Hutbe-i Şamiye/ar: Revizyonlar arasındaki fark
("فأنا بفهمي القاصر أتصور المجتمع الإسلامي ككل -في زماننا هذا- أشبهَ ما يكون بمصنع ذي تروس وآلات عديدة؛ فإذا ما تعطل تُرس من ذلك المصنع أو تجاوز على رفيقه الترسِ الآخرِ فسيختل حتماً نظامُ المصنع الميكانيكي. لذا فقد آن أوان الاتحاد الإسلامي وهو على وشك الت..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("هذه السجية أقوى أساسٍ وأمتنُه لرقيهم وتقدمهم، قد سرقوها منا؛ إذ هذه الكلمة إنما تنبع من الدين الحق ومن حقائق الإيمان،" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
472. satır: | 472. satır: | ||
ثم إن تلك السجية الغالية عندما سرت إلى الأجانب اكتسبت كلُّ فرد منهم قـيمة عظيمـة حتى كأنه أمـة وحـده؛ لأن قيمـة الشخص بهمّته، فمن كانت همتُه أمتَه فهـو بحد ذاته أمة صغيرة قائمة. | ثم إن تلك السجية الغالية عندما سرت إلى الأجانب اكتسبت كلُّ فرد منهم قـيمة عظيمـة حتى كأنه أمـة وحـده؛ لأن قيمـة الشخص بهمّته، فمن كانت همتُه أمتَه فهـو بحد ذاته أمة صغيرة قائمة. | ||
وبسبب عدم تيقظ أناس منا، وبحكم أَخْذِنا الأخلاقَ الفاسدة من الأجانب فإن هناك مَن يقول: «نفسي نفسي» مع ما في أمتنا الإسلامية من سموٍّ وقدسيةٍ. فألف رجل مثل هذا الشخص الذي لا يفكر إلّا بمصلحته الشخصية ولا يبالي بمصلحة الأمة، إنما ينزل بمنزلة شخص واحد. | |||
(مَن كانت همتُه نفسَه فليس من الإنسان لأنه مدني بالطبع) | |||
فهو مضطر لأن يراعي أبناءَ جنسه، فإن حياته الشخصية يمكن أن تستمر بحياته الاجتماعية. فمثلاً: | |||
إن الذي يأكل رغيفاً عليه أن يفكّر كم يحتاج إلى الأيدي التي تُحضِر له ذلك الرغيفَ. فهو يقبّل تلك الأيدي معنى. وكذا الثوب الذي يَلبسه، كم من الأيدي والآلات والأجهزة تضافرت لتهيئته وتجهيزه. وقِيسُوا على منوال هذين المثالين لتعلموا أن الإنسان مفطور على الارتباط بأبناء جنسه من الناس لعدم تمكنه من العيش بمفرده، وهو مضطر إلى أن يعطي لهم ثمناً معنوياً لدفع احتياجاته، لذا فهو مدني فطرةً. فالذي يحصر نظره في منافعه الشخصية وحدها إنما ينسلخ من الإنسانية ويصبح حيواناً مفترساً، اللهم إلّا من لا حيلة له، وله معذرة حقيقية. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
10.12, 25 Mayıs 2024 tarihindeki hâli
مقدّمة الخطبة الشامية
باسمه سبحانه
﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ ﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبداً دائماً.
إخواني الأعزاء الأوفياء!
هذه الرسالة العربية قد أُلقيتْ درساً في الجامع الأموي بدمشق قبل أربعين عاماً، وذلك بناءً على إصرار العلماء هناك، واستمَعَ إليها ما يَقرب من عشرة آلاف شخص، بينهم ما لا يقل عن مائة من كبار علماء الشام.
إن الحقائق الواردة فيها، قد أحسَّ بها «سعيد القديم» بإحساس مسبَق، فزفّها بشائر عظيمة بيقين جازم، ظناً منه أن تلك الحقائق وشيكة التحقق، بيد أن الحربين العُظميين، والاستبدادَ المطلق الذي استمر ربع قرن من الزمان، ([1]) قد أدّيا إلى تأخر تحقق تلك الحقائق أربعين أو خمسين عاماً.
والآن قد بدأت تباشير تحقق ما أخبر عنه تلوحُ في أفق العالم الإسلامي،
بمعنى أن هذا الدرس المهم ليس مجرد خطبة قديمة، قد عفا عليها الزمن، بل هو درس اجتماعي إسلامي، يحتفظ بكامل جدّته وطراوته وحقيقته طوال هذه الفترة... وكلُّ الذي حدث هو أن عام ١٣٢٧هـ قد أصبح عام ١٣٧١هـ وأن الجامع الأموي قد حل محلّه جامع العالم الإسلامي الذي يضم ثلاث مائة وسبعين مليون نسمة. ([2])
سعيد النورسي
نهج رسائل النور في التبليغ
«يسجَّل هنا جوابٌ مهمٌ عن سؤال في غاية الأهمية، إذ يذكر «سعيد القديم» بإحساسٍ مسبّق، في درسه ذاك الذي ألقاه قبل أربعين سنة دروسَ رسائل النور الخارقة وتأثيراتها، وكأنه يراها».
لقد سألني الكثيرون وسألوا بعض إخواني النوريين، ومازالوا يسألون:
لماذا لا تُهزم «رسائل النور» أمام هذا الحشد الغفير من المعارضين والفلاسفة المُتعنّتين وأرباب الضلال؟ فعلى الرغم من إقامتهم سداً منيعاً -إلى حدٍ ما- ليحول دون انتشار ملايين الكتب الإيمانية والإسلامية القيمة.. وعلى الرغم من حرمانهم الكثيرَ من الناس، ولا سيما الشباب الأبرياء من حقائق الإيمان بتسهيل سُبُل السفاهة لهم وإغرائهم بملذّات الحياة الدنيا.. وعلى الرغم من محاولتهم كسر شوكة رسائل النور بشتى وسائل الغدر وأساليب الهجوم العنيف واختلاق الأكاذيب وإشاعة الدعايات الزائفة وتخويف الناس منها وحملهم على التخلي عنها.. وعلى الرغم من ذلك فقد انتشرت رسائل النور. فما الحكمة من انتشارها انتشاراً لم يَسبِق له مثيل، حتى بلغ ما نُسخ من معظمها باليد فقط ستمائة ألف نسخة، وهي تحظى بانتشار واسع ويتلقاها الناس بشوق بالغ، في الخفاء، وتستقرئ نفسها في داخل البلاد وخارجها بكمال المسرّة والمحبة؟.
فجواباً عن أسئلة كثيرة تَرِدُ بهذا المعنى نقول:
الجواب:
إن رسائل النور التي هي تفسير حقيقي للقرآن الكريم، ببيان إعجاز معانيه الجليلة، تُبَيِّنُ أن في الضلالة جحيماً معنوياً في هذه الدنيا، كما تُثْبِتُ أن في الإيمان نعيماً معنوياً في الدنيا أيضاً. وهي تبرهن أن في المعاصي والفساد والمُتع المحرّمة آلاماً معنوية مبرّحة، كما أن في الحسنات والخصال الحميدة والعمل بالحقائق الشرعية لذائذَ معنوية أشبه ما تكون بملذات الجنة.
فهي بهذا الأسلوب تنقذ مَن كان له مسكة من عقل من أهل السفاهة وأرباب الضلال من التمادي في غيّهم، ذلك لأن في عصرنا هذا حالتين رهيبتين:
أولاها:
أن نوازع الإنسان وأحاسيسه المادية لا ترى العقبى، فَتُفَضِّلُ درهماً من لذّةٍ عاجلة على قنطار من لذات آجلة، هذه الأحاسيس قد طغت -في هذا العصر- على عقل الإنسان وسيطرت على فكره؛ لذا فالسبيل الوحيد لإنقاذ السفيه من سفهه، هو الكشف عن ألَمه في لذته نفسها، ومساعدتُه على التغلب على أحاسيسه تلك؛ إذ المرء في زماننا هذا، مع علمه بلذائذ الآخرة ونعيمها الثمين كالألماس يفضّل عليها مُتعاً دنيوية تافهة أشبه ما تكون بقطع زجاجية قابلة للكسر! كما تشير إليها الآية الكريمة: ﴿ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيٰوةَ الدُّنْيَا عَلَى الْاٰخِرَةِ ﴾ (إبراهيم:٣). وبناء على هذا ولشدة حبّه للدنيا تراه ينساق وراء أرباب الضلالة ويَتبعهم بعد أن كان من أهل الإيمان.
والسبيل الوحيد لإنقاذه من خطر الانسياق هذا، هو إظهارُ آلام جهنم وعذابها في الدنيا أيضاً.
وهذا هو النهج الذي تسير عليه رسائل النور.
إن ما في عصرنا الحاضر من تعنّت الإلحاد، وصدود الضلالات الناجمة من طغيان العلوم الحديثة وغرورها والإعراض الناشئ من اعتياد السفه والغي، قد جَعلت نسبةَ مَن يتّعظ واحداً من مجموع عشرة أشخاص، أو ربما واحداً من عشرين شخصاً، بعد أن يُعرَّف له الخالقُ جلّ جلالُه ويُثْبَتَ له وجود جهنم ويخوَّف من عذابها ليتجنب الشرور والسيئات، ثم تراه يقول: «إن الله غفور رحيم.. إن جهنم بعيدة جداً!.» ثم قد يستمر في لَهوه وعبثه، فينهزم قلبُه وتنهار روحُه أمام طغيان شهواته.
وهكذا فإن «رسائل النور» تبين العواقب الوخيمة الأليمة التي تترتب على الكفر والضلال في هذه الدنيا، في معظم الموازنات التي تعقدها، فتنفِّر أشدَّ الناس اتباعاً لهواهم وأكثرهم تعنّتاً وعناداً، من الخوض في متعهم المحرّمة وسفاهتهم المشؤومة، وتدفع بالعقلاء منهم إلى طَرقِ باب التوبة والاستغفار.
وعلى سبيل المثال: الموازناتُ المبسطة التي تتضمنها الكلمات: السادسة، والسابعة، والثامنة من «الكلمات الصغيرة»، والموازنة المطوّلة التي يتضمنها الموقف الثالث من الكلمة الثانية والثلاثين... هذه الموازنات تَحْمِل أشد الناس سفاهة وضلالة على الرهبة والرعب، وعلى قبول إرشادها والاتعاظ بها.
ومثلاً: نشير هنا باختصار إلى ما رآه (أي سعيد القديم) من حقائق في إثناء تجوالٍ خيالي من خلال التدبر في آية «النور». وتفصيله في «القسم الخامس من المكتوب التاسع والعشرين من مجموعة المكتوبات» فمن شاء فليراجعه.
والخلاصة هي:
أنني في أثناء سياحتي الخيالية تلك، رأيت عالمَ الحيـوان، ذلك العالم المحتاج إلى الـرزق والتقوّت. وعندما تأملته من وجهة نظر الفلسـفـة المادية، أَظْهَرَ لي -ذلك العالَمَ من الأحياء- عالماً رهيباً مؤلماً؛ بما فيه من ضعف وعجز فضلاً عن مسيس احتياجه وشدة جوعه!
ولما كنت أنظر إليه بعين أهل الضلال والغفلة أطلقتُ صرخةً ملؤها الألم والحزن، وإذا بي أرى ذلك العالم بمنظار الإيمان وحكمة القرآن، فإذا باسم «الرحمن» يشرق من برج «الرزاق» كشمسٍ ساطعة، فأنار ذلك العالمَ الجائع البائس من الأحياء وأسبغ عليه نور رحمته.
ثم رأيت عالَماً آخر في عالم الحيوان هذا، ذلك هو عالَم الأفراخ الصغار التي تنتفض ضعفاً وعجزاً وعَوزاً، وقد تغشاه ظلام محزن أليم، يدعو كل إنسان إلى الإشفاق عليه. ولما كنت أنظر بعين أهل الضلالة، صِحْتُ قائلاً: واحسرتاه! وإذا بالإيمان يمنحني نظّارة، شاهدتُ من خلالها: طلوعَ اسم «الرحيم» من برج «الشفقة»، ينشر أضواءه الزاهية الجميلة، حتى حَوَّلَ ذلك العالمَ المحزن إلى عالم بهيج، وقَلَبَ عبرات الشكوى والألم والحزن المنهمرة من عينيّ إلى دموع الفرح والشكر والامتنان.
ثم تراءى لي عالم الإنسان كشاشة سينمائية، فأنعمتُ النظر فيه بمنظار أهل الضلالة، وإذا به عالم مظلم مرعب.. لم أتمالك معه نفسي فأطلقتُ صرخةَ ألمٍ من أعماق قلبي قائلاً: وا أسفاه! ذلك لأن آمال الناس وأمانيهم الممتدة إلى الأبد، وتصوراتهم وأفكارهم المحيطة بالكون، وتطلعاتهم الجادة واستعداداتهم الفطرية التواقة إلى الخلود والجنة والسعادة الأبدية، وقواهم الطليقةَ غير المحددة فطرياً، واحتياجاتِهم المتوجهة إلى غاياتٍ ومقاصدَ لا منتهى لها، وتعرضَهم -مع ضعفهم وعجزهم- لهجماتِ ما لا يحصى من المصائب والأعداء.. مع كل هذا، لهم عمرٌ جدّ قصير، ويحيون حياةً ملؤها الصخب والقلق، يذوقون مرارة الموت كل يوم بل كل ساعة، يقاسون ضنك المعيشة في حياتهم، ويتجرعون آلام الفراق والزوال التي هي أوجع للقلب وأثقل على الوجدان، فضلاً عن أنهم ينظرون إلى القبر والمقبرة نظرَ أهلِ الغفلة وكأنه باب إلى ظلام سرمدي، يُرمَون في غياهبه فرداً فرداً وطائفة إثر طائفة!
وهكذا.. ففي الوقت الذي رأيت عالم الإنسان هذا غارقاً في مثل هذه الظلمات وإذ أنا على وشك الصراخ من أعماق قلبي وروحي وعقلي، بل بجميع مشاعري بل بجميع ذرات وجودي، إذا بالنور المنبعث من القرآن والإيمان الراسخ الناشئ منه، يحطّم ذلك المنظار المضلّ، ويهب لعقلي بصراً نافذاً أرى به الأسماء الإلهية الحسنى وقد أشرقتْ كالشمس الساطعة من بروجها؛
فاسم الله «العادل» رأيته بازغاً من برج «الحكيم»، واسم «الرحمن» من برج «الكريم»، واسم «الرحيم» من برج «الغفور» (أي بمعناه)، واسم «الباعث» من برج «الوارث»، واسم «المحيي» من برج «المحسن»، واسم «الرب» من برج «المالك»... فأضاءت هذه الأسماءُ بنورها الباهر عوالمَ كثيرة داخل عالم الإنسان المظلم، وحوّلَتها إلى عوالم مشرقة بهيجة، كما بددتْ تلك الحالاتِ الجهنّميةَ بما فَتحتْ من نوافذ إلى عالم الآخرة، حتى نثرت الأنوارَ إلى جميع جوانب ذلك العالم البائس للإنسان. فقلتُ: «الحمد لله.. الشكر لله.. بعدد ذرات العالم»، ورأيت بعين اليقين وعلمتُ علم اليقين: «أن في الإيمان حقّاً جنةً معنوية، وأن في الضلال جحيماً معنوياً أيضاً في هذه الدنيا ذاتها».
ثم ظهر في تلك الجولة عالمُ كرة الأرض، فعكستْ القوانينُ العلميةُ المظلمة بالفلسفة غيرُ المنقادة للدين، إلى خيالي عالماً في منتهى الغرابة والدهشة؛ إذ تأملتُ هذه الأرض التي تزيد سرعةُ حركتها على سرعةِ طلقةِ المدفع بسبعين مرة، وتقطع مسافةَ خمسةٍ وعشرين ألف سنة في سنة واحدة، وهي مع شيخوختها وهرمها معرضةٌ للتشتت والتحطّم في كل لحظة، وتحمل في باطنها زلازلَ مخيفةً، وعلى ظهرها هذا الإنسانَ البائس الذي تجوب به أجواء الفضاء غير المحدود.. فأشفقتُ على وضع هذا الإنسانَ وسط هذا الظلام الدامس الموحش المخيم عليه، ودار رأسي من هولِ ما رأيتُ وأظلمتِ الدنيا أمام عيني، فطرحتُ نظارةَ الفلسفة أرضاً وحطمتها كلياً، ونظرتُ إلى الأمر ببصيرة وضّاءة بحكمة القرآن،
وإذا بأسماء خالق الأرض والسموات: القدير، العليم، الرب، الله، ربّ السموات والأرض ومسخر الشمس والقمر، قد أشرقت من بروج الرحمة والعظمة والربوبية شروقَ الشمس، فغمرتْ ذلك العالمَ الحالك الموحش المذهل بنور زاهٍ باهر جعلني أُبصِر بعينيّ المؤمنتين هاتين: أن الكرة الأرضية في غاية الانتظام والتسخير والتكامل مع الإنسان، وهي في أمان وسلام، فيها رزق كل مَن يدبّ عليها، كأنها سفينة سياحية مهيأة للتنزّه والراحة والاستجمام والتجارة. تتجول بما عليها من مخلوقات، حول الشمس في مملكة ربانية واسعة، وهي مشحونة بالرزق كأنها قطار أو سفينة أو طائرة مشحونة في الربيع والصيف والخريف... فقلت وقتئذٍ: «الحمد لله على نعمة الإيمان بعدد ما في الأرض من ذرات».
وفي ضوء هذا المثال تستطيع أن تقيس كثيراً من الموازنات الأخرى التي تتضمنها «رسائل النور» والتي تُثبِت: أن أرباب السفاهة والضلال يذوقون في الدنيا نفسِها عذاباً جهنمياً معنوياً، كما أن أهل الصلاح والإيمان يعيشون في جنة معنوية في هذه الدنيا، وبإمكانهم أن يتذوقوا طعوم لذائذ تلك الجنة المعنوية بحواسهم ولطائفهم الإسلامية والإنسانية وبتجليات الإيمان وجلواته، بل يمكنهم الاستفادة من تلك اللذات حسب تفاوت درجاتهم الإيمانية.
بيد أن طبيعة هذا العصر العاصف الذي تَسُود فيه التيارات المعطِّلة للمشاعر، والصارفة لأنظار البشرية إلى الآفاق الخاوية والغرق فيها، قد أوجدتْ صعقةً من النوع الذي يعطّل الإحساس، لذا فإن أرباب الضلال لا يَشعرون -مؤقتاً- بعذابهم المعنوي، وأن أهل الهداية بدورهم قد داهمتهم الغفلة فلا يستطيعون أن يقـدّروا لـذّة الإيمان الحقيقية حق قدرها.
الحالة الرهيبة الثانية لعصرنا الحالي:
أن أنواع الضلالة الناشئة من الإلحاد والعلوم الطبيعية، والتمرد المتولد من الكفر العنادي في الماضي، لَيُعتَبران من الضآلة بحيث لا يُذكَران إذا ما قيسا بما عليه الوضع في وقتنا الراهن، لذا فقد كانت أدلّة علماء الإسلام ودراساتهم كافية لسدّ حاجات عصرهم، إذ كان كفر عصرهم مبنيّاً على الشك، فكانوا يزيلونه بسرعة؛ حيث كان الإيمان بالله يَسُود أوساطَ الناس، وكان من اليسير إرشادُ الكثيرين إلى طريق الهداية والصراط السوي، وإنقاذُهم من السفاهة والضلال، وذلك بالتذكير بالله سبحانه والتخويفِ من عذابه فكان الكثيرون يتخلَّون عن غيهم.
أما اليوم فقد تغير الحال، إذ بينما كان يوجد -في الماضي- ملحد واحد في بلد، يمكن العثور الآن على مائة كافر في قصبة واحدة. وقد زاد عدد الذين يضلون بسبب افتتانهم بالعلوم والفنون الحديثة ويقفون بعناد وتمرّد في وجه حقائق الإيمان أضعافَ أضعافِ الماضي بمائة مرة. ولما كان هؤلاء المعاندون يعارضون الحقائق الإيمانية بغرور فرعوني وبتضليلات رهيبة، فلا مناص من أن يجابَهوا بحقائق قدسية في قوة القنبلة الذرية، لِتحطّم مبادئهم وأسسَهم في هذه الدنيا وتوقف زحفهم وتجاوزهم، بل تحملَ قسماً منهم على التسليم والإيمان.
فنحن نحمد الله أجزل الحمد ونشكره شكراً لا منتهى له على أن «رسائل النور» قد أصبحت ترياقاً شافياً لجروح عصرنا الدامية ومعجزة معنوية من معجزات القرآن الحكيم، ولمعة من لمعاته، فلقد استطاعت بموازناتها العديدة أن تحارب أشد المعاندين المتعنتين بسيف القرآن الألماسي، وتنصب الحجج وتقيم الأدلّة على الوحدانية الإلهية وحقائقِ الإيمان بعدد ذرات الكون.
ولعل هذا السرّ هو الذي جعلها لا تُغلَب ولا تنهزم منذ خمسة وعشرين عاماً، في وجه أشد الحملات شراسة، بل كانت هي الغالبة على الدوام.
نعم، إن موازنات الكفر والإيمان، ومقايسات الهداية والضلال التي تشتمل عليها «رسائل النور»، تُثبت بالمشاهدة هذه الحقيقةَ المذكورة. فالذي يطالع براهينَ ولمعاتِ «الكلمة الثانية والعشرين» -بمقامَيْها- مثلاً، أو يجيل النظر في الموقف الأول من «الكلمة الثانية والثلاثين»، أو يقرأ نوافذ «المكتوب الثالث والثلاثين»، أو يتصفّح الحجج الإحدى عشرة من مجموعة «عصا موسى»، وإذا ما قاس سائر الموازنات والمقايسات الأخرى على ما ذكرناه، يدرك جيداً: أن حقائق القرآن المتجلية في «رسائل النور» هي التي تستطيع قطع دابر الإلحاد وعناد أهل الضلال المتمرد في زماننا هذا واستئصالَ شأفتهما.
