On Üçüncü Söz/ar: Revizyonlar arasındaki fark
("فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، و..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("فالقرآن المبين -كهذا المثال- أيضا فان بياناته المعجزة التي تخص حقيقة الموجودات «تلك الحقيقة التي تعود إلى شجرة الخلق الممتدة من بَدءِ الدنيا إلى نهاية الآخرة والمنتشرة من الفرش إلى العرش ومن الذرات إلى الشموس» قد حافظت -تلك البيانات الفرقانية- على الم..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
154. satır: | 154. satır: | ||
فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، وغرورهم فتلقّوا صفعة التأديب لخروجهم على الأوامر الشرعية، وستعلمون أيضا أنّ أكثرَ ما يُعذّب المرءُ في قبره -ذلك العالم البرزخي الذي لا تهدأ أبوابُه عن الانفتاح والانغلاق لكثرة الداخلين فيه- ما هو إلّا بما كسبت يداه من تصرفات سيئة في سنيِّ شبابه، كما هو ثابت بمشاهدات أهل كشف القبور، وشهادة جميع أهل الحقيقة والعلم وتصديقهم. | فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، وغرورهم فتلقّوا صفعة التأديب لخروجهم على الأوامر الشرعية، وستعلمون أيضا أنّ أكثرَ ما يُعذّب المرءُ في قبره -ذلك العالم البرزخي الذي لا تهدأ أبوابُه عن الانفتاح والانغلاق لكثرة الداخلين فيه- ما هو إلّا بما كسبت يداه من تصرفات سيئة في سنيِّ شبابه، كما هو ثابت بمشاهدات أهل كشف القبور، وشهادة جميع أهل الحقيقة والعلم وتصديقهم. | ||
واسألوا إن شئتم الشيوخ والمرضى الذين يمثلون غالبية البشرية، فستسمعون أنّ أكثريتهم المطلقة يقولون: | |||
«وا أسَفَى على ما فات! لقد ضيعنا ربيعَ شبابنا في أمور تافهة، بل في أمور ضارة! فإياكم إياكم أن تُعيدوا سيرتَنا، وحَذارِ حَذارِ أن تفعلوا مثلَنا!». | |||
</ | ذلك لأنّ الذي يُقاسي سنواتٍ من الغمِّ والهمِّ في الدنيا، والعذابَ في البرزخ، ونارَ سَقَرٍ في الآخرة، لأجل تمتع لا يدوم خمسَ أو عَشْرَ سنوات من عمر الشباب بملذات محظورة.. غير جدير بالإشفاق، مع أنّه في أشدّ الحالات استدرارا للشفقة والرثاء؛ لأنّ الذي يرضى بالضرر وينساق إليه طوعا، لا يستحق الإشفاق عليه ولا النَظر إلى حاله بعين الرحمة، وِفْقَ القاعدة الحكيمة: «الراضي بالضرر لا يُنظر له». (<ref> | ||
الإمام الرباني، المكتوبات ج٢ (المكتوب ٤٩): «الراضي بالضرر لا يستحق النظر».</ref>) | |||
حفظنا الله وإياكم من فتنة هذا الزمان المغرية ونجّانا من شرورها.. آمِينَ | |||
< | <span id="Risale-i_Nur_Mizanlarından_On_Üçüncü_Söz’ün_İkinci_Makamı’nın_Hâşiyesidir"></span> | ||
=== | === رسائل إلى المسجونين | ||
[حاشية المقام الثاني من الكلمة الثالثة عشرة] === | |||
بِاسمِهِ سُبحَانَهُ | |||
إن المسجونين هم في أمسّ الحاجة إلى ما في «رسائل النور» من سُلْوان حقيقي وعزاءٍ خالص. ولا سيما أولئك الشبان الذين تلقوا صفعات التأديب ولطمات التأنيب بنـزواتهم وأهوائهم. فقضوا نضارة عمرهم في السجن، فحاجة هؤلاء إلى النور كحاجتهم إلى الخبز. | |||
إنّ عروق الشباب تنبض لهوى المشاعر، وتستجيب لها أكثر مما تستجيب للعقل وترضخ له. وسَورات الهوى -كما هو معلوم- لا تُبْصرُ العُقبى، فتفضّلُ درهما من لذة حاضرة عاجلة على طنٍّ من لذة آجلة؛ فيُقْدِمُ الشابُ بدافع الهوى على قتل إنسان برئ للتلذذ بدقيقة واحدة من لذة الانتقام، ثم يقاسي من جرّائها ثمانية آلاف ساعة من آلام السجن.. والشاب ينساق إلى التمتع لساعة واحدة في اللهو والعبث -في قضية تخص الشرف- ثم يتجرع من ورائها آلام ألوف الأيام من سجن وخوف وتوجس من العدو المتربص به.. وهكذا تضيع منه سعادة العمر بين قلق واضطراب وخوف وآلام. | |||
وعلى غِرار هذا يقع الشباب المساكين في وَرْطَاتٍ ومشاكلَ عويصةٍ كثيرة حتى تحوّل ألطفَ أيام حياتهم وأحلاها إلى أمرِّ الأيام وأقساها، وفي حالة يُرثى لها. | |||
ولا سيّما بعد أن هبّتْ عواصفُ هوجاءْ من الشِّمال تحمل فتنا مدمرة لهذا العصر؛ إذ تستبيح لهوى الشباب الذي لا يَرَى العُقبى أعراضَ النساء والعذارى الفاتناتِ وتدفعهم إلى الاختلاط الماجن البَذِيءِ، فضلا عن إباحتها أموال الأغنياء لفقراء سفهاء. | |||
إن فرائص البشرية كلِّها لترتعد أمام هذه الجرائم المنكرة التي تُرتكب بحقها. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
08.42, 17 Aralık 2023 tarihindeki hâli
الكلمة الثالثة عشرة
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْاٰنِ مَا هُوَ شِفَٓاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِن۪ينَ ﴾ (الإسراء:٨٢) ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغ۪ي لَهُ ﴾ (يس:٦٩)
إذا أردتَ أن تعقد موازنة ومقارنة بين حكمة القرآن الحكيم والعلوم الفلسفية، وأردتَ أن تعرف ما يمكن أن يُستخلص من كل منهما من دروس العبرة والعظة، ورمتَ أن تلمس ما ينطويان عليه من علوم.. فأمعنِ النظرَ وتأملْ فيما يأتي:
إن القرآن الكريم، ببياناته القوية النافذة، إنما يمزّق غطاء الإلفة وستار العادة الملقى على موجودات الكون قاطبة، والتي لا تُذكر إلّا كأنها عادية مألوفة مع أنها خوارق قدرةٍ بديعة ومعجزاتها العظيمة. فيكشف القرآن بتمزيقه ذلك الغطاء حقائقَ عجيبةً لذوي الشعور، ويُلفت أنظارهم إلى ما فيها من دروس بليغة للاعتبار والعظة، فاتحا كنـزا لا يَفْنَى للعلوم أمام العقول.
أما حكمة الفلسفة، فهي تخفي جميعَ معجزات القدرة الإلهية وتسترها تحت غطاء الإلفة والعادة، فتجاوزها دون اكتراث. بل تتجاهلها دون مُبالاة، فلا تَعْرِضُ أمام أنظار ذوي الشعور إلّا أفرادا نادرة شذّتْ عن تناسق الخلقة، وتردّتْ عن كمال الفطرة السليمة مدّعيةً أنها نماذج حكمةٍ ذات عبرة.
فمثلا: إن الإنسان السويَّ الذي هو في أحسن تقويم جامعٍ لمعجزات القدرة الإلهية، تنظر إليه حكمةُ الفلسفة نظرها إلى شيء عادي مألوف، بينما تلفت الأنظار إلى ذلك الإنسان المشوّه الذي شذّ عن كمال الخلقة، كأن يكون له ثلاثة أرجل أو رأسانِ مثلا، فتثيرُ حوله نظرَ العبرة والاستغراب.
ومثلا: إن إعاشة جميع الصغار من خزائن الغيب إعاشةً في منتهى الانتظام التي تمثل ألطف معجزة من معجزات رحمته تعالى وأعمّها في الوجود، تنظر إليها حكمة الفلسفة أنها أمر مألوف عادي، فتسترها بستار الكفران، بينما تلفت الأنظار إلى إعاشة حشرة شذَّتْ عن النظام وَنأتْ عن طائفتها وظلت وحيدة في الغربة فريدةً في أعماق البحر، فبدأت تقتاتُ على ورق نبات أخضرَ هناك حتى إنها لتثير أشجان الصيادين لما يتجلَّى منها من لطف وكرم بل وتدفعهم إلى البكاء والحزن. ([1])
فشاهدْ في ضوء هذه الأمثلة ثروةَ القرآن الطائلةَ وغناه الواسع في معرفة الله في ميدان العلم والحكمة.. وإفلاسَ الفلسفة وفقرَها المدقع في دروس العبرة والعلم بمعرفة الصانع الجليل.
ولأجل هذا السر فالقرآن الكريم الذي هو جامع لحقائق باهرة ساطعة لا نهاية لها، مستغنٍ عن خيالات الشعر.. وثمةَ سبب آخر لتَنـزُّه القرآنِ عن الشعر هو أن القرآن مع أنه في أتم نظام خارق وأكمل انتظام معجز ويفسّر -بأساليبه المنتظمة- تناسقَ الصنعة الإلهية في الكون نراه غير منظوم، فكل آية من نجوم آياته لا تتقيد بنظام الوزن، لذا تصبح كأنها مركز لأكثر الآيات وشقيقتها.
إذ تمثل خيوط العلاقة بين الآيات المترابطة في المعنى دائرة واسعة. فكأن كلَّ آيةٍ حرةٍ -غير مقيدة بنظام الوزن- تملك عيونا باصرة إلى أكثر الآيات، ووجوها متوجهة إليها. ومن هذا نجد في القرآن الكريم آلافا من القرائين حتى إنه يَهَبُ لكل ذي مشرب قرآنا منه. فسورة الإخلاص -مثلا- تشتمل على خزينة عظيمة لعلم التوحيد، تضم ستا وثلاثين سورة إخلاصٍ، تتكون من تراكيب جملها السّتِ ذات العلاقات المترابطة بعضها ببعض، كما وضّح ذلك في الكلمة الخامسة والعشرين. نعم، إن عدم الانتظام الظاهر في نجوم السماء، يجعل كل نجم منها غيرَ مقيد وكأنها مركز لأكثر النجوم ضمن دائرة محيطها؛ فتمد خيوط العلاقات وخطوط الأواصر إلى كل منها إشارة إلى العلاقات الخفية فيما بين الموجودات قاطبة. وكأن كل نجم -كنجوم الآيات الكريمة- يملك عيونا باصرة إلى النجوم كافةً ووجوها متوجهة إليها جميعا .
