok muhtaçtırlar. Hususan gençlik darbesini yiyip taze ve şirin ömrünü hapiste geçirenlerin Nurlara ekmek kadar ihtiyaçları var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ عروق الشباب تنبض لهوى المشاعر، وتستجيب لها أكثر مما تستجيب للعقل وترضخ له. وسَورات الهوى -كما هو معلوم- لا تُبْصرُ العُقبى، فتفضّلُ درهما من لذة حاضرة عاجلة على طنٍّ من لذة آجلة؛ فيُقْدِمُ الشابُ بدافع الهوى على قتل إنسان برئ للتلذذ بدقيقة واحدة من لذة الانتقام، ثم يقاسي من جرّائها ثمانية آلاف ساعة من آلام السجن.. والشاب ينساق إلى التمتع لساعة واحدة في اللهو والعبث -في قضية تخص الشرف- ثم يتجرع من ورائها آلام ألوف الأيام من سجن وخوف وتوجس من العدو المتربص به.. وهكذا تضيع منه سعادة العمر بين قلق واضطراب وخوف وآلام.
    Evet gençlik damarı, akıldan ziyade hissiyatı dinler. His ve heves ise kördür, âkıbeti görmez. Bir dirhem hazır lezzeti, ileride bir batman lezzete tercih eder. Bir dakika intikam lezzeti ile katleder, seksen bin saat hapis elemlerini çeker. Ve bir saat sefahet keyfiyle bir namus meselesinde, binler gün hem hapsin hem düşmanın endişesinden sıkıntılarla ömrünün saadeti mahvolur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعلى غِرار هذا يقع الشباب المساكين في وَرْطَاتٍ ومشاكلَ عويصةٍ كثيرة حتى تحوّل ألطفَ أيام حياتهم وأحلاها إلى أمرِّ الأيام وأقساها، وفي حالة يُرثى لها.
    Bunlara kıyasen bîçare gençlerin çok vartaları var ki en tatlı hayatını, en acı ve acınacak bir hayata çeviriyorlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا سيّما بعد أن هبّتْ عواصفُ هوجاءْ من الشِّمال تحمل فتنا مدمرة لهذا العصر؛ إذ تستبيح لهوى الشباب الذي لا يَرَى العُقبى أعراضَ النساء والعذارى الفاتناتِ وتدفعهم إلى الاختلاط الماجن البَذِيءِ، فضلا عن إباحتها أموال الأغنياء لفقراء سفهاء.
    Ve bilhassa şimalde koca bir devlet, gençlik hevesatını elde ederek bu asrı fırtınalarıyla sarsıyor. Çünkü âkıbeti görmeyen kör hissiyatla hareket eden gençlere, ehl-i namusun güzel kızlarını ve karılarını ibahe eder. Belki hamamlarında erkek kadın beraber çıplak olarak girmelerine izin vermeleri cihetinde bu fuhşiyatı teşvik eder. Hem serseri ve fakir olanlara, zenginlerin mallarını helâl eder ki bütün beşer bu musibete karşı titriyor.
    إن فرائص البشرية كلِّها لترتعد أمام هذه الجرائم المنكرة التي تُرتكب بحقها.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فعلى الشباب المسلم في هذا العصر العصيب أن يشمّروا عن ساعد الجد لينقذوا الموقف، ويَسُلُّوا السيوفَ الألماسية لحجج «رسائل النور» وبراهينها الدامغة -التي في رسالة «الثمرة» و«مرشد الشباب» وأمثالهما- ويدافعوا عن أنفسهم، ويصدّوا هذا الهـجـومَ الكاسحَ الذي شُنّ عليهـم من جـهتـين.. وإلّا فسيضيع مستقبل الشباب في العالم، وتذهب حياته السعيدة، ويفقد تنعّمه في الآخرة، فتنقلب كلُّها إلى آلامٍ وعذاب؛ إذ سيكون نـزيل المستشفيات، بما كَسَبتْ يداه من إسراف وسفاهة.. ونـزيل السجون، بطيشه وغيّه.. وسيبكي أيام شيخوخته بكاءً مرا ويزفر زفرات مِلْؤُها الحسراتُ والآلام.
    İşte bu asırda İslâm ve Türk gençleri, kahramanane davranıp iki cihetten hücum eden bu tehlikeye karşı Risale-i Nur’un Meyve ve Gençlik Rehberi gibi keskin kılınçlarıyla mukabele etmeleri elzemdir. Yoksa o bîçare genç, hem dünya istikbalini hem mesud hayatını hem âhiretteki saadetini ve hayat-ı bâkiyesini azaplara, elemlere çevirip mahveder ve sû-i istimal ve sefahetle hastahanelere ve hissiyatın taşkınlıklarıyla hapishanelere düşer. Eyvahlar, esefler ile ihtiyarlığında çok ağlayacak.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولكن إذا ما صَانَ نَفْسَه بتربية القرآن، ووقاها بحقائق «رسائل النور» فسيكون شابا رائدا حقا، وإنسانا كاملا، ومسلما صادقا سعيدا، وسلطانا على سائر المخلوقات.
    Eğer terbiye-i Kur’aniye ve Nur’un hakikatleriyle kendini muhafaza eylese tam bir kahraman genç ve mükemmel bir insan ve mesud bir Müslüman ve sair zîhayatlara, hayvanlara bir nevi sultan olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن الشاب إذا دفع ساعة واحدة من أربعٍ وعشرين ساعةً من يومه في السجن إلى إقامة الفرائض، وتاب عن سيئاته ومعاصيه التي دفَعَتْه إلى السجن، وتجنّب الخطايا والذنوب مثلما يجنّبه السجن إياها.. فإنه سيعود بفوائد جَمّةٍ إلى حياته وإلى مستقبله وإلى بلاده وإلى أمته وإلى أحبّائه وأقاربه، فضلا عن أنه يكسب شبابا خالدا في النعيم المقيم بدلا من هذا الذي لا يدوم خمسَ عشَرة سنة.
    Evet bir genç, hapiste yirmi dört saat her günkü ömründen tek bir saatini beş farz namazına sarf etse ve ekser günahlardan hapis mani olduğu gibi o musibete sebebiyet veren hatadan dahi tövbe edip sair zararlı, elemli günahlardan çekilse hem hayatına hem istikbaline hem vatanına hem milletine hem akrabasına büyük bir faydası olması gibi o on, on beş senelik fâni gençlikle ebedî parlak bir gençliği kazanacağını başta Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, bütün kütüb ve suhuf-u semaviye kat’î haber verip müjde ediyorlar.
    هذه الحقيقة يبشّر بها ويخبر عنها عن يقين جازم جميع الكتب السماوية وفي مقدمتها القرآن الكريم.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إذا ما شكر الشاب على نعمة الشباب -ذلك العهد الجميل الطيب- بالاستقامة على الصراط السَّوي، وأداء العبادات، فإنّ تلك النعمة المهداةَ تزداد ولا تنقص، وتبقى من دون زوال، وتُصبح أكثرَ متعةً وبهجة.. وإلّا فإنّها تكون بلاءً ومصيبةً مؤلمة ومغمورةً بالغم والحزن والمضايقات المزعجة حتى تذهب هباء فيكون عهد الشباب وَبَالا على نفسه وأقاربه وعلى بلاده وأمته.
    Evet o şirin, güzel gençlik nimetine istikametle, taatle şükretse hem ziyadeleşir hem bâkileşir hem lezzetlenir. Yoksa hem belalı olur hem elemli, gamlı, kâbuslu olur, gider. Hem akrabasına hem vatanına hem milletine muzır bir serseri hükmüne geçirmeye sebebiyet verir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذا وإن كل ساعة من ساعات المسجون الذي حكم عليه ظلما تكون كعبادةِ يومٍ كاملٍ له؛ إن كان مؤديا للفرائض، ويكون السجن بحقه موضع انـزواء واعتزال من الناس كما كان الزهاد والعباد ينـزوون في الكهوف والمغارات ويتفرغون للعبادة. أي يمكن أن يكون هو مثل أولئك الزهاد.
    Eğer mahpus, zulmen mahkûm olmuş ise farz namazını kılmak şartıyla her bir saati, bir gün ibadet olduğu gibi o hapis onun hakkında bir çilehane-i uzlet olup eski zamanda mağaralara girerek ibadet eden münzevi salihlerden sayılabilirler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وستكون كل ساعة من ساعاته إن كان فقيرا ومريضا وشيخا متعلقا قلبه بحقائق الإيمان وقد أناب إلى الله وأدّى الفـرائض، في حـكم عبـادة عشـرين ساعة له، ويتحول السجن بحقه مدرسـة تربوية إرشادية، وموضع تحابُب ومكان تعاطف، حيث يقضي أيامه مع زملائه في راحة فضلا عن راحته وتوجه الأنظار إليه بالرحمة، بل لعله يفضل بقاءَه في السجن على حريته في الخارج التي تنثال عليه الذنوب والخطايا من كل جانب، ويأنس بما يتلَقّى من دروس التربية والتزكية فيه. وحينما يغادره لا يغادره قاتلا ولا حريصا على أخذ الثأر، وإنما يخرج رجلا صالحا تائبا إلى الله، قد غنم تجارب حياتية غزيرة.
    Eğer fakir ve ihtiyar ve hasta ve iman hakikatlerine müştak ise farzını yapmak ve tövbe etmek şartıyla her bir saatleri yirmişer saat ibadet olup hapis ona bir istirahathane ve merhametkârane ona bakan dostlar için bir muhabbethane, bir terbiyehane, bir dershane hükmüne geçer. O hapiste durmakla hariçteki müşevveş, her taraftaki günahların hücumuna maruz serbestiyetten daha ziyade hoşlanabilir. Hapisten tam terbiye alır. Çıktığı zaman bir kātil, bir müntakim olarak değil, belki tövbekâr, tecrübeli, terbiyeli, millete menfaatli bir adam çıkar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيصبح عضوا نافعا للبلاد والعباد، حتى حدا الأمر بجماعة كانوا معنا في سجن «دنيزلي» إلى القول، بعدما أخذوا دروسا إيمانية في سمو الأخلاق ولو لفترة وجيزة من رسائل النور:
    Hattâ Denizli hapsindeki zatların az zamanda Nurlardan fevkalâde hüsn-ü ahlâk dersini alanlarını gören bazı alâkadar zatlar demişler ki: “Terbiye için on beş sene hapse atmaktan ise on beş hafta Risale-i Nur dersini alsalar daha ziyade onları ıslah eder.
    «لو تلقى هؤلاء دروس الإيمان من رسائل النور في خمسةِ أسابيع، فإنه أجدى لإصلاحهم من إلقائهم في السجن خمسَ عشرةَ سنة».
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دام الموت لا يَفْنى من الوجود، والأجلُ مستور عنا بستار الغيب، ويمكنه أن يَحُلَّ بنا في كل وقت.. وإنّ القبر لا يُغلق بابه.. وإنّ البشرية تغيب وراءَه قافلةً اِثر قافلة.. وان الموت نَفْسَه بحق المؤمنين ما هو إلّا تذكرةُ تسريحٍ وإعفاءٍ من الإعدام الأبدي -كما وضّح ذلك بالحقيقة القرآنية- وانه بحق الضالين السفهاء إعدام أبدي كما يشاهدونه أمامهم؛ إذ هو فراق أبدي عن جميع أحبّتهم وأقاربهم بل الموجودات قاطبة..
    Madem ölüm ölmüyor ve ecel gizlidir, her vakit gelebilir. Ve madem kabir kapanmıyor, kafile kafile arkasında gelenler oraya girip kayboluyorlar. Ve madem ölüm, ehl-i iman hakkında idam-ı ebedîden terhis tezkeresine çevrildiği, hakikat-i Kur’aniye ile gösterilmiş ve ehl-i dalalet ve sefahet hakkında göz ile göründüğü gibi bir idam-ı ebedîdir; bütün mahbubatından ve mevcudattan bir firak-ı lâyezalîdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلابُدَّ ولا شك بأنّ أسعد إنسان هو مَن يشكر ربَّه صابرا محتسبا في سجنه مستغلا وقته أفضلَ استغلال، ساعيا لخدمة القرآن والإيمان مسترشدا برسائل النور.
    Elbette ve elbette hiç şüphe kalmaz ki en bahtiyar odur ki sabır içinde şükretmek ve hapis müddetinden tam istifade ederek Nurların dersini alarak istikamet dairesinde, imanına ve Kur’an’a hizmete çalışmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أيها الإنسان المبتلى بالملذات والمتع!
    Ey zevk ve lezzete müptela insan! Ben yetmiş beş yaşımda binler tecrübelerle ve hüccetlerle ve hâdiselerle aynelyakîn bildim ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد علمتُ يقينا طوال خمس وسبعينَ سنة من العمر، وبألوف التجارب التي كسبتها في حياتي، ومثلها من الحوادث التي مرت عليّ أن الذوق الحقيقي، واللذة التي لا يشوبها ألم، والفرح الذي لا يكدّره حزن، والسعادة التامة في الحياة إنما هي في الإيمان، وفي نطاق حقائقه ليس إلّا. ومن دونه فإنّ لذةً دنيوية واحدة تحمل آلاما كثيرة كثيرة. وإذ تُقدِّمُ إليك الدنيا لذةً بقدر ما في حبة عنب تصفعك بعشر صفعات مؤلمات، سالبةً لذة الحياة ومتاعها.
    '''Hakiki zevk ve elemsiz lezzet ve kedersiz sevinç ve hayattaki saadet yalnız imandadır ve iman hakikatleri dairesinde bulunur. Yoksa dünyevî bir lezzette çok elemler var. Bir üzüm tanesini yedirir, on tokat vurur gibi hayatın lezzetini kaçırır.'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أيها المساكين المبتلون بمصيبة السجن!
    Ey hapis musibetine düşen bîçareler! Madem dünyanız ağlıyor ve hayatınız acılaştı; çalışınız, âhiretiniz dahi ağlamasın ve hayat-ı bâkiyeniz gülsün, tatlılaşsın, hapisten istifade ediniz. Nasıl bazen ağır şerait altında düşman karşısında bir saat nöbet, bir sene ibadet hükmüne geçebilir. Öyle de sizin bu ağır şerait altında her bir saat ibadet zahmeti, çok saatler olup o zahmetleri rahmetlere çevirir.
    ما دامت دنياكم حزينة باكية، وإنّ حياتكم قد تعكرت بالآلام والمصائب، فابذلوا ما في وسعكم كيلا تبكي آخرتكم، ولتفرح وتحلو وتسعد حياتكم الأبدية. فاغتنموا يا إخوتي هذه الفرصة، إذ كما أن مرابطة ساعة واحدة أمام العدو ضِمْنَ ظروف شاقة يمكن أن تتحول إلى سنة من العبادة، فإنّ كلَّ ساعة من ساعاتكم التي تقاسونها في السجن تتحول إلى ساعات كثيرة هناك إذا ما أدّيتم الفَرائض، وعندها تتحول المشقات والمصاعب إلى رَحَمَاتٍ وغفران.
    </div>






    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ
    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما.
    اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أيها الإخوة الأعزاء الأوفياء!
    '''Aziz, sıddık kardeşlerim!'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد رأيت أنوار سُلوان ثلاثة، أبينها في نقاط ثلاث للذين ابتلوا بالسجن ومن يقوم بنظارتهم ورعايتهم ومن يعينهم في أعمالهم وأرزاقهم.
    Hapis musibetine düşenlere ve onlara merhametkârane, sadakatle hariçten gelen erzaklarına nezaret ve yardım edenlere kuvvetli bir teselliyi üç noktada beyan edeceğim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الأولى: إن كل يوم من أيام العمر التي تمضي في السجن، يمكن أن يُكسِب المرءَ ثوابَ عبادة عشرة أيام، ويمكن أن يحوّل ساعاته الفانية -من حيث النتيجة- إلى ساعات باقية خالدة.. بل يمكن أن يكون قضاء بضع سنين في السجن وسيلة نجاة من سجن أبدي لملايين السنين.
    '''Birinci Nokta:''' Hapiste geçen ömür günleri, her bir gün on gün kadar bir ibadet kazandırabilir ve fâni saatleri, meyveleri cihetiyle manen bâki saatlere çevirebilir ve beş on sene ceza ile milyonlar sene haps-i ebedîden kurtulmaya vesile olabilir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذا الربح العظيم مشروط لأهل الإيمان بأداء الفرائض والتوبة إلى الله من الذنوب والمعاصي التي دفعته إلى السجن، والتوجه إليه تعالى بالشكر صابرا محتسبا. علما ان السجن نفسَه يحول بينه وبين كثير من الذنوب.
    İşte ehl-i iman için bu pek büyük ve çok kıymettar kazanç şartı, farz namazını kılmak ve hapse sebebiyet veren günahlardan tövbe etmek ve sabır içinde şükretmektir. Zaten hapis çok günahlara manidir, meydan vermiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الثانية: إن زوال الألم لذة، كما أن زوال اللذة ألم.
    '''İkinci Nokta:''' Zeval-i lezzet elem olduğu gibi zeval-i elem dahi lezzettir. Evet, herkes geçmiş lezzetli, safalı günlerini düşünse teessüf ve tahassür elem-i manevîsini hissedip “Eyvah!” der. Ve geçmiş musibetli, elemli günlerini tahattur etse zevalinden bir manevî lezzet hisseder ki: “Elhamdülillah şükür, o bela sevabını bıraktı, gitti.” der. Ferah ile teneffüs eder. Demek bir saat muvakkat elem, ruhta bir manevî lezzet bırakır ve lezzetli saat, bilakis elem bırakır.
    نعم، إن كل من يفكر في الأيام التي قضاها بالهناء والفرح يشعر في روحه حسرة وأسفا عليها، حتى ينطلق لسانه بكلمات الحسرات: أواه.. آه.. بينما إذا تفكر في الأيام التي مرت بالمصائب والبلايا فإنّه يشعر في روحه وقلبه فرحا وبهجة من زوالها حتى ينطلق لسانه بـ: الحمد لله والشكر له، فقد ولّت البلايا تاركةً ثوابَها. فينشرح صدره ويرتاح.
    </div>
    أي إنّ ألما موقتا لساعة من الزمان يترك لذة معنوية في الروح، بينما لذة موقتة لساعة من الزمان تترك ألما معنويا في الروح، خلافا لذلك.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دامت الحقيقة هذه، وساعات المصائب التي ولّت مع آلامها أصبحت في عِداد المعدوم، وأنّ أيام البلايا لم تأت بعدُ، فهي أيضا في حكم المعدوم.. وإنّه لا ألمَ من غير شيء.. ولا يَرِدُ من العدم ألم.. فمن البلاهة إذن إظهار الجزع ونفاد الصبر الآن، من ساعات آلامٍ ولّتْ، ومن آلامٍ لم تأتِ بعدُ، علما أنها جميعا في عِداد المعدوم.
    Madem hakikat budur ve madem geçmiş musibet saatleri, elemleri ile beraber ma’dum ve yok olmuş ve gelecek bela günleri, şimdi ma’dum ve yoktur ve yoktan elem yok ve ma’dumdan elem gelmez. Mesela, birkaç gün sonra aç ve susuz olmak ihtimalinden, bugün o niyetle mütemadiyen ekmek yese ve su içse ne derece divaneliktir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن الحماقة أيضا إظهار الشكوى من الله وترك النفس الأمارة المقصّرة من المحاسبة، ومن بعد ذلك قضاء الوقت بالحسرات والزفرات. أوَ ليس من يفعل هذا أشدُّ بلاهة ممن يداوم على الأكل والشرب طَوالَ اليوم خشيةَ أن يجوع أو يعطش بعد أيام؟
    Aynen öyle de geçmiş ve gelecek elemli saatleri –ki hiç ve ma’dum ve yok olmuşlar– şimdi düşünüp sabırsızlık göstermek ve kusurlu nefsini bırakıp Allah’tan şekva etmek gibi “Of, of!” etmek divaneliktir. Eğer sağa sola yani geçmiş ve geleceklere sabır kuvvetini dağıtmazsa ve hazır saate ve güne karşı tutsa tam kâfi gelir. Sıkıntı ondan bire iner.
    نعم، إنّ الإنسان إن لم يُشتِّتْ قوة صبره يمينا وشمالا -إلى الماضي والمستقبل- وسدّدها إلى اليوم الذي هو فيه، فإنها كافية لتحل له حبالَ المضايقات.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    حتى إنني أذكر -ولا أشكو- أنّ ما مرَّ عليَّ في هذه المدرسة اليوسفية الثالثة (<ref>
    Hattâ şekva olmasın, ben bu üçüncü Medrese-i Yusufiyede, birkaç gün zarfında, hiç ömrümde görmediğim maddî ve manevî sıkıntılı, hastalıklı musibetimde, hususan Nur’un hizmetinden mahrumiyetimden gelen meyusiyet ve kalbî ve ruhî sıkıntılar beni ezdiği sırada, inayet-i İlahiye bu mezkûr hakikati gösterdi. Ben de sıkıntılı hastalığımdan ve hapsimden razı oldum. Çünkü benim gibi kabir kapısında bir bîçareye, gafletle geçebilir bir saatini, on adet ibadet saatleri yapmak büyük kârdır diye şükreyledim.
    المقصود: سجن «أفيون» حيث دخله الأستاذ النورسي وطلاب النور سنة ١٩٤٨.</ref>) في غضون أيام قلائل من المضايقات المادية والمعنوية لم أرها طوال حياتي، ولاسيّما حرماني من القيام بخدمة النور مع ما فيّ من أمراض. وبينما كان قلبي وروحي يعتصران معا من الضيق واليأس إذا بالعناية الإلهية تمدني بالحقيقة السابقة، فانشرح صدري أيّما انشراح وولّت تلك المضايقات فرضيت بالسجن وآلامه والمرض وأوجاعه. إذ من كان مثلي على شفير القبر يُعدّ ربحا عظيما له أن تتحول ساعة من ساعاته التي يمكن أن تمر بغفلة إلى عشر ساعات من العبادة.. فشكرت الله كثيرا.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    النقطة الثالثة: إن القيام بمعاونة المسجونين بشفقة ورأفة وإعطاءهم أرزاقهم التي يحتاجون إليها وضماد جراحاتهم المعنوية ببلسم التسلّي والعزاء، مع أنه عمـل بسيـط إلّا أنّه يحمل في طياته ثوابا جزيلا وأجرا عظيما. حيث إن تسليم أرزاقهم التي تُرسل إليهم من الخارج يكون بحكم صَدقة، وتكتب في سجل حسنات كل مَن قام بهذا العمل، سواءا الذين أتوا بها من الخارج أو الحراس أو المراقبون الذين عاونوهم، ولاسيّما إن كان المسجون شيخا كبيرا أو مريضا أو غريبا عن بلده أو فقيرا معدما، فإنّ ثواب تلك الصدقة المعنوية يزداد كثيرا.
    '''Üçüncü Nokta:''' Mahpuslara şefkatkârane hizmetle yardım etmek ve muhtaç oldukları rızıklarını ellerine vermek ve manevî yaralarına tesellilerle merhem sürmekte, az bir amel ile büyük bir kazanç var ve dışarıdan gelen yemeklerini onlara vermek, aynı o yemek kadar o gardiyan ve gardiyan ile beraber dâhilde ve hariçte çalışanların –bir sadaka hükmünde– defter-i hasenatına yazılır. Hususan musibetzede, ihtiyar veya hasta veya fakir veya garib olsa o sadaka-i maneviyenin sevabı çok ziyadeleşir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهذا الربح العظيم مشروط بأداء الفرائض من الصلوات لتصبح تلك الخدمة لوجه الله.. مع شرط آخر هو أن تكون الخدمة مقرونة بالشفقة والرحمة والمحبة من دون أن يحمّل شيئا من المنّة.
    İşte bu kıymetli kazancın şartı, farz namazını kılmaktır. Tâ ki o hizmeti, lillah için olsun. Hem bir şartı da sadakat ve şefkat ve sevinç ile ve minnet etmemek tarzda yardımlarına koşmaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ
    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ
    وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاَّ يُسَبِـّحُ بِحَمْدِهِ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما.
    اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ اَبَدًا دَائِمًا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    يا إخوتي في الدين ويا زملائي في السجن!.
    '''Ey hapis arkadaşlarım ve din kardeşlerim!'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد أخطر لقلبي أن أبَيّن لكم حقيقةً مهمة، تُنقذكم بإذن الله من عذاب الدنيا والآخرة وهي كما أوضحها بمثال:
    Size hem dünya azabından hem âhiret azabından kurtaracak bir hakikati beyan etmek, kalbime ihtar edildi. O da şudur:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنّ أحدا قد قتل شقيقَ شخص آخر أو أحد أقربائه. فهذا القتل الناجم من لذة غرور الانتقام التي لا تستغرق دقيقة واحدة تورثه مقاساةَ ملايين الدقائق من ضيق القلب وآلام السجن. وفي الوقت نفسه يظل أقرباء المقتول أيضا في قلق دائم وتحيّن الفرص لأخذ الثأر، كلما فكروا بالقاتل ورأوا ذويه. فتضيع منهم لذة العمر ومتعة الحياة بما يكابدون من عذاب الخوف والقلق والحقد والغضب.
    Mesela, birisi birinin kardeşini veya bir akrabasını öldürmüş. Bir dakika intikam lezzetiyle bir katl, milyonlar dakika hem kalbî sıkıntı hem hapis azabını çektirir ve maktûlün akrabası dahi intikam endişesiyle ve karşısında düşmanını düşünmesiyle hayatının lezzetini ve ömrünün zevkini kaçırır. Hem korku hem hiddet azabını çekiyor. Bunun tek bir çaresi var. O da Kur’an’ın emrettiği ve hak ve hakikat ve maslahat ve insaniyet ve İslâmiyet iktiza ve teşvik ettikleri olan, barışmak ve musalaha etmektir.
    ولا علاج لهذا الأمر ولا دواء له إلّا الصلح والمصالحة بينهما، وذلك الذي يأمر به القرآن الكريم، ويدعو إليه الحق والحقيقة، وفيه مصلحة الطرفين، وتقتضيه الإنسانية، ويحث عليه الإسلام.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، إن المصلحة والحقيقة في الصلح، والصلح خير؛ لأنّ الأجل واحد لا يتغير، فذلك المقتول على كل حال ما كان ليظل على قيد الحياة ما دام أجَلُه قد جاء. أما ذلك القاتل فقد أصبح وسيلة لذلك القضاء الإلهي، فإن لم يحل بينهما الصلحُ فسيظلان يعانيان الخوف وعذاب الانتقام مدة مديدة؛ لذا يأمر الإسلام بعدم هجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام. (<ref>
    Evet, hakikat ve maslahat sulhtur. Çünkü ecel birdir, değişmez. O maktûl, herhalde ecel geldiğinden daha ziyade kalmayacaktı. O kātil ise o kaza-i İlahiyeye vasıta olmuş. Eğer barışmak olmazsa iki taraf da daima korku ve intikam azabını çekerler. Onun içindir ki “Üç günden fazla bir mü’min diğer bir mü’mine küsmemek” İslâmiyet emrediyor. Eğer o katl, bir adâvetten ve bir kinli garazdan gelmemişse ve bir münafık o fitneye vesile olmuş ise çabuk barışmak elzemdir. Yoksa o cüz’î musibet büyük olur, devam eder. Eğer barışsalar ve öldüren tövbe etse ve maktûle her vakit dua etse o halde her iki taraf çok kazanırlar ve kardeş gibi olurlar. Bir gitmiş kardeşe bedel, birkaç dindar kardeşleri kazanır. Kaza ve kader-i İlahîye teslim olup düşmanını affeder.
    انظر: البخاري، الأدب ٥٧، ٦٢، الاستئذان ٩؛ مسلم، البر ٢٣، ٢٥، ٢٦؛ أبو داود، الأدب ٤٧؛ الترمذي، البر ٢١، ٢٤؛ ابن ماجه، المقدمة ٧.
    </div>
    </ref>) فان لم يكن ذلك القتل قد نجم من عداء أصيل ومن حقد دفين، وكان أحد المنافقين سببا في إشعال نار الفتنة، فيلزم الصلح فورا، لأنه لولا الصلح لعظمت تلك المصيبة الجزئية ودامت، بينما إذا ما تصالح الطرفان وتاب القاتل عن ذنبه، واستمر على الدعاء للمقتول، فإن الطرفين يكسبان الكثير، حيث يدب الحب والتآلف بينهما، فيصفح هذا عن عدوه ويعفو عنه واجدا أمامه إخوة أتقياءَ أبرارا بدلا من شقيق واحد راحل، ويستسلمان معا لقضاء الله وقدره،


