On Dokuzuncu Mektup/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("ونقول أيضاً:" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    ("وهناك أمثلة كثيرة كهذه الجزئيـات التي أوردنـاها رواها أئمة الحديث فهي بمجموعها تفيد التواتر المعنوي وتبين وقوع المعجزة الأحمدية المطلقة. فحتى لو فرضنا كل واحد من هذه الأمثلة خبراً آحادياً، وضعيفاً، فإن مجموعها يكون بحكم المتواتر المعنوي، لأنـه لو نق..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    Etiketler: Mobil değişiklik Mobil ağ değişikliği
    1.696. satır: 1.696. satır:
    الحادثة الرابعة: روى أئمة الحديث برواية مشهورة قريبة من التواتر، وذكر أكثر علماءُ التفسير؛ أن سبب نـزول الآية الكريمة: ﴿اِنَّا جَعَلْنَا ف۪ٓي اَعْنَاقِهِمْ اَغْلَالًا فَهِيَ اِلَى الْاَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ❀ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ اَيْد۪يهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَاَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ (يس٨- ٩) (<ref>الطبري، جامع البيان ٢٢/ ١٥٢؛ ابن كثير، تفسير القرآن ٣/ ٥٦٥؛ السيوطي، الدر المنثور ٧/ ٤٣؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٩.</ref>) أن أبا جهل أقسم؛ لئن أرى محمداً ساجداً لأضربنّه بهذه الصخرة «فجاءه بصخرةٍ وهو ساجد وقريش ينظرون، ليطرحها عليه فلزقتْ بيده ويبسَتْ يداه إلى عنقه» (<ref>ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ١٣٧-١٣٨؛ البيهقي، دلائل النبوة ٢/ ١٩٠-١٩١؛ وانظر: البخاري، تفسير سورة العلق ٤؛ مسلم، صفات المنافقين ٣٨.</ref>) وبعد أن أتم الرسول ﷺ صلاتَه انصرف وانطلقت يدُ أبي جهل. إما بإذنه ﷺ أو لانتفاء الحاجة.
    الحادثة الرابعة: روى أئمة الحديث برواية مشهورة قريبة من التواتر، وذكر أكثر علماءُ التفسير؛ أن سبب نـزول الآية الكريمة: ﴿اِنَّا جَعَلْنَا ف۪ٓي اَعْنَاقِهِمْ اَغْلَالًا فَهِيَ اِلَى الْاَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ❀ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ اَيْد۪يهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَاَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ (يس٨- ٩) (<ref>الطبري، جامع البيان ٢٢/ ١٥٢؛ ابن كثير، تفسير القرآن ٣/ ٥٦٥؛ السيوطي، الدر المنثور ٧/ ٤٣؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٩.</ref>) أن أبا جهل أقسم؛ لئن أرى محمداً ساجداً لأضربنّه بهذه الصخرة «فجاءه بصخرةٍ وهو ساجد وقريش ينظرون، ليطرحها عليه فلزقتْ بيده ويبسَتْ يداه إلى عنقه» (<ref>ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ١٣٧-١٣٨؛ البيهقي، دلائل النبوة ٢/ ١٩٠-١٩١؛ وانظر: البخاري، تفسير سورة العلق ٤؛ مسلم، صفات المنافقين ٣٨.</ref>) وبعد أن أتم الرسول ﷺ صلاتَه انصرف وانطلقت يدُ أبي جهل. إما بإذنه ﷺ أو لانتفاء الحاجة.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إن الوليد بن المغيرة «أتى النبيَّ ﷺ ليقتُله بصخرة كبيرة فطمَس الله على بصره فلم يَرَ النبيَّ ﷺ، وسمع قولَه فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه» (<ref>الطبري، جامع البيان ٢٢/ ١٥٢؛ البيهقي، دلائل النبوة ٢/ ١٩٦- ١٩٧؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٢٠٠؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٨-٩.</ref>) حتى إذا خرج الرسول ﷺ من المسجد عاد بصرُه، لانتفاء الحاجة.
    Hem yine Ebucehil kabilesinden –bir tarîkte– Velid İbn-i Mugire, yine Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmı vurmak için büyük bir taşı alıp secdede iken vurmaya gitmiş; gözü kapanmış. Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmı Mescid-i Haram’da görmedi, geldi. Onu gönderenleri de görmüyordu, yalnız seslerini işitiyordu. Tâ Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm namazdan çıktı, ihtiyaç kalmadığından onun gözü de açıldı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">

    11.06, 5 Şubat 2024 tarihindeki hâli

    Diğer diller:

    تبيّن هذه الرسالة أكثرَ من ثلاثمائة معجزةٍ من معجزات الرسول الأكرم ﷺ الدالةِ على صدق رسالته، وهي في الوقت الذي تُبيّنُها تُعلن عن نفسها أيضاً بأنها كرامة من كرامات تلك المعجزات، وعطيةٌ من عطياتها، فأصبحت هي بذاتها خارقةً واضحة بأكثر من ثلاثة وجوه:

    الأول: إن تأليفَها حَدَثٌ خارق بلا شك، حيث أُلّفتْ من دون مراجعة لمصدر، اعتماداً على الذاكرة فقط رغم ما تشتمل عليه من روايات للأَحاديث الشريفة في أكثر من مائة صحيفة. علاوة على أنها كُتبتْ على غوارب الجبال وبواطن الوديان والبساتين، خلال ما يقرب من أربعة أيام وبمعدل ثلاث ساعات يومياً، أي في اثنتي عشرة ساعة!.

    الثاني: إن مستنسخَها لا يملّ من استنساخها مهما استنسخ منها. ومداومةُ القراءة فيها لا تُذهِبُ حلاوتها رغم طولها؛ لذا فقد أَثارتْ هِممَ الكسالى من المستنسخين، فكتبوا -حوالينا- ما يقارب السبعين نسخة، خلال سنة واحدة، في هذا الوقت العصيب، مما أَعطى للمطّلعين على ظروفنا قناعةً كافية بأن هذه الرسالة هي واحدةٌ من كرامات تلك المعجزات.

    الثالث: إن كلمة «الرسول الأكرم» ﷺ في الرسالة كلها، ولفظ «القرآن الكريم» في القطعة الخامسة منها، قد توافقت عند أحد المستنسخين دون أن يكون له علم بالتوافق، وحصل التوافقُ نفسُه لدى المستنسخين الثمانية الآخرين دون أن يلتقي هؤلاء بعضهم ببعض وقبل أن ينكشف التوافقُ المذكور حتى بالنسبة لنا. فمن كان على شيء من الإنصاف لا يحمل هذا على المصادفة البتة، بل حَكَم كلُّ مَن اطلع عليه أنّ هذا سرٌ من أسرار الغيب، وأن الرسالة كرامة من كرامات المعجزة الأحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

    هذا وإن الأسس التي تتصدر الرسالة مهمةٌ جداً، وأن الأحاديث الواردة فيها فضلاً عن كونها صحيحةً ومقبولةً لدى أئمة الحديث، فهي تبين الأكثر ثبوتاً وقطعية من الروايات.

    فلو أردنا تبيان مزايا هذه الرسالة لاحتجنا إلى رسالة أخرى مثلَها، لذا نهيب بالمشتاقين إليها قراءتها ولو مرة واحدة كي يلمسوا بأنفسهم تلك المزايا.

    سعيد النورسي

    تنبيه

    لقد أوردتُ أحاديثَ شريفة كثيرة في هذه الرسالة، ولم يكن لديّ شيءٌ من كتب الحديث، فإن أَخطأْتُ في لفظ الأحاديث الواردة فليُصحّحْ أو ليُحملْ على الرواية بالمعنى، إذ القول الراجح: أنه تجوز رواية الحديث الشريف بمعناه، أي أن يذكر الراوي معنى الحديث بلفظٍ من عنده، فما وُجد في هذه الرسالة من أخطاء في الألفاظ، فليُنظر إليها باعتبارها «رواية بالمعنى». ([1])

    سعيد النورسي

    المعجزات الأحمدية

    على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم

    بِاسْمِهِ سُبحَانَهُ

    ﴿وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪﴾

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿هُوَ الَّذ۪ٓي اَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدٰى وَد۪ينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّ۪ينِ كُلِّه۪ۜ وَكَفٰى بِاللّٰهِ شَه۪يدًاۜ ❀ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِۜ وَالَّذ۪ينَ مَعَهُٓ اَشِدَّٓاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَٓاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰيهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللّٰهِ وَرِضْوَانًاۘ س۪يمَاهُمْ ف۪ي وُجُوهِهِمْ مِنْ اَثَرِ السُّجُودِۜ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرٰيةِۚۛ وَمَثَلُهُمْ فِي الْاِنْج۪يلِ۠ۛ كَزَرْعٍ اَخْرَجَ شَطْـَٔهُ۫ فَاٰزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوٰى عَلٰى سُوقِه۪ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغ۪يظَ بِهِمُ الْكُفَّارَۜ وَعَدَ اللّٰهُ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَاَجْرًا عَظ۪يمًا﴾ (الفتح: ٢٨-٢٩)

    [نظراً لقيام الكلمتين «التاسعة عشرة» و «الحادية والثلاثين» الخاصتين بالرسالة الأحمدية بإثبات نبوة محمد ﷺ بدلائل قاطعة، نحيل إليهما قضيةَ الإثبات ونبيّن هنا -تتمةً لهما- لمعاتٍ من تلك الحقيقة الكبرى ضمن «تسع عشرة إشارة بليغة ذات مغزى»]

    الإشارة البليغة الأولى

    لا ريب أن مالك هذا الكون وربَّه يخلق ما يخلق عن علمٍ ويتصرف في شؤونه عن حكمة، ويدير كلَّ جهة عن رؤية ومشاهدة، ويربّي كل شيء عن علم وبصيرة، ويدبّر الأمر قاصداً إظهار الحِكَم والغايات والمصالح التي تتراءى من كل شيء.

    فما دام الخالقُ يعلم، فالعالِمُ يتكلم. وحيث إنه سيتكلم، فسيكون كلامُه حتماً مع مَن يفهمه من ذوي الشعور والفكر والإدراك، بل مع الإنسان الذي هو أفضلُ أنواع ذوي المشاعر والفهم وأجمعُهم لتلك الصفات. ومادام كلامُه سيكون مع نوع الإنسان، فسيتكلم، إذن مع مَن هو أهلٌ للخطاب من الكاملين من بني الإنسان الذين يملكون أعلى استعداد وأَرفعَ أخلاق والذين هم أهلٌ لأن يكونوا قدوة للجنس البشري وأئمةً له.

    فلا ريب أنه سيتكلم مع محمد ﷺ الذي شهِد بحقّه الأولياءُ والخصماءُ بأنه صاحبُ أسمى أخلاق وأفضل استعداد، والذي اقتدى به خُمس العالم، وانضم تحت لوائه المعنوي نصفُ الأرض، واستضاء المستقبل بالنور الذي بُعثَ به طوال ثلاثة عشر قرناً من الزمان، والذي يصلّي عليه أهلُ الإيمان والنورانيون من الناس دوماً ويدعون له بالرحمة والسعادة والثناء والحب، ويجددون معه البيعةَ خمس مرات يومياً، وقد تكلّم معه فعلاً. وسيجعله رسولَه حتماً وقد جعله فعلاً. وسيجعله قدوةً وإماماً للناس كافة وقد جعله فعلاً.

    الإشارة البليغة الثانية

    لقد أعلن الرسول الكريم ﷺ النبوةَ، وقدّم برهاناً عليها، وهو القرآن الكريم. وأَظهر نحو ألفٍ من المعجزات الباهرة، كما هو ثابت لدى أهل التحقيق من العلماء. ([2]) هذه المعجزاتُ بمجموعها الكلي ثابتةٌ قطعية كقطعية ثبوت دعوى النبوة، حتى إن إسناد المعجزات إلى السحر الذي يورده القرآن الكريم في مواضع كثيرة على لسان الكفار الأَلدَّاء ليشير إلى أَنهم لم ينكروا وقوعَ المعجزات ولم يسَعهم ذلك، وإنما أَسندوها إلى السِحر خداعاً لأَنفسهم وتغريراً بأَتباعهم.

    نعم، إن للمعجزات الأحمدية قطعيةً تامة تبلغ قوةَ مائة تواترٍ، فلا سبيل إلى إنكارها قط.

    والمعجزةُ بحد ذاتها تصديقٌ من رب العالمين لدعوى رسوله الكريم، أي كأَنَّ المعجزة تقوم مقام قول الله: صدق عبدي فأَطيعوه.

    مثال للتوضيح:

    لو كنتَ في حضرة سلطان أو في ديوانه، وقلتَ لمن حولك: لقد عيّنني السلطانُ عاملاً في الأمر الفلاني، وحينما طلبوا منك دليلاً على ادّعائك أَومأَ السلطانُ بنفسه: أَنْ نعم، إني جعلته عاملاً. ألا يكون ذلك شهادة صدق لك؟. فكيف إذا خرق السلطانُ لأجلك عاداتِه وبدَّل قوانينَه لرجاءٍ منك؟ أفلا يكون ذلك تصديقاً أقوى لدعواك وأثبت من قول: نعم؟

    وكذلك كانت دعوى الرسول ﷺ، إذ قال: إنني رسولٌ من رب العالمين. وأما دليلي فهو أنه سبحانه يبدّل قوانينَه المعتادة بالتجائي ودعائي وتوسلي إليه. وهَاكُمْ انظروا إلى أَصابعي، إنَّه يفجّر منها الماءَ كما يتفجّر من خَمسِ عيون.. وانظروا إلى القمر، إنه يشقّه لي شقين بإشارة من إصبعي.. وانظروا إلى تلك الشجرة كيف تأتي إليّ لتصدِّقني وتشهدَ لي.. وانظروا إلى هذه الحفنة من الطعام كيف أنها تُشبع مائتين أو ثلاثمائة رجلٍ! وهكذا أظهر ﷺ مئاتٍ من المعجزات أمثالَ هذه.

    واعلم، أنَّ دلائل صدقِ الرسول ﷺ وبراهينَ نبوته لا تنحصر في معجزاته، بل يرى المدققون أن جميعَ حركاته، وأفعاله، وأحواله، وأقواله، وأخلاقه، وأطواره، وسيرته، وصورته، كل ذلك يثبت إخلاصهَ وصدقَه. حتى آمن به كثيرٌ من علماء بني إسرائيل بمجرد النظر إلى طلعته البهية، أمثال: عبد الله بن سلام الذي قال: «فلما اسْتَبنتُ وجهَهُ عرفتُ أنَّ وجهَه ليس بوجه كاذب». ([3])

    وعلى الرغم من أن العلماء المحققين قد ذكروا ما يقارب الألفَ من دلائل نبوته ومعجزاته فإن هناك ألوفاً منها، بل مئاتِ الألوف. ولقد صدّق بنبوته مئاتُ الألوف من الناس المتباينين في الفكر بمئات الألوف من الطرق. والقرآنُ الكريم وحده يظهر ألفاً من البراهين على نبوته ﷺ، عدا إعجازه البالغ أربعين وجهاً.

    ولما كانت النبوة محقَّقةٌ وثابتة في الجنس البشري، وأنّ مئاتِ الألوف ([4]) من البشر جاءوا فأعلنوا النبوةَ، وقدّموا المعجزات برهاناً وتأييداً لها، فلا شك أن نبوة محمد ﷺ تكون أثبتَ وآكد من الجميع، لأن مدارَ نبوة الأنبياء وكيفية معاملاتهم مع أممهم والدلائل والمزايا والأوضاع التي دلت على نبوة عامة الرسل أمثال موسى و عيسى عليهما السلام توجد بأتم صوَرِها وأفضل معانيها لدى الرسول الكريم ﷺ.

    وحيث إن علةَ حُكم النبوة وسبَبها أَكمل وجوداً في ذاته ﷺ، فإن حكم النبوة لا محالةَ ثابتٌ له بقطعيةٍ أوضح من سائر الأنبياء عليهم السلام.

    الإشارة البليغة الثالثة

    إنَّ معجزات الرسول ﷺ كثيرةٌ جداً ومتنوعةٌ جداً، وذلك لأن رسالته عامةٌ وشاملة لجميع الكائنات؛ لذا فله في أغلب أنواع الكائنات معجزاتٌ تشهد له، ولنوضح ذلك بمثال:

    لو قَدِم سفيرٌ كريم من لدن سلطان عظيم لزيارة مدينةٍ عامرةٍ بأقوام شتى، حاملاً لهم هدايا ثمينة متنوعة، فإن كلَّ طائفة منهم ستُوفد في هذه الحال ممثلاً عنها لاستقباله باسمها والترحيب به بلسانها.

    كذلك لما شرَّف العالَم السفيرُ الأعظم ﷺ لملك الأزل والأبد، ونوَّرَه بقدومه، مبعوثاً من لدن رب العالمين إلى أهل الأرض جميعاً، حاملاً معه هدايا معنوية وحقائق نيّرة تتعلق بحقائق الكائنات كلِّها، جاءه من كل طائفة مَن يرحّب بمَقدمه ويهنؤه بلسانه الخاص، ويقدِّم بين يديه معجزةَ طائفته تصديقاً بنبوته، وترحيباً بها، ابتداءً من الحجر والماء والشجر والإنسان، وانتهاءً بالقمر والشمس والنجوم، فكأن كلاً منها يردد بلسان الحال: أهلاً ومرحباً بمبعثك.

    إن بحث تلك المعجزات كلِّها يحتاج إلى مجلدات لكثرتها وتنوّعِها، وقد ألّف العلماءُ الأصفياء مجلدات ضخمةً حول تفاصيل دلائل النبوة والمعجزات، إلّا أننا هنا نكتفي بإشاراتٍ مجملة إلى ما هو قطعيُّ الثبوت والمتواتر معنىً من الأنواع الكلية لتلك المعجزات.

    إن دلائل نبوة الرسول ﷺ قسمان:

    الأول: الحالات التي سُمّيت بالإرهاصات، وهي الحوادث الخارقة التي وقعت قبلَ النبوة ووقتَ الولادة.

    الثاني: دلائل النبوة الأخرى

    وهذا ينقسم إلى قسمين:

    أحدهما: الخوارق التي ظهرت بعده ﷺ تصديقاً لنبوته.

    120_4 ثانيهما: الخوارق التي ظهرت في فترة حياته المباركة ﷺ.

    وهذا أيضاً قسمان:

    الأول: ما ظهر من دلائل النبوة في شخصه وسيرته وصورتِه وأخلاقِه وكمالِ عقله.

    الثاني: ما ظهر منها في أمورٍ خارجة عن ذاته الشريفة، أي في الآفاق والكون.

    وهذا أيضاً قسمان:

    قسم معنوي وقرآني. وقسم مادي وكوني.

    وهذا الأخير قسمان أيضاً:

    القسم الأول: المعجزات التي ظهرت خلال فترة الدعوة النبوية، وهي إما لكسر عناد الكفار أو لتقوية إيمانِ المؤمنين؛ كانشقاق القمر، ونبعان الماء من بين أصابعه الشريفة، وإشباع الكثيرين بطعام قليل، وتكلّم الحيوان والشجر والحجر.. وأمثالِها من المعجزات التي تبلغ عشرين نوعاً، كلُّ نوع منها بدرجة المتواتر المعنوي، ولكلِّ نوع منها نماذج عدة مكررة.

    القسم الثاني: الحوادث التي أخبر عنها ﷺ قبل وقوعها، بما علّمه الله سبحانه، وظهرت تلك الحوادث وتحققت كما أخبر.

    ونحن الآن نستهلّ بهذا القسم الأخير للوصول إلى فهرس متسلسل عام. ([5])

    الإشارة البليغة الرابعة

    إن ما أنبأ به الرسولُ الكريم ﷺ من أنباء الغيب بتعليمٍ من الله علّام الغيوب كثيرٌ لا يُعد ولا يحصى. وقد أشرنا إلى أنواعه في «الكلمة الخامسة والعشرين» الخاصة بإعجاز القرآن، وسقنا هناك براهينَه؛ لذا فالأخبارُ الغيبية المتعلقة بالأزمنة السالفة والأنبياء السابقين وحقائق الألوهية وحقائق الكون، وحقائق الآخرة يُراجع في شأنها تلك الكلمة.

    أما هنا فسنورد بضعةَ أمثلةٍ من أخبار غيبية صادقةٍ تتعلق بالحوادث التي ستصيب الآل والأصحاب -رضوان الله عليهم أجمعين- من بعده ﷺ وما ستلقاه أمتُه في مُقبل أيامها.

    ولأجل الوصول إلى إدراك هذه الحقيقة إدراكاً كاملاً نبيّن بين يديها أُسساً ستة مقدّمة لها.

    الأساس الأوّل

    إنَّ جميعَ أحوال الرسول الكريم ﷺ وأطوارَه يمكن أن تكونَ دليلاً على صدقِه وشاهداً على نبوته، إلّا أن هذا لا يعني أن تكون جميعُ أحواله وأفعاله خارقةً للعادة؛ ذلك لأنَّ الله سبحانه قد أرسله بشراً رسولاً، ليكون بأعمالِه وحركاته كلِّها إماماً ومرشداً للبشر كافة، وفي أحوالهم كافة، ليحقّق لهم بها سعادةَ الدنيا والآخرة وليبيّن لهم خوارقَ الصنعة الربانية وتصرّفَ القدرة الإلهية في الأمور المعتادة، تلك الأمور التي هي بحد ذاتها معجزات.

    فلو كان ﷺ في جميع أفعاله خارقاً للعادة، خارجاً عن طور البشر، لَمَا تسنّى له أن يكون أُسوةً يُقتدى به، وما وَسِعَه أن يكون بأفعاله وأحواله وأطواره إماماً للآخرين؛ لذا ما كان يلجأ إلى إظهار المعجزات إلاّ بين حين وآخر، عند الحاجة، إقراراً لنبوته أمامَ الكفار المعاندين. ولما كان الابتلاء والاختبار من مقتضيات التكليف الإلهي، فلم تعُد المعجزةُ مُرغِمةً على التصديق -أي سواءً أراد الإنسانُ أم لم يرد- لأن سرَّ الامتحان وحكمةَ التكليف يقتضيان معاً فتحَ مجال الاختيار أمام العقل من دون سلب الإرادة منه.

    فلو ظهرت المعجزةُ ظهوراً بَديهيّاً مُلزماً للعقل كما هو شأنُ البديهيات لما بقيَ للعقل ثمّة اختيار، ولَصدَّق أبو جهل كما صدّق أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولَانتفت الفائدة من التكليف والغاية من الامتحان، ولَتساوى الفحمُ الخسيس مع الألماس النفيس!

    بيد أن الذي يثير الدهشة والحيرة؛ أنه في الوقت الذي آمن ألوفٌ من أجناس مختلفة من الناس بمعجزةٍ منه ﷺ أو بكلامٍ منه أو بالنظر إلى طلعته البهية، أو ما شابهها من دلائل صدق نبوته ﷺ، وآمن به ألوفُ العلماء المدققين والمفكرين المحققين، بما نُقِل إليهم من صدقِ أخباره وجميلِ آثاره نقلاً صحيحاً متواتراً، أقول: أفلا يدعو إلى العجَب أن يرى أشقياءُ هذا العصر جميعَ هذه الدلائل الواضحة كأنها غير وافية لإيمانهم وتصديقهم فتراهم ينـزلقون إلى هاوية الضلال؟

    الأساس الثاني

    إنَّ الرسول الكريم ﷺ بشرٌ، فهو يتعامل مع الناس انطلاقاً من بشريته هذه. وهو كذلك رسولٌ، وبمقتضى الرسالة هو ناطقٌ أمين باسم الله تعالى ومُبلّغٌ صادق لأوامره سبحانه، فرسالتُه تستند إلى حقيقة الوحي. والوحيُ قسمان:

    الأول: الوحي الصريح كالقرآن الكريم وبعض الأحاديث القدسية. فالرسول ﷺ في هذا مبلِّغٌ محضٌ لا غير، من دون أن يكون له تصرّف أو تدخّل في شيء منه.

    الثاني: الوحي الضمني، وهو الذي يستند في خلاصته ومُجمَله إلى الوحي والإلهام، إلّا أنه في تفصيله وتصويره يعود إلى الرسول ﷺ. فتفصيلُ الحادثة الآتية مُجملةً من هذا الوحي وتصويرُها إما يبيّنه الرسولُ ﷺ أحياناً استناداً إلى الإلهام أو إلى الوحي، أو يبيّنه بفِراسته الشخصية. وهذه التفاصيل التي يبينها الرسولُ ﷺ باجتهاده الذاتي. إما أنه يبينُها بما يتمتع به من قوةٍ قدسية عليا بمقتضى الرسالة، أو يبينُها بخصائصه البشرية وبمستوى عُرفِ الناس وعاداتهم وأفكارهم.

    وهكذا لا يُنظر إلى جميع تفاصيل كلِّ حديث شريف بمنظار الوحي المحض. ولا يُتحرّى عن الآثار السامية للرسالة في معاملاته ﷺ وأفكاره التي تجري بمقتضيات البشرية.

    وحيث إنَّ بعض الحوادث يوحى إليه وحياً مجملاً ومطلقاً وهو بدوره يصوّره بفراسته الشخصية أو حسب نظر العُرف العام، لذا يلزم أحياناً التفسيرُ وربما التعبيرُ لهذه المتشابهات والمشكلات التي ينطوي عليها ذلك التصوير. لأن بعض الحقائق تقرَّب إلى الأذهان بالتمثيل. مثال ذلك:

    سمع الناس -ذات مرة- وهم جلوس عند الرسول ﷺ دوياً هائلاً فقال الرسول ﷺ موضحاً الحدث: «هذا حجرٌ رمي به في النار منذ سبعين خريفاً فهو يهوي في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها»... ([6]) ولم تمض ساعة حتى جاء الجواب، إذ أتى أحدهم يقول: إن المنافق المشهور الذي ناهز السبعين من عمره قد مات وولّى إلى جهنم وبئس المصير، فكان هذا تأويلاً للتشبيه البليغ الذي ذكره الرسول ﷺ.

    الأساس الثالث

    إنَّ الآثار المنقولة إنْ كانت متواترةً فهي قطعيةُ الثبوت وتفيد اليقين. والتواتر قسمان:

    الأول: التواتر الصريح، أو التواتر اللفظي.

    الثاني: التواتر المعنوي وهذا قسمان:

    الأول: سكوتي؛ أي إبداء الرضا بالسكوت عنه. مثال ذلك: لو أخبر شخصٌ جماعتَه عن حادثة وقعت أمامَهم ولم يكذّبوه في خبره بل قابلوه بالسكوت، فإن ذلك يعني قبولَهم لوقوعها، ولاسيما إذا كانت الحادثة المروية ذات علاقة بالجماعة، والجماعةُ مستعدة للانتقاد والرد والتجريح، وممن لا يقبلون بالخطأ أصلا، بل يرون الكذب أمراً قبيحاً بشعاً، فإن سكوتهم عنها يدل على وقوع تلك الحادثة دلالةً قاطعة.

    القسم الثاني من التواتر المعنوي: هو اتفاقهم على القدْر المشترك بين أخبارهم وإن كانت الروايات متنوعة. مثال ذلك:

    إذا قيل أن أوقية من الطعام أشبَعت مائتي رجل. فالذين حدّثوا بهذا يروونه في صور متنوعة وبعبارات مختلفة متباينة. فهذا ذكَر مائة رجل وذاك ثلاثمائة رجل والآخر أوقيتين من الطعام وهكذا. فترى أن الجميعَ متفقون على وقوع الحادثة، وهو أن الطعام القليل أشبعَ أناساً كثيرين. فالحادثة إذن بشكلها المطلق متواترةٌ معنىً، وهي تفيد اليقين، ولا تضرّ بها صور الاختلاف.

    وفي بعض الأحيان يفيد خبر الآحاد ضمن بعض الشروط الحكمَ القطعي كقطعية التواتر، وقد يفيد القطعية أحياناً تحت أَمارات خارجية.

    وهكذا، فالقسم الأَعظم مما نُقل إلينا من دلائل النبوة ومعجزات الرسول ﷺ هو: بالتواتر الصريح أو المعنوي أو السكوتي، وقسم منها بخبر الآحاد. إلّا أنه ضمن شروط معينة مُمحَّصة أُخذ وقُبل من قبل أئمة الجرح والتعديل من أهل الحديث النبوي فأصبحت دلالتُه قطعيةً كالتواتر.

    ولاشك إذا ما قَبِلَ بصحة خبر الآحاد محدِّثون محقِّقون من أصحاب الصحاح الستة وفي مقدمتهم «البخاري» و «مسلم» وهم الحفاظ الجهابذة الذين كانوا يحفظون ما لا يقل عن مائة ألف حديث، وإذا ما رضي به ألوفٌ من الأئمة العلماء المتقين، ممن يصلون صلاة الفجر بوضوء العشاء زهاء خمسين سنة من عمرهم. ([7]) أقول: إذا ما قَبِل هؤلاء بصحة خبر الآحاد، فلا ريب إذن في قطعيته ولا يقلّ حكمُه عن التواتر نفسه.

    نعم، إنَّ علماء علم الحديث ونُقّاده قد تخصصوا في هذا الفن إلى درجة أنهم اكتسبوا مَلَكَةً في معرفة سموِّ كلام الرسول ﷺ وبلاغةِ تعابيره، وطراز إفادته، فأصبحوا قادرين على تمييزه عن غيره، بحيث لو رأوا حديثاً موضوعاً بين مائةٍ من الأحاديث لرفضوه قائلين: هذا موضوعٌ!. هذا لا يمكن أن يكون حديثاً شريفاً! فقد أصبحوا كالصيارفة البارعين الأصلاء يعرفون جوهرَ الحديث النبوي من الدخيل فيه.

    بيد أن قسماً من المحققين قد أَفرط في نقد الحديث كـ«ابن الجوزي» الذي حكَم على أحاديـثَ صحيحة بالوضـع. ([8]) علماً أن «الموضوع» يعنـي: أن هذا الـكـلام ليـس بـكـلام الـرسول ﷺ، ولا يـعـنـي أنـه بـاطل وكلام فـاسـد.

    سؤال: ما فائدة السَند الطويل: عن فلان.. عن فلان.. عن فلان.. حيث لا جدوى من ذكرهم في حادثة معلومة؟.

    الجواب: فوائدُه كثيرة، إذ إن ذكرَ هذا السند الطويل يبين نوعاً من الإجماع فيمن هم في السند من الموثوقين الصادقين من الرواة الذين يُعتّد بهم، فيُظهر لنا نوعاً من الاتصال والاتفاق لأهل العلم المحققين في ذلك السند، فكأنما كلّ إمامٍ وعلاّمة في السند يوقّع على حكم ذلك الحديث الشريف ويختم على صحته بختمه.

    سؤال: لماذا لم تُنقل «المعجزات» باهتمام بالغ مثلما نُقلَت الأحكامُ الشرعية الضرورية الأخرى نقلاً متواتراً وبطرق متعددة؟.

    الجواب: لأنَّ معظم الناس في أغلب الأوقات محتاجون حاجة ماسة إلى الأحكام الشرعية، فهي «كفروض عين» لهم، لما لها من علاقة بكل شخص. بينما المعجزاتُ لا يحتاجها كلُّ إنسان كل حين. حتى لو فرضنا الحاجة إليها، فيكفي سماعَها مرة واحدة، فهي «كفروض كفاية» إذ يكفي أن يعلمَ بها عادةً قسمٌ من الناس.

    ولهذا السبب قد يحدث أنْ نرى وقوع إحدى المعجزات ثابتاً بقطعيةٍ أقوى من قطعية ثبوت حكمٍ شرعي أضعافاً مضاعفة، إلّا أن راويها شخصٌ واحد أو شخصان، بينما يكون عددُ رواة ذلك الحكم الشرعي عشرة أو عشرين.

    الأساس الرابع

    إنَّ قسماً من حوادث المستقبل الذي أخبر عنه الرسول ﷺ هو حوادث كلّيّة، تتكرر في أوقات مختلفة، وليس بحادثة جزئية مفردة. فالرسول ﷺ قد يُخبر عن تلك الحادثة الكلية بصورة جزئية مبيناً بعضَ حالاتها، حيث إنَّ لِمثلِ هذه الحادثة الكلية وجوهاً كثيرة، فيبين ﷺ في كل مرة وجهاً من وجوهها. ولكن لدى جمع هذه الوجوه من قِبل راوي الحديث في موضع واحد، يبدو هناك ما يشبه الخلاف للواقع.

    مثال ذلك:

    هناك روايات مختلقة حول «المهدي» تتباين فيها التفاصيلُ والتصويرات. ([9]) وقد أخبر الرسول ﷺ عن ظهور المهدي مستنداً إلى الوحي، ليصونَ قوةَ أهل الإيمان المعنوية في كل عصر، وليحُول دون سقوطهم في اليأس والقنوط إزاء ما يرونَه من حوادث مهُولة، وليربط الأمةَ ربطاً معنوياً بالسلسلة النورانية لآل البيت. وقد أثبتنا ذلك في أحد أغصان «الكلمة الرابعة والعشرين». ومن هنا ترى أنَّ كلَّ عصر من العصور قد وجد نوعاً من «المهدي» من آل البيت كالذي يظهر في آخر الزمان، بل مهديين، حتى وجد في المهدي العباسي -الذي يعدّ من آل البيت- كثيراً من أوصاف ذلك المهدي الكبير.