وكما قد تتجمع الشذرات التي تميط اللثام عن وجه مُعَمَّيَات حقائق خلق العالم وأهم دقائق أسرار الدين في مجموعة «أسرار قرآنية (الطلاسم)» فأملي بالله عظيم أن تتجمّع كذلك تلك الأجزاءُ المتناثرة التي تُثبت -بالأدلة والبراهين- أن أهل الضلالة يعيشون في جهنم في هذه الدنيا وأن أهل الهداية يذوقون لذائذ الجنة في هذه الدنيا أيضاً.. وأن الإيمان بذرة معنوية من بذور الجنة، والكفر نواة من نوى زقّوم جهنم. وآمُلُ أن تجتمع تلك الأجزاء من «رسائل النور» في مجموعة موجزة وتنشر بعون الله وتوفيقه.
سعيد النورسي
ديباجة الرسالة
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
نقدم أولاً ما يقدمه كلُّ ذي روح بلسان حال حياته من هدايا معنوية إلى خالقه، وما يقدمه كلٌّ منهم من الحمد والشكر بلسان حاله إلى ذلك الواجب الوجود الذي قال: ﴿ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ ﴾ (الزمر:٥٣)، ونصلي ونسلّم صلاةً وسلاماً لا منتهى لهما على نبيّنا محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام، الذي قال:
«إنما بعثتُ لأتمم مكارمَ الأخلاق» ([3])
أي: إنما بعثني الله إلى الناس لتتميم الخصال الحميدة وإنقاذ البشرية من الطباع الذميمة.
أما بعد!
فيا إخواني العرب الذين يستمعون إلى هذا الدرس في هذا الجامع الأموي؛ إنني ما صعدت هذا المنبر وإلى هذا المقام الذي هو فوق حدي لأرشدكم؛ فهذا أمرٌ فوق طوقي، إذ ربما فيكم ما يقارب المئة من العلماء الأفاضل، فمَثلي معكم كمثل صبي يذهب إلى المدرسة صباحاً ثم يعود في المساء ليعرض ما تَعلّمه على أبيه، ابتغاء تصحيح أخطائه والتلطّف في تصويبه وإرشاده.
فشأننا معكم شأن الصبيان مع الكبار، فنحن تلامذة بالنسبة إليكم وأنتم أساتذة لنا ولسائر أمة الإسلام. وها أنذا أعرض بعض ما تعلمتُه على أساتذتي:
لقد تعلمت الدروس في مدرسة الحياة الاجتماعية البشرية، وعلمتُ في هذا الزمان والمكان أن هناك ستة أمراض جعلتنا نقـف على أعتاب القرون الوسطى في الوقت الذي طار فيه الأجانب -وخاصة الأوربيين- نحو المستقبل.
وتلك الأمراض هي:
أولاً: حياة اليأس الذي يجد فينا أسبابه وبعثه.
ثانياً: موت الصدق في حياتنا الاجتماعية والسياسية.
ثالثاً: حبّ العداوة.
رابعاً: الجهل بالروابط النورانية التي تربط المؤمنين بعضهم ببعض.
خامساً: سريان الاستبداد سريانَ الأمراض المُعدية المتنوعة.
سادساً: حصر الهمة في المنفعة الشخصية.
ولمعالجة هذه الأمراض الستة الفتّاكة، أبيّن ما اقتبستُه من فيض صيدلية القرآن الحكيم -الذي هو بمثابة كلية الطب في حياتنا الاجتماعية- أبيّنها بست كلمات، إذ لا أعرف أسلوباً للمعالجة سواها.
الكلمة الأولى: «الأمل»
أي: شدة الاعتماد على الرحمة الإلهية والثقة بها.
نعم، إنه بناءً على ما تعلمته من دروس الحياة، يسرّني أن أزفّ إليكم البشرى يا معشر المسلمين، بأنه قد أَزِفَ بزوغُ أمارات الفجر الصادق ودنا شروقُ شمس سعادة عالم الإسلام الدنيوية وبخاصة سعادة العثمانيين، ولاسيما سعادة العرب الذين يتوقّف تقدمُ العالم الإسلامي ورقيُّه على تيقظهم وانتباههم، فإنني أعلن بقوة وجزم، بحيث أُسمِعُ الدنيا كلها وأنفُ اليأس والقنوط راغم: ([4])
أن المستقبل سيكون للإسلام، وللإسلام وحده، وأن الحكم لن يكون إلّا لحقائق القرآن والإيمان. لذا فعلينا الرضا بالقدر الإلهي وبما قسّمه الله لنا؛ إذ لنا مستقبل زاهر، وللأجانب ماضٍ مشوش مختلط.
فهذه دعواي، لي عليها براهين عدة، سأذكر واحداً ونصفاً فقط منها، بعد أن أمهّد لها ببعض المقدمات.
أما المقدمات فهي:
أن حقائق الإسلام تمتاز باستعدادها استعداداً كاملاً لدفع أهلها إلى مراقي التقدم المادي والمعنوي معاً.
أما أنه مستعد للرقي المعنوي:
فاعلموا أن التاريخ الذي يسجل الوقائع الحقيقية، أَصدقُ شاهد على حقيقة الأحداث؛ فها هو التاريخ يرينا أن القائد الياباني الذي هزم الروس يدلي بالشهادة الآتية في صدد عظمة الإسلام وحقانيته:
«إنه بنسبة قوة الحقائق الإسلامية وبنسبة التزام المسلمين تلك الحقائق، يزدادون رقياً وتقدماً، هكذا يرينا التاريخ. ويرينا أيضاً أنه بقدر ضعف تمسكهم بتلك الحقائق يصابون بالتوحش والتخلف والاضمحلال والوقوع في ألوان من الهرج والمرج والاضطرابات، ويُغلَبون على أمرهم». أما سائر الأديان الأخرى فالأمر فيها على عكس الإسلام، أي: بقدر ضعف تمسّك أتباعها وضعف تعصبهم وصلابتهم في دينهم يزدادون رقياً وتقدماً، وعلى قدر تعصبهم وتمسكهم بدينهم يتعرّضون للانحطاط والاضطرابات.
هذا هو حكم التاريخ.. وهكذا مَرَّ الزمانُ إلى الآن.
وما أرانا التاريخ قط منذ خير القرون والعصر السعيد إلى الآن أن مسلماً قد ترك دينه مرجِّحاً عليه -بالمحاكمة العقلية والدليل اليقيني- ديناً آخر، على حين أن كثيراً من أتباع الأديان الأخرى -حتى المتعصبين منهم، كالروس القدامى والإنكليز- قد رجّحوا بالمحاكمة والدليل العقلي دين الإسلام على أديانهم فدخلوا في الإسلام. ولا عبرة هنا بتقليد العوام الذي لا يستند إلى دليل، كما لا عبرة بالمروق عن الدين والخروج على حقائقه، فهذه مسألة أخرى. علماً أن التاريخ يفيدنا بأن عدد من يدينون بالإسلام -بالمحاكمة العقلية- جماعاتٍ وأفواجاً يزداد يوماً بعد يوم. ([5])
ولو أننا أظهرنا بأفعالنا وسلوكنا مكارم أخـلاق الإسلام وكمال حقائـق الإيمان، لدخل أتباع الأديان الأخرى في الإسلام جماعاتٍ وأفواجاً، بل لربما رضخت دول العالم وقاراته للإسلام.
إن البشرية التي أخذت تصحو وتتيقّظ بنتائج العلوم والفنون الحديثة أدركت كنه الإنسانية وماهيتها، وتيقّنت أنه لا يمكنها أن تعيش هملاً بغير دين، بل حتى أشد الناس إلحاداً وتنكراً للدين مضطر إلى أن يلجأ إلى الدين في آخر المطاف؛ لأن: «نقطة استناد» البشر عند مهاجمة المصائب والأعداء من الخارج والداخل، مع عجزه وقلّة حيلته، وكذا «نقطة استمداده» لآماله غير المحدودة الممتدة إلى الأبد مع فقره وفاقته، ليس إلّا «معرفةَ الصانع» والإيمان به والتصديق بالآخرة... فلا سبيل للبشرية المتيقّظة إلى الخلاص من غفوتها سوى الإقرار بكل ذلك.
وما لم يوجد في صَدَفة القلب جوهر الدين الحق، فسوف تقوم قيامات مادية ومعنوية على رأس البشر، وسيكون أشقى الحيوانات وأذلّها.
خلاصة الكلام: لقد تيقّظ الإنسان في عصرنا هذا، بفضل العلوم والفنون ونُذُرِ الحروب والأحداث المذهلة، وَشَعَر بقيمة جوهر الإنسانية واستعدادها الجامع، وأدرك أن الإنسان باستعداده الاجتماعي العجيب لم يُخلق لقضاء هذه الحياة المتقلّبة القصيرة، بل خُلق للأبد والخلود، بدليل آماله الممتدة إلى الأبد،
وأن كل إنسان بدأ يشعر -حسب استعداده- أن هذه الدنيا الفانية الضيقة لا تسع لتلك الآمال والرغبات غير المحدودة، حتى إذا قيل لقوّة الخيال التي تخدم الإنسانية: «لك أن تعمَّري مليون سنة مع سلطنة الدنيا، نظيرَ قبولك موتاً أبدياً لا حياة بعده إطلاقاً»، فلابد أن خيال ذلك الإنسان المتيقّظ الذي لم يفقد إنسانيته سيتأوه كَمَداً وحزناً -بدلاً من أن يفرح ويستبشر- لفقده السعادة الأبدية.
وهذا هو السر في ظهور ميل شديد إلى التحري عن الدين الحق في أعماق كل إنسان، فهو يبحث قبل كل شيء عن حقيقة الدين الحق لتنقذه من الموت الأبدي. ووضعُ العالم الحاضر خير شاهد على هذه الحقيقة.
لقد بدأت قارات العالم ودوله -بعد مرور خمسة وأربعين عاماً وبظهور الإلحاد- تدرك إدراكَ كل فردٍ هذه الحاجة البشرية الشديدة.
ثم إن أوائل أكثر الآيات القرآنية وخواتمها، تحيل الإنسان إلى العقل قائلة: راجعْ عقلَك وفكرك أيها الإنسان وشاورهما، حتى يتبينَ لك صدق هذه الحقيقة؛
فانظروا مثلاً إلى قوله تعالى: ﴿ فَاعْلَمُٓوا ﴾ .. ﴿ فَاعْلَمْ ﴾.. ﴿ اَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ .. ﴿ اَفَلَمْ يَنْظُرُٓوا ﴾.. ﴿ اَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ .. ﴿ اَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ﴾ .. ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَٓا اُو۬لِي الْاَبْصَارِ ﴾ .وأمثالِها من الآيات التي تخاطب العقل البشري، فهي تسأل: لِمَ تتركون العلم وتختارون طريق الجهل؟ لِمَ تعصُبون عيونَكم وتتعامَوْن عن رؤية الحق؟ ما الذي حملكم على الجنون وأنتم عقلاء؟ أي شيء منعكم من التفكر والتدبّر في أحداث الحياة، فلا تعتبرون ولا تهتدون إلى الطريق المستقيم؟ لماذا لا تتأملون ولا تحكّمون عقولكم لئلا تضلوا؟.
ثم تقول: أيها الناس انتبهوا واعتبروا! أنقذوا أنفسكم من بلايا معنوية تنزل بكم، باتعاظكم من القرون الخوالي.
يا إخواني الذين يضمّهم هذا الجامع الأموي، ويا إخواني في جامع العالم الإسلامي! اعتبروا أنتم أيضاً! وقيّموا الأمور في ضوء الأحداث الجسام التي مرت خلال السنوات الخمس والأربعين الماضية، كونوا راشدين، يا من يعدّون أنفسهم من أولي الفكر والعلم.
نحصل مما سبق: نحن معاشر المسلمين خدام القرآن نتّبع البرهان، ونقبل بعقلنا وفكرنا وقلبنا حقائقَ الإيمان، لسنا كمن ترك التقلد بالبرهان تقليداً للرهبان كما هو دأب أتباع سائر الأديان!
وعلى هذا فإن المستقبل الذي لا حكمَ فيه إلّا للعقل والعلم، سوف يسوده حكم القرآن الذي تستند أحكامُه إلى العقل والمنطق والبرهان.
وها قد أَخَذَت الحجبُ التي كانت تكسف شمس الإسلام تنزاح وتنقشع، وأخذت تلك الموانع بالانكماش والانسحاب، ولقد بدأت تباشير ذلك الفجر منذ خمس وأربعين سنة، وها قد بزغ فجرها الصادق سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف أو هو على وشك البزوغ، وحتى إن كان هذا الفجر فجراً كاذباً فسيطلع الفجر الصادق بعد ثلاثين أو أربعين عاماً إن شاء الله.
نعم، فلقد حالت ثمانية موانع دون استيلاء حقائق الإسلام على الزمان الماضي استيلاءً تاماً وهي:
المانع الأول والثاني والثالث:
جهل الأجانب،
وتأخرهم عن عصرهم (أي بُعدهم عن الحضارة)،
وتعصبهم لدينهم...
فهذه الموانع الثلاثة بدأت تزول بفضل التقدم العلمي ومحاسن المدنية.
المانع الرابع والخامس:
تحكّم القسيسين وسيطرةُ الزعماء الروحانيين على أفكار الناس وأذهانهم،
وتقليد الأجانب لأولئك القسيسين تقليداً أعمى.
فهذان المانعان أيضاً يأخذان بالزوال بعد انتشار حرية الفكر وميل النوع البشري إلى البحث عن الحقائق.
المانع السادس والسابع:
تفشي روح الاستبداد فينا،
وانتشار الأخلاق الذميمة النابعة من مجافاة الشريعة ومخالفتها.
فإن زوال قوة استبداد الفرد الآن يشير إلى زوال استبداد الجماعة والمنظمات الرهيبة بعد ثلاثين أو أربعين سنة. ثم إن فوران الحمية الإسلامية والوقوف على النتائج الوخيمة للأخلاق الذميمة كفيلان برفع هذين المانعين بل هما على وشك أن يُرفعا، وسيزولان زوالاً تاماً إن شاء الله.
المانع الثامن:
توهم وجود نوع من التناقض بين مسائل من العلم الحديث والمعنى الظاهري لحقائق الإسلام؛ هذا التوهم سبّبَ إلى حدٍ ما وَقْفَ استيلاء الحقائق الإسلامية في الماضي. فمثلاً: إن «الثور والحوت» اللذين هما عبارة عن مَلَكين روحانيين مأمورين بالإشراف على الأرض بأمر الله تَخَيَّلَهما البعضُ أنهما حيوانان حقيقيان مجسّمان، أي: ثور ضخم وحوت جسيم، فوقف أهل العلوم الحديثة موقف المعارض للإسلام لعـدم اطـلاعهم على حقيقـة التشبيه والمجاز.
وهناك مئات من الأمثلة كهذا، إذ بعد الاطلاع على الحقيقة لا يجد أعتى الفلاسفة مفراً من الاستسلام والانصياع. حتى إن رسالة «المعجزات القرآنية» قد أشارت إلى كل آية من الآيات التي تَعَرَّضَ لها أهلُ العلم الحديث، وأَظْهَرَتْ أن في كلٍ منها لمعة رائعة من لمعات إعجاز القرآن، وبَيَّنت ما ظَنَّه أهل العلم مدارَ نقدٍ في جُمَل القرآن وكلماته: أن في كل منها من الحقائق السامية الرفيعة ما لا تطاوله يد العلم، وألجأ الفلاسفَة العنيدين إلى الاستسلام والرضوخ. وهذه الرسائل في متناول الجميع، وفي إمكان كل واحد الاطلاع عليها بسهولة، وعليه أن يطلع عليها، ليرى كيف انهار هذا المانع فعلاً، بعدما قيل منذ خمس وأربعين سنةً.
نعم، إن هناك مؤلفاتٍ قيمة لعلماء الإسلام في هذا المجال، وكلُّ الأمارات تدل على أن هذا المانع الثامن سيضمحل تماماً.
وإذا لم يحدث ذلك الآن، فإنه بعد ثلاثين أو أربعين عاماً سوف يتجهّز العلم، والمعرفة الحقيقية، ومحاسن المدنية، بوسائل وأعتدة كاملة فتتغلب -هذه القوى الثلاث- على الموانع الثمانية المذكورة وتقضي عليها، وذلك ببعثها روحَ التحري عن الحقائق، والإنصافِ والمحبة الإنسانية، وإرسالها إلى جبهاتِ محاربةِ تلك الأعـداء الثمانـية.
وقد بدأت تهزمها فعلاً، وسوف تقضي عليها قضاءً تاماً بعد نصف قرن إن شاء الله.
نعم، «الفضل ما شهدت به الأعداء».
وإليكم مثالين فقط من بين مئات الأمثلة:
المثال الأول: أن مستر كارلايل(∗) أحد مشاهير فلاسفة القرن التاسع عشر وأشهر فيلسوف من القارة الأمريكية يلفت أنظار الفلاسفة وعلماء النصرانـيـة بقـولـه:
«لقد جاء الإسلام على تلك الملل الكاذبة والنحل الباطلة فابتلعها، وحق له أن يبتلعها، لأنه حقيقة خارجة من قلب الطبيعة، وما كاد يظهر الإسلام حتى احترقت فيه وثنيات العرب وجدليات النصرانية وكل ما لم يكن بحق فإنها حطب ميت أكلته نارُ الإسلام فذهب، والنار لم تذهب». ([6])
ويزيد مستر كارلايل فيقول بحق الرسول ﷺ:
«هو الرجل العظيم الذي علّمه الله العلم والحكمة، فوجب علينا أن نصغي إليه قبل كل شيء». ([7])
ويقول أيضاً:
«إن كنت في ريب من حقائق الإسلام فالأولى بك أن ترتاب في البديهيات والضروريات القطعية، لأن الإسلام مِن أَبْدَهِ الحقائق وأشدها ضرورة».
وهكذا فقد سجّل هذا الفيلسوفُ الشهير هذه الحقائقَ حول الإسلام في أماكن متفرقة من مؤلَّفه.
المثال الثاني: هو الأمير بسمارك(∗) الذي يُعتبر من أشهر رجال الفكر في تاريخ أوروبا الحديث. يقول هذا الفيلسوف:
«لقد درستُ الكتب السماوية بإمعان، فلم أجد فيها الحكمة الحقيقية التي تكفل سعادة البشرية، وذلك للتحريف الذي حصل فيها. ولكني وجدت قرآن محمد ﷺ يعلو على سائر الكتب. وقد وجدت في كل كلمة منه حكمة. وليس هناك كتاب يحقق سعادة البشرية مثله. ولا يمكن أن يكون كتابٌ كهذا من كلام البشر. فالذين يدّعون أن هذه الأقوال أقوال محمد ﷺ يكابرون الحق وينكرون الضرورات العلمية، أي أن كون القرآن كلام الله أمرٌ بديهي».
وهكذا تنتج حقول الذكاء في أمريكا وأوروبا محاصيل رائعة من أمثال مستر كارلايل وبسمارك من جهابذة المحققين.
وفي ضوء هذه الحقيقة أقول وبكل اطمئنان واقتناع:
إن أوروبا وأمريكا حبَالى بالإسلام، وستلدان يوماً ما دولة إسلامية، كما حَبِلت الدولة العثمانية بأوروبا وولدت دولة أوروبية.
أيها الإخوة في الجامع الأموي، ويا إخواني في الجامع الإسلامي بعد نصف قرن! أفلا تنتج المقدمات التي أسلفنا ذكرها حتى الآن: أن الإسلام وحده سيكون حاكماً على قارات المستقبل حكماً حقيقياً ومعنوياً، وأن الذي سيقود البشرية إلى السعادتين الدنيوية والأخروية ليس إلّا الإسلام والنصرانية الحقّة المنقلبة إلى الإسلام والمتفقة معه والتابعة للقرآن بعد تحررها من التحريفات والخرافات!
الجهة الثانية:
أن الإسلام مستعد للرقي المادي:
إن الأسباب القوية التي تدفع الإسلام إلى الرقي تبين أن الإسلام سيسود المستقبل مادياً أيضاً.
فكما أثبتنا في الجهة الأولى استعداد الإسلام معنوياً للرقي؛ تُظهر هذه الجهة إظهاراً واضحاً استعداد الإسلام للرقي المادي وسيادته في المستقبل. لأنه في قلب الشخصية المعنوية للعالم الإسلامي خمسُ قوىً لا تُقهَر، وهي في منتهى الرسوخ والمتانة: ([8])
القوة الأولى:
«الحقيقة الإسلامية» التي هي أستاذ جميع الكمالات والمُثُلِ، الجاعلةُ من ثلاثمائة وخمسين مليونَ مسلمٍ كنفسٍ واحدة، والمجهّزة بالمدنية الحقيقية والعلوم الصحيحة، ولها من القوة ما لا يمكن أن تهزمها قوة مهما كانت.
القوة الثانية:
«الحاجة الملحة» التي هي الأستاذ الحقيقي للمدنية والصناعات والمجهَّزة بالوسائل والمبادئ الكاملة.. وكذا «الفقر» الـذي قصم ظهرنا. فالحاجة والفقر قوتـان لا تسكتان ولا تُقهران.
القوة الثالثة:
«الحرية الشرعية» التي ترشد البشرية إلى سبل التسابق والمنافسة الحقّة نحو المعالي والمقاصد السامية، والتي تمزق أنواع الاستبداد وتشتتها، والتي تهيّج المشاعر الرفيعة لدى الإنسان، تلك المشاعر المجهّزة بأنماط من الأحاسيس كالمنافسة والغبطة والتيقظ التام والميل إلى التجدد والنزوع إلى التحضر. فهذه القوة الثالثة: (الحرية الشرعية) تعني التحلي بأسمى ما يليق بالإنسانية من درجات الكمال والتشوق والتطلع إليها.
القوة الرابعة:
«الشهامة الإيمانية» المجهّزة بالشفقة والرأفة. أي: أن لا يرضى الذلّ لنفسه أمام الظالمين، ولا يُلحقه بالمظلومين. وبعبارة أخرى عدم مداهنة المستبدّين وعدم التحكم بالمساكين أو التكبّر عليهم، وهذا أساس مهم من أسس الحرية الشرعية.
القوة الخامسة:
«العزة الإسلامية» التي تعلن إعلاء كلمة الله. وفي زماننا هذا يتوقف إعلاء كلمة الله على التقدم المادي والدخولِ في مضمار المدنية الحقيقية. ولا ريب أن شخصية العالم الإسلامي المعنويةَ سوف تدرك وتحقق في المستقبل تحقيقاً تاماً ما يتطلبه الإيمان من الحفاظ على عزة الإسلام..