فَشَاهِدْ كمالَ الانتظام في عدم الانتظام. واعتبر!
واعتبر! واعلم من هذا سرا من أسرار الآية الكريمة ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغ۪ي لَهُ ﴾ (يس:٦٩).
واعلم أيضا حكمةً أخرى لـ ﴿ وَمَا يَنْبَغ۪ي لَهُ ﴾ مما يأتي: إن شأن الشعر هو تجميل الحقائق الصغيرة الخامدة، وتزيينها بالخيال البراق، وجعلها مقبولة تجلب الإعجاب.. بينما حقائق القرآن من العظمة والسمو والجاذبية بحيث تبقى أعظم الخيالات وأسطعها قاصرة دونها، وخافتة أمامها. فمثلا: قوله تعالى ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَٓاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ﴾ (الأنبياء:١٠٤) ﴿ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَث۪يثًا ﴾ (الأعراف:٥٤) ﴿ اِنْ كَانَتْ اِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَاِذَا هُمْ جَم۪يعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴾ (يـس:٥٣). وأمثالها من الحقائق التي لا حدّ لها في القرآن الكريم شاهدات على ذلك.
إذا شئت أن تشاهد وتتذوق كيف تنشر كلُّ آية من القرآن الكريم نورَ إعجازها وهدايتها وتبدّد ظلماتِ الكفر كالنجم الثاقب؛ تصوَّر نفسَك في ذلك العصر الجاهلي وفي صحراء تلك البداوة والجهل. فبينا تجد كل شيء قد أسدل عليه ستار الغفلة وغشيه ظلام الجهل ولفّ بغلاف الجمود والطبيعة، إذا بك تشاهد وقد دبّت الحياة في تلك الموجودات الهامدة أو الميتة في أذهان السامعين فتنهض مسبّحةً ذاكرةً الله بصدى قوله تعالى: ﴿ يُسَبِّحُ لِلّٰهِ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَمَا فِي الْاَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَز۪يزِ الْحَك۪يمِ ﴾ (الجمعة:١) وما شابهها من الآيات الجليلة. ثم إن وجه السماء المظلمة التي تستعر فيها نجوم جامدة، تتحول في نظر السامعين، بصدى قوله تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ ﴾ (الإسراء:٤٤) إلى فمٍ ذاكرٍ لله، كل نجم يرسل شعاع الحقيقة ويبث حكمة حكيمة بليغة. وكذا وجهُ الأرض التي تضم المخلوقات الضعيفة العاجزة تتحول بذلك الصدى السماوي إلى رأس عظيم، والبر والبحر لسانين يلهجان بالتسبيح والتقديس وجميع النباتات والحيوانات كلمات ذاكرة مسبّحة؛ حتى لكأن الأرض كلها تنبض بالحياة. وهكذا بانتقالك الشعوري إلى ذلك العصر تتذوق دقائق الإعجاز في تلك الآية الكريمة. وبخلاف ذلك تُحرَم من تذوق تلك الدقائق اللطيفة في الآية الكريمة.
نعم، إنك إذا نظرت إلى الآيات الكريمة من خلال وضعك الحاضر الذي استنار بنور القرآن منذ ذلك العصر حتى غدا معروفا، وإضاءته سائر العلوم الإسلامية، حتى وضحت بشمس القرآن. أي إذا نظرت إلى الآيات من خلال ستار الإلفة، فإنك بلا شك لا ترى رؤية حقيقية مدى الجمال المعجز في كل آية، وكيف أنها تبدد الظلمات الدامسة بنورها الوهاج. ومن بعد ذلك لا تتذوق وجه إعجاز القرآن من بين وجوهه الكثيرة.
وإذا أردت مشاهدة أعظم درجة لأعجاز القرآن الكثيرة، فاستمع إلى هذا المثال وتأمل فيه:
لنفرض شجرة عجيبة في منتهى العلو والغرابة وفي غاية الانتشار والسعة؛ قد أسدل عليها غطاء الغيب، فاستترت طيَّ طبقات الغيب. فمن المعلوم أن هناك توازنا وتناسبا وعلاقاتِ ارتباط بين أغصان الشجرة وثمراتها وأوراقها وأزاهيرها -كما هو موجود بين أعضاء جسم الإنسان- فكل جزء من أجزائها يأخذ شكلا معينا وصورة معينة حسب ماهية تلك الشجرة. فإذا قام أحد -من قِبل تلك الشجرة التي لم تُشاهَد قط ولا تُشاهد- وَرَسَمَ على شاشةٍ صورةً لكل عضو من أعضاء تلك الشجرة، وحدّ له، بأن وضع خطوطا تمثل العلاقات بين أغصانها وثمراتها وأوراقها، وملأ ما بين مبدئها ومنتهاها -البعيدين عن بعضهما بما لا يحد- بصورٍ وخطوط تمثل أشكال أعضائها تماما وتبرز صورها كاملة.. فلا يبقى أدنى شك في أن ذلك الرسام يشاهد تلك الشجرة الغيبية بنظره المطّلع على الغيب ويحيط به علما، ومن بعد ذلك يصوّرها.
فالقرآن المبين -كهذا المثال- أيضا فان بياناته المعجزة التي تخص حقيقة الموجودات «تلك الحقيقة التي تعود إلى شجرة الخلق الممتدة من بَدءِ الدنيا إلى نهاية الآخرة والمنتشرة من الفرش إلى العرش ومن الذرات إلى الشموس» قد حافظت -تلك البيانات الفرقانية- على الموازنة والتناسب وأعطتْ لكل عضو من الأعضاء ولكل ثمرة من الثمرات صورة تليق بها بحيث خَلُص العلماء المحققون -لدى إجراء تحقيقاتهم وأبحاثهم- إلى الانبهار والانشداه قائلين: ما شاء الله.. بارك الله. إن الذي يحل طلسم الكون ويكشف معمّى الخلق إنما هو أنت وحدك أيها القرآن الحكيم!
فلنمثل -ولله المثل الأعلى- الأسماء الإلهية وصفاتها الجليـلة والشؤون الربانية وأفعالها الحكيمة كأنها شجرة طوبى من نور تمتد دائرة عظمتها من الأزل إلى الأبد، وتسع حدود كبريائها الفضاء المطلق غير المحدود وتحيط به. ويمتد مدى إجراءاتها من حدود ﴿ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوٰى ﴾ (الأنعام:٩٥) ﴿ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه۪ ﴾ (الأنفال:٢٤) ﴿ هُوَ الَّذ۪ي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْاَرْحَامِ كَيْفَ يَشَٓاءُ ﴾(آل عمران:٦) إلى ﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ﴾ (هود:٧) وإلى ﴿ وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَم۪ينِه۪ ﴾ (الزمر:٦٧) ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾. فنرى أن القرآن الكريم يبين تلك الحقيقة النورانية بجميع فروعها وأغصانها وبجميع غاياتها وثمراتها بيانا في منتهى التوافق والانسجام بحيث لا تعيق حقيقة حقيقةً أخرى ولا يفسد حكمُ حقيقةٍ حُكْما لأخرى، ولا تستوحش حقيقة من غيرها. وعلى هذه الصورة المتجانسة المتناسقة بيّنَ القرآن الكريم حقائق الأسماء الإلهية والصفات الجليلة والشؤون الربانية والأفعال الحكيمة بيانا معجزا بحيث جعل جميع أهل الكشف والحقيقة وجميع أولي المعرفة والحكمة الذين يجولون في عالم الملكوت، يصدّقونه قائلين أمام جمال بيانه المعجز والإعجابُ يغمرهم: «سبحان الله! ما أصوبَ هذا! وما أكثرَ انسجامه وتوافقه وتطابقه مع الحقيقة وما أجمله وأليقه»
فلو أخَذنا مثلا أركانَ الإيمانِ السِّتةَ التي تتوجّه إلى جميعِ دائرةِ الإمكان ودائرةِ الوُجوبِ، والتي تُعَدُّ غُصنًا من تِلكُما الشَّجَرتَين العَظِيمَتَين، يُصوِّرُها القرآنُ الكريمُ بجميعِ فُروعِها وأغصانِها وثَمَراتِها وأزاهِيرِها مُراعِيًا في تَصوِيرِه انسِجامًا بديعًا بين ثَمَراتِها وأزاهيرِها، مُعرِّفًا طَرزَ التناسُبِ في مُنتهَى التّوازُنِ والاتِّساقِ، بحيثُ يجعلُ عَقلَ الإنسانِ عاجِزًا عن إدراك أبعادِه ومَبهُوتًا أمامَ حُسنِ جَمالِه.
ثم إنَّ الإسلامَ الذي هو فَرعٌ من غُصنِ الإيمانِ، أبدَعَ القرآنُ الكريمُ وأتَى بالرّائعِ المُعجِبِ في تَصويرِ أَدقِّ فُروعِ أركانِه الخمسةِ وحَافظَ على جَمالِ التّناسُبِ وكمالِ التوازُنِ فيما بينها، بل حافَظَ على التّناسُبِ فيما بين أبسَطِ آدابِها ومُنتهَى غاياتِها وأعْمقِ حِكَمِها وأصغرِ فوائدِها وثمراتِها.. وأبهرُ دليل على ذلك هو كَمالُ انتِظامِ الشّريعةِ العُظمَى النابعةِ من نصوصِ ذلك القرآنِ الجامِعِ ومن إشاراتِه ورُموزِه.. فكمالُ انتِظامِ هذه الشَّريعةِ الغَرّاءِ، وجمالُ تَوازُنِها الدَّقيقِ، وحُسنُ تَناسُبِ أحكامِها، ورَصانَتُها.. كلٌّ منها شاهِدُ عَدلٍ لا يُجرَحُ؛ وبرهانٌ باهرٌ على هذه الحقيقة لا يَدنُو منه الرَّيبُ أبدًا، بمَعنَى أنَّ البَياناتِ القرآنيّةَ لا يمكن أنْ تَستَنِدَ إلى عِلمٍ جُزئيٍّ لِبَشرٍ، ولا سيّما إنسانٍ أُمِّيٍّ، بل لابُدَّ أن تَستَنِدَ إلى عِلمٍ وَاسِعٍ مُحيطٍ بكلِّ شيءٍ.