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا سيما الذين استمعوا إلى دروس النور، فهم مدعوون لهجر كل ما يفسد بين اثنين، إذ الأخوة التي تربطهم ضمن نطاق النور، والمصلحة العامة، وراحة البال وسلامة الصدر التي يستوجبها الإيمان..
    Ve bilhassa madem Risale-i Nur dersini dinlemişler, elbette mabeynlerinde bulunan bütün küsmekleri bırakmaya hem maslahat ve istirahat-i şahsiye ve umumiye hem Nur dairesindeki uhuvvet iktiza ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تقتضي كلها نبذَ الخلافات وإحلال الوفاق والوئام. ولقد حصل هذا فعلا بين مسجونين يعادي بعضهم بعضا في سجن «دنيزلي» فأصبحوا بفضل الله أخوة متحابين بعد أن تلقوا دروسا من رسائل النور، بل غدوا سببا من أسباب براءتنا، حتى لم يجد الملحدون والسفهاء من الناس بُدّا أمام هذا التحابب الأخروي، فقالوا مضطرين: ما شاء الله.. بارك الله!!
    Nasıl ki Denizli hapsinde birbirine düşman bütün mahpuslar, Nurlar dersiyle birbirlerine kardeş oldular ve bizim beraetimize bir sebep olup hattâ dinsizlere, serserilere de o mahpuslar hakkında “Mâşâallah, bârekellah” dedirttiler ve o mahpuslar tam teneffüs ettiler. Ben burada gördüm ki bir tek adamın yüzünden yüz adam sıkıntı çekip beraber teneffüse çıkmıyorlar. Onlara zulüm olur. Mert ve vicdanlı bir mü’min, küçük ve cüz’î bir hata veya menfaatle, yüzer zararı ehl-i imana vermez. Eğer hata etse verse çabuk tövbe etmek lâzımdır.
    وهكذا انشرحت صدور السجناء جميعا وتنفسوا الصعداء بفضل الله. إذ إني أرى هنا مدى الظلم الواقع على المسجونين، حيث يشدد الخناق على مائة منهم بجريرة شخص واحد، حتى إنهم لا يخرجون معه إلى فناء السجن في أوقات الراحة.. إلَّا أنّ المؤمن الغيور لا تسعه شهامته أن يؤذي المؤمن قط، فكيف يسبب له الأذى لمنفعته الجزئية الخاصة، فلابدَّ أن يسارع إلى التوبة والإنابة إلى الله حالما يشعر بخطئه وتسبّبه في أذى المؤمن.
    </div>






    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ
    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاَّ يُسَبِـّحُ بِحَمْدِهِ
    '''Aziz yeni kardeşlerim ve eski mahpuslar!'''
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما
    Benim kat’î kanaatim gelmiş ki buraya girmemizin inayet-i İlahiye cihetinde bir ehemmiyetli sebebi sizsiniz. Yani, Nurlar tesellileriyle ve imanın hakikatleriyle sizi bu hapis musibetinin sıkıntılarından ve dünyevî çok zararlarından ve boşu boşuna gam ve hüzün ile giden hayatınızı faydasızlıktan, bâd-i heva zayi olmasından ve dünyanızın ağlaması gibi âhiretinizi ağlamaktan kurtarıp tam bir teselli size vermektir.
    إخوتي المسجونين الأعزّاء الجدد والقدامى!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    لقد بِتُّ على قناعة تامة من أن العناية الإلهية هي التي ألقت بنا إلى ههنا وذلك لأجلكم أنتم، أي إنّ مجيئنا إلى هنا إنما هو لِبَثِّ السلوان والعزاء الذي تحمله رسائل النور إليكم.. وتخفيف مضايقات السجن عنكم بحقائق الإيمان.. وصونكم من كثير من بلايا الدنيا ولأوائها.. وانتشال حياتكم المليئة بالأحزان والهموم من العبثية وعدم الجدوى.. وإنقاذ آخرتكم من أن تكون كدنياكم حزينة باكية.
    Madem hakikat budur. Elbette siz dahi Denizli mahpusları ve Nur talebeleri gibi birbirinize kardeş olmanız lâzımdır. Görüyorsunuz ki bir bıçak içinize girmemek ve birbirinize tecavüz etmemek için dışarıdan gelen bütün eşyanız ve yemek ve ekmeğinizi ve çorbanızı karıştırıyorlar. Size sadakatle hizmet eden gardiyanlar çok zahmet çekiyorlar. Hem siz, beraber teneffüse çıkmıyorsunuz. Güya canavar ve vahşi gibi birbirinize saldıracaksınız.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما دامت الحقيقة هي هذه، فعليكم أن تكونوا إخوة متحابين كطلاب النور وكأولئك الذين كانوا معنا في سجن «دنيزلي».
    İşte şimdi sizin gibi fıtrî kahramanlık damarını taşıyan yeni arkadaşlar, bu zamanda manevî büyük bir kahramanlık ile heyete deyiniz ki: “Değil elimize bıçak, belki mavzer ve rovelver de verilse hem emir de verilse biz bu bîçare ve bizim gibi musibetzede arkadaşlarımıza dokunmayacağız. Eskiden yüz düşmanlık ve adâvetimiz dahi olsa da onları helâl edip hatırlarını kırmamaya çalışacağımıza, Kur’an’ın ve imanın ve uhuvvet-i İslâmiyenin ve maslahatımızın emriyle ve irşadıyla karar verdik.” diyerek bu hapsi bir mübarek dershaneye çeviriniz.
    فها أنتم أولاءِ ترون الحراس الذين يحرصون على القيام بخدماتكم يعانون الكثير من المشقات في التفتيش، بل حتى إنهم يفتشون طعامكم لئلا تكون فيه آلة جارحة، ليحولوا دون تجاوز بعضكم على بعض، وكأنكم وحوش مفترسة ينقضُّ الواحد على الآخر ليقتله، فضلا عن أنكم لا تستمتعون بالفرص التي تتاح لكم للتفسح والراحة خوفا من نشوب العِراك فيما بينكم.
    </div>


    ألا فقولوا مع هؤلاء الإخوة حديثي العهد بالسجن الذين يحملون مثلكم بطولة فطرية وشهامة وغيرة.


    قولوا أمام الهيئة ببطولة معنوية عظيمة في هذا الوقت:


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «ليست الآلات الجارحة البسيطة، بل لو سلمتم إلى أيدينا أسلحة نارية فلا نتعدَّى على أصدقائنا وأحبابنا هؤلاء الذين نكبوا معنا، حتى لو كان بيننا عداء أصيل سابق؛ فقد عفونا عنهم جميعا، وسنبذل ما في وسعنا ألَّا نجرح شعورَهم ونكسر خاطرَهم، هذا هو قرارنا الذي اتخذناه بإرشاد القرآن الكريم وبأمر أخوة الإسلام وبمقتضى مصلحتنا جميعا».
    === Leyle-i Kadirde İhtar Edilen Bir Mesele-i Mühimme ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا تحوّلون هذا السجن إلى مدرسة طيبة مباركة.
    === On Üçüncü Söz’ün İkinci Makamı’nın Zeyli ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    Leyle-i Kadirde kalbe gelen pek geniş ve uzun bir hakikate, pek kısaca bir işaret edeceğiz. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    Nev-i beşer, bu son Harb-i Umumî’nin eşedd-i zulüm ve eşedd-i istibdadı ile ve merhametsiz tahribatı ile ve bir tek düşmanın yüzünden yüzer masumu perişan etmesiyle ve mağlupların dehşetli meyusiyetleriyle ve galiblerin dehşetli telaş ve hâkimiyetlerini muhafaza ve büyük tahribatlarını tamir edememelerinden gelen dehşetli vicdan azaplarıyla ve dünya hayatının bütün bütün fâni ve muvakkat olması ve medeniyet fanteziyelerinin aldatıcı ve uyutucu olduğu umuma görünmesiyle ve fıtrat-ı beşeriyedeki yüksek istidadatın ve mahiyet-i insaniyesinin umumî bir surette dehşetli yaralanmasıyla ve gaflet ve dalaletin, sert ve sağır olan tabiatın, Kur’an’ın elmas kılıncı altında parçalanmasıyla ve gaflet ve dalaletin en boğucu, aldatıcı en geniş perdesi olan siyaset-i rûy-i zeminin pek çirkin, pek gaddarane hakiki sureti görünmesiyle elbette ve elbette hiç şüphe yok ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Leyle-i_Kadirde_İhtar_Edilen_Bir_Mesele-i_Mühimme"></span>
    Şimal’de, Garp’ta, Amerika’da emareleri göründüğüne binaen nev-i beşerin maşuk-u mecazîsi olan hayat-ı dünyeviye, böyle çirkin ve geçici olmasından fıtrat-ı beşerin hakiki sevdiği, aradığı hayat-ı bâkiyeyi bütün kuvvetiyle arayacak.
    === مسألة مهمة تخطرت في ليلة القدر ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="On_Üçüncü_Söz’ün_İkinci_Makamı’nın_Zeyli"></span>
    Ve elbette hiç şüphe yok ki:
    === [ذيل المقام الثاني من الكلمة الثالثة عشرة] ===
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه حقيقة واسعة جدا وطويلة في الوقت نفسه، خطرت على القلب ليلةَ القدر سأحاول أن أشير إليها إشارةً مختصرة جدا، كالآتي:
    Bin üç yüz altmış senede, her asırda üç yüz elli milyon şakirdi bulunan ve her hükmüne ve davasına milyonlar ehl-i hakikat tasdik ile imza basan ve her dakikada milyonlar hâfızların kalbinde kudsiyet ile bulunup lisanlarıyla beşere ders veren ve hiçbir kitapta emsali bulunmayan bir tarzda, beşer için hayat-ı bâkiyeyi ve saadet-i ebediyeyi müjde veren ve bütün beşerin yaralarını tedavi eden Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın şiddetli, kuvvetli ve tekrarlı binler âyâtıyla, belki sarîhan ve işareten on binler defa dava edip haber veren ve sarsılmaz kat’î delillerle şüphe getirmez hadsiz hüccetleriyle hayat-ı bâkiyeyi kat’iyetle müjde ve saadet-i ebediyeyi ders vermesi, elbette nev-i beşer bütün bütün aklını kaybetmezse, maddî veya manevî bir kıyamet başlarına kopmazsa; İsveç, Norveç, Finlandiya ve İngiltere’nin Kur’an’ı kabul etmeye çalışan meşhur hatipleri ve Amerika’nın din-i hakkı arayan ehemmiyetli cemiyeti gibi rûy-i zeminin geniş kıtaları ve büyük hükûmetleri Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ı arayacaklar ve hakikatlerini anladıktan sonra bütün ruh u canlarıyla sarılacaklar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أولا:
    Çünkü bu hakikat noktasında kat’iyen Kur’an’ın misli yoktur ve olamaz ve hiçbir şey bu mu’cize-i ekberin yerini tutamaz.
    لقد قاستِ البشريةُ من ويلات هذه الحرب العالمية الأخيرة أيَّ مُقاساة، إذ رأتْ أشدَّ أنواع الظلم وأقسى أنواع الاستبداد والتحكم، مع الدمار الظالم المريع في الأرض كافة؛ فقد نكب مئاتُ الأبرياء بجريرة شخص واحد، ووقع المغلوبون على أمرهم في بؤس وشقاء مريرَين، وبات الغالبون في عذاب وجداني أليم لعجزهم عن إصلاح دمارهم الفظيع وخشيتهم من أن يعجزوا عن الحفاظ على سيادتهم. وظهر للناس بجلاء تام؛ أنّ الحياة الدنيا فانية لا ريب فيها، وأنّ زخارف المدنية خادعة ومخدّرة لا تُجدي شيئا، وتلطّخت البشرية بدماء الطعنات القوية التي نـزلت بالذات الإنسانية وبالاستعدادات الرفيعة في فطرتها.. وظهر للعيان تحطم الغفلة والضلالة والطبيعة الجامدة الصماء تحت ضربات سيف القرآن الألماسي.. وافتضحت الصورة الحقيقية للسياسة الدولية الشوهاء الغدارة والتي هي أوسعُ ستار وأكثفه لإغفال الناس وإضلالهم وأشدُّه خنقا وخداعا لروحهم.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلاشك أنّ فطرة البشرية -بعد وضوح هذه الأمور- ستبحث عن معشوقها «الحقيقي» وهو الحياة الباقية الخالدة وتسعى إليها بكل قواها -وقد بدت أماراتُها في شمال العالم وغربه وفي أمريكا- وستعلم جيدا أن الحياة الدنيا التي تتعشقها عشقا «مجازيا» دميمةً شوهاء، فانية زائلة.
    '''Sâniyen:''' Madem Risale-i Nur, bu mu’cize-i kübranın elinde bir elmas kılınç hükmünde hizmetini göstermiş ve muannid düşmanlarını teslime mecbur etmiş. Hem kalbi hem ruhu hem hissiyatı tam tenvir edecek ve ilaçlarını verecek bir tarzda hazine-i Kur’aniyenin dellâllığını yapan ve ondan başka me’hazi ve mercii olmayan ve bir mu’cize-i maneviyesi bulunan Risale-i Nur, o vazifeyi tam yapıyor ve aleyhindeki dehşetli propagandalara ve gayet muannid zındıklara tam galebe çalmış ve dalaletin en sert kuvvetli kalesi olan tabiatı, Tabiat Risalesi’yle parça parça etmiş ve gafletin en kalın ve boğucu ve geniş daire-i âfakında ve fennin en geniş perdelerinde Asâ-yı Musa’daki Meyve’nin Altıncı Meselesi ve Birinci, İkinci, Üçüncü, Sekizinci Hüccetleriyle gayet parlak bir tarzda gafleti dağıtıp nur-u tevhidi göstermiş.
    </div>


    <nowiki></nowiki>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ولا ريب أنها ستبحث عن القرآن الكريم الذي له في كل عصر ثلاثمائة مليونٍ من العاملين له المتتلمذين عليه منذُ ألفٍ وثلاثمائة وستين سنة.. والذي يُصدِّق كل حكم من أحكامه ودعاويه ملايين من أرباب الحقيقة.. والذي يحـتفظ بمكانـته المقـدسة في قلوب ملايـين الحُفَّاظ في كل دقيقـة.. والـذي يُرشد البشرية بألسنـتهم، ويُبشِّرها بأسلوبه المعجز بالحياة الباقية والسعادة الدائمة، مُضمِّدا بها جِراحاتها الغائرة، بل يبشّر بها بالألوف من آياته القوية الشديدة المكررة، بل قد يخبر عنها صراحةً أو إشارةً بعشرات الألوف من المرات، ناصبا عليها ما لا يعد من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة والحجج الثابتة.
    == Meyve Risalesi’nden Altıncı Mesele ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن لم تفقد البشرية صوابها كليا ولم تقم عليها قيامة -مادية أو معنوية- فستبحث حتما عن القرآن الكريم المعجز البيان كما حدث في قارات العالم كلِّه ودولها العظمى، وحدث فعلا في السويد و النرويج و فنلندا، ومثلما يسعى لقبوله خطباء مشهورون من إنكلترا وتقوم بالبحث عنه جمعية تتحرى الدين الحق وهي ذات شأن في أمريكا.. ولابُدَّ أنهم بعد أن يُدركوا حقائقه سيعتصمون به ويلتفون حوله بكل مُهَجِهم وأرواحهم.
    Risale-i Nur’un çok yerlerinde izahı ve kat’î hadsiz hüccetleri bulunan iman-ı billah rüknünün binler küllî bürhanlarından bir tek bürhana kısaca bir işarettir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ذلك لأنّه ليس من نظيرٍ للقرآن في معالجة هذه الحقيقة، ولن يكون، ولا يمكن أن يسد مسدّ هذه المعجزة الكبرى شيء قطعا.
    Kastamonu’da lise talebelerinden bir kısmı yanıma geldiler. “Bize Hâlık’ımızı tanıttır, muallimlerimiz Allah’tan bahsetmiyorlar.” dediler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثانيا:
    Ben dedim: Sizin okuduğunuz fenlerden her fen, kendi lisan-ı mahsusuyla mütemadiyen Allah’tan bahsedip Hâlık’ı tanıttırıyorlar. Muallimleri değil, onları dinleyiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن رسائل النور قد أظهرتْ خدماتِها كسيف ألماسي قاطع بيد هذه المعجزة الكبرى، حتى ألزمت الحجة أعداءَها العنيدين وألجأتهم إلى الاستسلام، وأنّها تقوم بوظيفتها بين يدي هذه الخزينة القرآنية من حيث كونها معجزةً لمعانيه المعجزة على نحو تستطيع أن تنور القلب والروح والمشاعر، مناولةً كلا منها علاجاتها الناجعة. ولا غرو فهي الداعية إلى هذا القرآن العظيم والمستفيضة منه وحده ولا ترجع إلّا إليه.
    Mesela, nasıl ki mükemmel bir eczahane ki her kavanozunda hârika ve hassas mizanlarla alınmış hayattar macunlar ve tiryaklar var. Şüphesiz gayet maharetli ve kimyager ve hakîm bir eczacıyı gösterir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإنها إذ تقوم بمهمتها خير قيام، انتصرت في الوقت نفسه على الدعايات المغرضة الظالمة التي يشيعها أعداؤها، وقضت على أشد الزنادقة تعنتا، ودكّت أقوى قلاع الضلالة التي تحتمي بها وهي «الطبيعة» برسالة «الطبيعة»، كما بددت الغفلة وأظهرت نور التوحيد في أوسع ميادين العلوم الحديثة وأشد الظلمات الخانقة للغفلة بالمسألة السادسة «للثمرة» وبالحجج الأولى والثانية والثالثة.. والثامنة من رسالة «عصا موسى».
    Öyle de küre-i arz eczahanesinde bulunan dört yüz bin çeşit nebatat ve hayvanat kavanozlarındaki zîhayat macunlar ve tiryaklar cihetiyle, bu çarşıdaki eczahaneden ne derece ziyade mükemmel ve büyük olması nisbetinde, okuduğunuz '''fenn-i tıp''' mikyasıyla küre-i arz eczahane-i kübrasının eczacısı olan Hakîm-i Zülcelal’i hattâ kör gözlere de gösterir, tanıttırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومن هنا فإنه من الضروري لنا -وأكثر ضرورةً للأمة- أن يفتح طلاب النور -في حدود القُدرات المتاحة- في كل مكان مدارسَ نورية صغيرة بعدما سمحت الدولة -في الوقت الحاضر- بفتح مدارس خاصة لتدريس الدين. (<ref>
    Hem mesela, nasıl bir hârika fabrika ki binler çeşit çeşit kumaşları basit bir maddeden dokuyor. Şeksiz, bir fabrikatörü ve maharetli bir makinisti tanıttırır.
    لقد ألغيت المدارس الدينية في تركيا منذ أواخر العشرينات حتى سنة ١٩٥٠.
    </div>
    </ref>)


