On Altıncı Mektup/ar: Revizyonlar arasındaki fark
("لقد نال هذا المكتوب سراً من أسرار الآية الكريمة: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾ (طه: ٤٤)" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("ثالثها: لقد كفتنا أنا وضيوفي الكرام أوقيةٌ واحدة من الزبد رغم تناوله يومياً مع الخبز طوال ثلاثة أشهر في الجبل. حتى كان لي ضيف مبارك وهو «سليمان»(∗) وقد أوشك خبزنا على النفاد، وكنا في يوم الأربعاء، فقلت له: اذهب إلى القرية وآت بالخبز، إذ ليس حوالينا أحد ح..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
55. satır: | 55. satır: | ||
وأنا أقول: أيها السادة! إن ما كتبه «سعيد القديم» و «سعيد الجديد» في متناول اليد. أُبينه شاهداً ولقد نظرت -منذ السابق- إلى القومية السلبية والدعوة إلى العنصرية نظرةَ السمّ القاتل، لأنها مرضٌ أوروبي خبيثٌ سار. وذلك حسب الأمر النبوي الجازم بأنَّ الإسلام يَجُبُّ العصبية الجاهلية. 1 ولقد ألقت أوروبا بذلك المرض الوبيل بين المسلمين ليمزّقَهم ويفرّقَهم شَذر مَذر ليسهل عليها ابتلاعَهم قِطعاً متناثرة. ولقد بذلتُ ما وسعني الجهد لعلاج هذا الداء الخبيث، ويشهد طلابي ومن له علاقة معي بذلك. | وأنا أقول: أيها السادة! إن ما كتبه «سعيد القديم» و «سعيد الجديد» في متناول اليد. أُبينه شاهداً ولقد نظرت -منذ السابق- إلى القومية السلبية والدعوة إلى العنصرية نظرةَ السمّ القاتل، لأنها مرضٌ أوروبي خبيثٌ سار. وذلك حسب الأمر النبوي الجازم بأنَّ الإسلام يَجُبُّ العصبية الجاهلية. 1 ولقد ألقت أوروبا بذلك المرض الوبيل بين المسلمين ليمزّقَهم ويفرّقَهم شَذر مَذر ليسهل عليها ابتلاعَهم قِطعاً متناثرة. ولقد بذلتُ ما وسعني الجهد لعلاج هذا الداء الخبيث، ويشهد طلابي ومن له علاقة معي بذلك. | ||
ولما كان الأمر هكذا، فيا أيها السادة! ما الداعي وراء التشبث بكل حادثة لإيذائي والتضييق عليّ؟ والذي هو من قبيل إدانة جندي في الغرب لخطأ ارتكبه جنديٌ في الشرق، لكونهما جنديين، أو أخذ حانوتي في بغداد، لأنه حانوتي، بجريرة حانوتي في استانبول ! فهذا هو شأنكم في كل حادثة دنيوية تتخذونها وسيلة للتضييق عليّ. أيُّ وجدانٍ يحكم بهذا؟ وأيةُ مصلحة تقتضيه؟ | |||
< | <span id="Üçüncü_Nokta"></span> | ||
== | == النقطة الثالثة == | ||
إنَّ أصدقائي وأحبابي الذين يلاحظون راحتي وأحوالي، يستغربون من إيثاري الصمتَ وتجمّلي بالصبر تجاه كل مصيبة تنـزل بي، فيتساءلون: كيف تتحمل الضيقَ والمشاق التي تنـزل بك؟ فلقد كنتَ من قبل شديدَ الغضب، لا ترضى أن يمسّ أحد عزتَك. وكنتَ لا تتحمل أدنى إهانة؟ | |||
الجواب: استمعوا إلى هاتين الحادثتين والحكايتين. وخذوا الجواب منهما! | |||
الحكاية الأولى: | |||
قبل سنتين ذكر مديرٌ مسؤول في غيابي كلماتٍ ملفقةً فيها إهانة وتحقير لي، دون سبب ومبرر. ونُقل الكلامُ إليّ، تألمتُ ما يقرب من ساعة بأحاسيس «سعيد القديم». ثم وردت برحمته سبحانه وتعالى إلى القلب حقيقةٌ أزالت ذلك الضيق، ودفعتني لأصفحَ عن ذلك الشخص. والحقيقة هي: | |||
قلت لنفسي: إن كان تحقيرُه وما أورده من نقائص تخصّ شخصي ونفسي بالذات، فليرضَ الله عنه إذ أطلعني على عيوب نفسي. فإن كان صادقاً، فسوف يسوقني اعتراضُه إلى تربية نفسي الأمارة وتأديبِها، فهو إذن يعاونني في النجاة من الغرور. وإنْ كان كاذباً، فهو عَونٌ لي أيضاً للخلاص من الرياء، ومن الشهرة الكاذبة التي هي أساسُ الرياء. نعم! إنني لم أصالح نفسي قط؛ لأنني لم أربِّها. فإن نبّهني أحدٌ على وجود عقرب في أي جزء من جسمي، عليّ أن أرضى عنه، لا امتعضَ منه. | |||
أما إن كانت إهاناتُه تعود لصفة كوني خادماً للإيمان والقرآن، فتلك لا تعود لي، فأُحيل ذلك الشخص إلى صاحب القرآن الذي استخدمني في هذه المهمة، فهو عزيز حكيم. | |||
وإن كان كلامه لأجل تحقيري وإهانة شخصي بالذات والحط من شأني، فهذا أيضاً لا يخصني، لأنني أسيرٌ مكبّل وغريب في هذا البلد، فالدفاع عن كرامتي ليس لي فيه نصيب، بل يخص من يحكم هذه القرية ثم القضاء ثم المحافظة التي أنا ضيف لديهم. إذ إن إهانة أسير تعود إلى مالكه، فهو الذي يدافع عنه. | |||
فاطمأن القلبُ بهذه الحقيقة، وتلوتُ: ﴿وَاُفَوِّضُ اَمْر۪ٓي اِلَى اللّٰهِۜ اِنَّ اللّٰهَ بَص۪يرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (غافر: ٤٤) وأهملتُ الحادثةَ واعتبرتها لم تقع، ونسيتُها. ولكن تبين بعدئذٍ -مع الأسف- أن القرآن لم يتجاوز عنه، فعاقبَه. | |||
الحكاية الثانية: | |||
طرق سمعي في هذه السنة أن حادثةً وقعت، وقد سمعتُها بعد وقوعها إجمالاً فحسب، لكني لقيت معاملة كأنني ذو علاقة قوية بالحادثة. علماً أنني ما كنت أراسل أحداً، وما كنت أكتب رسالة إلّا نادراً إلى صديق وحول مسألة إيمانية، بل لم أكتب حتى لشقيقي إلّا رسالة واحدة خلال أربع سنوات. فكنت أمنع نفسي عن مخالطة الناس والاتصال بهم، فضلاً عن أن أهل الدنيا كانوا يمنعونني عن ذلك. فما كنت ألقى إلّا واحداً أو اثنين من الأحباب خلال أسبوع، مرة أو مرتين. أما الضيوفُ القادمون إلى القرية، وهم آحاد لا يزيدون عن واحد أو اثنين فكانوا يلقونني دقيقة أو دقيقتين، خلال شهر، ولمسألة أخروية.. | |||
كنت على هذه الحالة من الاغتراب، وقد مُنعت عن كل الناس، عن كل شيء، وبقيتُ وحيداً غريباً، لا قريب لي، في قرية ليس فيها ما يلائم مكسب نفقتي. حتى إنني قبل أربعِ سنوات، عمّرت مسجداً خرباً وقمت فيه بالإمامة لأربع سنوات (نسأل الله القبول) حيث أحمل شهادةَ الإمامة والوعظ، من بلدي. ومع هذا لم استطع الذهابَ إلى المسجد في شهر رمضان الفائت. فصليتُ أحياناً منفرداً وحُرمت من ثواب الجماعة البالغ خمساً وعشرين ضعفاً. | |||
فتجاه هاتين الحادثتين اللتين مرّتا بي أظهرتُ صبراً وتحملاً مثلما أظهرتُه قبل سنتين إزاء معاملة ذلك المسؤول. وسأستمر على هذا الصبر والتحمل بإذن الله. | |||
والذي يدور في خلَدي وأريد أن أقولَه هو أن العنتَ الذي يذيقني إياه أهلُ الدنيا، والأذى والتضييق عليّ منهم، إنْ كان تجاه نفسي القاصرة الملطخة بالعيوب فإني أعفو عنهم، لعلّ نفسي تصلح من شأنها بهذا التعذيب فيكون كفارةً لذنوبها. فلئن قاسيتُ من أذىً في هذه الدنيا المضيفة، فأنا شاكرٌ ربي، إذ قد رأيت بهجتها ومتعتها. | |||
