On Beşinci Şuâ/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("أن آلاف الأجرام والنجوم المستطيرة نارا وَتَكْبُرُ الأرضَ ألف مرة وتنطلق وتجرى متداخلة أسرعَ من سرعة القذائف مائة مرة وهي جامدة لا شعور لها، كأنها سائبة، حتى إن ما أخطأت إحداها سبيلَها لدقيقة واحدة مصادفةً واصطدمت مع أخرى لا شعور لها اختلط الحابل بالن..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    ("فما من جهة نظر إليها السائح إلّا وأورثته الوحشةَ والدهشة والحيرة والخوف، فندم على صعوده إلى السماء ألف ندم، إذ قد اختل العقل والخيال واضطربا كليا. حتى ليقولا: إننا لا نريد معرفة مثل هذه المعاني القبيحة الأليمة المعذبة كعذاب جهنم، بل نربأ بأنفسنا حتى عن..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    637. satır: 637. satır:
    أن آلاف الأجرام والنجوم المستطيرة نارا وَتَكْبُرُ الأرضَ ألف مرة وتنطلق وتجرى متداخلة أسرعَ من سرعة القذائف مائة مرة وهي جامدة لا شعور لها، كأنها سائبة، حتى إن ما أخطأت إحداها سبيلَها لدقيقة واحدة مصادفةً واصطدمت مع أخرى لا شعور لها اختلط الحابل بالنابل وعمّت الفوضى وحدث ما يشبه القيامة في ذلك العالم غير المحدود.
    أن آلاف الأجرام والنجوم المستطيرة نارا وَتَكْبُرُ الأرضَ ألف مرة وتنطلق وتجرى متداخلة أسرعَ من سرعة القذائف مائة مرة وهي جامدة لا شعور لها، كأنها سائبة، حتى إن ما أخطأت إحداها سبيلَها لدقيقة واحدة مصادفةً واصطدمت مع أخرى لا شعور لها اختلط الحابل بالنابل وعمّت الفوضى وحدث ما يشبه القيامة في ذلك العالم غير المحدود.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فما من جهة نظر إليها السائح إلّا وأورثته الوحشةَ والدهشة والحيرة والخوف، فندم على صعوده إلى السماء ألف ندم، إذ قد اختل العقل والخيال واضطربا كليا. حتى ليقولا: إننا لا نريد معرفة مثل هذه المعاني القبيحة الأليمة المعذبة كعذاب جهنم، بل نربأ بأنفسنا حتى عن مشاهدتها، لأن وظيفتنا الأساس رؤية الحقائق الجميلة وإراءتها، وإذ يقولان هكذا إذا بتجل مِن ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ أشرقت الأسماء الإلهية: «خالق السماوات والأرض» و «مسخر الشمس والقمر» و «رب العالمين» وأمثالها.. أشرقت كالشمس من بروج الآيات الكريمة:
    O seyyah, hangi tarafa baktı ise dehşet ve vahşet ve hayret ve korkmak aldı, göğe çıktığına bin pişman oldu. Akıl ve hayal bütün bütün bozuldular. “Bizim vazifemiz güzel hakikatleri görmek ve göstermek iken, böyle cehennem gibi çirkin ve azaplı manaları bilmek, müşahede etmek vazifesinden istifa ediyoruz ve istemiyoruz.” derken, birden اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ tecellisi ile Hâlıku’s-semavati ve’l-arz ve Musahhirü’ş-şemsi ve’l-kamer ve Rabbü’l-âlemîn gibi çok isimler, her biri birer güneş gibi وَلَقَد۟ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّن۟يَا بِمَصَابٖيحَ ve اَفَلَم۟ يَن۟ظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَو۟قَهُم۟ كَي۟فَ بَنَي۟نَاهَا وَزَيَّنَّاهَا ve ثُمَّ اس۟تَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ فَسَوّٰيهُنَّ سَب۟عَ سَمٰوَاتٍ gibi âyetlerin burçlarında tulû ettiler. Bütün semavatı nurla, meleklerle doldurdular, bir büyük camiye ve mescide ve ordugâha çevirdiler.
     
    </div>
    ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ  ﴾ (الملك:٥) ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا ﴾ (ق:٦) و ﴿ ثُمَّ اسْتَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ فَسَوّٰيهُنَّ سَبْعَ سَمٰوَاتٍ ﴾ (البقرة:٢٩)
     
    فملأت أنوار تلك الأسماء السماوات كلها بالنور والملائكة.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">

    18.14, 27 Mart 2024 tarihindeki hâli

    Diğer diller:

    الحجة الزهراء

    عبارة عن مقامين

    يبدو هذا الدرس ظاهرا رسالةً صغيرة، إلّا أنها في الحقيقة رسالةٌ عظيمة وقوية وواسعة جدا. وهي فاكهةٌ إيمانية وثمرة قرآنية فردوسية أينعت من حياتي التفكرية ومن اتحاد علم اليقين وعين اليقين في حياة النور المعنوية التحقيقية.

    سعيد النورسي

    المقام الأول

    على ثلاثة أقسام

    من الدرس الذي أُلقي في المدرسة اليوسفية الثالثة. وهو خلاصة الخلاصة للمكتوب العشرين.

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    وبه نستعين

    فالذي قضى خمسا وثلاثين سنة معتزِلا الناسَ، وودّع الدنيا ونسيَها، ولاسيما في الليالي، حتى استوحش من الناس، لكثرة ما عانى من المراقبة المستديمة والترصّد الدائم لأعماله ترصدا ينطوي على حقد وضغينة وسوء طويّة، طوال ثلاثٍ وعشرين سنة، حتى أصبح يتضايق من أن يقضي ساعةً من وقته مع أحدٍ من الناس وفي مكان واحد، سوى مَن يشتاق إلى رسائل النور ومَن يقوم بمعاونته.. أقول: لقد نقلوا هذا الضعيف -أنا العاجز- إلى الزنـزانة الخامسة كرها، حيث الازدحام على أشده. ومنعوا إخوتي من التردد عليّ، بحجةِ رَفْعي دعوى إلى محكمة التمييز حول وضعي في السجن المنفرد أحد عشر شهرا.

    فحينما كنت مضطربا وقلِقا على عدم تحمل العيش في هذا الازدحام الكثيف، إذا بالجو يبرد بردا شديدا -علامةً على الغضب- بحيث لو كنت في مكاني السابق لما تحملتُه قطعا. فانقلب لي العُسر يسرا، ونـزلت بي تلك الشدةُ رحمةً منه تعالى.

    فخطر للقلب:

    على الرغم من قيام طلاب النور بأداء وظيفتهم -ونيابةً عنك- في تبليغ حقائق رسائل النور بجدّ وإخلاص، في كل ردهة من ردهات السجن، فإن هذه الردهة الخامسة الشبيهة بموضع انـزواء الزاهدين يتجدد دائما ويتبدل، فهي إذن أحوجُ ما تكون إلى دروس النور.

    وكذا الشباب والشيوخ لاشك أنهم بأمسّ الحاجة إلى دروس يقينية وراسخة في إثبات وجوده تعالى وإثبات وحدانيته سبحانه. حيث يقرؤون ما تكتبه الصحفُ من هجوم الروس على الإيمان بهجمات الإلحاد الرهيبة، وإنكار الخالق العظيم.

    فالذي ورد إلى القلب أثناء الأذكار عقب الصلاة هو هذا. وذكرتُ بدوري التهليلَ الذي أذكره منذ السابق عقب صلاة الفجر عشر مرات، وهو: «لا إلٰهَ إلّا الله وحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ وهو حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وهو عَلى كل شَيءٍ قَدِيرٌ وإلَيْهِ المَصِيرُ». ([1])

    هذا التهليل العظيم والتوحيد الجليل الذي يحمل الاسم الأعظم -حسب روايةٍ- قد فصّله «المكتوب العشرون» العظيمُ تفصيلا واضحا ساطعا كالشمس، وذلك في إحدى عشرة كلمة من كلماته في أحد عشر برهاناً من براهينِ وجوب وجوده تعالى ووحدانية ربوبيته، وأورد إحدى عشرة بشارة من البشارات السارة.

    نعم، كنت أكرر هذه الجملة المقدسة بتدبر عميق مع التفكر في خلاصةٍ موجزة للمكتوب العشرين، فخطر للقلب فجأةً: ألقِ هذه الخلاصة الموجزة درسا للعالم الفاضل «نادر» ومن يقيم هنا من الشباب. وأنا بدوري قلت: بسم الله.. وبدأت بإلقاء الدرس:

    إن في هذا الكلام التوحيدي إحدى عشرة بشارة، وإحدى عشرة حجة إيمانية. سأشير إلى الحجج وحدَها بإشارة قصيرة جدا مُحيلا إيضاحاتِها وبشاراتها إلى «المكتوب العشرين» وإلى أجزاء رسائل النور.

    وعندما كتبتُ هذا الدرس، رأيتُ من الأنسب أيضا إدراجَ مالم أُفصح عنه للمسجونين من كلمات ونكات فيه.

    وهكذا، فالكلمات الإحدى عشرة من ذلك الكلام التوحيدي هي الآتية:

    الكلمة الأولى: «لا إله إلّا الله»

    إن الحجة الإيمانية في هذه الكلمة هي رسالة «الآية الكبرى» تلك الرسالة الخارقة التي لا نظير لها.

    فقد أدت إلى نيل طلاب النور بالبراءة من المحكمة، وظهورِهم في سجن «دنيزلي» وانتصارهم في كلٍ من محاكم «أنقرة ودنيزلي» وانتشارها بالخفاء انتشارا مؤثرا. مثلما أصبح طبعُها سرا سببا لاعتقال طلابها تسعة أشهر.

    نعم، إن شعاع «الآية الكبرى» أظهر ثلاثةً وثلاثين إجماعا عظيما وحججا كلية في الكون كله، مع إشارته في كل حُجة كلية إلى براهينَ غير محدودة تُثبت وجودَ واجبِ الوجود، ووحدانيتَه إثباتا ساطعا واضحا وضوح النهار. فيستنطق السماوات بكلمات النجوم في المقدمة ثم الأرضَ بجُمَل الحيوانات والنباتات وهكذا حتى يستنطق الكونَ كله بكلمات حقائق الحدوث والإمكان والتغيّر..

    فعلى الذين يطلبون إيمانا راسخا لا يتزعزع والباحثين عن سيف لا ينثلم تجاه الفوضى الملحدة أن يراجعوا رسالة «الآية الكبرى».

    الكلمة الثانية: «وحده»

    والإشارة الوجيزة إلى الحجة التي فيها هي:

    أن في كل جهة من جهات هذا الكون وفي كل ناحية من نواحيه تُشاهَد وحدةٌ واضحة:

    فمثلا: الكون كله أشبه ما يكون بمدينة عامرة، وقصر شامخ وكتاب بليغ مجسم، بحيث إن كلَ آية فيه، بل كل حرف من حروفه، بل كل نقطة من نقاطه في حُكم معجزةٍ وقرآنٍ مجسّد.

    نعم، فكما يبين هذا وحدةً واضحة في الكون، فإن مصباحَ ذلك القصر مصباحٌ واحد، وقنديلَه الذي يبين الأوقات واحد أيضا، وطبّاخه المالك للنار.. واحد. وساقيه بالماء.. واحد، وهكذا واحد.. واحد.. واحد. حتى يبلغ الألف وواحد من الواحد والوحدة.

    وبإظهار الكون هذه الوحدة في كل شيء، يثبت أن صاحبَ ذلك القصر وتلك المدينة وذلك الكتاب، ذلك القرآن الكبير المجسم، وكاتبَه ومصنّفَه، موجودٌ وواحدٌ أحدٌ.

    الكلمة الثالثة: «لا شريك له»

    والإشارة المختصرة جدا إلى ما فيها من حجة هي:

    الآية الجليلة: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُٓ اٰلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ اِذًا لَابْتَغَوْا اِلٰى ذِي الْعَرْشِ سَب۪يلًا ﴾ (الإسراء:٤٢) التي هي منبعُ شعاع «الآية الكبرى» وأستاذه، وأساسه.

    نعم، لو كان معه آلهةٌ ولها مُداخلة في الخلق والإيجاد والربوبية لَفَسد نظامُ الكون كله واختل. بينما يُشاهَد أكملُ نظام وأدقّه في كل شيء ابتداءً من جناح ذبابة صغيرة، ومن بؤبؤ عينها ومن حجيرتها الصغيرة وانتهاءً إلى الطائرات الجوية، تلك هي الطيور التي لا تعد ولا تحصى، وإلى المنظومة الشمسية.. ففي كل شيء في الوجود يُرى أكملُ نظام سواءً أكان جزئيا أم كليا، صغيرا أم كبيرا. مما يُثبت هذا النظامُ الأكمل إثباتا لا يحتمل الشك أنّ الشرك محالٌ وجودُه، وأنه معدومٌ أصلا، ويُثبت أيضا إثباتا واضحا وجودَ واجبِ الوجود ووحدته.

    الكلمة الرابعة: «له الملك»

    وإشارة قصيرة جدا إلى ما فيها من حجة طويلة هي:

    أننا نشاهد بأبصارنا أنّ وراء حجاب الغيب مَن هو متصرفٌ بالأمور مالكٌ لقدرة مطلقة لا يحدّها حدّ ويملك من العلم مالا يحدّه حدود، إذ جَعل وجه الأرض مزرعةً واسعة سعةَ الأرض كلها، ينثر فيها كل ربيع بذورا تزيد على مائة ألف نوع من النباتات، ينثرها جميعا معا ومختلِطا بعضها ببعض، ثم يجني محاصيلَها جنيا متمايزا دون اختلاط ولا التباس مع انتظام كامل، ويوزّع بيد الرحمة والحكمة على مائتي ألف نوع من الحيوانات ما يلائمُهم من رزق معيّن على حسب حاجتهم. وهكذا يُصرّف الأمور على سعة ملكه الواسع الفسيح، الغني المعطاء. ولاسيما مزرعة الأرض.

    فالذي لا يؤمن بهذا المتصرف الحكيم والملك الرحيم يضطر إلى إنكار هذه الأرض مع محاصيلها ويكون كالسوفسطائيين الحمقى.

    الكلمة الخامسة: وهي «وله الحمد»

    إن إشارة مختصرة جدا إلى ما فيها من حجة واسعة جدا هي:

    أننا نشاهد بأبصارنا وندرك بعقولنا إدراكا لحد البداهة: أن رزاقا رحيما ومحسنا كريما يتصرف ويدبّر أمور مدينة الكون ويرعى شؤون حي الأرض، ويربّي معسكر الإنسان والحيوان، حتى إنه حوّل الأرض إلى سفينة تجارية، وإلى قطار لجلب الأرزاق، ليبعث على الشكر والحمد بما يغدُق من نِعَمه التي لا تعد ولا تحصى جاعلا من الربيع المبسوط على وجه الأرض ما هو بمثابة عربة القطار، المشحونة بمائة ألف نوع ونوع من أنواع الأطعمة، وملأ الأثداء الشبيهة بالمعلّبات باللبن السائغ لإمداد ذوى الحياة المعوزين الذين نفدت أرزاقُهم نهاية الشتاء. فمَن يملك ذرة من عقل يؤمن بلا شك أن هذا الأمر إنما هو من أفعالِ رزاقٍ رحيم. ومن لا يؤمن بهذا ويضل ضلالا بعيدا يضطر إلى إنكار جميع النعم المنضودة والأرزاق المعينة الباعثة على الحمد والشكر، وليس هو إلّا أحمقَ حيوانٍ مضر.

    الكلمة السادسة: وهي «يحيي»

    إن إشارة مختصرة جدا إلى ما فيها من حجة هي:

    ما أُثبِتَ في «الكلمة العاشرة» وفي أجزاء رسائل النور بالبراهين القوية أنه: يُبعث على سطح الأرض في كل ربيع جيشٌ سبحاني ضخم مؤلََّف من ثلاثمائة ألف نوع من أنواع ذوى الحياة وبما لا يحد من الأفراد في أشكال متنوعة وأنماط مختلفة. فتُوهَب لها الحياةُ، وتُجهَّز بكل ما يلزم الحياةَ وبانتظام كامل، مما يبين لنا مائة ألف نموذج من نماذج الحشر الأعظم، بل من أماراته..

    فالذي يحيي كل تلك المخلوقات المتنوعة غير المحدودة معا، وهي مختلطةٌ ومكتنفة ومتشابكة بعضُها في بعض، بلا سهو ولا خطأ ولا نقص، ومن دون تحيّر، ويميّزها برغم اختلاطها وامتزاجها، وبلا نسيان لأحد منها، ويهب لها الحياة بكمال الميزان والنظام ويبعثها من نُطَفها التي هي قطرات ماء متماثلة، ومن نواها المتشابهة، ومن حبيبات لا يتميز بعضُها عن بعض إلّا قليلا، ومن بويضات الحشرات التي هي عينُ الأخرى ومن نُطف الطيور، ومن بويضاتها التي هي عين بعضها أو بفروق طفيفة.. فالذي يحيي تلك المئات من الألوف من ذوى الحياة التي تضم أفرادا لا تعد ولا تحصى، المتباينةِ صورةً، وصنعة ومعيشةً، ويبعث تلك المئات من الألوف من الأحياء، ويكتب مائة ألف كتاب مختلفٍ بعضُها عن بعض على صحيفة الأرض والربيع، يكتبها معا ومتداخلا وبلا خطأ كتابةً في أتم إتقان، ويتصرف فيها بعناية لا حدّ لها ويعمل فيها بحكمة لا منتهى لها. نعم.. إن الذي يفعل هذا إنما هو الخلاق العليم وهو المحيي والحي القيوم.. فمَن لا يعتقد بهذا لاشك أنه مضطر إلى إنكار نفسه وإنكار جميع الأحياء المنتشرة على الأرض كافة والمعلقة على شريط الزمان في جميع مواسم الربيع الماضية والموجودة على وجوه الأرض الحية والفضاء الحي.. وما هو إلّا أحمقُ الأحياء وأشقاهم.

    الكلمة السابعة: وهي «ويميت»

    إن إشارة في منتهى الاختصار إلى حججها هي:

    أننا نشاهد عندما تُسرَّح ثلاثمائة ألف نوع من الأحياء من وظائفها باسم الموت في الخريف، فإنّ كلَّ نوع وكلَ فرد يُودِع بذورَه إلى يد الحكمة للحفيظ الجليل، تلك البذور التي هي عُليباتُ صحائفِ أعماله، وفهارسُ أفعالهِ، وقوائم ما سيعمله في الربيع المقبل، وهي شبيهةٌ بروحه الباقية من جهة -كبُذيرات التين المتناهية في الصغر التي تحمل جميعَ قوانين الحياة لشجرتها، فهي بمثابة روح باقية لها- فيَكتب فيها الخلّاقُ الحكيم، الحي الذي لا يموت، بقلم القَدَر-كالكتابة في القوة الحافظة- تاريخَ حياة الشجرة وكأنها كتابٌ ضخم.. فمَن لا يؤمن بهذا الخلّاق الحكيم الحي الذي لا يموت، ليس هو إنساناً أحمق وحيواناً فاقد الشعور فقط، بل هو كذلك أشقى من شيطان تُضرم به نارُ جهنم ومحكوم عليه بالموت الأبدي.

    نعم، إن هذه الأفعال المذكورة والتي تشير إلى حجج هذه الكلمات، وهي أفعال حكيمة كلية محيطة وفي منتهى الإعجاز وتضم ما لا يتناهى من المعجزات والخوارق.. هذه الأفعال لا يمكن أن تكون بلا فاعل قطعا، بل ذلك محال بمائة محال، وباطل إطلاقا، فإسنادُها إلى الأسباب العمياء الصماء العاجزة الفاقدةِ للشعور، الجامدةِ المختلطة المستولية غير المنتظمة، ممتنعٌ بألف مرة ومرة ولا أساس له قطعا.

    فلو فُوّضت تلك الأفعالُ الحكيمة إلى غير الفاعل الحكيم لَلَزم وجودُ قدرة مطلقة وحكمة مطلقة وإتقانٍ بديع كلي تخص تَشَكُّل جميعِ الأعشاب والأزاهير في كل ذرة من ذرات التراب.. ويلزم وجودُ قابليةِ فهـمٍ وإفهامِ أقوال ومكالمات وكلماتِ جميعِ الهواتف والراديوات في كل ذرة من ذرات الهواء. كما ذُكر في نكتة توحيدية في لفظ «هو» في «مرشد الشباب».

    وهذا المفهوم الغريب العجيب لا يسع أيَّ شيطان كان أن يقنع به أحدا قط،

    فالكفر والإنكار الذي هو خارجٌ عن نطاق العقل إلى هذا الحد وبعيدٌ كل البعد عن الحقيقة وهو إهانةٌ للكائنات كلها وتَعدّ على حقوقها.. لا جزاءَ له إلّا النار، وهو عينُ العدالة. فينبغي القول: «لتعش جهنم لمثل هؤلاء المنكرين».

    الكلمة الثامنة: «وهو حي لا يموت»

    إن إشارة مختصرة جدا إلى ما فيها من حجة هي:

    أن الشُميسات المشاهَدة مثلا أثناء النهار على حَباب وجه البحر وعلى سطح النهر الجاري، تختفي بذهاب تلك الحباب، فتَظهر الشُميسات التي تعقبها كسابقاتها، فتشير بهذا إلى الشمس التي في السماء وتشهد عليها. وتدل بزوالها ووفاتها على وجود شمس دائمية وعلى بقائها.

    كذلك المخلوقات على وجه بحر الكون المتبدل دوما وفي فضائه المتجدد الذي لا يحد، وفي مزرعة ذراته، هذه المخلوقاتُ تسيل سراعا وباستمرار في نهر الزمان الذي يتموج محتضنا جميعَ الحوادث والموجودات الفانية، وتموت مع أسبابها الظاهرية. فيذوق كونٌ الموتَ كلَّ سنة، وكلَ يوم، ويحل آخرُ جديدٌ محله، وتموت دنىً سيارةٌ باستمرار وعوالمُ سيالةٌ في مزرعة الذرات بعد أخذ المحاصيل منها.

    فكما تُبين الحبابُ والشُميساتُ بزوالها الشمسَ الدائمة، فإن وفاةَ تلك المخلوقات غير المحدودة وزوالَ تلك المحاصيل، وتسريحها مع أسبابها الظاهرية تسريحا بكمال الانتظام، تدل دلالة قاطعة كالنهار الأبلج والشمسِ في وضح النهار على وجوب وجود الحي الذي لا يموت، على الشمس السرمدية، على الخلاق الباقي، على الآمر الأقدس، وعلى وحدانيته جلّ وعلا وعلى وجوده، دلالة ظاهرة أظهرَ من وجود الكائنات نفسها بألف مرة.. والشاهد على هذا كل موجود بحدّ ذاته وكل الموجودات معا.

    فلا شك أَنْ قد أدركتم مدى حماقةِ وصمم وجنايةِ مَن لا يسمع هذه الأصوات العالية التي تملأ فضاءَ الكون كله وهذه الشهاداتِ القاطعةَ الصادقة.

    الكلمة التاسعة: وهي «بيده الخير»

    إن إشارة في منتهى الاختصار إلى ما فيها من حجة هي:

    أننا نشاهد في كل دائرة من دوائر هذا الكون وفي كل نوع من أنواعه وفي كل طبقة من طبقاته حتى في كل فرد من أفراده، بل في كل عضو من أعضائه، بل حتى في كل حجيرة من حجيرات جسمه، مَخزنا احتياطيا ومستودَعا لادّخار الرزق، ومزرعةً وخزينة تهيئ ما يلزمه ويَقيه ، وتُسلّم -ما فيها- يدٌ غيبية إلى يد ذلك المخلوق في أنسب وقت ومن حيث لا يحتسب، بل بشكل خارجٍ عن طَوقه وإرادته، ضمن انتظام تام على وفق ميزان دقيق، ويتم ذلك كله في منتهى الحكمة وغاية العناية..

    فالجبال مثلا تَدّخِر كلَّ ما يلزم الأحياء والإنسان من معادنَ وأدويةٍ وكلَّ ما يلزم متطلبات الحياة. فهي خزائن مُلئت في غاية الكمال بأمر الواحد الأحد وبتدبيره. مثلما الأرضُ مزرعةٌ وبَيدرٌ ومطبخٌ تُهيئ أرزاق جميع الأحياء وبكمال الانتظام والميزان،

    وذلك بقوة الرزاق الحكيم، بل إن في كل إنسان وفي كل عضو من أعضائه مخزنا ومستودعا للادّخار، بل حتى في كل حجيرة من حجيرات الجسم أيضا مخزنٌ صغير يناسبه لخزن الاحتياطي من الأرزاق.. وهكذا في كل موجود مخزنٌ، حتى إن مخزنَ الآخرة هو دارُ الدنيا، ومزرعةُ الجنة ومستودَعُها هو عالمُ الإسلام وعالم الإنسانية الحقة، الذي تنبعث منه الحسناتُ والحُسنُ والأنوار. ومخزنٌ من مخازن جهنم هو المواد الفاسدة والطوائف الملوثة التي تُنتج حناظل الشرور والقبح والكفر، تلك الشرور الناتجة من العدم والملوِّثة لعوالم الوجود التي هي الخير. ومخزنُ حرارة النجوم وموردها جهنمُ، وخزينةُ أنوارها ومصدرها الجنةُ..

    وهكذا فإن كلمةَ «بيده الخير» بإشارتها إلى جميع تلك الخزائن غيرِ المحدودة تبين حجة ساطعة جدا.

    نعم، إن هذه الكلمة، وكذا عبارة: «بيده مقاليد كل شيء» حجتان للربوبية والوحدانية لا منتهى لسعتهما، وهما ذات خوارق ومعجزات لا حدود لها، تبيّنها هاتان الجملتان لمن لم يُطمَس على عينه. فانظر مثلا من تلك الخزائن والمقاليد غير المحدودة إلى هذه فحسب:

    إن المدبّر الحكيم المالك لمفاتيح البذور والنوى، تلك المخازنُ الصغيرة التي يضم كلٌ منها أجهزةَ منهاجِ مقدَّراتِ شجرة ضخمة أو زهرة فوّاحة، كما يوقظ بوّابَ بذرةٍ بأمره «أَفِقْ» بمفتاح الإرادة، وبميزانِ نظام تام؛ كذلك يفتح خزينةَ الأرض الهائلة بمفتاح الغيث، فيفتح جميعَ المخازن الصغيرة أي الحبيبات التي هي نطف النباتات وجميعَ مبادئ الحيوانات، والقطرات التي هي نطف الطيور والحشرات المتشكلة من هواء وماء، يفتحها جميعا ومعا وبلا خطأ وذلك بتلقّيها أمرَ الانفتاح والانكشاف.. ويفتح سبحانه في الوقت نفسه جميعَ خزائن الكون الكلية والجزئية، المادية والمعنوية، بمفتاح خاص لكل منها بيد الحكمة والإرادة والرحمة والمشيئة.

    فإن كنت تريد أن تعرف هذا وتراه فانظر إلى مخازنك الصغيرة وهي قلبُك ودماغُك وجسدك ومعدتك. وانظر إلى حديقتك وإلى الربيع الذي هو زهرةُ الأرض وإلى أزاهيره وثمراته، فإنه سبحانه يفتحها بيد غيبية بمفاتيح متباينة متنوعة آتية من مصنع ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ . يفتحها بكمال النظام والميزان والرحمة والحكمة، فيُخرج رطلا بل مائة رطل من المطعومات أحيانا من درهم من عُليبات صغيرة، يُخرجها بكمال الانتظام والميزان مقيما بها ضيافةً فاخرة لذوي الحياة.

    فهل من الممكن أن تتدخل قوةٌ عمياء وطبيعة صماء ومصادفة عشواء وأسبابٌ جامدة جاهلة عاجزة في فعلٍ لانهاية له يؤدّى إلى هذه الدرجة من الانتظام والعلم والبصيرة، وفي صنعةٍ دقيقةٍ ذات حكمة تامة لا تدنو منها المصادفةُ قطعا، وفي تصرّفٍ موزون لا خطأ فيه إطلاقا، وفي ربوبيةٍ جليلةٍ عادلةٍ عدالةً تامة لا ظلم فيها أصلا؟

    وهل يمكن لمن لا يرى الأشياء كافة في آن واحد ولا يستطيع إدارتها كلها دفعةً واحدةً، ولا يجعل الذراتِ والنجومَ السيارة معا تحت أمره أن يتدخل في هذه الإدارة وتصريفِ الأمور التي جوانبُها كلها ذات حكمة ومعجزة وميزان؟

    وهكذا فمن لا يؤمن بمثل هذا المتصرف للأمور، المدبّر الرحيم، والربّ الحكيم، والذي بيده الخير، وله مقاليد كل شيء، ويضل ضلالا بعيدا، ليس له إلّا النار التي تستعر وتغضب حتى ﴿ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ﴾ (الملك:٨) كما قال تعالى. فتقول جهنمُ بلسان حالها: إنه يستحق عذابي الخالد فليس هو أهلا للرحمة.

    الكلمة العاشرة: وهي «وهو على كل شيء قدير»

    إن إشارة مختصرة جدا إلى ما فيها من حجة هي:

    أن كل ذي شعور يأتي إلى هذه الدنيا المضيف، ويفتح عينه يرى: قدرةً تُمسك الكونَ كله في قبضتها، وتضم علما أزليا مطلقا لا يضلّ ولا ينسى وحكمةً سرمدية لا عبث فيها إطلاقا وتشمل عنايةً بالغة، بحيث تجعل كل فرد من أفراد جيش الذرات منجذبا جذبة مولوية، فتستخدمها في وظائف شتى، وتُجري في اللحظة نفسها الكرة الأرضية في دائرة واسعة تبلغ مسافتها أربعة وعشرين ألف سنة في سنة واحدة وتديرها كالعاشق المولوى المجذوب بالقانون نفسه.

    وإذ هي تجلب محاصيل المواسم إلى الحيوانات والإنسان، تجعل بالقانون نفسه في اللحظة نفسها الشمسَ مكوكا ودولابا وتُديرها في مركزها دورانَ منجذبٍ عاشقٍ أيضا مسخِّرةً النجومَ السيارة التي هي أفرادُ جيش المنظومة الشمسية في خدمات ووظائف جليلة بكمال الميزان والانتظام.

    وأن القدرة نفسها تكتب بقانون الحكمة نفسها في اللحظة نفسها مئاتِ الألوف من الأنواع على صحيفة الأرض كافة، والتي كل منها بمثابة مئات الألوف من الكتب، تكتبها معا ومتداخلة، وبلا التباس ولا سهو، مُظهرةً بها ألوفا من نماذج الحشر الأعظم.

    وأن القدرة نفسها، في اللحظة نفسها تحوّل صحيفة الهواء إلى لوحةِ محوٍ وإثبات، جاعلةً من ذراتها كلها كأنها نهايات قلم ذلك الكتاب ونقاطِه، مستعمِلةً إياها في وظائف كثيرة ضمن ما يعيّنه الأمر والإرادة الإلهية، حتى إنها أعطت قابلية إلى كلٍ من تلك الذرات لتتلقى الكلمات والمكالمات كلها كأنها تعلَم بها وتنشرها بلا خطأ ولا حيرة كأنها أُذينات صغيرة ولُسينات دقيقة. مما يُثبت أن عنصر الهواء عرشٌ للأمر والإرادة الإلهية.