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    صحيح أنّ كلَّ قارئ للرسائل يستطيع أن يستفيد منها شيئا لنفسه إلّا أنّه لا يستطيع أن يستوعب كل مسألة من مسائلها؛ ذلك لأنها إيضاح لحقائق الإيمان؛ فهي دروس علمية، ومعرفة إلهية، وسكينة للقلب وعبادة لله في الوقت نفسِه. (<ref>
    Öyle de küre-i arz denilen yüz binler başlı, her başında yüz binler mükemmel fabrika bulunan bu seyyar makine-i Rabbaniye, ne derece bu insan fabrikasından büyükse, mükemmelse o derecede okuduğunuz '''fenn-i makine''' mikyasıyla küre-i arzın ustasını ve sahibini bildirir ve tanıttırır.
    حتى إن لم يكن أحدهم بحاجة إلى التعلم فهو بلا شك في شوق إلى العبادة أو إلى المعرفة الإلهية أو إلى اطمئنان القلب وسكينته. ولهذا فان رسائل النور درس ضروري لكل فرد. (المؤلف).
    </div>
    </ref>)


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن النتائج التي كان يمكن الحصول عليها في المدارس الدينية طوال خمسٍ أو عشرِ سنوات يمكن الحصول عليها في مدارس النور في خمسة أو عشرةِ أسابيع بإذن الله، بل ضمنت تلك النتائج في العشرين سنة التي خلت والحمد لله.
    Hem mesela, nasıl ki gayet mükemmel bin bir çeşit erzak etrafından celbedip içinde muntazaman istif ve ihzar edilmiş depo ve iaşe ambarı ve dükkân; şeksiz, bir fevkalâde iaşe ve erzak mâlikini ve sahibini ve memurunu bildirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم بات من المسلّم به فائدة هذه الرسائل الداعية إلى القرآن؛ والتي هي لمعات من أنواره الباهرة، لحياة الأمة ولأمن البلاد؛ وحتى لحياتها السياسية فضلا عن حياتها الأخروية؛ فمن الضروري إذن للدولة ألّا تتعرض لها بسوء بل تسعى جادة إلى نشرها وتشجع الناس على قراءتها.. ليكون عملُها هذا كفّارة عما اقترفت من سيئآت فاحشة سابقة وسدا منيعا في وجه ما سيقبل من ويلات ومصائب وفوضى وإرهاب.
    Öyle de bir senede yirmi dört bin senelik bir dairede muntazaman seyahat eden ve yüz binler ve ayrı ayrı erzak isteyen taifeleri içine alan ve seyahatiyle mevsimlere uğrayıp baharı bir büyük vagon gibi binler ayrı ayrı taamlarla doldurarak kışta erzakı tükenen bîçare zîhayatlara getiren ve küre-i arz denilen bu Rahmanî iaşe ambarı ve bir sefine-i Sübhaniye ve bin bir çeşit cihazatı ve malları ve konserve paketleri taşıyan bu depo ve dükkân-ı Rabbanî, ne derece o fabrikadan büyük ve mükemmel ise okuduğunuz ve okuyacağınız '''fenn-i iaşe''' mikyasıyla o kat’iyette ve o derecede küre-i arz deposunun sahibini, mutasarrıfını, müdebbirini bildirir, tanıttırır, sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    Hem nasıl ki dört yüz bin millet içinde bulunan ve her milletin istediği erzakı ayrı ve istimal ettiği silahı ayrı ve giydiği elbisesi ayrı ve talimatı ayrı ve terhisatı ayrı olan bir ordunun mu’cizekâr bir kumandanı, tek başıyla bütün o ayrı ayrı milletlerin ayrı ayrı erzaklarını ve çeşit çeşit eslihalarını ve elbiselerini ve cihazatlarını, hiçbirini unutmayarak ve şaşırmayarak verdiği o acib ordu ve ordugâh, şüphesiz bedahetle o hârika kumandanı gösterir, takdirkârane sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Meyve_Risalesi’nden_Altıncı_Mesele"></span>
    Aynen öyle de zemin yüzünün ordugâhında ve her baharda yeniden silah altına alınmış bir yeni ordu-yu Sübhanîde, nebatat ve hayvanat milletlerinden dört yüz bin nev’in çeşit çeşit elbise, erzak, esliha, talim, terhisleri gayet mükemmel ve muntazam ve hiçbirini unutmayarak ve şaşırmayarak bir tek kumandan-ı a’zam tarafından verilen küre-i arzın bahar ordugâhı, ne derece mezkûr insan ordu ve ordugâhından büyük ve mükemmel ise sizin okuyacağınız '''fenn-i askerî''' mikyasıyla dikkatli ve aklı başında olanlara o derece küre-i arzın hâkimini ve Rabb’ini ve müdebbirini ve Kumandan-ı Akdes’ini hayretler ve takdislerle bildirir ve tahmid ve tesbihle sevdirir.
    == عرّفنا بخالقنا ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    == [المسألة السادسة من رسالة الثمرة] ==
    Hem nasıl ki bir hârika şehirde milyonlar elektrik lambaları hareket ederek her yeri gezerler, yanmak maddeleri tükenmiyor bir tarzdaki elektrik lambaları ve fabrikası; şeksiz, bedahetle elektriği idare eden ve seyyar lambaları yapan ve fabrikayı kuran ve iştial maddelerini getiren bir mu’cizekâr ustayı ve fevkalâde kudretli bir elektrikçiyi hayretler ve tebriklerle tanıttırır, yaşasınlar ile sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه المسألة إشارة مختصرة إلى برهان واحد فقـط من بين ألوف البراهين الكلّية حول (الإيمان بالله) والذي تَمَّ إيضاحُه مع حِجَجِهِ القاطعة في عِدّة مواضع من رسائل النور.
    Aynen öyle de bu âlem şehrinde dünya sarayının damındaki yıldız lambaları, bir kısmı –kozmoğrafyanın dediğine bakılsa– küre-i arzdan bin defa büyük ve top güllesinden yetmiş defa süratli hareket ettikleri halde intizamını bozmuyor, birbirine çarpmıyor, sönmüyor, yanmak maddeleri tükenmiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    جاءَني فريق من طلاب الثانوية في «قسطموني» (<ref>
    Okuduğunuz kozmoğrafyanın dediğine göre, küre-i arzdan bir milyon defadan ziyade büyük ve bir milyon seneden ziyade yaşayan ve bir misafirhane-i Rahmaniyede bir lamba ve soba olan güneşimizin yanmasının devamı için her gün, küre-i arzın denizleri kadar gaz yağı ve dağları kadar kömür veya bin arz kadar odun yığınları lâzımdır ki sönmesin.
    مدينة تقع شمالي تركيا، نفي إليها الأستاذ النورسي سنة ١٩٣٦م وظل فيها تحت الإقامة الجبرية إلى أن سيق منها سنة ١٩٤٣ موقوفا لمحاكمته في محكمة الجزاء الكبرى في «دنيزلي».
    </div>
    </ref>) قائلين:


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «عرّفنا بخالقنا، فإنّ مُدرّسينا لا يذكرون الله لنا!».
    Ve onu ve onun gibi ulvi yıldızları gaz yağsız, odunsuz, kömürsüz yandıran ve söndürmeyen ve beraber çabuk gezdiren ve birbirine çarptırmayan bir nihayetsiz kudreti ve saltanatı, ışık parmaklarıyla gösteren bu kâinat şehr-i muhteşemindeki dünya sarayının elektrik lambaları ve idareleri ne derece o misalden daha büyük daha mükemmeldir. O derecede sizin okuduğunuz veya okuyacağınız '''fenn-i elektrik''' mikyasıyla bu meşher-i a’zam-ı kâinatın sultanını, münevvirini, müdebbirini, sâni’ini, o nurani yıldızları şahit göstererek tanıttırır. Tesbihatla, takdisatla sevdirir, perestiş ettirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقلت لهم: «إن كل علم من العلوم التي تقرأونها يبحث عن الله دوما، ويعرّف بالخالق الكريم بلغته الخاصة. فاصغوا إلى تلك العلوم دون المدرسين».
    Hem mesela, nasıl ki bir kitap bulunsa ki bir satırında bir kitap ince yazılmış ve her bir kelimesinde ince kalemle bir sure-i Kur’aniye yazılmış, gayet manidar ve bütün meseleleri birbirini teyid eder ve kâtibini ve müellifini fevkalâde maharetli ve iktidarlı gösteren bir acib mecmua; şeksiz, gündüz gibi kâtip ve musannifini kemalâtıyla, hünerleriyle bildirir, tanıttırır. “Mâşâallah, bârekellah” cümleleriyle takdir ettirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا: لو كانت هناك صيدلية ضخمة، في كل قنينة من قنانيها أدوية ومستحضرات حيوية، وضِعت فيها بموازين حساسة، وبمقادير دقيقة؛ فكما أنها ترينا أن وراءها صيدليا حكيما، وكيميائيا ماهرا، كذلك صيدلية الكرة الأرضية التي تضم أكثر من أربعمائة ألفِ نوعٍ من الأحياء نباتا وحيوانا، وكل واحد منها في الحقيقة بمثابة زجاجة مستحضراتٍ كيمياوية دقيقة، وقنينة مخاليطَ حيويةٍ عجيبة.
    Aynen öyle de bu kâinat kitab-ı kebiri ki bir tek sahifesi olan zemin yüzünde ve bir tek forması olan baharda, üç yüz bin ayrı ayrı kitaplar hükmündeki üç yüz bin nebatî ve hayvanî taifeleri beraber, birbiri içinde, yanlışsız, hatasız, karıştırmayarak, şaşırmayarak; mükemmel, muntazam ve bazen ağaç gibi bir kelimede bir kasideyi ve çekirdek gibi bir noktada bir kitabın tamam fihristesini yazan bir kalem işlediğini gözümüzle gördüğümüz bu nihayetsiz manidar ve her kelimesinde çok hikmetler bulunan şu mecmua-i kâinat ve bu mücessem Kur’an-ı Ekber-i Âlem, mezkûr misaldeki kitaptan ne derece büyük ve mükemmel ve manidar ise o derecede sizin okuduğunuz fenn-i hikmetü’l-eşya ve mektepte bilfiil mübaşeret ettiğiniz fenn-i kıraat ve fenn-i kitabet, geniş mikyaslarıyla ve dürbün gözleriyle bu kitab-ı kâinatın nakkaşını, kâtibini hadsiz kemalâtıyla tanıttırır. “Allahu ekber” cümlesiyle bildirir, “Sübhanallah” takdisiyle tarif eder, “Elhamdülillah” senalarıyla sevdirir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الصيدلية الكبرى تُري حتى للعميان صيدليّها الحكيم ذا الجلال، وتعرّف خالقها الكريم سبحانه بدرجة كمالها وانتظامها وعظمتها، قياسا على تلك الصيدلية التي في السوق، وِفْقَ مقاييس علم الطب الذي تقرأونه.
    İşte bu fenlere kıyasen, yüzer fünundan her bir fen, geniş mikyasıyla ve hususi âyinesiyle ve dürbünlü gözüyle ve ibretli nazarlarıyla bu kâinatın Hâlık-ı Zülcelal’ini esmasıyla bildirir; sıfâtını, kemalâtını tanıttırır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: كما أنّ مصنعا خارقا عجيبا ينسج ألوفا من أنـواع المنسوجات المتنوعة، والأقمشة المختلفة، من مادة بسيطة جدا، يُرينا بلا شك أنّ وراءَه مهندسا ميكانيكيا ماهرا، ويعرّفه لنا؛
    İşte bu muhteşem ve parlak bir bürhan-ı vahdaniyet olan mezkûr hücceti ders vermek içindir ki Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan çok tekrar ile en ziyade رَبُّ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ ۝ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ âyetleriyle Hâlık’ımızı bize tanıttırıyor, diye o mektepli gençlere dedim. Onlar dahi tamamıyla kabul edip tasdik ederek: “Hadsiz şükür olsun Rabb’imize ki tam kudsî ve ayn-ı hakikat bir ders aldık. Allah senden razı olsun.” dediler. Ben de dedim:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كذلك هذه الماكنة الربانية السيارة المُسمَّاةُ بالكرة الأرضية، وهذا المصنع الإلهي الذي فيه مئات الآلاف من مصانعَ رئيسيةٍ، وفي كل منها مئات الآلاف من المصانع المتقنة، يعرّف لنا بلا شك صانعَه، ومالكَه، وِفْقَ مقاييس علم المكائن الذي تقرأونه، يعرّفه بدرجة كمال هذا المصنع الإلهي، وعظمته قياسا على ذلك المصنع الإنساني.
    “İnsan, binler çeşit elemler ile müteellim ve binler nevi lezzetler ile mütelezziz olacak bir zîhayat makine ve gayet derece acziyle beraber hadsiz maddî, manevî düşmanları ve nihayetsiz fakrıyla beraber hadsiz zâhirî ve bâtınî ihtiyaçları bulunan ve mütemadiyen zeval ve firak tokatlarını yiyen bir bîçare mahluk iken, birden iman ve ubudiyetle böyle bir Padişah-ı Zülcelal’e intisap edip bütün düşmanlarına karşı bir nokta-i istinad ve bütün hâcatına medar bir nokta-i istimdad bularak herkes mensup olduğu efendisinin şerefiyle, makamıyla iftihar ettiği gibi; o da böyle nihayetsiz Kadîr ve Rahîm bir Padişah’a iman ile intisap etse ve ubudiyetle hizmetine girse ve ecelin idam ilanını kendi hakkında terhis tezkeresine çevirse ne kadar memnun ve minnettar ve ne kadar müteşekkirane iftihar edebilir, kıyas ediniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: كما أنّ حانوتا أو مخزنا للإعاشة والأرزاق، ومحلا عظيما للأغذية والمواد، أحضِرَ فيه -من كل جانب- ألفُ نوع من المواد الغذائية، ومُيِّز كلُّ نوع عن الآخر، وصُفِّف في محله الخاص به، يُرينا أنّ له مالكا ومدبرا؛
    O mektepli gençlere dediğim gibi musibetzede mahpuslara da tekrar ile derim: '''Onu tanıyan ve itaat eden zindanda dahi olsa bahtiyardır. Onu unutan saraylarda da olsa zindandadır, bedbahttır.''' Hattâ bir bahtiyar mazlum, idam olunurken bedbaht zalimlere demiş: “Ben idam olmuyorum. Belki terhis ile saadete gidiyorum. Fakat ben de sizi idam-ı ebedî ile mahkûm gördüğümden sizden tam intikamımı alıyorum.” لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ diyerek sürur ile teslim-i ruh eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كذلك هذا المخزن الرحماني للإعاشة الذي يسيح في كل سنة مسافةَ أربعةٍ وعشرين ألفَ سنة، في نظام دقيق متقن، والذي يضم في ثناياهُ مئات الآلاف من أصناف المخلوقات التي يحتاج كل منها إلى نوع خاص من الغذاء. والذي يمر على الفصول الأربعة فيأتي بالربيع كشاحنة محمولة بآلاف الأنواع من مختلف الأطعمة، فيأتي بها إلى الخلق المساكين الذين نَفَد قوتُهم في الشتاء. تلك هي الكرة الأرضية، والسفينة السُّبحانية التي تضم آلاف الأنواع من البضائع والأجهزة ومعلبات الغذاء. فهذا المخزن والحانوت الرباني، يُري -وِفْقَ مقاييس علم الإعاشة والتجارة الذي تقرأونه- صاحبَه ومالكَه ومتصرفَه بدرجة عظمة هذا المخزن، قياسا على ذلك المخزن المصنوع من قبل الإنسان، ويعرّفه لنا، ويحبّبه إلينا.
    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
    </div>


    ومثلا: لو أن جيشا عظيما يضم تحت لوائه أربعمائةَ ألفِ نوع من الشعوب والأمم، لكل جنس طعامه المستقل عن الآخر، وما يستعمله من سلاح يُغاير سلاحَ الآخر، وما يرتديه من ملابس تختلف عن ألبسة الآخر، ونمط تدريباته وتعليماته يُباين الآخر، ومدة عمله وفترة رُخَصِهِ هي غيرُ المدة للآخر.. فقائد هذا الجيش الذي يزوّدهم وحده بالأرزاق المختلفة، والأسلحة المتباينة، والألبسة المتغايرة، دون نسيان أي منها ولا التباس ولا حيرة، لهو قائد ذو خوارق بلا ريب؛