ولكن إن كان أهل الدنيا يذيقونني العذابَ لقيامي بخدمة الإيمان والقرآن، فالدفاع عن هذا ليس من شأني وإنما أُحيلُه إلى العزيز الجبار. | |||
وإن كان المرادُ من ذلك التضييق إفسادَ توجّه الناس إليّ والحيلولة دون إقبالهم عليّ، أي للحدّ من الشهرة الكاذبة، التي لا أساس لها، بل هي السبب في الرياء وإفساد الإخلاص.. فعليهم إذن رحمةُ الله وبركاته؛ لأني اعتقد أن كسب الشهرة وإقبالَ الناس ضار لأشخاص مثلي. والذين لهم علاقة معي يعرفونني جيداً: أنني لا أقبل الاحترام لنفسي، بل أنفر منه، حتى إن صديقاً فاضلاً عزيزاً عليّ قد نهرتُه أكثر من خمسين مرة لشدة احترامه لي. | |||
ولكن إن كان قصدُهم من التهوين من شأني وإسقاطي في أعين الناس يخص الحقائقَ الإيمانية والقرآنية التي أقوم بتبليغها، فعبثاً يحاولون لأن نجوم القرآن لا تُسدَل بشيء. فمن يغمض عينه يجعل نهارَه ليلاً لا نهار غيره. | |||
< | <span id="Dördüncü_Nokta"></span> | ||
== | == النقطة الرابعة == | ||
جواب عن بضعة أسئلة مريبة. | |||
< | <span id="Birincisi:"></span> | ||
=== السؤال الأول المريب: === | |||
</ | |||
يسأل أهل الدنيا ويقولون لي: بماذا تعيش؟ وكيف تُدار معيشتُك دون عمل؟ نحن لا نقبل في بلادنا المتقاعدين الكسالى الذين يقتاتون على سعي الآخرين وعملهم؟ | |||
الجواب: إنني أعيش بالاقتصاد والبركة. لا أقبل من غير رزاقي الله منّةً من أحد، وقررت أن لا أقبلها طوال حياتي. | |||
< | نعم، إن الذي يعيش بمائة بارة (<ref> | ||
أربعون بارة قرش واحد، وعشرة قروش تعادل ليرة تركية واحدة. | |||
</ | </ref>) بل بأربعين بارة يأبى أن يدخلَ تحت منّة الآخرين. | ||
إنني ما كنت أرغب مطلقاً أن أوضح هذه المسألة خشية الإشعار بالغرور والأنانية، وأكره أن أبوحَ بها فهي ثقيلة عليَّ، ولكن لأن أهل الدنيا تدور الأوهامُ والشبهات في نفوسهم لدى سؤالهم هذا، فأقول: | |||
- إن دستور حياتي كلها هو عدمُ قبول شيء من الآخرين، فمنذ نعومة أظفاري لم أقبل شيئاً من أحد حتى لو كان زكاة أموالهم. | |||
ثم إن رفضي للمرتّب الحكومي -إلاّ ما عينَته الدولةُ لي لسنتين حينما كنت في دار الحكمة الإسلامية وبعد إلحاح أصدقائي وإصرارهم اضطررت إلى قبوله- وإن عدم قبولي لمنّة الآخرين في دفع ضرورات المعيشة الحياتية.. كل ذلك يبين دستور حياتي. فالناس في مدينتي وكل من يعرفني في المدن الأخرى يعرفون هذا مني جيداً. ولقد حاول أصدقاء كثيرون بمحاولات شتى أن أقبل هداياهم في غضون هذه السنوات الخمس التي مرت بالنفي، إلا أنني رفضت. | |||
فإذا قيل: فكيف إذن تعيش؟ | |||
أقول: أعيش بالبركة والإكرام الإلهي. فإنَّ نفسي الأمارة مع أنها تستحق كلَّ إهانة وتحقير، إلّا أنني -في الإرزاق- أحظى بالبركة التي هي إكرام إلهي يُمنح كرامةً من كرامات خدمة القرآن. | |||
سأورد نماذج منها، وذلك قياماً بأداء الشكر المعنوي تجاه تلك النعم التي أكرمني الله بها وعملا بالآية الكريمة: ﴿وَاَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (الضحى: ١١) ولكني رغم هذا أخشى أن يداخلَ هذا الشكرَ المعنوي شيءٌ من الرياء والغرور فتمحَق تلك البركة الربانية الطيبة، إذ إن إظهار البركة المخفية بافتخارٍ مدعاةٌ لانقطاعها. ولكن ما حيلتي فإني اضطررتُ إلى ذكر تلك البركة اضطراراً. | |||
فالأول: لقد كفاني في هذه الشهور الستة الماضية ستةٌ وثلاثون رغيفاً قد خُبز من كيلة (<ref>كيلة: مقياس قديم للوزن والحجم وهي تساوي (٤٠ لتراً من الحبوب).</ref>) من الحنطة، ولا زال الخبز باقياً، ولا أعرف متى ينفد. (<ref>وقد دام سنة كاملة.(المؤلف)</ref>) | |||
ثانيها: في هذا الشهر المبارك شهر رمضان لم يأتني طعامٌ إلّا من بيتين اثنين، وقد أمرضاني كلاهما. ففهمتُ من هذا أنه ممنوع عليّ طعامُ الآخرين!. ولقد كفتني أوقية واحدة (<ref> | |||
معيار قديم أيضاً تساوي ٢١٨٢ غم. | |||
</ref>) من الرز وثلاثة أرغفة من الخبز بقية أيام شهر رمضان. فالصديق الصادق «عبد الله جاويش»(∗) صاحب البيت المبارك الذي يهيئ لي الطعام يشهد بهذا ويخبر به، بل إن الرز قد استمر خمسة عشر يوماً آخر بعد شهر رمضان. | |||
ثالثها: لقد كفتنا أنا وضيوفي الكرام أوقيةٌ واحدة من الزبد رغم تناوله يومياً مع الخبز طوال ثلاثة أشهر في الجبل. حتى كان لي ضيف مبارك وهو «سليمان»(∗) وقد أوشك خبزنا على النفاد، وكنا في يوم الأربعاء، فقلت له: اذهب إلى القرية وآت بالخبز، إذ ليس حوالينا أحد حتى مسافة ساعتين لنبتاع منه. فقال: إني أرغب أن أبيت معك ليلة الجمعة المباركة على قمة هذا الجبل، لأتضرع معك إلى الله. | |||
فقلت: توكلنا على الله. إذن ابقَ معي. | |||
ثم بدأنا بالسير معاً حتى صعدنا قمة جبل رغم أنه لا داعي ولا مناسبة لذلك. وكان لدينا قليل من الماء مع شيء من الشاي والسكر. | |||
قلت: يا أخي اعمل لنا قليلاً من الشاي. وبدأ بالعمل. | |||
وجلست أنا تحت شجرة قطران أتأمل في مشاهدة وادٍ عميق، وأفكر بأسف وأسى: ليس لدينا إلّا كسرة من خبز متعفن ربما يكفينا كلينا هذا المساء. ولكن كيف باليومين التاليين. فماذا أقول لهذا الرجل الطيب النقي السريرة! | |||
وبينما أنا غارق في هذا إذا برأسي كأنه يُدار إلى الشجرة فالتفتُّ وإذا بي أرى رغيفاً كبيراً فوق شجرة القطران ينظر إلينا بين أغصانها، قلت: أبشر يا سليمان فقد أنعم الله سبحانه علينا برزق. فأخذنا الخبز من الشجرة وفتشنا عن أثر من آثار الحيوانات والطيور عليه. وإذا به سالمٌ من أي تعرض كان من الحيوانات. فضلاً عن أنه لم يصعد هذا الجبل منذ ثلاثين يوماً أحد من الناس. فكفانا ذلك الرغيف يومين. وما أن أوشك على النفاد إذا بالرجل الصادق «سليمان»(∗) الذي كان صديقاً صادقاً طوال أربع سنوات يصعد الجبل متوجهاً نحونا آتياً لنا بالخبز. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
11.06, 28 Ocak 2024 tarihindeki hâli
المكتوب السادس عشر
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
﴿اَلَّذ۪ينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ اِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ ا۪يمَانًاۗ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللّٰهُ وَنِعْمَ الْوَك۪يلُ﴾ (آل عمران: ١٧٣)
لقد نال هذا المكتوب سراً من أسرار الآية الكريمة: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾ (طه: ٤٤) فلم يُكتب بلهجة شديدة.