فهو كَلامُ ذاتِ الله الجليلِ البَصيرِ بجميعِ الأشياءِ معًا، والمشاهِدِ لجميعِ الحقائقِ في آنٍ واحِدٍ من الأزَلِ إلى الأبدِ.. ومما يُشيرُ إلى هذه الحقيقةِ الآيةُ الكريمةُ:
﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ٓي اَنْزَلَ عَلٰى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ ﴾ (الكهف:١)
اَللّهمَّ يَا مُنـزِلَ الْقُرآنِ! بِحَقِّ الْقُرآنِ وَبِحَقّ مَن اُنـزِلَ عَلَيهِ الْقُرآنُ نَوِّرْ قُلُوبَنَا وَقُبُورَنَا بِنُورِ الْإِيمَانِ وَالْقُرآنِ آمِينَ يَا مُسْتَعَانُ!
المقام الثاني
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
حوار مع عدد من الشباب الذين تتجاذبهم الإغراءات والأهواء ولكنهم لم يفقدوا بعدُ صوابهم.
طلب عدد من الشباب أن تُعينهم «رسائل النور» وتمدّ لهم يد النجدة سائلين: كيف يمكننا أن ننقذ آخرتنا إزاء ما يحيط بنا في زماننا هذا من فتنة الإغراء وجاذبية الهوى وخداع اللهو؟ فأجبتهم باسم شخصية «رسائل النور» المعنوية قائلا:
القبر ماثل أمام الجميع! لا يمكن أن ينكره أحد. كلُّنا سندخله لا مناصَ! والدخول فيه بثلاثة طرق لا غيرها:
الطريق الأول: يؤدي إلى أن القبر باب ينفتح للمؤمنين إلى رياض جميلة وعالمٍ رحب فسيح أفضلُ وأجملُ من هذه الدنيا.
الطريق الثاني: يوصل إلى أن القبر باب لسجن دائم للمتمادين في الضلالة والغيّ -مع إيمانهم بالآخرة- فهم يعامَلون بجنس ما كانوا يعتقدونه ويرون الوجود والحياة من خلاله؛ فيُعزَلون عن جميع أحبتهم في هذا السجن الانفرادي، لعدم عملهم بما كانوا يعتقدونه.
الطريق الثالث: ينساق إليه مَن لا يؤمن بالآخرة من أرباب الضلالة، فإذا القبر باب إلى العدم المحض وإعدام نهائي له. والقبر في نظره مشنقة تُفنيه وتُفني معه جميعَ أحبته؛ فهذا هو جزاء جحوده بالآخرة. هذان الشِّقان بديهيان، لا يحتاجان إلى دليل، إذ يمكن مشاهدتهما رأي العين.
فما دام الأجلُ مستورا عنا بستار الغيب، والموتُ يمكنه أن يدركنا في كل حين، يضرب عنق الإنسان دون تمييز بين الشاب والشيخ، فلا شك أن الإنسان الضعيف الذي يرى هذه القضية المذهلة أمام عينيه، في كل وقت، سوف يتحرى عما ينجيه من ذلك الإعدام، ويبحث عما يحوّل له بابَ القبر من ظلمة قاتمة إلى نور ساطع ينفتح إلى عالم خالد ورياض مونِقة في عالم النور والسعادة الخالدة.. ولا ريب أن هذه المسألة هي القضية الكبرى لدى الإنسان، بل هي أعظمُ وأجلُّ من الدنيا كلِّها.
إن ظهور هذه الحقيقة؛ حقيقة الموت والقبر، بالطرق الثلاثة المتقدمة، ينبئ بها مائة وأربعة وعشرون ألفا من المخبرين الصادقين، وهم الأنبياء الكرام عليهم السلام الحاملون لواء تصديقهم الذي هو معجزاتهم الباهرة.. وينبئ بها مائة وأربعة وعشرون مليونا من الأولياء الصالحين، يصدّقون ما أخبر به أولئك الأنبياء الكرام، ويشهدون لهم على الحقيقة نفسها بالكشف والذوق والشهود.. وينبئ بها ما لا يعد ولا يحصى من العلماء المحققين، يثبتون ما أخبر به أولئك الأنبياء والأولياء بأدلتهم العقلية القاطعة البالغة درجَة علم اليقين، وبما يصل إلى تسع وتسعين بالمئة من الثبوت والجزم.. ([2]) فالجميع يقررون: أن النجاة من الإعدام الأبدي، والخلاصَ من السجن الانفرادي، وتحويلَ الموت إلى سعادة أبدية، إنما تكون بالإيمان بالله وطاعته ليس إلّا.
نعم، لو سار أحدُهم في طريقٍ غيرَ مكترث بقولِ مخبرٍ عن وجود خطرٍ مهلكٍ، ولو باحتمال واحد من المائة، أليس ما يحيط به من قلق وخوف عما يتصوره ويتوقعه من مخاطر كافيا لقطع شهيته عن الطعام؟ فكيف إذن بإخبار مئات الآلاف من الصادقين المصدّقين، إخبارا يبلغ صدقُهم مائة في المائة، واتفاقهم جميعا على أن الضلالة والجحود يدفعان الإنسان إلى مشنقة القبر وسجنه الانفرادي الأبدي -كما هو ماثل أمامكم- وأن الإيمان والعبادة بيقين مائة في المائة، كفيلان برفع أعواد المشنقة وإغلاق باب السجن الانفرادي، وتحويل القبر إلى باب يُفتح إلى قصور مزيّنة عامرة بالسعادة الدائمة، وكنوز مليئة لا تنضب.. علما أنهم مع إخبارهم هذا يدلّون على أماراتها ويظهرون آثارها. والآن أوجه إليكم هذا السؤال: - تُرى ما موقف الإنسان البائس، ولا سيما المسلم، إزاء هذه المسألة الجسيمة الرهيبة؟ هل يمكن أن تزيل سلطنةُ الدنيا كلها مع ما فيها من متع ولذائذ، ما يعانيه الإنسان من اضطراب وقلق في انتظار دوره في كل لحظة للدخول إلى القبر، إن كان فاقدا للإيمان والعبادة؟.
ثم إنّ الشيخوخة والمرض والبلاء، وما يحدث من وفيات هنا وهناك، تقطّر ذلك الألم المرير إلى نفس كل إنسان، وتُنذره دوما بمصيره المحتوم. فلا جَرَمَ أنّ أولئك الضالين وأرباب السفاهة والمجون سيتأجج في قلوبهم جحيم معنوي، يعذبهم بلظاه حتى لو تمتعوا بمباهج الدنيا ولذائذها، بَيْدَ أنّ الغفلة وحدَها هي التي تحول دون استشعارهم ذلك العذاب الأليم.
فما دام أهل الإيمان والطاعة يرون القبر الماثل أمامَهم بابا إلى رياض سعادة دائمة ونعيم مقيم، بما مُنحوا من القدر الإلهي من وثيقة تُكسبهم كنوزا لا تَفْنى بشهادة الإيمان، فإنّ كُلا منهم سيشعر لذة عميقة حقيقية راسخة، ونشوة روحية لدى انتظاره كلَّ لحظة مَن يناديه قائلا: تعالَ خُذْ بطاقتك! بحيث إنّ تلك النشوة الروحية لو تجسمت لأصبحت بمثابة جنة معنوية خاصة بذلك المؤمن، بمثل ما تتحول البذرة وتتجسم شجرةً وارفة. ولما كان الأمر هكذا، فالذي يدَعُ تلك المتعة الروحية الخالصة لأجْلِ لذةٍ مؤقتة غيرِ مشروعة منغصةٍ بالآلام -كالعسل المسموم- بدافع من طيش الشباب وسفاهته؛ سينحطُّ إلى مستوى أدنى بكثير من مستوى الحيوان..
بل لا يبلغ أن يكون حتى بمثل الملاحدة الأجانب أيضا؛ لأن مَن يُنكر منهم رسولَنا الكريم ﷺ فقد يؤمن برسل آخرين، وإن لم يؤمن بالرسل كلِّهم، فقد يؤمن بوجوده تعالى. وإن لم يؤمن بالله، فقد تكون له من الخصال الحميدة ما يريه الكمالات. بينما المسلم لم يعرف الرسل الكرام ولا آمن بربه ولا عرف الكمالات الإنسانية إلّا بوساطة هذا النبي الكريم ﷺ لذا مَن يتركْ منهم التأدّبَ بتربيته المباركة ويُحِلُّ رِبقتَه عن أوامره فلا يعترفُ بنبيٍ آخر، بل يجحد حتى بالله سبحانه وتعالى. ولا يستطيع أن يحافظ على أسس الكمالات الإنسانية في روحه؛ ذلك لأنّ أصولَ الدين وأسسَ التربية التي جاء بها الرسول الكريم ﷺ هي من الرسوخ والكمال ما لا يمكن أن يَحْرِزَ نورا ولا كمالا قط مَن يَدَعُها ويتركها، بل يَحكُم عليه بالتردِّي والسقوط المطلق، إذ هو ﷺ خاتمُ النبيين وسيدُ الأنبياء والمرسلين، وإمامُ البشرية بأكملها، في الحقائق كلِّها، بل هو مدارُ فخرِها واعتزازِها، كما أثبَتَ ذلك إثباتا رائعا على مدى أربعةَ عشرَ قرنا.
فيا مَن فُتنتم بزهرة الحياة الدنيا ومتاعِها، ويا مَن يبذلون قُصارى جهدهم لضمان الحياة والمستقبل بالقلق عليهما! أيها البائسون! إن كنتم ترومون التمتع بلذة الدنيا والتنعم بسعادتها وراحتها، فاللذائذ المشروعة تُغنيكم عن كل شيء، فهي كافية ووافية لتلبية رغباتكم وتطمين أهوائكم.
ولقد أدركتم -مما بيّناه آنفا- أن كل لذة ومتعة خارج نطاق الشرع فيها ألفُ ألمٍ وألم، إذ لو أمكن عرض ما سيقع من أحداث مقبلة بعد خمسين سنة مثلا، على شاشة الآن مثلما تُعرض الأحداث الماضية عليها لَبَكى أربابُ الغفلة والسفاهة بكاءً مرا أليما على ما يضحكون له الآن.