    وهكذا فقياسا على هذه الإشارة المختصرة: فالذي جعل هذا الكون في حكم مدينة منسّقة، وقصر عامر، ومضيف فاخر، وكتاب معجز، وقرآن مبين، ويمسك في قبضة قدرته بميزان العلم ونظام الحكمة جميعَ طبقات المخلوقات ودوائرها وطوائفها ابتداءً من ذرة من ذراتها وانتهاءً إلى مجموع الكون كلِه، ويدبّر شؤونه ويتصرف فيه، ويُظهر ضمن تلك القدرة الجليلة حكمتَه البالغة ورحمتَه الواسعة، ويُعلِم ضمن ربوبيته المطلقة ويُعرّف بها وجودَه ووحدانيتَه تعريفا ظاهرا كالشمس في رابعة النهار. فيطلب إزاء تعريفه التعرّفَ إليه بالإيمان، وإزاءَ تودُّدِه ودَّه بالعبادة، وإزاء آلائِه شكرَه وحمدَه.

    فالذين لا يعرفون هذا الرحمن الرحيم ولا يَسْعون بالعبودية لحبِّه، بل يَضلون إلى الإنكار فيُضمرون نوعا من العداء تجاهه.. هؤلاء ليسوا إلّا شياطين في صور أناسي، وفي حكم نماردة صغار وفراعنة صُغر. ولاشك أنهم يستحقون عذابا خالدا لا نهاية له.

    الكلمة الحادية عشرة: وهي «وإليه المصير»

    أي إن المصير هو إلى دائرة حضوره، وإلى عالَمِه الباقي، وإلى دار آخرته، وإلى منـزل سعادته السرمدية، كما أنه مرجع جميع مخلوقات الكون فتستند إليه وترجع إلى قدرته جميعُ سلسلة الأسباب، علماً أن الأسباب ستائر وُضعتْ أمام تصرفات تلك القدرة، لأجل الحفاظ على هيبتها وعزتها المقدسة. فجميعُ الأسباب الظاهرية ستائرُ لا تأثير لها في الإيجاد قطعا. فلولا أمرُه جلّ وعلا وإرادتُه لا يقدر شيء -حتى الذرة- من الحركة.

    نشير إشارة مختصرة إلى ما في هذه الكلمة من حجة فنقول:

    أولا: إن حقيقة الحشر والآخرة والحياة الباقية التي تعبّر عنها هذه الكلمة المقدسة نحيل إثباتها والتصديق بها إلى «الكلمة العاشرة» وذيولِها وإلى «الكلمة التاسعة والعشرين» التي تُثبت تحققَها القاطع كتحقق الربيع المقبل، وإلى «المسألة السابعة من رسالة الثمرة»، وإلى شعاع «المناجاة»، وإلى الأجزاء الإيمانية لرسائل النور.

    حقا إن تلك الرسائل قد أثبتت هذا الركن الإيماني بحجج لا منتهى لها، بأنّ تحقق الآخرة ثابتٌ بدرجةِ تَحقُّق وجود الدنيا بحيث تلجئ حتى أعتى المنكرين إلى التصديق به.

    ثانيا: إن ثُلث القرآن المبين يبحث في الآخرة والحشر، ويبني كل الدعاوى على تلك الحقيقة. لهذا فكما أن جميعَ معجزات القرآن وحججه التي تثبت أحقيتَه تدل على وجود الآخرة، كذلك جميعُ معجزات الرسول ﷺ الشاهدة على صدق نبوته وجميعُ دلائل نبوته وجميعُ حجج صدقه تشهد على الآخرة والحشر؛

    لأن أعظم ما دعا إليه ذلك النبي الكريم ﷺ طوال حياته كلها هو الآخرة، كما أن مائة وأربعة وعشرين ألفا من الأنبياء الكرام عليهم السلام قد دَعوا جميعُهم إلى الحياة الباقية والسعادة الأبدية وبشّروا البشرية بها وأثبتوا صدقَ دعواهم بما لا يحد من المعجزات والدلائل القاطعة. فلا شك أن جميع معجزاتهم وحججهم الدالة على نبوتهم وعلى صدقهم في دعواهم تشهد أيضا على الآخرة والحياة الباقية التي هي أعظمُ وأدوم دعواهم.

    فقياسا على هذا فإن جميع الأدلة التي تثبت سائر الأركان الإيمانية تشهد بدورها على حدوث الآخرة وعلى انفتاح أبواب دار السعادة الخالدة.

    ثالثا: إن خالق هذا الكون الذي خلقه بجميع ذراته وسياراته وأجزائه وطبقاته مقلِّدا كلا منها بوظيفة بل وظائفَ كثيرة بكمال الحكمة ومسخِرا لها باستمرار إظهارا لكماله وقدرته وربوبيته، والذي يُرسل طوائفَ المخلوقات قافلةً إثر قافلة بل يرسل دنىً متعاقبة متجدّدة سيالة إلى مَضيف هذا العالم وإلى ميدان امتحان هذه الحياة الدنيوية لِيُظهر تجليات غير محدودة لأسمائه الحسنى السرمدية وليلتقط صور تلك المخلوقات وأعمالها وأوضاعها بكامرات برزخية وسينمات أخروية منصوبة في عالم المثال. ومن بعد تسريحها يرسل طوائف أخرى قافلة إثر قافلة، بل يرسل نوعا من دنى سيارة وسيالة إلى ذلك الميدان، لأجل أن تتسنّم وظائف جليلة وتصبح مرايا لتجليات أسمائه الحسنى.

    فهل من الممكن لهذا الخالق الجميل، الصانع الجليل، الله ذي الكمال، أن لا يجعل دار ثواب وجزاء؟ وأن لا يقيم الحشر والنشور لنوع الإنسان الذي يقابِل بالشعور والعقل في هذه الدنيا الفانية جميعَ مقاصد ذلك الخالق الكريم، والذي يحبّ ذلك الخالق ويحبّبه بجميع استعداداته، والذي يعرفه ويعرّفه، ويتوسل إليه بأدعية لا حد لها لبلوغ السعادة الأبدية والبقاء الأخروي، والذي يسأل الحياة الباقية التي هي اللذة بعينها يسألها بجميع فطرته وروحه واستعداده لما يتألم آلاما لا حد لها بالعقل الذي يحمله. فهل يمكن أن لا يكون لهذا الإنسان ثواب وعقاب؟ حاش لله وألف مرة كلّا..

    إن تفاصيل وإيضاح هذه الإشارة المختصرة موجودة بأسطع صورها وأقوى حججها في رسائل النور؛ لذا نحيل إليها ونختصر هذه المسألة الطويلة جدا.

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    خلاصة مختصرة لسورة «الفاتحة»

    من درس واحد فقط أُلقي في المدرسة اليوسفية الثالثة في فترة قصيرة جدا أثناء نقلي من التجريد والسجن الانفرادي إلى الردهة العامة ومعاشرة الآخرين.

    القسم الثاني

    نموذج لدرس قصير جدا أُلقي على طلاب النور في السجن

    لقد أَمرت «الفاتحة» التي في الصلاة، القلبَ لبيان قطرة من بحرها ولمعة من فيوضات الألوان السبعة لشمسها. ولقد كتبنا نكات لطيفة في غاية الطِيب والجمال لهذه الخزينة القرآنية السامية في كل من المكتوب التاسع والعشرين -في قسم منه- وبخاصة في السياحة الخيالية في «ن» نعبد وفي رسالة «الرموز الثمانية»، وفي تفسير «إشارات الإعجاز» وفي سائر أجزاء رسائل النور. إلّا أنني اضطررت -من جهة- إلى كتابة تفكري في الصلاة لإشارات تلك الخلاصة القرآنية الطيبة إلى أركان الإيمان وحججه فقط ولخلاصتها التي هي في منتهى الاختصار كالقسم الأول.

    أبدأ بـ «الحمد لله» محيلا ﴿ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾ إلى عدد من رسائل النور.

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ❀ اَلرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ❀ مَالِكِ يَوْمِ الدّ۪ينِ ❀ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ❀ اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَق۪يمَ ❀ صِرَاطَ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّٓالّ۪ينَ ❀ ﴾ آمين.

    الكلمة الأولى: وهي ﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ ﴾

    إن إشارة في منتهى الاختصار إلى حجتها الإيمانية هي:

    أن مبعث الحمد والشكر في الكون؛ هو الآلاء والنِعَم التي تُغدَق قصدا ولاسيما إرسال اللبن الخالص السائغ للشاربين من بين فرث ودم للصغار والأطفال العاجزين، والإحسانات والهدايا الاختيارية، والإكرامات والضيافات الرحيمة التي غطت سطح الأرض برمّته، بل غمرت الكونَ كله، وأن ما يقدّم لها من أثمان وقدْر لقيمتها هي قول: «بسم الله» بدءاً ثم «الحمد لله» ختاما؛

    وبينهما الإحساس بالإنعام من خلال النعمة نفسها، ثم البلوغ منه إلى معرفة الرب الجليل. فانظر إلى نفسك بالذات وإلى معدتك وإلى حواسك؛ كم هي محتاجة إلى أمور كثيرة ونِعم وفيرة! وكم تطلب الأرزاق واللذائذ والأذواق بأثمان الحمد والشكر! أَبْصِر هذا وقِس على نفسك كل ذي حياة.

    وهكذا فإن الحمد غير المتناهي المنطلق بألسنة الأحوال والأقوال؛ إزاء هذه الآلاء الشاملة؛ يبين كالشمس الساطعة ربوبيةً عامة وموجوديةَ معبودٍ محمودٍ ومُنعمٍ رحيم.

    الكلمة الثانية: وهي ﴿ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾

    إن إشارة مختصرة جدا إلى ما فيها من حجة هي:

    أننا نشاهد بأبصارنا أن في هذا الكون ألوفَ العوالم والأكوان الصغيرة، بل ملايين منها، وأغلبها متداخل بعضها في البعض؛ وبرغم أن إدارة كل منها وشرائطَ تدبير شؤونها متباينة، فإنها تُدار في منتهى التربية والتدبير والإدارة. فالكون كله صحيفة مبسوطة أمام نظره جل وعلا في كل آن، وجميع العوالم تُكتب كسطر بقلم قدرته وقَدَره، وتُجدَّد وتُغيَّر.فتنبعث شهاداتٌ كلية وجزئية وبعدد الذرات والموجودات الحاصلة من تركّبها، وفي كل لحظة وآن، على وجوب وجود ربّ العالمين ووحدانيته، الذي يدير هذه الملايين من العوالم والكائنات السيالة بربوبية مطلقة ذات علم وحكمة لانهاية لهما وذات عناية ورحمة وسعتا كلَ شيء.

    إن من لا يصدّق بربوبية جليلة تربّي وتدبّر الأمور؛ ابتداءً من مزرعة الذرات إلى المنظومة الشمسية وإلى دائرة درب التبانة؛ ومن حجيرة في الجسم إلى مخزن الأرض وإلى الكون كله، تربّيها وتدبّر شؤونها بالقانون نفسه وبالربوبية نفسها وبالحكمة عينها، ولا يستشعر بها ولا يدركها ولا يشاهدها، يجعل نفسه بلا شك أهلا لعذاب خالد ويسلب عنه الإشفاق والرحمة عليه.

    الكلمة الثالثة: وهي ﴿ اَلرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴾

    إن إشارة مختصرة جدا إلى ما فيها من حجة هي:

    أنه يُشاهَد بوضوح ضوء الشمس وجودُ الرحمة غير المتناهية في الكون وحقيقتُها. فهذه الرحمة الواسعة تشهد شهادة قاطعة -كشهادة الضياء على الشمس- على رحمن رحيم محتجب بستار الغيب.

    نعم، إن قسما مهما من الرحمة هو الرزق، حيث يُعطى معنى الرزاق لاسم الله «الرحمن». والرزقُ نفسه يدل على الرزاق الرحيم دلالة واضحة إلى درجة تجعل مَن له ذرة من شعور مضطرا إلى التصديق والإيمان.

    فمثلا: إنه سبحانه يهيئ أرزاق جميع ذوي الحياة، ولاسيما للعاجزين وبخاصة للصغار، وهم منتشرون على الأرض كافة والفضاء كله، يهيئها لهم بصورة خارقة وهى خارج نطاق اختيارهم واقتدارهم، من غير شيء؛ من نوىً متماثلة، من قطرات ماء، من حبّات تراب.

    حتى إنه يسخّر للفراخ الضعاف العاجزة عن الطيران والجاثمة في أوكارها على قمم الأشجار، أمهاتِها وكأنها جندية متأهبة لتلقي الأوامر، فتجول الخضار وتجوب السواقي لجلب الأرزاق إليها.

    بل يسخّر اللبؤةَ الجائعة لشبلها، فتُطعمه مما حصلت عليه من لحم دون أن تأكل.

    ويُرسل من بين فرث ملوّث ودم أحمر لبنا سائغا للشاربين، إلى صغار الحيوانات والإنسان، يرسله من ينابيع الأثداء، بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تلوث، جاعلا شفقة والداتهم مُعينةً لهم.

    وكما أنه يُهرِع الأرزاقَ الملائمة إلى جميع الأشجار المحتاجة إلى نوع من الرزق بصورة خارقة، يُنعم على مشاعر الإنسان التي تطلب نوعا من أرزاق مادية ومعنوية؛

    ويُحسن لعقله وقلبه وروحه مائدةً واسعة جدا من الأرزاق. حتى كأن الكائنات مئات الألوف من موائد النعم المتداخلة ومئات الألوف من سفرات الأطعمة المتباينة، مكتنفٌ بعضها ببعض كأوراق الزهرة وكأغلفة العرانيس، غلافا داخل غلاف. فتدل لمن لم يطمس على عينه، على الرحمن الرزاق والرحيم الكريم بألسنة بعدد تلك السُفرات المبسوطة وبمقدار ما عليها من أطعمة، ألسنة متباينة متغايرة كلية وجزئية.

    وإذا قيل: إن ما في هذه الدنيا من المصائب والقبائح والشرور تنافي تلك الرحمة التي وسعت كل شيء؛ وتعكّر صفوها!

    الجواب: لقد أوفت جوابَ هذا السؤال الرهيب أجزاءُ رسائل النور؛ ولاسيما «رسالة القدر». نحيل إليها مشيرين إشارة قصيرة إليه:

    إن لكل عنصر ولكل نوع ولكل موجود؛ وظائفَ متعددة كلية وجزئية؛ ولكلٍ مِن تلك الوظائف نتائج كثيرة وثمرات وفيرة. والأكثرية المطلقة منها هي نتائج جميلة ومصالح نافعة وخيرات ورحمات. وقسم قليل منها يصبح شرا وقبحا جزئيا وظاهريا وظلما إزاء فاقدي القابلية والمباشرين به خطأً، أو المستحِقين للجزاء والتأديب، أو لما يكون وسيلة لإثمار خيرات كثيرة.

    فلو مَنعت الرحمةُ ذلك العنصرَ وذلك الموجودَ الكلي عن القيام بتلك الوظيفة للحيلولة دون مجيء ذلك الشر الجزئي، لَمَا حصلت إذن جميعُ نتائجها الخيّرة الجميلة الأخرى. فتحصل من الشرور والقبائح بعدد تلك النتائج، حيث إن عدم الخيرِ شرٌ، وإفسادَ الجمال قبحٌ. بمعنى أن مئاتٍ من الشرور والمظالم تُقترف للحيلولة دون مجيئ شرٍّ واحد، وهذا مناف كليا للحكمة والمصلحة والرحمة التي تتسم بها الربوبية.

    مثال ذلك: أن الثلج والبَرَد والنار والمطر وماشابهها من الأنواع ينطوي كلٌ منها على مئاتٍ من الحكم والمصالح، فإذا ما قام أحدُ المهمِلين بسوء اختياره بارتكاب شر بحق نفسه كأن أدخل يده في النار ثم قال: ليس في خَلقِ النار رحمة، فإن فوائد النار الخيّرةَ الرحيمة -النافعة وهي لا تعد ولا تحصى- تكذّبه في قوله وتصفعه على فمه.

    ثم إن أهواء الإنسان ومشاعره السفلية التي لا تَرى العقبى؛ لا تكون -قطعا- مقياسا ومحكّا وميزانا لقوانين الرحمانية والحاكمية والربوبية الجارية في الكون؛ إذ يَرى الوجودَ من خلال تلك المشاعر حسب ألوان مرآته. فالقلب المظلم الخالي من الرحمة يَرى الكائناتِ باكية قبيحة تتمزق بين مخالب الظلم وتتقلب في خضم الظلمات.

    بينما لو أبصرها ببصر الإيمان يجدها على صورة إنسان كبير متسربل بسبعين ألف حُلّة قشيبة مَخِيطة بالرحمات والخيرات والحِكَم، بعضُها فوق بعض كأنها حورية من الجنة لَبِست سبعين حلّة من حللها. ويجدها باسمةً دوما بالرحمة ضاحكةً مستبشرة. ويُشاهِد نوعَ الإنسان الذي فيه كونا مصغرا، وكلَّ إنسان عالما أصغر، فيقول من أعماق قلبه وروحه:

    ﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ❀ اَلرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ❀ مَالِكِ يَوْمِ الدّ۪ينِ ﴾

    الكلمة الرابعة: وهي ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدّ۪ينِ ﴾

    إن إشارة مختصرة جدا إلى ما فيها من حجة هي:

    أولا: إن جميع الدلائل المشيرة على الحشر والآخرة والشاهدةِ على حجةِ «وإليه المصير» في ختام القسم الأول من هذا الدرس، تشهد كذلك على الحقيقة الإيمانية الواسعة التي تشير إليها ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدّ۪ينِ ﴾.

    ثانيا: كما أن ربوبية صانع هذا الكون ورحمتَه الواسعة وحكمتَه السرمدية، وكذا جمالُه وجلالُه وكمالُه الأزلي الأبدي، وكذا صفاتُه الجليلة المطلقة ومئات من أسمائه الحسنى، تستدعي كلها الآخرة قطعا -كما قيل في ختام الكلمة العاشرة- كذلك القرآن الكريم بألوف من آياته وبراهينه.. وكذا الرسول الكريم محمد ﷺ بمئات من معجزاته وحججه.. وكذا جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام.. وكذا الكتب السماوية والصحف المقدسة بدلائلها غير المحدودة، تشهد جميعا على الآخرة.

    وبعد، فمَن لا يؤمن بالحياة الباقية في الدار الآخرة إنما يقذف نفسه في جهنمَ معنويةٍ يُنشِئُهَا الكفر، فيقاسي العذاب دوما،

    ولمّا يزل في الدنيا، حيث تُنْـزِل الأزمنةُ الماضيةُ جميعُها والمستقبلة والمخلوقات والكائنات بزوالها وفراقها مطرَ السَّوء على روحه وقلبه فتذيقه آلاما لا حدّ لها وأعذِبةً كعذاب جهنم قبل أن يَدخلها في الآخرة. كما وُضِّح ذلك في رسالة «مرشد الشباب».

    ثالثا: نشير برمز ﴿ يَوْمِ الدّ۪ينِ ﴾ إلى حجة عظيمة وقوية للحشر. ولكن حالة فجائية معينة سبّبت في تأخير تلك الحجة إلى وقت آخر. وربما لم تبق حاجة إليها بعد؛ لأن رسائل النور قد أَثبتت بمئات الحجج القوية القاطعة أن مجيء صبحِ الحشر وحلولَ ربيعِ النشور يقينٌ كمجيء النهار عقب الليل ومجيء الربيع عقب الشتاء.

    الكلمة الخامسة: وهي ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾

    قبل الإشارة إلى ما فيها من حجة، ورَدَ إلى القلب بيانُ سياحةٍ خيالية ذات حقيقة بيانا موجزا بناءً على إيضاح «المكتوب التاسع والعشرين» لها، وهي كالآتي:

    بينما كنت أبحث عن معجزات القرآن، كما هو مبين في رسائل النور، ولاسيما في تفسير «إشارات الإعجاز» وفي رسالة «الرموز الثمانية». وحينما وجدتُ بضع معجزات حول الإخبار الغيبي في آية الختام لسورة الفتح؛ والمعجزة التاريخية في الآية الكريمة ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجّ۪يكَ بِبَدَنِكَ ﴾ (يونس:٩٢) بل وجدتُ لمعاتِ إعجازٍ متعددةً في كثير من كلمات القرآن ونكاتٍ إعجازيةً دقيقة في بعض حروفه.. في هذه الأثناء وأنا أقرأ سورة الفاتحة في الصلاة ورد إلى قلبي سؤال؛ ليعلّمني معجزةً من معجزات «ن» التي في «نعبد. ونستعين».

    والسؤال هو: لِمَ قال: ﴿ نعبد.. نستعين ﴾ بنون المتكلم مع الغير، ولم يقل «أعبد.. أستعين»؟

    وعلى حين غرة فُتح أمام خيالي ميدانُ سياحة واسعة من باب تلك الـ«ن». فعلمتُ بدرجة الشهود السرَّ العظيم في صلاة الجماعة، وشاهدت منافعها الجليلة وعلمت يقينا أن هذا الحرف الواحد معجزة بذاتها، وذلك:

    عندما كنت أصلى في ذلك الوقت في جامع «بايزيد» وأثناء قولي: ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾ رأيت أن جماعةَ ذلك الجامعِ يؤيدون دعواي هذه بقولهم مثل ما أقول؛ ويشاركونني مشاركة تامة في دعواي هذه وفي دعائي الذي في ﴿ إهدنا ﴾ مصدِّقين إياي..

    في هذا الوقت بالذات رُفع ستارٌ من أمام خيالي فرأيت كأن مساجد إستانبول كلها قد تحولت إلى «مسجد بايزيد» كبير وجميع المصلين فيها يقولون مثلي: ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾ مصدّقين دعواي ومؤَمّنين على دعائي. ومن خلال اتخاذهم صورة شفعاء لي، رُفع ستار آخر أمام خيالي،

    فرأيت أن العالم الإسلامي قد اتخذ صورة مسجد عظيم جدا وأخذت مكةُ المكرمة والكعبة المشرّفة بمثابة محراب ذلك المسجد العظيم وقد يمّم جميعُ المصلين الصافين المتراصين وجوهَهم بشكل حلقات شطرَ ذلك المحراب المقدس وهم يقولون مثلي: ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ❀ اِهْدِنَا.. ﴾ وكلٌ منهم يصدّق الكلَ ويدعو باسمهم، جاعلا جميعَ المصلين شفعاء له.

    وحينما كنت أفكر أن طريقا يسلكها جماعة عظيمة إلى هذا الحد لا تكون طريقا عوجا قطعا ولا تكون دعواها إلّا صوابا، ولا يُردُّ دعاؤها بل تطرد شبهات الشيطان.. وإذ أنا أصدّق منافع الصلاة العظيمة في جماعة تصديقا شهوديا، رُفع ستارٌ آخر،

    ورأيت:

    كأن الكون مسجد كبير وجميع طوائف المخلوقات منهمكة في صلاة جماعية كبرى، ﴿ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْب۪يحَهُ ﴾ (النور:٤١)، يؤدي نوعا من صلاة خاصة به بلسان الحال، إيفاءً لعبودية واسعة عظيمة جدا إزاء ربوبية المعبود الجليل المحيطة، فيصدّق كلٌ منهم شهادةَ الجميع على التوحيد بحيث يحصل كل منهم على إثبات النتيجة نفسها. وإذ كنت أشاهد هذه الأمور، رُفع ستار آخر،

    ورأيت:

    كما أن الكون الذي هو إنسان كبير يقول بلسان الحال وبلسان الاستعداد والحاجة الفطرية لكثير من أجزائه، وبلسان المقال لذوي الشعور من موجوداته: ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾ مُظهِرين عبوديّتهم لخالقهم إزاء ربوبيته الرحيمة، كذلك جسدي، هذا الكون الصغير، كجسد كل مصلٍّ معي في تلك الجماعة العظمى يقول بذراته وبقواه وبمشاعره أيضا: ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾ بلسان الطاعة والحاجة، إزاء ربوبيةِ خالقه، منقادا للأمر الإلهي مستسلما لإرادته سبحانه، ورأيت أن تلك الجماعة من الذرات والقوى والمشاعر تَعرِض في كل آن حاجَتها إلى عناية خالقها الجليل وتبسطها أمام رحمته وإعانته.

    وشاهدتُ بإعجابٍ السرَّ الرفيع للجماعة في الصلاة، وأبصرت المعجزةَ الجميلة لـ«ن» نعبد. واستودعت تلك السياحة الخيالية لدى باب «ن» الذي دخلتها منه. وحمدتُ الله قائلا: الحمد لله. وسعيت لأقول ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾ بلسان تلك الجماعات الثلاث، أولئك الأصدقاء الكبار والصغار.

    والآن انتهت المقدمة، ونرجع إلى ما نحن بصدده.

    وهو إشارة مختصرة إلى الحجة التي تشير إليها ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾.

    أولا: إننا نشاهد بأبصارنا فعاليةً وخلاقية مَهِيبتين دائمتين وفي أتم انتظام وانسجام تَجريان في الكون بأسره ولاسيما على سطح الأرض. ونشاهد ربوبية مطلقة رحيمة مدبِّرة ضمن هذه الفعالية والخلاقية تستجيب لاستعاناتٍ واستغاثات تنطلق مما لا يُحد من ذوي الحياة غير المحدودة واستمداداتِها ودعواتِها الفعلية والحالية والقولية استجابةً تتسم بكمال الحكمة ومنتهى العناية. ونرى تجلياتِ ألوهيةٍ مطلقة ومعبودية عامة ضمن هذه الربوبية وضمن مظاهر استجابةِ كلِّ كائن حي على حدة استجابةً فعلية لمقابلة ألوف الأنماط من العبادات الفطرية والاختيارية التي تؤديها جميع المخلوقات ولاسيما ذوي الحياة وبخاصة طوائف الإنسان، يراها العقل السليم ويبصرها الإيمان. كما تخبر عنها جميع الكتب السماوية والأنبياء الكرام عليهم السلام.

    ثانيا: إن انشغال كل جماعة من الجماعات الثلاث المذكورة في المقدمة، بما ترمز إليه «ن» نعبد؛ انشغالَها جميعا ومعا بعبادات فطرية واختيارية وبأشكال مختلفة تدل بالبداهة على أنها مقابَلةٌ شاكرة إزاء ألوهيةٍ معبودة وشهاداتٌ قاطعة لا حد لها على وجود المعبود المقدس.

    وإن لكل جماعة من الجماعات الثلاث المذكورة ولكل طائفة من طوائفها، ولكل فرد من أفرادها ابتداءً من مجموع الكون كله إلى جماعةِ ذراتِ جسد واحد، استعانةً فعلية وحالية، ولكل منها دعاء خاص بها كما يرمز إلى ذلك «ن» نستعين. فالسعي لإعانة كل منها وأغاثتِها واستجابةِ دعائها، شهادةٌ صادقة لا تقبل الشبهة قطعا على مدبِّرٍ رؤوفٍ رحيمٍ.

    فمثلا: مثلما ذَكرتْ «الكلمة الثالثة والعشرون»: أن استجابة الأنواع الثلاثة للأدعية التي تدعو بها جميع المخلوقات على الأرض كافةً، استجابةً خارقة جدا ومن حيث لا يحتسب، تشهد شهادة قاطعة على ربّ رحيم مجيب...

    نعم، كما أننا نشاهد بأبصارنا استجابةَ دعاءِ كلِّ نواة وكل بذرة تسأل خالقها بلسان الاستعداد لتصبح شجرة وسنبلة. كذلك نشاهد إرسالَ الأرزاق إلى جميع الحيوانات التي تقصر أيديها عنها، وإعطاءَها ما يلزم حياتها، واستجابةَ مطاليبها التي هي خارجة عن طوقها؛ والتي تسألها من واحدٍ أحدٍ بلسان الحاجة الفطرية.

    فهذه الاستجابات والإمدادات تشهد شهادة صادقة على خالق كريم يستجيب لجميع تلك الأدعية المنطلِقة بلسان الحاجة الفطرية، كما نشاهدها بأم أعيننا؛ ويَدفع مخلوقاتٍ عجيبة لا شعور لها لإمداد تلك الحيوانات في أنسب وقت و في أتم حكمة.

    وهكذا فقياسا على هذين القسمين؛ فإن استجابةَ جميع أنواع الأدعية التي تُسأل بلسان المقال؛ ولاسيما أدعية الأنبياء عليهم السلام والخواص، استجابةً خارقة، تشهد على حجة الوحدانية التي في ﴿ وَاِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾.

    الكلمة السادسة: وهي ﴿ اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَق۪يمَ ﴾.

    إن إشارة في منتهى الاختصار إلى حجتها هي:

    كما أن أقصر الطرق المؤدية من مكان إلى آخر هي الطريق المستقيم، وأن أقصر الخطوط الممتدة بين نقطة وأخرى بعيدةٍ عنها هو الخط المستقيم؛ كذلك إن أصوبَ طريق في المعنويات وفي الطرق المعنوية وفي المسالك القلبية وأكثرَها استقامة هي أقصرُها وأيسرها.

    فمثلا: إن جميع الموازنات والمقايسات المعقودة في رسائل النور بين طريق الإيمان والكفر تبيّن بيانا قاطعا أن طريق الإيمان والتوحيد أقصرُ الطرق وأصوبُها وأيسرها وأكثرها استقامة، بينما طرق الكفر والإنكار طويلة جدا وذات مشكلات ومخاطر.

    فلاشك أن هذا الكون الذي يُساق في طريق ذات استقامة وحكمة -وهي أقصر الطرق وأسهلها في كل شيء- لا يمكن أن تكون فيه حقيقة الشرك والكفر. بينما حقائق الإيمان والتوحيد واجبة وضرورية في هذا الكون ضرورةَ الشمس فيه.

    وكذا فإن أيسر الطرق في الأخلاق الإنسانية وأنفعَها وأقصرها وأسلمها هي في الصراط المستقيم وفي الاستقامة.

    فمثلا: إذا فَقدتْ القوة العقلية الحدَّ الوسط، وهو الحكمة والاستقامة، التي هي سهلة نافعة، تهوي بالإفراط والتفريط في خبٍ مضر وبلاهةٍ ذات بلية، فتعاني المهالك في طرقها الطويلة.

    وإن لم تسلك القوةُ الغضبية طريقَ الشجاعة التي هي حد الاستقامة، هوت بالإفراط في تهور وتجبّر ذي أضرار بالغة وظلم شنيع، وبالتفريط إلى كثير من التخوف والتجبن المذلّ المؤلم، فتعاني عذابا وجدانيا دائما جزاءً لما ارتكبت من خطأ أَفْقَدها حدَّ الاستقامة.

    وما في الإنسان من قوة شهوية إذا ضَيَّعت طريق الاستقامة السليمة والعفة تهوي بالإفراط في الفجور والفحش ذات المصائب، وبالتفريط في الخمود، أي الحرمان من أذواق النعم ولذائذها؛ فتعاني آلام ذلك المرض المعنوي.

    وهكذا قياسا على ما ذُكر؛ فإن الاستقامة هي أنفع طريق وأسهلها وأقصرها من بين جميع الطرق المسلوكة في حياة الإنسان الشخصية والاجتماعية. وإذا ما فقد الإنسان الصراط المستقيم فإن تلك الطرق تكون طويلة جدا وذات بلايا كثيرة ومصائب وأضرار.