وهو جواب عن سؤال يُورده الكثيرون صراحة أو ضمناً.
«إنني لا أرغب قط في أَنْ أُسجّل هذه الإجابة، ولا أَرتاح إليها. فلقد فوّضت أَمري كلَّه إلى المولى القدير، وتوكلتُ عليه وحده، ولكني لا أُترك وشأني لأجد الراحة في عالمي، فيلفتون نظري إلى الدنيا، لذا أَقول مضطراً لا بلسان «سعيد الجديد» بل بلسان «سعيد القديم». ولا أقول إنقاذاً لشخصي بالذات، بل إنقاذاً لأصدقائي و «الكلمات» من شبهات ينثرها أهلُ الدنيا ومن أَذاهم. فأذكر واقعَ حالي على حقيقته إلى أصدقائي وإلى أهل الدنيا وإلى المسؤولين في الحكم، وذلك في خمس نقاط».
النقطة الأولى
قيل: لِمَ انسحبتَ من ميدان السياسة ولا تتقربُ إليها قط؟.
الجواب: لقد خاض «سعيد القديم» غمار السياسة ما يقارب عشر السنوات علَّه يخدم الدين والعلم عن طريقها. فذهبتْ محاولتُه أدراجَ الرياح، إذ رأى أن تلك الطريق ذاتُ مشاكل، ومشكوكٌ فيها. وأن التدخل فيها فضول -بالنسبة إليّ- فهي تحُول بيني وبين القيام بأَهم واجب. وهي ذاتُ خطورة. وأَنَّ أَغلبَها خداع وأكاذيب. وهناك احتمال أن يكون الشخص آلةً بيد الأَجنبي دون أن يشعر.
وكذا فالذي يخوض غمار السياسة إما أن يكونَ موافقاً لسياسة الدولة أو معارضاً لها، فإن كنتُ موافقاً فالتدخل فيها بالنسبة إليّ فضول ولا يعنيني بشيء، حيث إنني لست موظفاً في الدولة ولا نائباً في برلمانها، فلا معنى عندئذٍ لممارستي الأمور السياسية، وهم ليسوا بحاجة إليّ لأَتدخل فيها. وإذا دخلتُ ضمن المعارضة أو السياسة المخالفة للدولة، فلابد أن أتدخل إما عن طريق الفكر أو عن طريق القوة. فإن كان التدخل فكرياً فليس هناك حاجة إليّ أيضاً، لأن الأمور واضحة جداً، والجميعُ يعرفون المسائل مثلي، فلا داعي إلى الثرثرة. وإن كان التدخل بالقوة، أي بأن أُظهر المعارضة بإحداث المشاكل لأجل الوصول إلى هدف مشكوك فيه. فهناك احتمال الولوج في آلاف من الآثام والأوزار، حيث يبتلي الكثيرون بجريرة شخص واحد. فلا يرضى وجداني الولوجَ في الآثام وإلقاءَ الأبرياء فيها بناءً على احتمال أو احتمالين من بين عشرة احتمالات. لأجل هذا فقد ترك «سعيد القديم» السياسةَ ومجالسَها الدنيوية وقراءة الجرائد مع تركه السيجارة.
والشاهد الصادق القاطع على هذا: إنني منذ ثماني سنوات لم أَقرأ جريدة واحدة ولم استمع إليها من أحد قط، فليبرز أحدُهم ويدّعى أنني قد قرأتُ أو استمعت إلى جريدة من أحد. بينما كان «سعيد القديم» يقرأ حوالي ثماني جرائد يومياً قبل ثماني سنوات.
ثم إنه منذ خمس سنوات تُراقَب أحوالي بدقائقها. فليدّع أحد أنه قد بدر مني ما يُشم منه شيءٌ من السياسة. علماً أنَّ شخصاً ذا أعصاب متوفزة مثلي، ولا علاقة له مع أحد، ويجد أعظمَ الحِيل في ترك الحِيلة حسب القاعدة: «إنما الحِيلة في ترك الحِيل» فمَنْ كان حالُه هكذا لا يمكن أن يستر فكره ثمانية أيام، وليست ثمانيةَ أعوام. إذ لو كانت له رغبة ولهفة في السياسة لكانت تدوي دويَّ المدافع، ولا تدع حاجةً إلى تحريات أو تدقيقات.
النقطة الثانية
لِمَ يتجنب «سعيد الجديد» تجنباً شديداً وإلى هذا الحد من السياسة؟
الجواب: لئلا يُضَحّي بسعيه وفوزِه لأكثر من مليارات من السنين لحياة خالدة، من جراء تدخل فضولي لا يستغرق سنة أو سنتين من حياة دنيوية مشكوكٍ فيها. ثم إنه يفرّ فراراً شديداً من السياسة، خدمةً للقرآن والإيمان والتي هي أَجلُّ خدمةٍ وأَلزمُها وأَخلصُها وأَحقُّها. لأنه يقول:
إنني أتقدم في الشيب، ولا علم لي كم سأعيش بعد هذا العمر. لذا فالأَولى لي العمل لحياةٍ أبدية. وهذا هو الألزم. وحيث إن الإيمان وسيلةُ الفوز بالحياة الأبدية ومفتاحُ السعادة الخالدة، فينبغي إذن السعي لأجله.
بيد أني عالمٌ ديني، مكلّف شرعاً بإفادة الناس، لذا أُريد أن أَخدمَهم من هذه الناحية أيضاً. إلّا أن هذه الخدمة تعود بالنفع إلى الحياة الاجتماعية والدنيوية، وهذه ما لا أقدر عليها، فضلاً عن أنه يتعذر القيام بعمل سليم صحيح في زمن عاصف. لذا تخليت عن هذه الجهة وفضّلت عليها العملَ في خدمة الإيمان التي هي أهمُ خدمة وألزمُها وأسلمُها. وقد تركتُ الباب مفتوحاً ليصل إلى الآخرين ما كسبتُه لنفسي من حقائق الإيمان وما جربتُه في نفسي من أدوية معنوية. لعلَّ الله يقبل هذه الخدمة ويجعلها كفّارةً لذنوب سابقة.
وليس لأحد سوى الشيطان الرجيم أن يعترضَ على هذه الخدمة، سواءً كان مؤمناً أو كافراً أو صدّيقاً أو زنديقاً. لأن عدم الإيمان لا يشبهه أمر، فلربما توجد لذةٌ شيطانية منحوسة في ارتكاب الظلم والفسق والكبائر، إلّا أن عدمَ الإيمان لا لذةَ فيه إطلاقاً، بل هو ألمٌ في ألم، وعذابٌ في عذاب، وظلمات بعضها فوق بعض.
وهكذا فإن تركَ السعي لحياة أبدية، وتركَ العمل لنور الإيمان المقدس، والدخولَ في ألاعيب السياسة الخطرة وغير الضرورية، في زمن الشيخوخة، إنما هو خلاف للعقل ومجانبةٌ للحكمة لشخص مثلي لا صلة له مع أحد، ويعيش منفرداً، ومضطر إلى التحري عن كفاراتٍ لذنوبه السابقة. بل يعدّ ذلك جنوناً وبلاهة، بل حتى البلهاء يفهمون ذلك.
أما إن قلتَ: كيف تمنعك خدمةُ القرآن والإيمان عن السياسة؟
فأقول: إن الحقائق الإيمانية والقرآنية ثمينةٌ غالية كغلاء جواهر الألماس، فلو انشغلتُ بالسياسة، لخطر بفكر العوام: أيريدُ هذا أن يجعلنا منحازين إلى جهة سياسية؟ أليس الذي يدعو إليه دعايةً سياسية لجلب الاتباع؟ بمعنى أنهم ينظرون إلى تلك الجواهر النفيسة أنها قطعٌ زجاجية تافهة، وحينها أكون قد ظلمتُ تلك الحقائق النفيسة، وبخَستُ قيمتَها الثمينة، بتدخلي في السياسة.
فيا أهل الدنيا! لِمَ لا تدَعوني وشأني، وتضايقونني بطرقٍ شتى؟
وإن قلتم: يتدخل شيوخ الصوفية أحياناً في أمورنا، والناس يطلقون عليك في بعض الأحيان اسم الشيخ!