فمن كان يريد السرورَ الخالصَ الدائمَ والفرحَ المقيمَ في الدنيا والآخرة، عليه أن يقتدي بما في نطاق الإيمان من تربية محمد ﷺ.
حوار مع فريق من الشباب
جاءَني -ذات يوم- فريق من الشباب، يتدفقون نضارةً وذكاءً، طالبين تنبيهاتٍ قويةً وإرشاداتٍ قويمةً تقيهم من شرورٍ تتطاير من متطلبات الحياة ومن فتوّة الشباب ومن الأهواء المحيطة بهم. فقلت لهم بمثل ما قلته لأولئك الذين طلبوا العون من رسائل النور:
اعلموا أن ما تتمتعون به من ربيع العمر ونضارة الحياة ذاهب لا محالة، فإن لم تلزموا أنفسكم بالبقاء ضمن الحدود الشرعية، فسيضيع ذلك الشباب ويذهب هباءً منثورا، ويجرّ عليكم في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة بلايا ومصائبَ وآلاما تفوق كثيرا ملذات الدنيا التي أذاقكم إياها.. ولكن لو صرفتم ربيع عمركم في عِفّة النفس وفي صَوْنِ الشرف وفي طاعة ربكم بتربيته على الإسلام، أداءً لشكر الله تعالى على ما أنعَمَ عليكم من نعمة الفتوة والشباب، فسيبقى ويدوم ذلك العهدُ معنىً، وسيكون لكم وسيلة للفوز بشباب دائم خالد في الجنة الخالدة.
فالحياة، إن كانت خاليةً من الإيمان، أو فَقَدَ الإيمانُ تأثيرَه فيها لكثرة المعاصي، فإنها مع متاعها ولذتها الظاهرية القصيرة جدا تذيق الآلام والأحزان والهموم أضعافَ أضعافِ تلك المتع والملذات، ذلك لأن الإنسان -بما مُنح من عقل وفكر- ذو علاقة فطرية وثيقة بالماضي والمستقبل فضلا عما هو عليه من زمان حاضر حتى إنه يتمكن من أن يذوق لذائذ تلك الأزمنة ويشعر بآلامها، خلافا للحيوان الذي لا تعكر صَفْوَ لذتِه الحاضرةِ الأحزانُ الواردة من الماضي ولا المخاوفُ المتوقعة في المستقبل، حيث لم يمنح الفكر. ومن هنا فالإنسان الذي تَردَّى في الضلالة وأطبقتْ عليه الغفلةُ تفسد متعتُه الحاضرة بما يردُه من أحزان من الماضي، وما يرده من اضطرابٍ من القلق على المستقبل. فتتكدر حياتُه الحاضرة بالآلام والأوهام، سـيَّما الملذاتُ غير المشروعة، فهي في حكم العسل المسموم تماما. أي إنّ الإنسان هو أدنى بمائة مرة من الحيوان من حيث التمتع بملذات الحياة.
بل إن حياة أرباب الضلالة والغفلة، بل وجودهم وعالَمهم، ما هو إلّا يومُهم الحاضر، حيث إنّ الأزمنة الماضية كلَّها وما فيها من الكائنات معدومة، ميتة، بسبب ضلالتهم، فترِدهم من هناك حوالكُ الظلمات..! أما الأزمنة المقبلة فهي أيضا معدومة بالنسبة إليهم، وذلك لعدم إيمانهم بالغيب. فتملأ الفراقات الأبدية -التي لا تنقطع- حياتَهم بظلمات قاتمة، ما داموا يملكون العقل جاحدين بالبعث والنشور.
ولكن إذا ما أصبح الإيمان حياةً للحياة، وشعّ فيها من نوره، استنارت الأزمنة الماضية واستضاءت الأزمنة المقبلة، وتجدان البقاءَ وتمدان روحَ المؤمن وقلبَه من زاوية الإيمان، بأذواق معنوية سامية وأنوار وجودية باقية، بمثل ما يمدّهما الزمن الحاضر. هذه الحقيقة موضحة توضيحا وافيا في «الرجاء السابع» من رسالة «الشيوخ» فليراجع.
هكذا الحياة.. فإن كنتم تريدون أن تستمتعوا بالحياة وتلتذوا بها فأحيوا حياتكم بالإيمان وزيّنوها بأداء الفرائض، وحافظوا عليها باجتناب المعاصي.
أما حقيقة الموت التي تُطلعنا على أهوالها، الوفياتُ التي نشاهدها كل يوم، في كل مكان، فسأبينها لكم في مثال، مثلما بينتها لشبان آخرين من أمثالكم .
تصوروا ههنا -مثلا- أعوادا نُصبت أمامكم للمشنقة، وبجانبها دائرة توزع جوائزَ سخيةً كبرى للمحظوظين.. ونحن الأشخاص العشرة هنا سنُدعى إلى هناك طوعا أو كرها. ولكن لأنّ زمان الاستدعاء مخفي عنّا، فنحنُ في كل دقيقة بانتظار مَن يقول لكلٍ منا: تعالَ.. تسلّم قرار إعدامك، واصعد المشنقة!. أو يقول: تعالَ خذ بطاقة تربحك ملايين الليرات الذهبية.! وبينا نحن واقفون منتظرون، إذا بشخصين حضرا لدى الباب.
أحدهما امرأة جميلة لعوب شبه عارية تحمل في يدها قطعة من الحلوى، تقدّمها إلينا تبدو أنها شهية، ولكنها مسمومة في حقيقتها.
أما الآخر فهو رجل وقور كيّس -ليس خِبا ولا غِرّا- دخل على إثْرِ تلك المرأة وقال: لقد أتيتكم بِطَلْسِمٍ عجيب، وجئتكم بدرس بليغ، إذا قرأتم الدرس ولم تأكلوا من تلك الحلوى، تنجون من المشنقة، وتتسلَّمون -بهذا الطلسم- بطاقة تلك الجائزة الثمينة.. فها أنتم أولاء ترون بأم أعينكم أن مَن يأكل تلك الحلوى، يتلوّى من آلام البطن حتى يصعد المشنقة. أما الفائزون ببطاقة الجائزة، فمع أنهم محجوبون عنّا، ويبدون أنهم يصعدون منصّة المشنقة إلّا أنّ أكثر من ملايين الشهود يخبرون بأنهم لم يُشنَقوا، وإنما اتخذوا أعواد المشنقة سُلّما للاجتياز بسهولة ويسر إلى دائرة الجوائز. فهيا انظروا من النوافذ، لتروا كيف أنّ كبار المسؤولين المشرفين على توزيع تلك الجوائز ينادون بأعلى صوتهم قائلين: «إنّ أصحاب ذلك الطِّلْسم العجيب قد فازوا ببطاقة الجوائز.. اعلموا هذا يقينا كما رأيتم بعين اليقين أولئك الذاهبين إلى المشنقة، فلا يساوِرنّكم الشكُّ في هذا، فهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار».
وهكذا على غرار هذا المثال: فإنّ مُتع الشباب وملذاته المحظورةَ شرعا كالعسل المسموم.. وَغَدَا الموتُ لدى الذي فقد بطاقة الإيمان التي تربحه السعادة الأبدية كأنّه مشنقة، فينتظر جَلّاد الأجل الذي يمكن أن يحضر كل لحظة -لخفاء وقته عنا- ليقطع الأعناق دون تمييز بين شاب وشيخ.. فيرديه إلى حفرة القبر الذي هو باب لظلماتٍ أبدية كما هو في ظاهره..
ولكن إذا ما أعرض الشاب عن تلك الملذات المحظورة، الشبيهة بالعسل المسموم وضرب عنها صفحا، وبادر إلى الحصول على ذلك الطلسم القرآني وهو الإيمان وأداء الفرائض، فإنّ مائةً وأربعةً وعشرينَ ألفا من الأنبياء عليهم السلام، وما لا يُعدُّ ولا يُحصى من الأولياء الصالحين والعلماء العاملين يخبرون ويبشّرون بالاتفاق مظهرين آثار ما يخبرون عنه بأنّ المؤمن سيفوز ببطاقة تكسبه كنوز السعادة الأبدية.
حاصل الكلام: إن الشباب سيذهب حتما وسيزول لا محالة؛ فإن كان قد قضي في سبيل الملذات ونشوة الطيش والغرور؛ فسيورث آلاف البلايا والآلام والمصائب الموجعة سواء في الدنيا أو الآخرة. وان كنتم ترومون أن تفهموا بأن أمثال هؤلاء الشباب سيؤول حالُهم في غالب الأمر إلى المستشفيات، بسبب تصرفاتهم الطائشة وإسرافاتهم وتعرضهم لأمراض نفسية.. أو إلى السجون وأماكن الإهانة والتحقير، بسبب نـزواتهم وغرورهم.. أو إلى الملاهي والخمّارات بسبب ضِيْقِ صدورهم من الآلام والاضطرابات المعنوية والنفسية التي تنتابهم.. نعم.. إن شئتم أن تتيقنوا من هذه النتائج فاسألوا المستشفياتِ والسجونَ والمقابرَ..
فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، وغرورهم فتلقّوا صفعة التأديب لخروجهم على الأوامر الشرعية، وستعلمون أيضا أنّ أكثرَ ما يُعذّب المرءُ في قبره -ذلك العالم البرزخي الذي لا تهدأ أبوابُه عن الانفتاح والانغلاق لكثرة الداخلين فيه- ما هو إلّا بما كسبت يداه من تصرفات سيئة في سنيِّ شبابه، كما هو ثابت بمشاهدات أهل كشف القبور، وشهادة جميع أهل الحقيقة والعلم وتصديقهم.