    بمعنى أن ﴿ اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَق۪يمَ ﴾ دعاءٌ جامعٌ وعبودية واسعة؛ كما أنها إشارة إلى حجة في التوحيد وإلى درس في الحكمة وتعليم الأخلاق.

    الكلمة السابعة: وهي ﴿ صِرَاطَ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾.

    إن إشارةً قصيرة إلى ما فيها من حجة هي:

    أولا: مَن المقصود في ﴿ عليهم ﴾؟

    تفسّره الآية الكريمة: ﴿ فَاُو۬لٰٓئِكَ مَعَ الَّذ۪ينَ اَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّ۪نَ وَالصِّدّ۪يق۪ينَ وَالشُّهَدَٓاءِ وَالصَّالِح۪ينَ ﴾ (النساء:٦٩) إذ تُبيِّنُ الطوائف الأربع الذين نالوا في النوع البشري نعمةَ سلوك طريق الاستقامة؛ مشيرة بـ ﴿ النَّبِيّ۪نَ ﴾ إلى سيدهم محمد عليه السلام، وبـ ﴿ وَالصِّدّ۪يق۪ينَ ﴾ إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وبـ ﴿ وَالشُّهَدَٓاءِ ﴾ إلى عمر وعثمان وعلي. فالآية الكريمة تخبر عن الغيب وتبين لمعةَ إعجازٍ بأن الذين يأتون بعد الرسول ﷺ، الصديقُ رضي الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين، سيُستَشهدون ويتولّون الخلافة.

    ثانيا: إن هذه الطوائف الأربع الذين هم أصدقُ نوعِ البشر وأقومهم سلوكا وأرفعهم شأنا، قد دَعوا بكل ما أوتوا من قوة وبما لا يعد ولا يحصى من الحجج والمعجزات والكرامات والأدلة والكشفيات إلى حقيقة التوحيد، وصدَّقَ دعواهم أغلبُ البشر منذ سيدنا آدم عليه السلام. فلاشك أن تلك الحقيقة حقيقة قاطعة كقطعيةِ ثبوتِ الشمس، لذا فإن اتفاق هذا الجمّ الغفير من خِيرة البشرية ممن أَظهروا صدقهم وعدلهم بمئات الألوف من المعجزات والحجج التي لاتحد؛ وإجماعَهم في المسائل الإيجابية كالتوحيد ووجوب وجود الخالق؛ لَهُوَ حجة قاطعة تزيل كل شبهة.

    نعم، إن الحقيقة الجليلة التي آمَنَ بها أولئك الطوائف الأربع المذكورون الذين يمثلون أقومَ نوع البشر الذي هو النتيجة المهمة لخلق الكون وخليفةُ الأرض؛ وأجمعُ الأحياءِ استعدادا وأرفعها شأنا؛ بل هم أصدق مرشديهم المصدقين، وأئمتهم في الكمالات. هؤلاء أخبروا بالإجماع والاتفاق عن تلك الحقيقة التي آمنوا بها واعتقدوا بها اعتقادا جازماً بحق اليقين وبعلم اليقين وبعين اليقين. واطمأنوا إليها اطمئنانا لا يتزعزع مُظهِرين الكون بموجوداته جميعا دليلا. تُرَى أَلَا يرتكبُ جنايةً لا تحد مَن ينكر و لا يَعرف هذه الحقيقةَ الجليلة.. ألا يستحق عذابا خالدا؟!

    الكلمة الثامنة: وهي ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّٓالّ۪ينَ ﴾.

    فهذه إشارة قصيرة إلى ما فيها من حجة:

    إن تاريخ البشرية والكتبِ المقدسة، يخبر بالاتفاق إخبارا قاطعا وبصراحة تامة، استنادا إلى التواتر وإلى الحوادث الكلية الثابتة والمعارف البشرية والمُشاهَدات الإنسانية،

    أن استجابة استمدادات الأنبياء عليهم السلام وهم أصحاب الصراط المستقيم استمدادا غيبيا فوق المعتاد في ألوف من الحوادث، وإنجازَ مطاليبهم بذاتها، ونـزولَ الغضب والمصائب السماوية بأعدائهم الكفار في مئات من الحوادث، تدل دلالة قاطعة لا ريب فيها على أن لهذا الكون ولنوع الإنسان الذي فيه؛ ربا حاكما عادلا محسنا كريما عزيزا مدبرا مسخرا؛ قد مَنح من لدنه النصرَ المؤزّر والنجاة الخارقة لأنبياء كرام كثيرين أمثال نوح وإبراهيم وموسى وهود وصالح عليهم السلام في حوادث تاريخية واسعة، وأَنـزل في الوقت نفسه مصائبَ سماوية مرعبة في الدنيا على أقوام ظَلَمةٍ كَفَرة أمثال ثمود وعاد وفرعون إزاء عصيانهم الرسلَ.

    نعم، إن تيارَين عظيمين قد جريا متصارعَين في البشرية منذ زمن آدم عليه السلام.

    الأول: هم أهل النبوة والصلاح والإيمان الذين نالوا النعمة وسعادة الدارين بسلوكهم الصراط المستقيم؛ فانسجمت بسلوكهم القويم أعمالُهم وحركاتهم مع جمال الكون الحقيقي ونظامه وتناسقه وكماله؛ لذا نالوا ألطاف رب العالمين؛ وسعادة الدارين؛ وأصبحوا السبب في رفع الإنسان إلى مراتب الملائكة بل أرفع منها؛ وكسبوا وأكسبوا أهل الإيمان جنة معنوية حتى في الدنيا؛ مع سعادة خالدة في الآخرة.. كل ذلك بسر حقائق الإيمان.

    والتيار الثاني: هم الذين ضلوا عن سواء السبيل جاعلين بالإفراط والتفريط؛ العقلَ وسيلةَ عذاب وأداةَ لمّ الآلام؛ فأردَوا البشرية في دركات سحيقة أضلَّ من الأنعام، فاستحقوا الغضب الإلهي فنـزلت بهم صفعاتُ المصائب جراء ظلمهم الذي ارتكبوه في الدنيا. زد على ذلك أنهم جَعَلوا بالضلالة التي هم فيها وبالعقل المرتبط مع الموجودات؛ الكونَ موضعَ أحزان وآلام ومأتما عاما، ومذبحة لذوى الحياة؛ يتقلبون في دوامات الزوال والفراق، ومَسْلَخة قذرة ضربت الفوضى أطنابها في الآفاق. لذا انحصرت روحُ الضال ووجدانُه بجهنم معنوية في الدنيا، وأصبح أهلا لعقاب أليم في الآخرة.

    وهكذا فإن الآية الكريمة التي في ختام سورة الفاتحة: ﴿ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّٓالّ۪ينَ ﴾ تبين هذين التيارين العظيمين.

    فمنبع جميع الموازنات المذكورة في رسائل النور وأساسها ومرشدها هي هذه الآية الكريمة. وحيث إن رسائل النور قد فَسرت هذه الآية الكريمة بمئات من موازناتها. نحيل إيضاحها إلى تلك الرسائل مكتفين بهذه الإشارة.

    الكلمة التاسعة: وهي، آمين.

    وإشارة قصيرة جدا إليها هي:

    لما كانت» ن «التي في ﴿ نَعْبُدُ ﴾ و ﴿ نَسْتَعِينُ ﴾ تبين لنا الجماعاتِ العظيمةَ الثلاث؛ ولاسيما جماعة الموحدين في جامع العالم الإسلامي وبخاصة ملايين المصلين الذين يؤدون الصلاة في ذلك الوقت؛ وتجعلنا ضمن صفوفهم؛ فاتحةً أمامنا طريقا سويا لنكسب حظا من أدعيتهم، ولنغنم تصديقهم لنا لنطقهم بمثل ما ننطق به نحن، ولنحظى بنوع من شفاعتهم؛ فنحن كذلك بقولنا: «آمين» نعزز أدعية أولئك الموحّدين المصلين؛ ونصدّق دعواهم؛ ونرجو بكلمة «آمين» أن يستجيب الله سبحانه وتعالى لاستعانتهم وشفاعتهم، محوِّلين عبوديتنا الجزئية ودعاءنا الجزئي ودعوانا الجزئية إلى عبودية كلية ودعاء كلي ودعوى كلية إزاء ربوبية كلية شاملة.

    بمعنى أن كلمة «آمين» تَكسِب كلية واسعة بل يمكن أن تكون بمثابة ملايين «آمين» بسر الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية وبواسطة راديوات معنوية ورابطةِ الوحدة لجماعة يربون على الملايين من المصلين المتراصين في الصلاة في مسجد العالم الإسلامي.

    وهكذا إذا ما أخذ رجل عامي شيئا بقدر نواة، فالإنسان الكامل الذي ترقى روحيا يأخذ حظا كالنخلة، كل حسب درجته، ولكن الذي لم يرق بعدُ، لا ينبغي له أن يتذكر هذه المعاني قصدا أثناء قراءته الفاتحة (∗) لئلا يفسد اطمئنانه وسكينته وإذا ما ترقى إلى ذلك المقام فإن تلك المعاني ستظهر بنفسها. (المؤلف)

    (∗) لقد سألنا أستاذنا إيضاحا عن كلمة «قصدا» الواردة في هذا الهامش ودوّنّا أدناه ما ذكره نصا:

    باسم طلاب النور

    في المدرسة اليوسفية الثالثة

    جَيلان

    أرى أنه يمكن التفكر بالمعاني الواسعة الرفيعة للتشهد وسورة الفاتحة، ولكن لا تُقصد تلك المعاني قصدا، وإنما بصورة تبعية، إذ الذي يورِث الحضورَ القلبي نوعا من الغفلة هي تفاصيلها. بينما معانيها المُجْمَلة تبدد الغفلة وتنور العبادة والمناجاة وتسطعها. فتُظهر إظهارا تاما القيم الرفيعة للصلاة والفاتحة والتشهد.

    أما المراد من «عدم الانشغال قصدا» الوارد في ختام القسم الثاني هو أن الانشغال بتفاصيل تلك المعاني بالذات قد تُنسي الصلاة أحيانا وربما تُخل بسكينة القلب والحضور. وإلّا فإني أشعر بفوائدها العظيمة إذا كان التفكر تبعياً وبشكل مختصر. (المؤلف)

    الحمد لله رب العالمين

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    وبه نستعين

    لدرس واحد فقط، أُلقي في المدرسة اليوسفية الثالثة

    القسم الثالث

    المقدمة

    لقد كُتب القسم الثاني بأمر معنوي صادر من سورة «الفاتحة» التي في الصلاة وبفيض نورِ كلمة الشهادة: أشهد أن لا إله إلّا الله. وكذلك هذا القسم فقد اضطررتُ إلى كتابته -بدافع من ثلاثة أسباب لا إذن لي في بيانها حاليا- بتنبيه معنوي وارد من جملةِ: أشهد أن محمدا رسول الله، وبفيضِ نورِ الآيةِ الكريمة التي في ختام سورة «الفتح» والتي أَظهرت خمسَ معجزات غيبية، وهي قوله تعالى:

    ﴿ هُوَ الَّذ۪ٓي اَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدٰى وَد۪ينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّ۪ينِ كُلِّه۪ وَكَفٰى بِاللّٰهِ شَه۪يدًا ❀ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ وَالَّذ۪ينَ مَعَهُٓ اَشِدَّٓاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَٓاءُ بَيْنَهُمْ... ﴾ إلى آخر الآية..

    أما تفاصيل هذا القسم وإيضاحاته وحججه المسندة بالدلائل، فأحيلها إلى رسالة «المعجزات الأحمدية» المنشورة ضمن مجموعة «ذو الفقار» وإلى الحزب النوري المؤلَّف باللغة العربية. وسيشار إليها بثلاث إشارات مختصرة جدا. ففي الإشارة الثانية والثالثة سيُكتب ما يشبه ترجمة القطعة الخاصة بشهادة «محمد رسول الله» في الرسالة الصغيرة المؤلفة هنا، والمستقاة من خلاصة الخلاصة للحزب النوري العربي، والتي هي وردي الدائم وتفكرٌ بالعربية مع كلمة التوحيد التي أكررها في الأذكار.

    الإشارة الأولى

    إن محمدا ﷺ الذي استَقبل مظاهرَ ربوبيةِ رب العالمين، وسرمديةِ ألوهيته، وآلائه العميمة التي لا تعد ولا تحصى، استقبلها بعبوديةٍ كليةٍ وتعريف لربّه الجليل. هذا النبي الكريم ضروري كضرورة الشمس لهذا الكون؛ إذ هو أستاذ البشرية الأكبرُ، ونبيها الأعظم ﷺ، وفخر العالم، القمين بخطابِ «لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك». ([2]) وكما أن حقيقته (أي الحقيقة المحمدية) هي سببُ خلق العالم، ونتيجتُه وأكملُ ثمراته؛ كذلك تتحقق بها وبالرسالة الأحمدية الكمالات الحقيقية للكائنات قاطبة، إذ تُصبح مرايا باقية للجميل الجليل السرمدي تعكس تجلياتِ صفاته الجليلة، وآثارَه القيّمة الموظفة لدى أفعاله الحكيمة جلّ جلالُه، ورسائله البليغة المرسلة من الملأ الأعلى، وتغدو حاملة لعالم باق، منتجةٍ دارَ سعادة خالدة ودار آخرة أبدية يشتاق إليها ذوو الشعور كلهم.. وأمثالها من الحقائق التي تتحقق بالحقيقة المحمدية والرسالة الأحمدية. لذا فكما يشهد هذا الكون شهادة قاطعة وفي منتهى القوة والثبوت على رسالته ﷺ،

    كذلك البشريةُ جمعاء بل جميع ذوى الشعور وفي مقدمتهم العالم الإسلامي، يشهدون جميعا على ما بشّرت به الرسالة الأحمدية والحقيقة المحمدية بشارةً قوية قاطعة، تلك هي الحياة الخالدة التي تسألها البشرية بالعشق الدائم والشوق الملازم في كل حين وآن، تسألها بلسانِ جميعِ قوى ماهيتها الجامعة، وبألسنةِ جميع استعداداتها، وبألسنةِ جميع الأدعية والعبادات والتضرعات والتوسلاتِ المرفوعة إلى المولى القدير، فتَسأل حياةً باقية خالدة، نجاةً من العدم والعبث والإعدامِ الأبدي والفناء المطلق الذي هو أشد رهبةً وأكثر إيلاما من جهنم. فكما تشهد البشرية بهذا على أنه ﷺ فخرُ البشرية وأشرفُ المخلوقات طرا، كذلك فإن دخولَ مثل جميع الحسنات والخيرات التي يَكسبها يوميا ثلاثمائة وخمسون مليونا من المؤمنين في كل عصر، في سجل حسناته ﷺ حسب قاعدةِ «السببُ كالفاعل»، ونيلَ تلك الشخصية المحمدية الفريدة مقاما رفيعا يحظى بعبودية كلية وفيوضات ربانية بقدر عبادةِ مئاتِ الملايين بل المليارات من العبّاد المحسنين.. هو شهادة قوية جدا على رسالته ﷺ.

    الإشارة الثانية

    إن الفقرة الآتية التي أتأمل فيها دائما هي من أورادي، وتشير إلى أكثر من عشرين شهادة على رسالة محمد ﷺ، نوجز فحواها باختصار. والفقرة هي:

    [محمّدٌ رسولُ الله صادقُ الوعدِ الأمينُ بشهادةِ ظهوره دفعَةً مع أُمّيّتِه بأكمل دينٍ وإسلاميّةٍ وشريعةٍ، وبأقوى إيمانٍ واعتقادٍ وعبادَةٍ، وبأعلى دعوةٍ ومناجاةٍ ودعواتٍ، وبأعمّ تبليغٍ وأتمّ متانةٍ خارقاتٍ مثمراتٍ لا مثلَ لها]. ([3])

    فأُولى تلك الشهادات هي:

    حجة الرسالة النابعة من إحدى عشرة حالة من حالاته ﷺ.

    نعم، إنه مع كونه أمّيا لم يتعلم القراءة والكتابة، فقد أتى بدين أوقع عقلاءَ أربعة عشر قرنا وفلاسفتَها في حيرة وإعجاب وانبهار، وفاق الأديان السماوية وقد أظهره دفعة واحدة من دون أن يكون له تجربة مسبقة.. وهذه حالة لا مثيل لها.

    وكذا الإسلامُ النابع من أقواله وأفعاله وحالاته، وإرشادُه ثلاثمائة وخمسين مليونا من البشر في كل وقت، مربيا أرواحهم مزكّيا أنفسهم ومنورا عقولَهم، ودفعهم إلى الرقى المعنوي.. حالة لا مثيل لها.

    وكذا قد أتى بشريعة غراء عظيمة بحيث أدارت بقوانينها العادلة خُمُسَ البشر طوالَ أربعة عشر قرنا من الزمان إدارةً حَققت له الرقيَّ المادي والمعنوي.. وهذه حالة لا مثيل لها.

    وكذا ظهورُه بإيمان راسخ واعتقاد جازم بحيث يستلهم منه جميعُ أهل الحقيقة في كل وقت ويصدقون بالاتفاق على أنه في أرفع درجة وأسمى مرتبة، فضلا عن عدم إيراث مخالفيه وأعدائه ومعارضيه في ذلك الوقت -برغم كثرتهم- أيةَ شبهة ولا وسوسة ولا شكٍ قط، مما يبين بجلاءٍ أنه لا مثيل له في قوة الإيمان أيضا ولا نظير لإيمانه الرفيع الكلي.

    وكذا قد أظهر عبوديةً وعبادة عظيمتين بحيث وحّد المبدأَ والمنتهى، من دون تقليد لأحد، مُلاحِظا أدق أسرارِ العبادة، ومُراعِيا لها حتى في أشد الأوقات اضطرابا، وأدّاها على أتم وجه وأتقنه.. وهذه حالة لا مثيل لها.

    وكذا قد تضرع إلى خالقه الكريم ودعا دعوات لطيفة رقيقة بحيث لم يَبلغ أحدٌ مرتبةَ تلك الدعوات والمناجاة إلى هذا الزمان برغم تلاحق الأفكار.

    فمثلا: قد جعل ألفَ اسم واسم من الأسماء الإلهية شفيعةً لدعائه في مناجاة «الجوشن الكبير» فوصف خالقَه العظيم وصفا بديعا يليق به، وعرّفه تعريفا لا مثل له قط.

    وهكذا فإن عدم بلوغ أحد ما بلغَه من معرفة الله، حالةٌ لا مثيل لها قط.

    وكذا إنه دعا الناس إلى الدين دعوةً ملؤها الثقة وبلّغ رسالته بشجاعة وإقدام بحيث إن معارضة قومه وعمه والدولِ الكبرى في العالم وأتباعِ الأديان السابقة وعدائَهم، لم ينل منه الخوف ولا الإحجام قطعا بل تحدى العالمين وظهر على الجميع.. فهذه حالة لا مثيل لها.

    وهكذا فإن مجموع هذه الحالات الثمان الخارقة التي لا نظير لها، شهادةٌ في منتهى القوة على صدقه ﷺ وثبوت دعوته.

    وهي حالات تُظهر مدى اطمئنانه ومنتهى جديته ومبلغِ وثوقه وكمال صدقه وعدله ﷺ.

    لذا فالعالم الإسلامي يهنئ ويبارِك هذا النبيَّ الكريم ﷺ بقوله في كل جَلسةِ تَشَهُّدٍ في الصلاة يوميا وبملايين الألسنة: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» مقدِّما له ولاءَه لمهمة النبوة، ومصدقا إياه في بُشراه بالسعادة الأبدية التي أتى بها، فيَستقبله بامتنان بالغ وشكر عميم إزاء فتحه طريقا سويا إلى الحياة الباقية التي تبحث عنها البشريةُ بعشق دفين عميق وشوق فطريّ عارم وباستعداد قوي جدا، بقوله: «السلام عليك أيها النبي» معبّرا به عن زيارة معنوية له ﷺ ولقاء معه، ومرحّبا ومهنئا إياه باسمِ ثلاثمائةٍ وخمسين مليونا بل مليارات من المؤمنين.

    الشهادة الثانية من الشهادات العشرين الكليةِ، والتي تضم كثيرا من الشهادات وهي:

    [وبشهادة جميع حقائق الإيمان على تصديقه].

    أي إن حقائق أركان الإيمان الستة وتحقَقها وصدقَها وصوابها تشهد شهادةً قاطعة على رسالة محمد ﷺ وعلى صدقه وصوابه،

    لأن الشخصية المعنوية لحياة رسالته، وأساس جميع دعاواه، وماهية نبوته، إنما هي تلك الأركان الستة، لذا فإن جميع الدلائل الدالة على تحقق تلك الأركان تدل أيضا على أن رسالة محمد ﷺ حق وأنه صادق مصدَّق.

    وكما بَينتْ رسالةُ «الثمرة» وذيول «الكلمة العاشرة» دلالةَ سائر الأركان الإيمانية على تحقق الآخرة، كذلك كل ركن من الأركان بحججه معا حجة على رسالته ﷺ.

    الشهادة الكلية الثالثة المتضمنة لألوف الشهادات:

    [وبشهادة ذاته عليه الصلاة والسلام بآلاف معجزاته وكمالاته وعلوّ أخلاقه ]

    أي هو كالشمس دليل بنفسها. فكما أَثبتت الرسالةُ الخارقة، رسالةُ «المعجزات الأحمدية» على صاحبها أفضل الصلاة والسلام في أَزْيَدَ من ثلاثمائة معجزة بروايات صحيحة، كذلك انشقاق القمر إلى شقين بإصبعٍ من كفه المباركة ﷺ كما هو صراحةُ الآيةِ الكريمة: ﴿ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ (القمر:١). وكذا نَبَعانُ الماء من أصابعه المباركة وتَدَفُّقه كما يتدفق من خمس عيون، وارتواءُ جيشٍ كاملٍ منه وشهادتُهم له، المنقولُ إلينا بروايات صحيحة متواترة، فضلا عن تكرار هذه الحادثة العجيبة مرتين وفي مواضع أخرى.. وكذا رميه حفنةً من تراب بالكف نفسِها على جيش العدو المُغِير ودخولُ التراب عينَ كل منهم وانهزامُهم أثناء هجومهم كما هو صراحةُ الآيةِ الكريمةِ: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ ﴾ (الأنفال:١٧).. وكذا تسبيح الحصى في الكف نفسِه تسبيحا واضحا بيّنا المرويُّ بروايات صحيحة.. وأمثالُها من المعجزات الباهرة التي ظهرت من يده المباركة ﷺ والمروي قسمٌ منها في كتب السِيرة والتاريخ بروايات متواترة قاطعة وهى تربو على المئات بل تبلغ الألف لدى أهل التحقيق من العلماء.

    وكذا اتفاق الأولياء والأعداء على أنه في ذروة الأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة 5 واتفاق جميع أهل التحقيق السالكين طريقَه المقتفين أثرَه البالغين الكمالاتِ والمدركين الحقيقةَ بعين اليقين، وتصديقهم جميعا بحق اليقين، أن الكمالات المحمدية هي في قمة الدرجات. كما يدل عليها فيوضات العالم الإسلامي النابعةُ من دينه ﷺ، وحقائق الإسلام العظيم. فلاشك أن ذلك النبي الكريم بذاته ﷺ يشهد شهادة واسعة كلية ساطعة على رسالته نفسه.

    الشهادة الرابعة المتضمنة لكثير من الشهادات القوية:

    [وبشهادة القرآن بما لا يحد من حقائقه وبراهينه].

    أي إن القرآن المعجزَ البيان يشهد بحقائقه وحججه التي لا تعد ولا تحصى على رسالته وصدقه ﷺ.

    نعم، إن القرآن الكريم الذي هو معجزة باهرة بأربعين وجها (كما أثبتتها رسالة المعجزات القرآنية المنشورة ضمن مجموعة ذو الفقار).. والذي أنار أربعة عشر قرنا من الزمان.. والذي أدار خُمُس البشرية بقوانينه الرصينة التي لا تتبدل.. والذي تحدى وما زال يتحدى جميعَ المعارضين حتى لم يجرؤ أن يعارضه أحد إلى الآن ولو بسورة واحدة. بل إن جهاته الست نورانية لا تدخل فيها الشبهات قطعا، وتصدّق ستة مقامات كبرى على صدقه وعدله، ويستند إلى ست حقائق لا تتزعزع، كما أُثبِتَ ذلك في رسالة «الآية الكبرى».. والذي يُتلى في كل وقت بألسنة مئات الملايين وبكل لهفة وتوقير.. والذي يُكتَب في قلوب ملايين الحفاظ في كل دقيقة كتابة سامية.. والذي تترشح من شهادته جميعُ شهادات وإيمان العالم الإسلامي، وتنساب من نبعه جميعُ العلوم الإيمانية والإسلامية.

    وكما أنه يصدّق تلك الكتبَ السماوية السابقة، ينال التصديق المعنوي أيضا من جميع الكتب والصحف السماوية.

    فهذا القرآن العظيم بحقائقه كلها، وبحججه التي تُثبت صدقَه وعدله يشهد على صدقه ﷺ وعلى رسالته.

    الشهادة الكلية الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة:

    [وبشهادة الجوشن بقدسيةِ إشاراته، ورسائلِ النور بقوة دلائلها، والماضي بتواتر إرهاصاته، والاستقبال بتصديق آلافِ حادثاته].

    أي كما أن «الجوشن الكبير» الذي يضم ألف اسم واسم من الأسماء الإلهية صراحةً وإشارةً، ونابع -من جهةٍ- من القران الكريم، هذه المناجاة النبوية الخارقة التي تفوق مناجاةَ جميع العارفين الذين عرجوا في مراتب المعرفة الإلهية وترقوا فيها، وقد أتى بها جبريل عليه السلام وحيا في غزوة قائلا: «انـزع الدرع (الجوشن) واقرأ هذا الجوشن». فإن الحقائق التي تتضمنها هذه المناجاة والأوصاف المتوجهة فيها إلى ربه الجليل بالذات تشهد شهادة صادقة على صدق محمد ﷺ وعلى رسالته.

    كذلك رسائل النور المترشحة من القرآن الكريم والمستفاضةُ -من جهةٍ- من «الجوشن الكبير» هي حجة واحدة على الرسالة المحمدية بأجزائها البالغة مائة وثلاثين رسالة وذلك بإثباتها إثباتا عقليا ومنطقيا جميعَ حقائق رسالته ﷺ، بل تعليمِها وتفهيمِها بسهولة ويُسرٍ ما تعجز عنه الفلسفة من مسائلَ بعيدة جدا عن العقل وإظهارِها أنها مسائل مستساغة معقولة كأنها مشهودة.. هذه الرسائل البالغة ثلاثين ومائة رسالة تشهد شهادةً كليةً على صدق محمد ﷺ وعلى رسالته.

    وكذا الماضي هو شهادة كلية على رسالته، إذ الإرهاصات التي هي خوارق سبقت البعثة وتُعدّ من معجزات النبي الذي سيأتي، قد ذكرت في وقائع كثيرة في كتب السيرة والتاريخ ذكرا متواترا قاطعا. فتشهد هذه الإرهاصات شهادة صادقة على رسالته ﷺ. ولهذه الإرهاصات أنواع كثيرة سيبين قسمٌ منها في الشهادة الآتية، قسم آخر ذكر في مجموعة «ذو الفقار» ونقلتها كتب التاريخ نقلا صحيحا.

    فمثلا: إرسالُ طير أبابيل لترمي جيش أبرهة الذي أتى لهدم الكعبة بحجارة من سجيل قُبيل ولادته ﷺ.. وسقوطُ الأصنام في الكعبة ليلة الولادة المباركة، وتَصَدُّعُ إيوان كسرى، وخمودُ نار المجوس التي كانت تشتعل منذ ألف سنة، وإظلالُ السحاب له ﷺ كما أَخبر به بحيرا الراهبُ وحليمة السعدية.. وأمثالُها من الحوادث الكثيرة التي أخبرت عن نبوته ﷺ قبل بعثته.

    وكذا المستقبل، أي الحوادث التي وقعت بعد وفاته ﷺ وأَخبر عنها وهي كثيرة جدا ومتنوعة جدا؛ منها: إخباره الغيبي التي تخص الآل والأصحاب الكرام، والفتوحات الإسلامية، وقد أُثبتت في رسالة المعجزات الأحمدية (المنشورة ضمن مجموعة ذو الفقار) برواية صحيحة ثمانين حادثة وقعت كما أخبر. مثلا: استشهاد سيدنا عثمان رضى الله عنه عند قراءته المصحف الشريف، واستشهاد سيدنا الحسين رضى الله عنه في كربلاء، وفَتْحُ الشام وفارس وإسطنبول، وقيامُ الدولة العباسية وسقوطُها ودمارها بيد جنكيز خان وهولاكو.. وما شابهها من معجزاته في إخباره الغيبي الذي ظهر في ثمانين حادثة، مما نقل إلينا نقلا صحيحا استنادا إلى كتب السيرة والتاريخ التي ذكرتها بالتفصيل. فهذه الإخبارات الغيبية مع سائر أنواعها التي تدل على صدقه ﷺ ومع وقائع مستقبلية كثيرة جدا تدل على صدقه، أي إن المستقبل يشهد شهادة قوية كلية على الرسالة المحمدية ﷺ.

    الشهادة التاسعة والعاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة، والتي تشير إليها:

    [وبشهادة الآلِ بقوةِ يقينيّاتهم في تصديقه بدرجة حقّ اليقين.. والأصحاب بكمال إيمانهم في تصديقه بدرجة عين اليقين.. والأصفياء بقوّة تحقيقاتهم في تصديقه بدرجة علم اليقين.. والأقطاب بتطابقهم على رسالته بالكشف والمشاهدات باليقين].

    فمن الشهادة الكلية التي تشهد شهادة صادقة على صدق محمد ﷺ وعدله:

    الشهادة التاسعة: وهي شهادة آل محمد ﷺ الذين نالوا مرتبةَ «علماءُ أمتي كأنبياء بني إسرائيل» والذين هم أكفاء لآل إبراهيم عليه السلام في صلوات التشهد، وهم الأولياء العظام والأئمة الاثنا عشر رضي الله عنهم، ويتقدم الجميعَ الإمام على والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين، والشيخ الكيلاني وأحمد الرفاعي(∗) وأحمد البدوي(∗) وإبراهيم الدسوقي(∗) وأبو الحسن الشاذلي(∗) (قدس الله أسرارهم) وأمثالهم من الأقطاب والأئمة، يشهدون جميعا وبالاتفاق وباعتقادهم اليقيني وبالكشفيات والمشاهَدات وبالكرامات والإرشاد التي أظهروها في الأمة، فيصدّقون بإيمانهم الراسخ الرسالةَ المحمدية وصدقَ الرسول الكريم ﷺ.