أقول: أيها السادة! إنني لست شيخاً صوفياً، وإنما أنا عالم ديني. والدليل على هذا، إنني لو كنت قد علّمت أحداً من الناس الطريقةَ الصوفية، طوال هذه السنوات الأربع التي قضيتُها هنا، لكان لكم الحق في الارتياب والوقوع في الشكوك. ولكني لم أقل لمن أتاني إلّا أنَّ الزمانَ ليس زمانَ الطريقة. الإيمانُ ضروري، والإسلام ضروري.
وإن قلتم: يطلقون عليك اسمَ «سعيد الكردي» فلربما تحمل فكرَ العنصرية والدعوة إليها. وهذا ما لا يتفق وشأنَنا ولا طائل لنا به.
وأنا أقول: أيها السادة! إن ما كتبه «سعيد القديم» و «سعيد الجديد» في متناول اليد. أُبينه شاهداً ولقد نظرت -منذ السابق- إلى القومية السلبية والدعوة إلى العنصرية نظرةَ السمّ القاتل، لأنها مرضٌ أوروبي خبيثٌ سار. وذلك حسب الأمر النبوي الجازم بأنَّ الإسلام يَجُبُّ العصبية الجاهلية. 1 ولقد ألقت أوروبا بذلك المرض الوبيل بين المسلمين ليمزّقَهم ويفرّقَهم شَذر مَذر ليسهل عليها ابتلاعَهم قِطعاً متناثرة. ولقد بذلتُ ما وسعني الجهد لعلاج هذا الداء الخبيث، ويشهد طلابي ومن له علاقة معي بذلك.
ولما كان الأمر هكذا، فيا أيها السادة! ما الداعي وراء التشبث بكل حادثة لإيذائي والتضييق عليّ؟ والذي هو من قبيل إدانة جندي في الغرب لخطأ ارتكبه جنديٌ في الشرق، لكونهما جنديين، أو أخذ حانوتي في بغداد، لأنه حانوتي، بجريرة حانوتي في استانبول ! فهذا هو شأنكم في كل حادثة دنيوية تتخذونها وسيلة للتضييق عليّ. أيُّ وجدانٍ يحكم بهذا؟ وأيةُ مصلحة تقتضيه؟
النقطة الثالثة
إنَّ أصدقائي وأحبابي الذين يلاحظون راحتي وأحوالي، يستغربون من إيثاري الصمتَ وتجمّلي بالصبر تجاه كل مصيبة تنـزل بي، فيتساءلون: كيف تتحمل الضيقَ والمشاق التي تنـزل بك؟ فلقد كنتَ من قبل شديدَ الغضب، لا ترضى أن يمسّ أحد عزتَك. وكنتَ لا تتحمل أدنى إهانة؟
الجواب: استمعوا إلى هاتين الحادثتين والحكايتين. وخذوا الجواب منهما!
الحكاية الأولى:
قبل سنتين ذكر مديرٌ مسؤول في غيابي كلماتٍ ملفقةً فيها إهانة وتحقير لي، دون سبب ومبرر. ونُقل الكلامُ إليّ، تألمتُ ما يقرب من ساعة بأحاسيس «سعيد القديم». ثم وردت برحمته سبحانه وتعالى إلى القلب حقيقةٌ أزالت ذلك الضيق، ودفعتني لأصفحَ عن ذلك الشخص. والحقيقة هي:
قلت لنفسي: إن كان تحقيرُه وما أورده من نقائص تخصّ شخصي ونفسي بالذات، فليرضَ الله عنه إذ أطلعني على عيوب نفسي. فإن كان صادقاً، فسوف يسوقني اعتراضُه إلى تربية نفسي الأمارة وتأديبِها، فهو إذن يعاونني في النجاة من الغرور. وإنْ كان كاذباً، فهو عَونٌ لي أيضاً للخلاص من الرياء، ومن الشهرة الكاذبة التي هي أساسُ الرياء. نعم! إنني لم أصالح نفسي قط؛ لأنني لم أربِّها. فإن نبّهني أحدٌ على وجود عقرب في أي جزء من جسمي، عليّ أن أرضى عنه، لا امتعضَ منه.
أما إن كانت إهاناتُه تعود لصفة كوني خادماً للإيمان والقرآن، فتلك لا تعود لي، فأُحيل ذلك الشخص إلى صاحب القرآن الذي استخدمني في هذه المهمة، فهو عزيز حكيم.
وإن كان كلامه لأجل تحقيري وإهانة شخصي بالذات والحط من شأني، فهذا أيضاً لا يخصني، لأنني أسيرٌ مكبّل وغريب في هذا البلد، فالدفاع عن كرامتي ليس لي فيه نصيب، بل يخص من يحكم هذه القرية ثم القضاء ثم المحافظة التي أنا ضيف لديهم. إذ إن إهانة أسير تعود إلى مالكه، فهو الذي يدافع عنه.
فاطمأن القلبُ بهذه الحقيقة، وتلوتُ: ﴿وَاُفَوِّضُ اَمْر۪ٓي اِلَى اللّٰهِۜ اِنَّ اللّٰهَ بَص۪يرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (غافر: ٤٤) وأهملتُ الحادثةَ واعتبرتها لم تقع، ونسيتُها. ولكن تبين بعدئذٍ -مع الأسف- أن القرآن لم يتجاوز عنه، فعاقبَه.
الحكاية الثانية:
طرق سمعي في هذه السنة أن حادثةً وقعت، وقد سمعتُها بعد وقوعها إجمالاً فحسب، لكني لقيت معاملة كأنني ذو علاقة قوية بالحادثة. علماً أنني ما كنت أراسل أحداً، وما كنت أكتب رسالة إلّا نادراً إلى صديق وحول مسألة إيمانية، بل لم أكتب حتى لشقيقي إلّا رسالة واحدة خلال أربع سنوات. فكنت أمنع نفسي عن مخالطة الناس والاتصال بهم، فضلاً عن أن أهل الدنيا كانوا يمنعونني عن ذلك. فما كنت ألقى إلّا واحداً أو اثنين من الأحباب خلال أسبوع، مرة أو مرتين. أما الضيوفُ القادمون إلى القرية، وهم آحاد لا يزيدون عن واحد أو اثنين فكانوا يلقونني دقيقة أو دقيقتين، خلال شهر، ولمسألة أخروية..
كنت على هذه الحالة من الاغتراب، وقد مُنعت عن كل الناس، عن كل شيء، وبقيتُ وحيداً غريباً، لا قريب لي، في قرية ليس فيها ما يلائم مكسب نفقتي. حتى إنني قبل أربعِ سنوات، عمّرت مسجداً خرباً وقمت فيه بالإمامة لأربع سنوات (نسأل الله القبول) حيث أحمل شهادةَ الإمامة والوعظ، من بلدي. ومع هذا لم استطع الذهابَ إلى المسجد في شهر رمضان الفائت. فصليتُ أحياناً منفرداً وحُرمت من ثواب الجماعة البالغ خمساً وعشرين ضعفاً.
فتجاه هاتين الحادثتين اللتين مرّتا بي أظهرتُ صبراً وتحملاً مثلما أظهرتُه قبل سنتين إزاء معاملة ذلك المسؤول. وسأستمر على هذا الصبر والتحمل بإذن الله.
والذي يدور في خلَدي وأريد أن أقولَه هو أن العنتَ الذي يذيقني إياه أهلُ الدنيا، والأذى والتضييق عليّ منهم، إنْ كان تجاه نفسي القاصرة الملطخة بالعيوب فإني أعفو عنهم، لعلّ نفسي تصلح من شأنها بهذا التعذيب فيكون كفارةً لذنوبها. فلئن قاسيتُ من أذىً في هذه الدنيا المضيفة، فأنا شاكرٌ ربي، إذ قد رأيت بهجتها ومتعتها.
ولكن إن كان أهل الدنيا يذيقونني العذابَ لقيامي بخدمة الإيمان والقرآن، فالدفاع عن هذا ليس من شأني وإنما أُحيلُه إلى العزيز الجبار.
وإن كان المرادُ من ذلك التضييق إفسادَ توجّه الناس إليّ والحيلولة دون إقبالهم عليّ، أي للحدّ من الشهرة الكاذبة، التي لا أساس لها، بل هي السبب في الرياء وإفساد الإخلاص.. فعليهم إذن رحمةُ الله وبركاته؛ لأني اعتقد أن كسب الشهرة وإقبالَ الناس ضار لأشخاص مثلي. والذين لهم علاقة معي يعرفونني جيداً: أنني لا أقبل الاحترام لنفسي، بل أنفر منه، حتى إن صديقاً فاضلاً عزيزاً عليّ قد نهرتُه أكثر من خمسين مرة لشدة احترامه لي.