وكما أن رقي الإسلام وتقدمه في الماضي كان بالقضاء على تعصب العدو وتمزيق عناده ودفع اعتداءاته -وقـد تـم ذلك بقوة السـلاح والسيف-؛ فسـوف تُغلب الأعداء ويُشَتَّتَ شملُهم بالسيوف المعنوية -بدلاً من المادية- للمدنية الحقيقية والرقي المادي والحق والحقيقة.
اعلموا أيها الإخوان!
إن قصدنا من المدنية هو محاسنها وجوانبها النافعة للبشرية، وليس ذنوبها وسيئاتها، كما ظن الحمقى من الناس أن تلك السيئات محاسن فقلّدوها وخرّبوا الديار، فقدموا الدين رشوة للحصول على الدنيا فما حصلوا عليها ولا حصلوا على شيء.
إنه بطغيان ذنوب المدنية على محاسنها، ورجحان كفة سيئاتها على حسناتها، تلقت البشرية صفعتين قويتين بحربين عالميتين، فأتتا على تلك المدنية الآثمة، وقاءت دماءً لطخت وجه الأرض برمتها. وسوف تتغلب بإذن الله محاسنُ المدنية بفضل قوة الإسلام التي ستسود في المستقبل، وتطهّر وجه الأرض من الأدناس وتُحقِّق أيضاً سلاماً عاماً للبشرية قاطبة.
نعم، لما كانت مدنية أوروبا لـم تتأسـس على الفضيلة والهدى بـل على الهَوَس والهوى، وعلى الحسد والتحكم، تغلّبت سيئاتُ هذه المدنـيـة على حسناتها إلى الآن، وأصبحت كشجرة منخورة بديدان المنظمات الثورية الإرهابية. وهذا دليل قوي ومؤشر على قرب انهيارها وسبب مهم لحاجة العالم إلى مدنية آسيا «الإسلامية» التي ستكون لها الغلبة عن قريب.
فإذا كان أمام أهل الإيمان والإسلام أمثالُ هذه الأسباب القوية والوسائلِ القويمة للرقي المادي والمعنوي، وطريقٌ سويٌ ممهد كسكة الحديد للوصول إلى السعادة في المستقبل، فكيف تيأسون، وتثبطون روح العالم الإسلامي المعنوية وتظنون ظن السوء وفي يأس وقنوط، أن الدنيا دار ترقٍ وتقدم للأجانب وللجميع بينما أصبحت دار تدنٍ وتأخّر للمسلمـين المساكـين وحدهم. إنكم بهـذا ترتكبون خطأ شنيعـاً؛
إذ ما دام الميل نحو الكمال قانوناً فطرياً في الكون وقد أُدرج في فطرة البشرية، فإن الحق والحقيقة سيُظهران في المستقبل على يد العالم الإسلامي إن شاء الله سعادةً دنيوية أيضاً كفّارة لما اقترفته البشرية من آثام، ما لم تقم قيامة مفاجئة بما ارتكبت من مفاسد ومظالم.
فانظروا إلى الزمن، إنه لا يسير على خط مستقيم حتى يتباعد المبدأ والمنتهى، بل يدور ضمن دائرة كدوران كرتنا الأرضية؛ فتارة يرينا الصيف والربيع في حال الترقي، وتارة يرينا الشتاء والخريف في حال التدني.
وكما أن الشتاء يعقبه الربيع، والليلَ يخلفه النهار، فسيكون للبشرية ربيع ونهار إن شاء الله، ولكم أن تنتظروا من الرحمة الإلهية شروقَ شمس حقيقة الإسلام، فتروا المدنية الحقيقية في ظلِ سلامٍ عام شامل.
لقد قلنا في بداية هذا الدرس أننا سنقيم برهاناً ونصف برهان على دعوانا. وقد انتهى الآن البرهان مجملاً.
وجاء دور نصف البرهان وهو الآتي:
لقد ثبت بالبحث والتحري الدقيق والاستقراء والتجارب العديدة للعلوم أن الخير والحسن والجمال والإتقان والكمال هو السائد المطلق في نظام الكون وهو المقصود لذاته، أي هو المقاصد الحقيقية للصانع الجليل. بدليل أن كل علمٍ من العلوم المتعلّقة بالكون يُطْلِعنا بقواعده الكلية على أن في كل نوع وفي كل طائفة انتظاماً وإبداعاً بحيث لا يمكن للعقل أن يتصور أبدع وأكملَ منه.
فمثلاً: علم التشريح الذي يخص الطب، وعلم المنظومة الشمسية الذي يخص الفلك وبقية العلوم التي تخص النباتات والحيوانات، كلٌّ منها تفيدنا بقواعدها الكلية وبحوثها المتعددة النظامَ المتقنَ للصانع الجليل في ذلك النوع، وقدرتَه المبدعة وحكمتَه التامة فتبيِّن جميعُها حقيقةَ الآية الكريمة: ﴿ اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ (السجدة:٧).
كما أن الاستقراء التام والتجارب الشاملة تثبت
أن الشر والقبح والباطل والسيئات كلها جزئية وتَبَعية وثانوية في خِلْقَةِ الكون.
فالقبح مثلاً في الكون والمخلوقاتِ ليس هدفاً لذاته وإنما هو وحدة قياسية، لتنقلب حقيقةٌ واحدة للجمال إلى حقائق كثيرة. والشر كذلك، بل حتى الشيطان نفسه إنما خُلق وسُلّط على البشرية ليكون وسيلةً لترقيات البشر غير المحدودة نحو الكمال التي لا تُـنال إلّا بالتسابق والمجاهدة.
وأمثالُ هذه الشرور والقبائح الجزئية خُلقت في الكون لتكون وسيلة لإظهار أنواع الخير والجمال الكليين.
وهكذا يَثبت بالاستقراء التام أن المقصد الحقيقي في الكون والغاية الأساسية في الخلق إنما هو الخير والحسن والكمال، لذا فالإنسان الذي لوّث وجه الأرض بكفره الظالم وعصيانه الله لا يمكن أن يفلت من العقاب، ويذهب إلى العدم من دون أن يحق عليه المقصود الحقيقي في الكون، بل سيدخل سجن جهنم!
كما ثبت بالاستقراء التام وتحريات العلوم وأبحاثها أن الإنسان هو أكرم المخلوقات وأشرفها، لأنه يستطيع أن يكشف بعقله عن مراتب الأسباب الظاهرية في خلق الكائنات ونتائجها، ويعرفَ العلاقاتِ بين العلل والأسباب المتسلسلة، ويستطيعُ أن يقلّد بمهارته الجزئية الصنائعَ الإلهية والإيجادَ الرباني المنتظَمَ الحكيم، ويستطيعُ أن يدرك بعلمه الجزئي وبمهارته الجزئية إتقانَ الأفعال الإلهية، وذلك بجعل ما لديه من جزء اختياري ميزاناً جزئياً ومقياساً مصغَّراً لدرك تلك الأفعال الإلهية الكلية والصفات الجليلة المطلقة.
كل ذلك يُثبت أن الإنسان أشرفُ مخلوق وأكرمُه.
وثبت أيضاً بشهادة الحقائق التي قدّمها الإسلام للبشرية والتي تخص البشر والكائنات أن المسلمين هم أفضلُ البشر وأشرفُهم وهم أهل الحق والحقيقة، كما ثبت بشهادة التاريخ والوقائع والاستقراء التام؛ أن أشرفَ أهل الحق المشرَّفين من بين البشر المكرَّمين وأفضلَهم هو محمد ﷺ الذي يَشهد له ألفٌ من معجزاته وسموُّ أخلاقه ومكارمُه وحقائقُ الإسلام والقرآن.
ولما كان نصف البرهان هذا قد بين هذه الحقائقَ الثلاث أفيمكن أن يَقْدح نوعُ البشر بشقاوته شهادةَ هذه العلوم جميعها، وينقض هذا الاستقراء التام، ويتمرّد في وجه المشيئة الإلهية والحكمة الأزلية؛ فيستمر في قساوته الظالمة وكفره المتمرد ودماره الرهيب؟ أفيمكن أن تستمر هذه الحالة في عداء الإسلام هكذا؟
إنني أقسم بما آتاني الله من قوة بل لو كان لي ما لا يعد ولا يحصى من الألسنة لأقسمت بها جميعاً، بالذي خلق العالم بهذا النظام الأكمل، وخلق الكون في منتهى الحكمة والانتظام من الذرات إلى السيارات السابحات في أجواز الفضاء، ومن جناح البعوضة إلى قناديل النجوم المتلألئة في السموات، ذلكم الحكيم ذو الجلال والصانع ذو الجمال، أُقسم به سبحانه بألسنةٍ لا تحد أنه لا يمكن أن يخرج البشر على سنة الله الجارية في الكون ويخالفَ بقية إخوانه من طوائف المخلوقات بشروره الكلية ويقضيَ بغلبة الشر على الخير فيهضمَ تلك المظالم الزقومية على مدى ألوف السنين! فهذا لا يمكن قطعاً!
نعم، إنه لا يمكن ذلك إلّا بافتراضٍ محالٍ هو أن الإنسان ليس خليفة الله في الأرض، الحاملَ للأمانة الكبرى والأخَ الأكبر الأكرم لسائر أنواع المخلوقات، إنما هو أدنى مخلوق وأردَؤه وأرذله وأضرّه وأحقره، دخل الكون متلصصاً ليفسده! فهذا الفرض المحال باطل من أساسه لا يمكن قبوله بأية جهة كانت.
فلأجل هذه الحقيقة يمكن أن نستنتج من نصف برهاننا هذا:
أنه كما أن وجود الجنة والنار ضروري في الآخرة فإن الغلبة المطلقة ستكون للخير وللدين الحق في المستقبل، حتى يكون الخير والفضيلة غالبَين في البشرية كما هو الأمر في سائر الأنواع الأخرى، وحتى يتساوى الإنسان مع سائر إخوانه من الكائنات، وحتى يحق أن يقال: إنه قد تحقق وتقرر سرّ الحكمة الأزلية في النوع البشري أيضاً.
وحاصل الكلام: ما دام البشر -طبقاً للحقائق المذكورة القاطعة- أفضل نتيجة منتَخبة من الكائنات، وأنه أكرم مخلوق لدى الخالق الكريم، وأن الحياة الباقية تقتضي وجود الجنة وجهنم بالبداهة، فتستلزم المظالم التي ارتكبتها البشرية حتى الآن وجودَ جهنم، كما تستلزم ما في استعداداته الكمالية المغروزة في فطرته، وحقائقَه الإيمانية التي تهم الكائنات بأسرها وجودَ الجنة بالبداهة. فلابد، ولا محالة أن البشر لن يَهضموا ولن يغفروا الجرائمَ التي ارتُكبت خلال الحربين العظيمتين والتي جرّت الويلاتِ والمصائب على العالم بأجمعه واستقاءت زقوم شرورها التي استعصت على الهضم فلطّخت وجه الأرض، وتركت البشريةَ تعاني البؤس والشقاء وهدمت صرح المدنية الذي بنَته البشرية طوال ألف عام.
فما لم تقم قيامةٌ مفاجئة على البشرية فإننا نرجو من رحمة الرحمن الرحيم، أن تكون الحقائق القرآنية وسيلة لإنقاذ البشرية من السقوط إلى أسفل سافلين، وتطهّرَ وجه الأرض من الأدناس والأدران، وتقيم سلاماً عاماً شاملاً.
الكلمة الثانية: «اليأس داء قاتل»
إن مما أملت عليّ تجاربي في الحياة وتمخض فكري عنه هو:
أن اليأس داء قاتل، وقد دبّ في صميم قلب العالم الإسلامي.
فهذا اليأس هو الذي أوقعنا صرعى -كالأموات- حتى تمكنتْ دولة غربية لا يبلغ تعدادها مليوني نسمة من التحكم في دولة شرقية مسلمة ذات العشرين مليون نسمة فتستعمرها وتسخرها في خدمتها..
وهذا اليأس هو الذي قتل فينا الخصال الحميدة وصَرَفَ أنظارَنا عن النفع العام وحَصَرَها في المنافع الشخصية..
وهذا اليأس هو الذي أمات فينا الروح المعنوية التي بها استطاع المسلمون أن يَبْسطوا سلطانهم على مشارق الأرض ومغاربها بقوة ضئيلة، ولكن ما إن ماتت تلك القوة المعنوية الخارقة باليأس حتى تمكّن الأجانب الظَلَمة -منذ أربعة قرون- أن يتحكموا في ثلاثمائة مليون مسلم ويكبّلوهم بالأغلال.
بل قد أصبح الواحد بسبب هذا اليأس يتخذ من فتور الآخرين وعدم مبالاتهم ذريعة للتملص من المسؤولية، ويخلد إلى الكسل قائلاً: «مالي وللناس، فكل الناس خائرون مثلي»، فيتخلى عن الشهامة الإيمانية ويترك العمل الجاد للإسلام.
فما دام هذا الداء قد فتك فينا إلى هذا الحد، ويقتلنا على مرآى منا، فنحن عازمون على أن نقتصّ مِنْ قاتلنا،
فنضربَ رأس ذلك اليأس بسيف الآية الكريمة: ﴿ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ ﴾ (الزمر:٥٣).
ونقصم ظهره بحقيقة الحديث الشريف: «ما لا يدرك كله لا يترك جلّه». ([9])
إن اليأس داء عضال للأمم والشعوب، أشبه ما يكون بالسرطان... وهو المانع عن بلوغ الكمالات، والمخالف لروح الحديث القدسي الشريف: «أنا عند ظن عبدي بي».. ([10]) وهو شأن الجبناء والسفلة والعاجزين وذريعتهم، وليس هو من شأن الشهامة الإسلامية قط.. وليس هو من شأن العرب الممتازين بسجايا حميدة هي مفخرة البشرية. فلقد تعلّم العالم الإسلامي من ثبات العرب وصمودهم الدروس والعبر. وأملنا بالله عظيم أن يتخلى العرب عن اليأس ويَمدّوا يدَ العون والوفاق الصادق إلى الترك الذين هم جيش الإسلام الباسل فيرفعوا معاً راية القرآن عالية خفّاقة في أرجاء العالم، إن شاء الله.
الكلمة الثالثة: «الصدق أساس الإسلام»
لقد علمتني زبدةُ تتبعاتي وتحقيقاتي في الحياة بتمخض الحياة الاجتماعية أن «الصدق» هو أس أساس الإسلام، وواسطة العِقد في سجاياه الرفيعة ومزاج مشاعره العلوية. فعلينا إذن أن نحيي الصدق الذي هو حجر الزاوية في حياتنا الاجتماعية في نفوسنا ونداوي به أمراضنا المعنوية.
أجل، إن الصدق هو عقدة الحياة في حياة الإسلام الاجتماعية. أما الرياء فهو نوع من الكذب الفعلي، وأما المداهنة والتصنع فهو كذب دنيء مرذول. وأما النفاق فهو كذب ضار جداً. والكذب نفسه إنما هو افتراء على قدرة الصانع الجليل.
إن الكفر بجميع أنواعه كذب. والإيمان إنما هو صدق وحقيقة. وعلى هذا فالبون شاسع بين الصدق والكذب بُعدَ ما بين المشرق والمغرب. ولا ينبغي أن يختلط الصدق والكذب اختلاطَ النور والنار، ولكن السياسة الغادرة والدعاية الظالمة قد خلطتا أحدهما بالآخر. فاختلطت كمالات البشرية ومُثُلها بسفسافها ونقائصها. ([11])
إن الصدق والكذب بعيدٌ أحدُهما عن الآخر بُعدَ الكفر عن الإيمان؛ فإن عروج محمد ﷺ في خير القرون إلى أعلى عليين بوساطة الصدق وما فتحه من كنوزِ حقائقِ الإيمان وأسرار الكون.. جَعَل الصدقَ أَروَجَ بضاعةٍ وأثمنَ متاع في سُوق الحياة الاجتماعية؛
بينما تردّى مسيلمة الكذاب وأمثاله إلى أسفل سافلين بالكذب؛ إذ لما حدث ذلك الانقلاب العظيم في المجتمع تبيّن أن الكذبَ هو مفتاح الكفر والخرافات، وأفسدُ بضاعة وأقذرها. فالبضاعة التي تثير التقزز والاشمئزاز لدى جميع الناس إلى هذا الحد لا يمكن أن تمتد إليها يدُ أولئك الذين كانوا في الصف الأول من ذلك الانقلاب العظيم، أولئك الصحابة الكرام الذين فُطروا على تناول أجود المتاع وأثمنه وأفخره، وحاشاهم أن يلوثوا أيديهم المباركة بالكذب ويمدوها عمداً إلى الكذب ويتشبّهوا بمسيلمة الكذاب، بل كانوا بميولهم الفطرية السليمة وبكل ما أوتوا من قوة في طليعة المبتاعين للصدق الذي هـو أروج مال وأقـوم متاع بل هو مفتاح جميع الحقائق ومرقـاة عروج محمد ﷺ إلى أعلى عليين. ولأن الصحابة الكرام قد لازموا الصدق ولم يحيدوا عنه ما أمكنهم ذلك فقد تقرر لـدى علماء الحديث والفقه «أن الصحابة عدول، رواياتهم لا تحتاج إلى تزكية، كل ما رووه من الأحاديث عن النبي ﷺ صحيح». فهذه الحقيقة المذكورة حجـة قاطعة على اتفاق هـؤلاء العلماء.
وهكذا فإن الانقلاب العظيم الذي حدث في خير القرون أدّى إلى أن يكون البون شاسعاً بين الصدق والكذب كما هو بين الكفر والإيمان. إلّا أنه بمرور الزمن قد تقاربت المسافةُ بين الصدق والكذب، بل أعطت الدعاياتُ السياسية أحياناً رواجاً أكثرَ للكذب، فبرز الكذب والفساد في الميدان وأصبح لهما المجال إلى حدٍ ما.
وبناءً على هذه الحقيقة فإن أحداً من الناس لا يمكن أن يبلغ مرتبة الصحابة الكرام.
نكتفي هنا بهذا القدر ونحيل القارئ الكريم إلى رسالة الصحابة التي هي ذيل الكلمة السابعة والعشرين رسالة «الاجتهاد».
أيها الإخوة في هذا الجامع الأموي ويا إخوتي الأربعمائة مليون من المؤمنين بعد أربعين عاماً في جامع الإسلام الكبير.
لا نجاة إلّا بالصدق، فالصدق هو العروة الوثقى،
أما الكذب للمصلحة فقد نَسخَه الزمانُ، ولقد أفتى به بعض العلماء –مؤقتاً- للضرورة والمصلحة، إلّا أن في هذا الزمان لا يُعمل بتلك الفتوى؛ إذ أُسيء استعماله إلى حد لم يعد فيه نفعٌ واحد إلّا بين مئةٍ من المفاسد. ولهذا لا تُبنى الأحكام على المصلحة.
مثال ذلك: إن سبب قصر الصلاة في السفر هو المشقة، ولكن لا تكون المشقة علة القصر. إذ ليس لها حدّ معين، فقد يُساء استعمالُها، لذا لا تكون العلة إلّا السفر.
فكذلك المصلحة لا يمكن أن تكون علّة للكذب لأنه ليس للكذب حدّ معين، وهو مستنقع ملائم لسوء الاستعمال، فلا يناط به الحكم. وعلى هذا فالطريق اثنان لا ثالث له: «إما الصدق وإما السكوت» وليس -قطعاً- الصدق أو الكذب أو السكوت .
ثم إن انعدام الأمن والاستقرار في الوقت الحاضر بالكذب الرهيب الذي تقترفه البشرية وبتزييفها وافتراءاتها، ما هو إلّا نتيجة كذبها وسوء استعمالها للمصلحة، فلا مناص للبشرية إلّا سدّ ذلك الطريق الثالث، وإلّا فإن ما حدث خلال نصف هذا القرن من حروب عالمية وانقلابات رهيبة ودمار فظيع قد يؤدي إلى أن تقوم قيامة على البشرية.
أجل، عليك أن تصدق في كل ما تتكلمه ولكن ليس صواباً أن تقول كل صدق، فإذا ما أدّى الصدق أحياناً إلى ضرر فينبغي السكوت. أما الكذب فلا يسمح له قطعاً.
عليك أن تقول الحق في كل ما تقول ولكن لا يحق لك أن تقول كل حق، لأنه إن لم يكن الحق خالصاً فقد يؤثر تأثيراً سيئاً، فتضع الحق في غير محله.
الكلمة الرابعة: «المحبة»
إن مما تعلمته من الحياة الاجتماعية البشرية طوال حياتي، وما أملَته عليّ التتبعات والتحقيقات هو:
أن أجدر شيء بالمحبة هو المحبة نفسها. وأجدر صفة بالخصومة هي الخصومة نفسها. أي إن صفة المحبة التي هي ضمان الحياة الاجتماعية البشرية والتي تدفع إلى تحقق السعادة هي أليق للمحبة، وأن صفة العدواة والبغضاء التي هي عامل تدمير الحياة الاجتماعية وهدمِها هي أقبح صفة وأضرها وأجدر أن تُتجنب وتُنفَر منها.
ولما كنا قد أوضحنا هذه الحقيقة في المكتوب الثاني والعشرين (رسالة الأخوة) نشير إليها هنا إشارة مقتضبة:
لقد انتهى عهد العداوة والخصام. ولقد أظهرت الحربان العالميتان مدى ما في روح العداوة من ظلم فظيع ودمار مريع. وتبين أن لا فائدة منها البتة. وعليه فلا ينبغي أن تَجلب سيئاتُ أعدائنا -بشرط عدم التجاوز- عداوتَنا، فحَسْبُهم العذاب الإلهي ونار جهنّم.
إن غرور الإنسان وحبّه لنفسه قد يقودانه أحياناً إلى عداء إخوانه المؤمنين ظلماً ومن دون شعور منه فيظن المرء نفسه محقاً. مع أن مثل هذه العداوة تُعدّ استخفافاً بالوشائج والأسباب التي تربط المؤمنين بعضهم ببعض -كالإيمان والإسلام والإنسانية- وحطاً من شأنها. وهي أشبه ما يكون بحماقةِ من يرجّح أسباباً تافهة للعداوة كالحصيات على أسباب بجسامة الجبال الراسيات للودّ والمحبة.
فما دامت المحبة مضادة للعداوة ومنافية لها فلا تجتمعان قطعاً كما لا تجتمع الظُّلمة والنور. فالذي تتغلب أسبابُه على الآخر هو الذي يجد موضعه في القلب بحقيقته، أما ضده فلا يكون بحقيقته.