    الشهادة العاشرة: وهي شهادة الصحابة الكرام الذين هم أفضل الناس وأسماهم منـزلة بعد الأنبياء عليهم السلام. والذين أداروا العالم من الشرق إلى الغرب بالعدل والقسطاس المستقيم بعد أن تنوّروا بنور محمد ﷺ في فترة قصيرة برغم كونهم بَدْوًا وأُميين. وظهروا على الدول العظمى وغدوا أساتذة الأمم الراقية ذات الحضارات والعلم والسياسة، ومعلِّمين لها وسياسيين حكماء عادلين، فحوّلوا ذلك القرن إلى خير القرون وعصرِ السعادة. فهؤلاء الصحابة الكرام بعد تدقيقهم وتحرّيهم عن كل حال من أحوال محمد ﷺ ومشاهدتِهم بأبصارهم قوةَ معجزاته الكثيرة، تركوا عِداءهم السابق، وعافوا طريق أجدادهم وضحّوا بالنفس والنفيس تضحية كريمة رفيعة وانضووا تحت راية الإسلام، كخالد بن الوليد، وعكرمة بن أبى جهل وأمثالهم ممن ترك آباءه وقبيلته. فإن إيمان هؤلاء الصحابة الكرام البالغَ درجة عين اليقين شهادةٌ صادقة كلية على صدق محمد ﷺ وعلى أحقية رسالته.

    الشهادة الحادية عشرة: وهي شهادة ألوف من أهل التحقيق، أي شهادة المجتهدين والأئمة الأعلام والعلماء المحققين الذين يطلق عليهم جميعا: الأصفياء والصديقون، والفلاسفة الدهاة من أمثال ابن سينا وابن رشد الذين آمنوا إيمانا منطقيا وعقليا، رغم اختلاف مسلك كلٍ منهم عن الآخر، مستندين إلى ألوف الحجج القاطعة والبراهين الدامغة، حتى بلغوا درجة علم اليقين.. فإن إيمان هؤلاء جميعا بمحمد ﷺ ورسالته وصدقه وصوابه شهادةٌ كلية إلى حدّ لا يمكن أن يردّها إلّا من كان ذا ذكاء يكافئ ذكاءهم كلهم.

    ورسائل النور هي واحدة من أولئك الشهود الصادقين في هذا العصر، الذين لا يُحصَون ولا يعدّون. ولكن لما سقطت الحجة بأيدي المنكرين لها ولم يجدوا عنها مصرفا، حاولوا أن يسكتوها بالمحاكم بتغرير أفراد الأمن ودوائر العدل.

    الشهادة الثانية عشرة: وهي شهادة الأقطاب الذين يضم كلٌ منهم قسما مهما من الأمة الإسلامية ضمن حلقة درسه وإرشاده، ودفعوهم بالإرشاد الخارق والتوجيه الصائب والكرامات الظاهرة إلى الرقيّ المعنوي مستندين في مواضع الحجج إلى المشاهدات والكشفيات.. فهؤلاء الذين هم أفذاذ أهل التحقيق والحقيقةِ قد شاهدوا كشفا في رقيهم الروحاني صدقَ محمد ﷺ وصدق رسالته وأنه في قمة مراتب الصدق والعدل والحق. فشهادة هؤلاء بالاتفاق والتطابق، على نبوته ﷺ وعلى رسالته، تصديق قوي إلى حد لا يمكن جرحه إلّا مِنْ قِبَل مَن نال ما نالوه جميعا من مراتب الكمالات والفضائل.

    الشهادة الثالثة عشرة: عبارة عن أربع حجج قاطعة واسعة كلية وهي:

    [وبشهادة الأزمنة الماضية بتواتر بشارات الكواهن والهواتف والعرفاء في الأدوار السالفين وبمشاهدة بشارات الرسل والأنبياء وبشهادتهم وبشارتهم عليهم السلام برسالة محمدٍ عليه الصّلاة والسّلام في الكتب المقدّسة]

    إن خلاصة فحوى هذه الفقرة ستوضَّح هنا، أما إيضاحها الكامل وسندُها فهما في ختام رسالة «المعجزات الأحمدية» المنشورة ضمن «مجموعة ذو الفقار».

    والفقرة تعني أن مشاهير البشر في الأزمنة الماضية، وفي مقدمتهم الأنبياء الكرام عليهم السلام والعارفون والكهان والهواتف قد أخبروا بالاتفاق عن مجيء محمد ﷺ وعن رسالته، تلك الإخبارات التي تسمى «الإرهاصات» وهي صريحة ومكررة ومذكورة في كتب التاريخ والسيرة والحديث الشريف، بروايات صحيحة ومتواترة لقسم منها. وقد فَصّلتْ رسالة «المعجزات الأحمدية» و بَيّنت ما هو أقوى وأثبتُ من تلك الألوف من الإرهاصات، فنحيل إليها ونقول بإشارة في منتهى الاختصار:

    أما إخبار الأنبياء فلقد ذكر في «المكتوب التاسع عشر» عشرون آية تخص نبوة محمد ﷺ بما يقرب من الصراحة من مئات الآيات في الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل والزبور، ولقد سجل حسين الجسر(∗) في كتابه مائةً من تلك الآيات التي تبشر بنبوة محمد ﷺ رغم التحريفات الكثيرة التي طرأت على تلك الكتب من قِبَل النصارى واليهود.

    أما الكهان ففي مقدمتهم الكاهنان الشهيران «شقّ وسطيح» فهم يخبرون عن الغيب بوساطة الروحانيين والجن. فأخبروا بروايات صحيحة متواترة وصريحة لا ريب فيها عن مجيء الرسول ﷺ وإزالته لدولة فارس. وعن ظهور نبي عن قريب في الحجاز.

    وأخبر كعب بن لؤي -من أجداد النبي ﷺ- وسيف بن ذي يزن من ملوك اليمن وتُبّع من ملوك الحبشة وأمثالهم من العرفاء، أولياءِ ذلك الزمان، أخبروا صراحةً عن رسالة محمد ﷺ وأعلنوها شعرا. حتى قال أحد أولئك الملوك: «إني لأرجّح خدمة محمد على هذه السلطنة». وقال آخر: «لو أدركتُه لكنت له ابن عم» أي كنت كعلي رضي الله عنه مضحيا ووزيرا له. وقد ذُكر في «المكتوب التاسع عشر» ما هو مهم وثابت من هذه الأخبار. وعلى كل حال فإن هؤلاء العُرَفاء يشهدون شهادة صادقة كلية قوية على رسالة محمد ﷺ وعلى صدقيتها، كما نَشَر كتب التاريخ والسير هذه الأخبار نشرا كاملا.

    وكذا الروحانيون، هم لا يشاهَدون ولكن تُسمع أقوالهم، ويطلق عليهم: الهواتف فهم يشهدون شهادة صادقة كالعارفين والكهان على رسالة محمد ﷺ وعلى نبوته شهادة صريحة جدا.

    وكذا كثرة من المخبرين، بل حتى الذبائح التي تذبح للأصنام، والأصنام نفسها وشواهد القبور كل أولئك قد أخبروا عن نبوته ﷺ. فيشهدون شهادة صدق على رسالته وأحقيته بلسان التاريخ.

    الشهادة الرابعة عشرة: هي شهادة الكون القويةُ، تشير إليها هذه الفقرة العربية:

    [وبشهادة الكائنات بغاياتها وبالمقاصد الإلهية فيها على الرسالة المحمدية الجامعة؛ بسبب توقفِ حصولِ غاياتِ الكائناتِ والمقاصد الإلهية منها وتَقَرُّر قيمتها ووظائِفها وتَبَارُزِ حسنِها وكمالها وتحققِ حكمِ حقائقها على الرسالة الإنسانية لاسيما على الرسالة المحمدية؛ إذ هي المظهرة والمدار الأتم لها، ولولاها لصارت هذه الكائنات المكملة والكتاب الكبير ذو المعاني السرمدية هباءً منثورا متطايرةَ المعاني متساقطةَ الكمالات وهو محال من وجوه وجهات].

    لقد ذكرتْ رسالةُ «الآية الكبرى» فيما يخص هذه الفقرة العربية الآتيَ:

    هذا الكون كما أنه يدل على صانعه وكاتبه ومصوِّره الذي أوجده والذي يديره وينظمه ويتصرف فيه بالتصوير والتقدير والتدبير كأنه قصر باذخ أو كأنه كتاب كبير أو كأنه معرض بديع أو كأنه مشهر عظيم، فهو كذلك يستدعي لا محالة وجودَ مَن يعبّر عما في هذا الكتاب الكبير من معانٍ، ويعلَم ويعلّم المقاصد الإلهية من وراء خلق الكون، ويعلّم الحكم الربانية في تحولاته وتبدلاته، ويدرّس نتائج حركاته الوظيفية، ويعلن قيمة ماهيته وكمالات ما فيه من الموجودات.. ويجيب عن الأسئلة الرهيبة المحيرة، من أين تأتى هذه الموجودات وإلى أين المصير ولِمَ لا تلبث هنا بل تمضى وترحل مسرعة؟ ويُوضِّح معانيَ ذلك الكتاب الكبير ويفسِّر حكمةَ آياته التكوينية. أي يقتضي داعيا عظيما، ومناديا صادقا، وأستاذا محققا، ومعلما بارعا. فالكون من حيث هذا الاقتضاء يدل ويشهد شهادة قوية وكلية على صدق النبي الكريم ﷺ وصوابه الذي هو أفضل مَن أتم هذه الوظائفَ والمهمات. وعلى كونه أفضل وأصدق مبعوث لرب العالمين. فيشهد الكون قائلا: أشهد أن محمدا رسول الله.

    نعم، إن ماهية الكون وقيمتَه ومزاياه تتحقق بالنور الذي أتى به محمد ﷺ وبه تُعلم وظائفُ ما فيه من موجودات ونتائجُها ومهماتها وقيمتها، وبه يكون الكون بأسره عبارة عن مكاتيبَ إلهيةٍ بليغة وقرآنٍ رباني مجسّم ومعرضِ آثارٍ سبحانية مهيب. إذ لولا نوره ﷺ لاتخذ الكونُ ماهيةَ مأتمٍ موحش وخراب مخيف ذا أخلاط متشابهة واضطرابات متعاقبة يتردى في خضم ظلماتِ العدم والعبث والزوال والفناء.

    فبناء على هذه الحقيقة فإن مزايا الكون وكمالاته وتحولاته الحكيمة ومعانيه السرمدية تقول بقوة: نشهد أن محمدا رسول الله.

    الشهادة الخامسة عشرة التي تضم كثيرا من الشهادات وهي:

    أن جميع التحولات والحركات والسكنات والحياة والممات وأمثالها من التصرفات الجارية في الكون إنما تتم بأمرِ وإرادةِ وقوةِ الذات الأقدس الواجب الوجود الذي يتصرف في هذا الكون ابتداءً من الذرات إلى السيارات، فتشهد إجراءاتُ ربوبيته وأفعالُ رحمانيته على الرسالة المحمدية ﷺ. والفقرة العربية الآتية تعبّر عن هذه الشهادة السامية الرفيعة:

    [وبشهادة صاحب الكائنات وخلاقها ومتصرفها على الرسالة المحمدية؛ بأفعالِ رحمانيتهِ وبإجراءات ربوبيته؛ كفعل الرحمانية بإنزال القرآن المعجزِ البيانِ عليه، وبإظهار أنواع المعجزات على يديه، وبتوفيقه وحمايته في كل حالاته، وبإدامة دينه بكل حقائقه، وبإعلاء مقام حرمته وشرفه وإكرامه على جميع المخلوقات بالمشاهَدة والعيان، وكفعل ربوبيته بجعل رسالته شمسا معنويةً لكائناته، وبجعل دينه فهرستةَ كمالاتِ عباده، وبجعل حقيقته مرآةً جامعةً لتجليات ألوهيته، وبتوظيفه بوظائف ضرورية لازمة لوجود المخلوقات في هذه الكائنات كلزوم الرحمة والحكمة والعدالة وكضرورة لزوم الغذاء والماء والهواء والضياء.]

    نحيل تفاصيل هذه الشهادة السامية القاطعة الواسعة جدا إلى رسائل النور، وننظر إلى معناها الإجمالي بإشارة في منتهى الاختصار وهي:

    أننا نشاهد بأعيننا في هذا الكون أنّ مِن عادة الربوبية الجارية في كل آن بالعدالة والحكمة والعناية، حمايةَ الأبرار وتأديب الكذابين الفاسدين، نشاهدها ضمن تصرفاته المنتظمة جل جلالُه. فبمقتضى أفعاله الرحمانية إنـزالُ القرآن المعجز البيان على محمد ﷺ.. وإظهارُ أنواع المعجزات الكثيرة البالغة نحو ألف معجزة على يديه.. وحمايتُه له تحت جناح رأفته الشفيقة في كل حالاته، بل في أخطر أوضاعه حتى حمايته بالحمام والعنكبوت!.. وتوفيقُه توفيقا معززا في مهامه.. وإدامةُ دينه بجميع حقائقه.. وتتويج هامةِ الأرض والبشرية بإسلامه.. وإعلاءُ مقامه وشرفه إلى أرفع مقام وأشرفه.. وتفضيلُه على الموجودات كافة بمنحه مقاما مرضيا مقبولا ودائما يفوق أفاضل الإنسانية.. وإعطاؤه شخصيةً تحملُ أجملَ الخصال الحميدة الرفيعة باتفاق الأولياء والأعداء حتى جُعِلَ خُمُسُ البشرية من أمته.. كل ذلك يشهد شهادة صادقة قاطعة على صدقه ﷺ ورسالته.

    وكذا نشاهد من حيث أفعال ربوبيته جل وعلا: أن المتصرف بهذا العالم ومدبّر شؤونه جعل رسالة محمد ﷺ شمسا معنوية للكون، فقد أُثبتت في رسائل النور: أنه بَدَّدَ بها جميعَ الظلمات، مُظهِرا بها حقائقَ الكون النورانية.. وأبهج ذوى الشعور قاطبة بل الكون بأسره ببشارة الحياة الباقية.. وجعل دينه أيضا فهرس كمالات جميع عباده المقبولين، ومنهجا قويما لأفعال العبودية.. وجعل الحقيقة المحمدية وهي شخصيته المعنوية مرآة جامعة لتجليات أُلوهيته بدلالة القرآن الكريم والجوشن الكبير.. بل جعله ينال -علاوة على الحقائق التي أشرنا إليها- مثل حسنات أمته كافة في كل يوم طوال أربعة عشر قرنا.. وبعثه إلى البشرية وأناط به وظائف جليلة سامية.. وجعله أحسن قدوة وأعظم مرشد وأكرم سيدٍ للبشرية قاطبة، بدلالة آثاره في الحياة الاجتماعية والمعنوية والبشرية، وجعل البشرية محتاجة إلى دينه وشريعته وحقائقه التي أتى بها في الإسلام ([4]) حاجتَها إلى الرحمة والحكمة والعدالة والغذاء والهواء والماء والضياء.. كلُّ هذه الحجج الكلية القاطعة البالغة اثنتي عشرة حجة، شهادةٌ سامية رفيعة على الرسالة المحمدية..

    فهل من الممكن أن لا تكون الرسالة المحمدية شمسا معنوية للكون وهي التي نالت هذا العددَ من الشهادات الكلية الواسعة من رب العالمين الذي لا يُهمل رعايةَ وتنظيمَ شيء مهما كان حتى جناح ذبابة وزُهَيْرة صغيرة.

    فكل شهادة من هذه الشهادات الخمس عشرة تتضمن شهادات كثيرة جدا، حتى إن الشهادة الثالثة قد أثبتت دعوى: أشهد أن محمدا رسول الله بقطعية تامة وقوة راسخة لاندراج ألف من الشهادات تحتها بلسان المعجزات، وأعلنت تحققها وقيمتها وأهميتها العظيمة بحيث إن مئات الملايين من الألسنة في طول العالم الإسلامي وعرضه يعلنون تلك الدعوى إلى الكون خمس مرات في اليوم. كما أن ملياراتٍ من أهل الإيمان قد رضوا وصدّقوا بلا ريب أن أساس تلك الدعوى -وهو الحقيقة المحمدية- هي البذرة الأصلية للكون وسببُ خلقِه وأكمل ثمرته،

    وأن رب العالمين جل جلاله قد جعل تلك الشخصية المعنوية المحمدية داعيا رفيعا إلى سلطان ربوبيته وكشافا صادقا لطلسم الكائنات ومُعَمَّى الخلق، ومثالا ساطعا لألطافه ورحمته، ولسانا بليغا لشفقته ومحبته، وأعظم مبشر بالحياة الدائمة والسعادة الأبدية في العالم الباقي، وخاتمَ مبعوثيه وأعظمَ رسله ﷺ.

    فيا خسارةَ من لا يؤمن بحقيقة لها هذه الماهية ولا يثق بها، أو لا يهتم بها! ويا فداحة خطئه وعِظَم ارتكابه بلاهةً وجناية.

    فكما أن سورة «الفاتحة» التي في الصلاة بإشاراتها في القسم الثاني تبين حججا قاطعة على دعوى حقيقة التوحيد في «أشهد أن لا إله إلّا الله» وتضع عليها ما لا يحد من علامات التصديق، كذلك تأتى في هذا القسم الثالث أيضا بشهودٍ أقوياءَ يصدقون ما في التشهد مِنْ «أشهد أن محمدا رسول الله» ويضعون عليه ما لا يحد من علامات التصديق.

    فيا أرحم الراحمين

    بحرمة هذا الرسول الأكرم ﷺ، وفِّقنا لنيل شفاعته واتباع سنته السنية، واجعلنا بجوار آله وأصحابه الكرام في دار السعادة الأبدية.

    آمين. آمين. آمين.

    اللّهم صلّ وسلّم عليه وعلى آله وصحبه بعدد حروف القرآن المقروءة والمكتوبة آمين.

    ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

    المقام الثاني من الحجة الزهراء

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    وبه نستعين

    إن حقيقة واحدة من آية الختام لسورة الفاتحة تشير إلى الموازنة بين أهل الهداية والاستقامة وأهل الضلالة والطغيان. والآية هي منبع جميع الموازنات والمقايسات المعقودة في رسائل النور. وهذه الموازنة يبيّنها بوضوح وبأسلوب عجيب ويعبّر عنها تعبيرا معجزا قولُه تعالى في سورة النور:

    ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ مَثَلُ نُورِه۪ كَمِشْكٰوةٍ ف۪يهَا مِصْبَاحٌ اَلْمِصْبَاحُ ف۪ي زُجَاجَةٍ اَلزُّجَاجَةُ كَاَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ (النور:٣٥) إلى آخر الآية.

    والذي بعده: ﴿ اَوْ كَظُلُمَاتٍ ف۪ي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشٰيهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِه۪ مَوْجٌ... ﴾ (النور:٤٠) إلى آخر الآية.

    فالآية الأولى، آية النور تتوجه بعشر إشارات إلى رسائل النور وتنظر إليها، كما أُثبت في الشعاع الأول، مخبرةً خبرا مستقبليا معجِزا عن ذلك التفسير للقرآن الكريم.

    ولما كانت هذه الآية الكريمة أهمَّ سبب من أسباب إطلاق اسم «النور» على رسائل النور، وبناءً على بيانِ معجزة معنوية لهذه الآية العظيمة، كما في السياحة الخيالية التمثيلية لبيان معجزة «ن» نعبد، في قسم من المكتوب التاسع والعشرين.. فإن سائح الدنيا في رسالة «الآية الكبرى» الذي سأل جميع الكائنات وأنواعَ الموجودات أثناء بحثه عن خالقه ووجدانه له ومعرفته إياه، وعرّفه بثلاث وثلاثين طريقا وببراهين قاطعة بعلم اليقين وعين اليقين، فإن السائحَ نفسه قد ساح بعقله وقلبه وخياله في أجواءِ طبقات العصور والأرض والسماوات، دون أن يصيبه تعبٌ أو نصب، بل ما زال يسيح ليشفي غليلَه حتى ساح في أرجاء الدنيا الواسعة كلها، فبحث عن جميع نواحيها كمن يسيح في مدينة. مستندا بعقله أحيانا إلى حكمة القرآن وتارةً إلى حكمة الفلسفة كاشفا بمنظار الخيال أقصى الطبقات، إلى أن رأى الحقائق كما هي في الواقع، فأخبر عن قسم منها في تلك الرسالة «الآية الكبرى».

    وها نحن نبين بيانا مختصرا جدا ثلاثا عوالم فقط من تلك العوالم والطبقات الكثيرة التي دخلها السائح بسياحة خيالية، والتي هي عين الحقيقة، إلّا أنها ظهرت في معنى التمثيل وفي صورته. نبين هذه العوالم كنماذجَ وأمثلةٍ فحسبُ للموازنة الموجودة في ختام سورة «الفاتحة» وكمثال من حيث القوة العقلية وحدها.

    أما سائر مشاهداته وموازناته فنحيلها إلى الموازنات المعقودة في رسائل النور.

    النموذج الأول هو:

    أن ذلك السائح الذي لم يأت إلى الدنيا إلّا ليجد خالقَه وليعرفه، خاطب عقله قائلا:

    لقد سألنا كل شيء عن خالقنا، وأخذنا جوابا شافيا وافيا، ولكن كما يرد في المثل: «ينبغي سؤال الشمس عن الشمس نفسها» فعلينا الآن أن نقوم بسياحة أخرى لأجل معرفة خالقنا من تجليات صفاته الجليلة «كالعلم والإرادة والقدرة» ومن آثاره البديعة ومن جلوات أسمائه الحسنى. فدخل الدنيا لهذا الغرض، وركب سفينة الأرض فورا كأهل الضلال الذين يمثلون تيارا آخر، وقلّد نظارة العلم والفلسفة غيرِ المقيدة بحكمة القرآن. ونظر من خلال منظار منهج الجغرافيا غير المسترشد بالقرآن فرأى:

    أن الأرض تسيح في فضاء غير محدود، وتقطع في سنة واحدة دائرةً تبلغ أربعة وعشرين ألف سنة، بسرعة تزيد على سرعة انطلاق القذيفة بسبعين مرة. وقد حَمَلت على مناكبها مئاتِ الألوف من أنواع ذوى الحياة العاجزة الضعيفة. فلو تاهت لِدقيقة واحدة وضيّعت طريقها أو اصطدمت بنجمة سائبة، تبعثرت متساقطة في فضاء غير محدود، وألقت ما عليها من الأحياء الضعيفة وأفرغتها في العدم والعبث والضياع.

    فاستشعر ظلماتٍ معنويةً رهيبة خانقة كظلمات في بحر لجّيّ تنبعث من هذا الفهم الذي في تيار ﴿ المَغْضُوبِ عَلَيْهِم ﴾ و ﴿ الضَّالِّينَ ﴾ . فقال من أعماقه: يا حسرتاه! ماذا عملنا؟ لِمَ ركبنا هذه السفينة المرعبة؟ وكيف النجاة منها؟ فقذف نظارة تلك الفلسفة العمياء وكَسَرَها، ودخل تيارَ ﴿ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ وإذا بحكمة القرآن تغيثه مُسَلِّمَةً إلى عقله منظارا يبين الحقيقة كاملة، قائلة له: انظر الآن..

    فنظر ورأى:

    أن اسم ﴿ رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ قد أشرق من بُرجِ قوله تعالى ﴿ هُوَ الَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمُ الْاَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا ف۪ي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِه۪ وَاِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ (الملك:١٥) وجعل الأرض سفينة آمنة سالمة تمخر عباب بحر الكون الواسع بانتظام دقيق دائرةً حول الشمس لأجل حِكَم كثيرة ومنافعَ شتى، مشحونةً بذوي الحياة وما يلزمها من أرزاق، وهي تجلب محاصيل المواسم للمحتاجين إلى الرزق، ونصب سبحانه وتعالى ملَكين اثنين يسميان بـ«الثور والحوت» ملّاحَين وقائدَين لتلك السفينة. فيُجريانها في سياحة عبر المملكة الربانية التي هي في منتهى الهيبة والروعة، لتستجمّ مخلوقاتُ الخالق الجليل وضيوفُه في فضاء هذا الكون الواسع. وهكذا تُبين هذه السياحة المهيبة حقيقةَ ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ حيث تعرّف خالقَها بتجلي هذا الاسم.

    وبعدما أدرك السائح هذا المعنى من مشاهدته الأرضَ ردّد من أعماق روحه ووجدانه: ﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَم۪ينَ ﴾ ودخل ضمن طائفة الذين أنعمت عليهم.

    النموذج الثاني من العوالم التي شاهدها ذلك السائح هو أنه:

    بعدما غادر ذلك السائح سفينةَ الأرض، دخل عالم الإنسان والحيوانات. فنظر إلى العالم بمنظار الحكمة الطبيعية غير المستلهِمة للحياة والروح من الدين،

    فرأى أن حاجاتٍ غير محدودة لذوي حياة لا يحصون، وأعداءً غير محدودين محيطون بهم يؤذونهم ويُلحِقون بهم أضرارا جسيمة في حوادثَ قاسية لا رحمة فيها، وهم لا يملكون من رأس المال إلّا واحدا من ألف بل واحدا من مائة ألف إزاء تلك الحاجات. وليس في اقتدارهم تجاه تلك الأمور والأشياء المضرة إلّا واحد من مليون! فتألم السائح أمام هذه الحالة التي تثير الرثاء والرهبة والألم -لما يحمل الإنسان من علاقات الرقة الجنسية والشفقة النوعية والعقل- وتألّم لحالهم ألما شديدا وحَزِن عليهم حزنا يشعره بآلام اليأس كالعذاب الشديد في جهنم، فندم ألف ندم على دخوله هذا العالم الحزين النكد.

    وإذ هو يكابد هذه الآلام ويعاني منها ما يعاني إذا بحكمة القرآن الكريم تمدّه وتسعفه، مسلّمة له مِنظارَ ﴿ الَّذ۪ينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ قائلة له: انظر.. فنظر ورأى:

    أن كل اسم من أسماء الله الحسنى أمثال: الرحمن، الرحيم، الرزاق، المنعم، الكريم، الحفيظ، قد أشرق كالشمس الساطعة، وذلك بتجلي ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ عند بروج الآيات الكريمة: ﴿ مَا مِنْ دَٓابَّةٍ اِلَّا هُوَ اٰخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ﴾ (هود:٥٦) ﴿ وَكَاَيِّنْ مِنْ دَٓابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَاۗ اَللّٰهُ يَرْزُقُهَا وَاِيَّاكُمْ ﴾ (العنكبوت:٦٠) ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَن۪ٓي اٰدَمَ ﴾ (الإسراء:٧٠) ﴿ اِنَّ الْاَبْرَارَ لَف۪ي نَع۪يمٍ ﴾ (الانفطار:١٣)

    فانغمرت دنيا الإنسان والحيوان بتلك الرحمة السابغة والإحسان العميم حتى كأنها تحولت إلى جنة موقتة. فعلم السائح أن هذه الدنيا بما فيها تعرّف تعريفا جيدا المُضيّف الكريم لهذا المَضيف الجميل الجدير بالمشاهَدة، المليئ بالعبر، فحمد الله سبحانه ألف حمد قائلا: الحمد لله رب العالمين.

    النموذج الثالث من سياحة السائح التي تحوى مئات من مشاهداته:

    إن ذلك السائح في الدنيا، الذي يريد معرفة خالقه، من خلال تجليات أسمائه الحسنى وصفاته الجليلة خاطب عقله وخياله قائلا: هيا لنصعد إلى السماوات العلى كالأرواح والملائكة تاركين أجسادنا في الأرض، ولنسأل عن خالقنا أهلَ السماوات. فركب العقلُ الفكرَ والروحُ الخيالَ وصعدوا جميعا إلى السماء متخذين علمَ الفلك مرشدَهم، ونظروا بمنظار «الضالين.. المغضوب عليهم» أي بمنظار الفلسفة التي لا تعير للدين بالا، فشاهد السائح:

    أن آلاف الأجرام والنجوم المستطيرة نارا وَتَكْبُرُ الأرضَ ألف مرة وتنطلق وتجرى متداخلة أسرعَ من سرعة القذائف مائة مرة وهي جامدة لا شعور لها، كأنها سائبة، حتى إن ما أخطأت إحداها سبيلَها لدقيقة واحدة مصادفةً واصطدمت مع أخرى لا شعور لها اختلط الحابل بالنابل وعمّت الفوضى وحدث ما يشبه القيامة في ذلك العالم غير المحدود.

    فما من جهة نظر إليها السائح إلّا وأورثته الوحشةَ والدهشة والحيرة والخوف، فندم على صعوده إلى السماء ألف ندم، إذ قد اختل العقل والخيال واضطربا كليا. حتى ليقولا: إننا لا نريد معرفة مثل هذه المعاني القبيحة الأليمة المعذبة كعذاب جهنم، بل نربأ بأنفسنا حتى عن مشاهدتها، لأن وظيفتنا الأساس رؤية الحقائق الجميلة وإراءتها، وإذ يقولان هكذا إذا بتجل مِن ﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ أشرقت الأسماء الإلهية: «خالق السماوات والأرض» و «مسخر الشمس والقمر» و «رب العالمين» وأمثالها.. أشرقت كالشمس من بروج الآيات الكريمة:

    ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ ﴾ (الملك:٥) ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا اِلَى السَّمَٓاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا ﴾ (ق:٦) و ﴿ ثُمَّ اسْتَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ فَسَوّٰيهُنَّ سَبْعَ سَمٰوَاتٍ ﴾ (البقرة:٢٩)

    فملأت أنوار تلك الأسماء السماوات كلها بالنور والملائكة.

    O seyyah اَلَّذٖينَ اَن۟عَم۟تَ عَلَي۟هِم۟ cereyanına girdi. Dâllînden اَو۟ كَظُلُمَاتٍ فٖى بَح۟رٍ لُجِّىٍّ den kurtuldu. Birden cennet gibi muntazam, güzel, muhteşem bir memleket gördü. Her tarafta Hâlık-ı Zülcelal’i bildiriyorlar bir vaziyeti müşahedesiyle, akıl ve hayalin kıymetleri ve vazifeleri bin derece terakki etti.

    İşte o seyyahın kâinattaki seyahatinin yüzer numunesinden bu mezkûr üç numuneye kıyasen sair müşahedatını ve isimlerin cilveleriyle Vâcibü’l-vücud’un marifetini Risale-i Nur’a havale edip bu pek kısa işarete iktifaen, bu pek uzun kıssayı kısa keserek hâlıkımızı bildiren kudsî sıfatlardan ve sıfât-ı seb’asından yalnız ilim ve irade ve kudret gibi üç mühim sıfatların eserleriyle, tecellileriyle ve tahakkuklarının hüccetleriyle kâinat hâlıkını tanımaya o dünya seyyahı gibi gayet kısa işaretlerle çalışacağız. Tafsilatını Risale-i Nur’a havale ederiz.