ولكن إن كان قصدُهم من التهوين من شأني وإسقاطي في أعين الناس يخص الحقائقَ الإيمانية والقرآنية التي أقوم بتبليغها، فعبثاً يحاولون لأن نجوم القرآن لا تُسدَل بشيء. فمن يغمض عينه يجعل نهارَه ليلاً لا نهار غيره.
النقطة الرابعة
جواب عن بضعة أسئلة مريبة.
السؤال الأول المريب:
يسأل أهل الدنيا ويقولون لي: بماذا تعيش؟ وكيف تُدار معيشتُك دون عمل؟ نحن لا نقبل في بلادنا المتقاعدين الكسالى الذين يقتاتون على سعي الآخرين وعملهم؟
الجواب: إنني أعيش بالاقتصاد والبركة. لا أقبل من غير رزاقي الله منّةً من أحد، وقررت أن لا أقبلها طوال حياتي.
نعم، إن الذي يعيش بمائة بارة ([1]) بل بأربعين بارة يأبى أن يدخلَ تحت منّة الآخرين.
إنني ما كنت أرغب مطلقاً أن أوضح هذه المسألة خشية الإشعار بالغرور والأنانية، وأكره أن أبوحَ بها فهي ثقيلة عليَّ، ولكن لأن أهل الدنيا تدور الأوهامُ والشبهات في نفوسهم لدى سؤالهم هذا، فأقول:
- إن دستور حياتي كلها هو عدمُ قبول شيء من الآخرين، فمنذ نعومة أظفاري لم أقبل شيئاً من أحد حتى لو كان زكاة أموالهم.
ثم إن رفضي للمرتّب الحكومي -إلاّ ما عينَته الدولةُ لي لسنتين حينما كنت في دار الحكمة الإسلامية وبعد إلحاح أصدقائي وإصرارهم اضطررت إلى قبوله- وإن عدم قبولي لمنّة الآخرين في دفع ضرورات المعيشة الحياتية.. كل ذلك يبين دستور حياتي. فالناس في مدينتي وكل من يعرفني في المدن الأخرى يعرفون هذا مني جيداً. ولقد حاول أصدقاء كثيرون بمحاولات شتى أن أقبل هداياهم في غضون هذه السنوات الخمس التي مرت بالنفي، إلا أنني رفضت.
فإذا قيل: فكيف إذن تعيش؟
أقول: أعيش بالبركة والإكرام الإلهي. فإنَّ نفسي الأمارة مع أنها تستحق كلَّ إهانة وتحقير، إلّا أنني -في الإرزاق- أحظى بالبركة التي هي إكرام إلهي يُمنح كرامةً من كرامات خدمة القرآن.
سأورد نماذج منها، وذلك قياماً بأداء الشكر المعنوي تجاه تلك النعم التي أكرمني الله بها وعملا بالآية الكريمة: ﴿وَاَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (الضحى: ١١) ولكني رغم هذا أخشى أن يداخلَ هذا الشكرَ المعنوي شيءٌ من الرياء والغرور فتمحَق تلك البركة الربانية الطيبة، إذ إن إظهار البركة المخفية بافتخارٍ مدعاةٌ لانقطاعها. ولكن ما حيلتي فإني اضطررتُ إلى ذكر تلك البركة اضطراراً.
فالأول: لقد كفاني في هذه الشهور الستة الماضية ستةٌ وثلاثون رغيفاً قد خُبز من كيلة ([2]) من الحنطة، ولا زال الخبز باقياً، ولا أعرف متى ينفد. ([3])
ثانيها: في هذا الشهر المبارك شهر رمضان لم يأتني طعامٌ إلّا من بيتين اثنين، وقد أمرضاني كلاهما. ففهمتُ من هذا أنه ممنوع عليّ طعامُ الآخرين!. ولقد كفتني أوقية واحدة ([4]) من الرز وثلاثة أرغفة من الخبز بقية أيام شهر رمضان. فالصديق الصادق «عبد الله جاويش»(∗) صاحب البيت المبارك الذي يهيئ لي الطعام يشهد بهذا ويخبر به، بل إن الرز قد استمر خمسة عشر يوماً آخر بعد شهر رمضان.
ثالثها: لقد كفتنا أنا وضيوفي الكرام أوقيةٌ واحدة من الزبد رغم تناوله يومياً مع الخبز طوال ثلاثة أشهر في الجبل. حتى كان لي ضيف مبارك وهو «سليمان»(∗) وقد أوشك خبزنا على النفاد، وكنا في يوم الأربعاء، فقلت له: اذهب إلى القرية وآت بالخبز، إذ ليس حوالينا أحد حتى مسافة ساعتين لنبتاع منه. فقال: إني أرغب أن أبيت معك ليلة الجمعة المباركة على قمة هذا الجبل، لأتضرع معك إلى الله.
فقلت: توكلنا على الله. إذن ابقَ معي.
ثم بدأنا بالسير معاً حتى صعدنا قمة جبل رغم أنه لا داعي ولا مناسبة لذلك. وكان لدينا قليل من الماء مع شيء من الشاي والسكر.
قلت: يا أخي اعمل لنا قليلاً من الشاي. وبدأ بالعمل.
وجلست أنا تحت شجرة قطران أتأمل في مشاهدة وادٍ عميق، وأفكر بأسف وأسى: ليس لدينا إلّا كسرة من خبز متعفن ربما يكفينا كلينا هذا المساء. ولكن كيف باليومين التاليين. فماذا أقول لهذا الرجل الطيب النقي السريرة!
وبينما أنا غارق في هذا إذا برأسي كأنه يُدار إلى الشجرة فالتفتُّ وإذا بي أرى رغيفاً كبيراً فوق شجرة القطران ينظر إلينا بين أغصانها، قلت: أبشر يا سليمان فقد أنعم الله سبحانه علينا برزق. فأخذنا الخبز من الشجرة وفتشنا عن أثر من آثار الحيوانات والطيور عليه. وإذا به سالمٌ من أي تعرض كان من الحيوانات. فضلاً عن أنه لم يصعد هذا الجبل منذ ثلاثين يوماً أحد من الناس. فكفانا ذلك الرغيف يومين. وما أن أوشك على النفاد إذا بالرجل الصادق «سليمان»(∗) الذي كان صديقاً صادقاً طوال أربع سنوات يصعد الجبل متوجهاً نحونا آتياً لنا بالخبز.
Dördüncüsü: Şu üstümdeki sakoyu, yedi sene evvel, eski olarak almıştım. Beş senedir elbise, çamaşır, pabuç, çorap için dört buçuk lira ile idare ettim. Bereket-i iktisat ve rahmet-i İlahiye bana kâfi geldi.
İşte şu numuneler gibi çok şeyler var ve bereket-i İlahiyenin çok cihetleri var. Bu köy halkı çoğunu bilirler. Fakat sakın bunları fahir için zikrediyorum zannetmeyiniz, belki mecbur oldum. Hem benim için iyiliğe bir medar olduğunu düşünmeyiniz. Bu bereketler, ya yanıma gelen hâlis dostlarıma ihsandır veya hizmet-i Kur’aniyeye bir ikramdır veya iktisadın bereketli bir menfaatidir veyahut “Yâ Rahîm, Yâ Rahîm” ile zikreden ve yanımda bulunan dört kedinin rızıklarıdır ki bereket suretinde gelir, ben de ondan istifade ederim. Evet, hazîn mır mırlarını dikkatle dinlesen “Yâ Rahîm, Yâ Rahîm” çektiklerini anlarsın.
Kedi bahsi geldi, tavuğu hatıra getirdi. Bir tavuğum var. Şu kışta, yumurta makinesi gibi pek az fâsıla ile her gün rahmet hazinesinden bana bir yumurta getiriyordu. Hem bir gün iki yumurta getirdi, ben de hayrette kaldım. Dostlarımdan sordum: “Böyle olur mu?” dedim. Dediler: “Belki bir ihsan-ı İlahîdir.” Hem şu tavuğun yazın çıkardığı küçük bir yavrusu vardı. Ramazan-ı şerifin başında yumurtaya başladı, tâ kırk gün devam etti. Hem küçük hem kışta hem ramazanda, bu mübarek hali bir ikram-ı Rabbanî olduğuna, ne benim ve ne de bana hizmet edenlerin şüphemiz kalmadı. Hem ne vakit annesi kesti, hemen o başladı, beni yumurtasız bırakmadı.