فمثلاً: إذا وُجدت المحبةُ بحقيقتها في القلب فإن العداوة تنقلب حينئذ إلى الرأفة والشفقة، فهذا هو الوضع تجاه أهل الإيمان. أما إذا وجدت العداوة بحقيقتها في القلب، فإن المحبة تنقلب عندها إلى المداراة والمماشاة والصداقة الظاهرية. فهذا إنما يكون مع أرباب الضلال غير المتجاوزين.
أجل، إن أسباب المحبة هي الإيمان والإسلام والإنسانية وأمثالها من السلاسل النورانية المتينة والحصون المعنوية المنيعة؛ أما أسباب العداوة والبغضاء تجاه المؤمن فإنما هي أمور خاصة تافهة تفاهة الحصيات. لذا فإن إضمار العداء لمسلم إضماراً حقيقياً، إنما هو خطأ جسيم لأنه استخفاف بأسباب المحبة التي هي أشبه بالجبال.
نحصل مما سبق:
أن الود والمحبة والأخوة هي من طباع الإسلام وروابطه. والذي يحمل في قلبه العداء فهو أشبه ما يكون بطفل فاسد المزاج يروم البكاء بأدنى مبرر للبكاء، وقد يكون ما هو أصغرُ من جناح ذبابة كافياً لدفعه إلى البكاء، أو هو أشبه ما يكون برجل متشائم لا يحسن الظن بشيء ما دام سوء الظن ممكناً، فيحجب عشر حسناتٍ للمرء بسيئة واحدة. ومن المعلوم أن هذا منافٍ كلياً للخُلُق الإسلامي القاضي بالإنصاف وحسن الظن.
الكلمة الخامسة: «تضاعف السيئات والحسنات»
إن الدرس الذي تعلمته من الشورى الشرعية هو: أن سيئة امرئٍ واحدٍ في هذا الزمان، لا تبقى على حالها سيئة واحدة، وإنما قد تكبر وتسري حتى تصبح مئة سيئة. كما أن حسنة واحدة أيضاً لا تبقى على حالها حسنة واحدة بل قد تتضاعف إلى الآلاف. وحكمة هذا وسره هو:
أن الحرية الشرعية والشورى المشروعة قد أظهرتا سيادة أمتنا الحقيقية؛ إذ إن حجر الأساس في بناء أمتنا وقوامَ روحها إنما هو الإسلام، وإن الخلافة العثمانية والجيش التركي من حيث كونهما حاملين لراية تلك الأمة الإسلامية فهما بمثابة الصَدَفة والقلعة للأمة، وأن العرب والترك هما الأخوان الحقيقيّان وسيظلان حارسين أمينين لتلك القلعة المنيعة، والصَدَفة المتينة.
وهكذا فبفضل هذه الرابطة المقدسة التي تشد الأمة الإسلامية بعضها ببعض يصبح المسلمون كافةً كعشيرة واحدة. فترتبط طوائفُ الإسلام برباط الأخوّة الإسلامية كما يرتبط أفراد العشيرة الواحدة ويُمد بعضهم بعضاً معنويّاً، وإذا اقتضى الأمر فمادياً، وكأن الطوائف الإسلامية تنتظم جميعها كحلقاتِ سلسلةٍ نورانية.
فكما إذا ارتكب فرد في عشيرة ما جريمةً فإن عشيرته بأسرها تكون مسؤولة ومتّهَمة في نظر العشيرة الأخرى وكأن كل فرد من تلك العشيرة هو الذي قد ارتكب الجريمة، فتلك الجريمة قد أصبحت بمثابة الألوف منها، كذلك إذا قام أحد أفراد تلك العشيرة بحسنةٍ واحدة، افتخر بها سائر أفراد العشيرة وكأن كل فرد منها هو الذي كسب تلك الحسنة.
فلأجل هذه الحقيقة فإن في زماننا هذا ولاسيما بعد أربعين أو خمسين سنة ليس المسيء هو وحده المسؤول عن سيئته، بل تتضرر الأمة الإسلامية بملايينها بتلك السيئة. وستظهر أمثلة هذه الحقيقة بكثرة بعد أربعين أو خمسين سنة.
يا إخواني المستمعين إلى أقوالي في هذا الجامع الأموي، ويا أيها الإخوان المسلمون في جامع العالم الإسلامي بعد أربعين أو خمسين عاماً!
لا يعتذرنّ أحدكم بالقول: «إننا لا نضرّ أحداً ولكننا لا نستطيع أن ننفع أحداً أيضاً. فنحن معذورون إذن». فعذركم هذا مرفوض، إذ إن تكاسلكم وعدم مبالاتكم وتقاعسكم عن العمل لتحقيق الاتحاد الإسلامي والوحدة الحقيقية للأمة الإسلامية، إنما هو ضرر بالغ وظلم فاضح.
وهكذا فكما أن سيئة واحدة تتضاعف إلى الألوف فإن حسنة واحدة في زماننا هذا -وأعني بالحسنة هنا ما يتعلق بقدسية الإسلام- لا تقتصر فائدتها على فاعلها وحده بل يمكن أن تتعداه ليعم نفعها -معنوياً- ملايينَ المسلمين ويشدُّ من حياتهم المادية والمعنوية.
وعليه فإن هذا الزمان ليس زمان الانطراح على فراش الكسل والخلود إلى الراحة وعدم المبالاة بالمسلمين بترديد: «أنا مالي».
يا إخوتي في هذا الجامع، ويا إخواني في مسجد العالم الإسلامي الكبير بعد أربعين أو خمسين عاماً!
لا يذهب بكم الظن أنني صعدت هذا المنبر لأرشدكم وأنصحكم، بل ما صعدته إلّا لأذكر حقنا عليكم وأطالبكم به، إذ إن مصالح الطوائف الصغيرة وسعادتها الدنيوية والأخروية ترتبط بأمثالكم من الطوائف الكبيرة العظيمة، والحكام والأساتذة من العرب والترك؛ فإنّ تكاسلكم وتخاذلكم يضران بإخوانكم من الطوائف الصغيرة من أمثالنا أيّما ضرر.
وإنني أوجه كلامي هذا بوجه خاص إليكم يا معشر العرب العظماء الأماجد، ويا من أخذتم من التيقظ حظاً أو ستتيقظون تيقظاً تاماً في المستقبل؛ لأنكم أساتذتنا وأساتذة جميع الطوائف الإسلامية وأئمتها، فأنتم مجاهدو الإسلام الأوائل، ثم جاءت الأمة التركية العظيمة لِتُمدّ وظيفتكم المقدسة تلك أيّما إمداد. لذا فإن ذنبكم عظيم بالتكاسل والتقاعس، كما أن حسناتكم جليلة وسامية أيضاً.
ولا سيما نحن على أمل عظيم برحمة الله أنه بعد مرور أربعين أو خمسين عاماً تتحدون فيما بينكم -كما اتحدت الجماهير الأمريكية- وتَتَبَوَّءون مكانتكم السامية وتوفَّقون بإذن الله إلى إنقاذ السيادة الإسلامية المأسورة وتقيمونها كالسابق في نصف الكرة الأرضية بل في معظمها. فإن لم تقم القيامة فجأة فسيرى الجيل المقبل هذا الأمل.
فيا إخوتي الكرام!
أرجو أن لا يذهب بكم الظن بأنني بكلامي هذا أستنهض هممكم للاشتغال بالسياسة -حاش لله-، فإن حقيقة الإسلام أسمى من كل سياسة، بل جميعُ أصناف السياسة وأشكالها يمكن أن تسير في ركاب الإسلام وتخدمه وتعمل له، وليس لأية سياسة كانت أن تَستغل الإسلامَ لتحقيق أغراضها.
فأنا بفهمي القاصر أتصور المجتمع الإسلامي ككل -في زماننا هذا- أشبهَ ما يكون بمصنع ذي تروس وآلات عديدة؛ فإذا ما تعطل تُرس من ذلك المصنع أو تجاوز على رفيقه الترسِ الآخرِ فسيختل حتماً نظامُ المصنع الميكانيكي. لذا فقد آن أوان الاتحاد الإسلامي وهو على وشك التحقق. فينبغي أن تصرفوا النظر عن تقصيراتكم الشخصية، وليتجاوزْ كلٌّ عن الآخر.
وهنا أنبّه ببالغ الأسى والأسف إلى أن قسماً من الأجانب كما سلبوا أموالنا الثمينة وأوطاننا، بثمن بخسٍ دارهم معدودة مزوّرة،
كذلك فقد سلبوا منا قسماً من أخلاقنا الرفيعة وسجايانا الحميدة والتي بها يترابط مجتمعنا، وجعلوا تلك الخصال الحميدة محوراً لرقيهم وتقدمهم، ودفعوا إلينا نظير ذلك رذائل طباعهم وسفاهة أخلاقهم.
فمثلاً: إن السجية الملّية التي أخذوها منا هي قول واحدٍ منهم:
«إن متّ أنا فلتحيَ أمتي، فإن لي فيها حياة باقية»
هذه السجية أقوى أساسٍ وأمتنُه لرقيهم وتقدمهم، قد سرقوها منا؛ إذ هذه الكلمة إنما تنبع من الدين الحق ومن حقائق الإيمان،
فهي لنا وللمؤمنين جميعاً، بينما دخلت فينا أخلاق رذيلة وسجايا فاسدة، فترى ذلك الأناني الذي فينا يقول: «إذا متّ ظمآن فلا نزل القطر» و«إن لم أرَ السعادة فعلى الدنيا العفاء!» فهذه الكلمة الحمقاء إنما تنبع من عدم وجود الدين ومن عدم معرفة الآخرة، فهي دخيلة علينا تسمّمنا.
ثم إن تلك السجية الغالية عندما سرت إلى الأجانب اكتسبت كلُّ فرد منهم قـيمة عظيمـة حتى كأنه أمـة وحـده؛ لأن قيمـة الشخص بهمّته، فمن كانت همتُه أمتَه فهـو بحد ذاته أمة صغيرة قائمة.
وبسبب عدم تيقظ أناس منا، وبحكم أَخْذِنا الأخلاقَ الفاسدة من الأجانب فإن هناك مَن يقول: «نفسي نفسي» مع ما في أمتنا الإسلامية من سموٍّ وقدسيةٍ. فألف رجل مثل هذا الشخص الذي لا يفكر إلّا بمصلحته الشخصية ولا يبالي بمصلحة الأمة، إنما ينزل بمنزلة شخص واحد.
(مَن كانت همتُه نفسَه فليس من الإنسان لأنه مدني بالطبع)
فهو مضطر لأن يراعي أبناءَ جنسه، فإن حياته الشخصية يمكن أن تستمر بحياته الاجتماعية. فمثلاً:
إن الذي يأكل رغيفاً عليه أن يفكّر كم يحتاج إلى الأيدي التي تُحضِر له ذلك الرغيفَ. فهو يقبّل تلك الأيدي معنى. وكذا الثوب الذي يَلبسه، كم من الأيدي والآلات والأجهزة تضافرت لتهيئته وتجهيزه. وقِيسُوا على منوال هذين المثالين لتعلموا أن الإنسان مفطور على الارتباط بأبناء جنسه من الناس لعدم تمكنه من العيش بمفرده، وهو مضطر إلى أن يعطي لهم ثمناً معنوياً لدفع احتياجاته، لذا فهو مدني فطرةً. فالذي يحصر نظره في منافعه الشخصية وحدها إنما ينسلخ من الإنسانية ويصبح حيواناً مفترساً، اللهم إلّا من لا حيلة له، وله معذرة حقيقية.
ALTINCI KELİME: Müslümanların hayat-ı içtimaiye-i İslâmiyedeki saadetlerinin anahtarı, meşveret-i şer’iyedir. وَ اَم۟رُهُم۟ شُورٰى بَي۟نَهُم۟ âyet-i kerîmesi, şûrayı esas olarak emrediyor. Evet, nasıl ki nev-i beşerdeki “telahuk-u efkâr” unvanı altında asırlar ve zamanların tarih vasıtasıyla birbiriyle meşvereti, bütün beşeriyetin terakkiyatı ve fünununun esası olduğu gibi en büyük kıta olan Asya’nın en geri kalmasının bir sebebi, o şûra-yı hakikiyeyi yapmamasıdır.
Asya Kıtası’nın ve istikbalinin keşşafı ve miftahı, şûradır. Yani nasıl fertler birbiriyle meşveret eder; taifeler, kıtalar dahi o şûrayı yapmaları lâzımdır ki üç yüz belki dört yüz milyon İslâm’ın ayaklarına konulmuş çeşit çeşit istibdatların kayıtlarını, zincirlerini açacak, dağıtacak, meşveret-i şer’iye ile şehamet ve şefkat-i imaniyeden tevellüd eden hürriyet-i şer’iyedir ki o hürriyet-i şer’iye, âdab-ı şer’iye ile süslenip Garp medeniyet-i sefihanesindeki seyyiatı atmaktır.
İmandan gelen hürriyet-i şer’iye, iki esası emreder:
اَن۟ لَا يُذَلِّلَ وَ لَا يَتَذَلَّلَ مَن۟ كَانَ عَب۟دًا لِلّٰهِ لَا يَكُونُ عَب۟دًا لِل۟عِبَادِ لَا يَج۟عَل۟ بَع۟ضُكُم۟ بَع۟ضًا اَر۟بَابًا مِن۟ دُونِ اللّٰهِ نَعَم۟ اَل۟حُرِّيَّةُ الشَّر۟عِيَّةُ عَطِيَّةُ الرَّح۟مٰنِ
Yani iman bunu iktiza ediyor ki tahakküm ve istibdat ile başkasını tezlil etmemek ve zillete düşürmemek ve zalimlere tezellül etmemek. Allah’a hakiki abd olan, başkalara abd olamaz. Birbirinizi –Allah’tan başka– kendinize Rab yapmayınız! Yani Allah’ı tanımayan; her şeye, herkese nisbetine göre bir rububiyet tevehhüm eder, başına musallat eder. Evet hürriyet-i şer’iye; Cenab-ı Hakk’ın Rahman, Rahîm tecellisiyle bir ihsanıdır ve imanın bir hâssasıdır.
فَل۟يَح۟يَا الصِّد۟قُ وَلَا عَاشَ ال۟يَا۟سُ فَل۟تَدُمِ ال۟مَحَبَّةُ وَل۟تَق۟وَى الشُّورٰى وَال۟مَلَامُ عَلٰى مَنِ اتَّبَعَ ال۟هَوٰى وَالسَّلَامُ عَلٰى مَنِ اتَّبَعَ ال۟هُدٰى
Yaşasın sıdk! Ölsün yeis! Muhabbet devam etsin! Şûra kuvvet bulsun! Bütün levm ve itab ve nefret, heva ve hevese tabi olanlara olsun. Selâm ve selâmet, hüdaya tabi olanlar üstüne olsun, âmin!
Eğer denilse: Neden şûraya bu kadar ehemmiyet veriyorsun? Ve beşerin hususan Asya’nın hususan İslâmiyet’in hayatı ve terakkisi nasıl o şûra ile olabilir?
Elcevap: Nur’un Yirmi Birinci Lem’a-i İhlas’ında izah edildiği gibi haklı şûra; ihlas ve tesanüdü netice verdiğinden üç elif, yüz on bir olduğu gibi ihlas ve tesanüd-ü hakiki ile üç adam yüz adam kadar millete fayda verebilir. Ve on adamın hakiki ihlas ve tesanüd ve meşveretin sırrı ile bin adam kadar iş gördüklerini çok vukuat-ı tarihiye bize haber veriyor.
Madem beşerin ihtiyacatı hadsiz ve düşmanları nihayetsiz ve kuvveti ve sermayesi pek cüz’î; hususan dinsizlikle canavarlaşmış, tahribatçı, muzır insanların çoğalmasıyla elbette ve elbette o hadsiz düşmanlara ve o nihayetsiz hâcetlere karşı, imandan gelen nokta-i istinad ve o nokta-i istimdad ile beraber hayat-ı şahsiye-i insaniyesi dayandığı gibi hayat-ı içtimaiyesi de yine imanın hakaikinden gelen şûra-yı şer’î ile yaşayabilir. O düşmanları durdurur, o hâcetlerin teminine yol açar.
Arabî Hutbe-i Şâmiye'nin Zeylinin Kısa Bir Tercümesi
Hutbe-i Şamiye’nin Arabî Zeyli’nde, gayet latîf bir temsil ile imandan gelen manevî ve kırılmaz bir kahramanlık gösteriyor. Bu meselemiz münasebetiyle bir hülâsasını beyan ediyoruz:
Hürriyet’in başında Sultan Reşad’ın Rumeli’ye seyahati münasebetiyle Vilayat-ı Şarkiye namına ben de refakat ettim. Şimendiferimizde iki mektepli mütefennin arkadaşla bir mübahase oldu.
Benden sual ettiler ki: “Hamiyet-i diniye mi, yoksa hamiyet-i milliye mi daha kuvvetli, daha lâzım?”
O zaman dedim: Biz Müslümanlar indimizde ve yanımızda din ve milliyet bizzat müttehiddir. İtibarî, zâhirî, ârızî bir ayrılık var. Belki din, milliyetin hayatı ve ruhudur. İkisine birbirinden ayrı ve farklı bakıldığı zaman hamiyet-i diniye, avam ve havassa şâmil oluyor. Hamiyet-i milliye, yüzden birisine yani menafi-i şahsiyesini millete feda edene has kalır. Öyle ise hukuk-u umumiye içinde hamiyet-i diniye esas olmalı. Hamiyet-i milliye ona hâdim ve kuvvet ve kalesi olmalı. Hususan biz Şarklılar, Garplılar gibi değiliz. İçimizde kalplere hâkim, hiss-i dinîdir. Kader-i Ezelî ekser enbiyayı Şarkta göndermesi işaret ediyor ki yalnız hiss-i dinî Şarkı uyandırır, terakkiye sevk eder. Asr-ı saadet ve tabiîn, bunun bir bürhan-ı kat’îsidir.
Ey bu hamiyet-i diniye ve milliyeden hangisine daha ziyade ehemmiyet vermek lâzım geldiğini soran, bu şimendifer denilen medrese-i seyyarede ders arkadaşlarım! Ve şimdi zamanın şimendiferinde istikbal tarafına bizimle beraber giden bütün mektepliler! Size de derim ki:
“Hamiyet-i diniye ve İslâmiyet milliyeti, Türk ve Arap içinde tamamıyla mezcolmuş ve kabil-i tefrik olamaz bir hale gelmiş. Hamiyet-i İslâmiye, en kuvvetli ve metin ve arştan gelmiş bir zincir-i nuranidir. Kırılmaz ve kopmaz bir urvetü’l-vüskadır. Tahrip edilmez, mağlup olmaz bir kudsî kaledir.” dediğim vakit o iki münevver mektep muallimleri bana dediler: “Delilin nedir? Bu büyük davaya büyük bir hüccet ve gayet kuvvetli bir delil lâzım. Delil nedir?”
Birden şimendiferimiz tünelden çıktı. Biz de başımızı çıkardık, pencereden baktık. Altı yaşına girmemiş bir çocuğu şimendiferin tam geçeceği yolun yanında durmuş gördük. O iki muallim arkadaşlarıma dedim:
İşte bu çocuk lisan-ı haliyle sualimize tam cevap veriyor. Benim bedelime o masum çocuk, bu seyyar medresemizde üstadımız olsun. İşte lisan-ı hali bu gelecek hakikati der:
Bakınız bu dabbetü’l-arz, dehşetli hücum ve gürültüsü ve bağırmasıyla ve tünel deliğinden çıkıp hücum ettiği dakikada, geçeceği yolda bir metre yakınlıkta o çocuk duruyor. O dabbetü’l-arz tehdidiyle ve hücumunun tahakkümü ile bağırarak tehdit ediyor. “Bana rast gelenlerin vay haline!” dediği halde o masum, yolunda duruyor. Mükemmel bir hürriyet ve hârika bir cesaret ve kahramanlıkla beş para onun tehdidine ehemmiyet vermiyor. Bu dabbetü’l-arzın hücumunu istihfaf ediyor ve kahramancıklığıyla diyor: “Ey şimendifer! Sen ra’d ve gök gürültüsü gibi bağırmanla beni korkutamazsın.”
Sebat ve metanetinin lisan-ı haliyle güya der: “Ey şimendifer! Sen bir nizamın esirisin. Senin gem’in, senin dizginin, seni gezdirenin elindedir. Senin bana tecavüz etmen haddin değil. Beni istibdadın altına alamazsın. Haydi yolunda git, kumandanının izniyle yolundan geç.”
İşte ey bu şimendiferdeki arkadaşlarım ve elli sene sonra fenlere çalışan kardeşlerim! Bu masum çocuğun yerinde Rüstem-i İranî ve Herkül-ü Yunanî o acib kahramanlıklarıyla beraber tayy-ı zaman ederek, o çocuk yerinde burada bulunduklarını farz ediniz. Onların zamanında şimendifer olmadığı için elbette şimendiferin bir intizam ile hareket ettiğine bir itikadları olmayacak. Birden bu tünel deliğinden başında ateş, nefesi gök gürültüsü gibi gözlerinde elektrik berkleri olduğu halde birden çıkan şimendiferin dehşetli tehdit hücumuyla Rüstem ve Herkül tarafına koşmasına karşı o iki kahraman ne kadar korkacaklar, ne kadar kaçacaklar? O hârika cesaretleriyle bin metreden fazla kaçacaklar. Bakınız nasıl bu dabbetü’l-arzın tehdidine karşı hürriyetleri, cesaretleri mahvolur. Kaçmaktan başka çare bulamıyorlar. Çünkü onlar, onun kumandanına ve intizamına itikad etmedikleri için mutî bir merkep zannetmiyorlar. Belki gayet müthiş, parçalayıcı, vagon cesametinde yirmi arslanı arkasına takmış bir nevi arslan tevehhüm ederler.
Ey kardeşlerim ve ey elli sene sonra bu sözleri işiten arkadaşlarım! İşte altı yaşına girmeyen bu çocuğa o iki kahramandan ziyade cesaret ve hürriyet veren ve çok mertebe onların fevkinde bir emniyet ve korkmamak haletini veren, o masumun kalbinde hakikatin bir çekirdeği olan şimendiferin intizamına ve dizgini bir kumandanın elinde bulunduğuna ve cereyanı bir intizam altında ve birisi onu kendi hesabıyla gezdirmesine olan itikadı ve itminanı ve imanıdır. Ve o iki kahramanı gayet korkutan ve vicdanlarını vehme esir eden, onların onun kumandanını bilmemek ve intizamına inanmamak olan cahilane itikadsızlıklarıdır.