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فكما أن هذا المعسكر العجيب يرينا بداهة ذلك القائد الخارق، بل يحببه إلينا بكل تقدير وإعجاب؛ كذلك معسكر الأرض؛ ففي كل ربيع يجنّد مجددا جيشا سبحانيا عظيما مكونا من أربعمائة ألف نوع من شعوب النبـاتات وأمم الحيوانات، ويمنح لكل نوع ألبسته وأرزاقه وأسلحته وتدريبه ورخصه الخاصة به، من لدن قائد عظيم واحد أحد جل وعلا، بلا نسيان لأحد ولا اختلاط ولا تحير وفي منتهى الكمال وغاية الانتظام.. فهذا المعسكر الشاسع الواسع للربيع الممتد على سطح الأرض يُري -لأولي الألباب والبصائر- حاكمَ الأرض حسب العلوم العسكرية وربَّها ومدبرَها، وقائدَها الأقدس الأجلّ، ويعرّفه لهم، بدرجة كمال هذا المعسكر المهيب، ومدى عظمته، قياسا إلى ذلك المعسكر المذكور، بل يحبب مليكه سبحانه بالتحميد والتقديس والتسبيح.
    == Hüve Nüktesi ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: هَبْ أنّ ملايين المصابيح الكهربائية تتجول في مدينة عجيبة دون نَفَادٍ للوقود ولا انطفاء؛ ألا تُري -بإعجاب وتقدير- أنّ هناك مهندسا حاذقا، وكهربائيا بارعا لمصنع الكهرباء، ولتلك المصابيح؟..
    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمصابيح النجوم المتدلية من سقف قصر الأرض وهي أكبر من الكرة الأرضية نفسِها بألوف المرات حَسْبَ علمِ الفلك، وتسير أسرعَ من انطلاق القذيفة، من دون أن تخل بنظامها، أو تتصادم مع بعضها مطلقا ومن دون انطفاء، ولا نَفَاد وقودٍ وِفْقَ ما تقرأونه في علم الفلك.. هذه المصابيح تشير بأصابع من نور إلى قدرة خالقها غير المحدودة.
    اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ اَبَدًا دَائِمًا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فشمسنا مثلا وهي أكبر بمليون مرة من كرتنا الأرضية، وأقدم منها بمليون سنة، ما هي إلّا مصباح دائم، وموقد مستمر لدار ضيافة الرحمن.
    Çok aziz ve sıddık kardeşlerim!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فلأجل إدامة اتقادها واشتعالها وتسجيرها كل يوم يلزم وقودا بقدر بحار الأرض، وفحما بقدر جبالها، وحطبا بقدر أضعاف أضعاف حجم الأرض، ولكن الذي يشعلها -ويشعل جميع النجوم الأخرى أمثالها- بلا وقود ولا فحم ولا زيت ودون انطفاء ويسيّرها بسرعة عظيمة معا دون اصطدام، إنما هي قدرة لا نهاية لها وسلطنة عظيمة لا حدود لها.. فهذا الكون العظيم وما فيه من مصابيح مضيئة، وقناديل متدلية يبين بوضوح -وِفْقَ مقاييس علم الكهرباء الذي قرأتموه أو ستقرأونه- سلطان هذا المعرض العظيم والمهرجان الكبير، ويعرّف منوّره ومدبّره البديع وصانعه الجليل، بشهادة هذه النجوم المتلألئة، ويحببه إلى الجميع بالتحميد والتسبيح والتقديس بل يسوقهم إلى عبادته سبحانه.
    Kardeşlerim, لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ve قُل۟ هُوَ اللّٰهُ daki هُوَ lafzında, yalnız maddî cihette bir seyahat-i hayaliye-i fikriyede hava sahifesinin mütalaasıyla âni bir surette görünen bir zarif nükte-i tevhidde, meslek-i imaniyenin hadsiz derece kolay ve vücub derecesinde suhuletli bulunmasını ve şirk ve dalaletin mesleğinde hadsiz derecede müşkülatlı, mümteni binler muhal bulunduğunu müşahede ettim. Gayet kısa bir işaretle o geniş ve uzun nükteyi beyan edeceğim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا: لو كان هناك كتاب،كُتِبَ في كل سطر منه كتاب بخط دقيق وكُتِبَ في كل كلمة من كلماته سورة قرآنية، وكانت جميع مسائله ذات مغزى ومعنى عميق، وكلها يؤيد بعضها البعض، فهـذا الكتاب العجيب يُبيّنُ بلا شك مهارة كاتبه الفائقة، وقدرة مؤلفه الكاملة. أي إن مثل هذا الكتاب يعرّف كاتبه ومصنّفه تعريفا يضاهي وضوح النهار، ويبين كمـالَه وقـدرتَه، ويثير من الإعجاب والتقدير لدى الناظرين إليه ما لا يملكون معه إلّا ترديد: تبارك الله، سبحان الله، ما شاء الله!
    Evet, nasıl ki bir avuç toprak, yüzer çiçeklere nöbetle saksılık eden kabında eğer tabiata, esbaba havale edilse lâzım gelir ki ya o kapta küçük mikyasta yüzer, belki çiçekler adedince manevî makineler, fabrikalar bulunsun veyahut o parçacık topraktaki her bir zerre, bütün o ayrı ayrı çiçekleri, muhtelif hâsiyetleriyle ve hayattar cihazatıyla yapmalarını bilsin; âdeta bir ilah gibi hadsiz ilmi ve nihayetsiz iktidarı bulunsun.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    من كلمات الاستحسان والإعجاب؛ كذلك هذا الكتاب الكبير للكون الذي يُكتب في صحيفة واحدة منه، وهي سطح الأرض، ويُكتبُ في ملزمة واحدة منه، وهي الربيع، ثلثمائة ألف نوع من الكتب المختلفة، وهي طوائف الحيوانات وأجناس النباتات، كل منها بمثابة كتاب.. يُكتب كل ذلك معا ومتداخلا بعضها ببعض بلا اختلاط ولا خطأ ولا نسيان، وفي منتهى الانتظام والكمال بل يُكتب في كل كلمة منه كالشجرة، قصيدة كاملة رائعة، وفي كل نقطة منه كالبذرة، فهرسُ كتابٍ كامل. فكما أنّ هذا مشاهد وماثل أمامنا، ويُرينا بالتأكيد أن وراءه قلما سيالا يسطّر، فلكم إذن أن تقدروا مدى دلالة كتاب الكون الكبير العظيم الذي في كل كلمة منه معان جمة وحِكَم شتى، ومدى دلالة هذا القرآن الأكبر المجسم وهو العالم، على بارئه سبحانه وعلى كاتبه جل وعلا، قياسا إلى ذلك الكتاب المذكور في المثال. وذلك بمقتضى ما تقرأونه من علم حكمة الأشياء أو فن القراءة والكتابة، وتناوله بمقياس أكبر، وبالنظرة الواسعة إلى هذا الكون الكبير. بل تفهمون كيف يعرّف الخالقَ العظيم بـ«الله أكبر» وكيف يعلّم التقديس بـ«سبحان الله» وكيف يحبّب الله سبحانه إلينا بثناء «الحمد لله».
    Aynen öyle de emir ve iradenin bir arşı olan havanın, rüzgârın her bir parçası ve bir nefes ve tırnak kadar olan هُوَ lafzındaki havada; küçücük mikyasta, bütün dünyada mevcud telefonların, telgrafların, radyoların ve hadsiz ve muhtelif konuşmaların merkezleri, santralları, âhize ve nâkileleri bulunsun ve o hadsiz işleri beraber ve bir anda yapabilsin. Veyahut o هُوَ deki havanın belki unsur-u havanın her bir parçasının her bir zerresi, bütün telefoncular ve ayrı ayrı umum telgrafçılar ve radyo ile konuşanlar kadar manevî şahsiyetleri ve kabiliyetleri bulunsun ve onların umum dillerini bilsin ve aynı zamanda başka zerrelere de bildirsin, neşretsin. Çünkü bilfiil o vaziyet kısmen görünüyor ve havanın bütün eczasında o kabiliyet var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا فإن كل علم من العلوم العديدة جدا، يدل على خالق الكون ذي الجلال -قياسا على ما سبق- ويعرّفه لنا سبحانه بأسمائه الحسنى، ويعلّمه إيانا بصفاته الجليلة وكمالاته. وذلك بما يملك من مقاييس واسعة، ومرايا خاصة، وعيون حادة باصرة، ونظرات ذات عبرة.
    İşte ehl-i küfrün ve tabiiyyun ve maddiyyunların mesleklerinde değil bir muhal, belki zerreler adedince muhaller ve imtinalar ve müşkülatlar aşikâre görünüyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقلت لأولئك الطلبة الشباب: إن حكمة تكرار القرآن الكريم من: ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ  ﴾ و ﴿ رَبُّ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ إنما هي لأجل الإرشاد إلى هذه الحقيقة المذكورة، وتلقين البرهان الباهر للتوحيد، ولأجل تعريفنا بخالقنا العظيم سبحانه.
    Eğer Sâni’-i Zülcelal’e verilse hava bütün zerratıyla onun emirber neferi olur. Bir tek zerrenin muntazam bir tek vazifesi kadar kolayca, hadsiz küllî vazifelerini Hâlık’ının izniyle ve kuvvetiyle ve Hâlık’a intisap ve istinad ile ve Sâni’inin cilve-i kudreti ile bir anda şimşek süratinde ve هُوَ telaffuzu ve havanın temevvücü suhuletinde yapılır. Yani, kalem-i kudretin hadsiz ve hârika ve muntazam yazılarına bir sahife olur ve zerreleri, o kalemin uçları ve zerrelerin vazifeleri dahi kalem-i kaderin noktaları bulunur. Bir tek zerrenin hareketi derecesinde kolay çalışır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فقالوا: شكرا لربنا الخالق بغير حد، على هذا الدرس الذي هو الحقيقة السامية عينُها، فجزاك الله عنا خير الجزاء ورضي عنك.
    İşte ben لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ve قُل۟ هُوَ اللّٰهُ daki hareket-i fikriye ile seyahatimde hava âlemini temaşa ve o unsurun sahifesini mütalaa ederken bu mücmel hakikati, tam vâzıh ve mufassal aynelyakîn müşahede ettim. Ve هُوَ nin lafzında, havasında böyle parlak bir bürhan ve bir lem’a-yı vâhidiyet bulunduğu gibi manasında ve işaretinde gayet nurani bir cilve-i ehadiyet ve çok kuvvetli bir hüccet-i tevhid ve هُوَ zamirinin mutlak ve mübhem işareti hangi zata bakıyor işaretine bir karine-i taayyün o hüccette bulunması içindir ki hem Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan hem ehl-i zikir makam-ı tevhidde bu kudsî kelimeyi çok tekrar ederler diye ilmelyakîn ile bildim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    قلت: إن الإنسان ماكنة حيوية، يتألم بآلاف الأنواع من الآلام، ويتلذذ بآلاف الأنواع من اللذائذ، ومع أنه في منتهى العجز، فان له من الأعداء ما لا يحد سواء الماديين أو المعنويين، ومع أنه في غاية الفقر فان له رغبات باطنة وظاهرة لا تحصر؛ فهو مخلوق مسكين يتجرّع آلام صفعات الزوال والفراق باستمرار.. فرغم كل هذا، فإنه يجد بانتسابه إلى السلطان ذي الجلال بالإيمان والعبودية، مستندا قويا، ومرتكزا عظيما يحتمي إليه في دفع أعدائه كافة، ويجد فيه كذلك مدار استمداد يستغيث به لقضاء حاجاته وتلبية رغباته وآماله كافة، فكما ينتسب كل إلى سيده ويفخر بشرف انتسابه إليه، ويعتز بمكانة منـزلته لديه، كذلك فإن انتساب الإنسان بالإيمان إلى القدير الذي لا نهاية لقدرته، وإلى السلطان الرحيم ذي الرحمة الواسعة، ودخوله في عبوديته، بالطاعة والشكران، يبدّل الأجلَ والموتَ من الإعدام الأبدي إلى تذكرة مرور ورخصة إلى العالم الباقي!. فلكم أن تقدّروا كم يكون هذا الإنسان متلذذا بحلاوة العبودية بين يدي سيده، وممتنا بالإيمان الذي يجده في قلبه، وسعيدا بأنوار الإسلام، ومفتخرا بسيّده القدير الرحيم شاكرا له نعمة الإيمان والإسلام.
    Evet mesela, bir nokta beyaz kâğıtta, iki üç nokta konulsa karıştığı ve bir adam, muhtelif çok vazifeleri beraber yapmasıyla şaşıracağı ve bir küçük zîhayata, çok yükler yüklenmesiyle altında ezildiği ve bir lisan ve bir kulak, aynı anda müteaddid kelimelerin beraber çıkması ve girmesi intizamını bozup karışacağı halde; aynelyakîn gördüm ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلما قلت ذلك لإخواني الطلبة، أقول كذلك للمسجونين:
    هُوَ nin anahtarı ile ve pusulasıyla fikren seyahat ettiğim hava unsurunda, her bir parçası hattâ her bir zerresi içine muhtelif binler noktalar, harfler, kelimeler konulduğu veya konulabileceği halde, karışmadığını ve intizamını bozmadığını hem ayrı ayrı pek çok vazifeler yaptığı halde, hiç şaşırmadan yapıldığını ve o parçaya ve zerreye pek çok ağır yükler yüklendiği halde hiç zaaf göstermeyerek, geri kalmayarak intizam ile taşıdığını hem binler ayrı ayrı kelime, ayrı ayrı tarzda, manada o küçücük kulak ve lisanlara kemal-i intizamla gelip çıkıp, hiç karışmayarak bozulmayarak o küçücük kulaklara girip, o gayet incecik lisanlardan çıktığı ve o her zerre ve her parçacık, bu acib vazifeleri görmekle beraber kemal-i serbestiyet ile cezbedarane hal dili ile ve mezkûr hakikatin şehadeti ve lisanıyla لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ve قُل۟ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ deyip gezer ve fırtınaların ve şimşek ve berk ve gök gürültüsü gibi havayı çarpıştırıcı dalgalar içerisinde intizamını ve vazifelerini hiç bozmuyor ve şaşırmıyor ve bir iş diğer bir işe mani olmuyor. Ben aynelyakîn müşahede ettim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن مَن عرف الله وأطاعه سعيد ولو كان في غياهب السجن، ومَن غَفَلَ عنه ونَسِيَه شقي ولو كان في قصور مشيَّدة. فلقد صرخ مظلوم ذات يوم بوجه الظالمين وهو يعتلي منصة الإعدام فرحا جذلا وقائلا:
    Demek, ya her bir zerre ve her bir parça havada nihayetsiz bir hikmet ve nihayetsiz bir ilmi, iradesi ve nihayetsiz bir kuvveti, kudreti ve bütün zerrata hâkim-i mutlak bir hâssaları bulunmak lâzımdır ki bu işlere medar olabilsin. Bu ise zerreler adedince muhal ve bâtıldır. Hiçbir şeytan dahi bunu hatıra getiremez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنني لا أنتهي إلى الفناء ولا أعدمُ، بل أسرّحُ من سجن الدنيا طليقا إلى السعادة الأبدية، ولكني أراكم أنتم محكومين عليكم بالإعدام الأبدي لما ترون الموت فناءً وعدما. فأنا إذن قد ثأرت لنفسي منكم. فَسلّم روحَه وهو قرير العين يردد: لا إله إلّا الله.
    Öyle ise bu sahife-i havanın hakkalyakîn, aynelyakîn, ilmelyakîn derecesinde bedahetle Zat-ı Zülcelal’in hadsiz gayr-ı mütenahî ilmi ve hikmetle çalıştırdığı kalem-i kudret ve kaderin mütebeddil sahifesi ve bir levh-i mahfuzun âlem-i tagayyürde ve mütebeddil şuunatında bir “levh-i mahv ispat” namında yazar bozar tahtası hükmündedir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ
    İşte hava unsurunun yalnız nakl-i asvat vazifesinde mezkûr cilve-i vahdaniyeti ve mezkûr acayibi gösterdiği ve dalaletin hadsiz muhaliyetini izhar ettiği gibi unsur-u havaînin sair ehemmiyetli vazifelerinden biri de elektrik, cazibe, dâfia, ziya gibi sair letaifin naklinde şaşırmadan muntazaman, asvat naklindeki vazifeyi gördüğü aynı zamanda, bu vazifeleri dahi gördüğü aynı zamanında, bütün nebatat ve hayvanata teneffüs ve telkîh gibi hayata lüzumu bulunan levazımatı kemal-i intizam ile yetiştiriyor. Emir ve irade-i İlahiyenin bir arşı olduğunu kat’î bir surette ispat ediyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    Ve serseri tesadüf ve kör kuvvet ve sağır tabiat ve karışık, hedefsiz esbab ve âciz, camid, cahil maddeler bu sahife-i havaiyenin kitabetine ve vazifelerine karışması hiçbir cihetle ihtimal ve imkânı bulunmadığını aynelyakîn derecesinde ispat ettiğini kat’î kanaat getirdim. Ve her bir zerre ve her bir parça lisan-ı hal ile لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ve قُل۟ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ dediklerini bildim. Ve bu هُوَ anahtarı ile havanın maddî cihetindeki bu acayibi gördüğüm gibi hava unsuru da bir هُوَ olarak âlem-i misal ve âlem-i manaya bir anahtar oldu.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <span id="Hüve_Nüktesi"></span>
    Mütebâkisi şimdilik yazdırılmadı.
    == نكتة توحيدية في لفظ «هو» ==
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِاسْمِهِ سُبْحَانَهُ
    Umuma binler selâm…
     
    </div>
    وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاَّ يُسَبِـّحُ بِحَمْدِهِ
     
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما
     
    إخوتي الأعزاء الأوفياء!
     
    لقد شاهدتُ -مشاهدةً آنية- خلال سياحة فكرية خيالية، لدى مطالعة صحيفة الهواء من حيث جهته المادية فقط، نكتةً توحيدية ظريفة تولدت من لفظ «هو» الموجود في ﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ﴾  وفي  ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ﴾ ورأيت فيها أن سبيلَ الإيمان سهل ويسير إلى حد الوجوب بينما سبيلُ الشرك والضلالة فيه من المحالات والمعضلات إلى حد الامتناع.
     
    سأبين بإشارة في منتهى الاختصار تلك النكتة الظريفة الواسعة الطويلة: نعم، إن حفنة من تراب، يمكن أن تكون موضعَ استنبات مئات من النباتات المزهرة إن وضعتْ فيها متعاقبةً. فإن أحيل هذا الأمر إلى الطبيعة والأسباب يلزم؛ إما أن تكون في تلك الحفنة من التراب مئات من المصانع المصغرة المعنوية، بل بعدد الأزهار... أو أن كلَّ ذرة من ذرات تلك الحفنة من التراب تعلم بناء تلك الأزهار المتنوعة وتركيبها بخصائصها المتنوعة وأجهزتها الحيوية، أي لها علم محيط وقدرة مطلقة بما يشبه علم الإله وقدرته!!.
     
    وكذلك الهواء الذي هو عرش من عروش الأمر والإرادة الإلهية، فلكلِّ جزء منه، من نسيم وريح، بل حتى للهواء الموجود في جزء من نَفَس الإنسان الضَئيل عندما ينطق كلمة «هو» وظائف لا تعد ولا تحصى.
     
    فلو أسندت هذه الوظائف إلى الطبيعة والمصادفة والأسباب؛ فإما أنه (أي الهواء) يحمل بمقياس مصغر مراكزَ بث واستقبال لجميع ما في العالم من أصوات ومكالمات في التلغراف والتلفون والراديو مع ما لا يحد من أنواع الأصوات للكلام والمحادثات، وأن يكون له القدرة على القيام بتلك الـوظـائف جميـعِها في وقت واحد.. أو أن ذلك الجزءَ من الهواء الموجود في كلمة «هو»، وكلَّ جزء من أجزائه وكل ذرة من ذراته، لها شخصيات معنوية، وقابليات بعدد كل مَن يتكلم بالتلفونات وجميع مَن يبث من البرقيات المتنوعة وجميع مَن يذيع كلاما من الراديوات، وأن تعلم لغاتهم ولهجاتهم جميعا، وتعلّمه في الوقت نفسه إلى الذرات الأخرى، وتنشره وتبثه. حيث إن قسما من ذلك الوضع مشهود أمامنا، وأن أجزاء الهواء كلها تحمل تلك القابلية..
     
    إذن فليس هناك محال واحد في طريق الكفر من الماديين الطبيعيين بل محالات واضحة جلية ومعضلات وإشكالات بعدد ذرات الهواء.
     
    ولكن إن أسند الأمر إلى الصانع الجليل، فإن الهواء يصبح بجميع ذراته جنديا مستعدا لتلقي الأوامر. فعندئذٍ تقوم ذراتُه بأداء وظائفها الكلية المتنوعة والتي لا تحد بإذن خالقها وبقوته وبانتسابها واستنادها إليه سبحانه، وبتجلي قدرة صانعها تجليا آنيا -بسرعة البرق- وبسهولة قيام ذرة واحدة بوظيفة من وظائفها وبيُسر تلفظ كلمة «هو» وتموج الهواء فيها. أي يكون الهواءُ صحيفةً واسعة للكتابات المنسقة البديعة التي لا تحصر لقلم القدرة الإلهية، وتكون ذراتُه بدايات ذلك القلم، وتصبح وظائف الذرات كذلك نقاط قلم القَدَر، لذا يكون الأمر سهلا كسهولة حركة ذرة واحدة.
     
    رأيت هذه الحقيقة بوضوح تام وبتفصيل كامل وبعين اليقين عندما كنت أشاهد عالم الهواء وأطالع صحـيفـته فـي سيـاحتي الفـكرية وتأمـلي في ﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ﴾ و ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ﴾ وعلمت بعلم اليقين أن في الهواء الموجود في لفظ «هو» برهانا ساطعا للوحدانية مثلما أن في معناه وفي إشارته تجليا للأحدية في غاية النورانية وحجة توحيدية في غاية القوة، حيث فيها قرينةُ الإشارة المطلقة المبهمة لضمير «هو» أي إلى مَن يعود؟ فعرفت عندئذٍ لماذا يكرر القرآنُ الكريم وأهلُ الذكر هذه الكلمة عند مقام التوحيد.
     
    نعم، لو أراد شخص أن يضع نقطة معينة -مثلا- على ورقة بيضاء في مكان معين، فإن الأمر سهل، ولكن لو طُلب منه وضع نقاط عدة في مواضع عدة في آن واحد فالأمر يستشكل عليه ويختلط. كذلك يرزح كائن صغير تحت ثقل قيامه بعدة وظائف في وقت واحد. لذا فالمفروض أن يختلط النظام ويتبعثر عند خروج كلمات كثيرة في وقت واحد من الفم ودخولها الأذن معا..
     
    ولكني شاهدتُ بعين اليقين، وبدلالة لفظ «هو» هذا الذي أصبح مفتاحا وبمثابة بوصلة، أن نقاطا مختلفة تعد بالألوف وحروفا وكلماتٍ توضع -أو يمكن أن توضع- على كل جزء من أجزاء الهواء الذي أسيح فيه فكرا بل يمكن أن توضع كلها على عاتق ذرة واحدة من دون أن يحدث اختلاط أو تشابك أو ينفسخ النظام، علما أن تلك الذرة تقوم بوظائف أخرى كثيرة جدا في الوقت نفسه، فلا يلتبس عليها شيء، وتحمل أثقالا هائلة جدا من دون أن تبدي ضعفا أو تكاسلا، فلا نراها قاصرةً عن أداء وظائفها المتنوعة واحتفاظها بالنظام؛ إذ ترد إلى تلك الذرات ألوفُ الألوف من الكلمات المختلفة في أنماط مختلفة وأصوات مختلفة، وتخرج منها أيضا في غاية النظام مثلما دخلت، دون اختلاط أو امتزاج ودون أن يفسد إحداها الأخرى. فكأن تلك الذرات تملك آذانا صاغية صغيرة على قدّها، وألسنةً دقيقة تناسبها فتدخل تلك الكلمات تلك الآذان وتخرج من ألسنتها الصغيرة تلك.. فمع كل هذه الأمور العجيبة فإن كل ذرة -وكل جزء من الهواء- تتجول بحرية تامـة ذاكرةً خالقَها بلسان الحال وفي نشوة الجذب والوجد قائلة: ﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ﴾  و  ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ﴾ بلسان الحقيقة المذكورة آنفا وشهادتها.
     
    وحينما تحدث العواصفُ القوية وتدوّي أهازيجُ الرعد، ويتلمع الفضاءُ بسنا البرق، يتحول الهواء إلى أمواج ضخمة متلاطمة، بيد أن الذرات لا تفقد نظامها ولا تتعثر في أداء وظائفها فلا يمنعها شغل عن شغل... هكذا شاهدت هذه الحقيقة بعين اليقين. إذن، فإما أن تكون كلُّ ذرة -وكل جزء من الهواء- صاحبةَ علم مطلق وحكمة مطلقة وإرادة مطلقة وقوة مطلقة وقدرة مطلقة وهيمنة كاملة على جميع الذرات.. كي تتمكن من القيام بأداء هذه الوظائف المتنوعة على وجهها.. وما هذا إلّا محالات ومحالات بعدد الذرات وباطل بطلانا مطلقا. بل حتى لا يذكره أي شيطان كان..
     
    لذا فإن البداهة تقتضي -بل هو بحق اليقين وعين اليقين وعلم اليقين- أن صحيفة الهواء هذه إنما هي صحيفة متبدلة يكتب الخالقُ فيها بعلمه المطلق ما يشاء بقلم قُدرته وقَدَره الذي يحركه بحكمته المطلقة، وهي بمثابة لوحة محوٍ وإثبات في عالم التغيّر والتّبدل للشؤون المسطّرة في اللوح المحفوظ.
     
    فكما أن الهواء يدل على تجلي الوحدانية بهذه الأمور العجيبة المذكورة آنفا، وذلك لدى أداء وظيفة واحدة من وظائفها وهي نقل الأصوات، ويبين في الوقت نفسه بيانا واضحا محالات الضلالة التي لا تحصر، كذلك فهو يقوم بوظائف في غاية الأهمية وفي غاية النظام ومن دون اختلاط أو تشابك أو التباس كنقل المواد اللطيفة مثل الكهرباء والجاذبية والدافعة والضوء.. وفي الوقت نفسه يدخل إلى مداخل النباتات والحيوانات بالتنفس مؤديا هناك مهماته الحياتية بإتقان، وفي الوقت عينه يقوم بنقل حبوب اللقاح -أي وظيفة تلقيح النباتات- وهكذا أمثال هذه الوظائف الأساسية لإدامة الحياة؛ مما يثبت يقينا أن الهواء عرش عظيم يأتمر بالأمر الإلهي وإرادته الجليلة. ويثبت أيضا بعين اليقين أن لا احتمالَ قطعا لتدخل المصادفة العشواء والأسباب السائبة التائهة والمواد العاجزة الجامدة الجاهلة في الكتابة البديعة لهذه الصحيفة الهوائية وفي أداء وظائفها الدقيقة. فاقتنعْتُ بهذا قناعة تامة بعين اليقين وعرفتُ أن كل ذرة وكل جزء من الهواء تقول بلسان حالها: ﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ﴾  و  ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ﴾.
     
    ومثلما شاهدت هذه الأمور العجيبة في الجهة المادية من الهواء بهذا المفتاح، (أعني مفتاح «هو») فعنصر الهواء برمته أصبح أيضا كلفظ «هو» مفتاحا لعالم المثال وعالم المعنى؛ إذ قد علمتُ أن عالم المثال كآلة تصوير عظيمة جدا تلتقط صورا لا تعد ولا تحصى للحوادث الجارية في الدنيا، تلتقطها في آن واحد بلا اختلاط ولا التباس حتى غدا هذا العالم يضم مشاهد عظيمة وواسعة أخروية تسع ألوف ألوف الدُنى تعرض أوضاع حالات فانية لموجودات فانية وتظهر ثمار حياتها العابرة في مشاهد ولوحات خالدة تعرض أمام أصحاب الجنة والسعادة الأبدية في معارض سرمدية مذكّرةً إياهم بحوادث الدنيا وذكرياتهم الجميلة الماضية فيها.
     