İkinci vehimli sual:
Ehl-i dünya diyorlar ki: Sana nasıl emniyet edeceğiz ki sen dünyamıza karışmayacaksın? Seni serbest bıraksak belki dünyamıza karışırsın. Hem nasıl bileceğiz ki sen kurnazlık yapmıyorsun? Kendini târik-i dünya gösterip halkın malını zâhiren almaz, gizli alır bir kurnazlık olmadığını nasıl bileceğiz?
Elcevap: Yirmi sene evvelki Divan-ı Harb-i Örfîde ve Hürriyet’ten daha evvel zamanda çoklara malûm hal ve vaziyetim ve “İki Mekteb-i Musibetin Şehadetnamesi” namında o zaman Divan-ı Harpteki müdafaatım kat’î gösterir ki değil kurnazlık belki edna bir hileye tenezzül etmez bir tarzda hayat geçirmişim.
Eğer hile olsaydı, bu beş sene zarfında sizlere temellukkârane bir müracaat edilecekti. Hileli adam kendini sevdirir, kendini çekmez; iğfal ve aldatmaya daima çalışır. Halbuki bana karşı en mühim hücumlara ve tenkitlere mukabil tezellüle tenezzül etmedim. “Tevekkeltü alallah” deyip ehl-i dünyaya arkamı çevirdim.
Hem de âhireti bilen ve dünyanın hakikatini keşfeden; aklı varsa pişman olmaz, yeniden dünyaya dönüp uğraşmaz. Elli seneden sonra, alâkasız, tek başıyla bir adam; hayat-ı ebediyesini dünyanın bir iki sene gevezeliğine, şarlatanlığına feda etmez, feda etse kurnaz olmaz, belki ebleh bir divane olur. Ebleh bir divanenin elinden ne gelir ki onun ile uğraşılsın.
Amma zâhiren târik-i dünya, bâtınen talib-i dünya şüphesi ise وَمَٓا اُبَرِّئُ نَف۟سٖٓى اِنَّ النَّف۟سَ لَاَمَّارَةٌ بِالسُّٓوءِ sırrınca: Ben nefsimi tebrie etmiyorum, nefsim her fenalığı ister. Fakat şu fâni dünyada, şu muvakkat misafirhanede, ihtiyarlık zamanında, kısa bir ömürde, az bir lezzet için ebedî, daimî hayatını ve saadet-i ebediyesini berbat etmek, ehl-i aklın kârı değil. Ehl-i aklın ve zîşuurun kârı olmadığından, nefs-i emmarem ister istemez akla tabi olmuştur.
Üçüncü vehimli sual:
Ehl-i dünya diyorlar ki: Sen bizi sever misin? Beğeniyor musun? Eğer seversen neden bize küsüp karışmıyorsun?
Eğer beğenmiyorsan bize muarızsın, biz muarızlarımızı ezeriz?
Elcevap: Ben değil sizi, belki dünyanızı sevseydim dünyadan çekilmezdim. Ne sizi ve ne de dünyanızı beğenmiyorum. Fakat karışmıyorum. Çünkü ben başka maksattayım; başka noktalar benim kalbimi doldurmuş, başka şeyleri düşünmeye kalbimde yer bırakmamış. Sizin vazifeniz ele bakmaktır, kalbe bakmak değil! Çünkü idarenizi, asayişinizi istiyorsunuz. El karışmadığı vakit, ne hakkınız var ki hiç lâyık olmadığınız halde “Kalp de bizi sevsin.” demeye? Kalbe karışsanız…
Evet, ben nasıl bu kış içinde baharı temenni ediyorum ve arzu ediyorum fakat irade edemiyorum, getirmeye teşebbüs edemiyorum. Öyle de hal-i âlemin salahını temenni ediyorum, dua ediyorum ve ehl-i dünyanın ıslahını arzu ediyorum fakat irade edemiyorum çünkü elimden gelmiyor. Bilfiil teşebbüs edemiyorum çünkü ne vazifemdir ne de iktidarım var.
Dördüncü şüpheli sual:
Ehl-i dünya diyorlar ki: O kadar belalar gördük ki kimseye emniyetimiz kalmadı. Sana nasıl emin olabiliriz ki fırsat senin eline geçse arzu ettiğin gibi karışmazsın?
Elcevap: Evvelki noktalar size emniyet vermekle beraber memleketimde, talebe ve akrabam içinde, beni dinleyenlerin ortasında, heyecanlı hâdiseler içinde dünyanıza karışmadığım halde; diyar-ı gurbette ve yalnız, tek başıyla, garib, zayıf, âciz, bütün kuvvetiyle âhirete müteveccih, ihtilattan, muhabereden kesilmiş, iman ve âhiret münasebetiyle uzaktan uzağa yalnız bazı ehl-i âhireti dost bulan ve başka herkese yabani ve herkes de ona yabani nazarıyla bakan bir insan; semeresiz, tehlikeli dünyanıza karışsa muzaaf bir divane olmak gerektir.
Beşinci Nokta
Beş küçük meseleye dairdir:
Birincisi:
Ehl-i dünya bana diyorlar ki: Bizim usûl-ü medeniyetimizi, tarz-ı hayatımızı ve suret-i telebbüsümüzü ne için sen kendine tatbik etmiyorsun? Demek bize muarızsın.
Ben de derim: Hey efendiler! Ne hak ile bana usûl-ü medeniyetinizi teklif ediyorsunuz? Halbuki siz, beni hukuk-u medeniyetten ıskat etmiş gibi, haksız olarak beş sene bir köyde muhabereden ve ihtilattan memnû bir tarzda ikamet ettirdiniz. Her menfîyi şehirlerde dost ve akrabasıyla beraber bıraktınız ve sonra vesika verdiğiniz halde, sebepsiz beni tecrit edip bir iki tane müstesna hiçbir hemşehri ile görüştürmediniz. Demek, beni efrad-ı milletten ve raiyetten saymıyorsunuz. Nasıl kanun-u medeniyetinizin bana tatbikini teklif ediyorsunuz? Dünyayı bana zindan ettiniz. Zindanda olan bir adama böyle şeyler teklif edilmez. Siz bana dünya kapısını kapadınız; ben de âhiret kapısını çaldım, rahmet-i İlahiye açtı. Âhiret kapısında bulunan bir adama, dünyanın karmakarışık usûl ve âdâtı ona nasıl teklif edilir? Ne vakit beni serbest bırakıp memleketime iade edip hukukumu verdiniz, o vakit usûlünüzün tatbikini isteyebilirsiniz.
İkinci Mesele:
Ehl-i dünya diyorlar ki: Bize ahkâm-ı diniyeyi ve hakaik-i İslâmiyeyi talim edecek resmî bir dairemiz var. Sen ne salahiyetle neşriyat-ı diniye yapıyorsun? Sen madem nefye mahkûmsun, bu işlere karışmaya hakkın yok.
Elcevap: Hak ve hakikat inhisar altına alınmaz! İman ve Kur’an nasıl inhisar altına alınabilir? Siz dünyanızın usûlünü, kanununu inhisar altına alabilirsiniz. Fakat hakaik-i imaniye ve esasat-ı Kur’aniye, resmî bir şekilde ve ücret mukabilinde dünya muamelatı suretine sokulmaz. Belki bir mevhibe-i İlahiye olan o esrar, hâlis bir niyet ile ve dünyadan ve huzuzat-ı nefsaniyeden tecerrüd etmek vesilesiyle o feyizler gelebilir. Hem de sizin o resmî daireniz dahi memlekette iken beni vaiz kabul etti, tayin etti. Ben o vaizliği kabul ettim fakat maaşını terk ettim. Elimde vesikam var. Vaizlik, imamlık vesikasıyla her yerde amel edebilirim çünkü benim nefyim haksız olmuştur. Hem menfîler madem iade edildi, eski vesikalarımın hükmü bâkidir.
Sâniyen, yazdığım hakaik-i imaniyeyi doğrudan doğruya nefsime hitap etmişim. Herkesi davet etmiyorum. Belki ruhları muhtaç ve kalpleri yaralı olanlar, o edviye-i Kur’aniyeyi arayıp buluyorlar. Yalnız medar-ı maişetim için yeni huruf çıkmadan evvel, haşre dair bir risalemi tabettirdim. Bunu da bana karşı insafsız eski vali, o risaleyi tetkik edip tenkit edecek bir cihet bulamadığı için ilişemedi.