Bu temsilde, o masum çocuğun imanından gelen kahramanlık gibi bin senede İslâm taifelerinin birkaç aşiretinin (Türk ve Türkleşmiş milletin) kalbinde yerleşen iman ve itikad cihetiyle, rûy-i zeminde yüz mislinden ziyade devletlere, milletlere karşı imanından gelen bir kahramanlıkla, İslâmiyet ve kemalât-ı maneviyenin bayrağını Asya ve Afrika’da ve yarı Avrupa’da gezdiren ve “Ölsem şehidim, öldürsem gaziyim!” deyip ölümü gülerek karşılamakla beraber, dünyadaki müteselsil düşman hâdisatlara karşı da hattâ mikroptan kuyruklu yıldızlara kadar beşerin küllî istidadına karşı düşmanlık vaziyetini alan o dehşetli şimendiferlerin tehditlerine karşı, imanın kahramanlığıyla mukabele edip korkmayan; kaza ve kader-i İlahiyeye karşı imanın teslimiyetiyle korkmak, dehşet almak yerinde, hikmet ve ibret ve bir nevi saadet-i dünyeviyeyi kazanan başta Türk ve Arap taifeleri ve bütün Müslüman kabileleri, o masum çocuk gibi fevkalâde bir manevî kahramanlık gösterdikleri gösteriyor ki istikbalin hâkim-i mutlakı, âhirette olduğu gibi dünyada da İslâmiyet milliyetidir.
O iki temsilde, o iki acib kahramanın pek acib korku ve telaşlarına ve elemlerine sebep, onların adem-i itikadları ve cehaletleri ve dalaletleri olduğu gibi Risale-i Nur’un yüzer hüccetlerle ispat ettiği bir hakikati ki bu risalenin mukaddimesinde bir iki misali söylenmiş. Mesele şudur ki:
Küfür ve dalalet, bütün kâinatı ehl-i dalalete binler müthiş düşmanlar taifeleri ve silsileleri gösteriyor. Kör kuvvet, serseri tesadüf, sağır tabiat elleriyle, manzume-i şemsiyeden tut tâ kalpteki verem mikroplarına kadar binler taife düşmanlar bîçare beşere hücum ettiklerini ve insanın câmi’ mahiyeti ve küllî istidadatı ve hadsiz ihtiyacatı ve nihayetsiz arzularına karşı mütemadiyen korku, elem, dehşet ve telaş vermesiyle küfür ve dalalet bir cehennem zakkumu olduğunu ve bu dünyada da sahibini bir cehennem içine koyduğunu; din ve imandan hariç binler fen ve terakkiyat-ı beşeriye o Rüstem ve Herkül’ün kahramanlıkları gibi beş para fayda vermediğini; yalnız iptal-i his nevinden muvakkaten o elîm korkuları hissetmemek için sefahet ve sarhoşlukla şırınga ediyor.
İşte iman ve küfrün muvazenesi âhirette cennet ve cehennem gibi meyveleri ve neticeleri verdiği gibi; dünyada da iman bir manevî cenneti temin ve ölümü bir terhis tezkeresine çevirmesini ve küfür dünyada dahi bir manevî cehennem ve hakiki saadet-i beşeriyeyi mahvetmesi ve ölümü bir idam-ı ebedî mahiyetine getirmesini, kat’î ve his ve şuhuda istinad eden Risale-i Nur’un yüzer hüccetlerine havale edip kısa kesiyoruz.
Bu temsilin hakikatini görmek isterseniz başınızı kaldırınız, bu kâinata bakınız. Ne kadar şimendifer misillü balon, otomobil, tayyare, berriye ve bahriye gemiler; karada, denizde, havada kudret-i ezeliyenin nizam ve hikmetle halk ettiği yıldızların kürelerine ve kâinat ecramına ve hâdisatın silsilelerine ve müteselsil vakıatlarına bakınız.
Hem âlem-i şehadette ve cismanî kâinatta bunların vücudu gibi âlem-i ruhanî ve maneviyatta kudret-i ezeliyenin daha acib müteselsil nazireleri var olduğunu aklı bulunan tasdik eder, gözü bulunan çoğunu görebilir.
İşte kâinat içinde maddî ve manevî bütün bu silsileler; imansız ehl-i dalalete hücum ediyor, tehdit ediyor, korku veriyor, kuvve-i maneviyesini zîr ü zeber ediyor. Ehl-i imana değil tehdit ve korkutmak belki sevinç ve saadet, ünsiyet ve ümit ve kuvvet veriyor. Çünkü ehl-i iman, iman ile görüyor ki o hadsiz silsileleri, maddî ve manevî şimendiferleri, seyyar kâinatları mükemmel intizam ve hikmet dairesinde birer vazifeye sevk eden bir Sâni’-i Hakîm onları çalıştırıyor. Zerre miktar vazifelerinde şaşırmıyorlar, birbirine tecavüz edemiyorlar. Ve kâinattaki kemalât-ı sanata ve tecelliyat-ı cemaliyeye mazhar olduklarını görüp kuvve-i maneviyeyi tamamıyla eline verip saadet-i ebediyenin bir numunesini iman gösteriyor.
İşte ehl-i dalaletin imansızlıktan gelen dehşetli elemlerine ve korkularına karşı hiçbir şey, hiçbir fen, hiçbir terakkiyat-ı beşeriye buna karşı bir teselli veremez, kuvve-i maneviyeyi temin edemez. Cesareti zîr ü zeber olur. Fakat muvakkat gaflet perde çeker, aldatır.
Ehl-i iman, iman cihetiyle değil korkmak ve kuvve-i maneviyesi kırılmak belki o temsildeki masum çocuk gibi fevkalâde bir kuvvet-i maneviye ve bir metanetle ve imandaki hakikatle onlara bakıyor. Bir Sâni’-i Hakîm’in hikmet dairesinde tedbir ve idaresini müşahede eder, evham ve korkulardan kurtulur. “Sâni’-i Hakîm’in emri ve izni olmadan bu seyyar kâinatlar hareket edemezler, ilişemezler.” deyip anlar. Kemal-i emniyetle hayat-ı dünyeviyesinde de derecesine göre saadete mazhar olur.
Kimin kalbinde imandan ve din-i haktan gelen bu hakikat çekirdeği –vicdanında– bulunmazsa ve nokta-i istinadı olmazsa bilbedahe temsildeki Rüstem ve Herkül’ün cesaretleri ve kahramanlıkları kırıldığı gibi onun cesareti ve kuvve-i maneviyesi müzmahil olur ve vicdanı tefessüh eder. Ve kâinatın hâdisatına esir olur. Her şeye karşı korkak bir dilenci hükmüne düşer.
İmanın bu sırr-ı hakikatini ve dalaletin de bu dehşetli şakavet-i dünyeviyesini Risale-i Nur yüzer kat’î hüccetlerle ispat ettiğine binaen, bu pek uzun hakikati kısa kesiyoruz.
Acaba en ziyade kuvve-i maneviyeye ve teselliye ve metanete ihtiyacını hissetmiş bu asırdaki beşer, bu zamanda o kuvve-i maneviyeyi ve teselliyi ve saadeti temin eden ve İslâmiyet ve imandaki nokta-i istinad olan hakaik-i imaniyeyi bırakıp Garplılaşmak unvanı ile İslâmiyet milliyetinden istifade yerine, bütün bütün kuvve-i maneviyeyi kırıp ve teselliyi mahveden ve metanetini kıran dalalet ve sefahete ve yalancı politika ve siyasete dayanmak ne kadar maslahat-ı beşeriyeden ve menfaat-i insaniyeden uzak bir hareket olduğunu; pek yakın bir zamanda intibaha gelmiş, başta İslâm olarak beşer, hissedecek; dünyanın ömrü kalmışsa Kur’an’ın hakaikine yapışacak.
* * *
İşte sâbık temsil gibi eski zamanda, Hürriyet’in başında bazı dindar mebuslar, Eski Said’e dediler:
Sen her cihette siyaseti dine, şeriata âlet ediyorsun ve dine hizmetkâr yapıyorsun ve yalnız şeriat hesabına hürriyeti kabul ediyorsun. Ve meşrutiyeti de meşruiyet suretinde beğeniyorsun. Demek hürriyet ve meşrutiyet, şeriatsız olamaz. Bunun için seni de “Şeriat isteriz!” diyenlerin içine 31 Mart’ta dâhil ettiler.
Eski Said onlara demiş ki:
Evet, millet-i İslâmiyenin sebeb-i saadeti, yalnız ve yalnız hakaik-i İslâmiye ile olabilir. Ve hayat-ı içtimaiyesi ve saadet-i dünyeviyesi şeriat-ı İslâmiye ile olabilir. Yoksa adalet mahvolur. Emniyet zîr ü zeber olur. Ahlâksızlık, pis hasletler galebe eder. İş yalancıların, dalkavukların elinde kalır. Size bu hakikati ispat edecek binler hüccetten bir küçük numune olarak bu hikâyeyi nazar-ı dikkatinize gösteriyorum:
Bir zaman bir adam, bir sahrada, bedevîler içinde ehl-i hakikat bir zatın evine misafir olur. Bakıyor ki onlar mallarının muhafazasına ehemmiyet vermiyorlar. Hattâ ev sahibi, evinin köşesinde paraları oralarda açıkta bırakmış. Misafir, hane sahibine dedi: “Hırsızlıktan korkmuyor musunuz, böyle malınızı köşeye atmışsınız?”
Hane sahibi dedi: “Bizde hırsızlık olmaz.”
Misafir dedi: “Biz, paralarımızı kasalarımıza koyduğumuz ve kilitlediğimiz halde çok defalar hırsızlık oluyor.”
Hane sahibi demiş: “Biz emr-i İlahî namına ve adalet-i şer’iye hesabına hırsızın elini kesiyoruz.”
Misafir dedi: “Öyle ise çoğunuzun bir eli olmamak lâzım gelir.”
Hane sahibi dedi: “Ben elli yaşıma girdim, bütün ömrümde bir tek el kesildiğini gördüm.”
Misafir taaccüb etti, dedi ki: “Memleketimizde her gün elli adamı hırsızlık ettikleri için hapse sokuyoruz. Sizin buradaki adaletinizin yüzde biri kadar tesiri olmuyor.”
Hane sahibi dedi: Siz büyük bir hakikatten ve acib ve kuvvetli bir sırdan gaflet etmişsiniz, terk etmişsiniz. Onun için adaletin hakikatini kaybediyorsunuz. Maslahat-ı beşeriye yerine adalet perdesi altında garazlar, zalimane ve tarafgirane cereyanlar müdahale eder, hükümlerin tesirini kırar. O hakikatin sırrı budur:
Bizde bir hırsız elini başkasının malına uzattığı dakikada hadd-i şer’înin icrasını tahattur eder. Arş-ı İlahîden nâzil olan emir hatırına gelir. İmanın hâssası ile kalbin kulağı ile kelâm-ı ezelîden gelen ve “hırsız elinin idamına” hükmeden اَلسَّارِقُ وَ السَّارِقَةُ فَاق۟طَعُوا اَي۟دِيَهُمَا âyetini hissedip işitir gibi iman ve itikadı heyecana ve hissiyat-ı ulviyesi harekete gelir. Ruhun etrafından, vicdanın derin yerlerinden, o sirkat meyelanına hücum gibi bir halet-i ruhiye hasıl olur. Nefis ve hevesten gelen meyelan parçalanır, çekilir. Gitgide o meyelan bütün bütün kesilir. Çünkü yalnız vehim ve fikir değil belki manevî kuvveleri –akıl, kalp ve vicdan– birden o hisse, o hevese hücum eder. Hadd-i şer’îyi tahattur ile ulvi zecir ve vicdanî bir yasakçı o hissin karşısına çıkar, susturur.
Evet iman kalpte, kafada daimî bir manevî yasakçı bıraktığından fena meyelanlar histen, nefisten çıktıkça “Yasaktır!” der, tard eder, kaçırır.
Evet, insanın fiilleri kalbin, hissin temayülatından çıkar. O temayülat, ruhun ihtisasatından ve ihtiyacatından gelir. Ruh ise iman nuru ile harekete gelir. Hayır ise yapar, şer ise kendini çekmeye çalışır. Daha kör hisler onu yanlış yola sevk edip mağlup etmez.
Elhasıl: Had ve ceza, emr-i İlahî ve adalet-i Rabbaniye namına icra edildiği vakit hem ruh hem akıl hem vicdan hem insaniyetin mahiyetindeki latîfeleri müteessir ve alâkadar olurlar.
İşte bu mana içindir ki elli senede bir ceza, sizin her gün müteaddid hapsinizden ziyade bize fayda veriyor. Sizin adalet namı altındaki cezalarınız, yalnız vehminizi müteessir eder. Çünkü biriniz hırsızlığa niyet ettiği vakit millet, vatan maslahatı ve menfaati hesabına cezaya çarpılmak vehmi gelir. Yahut insanlar eğer bilseler ona fena nazarla bakarlar. Eğer aleyhinde tebeyyün etse hükûmet de onu hapsetmek ihtimali hatırına geliyor. O vakit yalnız kuvve-i vâhimesi cüz’î bir teessür hisseder. Halbuki nefis ve hissinden çıkan –hususan ihtiyacı da varsa– kuvvetli bir meyelan galebe eder. Daha o fenalıktan vazgeçmek için o cezanız fayda vermiyor. Hem de emr-i İlahî ile olmadığından o cezalar da adalet değil. Abdestsiz, kıblesiz namaz kılmak gibi battal olur, bozulur. Demek hakiki adalet ve tesirli ceza odur ki: Allah’ın emri namıyla olsun. Yoksa tesiri yüzden bire iner.
İşte bu cüz’î sirkat meselesine sair küllî ve şümullü ahkâm-ı İlahiye kıyas edilsin. Tâ anlaşılsın ki: Saadet-i beşeriye dünyada adalet ile olabilir. Adalet ise doğrudan doğruya Kur’an’ın gösterdiği yol ile olabilir…
(Hikâyenin hülâsası bitti.)
* * *
Eğer beşer çabuk aklını başına alıp adalet-i İlahiye namına ve hakaik-i İslâmiye dairesinde mahkemeler açmazsa maddî ve manevî kıyametler başlarına kopacak; anarşilere, ye’cüc ve me’cüclere teslim-i silah edecekler diye kalbe ihtar edildi.
İşte bu hikâyeyi o zamandaki bazı dindar mebuslara Eski Said söylemiş. Ve iki defa tabedilen Arabî Hutbe-i Şamiye’nin Zeyli’nde kırk beş sene evvel yazılmış. (Hâşiye[12])
Şimdi bu hikâye ile evvelki temsil, o zamandan ziyade tam bu zamanın dersi olmasından bera-yı malûmat hakiki dindar mebusların nazarına medar-ı ibret için gösteriyoruz.
Said Nursî
Hutbe-i Şâmiye'nin Zeylinin Zeyli
(Kırk iki (*[13]) sene evvel dinî ceridelerde neşredilen Said’in makalesidir.)
Yaşasın Şeriat-ı Garrâ
29 Şubat 324
Dinî ceride: 73
Mart 1909
Ey mebusan!
Uzunluğu ile beraber gayet mûciz bir tek cümle söyleyeceğim. Dikkat ediniz zira itnabında îcaz var. Şöyle ki:
Meşrutiyet ve kanun-u esasî denilen adalet ve meşveret ve kanunda cem’-i kuvvet, bu unvan ile beraber asıl mâlik-i hakiki ve sahib-i unvan-ı muhteşem (1)
ve müessir ve adalet-i mahzayı mutazammın (2)
ve nokta-i istinadımızı temin eden (3)
ve meşrutiyeti bir esas-ı metine istinad ettiren (4)
ve evham ve şükûk sahibini varta-i hayretten kurtaran (5)
ve istikbal ve âhiretimizi tekeffül eden (6)
ve menafi-i umumiye olan hukukullahı izinsiz tasarruftan sizi tahlis eden (7)
ve hayat-ı milliyemizi muhafaza eden (8)
ve umum ezhanı manyetizmalandıran (9)
ve ecanibe karşı metanetimizi ve kemalimizi ve mevcudiyetimizi gösteren (10)
ve sizi muaheze-i dünyeviye ve uhreviyeden kurtaran (11)
ve maksat ve neticede ittihad-ı umumiyeyi tesis eden (12)
ve o ittihadın ruhu olan efkâr-ı âmmeyi tevlid eden (13)
ve çürük mesavî-i medeniyeti hudud-u hürriyet ve medeniyetimize girmekten yasak eden (14)
ve bizi Avrupa dilenciliğinden kurtaran (15)
ve geri kaldığımız uzun mesafe-i terakkide –sırr-ı i’caza binaen– bir zaman-ı kasîrede tayyettiren (16)
ve Arap ve Turan ve İran ve Samileri tevhid ederek az zamanla bize bir büyük kıymet veren (17)
ve şahs-ı manevî-i hükûmeti Müslüman gösteren (18)
ve kanun-u esasînin ruhunu ve On Birinci Madde’yi muhafaza ile ve sizi hıns-ı yeminden kurtaran (19)
ve Avrupa’nın eski zann-ı fâsidlerini tekzip eden (20)
Muhammed aleyhissalâtü vesselâm hâtem-i enbiya ve şeriatın ebedî olduğunu tasdik ettiren (21)
ve muharrib-i medeniyet olan dinsizliğe karşı set çeken (22)
ve zulmet-i tebayün-ü efkâr ve teşettüt-ü ârâyı safha-i nuranisi ile ortadan kaldıran (23)
ve umum ulema ve vaizleri ittihat ve saadet-i millete ve icraat-ı hükûmeti meşruta-i meşruaya hâdim eden (24)
ve adalet-i mahzası merhametli olduğundan anâsır-ı gayr-ı müslimeyi daha ziyade telif ve rabteden (25)
ve en cebîn ve âmî adamı en cesur ve en has adam gibi hiss-i hakiki-i terakki ve fedakârlık ve hubb-u vatanla mütehassis eden (26)
ve hēdim-i medeniyet (*[14]) olan sefahet ve israfat ve havaic-i gayr-ı zaruriyeden bizi halâs eden (27)
ve muhafaza-i âhiretle beraber imar-ı dünya etmekle sa’ye neşat veren (28)
ve hayat-ı medeniyet olan ahlâk-ı hasene ve hissiyat-ı ulviyenin düsturlarını öğreten (29)
ve her birinizi ey mebuslar elli bin kişinin takazasını yani haklarını sizden dava etmelerini hakkınızda tebrie eden (30)
ve sizi icma-ı ümmete küçük bir misal-i meşru gösteren (31)
ve hüsn-ü niyete binaen a’malinizi ibadet gibi ettiren (32)
ve üç yüz milyon Müslüman’ın hayat-ı maneviyesine suikast ve cinayetten sizi tahlis
eden (33)
ol şeriat-ı garra unvanıyla gösterseniz ve hükümlerinize me’haz edinseniz ve düsturlarını tatbik etseniz acaba bu kadar fevaidi ile beraber ne gibi şey kaybedeceksiniz? Vesselâm.
Yaşasın şeriat-ı garra!..
Said Nursî
Yaşasın Şeriat-ı Ahmedî (A.S.M)
5 Mart 1325
Dinî Ceride No: 77
18 Mart 1909
Şeriat-ı garra, kelâm-ı ezelîden geldiğinden ebede gidecektir. Nefs-i emmarenin istibdad-ı rezilesinden selâmetimiz, İslâmiyet’e istinad iledir. O hablü’l-metine temessük iledir. Ve haklı hürriyetten hakkıyla istifade etmek, imandan istimdad iledir. Zira Sâni’-i âlem’e hakkıyla abd ve hizmetkâr olanın, halka ubudiyete tenezzül etmemesi gerektir. Herkes kendi âleminde bir kumandan olduğundan âlem-i asgarında cihad-ı ekber ile mükelleftir. Ve ahlâk-ı Ahmediye aleyhissalâtü vesselâm ile tahalluk ve sünnet-i Nebeviyeyi ihya ile muvazzaftır.
Ey evliya-i umûr! Tevfik isterseniz kavanin-i âdetullaha tevfik-i hareket ediniz. Yoksa tevfiksizlik ile cevab-ı red alacaksınız. Zira maruf umum enbiyanın memalik-i İslâmiye ve Osmaniye’den zuhuru, kader-i İlahînin bir işaret ve remzidir ki bu memleket insanlarının makine-i tekemmülatının buharı diyanettir. Ve bu Asya ve Afrika tarlasının ve Rumeli bostanının çiçekleri, ziya-yı İslâmiyet ile neşv ü nema bulacaktır.
Dünya için din feda olunmaz. Gebermiş istibdadı muhafaza için vaktiyle mesail-i şeriat rüşvet verilirdi. Dinin meseleleri terk ve feda edilmesinden, zarardan başka ne faydası görüldü? Milletin kalp hastalığı zaaf-ı diyanettir. Bunu takviye ile sıhhat bulabilir.
Bizim cemaatimizin meşrebi: Muhabbete muhabbet ve husumete husumettir. Yani beyne’l-İslâm muhabbete imdat ve husumet askerini bozmaktır.
Mesleğimiz ise ahlâk-ı Ahmediye aleyhissalâtü vesselâm ile tahalluk ve sünnet-i Peygamberîyi ihya etmektir. Ve rehberimiz şeriat-ı garra ve kılıncımız da berahin-i kātıa ve maksadımız i’lâ-yı kelimetullahtır. Cemaatimize her bir mü’min manen müntesiptir. Sureten intisap ise sünnet-i Nebeviyeyi kendi âleminde ihyaya azm-i kat’î iledir. En evvel mürşid-i umumî olan ulema ve meşayih ve talebeyi, şeriat namına ittihada davet ederiz.
Said Nursî
Hutbe-i Şamiye İhtar-ı Mahsus
Gazeteci denilen huteba-i umumî, iki kıyas-ı fâsidle milleti bataklığa düşürtmüştür.
Birincisi: Vilayatı, İstanbul’a kıyas ederek… Halbuki elifbayı okumayan çocuklara felsefe dersi verilse sathî olur.
İkincisi: İstanbul’u Avrupa’ya kıyas etmişler. Halbuki bir erkek, kadının kametinden istihsan ettiği libası giyinse maskara ve rezil olur.