واسألوا إن شئتم الشيوخ والمرضى الذين يمثلون غالبية البشرية، فستسمعون أنّ أكثريتهم المطلقة يقولون: «وا أسَفَى على ما فات! لقد ضيعنا ربيعَ شبابنا في أمور تافهة، بل في أمور ضارة! فإياكم إياكم أن تُعيدوا سيرتَنا، وحَذارِ حَذارِ أن تفعلوا مثلَنا!». ذلك لأنّ الذي يُقاسي سنواتٍ من الغمِّ والهمِّ في الدنيا، والعذابَ في البرزخ، ونارَ سَقَرٍ في الآخرة، لأجل تمتع لا يدوم خمسَ أو عَشْرَ سنوات من عمر الشباب بملذات محظورة.. غير جدير بالإشفاق، مع أنّه في أشدّ الحالات استدرارا للشفقة والرثاء؛ لأنّ الذي يرضى بالضرر وينساق إليه طوعا، لا يستحق الإشفاق عليه ولا النَظر إلى حاله بعين الرحمة، وِفْقَ القاعدة الحكيمة: «الراضي بالضرر لا يُنظر له». ([3])
حفظنا الله وإياكم من فتنة هذا الزمان المغرية ونجّانا من شرورها.. آمِينَ
=== رسائل إلى المسجونين
[حاشية المقام الثاني من الكلمة الثالثة عشرة] ===
بِاسمِهِ سُبحَانَهُ
إن المسجونين هم في أمسّ الحاجة إلى ما في «رسائل النور» من سُلْوان حقيقي وعزاءٍ خالص. ولا سيما أولئك الشبان الذين تلقوا صفعات التأديب ولطمات التأنيب بنـزواتهم وأهوائهم. فقضوا نضارة عمرهم في السجن، فحاجة هؤلاء إلى النور كحاجتهم إلى الخبز.
إنّ عروق الشباب تنبض لهوى المشاعر، وتستجيب لها أكثر مما تستجيب للعقل وترضخ له. وسَورات الهوى -كما هو معلوم- لا تُبْصرُ العُقبى، فتفضّلُ درهما من لذة حاضرة عاجلة على طنٍّ من لذة آجلة؛ فيُقْدِمُ الشابُ بدافع الهوى على قتل إنسان برئ للتلذذ بدقيقة واحدة من لذة الانتقام، ثم يقاسي من جرّائها ثمانية آلاف ساعة من آلام السجن.. والشاب ينساق إلى التمتع لساعة واحدة في اللهو والعبث -في قضية تخص الشرف- ثم يتجرع من ورائها آلام ألوف الأيام من سجن وخوف وتوجس من العدو المتربص به.. وهكذا تضيع منه سعادة العمر بين قلق واضطراب وخوف وآلام.
وعلى غِرار هذا يقع الشباب المساكين في وَرْطَاتٍ ومشاكلَ عويصةٍ كثيرة حتى تحوّل ألطفَ أيام حياتهم وأحلاها إلى أمرِّ الأيام وأقساها، وفي حالة يُرثى لها.
ولا سيّما بعد أن هبّتْ عواصفُ هوجاءْ من الشِّمال تحمل فتنا مدمرة لهذا العصر؛ إذ تستبيح لهوى الشباب الذي لا يَرَى العُقبى أعراضَ النساء والعذارى الفاتناتِ وتدفعهم إلى الاختلاط الماجن البَذِيءِ، فضلا عن إباحتها أموال الأغنياء لفقراء سفهاء. إن فرائص البشرية كلِّها لترتعد أمام هذه الجرائم المنكرة التي تُرتكب بحقها.
İşte bu asırda İslâm ve Türk gençleri, kahramanane davranıp iki cihetten hücum eden bu tehlikeye karşı Risale-i Nur’un Meyve ve Gençlik Rehberi gibi keskin kılınçlarıyla mukabele etmeleri elzemdir. Yoksa o bîçare genç, hem dünya istikbalini hem mesud hayatını hem âhiretteki saadetini ve hayat-ı bâkiyesini azaplara, elemlere çevirip mahveder ve sû-i istimal ve sefahetle hastahanelere ve hissiyatın taşkınlıklarıyla hapishanelere düşer. Eyvahlar, esefler ile ihtiyarlığında çok ağlayacak.
Eğer terbiye-i Kur’aniye ve Nur’un hakikatleriyle kendini muhafaza eylese tam bir kahraman genç ve mükemmel bir insan ve mesud bir Müslüman ve sair zîhayatlara, hayvanlara bir nevi sultan olur.
Evet bir genç, hapiste yirmi dört saat her günkü ömründen tek bir saatini beş farz namazına sarf etse ve ekser günahlardan hapis mani olduğu gibi o musibete sebebiyet veren hatadan dahi tövbe edip sair zararlı, elemli günahlardan çekilse hem hayatına hem istikbaline hem vatanına hem milletine hem akrabasına büyük bir faydası olması gibi o on, on beş senelik fâni gençlikle ebedî parlak bir gençliği kazanacağını başta Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, bütün kütüb ve suhuf-u semaviye kat’î haber verip müjde ediyorlar.
Evet o şirin, güzel gençlik nimetine istikametle, taatle şükretse hem ziyadeleşir hem bâkileşir hem lezzetlenir. Yoksa hem belalı olur hem elemli, gamlı, kâbuslu olur, gider. Hem akrabasına hem vatanına hem milletine muzır bir serseri hükmüne geçirmeye sebebiyet verir.
Eğer mahpus, zulmen mahkûm olmuş ise farz namazını kılmak şartıyla her bir saati, bir gün ibadet olduğu gibi o hapis onun hakkında bir çilehane-i uzlet olup eski zamanda mağaralara girerek ibadet eden münzevi salihlerden sayılabilirler.
Eğer fakir ve ihtiyar ve hasta ve iman hakikatlerine müştak ise farzını yapmak ve tövbe etmek şartıyla her bir saatleri yirmişer saat ibadet olup hapis ona bir istirahathane ve merhametkârane ona bakan dostlar için bir muhabbethane, bir terbiyehane, bir dershane hükmüne geçer. O hapiste durmakla hariçteki müşevveş, her taraftaki günahların hücumuna maruz serbestiyetten daha ziyade hoşlanabilir. Hapisten tam terbiye alır. Çıktığı zaman bir kātil, bir müntakim olarak değil, belki tövbekâr, tecrübeli, terbiyeli, millete menfaatli bir adam çıkar.
Hattâ Denizli hapsindeki zatların az zamanda Nurlardan fevkalâde hüsn-ü ahlâk dersini alanlarını gören bazı alâkadar zatlar demişler ki: “Terbiye için on beş sene hapse atmaktan ise on beş hafta Risale-i Nur dersini alsalar daha ziyade onları ıslah eder.”
Madem ölüm ölmüyor ve ecel gizlidir, her vakit gelebilir. Ve madem kabir kapanmıyor, kafile kafile arkasında gelenler oraya girip kayboluyorlar. Ve madem ölüm, ehl-i iman hakkında idam-ı ebedîden terhis tezkeresine çevrildiği, hakikat-i Kur’aniye ile gösterilmiş ve ehl-i dalalet ve sefahet hakkında göz ile göründüğü gibi bir idam-ı ebedîdir; bütün mahbubatından ve mevcudattan bir firak-ı lâyezalîdir.
Elbette ve elbette hiç şüphe kalmaz ki en bahtiyar odur ki sabır içinde şükretmek ve hapis müddetinden tam istifade ederek Nurların dersini alarak istikamet dairesinde, imanına ve Kur’an’a hizmete çalışmaktır.
Ey zevk ve lezzete müptela insan! Ben yetmiş beş yaşımda binler tecrübelerle ve hüccetlerle ve hâdiselerle aynelyakîn bildim ki:
Hakiki zevk ve elemsiz lezzet ve kedersiz sevinç ve hayattaki saadet yalnız imandadır ve iman hakikatleri dairesinde bulunur. Yoksa dünyevî bir lezzette çok elemler var. Bir üzüm tanesini yedirir, on tokat vurur gibi hayatın lezzetini kaçırır.
Ey hapis musibetine düşen bîçareler! Madem dünyanız ağlıyor ve hayatınız acılaştı; çalışınız, âhiretiniz dahi ağlamasın ve hayat-ı bâkiyeniz gülsün, tatlılaşsın, hapisten istifade ediniz. Nasıl bazen ağır şerait altında düşman karşısında bir saat nöbet, bir sene ibadet hükmüne geçebilir. Öyle de sizin bu ağır şerait altında her bir saat ibadet zahmeti, çok saatler olup o zahmetleri rahmetlere çevirir.
بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ
اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ
Aziz, sıddık kardeşlerim!
Hapis musibetine düşenlere ve onlara merhametkârane, sadakatle hariçten gelen erzaklarına nezaret ve yardım edenlere kuvvetli bir teselliyi üç noktada beyan edeceğim.
Birinci Nokta: Hapiste geçen ömür günleri, her bir gün on gün kadar bir ibadet kazandırabilir ve fâni saatleri, meyveleri cihetiyle manen bâki saatlere çevirebilir ve beş on sene ceza ile milyonlar sene haps-i ebedîden kurtulmaya vesile olabilir.
İşte ehl-i iman için bu pek büyük ve çok kıymettar kazanç şartı, farz namazını kılmak ve hapse sebebiyet veren günahlardan tövbe etmek ve sabır içinde şükretmektir. Zaten hapis çok günahlara manidir, meydan vermiyor.
İkinci Nokta: Zeval-i lezzet elem olduğu gibi zeval-i elem dahi lezzettir. Evet, herkes geçmiş lezzetli, safalı günlerini düşünse teessüf ve tahassür elem-i manevîsini hissedip “Eyvah!” der. Ve geçmiş musibetli, elemli günlerini tahattur etse zevalinden bir manevî lezzet hisseder ki: “Elhamdülillah şükür, o bela sevabını bıraktı, gitti.” der. Ferah ile teneffüs eder. Demek bir saat muvakkat elem, ruhta bir manevî lezzet bırakır ve lezzetli saat, bilakis elem bırakır.
Madem hakikat budur ve madem geçmiş musibet saatleri, elemleri ile beraber ma’dum ve yok olmuş ve gelecek bela günleri, şimdi ma’dum ve yoktur ve yoktan elem yok ve ma’dumdan elem gelmez. Mesela, birkaç gün sonra aç ve susuz olmak ihtimalinden, bugün o niyetle mütemadiyen ekmek yese ve su içse ne derece divaneliktir.
Aynen öyle de geçmiş ve gelecek elemli saatleri –ki hiç ve ma’dum ve yok olmuşlar– şimdi düşünüp sabırsızlık göstermek ve kusurlu nefsini bırakıp Allah’tan şekva etmek gibi “Of, of!” etmek divaneliktir. Eğer sağa sola yani geçmiş ve geleceklere sabır kuvvetini dağıtmazsa ve hazır saate ve güne karşı tutsa tam kâfi gelir. Sıkıntı ondan bire iner.