Üçüncü Mesele:
Benim bazı dostlarım, ehl-i dünya bana şüpheli baktıkları için ehl-i dünyaya hoş görünmek için; benden zâhiren teberri ediyorlar, belki tenkit ediyorlar. Halbuki kurnaz ehl-i dünya, bunların teberrisini ve bana karşı içtinablarını, o ehl-i dünyaya sadakate değil belki bir nevi riyaya, vicdansızlığa hamledip o dostlarıma karşı fena nazarla bakıyorlar.
Ben de derim: Ey âhiret dostlarım! Benim Kur’an’a hizmetkârlığımdan teberri edip kaçmayınız. Çünkü inşâallah benden size zarar gelmez. Eğer faraza musibet gelse veya bana zulmedilse siz benden teberri ile kurtulamazsınız. O hal ile musibete ve tokada daha ziyade istihkak kesbedersiniz. Hem ne var ki evhama düşüyorsunuz?
Dördüncü Mesele:
Şu nefiy zamanımda görüyorum ki hodfüruş ve siyaset bataklığına düşmüş bazı insanlar, bana tarafgirane, rakibane bir nazarla bakıyorlar. Güya ben de onlar gibi dünya cereyanlarıyla alâkadarım.
Hey efendiler! Ben imanın cereyanındayım. Karşımda imansızlık cereyanı var. Başka cereyanlarla alâkam yok. O adamlardan ücret mukabilinde iş görenler, belki kendini bir derece mazur görüyor. Fakat ücretsiz, hamiyet namına bana karşı tarafgirane, rakibane vaziyet almak ve ilişmek ve eziyet etmek; gayet fena bir hatadır. Çünkü sâbıkan ispat edildiği gibi siyaset-i dünya ile hiç alâkadar değilim; yalnız bütün vaktimi ve hayatımı, hakaik-i imaniye ve Kur’aniyeye hasr ve vakfetmişim. Madem böyledir, bana eziyet verip rakibane ilişen adam düşünsün ki o muamelesi zındıka ve imansızlık namına imana ilişmek hükmüne geçer.
Beşinci Mesele:
Dünya madem fânidir.
Hem madem ömür kısadır.
Hem madem gayet lüzumlu vazifeler çoktur.
Hem madem hayat-ı ebediye burada kazanılacaktır.
Hem madem dünya sahipsiz değil.
Hem madem şu misafirhane-i dünyanın gayet Hakîm ve Kerîm bir Müdebbiri var.
Hem madem ne iyilik ve ne fenalık, cezasız kalmayacaktır.
Hem madem لَا يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَف۟سًا اِلَّا وُس۟عَهَا sırrınca teklif-i mâlâyutak yoktur.
Hem madem zararsız yol, zararlı yola müreccahtır.
Hem madem dünyevî dostlar ve rütbeler, kabir kapısına kadardır.
Elbette en bahtiyar odur ki: Dünya için âhireti unutmasın, âhiretini dünyaya feda etmesin, hayat-ı ebediyesini hayat-ı dünyeviye için bozmasın, malayani şeylerle ömrünü telef etmesin, kendini misafir telakki edip misafirhane sahibinin emirlerine göre hareket etsin, selâmetle kabir kapısını açıp saadet-i ebediyeye girsin. (Hâşiye[5])
- * *
On Altıncı Mektup’un Zeyli
بِاس۟مِهٖ وَ اِن۟ مِن۟ شَى۟ءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَم۟دِهٖ
Ehl-i dünya sebepsiz, benim gibi âciz, garib bir adamdan tevehhüm edip binler adam kuvvetinde tahayyül ederek beni çok kayıtlar altına almışlar. Barla’nın bir mahallesi olan Bedre’de ve Barla’nın bir dağında, bir iki gece kalmaklığıma müsaade etmemişler. İşittim ki diyorlar:
“Said elli bin nefer kuvvetindedir, onun için serbest bırakmıyoruz.”
Ben de derim ki: Ey bedbaht ehl-i dünya! Bütün kuvvetinizle dünyaya çalıştığınız halde, neden dünyanın işini dahi bilmiyorsunuz? Divane gibi hükmediyorsunuz. Eğer korkunuz şahsımdan ise elli bin nefer değil belki bir nefer elli defa benden ziyade işler görebilir. Yani, odamın kapısında durup bana “Çıkmayacaksın!” diyebilir.
Eğer korkunuz mesleğimden ve Kur’an’a ait dellâllığımdan ve kuvve-i maneviye-i imaniyeden ise elli bin nefer değil, yanlışsınız! Meslek itibarıyla elli milyon kuvvetindeyim, haberiniz olsun! Çünkü Kur’an-ı Hakîm’in kuvvetiyle sizin dinsizleriniz dâhil olduğu halde, bütün Avrupa’ya meydan okuyorum. Bütün neşrettiğim envar-ı imaniye ile onların fünun-u müsbete ve tabiat dedikleri muhkem kalelerini zîr ü zeber etmişim. Onların en büyük dinsiz feylesoflarını, hayvandan aşağı düşürmüşüm. Dinsizleriniz dahi içinde bulunan bütün Avrupa toplansa Allah’ın tevfikiyle beni o mesleğimin bir meselesinden geri çeviremezler, inşâallah mağlup edemezler!
Madem böyledir, ben sizin dünyanıza karışmıyorum, siz de benim âhiretime karışmayınız! Karışsanız da beyhudedir.
Takdir-i Hudâ, kuvvet-i bâzu ile dönmez
Bir şem’a ki Mevla yaka, üflemekle sönmez.
Benim hakkımda, müstesna bir surette, pek ziyade ehl-i dünya tevehhüm edip âdeta korkuyorlar. Bende bulunmayan ve bulunsa dahi siyasî bir kusur teşkil etmeyen ve ittihama medar olmayan şeyhlik, büyüklük, hanedan, aşiret sahibi, nüfuzlu, etbaı çok, hemşehrileriyle görüşmek, dünya ahvaliyle alâkadar olmak, hattâ siyasete girmek, hattâ muhalif olmak gibi bende bulunmayan emirleri tahayyül ederek evhama düşmüşler. Hattâ hapiste ve hariçteki, yani kendilerince kabil-i af olmayanların dahi aflarını müzakere ettikleri sırada, beni âdeta her şeyden men’ettiler. Fena ve fâni bir adamın, güzel ve bâki şöyle bir sözü var:
Zulmün topu var, güllesi var, kalesi varsa
Hakkın da bükülmez kolu, dönmez yüzü vardır.
Ben de derim:
Ehl-i dünyanın hükmü var, şevketi var, kuvveti varsa
Kur’an’ın feyziyle, hâdiminde de
Şaşırmaz ilmi, susmaz sözü vardır;
Yanılmaz kalbi, sönmez nuru vardır.
Çok dostlarla beraber bana nezaret eden bir kumandan, mükerreren sual ettiler:
“Neden vesika için müracaat etmiyorsun? İstida vermiyorsun?”
Elcevap: Beş altı sebep için müracaat etmiyorum ve edemiyorum:
Birincisi: Ben ehl-i dünyanın dünyasına karışmadım ki onların mahkûmu olayım, onlara müracaat edeyim. Ben, kader-i İlahînin mahkûmuyum ve ona karşı kusurum var, ona müracaat ediyorum.
İkincisi: Bu dünya çabuk tebeddül eder bir misafirhane olduğunu yakînen iman edip bildim. Onun için hakiki vatan değil, her yer birdir. Madem vatanımda bâki kalmayacağım; beyhude ona karşı çabalamak, oraya gitmek bir şeye yaramıyor. Madem her yer misafirhanedir; eğer misafirhane sahibinin rahmeti yâr ise herkes yârdır, her yer yarar. Eğer yâr değilse her yer kalbe bârdır ve herkes düşmandır.
Üçüncüsü: Müracaat, kanun dairesinde olur. Halbuki bu altı senedir bana karşı muamele, keyfî ve fevka’l-kanundur. Menfîler kanunuyla bana muamele edilmedi. Hukuk-u medeniyetten ve belki hukuk-u dünyeviyeden ıskat edilmiş bir tarzda bana baktılar. Bu fevka’l-kanun muamele edenlere, kanun namına müracaat manasız olur.