Said Nursî
Hutbe-i Şamiye Hakikat
26 Şubat 1324
Dinî Ceride: 70
Mart 1909
Biz Kalû Belâ’dan Cemiyet-i Muhammedî’de –aleyhissalâtü vesselâm– dâhiliz. Cihetü’l-vahdet-i ittihadımız tevhiddir. Peyman ve yeminimiz imandır. Mademki muvahhidiz, müttehidiz. Her bir mü’min i’lâ-yı kelimetullah ile mükelleftir. Bu zamanda en büyük sebebi, maddeten terakki etmektir. Zira ecnebiler, fünun ve sanayi silahıyla bizi istibdad-ı manevîleri altında eziyorlar. Biz de fen ve sanat silahıyla i’lâ-yı kelimetullahın en müthiş düşmanı olan cehil ve fakr ve ihtilaf-ı efkâra cihad edeceğiz.
Amma cihad-ı haricîyi şeriat-ı garranın berahin-i kātıasının elmas kılınçlarına havale edeceğiz. Zira medenilere galebe çalmak ikna iledir, söz anlamayan vahşiler gibi icbar ile değildir. Biz muhabbet fedaileriyiz, husumete vaktimiz yoktur. Cumhuriyet ki (Hâşiye[15]) adalet ve meşveret ve kanunda inhisar-ı kuvvetten ibarettir. On üç asır evvel şeriat-ı garra teessüs ettiğinden, ahkâmda Avrupa’ya dilencilik etmek, din-i İslâm’a büyük bir cinayettir ve şimale müteveccihen namaz kılmak gibidir. Kuvvet kanunda olmalı. Yoksa istibdat tevzi olunmuş olur. اِنَّ اللّٰهَ هُوَ ال۟قَوِىُّ ال۟مَتٖينُ hâkim ve âmir-i vicdanî olmalı. O da marifet-i tam ve medeniyet-i âmm veyahut din-i İslâm namıyla olmalı. Yoksa istibdat daima hüküm-ferma olacaktır.
İttifak hüdadadır, heva ve heveste değil.
İnsanlar hür oldular amma yine abdullahtırlar. Her şey hür oldu, şeriat da hürdür, meşrutiyet de. Mesail-i şeriatı rüşvet vermeyeceğiz. Başkasının kusuru, insanın kusuruna senet ve özür olamaz.
Yeis, mani-i herkemaldir. “Neme lâzım, başkası düşünsün.” istibdadın yadigârıdır.
Bu cümlelerin mabeynini rabtedecek olan mukaddimatı, Türkçe bilmediğim için mütaliînin fikirlerine havale ediyorum.
Said Nursî
Hutbe-i Şamiye Sadâ-yı Hakikat
27 Mart 1909
Tarîk-i Muhammedî aleyhissalâtü vesselâm, şüphe ve hileden münezzeh olduğundan, şüphe ve hileyi îma eden gizlemekten de müstağnidir. Hem o derece azîm ve geniş ve muhit bir hakikat, bâhusus bu zaman ehline karşı hiçbir cihetle saklanmaz. Bahr-i umman nasıl bir testide saklanacak?
Tekraren söylüyorum ki: İttihad-ı İslâm hakikatinde olan İttihad-ı Muhammedî’nin (aleyhissalâtü vesselâm) cihet-i vahdeti tevhid-i İlahîdir. Peyman ve yemini de imandır. Encümen ve cemiyetleri, mesacid ve medaris ve zevayadır. Müntesibîni umum mü’minlerdir. Nizamnamesi sünen-i Ahmediyedir aleyhissalâtü vesselâm. Kanunu, evamir ve nevahi-i şer’iyedir. Bu ittihat, âdetten değil, ibadettir.
İhfa ve havf riyadandır. Farzda riya yoktur. Bu zamanın en büyük farz vazifesi, ittihad-ı İslâm’dır. İttihadın hedef ve maksadı; o kadar uzun, münşaib ve muhit ve merakiz ve meâbid-i İslâmiyeyi birbirine rabtettiren bir silsile-i nuraniyi ihtizaza getirmekle, onunla merbut olanları ikaz ve tarîk-i terakkiye bir hâhiş ve emr-i vicdanî ile sevk etmektir.
Bu ittihadın meşrebi, muhabbettir. Husumeti ise cehalet ve zaruret ve nifakadır. Gayr-ı müslimler emin olsunlar ki bu ittihadımız, bu üç sıfata hücumdur. Gayr-ı müslime karşı hareketimiz iknadır. Zira onları medeni biliriz. Ve İslâmiyet’i mahbub ve ulvi göstermektir. Zira onları munsif zannediyoruz. Lâübaliler iyi bilsinler ki dinsizlikle kendilerini hiçbir ecnebiye sevdiremezler. Zira mesleksizliklerini göstermiş olurlar. Mesleksizlik, anarşilik sevilmez. Ve bu ittihada tahkik ile dâhil olanlar, onları taklit edip çıkmazlar.
İttihad-ı Muhammedî –aleyhissalâtü vesselâm– olan ittihad-ı İslâm’ın efkâr ve meslek ve hakikatini efkâr-ı umumiyeye arz ederiz. Kimin bir itirazı varsa etsin, cevaba hazırız.
جُم۟لَه شٖيرَانِ جِهَان۟ بَس۟تَۀِ اٖين۟ سِل۟سِلَه اَن۟د رُوبَه اَز۟ حٖيلَه چِه سَان۟ بِگُسَلَد۟ اٖين۟ سِل۟سِلَه رَا
Said Nursî
Neşrettiğim fihriste-i makasıddan terk ettiğim bir fıkradır. Şöyle ki:
Zâhiren hariçten cereyan eden maarif-i cedidenin bir mecrası da bir kısım ehl-i medrese olmalı. Tâ gıll ü gıştan tasaffi etsin.
Zira bulanıklığıyla başka mecradan taaffün ile gelmiş ve atalet bataklığından neş’et ve istibdat sümumu ile teneffüs eden, zulüm tazyiki ile ezilen efkâra bu müteaffin su, bazı aksü’l-amel yaptığından, misfat-ı şeriat ile süzdürmek zarurîdir. Bu da ehl-i medresenin dûş-u himmetine muhavveldir.
وَالسَّلَامُ عَلٰى مَنِ اتَّبَعَ ال۟هُدٰى
Said Nursî
Hutbe-i Şamiye Reddü'l-Evham
31 Mart 1909
İttihad-ı Muhammedî –aleyhissalâtü vesselâm– cemaatine isnad ettikleri dokuz evham-ı fâsideyi reddedeceğim.
Birinci Vehim: Böyle nazik bir zamanda din meselesini ortaya atmak münasip görülmüyor.
Elcevap: Biz dini severiz. Dünyayı da yine din için severiz.
لَا خَي۟رَ فِى الدُّن۟يَا بِلَا دٖينٍ
Sâniyen: Mademki meşrutiyette hâkimiyet millettedir. Mevcudiyet-i milleti göstermek lâzımdır. Milletimiz de yalnız İslâmiyet’tir. Zira Arap, Türk, Kürt, Arnavut, Çerkez ve Lazların en kuvvetli ve hakikatli revabıt ve milliyetleri, İslâmiyet’ten başka bir şey değildir. Nasıl ki az ihmal ile tavaif-i mülûk temelleri atılmakta ve on üç asır evvel ölmüş olan asabiyet-i cahiliyeyi ihya ile fitne ikaz olunmaktadır. Ve oldu gördük…
İkinci Vehim: Bu unvan tahsisiyle, müntesip olmayanları vehim ve telaşa düşürüyor?
Elcevap: Evvel de söylemiştim. Ya mütalaa olunmamış veya sû-i tefehhüme uğramış olduğundan tekrarına mecbur oldum. Şöyle ki:
İttihad-ı İslâm olan İttihad-ı Muhammedî –aleyhissalâtü vesselâm– dediğimiz vakit, umum mü’minlerin mabeyninde bi’l-kuvve veya bilfiil sabit olan ittihat muraddır. Yoksa İstanbul ve Anadolu’daki cemaat murad değildir. Amma bir katre su da sudur. Bu unvandan tahsis çıkmaz. Tarif-i hakikisi şöyledir:
Esas temeli, şarktan garba cenuptan şimale mümted ve merkezi Haremeyn-i Şerifeyn ve cihet-i vahdeti tevhid-i İlahî; peyman ve yemini iman; nizamnamesi, sünnet-i Ahmediye aleyhissalâtü vesselâm; kanunnamesi, evamir ve nevahi-i şer’iye; kulüp ve encümenleri, umum medaris, mesacid ve zevaya; o cemaatin ile’l-ebed ve muhalled nâşir-i efkârı, umum kütüb-ü İslâmiye ve her vakit nâşir-i efkârı başta Kur’an ve tefsirleri (ve bu zamanda bir tefsiri, Risale-i Nur) ve i’lâ-yı kelimetullahı hedef ve maksat eden umum dinî ve müstakim ceraiddir. Müntesibîni, umum mü’minlerdir. Reisi de Fahr-i Âlem’dir aleyhissalâtü vesselâm.
Şimdi istediğimiz nokta, mü’minlerin teveccühleri ve teyakkuzlarıdır. Teveccüh-ü umumînin tesiri inkâr edilmez. İttihadın hedefi ve maksadı i’lâ-yı kelimetullah ve mesleği de kendi nefsiyle cihad-ı ekber ve başkalarını irşaddır. Bu mübarek heyetin yüzde doksan dokuz himmeti siyaset değildir. Siyasetin gayrı olan hüsn-ü ahlâk ve istikamet vesaire gibi makasıd-ı meşruaya masruftur. Zira bu vazifeye müteveccih olan cemiyetler pek az, kıymet ve ehemmiyeti ise pek çoktur. Ancak yüzde biri, siyasiyyunu irşad tarîkiyle siyasete taalluk edecektir. Kılınçları, berahin-i kat’iyedir. Meşrepleri de muhabbet olduğu gibi beyne’l-mü’minîn uhuvvet çekirdeğinde mündemic olan muhabbete şecere-i tûba gibi neşv ü nema vermektir.
Beşinci Vehim: Ecnebilerin bundan tevahhuş etmek ihtimali var?
Elcevap: Bu ihtimale ihtimal verenler mütevahhiştir. Zira merkez-i taassuplarında İslâmiyet’in ulviyetine dair konferanslarla (Hâşiye[16]) takdis etmeleri bu ihtimali reddeder. Hem de düşmanlarımız onlar değil; asıl bizi bu kadar düşürüp i’lâ-yı kelimetullaha mani olan ve cehalet neticesi olan muhalefet-i şeriattır. Ve zaruret ve onun semeresi olan sû-i ahlâk ve harekettir ve ihtilaf ve onun mahsulü olan ağraz ve nifaktır ki ittihadımız bu üç insafsız düşmana hücumdur.
Amma ecnebilerin vahşi oldukları kurûn-u vustâda; İslâmiyet, vahşete karşı husumet ve taassuba mecbur olduğu halde, adalet ve itidalini muhafaza etmiş. Hiçbir vakit engizisyon gibi etmemiş. Ve zaman-ı medeniyette ecnebiler medeni ve kuvvetli olduklarından, zararlı olan husumet ve taassup zâil olmuştur. Zira din nokta-i nazarından medenilere galebe çalmak ikna iledir, icbar ile değildir. Ve İslâmiyet’i, mahbub ve ulvi olduğunu, evamirine imtisalen ef’al ve ahlâk ile göstermek iledir. İcbar ve husumet, vahşilerin vahşetine karşıdır.
Altıncı Vehim: Bazıları “Sünnet-i Nebeviyeyi hedef-i maksat eden ittihad-ı İslâm, hürriyeti tahdid eder ve levazım-ı medeniyeye münafîdir.” diyorlar.
Elcevap: Asıl mü’min, hakkıyla hürdür. Sâni’-i âlem’e abd ve hizmetkâr olan, halka tezellüle tenezzül etmemek gerektir. Demek ne kadar imana kuvvet verilse hürriyet de o kadar kuvvet bulur.
Amma hürriyet-i mutlak ise vahşet-i mutlakadır belki hayvanlıktır. Tahdid-i hürriyet dahi insaniyet nokta-i nazarından zarurîdir.
Sâlisen: Bazı sefih ve lâübaliler, hür yaşamak istemediklerinden nefs-i emmarenin esaret-i rezilesi altına girmek istiyorlar.
Elhasıl: Şeriat dairesinden hariç olan hürriyet, ya istibdat veya esaret-i nefis veya canavarcasına hayvanlık veya vahşettir. Böyle lâübaliler ve zındıklar iyi bilsinler ki dinsizlikle ve sefahetle sahib-i vicdan hiçbir ecnebiye kendilerini sevdiremezler ve benzetemezler. Zira mesleksiz ve sefih sevilmez. Ve bir kadına yakışır –istihsan ettiği– libası erkek giyse maskara olur.
Yedinci Vehim: İttihad-ı İslâm cemaati, sair cemiyet-i diniye ile şakku’l-asâdır. Rekabet ve münaferatı intac eder.
Elcevap: Evvela: Umûr-u uhreviyede hased ve müzahamet ve münakaşa olmadığından bu cemiyetlerden hangisi münakaşaya, rekabete kalkışsa ibadette riya ve nifak etmiş gibidir.
Sâniyen: Muhabbet-i din sâikasıyla teşekkül eden cemaatlerin iki şart ile umumunu tebrik ve onlarla ittihat ederiz.
Birinci şart: Hürriyet-i şer’iyeyi ve asayişi muhafaza etmektir.
İkinci şart: Muhabbet üzerinde hareket etmek, başka cemiyete leke sürmekle kendisine kıymet vermeye çalışmamak. Birinde hata bulunsa müfti-i ümmet cemiyet-i ulemaya havale etmektir.
Sâlisen: İ’lâ-yı kelimetullahı hedef-i maksat eden cemaat, hiçbir garaza vasıta olamaz. İsterse de muvaffak olamaz. Zira nifaktır. Hakkın hatırı âlîdir, hiçbir şeye feda olunmaz. Nasıl Süreyya yıldızları süpürge olur veya üzüm salkımı gibi yenilir? Şems-i hakikate “Püf, üf!” eden, divaneliğini ilan eder.
Ey dinî cerideler! Maksadımız: Dinî cemaatler maksatta ittihat etmelidirler. Mesalikte ve meşreplerde ittihat mümkün olmadığı gibi caiz de değildir. Zira taklit yolunu açar ve “Neme lâzım, başkası düşünsün.” sözünü de söylettirir.
Sekizinci Vehim: Ehl-i ittihad-ı İslâm olan buradaki cemaate, manen gibi sureten de intisap edenlerin ekserisi avam, bir kısmı da meçhulü’l-hal olduğundan fitne ve ihtilafı îma ediyor.
Elcevap: Belki ağraza adem-i müsaadesine binaendir. Hem de madem maksadı, ittihat ve i’lâ-yı kelimetullahtır. Teşebbüsat ve harekâtı da ibadettir. İbadet camiinde şah ve geda birdir. Müsavat hakiki düsturdur. İmtiyaz yoktur. Zira en ekrem, en müttakidir. Ve en müttaki, en mütevazidir.
Binaenaleyh manen asıl hakikat-i ittihada intisap ile beraber sureten onun numunesi olan bu uhrevî ve sırf dinî cemaate intisap ile teşerrüf edecek, yoksa şeref vermeyecektir. Bir katre, bahr-i ummanı tezyid edemez. Hem de bir günah-ı kebire ile imandan çıkmadığı gibi şems garptan tulû etmediğinden tövbenin kapısı da açıktır. Bir testi müteneccis su, bir denizi tencis etmediği gibi kendi de temizlendiğinden şimdi bu numune-i ittihada intisap eden adama şartımız olan sünnet-i Nebeviyeyi aleyhissalâtü vesselâm, ihya ve evamirine imtisal ve nevahiden içtinab ve asayişe ilişmemek –elinden gelse– azm-i kat’î ile dâhil olan bazı meçhulü’l-hal olanlar bu hakikat-i âliyeyi lekedar etmez. Zira kendi lekedar olsa da imanı mukaddestir. Rabıta da imandır. Bu unvan-ı mukaddese böyle bahane ile leke sürmek; İslâmiyet’in kıymet ve ulviyetini bilmemekle beraber, kendini ahmaku’n-nâs ilan etmektir.
Numune-i ittihat olan cemaatimize –sair cem’iyat-ı dünyeviyeye kıyasen– leke sürmeyi, ta’riz etmeyi cemi’ kuvvetimizle reddederiz. İstifsar tarîkiyle bir itirazları olursa cevaba hazırız. İşte meydan!
Benim dâhil olduğum cemaat, burada tafsil ettiğim ittihad-ı İslâm’dır. Yoksa muterizlerin bâtıl tevehhüm ettikleri cemiyet-i mütehayyile değildir. Bu dinî heyet efradı, şarkta olsa garpta olsa cenupta olsa şimalde olsa beraberiz.
Sual: Sen imzanı bazen Bediüzzaman yazıyorsun. Lakap medhi îma eder?
Cevap: Medih için değildir. Kusurlarımı, sened-i özrümü, mazeretimi bu unvan ile ibraz ediyorum. Zira bedî’, garib demektir. Benim ahlâkım suretim gibi üslub-u beyanım elbisem gibi garibdir, muhaliftir. Görenekle revaçta olan muhakemat ve esalibi, benim üslup ve muhakematımla mikyas ve mihenk itibar yapmamayı bu unvanın lisan-ı haliyle rica ediyorum. Hem de muradım bedî’, acib demektir.
اِلَىَّ لَعَم۟رٖى قَص۟دُ كُلِّ عَجٖيبَةٍ كَاَنّٖى عَجٖيبٌ فٖى عُيُونِ ال۟عَجَائِبِ mâsadak oldum. Bir misali budur: Bir senedir İstanbul’a geldim, yüz senenin inkılabatını gördüm.
وَالسَّلَامُ عَلٰى مَنِ اتَّبَعَ ال۟هُدٰى
Cemi’ mü’minlerin lisanıyla insanların adedi kadar deriz: Yaşasın şeriat-ı Ahmedî! (aleyhissalâtü vesselâm).
Bediüzzaman
Said Nursî
Biraderim Başmuharrir Bey’e!
Edibler edepli olmalıdırlar. Hem de edeb-i İslâmiye ile müteeddib olmalıdırlar. Matbuat nizamnamesini vicdanlarındaki hiss-i diyanet tanzim etsin. Zira bu inkılab-ı şer’iye gösterdi ki vicdanlarda hüküm-ferma, nure’n-nur olan hamiyet-i İslâmiyedir. Hem de anlaşıldı ki ittihad-ı İslâm umum askere ve umum ehl-i imana şâmildir. Hariç kimse yoktur.
Said Nursî
Hutbe-i Şâmiye'nin Birinci Zeylinin Zeylinden Son Parçası
(31 Mart Hâdisesi’nde isyan eden sekiz taburu itaate getiren ve musibeti yüzden bire indiren iki derstir ki dinî ceridelerde 1325’te neşredilmiştir. Miladî: 1909)
Kahraman Askerlerimize
Ey şanlı asakir-i muvahhidîn! Ve ey bu millet-i mazlumeyi ve mukaddes İslâmiyet’i iki defa büyük vartadan tahlis eden muhteşem kahramanlar!
Cemal ve kemaliniz, intizam ve inzibattır. Bunu da hakkıyla en müşevveş bir zamanda gösterdiniz. Ve hayatınız ve kuvvetiniz itaattir. Bu meziyet-i mukaddeseyi en ufak âmirinize karşı bile irae ediniz. Otuz milyon Osmanlı ve üç yüz milyon İslâm’ın namusu artık sizin itaatinize bağlıdır. Sancak ve tevhid-i İlahî sizin yed-i şecaatinizdedir.
Sizin o mübarek elinizin kuvveti de itaattir. Sizin zabitleriniz, müşfik pederlerinizdir. Kur’an ve hadîs ve hikmet ve tecrübe ile sabittir ki: Haklı âmire itaat farzdır.
Malûmunuzdur ki otuz üç milyon nüfus yüz sene zarfında böyle iki inkılabı yapamadı. Sizin o itaatten neş’et eden hakiki kuvvetiniz, umum millet-i İslâmiyeyi medyun-u şükran etti. Bu şerefi hakkıyla teyid etmek, zabitlerinize itaatledir. İslâmiyet’in namusu da o itaattedir. Biliyorum ki müşfik pederleriniz olan zabitlerinizi mes’ul etmemek için işe karıştırmadınız. Şimdi ise iş bitti. Zabitlerinizin âğuş-u şefkatlerine atılınız. Şeriat-ı garra böyle emrediyor. Zira zabitler ulü’l-emrdirler. Vatan ve millet menfaatinde, hususan nizam-ı askerîde ulü’l-emre itaat farzdır. Şeriat-ı Muhammedî’nin –aleyhissalâtü vesselâm– muhafazası da itaat iledir.
Said Nursî
Asakire Hitap
(Dinî Ceride Numara: 110, 30 Nisan 1909)
Ey asakir-i muvahhidîn! Fahr-i Âlem’in aleyhissalâtü vesselâm fermanını size tebliğ ediyorum ki şeriat dairesinde ulü’l-emre itaat farzdır. Ulü’l-emriniz ve üstadlarınız zabitlerinizdir. Askerlik ocağı cesîm ve muntazam bir fabrikaya benzer. Çarkların biri intizam ve itaatte serkeşlik etmekle, bütün fabrika herc ü merc olur.
Sizin o muntazam ve kuvvetli fabrika-i askeriyeniz, otuz milyon Osmanlı ve üç yüz milyon nüfus-u İslâmiyenin nokta-i istinadı ve maden-i istimdadıdır.
Sizin iki müthiş istibdadı kansız ve def’aten öldürmeniz hârikulâde olduğundan ve şeriat-ı garranın iki mu’cize-i garrasını izhar ettiğinizden zaîfü’l-akide olanlara, hamiyet-i İslâmiyenin kuvvetini ve şeriatın kudsiyetini iki bürhan ile izhar eylediniz. Bu iki inkılabın pahasına binler şehit verse idik ucuz sayacaktık. Lâkin itaatinizden binde bir cüzü feda olunsa bize pek çok pahalı düşer. Zira itaatinizin tenakusu, ukde-i hayatiye veya hararet-i gariziyenin tenakusu gibi mevti intac eder.