    İşte Arabî Hizb-i Nurî’nin hülâsatü’l-hülâsasından daimî, tefekkürî bir virdim ve Allahu ekber cümlesinin otuz üç mertebesinden üç mertebeyi beyan eden bu gelen Arabî fıkranın bir nevi tercümesi içinde kısa işaretlerle ulema-i ilm-i kelâmı ve akide ulemasını pek çok meşgul eden ilim ve irade ve kudret-i İlahiyenin kâinattaki cilveleriyle, onları aynelyakîn iman ile tasdik ve onlarla Vâcibü’l-vücud’un bedahetle mevcudiyetine ve vahdaniyetine ilmelyakîn tasdik ile tam iman etmeye yol açan bu Arabî fıkradır:

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

    وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَر۪يكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِىٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْب۪يرًا اَللّٰهُ اَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ قُدْرَةً وَعِلْمًا إِذْ هُوَ الْعَلِيمُ بِكُلِّ شَىْءٍ بِعِلْمٍ مُحِيطٍ لَازِمٍ ذَاتِىٍّ ([5]*) لِلذَّاتِ يَلْزَمُ الْاَشْيَاءَ لَايُمْكِنُ اَنْ يَنْفَكَّ عَنْهُ شَىْءٌ بِسِرِّ الْحُضُورِ وَالشُّهُودِ وَالْاِحَاطَةِ النُّورَانِيَّةِ وَبِسِرِّ اِسْتِلْزَامِ الْوُجُودِ لِلْمَعْلُومِيَّةِ وَاِحَاطَةِ نُورِ الْعِلْمِ بِعَالَمِ الْوُجُودِ ❀ نَعَمْ فَالْاِنْتِظَامَاتُ الْمَوْزُونَةُ.. وَالْاِتِّزَانَاتُ الْمَنْظُومَةُ.. وَالْحِكَمُ الْقَصْدِيَّةُ الْعَامَّةُ.. وَالْعِنَايَاتُ الْمَخْصُوصَةُ الشَّامِلَةُ.. وَالْاَقْضِيَّةُ الْمُنْتَظَمَةُ.. وَالْاَقْدَارُ الْمُثْمِرَةُ.. وَالْآجَالُ الْمُعَيَّنَةُ وَالْاَرْزَاقُ الْمُقَنَّنَةُ، وَالْاِتْقَانَاتُ الْمُفَنَّنَةُ وَالْاِهْتِمَامَاتُ الْمُزَيَّنَةُ وَغَايَةُ كَمَالِ الْاِنْتِظَامِ وَالْاِنْسِجَامِ وَالْاِتِّسَاقِ وَالْاِتْقَانِ وَالْاِتِّزَانِ وَالْاِمْتِيَازِ، اَلْمُطْلَقَاتِ فِي كَمَالِ السُّهُولَةِ الْمُطْلَقَةِ ❀ دَالَّاتٌ عَلٰى اِحَاطَةِ عِلْمِ عَلَّامِ الْغُيُوبِ بِكُلِّ شَىْءٍ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّط۪يفُ الْخَب۪يرُ ﴾ فَنِسْبَةُ دَلَالَةِ حُسْنِ صَنْعَةِ الْاِنْسَانِ عَلٰى شُعُورِ الْاِنْسَانِ اِلٰى نِسْبَةِ دَلَالَةِ حُسْنِ خِلْقَةِ الْاِنْسَانِ عَلٰى عِلْمِ خَالِقِ الْاِنْسَانِ كَنِسْبَةِ لُمَيْعَةِ نُجَيْمَةِ الذُّبَيْبَةِ فِي اللَّيْلَةِ الدَّهْمَاءِ اِلٰى شَعْشَعَةِ الشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ

    Gayet kısa bir nevi tercümesi içinde ilm-i İlahîye, bu pek ehemmiyetli hakikat-i imaniyeye kısacık işaretler edip tafsilatını Risale-i Nur’a havale ile deriz (Hâşiye[6]):

    Evet nasıl ki rahmet, rızk-ı acayibiyle güneş gibi kendini gösterip perde-i gaybda bir Rahman-ı Rahîm’i kat’iyetle ispat ediyor; öyle de yüzer âyât-ı Kur’aniyede mevki alan ve kudsî yedi sıfattan bir cihette en birincisi olan ilim dahi nizam ve mizanın hikmetleri ve meyveleriyle güneş ziyası misillü kendini gösterdiği gibi bir Alîm-i külli şey’in mevcudiyetini kat’iyetle bildirir.

    Evet insanın şuuruna, ilmine delâlet eden düzgün, ölçülü sanatı ile; insanın hâlıkının ilmine, hikmetine delâlet eden hüsn-ü hilkat-i insan muvazenesi; aynen yıldız böceğinin gecedeki ışığının lem’acığının, gündüzde güneşin ihatalı ziyasına nisbeti gibidir.

    Şimdi ilm-i İlahînin delillerini beyan etmeden evvel, o kudsî sıfatın kâinatın envaındaki tecellileriyle Zat-ı Akdes’i pek zâhir bir tarzda göstermesine delâlet ve şehadet eden mi’rac-ı Muhammedî (asm) gecesinde huzur ve hitab-ı İlahîye mazhar olduğu zaman, birden اَلتَّحِيَّاتُ اَل۟مُبَارَكَاتُ اَلصَّلَوَاتُ اَلطَّيِّبَاتُ لِلّٰهِ diyerek bütün zîhayat ve enva-ı mahlukat namına bir mebus ve elçi olmasından, bütün onların sıfat-ı ilmin cilveleriyle Rablerini bildirdikleri tarzda, selâm yerinde umum zîşuur bedeline, Hâlık’ına umum zîhayatın hediyelerini takdim eder.

    Yani اَلتَّحِيَّاتُ اَل۟مُبَارَكَاتُ اَلصَّلَوَاتُ اَلطَّيِّبَاتُ dört kelimeler ile umum zîhayatın dört taifesinin ezelî, ebedî ilmin cilveleriyle Allâmü’l-guyub’a karşı tahiyyelerini, tebriklerini, ubudiyetlerini, güzel marifetlerini gösterdiğinden bu kudsî mükâleme-i mi’raciyeyi geniş manasıyla okumak, teşehhüdde umum İslâm’ın farz bir vazifesi olmuş. O kudsî mükâlemenin izahatını Risale-i Nur’a havale edip gayet kısa dört işaretle bir manasını beyan edeceğiz:

    Birincisi: اَلتَّحِيَّاتُ لِلّٰهِ dır. Kısacık meali şudur:

    Nasıl bir usta, pek hârika bir makineyi derin ilmi ve mu’cizekâr zekâsıyla yapsa o acib makineyi gören herkes, o ustayı takdirkârane tebrik edip alkışlar ve tahsinkârane medihlerle ve ihsanlarla ona maddî, manevî hediyeler, tahiyyeler verir; o makine dahi o ustanın istediği tarzda tam tamına, gayet mükemmel olarak arzularını ve hârika ince sanatını ve maharet-i ilmiyesini göstermesiyle, kendi ustasını lisan-ı hal ile alkışlar, tebrik eder; manevî tahiyyeler, hediyeler verir.

    Aynen öyle de kâinatta bütün zîhayat taifeleri, her biri ve her bir ferdi, her tarafı mu’cizeli birer hârika makinedir ki ustasının her şeyin her şey ile münasebetini gören ve her şeyin hayatına lâzım bütün şeyleri görüp tam yerinde ona yetiştiren ihatalı ilminin derin ve ince cilveleri ile kendini tanıttıran Sâni’-i Zülcelal’ini hayatlarının lisan-ı halleriyle, ins ve cin ve melek olan zîşuurların kāl dilleri gibi tahiyyelerle alkışlar ve tebriklerle اَلتَّحِيَّاتُ لِلّٰهِ derler. Ve hayatlarının fiyatını doğrudan doğruya bütün mahlukatı bütün ahvaliyle bilen hâlıklarına ubudiyetkârane takdim ediyorlar ki Mi’rac Gecesinde bütün zîhayat namına Muhammed aleyhissalâtü vesselâm, Vâcibü’l-vücud’un huzurunda selâm yerinde اَلتَّحِيَّاتُ لِلّٰهِ deyip bütün zîhayat taifelerinin tahiyye ve hediye ve manevî selâmlarını takdim etmiş.

    Evet âdi bir muntazam makine, intizam ve mizanlı heyetiyle şeksiz bir mahir ve dikkatli ustayı gösterdiği gibi; kâinatı dolduran hadsiz zîhayat makineler de her birisi bin bir mu’cizat-ı ilmiyeyi gösteriyorlar. Elbette yıldız böceğinin ışığına nisbeten güneşin ziyası derecesinde ilmin cilveleri ile o zîhayatlar, usta ve sermedî sanatkârlarının vücub-u vücuduna ve mabudiyetine pek parlak şehadet ederler.

    İkinci Kudsî Kelime-i Mi’raciye: اَل۟مُبَارَكَاتُ dür.

    Madem hadîsçe namaz, mü’minin mi’racıdır ve mi’rac-ı ekberin cilvesine mazhardır. Ve madem dünya seyyahı, her âlemde, ilim sıfatıyla Allâmü’l-guyub Hâlık’ını bulmuş; biz dahi o seyyahla beraber, mübareklerin ve görenlere bârekellah dedirtenlerin ve اَل۟مُبَارَكَاتُ nün geniş âlemine girip bütün zîruhun masum, mübarek yavrularını ve bütün zîhayatın mukadderat ve programlarının kutucukları olan tohum ve çekirdekleri başta olarak o mübarekât âlemini temaşa ve mütalaa ile kudsî sıfat-ı ilmin mu’cizatlı, ince cilveleriyle Hâlık’ımızı ilmelyakîn ile bilmeye o seyyah gibi çalışacağız:

    Evet, gözümüzle görüyoruz ki bütün o masum yavrucuklar ve o mübarek mahzencikler, sandıkçıklar; bir Alîm-i Hakîm’in ilmiyle hem umumu hem her bir ferdi, birden bir uyanmak ve gaye-i hilkatine yürümek için bir hareket alırlar. Hakikat nazarıyla bakanlara “Bin bârekellah! Yüz bin mâşâallah!” dedirtirler.

    Evet, mesela nutfeler, yumurtalar, tohumlar, çekirdekler her biri birden ilimden gelen bir ince nizam ve o nizam, maharetten gelen tam bir mizan içinde; o mizan, yeni bir tanzim; o ise taze bir ölçü ve tevzin içinde; o dahi bir temyiz ve terbiye ve müteşabih emsalinden kasdî farika alâmetleri içinde; o da sanatlı bir tezyin ve süslemek içinde; bu dahi hakîmane, lâyık, mükemmel cihazat ve tasvir içinde; bu ise kerîmane, rızık isteyenlerin zevklerini memnun etmek için o mahlukların ve meyvelerin etleri ve yenilen kısımları ihtilaf içinde; bu ise âlimane, mu’cizane, ayrı ayrı nakışlar, ziynetler içinde; bu da ayrı ayrı güzel, hoş kokular ve lezzetli tatlar içinde ki kemal-i intizam içinde; birbirinden mütemayiz, ayrı iken kesret ve sürat ve vüs’at-i mutlaka içinde sehivsiz hatasız, bütün onların suretlerinin inkişafları ve her mevsimde o hârika halin devamı içinde bütün o mübareklerin her biri ve beraber, bu mezkûr on beş dil ile ustalarının hârika maharetini ve mu’cizatlı ilmini göze gösterip Allâmü’l-guyub, Vâcibü’l-vücud Sâni’lerini güneş gibi bildiriyorlar.

    İşte bu pek geniş ve parlak şehadetleri ve Sâni’ini tebrikleri içindir ki Mi’rac Gecesinde bütün mahlukat hesabına konuşan Zat-ı Muhammediye (asm) اَل۟مُبَارَكَاتُ kelimesini selâm yerinde demiş.

    Üçüncü Kelime: اَلصَّلَوَاتُ dür ki hem umumî mi’rac-ı ekber-i Muhammedîde (asm) hem her mü’minin hususi mi’racı olan namaz teşehhüdünde, her gün hiç olmazsa on defa, yüz milyonlar ehl-i iman, o kudsî kelimeyi, Peygamber’in (asm) tebaiyetiyle dergâh-ı İlahîye takdim edip kâinatta ilan ederler. Mi’raca dair Otuz Birinci Söz, mi’racın bütün hakikatlerini –bir muhatap ittihaz ettiği muannid, mülhid, münkirlere karşı dahi– gayet kat’î ve kuvvetli bir surette ispat ettiğine binaen, tafsilatını ve hüccetlerini ona havale ederek gayet muhtasar bir işaretle bu üçüncü kelime-i mi’raciyenin geniş manasını gösteren zîruh, zîşuur taifelerinin acib âlemine bakıp ilm-i ezelînin cilveleriyle Hâlık’ımızın vahdet ve mevcudiyeti içinde kemal-i rahmaniyetini ve rahîmiyetini ve azamet-i kudret ve şümul-ü iradetini bilmeye çalışacağız:

    Evet, bu âlemde görüyoruz ki: Bu zîruhlar, şuuren ve aklen olmasa da hissen, fıtraten hissediyorlar ki her biri, hadsiz bir acz ve zaaf içinde, hadsiz düşmanları ve incitenleri var ve hadsiz bir fakr u ihtiyaç içinde, hadsiz hâcatı ve matlubları var. İktidarı ve sermayesi binden birine kâfi gelmediğinden bütün kuvvetiyle bağırır ve ağlar; manen, fıtraten yalvarır; kendine mahsus sesiyle, lisanıyla dualar, niyazlar, bir nevi namazlar, salavatlar ile bir Alîm-i Kadîr dergâhına iltica ederken birden görüyoruz ki o bağıranların her işini, her ihtiyacını bilen ve her derdini ve zararını anlayıp yalvarmasını, fıtrî duasını işiten Alîm-i Mutlak bir Kadîr-i Hakîm, imdatlarına yetişir, bütün istediklerini yapar. Ağlamalarını gülmeye, bağırmalarını teşekkürlere çevirir.

    Bu hakîmane, alîmane, rahîmane yardım, pek parlak bir tarzda ilim ve rahmetin cilveleriyle bir Mücîb-i Mugîs, bir Rahîm-i Kerîm’i bildirip o zîruh âleminin bütün salavat ve ubudiyetlerini ona takdim ve tahsis eder manasıyla, mi’rac-ı ekberde Muhammed aleyhissalâtü vesselâm ve mi’rac-ı asgar olan namazlarda onun ümmeti اَلصَّلَوَاتُ اَلطَّيِّبَاتُ لِلّٰهِ der.

    Dördüncü Kelime-i Kudsiye: اَلطَّيِّبَاتُ لِلّٰهِ dir.

    Risale-i Nur’un çok hakikatleri namaz tesbihatında ihtar edilmesi hikmetiyle hem Fatiha’nın hem teşehhüdün kelimelerinin hakikatlerini kısa işaretlerle beyan etmeye âdeta ihtiyarsız sevk edildim.

    İşte mi’rac-ı Muhammedîde (asm) denilen اَلطَّيِّبَاتُ kelime-i kudsiyesi; ehl-i marifet ve iman ve küllî şuur sahibi olan ins ve cin ve melek ve ruhanîlerin, kâinatı güzel tayyibeleri ve haseneleri ve ubudiyetleriyle güzelleştiren ve güzellerin âlemine bakan ve sermedî Cemil-i Mutlak’ın hadsiz cemal ve güzelliklerini ve kâinatı süslendiren isimlerinin daimî güzelliklerini tam bilen ve aşk ve şevkle küllî ubudiyetler ile mukabele eden ve parlak iman ve geniş marifetler ve medh ü senaların revaih-i tayyibe ve hoş kokularıyla Hâlıklarına karşı o hadsiz tayyibatlar manasıyla mi’racda söylenmiş sırrıyla; teşehhüdde bütün ümmet, her gün usanmadan o kudsî kelime-i tayyibeyi tekrar ederler.

    Evet bu kâinat, nihayetsiz bir hüsün ve cemal-i sermedînin âyinesi ve cilveleri ve kâinattaki bütün cemal ve kemal ve güzellikler, o sermedî hüsünden gelir ve ona intisapla güzelleşir, kıymeti yükselir. Yoksa karmakarışık bir virane, bir hüzüngâh olur. Ve o intisap ise saltanat-ı uluhiyetin dellâlları ve ilancıları olan ins ve melek ve ruhanîlerin marifet ve tasdikleriyle anlaşılır.

    Hattâ o dellâlların güzel ve tatlı hamdlerini ve senalarını ve mabuduna medihlerini ve onların kelimelerini her tarafa neşir ve arş-ı a’zamın canibine sevk etmek için hava unsurunun zerreleri emirber neferler, küçücük diller ve kulaklar gibi o güzel kelimeleri dergâh-ı uluhiyete takdim etmek için o pek hârika vaziyet-i acibe, havaya verildiğine kuvvetli bir ihtimal var diye kalbime geldi.

    İşte ins ve melek, nasıl ki imanları ve ubudiyetleriyle Mabud-u Zülcelal’i bildiriyorlar; öyle de o Hakîm-i Zülcelal dahi o ilancılara verdiği çok câmi’ istidatlarla, pek hârika cihazlarla ve dekaik-i ilmiyeleriyle her birisini bütün kâinatla alâkadar bir küçük kâinat hükmüne getirmekle kendini pek parlak bir tarzda bildiriyor. Mesela, insanın küçücük kafasında ceviz kadar bir yerde kuvve-i hâfıza, kuvve-i hayaliye, kuvve-i müfekkire gibi müteaddid, acib makineleri yaratmak ve kuvve-i hâfızayı bir büyük kütüphane hükmüne getirmekle ilm-i ezelînin cilvesiyle güneş gibi kendini gösteriyor. (*[7])

    Şimdi sâbıkan zikredilen ve ilm-i muhitin küllî hüccetlerine işaret eden ve bir geniş hüccet olarak hadsiz bürhanları ihtiva eden ve on beş delil ile ilm-i muhiti gösteren Arabî parçanın gayet kısa bir mealine ve bir nevi tercümesine işaret ederiz.

    On Beş Delilden Birincisi: فَال۟اِن۟تِظَامَاتُ ال۟مَو۟زُونَةُ dir.

    Yani bütün mahlukatta müşahede edilen ölçülü düzgünlük, mizanlı intizam; ihatalı bir ilme şehadet eder.

    Evet, muntazam bir saray gibi kâinattan ve manzume-i şemsiyeden ve kelimeler ve seslerin neşrinde zerreleri medar-ı hayret bir intizam gösteren hava sahifesinden ve üç yüz bin ayrı ayrı nevileri her baharda bir intizam-ı ekmel içinde yetiştiren zemin yüzünden tut tâ her bir zîhayatın vücudundaki aza ve cihazat ve hüceyrat ve zerrelere kadar derin, ihatalı, şaşırmaz bir ilmin eseri olan mizanî düzgünlük ve tam intizam bulunması; gayet zâhir ve kat’î bir surette ihatalı bir ilme delâlet ve şehadet eder demektir.

    İkinci Delil: وَال۟اِتِّزَانَاتُ ال۟مَن۟ظُومَةُ dir.

    Yani bütün kâinattaki masnuatta –cüz’î küllî– seyyarattan tâ kandaki küreyvat-ı hamra ve beyzaya kadar her şeyde gayet düzgün bir ölçü, mütenasip bir mizan bulunması; bedahetle muhit bir ilme delâlet ve kat’î şehadet eder.

    Evet, görüyoruz ki mesela bir sineğin, bir insanın azaları ve cihazatı, hattâ cesedinin hüceyratı ve kanındaki kırmızı ve beyaz kürecikleri o derece hassas bir mizan ve ince bir ölçü ile yerleştirilmiş ve o derece birbirine münasip ve uygun ve cesedin sair azalarında öyle muntazam bir tenasüp var ki nihayetsiz bir ilme mâlik olmayan, o vaziyeti onlara vermesi hiçbir cihette imkânı yok.

    İşte aynen bütün zîhayat ve enva-ı mahlukat, zerrattan tâ manzume-i şemsiyedeki seyyarata kadar öyle tam bir muvazene ve zerre kadar şaşırmaz bir düzgün ölçü hükmetmesi, ihatalı bir ilme kat’î delâlet ve parlak şehadet eder. Demek ilmin her delili, Zat-ı Alîm’in mevcudiyetine dahi delildir. Sıfat mevsufsuz olması muhal ve imkânsız olmasından bütün hüccetleri Alîm-i Ezelî’nin vücub-u vücuduna kuvvetli ve gayet kat’î bir hüccet-i kübradır.

    Üçüncü Delil: وَال۟حِكَمُ ال۟قَص۟دِيَّةُ ال۟عَامَّةُ dir.

    Yani bütün kâinattaki hallakıyet ve faaliyette ve tebeddülat ve ihya ve tavzifat ve terhisatta bütün masnuatın her biri ve her bir taifenin tesadüf imkânı olmayan öyle kasdî ve bilerek takılan hikmetleri ve faydaları ve vazifeleri var ve görüyoruz ki ihatalı bir ilmi bulunmayan, hiçbir cihette, hiçbirisine icad noktasında sahip çıkamaz.

    Mesela, hadsiz zîhayattan bir insanın yüz cihazatından bir tek cihazı olan lisanı; bir et parçası iken iki büyük vazifesiyle yüzer hikmetlere, neticelere, meyvelere, faydalara âlet oluyor. Taamların zevkindeki vazifesi, ayrı ayrı bütün tatları bilerek cesede, mideye haber vermek ve rahmet-i İlahiyenin matbahlarına dikkatli bir müfettiş olmak ve kelimeler vazifesinde kalbe ve ruha ve dimağa tam bir tercüman ve santral olmak; elbette gayet parlak ve kat’î bir surette ihatalı ilme delâlet ve şehadet eder.

    Bir tek dil, hikmetleri ve meyveleriyle böyle delâlet etse hadsiz lisanlar ve hadsiz zîhayatlar, nihayetsiz masnuat, güneş zuhurunda ve gündüz kat’iyetinde nihayetsiz bir ilme delâlet ve şehadet ve Allâmü’l-guyub’un daire-i ilminden ve hikmetinden ve meşietinden hariç hiçbir şey yoktur diye ilan ederler.

    Dördüncü Delil: وَال۟عِنَايَاتُ ال۟مَخ۟صُوصَةُ الشَّامِلَةُ dir.

    Yani bütün zîhayat, zîşuur âleminde, her nev’e ve her ferde, hususi ve ona münasip ve umuma şâmil inayetler, şefkatler, himayetler; bedahet derecesinde ihatalı bir ilme delâlet ve o inayetlere mazhar olanları ve ihtiyaçlarını bilen bir Alîm-i İnayetkâr’ın vücub-u vücuduna hadsiz şehadetler eder, demektir.

    İhtar: Risale-i Nur’un hülâsatü’l-hülâsasının zübdesi olan Arabî fıkradaki kelimelerin izahı ise Kur’an’dan tereşşuh eden Risale-i Nur’un âyât-ı Kur’aniyenin lemaatından aldığı hakikatlere, hususan ilim ve iradeye ve kudrete dair delillere ve hüccetlere işarettir ki bu Arabî kelimelerin işaret ettikleri o ilmî deliller, ehemmiyetle tefsir ediliyor. Demek her biri, çok âyâtın birer işaret ve birer nüktesini beyan etmektir. Yoksa o Arabî kelimelerin tefsiri ve beyanı ve tercümesi değildir. Sadede dönüyoruz.

    Evet, gözümüzle görüyoruz ki bizleri ve bütün zîruhları bilir ve bilerek şefkatle himaye eder ve ihtiyacını ve her derdini bilir ve bilerek inayetiyle imdadına yetişir bir Alîm-i Rahîm var. Hadsiz misallerinden birisi, insanın rızık ve ilaç ve muhtaç olduğu madenler cihetinde gelen hususi ve umumî inayetler, pek zâhir bir surette bir ilm-i muhiti gösterir ve bir Rahman-ı Rahîm’e rızık, ilaç, madenlerin adedince şehadetler ederler.

    Evet, insanın hususan âcizlerin ve yavruların iaşeleri ve bilhassa mide matbahından cesedin rızık isteyen azalarına, hattâ hüceyrelerine her birine münasip rızkını yetiştirmeleri ve dağlar bir eczahane ve insana lâzım bütün madenlerin bir ambarı olmaları gibi hakîmane işler, gayet ihatalı bir ilim ile olabilir. Serseri tesadüf, kör kuvvet, sağır tabiat, camid şuursuz esbab, basit istilacı unsurlar; hiçbir cihette bu alîmane, basîrane, hakîmane, merhametkârane, inayet-perverane olan iaşe ve idare ve himayet ve tedbire karışamazlar. Yalnız o zâhirî esbab; Alîm-i Mutlak’ın emriyle, izniyle, ilim ve hikmeti dairesinde bir perde-i izzet-i kudret-i İlahiye olarak istimal ve istihdam edilmeleri var.

    Beşinci ve Altıncı Delil: وَال۟اَق۟ضِيَّةُ ال۟مُن۟تَظَمَةُ وَال۟اَق۟دَارُ ال۟مُث۟مِرَةُ dir.

    Yani her şeyin, hususan nebatat ve eşcar ve hayvanat ve insanların şekilleri ve miktarları, ilm-i ezelînin iki nev’i olan kaza ve kaderin düsturlarıyla sanatkârane biçilmiş ve her birinin kametine göre tam münasip dikilmiş, mükemmel giydirilmiş, gayet muntazam birer hikmetli şekil verilmiş. Onlar, her biri ve beraber, bir nihayetsiz ilme delâlet ve bir Sâni’-i Alîm’e adetlerince şehadet ederler demektir.

    Evet, mesela numune olarak hadsiz misallerinden yalnız tek bir ağaç ve bir ferd-i insana bakıyoruz, görüyoruz ki: Bu meyveli ağaç, o çok cihazatlı insan; hiçbir ressam tam taklidini yapamayacak derecede zâhiri ve bâtını, dış ve içi öyle bir gaybî pergârla ve ince bir ilmin kalemiyle hudutları çizilmiş ve tam intizamla her azasına münasip suret verilmiş ki meyve ve neticelerine ve vazife-i fıtratlarına yetişsin. Bu ise nihayetsiz bir ilim ile olabilmesi cihetiyle her şeyin her şeyle münasebetini bilip ve nazara alan ve bu ağaç ve bu insanın bütün emsallerini ve nevilerini ilm-i ezelîsinin kaza ve kader pergâr ve kalemiyle dış ve iç miktarlarını ve suretlerini hakîmane yapılmasını bilerek işleyen bir Sâni’-i Musavvir, bir Alîm-i Mukaddir’in hadsiz ilmine ve vücub-u vücuduna nebatat ve hayvanat adedince şehadet ederler demektir.

    Yedinci, Sekizinci Delil: وَال۟اٰجَالُ ال۟مُعَيَّنَةُ وَال۟اَر۟زَاقُ ال۟مُقَنَّنَةُ dir.

    Yani ehemmiyetli bir hikmet için zâhir nazarda mübhem ve gayr-ı muayyen tevehhüm edilen eceller ve rızıklar, ibham perdesi altında kaza ve kader-i ezelînin defterinde mukadderat-ı hayatiye sahifesinde her zîhayatın eceli mukadder ve muayyendir; takaddüm, teahhur etmez. Ve her zîruhun rızkı tayin ve tahsis edilip kaza ve kader levhasında yazıldığına hadsiz deliller var.

    Mesela koca bir ağacın ölmesi, onun bir nevi ruhu olan çekirdeğini onun yerinde vazife görmek için bırakması, bir Alîm-i Hafîz’in hikmetli kanunuyla olması ve bir yavrunun rızkı olan süt, memelerden gelmesi ve kan ve fışkı içinden çıkıp hiç bulaşmadan safi, temiz olarak ağzına akması, tesadüf ihtimalini kat’î bir surette red ve bir Rezzak-ı Alîm-i Rahîm’in şefkatli düsturuyla olduğunu gayet kat’î gösteriyor. Bu iki cüz’î misale bütün zîhayat, zîruh kıyas edilsin.

    Demek, hakikatte hem ecel muayyen ve mukadderdir hem rızık herkese göre bir taayyün içinde mukadderat defterinde kaydedilmiştir. Fakat gayet mühim bir hikmet için hem ecel hem rızık, perde-i gaybda ve mübhem ve gayr-ı muayyen ve zâhiren tesadüfe bağlı gibi görünüyor.

    Eğer ecel, güneşin gurûbu gibi muayyen olsa idi yarı ömür gaflet-i mutlakada ve âhirete çalışmamakla zayi olup, yarı ömürden sonra her gün ölüm darağacı tarafına bir ayak atmak gibi dehşetli bir korku alıp eceldeki musibet yüz derece ziyadeleşmesi sırrıyla, başa gelen musibetler ve hattâ dünyanın eceli olan kıyamet perde-i gaybda merhameten bırakılmış.

    Rızık ise hayattan sonra nimetlerin en büyük bir hazinesi ve şükür ve hamdin en zengin bir menbaı ve ubudiyet ve dua ve ricaların en cem’iyetli bir madeni olmasından, suret-i zâhirede mübhem ve tesadüfe bağlı gibi gösterilmiş. Tâ her vakit Rezzak-ı Kerîm’in dergâhına iltica ve rica ve yalvarmak ve hamd ve şükür şefaatiyle rızık istemek kapısı kapanmasın. Yoksa muayyen olsa idi mahiyeti bütün bütün değişecekti. Şâkirane, minnettarane ricalar, dualar belki mütezellilane ubudiyet kapıları kapanırdı.

    Dokuzuncu, Onuncu Delil:

    وَال۟اِت۟قَانَاتُ ال۟مُفَنَّنَةُ وَال۟اِه۟تِمَامَاتُ ال۟مُزَيَّنَةُ Yani her masnuda, hususan bahar mevsiminde, zemin yüzünde sermedî bir hüsün ve cemalin cilvelerini gösteren bütün güzel mahluklar, ezcümle çiçekler, meyveler ve kuşçuklar ve sinekler ve bilhassa yaldızlı ve yıldızlı kuşçukların hilkatlerinde ve suretlerinde ve cihazatlarında öyle mu’cizane bir maharet ve dikkat ve hârika bir sanat, bir itkan, bir mükemmeliyet ve sanatkârlarının mu’cizatlı hünerlerini gösteren ayrı ayrı, çeşit çeşit tarzlarda şekiller, makinecikler, gayet ihatalı bir ilme ve –tabirde hata olmasın– gayet maharetli ve fünunlu bir meleke-i ilmiyeye kat’î delâlet ve serseri tesadüfün ve şuursuz ve müşevveş esbabın müdahale etmesinin imkânsız olduğuna şehadet ettikleri gibi…

    وَال۟اِه۟تِمَامَاتُ ال۟مُزَيَّنَةُ ifadesiyle o güzel masnûlarda o derece bir şirin süslemek ve tatlı bir ziynet ve cazibedar bir cemal-i sanat var ki nihayetsiz bir ilim ile iş görür ve her şeyin en güzel tarzını bilir ve sanatkârlığın cemal-i kemalini ve kemal-i cemalini zîşuurlara göstermek ister ki en cüz’î bir çiçeği ve küçük bir sineği ihtimamkârane, mahirane, sanat-perverane ehemmiyetle tasvir ve icad eder. Bu ihtimamkârane tezyin ve tahsin, bedahetle hadsiz ve her şeye muhit bir ilme delâlet ve o güzellerin adedince bir Sâni’-i Alîm-i Zülcemal’in vücub-u vücuduna şehadetler ederler demektir.

    Beş küllî delil ve hüccetleri ihtiva eden On Birinci Delil:

    وَغَايَةُ كَمَالِ ال۟اِن۟تِظَامِ ال۟اِتِّزَانِ ال۟اِم۟تِيَازِ ال۟مُط۟لَقَاتِ فِى السُّهُولَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ وَخَل۟قُ ال۟اَش۟يَاءِ فِى ال۟كَث۟رَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ مَعَ ال۟اِت۟قَانِ ال۟مُط۟لَقِ وَفِى السُّر۟عَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ مَعَ ال۟اِتِّزَانِ ال۟مُط۟لَقِ وَفِى ال۟وُس۟عَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ مَعَ كَمَالِ حُس۟نِ الصَّن۟عَةِ وَفِى ال۟بُع۟دَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ مَعَ ال۟اِتِّفَاقِ ال۟مُط۟لَقِ وَفِى ال۟خِل۟طَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ مَعَ ال۟اِم۟تِيَازِ ال۟مُط۟لَقِ

    Bu delil, sâbıkan zikredilen Arabî fıkranın âhirinde yazılan delilin başka ve daha güzel bir tarzıdır. Şiddetli hastalık sebebiyle, gayet kısa bir işaretle bundaki beş altı geniş delilleri beyandır.