Dördüncüsü: Bu sene buranın müdürü, benim namıma, Barla’nın bir mahallesi hükmünde olan Bedre karyesinde, tebdil-i hava için birkaç gün kalmaya dair müracaat etti; müsaade etmediler. Böyle ehemmiyetsiz bir ihtiyacıma cevab-ı red verenlere nasıl müracaat edilir? Müracaat edilse zillet içinde faydasız bir tezellül olur.
Beşincisi: Haksızlığı hak iddia edenlere karşı hak dava etmek ve onlara müracaat etmek; bir haksızlıktır, hakka karşı bir hürmetsizliktir. Ben bu haksızlığı ve hakka karşı hürmetsizliği irtikâb etmek istemem vesselâm.
Altıncı Sebep: Bana karşı ehl-i dünyanın verdikleri sıkıntı, siyaset için değil çünkü onlar da bilirler ki siyasete karışmıyorum, siyasetten kaçıyorum. Belki bilerek veya bilmeyerek zındıka hesabına, benim dine merbutiyetimden beni tazip ediyorlar. Öyle ise onlara müracaat etmek, dinden pişmanlık göstermek ve meslek-i zındıkayı okşamak demektir.
Hem ben onlara müracaat ve dehalet ettikçe; âdil olan kader-i İlahî, beni onların zalim eliyle tazip edecektir. Çünkü onlar diyanete merbutiyetimden beni sıkıyorlar. Kader ise benim diyanette ve ihlasta noksaniyetim var, ara sıra ehl-i dünyaya riyakârlıklarımdan için beni sıkıyor.
Öyle ise şimdilik şu sıkıntıdan kurtuluşum yok. Eğer ehl-i dünyaya müracaat etsem kader der: “Ey riyakâr! Bu müracaatın cezasını çek!” Eğer müracaat etmezsem ehl-i dünya der: “Bizi tanımıyorsun, sıkıntıda kal!”
Yedinci Sebep: Malûmdur ki bir memurun vazifesi, heyet-i içtimaiyeye muzır eşhasa meydan vermemek ve nâfi’lere yardım etmektir. Halbuki beni nezaret altına alan memur, kabir kapısına gelen misafir bir ihtiyar adama “Lâ ilahe illallah”taki imanın latîf bir zevkini izah ettiğim vakit –bir cürm-ü meşhud halinde beni yakalamak gibi– çok zaman yanıma gelmediği halde, o vakit güya bir kabahat işliyorum gibi yanıma geldi. İhlas ile dinleyen o bîçareyi de mahrum bıraktı, beni de hiddete getirdi. Halbuki burada bazı adamlar vardı, o onlara ehemmiyet vermiyordu. Sonra edepsizliklerde ve köydeki hayat-ı içtimaiyeye zehir verecek surette bulundukları vakit, onlara iltifat etmeye ve takdir etmeye başladı.
Hem malûmdur ki: Zindanda yüz cinayeti bulunan bir adam, nezarete memur zabit olsun, nefer olsun, her zaman onlarla görüşebilir. Halbuki bir senedir hem âmir hem nezarete memur hükûmet-i milliyece iki mühim zat kaç defa odamın yanından geçtikleri halde, kat’â ve aslâ ne benim ile görüştüler ve ne de halimi sordular. Ben evvel zannettim ki adâvetlerinden yanaşmıyorlar. Sonra tahakkuk etti ki evhamlarından… Güya ben onları yutacağım gibi kaçıyorlar.
İşte şu adamlar gibi eczası ve memurları bulunan bir hükûmeti, hükûmet diyerek merci tanıyıp müracaat etmek, kâr-ı akıl değil, beyhude bir zillettir. Eski Said olsaydı Antere gibi diyecekti:
مَاءُ ال۟حَيَاةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمَ وَ جَهَنَّمُ بِال۟عِزِّ فَخ۟رُ مَن۟زِلٖى
Eski Said yok, Yeni Said ise ehl-i dünya ile konuşmayı manasız görüyor. Dünyaları başlarını yesin! Ne yaparlarsa yapsınlar! Mahkeme-i kübrada onlarla muhakeme olacağız der, sükût eder.
Adem-i müracaatımın sebeplerinden sekizincisi: “Gayr-ı meşru bir muhabbetin neticesi, merhametsiz bir adâvet olduğu” kaidesince, âdil olan kader-i İlahî, lâyık olmadıkları halde meylettiğim şu ehl-i dünyanın zalim eliyle beni tazip ediyor. Ben de bu azaba müstahakım deyip sükût ediyorum.
Çünkü Harb-i Umumî’de Gönüllü Alay Kumandanı olarak iki sene çalıştım, çarpıştım. Ordu Kumandanı ve Enver Paşa takdiratı altında kıymettar talebelerimi, dostlarımı feda ettim. Yaralanıp esir düştüm. Esaretten geldikten sonra Hutuvat-ı Sitte gibi eserlerimle kendimi tehlikeye atıp İngilizlerin İstanbul’a tasallutu altında, İngilizlerin başlarına vurdum. Şu beni işkenceli ve sebepsiz esaret altına alanlara yardım ettim. İşte onlar da bana, o yardım cezasını böyle veriyorlar. Üç sene Rusya’da esaretimde çektiğim zahmet ve sıkıntıyı, burada bu dostlarım bana üç ayda çektirdiler.
Halbuki Ruslar, beni Kürt Gönüllü Kumandanı suretinde, Kazakları ve esirleri kesen gaddar adam nazarıyla bana baktıkları halde, beni dersten men’etmediler. Arkadaşım olan doksan esir zabitlerin kısm-ı ekserisine ders veriyordum. Bir defa Rus Kumandanı geldi, dinledi. Türkçe bilmediği için siyasî ders zannetti; bir defa beni men’etti, sonra yine izin verdi. Hem aynı kışlada bir odayı cami yaptık. Ben imamlık yapıyordum. Hiç müdahale etmediler, ihtilattan men’etmediler, beni muhabereden kesmediler.
Halbuki bu dostlarım güya vatandaşlarım ve dindaşlarım ve onların menfaat-i imaniyelerine uğraştığım adamlar, hiçbir sebep yokken, siyasetten ve dünyadan alâkamı kestiğimi bilirlerken üç sene değil belki beni altı sene sıkıntılı bir esaret altına aldılar; ihtilattan men’ettiler. Vesikam olduğu halde dersten, hattâ odamda hususi dersimi de men’ettiler; muhabereye set çektiler. Hattâ vesikam olduğu halde, kendim tamir ettiğim ve dört sene imamlık ettiğim mescidimden beni men’ettiler. Şimdi dahi cemaat sevabından beni mahrum etmek için –daimî cemaatim ve âhiret kardeşlerim– mahsus üç adama dahi imamet etmemi kabul etmiyorlar.
Hem istemediğim halde, birisi bana iyi dese bana nezaret eden memur kıskanarak kızıyor, nüfuzunu kırayım diye vicdansızcasına tedbirler yapıyor, âmirlerinden iltifat görmek için beni taciz ediyor.
İşte böyle vaziyette bir adam, Cenab-ı Hak’tan başka kime müracaat eder? Hâkim, kendi müddeî olsa elbette ona şekva edilmez. Gel sen söyle, bu hale ne diyeceğiz? Sen ne dersen de. Ben derim ki: Bu dostlarım içinde çok münafıklar var. Münafık kâfirden eşeddir. Onun için kâfir Rus’un bana çektirmediğini çektiriyorlar.
Hey bedbahtlar! Ben size ne yaptım ve ne yapıyorum? İmanınızın kurtulmasına ve saadet-i ebediyenize hizmet ediyorum! Demek hizmetim hâlis, lillah için olmamış ki aksü’l-amel oluyor. Siz ona mukabil, her fırsatta beni incitiyorsunuz. Elbette mahkeme-i kübrada sizinle görüşeceğiz.
حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ نِع۟مَ ال۟مَو۟لٰى وَنِع۟مَ النَّصٖيرُ derim.
اَل۟بَاقٖى هُوَ ال۟بَاقٖى
Said Nursî
- ↑ أربعون بارة قرش واحد، وعشرة قروش تعادل ليرة تركية واحدة.
- ↑ كيلة: مقياس قديم للوزن والحجم وهي تساوي (٤٠ لتراً من الحبوب).
- ↑ وقد دام سنة كاملة.(المؤلف)
- ↑ معيار قديم أيضاً تساوي ٢١٨٢ غم.
- ↑ Hâşiye: Bu mademler içindir ki şahsıma karşı olan zulümlere, sıkıntılara aldırmıyorum ve ehemmiyet vermiyorum. “Meraka değmiyor.” diyorum ve dünyaya karışmıyorum.