    وهكذا، فأوصافُ الذين يسبقون المهدي الكبير ممّن يمثّلونه في عهودهم، كالخلفاء المهديين والأقطاب المهديين، اختلطت وتداخلت مع أوصاف ذلك المهدي الكبير. فوقع الاختلاف في الروايات.

    الأساس الخامس

    لم يكن الرسولُ الأعظم ﷺ يعلم الغيبَ ما لم يُعلِّمه الله سبحانه، إذ لا يعلم الغيب إلّا الله فهو ﷺ يبلّغ الناسَ ما علّمه الله إياه. وحيث إن الله حكيمٌ ورحيم، فحكمتُه ورحمتُه تقتضيان سترَ أغلب الأمور الغيبية وإبقاءها في طي الخفاء والإبهام، لأن ما لا يسرّ الإنسانَ من حوادث في هذه الدنيا هو أكثر مما يسرّه، فمعرفته تلك الحوادث قبل وقوعها أليم جداً.

    فلأجل هذه الحكمة ظَلَّ الموتُ والأجلُ مبهَمَين مستورَين عن علم الإنسان، وبقي ما سيصيب الإنسانَ من مصائب ونكبات محجوباً في ثنايا الغيب،

    فكان من مقتضى هذه الحكمة الربانية والرحمة الإلهية ألّا يُطلع سبحانه نبيَّه ﷺ اطلاعاً كلياً ومفصلاً على ما سيلقاه آلُه وصحبه وأُمته من بعده من حوادثَ مؤلمة ومصائبَ مفجعة، بل أَخبره سبحانه عن بعضٍ من الحوادث المهمة -بناء على حِكَم معينة- إخباراً غير مفجع، رفقاً بما يحمله من رحمةٍ عظيمة ورأفة شديدة نحو أمته وتجاه آله وأصحابه. كما أنه سبحانه قد بشّره بحوادث مفرحة أيضاً بشارةً مجملة لبعضها ومفصلةً للأخرى ([10])

    فأخبر ﷺ أمتَه بما علّمه ربُّه ونقَله المحدِّثون الصادقون العدول بروايات صحيحة إلينا، أولئك الذين كانوا أشدّ تقوى وخشية من أن يصيبهم الزجرُ المخيف في قوله ﷺ: (مَن كَذب عليَّ مُتعمّداً فَلْيَتبوأ مَقعدَه من النار) ([11]) والذين كانوا يهربون خوفاً من أن تنالهم الآيةُ الكريمة: ﴿فَمَنْ اَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللّٰهِ﴾ (الزمر: ٣٢).

    الأساس السادس

    إنَّ أحوال الرسول ﷺ وأوصافه قد بُيّنت على شكل سيرة وتاريخ. إلّا أن أغلب تلك الأحوال والأوصاف تعكس بشريَّته فحسب، إذ إن الشخصية المعنوية لتلك الذات النبوية المباركة رفيعةٌ جداً وماهيتُه المقدسة نورانيةٌ إلى حدّ لا يرقى ما ذُكر في التاريخ والسيرة من أوصاف وأحوال إلى ذلك المقام السامي والدرجة الرفيعة العالية،

    لأنه ﷺ في ضوء قاعدة «السبب كالفاعل» ([12]) تضاف يومياً، حتى الآن، إلى صحيفة كمالاته عبادةٌ عظيمة بقدر عبادات أمته بأكملها. وكما ينال باستعداد غير متناه نفحاتِ الرحمة الإلهية غير المتناهية بشكل غير متناهٍ وبقدرةٍ غير متناهية، كذلك ينال يومياً دعاءً غير محدود ممن لا يُحدّ من أمته.

    هذا النبي المبارك ﷺ الذي هو أَنبلُ نتائج الكائنات وأَكملُ ثمراتها والمبلِّغ عن خالق الكون، وحبيبُ رب العالمين، لا تبلغ أحوالُه وأطوارُهُ البشرية التي ذكرَتْها كتبُ السيرة والتاريخ الإحاطةَ بماهيته الكاملة ولا تصل إلى حقيقة كمالاته.

    فأنّى لهذه الشخصية المباركة الذي كان كلٌّ من جبرائيل وميكائيل مرافقين أمينين ([13]) له في غزوة بدر أن تنحصر في حالة ظاهرية أو أن تُظهرها بجلاء حادثةٌ بشرية كالتي وقعت مع صاحب الفرس الذي ابتاع ﷺ الفرسَ منه ولكنه أنكر هذا البيع وطلب من الرسول الكريم شاهداً يصدّقه فتقدَّم الصحابي الجليل «خُزيمة» بالشهادة له. ([14])

    فلئلا يقع أحدٌ في غائلة الخطأ يلزم مَن يسمع أوصافَه ﷺ البشرية الاعتيادية أن يرفع بصرَه دوماً عالياً لينظر إلى ماهيته الحقيقية، وإلى شخصيته المعنوية النورانية الشامخة في قمة مرتـبـة الرسالة، وإلّا أساءَ الأدبَ، ووقع في الشبهة والوهم.

    ولإيضاح هذه المسألة تأمل في هذا المثال:

    نواةٌ للتمر وُضعت تحت التراب فانفلقتْ عن نخلة مثمرة باسقة، وهي في توسع ونمو مطّرد، أو بيضةٌ للطاووس فَقَسَتْ عن فرخ الطاووس بعدما سُلّطت عليها الحرارة، وكلّما نما وكبُر أصبح أجملَ وأزهى، بما زيّن قلمُ القدرة على كل جهاته من نقوشٍ بديعة رائعة.

    فهناك صفاتٌ وحالات خاصة تعود لكلٍّ من تلك النواة ولتلك البيضة، ويحوي كلٌّ منهما موادَ دقيقة لطيفة جداً. والنخلةُ والطاووس كذلك لهما صفاتٌ عالية وكيفيات وأوضاعٌ راقية بالنسبة لصفات البذرة والبيضة.

    فعندما تُربَط أوصافُ النواة والبيضة بأوصاف النخل والطير وتُذكران معاً، يلزم أن يرفع العقلُ الإنساني بصرَه عن النواة إلى النخلة وينظر إليها، وأن يتوجه من البيضة إلى الطاووس ويُمعن فيه، كي يقبل تلك الأوصاف التي يسمعها. وبخلافه ينساق إلى التكذيب حين يسمعُ أحدُهم يقول: «لقد أخذتُ طناً من التمر من حفنة من النوى، أو هذه البيضة هي سلطان الطيور».

    وهكذا فإن بشريةَ الرسول الأكرم ﷺ تشبه تلك النواة أو البيضة «في المثال». وماهيتُه المشعّة بمهمة الرسالة مثَلُها كمثل شجرة طوبى الجنة وطير الجنة في سموّ ورقي.

    لذا في الوقت الذي نفكّر في النـزاع الذي حصل في السوق مع البدوي، يلزم أن نرفع عينَ الخيال عالياً ونتصوّر الذات النورانية الممتطية الرفرف «البُراق» والمنطلقة سعياً إلى قاب قوسين أو أدنى، تاركةً خلفها جبريل عليه السلام . وإلّا فإن النفس الأمارة بالسوء إما ستُسيءُ الأَدبَ وتنحطّ إلى درك قلة التوقير والاحترام، أو تزلّ قدماها إلى عدم التصديق.

    الإشارة البليغة الخامسة

    وهي تخص الحوادث المتعلقة بأمور غيبية، نذكر منها بضعة أمثلة:

    المثال الأول: قال رسول الله ﷺ في خطبةٍ بين جمْعٍ من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ونُقل إلينا الحديثُ نقلا صحيحاً ومتواتراً:

    «إنَّ ابني هذا سَيّدٌ ولَعلَّ الله أنْ يُصلحَ به بين فِئَتين من المسلمين» ([15]) وفي رواية «عظيمتين».

    وبعد مرور أربعين سنة التقى جيشان عظيمان للمسلمين، فصالح الحسنُ معاويةَ رضى الله عنهما، وصدَّق بهذا الصلح المعجزةَ الغيبية لجَدِّه الأمجد ﷺ.

    المثال الثاني: ثبت بنقل صحيح أنَّه ﷺ قال لعلي رضي الله عنه:

    ستُقاتل الناكثين ([16]) والقاسطين والمارقين. ([17])

    فأخبر عن وقعة الجمل وصفين وعن الخوارج.

    وقال ﷺ للزبير: «لتقاتلُنَّه وأنت ظالمٌ له» ([18]) عندما رآه وعلياً يتحابّان.

    وقال ﷺ لأزواجه الطاهرات: «كيف بإحداكُن تنبح عليها كلابُ الحَوأب» ([19]) «يُقتَل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة..». ([20])

    وبعد ثلاثين سنة تحققت هذه الأحاديثُ الصحيحة فعلاً، وذلك في وقعة الجمل التي جرت بين عليّ وعائشة ومعها الطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين، كما تحققت في وقعة صفّين التي جرت بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وقد تحققت في وقعة حروراء و نهروان التي كانت بين عليّ رضي الله عنه والخوارج.

    وأخبر ﷺ علياً عن الذي يقتله فقال: «الذي يضربك يا عليّ على هذه حتى تبلّ منها هذه» ([21]) أي تبلّ لحيته من دم رأسهِ وكان عليّ يعرفه، وهو عبدالرحمن بن ملجم الخارجي. ([22])

    وأخبر كذلك عن ذي الثُدية بعلامةٍ فارقة فيه، أنه سيكون بين قتلى الخوارج وفعلاً كان ذو الثدية فيهم وهو «رجل أسود إحدى عضديه مثلَ ثدي المرأة» فجعله عليٌّ حجةً على أنه المُحِقُّ، وأعلن عن معجزة الرسول الأكرم ﷺ. ([23])

    وأخبر ﷺ برواية صحيحة عن أم سلمة وغيرها: أن الحسين يُقتَل بالطَّف ([24]) أي في كربلاء. وبعد خمسين سنة وقعت تلك الفاجعةُ الأليمة، فصدَّقت ذلك الإخبار الغيبي.

    وأخبر مكرراً ﷺ: «إن أهلَ بيتي سيَلقون بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً»، ([25]) فكان كما أخبر.

    هنا يرد سؤال مهم:

    يُقال: إن علياً رضي الله عنه كان أحرى بالخلافة وأولى بها، فهو ذو قرابة مع النبي ﷺ، وذو شجاعة نادرة خارقة، وذو علم غزير.. فلماذا لم يُقدِّموه في الخلافة؟ ولماذا اضطربت أحوالُ المسلمين في عهده؟.

    الجواب: لقد قال قطبٌ عظيم من آل البيت: كان الرسول ﷺ قد تمنّى أن يكون عليّ هو الخليفة، ولكن أُعلِم من الغيب أنّ إرادةَ الله غيرُ هذا، فتخلى عن رغبته تبعاً لما يريده الله سبحانه وتعالى. ([26])

    وفيما يأتي حكمةٌ واحدة مما تنطوي عليه إرادةُ الله تعالى في هذا الأمر:

    كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين أحوجَ إلى الاتفاق والاتحاد بعدما ارتحل النبي ﷺ إلى الرفيق الأعلى، فلو كان عليّ رضي الله عنه قد تولّى الخلافة، لكان هناك احتمالٌ قوي أن تثير أطوارُه المتّسمة بعدم مسايرة الآخرين واستقلالية آرائه مع زهده الشـديد وبسالته النادرة واستغنائه عن الناس، فضلاً عن شجاعته الفائقة، فتحرِّك -هذه المزايا- عرقَ المنافسة لدى كثير من الأشخاص والقبائل، فتنجم الفرقةُ بين صفوف المسلمين، مثلما حدثَ في عهد خلافته من حوادث وفتن.

    أما سببُ تأخر خلافة عليّ رضي الله عنه فإن أحدَ أسبابه هو ما يأتي:

    لقد هبّت أعاصيرُ الفتن في أوساط أمةِ الإسلام التي تضم أقواماً متباينةً في الفكر والتي يحمل كلٌّ منها بذورَ الفرقة إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة، مثلما أخبر بذلك الرسول ﷺ، ([27]) فكان ينبغي وجودَ شخصيةٍ قوية فذّة، مهيبةِ الجانب، ذاتَ شجاعة فائقة وفراسة نافذة ونسَبٍ عريق أصيل من أهل البيت ومن بني هاشم، كي يَثبُت أمامَ هذه الفتن. فمثلُ هذه الشخصية الفذة، كانت تتمثل في عليّ رضي الله عنه، فثبتَ فعلاً أمام تلك الأعاصير الهوجاء.. ولقد أخبره الرسول ﷺ بذلك أنه سيحاربُ في سبيل تأويل القرآن كما حارب هو ﷺ في سبيل نـزوله. ([28])

    ثم إنه لولا علي رضي الله عنه لربما كانت سلطنةُ الدنيا تعصف بالأمويين وتفتنهم كلياً، وتزلّهم عن الصراط السوي، ولكن لأنهم كانوا يرون إزاءهم علياً وآل البيت، فقد حاولوا أن يبلغوا شأوهم ويوازوهم في مكانتِهم لئلا يفقدوا منـزلتهم في نظر الأمة، فاضطر أغلبُ رؤساء الدولة الأموية إلى حضّ أتباعِهم على القيام بحفظ حقائق الإيمان ونشرها وصيانةِ أحكام القرآن والإسلام رغم أنهم لم يفعلوا شيئاً بأنفسهم، لذا نشأتْ في ظِل دولتهم مئاتُ الألوف من العلماء المحققين المجتهدين وأئمةُ الحديث والأولياءُ الصالحين والأصفياءُ والعاملين، فلولا كمالاتٌ يتصف بها آلُ البيت وصلاحُهم وولايتُهم لله لزلّ الأمويون وابتعدوا كلياً عن طريق الصواب، كما آلَ إليه أمرُهم في أواخر أيامهم، وكما حدث في أواخر أيام العباسيين.

    وإذا قيل: لماذا لم تستقر الخلافةُ في آل البيت، علماً أَنهم كانوا أَحقَّ بها؟

    الجواب: إن سلطنة الدنيا خدّاعة، بينما أهلُ البيت مكلَّفون بالحفاظ على حقائق الإسلام وأحكام القرآن. وينبغي لمن يتسلّم زمام الخلافة ألّا تغرّه الدنيا، كأن يكون معصوماً كالنبي، أو يكون عظيمَ التقوى عظيمَ الزهد كالخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز والمهدي العباسي لئلا يغترّ. فسلطنةُ الدنيا لا تصلُح لآل البيت، إذ تُنسيهم وظيفَتهم الأساس؛ وهي المحافظة على الدين وخدمة الإسلام. وخلافة الدولة الفاطمية التي قامت باسم آل البيت في مصر، وحكومةُ الموحدين في أفريقيا، والدولة الصفَوية في إيران، كلٌّ منها غدت حُجةً على أن سلطنةَ الدنيا لا تصلُح لآل البيت. بينما نراهم متى ما تركوا السلطنة، فقد سعوا سعياً حثيثاً وبذلوا جهداً منقطعَ النظير في خدمة الإسلام ورفع راية القرآن.

    فإن شئتَ فتأمل في الأقطاب الذين أتوا من سلالة الحسن رضي الله عنه، ولاسيما الأقطاب الأربعة، وبخاصة الشيخ الكيلاني. وإن شئت فتأمل في الأئمة الذين جاءوا من سلالة الحسين رضي الله عنه، ولاسيما زين العابدين و جعفر الصادق وأمثالهم.. فكلٌّ من هؤلاء قد أصبح بمثابة مهديّ معنوي، بدّدوا الظلم والظلمات المعنوية بنشرهم أنوارَ القرآن وحقائق الإيمان، وأثبتوا حقاً أنهم وارثو جدّهم الأمجد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    فإن قيل: ما حكمةُ تلك الفتنة الدموية الرهيبة التي أصابت الأمةَ الإسلامية في عصر الراشدين وخيرِ القرون، حيث لا يليقُ بأولئك الأبرار القهرُ ونـزولُ المصائب وأين يكمن وجهُ الرحمة الإلهية فيها؟

    الجواب: كما أن الأمطار الغزيرة المصحوبةَ بالعواصف في الربيع تثير كوامنَ قابليات كلِّ طائفة من طوائف النباتات وتكشفها فتنثر البذورَ وتُطلق النوى، فتتفتح أزهارُها الخاصة بها، ويتسلم كلٌّ منها مهمتَه الفطرية،

    كذلك الفتنةُ التي ابتلي بها الصحابةُ الكرام والتابعون رضوان الله عليهم أجمعين، أثارت بذورَ مواهبهم المختلفة، وحفّزت نُوى قابلياتِهم المتنوعة، فأنذَرتْ كلَّ طائفةٍ منهم وأَخافَتهم من أن الخطر مُحدِقٌ بالإسلام، وأن النار ستنشب في صفوف المسلمين؛ مما جعل كلَّ طائفةٍ تهرع إلى حفظ الدين والذودِ عن حياض الإيمان، فأخذ كلٌّ منهم على عهدته مهمةً من مهمات حفظ الإيمان وجمعِ شمل الإسلام، كلٌّ حسب قابليته، فانطلق بكلِّ جدٍّ وإخلاص في هذه السبيل. فمنهم من قام بحفظ الحديث النبوي الشريف، ومنهم من قام بحفظ فقه الشريعة الغراء، ومنهم من قام بحفظ العقائد والحقائق الإيمانية، ومنهم من قام بحفظ القرآن الكريم.. وهكذا انضوت كلُّ طائفةٍ تحت مهمةٍ وواجب من الواجبات التي يفرضها حفظُ الإيمان وصيانةُ الإسلام، وسَعَتْ في سبيل أداء مهمّتها سعياً حثيثاً، فتفتحتْ من البذور التي نشرَتها تلك الأعاصيرُ الهوجاء العنيفة في الأرجاء، زهورٌ بهيجةٌ بألوان زاهية شتى في عالم الإسلام، حتى غدا العالمُ الإسلامي رياضاً يانعةً بالورود والرياحين. إلّا أنه -للأسف- ظهرت بين تلك الرياض البديعة أشواكُ أهل البدع أيضاً.

    وكأن يدَ القدرة الإلهية قد خضَّتْ ذلك العصر بجلال وهَيبة، وإدارَته بشدة وعنف، فأَثارت الهِمَم وألهَبت المشاعرَ لدى أهل الهمة والغيرة، فبعثت تلك الحركةُ المنطلقة عن المركز؛ كثيراً من أئمة المجتهدين والمحدّثين والحفاظ والأصفياء والأقطاب الأولياء إلى أنحاء العالم الإسلامي وأَلجأَتْهم إلى الهجرة. وهيّجت المسلمين شرقاً وغرباً وفتَحت بصيرتَهم ليغنموا من كنوز القرآن وخزائنه. والآن لنرجع إلى ما نحن بصدده.

    إن ما أخبر عنه الرسول ﷺ من أمور الغيب ووقع فعلاً كما أخبر، يبلغ الألوفَ بل يزيد، إلّا أننا نشير إلى أمثلةٍ منها فقط،

    تلك التي اتفق على صحتها أصحابُ الكتب الستة الصحيحة، وفي مقدمتهم «البخاري» و «مسلم»، حتى إن كثيراً منها نقلت نقلاً متواتراً من حيث المعنى، واتفق العلماء وأهل التحقيق على صحة بعضها أنه بمثابة التواتر الصريح.

    «.. خرَّج أهلُ الصحيح والأئمة: ما أعلَمَ به ﷺ أصحابَه مما وعَدهم به من الظهور على أعدائه وفتح مكة ([29]) و بيت المقدس ([30]) و اليمن و الشام و العراق.. ([31]) وتُفتح خيبر ([32]) وأخبر عن «قسمَتِهم كنوزَ كسرى و قيصر» ([33]) أكبر دولتين في العالم في ذلك العهد. ثم إنه ﷺ حينما كان يخبر بهذا الخبر الغيبي لم يقُل: أظن، أحسب، ربما.. وإنما أخبر عن عِلم يقيني كأنه واقع يراه.. وقد وقع كما أخبر، علماً أنه عندما أخبر بهذا الخبر كان مأموراً بالهجرة، وأصحابُه قليلون، والعالم كلُّه ومَن حول المدينة أعداءٌ يحدقون من كل جانب.

    وفي رواية صحيحة، أخبر الرسول ﷺ مراراً:

    «اقتدوا باللذَين من بعدي أبي بكر وعمر». ([34]) فأفاد بهذا أن أبا بكر وعمر سيعمّران بعده، وسيكونان خليفتين، وسيؤديان الخلافة حقَّها كاملا بما يرضي الله سبحانه ورسوله. ([35]) ثم إن أبا بكر سيتولى الخلافة لفترة قصيرة، بينما عمر سيتولاها لمدة أطول، فضلاً عن أنه سيقوم بكثير من الفتوحات.

    وقال الرسول ﷺ: «إن الله زَوى ليَ الأرضَ فرأيتُ مشارقها ومغاربها وأن أمتي سيبلُغ مُلكها ما زُوي لي منها»، ([36]) وكان كما قال.

    وأخبر ﷺ قبل غزوة بدر -في رواية صحيحة- ([37])

    عن مصارع الكفار في بدر وأشار إلى محالّ قتلهم ومصارعَ رؤسائهم: هذا مصرعُ أبي جهل، هذا مصرعُ عتبة، وهذا مصرع أميّة، هذا مصرع فلان وفلان «وأعلَمَ بأنه سيقتُل أُبيّ بن خلف»، ([38]) وكان كما أعلَمَ.

    وثبت في الصحيح أنه قال كمن يشاهد أصحابَه وينظر إليهم في غزوة مؤتة، وهي على بُعدِ مسيرة شهر من حدود الشام:

    «أخذ الرايةَ زيدٌ فأُصيب ثم أخذها جعفرُ فأُصيب ثم أخذها ابن رواحة فأُصيب، وعيناه تذرفان.. حتى أخذ الراية سيفٌ من سيوف الله حتى فتح الله عليهم»، ([39]) وبعد مرور بضعةِ أسابيع عاد يعلى بن مُنبّه من ساحة المعركة، وقبل أن يُخبر عمّا جرى هناك بيّن رسولُ الله ﷺ ما دار في المعركة مفصلاً. فأقسَم يعلى، وقال: «والذي بعثك بالحق ما تركتَ من حديثهم حرفاً واحداً». ([40])

    وفي رواية صحيحة أنه ﷺ أخبر عن

    أن الخلافةَ بعده ثلاثون عاماً ثم تصيرُ مُلكاً عَضوضاً؛ ([41]) «وأن هذا الأمر بدأ نبوةً ورحمةً، ثم يكون رحمةً وخلافةً، ثم يكون ملكاً عضوضاً، ثم يكون عتواً وجبروتاً وفساداً في الأمة»، ([42]) فأخبر ﷺ عن مدة الخلافة الراشدة وهي؛ ثلاثون سنة، وتكمُل هذه المدة بالأشهر الستة لخلافة الحسن رضي الله عنه، ثم تتعاقب السلطنة والجبروت وفساد الأمة، وفعلاً تحقق مثلما قال.

    وثبت برواية صحيحة أنَّ سيدنا عثمان رضي الله عنه

    يُقتَل وهو يقرأ المصحف، ([43]) وأن الرسول ﷺ قد قال: «إنَّ الله عسى أنْ يلبسه قميصاً وأنهم يريدون خَلعه» ([44]) فكان كما قال.
    

    وفي رواية صحيحة أخرى أنه؛ عندما احتجم الرسولُ ﷺ شَرب عبد الله بن الزبير دمَه الطاهر تبركاً، ولم يسكُبه فقال له:

    «ويلٌ للناس منك وويلٌ لك من الناس» ([45]) فأخبر بأن عبد الله سيتولى أمرَ الناس بشجاعةٍ فائقة، وسيكونُ هدفاً لهجوم عنيف وستنـزل بالناس بسببه نوائبٌ ومصائبٌ. وفعلا وقع كما قال؛ حيث أعلن عبد الله بن الزبير الخلافةَ في مكة في عهد الأمويين وحاصرَه الحجاج بن يوسف الظالم بجيش عظيم في مكة، وبعد قتالٍ عنيف وبسالة نادرة ومعارك دامية سقط شهيداً. ([46])

    وأخبر ﷺ «بمُلْك بني أمية» ([47]) أي بظهور الدولة الأموية «وولاية معاوية، ووصّاه» لما قال له: إذا ملكتَ فاسجَح أو فانصح ([48]) وسيكون ملوكُها ورؤساؤها ظَلمة، ([49]) وسيظهر منهم أشخاصٌ أمثال يزيد ([50]) والوليد. ([51])

    كما أخبر ﷺ عن «خروج وَلد العباس بالرايات السُّود ومُلْكِهم أضعافَ ما مَلكوا» ([52]) من أنَّ الدولة العباسية ستظهر بعد الأمويين، وسيظلون في الحكم مدة أطول. وتحقق كل ذلك فعلاً كما أخبر ﷺ.

    وثبت في الصحيح أنه قال:

    «ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقتَرب» ([53]) فأخبر بفتن جنكيزخان وهولاكو، وتدميرهم الدولة العباسية العربية، وقد تحقق فعلاً كما قال ﷺ.

    وقال لسعد بن أبي وقاص في رواية صحيحة، حينما كان في مرض شديد:

    «لعلك تَخْلُفُ حتى ينتَفعَ بكَ أقوامٌ، ويستضرَّ بك آخرون» ([54]) فأخبر ﷺ أنه سيكون قائداً عظيماً، وسيفتح الله بيده بلداناً وينتفعُ به أقوامٌ كثيرة بدخولهم حظيرة الإسلام، ويتضرر به آخرون حيث تنقرض دولتُهم. وقد كان كما قال؛ إذ أصبح سعد قائداً للجيش الإسلامي ودمّر دولةَ الفرس وصار سبباً في دخول كثير من الأقوام والملل في حوزة الإسلام.

    وثبت كذلك أنه ﷺ «نعى النجاشي ([55] ) في اليوم الذي مات فيه»، في السنة السابعة من الهجرة، وصلّى عليه، وبعد مرور أسبوع جاء الخبر بأنه توفي في اليوم الذي أخبر فيه الرسول ﷺ.

    وقال ﷺ: «أُثبتْ فإنما عليك نبيٌ وصدّيقٌ وشهيد» ([56]) عندما كان ﷺ مع صفوة من الصحابة الكرام على جبل أُحد -أو على حراء- ([57]) واهتزّ الجبلُ من تحتهم، فأفاد أن عمر وعثمان وعلي سيستشهدون، فكان كما قال.

    أيها الضعيفُ ويا من مات قلبُه ويا أيها الشقي!.

    لعلك تقول إنَّ محمداً ﷺ كان عبقرياً، فعرف بعبقريته هذه الأمور الغيبية وتغمض عينَك عن حقيقة النبوة الساطعة كالشمس!.

    أيها المسكين! إن ما سمعتَه ليس إلّا جزءٌ من خمسة عشر نوعاً من الأنواع الكلية لمعجزاته ﷺ وقد علمتَ أنها جميعاً ثابتةٌ بروايات صحيحة وبتواتر معنوي. وأنت لم تسمع بعدُ إلّا نبذةً يسيرة مما يتعلق بالأمور الغيبية.. أفبعدَ ما يسمع الإنسان هذه المعجزات يقول لصاحبها: أنه عبقري يكشف المستقبل بفراسته؟.

    هب أننا قلنا مثلك: أنه عبقري! أفيمكن أن تلتبس الرؤيةُ على مَن يملك مئات الأضعاف من الذكاء المقدس والعبقرية السامية؟ وهل يمكن لمثل هذه الشخصية السامية أن تهبط من سموّها الصادق فيخبر أخباراً عارية عن الصحة؟ أليس جنوناً وبلاهةً ما بعدها بلاهة الإعراضُ عما تخبر به هذه العبقرية الفذة حول سعادة الدارين!؟.

    الإشارة البليغة السادسة

    ثبت أنه ﷺ أخبر فاطمة:

    «إنكِ أولُ أهلي لحوقاً بي».. ([58]) أي أول من يموت بعده ﷺ فيتبعه من أهل البيت. وبعد ستة أشهر وقع ما قال.

    وثبت أيضاً أنه ﷺ: «أخبر أبا ذر رضي الله عنه بتطريده»

    أي من المدينة المنورة «وبعيشه وحدَه وبموته وحدَه»، ([59]) وبعد عشرين سنة وقع الأمر كما أخبر.

    وأيضاً أنه ﷺ استيقظ من النوم في بيت أم حرام (خالة أنس بن مالك) فتبسم قائلاً:

    «ناسٌ من أمتي عرضوا عليّ غزاةً في سبيل الله يركبون ثَبجَ هذا البحر ([60]) ملوكاً على الأسرَّة، فقالت: ادع يا رسول الله أنْ أكون معهم، فدعا لها». ([61]) وبعد أربعين سنة اصطحبتْ زوجَها عُبادة بن الصامت لفتح قبرص وتوفيتْ هناك. وقبرُها الآن هناك معروف يزار.

    وثبت أنه ﷺ قال:

    «إن في ثقيف كذّاباً ومُبيراً» فأخبر عن المختار المشهور الذي ادّعى النبوة، وسفّاك الدماء الحجاج الظالم الذي قتل مائة ألف نفس. ([62])

    وثبت أيضاً أنه ﷺ قال: «لتُفْتَحَنَّ القسطنطينية، فَلَنِعْمَ الأميرُ أميرُها ولنعمَ الجيشُ ذلك الجيش» ([63]) فأفاد بهذا أنه ستُفتح مدينة استانبول بيد المسلمين، وسيكون لمحمد الفاتح مرتبة عالية: «نِعمَ الأمير». وظهر الأمر كما قال.

    وثبت كذلك أنه ﷺ قال:

    «إنَّ الدِّين لو كان منوطاً بالثُّريا لنالَه رجالٌ من أبناء فارس» ([64]) مشيراً إلى الذين أنجَبتهم بلاد فارس من العلماء والأولياء أمثال الإمام أبي حنيفة النعمان.

    وقال ﷺ أيضاً:

    «عالمُ قريش يَملأ طباق الأرض عِلماً»، ([65]) مشيراً بذلك إلى الإمام الشافعي.

    وأخبر ﷺ:

    «أن الأمة ستفترق إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة وأن الناجية منها أهلُ السنة والجماعة». ([66])

    وقال ﷺ: «القَدَرية مجوسُ هذه الأمة»، ([67]) مشيراً بذلك إلى طائفة القدرية المنكرين للقَدر، وأعلمَ عن الرافضة والتي هي منقسمة إلى شعب وفرق كثيرة.

    وكذا أخبر عن فِرقٍ كثيرة، إذ ثبت أنه قال لعليّ ما معناه: إن مثلَك مثلَ عيسى عليه السلام، ستكون سبباً في هلاك فئتين من الناس: إحداهما من فرط المحبة والأخرى من فرط العداوة. ([68]) حيث أفرط النصارى في حُبَّ عيسى عليه السلام حتى تجاوزوا الحد المشروع فيهلكون وقالوا: إنه ابن الله -حاش لله- واليهود أيضاً أفرطوا في العداوة له فأنكروا نبوته ومنـزلته الرفيعة. وكذلك سيفرط فريق من الناس في الحب لك ويتعدّون الحدّ المشروع فيهلكون، إذ قال ﷺ في حقهم: «لهم نَبزٌ يُقال لهم الرافضة»، ([69]) وفريق آخر سيفرّطون في العداء لك وهم (الخوارج) وقسم من المغالين في موالاة الأمويين وهم (الناصبة).

    فإن قيل: إنَّ القرآن الكريم يأمر بحب آل البيت، وقد حثّ النبي ﷺ على ذلك، فلربما يشكّل هذا الحب عُذراً، حيث إن أهلَ الحب أهل انتشاء وسكر -أي ذاهلون- فَلِمَ لا تَنتفع الشّيعةُ ولا سيما الرّافضة من هذا الحب ولا ينقذهم من العذاب، بل نرى العكس من ذلك فإنهم يُدانون من فرط الحب كما أشار إليه الحديث الشريف؟!.

    الجواب: إن الحب قسمان

    أحدهما: حُبٌّ (بالمعنى الحرفي) وهو حب عليّ والحسن والحسين وآل البيت محبةً لله وللرسول وفي سبيلهما. فهذا الحب يزيد حبّ الرسول ﷺ ويكون وسيلة لحب الله عز وجل. فهذا الحب مشروع، لا يضر إفراطُه، لأنه لا يتجاوز الحدود ولا يستدعي ذم الغير وعداوتَه.

    وثانيهما: حُبٌّ (بالمعنى الإسمي) وهو حبُّهم حباً ذاتياً، ولأجلهم، أي حب عليّ من أجل شجاعته وكماله، وحب الحسن والحسين من أجل فضائلهما ومزاياهما الكاملة فحسب، من غير تذكّر للنبي ﷺ، حتى إنّ منهم مَن يحبهم ولو لم يعرف الله ورسوله. فهذا الحب لا يكون وسيلةً لحب الله ورسوله. وإذا ما كان في هذا الحب إفراط فإنه سيُفضي إلى ذم الغير وعداوته.