Tarih-i âlem serâpa şehadet ediyor ki asker neferatının siyasete müdahaleleri, devletçe ve milletçe müthiş zararları intac etmiştir. Elbette hamiyet-i İslâmiyeniz, böyle sizi uhdenizde olan hayat-ı İslâmiyeye zarar verecek noktalardan men’edecektir. Siyaseti düşünenler, sizin kuvve-i müfekkireniz hükmünde olan zabitleriniz ve ulü’l-emrlerinizdir.
Bazen zarar zannettiğiniz şey, siyaseten büyük zararı def’ettiği için ayn-ı maslahat olduğundan, zabitleriniz tecrübeleri hasebiyle görüyor ve size emir veriyor. Sizde de tereddüt caiz değildir. Ef’al-i hususiye-i nâmeşrua, sanattaki maharet ve hazakate münafî değildir ve sanatı menfur etmez. Nasıl ki bir tabib-i hâzık ve bir mühendis-i mahirin nâmeşru harekâtı için onların tıp ve hendeselerinden mani-i istifade olamaz. Kezalik fenn-i harpte tecrübeli ve o sanatta mahir ve hamiyet-i İslâmiye ile münevverü’l-fikir zabitlerinizin bazılarının cüz’î nâmeşru harekâtı için itaatinize halel vermeyiniz. Zira fenn-i harp, mühim bir sanattır.
Hem de sizin kıyamınız; şeriat-ı garra, –yed-i beyza-i Musa gibi– sair sebeb-i tefrika ve teşettüt-ü efkâr olan cemiyetleri bel’ etti. Sahirleri de secdeye mecbur eyledi. Harekâtınız bu inkılabda ilaç gibi idi ki fazla olsa zehire münkalib olur. Ve hayat-ı İslâmiyeyi fena bir hastalığa hedef eder. Hem de himmetinizle bizdeki istibdat şimdilik mahvoldu. Lâkin terakkiler için Avrupa’nın istibdad-ı manevîsi altındayız. Nihayet derecede ihtiyat ve itidal lâzımdır.
Yaşasın şeriat-ı garra!.. Yaşasın askerler!..
Said Nursî
Cemiyetlere İhtar-ı Mühim
Şimdi cemiyetimiz bir hükûmet-i meşruta-i meşruadır. Hükûmet içinde hükûmetin zararı görüldü. Seviye-i irfan bir olmadığından fırkalarda husumet, taassup ve taraftarlık intac eder. Tabiî o kuvveti istimal ile siyasete karışacak ve umumî idarede herkesçe lezzetli olan tahakkümatı yapacak sahib-i ağraza müsait bir zemin olur. Binaenaleyh bizdeki fırkaların şimdiki hal ile devamı gayet muzırdır. Lâkin bir şirkette veya münevverü’l-fikir ve bîtaraf mabeyninde tenkidat-ı siyasetten veya ehl-i ilim mabeyninde nasihat ve irşaddan menfaat olabilir. Şimdi hükûmet-i meşruamız asıl büyük cemiyettir.
Bediüzzaman Said Nursî
Sûre-i İhlâs'ın Bir Remzi
Hutbe-i Şamiye’nin İkinci Zeyli’nin İkinci Kısmı
Sure-i İhlas’ın Bir Remzi
بِس۟مِ اللّٰهِ الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ
اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ رَبِّ ال۟عَالَمٖينَ وَ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلٰى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ ال۟مُر۟سَلٖينَ
قُل۟ هُوَ ıtlak ile tayini, tevhid-i şuhuda işarettir.
اَى۟: لَا مَش۟هُودَ بِنَظَرِ ال۟حَقٖيقَةِ اِلَّا هُوَ
اَللّٰهُ اَحَدٌ tevhid-i uluhiyete tasrihtir.
اَى۟: لَا مَع۟بُودَ اِلَّا هُوَ
اَللّٰهُ الصَّمَدُ tevhid-i rububiyete remizdir.
اَى۟: لَا خَالِقَ وَلَا رَبَّ اِلَّا هُوَ
Ve tevhid-i ceberuta telvihtir.
اَى۟: لَا قَيُّومَ وَلَا غَنِىَّ عَلَى ال۟اِط۟لَاقِ اِلَّا هُوَ
لَم۟ يَلِد۟ tevhid-i celale telmihtir. Şirkin envaını reddeder. Yani tagayyür veya tecezzi veya tenasül eden, ilah olamaz. Ukûl-ü aşere veya melâike veya İsa veya Üzeyr’in velediyetini dava eden şirkleri reddeder.
وَلَم۟ يُولَد۟ ispat-ı ezeliyet ile tevhiddir. Esbab-perest, nücum-perest, sanem-perest, tabiat-perestin şirkini reddeder. Yani hâdis veya bir asıldan münfasıl veya bir maddeden mütevellid olan ilah olamaz.
وَلَم۟ يَكُن۟ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ câmi’ bir tevhiddir. Yani zatında, sıfatında, ef’alinde naziri, şeriki, şebihi yoktur.
لَي۟سَ كَمِث۟لِهٖ شَى۟ءٌ وَ هُوَ السَّمٖيعُ ال۟بَصٖيرُ
Şu sure, bütün enva-ı şirki reddeder. Ve yedi meratib-i tevhidi tazammun eden altı cümlesi mütenaticedir. Her biri ötekinin hem neticesi hem bürhanıdır.
Muvahhid-i ekber ve tevhidin bürhan-ı muazzamı olan kâinat, değil yalnız erkân ve azası belki bütün hüceyratı, belki bütün zerratı birer lisan-ı zâkir-i tevhid olarak bu büyük bürhanın sadâ-yı bülendine iştirak ederek hep birden لَا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ diye mevlevîvari zikrediyorlar.
Tevhidin bürhan-ı nâtıkı olan Kur’an’ın sinesine kulağını yapıştırırsan işiteceksin ki kalbinde derinden derine gayet ulvi, nihayet derecede ciddi, gayet samimi, nihayet derecede munis ve mukni ve bürhan ile mücehhez bir sadâ-yı semavî işiteceksin ki: اَللّٰهُ لَا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ zikrini tekrar ediyor.
Evet, şu bürhan-ı münevverin altı ciheti de şeffaftır. Üstünde sikke-i i’caz, içinde nur-u hidayet, altında mantık ve delil, sağında aklı istintak; solunda vicdanı istişhad; önünde hayır, hedefinde saadet-i dâreyn, nokta-i istinadı vahy-i mahzdır. Vehmin ne haddi var, girebilsin!
* * *
Vicdanın anâsır-ı erbaası ve ruhun dört havassı olan irade, zihin, his, latîfe-i Rabbaniye, her birinin bir gayatü’l-gayatı var:
İradenin ibadetullahtır.
Zihnin marifetullahtır.
Hissin muhabbetullahtır.
Latîfenin müşahedetullahtır.
Takva denilen ibadet-i kâmile, dördünü tazammun eder. Şeriat şunları hem tenmiye hem tehzib hem bu gayatü’l-gayata sevk eder.
* * *
Eğer icaddaki vasıta hakiki olsaydı ve hakiki tesir verilseydi hem bir şuur-u küllî verilmek lâzım idi hem de bizzarure eserde itkan-ı kemal-i sanat muhtelif olacaktı. Halbuki en âdiden en âlîye, en küçükten en büyüğe itkan; derece-i kemalde, mahiyetin kameti nisbetindedir. Demek Müessir-i Hakiki’den bazı karib, bazı baîd, kısmen vasıtasız, kısmen vasıta ile kısmen vesait ile değildir. İnsanın ihtiyarî eserindeki adem-i kemal; cebri nefiy, ihtiyarı ispat eder.
Cây-ı dikkattir ki: Cüz’î bir ihtiyarın tavassutu ile eser-i akıl bir insan şehri, intizamca semere-i vahiy bir arı kovanındaki cemaate yetişmez. Ve arıların meşher-i sanatı bir petek hüceyrat şehri; bir nar ve (cilnar) gülnardan intizamca geridir. Demek, kâinattaki cazibe-i umumiye hangi kalemden akmışsa cüz-i lâyetecezzadaki küçücük cazibeler o kalemin noktalarıdır.
İslâmiyet der: لَا خَالِقَ اِلَّا هُوَ Hem vesait ve esbabı, müessir-i hakiki olarak kabul etmez. Vasıtaya mana-yı harfî nazarıyla bakar. Akide-i tevhid ve vazife-i teslim ve tefviz öyle ister. Tahrif sebebiyle şimdiki Hristiyanlık esbab ve vesaiti müessir bilir, mana-yı ismî nazarıyla bakar. Akide-i velediyet ve fikr-i ruhbaniyet öyle ister, öyle sevk eder. Onlar azizlerine mana-yı ismiyle birer menba-ı feyz ve –güneşin ziyasından bir fikre göre istihale etmiş lambanın nuru gibi– birer maden-i nur nazarıyla bakıyorlar. Biz ise evliyaya mana-yı harfiyle yani âyine güneşin ziyasını neşrettiği gibi birer ma’kes-i tecelli nazarıyla bakıyoruz. (Hâşiye[17])
Bu sırdandır ki bizde sülûk tevazudan başlar, mahviyetten geçer, fenafillah makamını görür. Gayr-ı mütenahî makamatta sülûka başlar. Ene ve nefs-i emmare kibriyle, gururuyla söner. Hakiki Hristiyanlık değil belki tahrif ve felsefe ile sarsılmış Hristiyan’da, ene levazımatıyla kuvvetleşir. Enesi kuvvetli, müteşahhıs, rütbeli, makam sahibi bir adam, Hristiyan olsa mütesallib olur. Fakat Müslüman olsa lâkayt olur.
* * *
Kuvveden fiile geçmek olan faaliyetteki şedit ve mütenevvi lezzet, tagayyür-ü âlemin mâyesi ve kanun-u tekâmülün nüvesidir. Zindandan bostana çıkmak, daneden sümbüle geçmek ayn-ı lezzettir. Faaliyet istihaleyi tazammun etse lezzet tezayüd ederek taşar. Vazifedeki külfeti taşıttıran o tattır. Zîşuura nisbeten gayetteki kemal, ne kadar cazibedarsa “Lâmüdrike”ye nisbeten nefs-i faaliyet öyle de cazibedardır, sa’ye sevk eder. Bu sırdandır ki rahat zahmettir, zahmet rahattır.
Hırs ile acûliyet, sebeb-i haybettir. Zira müretteb basamaklar gibi fıtrattaki tertibe, teselsüle tatbik-i hareket etmediğinden harîs muvaffak olamaz. Olsa da tertib-i ca’lîsi bir basamak kadar seyr-i fıtrîden kısa olduğundan yeise düşüp gaflet bastıktan sonra kapı açılır.
Allah, kalbin bâtınını iman ve marifet ve muhabbeti için yaratmıştır. Kalbin zâhirini, sair şeylere müheyya etmiştir. Cinayetkâr hırs kalbi deler, sanemleri içine idhal eder. Allah darılır, maksudunun aksiyle mücazat eder.
* * *
Hırs cihetiyle siyaset efkârını, İslâmiyet akaidinin yerlerine kadar îsal eden herifler şan ve şeref değil belki şeyn ü şenaate mazhar oldular. Nefsanî aşklardaki felaketler, haybetler bu sırdandır. O çeşit âşıkların bütün divanları birer feryad-ı matemdir.
Gece kalben nevmi merak edersin, bakiyyesini de kaçırıp uyanık kalırsın.
İki dilenci: Biri musırr-ı muhteris, biri müstağni-i muhteriz… İkincisine vermeyi daha ziyade arzu etmekliğin, şu geniş kanunun bir numunesidir.
* * *
En müthiş maraz ve musibetimiz, cerbeze ve gurura istinad eden tenkittir. Tenkidi eğer insaf işletirse hakikati rendeçler. Eğer gurur istihdam etse tahrip eder, parçalar. O müthişin en müthişidir ki akaid-i imaniyeye ve mesail-i diniyeye girse. Zira iman hem tasdik hem iz’an hem iltizam hem teslim hem manevî imtisaldir. Şu tenkit; imtisali, iltizamı, iz’anı kırar. Tasdikte de bîtaraf kalır.
Şu zaman-ı tereddüt ve evhamda, iz’an ve iltizamı tenmiye ve takviye eden nurani sıcak kalplerden çıkan müsbet efkârı ve müşevvik beyanatı, hüsn-ü zan ile temaşa etmek gerektir. “Bîtarafane muhakeme” dedikleri şey, muvakkat bir dinsizliktir. Yeniden mühtedi ve müşteri olan yapar.
وَالَّذٖى عَلَّمَ ال۟قُر۟اٰنَ ال۟مُع۟جِزَ اِنَّ نَظَرَ ال۟بَشٖيرِ النَّذٖيرِ وَبَصٖيرَتَهُ النَّقَّادَةَ اَدَقُّ وَاَجَلُّ وَاَج۟لٰى وَاَن۟فَذُ مِن۟ اَن۟ يَل۟تَبِسَ اَو۟ تَش۟تَبِهَ عَلَي۟هِ ال۟حَقٖيقَةُ بِال۟خَيَالِ وَاِنَّ مَس۟لَكَهُ ال۟حَقَّ اَغ۟نٰى وَاَن۟زَهُ وَاَر۟فَعُ مِن۟ اَن۟ يُدَلِّسَ اَو۟ يُغَالِطَ عَلَى النَّاسِ
Zira hakikatbîn göz aldanmaz, hakperest kalp aldatmaz.
* * *
Gıybetin Derece-i Şenaati
Kur’an der:
اَيُحِبُّ اَحَدُكُم۟ اَن۟ يَا۟كُلَ لَح۟مَ اَخٖيهِ مَي۟تًا
Altı kelime ile altı derece şiddetle gıybeti takbih ediyor. Yani hemze ile der:
Aklına bak, böyle şeye cevaz verir mi? Müstakim aklın yoksa kalbine bak! Böyle şeye muhabbet eder mi? Selim kalbin yoksa vicdanına bak, böyle dişinle kendi etini parçalamak gibi hayat-ı içtimaiyeyi bozmaya rıza gösterir mi? Vicdan-ı içtimaiyen olmazsa insaniyetine bak, böyle canavarvari iftirasa iştiha gösterir mi? Manen insaniyetin olmazsa rikkat-i cinsiye ve karabet-i rahmiyene bak! Böyle kendi belini kıracak harekete meyleder mi? Rikkat-i cinsiyen olmazsa hiç sağlam tabiatın yok mu ki ölüyü dişlerinle parçalıyorsun.
Demek akıl, kalp, vicdan, insaniyet, rikkat-i cinsiye, tabiat, şeriat nazarında gıybet; merduddur, matruddur.
* * *
اِنَّ ال۟اِن۟سَانَ الَّذٖى لَا يُد۟رِكُ سِرَّ التَّعَاوُنِ لَهُوَ اَج۟مَدُ مِنَ ال۟حَجَرِ اِذ۟ مِنَ ال۟حَجَرِ مَا يَتَقَوَّسُ لِمُعَاوَنَةِ اَخٖيهِ اِذِ ال۟حَجَرُ مَعَ حَجَرِيَّتِهٖ اِذَا خَرَجَ مِن۟ يَدِ ال۟مُعَقِّدِ ال۟بَانٖى فِى السَّق۟فِ ال۟مُحَدَّبِ يَمٖيلُ وَ يَخ۟ضَعُ رَا۟سَهُ لِيُمَاسَّ رَا۟سَ اَخٖيهِ لِيَتَمَاسَكَا عَنِ السُّقُوطِ
Yani kubbelerde taşlar, baş başa vururlar tâ düşmesinler.
Cüz-i lâyetecezza zerresinden insana, insandan şems-i şümusa müteselsil mahrutî silsilenin vasatındaki cevher-i ferîdi, insan-ı mükerremdir.
* * *
İnsanın meşhur havassından başka havassı vardır. Zaika gibi bir hiss-i sâika hem bir hiss-i şâika vardır. Hem insanda gayr-ı meş’ur hisler çoktur.
* * *
Bazen arzu, fikir suretini giyer. Şahs-ı muhteris, arzu-yu nefsaniyesini fikir zanneder.
* * *
Garibdir ki bazı adam pis bir çamura düşer, kendini aldatmak için misk ü amber diye yüzüne gözüne bulaştırır.
* * *
Şehit velidir. Cihad farz-ı kifaye iken farz-ı ayn olmuştur. Belki muzaaf bir farz-ı ayn hükmüne geçmiştir. Hac ve zekât gibi cihadda da niyetin tasarrufu azdır. Hattâ adem-i niyet dahi asıl nokta-i nazarından niyet hükmündedir. Demek zıdd-ı niyet, yakînen tebeyyün etmezse cihad, şehadet-i hakikiyeyi intac eder. Zira vücub tezauf etse taayyün eder. İhtiyarı tazammun eden niyetin tesiri azalır. Şu günahkâr millette, birdenbire on binler evliya inkişaf ve tezahür etse az bir mükâfat değildir.
* * *
Bizde biri fâsık olsa galiben ahlâksız ve vicdansız olur. Zira arzu-yu masiyet, vicdandaki imanın sadâsını susturmakla inkişaf edebilir. Demek vicdanını ve maneviyatını sarsmadan, istihfaf etmeden tam ihtiyar ile şerri işlemez. Onun için İslâmiyet; fâsıkı hain bilir, şehadetini reddeder. Mürtedi zehir bilir, idam eder. Hristiyan bir zimmîyi ve kâfir muahidi ibka eder. Hanefî mezhebi zimmînin şehadetini kabul eder.
İcra-yı adalet, din namına olmalı tâ akıl ve kalp ve ruh müteessir olsunlar, imtisal etsinler. Yoksa yalnız vehim müteessir olur. Yalnız hükûmetin cezasından korkar eğer tahakkuk etse. Nâsın itabından çekinir eğer tebeyyün etse.
* * *
Bir cani yüzünden, çok masumları ihtiva eden bir gemi batırılmaz. Bir cani sıfat yüzünden, çok evsaf-ı masumeyi muhtevi bir mü’mine adâvet edilmez.
Lâsiyyema sebeb-i muhabbet olan iman ve tevhid, Cebel-i Uhud gibidir. Sebeb-i adâvet olan şeyler, çakıl taşları gibidir. Çakıl taşlarını Cebel-i Uhud’dan daha ağır telakki etmek ne kadar akılsızlıksa mü’minin mü’mine adâveti, o kadar kalpsizliktir. Mü’minlerde adâvet, yalnız acımak manasında olabilir.
Elhasıl: İman muhabbeti, İslâmiyet uhuvveti istilzam eder.
اَل۟كَلَامُ كَال۟مَالِ لَا يَجُوزُ فٖيهِ ال۟اِس۟رَافُ
Said Nursî
Siyaset ve Medeniyetle İlgili Cevaplar
Aziz, sıddık kardeşlerim!
Evvela: Hem geçmiş hem gelecek hem maddî hem manevî bayramlarınızı ve mübarek gecelerinizi, bütün ruh u canımla tebrik ve ettiğiniz ibadet ve duaların makbuliyetini rahmet-i İlahiyeden bütün ruh u canımızla niyaz edip isteyip o mübarek dualara âmin deriz.
Sâniyen: Hem çok defa manevî hem çok cihetlerden ehemmiyetli iki suallerine mahremce cevap vermeye mecbur oldum.
Birinci Sualleri: Ne için eskide hürriyetin başında siyasetle hararetli meşgul oluyordun? Bu kırk seneye yakındır ki bütün bütün terk ettin?
Elcevap: Siyaset-i beşeriyenin en esaslı bir kanun-u esasîsi olan: “Selâmet-i millet için fertler feda edilir. Cemaatin selâmeti için eşhas kurban edilir. Vatan için her şey feda edilir.” diye bütün nev-i beşerdeki şimdiye kadar dehşetli cinayetler bu kanunun sû-i istimalinden neş’et ettiğini kat’iyen bildim.
Bu kanun-u esasî-yi beşeriye, bir hadd-i muayyenesi olmadığı için çok sû-i istimale yol açılmış. İki harb-i umumî, bu gaddar kanun-u esasînin sû-i istimalinden çıkıp bin sene beşerin terakkiyatını zîr ü zeber ettiği gibi on cani yüzünden doksan masumun mahvına fetva verdi. Bir menfaat-i umumî perdesi altında şahsî garazlar, bir cani yüzünden bir kasabayı harap etti. Risale-i Nur bu hakikati bazı mecmua ve müdafaatında ispat ettiği için onlara havale ediyorum.
İşte beşeriyet siyasetlerinin bu gaddar kanun-u esasîsine karşı arş-ı a’zamdan gelen Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’daki bu gelen kanun-u esasîyi buldum. O kanunu da şu âyet ifade ediyor:
وَ لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِز۟رَ اُخ۟رٰى مَن۟ قَتَلَ نَف۟سًا بِغَي۟رِ نَف۟سٍ اَو۟ فَسَادٍ فِى ال۟اَر۟ضِ فَكَاَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمٖيعًا
Yani bu iki âyet, bu esası ders veriyor ki: “Bir adamın cinayetiyle başkalar mes’ul olmaz. Hem bir masum, rızası olmadan bütün insana da feda edilmez. Kendi ihtiyarıyla, kendi rızasıyla kendini feda etse o fedakârlık bir şehadettir ki o başka meseledir.” diye hakiki adalet-i beşeriyeyi tesis ediyor. Bunun tafsilatını da Risale-i Nur’a havale ediyorum.
İkinci Sual: Sen eskide Şark’taki bedevî aşâirde seyahat ettiğin vakit, onları medeniyet ve terakkiyata çok teşvik ediyordun. Neden kırk seneye yakındır, medeniyet-i hazıradan “mimsiz” diyerek hayat-ı içtimaiyeden çekildin, inzivaya sokuldun?
Elcevap: Medeniyet-i hazıra-i Garbiye, semavî kanun-u esasîlere muhalif olarak hareket ettiği için seyyiatı hasenatına; hataları, zararları faydalarına râcih geldi. Medeniyetteki maksud-u hakiki olan istirahat-i umumiye ve saadet-i hayat-ı dünyeviye bozuldu. İktisat, kanaat yerine israf ve sefahet ve sa’y ve hizmet yerine tembellik ve istirahat meyli galebe çaldığından, bîçare beşeri hem gayet fakir hem gayet tembel eyledi.