    Evvela: Bütün zeminde görüyoruz; tam bilmekten ve maharetten gelen gayet suhulet ve kolaylıkla acib zîhayat makineler, def’aten ve bir kısmı bir dakikada düzgün, ölçülü, emsalinden farikalı yapılmaları, nihayetsiz bir ilme delâlet ve sanattaki maharet-i ilmiyeden gelen suhulet ve kolaylık derecesinde o ilmin kemaline şehadet eder.

    Sâniyen: Gayet kesret ve çokluk içinde şaşırmadan gayet derecede sanatlı, mükemmel icadlar, nihayetsiz bir kudret içinde hadsiz bir ilme delâlet ve Alîm ve Kadîr-i Mutlak’a hadsiz şehadet eder.

    Sâlisen: Sürat-i mutlaka ve gayet çabuk yapılmakla beraber, gayet derece mizanlı, ölçülü icadları; hadsiz bir ilme delâlet ve adetlerince bir Alîm-i Mutlak ve Kadîr-i Mutlak’a şehadet ederler.

    Râbian: Gayet geniş bütün zemin yüzünde hadsiz zîhayatların vüs’at-i mutlaka ile beraber gayet sanatkârane, süslü, kemal-i hüsn-ü sanat ile yapılmaları; hiç şaşırmayan, her şeyi beraber gören, bir şeyi bir şeye mani olmayan bir ihatalı ilme delâlet ve bir Alîm-i külli şey ve Kadîr-i Mutlak’ın masnûları olduklarına her biri ve beraber şehadet ederler.

    Hâmisen: Bu’d-u mutlak ve birbirinden gayet uzak bir nevin efradı; biri şarkta, biri garpta, biri şimalde, biri cenupta, aynı zamanda, aynı tarzda birbirinin misli ve birbirinden teşahhusça imtiyazlı bir surette vücuda gelmeleri ancak bir Alîm-i Mutlak ve Kadîr-i Mutlak’ın kâinatı idare eden hadsiz kudreti ve bütün mevcudatı ahvaliyle ihata eden nihayetsiz ilmiyle olabilmesi cihetiyle, muhit bir ilme delâlet ve bir Allâmü’l-guyub’a hadsiz şehadet ederler.

    Sâdisen: İhtilat-ı mutlakla beraber hiç şaşırmadan ve karıştırmadan her birisi tam bir imtiyaz ve alâmet-i farika ile o karışık emsalinde ve karanlık yerlerde, mesela toprak altındaki tohumlar gibi şaşıran vaziyetlerde o çok kalabalıklı zîhayat makinelerin her birisinin hiçbir cihazatını noksan bırakmayarak mu’cizatlı bir surette yaratılmaları, güneş gibi ilm-i ezelîye delâlet ve gündüz gibi Kadîr-i Mutlak ve Alîm-i Mutlak’ın hallakıyetine, rububiyetine şehadet ederler. Risale-i Nur’daki tafsilata havale edip bu pek uzun kıssayı kısa kesiyoruz.

    Şimdi hülâsatü’l-hülâsadaki irade meselesine başlıyoruz:

    اَللّٰهُ اَك۟بَرُ مِن۟ كُلِّ شَى۟ءٍ قُد۟رَةً وَعِل۟مًا اِذ۟ هُوَ ال۟مُرٖيدُ لِكُلِّ شَى۟ءٍ مَاشَاءَ اللّٰهُ كَانَ وَمَا لَم۟ يَشَا۟ لَم۟ يَكُن۟ اِذ۟ تَن۟ظٖيمُ اٖيجَادِ ال۟مَص۟نُوعَاتِ ذَاتًا وَصِفَةً وَمَاهِيَّةً وَهُوِيَّةً مِن۟ بَي۟نِ ال۟اِم۟كَانَاتِ ال۟غَي۟رِ ال۟مَح۟دُودَةِ وَالطُّرُقِ ال۟عَقٖيمَةِ وَال۟اِح۟تِمَالَاتِ ال۟مُشَوَّشَةِ وَسُيُولِ ال۟عَنَاصِرِ ال۟مُتَشَاكِسَةِ وَال۟اَم۟ثَالِ ال۟مُتَشَابِهَةِ بِهٰذَا النِّظَامِ ال۟اَدَقِّ ال۟اَرَقِّ وَتَو۟زٖينُهَا بِهٰذَا ال۟مٖيزَانِ ال۟حَسَّاسِ ال۟جَسَّاسِ وَتَم۟يٖيزُهَا بِهٰذِهِ التَّعَيُّنَاتِ ال۟مُزَيَّنَةِ ال۟مُن۟تَظَمَةِ وَخَل۟قُ ال۟مُخ۟تَلِفَاتِ ال۟مُن۟تَظَمَاتِ ال۟حَيَوِيَّةِ مِنَ ال۟بَسٖيطِ ال۟جَامِدِ ال۟مَيِّتِ كَال۟اِن۟سَانِ بِجِهَازَاتِهٖ مِنَ النُّط۟فَةِ وَالطَّي۟رِ بِجَوَارِحِهٖ مِنَ ال۟بَي۟ضَةِ وَالشَّجَرَةِ بِاَع۟ضَائِهَا مِنَ النُّوَاةِ وَال۟حَبَّةِ تَدُلُّ عَلٰى اَنَّ كُلَّ شَى۟ءٍ بِاِرَادَتِهٖ تَعَالٰى وَاِخ۟تِيَارِهٖ وَقَص۟دِهٖ وَمَشٖيئَتِهٖ سُب۟حَانَهُ كَمَا اَنَّ تَوَافُقَ ال۟اَش۟يَاءِ فٖى اَسَاسَاتِ ال۟اَع۟ضَاءِ النَّو۟عِيَّةِ وَال۟جِن۟سِيَّةِ يَدُلُّ عَلٰى اَنَّ صَانِعَ تِل۟كَ ال۟اَف۟رَادِ وَاحِدٌ اَحَدٌ كَذٰلِكَ اَنَّ تَمَايُزَهَا بِالتَّشَخُّصَاتِ ال۟مُتَمَايِزَاتِ وَالتَّعَيُّنَاتِ ال۟مُن۟تَظَمَةِ يَدُلُّ عَلٰى اَنَّ ذٰلِكَ الصَّانِعَ ال۟وَاحِدَ ال۟اَحَدَ فَاعِلٌ مُخ۟تَارٌ يَف۟عَلُ مَا يَشَاءُ وَيَح۟كُمُ مَا يُرٖيدُ

    Bu fıkra, irade-i İlahiyenin delillerinden pek çok küllî hüccetleri ihtiva eden bir tek küllî ve uzun delildir. Mealinin kısa bir tercümesi içinde irade ve ihtiyar ve meşiet-i İlahiyeyi gayet kat’î ispat eden bir delili beyan ederiz. Hem ilm-i İlahînin bütün mezkûr delilleri, aynen iradenin dahi delilidir. Çünkü her masnûda ilim ve iradenin beraber cilveleri, eserleri görünüyor.

    Bu Arabî fıkranın kısaca meali:

    Yani, her şey onun irade ve meşietiyle olur. İstediği olur, istemediği olmaz. Her ne isterse yapar. İstemezse hiçbir şey olmaz.

    Bir hüccet şudur: Görüyoruz ki bu masnuatın her biri muayyen zatı, mahsus sıfatı, ayrı hususi mahiyeti, mümtaz farikalı sureti, hadsiz imkânat ve başka tarzlarda olabilir, teşvişçi ihtimalat içinde, neticesiz çok yollarda ve sel gibi akan ve karıştıran ve birbirine zıt unsurların müdahaleleri içinde ve sehiv ve iltibasa sebebiyet veren ve birbirine benzeyen emsalleri içinde bu karmakarışık hallere karşı, o her bir masnuu ince, tam, düzgün bir nizam altına almak ve hassas, cessas, mükemmel bir ölçü ve mizanla her uzvunu ve cihazını tartmak, takmak ve yüzüne süslü, düzgün bir sima, bir teşahhus vermek ve birbirine muhalif azalarını basit, camid, ölü bir maddeden zîhayat olarak gayet sanatlı yaratmak, mesela insanı ayrı ayrı yüz cihazatı ile bir katre sudan icad etmek ve kuşu pek çok âlât ve muhtelif cihazlarıyla bir basit yumurtadan inşa edip mu’cizatlı suret giydirmek ve ağacı dal, budak ve mütenevvi aza ve eczasıyla basit, camid “karbon, azot, müvellidü’l-mâ, müvellidü’l-humuza”dan terekküp eden bir küçük çekirdekten çıkarmak, muntazam, meyveli bir şekil giydirmek, elbette ve elbette bedahetle, şüphesiz kat’iyetle vücub ve zaruret ve lüzum derecesinde ispat eder ki o her bir masnua bütün zerrat ve eczasıyla ve suret ve mahiyetiyle bir Kadîr-i Mutlak’ın irade ve meşietiyle ve ihtiyar ve kasdıyla o mahsus, mükemmel vaziyet veriliyor. Ve her şeye şâmil bir iradenin taht-ı hükmündedir. Ve bu tek masnuun bu şüphesiz tarzda irade-i İlahiyeye delâleti gösteriyor ki bütün masnuat hadsiz, nihayetsiz ve güneş ve gündüz gibi zâhir bir kat’iyette, her şeye şâmil irade-i İlahiyeye, adetlerince şehadetler ve bir Kadîr-i Mürîd’in vücub-u vücuduna hadsiz hüccetlerdir.

    Hem ilm-i İlahînin sâbıkan mezkûr bütün delilleri, aynen iradenin dahi delilleridir. Çünkü ikisi kudretle beraber iş görüyorlar. Biri birisiz olmaz. Her bir nev’in ve cinsin efradı, aza-i neviye ve cinsiyede tevafukları nasıl delâlet eder ki Sâni’leri birdir, vâhiddir, ehaddir. Öyle de yüzlerinin simaları hikmetli bir tarzda birbirinden farikalı ve ayrı olması kat’î delâlet eder ki o Sâni’-i Vâhid-i Ehad, bir fâil-i muhtardır. İrade ve ihtiyar ve meşiet ve kasd ile her şeyi yaratır.

    İşte iradeye dair tek ve küllî bir delili beyan eden mezkûr Arabî fıkranın kısaca mealinin tercümesi bitti. İradeye dair pek çok mühim nükteleri, ilim meselesi gibi yazmak niyet etmiştim. Fakat semli hastalık, dimağıma tam yorgunluk verdiği için başka vakte tehir edildi.

    Kudrete dair Arabî fıkrası:

    اَللّٰهُ اَك۟بَرُ مِن۟ كُلِّ شَى۟ءٍ قُد۟رَةً وَ عِل۟مًا اِذ۟ هُوَ ال۟قَدٖيرُ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ بِقُد۟رَةٍ مُط۟لَقَةٍ مُحٖيطَةٍ ضَرُورِيَّةٍ نَاشِئَةٍ لَازِمَةٍ ذَاتِيَّةٍ لِلذَّاتِ ال۟اَق۟دَسِيَّةِ فَمُحَالٌ تَدَاخُلُ ضِدِّهَا فَلَا مَرَاتِبَ فٖيهَا فَتَتَسَاوٰى بِالنِّس۟بَةِ اِلَي۟هَا الذَّرَّاتُ وَ النُّجُومُ وَ ال۟جُز۟ءُ وَ ال۟كُلُّ وَ ال۟جُز۟ئِىُّ وَ ال۟كُلِّىُّ وَ النُّوَاةُ وَ الشَّجَرُ وَ ال۟عَالَمُ وَ ال۟اِن۟سَانُ بِسِرِّ مُشَاهَدَةِ غَايَةِ كَمَالِ ال۟اِن۟تِظَامِ ال۟اِتِّزَانِ ال۟اِم۟تِيَازِ ال۟اِت۟قَانِ ال۟مُط۟لَقَاتِ مَعَ السُّهُولَةِ فِى ال۟كَث۟رَةِ وَ السُّر۟عَةِ وَ ال۟خِل۟طَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ وَ بِسِرِّ النُّورَانِيَّةِ وَ الشَّفَّافِيَّةِ وَ ال۟مُقَابَلَةِ وَ ال۟مُوَازَنَةِ وَ ال۟اِن۟تِظَامِ وَ ال۟اِم۟تِثَالِ وَ بِسِرِّ اِم۟دَادِ ال۟وَاحِدِيَّةِ وَ يُس۟رِ ال۟وَح۟دَةِ وَ تَجَلِّى ال۟اَحَدِيَّةِ وَ بِسِرِّ ال۟وُجُوبِ وَ التَّجَرُّدِ وَ مُبَايَنَةِ ال۟مَاهِيَّةِ وَ بِسِرِّ عَدَمِ التَّقَيُّدِ وَ عَدَمِ التَّحَيُّزِ وَ عَدَمِ التَّجَزّٖى وَ بِسِرِّ اِن۟قِلَابِ ال۟عَوَائِقِ وَ ال۟مَوَانِعِ اِلٰى حُك۟مِ ال۟وَسَائِلِ ال۟مُسَهِّلَاتِ وَ بِسِرِّ اَنَّ الذَّرَّةَ وَ ال۟جُز۟ءَ وَ ال۟جُز۟ئِىَّ وَ النُّوَاةَ وَ ال۟اِن۟سَانَ لَي۟سَت۟ بِاَقَلَّ صَن۟عَةً وَ جَزَالَةً مِنَ النَّج۟مِ وَ ال۟كُلِّ وَ ال۟كُلِّىِّ وَ الشَّجَرِ وَ ال۟عَالَمِ فَخَالِقُهَا هُوَ خَالِقُ هٰذِهٖ بِال۟حَد۟سِ الشُّهُودِىِّ وَ بِسِرِّ اَنَّ ال۟مُحَاطَ وَ ال۟جُز۟ئِيَّاتِ كَال۟اَم۟ثِلَةِ ال۟مَك۟تُوبَةِ ال۟مُصَغَّرَةِ اَو۟ كَالنُّقَطِ ال۟مَح۟لُوبَةِ ال۟مُعَصَّرَةِ فَلَا بُدَّ اَن۟ يَكُونَ ال۟مُحٖيطُ وَ ال۟كُلِّيَّاتُ فٖى قَب۟ضَةِ خَالِقِ ال۟مُحَاطِ وَ ال۟جُز۟ئِيَّاتِ لِيُد۟رِجَ مِثَالَهَا فٖيهَا بِمَوَازٖينِ عِل۟مِهٖ اَو۟ يُعَصِّرَهَا مِن۟هَا بِدَسَاتٖيرِ حِك۟مَتِهٖ وَ بِسِرِّ كَمَا اَنَّ قُر۟اٰنَ ال۟عِزَّةَ ال۟مَك۟تُوبَ عَلَى الذَّرَّةِ ال۟مُسَمَّاةِ بِال۟جَو۟هَرِ ال۟فَر۟دِ بِذَرَّاتِ ال۟اَثٖيرِ لَي۟سَ بِاَقَلَّ جَزَالَةً وَ خَارِقِيَّةَ صَن۟عَةٍ مِن۟ قُر۟اٰنِ ال۟عَظَمَةِ ال۟مَك۟تُوبِ عَلٰى صَحٖيفَةِ السَّمَاءِ بِمِدَادِ النُّجُومِ وَ الشُّمُوسِ كَذٰلِكَ اَنَّ وَر۟دَ الزُّه۟رَةِ لَي۟سَت۟ بِاَقَلَّ جَزَالَةً وَ صَن۟عَةً مِن۟ دُرِّىِّ نَج۟مِ الزُّه۟رَةِ وَ لَا النَّم۟لَةُ مِنَ ال۟فٖيلَةِ وَ لَا ال۟مِك۟رُوبُ مِنَ ال۟كَر۟كَدَانِ وَ لَا النَّح۟لَةُ مِنَ النَّخ۟لَةِ بِالنِّس۟بَةِ اِلٰى قُد۟رَةِ خَالِقِ ال۟كَائِنَاتِ فَكَمَا اَنَّ غَايَةَ كَمَالِ السُّر۟عَةِ وَ السُّهُولَةِ فٖى اٖيجَادِ ال۟اَش۟يَاءِ اَو۟قَعَت۟ اَه۟لَ الضَّلَالَةِ فٖى اِل۟تِبَاسِ التَّش۟كٖيلِ بِالتَّشَكُّلِ ال۟مُس۟تَل۟زِمِ لِمُحَالَاتٍ غَي۟رِ مَح۟دُودَةٍ تَمُجُّهَا ال۟اَو۟هَامُ كَذٰلِكَ اَث۟بَتَت۟ لِاَه۟لِ ال۟هِدَايَةِ تَسَاوِىَ النُّجُومِ مَعَ الذَّرَّاتِ بِالنِّس۟بَةِ اِلٰى قُد۟رَةِ خَالِقِ ال۟كَائِنَاتِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ اَللّٰهُ اَك۟بَرُ

    Bu pek azîm mesele-i kudrete dair Arabî fıkranın kısaca mealinin bir nevi tercümesinden evvel, kalbe ihtar edilen bir hakikati beyan ederiz. Şöyle ki:

    Kudretin vücudu, kâinatın vücudundan daha ziyade kat’îdir. Belki bütün mahlukat, her biri hem beraber o kudretin mücessem kelimatıdır. Onun aynelyakîn vücudunu gösterirler. Onun mevsufu olan Kadîr-i Mutlak’a adetlerince şehadetler ederler. Daha hüccetlerle o kudretin ispatına ihtiyaç yoktur. Belki imanda en ehemmiyetli bir esas, haşir ve neşrin en kuvvetli bir temel taşı ve çok mesail-i imaniye ve hakaik-i Kur’aniyeye en lüzumlu bir medar olan ve مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ âyetinin dava ettiği ve bütün akıllar ona yol bulamadıklarından hayrette, aczde, bir kısmı inkârda kaldıkları kudrete ait bir dehşetli hakikatin ispatı lâzımdır.

    İşte o esas, o temel, o medar, o dava, o hakikat ise mezkûr âyetin mealidir. Yani “Ey cin ve ins! Bütün sizlerin yaratılmanız, icadınız ve haşirde ihyanız, diriltilmeniz bir tek nefsin icadı gibi kudretime kolaydır.” Bir baharı, tek bir çiçek misillü suhuletle icad eder. Cüz’î küllî, küçük büyük, az çok; o kudrete nisbeten farkları yoktur. Seyyareleri, zerreler gibi kolay döndürür.

    İşte mezkûr Arabî fıkra, yalnız bu dehşetli meseleye dokuz basamak ile pek kat’î ve kuvvetli bir hücceti beyan eder. Gayet kısa bir meali şudur: Basamağın esasına işaret eden:

    اِذ۟ هُوَ ال۟قَدٖيرُ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ بِقُد۟رَةٍ مُط۟لَقَةٍ مُحٖيطَةٍ ضَرُورِيَّةٍ نَاشِئَةٍ لَازِمَةٍ ذَاتِيَّةٍ لِلذَّاتِ ال۟اَق۟دَسِيَّةِ فَمُحَالٌ تَدَاخُلُ ضِدِّهَا فَلَا مَرَاتِبَ فٖيهَا فَتَتَسَاوٰى بِالنِّس۟بَةِ اِلَي۟هَا الذَّرَّاتُ وَ النُّجُومُ وَ ال۟جُز۟ءُ وَ ال۟كُلُّ وَ ال۟جُز۟ئِىُّ وَ ال۟كُلِّىُّ وَ النُّوَاةُ وَ الشَّجَرُ وَ ال۟عَالَمُ وَ ال۟اِن۟سَانُ

    Yani her şeye kadîr öyle bir kudreti var ki bütün eşyayı ihata etmiş ve Zat-ı Vâcibü’l-vücud’a lüzum-u zatî ile ve fenn-i mantık tabirince zaruriyet-i nâşie ile lâzımdır, vâcibdir, infikâki muhaldir, imkânı yoktur.

    Madem böyle bir lüzumla böyle bir kudret Zat-ı Akdes’tedir, elbette onun zıddı olan acz hiçbir cihetle içine giremez, Zat-ı Kadîr’e ârız olamaz.

    Madem bir şeyde mertebelerin bulunması, onun zıddı içine girmesi iledir. Mesela, hararetin derece ve mertebeleri soğuğun girmesi ve güzelliğin ise çirkinliğin müdahalesi ile olması ve bu zatî kudrete zıt olan acz, ona yanaşması hiçbir cihetle imkânı yok. Elbette o kudret-i mutlakada mertebeler bulunmaz.

    Madem mertebeler onda bulunmaz; elbette o kudrete nisbeten yıldızlar, zerreler müsavi ve cüz ve küll ve bir fert ve bütün nevi o kudrete karşı farkları yoktur. Ve bir çekirdek ve koca ağacı ve kâinat ve insan ve bir nefsi diriltmesi ve haşirde bütün zîruhların ihyası, o kudrete nisbeten müsavidirler ve kolaydır. Büyük küçük, az çok, farkı yoktur.

    Bu hakikate kat’î şahit, hilkat-i eşyada gördüğümüz kemal-i sanat, nizam, mizan, temyiz, kesret, sürat-i mutlakada suhulet-i mutlaka ve tam kolaylıktır.

    Birinci Basamak olan

    بِسِرِّ مُشَاهَدَةِ غَايَةِ كَمَالِ ال۟اِن۟تِظَامِ ال۟اِتِّزَانِ ال۟اِم۟تِيَازِ ال۟اِت۟قَانِ ال۟مُط۟لَقَاتِ مَعَ السُّهُولَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ فِى ال۟كَث۟رَةِ وَ السُّر۟عَةِ وَ ال۟خِل۟طَةِ meali, bu mezkûr hakikattir.

    İkinci Basamak:

    وَ بِسِرِّ النُّورَانِيَّةِ وَ الشَّفَّافِيَّةِ وَ ال۟مُقَابَلَةِ وَ ال۟مُوَازَنَةِ وَ ال۟اِن۟تِظَامِ وَ ال۟اِم۟تِثَالِ dir. Bunun izah ve tafsilatını, Onuncu Söz’ün âhirine ve Yirmi Dokuzuncu Söz’e ve Yirminci Mektup’a havale edip kısaca bir işaret ederiz.

    Evet, nasıl ki nuraniyet cihetiyle güneşin ziyası ve aksi, kudret-i Rabbaniye ile deniz yüzüne ve bütün kabarcıklarına girmesi, bir tek cam parçasına girmesi gibi kolaydır, ikisi müsavidir. Öyle de Zat-ı Nuru’l-Envar’ın nurani kudreti dahi gökleri, yıldızları yaratması, döndürmesi; sineklerin, zerrelerin icadı ve döndürmesi gibi ona kolaydır, ağır gelmez.

    Hem nasıl ki şeffafiyet hâssasıyla bir tek âyinecikte ve bir göz bebeğinde güneşin misalî sureti kudret-i İlahiye ile bulunur, aynı kolaylıkla bütün parlak şeylere ve katrelere ve şeffaf zerreciklere ve deniz yüzlerine o aksi ve ışığı emr-i İlahî ile verilir.

    Aynen öyle de masnuatın melekûtiyet ve mahiyet yüzleri şeffaf ve parlak olmasından kudret-i mutlakanın cilvesi, tesiri bir tek nefsin icadında bulunması kolaylığı derecesinde bütün hayvanatı yaratır. Az çok, büyük küçük, fark yok.

    Hem nasıl ki dağları tartacak derecede gayet büyük ve tam hassas bir teraziye iki müsavi ceviz konulsa bir küçük çekirdek bir cevize ilâve edilse terazinin bir gözü dağ başına, bir gözü de derin dereye indirmesi kolaylığı derecesinde, o iki ceviz yerine iki müsavi dağ mizanın iki gözüne konulsa birisine bir ceviz ilâvesiyle bir dağı göklere kaldırır, bir dağı derelere indirir.

    Aynen öyle de ilm-i kelâmın tabirince “İmkân, müsaviü’t-tarafeyn”dir. Yani vâcib ve mümteni olmayan, belki mümkün ve muhtemel olan şeylerin vücud ve ademleri, bir sebep bulunmazsa müsavidir, farkları yoktur. Bu imkân ve müsavatta az çok, büyük küçük birdirler. İşte mahlukat mümkündürler ve imkân dairesinde vücud ve ademleri müsavi olmasından, Vâcibü’l-vücud’un hadsiz kudret-i ezeliyesi bir tek mümküne vücud vermesi kolaylığında bütün mümkinatın vücudu, ademin muvazenesini bozar, her şeye lâyık bir vücudu giydirir. Ve vazifesi bitmiş ise zâhirî vücud libasını çıkarıyor, sureta ademe, belki daire-i ilimdeki manevî vücuda gönderir.

    Demek eşya, Kadîr-i Mutlak’a verilse bahar bir çiçek kadar, bütün insanların haşirde ihyaları bir nefis kadar kolay olur. Eğer esbaba isnad edilse bir çiçek bir bahar kadar ve bir sinek bütün hayvanat kadar müşkülatlı olur.

    Hem nasıl ki intizam sırrıyla, bir koca sefine veya tayyareyi bir parmağı düğmesine dokunmak ile harekete getirmesi, bir saatin zembereğine anahtarla parmak dokunmasıyla harekete girmesi derecesinde kolay ve rahattır.

    Aynen öyle de ilm-i ezelînin düsturlarıyla ve hikmet-i sermediyenin kanunlarıyla ve irade-i Rabbaniyenin küllî cilveleri ve muayyen usûlleriyle her şeye küllî ve cüz’î, büyük küçük, az çok bir manevî kalıp, bir hususi miktar, bir has hudut verildiğinden tam intizam-ı ilmî ve irade kanunu içindedirler. Elbette Kadîr-i Mutlak hadsiz kudretiyle manzume-i şemsiyeyi çevirmesi ve arz sefinesini medar-ı senevîsinde gezdirmesi, bir cesette kanı ve kandaki küreyvat-ı hamra ve beyzayı ve o küreciklerdeki zerreleri nizamlı, hikmetli çevirmesi derecesinde suhuletli ve kolaydır ki bir insanı kâinat sisteminde hârika cihazlarıyla bir katre sudan birden zahmetsiz yaratır.

    Demek, o ezelî ve hadsiz kudrete isnad edilse bu kâinatın icadı, bir insanın icadı kadar suhulet peyda eder, kolay olur. Eğer ona verilmezse bir tek insanı, acib cihazları ve duygularıyla yaratmak, kâinat kadar müşkülatlı olur.

    Hem nasıl ki itaat ve imtisal ve emir dinlemek sırrıyla, bir kumandan bir “Arş!” emriyle bir neferi hücuma sevk ettiği gibi aynı emirle koca bir mutî orduyu dahi kolayca hücuma tahrik eder.

    Aynen öyle de irade-i İlahî kanunlarına kemal-i itaatte ve tekvinî emr-i Rabbanînin işaretine emirber nefer ve emir kulu misillü fıtrî meyil ve şevk içinde ve ilm-i ezelî ve hikmetin tayin ettikleri hatt-ı hareket düsturları dairesinde ve ordu neferlerinden bin derece ziyade itaatli ve emir dinler ve emir kulu hükmünde olan masnuat, hususan zîhayatlardan bir tek ferdi “Ademden haydi vücuda çık, vazife başına gir!” diye emr-i Rabbanî ile ve ilmin tayin ettiği tarzda ve iradenin tahsis eylediği surette kudret ona mahsus bir vücud giydirip, elini tutup meydana çıkarmak kolaylığında bahardaki zîhayatın ordusunu aynı kuvvet ve kudretle icad eder, vazifeler verir.

    Demek, her şey o kudrete isnad edilse bütün zerrat ordusunun ve yıldızlar fırkalarının icadı, bir zerre bir tek yıldız kadar kolay ve suhuletli olur. Eğer esbaba isnad edilse bir zîhayatın göz bebeğinde ve dimağındaki zerrenin acib vazifelerini yerine getirecek bir kabiliyetle yaratılması, hayvanat ordusu kadar müşkülatlı ve zahmetli olur.

    Üçüncü Basamak:

    وَبِسِرِّ اِم۟دَادِ ال۟وَاحِدِيَّةِ وَ يُس۟رِ ال۟وَح۟دَةِ وَ تَجَلِّى ال۟اَحَدِيَّةِ dir. Kısacık işaretlerle mealine bakacağız. Yani nasıl ki bir padişah ve kumandan-ı a’zam, hâkimiyetinin vâhidiyeti ve bütün raiyeti yalnız onun emirlerine göre hareketi cihetiyle o hâkim-i a’zam, koca memleketi ve büyük milleti idare etmesi, bir köy ehlini idare etmek kadar kolay olur. Çünkü hükümde vâhidiyet itibarıyla efrad-ı millet, aynen asker neferatı gibi teshilata vesile olup kolayca emirler, kanunlar tatbik edilir. Eğer muhtelif hâkimlere bırakılsa çok keşmekeşe düşmesiyle beraber, bir tek köyün belki bir hanenin o memleket kadar idaresi müşkül olur.

    Hem o itaatli millet, bir tek kumandana bağlanması haysiyetiyle her bir ferd-i nefer gibi o kumandanın kuvvetine ve cihazat depolarına ve ordusuna dayandığı bir kuvvet ile bir şahı esir edebilir, bin derece şahsî kuvvetinden ziyade iş görebilir. Onun o padişaha intisabı hadsiz bir kuvveti ve iktidarı olup pek büyük işler yapar. Eğer o intisap kesilse o büyük kuvvet gider, kendi bileğindeki cüz’î kuvvetiyle ve belindeki az cephane ve fişekleri miktarınca iş görebilir. Yoksa intisap kuvvetine dayanan mezkûr askerin gördüğü bütün işler ondan istenilse bileğinde bir ordu kuvveti ve belinde padişahın cephaneler ambarı bulunmak gerektir.

    Aynen öyle de Sultan-ı ezel ve ebed, Sâni’-i Kadîr, vâhidiyet-i saltanat ve hâkimiyet-i mutlaka cihetiyle, kâinatı bir şehir kolaylığında ve bir baharı bir bahçe suhuletinde ve haşirde bütün ölmüşleri ihya etmek, o bahçe ağaçlarının yaprak, çiçek, meyvelerini gelen baharda yaratmak kolaylığında yapar. Ve kolayca bir sineği, koca kartal kuşu sisteminde yaratır. Ve suhuletle bir insanı bir küçük kâinat hükmüne getirir. Eğer esbaba verilse bir mikrop bin gergedan, bir meyve bir büyük ağaç kadar müşkülatlı olur. Ve belki zîhayatın bedeninde acib vazifeleri gören her bir zerreye her şeyi görecek bir göz ve her şeyi bilecek bir ilim verilmek lâzımdır ki o ince ve mükemmel vazife-i hayatiyeyi yapabilsin.