    وهكذا أفرط منهم -كما ذكر في الحديث الشريف- في الحب لعليّ وتبرأوا من أبي بكر وعمر، فوقعوا في خسارة عظيمة. فكان هذا الحبُّ السلبي -غير الإيجابي- سبباً لخسارتهم.

    ونقل نقلا صحيحاً أنه ﷺ

    حذّر الأمة من أنهم «إذا مشوا المُطَيطاء ([70]) وخَدَمَتْهم بناتُ فارس والروم ردَّ الله بأسَهُم بينهم وسلّط شِرارَهم على خِيارِهم». ([71]) وبعد ثلاثين سنة وقع الأمر كما قال.

    وثبت كذلك أنه ﷺ

    أعلَمَ أصحابه: «بفتح خيبر على يَدي عليّ». ([72]) وفي غد يومه وقعت المعجزةُ النبوية -فوق ما كان يُتوقع- فأخذ عليٌّ باب القلعة بيده وجعله ترساً. ولما تم أمرُ الفتح رماه في الأرض، وكان الباب عظيماً، حتى إنه لم يستطع ثمانية رجال -وفي رواية أربعون رجلاً- رفعَه من الأرض. ([73])

    وقال ﷺ:

    «لا تقومُ الساعةُ حتى تَقتَتِلَ فئتان عظيمتان دعواهُما واحدة» ([74]) فأخبر عن الحرب التي وقعت في صفّين بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما.

    ومما أخبر به ﷺ:

    «أن عمّاراً تَقتُلُه الفئةُ الباغية»، ([75]) وبعد ذلك قُتل في حرب صفّين. فاحتجّ عليٌّ به من أن الموالين لمعاوية هم الفئة الباغية، ولكن معاوية أوّل الحديث. وقال عمرو بن العاص: البغاةُ هم قاتلوه فقط، ولسنا جميعاً بغاة.

    وقال ﷺ أيضاً:

    «إن الفتنَ لا تَظهر ما دام عمرُ حياً». ([76]) فكان الأمر كما أخبر.

    «ولما أُسِرَ سُهيل بن عمرو -قبل إسلامه- يوم بدر قال عمر: يا رسول الله إنه رجل مفوّه فَدَعني انتزع ثنيتيه السفليتين، فلا يقوم خطيباً عليك بعد اليوم، فقال رسول الله ﷺ:

    «وعسى أن يقومَ مقاماً يَسرُّك يا عمر». فكان كذلك إذ حينما وقعت وفاةُ النبي ﷺ، تلك الحادثة العظمى التي كلَّ الصبرُ فيها، قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه مُعزّياً المسلمين في المدينة المنورة ومثبّتاً قلوبَ الصحابة فخَطب فيهم خطبةً بليغة. وقام سُهيل أيضاً في مكة المكرمة يحذو حذو أبي بكر، فألقى خطبة شبيهة بخطبة أبي بكر، حتى إن كلمات الخطبتين تواردت على معنى واحد. ([77])

    وقال الرسول ﷺ لسُراقة:

    «كيف بك إذا أُلبستَ سوارَيْ كسرى» ([78]) وفي عهد عمر رضي الله عنه سقطت دولةُ كسرى وجاءت زينة كسرى وحليّه فألبسها عمرُ سراقةَ وقال: «الحمد لله الذي سَلَبهما كِسرى وألْبَسهما سُراقةَ» ([79]) وصدّق ما أخبر به النبي ﷺ.

    وقال أيضاً ﷺ:

    «إذا هَلكَ كسرى فلا كسرى بعدَه». ([80]) فكان الأمر كما أخبر.

    وأخبر ﷺ رسولَ كسرى: «أن الله سلّط على كسرى ابنَه شهَرَوَيه فقَتَله في وقت كذا..» فلما حقق ذلك الرسول وقتَ مقتل كسرى، أيقنَ أن قتلَه كان في نفس الوقت الذي أخبر عنه ﷺ فأسلمَ بسبب ذلك. ([81]) واسمُ ذلك الرسول «فيروز» كما ورد في بعض الروايات. ([82])

    وأخبر عن كتاب حاطب بن أبي بلتعة الذي أرسله سراً إلى كُفار قريش. فأرسل ﷺ علياً والمقداد رضي الله عنهما بأنّ في الموضع الفلاني جاريةٌ معها رسالة. فأْتُوني بها، فذهبا وأتيا بالرسالة في المكان الذي وصفَه الرسول ﷺ، واستدعى حاطباً وقال له: ما الذي حَمَلك على هذا؟ فأبدى عذرَه فقَبِل منه. ([83]) وهذه رواية صحيحة ثابتة.

    وثبت أيضاً أنه ﷺ قال في عتبة ابن أبي لهب:

    «يأكله كلبُ الله» ([84]) فأخبر عن عاقبته المفجعة، وبعد مدة من الزمن ذهب عتبة متوجهاً نحو اليمن فجاءه سبعٌ وأكله. فصدّق دعاءه عليه.

    ونُقل نقلا صحيحاً: «أن الرسول ﷺ لما فتح مكة أمر بلالاً رضي الله عنه بأن يعلو ظهر الكعبة ويؤذّن عليها. و أبو سفيان بن حرب و عتاب بن أسيد والحارث بن هشام وهم رؤساء قريش جلوس في فناء الكعبة. فقال عتاب: لقد أكرم الله أسيداً إذ لم ير هذا اليوم. وقال الحارث: أما وَجَد محمدٌ مؤذناً غير هذا الغراب الأسود! قال أبو سفيان: لا أقول شيئاً، ولو تكلمتُ لأخْبَرَتْه هذه الحصباء. فخرج عليهم النبي ﷺ وقال: لقد علمتُ الذي قلتُم وذكرَ مقالتهم. فقال الحارث وعتاب: نشهدُ أنكَ رسولُ الله، ما اطّلع على هذا أحدٌ كان معنا فنقول به». ([85])

    فيامن لا يؤمن بهذا النبي الكريم ويا أيها الملحد!

    تأمّل في هذين العنيدين من رؤساء قريش كيف رأَيا نفسَيهما مضطرَّين إلى الإيمان، بما سَمِعاه من إخبارٍ غيبي واحد. فما أفسدَ قلبك وأنتَ تسمع ألوفَ المعجزات من أمثالها، وكلها ثابتة بطرق التواتر المعنوي ومع ذلك لا يطمئن قلبُك... فلنرجع إلى الصدد.

    وثبت أيضاً أنه ﷺ «أخبر بالمال الذي تركَه عمُّه العباس رضي الله عنه عند أم الفضل (زوجه) بعد أن كتَمه» فلما أُسر ببدر وطُلِبَ منه الفداء فقال: لا مال لي. فقال له ﷺ: «ما صنع المالُ الذي وضعتَه عند أم الفضل». فقال: «ما عَلِمَه غيري وغيرُها. فأسلَمَ». ([86])

    وثبت أيضاً: أن الساحر الخبيث لبيد اليهودي عمل سحراً ليؤذي النبي ﷺ فشدّ الشَعر على مشط، ودسّه في بئر، فأمر الرسول الأكرم ﷺ علياً والصحابة؛ أن يذهبوا إلى البئر الفلانية ويأتوا بأدوات السحر، فذهبوا وأتوا بها، وكان كلّما انحلَّت منه عقدةٌ وَجَد الرسول ﷺ شيئاً من الخفة. ([87])

    وثبت أيضاً، أن الرسول الأكرم ﷺ قال لجماعة فيها أبو هريرة وحذيفة:

    «ضرسُ أحدكم في النار مثلُ أُحد»، ([88]) فأخبر عن رِدّة واحد من تلك الجماعة وبيّن عاقبته الوخيمة. قال أبو هريرة: «فذهب القومُ -يعني ماتوا- وبقيتُ أنا ورجل (فخشيت)، فقُتِل مرتداً يومَ اليَمامة». وظهرت حقيقة خبر النبي ﷺ.

    وثبت أيضاً «بقضية عُمَير مع صفوان حين سارَّه وشارَطَه على قتل النبي ﷺ» مقابل مبلغٍ عظيمٍ من المال «فلما جاء عُمير النبي ﷺ قاصداً لقتله، وأطْلَعَه رسولُ الله ﷺ على الأمر والسر -ووضع يده على صدره- أسلم». ([89])

    هذا وقد وقع كثيرٌ من أمثال هذه الإنباءات الغيبية الصادقة، وذكرتْها كتبُ الصحاح الستة المعروفة مع أسانيدها. وأغلب ما ذُكر في هذه الرسالة من الحوادث إنما هو في حكم المتواتر المعنوي، وهي قطعية الثبوت ويقينية، وقد نقلها البخاري ومسلم في صحيحَيهما اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن الكريم، على ما هو عليه أهل العلم والتحقيق، علماً أنها بُيّنَت في كتب السنن الصحيحة الأخرى كالترمذي والنسائي وأبي داود ومستدرك الحاكم ومسند أحمد بن حنبل ودلائل البيهقي مع أسانيدها.

    فيا أيها الملحد الغافل! لا تلق الكلام جزافاً فتقول:

    إنَّ محمداً ﷺ رجل عاقل ذكي! ثم تَدع الأمر هكذا وتنصرف، فهذه الأخبار الصادقة التي تمس الأمورَ الغيبية لا تخلو من أمرَين اثنين:

    إما أنك تقول: أن هذا الرجل له نظرٌ ثاقب وعبقريةٌ واسعة جداً، أي له عينٌ بصيرة ترى الماضي والمستقبل معاً والعالمَ أجمع، فيعلم بها كلَّ شيء وكلَّ حادث، فأقطارُ الأرض والعالمُ كلُّه شرقاً وغرباً تحت نظر شهوده، وله من الدهاء العظيم ما يمكنه أن يكشف جميعَ أمور الماضي والمستقبل.! فهذه الحالة لا يمكن -كما ترى- أن تكون في بشر قط. وإذا ما وقعتْ في أي فردٍ فهو إذن خارق للعادة وله موهبة رفيعة منحها له ربُّ العالمين.. وهذا الأمر بحد ذاته معجزة عظمى.

    أو ينبغي لك أن تؤمن بأن ذلك الشخص الكريم مأمور وتلميذ يتلقى الإرشاد والتعليمات ممن يرى كل شيء، وله القدرة بالتصرف في كل شيء في الكون كله والأزمان جميعاً، فكل شيء مكتوب في لوحه المحفوظ، يعلّم منه تلميذَه ما شاء متى شاء.

    فثبت إذن أن محمداً ﷺ يتلقى الدرسَ من معلمه الأزلي سبحانه ويبلّغه كذلك.

    وثبت أيضاً أنه ﷺ حينما بعث خالداً بن الوليد ليحارب اكيدر -رئيس دومة الجندل- ([90]) قال له:

    «إنك سَتَجده يَصيد البَقَر» ([91]) -أي البقر الوحشي- وأخبره بأنه سيأتي به أسيراً من غير مقاومة منه. وذهب خالد ورآه كما وصفه الرسول الكريم ﷺ فأخذه أسيراً وأتى به.

    وثبت أيضاً أنه ﷺ أعلَم «قريشاً بأكل الأرضة ما في صحيفتهم التي تظاهروا بها على بني هاشم وقطعوا بها رحِمهم، وأنها أبْقَت فيها كلَّ اسمٍ لله، فوجدوها كما قال»، ([92]) وهي معلّقة على الكعبة.

    وثبت أيضاً أنه ﷺ أخبر عن ظهور الطاعون عند فتح بيت المقدس. ([93]) ففي عهد عمر انتشر وباءُ الطاعون انتشاراً فظيعاً بحيث إن عددَ الذين توفّوا نتيجة الأمراض سبعون ألف شخص خلال ثلاثة أيام. ([94])

    وثبت أيضا أنه ﷺ أخبر عن وجود البصرة ([95]) و بغداد قبل أن تعمُرا، وأخبر عن جبي خزائن الأرض إلى مدينة بغداد. ([96])

    وأخبرهم ﷺ عن «قتالهم الترك» ([97]) والأمم التي حول بحر الخزر ثم بعد ذلك يدخل أكثر هؤلاء الأمم في دين الإسلام، وسيحكمون العرب بينهم حيث قال:

    «يوشَكُ أن يَكثُر فيكم العَجَم يأكلون فيئَكُم ويضربون رِقَابكم». ([98])

    وقال ﷺ:

    «هلاكُ أمتي على يدَي اُغيلمةٍ من قريش» ([99]) فأخبر عن يزيد والوليد وأمثالهم من الرؤساء الأشرار في الأمويين.

    وأخبر ﷺ عن وقوع رِدّة في بعض الأماكن كاليمامة. ([100])

    وقال في غزوة الخندق:

    ق: «إنَّ قريشاً والأحزابَ لا يغزونني أبداً وأنا أغزوهم» ([101]) وكان الأمر كما أخبر.

    وثبت كذلك أنه ﷺ أخبر قبل وفاته بشهرين:

    «بأن عبداً خُيِّرَ فاختار ما عند الله». ([102])

    وقال في حق زيد بن صوحان:

    «يَسبقُهُ عضوٌ إلى الجنة، فقُطعتْ يدُهُ في الجهاد» ([103])

    وأصبحت شهيدة، يوم نهاوند، فسبقته إلى الجنة.

    وهكذا فإن جميع ما بحثناه من أمور الغيب إنما هو نوعٌ واحد فقط من بين عشرة أنواع من معجزاته ﷺ، فنحن لم نعرف بعدُ عُشرَ معشار هذا النوع، وقد بينّا إجمالاً أربعة أنواع من الإخبار الغيبي في الكلمة الخامسة والعشرين الخاصة بإعجاز القرآن.

    فتأمل الآن في هذا النوع، وضمّه إلى الأنواع الأربعة الأخرى التي أخبر عنها ﷺ بلسان القرآن،

    وانظر كيف يشكّل برهاناً قاطعاً لامعاً على الرسالة بحيث يذعن مَن لم يختل عقلُه وقلبُه ويصدّق بأن هذا النبي الكريم ﷺ إنما هو رسول يخبر عن الغيب من لدن خالق كل شيء وعلام الغيوب.

    الإشارة البليغة السابعة

    نشير إلى بضع أمثلةٍ من المعجزات النبوية التي تخص بركة الطعام وثبتت بروايات صحيحة قاطعة وبالتواتر المعنوي. ونرى من الأنسب أن نقدّم بين يديها مقدمة.

    المقدمة

    إن الأمثلة التي سترد حول معجزة بركة الطعام كلٌّ منها قد روي بطُرق متعددة، بل إن قسماً منها روي بستة عشر طريقاً، وقد وقع معظمُ هذه الأمثلة أمام جماعة غفيرة من الصحابة الكرام المنـزّهين عن الكذب والذين لهم المنزلة الرفيعة في الصدق والأمانة.

    مثال للتوضيح:

    وفي رواية أنه: أكل سبعون رجلاً من صاعٍ ([104]) وشبعوا جميعاً. فالرجال السبعون يسمعون هذه الرواية التي يحكيها أحدُهم، ثم لا يخالفونه ولا ينكرون عليه، أي أنهم يصدّقونه بسكوتهم.

    فالصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين كانوا في ذروة الصدق والحق حيث إنهم عاشوا في خير القرون وهم محفوظون من الإغضاء على الباطل، فلو كان يرى أحدُهم شيئاً ولو يسيراً من الكذب في أي كلام كان لَمَا وسِعه السكوت عليه قطعاً، بل كان يردّه حتماً.

    لذا فالروايات التي نذكرها فضلاً عن أنها رُويَت بطرق متعددة فقد سكت عنها الآخرون تصديقاً بها، أي كأن الجماعة قد رووها فالساكتُ منهم كالناطق بها فهي إذن تفيد القطعية كالمتواتر المعنوي.

    ويشهد التاريخ -والسيرة خاصة- أن الصحابة الكرام قد وقفوا أنفسَهم بعد حفظ القرآن الكريم لحفظ الحديث الشريف، أي حفظ أحوالِه ﷺ وأفعالِه وأقواله، سواء منها المتعلقة بالأحكام الشرعية أم بالمعجزات،

    ولم يُهملوا -جزاهم الله خيراً- أيةَ حركةٍ مهما كانت صغيرةً من سيرته المباركة، بل اعتنوا بها وبروايتها، ودوّنوها في مدوَّنات لديهم، ولا سيما العبادلة السبعة وبخاصة ترجمـان القرآن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص. وهكذا حُفظت الأحاديثُ في عهد الصحابة الكرام حتى جاء كبارُ التابعين بعد ثلاثين أو أربعين سنة فتسلّموها غضةً طريةً منهم وحفظوها بكل أمانةٍ وإخلاص،

    فكتبوها ونقلها عنهم بعد ذلك الأئمةُ المجتهدون وألوفُ المحققين والمحدّثين وحفظوها بالكتابة والتدوين،

    ثم تسلَّمها -بعد مضي مائتي سنة من الهجرة- أصحابُ الكتب الستة الصحيحة المعروفة وفي مقدمتهم البخاري ومسلم، ثم جاء دورُ النقّاد وأهل الجرح والتعديل، وبرز منهم متشددون -أمثال ابن الجوزي- فميّزوا الأحاديثَ الموضوعة التي دسّها بعضُ الملاحدة وجهلةِ الناس على الأحاديث الصحيحة.

    ثم أعقبهم علماءٌ أفاضل ذوو تقوى وورع أمثال جلال الدين السيوطي وهو العلّامة الإمام الذي تشرّف بمحاورة الرسول ﷺ فتمثّل له في اليقظة سبعين مرة -كما يصدّقه أهلُ الكشف من الأولياء الصالحين- فميّزوا جواهر الأحاديث الصحيحة من سائر الكلام والموضوعات.

    وهكذا ترى أن الأحاديث -والمعجزات التي سنبحث عنها- قد انتقلت إلينا سليمةً صحيحة بعد أن تسلّمها مالا يُعد ولا يُحصى من الأيدي الأمينة

    «فالحمد لله، هذا من فضل ربي».

    وعليه فلا ينبغي أن يخطرَ بالبال: كيف نعرف أن هذه الحوادث التي حدثتْ منذ مدة سحيقة قد ظلتْ مصونةً سالمة من يد العبث؟

    أمثلة حول معجزات بركة الطعام:

    المثال الأول:

    اتفقت الصحاح الستة، وفي مقدمتها البخاري ومسلم في حديث أنس رضي الله عنه «قال: كان النبي ﷺ عروساً بزينب، فعَمِدَتْ أمي أمُّ سُلَيم إلى تمر وسمن وأقط، فصنعتْ حيساً فجعلته في تَور ([105]) فقالت: يا أنس! اذهب بهذا إلى رسول الله ﷺ فقل بعثتْ بهذا إليكَ أمي، وهي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منّا قليلٌ يا رسول الله! فذهبتُ فقلت، فقال: «ضعْهُ» ثم قال: «اذهب فادعُ لي فلاناً» وفلانا وفلاناً رجالاً سمّاهم «وادعُ مَن لقيتَ» فدعوتُ مَن سمّى ومَن لقيتُ فرجعتُ فإذا البيت غاصٌّ بأهله. قيل لأنس: عددُكم كم كان؟ قال: زهاء ثلاثمئة. فرأيت النبي ﷺ وضع يدَه على تلك الحيسة وتكلّم بما شاء الله ثم جعل يدعو عشرةً عشرةً يأكلون منه، ويقول لهم: «اذكروا اسم الله، وليأكل كلُّ رجلٍ مما يليه» قال: فأكلوا حتى شبعوا، فخرجتْ طائفةٌ، ودخلتْ طائفة، حتى أكلوا كلهم قال لي: «يا أنس! ارفع» فرفعتُ، فما أدرى حين وضعتُ كان أكثرَ أم حين رفعتُ». ([106])

    المثال الثاني:

    نزل النبي ﷺ ضيفاً عند أبى أيوب الأنصاري، فذات يوم «صنعَ لرسول الله ﷺ ولأبي بكر رضي الله عنه من الطعام زُهاء ما يكفيهما. فقال له النبي ﷺ: ادعُ ثلاثين من أشرافِ الأنصار! فدعاهم فأكلوا حتى تركوا. ثم قال: ادعُ ستين، فكان مثلُ ذلك، ثم قال: ادعُ سبعين فأكلوا حتى تركوا، وما خرج منهم أحدٌ حتى أسلم وبايع، قال أبو أيوب: فأكل من طعامي مئة وثمانون رجلاً». ([107])

    المثال الثالث:

    «حديث سلمة بن الأكوَع، وأبو هريرة، وعمر بـن الخطاب وأبو عمرة الأنصاري رضي الله عنهم، فذكروا مخمصةً أصابت الناسَ مع النبي ﷺ في بعض مغازيه، فدعا ببقية الأزواد، ([108]) فجاء الرجلُ بالحَثْية من الطعام، وفوق ذلك ، وأعلاهم الذي أتى بالصاع من التمر، فَجَمعه على نطْعٍ. قال سلمة: فحرزتُه، كَربضةِ العنز، ثم دعا الناس بأوعيتهم، فما بقيَ في الجيش وعاءٌ إلّا ملأوه، وبقي منه قدر ما جُعل وأكثر، (وفي رواية) ولو ورده أهلُ الأرض لكفاهم». ([109])

    المثال الرابع:

    ثبت في الصحاح وفي مقدمتها البخاري ومسلم أن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق قال: «كنّا مع النبي ﷺ ثلاثين ومئة» في سفر «وذكر في الحديث أنه عُجن صاعٌ من طعام، وصُنعَت شاةٌ فشويَ سواد بطنها، ([110]) قال: وأيمُ الله ما من الثلاثين ومئة إلّا وقد حزَّ لهُ حزّةً من سواد بطنها، ثم جعل منها قصعتين فأكلنا أجمعون، وفضل في القصعتين، فحملتُه على البعير». ([111])
    

    المثال الخامس:

    ثبت في الصحاح أيضاً: «حديث جابر في إطعامه ﷺ يوم الخندق ألفَ رجل من صاع شعير وعناق ([112]) وقال جابر: فأُقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن بُرمَتنا لتَغُطّ كما هي وإن عجينَنا ليخبز» وكان الرسول الأكرم ﷺ قد وضع في ذلك العجين والقِدر من ماء فِيهِ المبارك ودعا بالبركة. ([113])

    فيعلن جابر مقسماً بالله معجزةَ البركة هذه في حضور ألفٍ من الصحابة مُظهراً علاقتهم بها. فهذه الرواية قطعيةٌ وكأنَّ ألفَ رجل قد رواها.

    المثال السادس:

    وثبت في الصحاح أنّ أبا طلحة عمَّ خادم النبي ﷺ أنس رضي الله عنه يقول: «إن الرسول الأكرم ﷺ أطعَمَ مما أتى به أنسُ تحت إبطه من قليل خبز شعير زهاء ثمانين رجلاً حتى شبعوا. وكان ﷺ أمر بأن يجعل ذلك الخبز إرباً إرباً، ودعا بالبركة، وأن البيت ضاق بهم فكانوا يأكلون عشرةً عشرة، ورجعوا كلُّهم شباعاً». ([114])

    المثال السابع:

    ثبت في صحيح مسلم والشفا وغيرهما أن جابراً الأنصاري يقول: «إن رجلاً أتى النبي ﷺ يستطعمه، فأطعَمَه شطرَ وَسْق شعير، فما زال يأكل منه هو وامرأتُه وضيفُه حتى كالَه» ليعرفوا ما نقصَ منه، فرأوا أنه زالت منه البركةُ، وصار ينقص شيئاً فشيئاً. فأتى النبي ﷺ فأخبره فقال ﷺ:

    «لو لم تَكِلْهُ لأكلتم منه ولَقام بكم». ([115])

    المثال الثامن:

    تبين الصحاح كالترمذي والنسائي والبيهقي وكتاب الشفاء «عن سمرة بن جندب: أتى النبيَّ ﷺ بقصعةٍ فيها لحمٌ، فتعاقبوها من غدوةٍ حتى الليل يقوم قومٌ ويقعد آخرون». ([116])

    وبناء على ما ذكرناه في المقدمة، هذه الواقعة الواردة في البركة ليست رواية سمرة فقط، بل كأنه ممثلٌ عن تلك الجماعات التي أكلتْ من ذلك الطعام. فيعلن هذه الروايةَ بدلاً منهم.

    المثال التاسع:

    يروى رجالٌ ثقاة كصاحب الشفاء وابن أبي شيبة والطبراني بسند جيّد وعلماءٌ محققون: عن أبى هريرة: أمرَني النبيُّ ﷺ أن أدعوَ له أهلَ الصُفَّة «وهم فقراء المهاجرين الذين كان ينوف عددهم على مائة. والذين كانوا قد اتخذوا الصفّة في المسجد مأوىً لهم «فتتبَّعتُهم حتى جمَعتُهم. فوُضعَت بين أيدينا صفحةٌ، فأكلنا ما شئنا، وفرَغنا، وهي مثلُها حين وُضِعت، إلَّا أن فيها أثرُ الأصابع». ([117])

    فأبو هريرة يدلي بهذا الخبر باسم أصحابِ الصفّة مستنداً إلى تصديقهم. فهي روايةٌ قطعية إذن وكأن جميعَ أهل الصفة روَوها. فهل يمكن أن يكون هذا الخبرُ خلاف الحق والصواب ثم لا ينكر عليه أولئك الصادقون الكاملون ولا يردّونه؟.

    المثال العاشر:

    ثبت برواية صحيحة أن الإمام علياً رضي الله عنه قال: «جمعَ رسولُ الله ﷺ يوماً بني عبد المطلب وكانوا أربعين، منهم قومٌ يأكلون الجدعة ويشربون الفرق» أي منهم من يأكل فرع الجمل ويشرب أربع أوقيات من الحليب «فصنع لهم مُدّاً من طعامٍ فأكلوا حتى شبعوا وبقي كما هو، ثم دعا بعسّ» أي إناء من خشب حليباً يكفي لثلاثة أو أربعة «فشربوا حتى رووا. وبقي كأنه لم يشرب». ([118])

    فهذا مثال واحد لمعجزة بركةِ الطعام وهو بقطعية شجاعةِ علي رضي الله عنه وصدقه.

    المثال الحادي عشر:

    ثبت برواية صحيحة «في إنكاح النبي ﷺ لعلي فاطمةَ أن النبيَ ﷺ أمَر بلالاً بقصعة من أربعة أمدادٍ أو خمسة ويذبح جَزوراً ([119]) لوليمتها. قال: فأتيتُه بذلك فطعَن في رأسها، ثم أدخل الناسَ رُفقة رفقة يأكلون منها، حتى فرغوا، وبقيت منها فضلةٌ، فبرّك فيها وأمر بحملها إلى أزواجه، وقال: «كُلنَ وأطعِمن مَن غشيكن». ([120]) حقاً!

    حقاً! إن مثل هذا الزواج الميمون لحريٌّ بمثل هذه المعجزة في البركة.

    المثال الثاني عشر:

    روى جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن علي رضي الله عنه: «أن فاطمة طبختْ قدراً لغذائهما ووجّهت علياً إلى النبي ﷺ ليتغذى معهما، فأمَرها فغرفَت منها لجميع نسائه صفحةً صفحة ثم له ﷺ ولعلي ثم لها ثم رفعت القِدر وأنها لتفيضُ، قالت: فأكلنا منها ما شاء الله». ([121])

    فعجباً من أمرك أيها الإنسان لِمَ لا تصدّق بهذه المعجزة الباهرة تصديقَ شهود بعد ما سمعتَ أن رواتها من السلسلة الطاهرة، حتى الشيطان نفسه لا يجد سبيلاً لإنكارها!

    المثال الثالث عشر:

    روى الأئمة أمثال أبي داود وأحمد ابن حنبل والبيهقي عن دُكَين الأحمسي بن سعيد المزين، وعن الصحابي الذي تشرف هو وأخوته الستة بصحبة النبي ﷺ وهو نعمان بن مقرن الأحمسي المزين، ومن رواية جرير ومن طرق متعددة أن الرسول الأكرم ﷺ: «أمر عمر بن الخطاب أن يزوّد أربعمائة راكب من أحمس.

    فقال: يا رسول الله ما هي إلّا أصوع ([122]) قال: اذهبْ، فذهب فزوَّدهم منه. وكان قدر الفصيل الرابض من التمر، وبقي بحاله». ([123])

    هكذا وقعت معجزةُ البركة هذه، وهي تتعلق بأربعمائة رجل، لاسيما بعمر رضي الله عنه. فهؤلاء جميعاً هم الرواةُ لأن سكوتَهم حتماً تصديقٌ للرواية. فلا تقل أنها خبر آحاد ثم تمضي إلى شأنك فأمثال هذه الحوادث وإن كانت خبر آحاد، إلّا أنها تورث الطمأنينةَ في القلب لأنها بمثابة التواتر المعنوي.

    المثال الرابع عشر:

    ثبت في الصحاح وفي مقدمتها البخاري ومسلم حديث جابر رضي الله عنه «في دَين أبيه، وقد كان بَذَل لغُرماء أبيه أصلَ مالِهِ ليقبلوه ولم يكن في ثمرها سنتين كفافُ دَينهم، فجاءه النبي ﷺ بعد أن أمره بجدِّها -أي قطعها- وجعْلها بيادر في أصولها، فمشى فيها ودعا،

    فأوفي منه جابرُ غُرماءَ ابيه وفَضَل مثل ما كانوا يجدُّون كل سنة، وفي رواية مثل ما أعطاهم، قال: وكان الغرماء يهودَ فعجبوا من ذلك». ([124])

    وهكذا فهذه المعجزة الباهرة في بركة الطعام ليست برواية يرويها جابر وأشخاص معدودون فقط وإنما هي متواترةٌ من حيث المعنى يرويها جميعُ هؤلاء الرواة ممثلين لكلّ من تتعلق به هذه الرواية.

    المثال الخامس عشر:

    يروى العلماء المحققون روايةً صحيحة، وفي مقدمتهم الأمام الترمذي والبيهقي، عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال: أصاب الناسَ مخمصةٌ في إحدى الغزوات -وفي رواية في غزوة تبوك- «فقال لي رسول الله ﷺ: هل من شيء؟ قلتُ:

    نعم شيءٌ من التمر في المزوَد» ([125]) وفي رواية خمس عشرة تمرة «قال فأْتني به، فأدخَل يدَه فأخرج قبضةً فبسطها ودعا بالبركة. ثم قال ادعُ عشرةً، فأكلوا حتى شبعوا، ثم عشرة كذلك، حتى أطعم الجيشَ كلَّهم وشبعوا، قال:

    خذ ما جئت به وأدخِل يدَك واقبض منه ولا تكُبَّه،

    فقبضتُ على أكثر مما جئتُ به، فأكلتُ منه وأطعمتُ حياة

    رسول الله ﷺ وحياة أبى بكر وعمر إلى أن قُتل عثمان فانتهبَ مني فذهب. وفي رواية فقد حملتُ من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله». ([126])

    وهكذا، فإن معجزة البركة التي يرويها أبو هريرة، وهو الذي تتلمذ على معلّم الكون وسيده محمد ﷺ ولازمَ مدرسةَ الصفّة وبزّ فيها بالحفظ بدعاء النبي له، فهذا الصحابي الجليل يروي هذه الرواية في مجمّع من الناس -كغزوة تبوك- فلا بد أن تكون هذه الرواية متواترةٌ من حيث المعنى، وقويةٌ متينة بقوة الجيش كلِّه أي كما لو كان الجيشُ كلُّه يرويها.

    المثال السادس عشر:

    ثبت في صحيح البخاري والصحاح الأخرى: أن الجوع أصابَ أبا هريرة، «فاستَتَبعَه النبي ﷺ، فوجد لبناً في قدح أُهدي إليه، وأمره أن يدعو أهلَ الصُفة. قال: فقلتُ ما هذا اللبن فيهم، كنتُ أحقَّ أن أصيبَ منه شربةً أتقوّى بها، فدعَوتُهم»، وكانوا ينوفون على المائة، فأمر ﷺ أن اسقيهم «فجعلتُ أُعطي الرجل فيشرب حتى يروي. ثم يأخذه الآخر حتى رَوِي جميعُهم قال: فأخذ النبي ﷺ القدحَ

    وقال: بقيتُ أنا وأنت، أُقعُد فاشرب. فشربتُ ثم قال: اشرب. وما زال يقولها وأشربُ حتى قُلتُ: لا، والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً. فأخذ القدحَ وحمد الله وسمّى وشرب الفضلة». ([127]) فهنيئاً لك مائة ألف مرة يا رسول الله.

    فهذه المعجزة السليمة من شوائب الشك والخالصة اللطيفة كاللبن قد روتها كتب الصحاح وفي مقدمتها صحيح الإمام البخاري الذي كان حافظاً لخمسمائة ألف حديث. فهي إذن رواية لا ريب فيها قط وصادقة وثابتة كأنها مشهودة رأي العين، مثلما رواها تلميذ المدرسة الأحمدية المقدسة، مدرسة الصفّة، ذلك التلميذ الموثوق الحافظ أبو هريرة، رواها باسم أصحاب الصفة جميعهم وأشهّدهم عليها.