Hattâ şekva olmasın, ben bu üçüncü Medrese-i Yusufiyede, birkaç gün zarfında, hiç ömrümde görmediğim maddî ve manevî sıkıntılı, hastalıklı musibetimde, hususan Nur’un hizmetinden mahrumiyetimden gelen meyusiyet ve kalbî ve ruhî sıkıntılar beni ezdiği sırada, inayet-i İlahiye bu mezkûr hakikati gösterdi. Ben de sıkıntılı hastalığımdan ve hapsimden razı oldum. Çünkü benim gibi kabir kapısında bir bîçareye, gafletle geçebilir bir saatini, on adet ibadet saatleri yapmak büyük kârdır diye şükreyledim.
Üçüncü Nokta: Mahpuslara şefkatkârane hizmetle yardım etmek ve muhtaç oldukları rızıklarını ellerine vermek ve manevî yaralarına tesellilerle merhem sürmekte, az bir amel ile büyük bir kazanç var ve dışarıdan gelen yemeklerini onlara vermek, aynı o yemek kadar o gardiyan ve gardiyan ile beraber dâhilde ve hariçte çalışanların –bir sadaka hükmünde– defter-i hasenatına yazılır. Hususan musibetzede, ihtiyar veya hasta veya fakir veya garib olsa o sadaka-i maneviyenin sevabı çok ziyadeleşir.
İşte bu kıymetli kazancın şartı, farz namazını kılmaktır. Tâ ki o hizmeti, lillah için olsun. Hem bir şartı da sadakat ve şefkat ve sevinç ile ve minnet etmemek tarzda yardımlarına koşmaktır.
بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ
اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ اَبَدًا دَائِمًا
Ey hapis arkadaşlarım ve din kardeşlerim!
Size hem dünya azabından hem âhiret azabından kurtaracak bir hakikati beyan etmek, kalbime ihtar edildi. O da şudur:
Mesela, birisi birinin kardeşini veya bir akrabasını öldürmüş. Bir dakika intikam lezzetiyle bir katl, milyonlar dakika hem kalbî sıkıntı hem hapis azabını çektirir ve maktûlün akrabası dahi intikam endişesiyle ve karşısında düşmanını düşünmesiyle hayatının lezzetini ve ömrünün zevkini kaçırır. Hem korku hem hiddet azabını çekiyor. Bunun tek bir çaresi var. O da Kur’an’ın emrettiği ve hak ve hakikat ve maslahat ve insaniyet ve İslâmiyet iktiza ve teşvik ettikleri olan, barışmak ve musalaha etmektir.
Evet, hakikat ve maslahat sulhtur. Çünkü ecel birdir, değişmez. O maktûl, herhalde ecel geldiğinden daha ziyade kalmayacaktı. O kātil ise o kaza-i İlahiyeye vasıta olmuş. Eğer barışmak olmazsa iki taraf da daima korku ve intikam azabını çekerler. Onun içindir ki “Üç günden fazla bir mü’min diğer bir mü’mine küsmemek” İslâmiyet emrediyor. Eğer o katl, bir adâvetten ve bir kinli garazdan gelmemişse ve bir münafık o fitneye vesile olmuş ise çabuk barışmak elzemdir. Yoksa o cüz’î musibet büyük olur, devam eder. Eğer barışsalar ve öldüren tövbe etse ve maktûle her vakit dua etse o halde her iki taraf çok kazanırlar ve kardeş gibi olurlar. Bir gitmiş kardeşe bedel, birkaç dindar kardeşleri kazanır. Kaza ve kader-i İlahîye teslim olup düşmanını affeder.
Ve bilhassa madem Risale-i Nur dersini dinlemişler, elbette mabeynlerinde bulunan bütün küsmekleri bırakmaya hem maslahat ve istirahat-i şahsiye ve umumiye hem Nur dairesindeki uhuvvet iktiza ediyor.
Nasıl ki Denizli hapsinde birbirine düşman bütün mahpuslar, Nurlar dersiyle birbirlerine kardeş oldular ve bizim beraetimize bir sebep olup hattâ dinsizlere, serserilere de o mahpuslar hakkında “Mâşâallah, bârekellah” dedirttiler ve o mahpuslar tam teneffüs ettiler. Ben burada gördüm ki bir tek adamın yüzünden yüz adam sıkıntı çekip beraber teneffüse çıkmıyorlar. Onlara zulüm olur. Mert ve vicdanlı bir mü’min, küçük ve cüz’î bir hata veya menfaatle, yüzer zararı ehl-i imana vermez. Eğer hata etse verse çabuk tövbe etmek lâzımdır.
بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ
Aziz yeni kardeşlerim ve eski mahpuslar!
Benim kat’î kanaatim gelmiş ki buraya girmemizin inayet-i İlahiye cihetinde bir ehemmiyetli sebebi sizsiniz. Yani, Nurlar tesellileriyle ve imanın hakikatleriyle sizi bu hapis musibetinin sıkıntılarından ve dünyevî çok zararlarından ve boşu boşuna gam ve hüzün ile giden hayatınızı faydasızlıktan, bâd-i heva zayi olmasından ve dünyanızın ağlaması gibi âhiretinizi ağlamaktan kurtarıp tam bir teselli size vermektir.
Madem hakikat budur. Elbette siz dahi Denizli mahpusları ve Nur talebeleri gibi birbirinize kardeş olmanız lâzımdır. Görüyorsunuz ki bir bıçak içinize girmemek ve birbirinize tecavüz etmemek için dışarıdan gelen bütün eşyanız ve yemek ve ekmeğinizi ve çorbanızı karıştırıyorlar. Size sadakatle hizmet eden gardiyanlar çok zahmet çekiyorlar. Hem siz, beraber teneffüse çıkmıyorsunuz. Güya canavar ve vahşi gibi birbirinize saldıracaksınız.
İşte şimdi sizin gibi fıtrî kahramanlık damarını taşıyan yeni arkadaşlar, bu zamanda manevî büyük bir kahramanlık ile heyete deyiniz ki: “Değil elimize bıçak, belki mavzer ve rovelver de verilse hem emir de verilse biz bu bîçare ve bizim gibi musibetzede arkadaşlarımıza dokunmayacağız. Eskiden yüz düşmanlık ve adâvetimiz dahi olsa da onları helâl edip hatırlarını kırmamaya çalışacağımıza, Kur’an’ın ve imanın ve uhuvvet-i İslâmiyenin ve maslahatımızın emriyle ve irşadıyla karar verdik.” diyerek bu hapsi bir mübarek dershaneye çeviriniz.
Leyle-i Kadirde İhtar Edilen Bir Mesele-i Mühimme
On Üçüncü Söz’ün İkinci Makamı’nın Zeyli
Leyle-i Kadirde kalbe gelen pek geniş ve uzun bir hakikate, pek kısaca bir işaret edeceğiz. Şöyle ki:
Nev-i beşer, bu son Harb-i Umumî’nin eşedd-i zulüm ve eşedd-i istibdadı ile ve merhametsiz tahribatı ile ve bir tek düşmanın yüzünden yüzer masumu perişan etmesiyle ve mağlupların dehşetli meyusiyetleriyle ve galiblerin dehşetli telaş ve hâkimiyetlerini muhafaza ve büyük tahribatlarını tamir edememelerinden gelen dehşetli vicdan azaplarıyla ve dünya hayatının bütün bütün fâni ve muvakkat olması ve medeniyet fanteziyelerinin aldatıcı ve uyutucu olduğu umuma görünmesiyle ve fıtrat-ı beşeriyedeki yüksek istidadatın ve mahiyet-i insaniyesinin umumî bir surette dehşetli yaralanmasıyla ve gaflet ve dalaletin, sert ve sağır olan tabiatın, Kur’an’ın elmas kılıncı altında parçalanmasıyla ve gaflet ve dalaletin en boğucu, aldatıcı en geniş perdesi olan siyaset-i rûy-i zeminin pek çirkin, pek gaddarane hakiki sureti görünmesiyle elbette ve elbette hiç şüphe yok ki:
Şimal’de, Garp’ta, Amerika’da emareleri göründüğüne binaen nev-i beşerin maşuk-u mecazîsi olan hayat-ı dünyeviye, böyle çirkin ve geçici olmasından fıtrat-ı beşerin hakiki sevdiği, aradığı hayat-ı bâkiyeyi bütün kuvvetiyle arayacak.
Ve elbette hiç şüphe yok ki:
Bin üç yüz altmış senede, her asırda üç yüz elli milyon şakirdi bulunan ve her hükmüne ve davasına milyonlar ehl-i hakikat tasdik ile imza basan ve her dakikada milyonlar hâfızların kalbinde kudsiyet ile bulunup lisanlarıyla beşere ders veren ve hiçbir kitapta emsali bulunmayan bir tarzda, beşer için hayat-ı bâkiyeyi ve saadet-i ebediyeyi müjde veren ve bütün beşerin yaralarını tedavi eden Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın şiddetli, kuvvetli ve tekrarlı binler âyâtıyla, belki sarîhan ve işareten on binler defa dava edip haber veren ve sarsılmaz kat’î delillerle şüphe getirmez hadsiz hüccetleriyle hayat-ı bâkiyeyi kat’iyetle müjde ve saadet-i ebediyeyi ders vermesi, elbette nev-i beşer bütün bütün aklını kaybetmezse, maddî veya manevî bir kıyamet başlarına kopmazsa; İsveç, Norveç, Finlandiya ve İngiltere’nin Kur’an’ı kabul etmeye çalışan meşhur hatipleri ve Amerika’nın din-i hakkı arayan ehemmiyetli cemiyeti gibi rûy-i zeminin geniş kıtaları ve büyük hükûmetleri Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ı arayacaklar ve hakikatlerini anladıktan sonra bütün ruh u canlarıyla sarılacaklar.
Çünkü bu hakikat noktasında kat’iyen Kur’an’ın misli yoktur ve olamaz ve hiçbir şey bu mu’cize-i ekberin yerini tutamaz.
