64.902
düzenleme
Değişiklik özeti yok |
("الكلمة السادسة: «الشورى» إن مفتاح سعادة المسلمين في حياتهم الاجتماعية إنما هو «الشورى». فالآية الكريمـة تأمرنا باتخاذ الشورى في جميع أمورنا، إذ يقول سبحانه: ﴿ وَاَمْرُهُمْ شُورٰى بَيْنَهُمْ ﴾ (الشورى:٣٨). أجل، فكما أن تَلاحُقَ الأفكار بين أبناء الجن..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
480. satır: | 480. satır: | ||
إن الذي يأكل رغيفاً عليه أن يفكّر كم يحتاج إلى الأيدي التي تُحضِر له ذلك الرغيفَ. فهو يقبّل تلك الأيدي معنى. وكذا الثوب الذي يَلبسه، كم من الأيدي والآلات والأجهزة تضافرت لتهيئته وتجهيزه. وقِيسُوا على منوال هذين المثالين لتعلموا أن الإنسان مفطور على الارتباط بأبناء جنسه من الناس لعدم تمكنه من العيش بمفرده، وهو مضطر إلى أن يعطي لهم ثمناً معنوياً لدفع احتياجاته، لذا فهو مدني فطرةً. فالذي يحصر نظره في منافعه الشخصية وحدها إنما ينسلخ من الإنسانية ويصبح حيواناً مفترساً، اللهم إلّا من لا حيلة له، وله معذرة حقيقية. | إن الذي يأكل رغيفاً عليه أن يفكّر كم يحتاج إلى الأيدي التي تُحضِر له ذلك الرغيفَ. فهو يقبّل تلك الأيدي معنى. وكذا الثوب الذي يَلبسه، كم من الأيدي والآلات والأجهزة تضافرت لتهيئته وتجهيزه. وقِيسُوا على منوال هذين المثالين لتعلموا أن الإنسان مفطور على الارتباط بأبناء جنسه من الناس لعدم تمكنه من العيش بمفرده، وهو مضطر إلى أن يعطي لهم ثمناً معنوياً لدفع احتياجاته، لذا فهو مدني فطرةً. فالذي يحصر نظره في منافعه الشخصية وحدها إنما ينسلخ من الإنسانية ويصبح حيواناً مفترساً، اللهم إلّا من لا حيلة له، وله معذرة حقيقية. | ||
الكلمة السادسة: «الشورى» | |||
إن مفتاح سعادة المسلمين في حياتهم الاجتماعية إنما هو «الشورى». فالآية الكريمـة تأمرنا باتخاذ الشورى في جميع أمورنا، إذ يقول سبحانه: ﴿ وَاَمْرُهُمْ شُورٰى بَيْنَهُمْ ﴾ (الشورى:٣٨). | |||
أجل، فكما أن تَلاحُقَ الأفكار بين أبناء الجنس البشري إنما هو شورى على مر العصور بوساطة التاريخ، حتى غدا مدارَ رقيّ البشرية وأساسَ علومها، فإن سبب تخلف القارة الكبرى التي هي آسيا عن ركب الحضارة إنما هو لعدم قيامها بتلك الشورى الحقيقية. | |||
إن مفتاح قارة آسيا وكشافَ مستقبلها إنما هو الشورى، أي كما أن الأفراد يتشاورون فيما بينهم، كذلك ينبغي أن تسلك الطوائف والأقاليم المسلكَ نفسه فتتشاور فيما بينها. إن فك أنواع القيود التي كَبّلت ثلاثمائة بل أربعمائة مليون مسلم، ورَفَعَ أنواعَ الاستبداد عنهم إنما يكون بالشورى والحرية الشرعية النابعة من الشهامة الإسلامية والشفقة الإيمانية، تلك الحرية الشرعية التي تتزين بالآداب الشرعية وتنبذ سيئات المدنية الغربية. | إن مفتاح قارة آسيا وكشافَ مستقبلها إنما هو الشورى، أي كما أن الأفراد يتشاورون فيما بينهم، كذلك ينبغي أن تسلك الطوائف والأقاليم المسلكَ نفسه فتتشاور فيما بينها. إن فك أنواع القيود التي كَبّلت ثلاثمائة بل أربعمائة مليون مسلم، ورَفَعَ أنواعَ الاستبداد عنهم إنما يكون بالشورى والحرية الشرعية النابعة من الشهامة الإسلامية والشفقة الإيمانية، تلك الحرية الشرعية التي تتزين بالآداب الشرعية وتنبذ سيئات المدنية الغربية. |
düzenleme