    فالذي لا يتلقى هذا الخبر تلقياً كأنه يشاهده، فهو إما فاسد القلب أو فاقد العقل.

    تُرى هل من الممكن أنّ صحابياً جليلاً مثل أبي هريرة الصادق الذي بذل حياتَه في حفظ الحديث النبوي، أن يحطّ من قيمة ما حفظه من الأحاديث النبوية فيورد ما يثير الشك والشبهة ويقول ما يخالف الحق والواقع، وهو الذي سمعَ قولَ النبي ﷺ: «مَنْ كَذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار»؟ ([128]) حاشاه عن ذلك.

    فيا ربِّ بحرمة بركة هذا الرسول الكريم ﷺ هب لنا البركة فيما منَحتَنا من أرزاق مادية ومعنوية.

    نكتة مهمة

    بديهي أنه كلما اجتمعت أشياءٌ واهيةٌ ضعيفة تقوّت. وإذا أُبرمت خيوطٌ رفيعةٌ واتحدت صارت عروةً وثقى لا تنفصم. وقد أوردنا هنا ستةَ عشر مثالاً لقسمٍ من خمسة عشر قسماً من نوع معجزة البرَكة التي تمثل نوعاً من خمسة عشر نوعاً من أنواع المعجزات، وكل مثال أوردناه قويٌّ في حدّ ذاته وكاف وحدَه لإثبات النبوة. ولو فرضنا -فرضاً محالاً- بأن بعضاً منها ضعيفٌ غير قوي في ذاته، فلا يجوز الحكمُ عليه بأن المثال لا يقوى دليلا على المعجزة لأنه يتقوى باتفاقه مع القوي.

    ثم إن اجتماع هذه الأمثلة الستة عشر التي هي في درجة التواتر المعنوي يدل على معجزة كبرى قوية، ولو مُزجَت هذه المعجزة مع سائر الأقسام الأربعة عشر من معجزاته ﷺ حول البركة التي لم تُذكر هنا، لغدت معجزةً هائلة كالحبال المتحدة التي لا انفصام لها. ثم إنك لو أضفتَ هذه المعجزة الهائلة القوية إلى سائر أنواع المعجزات الأربع عشرة لرأيتَ برهاناً قوياً لا يتزلزل، برهاناً باهراً على النبوة الصادقة.

    وهكذا فعمادُ النبوة الأحمدية عمادٌ كالطود الأشم تتشكل من مجموعة هذه المعجزات.

    ولا شك أنك أدركت الآن مدى سخافةِ وبلاهة مَن يرى هذا البناء الشامخ العامر للنبوّة ثم يظن أنه يهوي بشبهات واهية تردُ إلى ظنه من جزئيات الأمثلة.

    نعم، إن تلك المعجزات التي تخص البركة في الطعام تدل دلالة قاطعة على نبوّة محمد ﷺ وأنه مأمورٌ محبوبٌ لدى ذلك الرحيم الكريم الذي يمنح الرزق ويخلقه. وهو عبدٌ كريم لديه بحيث يبعث له مستضافاتٍ مملوءةً بأنواع من الرزق -خلافاً للمعتاد- من العدم ومن خزائن الغيب التي لا تنفد.

    ومعلوم أن الجزيرة العربية شحيحةٌ بالماء والزراعة بحيث إن أهاليها -لا سيما في صدر الإسلام- كانوا في ضيق من المعيشة وشدة منها وشحّة من الماء والتعرض للعطش. فبناء على هذه الحكمة، فقد ظهرتْ أهمُّ المعجزات الاحمدية الباهرة ظهوراً في الطعام والماء.

    فهذه المعجزات إنما هي بمثابة إكرامٌ رباني، وإحسانٌ إلهي، وضيافة رحمانية للرسول الكريم ﷺ، يُكرمه حسب الحاجة، فهي إكرام أكثر من أن تكون دليلا على النبوة. لأن الذين رأوا هذه المعجزات، كانوا مؤمنين إيماناً قوياً بالنبوّة. فالمعجزة كلما ظهرت يتزايد الإيمانُ ويتقوى، وهكذا تزيدهم هذه المعجزاتُ نوراً على نور إيمانهم.

    الإشارة الثامنة

    تبين قسماً من المعجزات التي تتعلق بالماء.

    المقدمة

    إن الحوادث التي تقع بين أظهُر الناس، إذا ما نُقلت بطريق الآحاد ولم تُكذَّب فهي دلالةٌ على صدق وقوعها، لأن فطرةَ الإنسان مجبولةٌ على أن يفضحَ الكذبَ ويرفضُه. ولاسيما أولئك الذين لا يسكتون على الكذب وهم الصحبُ الكرام، وبخاصة إذا كانت الأحداث تتعلق بالرسول الأكرم ﷺ، وبالأخص أن الرواة هم من مشاهير الصحابة. فيكون راوي ذلك الخبر الواحد حينذاك كأنه ممثلٌ لتلك الجماعة التي شاهَدَتْه شهودُ عيان.

    علماً أن كلَّ مثال من أمثلة المعجزات المتعقلة بالماء التي سنبحث عنها قد رُوي بطرق متعددة، عن كثير من الصحابة الكرام وتناوله أئمةُ التابعين وعلماؤهم بالحفظ وسلّموا كلَّ رواية منها بأمانة بالغة إلى الذين يأتون من بعدهم في العصور الأخرى. فتلقاه العصرُ الذي بعدهم بجدّ وأمانة ونقلوه بدورهم إلى علماء العصر التالي، وهكذا تعاقبت عليه ألوفُ العلماء الأجِلاء في كل عصر وكل طبقة، حتى وصل إلى يومنا هذا،

    فضلاً عن أن كتباً للأحاديث قد دُوّنت في عصر النبوّة وسُلّمت من يد إلى يد حتى وصلتْ إلى أيدي أئمة الحديث من أمثال البخاري ومسلم فَوعَوها وعياً كاملاً، وميّزوا هذه الروايات حسب مراتبها، وقاموا بجمع كلِّ ما هو صحيح خالٍ من شائبة الشبهة في صحاحهم، فأرشدونا إلى الصواب..

    جزاهم الله خيراً.

    مثال: إن فوران الماء من أصابع الرسول ﷺ، وسقْيَه كثيراً من الناس، حادثٌ متواترٌ. نقلته جماعةٌ غفيرة لا يمكن تواطؤهم على الكذب بل محالٌ كذبُهم. فهذه المعجزة إذن ثابتة قطعاً، فضلاً عن أنها قد تكررت ثلاث مرات أمام ثلاث جماعات عظيمة.

    فقد روت الحادثة برواية صحيحة جماعةٌ من مشاهير الصحابة، وفي مقدمتهم أنس «خادم الرسول ﷺ» وجابر وابن مسعود ونقلها إلينا -بسلسلة من الطرق- أئمةُ الحديث أمثال البخاري ومسلم والإمام مالك وابن شُعيب وقتادة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

    وسنذكر تسعةَ أمثلة فحسب من المعجزات المتعلقة بالماء.

    المثال الأول:

    ثبت في صحيحَي البخاري ومسلم وغيرِهما: عن أنس بن مالك قال «رأيت رسول الله ﷺ وحانت صلاةُ العصر فالتمس الناسُ الوضوءَ فلم يجدوه». «قال: أُتي النبيُّ ﷺ بإناء وهو بالزوراء، ([129]) فوضع يدَه في الإناء، فجعل الماءُ ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القومُ. قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة». ([130])

    فأنت ترى أن أنساً رضي الله عنه يخبر عن هذه الحادثة بوصفه ممثلاً عن ثلاثمائة رجل. فهل يمكن ألّا يشترك أولئك الثلاثمائة في هذا الخبر معنىً وهل يمكن ألّا يكذبوه -حاشاه- إن لم تكن هذه الحادثة قد حدثت فعلاً؟.

    المثال الثاني:

    ثبت في الصحاح وفي مقدمتها البخاري ومسلم: «عن سالم بن أبى الجعد عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: عطش الناسُ يوم الحديبية والنبي ﷺ بين يديه ركوةٌ، ([131]) فتوضأ، فجهش الناسُ نحوَه فقال: مالَكم؟ قالوا: ليس عندنا ماءٌ نتوضأ ولا نشرب، إلّا ما بين يديك. قال جابر: فوضع النبي ﷺ يدَه في الركوة فجعل الماءُ يثور من بين أصابعه، كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا. قال سالم: قلتُ لجابر: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة». ([132])

    فترى أن رواة هذه المعجزة يبلغون ألفاً وخمسمائة رجل من حيث المعنى لأن الإنسان مفطورٌ على أن يفضح الكذبَ ويقول للكذب: هذا كذب. فكيف بهؤلاء الصحابة الكرام الذين ضحَّوا بأرواحهم وأموالهم وآبائهم وأبنائهم وأقوامهم وقبائلهم في سبيل الحق والصدق؟ فضلا عن أنه محالٌ أن يسكتوا على الكذب بعدما سمعوا التهديد المرعب في الحديث الشريف: «مَن كذَب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار». ([133]) فما داموا لم يعترضوا على الخبر بل قبلوه ورضوا به، فقد أصبحوا إذن مشتركين في الرواية ومصدِّقين لها من حيث المعنى.

    المثال الثالث:

    تروي الكتبُ الصحاح «ومنها البخاري ومسلم» في ذكر غزوة «بُواطٍ» ([134]) أن جابراً قال: «قال لي رسولُ الله ﷺ: يا جابر نادِ الوضوءَ» فقيلَ لا يوجد لدينا الماء. فأراد ماءً يسيراً. «فأُتي به النبيَ ﷺ فغمزه، ([135]) وتكلّم بشيء لا أدري ما هو. وقال: نادِ بجفنة الركب، فأتيتُ فوضعتُها بين يديه، وذكر أن النبي ﷺ بَسَط يدَه في الجفنة وفرّق أصابعَه. وصبّ جابرٌ عليه وقال: بسم الله! قال: فرأيت الماء يفورُ من بين أصابعه، ثم فارت الجفنةُ واستدارت حتى امتلأت، وأمر الناسَ بالاستقاء، فاستقَوا حتى رَووا. فقلت: هل بقيَ أحدٌ له حاجة؟ فرفع رسول الله ﷺ يده من الجفنة وهي ملأى». ([136])

    فهذه المعجزة الباهرة متواترةٌ من حيث المعنى، لأن جابراً كان في مقدمة المشاهدين فمن حقه إذن أن يتكلم هو فيها، ويعلنها على لسان القوم حيث كان يخدم الرسول ﷺ آنذاك.

    وفي رواية ابن مسعود في الصحيح: «ولقد رأيتُ الماء ينبعُ من بين أصابع رسول الله ﷺ». ([137]) يا ترى إذا روى صحابةٌ ثقاة أجِلاء من أمثال أنس وجابر وابن مسعود وقال كلٌّ منهم: «رأيت»، أمِنَ الممكن عدم رؤيتهم؟

    وبعد؛ وَحِّد هذه الأمثلة معاً، لترى مدى قوة هذه المعجزة الباهرة، لأن الطرق الثلاثة إذا ما توحّدت فستثبُت الروايةُ إثباتاً قاطعاً بالتواتر المعنوي،

    من أن الماء كان يفور من أصابعه ﷺ فهذه المعجزةُ أعظم وأسمى من تفجير موسى عليه السلام الماءَ من اثنتي عشرة عيناً من الحجر، لأن انفجار الماء من الحجر شيءٌ ممكن له نظيرُه حسب العادة، ولكن لا نظير لفوران الماء من اللحم والعظم كالكوثر السلسبيل.

    المثال الرابع:

    روى الإمام مالك في كتابه القيّم «الموطأ» عن أجِلّة الصحابة «عن معاذ بن جبل في قصة غزوة «تبوك» أنهم وردوا العينَ وهي تبضّ بشيء من ماء ([138]) مثل الشراك» فأمر رسول الله ﷺ أن: اجمعوا من مائها «فغَرفوا من العين بأيديهم حتى اجتمع في شيء. ثم غسلَ رسولُ الله ﷺ فيه وجهَه ويديه وأعادَه فيها فَجَرت بماء كثير فاستقى الناسُ» حتى قال في حديث ابن إسحاق «فانخرق من الماء مالَه حِسّ كحس الصواعق. ثم قال: يوشِك يا معاذ إن طالتْ بك حياةٌ أن ترى ما ها هنا قد ملئ جناناً» ([139]) وكذلك كان.

    المثال الخامس:

    روى البخاري عن البراء، ومسلم عن سلمة بن الأكوَع، وعن طرق أخرى في كتب الصحاح الأخرى «كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنـزحناها، حتى لم نترك فيها قطرةً فجلس النبي ﷺ على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومجّ في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استسقينا حتى روينا ورَوَت أو صَدَرَت ركائبُنا» ([140]) قال البراء: فأمر ﷺ بدلوٍ من مائها، فأتينا بها، فألقى ريقَه من فمه المبارك ودعا، ثم بعد ذلك أفرغ الدلوَ في البئر ففارتْ وارتفعت ملء فمها فأروَوا أنفسَهم وركابهم.

    المثال السادس:

    روى أئمةُ الحديث، أمثال مسلم وابن جرير الطبري وغيرهما عن أبي قتادة أنه قال: «أن النبي ﷺ خرج بهم مُمدّاً لأهل مؤتة عندما بلغه قَتْل الأمراء» ([141]) وكانت لديّ مِيضأة. ([142]) فقال الرسول ﷺ:
    

    «احفظ على مِيضأتك فإنه سيكون لها نبأ»

    وبعد ذلك أخذ العطشُ يشتد بنا وكنا اثنين وسبعين -وفي رواية الطبري كنا زهاء ثلاثمائة- فقال الرسول الكريم ﷺ: «ائتِ ميضأتك. فأتيتُها فأخَذَها ووضع فمَه في فمها ولم أدرِ أتنفَسَ فيها أم لا؟ ثم بعد ذلك جاء اثنان وسبعون رجلاً فشربوا منها وملأوا أوعيَتهم ثم بعد ذلك أخذتُها -أي الميضأة- فبقيَتْ مثل ما كان» ([143])

    فتأمل في هذه المعجزة الباهرة وقل: اللهم صَلِّ وسلم عليه وعلى آله بعدد قطرات الماء.

    المثال السابع:

    روى البخاري ومسلم عن عمران بن حُصين حين أصاب النبيَ ﷺ وأصحابَه عطشٌ في بعض أسفارهم «كنا في سفر مع النبي ﷺ ... فاشتكى إليه الناسُ من العطش فنـزل... ودعا علياً فقال: اذهبا فابتغيا الماء، فانطلقا فتلقيا امرأةً بين مُزادتين... فجاءا بها إلى النبي ﷺ... ودعا النبي ﷺ بإناء ففرّغ فيه من أفواه المزادتين، ونوديَ في الناس اسقوا فاستقوا... وإنه ليُخيّل إلينا أنها أشدّ ملأة منها حين ابتدأ فيها».

    وقال النبي ﷺ: «اجمعوا لها فجمعوا لها... حتى جمعوا لها طعاماً فجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها...

    قال لها: تعلمين ما رَزِئنا من مائكِ شيئاً ولكن الله هو الذي أسقانا... إلى آخر الحديث».

    المثال الثامن:

    روى ابـن خزيمة حديـثَ «عمر رضي الله عنه في جيش العُسـرة، وذكر ما أصـابهم من العطش حتى إن الرجل لينحُر بعيـرَه فيعصِر فَرْثَه فيشـرَبُه، فرغب أبـو بكر رضي الله عنه إلى النبي ﷺ في الدعـاء. فرفع يديـه فلم يُرجعهما حتى قالت ([144]) السـماء فـانسكبت فـمـلأوا مـا مـعهـم مـن آنـيـة ولم تـجـاوز العـسـكر». ([145])

    فهذه معجزة أحمدية محضة لا دخل للمصادفة فيها قط.

    المثال التاسع:

    عن عمرو بن شُعيب (حفيد عبد الله بن عمرو بن العاص) الذي وثّقه الأئمةُ الأربعة من أصحاب السنن في تخريجه الأحاديثَ: «أن أبا طالب قال للنبي ﷺ وهو رَديفُه بذي المجاز: عطشتُ وليس عندي ماء. فنـزل النبي ﷺ وضرب بقدمه الأرضَ فخرج الماء، فقال اشرب». ([146])

    قال أحد العلماء المحققين: هذه الحادثة كانت قبل النبوة، لذا فهي من الإرهاصات. وتفجُّرُ عينِ عرَفَة بعد مضي ألف سنة يُعدّ من الإكرامات الإلـهية للرسول الكريم ﷺ.

    وهكذا فالمعجزات المتعلقة بالماء، وإن لم تبلغ تسعين مثالاً من أمثال هذه التسعة إلّا أنها رويتْ بتسعين وجهاً.

    والأمثلة السبعةُ الأولى قويةٌ، وقطعية، كالتواتر المعنوي. أما المثالان الأخيران - وإن لم تكن طُرقهما قويةً ومتعددة ورواتهما كثيرة إلّا أن أصحابَ الحديث كالإمام البيهقي والحاكم روَوا عن عمر رضي الله عنه معجزةً ثانية حول السحاب تأييداً للمعجزة في المثال الثامن التي رواها سيدنا عمر. والرواية هي أنه:

    «أصاب الناس في بعض مغازيه ﷺ عطشٌ فسأله عمر الدعاء، فدعا، فجاءت سحابةٌ فسقَتهم حاجتَهم ثم أقلعتْ» ([147]) وكأن السحاب كان مأموراً لأن يروي الجيش وحده -حيث أمطر حسب الحاجة-

    فكما تؤيد هذه الحادثةُ المثالَ الثامن وتقويّه، وتبينه رواية ثابتة قاطعة. فإن ابن الجوزي -الذي يتشدد ويردّ حتى بعضَ الأحاديث الصحيحة ويجعلها في عداد الموضوعات- يقول: إن هذه الحادثة وقعت في غزوة بدر ونزلت في حقها الآية الكريمة:

    ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِه۪﴾ (الأنفال: ١١).

    فما دامت هذه الآية قد نزلت في حقها وبيَّنتها بوضوح، فلاشك إذن في وقوعها.

    وقد تكرر كثيراً نزولُ المطر بدعاء النبي ﷺ قبل أن تنزل يداه المرفوعتان وهي معجزة مستقلة بحد ذاتها. وقد استسقى النبي ﷺ أحياناً وهو على المنبر، ونزلت الأمطار قبل أن يخفض يدَه. وقد ثبت هذا عن طريق متواتر.

    الإشارة التاسعة

    إنَّ أحد أنواع معجزات الرسول الأكرم ﷺ هو امتثالُ الأشجار لأوامره كامتثال البشر، وانخلاعُها من أماكنها ومجيئها إليه. فهذه المعجزةُ المتعلقة بالأشجار هي متواترةٌ من حيث المعنى كفَوََران الماء من أصابعه المباركة ولها صورٌ متعددة وقد رُويت بطرق كثيرة.

    نعم، يصحّ أن يُقال إن خبر انخلاع الشجرة من موضعِها ومجيئِها ممتثلة لأمر الرسول الأكرم ﷺ متواترٌ تواتراً صريحاً، حيث قد رُويت هذه الرواية من قبل صحابة كرام صادقين معروفين، أمثال: علي وابن عباس وابن مسعود وابن عمر ويعلى بن مرة وجابر وأنس بن مالك، وبُريدة وأسامة بن زيد وغيلان بن سلمة، وغيرهم فأخبر كلٌّ منهم عن هذه المعجزة المتعلقة بالأشجار إخباراً ثابتاً قاطعاً. ونقلها عنهم مئاتٌ من أئمة التابعين بطرق مختلفة، في بداية كلِّ طريق صحابيٌ جليل، أي كأنها نقلت إلينا نقلاً متواتراً مضاعفاً. لذا فلا يداخل هذه المعجزةَ ريبٌ ولا شبهة قط، فهي في حكم المتواتر المعنوي المقطوع به.

    فهذه المعجزة وإن تكررت مرات عدة، إلّا أننا سنبين عدداً من صورها الصحيحة الكثيرة، ونوردها في بضعة أمثلة:

    المثال الأول:

    روى ابن ماجه والدارمي والبيهقي عن أنس بن مالك وعلي، وروى البزار والبيهقي عن عمر، أن ثلاثة من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين قالوا: كان الرسول الأكرم ﷺ قد حزن حزناً شديداً من تكذيب الكفار له «قال:

    اللهم! أرني آيةً لا أُبالي من كذّبني بعدها»

    وفي رواية أنس «أن جبريل عليه السلام قال للنبي ﷺ ورآه حزيناً: أتحبّ أن أُريك آية. قال: نعم! فنظر رسول الله ﷺ إلى شجرةٍ من وراء الوادي، فقال: ادعُ تلك الشجرة، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال: مُرها فلترجع، فعادت إلى مكانها». ([148])
    

    المثال الثاني:

    روى القاضي عياض -علّامة المغرب- في كتابه (الشفا) بسند عال صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:

    «كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فدنا منه أعرابي،

    فقال: يا أعرابي: أين تريد؟

    قال: إلى أهلي.

    قال: هل لك إلى خير؟

    قال: وما هو؟

    قال:

    تشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبدُه ورسوله.

    قال: مَن يشهد لك على ما تقول؟

    قال: هذه الشجرةُ السَّمُرة، ([149]) وهي بشاطئ الوادي،

    فأقبلتْ تخدّ الأرضَ، حتى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثاً فَشهِدت أنه كما قال. ثم رجعت إلى مكانها». ([150])

    وعن بُريْدَة عن طريق ابن صاحب الأسلمي بنقل صحيح: «سأل أعرابي النبي ﷺ آيةً، فقال له:

    قل لتلك الشجرة، رسولُ الله يدعوكِ.

    قال: فمالت الشجرة عن يمينها وشمالها وبين يديها وخلفها، فتقطعت عروقُها، ثم جاءت تَخدّ الأرض تَجرُّ عروقها مُغيّرة ([151]) حتى وقفت بين يدي رسول الله ﷺ.

    فقالت: السلام عليك يا رسول الله. قال الأعرابي: مُرها فلترجع إلى منبتها، فَرَجَعَت فدلّت ([152]) عروقها فاستوت. فقال الأعرابي: ائذن لي أسجُد لك. قال: لو أمرتُ أحداً أن يسجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها، قال: فأْذنْ لي أن أقبِّلَ يديك ورجليك، فأذِن له». ([153])
    

    المثال الثالث:

    روى مسلم وأصحابُ الكتب الصحاح الأخرى عن جابر رضي الله عنه: أنه قال: كنا في سفر مع رسول الله، «ذهب رسولُ الله يقضي حاجته، فلم يَرَ شيئاً يستتر به، فإذا بشجرتين بشاطئ الوادي، فانطلق رسولُ الله ﷺ إلى إحداهما، فأخذ بغصنٍ من أغصانها، فقال: انقادي عليّ بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش ([154]) الذي يصانع قائده، وذكر أنه فعل بالأخرى مثل ذلك حتى إذا كان بالمنصف ([155]) بينهما، قال: التئما عليّ بإذن الله. فالتأمتا» ([156]) فجلس خلفها، وبعد أن قضى حاجته، أمر أن يعودَ كلٌّ منهما إلى مكانها.

    «وفي رواية أخرى، فقال:

    يا جابر! قل لهذه الشجرة: يقول لك رسول الله الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما

    فزحفت حتى لحقت بصاحبتها. فجلس خلفهما، فخرجتُ أحضر، ([157]) وجلستُ أحدّث نفسي، فالتفتُّ فإذا رسولُ الله ﷺ مقبلاً، والشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق، فوقف رسول الله ﷺ وقفةً فقال برأسه هكذا يميناً وشمالاً». ([158])

    المثال الرابع:

    روى أسامة بن زيد -أحد قواد رسول الله ﷺ وخادمه الأيمن-: كنّا في سفر مع رسول الله ﷺ، ولم يكن لقضاء الحاجة مكانٌ خالٍ يستر عن أعين الناس، فقال: «هل ترى من نخلٍ أو حجارة؟

    قلت: أرى نخلات متقاربات، قال:

    انطلق وقل لهُنّ إن رسول الله ﷺ يأمركن أن تأتين لمخرج ([159]) رسول الله ﷺ وقل للحجارة مثل ذلك.
    

    فقلت ذلك لهن، فوالذي بعثَه بالحق لقد رأيتُ النخلاتِ يتقاربن حتى اجتمعن والحجارةَ يتعاقدن حتى صرن ركاماً ([160]) خلفَهن، فلما قضى حاجته، قال لي: قل لهن يفترقن،

    فوالذي نفسي بيده لرأيتُهن والحجارةُ يفترقن حتى عُدن إلى مواضعهن». ([161])

    وقد روى هاتين الحادثتين اللتين رواهما جابر وأسامة كلٌّ من يعلى بن مرة، وغيلان بن سلمة الثقفي، وابن مسعود في غزوة حُنين.

    المثال الخامس:

    ذكر علامة عصره الإمام ابن فورك -الذي كان يسمى بالشافعي الثاني كناية عن اجتهاده الكامل وفضله-: «أنه ﷺ سار في غزوة الطائف ليلاً وهو وَسِنٌ، ([162]) فاعتَرضهُ سدرةٌ، ([163]) فانفرجت له نصفين حتى جاز بينهما، وبقيت على ساقين إلى وقتنا». ([164])

    المثال السادس:

    ذكر يعلى بن سيابه: «أن طلحة أو سَمُرة جاءت فأطافت به ثم رجعت إلى منبتها فقال رسول الله ﷺ:

    إنها استأذنت أن تسلّم عليّ»

    أي استأذنت من رب العالمين. ([165])

    المثال السابع:

    روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: «آذنَت ([166]) النبيَّ ﷺ بالجن ليلة استمعوا له شجرةٌ» وذلك حينما جاء جنّ نَصيبن في بطن النخل إلى النبي ﷺ للإسلام، فأعلَمَت شجرةٌ خبرَ مجيئهم النبيَّ.

    «وعن مجاهد عن ابن مسعود في هذا الحديث: أن الجن قالوا مَن يَشهَدُ لك؟ قال: هذه الشجرة» فأمر الشجرَةَ «تعالي يا شجرة! فجاءت تجرُّ عروقَها لها قعاقع». ([167])

    وهكذا، فقد كفت معجزةٌ واحدة طائفةَ الجن. أفلا يكون مَن يسمع ألف معجزة ومعجزة من أمثالها ثم يكابر ولا يؤمن أضلَّ من ذلك الشيطان الذي حدّث القرآن عنه بقول الجن: ﴿يَقُولُ سَف۪يهُنَا عَلَى اللّٰهِ شَطَطًا﴾ (الجن: ٤) ؟

    المثال الثامن:

    روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه ﷺ قال لأعرابي:

    «أرأيتَ إن دعوتُ هذا العِذق ([168]) من هذه النخلة أتشهد أنّي رسول الله؟

    قال: نعم! فدعاه فجعل ينقز ([169]) حتى أتاه فقال: ارجع، فعاد إلى مكانه». ([170])
    

    وهكذا، فهناك أمثلة غزيرة كالتي ذكرناها رُويت كلّها بطرق عديدة، ومن المعلوم أنه إذا اتحدت بضعةُ خيوط رفيعة صارت حبلا قوياً.. فمثل هذه المعجزة المتعلقة بالشجرة وقد رويت بطرق متعددة، وعن مشاهير الصحابة الكرام لابد أنها في قوة التواتر المعنوي، بل إنها متواترة تواتراً حقيقياً. ولا ريب أنها حينما انتقلت إلى التابعين أخذت طابعَ التواتر، لا سيما الطرق التي سلكها أصحابُ الصحاح كالبخاري ومسلم وابن حبان والترمذي وغيرهم، إنما هي طريق صحيحة لا شائبة فيها. بل إن رؤية أي حديث كان في البخاري إنما هو كاستماعه من الصحابة الكرام بعينهم.

    تُرى إذا عَرفت الأشجارُ رسولَ الله ﷺ وعرَّفَته وصدَّقَتْ رسالتَه وسلّمت عليه، وزارته، وامتثلت أمره -كما رأينا في الأمثلة المذكورة آنفاً- فكيف لا يَعرف ولا يؤمن به ذلك البليد الجماد الذي يسمي نفسَه إنساناً؟ أليس هو عارٍ عن العقل والقلب؟ أفلا يكون أدنى من الشجر اليابس وأتفهَ من الحطب الذي لا يستحق إلّا إلقاءه في النار؟.

    الإشارة العاشرة

    إنَّ الذي يؤيد هذه المعجزات المتعلقة بالشجرة هو معجزة حنين الجذع المنقولة نقلاً متواتراً.

    نعم، إنَّ حنين الجذع اليابس الموجود في المسجد النبوي إلى رسول الله ﷺ لفراقه عنه -فراقاً مؤقتاً- وأنينَه أمام جماعةٍ غفيرة من الصحب الكرام يؤيد الأمثلة التي أوردناها في المعجزات المتعقلة بالأشجار ويقوّيها. لأن الجذع من جنس الأشجار، فالجنسُ واحد، إلّا أن هذه المعجزة متواترةٌ بالذات، بينما الأقسام الأخرى متواترة نوعاً، إذ إنَّ أكثرَ جزئياتها وأمثلتِها لا يرقى إلى مستوى التواتر الصريح.

    كان المسجد النبوي مسقوفاً على جذوع نخل فكان النبي ﷺ إذا خطبَ يقوم إلى جذع منها، فلما صُنِع له المنبر، وكان عليه، سُمع لذلك الجذع صوتٌ كصوت العشار ([171]) وهو يئن ويبكي، حتى جاءه النبي ﷺ ووضع يده عليه، وتكلّم معه وعزّاه وسلّاه، فسكت الجذع. نُقلت هذه المعجزة بطرق كثيرة جداً نقلاً متواتراً.

    نعم، إنَّ معجزة حنين الجذع مشهورةٌ ومنتشرة، والخبر بها من المتواتر الصريح، فقد رواها مئاتٌ من أئمة التابعين بخمسة عشر طريقاً عن جماعة من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وهكذا نقلوها إلى مَن خلفهم. وممن رواها من علماء الصحابة: أنس بن مالك -خادم النبي- وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وسهل بن سعد، وأبو سعيد الخدري، وأُبي بن كعب، وبُريدة، وأم المؤمنين أم سلمة رضوان الله عليهم وكلٌّ من هؤلاء على رأس طريق من طرق رواة الحديث.

    فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب الصحاح هذه المعجزة الكبرى المتواترة ونقلوها إلينا.

    عن جابر رضي الله عنه، يقول: «كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخلٍ فكان النبي ﷺ إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صُنع له المنبرُ وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار حتى جاء النبي ﷺ فوضع يدَه عليه فسكت» لم يتحمل الجذع فراقَه ﷺ.

    وعن أنس: «حتى ارتجّ المسجد لخُواره». ([172])

    وعن سهل بن سعد: «وكَثُر بكاء الناس لمّا رأوا به من بكاء وحنين». ([173])

    وعن أُبَي بن كعب: «حتى تصدّع وانشق» لشدة بكائه. ([174])

    زاد غيره: فقال النبي ﷺ:

    «إنّ هذا بكى لِما فقَد من الذِّكر» ([175])

    وزاد غيره:

    «والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لم يزل هكذا إلى يوم القيامة» تحزّناً على رسول الله ﷺ. ([176])

    وفي حديث بُريدة: لما بكى الجذعُ وضع الرسولُ يدَه الشريفة عليه وقال:

    «إن شئتَ أردَّك إلى الحائط ([177]) الذي كنتَ فيه، ينبت لك عروقُك ويكمل خلقُك ويجدّد لك خوصٌ وثمرةٌ. وإن شئتَ أغرسك في الجنة فيأكل أولياءُ الله من ثمرك.

    ثم أصغى له النبي ﷺ يستمع ما يقول، فقال:

    بل تغرسني في الجنة فيأكل مني أولياءُ الله وأكون في مكان لا أُبلى فيه،

    فسمعه من يليه، فقال النبي ﷺ: قد فعلتُ.

    ثم قال: اختار دارَ البقاء على دار الفناء».

    قال الإمام أبو إسحاق الاسفرائني -وهو من أئمة علماء الكلام- أنَّ الرسول الأكرم ﷺ لم يذهب إلى الجذع بل «دعاه إلى نفسه فجاءه يخرِق الأرض فالتزمه. ثم أمره فعاد إلى مكانه». ([178])

    يقول أُبَي بن كعب: وبعد ظهور هذه المعجزة: «أمر النبي ﷺ به فدُفن تحت المنبر»، «فكان إذا صلى النبي ﷺ صلى إليه. فلما هُدم المسجد لتجديده أخذه أُبَي فكان عنده إلى أن أكلَته الأرض وعاد رفاتاً». ([179])

    وحينما كان الحسن البصري يحدّث بهذا إلى طلابه يبكي ويقول:

    «يا عباد الله! الخشبةُ تحِنّ إلى رسول الله ﷺ شوقاً إليه لمكانه فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه». ([180])

    ونحن نقول: نعم! إن الاشتياق إليه ومحبتَه إنما هو باتباع سنته السَّنية وشريعته الغراء.