Sâniyen: Madem Risale-i Nur, bu mu’cize-i kübranın elinde bir elmas kılınç hükmünde hizmetini göstermiş ve muannid düşmanlarını teslime mecbur etmiş. Hem kalbi hem ruhu hem hissiyatı tam tenvir edecek ve ilaçlarını verecek bir tarzda hazine-i Kur’aniyenin dellâllığını yapan ve ondan başka me’hazi ve mercii olmayan ve bir mu’cize-i maneviyesi bulunan Risale-i Nur, o vazifeyi tam yapıyor ve aleyhindeki dehşetli propagandalara ve gayet muannid zındıklara tam galebe çalmış ve dalaletin en sert kuvvetli kalesi olan tabiatı, Tabiat Risalesi’yle parça parça etmiş ve gafletin en kalın ve boğucu ve geniş daire-i âfakında ve fennin en geniş perdelerinde Asâ-yı Musa’daki Meyve’nin Altıncı Meselesi ve Birinci, İkinci, Üçüncü, Sekizinci Hüccetleriyle gayet parlak bir tarzda gafleti dağıtıp nur-u tevhidi göstermiş.
Meyve Risalesi’nden Altıncı Mesele
Risale-i Nur’un çok yerlerinde izahı ve kat’î hadsiz hüccetleri bulunan iman-ı billah rüknünün binler küllî bürhanlarından bir tek bürhana kısaca bir işarettir.
Kastamonu’da lise talebelerinden bir kısmı yanıma geldiler. “Bize Hâlık’ımızı tanıttır, muallimlerimiz Allah’tan bahsetmiyorlar.” dediler.
Ben dedim: Sizin okuduğunuz fenlerden her fen, kendi lisan-ı mahsusuyla mütemadiyen Allah’tan bahsedip Hâlık’ı tanıttırıyorlar. Muallimleri değil, onları dinleyiniz.
Mesela, nasıl ki mükemmel bir eczahane ki her kavanozunda hârika ve hassas mizanlarla alınmış hayattar macunlar ve tiryaklar var. Şüphesiz gayet maharetli ve kimyager ve hakîm bir eczacıyı gösterir.
Öyle de küre-i arz eczahanesinde bulunan dört yüz bin çeşit nebatat ve hayvanat kavanozlarındaki zîhayat macunlar ve tiryaklar cihetiyle, bu çarşıdaki eczahaneden ne derece ziyade mükemmel ve büyük olması nisbetinde, okuduğunuz fenn-i tıp mikyasıyla küre-i arz eczahane-i kübrasının eczacısı olan Hakîm-i Zülcelal’i hattâ kör gözlere de gösterir, tanıttırır.
Hem mesela, nasıl bir hârika fabrika ki binler çeşit çeşit kumaşları basit bir maddeden dokuyor. Şeksiz, bir fabrikatörü ve maharetli bir makinisti tanıttırır.
Öyle de küre-i arz denilen yüz binler başlı, her başında yüz binler mükemmel fabrika bulunan bu seyyar makine-i Rabbaniye, ne derece bu insan fabrikasından büyükse, mükemmelse o derecede okuduğunuz fenn-i makine mikyasıyla küre-i arzın ustasını ve sahibini bildirir ve tanıttırır.
Hem mesela, nasıl ki gayet mükemmel bin bir çeşit erzak etrafından celbedip içinde muntazaman istif ve ihzar edilmiş depo ve iaşe ambarı ve dükkân; şeksiz, bir fevkalâde iaşe ve erzak mâlikini ve sahibini ve memurunu bildirir.
Öyle de bir senede yirmi dört bin senelik bir dairede muntazaman seyahat eden ve yüz binler ve ayrı ayrı erzak isteyen taifeleri içine alan ve seyahatiyle mevsimlere uğrayıp baharı bir büyük vagon gibi binler ayrı ayrı taamlarla doldurarak kışta erzakı tükenen bîçare zîhayatlara getiren ve küre-i arz denilen bu Rahmanî iaşe ambarı ve bir sefine-i Sübhaniye ve bin bir çeşit cihazatı ve malları ve konserve paketleri taşıyan bu depo ve dükkân-ı Rabbanî, ne derece o fabrikadan büyük ve mükemmel ise okuduğunuz ve okuyacağınız fenn-i iaşe mikyasıyla o kat’iyette ve o derecede küre-i arz deposunun sahibini, mutasarrıfını, müdebbirini bildirir, tanıttırır, sevdirir.
Hem nasıl ki dört yüz bin millet içinde bulunan ve her milletin istediği erzakı ayrı ve istimal ettiği silahı ayrı ve giydiği elbisesi ayrı ve talimatı ayrı ve terhisatı ayrı olan bir ordunun mu’cizekâr bir kumandanı, tek başıyla bütün o ayrı ayrı milletlerin ayrı ayrı erzaklarını ve çeşit çeşit eslihalarını ve elbiselerini ve cihazatlarını, hiçbirini unutmayarak ve şaşırmayarak verdiği o acib ordu ve ordugâh, şüphesiz bedahetle o hârika kumandanı gösterir, takdirkârane sevdirir.
Aynen öyle de zemin yüzünün ordugâhında ve her baharda yeniden silah altına alınmış bir yeni ordu-yu Sübhanîde, nebatat ve hayvanat milletlerinden dört yüz bin nev’in çeşit çeşit elbise, erzak, esliha, talim, terhisleri gayet mükemmel ve muntazam ve hiçbirini unutmayarak ve şaşırmayarak bir tek kumandan-ı a’zam tarafından verilen küre-i arzın bahar ordugâhı, ne derece mezkûr insan ordu ve ordugâhından büyük ve mükemmel ise sizin okuyacağınız fenn-i askerî mikyasıyla dikkatli ve aklı başında olanlara o derece küre-i arzın hâkimini ve Rabb’ini ve müdebbirini ve Kumandan-ı Akdes’ini hayretler ve takdislerle bildirir ve tahmid ve tesbihle sevdirir.
Hem nasıl ki bir hârika şehirde milyonlar elektrik lambaları hareket ederek her yeri gezerler, yanmak maddeleri tükenmiyor bir tarzdaki elektrik lambaları ve fabrikası; şeksiz, bedahetle elektriği idare eden ve seyyar lambaları yapan ve fabrikayı kuran ve iştial maddelerini getiren bir mu’cizekâr ustayı ve fevkalâde kudretli bir elektrikçiyi hayretler ve tebriklerle tanıttırır, yaşasınlar ile sevdirir.
Aynen öyle de bu âlem şehrinde dünya sarayının damındaki yıldız lambaları, bir kısmı –kozmoğrafyanın dediğine bakılsa– küre-i arzdan bin defa büyük ve top güllesinden yetmiş defa süratli hareket ettikleri halde intizamını bozmuyor, birbirine çarpmıyor, sönmüyor, yanmak maddeleri tükenmiyor.
Okuduğunuz kozmoğrafyanın dediğine göre, küre-i arzdan bir milyon defadan ziyade büyük ve bir milyon seneden ziyade yaşayan ve bir misafirhane-i Rahmaniyede bir lamba ve soba olan güneşimizin yanmasının devamı için her gün, küre-i arzın denizleri kadar gaz yağı ve dağları kadar kömür veya bin arz kadar odun yığınları lâzımdır ki sönmesin.
Ve onu ve onun gibi ulvi yıldızları gaz yağsız, odunsuz, kömürsüz yandıran ve söndürmeyen ve beraber çabuk gezdiren ve birbirine çarptırmayan bir nihayetsiz kudreti ve saltanatı, ışık parmaklarıyla gösteren bu kâinat şehr-i muhteşemindeki dünya sarayının elektrik lambaları ve idareleri ne derece o misalden daha büyük daha mükemmeldir. O derecede sizin okuduğunuz veya okuyacağınız fenn-i elektrik mikyasıyla bu meşher-i a’zam-ı kâinatın sultanını, münevvirini, müdebbirini, sâni’ini, o nurani yıldızları şahit göstererek tanıttırır. Tesbihatla, takdisatla sevdirir, perestiş ettirir.
Hem mesela, nasıl ki bir kitap bulunsa ki bir satırında bir kitap ince yazılmış ve her bir kelimesinde ince kalemle bir sure-i Kur’aniye yazılmış, gayet manidar ve bütün meseleleri birbirini teyid eder ve kâtibini ve müellifini fevkalâde maharetli ve iktidarlı gösteren bir acib mecmua; şeksiz, gündüz gibi kâtip ve musannifini kemalâtıyla, hünerleriyle bildirir, tanıttırır. “Mâşâallah, bârekellah” cümleleriyle takdir ettirir.
Aynen öyle de bu kâinat kitab-ı kebiri ki bir tek sahifesi olan zemin yüzünde ve bir tek forması olan baharda, üç yüz bin ayrı ayrı kitaplar hükmündeki üç yüz bin nebatî ve hayvanî taifeleri beraber, birbiri içinde, yanlışsız, hatasız, karıştırmayarak, şaşırmayarak; mükemmel, muntazam ve bazen ağaç gibi bir kelimede bir kasideyi ve çekirdek gibi bir noktada bir kitabın tamam fihristesini yazan bir kalem işlediğini gözümüzle gördüğümüz bu nihayetsiz manidar ve her kelimesinde çok hikmetler bulunan şu mecmua-i kâinat ve bu mücessem Kur’an-ı Ekber-i Âlem, mezkûr misaldeki kitaptan ne derece büyük ve mükemmel ve manidar ise o derecede sizin okuduğunuz fenn-i hikmetü’l-eşya ve mektepte bilfiil mübaşeret ettiğiniz fenn-i kıraat ve fenn-i kitabet, geniş mikyaslarıyla ve dürbün gözleriyle bu kitab-ı kâinatın nakkaşını, kâtibini hadsiz kemalâtıyla tanıttırır. “Allahu ekber” cümlesiyle bildirir, “Sübhanallah” takdisiyle tarif eder, “Elhamdülillah” senalarıyla sevdirir.
İşte bu fenlere kıyasen, yüzer fünundan her bir fen, geniş mikyasıyla ve hususi âyinesiyle ve dürbünlü gözüyle ve ibretli nazarlarıyla bu kâinatın Hâlık-ı Zülcelal’ini esmasıyla bildirir; sıfâtını, kemalâtını tanıttırır.