    فالحجة القاطعة على وجود اللوح المحفوظ وعالم المثال ونموذجها المصغر هو ما في رأس الإنسان من قوة حافظة وما يملك من قوة خيال، فمع أنهما لا تشغلان حجم حبة من خردل إلّا أنهما تقومان بوظائفهما على أتم وجه بلا اختلاط ولا التباس وفي انتظام كامل وإتقان تام، حتى كأنهما يحتفظان بمكتبة ضخمة جدا من المعلومات والوثائق. مما يثبت لنا أن تينك القوتين نموذجان للوح المحفوظ وعالم المثال.
     
    وهكذا لقد عُلم بعلم اليقين القاطع أن الهواء والماء ولا سيما سائل النطف، واللذان يفوقان الترابَ في الدلالة على الله -الذي أوردناه في مستهل البحث- صحيفتان واسعتان يكتب فيهما قلمُ القدَر والحكمة كتابة حكيمة بليغة، ويجريان فيهما الإرادة وقلم القدر والقدرة. وان مداخلة المصادفة العشواء والقوة العمياء والطبيعة الصماء والأسباب التائهة الجامدة في تلك الكتابة الحكيمة محال في مائة محال وغير ممكن قطعا.
     
    ألف ألف تحية وسلام إلى الجميع.




    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ------
    ------
    <center> [[On İkinci Söz]] | [[Sözler]] | [[On Dördüncü Söz]] </center>
    <center>[[On_İkinci_Söz/ar|الكلمة الثانية عشرة]] | [[Sözler/ar|الكلمات]] | [[On_Dördüncü_Söz/ar|الكلمة الرابعة عشرة]] </center>
    ------
    ------
    </div>

    12.10, 7 Mayıs 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli

    Diğer diller:

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْاٰنِ مَا هُوَ شِفَٓاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِن۪ينَ ﴾ (الإسراء:٨٢) ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغ۪ي لَهُ ﴾ (يس:٦٩)

    إذا أردتَ أن تعقد موازنة ومقارنة بين حكمة القرآن الحكيم والعلوم الفلسفية، وأردتَ أن تعرف ما يمكن أن يُستخلص من كل منهما من دروس العبرة والعظة، ورمتَ أن تلمس ما ينطويان عليه من علوم.. فأمعنِ النظرَ وتأملْ فيما يأتي:

    إن القرآن الكريم، ببياناته القوية النافذة، إنما يمزّق غطاء الإلفة وستار العادة الملقى على موجودات الكون قاطبة، والتي لا تُذكر إلّا كأنها عادية مألوفة مع أنها خوارق قدرةٍ بديعة ومعجزاتها العظيمة. فيكشف القرآن بتمزيقه ذلك الغطاء حقائقَ عجيبةً لذوي الشعور، ويُلفت أنظارهم إلى ما فيها من دروس بليغة للاعتبار والعظة، فاتحا كنـزا لا يَفْنَى للعلوم أمام العقول.

    أما حكمة الفلسفة، فهي تخفي جميعَ معجزات القدرة الإلهية وتسترها تحت غطاء الإلفة والعادة، فتجاوزها دون اكتراث. بل تتجاهلها دون مُبالاة، فلا تَعْرِضُ أمام أنظار ذوي الشعور إلّا أفرادا نادرة شذّتْ عن تناسق الخلقة، وتردّتْ عن كمال الفطرة السليمة مدّعيةً أنها نماذج حكمةٍ ذات عبرة.

    فمثلا: إن الإنسان السويَّ الذي هو في أحسن تقويم جامعٍ لمعجزات القدرة الإلهية، تنظر إليه حكمةُ الفلسفة نظرها إلى شيء عادي مألوف، بينما تلفت الأنظار إلى ذلك الإنسان المشوّه الذي شذّ عن كمال الخلقة، كأن يكون له ثلاثة أرجل أو رأسانِ مثلا، فتثيرُ حوله نظرَ العبرة والاستغراب.

    ومثلا: إن إعاشة جميع الصغار من خزائن الغيب إعاشةً في منتهى الانتظام التي تمثل ألطف معجزة من معجزات رحمته تعالى وأعمّها في الوجود، تنظر إليها حكمة الفلسفة أنها أمر مألوف عادي، فتسترها بستار الكفران، بينما تلفت الأنظار إلى إعاشة حشرة شذَّتْ عن النظام وَنأتْ عن طائفتها وظلت وحيدة في الغربة فريدةً في أعماق البحر، فبدأت تقتاتُ على ورق نبات أخضرَ هناك حتى إنها لتثير أشجان الصيادين لما يتجلَّى منها من لطف وكرم بل وتدفعهم إلى البكاء والحزن. ([1])

    فشاهدْ في ضوء هذه الأمثلة ثروةَ القرآن الطائلةَ وغناه الواسع في معرفة الله في ميدان العلم والحكمة.. وإفلاسَ الفلسفة وفقرَها المدقع في دروس العبرة والعلم بمعرفة الصانع الجليل.

    ولأجل هذا السر فالقرآن الكريم الذي هو جامع لحقائق باهرة ساطعة لا نهاية لها، مستغنٍ عن خيالات الشعر.. وثمةَ سبب آخر لتَنـزُّه القرآنِ عن الشعر هو أن القرآن مع أنه في أتم نظام خارق وأكمل انتظام معجز ويفسّر -بأساليبه المنتظمة- تناسقَ الصنعة الإلهية في الكون نراه غير منظوم، فكل آية من نجوم آياته لا تتقيد بنظام الوزن، لذا تصبح كأنها مركز لأكثر الآيات وشقيقتها.

    إذ تمثل خيوط العلاقة بين الآيات المترابطة في المعنى دائرة واسعة. فكأن كلَّ آيةٍ حرةٍ -غير مقيدة بنظام الوزن- تملك عيونا باصرة إلى أكثر الآيات، ووجوها متوجهة إليها. ومن هذا نجد في القرآن الكريم آلافا من القرائين حتى إنه يَهَبُ لكل ذي مشرب قرآنا منه. فسورة الإخلاص -مثلا- تشتمل على خزينة عظيمة لعلم التوحيد، تضم ستا وثلاثين سورة إخلاصٍ، تتكون من تراكيب جملها السّتِ ذات العلاقات المترابطة بعضها ببعض، كما وضّح ذلك في الكلمة الخامسة والعشرين. نعم، إن عدم الانتظام الظاهر في نجوم السماء، يجعل كل نجم منها غيرَ مقيد وكأنها مركز لأكثر النجوم ضمن دائرة محيطها؛ فتمد خيوط العلاقات وخطوط الأواصر إلى كل منها إشارة إلى العلاقات الخفية فيما بين الموجودات قاطبة. وكأن كل نجم -كنجوم الآيات الكريمة- يملك عيونا باصرة إلى النجوم كافةً ووجوها متوجهة إليها جميعا .

    فَشَاهِدْ كمالَ الانتظام في عدم الانتظام. واعتبر!

    واعتبر! واعلم من هذا سرا من أسرار الآية الكريمة ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغ۪ي لَهُ ﴾ (يس:٦٩).

    واعلم أيضا حكمةً أخرى لـ ﴿ وَمَا يَنْبَغ۪ي لَهُ ﴾ مما يأتي: إن شأن الشعر هو تجميل الحقائق الصغيرة الخامدة، وتزيينها بالخيال البراق، وجعلها مقبولة تجلب الإعجاب.. بينما حقائق القرآن من العظمة والسمو والجاذبية بحيث تبقى أعظم الخيالات وأسطعها قاصرة دونها، وخافتة أمامها. فمثلا: قوله تعالى ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَٓاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ (الأنبياء:١٠٤) ﴿ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَث۪يثًا ﴾ (الأعراف:٥٤) ﴿ اِنْ كَانَتْ اِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَاِذَا هُمْ جَم۪يعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴾ (يـس:٥٣). وأمثالها من الحقائق التي لا حدّ لها في القرآن الكريم شاهدات على ذلك.

    إذا شئت أن تشاهد وتتذوق كيف تنشر كلُّ آية من القرآن الكريم نورَ إعجازها وهدايتها وتبدّد ظلماتِ الكفر كالنجم الثاقب؛ تصوَّر نفسَك في ذلك العصر الجاهلي وفي صحراء تلك البداوة والجهل. فبينا تجد كل شيء قد أسدل عليه ستار الغفلة وغشيه ظلام الجهل ولفّ بغلاف الجمود والطبيعة، إذا بك تشاهد وقد دبّت الحياة في تلك الموجودات الهامدة أو الميتة في أذهان السامعين فتنهض مسبّحةً ذاكرةً الله بصدى قوله تعالى: ﴿ يُسَبِّحُ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَمَا فِي الْاَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَز۪يزِ الْحَك۪يمِ ﴾ (الجمعة:١) وما شابهها من الآيات الجليلة. ثم إن وجه السماء المظلمة التي تستعر فيها نجوم جامدة، تتحول في نظر السامعين، بصدى قوله تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ ﴾ (الإسراء:٤٤) إلى فمٍ ذاكرٍ لله، كل نجم يرسل شعاع الحقيقة ويبث حكمة حكيمة بليغة. وكذا وجهُ الأرض التي تضم المخلوقات الضعيفة العاجزة تتحول بذلك الصدى السماوي إلى رأس عظيم، والبر والبحر لسانين يلهجان بالتسبيح والتقديس وجميع النباتات والحيوانات كلمات ذاكرة مسبّحة؛ حتى لكأن الأرض كلها تنبض بالحياة. وهكذا بانتقالك الشعوري إلى ذلك العصر تتذوق دقائق الإعجاز في تلك الآية الكريمة. وبخلاف ذلك تُحرَم من تذوق تلك الدقائق اللطيفة في الآية الكريمة.

    نعم، إنك إذا نظرت إلى الآيات الكريمة من خلال وضعك الحاضر الذي استنار بنور القرآن منذ ذلك العصر حتى غدا معروفا، وإضاءته سائر العلوم الإسلامية، حتى وضحت بشمس القرآن. أي إذا نظرت إلى الآيات من خلال ستار الإلفة، فإنك بلا شك لا ترى رؤية حقيقية مدى الجمال المعجز في كل آية، وكيف أنها تبدد الظلمات الدامسة بنورها الوهاج. ومن بعد ذلك لا تتذوق وجه إعجاز القرآن من بين وجوهه الكثيرة.

    وإذا أردت مشاهدة أعظم درجة لأعجاز القرآن الكثيرة، فاستمع إلى هذا المثال وتأمل فيه:

    لنفرض شجرة عجيبة في منتهى العلو والغرابة وفي غاية الانتشار والسعة؛ قد أسدل عليها غطاء الغيب، فاستترت طيَّ طبقات الغيب. فمن المعلوم أن هناك توازنا وتناسبا وعلاقاتِ ارتباط بين أغصان الشجرة وثمراتها وأوراقها وأزاهيرها -كما هو موجود بين أعضاء جسم الإنسان- فكل جزء من أجزائها يأخذ شكلا معينا وصورة معينة حسب ماهية تلك الشجرة. فإذا قام أحد -من قِبل تلك الشجرة التي لم تُشاهَد قط ولا تُشاهد- وَرَسَمَ على شاشةٍ صورةً لكل عضو من أعضاء تلك الشجرة، وحدّ له، بأن وضع خطوطا تمثل العلاقات بين أغصانها وثمراتها وأوراقها، وملأ ما بين مبدئها ومنتهاها -البعيدين عن بعضهما بما لا يحد- بصورٍ وخطوط تمثل أشكال أعضائها تماما وتبرز صورها كاملة.. فلا يبقى أدنى شك في أن ذلك الرسام يشاهد تلك الشجرة الغيبية بنظره المطّلع على الغيب ويحيط به علما، ومن بعد ذلك يصوّرها.

    فالقرآن المبين -كهذا المثال- أيضا فان بياناته المعجزة التي تخص حقيقة الموجودات «تلك الحقيقة التي تعود إلى شجرة الخلق الممتدة من بَدءِ الدنيا إلى نهاية الآخرة والمنتشرة من الفرش إلى العرش ومن الذرات إلى الشموس» قد حافظت -تلك البيانات الفرقانية- على الموازنة والتناسب وأعطتْ لكل عضو من الأعضاء ولكل ثمرة من الثمرات صورة تليق بها بحيث خَلُص العلماء المحققون -لدى إجراء تحقيقاتهم وأبحاثهم- إلى الانبهار والانشداه قائلين: ما شاء الله.. بارك الله. إن الذي يحل طلسم الكون ويكشف معمّى الخلق إنما هو أنت وحدك أيها القرآن الحكيم!

    فلنمثل -ولله المثل الأعلى- الأسماء الإلهية وصفاتها الجليـلة والشؤون الربانية وأفعالها الحكيمة كأنها شجرة طوبى من نور تمتد دائرة عظمتها من الأزل إلى الأبد، وتسع حدود كبريائها الفضاء المطلق غير المحدود وتحيط به. ويمتد مدى إجراءاتها من حدود ﴿ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوٰى ﴾ (الأنعام:٩٥) ﴿ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه۪ ﴾ (الأنفال:٢٤) ﴿ هُوَ الَّذ۪ي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْاَرْحَامِ كَيْفَ يَشَٓاءُ ﴾(آل عمران:٦) إلى ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ﴾ (هود:٧) وإلى ﴿ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر:٦٧) ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾. فنرى أن القرآن الكريم يبين تلك الحقيقة النورانية بجميع فروعها وأغصانها وبجميع غاياتها وثمراتها بيانا في منتهى التوافق والانسجام بحيث لا تعيق حقيقة حقيقةً أخرى ولا يفسد حكمُ حقيقةٍ حُكْما لأخرى، ولا تستوحش حقيقة من غيرها. وعلى هذه الصورة المتجانسة المتناسقة بيّنَ القرآن الكريم حقائق الأسماء الإلهية والصفات الجليلة والشؤون الربانية والأفعال الحكيمة بيانا معجزا بحيث جعل جميع أهل الكشف والحقيقة وجميع أولي المعرفة والحكمة الذين يجولون في عالم الملكوت، يصدّقونه قائلين أمام جمال بيانه المعجز والإعجابُ يغمرهم: «سبحان الله! ما أصوبَ هذا! وما أكثرَ انسجامه وتوافقه وتطابقه مع الحقيقة وما أجمله وأليقه»

    فلو أخَذنا مثلا أركانَ الإيمانِ السِّتةَ التي تتوجّه إلى جميعِ دائرةِ الإمكان ودائرةِ الوُجوبِ، والتي تُعَدُّ غُصنًا من تِلكُما الشَّجَرتَين العَظِيمَتَين، يُصوِّرُها القرآنُ الكريمُ بجميعِ فُروعِها وأغصانِها وثَمَراتِها وأزاهِيرِها مُراعِيًا في تَصوِيرِه انسِجامًا بديعًا بين ثَمَراتِها وأزاهيرِها، مُعرِّفًا طَرزَ التناسُبِ في مُنتهَى التّوازُنِ والاتِّساقِ، بحيثُ يجعلُ عَقلَ الإنسانِ عاجِزًا عن إدراك أبعادِه ومَبهُوتًا أمامَ حُسنِ جَمالِه.

    ثم إنَّ الإسلامَ الذي هو فَرعٌ من غُصنِ الإيمانِ، أبدَعَ القرآنُ الكريمُ وأتَى بالرّائعِ المُعجِبِ في تَصويرِ أَدقِّ فُروعِ أركانِه الخمسةِ وحَافظَ على جَمالِ التّناسُبِ وكمالِ التوازُنِ فيما بينها، بل حافَظَ على التّناسُبِ فيما بين أبسَطِ آدابِها ومُنتهَى غاياتِها وأعْمقِ حِكَمِها وأصغرِ فوائدِها وثمراتِها.. وأبهرُ دليل على ذلك هو كَمالُ انتِظامِ الشّريعةِ العُظمَى النابعةِ من نصوصِ ذلك القرآنِ الجامِعِ ومن إشاراتِه ورُموزِه.. فكمالُ انتِظامِ هذه الشَّريعةِ الغَرّاءِ، وجمالُ تَوازُنِها الدَّقيقِ، وحُسنُ تَناسُبِ أحكامِها، ورَصانَتُها.. كلٌّ منها شاهِدُ عَدلٍ لا يُجرَحُ؛ وبرهانٌ باهرٌ على هذه الحقيقة لا يَدنُو منه الرَّيبُ أبدًا، بمَعنَى أنَّ البَياناتِ القرآنيّةَ لا يمكن أنْ تَستَنِدَ إلى عِلمٍ جُزئيٍّ لِبَشرٍ، ولا سيّما إنسانٍ أُمِّيٍّ، بل لابُدَّ أن تَستَنِدَ إلى عِلمٍ وَاسِعٍ مُحيطٍ بكلِّ شيءٍ.

    فهو كَلامُ ذاتِ الله الجليلِ البَصيرِ بجميعِ الأشياءِ معًا، والمشاهِدِ لجميعِ الحقائقِ في آنٍ واحِدٍ من الأزَلِ إلى الأبدِ.. ومما يُشيرُ إلى هذه الحقيقةِ الآيةُ الكريمةُ:

    ﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ٓي اَنْزَلَ عَلٰى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ ﴾ (الكهف:١)

    اَللّهمَّ يَا مُنـزِلَ الْقُرآنِ! بِحَقِّ الْقُرآنِ وَبِحَقّ مَن اُنـزِلَ عَلَيهِ الْقُرآنُ نَوِّرْ قُلُوبَنَا وَقُبُورَنَا بِنُورِ الْإِيمَانِ وَالْقُرآنِ آمِينَ يَا مُسْتَعَانُ!


    المقام الثاني

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    حوار مع عدد من الشباب الذين تتجاذبهم الإغراءات والأهواء ولكنهم لم يفقدوا بعدُ صوابهم.

    طلب عدد من الشباب أن تُعينهم «رسائل النور» وتمدّ لهم يد النجدة سائلين: كيف يمكننا أن ننقذ آخرتنا إزاء ما يحيط بنا في زماننا هذا من فتنة الإغراء وجاذبية الهوى وخداع اللهو؟ فأجبتهم باسم شخصية «رسائل النور» المعنوية قائلا:

    القبر ماثل أمام الجميع! لا يمكن أن ينكره أحد. كلُّنا سندخله لا مناصَ! والدخول فيه بثلاثة طرق لا غيرها:

    الطريق الأول: يؤدي إلى أن القبر باب ينفتح للمؤمنين إلى رياض جميلة وعالمٍ رحب فسيح أفضلُ وأجملُ من هذه الدنيا.

    الطريق الثاني: يوصل إلى أن القبر باب لسجن دائم للمتمادين في الضلالة والغيّ -مع إيمانهم بالآخرة- فهم يعامَلون بجنس ما كانوا يعتقدونه ويرون الوجود والحياة من خلاله؛ فيُعزَلون عن جميع أحبتهم في هذا السجن الانفرادي، لعدم عملهم بما كانوا يعتقدونه.

    الطريق الثالث: ينساق إليه مَن لا يؤمن بالآخرة من أرباب الضلالة، فإذا القبر باب إلى العدم المحض وإعدام نهائي له. والقبر في نظره مشنقة تُفنيه وتُفني معه جميعَ أحبته؛ فهذا هو جزاء جحوده بالآخرة. هذان الشِّقان بديهيان، لا يحتاجان إلى دليل، إذ يمكن مشاهدتهما رأي العين.

    فما دام الأجلُ مستورا عنا بستار الغيب، والموتُ يمكنه أن يدركنا في كل حين، يضرب عنق الإنسان دون تمييز بين الشاب والشيخ، فلا شك أن الإنسان الضعيف الذي يرى هذه القضية المذهلة أمام عينيه، في كل وقت، سوف يتحرى عما ينجيه من ذلك الإعدام، ويبحث عما يحوّل له بابَ القبر من ظلمة قاتمة إلى نور ساطع ينفتح إلى عالم خالد ورياض مونِقة في عالم النور والسعادة الخالدة.. ولا ريب أن هذه المسألة هي القضية الكبرى لدى الإنسان، بل هي أعظمُ وأجلُّ من الدنيا كلِّها.

    إن ظهور هذه الحقيقة؛ حقيقة الموت والقبر، بالطرق الثلاثة المتقدمة، ينبئ بها مائة وأربعة وعشرون ألفا من المخبرين الصادقين، وهم الأنبياء الكرام عليهم السلام الحاملون لواء تصديقهم الذي هو معجزاتهم الباهرة.. وينبئ بها مائة وأربعة وعشرون مليونا من الأولياء الصالحين، يصدّقون ما أخبر به أولئك الأنبياء الكرام، ويشهدون لهم على الحقيقة نفسها بالكشف والذوق والشهود.. وينبئ بها ما لا يعد ولا يحصى من العلماء المحققين، يثبتون ما أخبر به أولئك الأنبياء والأولياء بأدلتهم العقلية القاطعة البالغة درجَة علم اليقين، وبما يصل إلى تسع وتسعين بالمئة من الثبوت والجزم.. ([2]) فالجميع يقررون: أن النجاة من الإعدام الأبدي، والخلاصَ من السجن الانفرادي، وتحويلَ الموت إلى سعادة أبدية، إنما تكون بالإيمان بالله وطاعته ليس إلّا.

    نعم، لو سار أحدُهم في طريقٍ غيرَ مكترث بقولِ مخبرٍ عن وجود خطرٍ مهلكٍ، ولو باحتمال واحد من المائة، أليس ما يحيط به من قلق وخوف عما يتصوره ويتوقعه من مخاطر كافيا لقطع شهيته عن الطعام؟ فكيف إذن بإخبار مئات الآلاف من الصادقين المصدّقين، إخبارا يبلغ صدقُهم مائة في المائة، واتفاقهم جميعا على أن الضلالة والجحود يدفعان الإنسان إلى مشنقة القبر وسجنه الانفرادي الأبدي -كما هو ماثل أمامكم- وأن الإيمان والعبادة بيقين مائة في المائة، كفيلان برفع أعواد المشنقة وإغلاق باب السجن الانفرادي، وتحويل القبر إلى باب يُفتح إلى قصور مزيّنة عامرة بالسعادة الدائمة، وكنوز مليئة لا تنضب.. علما أنهم مع إخبارهم هذا يدلّون على أماراتها ويظهرون آثارها. والآن أوجه إليكم هذا السؤال: - تُرى ما موقف الإنسان البائس، ولا سيما المسلم، إزاء هذه المسألة الجسيمة الرهيبة؟ هل يمكن أن تزيل سلطنةُ الدنيا كلها مع ما فيها من متع ولذائذ، ما يعانيه الإنسان من اضطراب وقلق في انتظار دوره في كل لحظة للدخول إلى القبر، إن كان فاقدا للإيمان والعبادة؟.

    ثم إنّ الشيخوخة والمرض والبلاء، وما يحدث من وفيات هنا وهناك، تقطّر ذلك الألم المرير إلى نفس كل إنسان، وتُنذره دوما بمصيره المحتوم. فلا جَرَمَ أنّ أولئك الضالين وأرباب السفاهة والمجون سيتأجج في قلوبهم جحيم معنوي، يعذبهم بلظاه حتى لو تمتعوا بمباهج الدنيا ولذائذها، بَيْدَ أنّ الغفلة وحدَها هي التي تحول دون استشعارهم ذلك العذاب الأليم.