    نكتة مهمة

    فإن قيل: لِمَ لم تشتهر تلك المعجزاتُ التي تخص البركةَ في الطعام والتي أشبعت ألفاً من الناس في غزوة الخندق بصاع من طعام، ولا تلك المعجزات التي تخص الماء التي أروَت ألفاً من الناس بما فار من الماء من أصابع الرسول المباركة ﷺ. لِمَ لم تنقلا بطرق كثيرة مثلما اشتهرت معجزةُ حنين الجذع ونُقلت. مع أن كلا من تلك الجماعتين -التي وقعت المعجزة أمامهما- أكثرُ من جماعة معجزة حنين الجذع؟

    الجواب: إن المعجزات التي ظهرت قسمان:

    أحدهما: ما يظهر على يد النبي ﷺ لتصديق دعوى النبوة، ويكون حجةً لها، فيزيد إيمان المؤمنين ويسوق أهلَ النفاق إلى الإخلاص والإيمان، ويدعو أهل الكفر إلى حظيرة الإيمان. ومعجزةُ حنين الجذع من هذا القبيل، لذلك رآها العوام والخواص واعتُني بنشرها أكثر من غيرها.

    أما معجزةُ الطعام ومعجزةُ الماء، فهي كرامة أكثر من كونها معجزة، بل إكرام إلهي أكثر من الكرامة، بل ضيافة رحمانية -حسب ما دعت إليه الحاجةُ- أكثر من إكرام إلهي. فهما وإن كانتا دليلين على دعوى النبوة، ومعجزتين لها، إلّا أن الغاية الأساس هي أنَّ الجيش الذي يبلغ قوامُه زُهاء ألفَ رجل، كان في حاجة ماسة إلى الطعام والشراب فأمدّهم الله سبحانه وتعالى من خزائن الغيب بأن أشبع من صاع من طعام ألفَ رجلٍ كما يخلقُ سبحانه من نواةٍ واحدة ألفَ رطل من التمر. كذلك أروى زهاء ألفٍ من المجاهدين في سبيل الله، حينما أصابهم العطشُ، أرواهم بماء مبارك كالكوثر، إذ أجراه سبحانه من أصابع قائدهم الأعظم صلوات الله وسلامه عليه.

    لذلك لم تصل درجةُ معجزة الطعام والماء إلى درجة حنين الجذع. إلّا أن جنس تَينِك المعجزتين ونوعهما بحسب الكلية متواترٌ كتواتر حنين الجذع.

    ثم إن كل فرد قد لا يرى بركةَ الطعام وفورانَ الماء من الأصابع بالذات بل يرى أثرَه، ولكن كلُّ من كان في المسجد النبوي قد سمعَ بكاءَ الجذع، لذا ذاع أكثر..

    فإن قيل: إن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين اهتموا اهتماماً بالغاً بملاحظة جميع أحواله ﷺ وحركاته ونقلوها بأمانةٍ واعتناء، فلِمَ رُويت أمثالُ هذه المعجزة العظيمة بعشرين طريقاً فقط ولم تروَ -في الأقل- بمائة طريق؟

    ولِمَ تأتي أكثر الروايات عن أنس وجابر وأبي هريرة، ولم يأتِ عن طريق أبي بكر وعمر إلّا القليل منها.

    الجواب: الشق الأول من السؤال مضى جوابُه في «الأساس الثالث من الإشارة الرابعة».

    أما جواب الشق الثاني فهو أن الإنسان إذا احتاج إلى الدواء يراجع الطبيبَ، وإذا احتاج إلى بناء يراجع المهندس، وإذا احتاج إلى تعلّم الشريعة يأتي المفتي ويستفتيه..

    وهكذا فقد كانت مهمةُ بعض علماء الصحابة منحصرةً في حمل الحديث ونشره ونقله إلى العصور الأخرى. فكانوا يسعَون بكل ما آتاهم الله من قوة في هذه الغاية. فأبو هريرة رضي الله عنه كرّس جميعَ حياته لحفظ الحديث النبوي، في الوقت الذي كان عمر رضي الله عنه منهمكاً في حمل أعباء الخلافة وسياسة الدولة. لذا اعتمد على هؤلاء الصحابة: أبي هريرة وأنس وجابر وأمثالهم في نقل الحديث الشريف إلى الأمة، فندَرت الروايةُ عنه.

    ثم إن الراوي الصادق المصدَّق من قِبل الجميع يُكتفى بروايته ولا داعيَ إلى رواية غيره، ولذلك يُنقل بعضُ الحوادث المهمة بطريقين أو ثلاث.

    الإشارة الحادية عشرة

    تبيّن هذه الإشارةُ المعجزةَ النبوية في الأحجار والجبال من الجمادات كما أشارت «الإشارة العاشرة» إلى المعجزة النبوية في الأشجار، نذكر من بين أمثلتها الكثيرة ثمانيةَ أمثلة:

    المثال الأول:

    روى البخاري وعلّامة المغرب القاضي عياض عن ابن مسعود -خادم النبيﷺ- أنه قال: «لقد كُنّا نَسْمعُ تَسبيحَ الطعامِ وهو يُؤكَل». ([181])

    المثال الثاني:

    وثبت كذلك عن أنس وأبي ذر رضي الله عنهما، قال أنس «أخذ النبيُّ ﷺ كفّاً من حصىً فسبَّحن في يد رسول الله ﷺ حتى سمعنا التسبيحَ، ثم صبَّهُن في يد أبي بكر رضي الله عنه فسبَّحن، ثم في أيدينا فما سبَّحن». ([182])

    وروى مثله أبو ذر رضي الله عنه وذكر أنّهن سبَّحن في كفّ عمر رضي الله عنه ثم وضعَهن على الأرض فخرسْنَ، ثم أخذهن ووضعهن في كفّ عثمان، فسبَّحن ثم وضعهن في أيدينا فخرسنَ. ([183])

    المثال الثالث:

    ثبت بنقل صحيح عن علي وجابر وعائشة رضي الله عنهم أنه ما كان يمر النبي ﷺ بجبلٍ ولا حَجرٍ إلّا وقال: السلام عليك يا رسول الله.

    ففي رواية علي رضي الله عنه قال: «كنا بمكة -في بداية النبوّة- مع رسول الله ﷺ فخرج إلى بعض نواحيها، فما استَقبلَهُ شجرةٌ ولا جبلٌ إلّا قال له: السلام عليك يا رسول الله». ([184])

    وفي رواية جابر رضي الله عنه قال: «لم يكن النبي ﷺ يمرّ بحجر ولا شجرٍ إلّا سجد له» ([185]) أي كلٌّ منهما ينقاد له ويقول: السلام عليك يا رسول الله.

    وفي رواية أخرى «عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ([186]) عن النبي ﷺ:

    إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ»

    أي قبل أن أُبعثَ «قيل: إنه إشارة إلى الحجر الأسود». ([187])

    «وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي ﷺ:

    لما استقبلني جبريل بالرسالة جعلتُ لا أمرُّ بحجرٍ ولا شجرٍ إلا قال: السلام عليك يا رسولَ الله». ([188])

    المثال الرابع:

    «وفي حديث العباس رضي الله عنه إذ اشتمل عليه النبي ﷺ وعلى بنيه» وهم عبد الله وعُبيد الله والفضل وقثم «بملاءة ([189]) ودعـا لهم السّتر من النار» إذ قال:

    يا رب هذا عمي صنو أبي وهؤلاء بنوه فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي. «فأمّنت أسكُفَة ([190]) الباب وحوائط البيت: آمين آمين» واشتركن في الدعاء. ([191])

    المثال الخامس:

    روت الكتب الصحاح متفقة وفي المقدمة البخاري وابن حبان وأبو داود والترمذي عن أنس ([192]) وأبي هريرة ([193]) وعن عثمان ذي النورين ([194]) وسعيد بن زيد ([195]) أحد العشرة المبشرين بالجنة أنه: «صعد النبي ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان أُحُداً، فرجف بهم» من مهابتهم أو من سروره وفرحه،

    «فقال: أثبُت أُحُد فإنما عليك نبيٌّ وصدّيق وشهيدان».

    فبهذا الحديث ينبئ ﷺ عن شهادة عمر وعثمان إخباراً غيبياً.

    وقد نقل -تتمة لهذا المثال- أنـه لما هاجر الرسـول ﷺ من مكة وطلبتْه كفارُ قريش صعد على جبل ثُبير، «قال له ثبير: ([196]) اهبط يا رسول الله فإنّي أخاف أن يقتلوك على ظهري فيعذّبني الله. فقال لـه حراء: إليّ يا رسـول الله». ([197])

    من هذا يستشعر أهلُ القلب والصلاح الخوفَ في «ثبير» والأمنَ والاطمئنان في «حراء».

    يفهم من مجموع هذه الأمثلة أن الجبالَ العظيمة مأمورةٌ ومنقادةٌ كأي فرد من الأفراد. وهي كأي عبدٍ مخلوق يسبّح الله تعالى وله وظيفةٌ خاصة به، وأنه يعرف النبي ﷺ ويحبّه.. فما خُلقت الجبال باطلاً.

    المثال السادس:

    «وروى ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي ﷺ قرأ على المنبر: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِه۪ٓ...﴾ (الزمر: ٦٧) ثم قال: يمجِّد الجبارُ نفسَه يقول: أنا الجبار أنا الجبار أنا الكبير المتعال. فَرجَف المنبرُ حتى قلنا ليخرنَّ عنه». ([198])

    المثال السابع:

    عن حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس ([199]) رضي الله عنه، وعن ابن مسعود ([200]) –من علماء الصحابة- رضوان الله عليهم أجمعين، أنه قال: «كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم مثبّـتةَ الأرجل بالرصاص في الحجارة فلما دخل رسولُ الله ﷺ المسجدَ عامَ الفتح جعل يشير بقضيبٍ في يده إليها ولا يمسّها. ويقول: ﴿جَٓاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ اِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ (الإسراء: ٨١) فما أشار إلى وجهِ صنمٍ إلّا وقع لقفاه ولا لقفاه إلّا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم».

    المثال الثامن:

    هو قصة بحيراء الراهب المشهورة وهي: «أن النبي ﷺ خرج قبل البعثة مع عمِّه أبي طالب وجماعة من قريش إلى نواحي الشام. ولما وصلوا إلى جوار كنيسةِ الراهب جلسوا هناك» وكان الراهبُ لا يخرج إلى أحَدٍ، فخرج وجعل يتخللهم حتى أخذ بيد رسول الله ﷺ فقال: «هذا سيدُ العالمين يبعثُه الله رحمةً للعالمين» فقال له أشياخ من قريش: ما عِلمُك؟ فقال: «إنه لم يبق شجرٌ ولا حجرٌ إلّا خرّ ساجداً له ولا يسجدُ إلّا لنبي». «ثم قال وأقبل ﷺ وعليه غمامةٌ تظلّه فلما دنا من القوم وجدهم سبقوه إلى فَيئ الشجرة فلما جلس مالَ الفَيئُ إليه». ([201])
    

    وهكذا فهناك ثمانون مثالاً كهذه الأمثلة الثمانية. فإذا وحَّدْتَ هذه الأمثلة الثمانية لأصبحتْ قويةً لا يمكن أن تنال منها شبهةٌ مهما كانت. فهذا النوع من المعجزات (أي تكلّم الجمادات) يشكّل دليلاً جازماً على إثبات دعوى النبوة، وهو في حكم التواتر من حيث المعنى. فكلُّ مثال يستمد قوةً أخرى من قوة الجميع تفوقُ قوتَه الفردية. مَثَله في هذا، مثل رجل ضعيف انخرط في سلك الجيش، فيتقوى حتى يستطيع أن يتحدى ألفاً من الرجال، أو كعمودٍ ضعيف لو ضُم مع أعمدة قوية يتقوى.

    فكيف إذا كانت الروايات كلُّها صحيحةً ورصينة؟.

    الإشارة الثانية عشرة

    أمثلةٌ ثلاثة مهمة ترتبط بالإشارة الحادية عشرة.

    المثال الأول:

    تصرّح الآيةُ الكريمة: ﴿وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى﴾ (الأنفال: ١٧) بنصّها القاطع وبتحقيق عموم المفسرين العلماء وأئمة الحديث: أنَّ الرسول ﷺ أخذ في غزوة بدر قبضةً من ترابٍ وحصيّات ورماها في وجوه جيش الكفار وقال: «شاهَتِ الوجوه». ([202]) فدخلت تلك القبضةُ من التراب إلى أعين كلِّ المشركين، مثلما وصلت كلمةُ «شاهت الوجوه» إلى آذان كلٍّ منهم، فصاروا يعالجون عيونَهم من التراب، ففرّوا بعدما كانوا في حالة كَرٍّ على المسلمين.

    ويروي الإمام مسلم: أنَّ الكفار في غزوة حُنين عندما كانوا يصولون على المسلمين، أخذ النبيُّ ﷺ قبضة من تراب ورمى بها في وجوه المشركين وقال: «شاهت الوجوه» فما من أحدٍ منهم إلّا ملأ عينيه -بإذن الله- ترابٌ كما سمعت أذنُه هذه الكلمة فولّوا مدبرين. [203]

    فهذه الحادثة الخارقة للعادة قد وقعت في بدر وحنين. فهي حادثة تفوق طاقة البشر، كما أنها لا يمكن إسنادها إلى الأسباب العادية، لذا قال تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى﴾ أي أنها حادثة نابعة من قدرة إلهية محضة.

    المثال الثاني:

    تذكر كتبُ أئمة الحديث وفي مقدمتها البخاري ومسلم: «أنَّ يهوديةً -واسمها زينب بنت الحرث- أهدتْ للنبي ﷺ بخيبر شاةً مصليّة ([204]) سمَّتْها، فأكل رسولُ الله ﷺ منها، وأكل القومُ، فقال:

    ارفعوا أيديكم، فإنها أخبرتني أنها مسمومةٌ،

    فرفع الجميعُ أيديهم، إلّا أن بشر بن البراء مات من أثر السم، فدعا ﷺ اليهودية وقال لها: «ما حَمَلكِ على ما صنعتِ؟» قالت: إن كنت نبياً لم يضرّك الذي صنعتُ، وإن كنتَ مَلِكاً أرَحْتُ الناسَ منك. ([205])

    فأمر بها فقُتلتْ»، ([206]) وفي بعض الروايات أنه لم يأمر بقتلها. ([207]) قال العلماء المحققون: لم يأمر بقتلها بل دفعها لأولياء بشر بن البراء، فقتلوها. ([208])

    فاستمع الآن إلى هذه النقاط الثلاث لبيان إعجاز هذه الحادثة.

    النقطة الأولى: جاء في إحدى الروايات: أن عدداً من الصحابة سمعوا قولَها حينما أخبرتْ الشاة عن أنها مسمومةٌ.

    النقطة الثانية: وفي رواية أخرى أنه بعدما أخبر الرسول ﷺ عن القضية قال: قولوا بسم الله ثم كلوا، فإنه لا يضر السم بعدَه. ([209]) هذه الرواية وإن لم يقبلها ابن حجر العسقلاني ([210]) إلّا أن علماء آخرين قبلوها. ([211])

    النقطة الثالثة: لقد اطمأن كلُّ من سمع كلامَه ﷺ: «أنها أخبرتني بأني مسمومة» وكأنه سمعه بنفسه، إذ لم يُسْمَع منه ﷺ قولٌ مخالف للواقع قط، وهذه واحدة منه. فبينما يبيّت اليهودُ الكيدَ لينـزلوا ضربتَهم القاضية بالرسول الكريم ﷺ وصحبه الكرام رضوان الله عليهم إذا بالمؤامرة تنكشف على إثر خبرٍ من الغيب وتبطل الدسيسة والمكر السيئ، ويقع الخبر كما أخبر عنه ﷺ.

    المثال الثالث:

    هو معجزة الرسول ﷺ في ثلاث حوادث تشبه معجزةَ سيدنا موسى عليه السلام، في معجزة يده البيضاء وعصاه.

    الحادثة الأولى: أخرج الإمام أحمد الحديث الصحيح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن الرسول ﷺ «أعطى قتادة بن النعمان -وصلى معه العشاء- في ليلةٍ مظلمة مطِرة عُرجوناً. ([212]) وقال: انطلق به فإنه سيضيء لك من بين يديك عشراً ومن خلفك عشراً. فإذا دخلتَ بيتك فسَترى سواداً فاضربه حتى يخرج فإنه الشيطان. فانطلق، فأضاء له العرجونُ (كاليد البيضاء) حتى دخل بيتَه ووجد السواد فضربه حتى خرج». ([213])

    الحادثة الثانية: انقطع سيفُ عكاشة بن محصن الأسدي وهو يقاتل به في غزوة بدر الكبرى -تلك المعركة التي هي منبع الغرائب- فأعطاه رسولُ الله ﷺ جذلاً من حطب -أي عوداً غليظاً- «وقال: اضرب به فعاد في يده سيفاً صارماً طويل القامة أبيضَ شديدَ المتن، فقاتلَ به، ثم لم يزل عنده يشهدُ به المواقف إلى أن استشهد في قتال أهل الردة» في اليمامة. هذه الحادثة ثابتة قطعاً، وكان عكاشةُ يفتخر بذلك السيف طوال حياته، وكان السيف يسمى بــ«العَوْن»، فاشتهار السيف بـ«العون» ([214]) وافتخار عكاشة به حُجتان أيضاً على ثبوت الحادثة.

    الحادثة الثالثة: روى ابن عبـد البر ([215]) وهو من أعلام عصره من بين العلماء المحققين: أن عبد الله بن جـحش ابن عمة رسول الله ﷺ «وقد ذهب سيفُه» في غزوة أُحد وهو يحارب، فأعطاه رسولُ الله ﷺ «عسيبَ ([216]) نخل فرجع في يده سيفاً».

    يقول ابن سيد الناس في «سيره»: فبقي هذا السيف مدّة ولم يزل يتناقل حتى بيعَ إلى شخص يُدعى بغاء التركي بمائتي دينار. ([217])

    فهذان السيفان معجزتان كمعجزة عصا موسى، إلّا أنه لم يبق وجه الإعجاز لعصا موسى بعد وفاته عليه السلام ، وبقي هذان السيفان معجزتان بعد وفاته ﷺ.

    الإشارة الثالثة عشرة

    ومن معجزاته ﷺ: شفاءُ المرضى والجرحى بنفثه المبارك. وهذا النوع من المعجزات متواتر معنوي -من حيث النوع- أما جزئياتها فقسمٌ منها بحكم المتواتر المعنوي وقسمٌ آخر آحادي، إلّا أنه يورث القناعةَ العلمية والاطمئنانَ وذلك لتوثيق العلماء له وتصحيح أئمة الحديث.

    سنذكر من أمثلةِ هذا النوع من المعجزات بضعةَ أمثلة فقط من بين أمثلتها الغزيرة.

    المثال الأول:

    يروي القاضي عياض عن سعد بن أبي وقاص وهو من العشرة المبشرين بالجنة وتولى خدمة النبي ﷺ وأصبح أحد قواده، وقاد جيش الإسلام في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال:

    «إن رسول الله ﷺ لَيُناوِلني السهمَ لا نَصْلَ لَهُ، فيقول: ارْمِ به، وقد رمى رسولُ الله ﷺ يومئذٍ عن قوسه حتى اندقّت» كان ذلك في غزوة أُحد، وكانت السهام التي لا نصلَ لها تَمرُقُ كالمريّشة وتثبتُ في جسد الكفار. ([218])

    وقال أيضاً: «وأُصيبت يومئذٍ عينُ قتادة (بن النعمان) حتى وقعتْ على وجنَته، فردّها رسولُ الله ﷺ» بيده المباركة الشافية «فكانت أحسنَ عَينَيه» ([219])

    واشتهرت هذه الحادثة حتى إن أحدَ أحفاد قتادة حينما جاء إلى عمر بن عبد العزيز عرّفَ نفسَه بإنشاده الأبيات الآتية: ([220])

    أنا ابن الذي سالَت على الخدِّ عينُه فرُدَّتْ بكفِّ المصطفى أحسنَ الردّ

    فـعــادت كما كانت لأول أمرهـا فيا حُـســنَ ما عينٍ ويـا حُسنَ ما ردّ

    وثبت أيضاً: أنه جعل ريقَه على جراحةِ: «أثر سهمٍ في وجه أبي قتادة في يوم ذي قرد ([221]) قال: فما ضرب عليّ ولا قاح» ([222]) إذ مسحه رسول الله ﷺ بيده المباركة.

    المثال الثاني:

    روى البخاري ومسلم وغيرهما: أنَّ الرسول ﷺ أعطى الراية علياً يومَ خيبر، وكان رمداً، فلما تفل في عينه أصبح ترياقاً لعينه فبرئت بإذن الله. ([223])

    ولما جاء الغد أخذ عليٌّ بابَ القلعة وهو من حديد وكأنه ترس في يده، وفتح القلعة.

    «ونفث على ضربةٍ بساقِ سلَمة بن الأكوَع يوم خيبر فبرِئت». ([224])

    المثال الثالث:

    «روى النسائي عن عثمان بن حُنَيف: أن أعمىً أتى إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله ادعُ الله أنْ يكشف لي عن بصري. قال: أوَ أدعك؟ قال: يا رسول الله إنه قد شقّ عليّ ذهاب بصري. قال:

    فانطلِق فتوضأْ ثم صلِّ ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمدٍ نبيّ الرحمة، يا محمدُ إني أتوجه إلى ربّك بك، أن يكشف لي عن بصري، اللهمُّ شفِّعه فيّ، وشفِّعني في نفسي.

    فرجَع وقد كشفَ الله عن بصره». ([225])

    المثال الرابع:

    «قطع أبو جهل يوم بدر يدَ معوَّذ بن عفراء» أحد الأربعة عشر الذين استشهدوا في بدر «فجاء يحملُ يدَه فبصق عليها رسولُ الله ﷺ وألصقَها فلَصَقتْ، رواه ابن وهب» وهو من أئمة الحديث- ثم عاد إلى القتال فقاتل حتى استشهد. ([226])

    «ومن روايته أيضاً: أن خُبيب بن يساف أُصيب يومَ بدر مع رسول الله ﷺ، بضربةٍ على عاتقِه حتى مال شِقُّه، فردَّه رسولُ الله ﷺ، ونفثَ عليه حتى صحّ». ([227])

    فهاتان الحادثتان وإن كانتا آحادية إلّا أن تصحيحَ الإمام الجليل ابن وهب لهما، وكون وقوعهما في منبع المعجزات، بدر، ولوجود شواهد كثيرة من أمثالهما يجعلهما لا يشك أحدٌ في وقوعهما.

    وهكذا هناك ألفُ مثال ومثال قد ثبت بالأحاديث الصحيحة، من أن يدَ الرسول الأعظم ﷺ أصبحت شفاءً ودواءً لذوي العاهات والمرضى.

    لو سطرت هذه القطعة بماء الذهب

    ورصعت بالألماس لكانت جديرة

    حقاً! وكما مرّ سابقاً: إن تسبيح الحصى وخشوعَه في كفه ﷺ ..

    وتحوّل التراب والحصيات فيها كقذائف في وجوه الأعداء حتى ولّوا مُدبرين بقوله تعالى: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى ﴾ (الأنفال: ١٧ )

    وانفلاق القمر فلقتين بإصبعٍ من الكفِّ نفسها كما هو نص القرآن الكريم: ﴿وَ انشَقَّ الْقَمَر ﴾ وفوران الماء كعينٍ جارية من بين الأصابع العشرة وارتواء الجيش منه. وكون تلك اليدُ بلسماً للجرحى وشفاءً للمرضى..

    ليبيّن بجلاء: مدى بركة تلك اليد الشريفة:

    ومدى كونها معجزة قدرة إلهية عظيمة.

    لكأن كفَّ تلك اليد:

    زاويةُ ذكر سبحانية صغيرة بين الأحباب، لو دخلها الحصى لسبّح وذكر..

    وتِرسانةٌ ربانية صغيرة تجاه الأعداء، لو دخلها الترابُ لتطاير تطايرَ القنابل..

    وتعود صيدليةً رحمانية صغيرة للمرضى والجرحى، لو لامستْ داءً لغدتْ له شفاءً..

    وحينما تنهضُ تلك اليدُ تنهض بجلالٍ فتشقُّ القمرَ شِقين بإصبع منها.

    وإذا التفتتْ التفاتةَ جمالٍ فجّرتْ ينبوعَ رحمةٍ يَدفُق من عشر عيونٍ تجري كالكوثر السلسبيل

    فلئن كانت يدُ هذا النبي الكريم ﷺ موضعَ معجزاتٍ باهرة إلى هذا الحد..

    ألا يُدرَك بداهةً: مدى حظوتِه عند ربه.. مبلغَ صدقه في دعوته

    ومدى سعادة أولئك الذين بايعوا تلك اليد المباركة ؟.

    سؤال: إنك تقول في كثير من الروايات أنها متواترةٌ، بينما لم نسمع بها إلّا الآن فهل يُجهَل التواترُ إلى هذا الحد؟.

    الجواب: هناك أمورٌ كثيرة متواترةٌ لدى علماء الشرع بينما هي مجهولةٌ لدى غيرهم. فلدى علماء الحديث من الأحاديث المتواترة ما لا يُعرف إلّا بالآحاد لدى سواهم.. وهكذا، فبديهياتُ ونظرياتُ كلِّ علم إنما تُبيَّن حسب ما تواضَع عليه أهلُ اختصاص ذلك العلم، أما بقيةُ الناس فهم يعتمدون عليهم في ذلك العلم. فإما أنهم يستسلمون لقولهم، أو يعكفون على دراسة ذلك العلم فيجدون ما وجدوه.

    فما أخبرْنا عنه من المتواتر الحقيقي أو المعنوي، أو ما هو بحكم المتواتر من الحوادث، قد بيّن حكمَها رجالُ الحديث، وعلماءُ الشريعة وعلماءُ الأصول، وأغلب العلماء الآخرين. فإذا جَهِلَه العوام الغافلون، أو مَن يغمض عينَه عن العلم من الجهال، فلا يقع اللومُ إلّا عليهم.

    المثال الخامس:

    أخرج الإمام البغوي: أُصيبت «ساق علي بن الحكم يومَ الخندق إذ انكسرت» فمسحَها رسولُ الله ﷺ «فبرئ مكانَه، وما نـزل عن فرسِه». ([228])

    المثال السادس:

    روى البيهقي وغيره «اشتكى عليٌّ بن أبي طالب، فجعل يدعو، فقال النبي ﷺ: اللهم اشفِه أو عافه ثم ضربَه برِجله، فما اشتكى ذلك الوجَع بعدُ». ([229])

    المثال السابع:

    «كانت في كفِّ شرحبيل الجعفي سلعةٌ ([230]) تمنعه القبض على السيف وعنان الدابة فشكاها للنبي ﷺ، فما زال يطحنُها ([231]) بكفه حتى رفعها ولم يبق لها أثرٌ». ([232])

    المثال الثامن:

    ستةٌ من الأطفال نالوا -كلٌّ على حدة- معجزةً مـن معجزات الرسول الأكرم ﷺ.

    الأول: روى ابن أبي شيبة -وهو من أئمة الحديث-أنه: «أ تَـتْه ﷺ امرأةٌ من خثعم معها صبيٌ به بلاءٌ لا يتكلم، فأُتي بماء، فمضمَض فاهُ وغسل يدَيه، ثم أعطاها إياه، وأمَرَها بسقيِه ومسِّه به، فبرأَ الغلامُ وعقلَ عقلاً يفضُلُ عقولَ الناس». ([233])

    الثاني: «وعن ابن عباس: جاءت امرأةٌ بابنٍ لها به جنونٌ، فمسح ﷺ صدرَه فثعَّ ثعَّةً فخرج من جوفه مثل الجروِ الأسود» -شيء أسود كالخيار الصغير- فشفيَ. ([234])

    الثالث: روى الإمام البيهقي والنسائي: «انكفأت ([235]) القِدرُ على ذراع محمد بن حاطب، وهو طفلٌ فمسحَ عليه ﷺ ودعا له» ونفخَ نفخاً فيه ريقُه الشريف فبرأَ لحينِه. ([236])

    الرابع: «أن النبي ﷺ أُتي بصبّيٍ قد شبَّ» أي كَبُر «لم يتكلم قط، فقال: من أنا؟ فقال: رسولُ الله» ([237]) فأنطقَه الله.

    الخامس: أخرج إمام العصر جلال الدين السيوطي -الذي تشرّف في اليقظة برؤية النبي ﷺ مراراً- ([238]) أنه: جاء رسولَ الله ﷺ رجلٌ من أهل اليمامةِ بغلامٍ يومَ ولِد، فقال له رسولُ الله ﷺ: يا غلام من أنا؟. فقال: أنت رسولُ الله. قال: صدقتَ بارك الله فيك. ثم إن الغلام لم يتكلم حتى شبّ فكان يسمى بـ «مبارك اليمامة» لدعاء النبي ﷺ له بالبركة. ([239])

    السادس: «ودعا على صبيٍ» خشن الطبع «قطعَ عليه الصلاةَ أن يقطعَ الله أثره فأُقْعِدَ» ([240]) ونال جزاء فظاظته.

    السابع: «سألتْه جاريةٌ طعاماً وهو يأكل، فناوَلها من بين يديه، وكانت قليلةُ الحياء، فقالت: إنما أريد من الذي في فيكَ، فناولها ما في فيه، ولم يكن يُسأل شيئاً فيَمنعه. فلما اسـتقرّ في جوفها أُلقي عليها من الحياء ما لم تكن أمرأةٌ بالمدينة أشدَّ حياءً منها». ([241])

    وهكذا هناك أمثلة غزيرة تربو على الثمانمائة مثال، كالتي ذكرناها، وقد بيّنت كتبُ الأحاديث والسيَر معظمَها.

    نعم، لما كانت اليدُ المباركة للرسول الكريم ﷺ كصيدليةِ لقمان الحكيم، وبصاقُه كماء عين الحياة لخضر عليه السلام، ونفثُه كنفث عيسى عليه السلام في الشفاء، وأن بني البشر يتعرضون للمصائب والبلايا، فلا ريب أنه قد أُتى إليه ما لا يُحد من المرضى والصبيان والمجانين ولا شك أنهم قد شفوا جميعاً من أمراضهم وعاهاتهم.

    حتى إن طاووساً اليماني وهو من أئمة التابعين المشهور بزهدِه وتقواه إذ حجّ أربعين مرةً وصلى صلاة الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة، ولقيَ كثيراً من الصحابة الكرام، هذا العالم الجليل يخبر جازماً فيقول: «ما من مجنون جاء إلى النبي ﷺ ووضع يدَه الشريفة على صدره إلّا شُفي من جنونه».

    فإذا أخبر إمامٌ كالطاووس اليماني -الذي أدرك الصحابةَ الكرام- هذا الخبرَ الجازم فلا ريب أنه قد جاء إلى النبي ﷺ كثيرٌ جداً من المرضى، ربما يبلغ الألوف وكلُّهم شفوا من أمراضهم.

    الإشارة الرابعة عشرة

    ومن أنواع معجزاته ﷺ نوعٌ عظيم، وهو الخوارق التي ظهرت بدعائه. فهذا النوع لاشك فيه ومتواترٌ تواتراً حقيقياً، وأمثلتُها وجزئياتُها وفيرة جداً لا تُحصر، وقد بلغ كثيرٌ من أمثلتها درجة المتواتر، بل صارت مشهورةً قريبة من التواتر، ومنها ما نقله أئمةٌ عظام بحيث يفيد القطعية فيه كالمتواتر المشهور.

    ونحن هنا نذكر على سبيل المثال بعضاً من أمثلتها الكثيرة جداً التي هي قريبة من المتواتر، أو التي هي بدرجة المشهور، كما سنذكر جزئياتٍ من كل مثال:

    المثال الأول:

    روى أئمةُ الحديث وفي مقدمتهم البخاري ومسلم أن دعاء النبي ﷺ للاستسقاء كان يُستجاب في الحال، وحدث ذلك مراراً كثيرة، حتى إنه كان يرفع يديه أحياناً للاستسقاء وهو على المنبر، فيُستجاب له قبل أن ينـزل، ([242]) وهذه الروايات ثابتةٌ بلغت حدّ التواتر. وقد ذكرنا آنفاً: أنه أصاب الناسَ عطشٌ في السفر، فكان السحابُ يتراكم في كل مرة يحتاجون إلى الماء فيسقون ثم يقلع. ([243])

    بل كان دعاؤه ﷺ يُستجاب حتى قبل النبوة، فكان عبد المطلب جد النبي ﷺ يستسقي بوجهه الكريم في صباه، فكان المطر ينزل، وقـد اشتهرت هذه الحادثة حتى ذكرها عبد المطلب في بعض أشعاره. ([244])

    ولقد استسقى عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه بالعباس عمِّ النبي بعد وفاته ﷺ فقال: «اللّهم إنّا كنّا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنّا نتوسل إليك بعَمِّ نبينا فاسقِنا، قال فيُسقَون». ([245])

    وروى الشيخان أن الرسول ﷺ سُئل أن يغيثهم الله بالمطر «فدعا ﷺ بدعاء الاستسقاء فسقوا ثم شكوا إليه المطر فدعا فأصحوا». ([246])

    المثال الثاني:

    وردت روايةٌ مشهورة قريبةٌ من التواتر أنه ﷺ حينما كان المؤمنون قلةً ويكتمون إيمانهم وعبادتهم «دعا بعزّ الإسلام بعمر رضي الله عنه أو بأبي جهل فاستُجيب له في عمر» إذ قال:

    «اللّهم أعزّ الإسلام بأبي جهل بن هشام

    أو بعمر بن الخطاب، فأصبح فغدا عمرُ على رسول الله ﷺ فأسلَم» ([247]) فكان سبباً لعزّ الإسلام ولذلك دُعي بالفاروق. ([248])

    المثال الثالث:

    ولقد دعا النبي الكريم ﷺ لبعض الصحابة لمقاصد شتى فاستُجيب له استجابةً خارقة، حتى وصلت كرامةُ تلك الأدعية درجة الإعجاز.