İşte bu muhteşem ve parlak bir bürhan-ı vahdaniyet olan mezkûr hücceti ders vermek içindir ki Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan çok tekrar ile en ziyade رَبُّ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ âyetleriyle Hâlık’ımızı bize tanıttırıyor, diye o mektepli gençlere dedim. Onlar dahi tamamıyla kabul edip tasdik ederek: “Hadsiz şükür olsun Rabb’imize ki tam kudsî ve ayn-ı hakikat bir ders aldık. Allah senden razı olsun.” dediler. Ben de dedim:
“İnsan, binler çeşit elemler ile müteellim ve binler nevi lezzetler ile mütelezziz olacak bir zîhayat makine ve gayet derece acziyle beraber hadsiz maddî, manevî düşmanları ve nihayetsiz fakrıyla beraber hadsiz zâhirî ve bâtınî ihtiyaçları bulunan ve mütemadiyen zeval ve firak tokatlarını yiyen bir bîçare mahluk iken, birden iman ve ubudiyetle böyle bir Padişah-ı Zülcelal’e intisap edip bütün düşmanlarına karşı bir nokta-i istinad ve bütün hâcatına medar bir nokta-i istimdad bularak herkes mensup olduğu efendisinin şerefiyle, makamıyla iftihar ettiği gibi; o da böyle nihayetsiz Kadîr ve Rahîm bir Padişah’a iman ile intisap etse ve ubudiyetle hizmetine girse ve ecelin idam ilanını kendi hakkında terhis tezkeresine çevirse ne kadar memnun ve minnettar ve ne kadar müteşekkirane iftihar edebilir, kıyas ediniz.”
O mektepli gençlere dediğim gibi musibetzede mahpuslara da tekrar ile derim: Onu tanıyan ve itaat eden zindanda dahi olsa bahtiyardır. Onu unutan saraylarda da olsa zindandadır, bedbahttır. Hattâ bir bahtiyar mazlum, idam olunurken bedbaht zalimlere demiş: “Ben idam olmuyorum. Belki terhis ile saadete gidiyorum. Fakat ben de sizi idam-ı ebedî ile mahkûm gördüğümden sizden tam intikamımı alıyorum.” لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ diyerek sürur ile teslim-i ruh eder.
سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
Hüve Nüktesi
بِاس۟مِهٖ سُب۟حَانَهُ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ
اَلسَّلَامُ عَلَي۟كُم۟ وَ رَح۟مَةُ اللّٰهِ وَ بَرَكَاتُهُ اَبَدًا دَائِمًا
Çok aziz ve sıddık kardeşlerim!
Kardeşlerim, لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ve قُل۟ هُوَ اللّٰهُ daki هُوَ lafzında, yalnız maddî cihette bir seyahat-i hayaliye-i fikriyede hava sahifesinin mütalaasıyla âni bir surette görünen bir zarif nükte-i tevhidde, meslek-i imaniyenin hadsiz derece kolay ve vücub derecesinde suhuletli bulunmasını ve şirk ve dalaletin mesleğinde hadsiz derecede müşkülatlı, mümteni binler muhal bulunduğunu müşahede ettim. Gayet kısa bir işaretle o geniş ve uzun nükteyi beyan edeceğim.
Evet, nasıl ki bir avuç toprak, yüzer çiçeklere nöbetle saksılık eden kabında eğer tabiata, esbaba havale edilse lâzım gelir ki ya o kapta küçük mikyasta yüzer, belki çiçekler adedince manevî makineler, fabrikalar bulunsun veyahut o parçacık topraktaki her bir zerre, bütün o ayrı ayrı çiçekleri, muhtelif hâsiyetleriyle ve hayattar cihazatıyla yapmalarını bilsin; âdeta bir ilah gibi hadsiz ilmi ve nihayetsiz iktidarı bulunsun.
Aynen öyle de emir ve iradenin bir arşı olan havanın, rüzgârın her bir parçası ve bir nefes ve tırnak kadar olan هُوَ lafzındaki havada; küçücük mikyasta, bütün dünyada mevcud telefonların, telgrafların, radyoların ve hadsiz ve muhtelif konuşmaların merkezleri, santralları, âhize ve nâkileleri bulunsun ve o hadsiz işleri beraber ve bir anda yapabilsin. Veyahut o هُوَ deki havanın belki unsur-u havanın her bir parçasının her bir zerresi, bütün telefoncular ve ayrı ayrı umum telgrafçılar ve radyo ile konuşanlar kadar manevî şahsiyetleri ve kabiliyetleri bulunsun ve onların umum dillerini bilsin ve aynı zamanda başka zerrelere de bildirsin, neşretsin. Çünkü bilfiil o vaziyet kısmen görünüyor ve havanın bütün eczasında o kabiliyet var.
İşte ehl-i küfrün ve tabiiyyun ve maddiyyunların mesleklerinde değil bir muhal, belki zerreler adedince muhaller ve imtinalar ve müşkülatlar aşikâre görünüyor.
Eğer Sâni’-i Zülcelal’e verilse hava bütün zerratıyla onun emirber neferi olur. Bir tek zerrenin muntazam bir tek vazifesi kadar kolayca, hadsiz küllî vazifelerini Hâlık’ının izniyle ve kuvvetiyle ve Hâlık’a intisap ve istinad ile ve Sâni’inin cilve-i kudreti ile bir anda şimşek süratinde ve هُوَ telaffuzu ve havanın temevvücü suhuletinde yapılır. Yani, kalem-i kudretin hadsiz ve hârika ve muntazam yazılarına bir sahife olur ve zerreleri, o kalemin uçları ve zerrelerin vazifeleri dahi kalem-i kaderin noktaları bulunur. Bir tek zerrenin hareketi derecesinde kolay çalışır.
İşte ben لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ve قُل۟ هُوَ اللّٰهُ daki hareket-i fikriye ile seyahatimde hava âlemini temaşa ve o unsurun sahifesini mütalaa ederken bu mücmel hakikati, tam vâzıh ve mufassal aynelyakîn müşahede ettim. Ve هُوَ nin lafzında, havasında böyle parlak bir bürhan ve bir lem’a-yı vâhidiyet bulunduğu gibi manasında ve işaretinde gayet nurani bir cilve-i ehadiyet ve çok kuvvetli bir hüccet-i tevhid ve هُوَ zamirinin mutlak ve mübhem işareti hangi zata bakıyor işaretine bir karine-i taayyün o hüccette bulunması içindir ki hem Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan hem ehl-i zikir makam-ı tevhidde bu kudsî kelimeyi çok tekrar ederler diye ilmelyakîn ile bildim.
Evet mesela, bir nokta beyaz kâğıtta, iki üç nokta konulsa karıştığı ve bir adam, muhtelif çok vazifeleri beraber yapmasıyla şaşıracağı ve bir küçük zîhayata, çok yükler yüklenmesiyle altında ezildiği ve bir lisan ve bir kulak, aynı anda müteaddid kelimelerin beraber çıkması ve girmesi intizamını bozup karışacağı halde; aynelyakîn gördüm ki:
هُوَ nin anahtarı ile ve pusulasıyla fikren seyahat ettiğim hava unsurunda, her bir parçası hattâ her bir zerresi içine muhtelif binler noktalar, harfler, kelimeler konulduğu veya konulabileceği halde, karışmadığını ve intizamını bozmadığını hem ayrı ayrı pek çok vazifeler yaptığı halde, hiç şaşırmadan yapıldığını ve o parçaya ve zerreye pek çok ağır yükler yüklendiği halde hiç zaaf göstermeyerek, geri kalmayarak intizam ile taşıdığını hem binler ayrı ayrı kelime, ayrı ayrı tarzda, manada o küçücük kulak ve lisanlara kemal-i intizamla gelip çıkıp, hiç karışmayarak bozulmayarak o küçücük kulaklara girip, o gayet incecik lisanlardan çıktığı ve o her zerre ve her parçacık, bu acib vazifeleri görmekle beraber kemal-i serbestiyet ile cezbedarane hal dili ile ve mezkûr hakikatin şehadeti ve lisanıyla لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ve قُل۟ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ deyip gezer ve fırtınaların ve şimşek ve berk ve gök gürültüsü gibi havayı çarpıştırıcı dalgalar içerisinde intizamını ve vazifelerini hiç bozmuyor ve şaşırmıyor ve bir iş diğer bir işe mani olmuyor. Ben aynelyakîn müşahede ettim.
Demek, ya her bir zerre ve her bir parça havada nihayetsiz bir hikmet ve nihayetsiz bir ilmi, iradesi ve nihayetsiz bir kuvveti, kudreti ve bütün zerrata hâkim-i mutlak bir hâssaları bulunmak lâzımdır ki bu işlere medar olabilsin. Bu ise zerreler adedince muhal ve bâtıldır. Hiçbir şeytan dahi bunu hatıra getiremez.
Öyle ise bu sahife-i havanın hakkalyakîn, aynelyakîn, ilmelyakîn derecesinde bedahetle Zat-ı Zülcelal’in hadsiz gayr-ı mütenahî ilmi ve hikmetle çalıştırdığı kalem-i kudret ve kaderin mütebeddil sahifesi ve bir levh-i mahfuzun âlem-i tagayyürde ve mütebeddil şuunatında bir “levh-i mahv ispat” namında yazar bozar tahtası hükmündedir.
İşte hava unsurunun yalnız nakl-i asvat vazifesinde mezkûr cilve-i vahdaniyeti ve mezkûr acayibi gösterdiği ve dalaletin hadsiz muhaliyetini izhar ettiği gibi unsur-u havaînin sair ehemmiyetli vazifelerinden biri de elektrik, cazibe, dâfia, ziya gibi sair letaifin naklinde şaşırmadan muntazaman, asvat naklindeki vazifeyi gördüğü aynı zamanda, bu vazifeleri dahi gördüğü aynı zamanında, bütün nebatat ve hayvanata teneffüs ve telkîh gibi hayata lüzumu bulunan levazımatı kemal-i intizam ile yetiştiriyor. Emir ve irade-i İlahiyenin bir arşı olduğunu kat’î bir surette ispat ediyor.
Ve serseri tesadüf ve kör kuvvet ve sağır tabiat ve karışık, hedefsiz esbab ve âciz, camid, cahil maddeler bu sahife-i havaiyenin kitabetine ve vazifelerine karışması hiçbir cihetle ihtimal ve imkânı bulunmadığını aynelyakîn derecesinde ispat ettiğini kat’î kanaat getirdim. Ve her bir zerre ve her bir parça lisan-ı hal ile لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ve قُل۟ هُوَ اللّٰهُ اَحَدٌ dediklerini bildim. Ve bu هُوَ anahtarı ile havanın maddî cihetindeki bu acayibi gördüğüm gibi hava unsuru da bir هُوَ olarak âlem-i misal ve âlem-i manaya bir anahtar oldu.
Mütebâkisi şimdilik yazdırılmadı.
Umuma binler selâm…