    Hem vahdette yüsr ve suhulet ve kolaylık o dereceye gelir. Nasıl ki bir ordu teçhizatı bir tek elden, bir tek fabrikadan gelmesiyle, bir tek neferin teçhizat-ı askeriyesi gibi kolaylaşır, eğer ayrı ayrı eller karışsa ve muhtelif cihazat her biri başka fabrikadan alınsa o vakit bir tek nefer teçhizatı, kemiyet noktasında bin müşkülatla tedarik edilebilir, müteaddid âmir ve zabitler karıştığı cihetiyle bin nefer kadar suubet peyda eder. Hem bin neferin idaresi ve kumandanlığı bir tek zabite verilse bir cihette bir nefer kadar kolay olur, eğer on zabite veya neferlere bırakılsa pek karışık ve müşkül düşer.

    Aynen öyle de her şey Vâhid-i Ehad’e verilse bir tek şey gibi kolay olur. Eğer esbaba isnad edilse bir tek zîhayat, zemin kadar müşkül, belki imkânsız olur. Demek vahdette kolaylık, vücub ve lüzum derecesine gelir. Ve kesretli eller karışmakta suubet, imkânsızlık derecesine düşer.

    Risale-i Nur Mektubat’ında denildiği gibi eğer gece gündüzdeki tebeddülatı ve yıldızların harekâtı ve senedeki güz, kış, bahar, yaz gibi mevsimlerin tahavvülatı bir tek müdebbire ve âmire bırakılsa o kumandan-ı a’zam, bir neferi olan küre-i arza emreder ki: “Kalk, dön, gez!” O da o iltifat ve emrin neşe ve sevincinden meczup mevlevî gibi iki hareketiyle yevmî ve senevî tahavvülata ve yıldızların zâhirî ve hayalî hareketlerine gayet kolayca bir vesile olup vahdetteki tam suhulet ve gayet kolaylığı gösterir. Eğer o tek âmire değil belki esbaba ve yıldızların keyiflerine bırakılsa ve arza “Sen dur, gezme!” denilse o halde, arzdan binler derece büyük binler yıldızlar ve güneşler, her gece ve her sene milyonlar ve milyarlar senelik mesafeleri kesmek ve gezmekle mevsimler ve gece gündüz gibi o vaziyet-i arziye ve semaviye husul bulabilir. Ve imkânsızlık ve muhaliyet derecesinde müşkül ve suubetli düşer.

    Üçüncü Basamak’taki وَتَجَلِّى ال۟اَحَدِيَّةِ kelimesi, pek büyük ve çok ince ve derin ve gayet geniş bir hakikate işaret eder. Onun izah ve ispatını Risale-i Nur’a havale edip gayet kısa bir temsil ile bir tek nüktesini beyan edeceğiz.

    Evet nasıl ki güneş, ziyasıyla umum zemini ışıklandırıp vâhidiyete bir misal olduğu gibi âyine gibi mukabilindeki her şeffaf şeyde timsali ve aksi ve yedi renkli ziyasıyla ve zatının suretiyle bulunup ehadiyete dahi bir misal teşkil eder. Eğer güneşin ilmi ve kudreti ve ihtiyarı olsa idi ve cam parçalarının ve içinde güneşçikler görünen katrelerin ve kabarcıkların kabiliyetleri bulunsa idi; irade-i İlahiyenin kanunuyla her birisinde ve yanında timsaliyle ve sıfatlarıyla tam bir güneş bulunup sair yerlerde bulunması onun tasarrufatına hiç noksan vermeyerek kudret-i Rabbaniyenin emriyle, tesiriyle, hükmüyle pek büyük zuhurata sebep olarak ehadiyetteki fevkalâde kolaylık ve suhuleti gösterir.

    Aynen öyle de Sâni’-i Zülcelal, vâhidiyet itibarıyla bütün eşyayı ihata eden ilim ve iradesi ve kudretiyle bakar ve hazır ve nâzır olduğu gibi ehadiyet cihetiyle ve tecellisiyle her şeyin, hususan zîhayatın yanında isimleri ve sıfatlarıyla bulunur ki kolayca, bir anda sineği kartal sisteminde, bir insanı küçük bir kâinat sisteminde icad eder. Ve zîhayatı öyle mu’cizatlı bir şekilde yaratır ki eğer bütün esbab toplansa bir bülbülü, bir sineği yapamazlar. Ve bir bülbülü yaratan, bütün kuşları yaratan olabilir ve bir insanı halk eden ancak kâinatı icad eden zattır.

    Dördüncü ve Beşinci Basamak:

    وَ بِسِرِّ ال۟وُجُوبِ وَ التَّجَرُّدِ وَ مُبَايَنَةِ ال۟مَاهِيَّةِ وَ بِسِرِّ عَدَمِ التَّقَيُّدِ وَ عَدَمِ التَّحَيُّزِ وَ عَدَمِ التَّجَزّٖى

    Bu iki basamağın hakikatini umuma ifade etmek çok müşkül olmasından, yalnız kısacık bir iki nüktesi ve muhtasar meali beyan edilecek. Yani vücud mertebelerinin en kuvvetli ve sarsılmaz olan vücub mertebesinde ve ezelî ve ebedî derecesinde bir vücud sahibi ve maddiyattan münezzeh ve mücerred ve bütün mahiyetlere mübayin bir mahiyet-i mukaddeseyi taşıyan bir Kadîr-i Mutlak’ın kudretine nisbeten yıldızlar, zerreler gibi ve haşir, bir bahar misillü ve haşirde bütün insanları diriltmesi, bir nefsin ihyası derecesinde kolaydır.

    Çünkü vücud tabakalarından kuvvetli bir nev’in bir tırnağı, hafif bir tabakanın bir dağını eline alır, çevirir. Mesela, kuvvetli vücud-u haricîden bir âyine ve kuvve-i hâfıza, zayıf ve hafif olan vücud-u misalî ve manevîden yüz dağı ve bin kitabı içine alırlar ve çevirebilirler.

    İşte vücud-u misalî ne derece kuvvetçe vücud-u haricîden aşağı ise mümkinatın hâdis ve ârızî vücudları dahi ezelî, sermedî, vâcib bir vücuddan binler derece daha aşağı ve hafiftir ki o mukaddes vücud, bir zerre tecellisiyle mümkinatın bir âlemini çevirir. Maatteessüf şimdilik semli hastalık gibi üç ehemmiyetli sebep müsaade etmediklerinden bu pek uzun hakikati ve nüktelerini Risale-i Nur’a ve başka zamana havale ederiz.

    Altıncı Basamak:

    وَ بِسِرِّ اِن۟قِلَابِ ال۟عَوَائِقِ وَ ال۟مَوَانِعِ اِلٰى حُك۟مِ ال۟وَسَائِلِ ال۟مُسَهِّلَاتِ

    Yani nasıl ki fennin tabirince ukde-i hayatiye namında bir cilve-i irade-i İlahiyenin ve emr-i tekvinînin bir kanunu ile ve o emir ve iradenin teveccühleriyle koca bir ağacın şuursuz dal ve sert budakları, meyvelerine ve yaprak ve çiçeklerine zembereği ve midesi hükmündeki o ukde-i hayatiyeden onlara gidecek lüzumlu maddeler ve erzaklara avâik ve mevani ve set olmazlar, belki teshilata vesile oluyorlar; aynen öyle de kâinat ve bütün mahlukatın icadında bütün maniler, bir cilve-i irade ve teveccüh-ü emr-i Rabbanîye karşı mümanaatı bırakıp kolaylığa âlet olmasından kudret-i sermediye, o tek ağacı icad kolaylığında, kâinatı ve zemindeki enva-ı mahlukatı icad eder, hiçbir şey ona ağır gelmez.

    Eğer bütün icadlar o kudrete verilmezse o vakit o tek ağacın inşa ve idaresi, bütün ağaçlar, belki zeminin icadı ve idaresi kadar müşkül olacak. Çünkü o zaman her şey mani ve set olur. O halde bütün esbab toplansa bir ağacın emirden, iradeden gelen ukde-i hayatiye midesinden, zembereğinden intizam ile meyve, yaprak, dal ve budaklara lâzım erzak ve cihazatı gönderemezler. İllâ ki ağacın her bir cüzüne, hattâ her bir zerresine bütün ağacı ve eczasını ve zerratını görecek ve bilecek ve yardım edecek bir göz, bir ihatalı ilim, bir hârika kudret ve fevkalâde muavenet verilsin.

    İşte bu beş adet basamaklardan çık, bak. Küfür ve şirkte ne derece müşkülat, belki muhalat bulunduğunu ve ne kadar akıldan, mantıktan uzak ve mümteni olduğunu ve imanda ve Kur’an yolunda ne kadar suhulet ve vücub derecesinde kolaylık ve ne kadar makul ve makbul ve lüzum derecesinde kat’î ve rahat bir hak ve hakikat bulunduğunu gör, bil. اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى نِع۟مَةِ ال۟اٖيمَانِ de.

    (Rahatsızlık ve sıkıntılar, bu ehemmiyetli basamağın bâki kısmını tehire sebep oldular.)

    Yedinci Basamak:

    وَ بِسِرِّ اَنَّ الذَّرَّةَ وَ ال۟جُز۟ءَ وَ ال۟جُز۟ئِىَّ وَ النُّوَاةَ وَ ال۟اِن۟سَانَ لَي۟سَت۟ بِاَقَلَّ صَن۟عَةً وَ جَزَالَةً مِنَ النَّج۟مِ وَ ال۟كُلِّ وَ ال۟كُلِّىِّ وَ الشَّجَرِ وَ ال۟عَالَمِ

    Bir İhtar: Bu dokuz basamakların hakikatlerinin esası ve madeni ve güneşi, Sure-i İhlas’tan قُل۟ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ ۝ اَللّٰهُ الصَّمَدُ âyetleridir. Sırr-ı ehadiyet ve samediyet cilvesinden gelen lem’alara kısa işaretlerdir.

    Bu yedincinin mealine bir iki nükte ile gayet muhtasar bakıp tafsilini Risale-i Nur’a havale ederiz. Yani göz ve beyindeki acib vazifeleri gören bir zerre, bir yıldızdan ve bir cüz, küll mecmuundan mesela dimağ ve göz, insanın tamamından ve cüz’î bir fert, hüsn-ü sanatça ve garabet-i hilkatçe umum bir neviden ve bir insan, acib cihazlarıyla küllî cins-i hayvandan ve bir fihriste ve program ve kuvve-i hâfıza hükmünde olan bir çekirdek, mükemmel masnuiyeti ve mahzeniyetçe koca ağacından ve bir küçük kâinat olan bir insan, kemal-i hilkati ve cem’iyetli hârika cihazlarının binler acib vazifeleri görecek bir tarzda mahlukıyeti kâinattan aşağı değiller.

    Demek zerreyi icad eden, yıldızın icadından âciz kalamaz. Ve lisan gibi bir uzvu halk eden, elbette insanı kolayca halk eder. Ve bir tek insanı böyle mükemmel yaratan, herhalde bütün hayvanatı kemal-i suhuletle yaratabilecek ve gözümüz önünde yaratıyor. Ve çekirdeği bir liste, bir fihriste, bir defter-i kavanin-i emriye, bir ukde-i hayatiye mahiyetinde yaratan, elbette bütün ağaçların hâlıkı olabilir. Ve âlemin bir nevi manevî çekirdeği ve cem’iyetli meyvesi olan insanı halk edip bütün esma-i İlahiyeye mazhar ve âyine ve bütün kâinatla alâkadar ve zeminin halifesi yapan zatın, elbette ve elbette öyle bir kudreti var ki koca kâinatı insan icadının kolaylığı ve suhuleti derecesinde halk edip tanzim eder.

    Öyle ise zerrenin ve cüz ve cüz’î ve çekirdek ve bir insanın hâlıkı, sâni’i, rabbi kim ise elbette bedahetle yıldızların ve nevilerin ve küll ve külliyatların ve ağaçların ve bütün kâinatın hâlıkı, sâni’i, rabbi aynen odur. Başka olması muhal ve mümtenidir.

    Sekizinci Basamak:

    وَبِسِرِّ اَنَّ ال۟مُحَاطَ وَ ال۟جُز۟ئِيَّاتِ كَال۟اَم۟ثِلَةِ ال۟مَك۟تُوبَةِ ال۟مُصَغَّرَةِ اَو۟ كَالنُّقَطِ ال۟مَح۟لُوبَةِ ال۟مُعَصَّرَةِ فَلَا بُدَّ اَن۟ يَكُونَ ال۟مُحٖيطُ وَ ال۟كُلِّيَّاتُ فٖى قَب۟ضَةِ خَالِقِ ال۟مُحَاطِ وَ ال۟جُز۟ئِيَّاتِ لِيُد۟رِجَ مِثَالَهَا فٖيهَا بِمَوَازٖينِ عِل۟مِهٖ اَو۟ يُعَصِّرَهَا مِن۟هَا بِدَسَاتٖيرِ حِك۟مَتِهٖ

    Yani ihata edilen cüz’iyat ve küll ve külliyatın içinde bulunan fertler ve tohumlar ve çekirdeklerin, ihata eden büyük külliyata nisbetleri; güya küçücük numune ve gayet ince yazı ile çok küçük kıtada yazılmış aynı küll ve külliyatın nüshaları, misalleridir. Öyle ise ihata eden külliyat, o cüz’iyat Hâlık’ının kabzasında ve tamamen tasarrufunda bulunmak lâzımdır. Tâ ilminin mizanlarıyla ve ince kalemleriyle o büyük muhitin kitabını, o çok küçücük yüzer kıtalarda, defterlerde dercedebilsin.

    Hem ihata edilen ecza ve cüz’iyatın muhit ile nisbetleri, temsilleri, güya süt gibi muhitlikten sağılmış katreler veya biri o muhiti sıkmış, o noktalar ondan akmış. Mesela kavun çekirdeği, onun umum etrafından sağılmış bir katre veya o kitap tamamen içinde yazılmış bir noktadır ki fihristesini, listesini, programını taşıyor.

    Madem böyledir, elbette o cüz’iyat ve katreler ve noktalar ve fertler Sâni’inin elinde, o muhit küll ve külliyat bulunmak elzemdir. Tâ hikmetinin hassas düsturlarıyla o fertleri, katreleri, noktaları ondan sağsın.

    Demek bir tek tohumu, bir tek ferdi yaratan elbette o büyük küll ve külliyatı ve onları ihata eden ve onlardan çok büyük olan diğer külliyatları ve cinsleri yaratan yine odur, başka olamaz. Öyle ise bir tek nefsi yaratan, bütün insanları yaratabilir. Ve bir tek ölüyü dirilten, haşirde bütün cin ve ins ölülerini diriltebilir ve diriltecek.

    İşte مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ âyetinin hükmü ve davası gayet kat’î ve parlak bir surette hak ve ayn-ı hakikat olduğunu gör.

    Dokuzuncu Basamak:

    وَ بِسِرِّ كَمَا اَنَّ قُر۟اٰنَ ال۟عِزَّةِ ال۟مَك۟تُوبَ عَلَى الذَّرَّةِ ال۟مُسَمَّاةِ بِال۟جَو۟هَرِ ال۟فَر۟دِ بِذَرَّاتِ ال۟اَثٖيرِ لَي۟سَ بِاَقَلَّ جَزَالَةً وَ خَارِقِيَّةَ صَن۟عَةٍ مِن۟ قُر۟اٰنِ ال۟عَظَمَةِ ال۟مَك۟تُوبِ عَلٰى صَحٖيفَةِ السَّمَاءِ بِمِدَادِ النُّجُومِ وَ الشُّمُوسِ كَذٰلِكَ اَنَّ وَر۟دَ الزُّه۟رَةِ لَي۟سَت۟ بِاَقَلَّ جَزَالَةً وَ صَن۟عَةً مِن۟ دُرِّىِّ نَج۟مِ الزُّه۟رَةِ وَ لَا النَّم۟لَةُ مِنَ ال۟فٖيلَةِ وَ لَا ال۟مِك۟رُوبُ مِنَ ال۟كَر۟كَدَانِ وَ لَا النَّح۟لَةُ مِنَ النَّخ۟لَةِ بِالنِّس۟بَةِ اِلٰى قُد۟رَةِ خَالِقِ ال۟كَائِنَاتِ فَكَمَا اَنَّ غَايَةَ كَمَالِ السُّر۟عَةِ وَ السُّهُولَةِ فٖى اٖيجَادِ ال۟اَش۟يَاءِ اَو۟قَعَت۟ اَه۟لَ الضَّلَالَةِ فٖى اِل۟تِبَاسِ التَّش۟كٖيلِ بِالتَّشَكُّلِ ال۟مُس۟تَل۟زِمِ لِمُحَالَاتٍ غَي۟رِ مَح۟دُودَةٍ تَمُجُّهَا ال۟اَو۟هَامُ كَذٰلِكَ اَث۟بَتَت۟ لِاَه۟لِ ال۟هِدَايَةِ تَسَاوِىَ النُّجُومِ مَعَ الذَّرَّاتِ بِالنِّس۟بَةِ اِلٰى قُد۟رَةِ خَالِقِ ال۟كَائِنَاتِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ اَللّٰهُ اَك۟بَرُ

    Bu son basamağın uzun bir beyanla mealini söylemek isterdim. Fakat maatteessüf keyfî tahakküm ve tazyiklerden gelen şiddetli sıkıntılar ve tesemmümden gelen zafiyet ve elîm hastalıklar mani olmasından, mealine yalnız pek kısa bir işaretle iktifaya mecbur oldum.

    Yani nasıl ki faraza kabil-i inkısam olmayan ve ilm-i kelâm ve felsefede cevher-i fert namını alan bir zerrede, ondan daha küçücük olan madde-i esîriye zerreleriyle bir Kur’an-ı Azîmüşşan yazılsa ve semavat sahifelerinde dahi yıldızlar ve güneşlerle diğer bir Kur’an-ı Kebir yazılsa ikisi muvazene edilse elbette cevher-i fert zerresinden yazılan hurdebînî Kur’an, gökler yüzlerini yaldızlayan Kur’an-ı Azîm ve Kebir’den acayipçe ve sanatın i’cazında geri değil belki bir cihette ileri olduğu gibi; aynen öyle de Hâlık-ı kâinat’ın kudretine nisbeten masnuiyetindeki garabet ve cezalet noktasında zühre çiçeği, Zühre yıldızından geri değil ve karınca, filden aşağı olmaz ve mikrop, gergedandan hilkatçe daha acib ve arı sineği, hurma ağacından fıtrat-ı acibesiyle daha ileridir.

    Demek bir arıyı yaratan, bütün hayvanları yaratabilir. Bir nefsi dirilten, haşirde bütün insanları ihya edip haşir meydanında toplayabilir ve toplayacak. Hiçbir şey ona ağır gelmez ki gözümüz önünde gayet çabuk ve kolaylıkla her baharda haşrin yüz bin numunelerini yaratıyor.

    Son cümle-i Arabiyenin gayet kısacık meali şudur: Yani ehl-i dalalet, mezkûr basamakların sarsılmaz hakikatlerini bilmediklerinden ve gayet çabuk ve gayet kolaylıkla birden mahlukat vücuda geldiklerinden, teşkili ve bir Sâni’in hadsiz kudretiyle icadı, teşekkül ve kendi kendilerine vücud bulmak tevehhüm edip hiçbir zihin, hattâ vehim dahi kabul etmediği ve her cihetle muhal ve imkânsız hurafelerin kapısını kendilerine açmışlar.

    Mesela, o halde zîhayatın her bir zerresine hadsiz bir kudret, bir ilim, her şeyi görecek bir göz ve her sanatı yapabilecek bir iktidar vermek lâzım gelir. Bir tek ilahı kabul etmemekle, zerreler adedince ilaheleri mezheplerince kabul etmeye mecbur olarak cehennemin esfel-i safilînine girmeye müstahak düşerler.

    Amma ehl-i hidayet ise geçen basamaklardaki kuvvetli hakikatler ve sarsılmaz hüccetler, selim kalplerine ve müstakim akıllarına gayet kat’î kanaat ve kuvvetli iman ve aynelyakîn bir tasdik vermiş ki şüphesiz ve vesvesesiz itminan-ı kalp ile itikad ederler ki yıldızlar, zerreler, en küçük, en büyük; kudret-i İlahîye nisbeten farkları yoktur ki gözümüz önünde bu acayipler oluyor. Ve her bir acibe-i sanat مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ âyetinin davasını tasdik ve hükmü ayn-ı hak ve hakikat olduğuna şehadet ederler, lisan-ı hal ile Allahu ekber derler. Biz dahi onların adedince Allahu ekber deriz. Ve şu âyetin davasını bütün kuvvet ve kanaatimizle tasdik ve hükmü ayn-ı hak ve nefs-i hakikat olduğuna hadsiz hüccetlerle şehadet ederiz.

    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ

    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم۟ عَلٰى مَن۟ اَر۟سَل۟تَهُ رَح۟مَةً لِل۟عَالَمٖينَ

    وَ ال۟حَم۟دُ لِلّٰهِ رَبِّ ال۟عَالَمٖينَ

    Risale-i Nur Nedir ve Hakikatler Muvacehesinde Risale-i Nur ve Tercümanı Ne Mahiyettedirler Diye Bir Takriznamedir

    Her asır başında hadîsçe geleceği tebşir edilen dinin yüksek hâdimleri; emr-i dinde mübtedi’ değil, müttebi’dirler. Yani kendilerinden ve yeniden bir şey ihdas etmezler, yeni ahkâm getirmezler. Esasat ve ahkâm-ı diniyeye ve sünen-i Muhammediyeye (asm) harfiyen ittiba yoluyla dini takvim ve tahkim ve dinin hakikat ve asliyetini izhar ve ona karıştırılmak istenilen ebâtîli ref’ ve iptal ve dine vaki tecavüzleri red ve imha ve evamir-i Rabbaniyeyi ikame ve ahkâm-ı İlahiyenin şerafet ve ulviyetini izhar ve ilan ederler. Ancak tavr-ı esasîyi bozmadan ve ruh-u aslîyi rencide etmeden yeni izah tarzlarıyla, zamanın fehmine uygun yeni ikna usûlleriyle ve yeni tevcihat ve tafsilat ile îfa-i vazife ederler.

    Bu memurîn-i Rabbaniye, fiiliyatlarıyla ve amelleriyle de memuriyetlerinin musaddıkı olurlar. Salabet-i imaniyelerinin ve ihlaslarının âyinedarlığını bizzat îfa ederler. Mertebe-i imanlarını fiilen izhar ederler. Ve ahlâk-ı Muhammediyenin (asm) tam âmili ve mişvar-ı Ahmediyenin (asm) ve hilye-i Nebeviyenin (asm) hakiki lâbisi olduklarını gösterirler. Hülâsa: Amel ve ahlâk bakımından ve sünnet-i Nebeviyeye (asm) ittiba ve temessük cihetinden ümmet-i Muhammed’e (asm) tam bir hüsn-ü misal olurlar ve numune-i iktida teşkil ederler.

    Bunların Kitabullah’ın tefsiri ve ahkâm-ı diniyenin izahı ve zamanın fehmine ve mertebe-i ilmine göre tarz-ı tevcihi sadedinde yazdıkları eserler, kendi tilka-yı nefislerinin ve kariha-i ulviyelerinin mahsulü değildir, kendi zekâ ve irfanlarının neticesi değildir. Bunlar, doğrudan doğruya menba-i vahiy olan Zat-ı Pâk-i Risalet’in (asm) manevî ilham ve telkinatıdır. Celcelutiye ve Mesnevî-i Şerif ve Fütuhu’l-Gayb ve emsali âsâr hep bu nevidendir. Bu âsâr-ı kudsiyeye o zevat-ı âlişan ancak tercüman hükmündedirler. Bu zevat-ı mukaddesenin, o âsâr-ı bergüzidenin tanziminde ve tarz-ı beyanında bir hisseleri vardır; yani bu zevat-ı kudsiye o mananın mazharı, mir’atı ve ma’kesi hükmündedirler.

    Risale-i Nur ve Tercümanına Gelince: Bu eser-i âlîşanda şimdiye kadar emsaline rastlanmamış bir feyz-i ulvi ve bir kemal-i nâmütenahî mevcud olduğundan ve hiçbir eserin nâil olmadığı bir şekilde meşale-i İlahiye ve şems-i hidayet ve neyyir-i saadet olan Hazret-i Kur’an’ın füyuzatına vâris olduğu meşhud olduğundan onun esası, nur-u mahz-ı Kur’an olduğu ve evliyaullahın âsârından ziyade feyz-i envar-ı Muhammedîyi (asm) hâmil bulunduğu ve Zat-ı Pâk-i Risalet’in ondaki hisse ve alâkası ve tasarruf-u kudsîsi evliyaullahın âsârından ziyade olduğu ve onun mazharı ve tercümanı olan manevî zatın mazhariyeti ve kemalâtı ise o nisbette âlî ve emsalsiz olduğu güneş gibi aşikâr bir hakikattir.

    Evet, o zat daha hal-i sabavette iken ve hiç tahsil yapmadan zevahiri kurtarmak üzere üç aylık bir tahsil müddeti içinde ulûm-u evvelîn ve âhirîne ve ledünniyat ve hakaik-i eşyaya ve esrar-ı kâinata ve hikmet-i İlahiyeye vâris kılınmıştır ki şimdiye kadar böyle mazhariyet-i ulyâya kimse nâil olmamıştır. Bu hârika-i ilmiyenin eşi aslâ mesbuk değildir. Hiç şüphe edilemez ki Tercüman-ı Nur, bu haliyle baştan başa iffet-i mücesseme ve şecaat-i hârika ve istiğna-yı mutlak teşkil eden hârikulâde metanet-i ahlâkiyesi ile bizzat bir mu’cize-i fıtrattır ve tecessüm etmiş bir inayettir ve bir mevhibe-i mutlakadır.

    O zat-ı zîhavârık daha hadd-i büluğa ermeden bir allâme-i bîadîl halinde bütün cihan-ı ilme meydan okumuş, münazara ettiği erbab-ı ulûmu ilzam ve iskât etmiş, her nerede olursa olsun vaki olan bütün suallere mutlak bir isabetle ve aslâ tereddüt etmeden cevap vermiş, on dört yaşından itibaren üstadlık pâyesini taşımış ve mütemadiyen etrafına feyz-i ilim ve nur-u hikmet saçmış, izahlarındaki incelik ve derinlik ve beyanlarındaki ulviyet ve metanet ve tevcihlerindeki derin feraset ve basîret ve nur-u hikmet, erbab-ı irfanı şaşırtmış ve hakkıyla “Bediüzzaman” unvan-ı celilini bahşettirmiştir. Mezaya-yı âliye ve fezail-i ilmiyesiyle de din-i Muhammedînin (asm) neşrinde ve ispatında bir kemal-i tam halinde rû-nüma olmuş olan böyle bir zat elbette Seyyidü’l-enbiya Hazretlerinin (asm) en yüksek iltifatına mazhar ve en âlî himaye ve himmetine nâildir. Ve şüphesiz o Nebiyy-i Akdes’in (asm) emir ve fermanıyla yürüyen ve tasarrufuyla hareket eden ve onun envar ve hakaikine vâris ve ma’kes olan bir zat-ı kerîmü’s-sıfâttır.

    Envar-ı Muhammediyeyi (asm) ve maarif-i Ahmediyeyi (asm) ve füyuzat-ı şem’-i İlahîyi en müşa’şa bir şekilde parlatması ve Kur’anî ve hadîsî olan işarat-ı riyaziyenin kendisinde müntehî olması ve hitabat-ı Nebeviyeyi (asm) ifade eden âyât-ı celilenin riyazî beyanlarının kendi üzerinde toplanması delâletleriyle, o zat hizmet-i imaniye noktasında risaletin bir mir’at-ı mücellası ve şecere-i risaletin bir son meyve-i münevveri ve lisan-ı risaletin irsiyet noktasında son dehan-ı hakikati ve şem’-i İlahînin hizmet-i imaniye cihetinde bir son hâmil-i zîsaadeti olduğuna şüphe yoktur.

    Üçüncü Medrese-i Yusufiyenin El-Hüccetü’z-Zehra ve Zühretü’n-Nur olan tek dersini dinleyen Nur şakirdleri namına

    Ahmed Feyzi, Ahmed Nazif, Salahaddin, Zübeyr, Ceylan, Sungur, Tabancalı

    Benim hissemi haddimden yüz derece ziyade vermeleriyle beraber, bu imza sahiplerinin hatırlarını kırmaya cesaret edemedim. Sükût ederek o medhi Risale-i Nur şakirdlerinin şahs-ı manevîsi namına kabul ettim.

    Said Nursî


    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ

    اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ اَبَدًا دَائِمًا

    Çok sevgili çok mübarek çok kıymettar çok müşfik Üstadımız Efendimiz Hazretlerine!

    Ey irade-i cüz’iyesini tamamıyla terk edip her umûrunu irade-i Rabbaniyeye bırakan ve her zâhirî musibet ve sıkıntıda kader-i İlahînin merhamet ve hikmetini görüp kemal-i tevekkül ve teslimiyetle o cilve-i Rabbaniyenin dahi netaicini sabır ile bekleyen muhterem Üstad! Bazı yerlerde, ehl-i imanın nokta-i istinadının yıkılmaya başladığı ve bir kısım esbab ve neşriyat, imanın erkânına karşı muhalif cephe alıp Allah’ı inkâr eden insanlar alenen ve tefahurla dolaştığı ve Kur’an’ın evamirine muhalif hareket etmek ve manevî kuvvetlere inanmamak, icad ve tasni hakkını şuursuz, kör, sağır tabiata vermek bir şiar-ı medeniyet ve irfan ve münevverlik telakki edildiği yürekler titreten şu dehşetli asırda, Kur’an’ın bir mu’cize-i maneviyesi olan Risale-i Nur’u telif ederek, muzdarip ve iman âb-ı hayatına muhtaç pek çok bîçare gönüllere panzehir hükmünde olan devalarını vererek onlara saadet-i ebediyeyi müjdeleyen ve davalarını gayet kat’î bürhan ve hüccetlerle ispat eden, hakikat cadde-i kübrasında kudsî ve muazzez rehberimiz ve اَلسَّبَبُ كَال۟فَاعِلِ sırrıyla Risale-i Nur ile imanlarını kurtaran yüz binler Nur talebesinin hasenatının bir misli defter-i a’maline geçen fazilet-meab efendimiz!

    Nasıl ki Cenab-ı Hak, Denizli hapsinin sıkıntılarını hiçe indirecek derecede şifa-bahş olan Meyve Risalesi’ni orada ihsan etmiş ve gülün çiçeğindeki gayet şirin rayihası, dikeninin acısını hiçe bıraktığı gibi fâni sıkıntılarınızı izale etmişti. Aynen öyle de yine kerîm olan Rahîm-i Zülcemal Hazretleri, Denizli hapsinin bir aylık sıkıntısına bir günlük maddî ızdırabı mukabil gelen bu Afyon Hapishanesinde siz sevgili üstadımız eliyle tiryak ve panzehir hükmünde tevhid, tahmid ve istiane ve risalet-i Muhammediyeyi (asm) tasdik ve muazzam hüccetlerini ihsan etmiş bulunuyor. Okumak ve yazmayı Risale-i Nur’un feyziyle öğrenen çok kusurlu talebeleriniz bizler, bu üç küçük risaleyi –çam çekirdeğinin koca çam ağacının fihristesini, programını içinde sakladığı misillü– hem Risale-i Nur’un hakkaniyetinin kat’î bir hücceti hem bir nevi hülâsatü’l-hülâsası olarak telakki ettik.