    من ذلك ما روى البخاري ومسلم وغيرهما أنه: «دعا لابن عباس:

    اللّهمّ فقّهه في الدين وعلّمه التأويل» ([249])

    فَسُمّي بعدُ الحبر ([250]) وترجمان القرآن ([251]) حتى كان عمر رضي الله عنه يأذن لابن عباس -مع حداثة سنّه- أنْ يجلس في مجلس أكابر الصحابة الأجِلاء. ([252])
    

    وروى البخاري وغيره «عن أنس رضي الله عنه قال: قالت أمي: يا رسول الله خادمُك أنس ادعُ الله له.

    قال: اللهم أكثر مالَه وولَده وبارك له فيما آتيتَه، وفي رواية عكرمة قال أنس: فوالله إن مالي لكثير وإن وَلَدي وولَد ولدي ليعادّون اليوم على نحو المائة. وفي رواية، فما أعلَمَ أحداً أصابَ من رخاء العيش ما أصبتُ، ولقد دفنتُ بيديّ هاتين مائةً من ولدي لا أقول سقطاً ولا ولدَ ولدٍ» ([253]) وكان كل ذلك ببركة دعاء النبي ﷺ. ([254])

    وروى الإمام البيهقي وغيره من أئمة الحديث أنه ﷺ «دعا لعبد الرحمن بن عوف بالبركة» ([255]) وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة فأصاب مالا وفيراً ببركة ذلك الدعاء حتى إنه «تصدّق مرّةً بعِيرٍ فيها سبعمائة بَعير وَرَدَتْ عليه تحمل من كل شيء فتصدّق بها وبما عليها وبأقتابها وأحلاسها» ([256]) فما شاء الله في هذه البركة وتبارك الله.

    وروى البخاري وغيره أنه ﷺ دعا لعروة بن أبي الجعد بالبركة في تجارة له. فقال: «فلقد كنت أقوم بالكناسة ([257]) فما أرجعُ حتى أربح أربعين ألفاً. وقال البخاري في حديثه، فكان لو اشترى التراب ربح فيه». ([258])

    «ودعا لعبد الله بن جعفر بالبركة في صفقةِ يمينهِ فما اشترى شيئاً إلّا ربح فيه» ([259]) حتى اشتهر في زمانه بالثروة والمال بمثل ما اشتهر بالكرم والسخاء. ([260])

    ولهذا النوع أمثلة كثيرة جداً أوردنا هذه الأربعة على سبيل المثال.

    وروى الإمام الترمذي: أنه ﷺ دعا لسعد بن أبي وقاص فقال:

    اللهم استجب لسعد إذا دعاك. ([261]) فكان مُستجاب الدعوة يرهب الناسُ من دعائه عليهم. ([262])

    «وقال لأبي قتادة:

    أفلح وجهُك، اللهم بارك له في شَعره وَبَشَره. فمات وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة». وقد اشتهرت هذه الرواية الثابتة. ([263])

    «وعندما أنشد الشاعر المشهور النابغة بين يديه ﷺ:

    بَلَغنا السما في مجدنا وسَنائِنا وإنّا نريد فوق ذلك مظهراً

    قال له الرسول ﷺ: إلى أين يا أبا ليلى؟ قال: إلى الجنة يا رسول الله.

    ثم أنشد قصيدةً أخرى تحمل معاني جليلة، فقال الرسول ﷺ:

    «لا يَفْضُضِ الله فاك»

    «فما سقطتْ له سنٌ، وكان أحسن الناس ثغراً، إذا سقطت له سنٌ نبتت له أخرى. وعاش عشرين ومائة. وقيل أكثر من هذا». ([264])

    وفي رواية صحيحة أنه ﷺ دعا لعلي رضي الله عنه، فقال:

    اللهم اكفهِ الحرَّ والقَرَّ،

    فكان ببركة هذا الدعاء «يلبس في الشتاء ثياب الصيف، وفي الصيف ثياب الشتاء ولا يصيبه حرّ ولا برد». ([265])

    «ودعا لابنته فاطمة ألّا يُجيعَها الله. قالت: فما جِعتُ بعدُ». ([266])

    «وسأله الطفيل بن عمرو آيةً لقومه، فقال: اللهم نوِّر له. فسطع له نورٌ بين عينيه، فقال: يا ربّ أخاف أن يقولوا: مُثْلَة، فتحول إلى طرف سوطِه، فكان يضيء في الليلة المظلمة، فسُمي ذا النور». ([267])

    فهذه الحوادث لا ريب في رواياتها قط.

    «عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله إني أسمع منك حديثاً كثيراً أنساه. قال: أبسط رداءك فبسطتُه. قال: فغرف بيديه (كمن يأخذ شيئاً من الغيب)، ثم قال: ضمّه، فضممتُه، فما نسيتُ شيئاً بعده». ([268])

    فهذه الحوادث من الأحاديث المشهورة.

    المثال الرابع:

    نبين عدة أمثلة في صدد استجابة أدعية دعا بها النبي ﷺ على بعض من الناس.

    الأول: جاء الخبر إلى النبي ﷺ بتمزيق مَلِك الفرس المسمّى «بَرْويز» كتابَ النبيﷺ فقال: اللهم مَزّقه. فمُزِّق كلَّ ممزق، ([269]) إذ قتل «شيرويه» ابن الملك أباه بالخنجر، ([270]) ومزَّق سعد بن أبي وقاص مُلكَه «فلم تبقَ له باقية ولا بقيت لفارس رياسة في أقطار الدنيا» بينما ظل مُلك قيصر وسائر الملوك لاحترامهم كتب الرسول ﷺ إليهم. ([271])

    الثاني: ثبت بالحديث المشهور القريب من المتواتر -وبما ترمز إليه الآية الكريمة- أنه اجتمع رؤساء قريش في المسجد الحرام وعاملوا النبي ﷺ معاملةً سيئة فدعا عليهم، وسمّاهم. قال ابن مسعود: «فلقد رأيتُهم قُتلوا يوم بدر». ([272])

    الثالث: ودعا على مُضَر وهي قبيلة عظيمة، بما كذّبته، «فأُقحِطوا حتى استعطفته قريش فدعا لهم فسُقوا» ([273]) هذه الرواية قريبة من التواتر.

    المثال الخامس:

    هو استجابة دعاء النبي ﷺ الذي دعا به على رجالً معينين، نذكر على سبيل المثال ثلاثة من بين أمثلته الكثيرة.

    الأول: دعا على عُتبة بن أبي لهب، وقال:

    «اللّهم سلِّط عليه كلباً من كلابك».

    فسافر عتبة بعد ذلك فجاء أسدٌ يبحث عنه، فأخذه من بين القافلة وأكله. ([274]) هذه الحادثة مشهورة نقلها أئمة الحديث وصححوها.

    الثاني: بعث الرسول ﷺ سرية وعلى رأسها عامر بن الأضبط، وكان محلِّم بن جثَّامة في معيته، فاغتاله محلِّم غدراً، فلما جاء الخبرُ إلى النبي ﷺ غضب وقال: اللهم لا تغفر لمحلِّم، فمات محلِّم بعد سبعة أيام. «فلفظتهُ الأرضُ ثم ووري فلفظتهُ مرات، فألقوه بين صُدَّين وضموا عليه بالحجارة. الصُّدُّ جانب الوادي». ([275])

    الثالث: «وقال لرجل رآه يأكل بشماله: كُلْ بيمينك، قال: لا أستطيع فقال: لا استطعتَ، فلم يرفعها إلى فيه». ([276])

    المثال السادس:

    سنذكر عدة خوارق ثابتة ثبوتاً قطعياً من تلك التي ظهرت بدعاء النبي ﷺ وبلَمسه.

    الأول: أن النبي ﷺ أعطى شعراتٍ من شعره إلى خالد بن الوليد (سيف الله) ودعا له بالنصر، فوضعها خالدٌ في قلنسوته «فلم يشهد بها قتالاً إلّا رُزق النصرَ». ([277])

    الثاني: أن سلمان الفارسي كان عبداً لليهود، فكاتَبَه «مواليه على ثلاثمائة ودية يغرسها لهم كلها تَعْلَقُ وتُطعم وعلى أربعين أوقية من ذهب، فقام ﷺ وغرسها له بيده إلّا واحدةً غرسها غيرُه، فأخذت كلُّها إلّا تلك الواحدة فقلعها النبيُّ ﷺ وردّها فأخذت. في كتاب البزار، فأطعم النخلُ من عامِه إلّا الواحدة فقلعَها رسولُ الله ﷺ وغرسها فأطعمت من عامها. ([278])

    وأعطاه مثل بيضة الدجاجة من ذهب بعد أن أدارها على لسانه، فوزن منها لمواليه أربعين أُوقية وبقي عنده مثل ما أعطاهم». ([279]) هذه الحادثة هي من الخوارق المهمة التي مرت بحياة سلمان الفارسي رضي الله عنه، رواها الأئمة الثقات.

    الثالث: «كانت لأم مالك الصحابية عكةٌ ([280]) تُهدي فيها للنبي ﷺ سمناً فأمرها النبي ﷺ أن لا تعصرها ثم دفعها إليها، فإذا هي مملوءةٌ سمناً فيأتيها بنوها يسألونها الأدْمَ وليس عندهم شيءٌ، فتعمدُ إليها، فتجد فيها سمناً، فكانت تقيم إدمَها حتى عصرَتها» ([281]) فلم يجدوا فيها شيئاً بعد ذلك.

    المثال السابع:

    إن المياه المُرّة تتحول إلى عذبةٍ حلوة وتفوحُ منها رائحةٌ طيبة ببركة دعاء النبي ﷺ ولَمسه لها. نسوق بضعة أمثلة فقط:

    الأول: روى البيهقي وأئمة الحديث أن بئر «قُبا» كانت تنـزف في بعض الأحيان «وسكب من فضل وضوئِه في بئر قُبا فما نـزفَت بعد». ([282])

    الثاني: روى أبو نعيم في دلائل النبوة، ورجال الحديث أنه كان في دار أنس بئرٌ فبزق ﷺ فيها ودعا «فلم يكن في المدينة أعذبَ منها». ([283])

    الثالث: روى ابن ماجه أنه ﷺ «أُتي بدلوٍ من ماء زمزم فمجَّ فيه فصار أطيبَ من المسك». ([284])

    الرابع: روى الإمام أحمد بن حنبل أنه ﷺ أُتي بدلو من بئر فمجّ فيه ثم أُفرغ فيها فصارت أطيبَ من المسك. ([285])

    الخامس: روى حماد بن سلمة وهو من الرجال الموثوقين الذين يروي عنهم الإمام مسلم، أنه ﷺ ملأ «سقاءَ ماءٍ بعد أن أوكاه ودعا فيه» وأعطاه لصحابة كرام وأمرَهم ألّا يحلّوه إلّا للوضوء. «فلما حضرتهم الصلاةُ نـزلوا فحلّوه فإذا به لبن طيب وزبدة في فمه». ([286])

    هذه الأمثلة الخمسة الجزئية مشهورة بعضها، وينقلها أئمة أعلام. فهذه والتي لم نذكرها هنا بمجموعها تحقق بالتواتر المعنوي هذه المعجزة تحققاً كاملاً.

    المثال الثامن:

    الشياه التي درّ ضرعُها باللبن ببركة دعاء النبي ﷺ ولَمسِه إياه بعد أن كان قد جفّ. هناك أمثلة كثيرة جداً لهذا إلّا أننا نذكر ثلاثة منها مشهورة وثابتة.

    الأول: روت جميعُ كتب السير الموثوق بها أن الرسول الأكرم ﷺ لما هاجر ومعه أبو بكر الصديق مرّ على خباء عاتكة بنت خالد الخزاعي المدعوة بأمّ معبد، فنـزل عندها وكان لها شاةٌ عجفاء لا لبنَ فيها. فقال لها: أليس بها لبن؟ فقالت أم معبد: ليس فيها دمٌ فمن أين اللبن؟.

    فمسّ ﷺ ظهرَها ومسح ضَرعها، ثم قال: ائتوا بإناء واحلبوها، فحلبوها فشرب ﷺ هو وأبو بكر الصديق وبقيت في الإناء بقيةٌ فشرب مَن كان في الخباء إلى أن شبعوا جميعاً. وهكذا بقيت تلك الشاة مباركة قوية. ([287])

    الثاني: قصة شاة ابن مسعود رضي الله عنه وهي:

    «عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط، فمرّ بي رسول الله ﷺ وأبو بكر، فقال: يا غلام هل من لبن؟ قال: قلت: نعم ولكني مؤتمَن. قال: فهل من شاة لم ينـز عليها الفحل؟. فأتيتُه بشاة فمسح ضرعها، فنـزل لبنٌ فحلَبه في إناء، فشرب وسقى أبا بكر...» وكان هذا سبب إسلام ابن مسعود رضي الله عنه. ([288])

    الثالث: قصة «غنم حليمة السعدية مُرضعته ﷺ»، وهي قصة مشهورة حيث كان في تلك السنة قحطٌ أصاب أرضَ قومها، فكانت الأغنام عجافاً، جافة الضروع، لم ترع حتى الشبع. فلما أُرسل الرسول ﷺ إلى حليمة السعدية صارت أغنامها تأتي المرعى وقد رعت كثيراً ودرّ لبنُها، وغنمُ قومِها على خلاف ذلك. وما ذاك إلّا ببركته ﷺ. ([289])

    وهناك أمثلة كثيرة أخرى في كتب السير، والتي أوردناها تكفي ما نحن بصدده.

    المثال التاسع:

    نذكر بضعةً أمثلة من الأمثلة الكثيرة المشهورة للخوارق التي ظهرت عند مسح الرسول ﷺ رؤوسَ بعضهم ووجوهَهم بيده ودعائه لهم:

    الأول: «مسحَ على رأس عُمير بن سعد وبرّك، فمات وهو ابن ثمانين، فما شابَ». ([290])

    الثاني: «ومسح على رأس قيس بن زيد الجذامي ودعا له، فهلكَ وهو ابن مائة سنة، ورأسه أبيضٌ وموضعُ كفّ النبي ﷺ وما مرّت يدُه عليه من شعره أسودٌ، فكان يُدعى الأغرّ». ([291])

    الثالث: «ومسح رأس عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وهو صغير، وكان دميماً ودعا له بالبركة فَفَرَع الرجالَ طولاً وتماماً». ([292])

    الرابع: «سَلَت ([293]) الدم عن وجه عائذٍ بن عمرو وكان جُرِحَ يوم حُنين ودعا له فكان له غرّة كغُرة الفرس». ([294])

    الخامس: «مسح وجهَ قتادة بن مِلحان فكان لوجهه بريقٌ حتى كان يُنظَر في وجهه كما يُنظَر في المرآة». ([295])

    السادس: «نضح في وجه زينب (وهي صغيرة) بنت أم سلمة نضْحةً من ماء» كان يتوضأ به «فما كان يُعرف في وجه امرأة من الجمال ما بها». ([296])

    وهناك أمثلة كثيرة كهذه الجزئيـات التي أوردنـاها رواها أئمة الحديث فهي بمجموعها تفيد التواتر المعنوي وتبين وقوع المعجزة الأحمدية المطلقة. فحتى لو فرضنا كل واحد من هذه الأمثلة خبراً آحادياً، وضعيفاً، فإن مجموعها يكون بحكم المتواتر المعنوي، لأنـه لو نقلت حادثـة ما في صور متباينة وروايات مختلفة، فهذا يعني أن الحادثة واقعة لا شـك فيها إلا أن رواياتها وصورها مختلفة أو ضعيفة.

    فمثلاً: إذا سُمع في مجلس دويّ، فقال بعضهم: انهدم بيت فلان، وقال آخر: انهدم بيت شخص آخر. وقال آخر: بيت فلان.. وهكذا فكل رواية من هذه الروايات مع أنها آحادية وضعيفة أو مخالفة للواقع إلا أن الحادثة الأصلية لاشك في وقوعها، وهي انهدام بيت. فالروايات بمجموعها تفيد قطعية وقوع الحادثة وهي متفقة في الأصل.

    بينما الأمثلة الجزئية التي ذكرناها روايات صحيحة كلها، حتى إن بعضاً منها بلغ درجة المشهور. فلو فرضنا كلاً منها ضعيفة لكانت دلالة مجموعها أيضاً دلالة قطعية على وجود المعجزة الأحمدية مثلما دلت الروايات في المثال على انهدام بيت من البيوت.

    وهكذا فكل نوع من أنواع المعجزات الأحمدية الباهرة ثابت لا ريب فيه. وما جزئياتها إلا نماذج وصور مختلفة لتلك المعجزة المطلقة.

    وكما أن يده ﷺ وأصابعه وريقه ونفثه وأقواله -أي دعاءه- منشأ لكثير من المعجزات، فإن جميع لطائفه الأخرى وحواسه وأجهزته مدار لكثير من الخوارق أيضاً. وقد بينت كتب السيرة والتاريخ تلك الخوارق وأوضحت كثيراً من دلائل النبوة التي هي في سيرته وصورته وجوارحه ومشاعره ﷺ.

    الإشارة الخامسة عشرة

    إنَّ الحيوانات والأموات والجن والملائكة تعرف ذلك النبي الكريم ﷺ، فتبرز كل طائفة منها بعضاً من معجزاتها تصديقاً لنبوته وإعلاناً عنها مثلما أظهرتها الأحجار والأشجار والقمر والشمس، وبيّنت أنها تعرف النبي ﷺ وتصدّق نبوته.

    هذه الإشارة الخامسة عشرة تتضمن ثلاث شعب:

    الشعبة الأولى

    هي معرفة جنس الحيوان للنبي ﷺ وإظهاره معجزاته. لهذه الشعبة أمثلة كثيرة نذكر هنا بعض ما هو مشهور ومقطوع به بالتواتر المعنوي من الحوادث، أو ما هو مقبول لدى أئمة العلم، أو تلقته الأمةُ بالقبول.

    الحادثة الأولى: حادثة الغار المشهورة إلى حدّ التواتر المعنوي، وهي أنَّ الرسول الأكرم ﷺ، عندما تحصّن في الغار مع أبي بكر الصديق نجاةً من طلب قريش له، «أمر الله حمامتين فوقفتا بفم الغار وفي حديث آخر؛ أن العنكبوت نسجتْ على بابه» ([297])

    حتى إن أُبي بن خلف -وهو من صناديد قريش، وقد قتله الرسولُ الكريم ﷺ يوم بدر- حين طلب منه كفرةُ قريش دخول الغار، قال: «ما أربُكم ([298]) فيه، وعليه من نسج العنكبوت ما أرى أنه نُسجَ قبل أن يولَد محمد» ووقفتْ حمامتان على فم الغار، فقالت قريش: «لو كان فيه أحدٌ لم تكن الحمامتان ببابه والنبيُّ ﷺ يسمع كلامَهم، فانصرفوا». ([299])

    «وروى ابن وهب، أن حمامَ مكة، أظلّت النبيَ ﷺ، يوم فتحِها، فدعا لها بالبركة». ([300])

    «وعن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: كان عندنا داجنٌ، ([301]) فإذا كان عندنا رسول الله ﷺ قرّ وثبت مكانه، فلم يجئ ولم يذهب وإذا خرج رسولُ الله ﷺ جاءَ وذهب». ([302]) أي أن ذلك الحمام كان يوقّر النبي ﷺ فيهدأ ويَسكن في حضوره.

    الحادثة الثانية: «وهـي قصة الذئـب المشهورة»، وقد رويت بطرق كثيرة حتى أخـذت حكم التواتر، وقد نقلت هذه القصة العجيبة بطرق كثيرة عن مشاهير الصحابة الكرام ، منهم: أبو سعيد الخدري، وسلمة بن الأكوع، وابن أبي وهب، وأبو هريرة، وصاحب القصة: الراعي أُهبان. فقد روى هؤلاء بطرق عديدة أنه «بينا راعٍ يرعى غنماً له، عرضَ الذئبُ لشاةٍ منها، فأخذها منه، فأقعى ([303]) الذئب، وقـال للراعي: ألا تتقي الله، حُلْتَ بيني وبين رزقي، قال الراعي: العجَب من ذئب يتكلم بكلام الإنس! فقال الذئب: ألا أخبرُك بأعجبَ من ذلك؟ رسولُ الله بين الحَرّتين ([304]) يحدِّث الناس بأنباءِ ما سبق.. قد فتحت له أبوابُ الجنة.. يدعوكم إليها». ([305])

    ومع أن كل الطرق مجمعةٌ على تكلّم الذئب، إلّا أن أقواها هو الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه ففيه: «قال الراعي: مَن لي بغنمي؟ قال الذئب: أنا أرعاها حتى ترجع، فأسلمَ الرجلُ إليه غنمَه ومضى، وذكر قصته، وإسلامه، ووجودَه النبيَّ ﷺ يقاتل» فرجع فوجد الذئبَ راعياً أميناً، ولا نقص في الأغنام «وذبح للذئب شاةً منها» جزاء إرشاده له. ([306])

    وفي طريق آخر «أنه جرى لأبي سفيان بن حرب وصفوان بن أمية مع ذئب وجَداه أخذ ظبياً فدخل الظبيُ الحرمَ، فانصرف الذئب، فعجبا من ذلك، فقال الذئب: أعجبُ من ذلك محمد بن عبد الله بالمدينة يدعوكم إلى الجنة.. فقال أبو سفيان: واللات والعزّى لئن ذكرتَ هذا بمكة لتتركنّها خلوفاً ([307]) ». ([308])

    نحصل من هذا: إن قصة الذئب تورث قناعة واطمئناناً كالمتواتر المعنوي.

    الحادثة الثالثة: هي قصة الجمل المروية بخمسة أو ستة طرق عن مشاهير الصحابة: أبو هريرة، ([309]) وثعلبة بن مالك، ([310]) وجابر بن عبد الله، (Kaynak hatası: Geçersiz <ref> etiketi; isimsiz ref içeriği olmalı) وعبد الله بن جعفر، ([311]) وعبد الله بن أبي أوفى، ([312]) وأمثالهم، فهؤلاء جميعاً متفقون على أن: الجملَ قد جاء النبيَّ ﷺ وسجد بين يديه سجدةَ تعظيم وإكرام وتكلّم معه. ويخبرون بطرق أخرى؛ أنَّ ذلك الجمل قد ثار في بستان «وكان لا يدخل أحـدٌ الحائط إلّا شدّ عليـه الجمل، فلما دخل عليه النبيُّ ﷺ دعاه فوضع مِشْفَره ([313]) على الأرض وبَرك بين يديه فخطمه ([314]) ».

    «وفي خبر آخر في حديث الجمل أنَّ النبي ﷺ سألهم عن شأنه فأخبروا أنهم أرادوا ذبحه». ([315])

    «وفي رواية: أنه شكى إليَّ أنكم أردتم ذبحه بعد أن استعملتموه في شاق العمل من صغره، فقالوا: نعم.».

    وأيضاً أن ناقة النبي ﷺ المسماة بالعضباء «لم تأكل ولم تشرب بعد موته ﷺ حتى ماتت» ([316])

    وذكر أبو إسحاق الاسفرائني «من قصة العضباء وكلامها للنبي ﷺ» في أمر مهم. ([317])

    وثبت في الصحيح أن جَمَل جابر بن عبد الله الأنصاري أعيى في سفر فلم يمكن له أنْ يدوم على المسير فنَخسَه ([318]) النبي ﷺ نخسةً خفيفةً «فنشط حتى كان لا يملك زمامه» وذلك بما رأى من لطف معاملته ﷺ. ([319])

    الحادثة الرابعة: روى البخاري وأئمة الحديث: «لقد فزع أهلُ المدينة ليلةً فانطلق ناسٌ قِبَل الصوت فتلقّاهم رسولُ الله ﷺ راجعاً قد سَبَقَهم إلى الصوت وقد استبرأ الخبرَ على فرسٍ لأبي طلحة عُريٍ والسيفُ في عنقِه وهو يقول: لن تُراعوا» ([320]) وقال لأبي طلحة:

    وجدنا فرسَك بحراً ([321]) وكان به قطاف، أي يبطئ. فأصبح بعد تلك الليلة لا يجارَى. ([322])

    وثبت برواية صحيحة أنه «قال لفرسه -عليه السلام- وقد قام إلى الصلاة في بعض أسفاره: لا تبرحْ بارك الله فيك حتى نَفْرغَ من صلاتنا. وجعله قبلتَه، فما حرّك عضواً حتى صلّى ﷺ». ([323])

    الحادثة الخامسة: هي «تسخير الأسد لسفينة -مولى رسول الله ﷺ- إذ وجّهَه إلى مُعاذ باليمن فلقي الأسدَ فعرّفه: أنه مولى رسول الله ﷺ ومعه كتابُهُ فَهَمْهَمَ وتنحّى عن الطريق.

    وذكر في منصرفِه مثل ذلك» وفي رواية أخرى عنه: أنَّ سفينة ضَلَّ الطريق في العودة فرأى الأسدَ، قال: «جعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق». ([324])

    «وروي عن عمر أن رسول الله ﷺ كان في محفَل من أصحابه إذ جاء أعرابيٌ قد صاد ضَباً، فقال: من هذا؟ قالوا: نبيُّ الله، فقال: واللات والعزّى لا آمنتُ بك أو يؤمن بك هذا الضَب وطرحَه بين يدي النبي ﷺ فقال النبي ﷺ له: يا ضَبُّ، فأجابه بلسان بيّن يسمعه القومُ جميعاً: لبيك وسعديك...» ([325]) فآمن الأعرابي.

    «وعن أم سلمة: كان النبي ﷺ في صحراء، فنادته ظبيةٌ: يا رسول الله» إلى آخر الحديث «فخرجتْ تجري وهي تقول: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله». ([326])

    وهكذا فهناك أمثال هذه النماذج كثيرة جداً. لم نبين إلّا ما اشتهر من الأمثلة القاطعة.

    فيا أيها الإنسان ويا من لا يعرف هذا الرسول الكريم ﷺ ولا يطيعُه، اعتبر! واسعَ لئلا تتردّى في ما هو أدنى من الذئب والأسد، فهذه الحيوانات تعرف الرسول الكريم وتطيعه.

    الشعبة الثانية

    هي معرفةُ الموتى والجن والملائكة الرسولَ الكريم ﷺ، ولها وقائع كثيرة جداً سنذكر منها على سبيل المثال بضعة أمثلة مشهورة نقلها الأئمةُ الثقات.. سنذكر أولاً أمثلةَ الموتى، أما الجن والملائكة فأمثلتُها متواترة وكثيرة جداً.

    المثال الأول: روى الإمام الحسن البصري، وهو إمام علماء الظاهر والباطن ومن أصدق تلاميذ الإمام علي كرم الله وجهه في عهد التابعين: «أتى رجل النبي ﷺ، فذكر له أنه طرح بُنيَّةً له في وادي كذا» فرقّ عليه رسولُ الله ﷺ «فانَطلق معه إلى الوادي وناداها باسمها: يا فلانة أجيبي بإذن الله تعالى، فخرجتْ وهي تقول: لبيك وسعديك: فقال لها: إن أبوَيك قد أسلما -فإن أحببتِ- أن أردّك عليهما. قالت: لا حاجة لي فيهما، وجدتُ الله خيراً لي منهما». ([327])

    المثال الثاني: روى الإمام البيهقي والإمام ابن عَدي مسنداً «عن أنس أن شاباً من الأنصار توفي، وله أمٌ عجوز عمياء -وهو وحيدُها- فسجَيناه، وعزّيناها، فقالت: ابني! قلنا: نعم. قالت: اللهم إن كنتَ تعلم أني هاجرتُ إليك وإلى نبيك رجاءَ أن تعينَني على كل شدة، فلا تحملنَّ عليّ هذه المصيبة. فما برحنا أن كشف الثوبَ عن وجهه، فطعم وطعمنا». ([328])

    وقد أشار إلى هذه الحادثة العجيبة الإمامُ البوصيري في قصيدته «بردة المديح» قائلاً:

    لو ناسَبَتْ قَدْرَه آياتُه عِظَماً أحيى اسمُه حين يُدعَى دارسَ الرِّمَم

    الحادثة الثالثة: روى الإمام البيهقي وغيرُه «عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري: كنت فيمن دفنَ ثابت بن قيس، وكان قُتل في اليمامة، فسمعناه حين أدخلناه القبرَ يقول:

    محمدٌ رسول الله، أبو بكر الصديق وعمر الشهيد، عثمان البَرُّ الرحيم. فنظرنا إليه فإذا هو ميّت» ([329]) فأخبر عن استشهاد عمر قبل تولّيه الخلافة.

    الحادثة الرابعة: «روى الإمام الطبراني وأبو نعيم في دلائل النبوة عن النعمان بن بشير أن زيد بن خارجة خَرّ ميتاً في بعض أزقّة المدينة فرفع وسُجّي، إذ سمعوه بين العشاءين والنساء يصرخنَ حوله يقول: انصتوا انصتوا، فَحسَر عن وجهه، فقال:

    محمدٌ رسول الله...».. «ثم قال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. ثم عاد ميتاً كما كان». ([330])

    فإذا كان الموتى الذين لا حياةَ لهم يصدّقون رسالته ﷺ فكيف إن لم يصدّقه من له حياة؟ أليس هؤلاء الأحياء الأشقياء هم أكثر فقداً للحياة من أولئك الموتى؟

    أما خدمةُ الملائكة للنبي ﷺ وظهورُهم له وإيمانُ الجن به وطاعتُهم له، فهو ثابتٌ بالتواتر، وقد صرّح القرآن الكريم بذلك في كثير من آياته الكريمة، وكانت خمسةُ آلافٍ من الملائكة طوعَ أمره -كالصحابة الكرام- في غزوة بدر كما ورد في القرآن الكريم، حتى إن أولئك الملائكة نالوا -بين الملائكة الآخرين- شرفَ الاشتراك في المعركة كما ناله أصحابُ بدر. ([331]) في هذه المسألة جهتان:

    الأولى: وجود الجن والملائكة وعلاقاتهم معنا. فهذا ثابتٌ ثبوتاً قاطعاً كوجود الحيوان والإنسان الذي لا يشك فيه أحدٌ. وقد أثبتنا هذا بيقين جازم في «الكلمة التاسعة والعشرين» فنحيل الإثباتَ إلى تلك الكلمة.

    الجهة الثانية: هي رؤية أفراد الأمة وتكلّمَهم مع الملائكة والجن بما حازوا من شرف الانتساب إلى الرسول الكريم ﷺ وإظهاراً لأثر من آثار معجزاته.

    فقد روى البخاري ومسلم وأئمةُ الحديث بالاتفاق: «عن عمر رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوسٌ عند رسول الله ﷺ ذات يوم إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه أثرُ السفر ولا يعرفه منا أحدٌ حتى جلس إلى النبي ﷺ»..

    فسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان

    وقد عرّف له الرسول ﷺ كلاً مما سأل. «ثم قال: يا عمر أتدري مَن السائل، قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلّمكم دينَكم». ([332])

    وثبت بروايات صحيحة مقطوع بها وفي درجة التواتر المعنوي يرويها أئمةُ الحديث: أنَّ الصحابة كثيراً ما كانوا يرون جبريل عليه السلام عند النبي ﷺ في صورة دحية الكلبي رضي الله عنه صاحب الحُسن والجمال، ([333])

    منهم عمر وابن عباس وأسامة وحارث وعائشة الصديقة وأم سلمة رضي الله عنها فيقولون: إنّا نرى جبريل عند النبي ﷺ في صورة دحية الكلبي في كثير من الأحيان.

    أفيمكن أن يقول هؤلاء لشيء: نرى، وهم لم يروه؟!.

    وثبت بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص -أحد المبشَّرين بالجنة وفاتح فارس- قال: إننا رأينا في غزوة أُحد أن الرسول ﷺ «على يمينه ويساره جبريلُ و ميكائيل في صورة رجلَين عليهما ثياب بيض» ([334]) وهما على هيئة حارسَين محافظين له. فإذا قال بطلٌ من أبطال الإسلام مثلُ سعد: رأينا، فهل يمكن أن يحدث الخلاف؟.