Semavî Kur’an’ın kanun-u esasîsi لَي۟سَ لِل۟اِن۟سَانِ اِلَّا مَا سَعٰى كُلُوا وَ اش۟رَبُوا وَ لَا تُس۟رِفُوا ferman-ı esasîsiyle: “Beşerin saadet-i hayatiyesi, iktisat ve sa’ye gayrette olduğunu ve onunla beşerin havas, avam tabakası birbiriyle barışabilir.” diye Risale-i Nur bu esası izahına binaen kısa bir iki nükte söyleyeceğim:
Birincisi: Bedevîlikte beşer üç dört şeye muhtaç oluyordu. O üç dört hâcatını tedarik etmeyen on adette ancak ikisi idi. Şimdiki Garp medeniyet-i zalime-i hazırası, sû-i istimalat ve israfat ve hevesatı tehyic ve havaic-i gayr-ı zaruriyeyi, zarurî hâcatlar hükmüne getirip görenek ve tiryakilik cihetiyle şimdiki o medeni insanın tam muhtaç olduğu dört hâcatı yerine, yirmi şeye bu zamanda muhtaç oluyor. O yirmi hâcatı tam helâl bir tarzda tedarik edecek, yirmiden ancak ikisi olabilir. On sekizi muhtaç hükmünde kalır.
Demek, bu medeniyet-i hazıra insanı çok fakir ediyor. O ihtiyaç cihetinde beşeri zulme, başka haram kazanmaya sevk etmiş. Bîçare avam ve havas tabakasını daima mübarezeye teşvik etmiş. Kur’an’ın kanun-u esasîsi olan “vücub-u zekât ve hurmet-i riba” vasıtasıyla avamın havassa karşı itaatini ve havassın avama karşı şefkatini temin eden o kudsî kanunu bırakıp burjuvaları zulme, fukaraları isyana sevk etmeye mecbur etmiş. İstirahat-i beşeriyeyi zîr ü zeber etti!
İkinci Nükte: Bu medeniyet-i hazıranın hârikaları, beşere birer nimet-i Rabbaniye olmasından hakiki bir şükür ve menfaat-i beşerde istimali iktiza ettiği halde, şimdi görüyoruz ki ehemmiyetli bir kısım insanı tembelliğe ve sefahete sevk ve sa’yi ve çalışmayı bırakıp istirahat içinde hevesatı dinlemek meylini verdiği için sa’yin şevkini kırıyor. Ve kanaatsizlik ve iktisatsızlık yoluyla sefahete, israfa, zulme, harama sevk ediyor.
Mesela, Risale-i Nur’daki “Nur Anahtarı”nın dediği gibi: Radyo; büyük bir nimet iken maslahat-ı beşeriyeye sarf edilmek ile bir manevî şükür iktiza ettiği halde, beşte dördü hevesata, lüzumsuz malayani şeylere sarf edildiğinden tembelliğe, radyo dinlemekle heveslenmeye sevk edip sa’yin şevkini kırıyor. Vazife-i hakikiyesini bırakıyor. Hattâ çok menfaatli olan bir kısım hârika vesait, sa’y ve amel ve hakiki maslahat-ı ihtiyacat-ı beşeriyeye istimali lâzım gelirken ben kendim gördüm; ondan bir ikisi zarurî ihtiyacata sarf edilmeye mukabil, ondan sekizi keyif, hevesat, tenezzüh, tembelliğe mecbur ediyor. Bu iki cüz’î misale binler misaller var.
Elhasıl: Medeniyet-i Garbiye-i hazıra, semavî dinleri tam dinlemediği için beşeri hem fakir edip ihtiyacatı ziyadeleştirmiş. İktisat ve kanaat esasını bozup israf ve hırs ve tama’ı ziyadeleştirmeye, zulüm ve harama yol açmış.
Hem beşeri vesait-i sefahete teşvik etmekle o bîçare muhtaç beşeri tam tembelliğe atmış. Sa’y ve amelin şevkini kırıyor. Hevesata, sefahete sevk edip ömrünü faydasız zayi ediyor.
Hem o muhtaç ve tembelleşmiş beşeri hasta etmiş. Sû-i istimal ve israfat ile yüz nevi hastalığın sirayetine, intişarına vesile olmuş.
Hem üç şiddetli ihtiyaç ve meyl-i sefahet ve ölümü her vakit hatıra getiren kesretli hastalıklar ve dinsizlik cereyanlarının o medeniyetin içlerine yayılmasıyla, intibaha gelip uyanmış beşerin gözü önünde ölümü idam-ı ebedî suretinde gösterip her vakit beşeri tehdit ediyor. Bir nevi cehennem azabı veriyor.
İşte bu dehşetli musibet-i beşeriyeye karşı Kur’an-ı Hakîm’in dört yüz milyon talebesinin intibahıyla ve içinde semavî, kudsî kanun-u esasîleriyle bin üç yüz sene evvel gösterdiği gibi yine bu dört yüz milyonun kendi kudsî, esasî kanunlarıyla beşerin bu üç dehşetli yarasını tedavi etmesini ve eğer yakında kıyamet kopmazsa beşerin hem saadet-i hayat-ı dünyeviyesini hem saadet-i hayat-ı uhreviyesini kazandıracağını ve ölümü, idam-ı ebedîden çıkarıp âlem-i nura bir terhis tezkeresi göstermesini ve ondan çıkan medeniyetin mehasini, seyyiatına tam galebe edeceğini ve şimdiye kadar olduğu gibi dinin bir kısmını, medeniyetin bir kısmını kazanmak için rüşvet vermek değil belki medeniyeti ona, o semavî kanunlara bir hizmetkâr, bir yardımcı edeceğini Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın işarat ve rumuzundan anlaşıldığı gibi rahmet-i İlahiyeden şimdiki uyanmış beşer bekliyor, yalvarıyor, arıyor!
اَل۟بَاقٖى هُوَ ال۟بَاقٖى
Said Nursî
بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ
Çok aziz, çok mübarek, çok müşfik, çok sevgili Üstadımız Hazretleri!
Risale-i Nur’u himmet ve dualarınızla, dikkat ve tefekkürle okudukça bu muazzam eser külliyatının tılsım-ı kâinatın muammasını keşif ve halleden bir keşşaf olduğunu, hal ve istikbalin bir mürşid-i ekberi ve bir rehber-i a’zamı olduğunu, yine dua ve himmetinizle idrak ediyoruz.
Evet, Üstadımız Hazretleri! Risale-i Nur’u okuyan her idrak sahibi anlıyor ki Risale-i Nur gerek bu asrın, gerekse önümüzdeki asrın beşeriyetini fikir karanlıklarından kurtarıp tenvir ve irşad edecektir.
Risale-i Nur yalnız bu vatan ve millet için değil, âlem-i İslâm ve bütün beşeriyetin ihtiyacına cevap verecek bir külliyat olarak telif edilmiştir. Bugün tarihte hiç görülmemiş bir fecaat ve felaket içerisinde çırpınan beşeriyet için halâskâr olarak Risale-i Nur’a sarılmaktan ve ne pahasına olursa olsun, Risale-i Nur’un nurani ve parlak eczalarını elde edip dikkat ve tefekkürle okumaktan başka bir kurtuluş çaresi yoktur. Risale-i Nur’u okuyan herkes, bu hakikati idrak etmiş ve etmektedir.
Eğer biz muktedir olsak bu hakikati, kâinata nâzır bir mahalle çıkıp bütün kâinata ilan edeceğiz. Fakat mademki buna muvaffak olamıyoruz ve mademki Risale-i Nur’un cihanşümul kıymetini bu derece Üstadımızın himmetiyle idrak etmişiz. Şu halde o nur ve feyiz hazinesi, irfan ve kemalât menbaı olan Risale-i Nur’u, bir dakikamızı bile boş geçirmeden, mütemadî ve devamlı bir şekilde her gün ve her saat okuyacağız ve bu uğurda geceli gündüzlü çalışacağız inşâallah. Fakat her an bütün işlerimizde olduğu gibi bunda da büyük Üstadımızın dua ve himmetiyle muvaffak olabileceğiz.
Hem şu hakikat zâhir ve bâhirdir ki: Bir kimse allâme dahi olsa Risale-i Nur’un ve müellifinin talebesidir. Risale-i Nur’u okumak zaruret ve ihtiyacındadır. Eğer gaflet ederse kendisini aldatan enaniyetine boyun eğip Risale-i Nur Külliyatı’nı okumazsa büyük bir mahrumiyete düçar olur. Fakat biz idrak ettiğimiz bu muazzam hakikat karşısında, beşeriyetin halâskârı ve milyarlarca insanların fevkinde olan bir memur-u Rabbanîye nasıl minnettar ve medyun olduğumuzu tarif edemiyoruz.
Yine dua ve himmetinizle idrak etmişiz ki Kur’an-ı Kerîm’in bir mu’cize-i maneviyesi olan hârika Risale-i Nur Külliyatı’nın bir satırından ettiğimiz istifadenin, bir miktar-ı mukabilini dahi ödemeye gücümüz yetişmez. Bunun için ancak Cenab-ı Hakk’a şöyle yalvarmaya karar verdik:
“Yâ Rab! Bizi ebedî haps-i münferidden kurtarıp bâki ve sermedî bir âlemin saadetine nâil edecek bir hakaik hazinesinin anahtarını Risale-i Nur gibi nazirsiz bir eseriyle bahşeden sevgili ve müşfik Üstadımızı, zalimlerin ve düşmanların suikastlarından muhafaza eyle, Kur’an ve iman hizmetinde daima muvaffak eyle, ona sıhhat ve âfiyetler, uzun ömürler ihsan eyle!” diye dua ediyoruz.
Evet, Üstadımız Hazretleri! Risale-i Nur’u dikkat ve tefekkürle okumak nimet-i uzmasına nâil olan biz bir kısım üniversite gençliği, bir hüsn-ü zan veya bir tahmin ile değil, tahkikî ve tetkikî bir surette, sarsılmaz ve sarsılmayacak olan ilmelyakîn bir kuvvet-i imaniye ile inanıyoruz ki zemin yüzünün bu asra kadar görmediği bir vahşet ve dehşetin sebebi olan dinsizlik ve ilhadı, Bediüzzaman ortadan kaldırmaya inayet-i Hak ile muvaffak olacaktır.
Bizim bu kanaatimiz, safdilane veya tahminle değildir; ilmî ve delile müstenid bir tahkik iledir. Bunun için muarız olan dahi bu hakikati kalben tasdik edecektir.
Dua ve şefkat buyurun, Kur’an ve iman hizmetinde fedai olalım. Risale-i Nur’u, bir dakikamızı bile kaybetmeden okuyalım, yazalım, ihlas-ı tamme muvaffak olalım.
Üniversite Nur talebeleri namına
Abdülmuhsin
بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ
Çok mübarek Üstadımız Hazretleri!
Evvela; geçenlerde alınan Nur eczalarının hepsi dağıldı, Nur’un müştakları sürur içinde kaldılar. Nur’dan kısmeti olanlar, birer birer çıkıp ona koşuyorlar. Nur arayan sineler مَن۟ طَلَبَ وَ جَدَّ وَجَدَ hakikatince buluyorlar. Bu sefer Ziya kardeşimizin getirdiği otuz dört adet Sözler kapışıldı. Asâ-yı Musalar Ankara’ya ve Anadolu’nun muhtelif yerlerine dağılıyor.
Risale-i Nur’un perde arkasındaki parlaklığını görmeyenler dahi ona taraftardırlar. Risale-i Nur’un Medresetü’z-Zehrası Anadolu çapında ve âlem-i İslâm ölçüsünde genişleyeceğini; Risale-i Nur’un hakikatinin yüksekliğinden ve dikkat ve tefekkürle okuyan mü’minlerin ve ehl-i ilmin arasında vücuda gelen sarsılmaz uhuvvet ve kardeşlikten anlıyoruz.
Medresetü’z-Zehranın bu muazzam faaliyetleri, zemin yüzünde bahar mevsiminde olan İlahî ve muazzam neşir gibi sessiz, gürültüsüz, şaşaasız, gösterişsiz ve mütevazi ve fakat muazzam bir şekilde cereyan etmektedir. Fıtraten acûl olan insanoğlu, âlemde hâkim olan kanun-u İlahî’yi düşünmeyerek, her meselenin istediği vakitte hallolunmasını istiyor; küçük dairelerdeki vazifelerini atlayıp büyük dairelere sapıyor.
Tohumları atılmış ve sümbül vaktine gelmiş olan Risale-i Nur’un yetiştirdiği hakiki imanlı zatlar, inşâallah yakın zamanda âlem-i İslâm’a birer numune-i imtisal olup nur-u hidayeti göstereceklerdir.
Ankara Üniversitesi
Nur talebeleri namına
Abdullah
- ↑ أي منذ انتهاء الخلافة العثمانية سنة ١٩٢٣م إلى سنة ١٩٥٠ م.
- ↑ تعداد المسلمين آنذاك.
- ↑ أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ٣٨١؛ البيهقي، السنن الكبرى ١٠/ ١٩١؛ القضاعي، الشهاب ٢/ ١٩٢.
- ↑ لقد أخبر «سعيد القديم» بإحساس مسبق منذ خمسة وأربعين عاماً بأن العالم الإسلامي -وفي مقدمته الدول العربية- سينجو من سيطرة الأجانب وتحكّمهم، وسيشكلون دولاً إسلامية سنة١٣٧١. ولم يفكر آنذاك في الحربين العالميتين ولا في الاستبداد المطلق الذي دام ما يقارب أربعين عاماً، فبشّر بما كان سنة ١٣٧١ وكأنه ١٣٢٧ دون أن يأخذ سبب التأخير بنظر الاعتبار. (المؤلف).
- ↑ والدليل على هذه الدعوى هو أنه مع قيام حربين عالميتين رهيبتين، وظهورِ استبداد مطلق قاسٍ نجد أنه بعد خمس وأربعين سنة:
١. قبول بعض الدول الصغيرة كالسويد والنرويج وفنلندا تدريس القرآن في مدارسها، ليكون سداً منيعاً أمام الشيوعية والإلحاد.
٢. قبول عدد من الخطباء الإنكليز المشهورين بإقناع الإنكليز وحملهم على قبول القرآن.
٣. موالاة أكبر دول المعمورة في الوقت الحاضر-وهي أمريكا- لحقائق الدين بكل قواها، واعترافها بأن آسيا وإفريقيا ستجدان السعادة والأمن والسلام في ظل الإسلام. فضلاً عن تعاطفها مع دول إسلامية حديثة الولادة ومحاولتها الاتفاق معها.. كل ذلك يُثبت صدق هذه الدعوى التي قيلت قبل خمس وأربعين سنة، وشاهد قوي عليها.(المؤلف). - ↑ من ترجمة الأستاذ محمد السباعي لكتاب «الأبطال».
- ↑ من ترجمة الأستاذ محمد السباعي لكتاب «الأبطال».
- ↑ نعم، نفهم من أستاذية القرآن وإشارات درسه: أن القرآن بذكره معجزاتِ الأنبياء، إنما يدل البشرية على أن نظائر تلك المعجزات سوف تتحقق في المستقبل بالترقي، ويحث الإنسان على ذلك وكأنه يقول له: هيا اعمل واسعَ لتنجز أمثال هذه المعجزات؛ فاقطع مثلاً مسافة شهرين في يوم واحد كما قطعها سليمان عليه السلام.. واعمل على مداواة أشد الأمراض المستعصية كما داواها عيسى عليه السلام..واستخرج الماء الباعث على الحياة من الصخر وأنقذ البشرية من العطش كما فعله موسى عليه السلام بعصاه.. وابحث عن المواد التي تقيك شر الحرق بالنار، وألبسها كما لبسها إبراهيم عليه السلام.. والتقط أبعد الأصوات واسمعها وشاهِد الصور من أقصى المشرق والمغرب كما فعل ذلك بعض الأنبياء.. وألِن الحديد كالعجين كما فعله داود عليه السلام، واجعل الحديد كالشمع في يدك ليكون مداراً لجميع الصناعات البشرية.. كما تستفيدون فوائد جمة من الساعة والسفينة اللتين هما من معجزات سيدنا يوسف وسيدنا نوح عليهما السلام.. فاعملوا على محاكاتهما وتقليدهما. وهكذا قياساً على هذا نجد أن القرآن الكريم يسوق البشرية إلى الرقي المادي والمعنوي، ويلقي علينا الدروس ويثبت أنه أستاذ الجميع. (المؤلف).
- ↑ «ما لا يدرك كله لا يترك جلّه» هو معنى الآية ﴿ فَاتَّقُوا اللّٰهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ (التغابن: ١٦) والحديث «اتق الله ما استطعت» ولفظ الترجمة قاعدة وليس بحديث (كشف الخفاء للعجلوني ٢/ ١٩٦).
- ↑ البخاري، التوحيد ١٥،٣٥؛ مسلم، الذكر ٢، ١٩، التوبة ١؛ الترمذي، الزهد ٥١، الدعوات ١٣١؛ ابن ماجه، الأدب ٥٨.
- ↑ إخواني! يُفهم من هذا الدرس الذي ألقاه «سعيد القديم» قبل خمس وأربعين سنة: أن سعيداً ذاك كان وثيق الصلة بالسياسة وبشؤون الإسلام الاجتماعية. ولكن حذار أن يذهب بكم الظن إلى أنه قد نهج اتخاذ الدين أداة للسياسة ووسيلة لها. كلا! بل كان يعمل بكل ما لديه من قوة على جعل السياسة أداةً للدين، وكان يقول: «إني أفضّل حقيقة واحدة من حقائق الدين على ألف قضية سياسية من سياسات الدنيا».
نعم، لقد أحسّ آنذاك -قبل ما يقارب الخمسين عاماً- أن بعض الزنادقة المنافقين يحاولون جعل الدين آلة للسياسة، فعمل هو أيضاً -بكل قوة- في مواجهة نواياهم ومحاولاتهم الفكرية تلك على جعل السياسة وسيلة من وسائل تحقيق حقائق الإسلام وخادمة لها.
بيد أنه رأى بعد ذلك بعشرين سنة أن بعض الساسة المتدينين يبذلون الجهد لجعل الدين أداة للسياسة الإسلامية، تجاه جعل أولئك الزنادقة المنافقين المتسترين الذين يجعلون الدين آلة للسياسة بحجة التغرّب. ألاَ إن شمس الإسلام لن تكون تابعة لأضواء الأرض ولا أداة لها. وإن محاولة جعلها آلة لها تعني الحط من كرامة الإسلام، وهي جناية كبرى بحقه، حتى إن «سعيداً القديم» قد رأى من ذلك النمط من التحيز إلى السياسة أن عالِماً صالحاً قد أثنى بحرارة على منافق يحمل فكراً يوافق فكره السياسي، وانتقد عالماً صالحاً آخر يحمل أفكاراً تخالف أفكاره السياسية حتى وَصَمَه بالفسق، فقال له « سعيد القديم»: لو أن شيطاناً أيّد فكرك السياسي لأمطرتَ عليه الرحمات، أما إذا خالف أحدٌ فكرك السياسي لَلَعنته حتى لو كان مَلَكاً!». لأجل هذا قال «سعيد القديم» منذ خمس وثلاثين سنة: «أعوذ بالله من الشيطان والسياسة» وَترَك السياسةَ. (المؤلف).
ولما كان سعيد الجديد قد ترك السياسة كلياً ولا يَنظر إليها قطعاً، فقد تُرجمت هذه الخطبة الشامية لسعيد القديم التي تمس السياسة.
ثم إنه لم يثبت أنه استغل الدين كأداة للسياسة طوال حياته التي استغرقت أكثر من ربع قرن، وفي مؤلفاته ورسائله التي تربو على مئة وثلاثين رسالة والتي دُققت بإمعان من قبل خبراءِ مئاتِ المحاكم بل حتـى في أحلك الظروف التي تلجئه إلى السياسة لشدة مضايقات الظَلَمة المرتدين والمنافقين، بل حتى عندمـا أُصدِر أمر إعدامه سراً، لم يجد أحدٌ منهم أية أمارة كانت عليه حول استغلاله الدين لأجل السياسة.
فنحن طلاب النور نرقب حياته عن كثب ونعرفها بدقائقها لا نملك أنفسنا من الحيرة والإعجاب إزاء هذه الحالة، ونعدّها دليلاً على الإخلاص الحقيقي ضمن دائرة رسائل النور. (طلاب النور). - ↑ Hâşiye: Hutbe-i Şamiye namında matbu Arabî risaleyi, Arabî bilmediğimiz için Üstadımızdan rica ettik ki: “Bize bir iki gün ders ver.” Birkaç gün zarfında söylediği dersin takririni kaleme aldık. Üstadımız ders verdiği vakit, bazı cümlelerini zihnimizde tam yerleştirmek için tekrar ederdi. Âhirdeki temsil ve hikâyeyi izahlı bulduğumuzdan en evvel onları üniversitelilerin ve dindar mebusların nazarlarına göstermemizin sebebi: Üstadımız derse başladığı vakit “Eski zamanda şimendiferde mektepli o iki muallim yerine sizleri ve bana şeriat hakkında sual soran kırk beş elli sene evvelki mebuslar yerine, şimdiki hakiki dindar mebusları kabul ve tasavvur ediyorum ve öylece konuşuyorum.” dediği için biz de ehl-i maarif ve dindar mebuslara, bera-yı malûmat bu dersimizi gösteriyoruz. Sonra isterlerse Hutbe-i Şamiye’den bütün dersimizi göstereceğiz. Münasip görülse neşir de edeceğiz.
Âlem-i İslâm’daki siyaset-i İslâmiyeye dair Üstadımızdan bir ders almak isterdik. Halbuki otuz beş seneden beri siyaseti terk ettiğinden Eski Said’in siyaset-i İslâmiyeye temas eden bu Hutbe-i Şamiye tercümesi Eski Said hesabına bir derstir.
Tahirî, Zübeyr, Bayram, Ceylan, Sungur, Abdullah, Ziya, Sadık, Salih, Hüsnü, Hamza - ↑ (*): Bu tarih 1951 senesine aittir.
- ↑ (*): Hēdim-i medeniyet: Medeniyeti yıkıcı.
- ↑ Hâşiye: O zaman “meşrutiyet”, şimdi o kelime yerine “cumhuriyet” konulmuş.
- ↑ Hâşiye: Bismark ve Mister Karlayl gibilerin malûm beyanatlarına işaret eder.
- ↑ Hâşiye: Nakşibendî rabıtası bu sırra bina edilmiştir.