    فما دام أهل الإيمان والطاعة يرون القبر الماثل أمامَهم بابا إلى رياض سعادة دائمة ونعيم مقيم، بما مُنحوا من القدر الإلهي من وثيقة تُكسبهم كنوزا لا تَفْنى بشهادة الإيمان، فإنّ كُلا منهم سيشعر لذة عميقة حقيقية راسخة، ونشوة روحية لدى انتظاره كلَّ لحظة مَن يناديه قائلا: تعالَ خُذْ بطاقتك! بحيث إنّ تلك النشوة الروحية لو تجسمت لأصبحت بمثابة جنة معنوية خاصة بذلك المؤمن، بمثل ما تتحول البذرة وتتجسم شجرةً وارفة. ولما كان الأمر هكذا، فالذي يدَعُ تلك المتعة الروحية الخالصة لأجْلِ لذةٍ مؤقتة غيرِ مشروعة منغصةٍ بالآلام -كالعسل المسموم- بدافع من طيش الشباب وسفاهته؛ سينحطُّ إلى مستوى أدنى بكثير من مستوى الحيوان..

    بل لا يبلغ أن يكون حتى بمثل الملاحدة الأجانب أيضا؛ لأن مَن يُنكر منهم رسولَنا الكريم ﷺ فقد يؤمن برسل آخرين، وإن لم يؤمن بالرسل كلِّهم، فقد يؤمن بوجوده تعالى. وإن لم يؤمن بالله، فقد تكون له من الخصال الحميدة ما يريه الكمالات. بينما المسلم لم يعرف الرسل الكرام ولا آمن بربه ولا عرف الكمالات الإنسانية إلّا بوساطة هذا النبي الكريم ﷺ لذا مَن يتركْ منهم التأدّبَ بتربيته المباركة ويُحِلُّ رِبقتَه عن أوامره فلا يعترفُ بنبيٍ آخر، بل يجحد حتى بالله سبحانه وتعالى. ولا يستطيع أن يحافظ على أسس الكمالات الإنسانية في روحه؛ ذلك لأنّ أصولَ الدين وأسسَ التربية التي جاء بها الرسول الكريم ﷺ هي من الرسوخ والكمال ما لا يمكن أن يَحْرِزَ نورا ولا كمالا قط مَن يَدَعُها ويتركها، بل يَحكُم عليه بالتردِّي والسقوط المطلق، إذ هو ﷺ خاتمُ النبيين وسيدُ الأنبياء والمرسلين، وإمامُ البشرية بأكملها، في الحقائق كلِّها، بل هو مدارُ فخرِها واعتزازِها، كما أثبَتَ ذلك إثباتا رائعا على مدى أربعةَ عشرَ قرنا.

    فيا مَن فُتنتم بزهرة الحياة الدنيا ومتاعِها، ويا مَن يبذلون قُصارى جهدهم لضمان الحياة والمستقبل بالقلق عليهما! أيها البائسون! إن كنتم ترومون التمتع بلذة الدنيا والتنعم بسعادتها وراحتها، فاللذائذ المشروعة تُغنيكم عن كل شيء، فهي كافية ووافية لتلبية رغباتكم وتطمين أهوائكم.

    ولقد أدركتم -مما بيّناه آنفا- أن كل لذة ومتعة خارج نطاق الشرع فيها ألفُ ألمٍ وألم، إذ لو أمكن عرض ما سيقع من أحداث مقبلة بعد خمسين سنة مثلا، على شاشة الآن مثلما تُعرض الأحداث الماضية عليها لَبَكى أربابُ الغفلة والسفاهة بكاءً مرا أليما على ما يضحكون له الآن.

    فمن كان يريد السرورَ الخالصَ الدائمَ والفرحَ المقيمَ في الدنيا والآخرة، عليه أن يقتدي بما في نطاق الإيمان من تربية محمد ﷺ.

    حوار مع فريق من الشباب

    جاءَني -ذات يوم- فريق من الشباب، يتدفقون نضارةً وذكاءً، طالبين تنبيهاتٍ قويةً وإرشاداتٍ قويمةً تقيهم من شرورٍ تتطاير من متطلبات الحياة ومن فتوّة الشباب ومن الأهواء المحيطة بهم. فقلت لهم بمثل ما قلته لأولئك الذين طلبوا العون من رسائل النور:

    اعلموا أن ما تتمتعون به من ربيع العمر ونضارة الحياة ذاهب لا محالة، فإن لم تلزموا أنفسكم بالبقاء ضمن الحدود الشرعية، فسيضيع ذلك الشباب ويذهب هباءً منثورا، ويجرّ عليكم في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة بلايا ومصائبَ وآلاما تفوق كثيرا ملذات الدنيا التي أذاقكم إياها.. ولكن لو صرفتم ربيع عمركم في عِفّة النفس وفي صَوْنِ الشرف وفي طاعة ربكم بتربيته على الإسلام، أداءً لشكر الله تعالى على ما أنعَمَ عليكم من نعمة الفتوة والشباب، فسيبقى ويدوم ذلك العهدُ معنىً، وسيكون لكم وسيلة للفوز بشباب دائم خالد في الجنة الخالدة.

    فالحياة، إن كانت خاليةً من الإيمان، أو فَقَدَ الإيمانُ تأثيرَه فيها لكثرة المعاصي، فإنها مع متاعها ولذتها الظاهرية القصيرة جدا تذيق الآلام والأحزان والهموم أضعافَ أضعافِ تلك المتع والملذات، ذلك لأن الإنسان -بما مُنح من عقل وفكر- ذو علاقة فطرية وثيقة بالماضي والمستقبل فضلا عما هو عليه من زمان حاضر حتى إنه يتمكن من أن يذوق لذائذ تلك الأزمنة ويشعر بآلامها، خلافا للحيوان الذي لا تعكر صَفْوَ لذتِه الحاضرةِ الأحزانُ الواردة من الماضي ولا المخاوفُ المتوقعة في المستقبل، حيث لم يمنح الفكر. ومن هنا فالإنسان الذي تَردَّى في الضلالة وأطبقتْ عليه الغفلةُ تفسد متعتُه الحاضرة بما يردُه من أحزان من الماضي، وما يرده من اضطرابٍ من القلق على المستقبل. فتتكدر حياتُه الحاضرة بالآلام والأوهام، سـيَّما الملذاتُ غير المشروعة، فهي في حكم العسل المسموم تماما. أي إنّ الإنسان هو أدنى بمائة مرة من الحيوان من حيث التمتع بملذات الحياة.

    بل إن حياة أرباب الضلالة والغفلة، بل وجودهم وعالَمهم، ما هو إلّا يومُهم الحاضر، حيث إنّ الأزمنة الماضية كلَّها وما فيها من الكائنات معدومة، ميتة، بسبب ضلالتهم، فترِدهم من هناك حوالكُ الظلمات..! أما الأزمنة المقبلة فهي أيضا معدومة بالنسبة إليهم، وذلك لعدم إيمانهم بالغيب. فتملأ الفراقات الأبدية -التي لا تنقطع- حياتَهم بظلمات قاتمة، ما داموا يملكون العقل جاحدين بالبعث والنشور.

    ولكن إذا ما أصبح الإيمان حياةً للحياة، وشعّ فيها من نوره، استنارت الأزمنة الماضية واستضاءت الأزمنة المقبلة، وتجدان البقاءَ وتمدان روحَ المؤمن وقلبَه من زاوية الإيمان، بأذواق معنوية سامية وأنوار وجودية باقية، بمثل ما يمدّهما الزمن الحاضر. هذه الحقيقة موضحة توضيحا وافيا في «الرجاء السابع» من رسالة «الشيوخ» فليراجع.

    هكذا الحياة.. فإن كنتم تريدون أن تستمتعوا بالحياة وتلتذوا بها فأحيوا حياتكم بالإيمان وزيّنوها بأداء الفرائض، وحافظوا عليها باجتناب المعاصي.

    أما حقيقة الموت التي تُطلعنا على أهوالها، الوفياتُ التي نشاهدها كل يوم، في كل مكان، فسأبينها لكم في مثال، مثلما بينتها لشبان آخرين من أمثالكم .

    تصوروا ههنا -مثلا- أعوادا نُصبت أمامكم للمشنقة، وبجانبها دائرة توزع جوائزَ سخيةً كبرى للمحظوظين.. ونحن الأشخاص العشرة هنا سنُدعى إلى هناك طوعا أو كرها. ولكن لأنّ زمان الاستدعاء مخفي عنّا، فنحنُ في كل دقيقة بانتظار مَن يقول لكلٍ منا: تعالَ.. تسلّم قرار إعدامك، واصعد المشنقة!. أو يقول: تعالَ خذ بطاقة تربحك ملايين الليرات الذهبية.! وبينا نحن واقفون منتظرون، إذا بشخصين حضرا لدى الباب.

    أحدهما امرأة جميلة لعوب شبه عارية تحمل في يدها قطعة من الحلوى، تقدّمها إلينا تبدو أنها شهية، ولكنها مسمومة في حقيقتها.

    أما الآخر فهو رجل وقور كيّس -ليس خِبا ولا غِرّا- دخل على إثْرِ تلك المرأة وقال: لقد أتيتكم بِطَلْسِمٍ عجيب، وجئتكم بدرس بليغ، إذا قرأتم الدرس ولم تأكلوا من تلك الحلوى، تنجون من المشنقة، وتتسلَّمون -بهذا الطلسم- بطاقة تلك الجائزة الثمينة.. فها أنتم أولاء ترون بأم أعينكم أن مَن يأكل تلك الحلوى، يتلوّى من آلام البطن حتى يصعد المشنقة. أما الفائزون ببطاقة الجائزة، فمع أنهم محجوبون عنّا، ويبدون أنهم يصعدون منصّة المشنقة إلّا أنّ أكثر من ملايين الشهود يخبرون بأنهم لم يُشنَقوا، وإنما اتخذوا أعواد المشنقة سُلّما للاجتياز بسهولة ويسر إلى دائرة الجوائز. فهيا انظروا من النوافذ، لتروا كيف أنّ كبار المسؤولين المشرفين على توزيع تلك الجوائز ينادون بأعلى صوتهم قائلين: «إنّ أصحاب ذلك الطِّلْسم العجيب قد فازوا ببطاقة الجوائز.. اعلموا هذا يقينا كما رأيتم بعين اليقين أولئك الذاهبين إلى المشنقة، فلا يساوِرنّكم الشكُّ في هذا، فهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار».

    وهكذا على غرار هذا المثال: فإنّ مُتع الشباب وملذاته المحظورةَ شرعا كالعسل المسموم.. وَغَدَا الموتُ لدى الذي فقد بطاقة الإيمان التي تربحه السعادة الأبدية كأنّه مشنقة، فينتظر جَلّاد الأجل الذي يمكن أن يحضر كل لحظة -لخفاء وقته عنا- ليقطع الأعناق دون تمييز بين شاب وشيخ.. فيرديه إلى حفرة القبر الذي هو باب لظلماتٍ أبدية كما هو في ظاهره..

    ولكن إذا ما أعرض الشاب عن تلك الملذات المحظورة، الشبيهة بالعسل المسموم وضرب عنها صفحا، وبادر إلى الحصول على ذلك الطلسم القرآني وهو الإيمان وأداء الفرائض، فإنّ مائةً وأربعةً وعشرينَ ألفا من الأنبياء عليهم السلام، وما لا يُعدُّ ولا يُحصى من الأولياء الصالحين والعلماء العاملين يخبرون ويبشّرون بالاتفاق مظهرين آثار ما يخبرون عنه بأنّ المؤمن سيفوز ببطاقة تكسبه كنوز السعادة الأبدية.

    حاصل الكلام: إن الشباب سيذهب حتما وسيزول لا محالة؛ فإن كان قد قضي في سبيل الملذات ونشوة الطيش والغرور؛ فسيورث آلاف البلايا والآلام والمصائب الموجعة سواء في الدنيا أو الآخرة. وان كنتم ترومون أن تفهموا بأن أمثال هؤلاء الشباب سيؤول حالُهم في غالب الأمر إلى المستشفيات، بسبب تصرفاتهم الطائشة وإسرافاتهم وتعرضهم لأمراض نفسية.. أو إلى السجون وأماكن الإهانة والتحقير، بسبب نـزواتهم وغرورهم.. أو إلى الملاهي والخمّارات بسبب ضِيْقِ صدورهم من الآلام والاضطرابات المعنوية والنفسية التي تنتابهم.. نعم.. إن شئتم أن تتيقنوا من هذه النتائج فاسألوا المستشفياتِ والسجونَ والمقابرَ..

    فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، وغرورهم فتلقّوا صفعة التأديب لخروجهم على الأوامر الشرعية، وستعلمون أيضا أنّ أكثرَ ما يُعذّب المرءُ في قبره -ذلك العالم البرزخي الذي لا تهدأ أبوابُه عن الانفتاح والانغلاق لكثرة الداخلين فيه- ما هو إلّا بما كسبت يداه من تصرفات سيئة في سنيِّ شبابه، كما هو ثابت بمشاهدات أهل كشف القبور، وشهادة جميع أهل الحقيقة والعلم وتصديقهم.

    واسألوا إن شئتم الشيوخ والمرضى الذين يمثلون غالبية البشرية، فستسمعون أنّ أكثريتهم المطلقة يقولون: «وا أسَفَى على ما فات! لقد ضيعنا ربيعَ شبابنا في أمور تافهة، بل في أمور ضارة! فإياكم إياكم أن تُعيدوا سيرتَنا، وحَذارِ حَذارِ أن تفعلوا مثلَنا!». ذلك لأنّ الذي يُقاسي سنواتٍ من الغمِّ والهمِّ في الدنيا، والعذابَ في البرزخ، ونارَ سَقَرٍ في الآخرة، لأجل تمتع لا يدوم خمسَ أو عَشْرَ سنوات من عمر الشباب بملذات محظورة.. غير جدير بالإشفاق، مع أنّه في أشدّ الحالات استدرارا للشفقة والرثاء؛ لأنّ الذي يرضى بالضرر وينساق إليه طوعا، لا يستحق الإشفاق عليه ولا النَظر إلى حاله بعين الرحمة، وِفْقَ القاعدة الحكيمة: «الراضي بالضرر لا يُنظر له». ([3])

    حفظنا الله وإياكم من فتنة هذا الزمان المغرية ونجّانا من شرورها.. آمِينَ


    === رسائل إلى المسجونين [حاشية المقام الثاني من الكلمة الثالثة عشرة] ===

    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ

    إن المسجونين هم في أمسّ الحاجة إلى ما في «رسائل النور» من سُلْوان حقيقي وعزاءٍ خالص. ولا سيما أولئك الشبان الذين تلقوا صفعات التأديب ولطمات التأنيب بنـزواتهم وأهوائهم. فقضوا نضارة عمرهم في السجن، فحاجة هؤلاء إلى النور كحاجتهم إلى الخبز.

    إنّ عروق الشباب تنبض لهوى المشاعر، وتستجيب لها أكثر مما تستجيب للعقل وترضخ له. وسَورات الهوى -كما هو معلوم- لا تُبْصرُ العُقبى، فتفضّلُ درهما من لذة حاضرة عاجلة على طنٍّ من لذة آجلة؛ فيُقْدِمُ الشابُ بدافع الهوى على قتل إنسان برئ للتلذذ بدقيقة واحدة من لذة الانتقام، ثم يقاسي من جرّائها ثمانية آلاف ساعة من آلام السجن.. والشاب ينساق إلى التمتع لساعة واحدة في اللهو والعبث -في قضية تخص الشرف- ثم يتجرع من ورائها آلام ألوف الأيام من سجن وخوف وتوجس من العدو المتربص به.. وهكذا تضيع منه سعادة العمر بين قلق واضطراب وخوف وآلام.

    وعلى غِرار هذا يقع الشباب المساكين في وَرْطَاتٍ ومشاكلَ عويصةٍ كثيرة حتى تحوّل ألطفَ أيام حياتهم وأحلاها إلى أمرِّ الأيام وأقساها، وفي حالة يُرثى لها.

    ولا سيّما بعد أن هبّتْ عواصفُ هوجاءْ من الشِّمال تحمل فتنا مدمرة لهذا العصر؛ إذ تستبيح لهوى الشباب الذي لا يَرَى العُقبى أعراضَ النساء والعذارى الفاتناتِ وتدفعهم إلى الاختلاط الماجن البَذِيءِ، فضلا عن إباحتها أموال الأغنياء لفقراء سفهاء. إن فرائص البشرية كلِّها لترتعد أمام هذه الجرائم المنكرة التي تُرتكب بحقها.

    فعلى الشباب المسلم في هذا العصر العصيب أن يشمّروا عن ساعد الجد لينقذوا الموقف، ويَسُلُّوا السيوفَ الألماسية لحجج «رسائل النور» وبراهينها الدامغة -التي في رسالة «الثمرة» و«مرشد الشباب» وأمثالهما- ويدافعوا عن أنفسهم، ويصدّوا هذا الهـجـومَ الكاسحَ الذي شُنّ عليهـم من جـهتـين.. وإلّا فسيضيع مستقبل الشباب في العالم، وتذهب حياته السعيدة، ويفقد تنعّمه في الآخرة، فتنقلب كلُّها إلى آلامٍ وعذاب؛ إذ سيكون نـزيل المستشفيات، بما كَسَبتْ يداه من إسراف وسفاهة.. ونـزيل السجون، بطيشه وغيّه.. وسيبكي أيام شيخوخته بكاءً مرا ويزفر زفرات مِلْؤُها الحسراتُ والآلام.

    ولكن إذا ما صَانَ نَفْسَه بتربية القرآن، ووقاها بحقائق «رسائل النور» فسيكون شابا رائدا حقا، وإنسانا كاملا، ومسلما صادقا سعيدا، وسلطانا على سائر المخلوقات.

    نعم، إن الشاب إذا دفع ساعة واحدة من أربعٍ وعشرين ساعةً من يومه في السجن إلى إقامة الفرائض، وتاب عن سيئاته ومعاصيه التي دفَعَتْه إلى السجن، وتجنّب الخطايا والذنوب مثلما يجنّبه السجن إياها.. فإنه سيعود بفوائد جَمّةٍ إلى حياته وإلى مستقبله وإلى بلاده وإلى أمته وإلى أحبّائه وأقاربه، فضلا عن أنه يكسب شبابا خالدا في النعيم المقيم بدلا من هذا الذي لا يدوم خمسَ عشَرة سنة. هذه الحقيقة يبشّر بها ويخبر عنها عن يقين جازم جميع الكتب السماوية وفي مقدمتها القرآن الكريم.

    نعم، إذا ما شكر الشاب على نعمة الشباب -ذلك العهد الجميل الطيب- بالاستقامة على الصراط السَّوي، وأداء العبادات، فإنّ تلك النعمة المهداةَ تزداد ولا تنقص، وتبقى من دون زوال، وتُصبح أكثرَ متعةً وبهجة.. وإلّا فإنّها تكون بلاءً ومصيبةً مؤلمة ومغمورةً بالغم والحزن والمضايقات المزعجة حتى تذهب هباء فيكون عهد الشباب وَبَالا على نفسه وأقاربه وعلى بلاده وأمته.

    هذا وإن كل ساعة من ساعات المسجون الذي حكم عليه ظلما تكون كعبادةِ يومٍ كاملٍ له؛ إن كان مؤديا للفرائض، ويكون السجن بحقه موضع انـزواء واعتزال من الناس كما كان الزهاد والعباد ينـزوون في الكهوف والمغارات ويتفرغون للعبادة. أي يمكن أن يكون هو مثل أولئك الزهاد.

    وستكون كل ساعة من ساعاته إن كان فقيرا ومريضا وشيخا متعلقا قلبه بحقائق الإيمان وقد أناب إلى الله وأدّى الفـرائض، في حـكم عبـادة عشـرين ساعة له، ويتحول السجن بحقه مدرسـة تربوية إرشادية، وموضع تحابُب ومكان تعاطف، حيث يقضي أيامه مع زملائه في راحة فضلا عن راحته وتوجه الأنظار إليه بالرحمة، بل لعله يفضل بقاءَه في السجن على حريته في الخارج التي تنثال عليه الذنوب والخطايا من كل جانب، ويأنس بما يتلَقّى من دروس التربية والتزكية فيه. وحينما يغادره لا يغادره قاتلا ولا حريصا على أخذ الثأر، وإنما يخرج رجلا صالحا تائبا إلى الله، قد غنم تجارب حياتية غزيرة.

    فيصبح عضوا نافعا للبلاد والعباد، حتى حدا الأمر بجماعة كانوا معنا في سجن «دنيزلي» إلى القول، بعدما أخذوا دروسا إيمانية في سمو الأخلاق ولو لفترة وجيزة من رسائل النور: «لو تلقى هؤلاء دروس الإيمان من رسائل النور في خمسةِ أسابيع، فإنه أجدى لإصلاحهم من إلقائهم في السجن خمسَ عشرةَ سنة».

    فما دام الموت لا يَفْنى من الوجود، والأجلُ مستور عنا بستار الغيب، ويمكنه أن يَحُلَّ بنا في كل وقت.. وإنّ القبر لا يُغلق بابه.. وإنّ البشرية تغيب وراءَه قافلةً اِثر قافلة.. وان الموت نَفْسَه بحق المؤمنين ما هو إلّا تذكرةُ تسريحٍ وإعفاءٍ من الإعدام الأبدي -كما وضّح ذلك بالحقيقة القرآنية- وانه بحق الضالين السفهاء إعدام أبدي كما يشاهدونه أمامهم؛ إذ هو فراق أبدي عن جميع أحبّتهم وأقاربهم بل الموجودات قاطبة..

    فلابُدَّ ولا شك بأنّ أسعد إنسان هو مَن يشكر ربَّه صابرا محتسبا في سجنه مستغلا وقته أفضلَ استغلال، ساعيا لخدمة القرآن والإيمان مسترشدا برسائل النور.

    أيها الإنسان المبتلى بالملذات والمتع!

    لقد علمتُ يقينا طوال خمس وسبعينَ سنة من العمر، وبألوف التجارب التي كسبتها في حياتي، ومثلها من الحوادث التي مرت عليّ أن الذوق الحقيقي، واللذة التي لا يشوبها ألم، والفرح الذي لا يكدّره حزن، والسعادة التامة في الحياة إنما هي في الإيمان، وفي نطاق حقائقه ليس إلّا. ومن دونه فإنّ لذةً دنيوية واحدة تحمل آلاما كثيرة كثيرة. وإذ تُقدِّمُ إليك الدنيا لذةً بقدر ما في حبة عنب تصفعك بعشر صفعات مؤلمات، سالبةً لذة الحياة ومتاعها.