    ثم إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب -ابن عم الرسول ﷺ- رأى يوم بدر «رجالاً بيضاً على خيل بُلقٍ ([335]) بين السماء والأرض». ([336])

    «وأَرى النبيُّ ﷺ لحمزةَ جبريلَ في الكعبة فخرّ مغشياً عليه». ([337])

    فأمثلة رؤية الملائكة هذه كثيرة جداً، وجميع هذه الوقائع تظهر نوعاً من المعجزات الأحمدية وتدلّ على أنَّ الملائكة تحوم كالفَراش حول نور نبوته.

    أما اللقاء مع الجن ومشاهدتهم، فيقع كثيراً جداً حتى مع عامة الناس، فكيف بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، إلّا أن أئمة الحديث ينقلون إلينا أصحّ الأخبار وأثبتها.

    «رأى عبد الله بن مسعود الجن ليلة الجن -أي اهتدائهم في بطن نخل- وسمع كلامَهم وشبّههم برجال الزط» ([338]) وهم قوم من السودان طوال.

    ثم إن حادثة مشهورة ينقلها ويخرّجها أئمةُ الحديث ويقبلون بها وهي «قتل خالد بن الوليد -عند هدمه العُزّى- ([339]) للسوداء التي خرجت له ناشرةً شعرَها عريانة ([340]) فجزَلَها ([341]) بسيفه وأعْلَمَ النبي ﷺ فقال: تلك العزّى»، ([342]) فكان الناس يعبدونها وهي في صنم العزى. ولن تُعبد أبداً.

    «وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: بينا نحن جلوس مع النبي ﷺ إذ أقبل شيخٌ بيده عصاً فسلّم على النبي ﷺ فردّ عليه. وقال ﷺ: نغمةُ الجن، من أنت؟ قال: أنا هامه». «في حديث طويل وأن النبي ﷺ علّمه سوراً من القرآن» ([343]) فهذه الحادثة رغم أنها انتُقدت من قِبل رجال الحديث ([344]) إلّا أن أئمةَ آخرين قد حكموا بصحتها ([345]) ...وعلى كل حال فلا نرى ضرورة في الإسهاب، فالأمثلة في هذا الباب كثيرة جداً.

    ونقول أيضاً:

    إن الذين تنوّروا بنور النبي ﷺ وتربوا بتعاليمه واقتفوا أثره وهم يربون على الألوف من أمثال الشيخ الكيلاني من الأولياء الأقطاب والعلماء الأصفياء قد التقوا الملائكة والجن وتكلموا معهم، فالروايات متواترة وموفورة وقطعية. ([346])

    نعم إن لقاء الأمة المحمدية الملائكة والجن وتكلّمَهم معهم إنما هو أثرٌ من آثار التربية النبوية وهدايتها الخارقة.

    الشعبة الثالثة

    إنَّ عصمةَ الله تعالى للرسول الكريم ﷺ وحفظَه له من أذى الناس معجزةٌ باهرة وحقيقة جلية نصّ عليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ (المائدة: ٦٧).

    ففي هذه الآية الكريمة معجزات كثيرة. إذ لمّا أعلن الرسول الكريم ﷺ نبوتَه فإنه لم يتَحدَّ طائفةً واحدة ولا قوماً ولا ساسةً ولا حكاماً معينين ولا مجتمعه بل تحدى جميعَ السلاطين وجميع أهل الأديان، تحداهم جميعاً ولا عاصمَ له إلا الله، وحتى عمَّه قد ناصبَه العداء. وقومُه وقبيلتُه كانوا أعداء له، ومع هذا ظلَّ ثلاثاً وعشرين سنة من غير حارس يحرسه، رغم تعرّضه لمخاطرَ ومهالك كثيرة، ولقد عصمَه الله من الناس وحفظَه حتى انتقل إلى الملأ الأعلى باطمئنان كامل. مما يدلّنا دلالةَ الشمس في وضح النهار مدى رصانة الحقيقة التي تنطوي عليها الآية الكريمة: ﴿وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ ومدى كونها نقطة استناد له ﷺ.

    وسنذكر بضعاً من الحوادث التي هي ثابتة ثبوتاً قطعياً ونسوقها على سبيل المثال:

    الحادثة الأولى: يروي أهلُ السيرة والحديث متفقين على أنه: عندما اجتمعت قريش على قتله ﷺ جاءهم إبليسُ في هيئة شيخ ودلّهم على أن يؤخَذ من كل قبيلة فتىً -لئلا يَقع النـزاع بينهم- فسار ما يناهز مائتي رجل بقيادة أبي جهل وأبي لهب نحو بيت النبي ﷺ وكان عنده علي رضي الله عنه فأمره أن ينام على فراشه وانتظرهم الرسول ﷺ حتى أتت قريش وحاصروا البيت «فخرج عليهم ﷺ من بيته فقام على رؤوسهم وقد ضرب الله تعالى على أبصارهم وذرّ الترابَ على رؤوسهم، وخَلَصَ منهم». ([347])

    وأيضاً «حمايته عن رؤيتهم في الغار بما هيأ الله من الآيات ومن العنكبوت الذي نسج عليه.. ووقفت حمامتان على فم الغار». ([348])

    الحادثة الثانية: وهي قصة سراقة بن مالك ([349]) «حين الهجرة، وقد جعلتْ قريش فيه ﷺ وفي أبي بكر الجعائل ([350]) فأنذر به، فركب فرسه واتبعه حتى إذا قرُب منه دعا عليه النبي ﷺ فساختْ قوائمُ فرسه فخرّ عنها... ثم ركب ودنا حتى سمع قراءَة النبي ﷺ وهو لا يلتفت وأبو بكر رضي الله عنه يلتفت وقال للنبي ﷺ أوتينا، فقال: لا تحزن إن الله معنا» كما قاله في الغار «فساخت ثانية إلى ركبتَيها وخرّ عنها فزجرها فنهضت ولقوائمها مثلُ الدخان، فناداهم بالأمان، فكتب له النبي ﷺ أماناً... وأمرَه النبي ﷺ أن لا يترك أحداً يلحق بهم فانصرف».

    «وفي خبر آخر أن راعياً عرف خبرهما، فخرج يشتد يُعلِمُ قريشاً فلما ورد مكة ضُرب على قلبِه، فما يدري ما يصنع وأُنسِيَ ما خرج له حتى رجع إلى موضعه» ([351]) ثم عرف أنه قد أُنسيَ.

    الحادثة الثالثة: يروي أئمة الحديث بطرق متعددة أنه في غزوة (غطفان) و (أنمار) أراد رئيسُ قبيلته وهو «غورث بن الحارث المحاربي أن يفتك بالنبي ﷺ فلم يَشعر به ﷺ إلّا وهو قائم على رأسه منتضياً سيفَه فقال: اللهم اكفنيه بما شئتَ فانكبّ لوجهه من زُلَّخةٍ ([352]) زُلَّخَها بين كتفيه وندر ([353]) سيفُه من يده». ([354])

    وروى أنه ﷺ أتاه أعرابي «فاخترط سيفَه ثم قال: مَن يمنعك مني؟ فقال: الله! فارتعدتْ يدُ الأعرابي وسقط سيفُه» فأخذه النبي ﷺ وقال: ومَن يمنعك الآن؟ ثم عفا عنه النبي ﷺ «فرجع إلى قومه وقال: جئتُكم من عند خير الناس. ([355])

    وقد حكيت مثل هذه الحكاية أنها جرت له يوم بدر وقد انفرد من أصحابه لقضاء حاجته فتتبّعه رجلٌ من المنافقين، وذكر مثله» أنه رفع سيفه ليهوي به على رسول الله ﷺ وإذا به ينظر إليه فيرتعد المنافقُ ويسقط السيف من يده.

    الحادثة الرابعة: روى أئمة الحديث برواية مشهورة قريبة من التواتر، وذكر أكثر علماءُ التفسير؛ أن سبب نـزول الآية الكريمة: ﴿اِنَّا جَعَلْنَا ف۪ٓي اَعْنَاقِهِمْ اَغْلَالًا فَهِيَ اِلَى الْاَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ❀ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ اَيْد۪يهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَاَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ (يس٨- ٩) ([356]) أن أبا جهل أقسم؛ لئن أرى محمداً ساجداً لأضربنّه بهذه الصخرة «فجاءه بصخرةٍ وهو ساجد وقريش ينظرون، ليطرحها عليه فلزقتْ بيده ويبسَتْ يداه إلى عنقه» ([357]) وبعد أن أتم الرسول ﷺ صلاتَه انصرف وانطلقت يدُ أبي جهل. إما بإذنه ﷺ أو لانتفاء الحاجة.

    إن الوليد بن المغيرة «أتى النبيَّ ﷺ ليقتُله بصخرة كبيرة فطمَس الله على بصره فلم يَرَ النبيَّ ﷺ، وسمع قولَه فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه» ([358]) حتى إذا خرج الرسول ﷺ من المسجد عاد بصرُه، لانتفاء الحاجة.

    Hem –nakl-i sahih ile– Ebubekir-i Sıddık’tan haber veriyorlar ki: Sure-i تَبَّت۟ يَدَٓا اَبٖى لَهَبٍ nâzil olduktan sonra, Ebu Leheb’in karısı Ümm-ü Cemil denilen “Hammalete’l-Hatab” bir taş alıp Mescid-i Haram’a gelmiş. Ebubekir ile Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm orada oturuyorlarmış. Gözü Ebubekir-i Sıddık’ı görüyor, soruyor: “Yâ Ebâ Bekir! Senin arkadaşın nerede? Ben işitmişim ki beni hicvetmiş. Ben görsem bu taşı ağzına vuracağım.” Yanında iken Hazret-i Peygamber aleyhissalâtü vesselâmı görmemiş. Elbette hıfz-ı İlahîde olan bir Sultan-ı Levlâk’i, böyle bir cehennem oduncusu, onun huzuruna girip göremez. Ağzına mı düşmüş!

    Beşinci Hâdise: Haber-i sahih ile haber veriliyor ki: Âmir İbn-i Tufeyl ve Erbed İbn-i Kays ikisi ittifak ederek Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın yanına gitmişler. Âmir demiş: “Ben onu meşgul edeceğim, sen onu vuracaksın!” Sonra bakıyor ki bir şey yapmıyor. Gittikten sonra arkadaşına dedi: “Neden vurmadın?” Dedi: “Nasıl vuracağım, ne kadar niyet ettim, bakıyorum ki ikimizin ortasına sen geçiyorsun. Seni nasıl vuracağım?”

    Altıncı Hâdise: Nakl-i sahih ile haber veriliyor ki: Gazve-i Uhud’da veya Huneyn’de Şeybe İbn-i Osmane’l-Hacebî –ki Hazret-i Hamza, onun hem amcasını hem pederini öldürmüştü– intikamını almak için gizli geldi. Tâ Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın arkasından yalın kılınç kaldırdı. Birden kılınç elinden düştü. Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm ona baktı, elini göğsüne koydu. Şeybe der ki: “O dakikada dünyada ondan daha sevgili adam bana olmazdı.” İmana geldi. Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm ferman etti: “Haydi git, harp et!” Şeybe dedi: “Ben gittim, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm önünde harp ettim. Eğer o vakit pederim de rast gelseydi vuracaktım.”

    Hem Feth-i Mekke gününde Fedale namında birisi, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın yanına vurmak niyetiyle geldi. Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm ona bakıp tebessüm etti “Nefsinle ne konuştun?” dedi ve Fedale için taleb-i mağfiret etti. Fedale imana geldi ve dedi ki: “O vakit ondan daha ziyade dünyada sevgilim olmazdı.”

    Yedinci Hâdise: Nakl-i sahih ile Yahudiler suikast niyetiyle Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın oturduğu yere üstünden büyük bir taş atmak anında, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm o dakikada hıfz-ı İlahî ile kalkmış; o suikast da akîm kalmış.

    Bu yedi misal gibi çok hâdiseler vardır. Başta İmam-ı Buharî ve İmam-ı Müslim ve eimme-i hadîs, Hazret-i Âişe’den naklediyorlar ki:

    وَاللّٰهُ يَع۟صِمُكَ مِنَ النَّاسِ âyeti nâzil olduktan sonra, ara sıra Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmı muhafaza eden zatlara ferman etti:

    يَا اَيُّهَا النَّاسُ ان۟صَرِفُوا فَقَد۟ عَصَمَنٖى رَبّٖى عَزَّ وَجَلَّ

    Yani “Nöbettarlığa lüzum yok, benim Rabb’im beni hıfzediyor.”

    İşte şu risale de baştan buraya kadar gösteriyor ki: Şu kâinatın her nev’i her âlemi; Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmı tanır, alâkadardır. Her bir nev-i kâinatta, onun mu’cizatı görünüyor. Demek, o Zat-ı Ahmediye (asm) Cenab-ı Hakk’ın –fakat kâinatın Hâlık’ı itibarıyla ve bütün mahlukatın Rabb’i unvanıyla– memurudur ve resulüdür.

    Evet, nasıl ki bir padişahın büyük ve müfettiş bir memurunu her bir daire bilir ve tanır; hangi daireye girse onunla münasebettar olur. Çünkü umumun padişahı namına bir memuriyeti var. Eğer mesela, yalnız adliye müfettişi olsa o vakit adliye dairesiyle münasebettar olur. Başka daireler onu pek tanımaz. Ve askeriye müfettişi olsa mülkiye dairesi onu bilmez.

    Öyle de anlaşılıyor ki bütün devair-i saltanat-ı İlahiyede, melekten tut tâ sineğe ve örümceğe kadar her bir taife onu tanır ve bilir veya bildirilir. Demek, Hâtemü’l-enbiya ve Resul-ü Rabbi’l-âlemîn’dir. Ve umum enbiyanın fevkinde risaletinin şümulü var.

    ON ALTINCI İŞARET

    İrhasat denilen, bi’set-i nübüvvetten evvel fakat nübüvvetle alâkadar olarak vücuda gelen hârikalar dahi delail-i nübüvvettir. Şu da üç kısımdır:

    BİRİNCİ KISIM

    Nass-ı Kur’an’la; Tevrat, İncil, Zebur ve suhuf-u enbiyanın, nübüvvet-i Ahmediye aleyhissalâtü vesselâma dair verdikleri haberdir.

    Evet, madem o kitaplar semavîdirler ve madem o kitap sahipleri enbiyadırlar; elbette ve herhalde onların dinlerini nesheden ve kâinatın şeklini değiştiren ve yerin yarısını getirdiği bir nur ile ışıklandıran bir zattan bahsetmeleri, zarurî ve kat’îdir.

    Evet, küçük hâdiseleri haber veren o kitaplar, nev-i beşerin en büyük hâdisesi olan hâdise-i Muhammediye aleyhissalâtü vesselâmı haber vermemek kabil midir?

    İşte madem bilbedahe haber verecekler, herhalde ya tekzip edecekler tâ ki dinlerini tahripten ve kitaplarını neshten kurtarsınlar veya tasdik edecekler tâ ki o hakikatli zat ile dinleri hurafattan ve tahrifattan kurtulsun. Halbuki dost ve düşmanın ittifakıyla, tekzip emaresi hiçbir kitapta yoktur. Öyle ise tasdik vardır.

    Madem mutlak bir surette tasdik vardır ve madem şu tasdikin vücudunu iktiza eden kat’î bir illet ve esaslı bir sebep vardır, biz dahi o tasdikin vücuduna delâlet eden üç hüccet-i kātıa ile ispat edeceğiz:

    Birinci Hüccet:

    Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm Kur’an’ın lisanıyla onlara der ki: “Kitaplarınızda, benim tasdikim ve evsafım vardır. Benim beyan ettiğim şeylerde, kitaplarınız beni tasdik ediyor.”

    قُل۟ فَا۟تُوا بِالتَّو۟رٰيةِ فَات۟لُوهَٓا اِن۟ كُن۟تُم۟ صَادِقٖينَ ۝ قُل۟ تَعَالَو۟ا نَد۟عُ اَب۟نَٓاءَنَا وَاَب۟نَٓاءَكُم۟ وَنِسَٓاءَنَا وَنِسَٓاءَكُم۟ وَاَن۟فُسَنَا وَاَن۟فُسَكُم۟ ثُمَّ نَب۟تَهِل۟ فَنَج۟عَل۟ لَع۟نَةَ اللّٰهِ عَلَى ال۟كَاذِبٖينَ gibi âyetlerle, onlara meydan okuyor. “Tevratınızı getiriniz, okuyunuz ve geliniz; biz çoluk ve çocuğumuzu alıp Cenab-ı Hakk’ın dergâhına el açıp yalancılar aleyhinde lanetle dua edeceğiz!” diye mütemadiyen onların başına vurduğu halde, hiç Yahudi bir âlim veya Nasrani bir kıssîs, onun bir yanlışını gösteremedi. Eğer gösterseydi, pek çok kesrette bulunan ve pek çok inatlı ve hasedli olan kâfirler ve münafık Yahudiler ve bütün âlem-i küfür, her tarafta ilan edeceklerdi.

    Hem demiş: “Ya yanlışımı bulunuz veyahut sizinle mahvoluncaya kadar cihad edeceğim!” Halbuki bunlar, harbi ve perişaniyeti ve hicreti ihtiyar ettiler. Demek yanlışını bulamadılar. Bir yanlış bulunsaydı onlar kurtulurlardı.

    İkinci Hüccet:

    Tevrat, İncil ve Zebur’un ibareleri; Kur’an gibi i’cazları olmadığından hem mütemadiyen tercüme tercüme üstüne olduğundan, pek çok yabani kelimeler içlerine karıştı. Hem müfessirlerin sözleri ve yanlış tevilleri, onların âyetleriyle iltibas edildi. Hem bazı nâdanların ve bazı ehl-i garazın tahrifatı da ilâve edildi. Şu surette o kitaplarda tahrifat, tağyirat çoğaldı. Hattâ Şeyh Rahmetullah-i Hindî (allâme-i meşhur) kütüb-ü sâbıkanın binler yerde tahrifatını, keşişlerine ve Yahudi ve Nasâra ulemasına ispat ederek iskât etmiş.

    İşte bu kadar tahrifatla beraber, şu zamanda dahi meşhur Hüseyin-i Cisrî rahmetullahi aleyh o kitaplardan yüz on dört delil nübüvvet-i Ahmediyeye dair çıkarmıştır. “Risale-i Hamîdiye”de yazmış. O risaleyi de Manastırlı merhum İsmail Hakkı tercüme etmiş. Kim arzu ederse ona müracaat eder, görür.

    Hem pek çok Yahudi uleması ve Nasâra uleması, ikrar ve itiraf etmişler ki: “Kitaplarımızda Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmın evsafı yazılıdır.” Evet, gayr-ı müslim olarak başta meşhur Rum meliklerinden Hirakl itiraf etmiş, demiş ki: “Evet İsa aleyhisselâm, Muhammed aleyhissalâtü vesselâmdan haber veriyor.”

    Hem Rum meliki Mukavkis namında Mısır hâkimi ve ulema-i Yehud’un en meşhurlarından İbn-i Suriya ve İbn-i Ahtab ve onun kardeşi Kâ’b Bin Esed ve Zübeyr Bin Bâtıya gibi meşhur ulema ve reisler, gayr-ı müslim kaldıkları halde ikrar etmişler ki: “Evet, kitaplarımızda onun evsafı vardır, ondan bahsediyorlar.”

    Hem Yehud’un meşhur ulemasından ve Nasâra’nın meşhur kıssîslerinden, kütüb-ü sâbıkada evsaf-ı Muhammediyeyi (asm) gördükten sonra inadı terk edip imana gelenler, evsafını Tevrat ve İncil’de göstermişler ve sair Yahudi ve Nasrani ulemasını onunla ilzam etmişler.

    Ezcümle, meşhur Abdullah İbn-i Selâm ve Vehb İbn-i Münebbih ve Ebî Yâsir ve Şâmul (ki bu zat, Melik-i Yemen Tübba’ zamanında idi. Tübba’ nasıl gıyaben ve bi’setten evvel iman getirmiş, Şâmul de öyle.) ve Sa’ye’nin iki oğlu olan Esid ve Sa’lebe ki İbn-i Heyban denilen bir ârif-i billah bi’setten evvel Benî-Nadîr kabilesine misafir olmuş.

    قَرٖيبٌ ظُهُورُ نَبِىٍّ هٰذَا دَارُ هِج۟رَتِهٖ demiş, orada vefat etmiş. Sonra o kabile Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm ile harp ettikleri zaman Esid ve Sa’lebe meydana çıktılar, o kabileye bağırdılar:

    وَاللّٰهِ هُوَ الَّذٖى عَهَدَ اِلَي۟كُم۟ فٖيهِ اب۟نُ هَي۟بَان۟

    Yani “İbn-i Heyban’ın haber verdiği zat budur, onunla harp etmeyiniz!” Fakat onlar onları dinlemediler, belalarını buldular.

    Hem ulema-i Yehud’dan İbn-i Bünyamin ve Muhayrık ve Kâ’bü’l-Ahbar gibi çok ulema-i Yehud, evsaf-ı Nebeviyeyi kitaplarında gördüklerinden imana gelmişler; sair imana gelmeyenleri de ilzam etmişler.

    Hem ulema-i Nasâra’dan, bahsi geçen meşhur Buheyra-i Rahip ki Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm Şam tarafına amcasıyla gittiği vakit on iki yaşında idi. Buheyra-i Rahip onun hatırı için Kureyşîleri davet etmiş. Baktı ki kafileye gölge eden bir parça bulut, daha kafile yerinde gölge ediyor. “Demek, aradığım adam orada kalmış!” Sonra adam göndermiş, onu da getirtmiş. Ebu Talib’e demiş: “Sen dön, Mekke’ye git! Yahudiler hasûddurlar, bunun evsafı Tevrat’ta mezkûrdur, hıyanet ederler.”

    Hem Nasturu’l-Habeşe ve Habeş reisi olan Necaşî, evsaf-ı Muhammediyeyi (asm) kitaplarında gördükleri için beraber iman etmişler.

    Hem Dağatır isminde meşhur bir Nasrani âlimi; evsafını görmüş, iman etmiş; Rumlar içinde ilan etmiş, şehit edilmiş.

    Hem Nasrani rüesasından Hâris İbn-i Ebî Şümeri’l-Gasanî ve Şam’ın büyük dinî reisleri ve melikleri, yani Sahib-i İlya ve Hirakl ve İbn-i Natur ve Cârud gibi meşhur zatlar, kitaplarında evsafını görmüşler ve iman etmişler. Yalnız Hirakl, dünya saltanatı için imanını izhar etmemiş.

    Hem bunlar gibi Selmanü’l-Farisî, o da evvel Nasrani idi. Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın evsafını gördükten sonra, onu arıyordu.

    Hem Temim namında mühim bir âlim hem meşhur Habeş reisi Necaşî hem Habeş Nasâra’sı hem Necran papazları, bütün müttefikan haber veriyorlar ki: “Biz, evsaf-ı Nebeviyeyi kitaplarımızda gördük, onun için imana geldik.”

    Üçüncü Hüccet:

    İşte bir numune olarak Tevrat, İncil, Zebur’un Peygamberimiz aleyhissalâtü vesselâma ait âyetlerinin birkaç numunesini göstereceğiz:

    Birincisi, Zebur’da şöyle bir âyet var:

    اَللّٰهُمَّ اب۟عَث۟ لَنَا مُقٖيمَ السُّنَّةِ بَع۟دَ ال۟فَت۟رَةِ

    “Mukîmü’s-Sünne” ise ism-i Ahmedîdir.

    İncil’in âyeti:

    قَالَ ال۟مَسٖيحُ اِنّٖى ذَاهِبٌ اِلٰى اَبٖى وَ اَبٖيكُم۟ لِيَب۟عَثَ لَكُمُ ال۟فَارَق۟لٖيطَا

    Yani “Ben gidiyorum tâ size Faraklit gelsin!” Yani, Ahmed gelsin.

    İncil’in ikinci bir âyeti:

    اِنّٖى اَط۟لُبُ مِن۟ رَبّٖى فَارَق۟لٖيطًا يَكُونُ مَعَكُم۟ اِلَى ال۟اَبَدِ

    Yani “Ben Rabb’imden, hakkı bâtıldan fark eden bir peygamberi istiyorum ki ebede kadar beraberinizde bulunsun.”

    Faraklit اَل۟فَارِقُ بَي۟نَ ال۟حَقِّ وَ ال۟بَاطِلِ manasında Peygamber’in o kitaplarda ismidir.

    Tevrat’ın âyeti:

    اِنَّ اللّٰهَ قَالَ لِاِب۟رَاهٖيمَ اِنَّ هَاجَرَ تَلِدُ وَيَكُونُ مِن۟ وَلَدِهَا مَن۟ يَدُهُ فَو۟قَ ال۟جَمٖيعِ وَيَدُ ال۟جَمٖيعِ مَب۟سُوطَةٌ اِلَي۟هِ بِال۟خُشُوعِ

    Yani “Hazret-i İsmail’in validesi olan Hacer, evlat sahibesi olacak ve onun evladından öyle birisi çıkacak ki o veledin eli, umumun fevkinde olacak ve umumun eli huşû ve itaatle ona açılacak.”

    Tevrat’ın ikinci bir âyeti:

    وَقَالَ يَا مُوسٰى اِنّٖى مُقٖيمٌ لَهُم۟ نَبِيًّا مِن۟ بَنٖى اِخ۟وَتِهِم۟ مِث۟لَكَ وَاُج۟رٖى قَو۟لٖى فٖى فَمِهٖ وَالرَّجُلُ الَّذٖى لَايَق۟بَلُ قَو۟لَ النَّبِىِّ الَّذٖى يَتَكَلَّمُ بِاِس۟مٖى فَاَنَا اَن۟تَقِمُ مِن۟هُ

    Yani “Benî-İsrail’in kardeşleri olan Benî-İsmail’den senin gibi birini göndereceğim. Ben sözümü onun ağzına koyacağım, benim vahyimle konuşacak. Onu kabul etmeyene azap vereceğim.”

    Tevrat’ın üçüncü bir âyeti:

    قَالَ مُوسٰى رَبِّ اِنّٖى اَجِدُ فِى التَّو۟رٰيةِ اُمَّةً هُم۟ خَي۟رُ اُمَّةٍ اُخ۟رِجَت۟ لِلنَّاسِ يَا۟مُرُونَ بِال۟مَع۟رُوفِ وَيَن۟هَو۟نَ عَنِ ال۟مُن۟كَرِ وَيُؤ۟مِنُونَ بِاللّٰهِ فَاج۟عَل۟هُم۟ اُمَّتٖى قَالَ تِل۟كَ اُمَّةُ مُحَمَّدٍ

    İhtar:

    Muhammed ismi, o kitaplarda “Müşeffah” ve “El-Münhamenna” ve “Hımyata” gibi Süryanî isimler suretinde “Muhammed” manasındaki İbranî isimleriyle gelmiş. Yoksa sarîh Muhammed ismi az vardı. Sarîh miktarını dahi hasûd Yahudiler tahrif etmişler.

    Zebur’un âyeti:

    يَا دَاوُدُ يَا۟تٖى بَع۟دَكَ نَبِىٌّ يُسَمّٰى اَح۟مَدَ وَمُحَمَّدًا صَادِقًا سَيِّدًا اُمَّتُهُ مَر۟حُومَةٌ

    Hem Abâdile-i Seb’adan ve kütüb-ü sâbıkada çok tetkikat yapan Abdullah İbn-i Amr İbni’l-Âs ve meşhur ulema-i Yehud’dan en evvel İslâm’a gelen Abdullah İbn-i Selâm ve meşhur Kâ’bü’l-Ahbar denilen Benî-İsrail’in allâmelerinden, o zamanda daha çok tahrifata uğramayan Tevrat’ta aynen şu gelecek âyeti ilan ederek göstermişler. Âyetin bir parçası şudur ki: Hz. Musa ile hitaptan sonra, gelecek peygambere hitaben şöyle diyor:

    يَا اَيُّهَا النَّبِىُّ اِنَّا اَر۟سَل۟نَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذٖيرًا وَحِر۟زًا لِل۟اُمِّيّٖينَ اَن۟تَ عَب۟دٖى سَمَّي۟تُكَ ال۟مُتَوَكِّلَ لَي۟سَ بِفَظٍّ وَلَا غَلٖيظٍ وَلَا صَخَّابٍ فِى ال۟اَس۟وَاقِ وَلَا يَد۟فَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ بَل۟ يَع۟فُو وَيَغ۟فِرُ وَلَن۟ يَق۟بِضَهُ اللّٰهُ حَتّٰى يُقٖيمَ بِهِ ال۟مِلَّةَ ال۟عَو۟جَاءَ بِاَن۟ يَقُولُوا لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ

    Tevrat’ın bir âyeti daha:

    مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ مَو۟لِدُهُ بِمَكَّةَ وَهِج۟رَتُهُ بِطَي۟بَةَ وَمُل۟كُهُ بِالشَّامِ وَاُمَّتُهُ ال۟حَمَّادُونَ

    İşte şu âyette “Muhammed” lafzı, Muhammed manasında Süryanî bir isimde gelmiştir.

    Tevrat’ın diğer bir âyeti daha:

    اَن۟تَ عَب۟دٖى وَرَسُولٖى سَمَّي۟تُكَ ال۟مُتَوَكِّلَ

    İşte şu âyette, Benî-İshak’ın kardeşleri olan Benî-İsmail’den ve Hazret-i Musa’dan sonra gelen peygambere hitap ediyor.

    Tevrat’ın diğer bir âyeti daha:

    عَب۟دِىَ ال۟مُخ۟تَارُ لَي۟سَ بِفَظٍّ وَلَا غَلٖيظٍ

    İşte “Muhtar”ın manası, “Mustafa”dır hem ism-i Nebevîdir.

    İncil’de, İsa’dan sonra gelen ve İncil’in birkaç âyetinde “Âlem Reisi” unvanıyla müjde verdiği Nebi’nin tarifine dair:

    مَعَهُ قَضٖيبٌ مِن۟ حَدٖيدٍ يُقَاتِلُ بِهٖ وَاُمَّتُهُ كَذٰلِكَ

    İşte şu âyet gösteriyor ki: “Sahibü’s-seyf ve cihada memur bir peygamber gelecektir.” Kadîb-i hadîd, kılınç demektir.

    Hem ümmeti de onun gibi sahibü’s-seyf, yani cihada memur olacağını, Sure-i Feth’in âhirinde وَ مَثَلُهُم۟ فِى ال۟اِن۟جٖيلِ كَزَر۟عٍ اَخ۟رَجَ شَط۟ئَهُ فَاٰزَرَهُ فَاس۟تَغ۟لَظَ فَاس۟تَوٰى عَلٰى سُوقِهٖ يُع۟جِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغٖيظَ بِهِمُ ال۟كُفَّارَ âyeti, İncil’in şu âyeti gibi başka âyetlerine işaret edip Muhammed aleyhissalâtü vesselâm sahibü’s-seyf ve cihada memur olduğunu İncil ile beraber ilan ediyor.

    Tevrat’ın Beşinci Kitabının Otuz Üçüncü Babında şu âyet var: “Hak Teâlâ, Tûr-i Sina’dan ikbal edip bize Sâîr’den tulû etti ve Fâran Dağlarında zâhir oldu.”

    İşte şu âyet nasıl ki “Tûr-i Sina’da ikbal-i Hak” fıkrasıyla nübüvvet-i Museviyeyi ve Şam Dağlarından ibaret olan “Sâîr’den tulû-u Hak” fıkrasıyla, nübüvvet-i İseviyeyi ihbar eder. Öyle de bi’l-ittifak Hicaz Dağlarından ibaret olan “Fâran Dağlarından zuhur-u Hak” fıkrasıyla, bizzarure risalet-i Ahmediyeyi (asm) haber veriyor.

    Hem Sure-i Feth’in âhirinde ذٰلِكَ مَثَلُهُم۟ فِى التَّو۟رٰيةِ hükmünü tasdiken, Tevrat’ta Fâran Dağlarından zuhur eden peygamberin sahabeleri hakkında şu âyet var: “Kudsîlerin bayrakları beraberindedir ve onun sağındadır.” “Kudsîler” namıyla tavsif eder. Yani “Onun sahabeleri kud­­sî, salih evliyalardır.”

    Eş’iya Peygamber’in kitabında, Kırk İkinci Babında şu âyet vardır: “Hak Sübhanehu âhir zamanda, kendinin ıstıfa-gerde ve bergüzidesi kulunu ba’s edecek ve ona Ruhu’l-Emin Hazret-i Cibril’i yollayıp din-i İlahîsini ona talim ettirecek. Ve o dahi Ruhu’l-Emin’in talimi vechile nâsa talim eyleyecek ve beyne’n-nâs hak ile hükmedecektir. O bir nurdur, halkı zulümattan çıkaracaktır. Rabb’in bana kable’l-vuku bildirdiği şeyi, ben de size bildiriyorum.”