    Fezailini tariften âciz bulunduğumuz fakat okuması ruhumuzda pek büyük bir inşiraha vesile olan ve maddî elemlerimizi sürura kalbeden ve iman bahçesinden hadsiz meyveleri getiren bu üç küçük risaleden birisi, zamanımızdaki mevcud küfür, dalalet, tabiat karanlıklarını dağıtacak ve izale edecek on bir hüccet-i tevhidi; ikincisi, Risale-i Nur’un bütün muvazenelerinin menbaı ve esası ve üstadı içinde bulunan Fatiha-i Şerife’nin imanî ve kudsî hüccetlerini hâvi bir şirin tefsirini; üçüncüsü, yine Afyon Medrese-i Yusufiyesinde siz sevgili üstadımızın kalb-i mübareklerine hutur eden risalet-i Muhammediyeye (asm) dair kısmının gayet parlak ve tam bir itminan temin eden bir mükemmel tercümesini beyan buyuruyordu.

    Hiçbir cihette hiçbir şeye liyakatimiz olmayan bizler, bütün kuvvetimizle neşrine çalışacağımız bu mahiyetteki eserlerinizi aldık. Cenab-ı Hakk’a hadsiz şükrederek “Yâ Erhame’r-râhimîn! Üstadımızdan ebediyen razı ol!” diye dua ettik.

    اَل۟بَاقٖى هُوَ ال۟بَاقٖى

    Risale-i Nur talebeleri namına

    Zübeyr, Ceylan, Sungur, İbrahim

    EL-HUTBETÜ’Ş-ŞÂMİYE NAMINDAKİ ARABÎ DERSİN TERCÜMESİNİN MUKADDİMESİDİR

    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ

    اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ اَبَدًا دَائِمًا

    Aziz, sıddık kardeşlerim!

    Kırk sene evvel Şam’daki Camiü’l-Emevî’de Şam ulemasının ısrarıyla on bin adama yakın, içinde yüz ehl-i ilim bulunan azîm cemaate verilen bu Arabî ders risalesindeki hakikatleri bir hiss-i kable’l-vuku ile Eski Said hissetmiş, kemal-i kat’iyetle müjdeler vermiş ve pek yakın zamanda o hakikatler görünecek zannetmiş. Halbuki iki Harb-i Umumî ve yirmi beş sene bir istibdad-ı mutlak, o hiss-i kable’l-vukuun kırk sene tehirine sebep olmuş ve şimdi o zamanda verdikleri haber, aynen tezahürleri âlem-i İslâmiyet’te başlamış. Demek bu pek ehemmiyetli ders, zamanı geçmiş eski bir hutbe değil belki doğrudan doğruya 1327’ye bedel, 1371’deki –Camiü’l-Emevî yerine âlem-i İslâm camiinde– üç yüz yetmiş milyon bir cemaate hakikatli ve taze bir ders-i içtimaî ve İslâmîdir diye tercümesini neşretmek münasip görürseniz neşredersiniz.

    Gayet mühim bir suale verilen çok ehemmiyetli bir cevabı burada yazmaya münasebet geldi. Çünkü kırk sene evvel Eski Said, o dersinde bir hiss-i kable’l-vuku ile Risale-i Nur’un hârika derslerini ve tesiratını görmüş gibi bahsediyor. Onun için o sual-cevabı yazacağız. Şöyle ki:

    Çoklar tarafından hem bana hem bazı Nur kardeşlerime sual etmişler ve ediyorlar: “Neden bu kadar muarızlara karşı ve muannid feylesoflara ve ehl-i dalalete mukabil Risale-i Nur mağlup olmuyor? Milyonlar kıymettar hakiki kütüb-ü imaniye ve İslâmiyenin intişarlarına bir derece set çekmekle ve sefahet ve hayat-ı dünyeviyenin lezzetleriyle çok bîçare gençleri ve insanları hakaik-i imaniyeden mahrum bırakıyorlar. Halbuki en şiddetli hücum ve en gaddarane muamele ve en ziyade yalanlarla ve aleyhinde yapılan propagandalarla Risale-i Nur’u kırmak, insanları ondan ürkütmek ve vazgeçirmeye çalıştıkları halde, hiçbir eserde görülmediği bir tarzda Risale-i Nur’un intişarı, hattâ çoğu el yazması ile altı yüz bin nüsha risalelerinden kemal-i iştiyak ile perde altında intişar etmesi ve dâhil ve hariçte kemal-i iştiyak ile kendini okutturmasının hikmeti nedir? Sebebi nedir?” diye bu mealde çok suallere karşı elcevap deriz ki:

    Kur’an-ı Hakîm’in sırr-ı i’cazıyla hakiki bir tefsiri olan Risale-i Nur, bu dünyada bir manevî cehennemi dalalette gösterdiği gibi imanda dahi bu dünyada manevî bir cennet bulunduğunu ispat ediyor. Ve günahların ve fenalıkların ve haram lezzetlerin içinde manevî elîm elemleri gösterip hasenat ve güzel hasletlerde ve hakaik-i şeriatın amelinde cennet lezaizi gibi manevî lezzetler bulunduğunu ispat ediyor. Sefahet ehlini ve dalalete düşenleri o cihetle, aklı başında olanlarını kurtarıyor. Çünkü bu zamanda iki dehşetli hal var:

    BİRİNCİSİ

    Âkıbeti görmeyen, bir dirhem hazır lezzeti, ileride bir batman lezzetlere tercih eden hissiyat-ı insaniye, akıl ve fikre galebe ettiğinden ehl-i sefaheti sefahetten kurtarmanın çare-i yegânesi; aynı lezzetinde elemi gösterip hissini mağlup etmektir. Ve يَس۟تَحِبُّونَ ال۟حَيٰوةَ الدُّن۟يَا âyetinin işaretiyle; bu zamanda âhiretin elmas gibi nimetlerini, lezzetlerini bildiği halde, dünyevî kırılacak şişe parçalarını onlara tercih etmek, ehl-i iman iken ehl-i dalalete o hubb-u dünya ve o sır için tabi olmak tehlikesinden kurtarmanın çare-i yegânesi, dünyada dahi cehennem azabı gibi elemleri göstermekle olur ki Risale-i Nur o meslekten gidiyor.

    Yoksa bu zamandaki küfr-ü mutlakın ve fenden gelen dalaletin ve sefahetteki tiryakiliğin inadı karşısında Cenab-ı Hakk’ı tanıttırdıktan sonra ve cehennemin vücudunu ispat ile ve onun azabı ile insanları fenalıktan, seyyiattan vazgeçirmek yolu ile ondan, belki de yirmiden birisi ders alabilir. Ders aldıktan sonra da “Cenab-ı Hak Gafuru’r-Rahîm’dir hem cehennem pek uzaktır.” der, yine sefahetine devam edebilir. Kalbi, ruhu hissiyatına mağlup olur.

    İşte Risale-i Nur ekser muvazeneleriyle küfür ve dalaletin dünyadaki elîm ve ürkütücü neticelerini göstermekle, en muannid ve nefis-perest insanları dahi o menhus, gayr-ı meşru lezzetlerden ve sefahetlerden bir nefret verip aklı başında olanları tövbeye sevk eder. O muvazenelerden Altıncı, Yedinci, Sekizinci Sözlerdeki kısa muvazeneler ve Otuz İkinci Söz’ün Üçüncü Mevkıfı’ndaki uzun muvazene; en sefih ve dalalette giden adamı da ürkütüyor, dersini kabul ettiriyor.

    Mesela Âyet-i Nur’da, seyahat-i hayaliye ile hakikat olarak gördüğüm vaziyetleri gayet kısaca işaret edeceğiz. Tafsilini isteyen Sikke-i Gaybiye’nin âhirine baksın.

    Ezcümle: O seyahat-i hayaliyede, rızka muhtaç hayvanat âlemini gördüğüm vakit, maddî felsefe ile baktım. Hadsiz ihtiyacat ve şiddetli açlıklarıyla beraber zaaf ve aczleri, o zîhayat âlemini bana çok acıklı ve elîm gösterdi. Ehl-i dalalet ve gafletin gözüyle baktığımdan feryat eyledim. Birden hikmet-i Kur’aniye ve imanın dürbünü ile gördüm ki: Rahman ismi Rezzak burcunda, parlak bir güneş gibi tulû etti. O aç, bîçare zîhayat âlemini rahmet ışığıyla yaldızladı.

    Sonra hayvanat âlemi içinde, yavruların zaaf ve acz ve ihtiyaç içinde çırpındıkları hazîn, elîm ve herkesi rikkat ve acımaya getirecek bir karanlık içinde diğer bir âlemi gördüm. Ehl-i dalaletin nazarıyla baktığıma eyvah dedim. Birden iman bana bir gözlük verdi, gördüm ki: Rahîm ismi şefkat burcunda tulû etti. O kadar güzel ve şirin bir surette o acı âlemi sevinçli âleme çevirip ışıklandırdı ki şekva ve acımak ve hüzünden gelen gözyaşlarımı, sevinç ve şükrün lezzetlerinden gelen damlalara çevirdi.

    Sonra sinema perdesi gibi insan âlemi bana göründü. Ehl-i dalaletin dürbünü ile baktım. O âlemi o kadar karanlıklı, dehşetli gördüm ki kalbimin en derinliklerinden feryat ettim. “Eyvah!” dedim. Çünkü insanlarda ebede uzanıp giden arzuları, emelleri ve kâinatı ihata eden tasavvurat ve efkârları ve ebedî beka ve saadet-i ebediyeyi ve cenneti gayet ciddi isteyen himmetleri ve fıtrî istidatları ve had konulmayan ve serbest bırakılan fıtrî kuvveleri ve hadsiz maksatlara müteveccih ihtiyaçları ve zaaf ve aczleriyle beraber hücumlarına maruz kaldıkları hadsiz musibet ve a’daları ile beraber gayet kısa bir ömür, her gün ve her saat ölüm endişesi altında, gayet dağdağalı bir hayat, yaşamak için gayet perişan bir maişet içinde kalbe, vicdana en elîm ve en müthiş halet olan mütemadî zeval ve firak belasını çekmek içinde ehl-i gaflet için zulümat-ı ebediye kapısı suretinde görülen kabre ve mezaristana bakıyorlar. Birer birer ve taife taife o zulümat kuyusuna atılıyorlar gördüm.

    İşte bu insan âlemini bu zulümat içinde gördüğüm anda, kalp ve ruh ve aklımla beraber bütün letaif-i insaniyem, belki bütün zerrat-ı vücudum feryat ile ağlamaya hazır iken birden Kur’an’dan gelen nur ve kuvvet-i iman o dalalet gözlüğünü kırdı, kafama bir göz verdi. Gördüm ki:

    Cenab-ı Hakk’ın Âdil ismi Hakîm burcunda, Rahman ismi Kerîm burcunda, Rahîm ismi Gafur burcunda yani manasında, Bâis ismi Vâris burcunda, Muhyî ismi Muhsin burcunda, Rab ismi Mâlik burcunda birer güneş gibi tulû ettiler. O karanlıklı ve içinde çok âlemler bulunan insan âleminin umumunu birden ışıklandırdılar, şenlendirdiler. Cehennemî haletleri dağıtıp, nurani âhiret âleminden pencereler açıp o perişan insan dünyasına nurlar serptiler. Zerrat-ı kâinat adedince اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ ، اَلشُّك۟رُ لِلّٰهِ dedim. Ve aynelyakîn gördüm ki imanda manevî bir cennet ve dalalette manevî bir cehennem bu dünyada da vardır, yakînen bildim.

    Sonra küre-i arzın âlemi göründü. O seyahat-i hayaliyemde dine itaat etmeyen felsefenin karanlıklı kavanin-i ilmiyeleri, hayalime dehşetli bir âlem gösterdi. Yetmiş defa top güllesinden daha süratli hareketiyle, yirmi beş bin sene mesafeyi bir senede gezip devreden ve her vakit dağılmaya ve parçalanmaya müstaid (kabil) ve içi zelzeleli, çok ihtiyar ve çok yaşlı küre-i arz içinde ve o dehşetli gemi üstünde kâinatın hadsiz boşluğunda seyahat eden bîçare nev-i insan vaziyeti bana pek vahşetli bir karanlık içinde göründü. Başım döndü, gözüm karardı. Felsefenin gözlüğünü yere vurdum, kırdım. Birden hikmet-i Kur’aniye ve imaniye ile ışıklanmış bir göz ile baktım, gördüm ki:

    Hâlık-ı arz ve semavat’ın Kadîr, Alîm, Rab, Allah ve Rabbü’s-semavati ve’l-arz ve Musahhirü’ş-şemsi ve’l-kamer isimleri; rahmet, azamet, rububiyet burçlarında güneş gibi tulû ettiler. O karanlıklı, vahşetli, dehşetli âlemi öyle ışıklandırdılar ki o halette, benim imanlı gözüme küre-i arz gayet muntazam, musahhar, mükemmel, hoş, emniyetli, herkesin erzakı içinde bir seyahat gemisi ve tenezzüh ve keyif ve ticaret için müheyya edilmiş ve zîruhları güneşin etrafında, memleket-i Rabbaniyede gezdirmek ve yaz ve bahar ve güzün mahsulatını rızık isteyenlere getirmek için bir gemi, bir tayyare, bir şimendifer hükmünde gördüm. Küre-i arzın zerratı adedince اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى نِع۟مَةِ ال۟اٖيمَانِ dedim.

    İşte buna kıyasen Risale-i Nur’da pek çok muvazenelerle ispat edilmiştir ki ehl-i sefahet ve dalalet, dünyada dahi bir manevî cehennem içinde azap çekerler ve ehl-i iman ve salahat, dünyada dahi bir manevî cennet içinde, İslâmiyet ve insaniyet midesiyle ve imanın tecelliyat ve cilveleriyle, manevî bir cennet lezzetleri tadabilir, belki derece-i imanlarına göre istifade edebilirler.

    Fakat bu fırtınalı zamanın hissi iptal eden ve beşerin nazarını âfaka dağıtan ve boğan cereyanlar, iptal-i his nevinden bir sersemlik vermiş ki ehl-i dalalet manevî azabını muvakkaten tam hissedemiyor. Ehl-i hidayete dahi gaflet basıyor, hakiki lezzetini tam takdir edemiyor.

    BU ASIRDA İKİNCİ DEHŞETLİ HAL

    Eski zamanda küfr-ü mutlak ve fenden gelen dalaletler ve küfr-ü inadîden gelen temerrüd, bu zamana nisbeten pek az idi. Onun için eski İslâm muhakkiklerinin dersleri, hüccetleri o zamanlarda tam kâfi olurdu. Küfr-ü meşkuku çabuk izale ederlerdi. Allah’a iman umumî olduğundan Allah’ı tanıttırmakla ve cehennem azabını ihtar etmekle çokları sefahetlerden, dalaletlerden vazgeçebilirlerdi.

    Şimdi ise eski zamanda bir memlekette bir kâfir-i mutlak yerine, şimdi bir kasabada yüz tane bulunabilir. Eskide fen ve ilim ile dalalete girip inat ve temerrüd ile hakaik-i imana karşı çıkana nisbeten şimdi yüz derece ziyade olmuş. Bu mütemerrid inatçılar, firavunluk derecesinde bir gurur ile ve dehşetli dalaletleriyle hakaik-i imaniyeye karşı muaraza ettiklerinden, elbette bunlara karşı atom bombası gibi –bu dünyada onların temellerini parça parça edecek– bir hakikat-i kudsiye lâzımdır ki onların tecavüzatını durdursun ve bir kısmını imana getirsin.

    İşte Cenab-ı Hakk’a hadsiz şükürler olsun ki bu zamanın tam yarasına bir tiryak olarak Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın bir mu’cize-i maneviyesi ve lemaatı bulunan Risale-i Nur, pek çok muvazenelerle, en dehşetli muannid mütemerridleri, Kur’an’ın elmas kılıncı ile kırıyor. Ve kâinat zerreleri adedince vahdaniyet-i İlahiyeye ve imanın hakikatlerine hüccetleri, delilleri gösteriyor ki yirmi beş seneden beri en şiddetli hücumlara karşı mağlup olmayıp galebe etmiş ve ediyor.

    Evet Risale-i Nur, iman ve küfür muvazeneleri ve hidayet ve dalalet mukayeseleri, bu mezkûr hakikatleri bilmüşahede ispat ediyor. Mesela, Yirmi İkinci Söz’ün iki makamının bürhanlarına ve lem’alarına ve Otuz İkinci Söz’ün Birinci Mevkıf’ına ve Otuz Üçüncü Mektup’un pencerelerine ve Asâ-yı Musa’nın on bir hüccetine, sair muvazeneler kıyas edilse ve dikkat edilse anlaşılır ki bu zamanda küfr-ü mutlakı ve mütemerrid dalaletin inadını kıracak, parçalayacak Risale-i Nur’da tecelli eden hakikat-i Kur’aniyedir.

    İnşâallah nasıl Tılsımlar mecmuasında, dinin mühim tılsımlarını ve hilkat-i âlemin muammalarını keşfeden parçalar, o mecmuada toplanmış. Aynen öyle de ehl-i dalaletin dünyada dahi cehennemlerini ve ehl-i hidayetin dünyada lezaiz-i cennetlerini gösteren ve iman, cennetin bir manevî çekirdeği ve küfür ise cehennem zakkumunun bir tohumu olduğunu gösteren Nur’un o gibi parçaları, kısacık bir tarzda bir mecmuacık olarak yazılacak, inşâallah neşredilecek.

    Said Nursî

    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ

    Aziz, sıddık, sarsılmaz, sebatkâr, fedakâr, vefadar kardeşlerim!

    Bilirsiniz ki Ankara ehl-i vukufu Risale-i Nur’a ait kerametleri ve işaret-i gaybiyeleri inkâr edememişler. Yalnız yanlış olarak o kerametlerde beni hissedar zannedip, itiraz ederek “Böyle şeyler kitapta yazılmamalı idi, keramet izhar edilmez.” diye hafif bir tenkide mukabil müdafaatımda onlara cevaben demiştim ki:

    Onlar bana ait değil ve o kerametlere sahip olmak benim haddim değil. Belki Kur’an’ın mu’cize-i maneviyesinin tereşşuhatı ve lem’alarıdır ki hakiki bir tefsiri olan Risale-i Nur’da kerametler şeklini alarak, şakirdlerinin kuvve-i maneviyelerini takviye etmek için ikramat-ı İlahiye nevindendir. İkram ise izharı bir şükürdür, caizdir hem makbuldür.

    Şimdi ehemmiyetli bir sebebe binaen cevabı bir parça izah edeceğim. Ve ne için izhar ediyorum ve ne için bu noktada bu kadar tahşidat yapıyorum ve ne için birkaç aydır bu mevzuda çok ileri gidiyorum, ekser mektuplar o keramete bakıyor, diye sual edildi.

    Elcevap: Risale-i Nur’un hizmet-i imaniyesinde bu zamanda binler tahribatçılara mukabil yüz binler tamiratçı lâzım gelirken hem benimle lâekall yüzer kâtip ve yardımcı bulunmak ihtiyaç varken değil çekinmek ve temas etmemek, belki millet ve ehl-i idare takdir ile ve teşvik ile yardım ve temas etmek zarurî iken ve o hizmet-i imaniye hayat-ı bâkiyeye baktığı için hayat-ı fâniyenin meşgalelerine ve faydalarına tercih etmek ehl-i imana vâcib iken, kendimi misal alarak derim ki:

    Beni her şeyden ve temastan ve yardımcılardan men’etmek ile beraber aleyhimizde olanlar bütün kuvvetleriyle arkadaşlarımın kuvve-i maneviyelerini kırmak ve benden ve Risale-i Nur’dan soğutmak ve benim gibi ihtiyar, hasta, zayıf, garib, kimsesiz bîçareye binler adamın göreceği vazifeyi başına yüklemek ve bu tecrit ve tazyiklerde maddî bir hastalık nevinde insanlar ile temas ve ihtilattan çekilmeye mecbur olmak hem o derece tesirli bir tarzda halkları ürküttürmek ile kuvve-i maneviyeyi kırmak cihetleriyle ve sebepleriyle, ihtiyarım haricinde bütün o manilere karşı Risale-i Nur şakirdlerinin kuvve-i maneviyelerinin takviyesine medar ikramat-ı İlahiyeyi beyan ederek Risale-i Nur etrafında manevî bir tahşidat yaptırmak ve Risale-i Nur kendi kendine, tek başıyla –başkalarına muhtaç olmayarak– bir ordu kadar kuvvetli olduğunu göstermek hikmetiyle bu çeşit şeyler bana yazdırılmış.

    Yoksa hâşâ kendimizi satmak ve beğendirmek ve temeddüh etmek ve hodfüruşluk etmek ise Risale-i Nur’un ehemmiyetli bir esası olan ihlas sırrını bozmaktır. İnşâallah Risale-i Nur kendi kendine hem kendini müdafaa ettiği hem kıymetini tam gösterdiği gibi bizi de manen müdafaa edip kusurlarımızı affettirmeye vesile olacaktır.

    Umum kardeşlerimin ve hemşirelerimin, hâssaten duaları makbul ve mübarek masumlar taifesi ve muhterem ihtiyarlar cemaatinden her birerlerine binler selâm ve dua ederek ramazan-ı şeriflerini tebrik ederiz, dualarını rica ederiz.

    Hasta kardeşiniz

    Said Nursî

    بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ

    Bu âciz kardeşiniz hem itiraz eden o eski dost zata hem ehl-i dikkate ve sizlere beyan ediyorum ki Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın feyziyle Yeni Said hakaik-i imaniyeye dair o derece mantıkça ve hakikatçe bürhanlar zikrediyor ki değil Müslüman uleması, belki en muannid Avrupa feylesoflarını da teslime mecbur ediyor ve etmektedir.

    Amma Risale-i Nur’un kıymet ve ehemmiyetine işarî ve remzî bir tarzda Hazret-i Ali (ra) ve Gavs-ı A’zam’ın (ra) ihbaratı nevinden, Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan dahi bu zamanda bir mu’cize-i maneviyesi olan Risale-i Nur’a nazar-ı dikkati celbetmesine mana-yı işarî tabakasından rumuz ve îmaları, i’cazının şe’nindendir. Ve o lisan-ı gaybın belâgat-ı mu’cizekâranesinin muktezasıdır.

    Evet, Eskişehir Hapishanesinde dehşetli bir zamanda ve kudsî bir teselliye çok muhtaç olduğumuz hengâmda, manevî bir ihtarla: “Risale-i Nur’un makbuliyetine eski evliyalardan şahit getiriyorsun. Halbuki وَلَا رَط۟بٍ وَلَا يَابِسٍ اِلَّا فٖى كِتَابٍ مُبٖينٍ sırrıyla en ziyade bu meselede söz sahibi Kur’an’dır. Acaba Risale-i Nur’u Kur’an kabul eder mi? Ona ne nazarla bakıyor?” denildi. O acib sual karşısında bulundum.

    Ben de Kur’an’dan istimdad eyledim. Birden otuz üç âyetin mana-yı sarîhinin teferruatı nevindeki tabakattan mana-yı işarî tabakasından ve o mana-yı işarî külliyetinde dâhil bir ferdi Risale-i Nur olduğunu ve duhûlüne ve medar-ı imtiyazına birer kuvvetli karine bulunmasını bir saat zarfında hissettim. Ve bir kısmı bir derece izahlı ve bir kısmını mücmelen gördüm. Kanaatime hiçbir şek ve şüphe ve vehim ve vesvese kalmadı. Ve ben de ehl-i imanın imanını Risale-i Nur ile takviye etmek niyetiyle o kat’î kanaatimi yazdım ve has kardeşlerime mahrem tutulmak şartıyla verdim.

    Ve o risalede biz demiyoruz ki âyâtın mana-yı sarîhi budur. Tâ hocalar فٖيهِ نَظَرٌ desin. Hem dememişiz ki mana-yı işarînin külliyeti budur.

    Belki diyoruz ki mana-yı sarîhinin tahtında müteaddid tabakalar var. Bir tabakası da mana-yı işarî ve remzîdir. Ve o mana-yı işarî de bir küllîdir, her asırda cüz’iyatları var. Ve Risale-i Nur dahi bu asırda o mana-yı işarî tabakasının külliyetinde bir ferttir ve o ferdin kasden bir medar-ı nazar olduğuna ve ehemmiyetli bir vazife göreceğine, eskiden beri ulema beyninde bir düstur-u cifrî ve riyazî ile karineler, belki hüccetler gösterilmiş iken Kur’an’ın âyetine veya sarahatine değil incitmek, belki i’caz ve belâgatına hizmet ediyor.

    Bu nevi işarat-ı gaybiyeye itiraz edilmez. Ehl-i hakikatin nihayetsiz işarat-ı Kur’aniyeden hadd ü hesaba gelmeyen istihraçlarını inkâr edemeyen, bunu da inkâr etmemeli ve edemez.

    Amma benim gibi ehemmiyetsiz bir adamın elinde böyle ehemmiyetli bir eserin zuhur etmesini istiğrab ve istib’ad edip böyle itiraz eden zat, eğer buğday tanesi kadar çam çekirdeğinden dağ gibi çam ağacını halkeylemek azamet ve kudret-i İlahiyeye delil olduğunu düşünse elbette bizim gibi âciz-i mutlak ve fakir-i mutlakta böyle ihtiyac-ı şedit zamanında böyle bir eser zuhuru, vüs’at-i rahmet-i İlahiyeye delildir demeye mecbur olur.

    Ben sizi ve muterizleri Risale-i Nur’un şeref ve haysiyetiyle temin ediyorum ki: Bu işaretler ve evliyanın îmalı haberleri, remizleri, beni daima şükre ve hamde ve kusurlarımdan istiğfara sevk etmiş. Hiçbir vakitte ve hiçbir dakika nefs-i emmareme medar-ı fahir ve gurur olacak bir enaniyet ve benlik vermediğini, size bu yirmi sene hayatımın gözünüz önünde tereşşuhatıyla ispat ediyorum.

    Evet, bu hakikatle beraber insan kusurdan, nisyandan hâlî değil. Benim bilmediğim çok kusurlarım var. Belki de fikrim karışmış, risalelerde bazı hatalar olmuş. Fakat Kur’an’ın hurufat-ı kudsiyesinin yerine beşerin tercümesini ikame perdesi altında, noksan huruflarla yeni hat altında tahrifkârane ehl-i dalaletin tevilat-ı fâsideleri âyâtın sarahatini incitmelerine bakmıyor gibi bîçare mazlum bir adamın kardeşlerinin imanını kuvvetlendirmek için bir nükte-i i’caziyeyi beyan ettiği için hizmet-i imaniyesine fütur verecek derecede itiraz, elbette değil ehl-i hakikat zatlar belki zerre miktar insafı bulunan itiraz edemez.

    Bunu da ilâveten beyan ediyorum. Bu zamanda gayet kuvvetli ve hakikatli milyonlarla fedakârları bulunan meşrepler, meslekler, tarîkatlar, bu dehşetli dalalet hücumuna karşı zâhiren mağlubiyete düştükleri halde benim gibi yarım ümmi ve kimsesiz ve mütemadiyen tarassud altında, karakol karşısında ve müthiş, müteaddid cihetlerle aleyhimde propagandalar ve herkesi benden tenfir etmek vaziyetinde bulunan bir adam, o mesleklerden daha ileri, daha kuvvetli dayanan Risale-i Nur’a sahip değildir ve o eser onun hüneri olamaz, onunla iftihar edemez. Belki doğrudan doğruya Kur’an-ı Hakîm’in bu zamanda bir nevi mu’cize-i maneviyesi olarak rahmet-i İlahiye tarafından ihsan edilmiştir.

    O adam, binler arkadaşıyla beraber o hediye-i Kur’aniyeye el atmışlar. Her nasılsa birinci tercümanlık vazifesi ona düşmüş. Onun fikri ve ilmi ve zekâsının eseri olmadığına delil, Risale-i Nur’da öyle parçalar var ki bazı altı saatte, bazı iki saatte, bazı bir saatte, bazı on dakikada yazılan risaleler var. Ben yemin ile temin ediyorum ki Eski Said’in (ra) (Hâşiyecik[8]) kuvve-i hâfızası da beraber olmak şartıyla o on dakika işi on saatte fikrim ile yapamıyorum. O bir saatlik risaleyi, iki gün istidadımla, zihnimle yapamıyorum ve o bir günde altı saatlik risale olan Otuzuncu Söz’ü ne ben ve ne de en müdakkik dindar feylesoflar altı günde o tahkikatı yapamazlar ve hâkeza…

    Demek biz müflis olduğumuz halde, gayet zengin bir mücevherat dükkânının dellâlı ve bir hizmetçisi olmuşuz. Cenab-ı Hak fazl u keremiyle şu hizmette hâlisane, muhlisane bizi ve umum Risale-i Nur talebelerini daim ve muvaffak eylesin, âmin bihürmeti Seyyidi’l-mürselîn.

    Said Nursî

    1. أحمد بن حنبل، المسند، ٢٢٧/٤؛ ابن أبي شيبة، المسند ٢٧/٦، ١٧١/٧؛ البزار، المسند ٢٦٠/٣؛ الطبراني، المعجم الكبير ٦٥/٢٠.
    2. تناوله العلماء معنىً ومبنىً، ولعل قول علي القاري هو الوسط بين المثبتين والنافين له، إذ يقول: إنه صحيح معنى ولو ضُعف مبنىً (شرح الشفا ١/ ٢٦).
    3. هذه الفقرات المحصورة بين قوسين مركنين وردت في النص باللغة العربية.
    4. وقد شعرت وأنا أعاني شيخوختي وضعفي بواحدٍ من مليون من الأرزاق المعنوية التي أتى بها هذا النبي الكريم محمد ﷺ، فلو كان بوسعي لشكرته بملايين الألسنة والصلوات. وذلك:
      أنني أتألم غاية الألم من الفراق والزوال، مـع أن الدنيا التي أحبها والدنيويين يتركونى برحيلهم و بمفارقتهم لي، وأنا على علم برحيلي أيضا. فيتملكنى يأس أليم قاتم. ولكن أتسلى وأنجو كليا من هذا اليأس باستماع بشارةِ السعادة الأبدية والحياة الباقية من النبي الكريم ﷺ، حتى إنني عندما أقول «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» في التشهد، أقدم له بيعتي وطاعتي واستسلامي لمهمته، وأباركه في وظيفته مقدِما نوعا من الشكر إليه، مقابلَ تلك البشارة بالسعادة الأبدية، وهكذا ينطق المسلمون بهذا السلام خمس مرات يوميا. (المؤلف).
    5. * (وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى (كَلُزُومِ الضِّيَاءِ الْمُحِيطِ للِشَّمْسِ
    6. Hâşiye: Bundan sonraki kısmı, bütün ömrümde görmediğim dehşetli ve semli bir hastalık içinde yazılmış. kusuratıma nazar-ı müsamaha ile bakılsın. Hüsrev, münasip görmediği kısmı ta’dil, tebdil, ıslah edebilir.
    7. *Pek şiddetli hastalığım müsaade etmiyor. Hüsrev’in tercüme vazifesine yalnız bir me’haz ve yardımdır.
    8. Hâşiyecik: Bazı müstensihler, bu bîçare Said hakkında (ra) kelimesini bir dua niyetiyle yazmışlar. Ben bozmak istedim, hatıra geldi ki: “Allah razı olsun.” manasında bir duadır, ilişme. Ben de bozmadım.