    أيها المساكين المبتلون بمصيبة السجن! ما دامت دنياكم حزينة باكية، وإنّ حياتكم قد تعكرت بالآلام والمصائب، فابذلوا ما في وسعكم كيلا تبكي آخرتكم، ولتفرح وتحلو وتسعد حياتكم الأبدية. فاغتنموا يا إخوتي هذه الفرصة، إذ كما أن مرابطة ساعة واحدة أمام العدو ضِمْنَ ظروف شاقة يمكن أن تتحول إلى سنة من العبادة، فإنّ كلَّ ساعة من ساعاتكم التي تقاسونها في السجن تتحول إلى ساعات كثيرة هناك إذا ما أدّيتم الفَرائض، وعندها تتحول المشقات والمصاعب إلى رَحَمَاتٍ وغفران.


    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما.

    أيها الإخوة الأعزاء الأوفياء!

    لقد رأيت أنوار سُلوان ثلاثة، أبينها في نقاط ثلاث للذين ابتلوا بالسجن ومن يقوم بنظارتهم ورعايتهم ومن يعينهم في أعمالهم وأرزاقهم.

    النقطة الأولى: إن كل يوم من أيام العمر التي تمضي في السجن، يمكن أن يُكسِب المرءَ ثوابَ عبادة عشرة أيام، ويمكن أن يحوّل ساعاته الفانية -من حيث النتيجة- إلى ساعات باقية خالدة.. بل يمكن أن يكون قضاء بضع سنين في السجن وسيلة نجاة من سجن أبدي لملايين السنين.

    فهذا الربح العظيم مشروط لأهل الإيمان بأداء الفرائض والتوبة إلى الله من الذنوب والمعاصي التي دفعته إلى السجن، والتوجه إليه تعالى بالشكر صابرا محتسبا. علما ان السجن نفسَه يحول بينه وبين كثير من الذنوب.

    النقطة الثانية: إن زوال الألم لذة، كما أن زوال اللذة ألم. نعم، إن كل من يفكر في الأيام التي قضاها بالهناء والفرح يشعر في روحه حسرة وأسفا عليها، حتى ينطلق لسانه بكلمات الحسرات: أواه.. آه.. بينما إذا تفكر في الأيام التي مرت بالمصائب والبلايا فإنّه يشعر في روحه وقلبه فرحا وبهجة من زوالها حتى ينطلق لسانه بـ: الحمد لله والشكر له، فقد ولّت البلايا تاركةً ثوابَها. فينشرح صدره ويرتاح. أي إنّ ألما موقتا لساعة من الزمان يترك لذة معنوية في الروح، بينما لذة موقتة لساعة من الزمان تترك ألما معنويا في الروح، خلافا لذلك.

    فما دامت الحقيقة هذه، وساعات المصائب التي ولّت مع آلامها أصبحت في عِداد المعدوم، وأنّ أيام البلايا لم تأت بعدُ، فهي أيضا في حكم المعدوم.. وإنّه لا ألمَ من غير شيء.. ولا يَرِدُ من العدم ألم.. فمن البلاهة إذن إظهار الجزع ونفاد الصبر الآن، من ساعات آلامٍ ولّتْ، ومن آلامٍ لم تأتِ بعدُ، علما أنها جميعا في عِداد المعدوم.

    ومن الحماقة أيضا إظهار الشكوى من الله وترك النفس الأمارة المقصّرة من المحاسبة، ومن بعد ذلك قضاء الوقت بالحسرات والزفرات. أوَ ليس من يفعل هذا أشدُّ بلاهة ممن يداوم على الأكل والشرب طَوالَ اليوم خشيةَ أن يجوع أو يعطش بعد أيام؟ نعم، إنّ الإنسان إن لم يُشتِّتْ قوة صبره يمينا وشمالا -إلى الماضي والمستقبل- وسدّدها إلى اليوم الذي هو فيه، فإنها كافية لتحل له حبالَ المضايقات.

    حتى إنني أذكر -ولا أشكو- أنّ ما مرَّ عليَّ في هذه المدرسة اليوسفية الثالثة ([4]) في غضون أيام قلائل من المضايقات المادية والمعنوية لم أرها طوال حياتي، ولاسيّما حرماني من القيام بخدمة النور مع ما فيّ من أمراض. وبينما كان قلبي وروحي يعتصران معا من الضيق واليأس إذا بالعناية الإلهية تمدني بالحقيقة السابقة، فانشرح صدري أيّما انشراح وولّت تلك المضايقات فرضيت بالسجن وآلامه والمرض وأوجاعه. إذ من كان مثلي على شفير القبر يُعدّ ربحا عظيما له أن تتحول ساعة من ساعاته التي يمكن أن تمر بغفلة إلى عشر ساعات من العبادة.. فشكرت الله كثيرا.

    النقطة الثالثة: إن القيام بمعاونة المسجونين بشفقة ورأفة وإعطاءهم أرزاقهم التي يحتاجون إليها وضماد جراحاتهم المعنوية ببلسم التسلّي والعزاء، مع أنه عمـل بسيـط إلّا أنّه يحمل في طياته ثوابا جزيلا وأجرا عظيما. حيث إن تسليم أرزاقهم التي تُرسل إليهم من الخارج يكون بحكم صَدقة، وتكتب في سجل حسنات كل مَن قام بهذا العمل، سواءا الذين أتوا بها من الخارج أو الحراس أو المراقبون الذين عاونوهم، ولاسيّما إن كان المسجون شيخا كبيرا أو مريضا أو غريبا عن بلده أو فقيرا معدما، فإنّ ثواب تلك الصدقة المعنوية يزداد كثيرا.

    وهذا الربح العظيم مشروط بأداء الفرائض من الصلوات لتصبح تلك الخدمة لوجه الله.. مع شرط آخر هو أن تكون الخدمة مقرونة بالشفقة والرحمة والمحبة من دون أن يحمّل شيئا من المنّة.

    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاَّ يُسَبِـّحُ بِحَمْدِهِ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما.

    يا إخوتي في الدين ويا زملائي في السجن!.

    لقد أخطر لقلبي أن أبَيّن لكم حقيقةً مهمة، تُنقذكم بإذن الله من عذاب الدنيا والآخرة وهي كما أوضحها بمثال:

    إنّ أحدا قد قتل شقيقَ شخص آخر أو أحد أقربائه. فهذا القتل الناجم من لذة غرور الانتقام التي لا تستغرق دقيقة واحدة تورثه مقاساةَ ملايين الدقائق من ضيق القلب وآلام السجن. وفي الوقت نفسه يظل أقرباء المقتول أيضا في قلق دائم وتحيّن الفرص لأخذ الثأر، كلما فكروا بالقاتل ورأوا ذويه. فتضيع منهم لذة العمر ومتعة الحياة بما يكابدون من عذاب الخوف والقلق والحقد والغضب. ولا علاج لهذا الأمر ولا دواء له إلّا الصلح والمصالحة بينهما، وذلك الذي يأمر به القرآن الكريم، ويدعو إليه الحق والحقيقة، وفيه مصلحة الطرفين، وتقتضيه الإنسانية، ويحث عليه الإسلام.

    نعم، إن المصلحة والحقيقة في الصلح، والصلح خير؛ لأنّ الأجل واحد لا يتغير، فذلك المقتول على كل حال ما كان ليظل على قيد الحياة ما دام أجَلُه قد جاء. أما ذلك القاتل فقد أصبح وسيلة لذلك القضاء الإلهي، فإن لم يحل بينهما الصلحُ فسيظلان يعانيان الخوف وعذاب الانتقام مدة مديدة؛ لذا يأمر الإسلام بعدم هجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام. ([5]) فان لم يكن ذلك القتل قد نجم من عداء أصيل ومن حقد دفين، وكان أحد المنافقين سببا في إشعال نار الفتنة، فيلزم الصلح فورا، لأنه لولا الصلح لعظمت تلك المصيبة الجزئية ودامت، بينما إذا ما تصالح الطرفان وتاب القاتل عن ذنبه، واستمر على الدعاء للمقتول، فإن الطرفين يكسبان الكثير، حيث يدب الحب والتآلف بينهما، فيصفح هذا عن عدوه ويعفو عنه واجدا أمامه إخوة أتقياءَ أبرارا بدلا من شقيق واحد راحل، ويستسلمان معا لقضاء الله وقدره،

    ولا سيما الذين استمعوا إلى دروس النور، فهم مدعوون لهجر كل ما يفسد بين اثنين، إذ الأخوة التي تربطهم ضمن نطاق النور، والمصلحة العامة، وراحة البال وسلامة الصدر التي يستوجبها الإيمان..

    تقتضي كلها نبذَ الخلافات وإحلال الوفاق والوئام. ولقد حصل هذا فعلا بين مسجونين يعادي بعضهم بعضا في سجن «دنيزلي» فأصبحوا بفضل الله أخوة متحابين بعد أن تلقوا دروسا من رسائل النور، بل غدوا سببا من أسباب براءتنا، حتى لم يجد الملحدون والسفهاء من الناس بُدّا أمام هذا التحابب الأخروي، فقالوا مضطرين: ما شاء الله.. بارك الله!! وهكذا انشرحت صدور السجناء جميعا وتنفسوا الصعداء بفضل الله. إذ إني أرى هنا مدى الظلم الواقع على المسجونين، حيث يشدد الخناق على مائة منهم بجريرة شخص واحد، حتى إنهم لا يخرجون معه إلى فناء السجن في أوقات الراحة.. إلَّا أنّ المؤمن الغيور لا تسعه شهامته أن يؤذي المؤمن قط، فكيف يسبب له الأذى لمنفعته الجزئية الخاصة، فلابدَّ أن يسارع إلى التوبة والإنابة إلى الله حالما يشعر بخطئه وتسبّبه في أذى المؤمن.


    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ

    وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاَّ يُسَبِـّحُ بِحَمْدِهِ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما إخوتي المسجونين الأعزّاء الجدد والقدامى!

    لقد بِتُّ على قناعة تامة من أن العناية الإلهية هي التي ألقت بنا إلى ههنا وذلك لأجلكم أنتم، أي إنّ مجيئنا إلى هنا إنما هو لِبَثِّ السلوان والعزاء الذي تحمله رسائل النور إليكم.. وتخفيف مضايقات السجن عنكم بحقائق الإيمان.. وصونكم من كثير من بلايا الدنيا ولأوائها.. وانتشال حياتكم المليئة بالأحزان والهموم من العبثية وعدم الجدوى.. وإنقاذ آخرتكم من أن تكون كدنياكم حزينة باكية.

    فما دامت الحقيقة هي هذه، فعليكم أن تكونوا إخوة متحابين كطلاب النور وكأولئك الذين كانوا معنا في سجن «دنيزلي». فها أنتم أولاءِ ترون الحراس الذين يحرصون على القيام بخدماتكم يعانون الكثير من المشقات في التفتيش، بل حتى إنهم يفتشون طعامكم لئلا تكون فيه آلة جارحة، ليحولوا دون تجاوز بعضكم على بعض، وكأنكم وحوش مفترسة ينقضُّ الواحد على الآخر ليقتله، فضلا عن أنكم لا تستمتعون بالفرص التي تتاح لكم للتفسح والراحة خوفا من نشوب العِراك فيما بينكم.

    ألا فقولوا مع هؤلاء الإخوة حديثي العهد بالسجن الذين يحملون مثلكم بطولة فطرية وشهامة وغيرة.

    قولوا أمام الهيئة ببطولة معنوية عظيمة في هذا الوقت:

    «ليست الآلات الجارحة البسيطة، بل لو سلمتم إلى أيدينا أسلحة نارية فلا نتعدَّى على أصدقائنا وأحبابنا هؤلاء الذين نكبوا معنا، حتى لو كان بيننا عداء أصيل سابق؛ فقد عفونا عنهم جميعا، وسنبذل ما في وسعنا ألَّا نجرح شعورَهم ونكسر خاطرَهم، هذا هو قرارنا الذي اتخذناه بإرشاد القرآن الكريم وبأمر أخوة الإسلام وبمقتضى مصلحتنا جميعا».

    وهكذا تحوّلون هذا السجن إلى مدرسة طيبة مباركة.


    مسألة مهمة تخطرت في ليلة القدر

    [ذيل المقام الثاني من الكلمة الثالثة عشرة]

    هذه حقيقة واسعة جدا وطويلة في الوقت نفسه، خطرت على القلب ليلةَ القدر سأحاول أن أشير إليها إشارةً مختصرة جدا، كالآتي:

    أولا: لقد قاستِ البشريةُ من ويلات هذه الحرب العالمية الأخيرة أيَّ مُقاساة، إذ رأتْ أشدَّ أنواع الظلم وأقسى أنواع الاستبداد والتحكم، مع الدمار الظالم المريع في الأرض كافة؛ فقد نكب مئاتُ الأبرياء بجريرة شخص واحد، ووقع المغلوبون على أمرهم في بؤس وشقاء مريرَين، وبات الغالبون في عذاب وجداني أليم لعجزهم عن إصلاح دمارهم الفظيع وخشيتهم من أن يعجزوا عن الحفاظ على سيادتهم. وظهر للناس بجلاء تام؛ أنّ الحياة الدنيا فانية لا ريب فيها، وأنّ زخارف المدنية خادعة ومخدّرة لا تُجدي شيئا، وتلطّخت البشرية بدماء الطعنات القوية التي نـزلت بالذات الإنسانية وبالاستعدادات الرفيعة في فطرتها.. وظهر للعيان تحطم الغفلة والضلالة والطبيعة الجامدة الصماء تحت ضربات سيف القرآن الألماسي.. وافتضحت الصورة الحقيقية للسياسة الدولية الشوهاء الغدارة والتي هي أوسعُ ستار وأكثفه لإغفال الناس وإضلالهم وأشدُّه خنقا وخداعا لروحهم.

    فلاشك أنّ فطرة البشرية -بعد وضوح هذه الأمور- ستبحث عن معشوقها «الحقيقي» وهو الحياة الباقية الخالدة وتسعى إليها بكل قواها -وقد بدت أماراتُها في شمال العالم وغربه وفي أمريكا- وستعلم جيدا أن الحياة الدنيا التي تتعشقها عشقا «مجازيا» دميمةً شوهاء، فانية زائلة.

    ولا ريب أنها ستبحث عن القرآن الكريم الذي له في كل عصر ثلاثمائة مليونٍ من العاملين له المتتلمذين عليه منذُ ألفٍ وثلاثمائة وستين سنة.. والذي يُصدِّق كل حكم من أحكامه ودعاويه ملايين من أرباب الحقيقة.. والذي يحـتفظ بمكانـته المقـدسة في قلوب ملايـين الحُفَّاظ في كل دقيقـة.. والـذي يُرشد البشرية بألسنـتهم، ويُبشِّرها بأسلوبه المعجز بالحياة الباقية والسعادة الدائمة، مُضمِّدا بها جِراحاتها الغائرة، بل يبشّر بها بالألوف من آياته القوية الشديدة المكررة، بل قد يخبر عنها صراحةً أو إشارةً بعشرات الألوف من المرات، ناصبا عليها ما لا يعد من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة والحجج الثابتة.

    فإن لم تفقد البشرية صوابها كليا ولم تقم عليها قيامة -مادية أو معنوية- فستبحث حتما عن القرآن الكريم المعجز البيان كما حدث في قارات العالم كلِّه ودولها العظمى، وحدث فعلا في السويد و النرويج و فنلندا، ومثلما يسعى لقبوله خطباء مشهورون من إنكلترا وتقوم بالبحث عنه جمعية تتحرى الدين الحق وهي ذات شأن في أمريكا.. ولابُدَّ أنهم بعد أن يُدركوا حقائقه سيعتصمون به ويلتفون حوله بكل مُهَجِهم وأرواحهم.

    ذلك لأنّه ليس من نظيرٍ للقرآن في معالجة هذه الحقيقة، ولن يكون، ولا يمكن أن يسد مسدّ هذه المعجزة الكبرى شيء قطعا.

    ثانيا:

    إن رسائل النور قد أظهرتْ خدماتِها كسيف ألماسي قاطع بيد هذه المعجزة الكبرى، حتى ألزمت الحجة أعداءَها العنيدين وألجأتهم إلى الاستسلام، وأنّها تقوم بوظيفتها بين يدي هذه الخزينة القرآنية من حيث كونها معجزةً لمعانيه المعجزة على نحو تستطيع أن تنور القلب والروح والمشاعر، مناولةً كلا منها علاجاتها الناجعة. ولا غرو فهي الداعية إلى هذا القرآن العظيم والمستفيضة منه وحده ولا ترجع إلّا إليه.

    وإنها إذ تقوم بمهمتها خير قيام، انتصرت في الوقت نفسه على الدعايات المغرضة الظالمة التي يشيعها أعداؤها، وقضت على أشد الزنادقة تعنتا، ودكّت أقوى قلاع الضلالة التي تحتمي بها وهي «الطبيعة» برسالة «الطبيعة»، كما بددت الغفلة وأظهرت نور التوحيد في أوسع ميادين العلوم الحديثة وأشد الظلمات الخانقة للغفلة بالمسألة السادسة «للثمرة» وبالحجج الأولى والثانية والثالثة.. والثامنة من رسالة «عصا موسى».

    ومن هنا فإنه من الضروري لنا -وأكثر ضرورةً للأمة- أن يفتح طلاب النور -في حدود القُدرات المتاحة- في كل مكان مدارسَ نورية صغيرة بعدما سمحت الدولة -في الوقت الحاضر- بفتح مدارس خاصة لتدريس الدين. ([6])

    صحيح أنّ كلَّ قارئ للرسائل يستطيع أن يستفيد منها شيئا لنفسه إلّا أنّه لا يستطيع أن يستوعب كل مسألة من مسائلها؛ ذلك لأنها إيضاح لحقائق الإيمان؛ فهي دروس علمية، ومعرفة إلهية، وسكينة للقلب وعبادة لله في الوقت نفسِه. ([7])

    إن النتائج التي كان يمكن الحصول عليها في المدارس الدينية طوال خمسٍ أو عشرِ سنوات يمكن الحصول عليها في مدارس النور في خمسة أو عشرةِ أسابيع بإذن الله، بل ضمنت تلك النتائج في العشرين سنة التي خلت والحمد لله.

    ثم بات من المسلّم به فائدة هذه الرسائل الداعية إلى القرآن؛ والتي هي لمعات من أنواره الباهرة، لحياة الأمة ولأمن البلاد؛ وحتى لحياتها السياسية فضلا عن حياتها الأخروية؛ فمن الضروري إذن للدولة ألّا تتعرض لها بسوء بل تسعى جادة إلى نشرها وتشجع الناس على قراءتها.. ليكون عملُها هذا كفّارة عما اقترفت من سيئآت فاحشة سابقة وسدا منيعا في وجه ما سيقبل من ويلات ومصائب وفوضى وإرهاب.


    عرّفنا بخالقنا

    [المسألة السادسة من رسالة الثمرة]

    هذه المسألة إشارة مختصرة إلى برهان واحد فقـط من بين ألوف البراهين الكلّية حول (الإيمان بالله) والذي تَمَّ إيضاحُه مع حِجَجِهِ القاطعة في عِدّة مواضع من رسائل النور.

    جاءَني فريق من طلاب الثانوية في «قسطموني» ([8]) قائلين:

    «عرّفنا بخالقنا، فإنّ مُدرّسينا لا يذكرون الله لنا!».

    فقلت لهم: «إن كل علم من العلوم التي تقرأونها يبحث عن الله دوما، ويعرّف بالخالق الكريم بلغته الخاصة. فاصغوا إلى تلك العلوم دون المدرسين».

    فمثلا: لو كانت هناك صيدلية ضخمة، في كل قنينة من قنانيها أدوية ومستحضرات حيوية، وضِعت فيها بموازين حساسة، وبمقادير دقيقة؛ فكما أنها ترينا أن وراءها صيدليا حكيما، وكيميائيا ماهرا، كذلك صيدلية الكرة الأرضية التي تضم أكثر من أربعمائة ألفِ نوعٍ من الأحياء نباتا وحيوانا، وكل واحد منها في الحقيقة بمثابة زجاجة مستحضراتٍ كيمياوية دقيقة، وقنينة مخاليطَ حيويةٍ عجيبة.

    فهذه الصيدلية الكبرى تُري حتى للعميان صيدليّها الحكيم ذا الجلال، وتعرّف خالقها الكريم سبحانه بدرجة كمالها وانتظامها وعظمتها، قياسا على تلك الصيدلية التي في السوق، وِفْقَ مقاييس علم الطب الذي تقرأونه.

    ومثلا: كما أنّ مصنعا خارقا عجيبا ينسج ألوفا من أنـواع المنسوجات المتنوعة، والأقمشة المختلفة، من مادة بسيطة جدا، يُرينا بلا شك أنّ وراءَه مهندسا ميكانيكيا ماهرا، ويعرّفه لنا؛

    كذلك هذه الماكنة الربانية السيارة المُسمَّاةُ بالكرة الأرضية، وهذا المصنع الإلهي الذي فيه مئات الآلاف من مصانعَ رئيسيةٍ، وفي كل منها مئات الآلاف من المصانع المتقنة، يعرّف لنا بلا شك صانعَه، ومالكَه، وِفْقَ مقاييس علم المكائن الذي تقرأونه، يعرّفه بدرجة كمال هذا المصنع الإلهي، وعظمته قياسا على ذلك المصنع الإنساني.

    ومثلا: كما أنّ حانوتا أو مخزنا للإعاشة والأرزاق، ومحلا عظيما للأغذية والمواد، أحضِرَ فيه -من كل جانب- ألفُ نوع من المواد الغذائية، ومُيِّز كلُّ نوع عن الآخر، وصُفِّف في محله الخاص به، يُرينا أنّ له مالكا ومدبرا؛

    كذلك هذا المخزن الرحماني للإعاشة الذي يسيح في كل سنة مسافةَ أربعةٍ وعشرين ألفَ سنة، في نظام دقيق متقن، والذي يضم في ثناياهُ مئات الآلاف من أصناف المخلوقات التي يحتاج كل منها إلى نوع خاص من الغذاء. والذي يمر على الفصول الأربعة فيأتي بالربيع كشاحنة محمولة بآلاف الأنواع من مختلف الأطعمة، فيأتي بها إلى الخلق المساكين الذين نَفَد قوتُهم في الشتاء. تلك هي الكرة الأرضية، والسفينة السُّبحانية التي تضم آلاف الأنواع من البضائع والأجهزة ومعلبات الغذاء. فهذا المخزن والحانوت الرباني، يُري -وِفْقَ مقاييس علم الإعاشة والتجارة الذي تقرأونه- صاحبَه ومالكَه ومتصرفَه بدرجة عظمة هذا المخزن، قياسا على ذلك المخزن المصنوع من قبل الإنسان، ويعرّفه لنا، ويحبّبه إلينا.

    ومثلا: لو أن جيشا عظيما يضم تحت لوائه أربعمائةَ ألفِ نوع من الشعوب والأمم، لكل جنس طعامه المستقل عن الآخر، وما يستعمله من سلاح يُغاير سلاحَ الآخر، وما يرتديه من ملابس تختلف عن ألبسة الآخر، ونمط تدريباته وتعليماته يُباين الآخر، ومدة عمله وفترة رُخَصِهِ هي غيرُ المدة للآخر.. فقائد هذا الجيش الذي يزوّدهم وحده بالأرزاق المختلفة، والأسلحة المتباينة، والألبسة المتغايرة، دون نسيان أي منها ولا التباس ولا حيرة، لهو قائد ذو خوارق بلا ريب؛

    فكما أن هذا المعسكر العجيب يرينا بداهة ذلك القائد الخارق، بل يحببه إلينا بكل تقدير وإعجاب؛ كذلك معسكر الأرض؛ ففي كل ربيع يجنّد مجددا جيشا سبحانيا عظيما مكونا من أربعمائة ألف نوع من شعوب النبـاتات وأمم الحيوانات، ويمنح لكل نوع ألبسته وأرزاقه وأسلحته وتدريبه ورخصه الخاصة به، من لدن قائد عظيم واحد أحد جل وعلا، بلا نسيان لأحد ولا اختلاط ولا تحير وفي منتهى الكمال وغاية الانتظام.. فهذا المعسكر الشاسع الواسع للربيع الممتد على سطح الأرض يُري -لأولي الألباب والبصائر- حاكمَ الأرض حسب العلوم العسكرية وربَّها ومدبرَها، وقائدَها الأقدس الأجلّ، ويعرّفه لهم، بدرجة كمال هذا المعسكر المهيب، ومدى عظمته، قياسا إلى ذلك المعسكر المذكور، بل يحبب مليكه سبحانه بالتحميد والتقديس والتسبيح.

    ومثلا: هَبْ أنّ ملايين المصابيح الكهربائية تتجول في مدينة عجيبة دون نَفَادٍ للوقود ولا انطفاء؛ ألا تُري -بإعجاب وتقدير- أنّ هناك مهندسا حاذقا، وكهربائيا بارعا لمصنع الكهرباء، ولتلك المصابيح؟..

    فمصابيح النجوم المتدلية من سقف قصر الأرض وهي أكبر من الكرة الأرضية نفسِها بألوف المرات حَسْبَ علمِ الفلك، وتسير أسرعَ من انطلاق القذيفة، من دون أن تخل بنظامها، أو تتصادم مع بعضها مطلقا ومن دون انطفاء، ولا نَفَاد وقودٍ وِفْقَ ما تقرأونه في علم الفلك.. هذه المصابيح تشير بأصابع من نور إلى قدرة خالقها غير المحدودة.

    فشمسنا مثلا وهي أكبر بمليون مرة من كرتنا الأرضية، وأقدم منها بمليون سنة، ما هي إلّا مصباح دائم، وموقد مستمر لدار ضيافة الرحمن.

    فلأجل إدامة اتقادها واشتعالها وتسجيرها كل يوم يلزم وقودا بقدر بحار الأرض، وفحما بقدر جبالها، وحطبا بقدر أضعاف أضعاف حجم الأرض، ولكن الذي يشعلها -ويشعل جميع النجوم الأخرى أمثالها- بلا وقود ولا فحم ولا زيت ودون انطفاء ويسيّرها بسرعة عظيمة معا دون اصطدام، إنما هي قدرة لا نهاية لها وسلطنة عظيمة لا حدود لها.. فهذا الكون العظيم وما فيه من مصابيح مضيئة، وقناديل متدلية يبين بوضوح -وِفْقَ مقاييس علم الكهرباء الذي قرأتموه أو ستقرأونه- سلطان هذا المعرض العظيم والمهرجان الكبير، ويعرّف منوّره ومدبّره البديع وصانعه الجليل، بشهادة هذه النجوم المتلألئة، ويحببه إلى الجميع بالتحميد والتسبيح والتقديس بل يسوقهم إلى عبادته سبحانه.

    ومثلا: لو كان هناك كتاب،كُتِبَ في كل سطر منه كتاب بخط دقيق وكُتِبَ في كل كلمة من كلماته سورة قرآنية، وكانت جميع مسائله ذات مغزى ومعنى عميق، وكلها يؤيد بعضها البعض، فهـذا الكتاب العجيب يُبيّنُ بلا شك مهارة كاتبه الفائقة، وقدرة مؤلفه الكاملة. أي إن مثل هذا الكتاب يعرّف كاتبه ومصنّفه تعريفا يضاهي وضوح النهار، ويبين كمـالَه وقـدرتَه، ويثير من الإعجاب والتقدير لدى الناظرين إليه ما لا يملكون معه إلّا ترديد: تبارك الله، سبحان الله، ما شاء الله!

    من كلمات الاستحسان والإعجاب؛ كذلك هذا الكتاب الكبير للكون الذي يُكتب في صحيفة واحدة منه، وهي سطح الأرض، ويُكتبُ في ملزمة واحدة منه، وهي الربيع، ثلثمائة ألف نوع من الكتب المختلفة، وهي طوائف الحيوانات وأجناس النباتات، كل منها بمثابة كتاب.. يُكتب كل ذلك معا ومتداخلا بعضها ببعض بلا اختلاط ولا خطأ ولا نسيان، وفي منتهى الانتظام والكمال بل يُكتب في كل كلمة منه كالشجرة، قصيدة كاملة رائعة، وفي كل نقطة منه كالبذرة، فهرسُ كتابٍ كامل. فكما أنّ هذا مشاهد وماثل أمامنا، ويُرينا بالتأكيد أن وراءه قلما سيالا يسطّر، فلكم إذن أن تقدروا مدى دلالة كتاب الكون الكبير العظيم الذي في كل كلمة منه معان جمة وحِكَم شتى، ومدى دلالة هذا القرآن الأكبر المجسم وهو العالم، على بارئه سبحانه وعلى كاتبه جل وعلا، قياسا إلى ذلك الكتاب المذكور في المثال. وذلك بمقتضى ما تقرأونه من علم حكمة الأشياء أو فن القراءة والكتابة، وتناوله بمقياس أكبر، وبالنظرة الواسعة إلى هذا الكون الكبير. بل تفهمون كيف يعرّف الخالقَ العظيم بـ«الله أكبر» وكيف يعلّم التقديس بـ«سبحان الله» وكيف يحبّب الله سبحانه إلينا بثناء «الحمد لله».

    وهكذا فإن كل علم من العلوم العديدة جدا، يدل على خالق الكون ذي الجلال -قياسا على ما سبق- ويعرّفه لنا سبحانه بأسمائه الحسنى، ويعلّمه إيانا بصفاته الجليلة وكمالاته. وذلك بما يملك من مقاييس واسعة، ومرايا خاصة، وعيون حادة باصرة، ونظرات ذات عبرة.

    فقلت لأولئك الطلبة الشباب: إن حكمة تكرار القرآن الكريم من: ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ﴾ و ﴿ رَبُّ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ إنما هي لأجل الإرشاد إلى هذه الحقيقة المذكورة، وتلقين البرهان الباهر للتوحيد، ولأجل تعريفنا بخالقنا العظيم سبحانه.

    فقالوا: شكرا لربنا الخالق بغير حد، على هذا الدرس الذي هو الحقيقة السامية عينُها، فجزاك الله عنا خير الجزاء ورضي عنك.

    قلت: إن الإنسان ماكنة حيوية، يتألم بآلاف الأنواع من الآلام، ويتلذذ بآلاف الأنواع من اللذائذ، ومع أنه في منتهى العجز، فان له من الأعداء ما لا يحد سواء الماديين أو المعنويين، ومع أنه في غاية الفقر فان له رغبات باطنة وظاهرة لا تحصر؛ فهو مخلوق مسكين يتجرّع آلام صفعات الزوال والفراق باستمرار.. فرغم كل هذا، فإنه يجد بانتسابه إلى السلطان ذي الجلال بالإيمان والعبودية، مستندا قويا، ومرتكزا عظيما يحتمي إليه في دفع أعدائه كافة، ويجد فيه كذلك مدار استمداد يستغيث به لقضاء حاجاته وتلبية رغباته وآماله كافة، فكما ينتسب كل إلى سيده ويفخر بشرف انتسابه إليه، ويعتز بمكانة منـزلته لديه، كذلك فإن انتساب الإنسان بالإيمان إلى القدير الذي لا نهاية لقدرته، وإلى السلطان الرحيم ذي الرحمة الواسعة، ودخوله في عبوديته، بالطاعة والشكران، يبدّل الأجلَ والموتَ من الإعدام الأبدي إلى تذكرة مرور ورخصة إلى العالم الباقي!. فلكم أن تقدّروا كم يكون هذا الإنسان متلذذا بحلاوة العبودية بين يدي سيده، وممتنا بالإيمان الذي يجده في قلبه، وسعيدا بأنوار الإسلام، ومفتخرا بسيّده القدير الرحيم شاكرا له نعمة الإيمان والإسلام.

    ومثلما قلت ذلك لإخواني الطلبة، أقول كذلك للمسجونين:

    إن مَن عرف الله وأطاعه سعيد ولو كان في غياهب السجن، ومَن غَفَلَ عنه ونَسِيَه شقي ولو كان في قصور مشيَّدة. فلقد صرخ مظلوم ذات يوم بوجه الظالمين وهو يعتلي منصة الإعدام فرحا جذلا وقائلا:

    إنني لا أنتهي إلى الفناء ولا أعدمُ، بل أسرّحُ من سجن الدنيا طليقا إلى السعادة الأبدية، ولكني أراكم أنتم محكومين عليكم بالإعدام الأبدي لما ترون الموت فناءً وعدما. فأنا إذن قد ثأرت لنفسي منكم. فَسلّم روحَه وهو قرير العين يردد: لا إله إلّا الله.

    سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ


    نكتة توحيدية في لفظ «هو»

    بِاسْمِهِ سُبْحَانَهُ

    وَاِنْ مِنْ شَيءٍ اِلاَّ يُسَبِـّحُ بِحَمْدِهِ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبدا دائما

    إخوتي الأعزاء الأوفياء!

    لقد شاهدتُ -مشاهدةً آنية- خلال سياحة فكرية خيالية، لدى مطالعة صحيفة الهواء من حيث جهته المادية فقط، نكتةً توحيدية ظريفة تولدت من لفظ «هو» الموجود في ﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ﴾ وفي ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ﴾ ورأيت فيها أن سبيلَ الإيمان سهل ويسير إلى حد الوجوب بينما سبيلُ الشرك والضلالة فيه من المحالات والمعضلات إلى حد الامتناع.

    سأبين بإشارة في منتهى الاختصار تلك النكتة الظريفة الواسعة الطويلة: نعم، إن حفنة من تراب، يمكن أن تكون موضعَ استنبات مئات من النباتات المزهرة إن وضعتْ فيها متعاقبةً. فإن أحيل هذا الأمر إلى الطبيعة والأسباب يلزم؛ إما أن تكون في تلك الحفنة من التراب مئات من المصانع المصغرة المعنوية، بل بعدد الأزهار... أو أن كلَّ ذرة من ذرات تلك الحفنة من التراب تعلم بناء تلك الأزهار المتنوعة وتركيبها بخصائصها المتنوعة وأجهزتها الحيوية، أي لها علم محيط وقدرة مطلقة بما يشبه علم الإله وقدرته!!.

    وكذلك الهواء الذي هو عرش من عروش الأمر والإرادة الإلهية، فلكلِّ جزء منه، من نسيم وريح، بل حتى للهواء الموجود في جزء من نَفَس الإنسان الضَئيل عندما ينطق كلمة «هو» وظائف لا تعد ولا تحصى.

    فلو أسندت هذه الوظائف إلى الطبيعة والمصادفة والأسباب؛ فإما أنه (أي الهواء) يحمل بمقياس مصغر مراكزَ بث واستقبال لجميع ما في العالم من أصوات ومكالمات في التلغراف والتلفون والراديو مع ما لا يحد من أنواع الأصوات للكلام والمحادثات، وأن يكون له القدرة على القيام بتلك الـوظـائف جميـعِها في وقت واحد.. أو أن ذلك الجزءَ من الهواء الموجود في كلمة «هو»، وكلَّ جزء من أجزائه وكل ذرة من ذراته، لها شخصيات معنوية، وقابليات بعدد كل مَن يتكلم بالتلفونات وجميع مَن يبث من البرقيات المتنوعة وجميع مَن يذيع كلاما من الراديوات، وأن تعلم لغاتهم ولهجاتهم جميعا، وتعلّمه في الوقت نفسه إلى الذرات الأخرى، وتنشره وتبثه. حيث إن قسما من ذلك الوضع مشهود أمامنا، وأن أجزاء الهواء كلها تحمل تلك القابلية..

    إذن فليس هناك محال واحد في طريق الكفر من الماديين الطبيعيين بل محالات واضحة جلية ومعضلات وإشكالات بعدد ذرات الهواء.

    ولكن إن أسند الأمر إلى الصانع الجليل، فإن الهواء يصبح بجميع ذراته جنديا مستعدا لتلقي الأوامر. فعندئذٍ تقوم ذراتُه بأداء وظائفها الكلية المتنوعة والتي لا تحد بإذن خالقها وبقوته وبانتسابها واستنادها إليه سبحانه، وبتجلي قدرة صانعها تجليا آنيا -بسرعة البرق- وبسهولة قيام ذرة واحدة بوظيفة من وظائفها وبيُسر تلفظ كلمة «هو» وتموج الهواء فيها. أي يكون الهواءُ صحيفةً واسعة للكتابات المنسقة البديعة التي لا تحصر لقلم القدرة الإلهية، وتكون ذراتُه بدايات ذلك القلم، وتصبح وظائف الذرات كذلك نقاط قلم القَدَر، لذا يكون الأمر سهلا كسهولة حركة ذرة واحدة.

    رأيت هذه الحقيقة بوضوح تام وبتفصيل كامل وبعين اليقين عندما كنت أشاهد عالم الهواء وأطالع صحـيفـته فـي سيـاحتي الفـكرية وتأمـلي في ﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ﴾ و ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ﴾ وعلمت بعلم اليقين أن في الهواء الموجود في لفظ «هو» برهانا ساطعا للوحدانية مثلما أن في معناه وفي إشارته تجليا للأحدية في غاية النورانية وحجة توحيدية في غاية القوة، حيث فيها قرينةُ الإشارة المطلقة المبهمة لضمير «هو» أي إلى مَن يعود؟ فعرفت عندئذٍ لماذا يكرر القرآنُ الكريم وأهلُ الذكر هذه الكلمة عند مقام التوحيد.

    نعم، لو أراد شخص أن يضع نقطة معينة -مثلا- على ورقة بيضاء في مكان معين، فإن الأمر سهل، ولكن لو طُلب منه وضع نقاط عدة في مواضع عدة في آن واحد فالأمر يستشكل عليه ويختلط. كذلك يرزح كائن صغير تحت ثقل قيامه بعدة وظائف في وقت واحد. لذا فالمفروض أن يختلط النظام ويتبعثر عند خروج كلمات كثيرة في وقت واحد من الفم ودخولها الأذن معا..

    ولكني شاهدتُ بعين اليقين، وبدلالة لفظ «هو» هذا الذي أصبح مفتاحا وبمثابة بوصلة، أن نقاطا مختلفة تعد بالألوف وحروفا وكلماتٍ توضع -أو يمكن أن توضع- على كل جزء من أجزاء الهواء الذي أسيح فيه فكرا بل يمكن أن توضع كلها على عاتق ذرة واحدة من دون أن يحدث اختلاط أو تشابك أو ينفسخ النظام، علما أن تلك الذرة تقوم بوظائف أخرى كثيرة جدا في الوقت نفسه، فلا يلتبس عليها شيء، وتحمل أثقالا هائلة جدا من دون أن تبدي ضعفا أو تكاسلا، فلا نراها قاصرةً عن أداء وظائفها المتنوعة واحتفاظها بالنظام؛ إذ ترد إلى تلك الذرات ألوفُ الألوف من الكلمات المختلفة في أنماط مختلفة وأصوات مختلفة، وتخرج منها أيضا في غاية النظام مثلما دخلت، دون اختلاط أو امتزاج ودون أن يفسد إحداها الأخرى. فكأن تلك الذرات تملك آذانا صاغية صغيرة على قدّها، وألسنةً دقيقة تناسبها فتدخل تلك الكلمات تلك الآذان وتخرج من ألسنتها الصغيرة تلك.. فمع كل هذه الأمور العجيبة فإن كل ذرة -وكل جزء من الهواء- تتجول بحرية تامـة ذاكرةً خالقَها بلسان الحال وفي نشوة الجذب والوجد قائلة: ﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ﴾ و ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ﴾ بلسان الحقيقة المذكورة آنفا وشهادتها.

    وحينما تحدث العواصفُ القوية وتدوّي أهازيجُ الرعد، ويتلمع الفضاءُ بسنا البرق، يتحول الهواء إلى أمواج ضخمة متلاطمة، بيد أن الذرات لا تفقد نظامها ولا تتعثر في أداء وظائفها فلا يمنعها شغل عن شغل... هكذا شاهدت هذه الحقيقة بعين اليقين. إذن، فإما أن تكون كلُّ ذرة -وكل جزء من الهواء- صاحبةَ علم مطلق وحكمة مطلقة وإرادة مطلقة وقوة مطلقة وقدرة مطلقة وهيمنة كاملة على جميع الذرات.. كي تتمكن من القيام بأداء هذه الوظائف المتنوعة على وجهها.. وما هذا إلّا محالات ومحالات بعدد الذرات وباطل بطلانا مطلقا. بل حتى لا يذكره أي شيطان كان..

    لذا فإن البداهة تقتضي -بل هو بحق اليقين وعين اليقين وعلم اليقين- أن صحيفة الهواء هذه إنما هي صحيفة متبدلة يكتب الخالقُ فيها بعلمه المطلق ما يشاء بقلم قُدرته وقَدَره الذي يحركه بحكمته المطلقة، وهي بمثابة لوحة محوٍ وإثبات في عالم التغيّر والتّبدل للشؤون المسطّرة في اللوح المحفوظ.

    فكما أن الهواء يدل على تجلي الوحدانية بهذه الأمور العجيبة المذكورة آنفا، وذلك لدى أداء وظيفة واحدة من وظائفها وهي نقل الأصوات، ويبين في الوقت نفسه بيانا واضحا محالات الضلالة التي لا تحصر، كذلك فهو يقوم بوظائف في غاية الأهمية وفي غاية النظام ومن دون اختلاط أو تشابك أو التباس كنقل المواد اللطيفة مثل الكهرباء والجاذبية والدافعة والضوء.. وفي الوقت نفسه يدخل إلى مداخل النباتات والحيوانات بالتنفس مؤديا هناك مهماته الحياتية بإتقان، وفي الوقت عينه يقوم بنقل حبوب اللقاح -أي وظيفة تلقيح النباتات- وهكذا أمثال هذه الوظائف الأساسية لإدامة الحياة؛ مما يثبت يقينا أن الهواء عرش عظيم يأتمر بالأمر الإلهي وإرادته الجليلة. ويثبت أيضا بعين اليقين أن لا احتمالَ قطعا لتدخل المصادفة العشواء والأسباب السائبة التائهة والمواد العاجزة الجامدة الجاهلة في الكتابة البديعة لهذه الصحيفة الهوائية وفي أداء وظائفها الدقيقة. فاقتنعْتُ بهذا قناعة تامة بعين اليقين وعرفتُ أن كل ذرة وكل جزء من الهواء تقول بلسان حالها: ﴿ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ﴾ و ﴿ قُلْ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ﴾.

    ومثلما شاهدت هذه الأمور العجيبة في الجهة المادية من الهواء بهذا المفتاح، (أعني مفتاح «هو») فعنصر الهواء برمته أصبح أيضا كلفظ «هو» مفتاحا لعالم المثال وعالم المعنى؛ إذ قد علمتُ أن عالم المثال كآلة تصوير عظيمة جدا تلتقط صورا لا تعد ولا تحصى للحوادث الجارية في الدنيا، تلتقطها في آن واحد بلا اختلاط ولا التباس حتى غدا هذا العالم يضم مشاهد عظيمة وواسعة أخروية تسع ألوف ألوف الدُنى تعرض أوضاع حالات فانية لموجودات فانية وتظهر ثمار حياتها العابرة في مشاهد ولوحات خالدة تعرض أمام أصحاب الجنة والسعادة الأبدية في معارض سرمدية مذكّرةً إياهم بحوادث الدنيا وذكرياتهم الجميلة الماضية فيها.

    فالحجة القاطعة على وجود اللوح المحفوظ وعالم المثال ونموذجها المصغر هو ما في رأس الإنسان من قوة حافظة وما يملك من قوة خيال، فمع أنهما لا تشغلان حجم حبة من خردل إلّا أنهما تقومان بوظائفهما على أتم وجه بلا اختلاط ولا التباس وفي انتظام كامل وإتقان تام، حتى كأنهما يحتفظان بمكتبة ضخمة جدا من المعلومات والوثائق. مما يثبت لنا أن تينك القوتين نموذجان للوح المحفوظ وعالم المثال.

    وهكذا لقد عُلم بعلم اليقين القاطع أن الهواء والماء ولا سيما سائل النطف، واللذان يفوقان الترابَ في الدلالة على الله -الذي أوردناه في مستهل البحث- صحيفتان واسعتان يكتب فيهما قلمُ القدَر والحكمة كتابة حكيمة بليغة، ويجريان فيهما الإرادة وقلم القدر والقدرة. وان مداخلة المصادفة العشواء والقوة العمياء والطبيعة الصماء والأسباب التائهة الجامدة في تلك الكتابة الحكيمة محال في مائة محال وغير ممكن قطعا.

    ألف ألف تحية وسلام إلى الجميع.



    الكلمة الثانية عشرة | الكلمات | الكلمة الرابعة عشرة

    1. لقد وَقعَت هذه الحادثةُ فعلا في أمريكا. (المؤلف)
    2. أحد أولئك رسائل النور كما يراها الجميع. (المؤلف)
    3. الإمام الرباني، المكتوبات ج٢ (المكتوب ٤٩): «الراضي بالضرر لا يستحق النظر».
    4. المقصود: سجن «أفيون» حيث دخله الأستاذ النورسي وطلاب النور سنة ١٩٤٨.
    5. انظر: البخاري، الأدب ٥٧، ٦٢، الاستئذان ٩؛ مسلم، البر ٢٣، ٢٥، ٢٦؛ أبو داود، الأدب ٤٧؛ الترمذي، البر ٢١، ٢٤؛ ابن ماجه، المقدمة ٧.
    6. لقد ألغيت المدارس الدينية في تركيا منذ أواخر العشرينات حتى سنة ١٩٥٠.
    7. حتى إن لم يكن أحدهم بحاجة إلى التعلم فهو بلا شك في شوق إلى العبادة أو إلى المعرفة الإلهية أو إلى اطمئنان القلب وسكينته. ولهذا فان رسائل النور درس ضروري لكل فرد. (المؤلف).
    8. مدينة تقع شمالي تركيا، نفي إليها الأستاذ النورسي سنة ١٩٣٦م وظل فيها تحت الإقامة الجبرية إلى أن سيق منها سنة ١٩٤٣ موقوفا لمحاكمته في محكمة الجزاء الكبرى في «دنيزلي».