    İşte şu âyet gayet sarîh bir surette, Âhir Zaman Peygamberi olan Muhammed aleyhissalâtü vesselâmın evsafını beyan ediyor.

    Mişail namıyla müsemma Mihail Peygamber’in kitabının Dördüncü Babında şu âyet var: “Âhir zamanda bir ümmet-i merhume kaim olup orada Hakk’a ibadet etmek üzere, mübarek dağı ihtiyar ederler. Ve her iklimden orada birçok halk toplanıp Rabb-i Vâhid’e ibadet ederler. Ona şirk etmezler.”

    İşte şu âyet, zâhir bir surette dünyanın en mübarek dağı olan Cebel-i Arafat ve orada her iklimden gelen hacıların tekbir ve ibadetlerini ve ümmet-i merhume namıyla şöhret-şiar olan ümmet-i Muhammediyeyi tarif ediyor.

    Zebur’da Yetmiş İkinci Babında şu âyet var: “Bahirden bahre mâlik ve nehirlerden, arzın makta’ ve müntehasına kadar mâlik ola... ve kendisine Yemen ve Cezayir mülûkü hediyeler götüreler… Ve padişahlar ona secde ve inkıyad edeler… Ve her vakit ona salât ve her gün kendisine bereketle dua oluna… Ve envarı, Medine’den mütenevvir ola… Ve zikri, ebedü’l-âbâd devam ede… Onun ismi, şemsin vücudundan evvel mevcuddur. Onun adı, güneş durdukça münteşir ola…”

    İşte şu âyet, pek aşikâr bir tarzda Fahr-i Âlem aleyhissalâtü vesselâmı tavsif eder. Acaba Hazret-i Davud aleyhisselâmdan sonra Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmdan başka hangi nebi gelmiş ki şarktan garba kadar dinini neşretmiş ve mülûkü cizyeye bağlamış ve padişahları kendine secde eder gibi bir inkıyad altına almış ve her gün nev-i beşerin humsunun salavat ve dualarını kendine kazanmış ve envarı Medine’den parlamış kim var? Kim gösterilebilir?

    Hem Türkçe Yuhanna İncili’nin On Dördüncü Bab ve otuzuncu âyeti şudur: “Artık sizinle çok söyleşmem, zira bu âlemin reisi geliyor. Ve bende, onun nesnesi aslâ yoktur!” İşte “Âlemin Reisi” tabiri “Fahr-i Âlem” demektir. Fahr-i Âlem unvanı ise Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmın en meşhur unvanıdır.

    Yine İncil-i Yuhanna, On Altıncı Bab ve yedinci âyeti şudur: “Amma ben, size hakkı söylüyorum. Benim gittiğim, size faydalıdır. Zira ben gitmeyince tesellici size gelmez.” İşte bakınız! Reis-i âlem ve insanlara hakiki teselli veren, Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmdan başka kimdir? Evet, Fahr-i Âlem odur ve fâni insanları idam-ı ebedîden kurtarıp teselli veren odur.

    Hem İncil-i Yuhanna, On Altıncı Bab, sekizinci âyeti: “O dahi geldikte; dünyayı günaha dair, salaha dair ve hükme dair ilzam edecektir.” İşte dünyanın fesadını salaha çeviren ve günahlardan ve şirkten kurtaran ve siyaset ve hâkimiyet-i dünyayı tebdil eden Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmdan başka kim gelmiş?

    Hem İncil-i Yuhanna, On Altıncı Bab, on birinci âyet: “Zira bu âlemin reisinin gelmesinin hükmü gelmiştir.” İşte “Âlemin Reisi” (Hâşiye[359]) elbette Seyyidü’l-beşer olan Ahmed-i Muhammed aleyhissalâtü vesselâmdır.

    Hem İncil-i Yuhanna, On Altıncı Bab ve on üçüncü âyet: “Amma o Hak ruhu geldiği zaman, sizi bi’l-cümle hakikate irşad edecektir. Zira kendisinden söylemiyor. Bi’l-cümle işittiğini söyleyerek gelecek nesnelerden size haber verecek.” İşte bu âyet sarîhtir. Acaba umum insanları birden hakikate davet eden ve her haberini vahiyden veren ve Cebrail’den işittiğini söyleyen ve kıyamet ve âhiretten tafsilen haber veren, Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmdan başka kimdir ve kim olabilir?

    Hem kütüb-ü enbiyada, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın Muhammed, Ahmed, Muhtar manasında Süryanî ve İbranî isimleri var.

    İşte Hazret-i Şuayb’ın suhufunda ismi, Muhammed manasında “Müşeffah”tır. Hem Tevrat’ta yine Muhammed manasında “Münhamenna” hem Nebiyyü’l-Harem manasında “Hımyata” Zebur’da “El-Muhtar” ismiyle müsemmadır. Yine Tevrat’ta “El-Hâtemü’l-Hâtem” hem Tevrat’ta ve Zebur’da “Mukîmü’s-Sünne” hem Suhuf-u İbrahim ve Tevrat’ta “Mazmaz”dır. Hem Tevrat’ta “Ahyed”dir.

    Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm demiş:

    اِس۟مٖى فِى ال۟قُر۟اٰنِ مُحَمَّدٌ وَ فِى ال۟اِن۟جٖيلِ اَح۟مَدُ وَ فِى التَّو۟رٰيةِ اَح۟يَدُ buyurmuştur.

    Hem İncil’de, esma-i Nebevîden صَاحِبُ ال۟قَضٖيبِ وَ ال۟هَرَاوَةِ yani seyf ve asâ sahibi. Evet, sahibü’s-seyf enbiyalar içinde en büyüğü; ümmetiyle cihada memur, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmdır.

    Yine İncil’de “Sahibü’t-taç”tır. Evet “Sahibü’t-taç” unvanı, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâma mahsustur. Taç, amâme yani sarık demektir. Eski zamanda milletler içinde, milletçe umumiyet itibarıyla sarık ve agel saran, kavm-i Arap’tır. İncil’de “Sahibü’t-taç” kat’î olarak “Resul-i Ekrem” aleyhissalâtü vesselâm demektir.

    Hem İncil’de “El-Baraklit” veyahut “El-Faraklit” ki İncil tefsirlerinde “Hak ve bâtılı birbirinden tefrik eden hakperest” manası verilmiş ki sonra gelecek insanları, hakka sevk edecek zatın ismidir.

    İncil’in bir yerinde, İsa aleyhisselâm demiş: “Ben gideceğim tâ dünyanın reisi gelsin.” Acaba Hazret-i İsa aleyhisselâmdan sonra dünyanın reisi olacak ve hak ve bâtılı fark ve temyiz edip Hazret-i İsa aleyhisselâmın yerinde insanları irşad edecek, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmdan başka kim gelmiştir? Demek, Hazret-i İsa aleyhisselâm ümmetine daima müjde ediyor ve haber veriyor ki: “Birisi gelecek, bana ihtiyaç kalmayacak. Ben, onun bir mukaddimesiyim ve müjdecisiyim.” Nasıl ki şu âyet-i kerîme:

    وَاِذ۟ قَالَ عٖيسَى اب۟نُ مَر۟يَمَ يَا بَنٖٓى اِس۟رَٓائٖيلَ اِنّٖى رَسُولُ اللّٰهِ اِلَي۟كُم۟ مُصَدِّقًا لِمَا بَي۟نَ يَدَىَّ مِنَ التَّو۟رٰيةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأ۟تٖى مِن۟ بَع۟دِى اس۟مُهُٓ اَح۟مَدُ (Hâşiye[360])

    Evet, İncil’de Hazret-i İsa aleyhisselâm, çok defalar ümmetine müjde veriyor. İnsanların en mühim bir reisi geleceğini ve o zatı da bazı isimler ile yâd ediyor. O isimler elbette Süryanî ve İbranîdirler. Ehl-i tahkik görmüşler. O isimler “Ahmed, Muhammed, Farikun beyne’l-hakk-ı ve’l-bâtıl” manasındadırlar. Demek İsa aleyhisselâm, çok defa Ahmed aleyhissalâtü vesselâmdan beşaret veriyor.

    Sual: Eğer desen: “Neden Hazret-i İsa aleyhisselâm, her nebiden ziyade müjde veriyor; başkalar yalnız haber veriyorlar, müjde sureti azdır.”

    Elcevap: Çünkü Ahmed aleyhissalâtü vesselâm, İsa aleyhisselâmı Yahudilerin müthiş tekzibinden ve müthiş iftiralarından ve dinini müthiş tahrifattan kurtarmakla beraber; İsa aleyhisselâmı tanımayan Benî-İsrail’in suubetli şeriatına mukabil, suhuletli ve câmi’ ve ahkâmca şeriat-ı İseviyenin noksanını ikmal edecek bir şeriat-ı âliyeye sahiptir. İşte onun için çok defa “Âlemin Reisi geliyor!” diye müjde veriyor.

    İşte Tevrat, İncil, Zebur’da ve sair suhuf-u enbiyada çok ehemmiyetle, âhirde gelecek bir peygamberden bahisler var, çok âyetler var. Nasıl bir kısım numunelerini gösterdik. Hem çok namlar ile o kitaplarda mezkûrdur.

    Acaba bütün bu kütüb-ü enbiyada bu kadar ehemmiyetle, mükerrer âyetlerde bahsettikleri, Âhir Zaman Peygamberi Hazret-i Muhammed aleyhissalâtü vesselâmdan başka kim olabilir?

    İKİNCİ KISIM

    İrhasattan ve delail-i nübüvvetten maksat şudur ki: Bi’set-i Ahmediyeden evvel, zaman-ı fetrette kâhinler hem o zamanın bir derece evliya ve ârif-i billah olan bir kısım insanları; Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın geleceğini haber vermişler ve ihbarlarını da neşretmişler, şiirleriyle gelecek asırlara bırakmışlar. Onlar çoktur; biz, ehl-i siyer ve tarihin nakil ve kabul ettikleri meşhur ve münteşir olan bir kısmını zikredeceğiz. Ezcümle:

    Yemen padişahlarından Tübba’ isminde bir melik, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın evsafını eski kitaplarda görmüş, iman etmiş. Şöyle bir şiirini ilan etmiş:

    شَهِد۟تُ عَلٰى اَح۟مَدَ اَنَّهُ رَسُولٌ مِنَ اللّٰهِ بَارِى النَّسَمِ فَلَو۟ مُدَّ عُم۟رٖى اِلٰى عُم۟رِهٖ لَكُن۟تُ وَزٖيرًا لَهُ وَاب۟نَ عَمٍّ

    Yani “Ben Ahmed’in (asm) risaletini tasdik ediyorum. Ben onun zamanına yetişseydim ona vezir ve ammizade olurdum.” Yani Ali gibi ona fedai bir hâdim olurdum.

    İkincisi: Meşhur Kuss İbn-i Sâide ki kavm-i Arab’ın en meşhur ve mühim hatibi ve muvahhid bir zat-ı ruşen-zamirdir. İşte şu zat da bi’set-i Nebevîden evvel risalet-i Ahmediyeyi şu şiirle ilan ediyor:

    اَر۟سَلَ فٖينَا اَح۟مَدَ خَي۟رَ نَبِىٍّ قَد۟ بُعِثَ صَلّٰى عَلَي۟هِ اللّٰهُ مَا عَجَّ لَهُ رَك۟بٌ وَ حُثَّ

    Üçüncüsü: Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın ecdadından olan Kâ’b İbn-i Lüeyy, nübüvvet-i Ahmediyeyi (asm) ilham eseri olarak şöyle ilan etmiş:

    عَلٰى غَف۟لَةٍ يَأ۟تِى النَّبِىُّ مُحَمَّدٌ فَيُخ۟بِرُ اَخ۟بَارًا صَدُوقًا خَبٖيرُهَا

    Yani “Füc’eten, Muhammedü’n-Nebi gelecek, doğru haberleri verecek.”

    Dördüncüsü: Yemen padişahlarından Seyf İbn-i Zîyezen, kütüb-ü sâbıkada Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın evsafını görmüş; iman etmiş, müştak olmuş idi. Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın ceddi Abdülmuttalib, Yemen’e kafile-i Kureyş ile gittiği zaman, Seyf İbn-i Zîyezen onları çağırmış. Onlara demiş ki:

    اِذَا وُلِدَ بِتِهَامَةَ وَلَدٌ بَي۟نَ كَت۟فَي۟هِ شَامَةٌ كَانَت۟ لَهُ ال۟اِمَامَةُ وَاِنَّكَ يَا عَب۟دَ ال۟مُطَّلِبِ لَجَدُّهُ

    Yani “Hicaz’da bir çocuk dünyaya gelir. Onun iki omuzu arasında hâtem gibi bir nişan var. İşte o çocuk umum insanlara imam olacak!” Sonra gizli Abdülmuttalib’i çağırmış “O çocuğun ceddi de sensin.” diye kerametkârane, bi’setten evvel haber vermiş.

    Beşincisi: Varaka İbn-i Nevfel (Hatice-i Kübra’nın ammizadelerinden) bidayet-i vahiyde Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm telaş etmiş. Hatice-i Kübra o hâdiseyi, meşhur Varaka İbn-i Nevfel’e hikâye etmiş. Varaka demiş: “Onu bana gönder.” Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm Varaka’nın yanına gitmiş, mebde-i vahiydeki vaziyeti hikâye etmiş. Varaka demiş:

    بَشِّر۟ يَا مُحَمَّدُ اِنّٖى اَش۟هَدُ اَنَّكَ اَن۟تَ النَّبِىُّ ال۟مُن۟تَظَرُ وَبَشَّرَ بِكَ عٖيسٰى

    Yani “Telaş etme, o halet vahiydir. Sana müjde! İntizar edilen Nebi sensin! İsa seninle müjde vermiş.”

    Altıncısı: Askelânu’l-Hımyerî nam ârif-i billah, bi’setten evvel Kureyşîleri gördüğü vakit “İçinizde dava-yı nübüvvet eden var mı?” “Yok.” derlerdi. Sonra bi’set vaktinde yine sormuş; “Evet” demişler “Biri dava-yı nübüvvet ediyor.” Demiş: “İşte âlem onu bekliyor.”

    Yedincisi: Nasâra ulema-yı be-namından İbnü’l-Alâ, bi’setten ve Peygamber’i görmeden evvel haber vermiş. Sonra gelmiş. Hazret-i Peygamber aleyhissalâtü vesselâmı görmüş, demiş:

    وَالَّذٖى بَعَثَكَ بِال۟حَقِّ لَقَد۟ وَجَد۟تُ صِفَتَكَ فِى ال۟اِن۟جٖيلِ وَبَشَّرَ بِكَ اب۟نُ ال۟بَتُولِ

    Yani “Ben senin sıfatını İncil’de gördüm, iman ettim. İbn-i Meryem, İncil’de senin geleceğini müjde etmiş.”

    Sekizincisi: Bahsi geçen Habeş padişahı Necaşî demiş:

    لَي۟تَ لٖى خِد۟مَتَهُ بَدَلًا عَن۟ هٰذِهِ السَّل۟طَنَةِ

    Yani “Keşke şu saltanata bedel Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmın hizmetkârı olsaydım. O hizmetkârlık, saltanatın pek fevkindedir.”

    Şimdi ilham-ı Rabbanî ile gaibden haber veren bu âriflerden sonra; gaibden ruh ve cin vasıtasıyla haber veren kâhinler, pek sarîh bir surette Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın geleceğini ve nübüvvetini haber vermişler. Onlar çoktur; biz, onlardan meşhurları ve manevî tevatür hükmüne geçmiş ve ekser tarih ve siyerde nakledilmiş birkaçını zikredeceğiz. Onların uzun kıssalarını ve sözlerini siyer kitaplarına havale edip yalnız icmalen bahsedeceğiz.

    Birincisi: Şıkk isminde meşhur bir kâhindir ki bir gözü, bir eli, bir ayağı varmış. Âdeta yarım insan… İşte o kâhin, manevî tevatür derecesinde kat’î bir surette tarihlere geçmiş ki risalet-i Ahmediye aleyhissalâtü vesselâmı haber verip mükerreren söylemiştir.

    İkincisi: Meşhur Şam kâhini Satih’tir ki kemiksiz, âdeta azasız bir vücud, yüzü göğsü içinde bir acube-i hilkat ve çok da yaşamış bir kâhindir. Gaibden verdiği doğru haberler, o zaman insanlarda şöhret bulmuş. Hattâ Kisra yani Fars padişahı gördüğü acib rüyayı ve veladet-i Ahmediye (asm) zamanında sarayın on dört şerefesinin düşmesinin sırrını Satih’ten sormak için Muyzan denilen âlim bir elçisini göndermiş. Satih demiş: “On dört zat sizlerde hâkimiyet edecek, sonra saltanatınız mahvolacak. Hem birisi gelecek, bir din izhar edecek. İşte o, sizin din ve devletinizi kaldıracak!” mealinde Kisra’ya haber göndermiş. İşte o Satih, sarîh bir surette, Âhir Zaman Peygamberinin gelmesini haber vermiş.

    Hem kâhinlerden Sevad İbn-i Karibi’d-Devsî ve Hunafir ve Ef’asiye Necran ve Cizl İbn-i Cizli’l-Kindî ve İbn-i Halasate’d-Devsî ve Fatıma Bint-i Nu’man-ı Neccariye gibi meşhur kâhinler, siyer ve tarih kitaplarında tafsilen beyan ettikleri vecih üzere; Âhir Zaman Peygamberinin geleceğini, o peygamber de Muhammed aleyhissalâtü vesselâm olduğunu haber vermişler.

    Hem Hazret-i Osman’ın akrabasından Sa’d İbn-i Bint-i Küreyz kâhinlik vasıtasıyla, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın nübüvvetini gaibden haber almış. Bidayet-i İslâmiyet’te Hazret-i Osman-ı Zinnureyn’e demiş ki: “Sen git iman et.” Osman bidayette gelmiş, iman etmiş. İşte o Sa’d, o vakıayı böyle bir şiir ile söylüyor:

    هَدَى اللّٰهُ عُث۟مَانًا بِقَو۟لٖى اِلَى الَّتٖى بِهَا رُش۟دُهُ وَ اللّٰهُ يَه۟دٖى اِلَى ال۟حَقِّ

    Hem kâhinler gibi; hâtif denilen, şahsı görünmeyen ve sesi işitilen cinnîler, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın geleceğini mükerreren haber vermişler.

    Ezcümle, Zeyyab İbnü’l-Hâris’e hâtif-i cinnî böyle bağırmış, onun ve başkasının sebeb-i İslâm’ı olmuş:

    يَا ذَيَابُ يَا ذَيَابُ اِس۟مَعِ ال۟عَجَبَ ال۟عُجَابَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ بِال۟كِتَابِ يَد۟عُو بِمَكَّةَ فَلَا يُجَابُ

    Yine bir hâtif-i cinnî, Sâmia İbn-i Karreti’l-Gatafanî’ye böyle bağırmış, bazılarını imana getirmiştir:

    جَاءَ ال۟حَقُّ فَسَطَعَ وَ دُمِّرَ بَاطِلٌ فَان۟قَمَعَ

    Bu hâtiflerin beşaretleri ve haber vermeleri pek meşhurdur ve çoktur.

    Hem nasıl kâhinler, hâtifler haber vermişler, öyle de sanemler dahi ve sanemlere kesilen kurbanlar dahi Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın risaletini haber vermişler.

    Ezcümle, kıssa-i meşhuredendir ki Mâzen kabilesinin sanemi bağırıp demiş:

    هٰذَا النَّبِىُّ ال۟مُر۟سَلُ جَاءَ بِال۟حَقِّ ال۟مُن۟زَلِ diyerek risalet-i Ahmediyeyi (asm) haber vermiş.

    Hem Abbas İbn-i Mirdas’ın sebeb-i İslâmiyet’i olan meşhur vakıa şudur ki: Dımar namında bir sanemi varmış; o sanem, bir gün böyle bir ses vermiş:

    اَو۟دٰى ضِمَارُ وَكَانَ يُع۟بَدُ مُدَّةً قَب۟لَ ال۟بَيَانِ مِنَ النَّبِىِّ مُحَمَّدٍ

    Yani “Muhammed gelmeden evvel bana ibadet ediliyordu, şimdi Muhammed’in beyanı gelmiş; daha o dalalet olamaz.”

    Hazret-i Ömer, İslâmiyet’ten evvel saneme kesilen bir kurbandan böyle işitmiş:

    يَا اٰلَ الذَّبٖيحِ اَم۟رٌ نَجٖيحٌ رَجُلٌ فَصٖيحٌ يَقُولُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ

    İşte bu numuneler gibi çok vakıalar var, mevsuk kitaplar kabul edip nakletmişler.

    Nasıl ki kâhinler, ârif-i billahlar, hâtifler, hattâ sanemler ve kurbanlar, risalet-i Ahmediyeyi (asm) haber vermişler; her bir hâdise dahi bir kısım insanların imanına sebep olmuş.

    Öyle de bazı taşlar üstünde ve kabirlerde ve kabirlerin mezar taşlarında hatt-ı kadîm ile مُحَمَّدٌ مُص۟لِحٌ اَمٖينٌ gibi ibareler bulunmuş, onunla bir kısım insanlar imana gelmişler.

    Evet, hatt-ı kadîm ile bazı taşlarda bulunan مُحَمَّدٌ مُص۟لِحٌ اَمٖينٌ Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmdan ibarettir. Çünkü ondan evvel, zamanına pek yakın, yalnız yedi Muhammed ismi var, başka yoktur. O yedi adamın hiçbir cihetle “Muslih-i Emin” tabirine liyakatleri yoktur.

    ÜÇÜNCÜ KISIM

    İrhasattan Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın veladeti hengâmında vücuda gelen hârikalardır ve hâdiselerdir. O hâdiseler, onun veladetiyle alâkadar bir surette vücuda gelmiş. Hem bi’setten evvel bazı hâdiseler var ki doğrudan doğruya birer mu’cizesidir. Bunlar çoktur. Numune olarak meşhur olmuş ve eimme-i hadîs kabul etmiş ve sıhhatleri tahakkuk etmiş birkaç numuneyi zikredeceğiz:

    Birincisi: Veladet-i Nebevî gecesinde hem annesi hem annesinin yanında bulunan Osman İbni’l-Âs’ın annesi hem Abdurrahman İbn-i Avf’ın annesinin gördükleri azîm bir nurdur ki üçü de demişler: “Veladeti anında biz öyle bir nur gördük ki o nur, maşrık ve mağribi bize aydınlattırdı.”

    İkincisi: O gece Kâbe’deki sanemlerin çoğu başı aşağı düşmüş.

    Üçüncüsü: Meşhur Kisra’nın eyvanı yani saray-ı meşhuresi o gece sallanıp inşikak etmesi ve on dört şerefesinin düşmesidir.

    Dördüncüsü: Sava’nın takdis edilen küçük denizinin o gecede yere batması ve İstahr-Âbad’da bin senedir daima iş’al edilen, yanan ve sönmeyen, Mecusilerin mabud ittihaz ettikleri ateşin veladet gecesinde sönmesi.

    İşte şu üç dört hâdise işarettir ki o yeni dünyaya gelen zat; ateş-perestliği kaldıracak, Fars saltanatının sarayını parçalayacak, izn-i İlahî ile olmayan şeylerin takdisini men’edecektir.

    Beşincisi: Çendan veladet gecesinde değil fakat veladete pek yakın olduğu cihetle, o hâdiseler de irhasat-ı Ahmediyedir ki (asm) Sure-i اَلَم۟ تَرَ كَي۟فَ de nass-ı kat’î ile beyan edilen “Vak’a-i Fil”dir ki Kâbe’yi tahrip etmek için Ebrehe namında Habeş meliki gelip Fil-i Mahmudî namında cesîm bir fili öne sürüp gelmiş. Mekke’ye yakın olduğu vakit fil yürümemiş. Çare bulamamış, dönmüşler. Ebabil kuşları onları mağlup etmiş ve perişan etmiş, kaçmışlar. Bu kıssa-i acibe, tarih kitaplarında tafsilen meşhurdur.

    İşte şu hâdise Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın delail-i nübüvvetindendir. Çünkü veladete pek yakın bir zamanda, kıblesi ve mevlidi ve sevgili vatanı olan Kâbe-i Mükerreme, gaybî ve hârika bir surette Ebrehe’nin tahribinden kurtulmuştur.

    Altıncısı: Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm küçüklüğünde Halîme-i Sa’diye’nin yanında iken, Halîme ve Halîme’nin zevcinin şehadetleriyle; güneşten rahatsız olmamak için çok defa üstünde bir bulut parçasının ona gölge ettiğini görmüşler ve halka söylemişler ve o vakıa sıhhatle şöhret bulmuş.

    Hem Şam tarafına on iki yaşında iken gittiği vakit, Buheyra-yı Rahip’in şehadetiyle, bir parça bulut, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın başına gölge ettiğini görmüş ve göstermiş.

    Hem yine bi’setten evvel Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm, bir defa Hatice-i Kübra’nın Meysere ismindeki hizmetkârıyla ticaretten geldiği zaman, Hatice-i Kübra, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın başında iki meleğin bulut tarzında gölge ettiklerini görmüş. Kendi hizmetkârı olan Meysere’ye demiş. Meysere dahi Hatice-i Kübra’ya demiş: “Bütün seferimizde ben öyle görüyordum.”

    Yedincisi: Nakl-i sahih ile sabittir ki: Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm, bi’setten evvel bir ağacın altında oturdu; o yer kuru idi, birden yeşillendi. Ağacın dalları, onun başı üzerine eğilip kıvrılarak gölge yapmıştır.

    Sekizincisi: Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm ufak iken, Ebu Talib’in evinde kalıyordu. Ebu Talib, çoluk ve çocuğu ile onunla beraber yerlerse karınları doyardı. Ne vakit o zat yemekte bulunmazsa tok olmuyorlardı. Şu hâdise hem meşhurdur hem kat’îdir.

    Hem Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın küçüklüğünde ona bakan ve hizmet eden Ümm-ü Eymen demiş: “Hiçbir vakit Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm açlık ve susuzluktan şikâyet etmedi, ne küçüklüğünde ve ne de büyüklüğünde.”

    Dokuzuncusu: Murdiası olan Halîme-i Sa’diye’nin malında ve keçilerinin sütünde, kabilesinin hilafına olarak çok bereketi ve ziyade olmasıdır. Bu vakıa hem meşhurdur hem kat’îdir.

    Hem sinek onu taciz etmezdi, onun cesed-i mübareğine ve libasına konmazdı. Nasıl ki evladından olan Seyyid Abdülkadir-i Geylanî (ks) dahi ceddinden o hali irsiyet almıştı, sinek ona da konmazdı.

    Onuncusu: Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm dünyaya geldikten sonra, bâhusus veladet gecesinde, yıldızların düşmesinin çoğalmasıdır ki şu hâdise On Beşinci Söz’de kat’iyen bürhanlarıyla ispat ettiğimiz üzere; şu yıldızların sukutu, şeyatîn ve cinlerin gaybî haberlerden kesilmesine alâmet ve işarettir.

    İşte madem Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm vahiy ile dünyaya çıktı; elbette yarım yamalak ve yalanlar ile karışık, kâhinlerin ve gaibden haber verenlerin ve cinlerin ihbaratına set çekmek lâzımdır ki vahye bir şüphe îras etmesinler ve vahye benzemesin.

    Evet, bi’setten evvel kâhinlik çoktu. Kur’an nâzil olduktan sonra onlara hâtime çekti. Hattâ çok kâhinler imana geldiler. Çünkü daha cinler taifesinden olan muhbirlerini bulamadılar. Demek Kur’an hâtime çekmişti.

    İşte eski zaman kâhinleri gibi şimdi de medyumlar suretinde yine bir nevi kâhinlik Avrupa’da ispirtizmacıların içlerinde baş göstermiş. Her ne ise…

    Elhasıl: Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın nübüvvetinden evvel nübüvvetini tasdik ettiren ve tasdik eden pek çok vakıalar, pek çok zatlar zâhir olmuşlar.

    Evet, dünyaya manen reis olacak (Hâşiye[361]) ve dünyanın manevî şeklini değiştirecek ve dünyayı âhirete mezraa yapacak ve dünyanın mahlukatının kıymetlerini ilan edecek ve cin ve inse saadet-i ebediyeye yol gösterecek ve fâni cin ve insi idam-ı ebedîden kurtaracak ve dünyanın hikmet-i hilkatini ve tılsım-ı muğlakını ve muammasını açacak ve Hâlık-ı kâinat’ın makasıdını bilecek ve bildirecek ve o Hâlık’ı tanıyıp umuma tanıttıracak bir zat; elbette o daha gelmeden her şey her nevi her taife onun geleceğini sevecek ve bekleyecek ve hüsn-ü istikbal edecek ve alkışlayacak ve Hâlık’ı tarafından bildirilirse o da bildirecek. Nasıl ki sâbık işaretlerde ve misallerde gördük ki her bir nev-i mahlukat, onu hüsn-ü istikbal ediyor gibi mu’cizatını gösteriyorlar; mu’cize lisanıyla nübüvvetini tasdik ediyorlar.

    ON YEDİNCİ İŞARET

    Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın Kur’an’dan sonra en büyük mu’cizesi, kendi zatıdır. Yani onda içtima etmiş ahlâk-ı âliyedir ki her bir haslette en yüksek tabakada olduğuna, dost ve düşman ittifak ediyorlar. Hattâ şecaat kahramanı Hazret-i Ali, mükerreren diyordu: “Harbin dehşetlendiği vakit, biz Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın arkasına iltica edip tahassun ediyorduk.” Ve hâkeza… Bütün ahlâk-ı hamîdede en yüksek ve yetişilmeyecek bir dereceye mâlik idi. Şu mu’cize-i ekberi, Allâme-i Mağrib Kadı İyaz’ın Şifa-i Şerif’ine havale ediyoruz. Elhak o zat, o mu’cize-i ahlâk-ı hamîdeyi pek güzel beyan edip ispat etmiştir.

    Hem pek büyük ve dost ve düşmanla musaddak bir mu’cize-i Ahmediye (asm) şeriat-ı kübrasıdır ki ne misli gelmiş ve ne de gelecek. Şu mu’cize-i a’zamın bir derece beyanını, bütün yazdığımız otuz üç Söz ve otuz üç Mektup’a ve otuz bir Lem’a’ya ve on üç Şuâ’ya havale ediyoruz.

    Hem Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın mütevatir ve kat’î bir mu’cize-i kübrası, şakk-ı kamerdir. Evet şu inşikak-ı kamer; çok tarîklerle mütevatir bir surette, İbn-i Mesud, İbn-i Abbas, İbn-i Ömer, İmam-ı Ali, Enes, Huzeyfe gibi pek çok eâzım-ı sahabeden müteaddid tarîklerle haber verilmekle beraber, nass-ı Kur’an’la اِق۟تَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ ان۟شَقَّ ال۟قَمَرُ âyeti, o mu’cize-i kübrayı âleme ilan etmiştir. O zamanın inatçı Kureyş müşrikleri, şu âyetin verdiği habere karşı inkâr ile mukabele etmemişler; belki yalnız “Sihirdir.” demişler. Demek, kâfirlerce dahi kamerin inşikakı kat’îdir. Şu mu’cize-i kübrayı, şakk-ı kamere dair yazdığımız Otuz Birinci Söz’e zeyl olan Şakk-ı Kamer Risalesi’ne havale ederiz.

    Hem Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm, nasıl ki arz ahalisine inşikak-ı kamer mu’cizesini göstermiş; öyle de semavat ahalisine mi’rac mu’cize-i ekberini göstermiştir. İşte mi’rac denilen şu mu’cize-i a’zamı, Otuz Birinci Söz olan Mi’rac Risalesi’ne havale ederiz. Çünkü o risale, o mu’cize-i kübrayı, ne kadar nurani ve âlî ve doğru olduğunu kat’î bürhanlarla, hattâ mülhidlere karşı da ispat etmiştir.

    Yalnız mu’cize-i mi’racın mukaddimesi olan Beytü’l-Makdis seyahati ve sabahleyin Kureyş kavmi, ondan Beytü’l-Makdis’in tarifatını istemesi üzerine hasıl olan bir mu’cizeyi bahsedeceğiz. Şöyle ki:

    Mi’rac Gecesinin sabahında, mi’racını Kureyş’e haber verdi. Kureyş tekzip etti. Dediler: “Eğer Beytü’l-Makdis’e gitmiş isen Beytü’l-Makdis’in kapılarını ve duvarlarını ve ahvalini bize tarif et!” Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm ferman ediyor ki:

    فَكَرَب۟تُ كَر۟بًا لَم۟ اَك۟رُب۟ مِث۟لَهُ قَطُّ فَجَلَّى اللّٰهُ لٖى بَي۟تَ ال۟مَق۟دِسِ وَكَشَفَ ال۟حُجُبَ بَي۟نٖى وَبَي۟نَهُ حَتّٰى رَاَي۟تُهُ فَنَعَتُّهُ وَ اَنَا اَن۟ظُرُ اِلَي۟هِ

    Yani “Onların tekziplerinden ve suallerinden pek çok sıkıldım. Hattâ öyle bir sıkıntı hiç çekmemiştim. Birden Cenab-ı Hak, Beytü’l-Makdis’i bana gösterdi; ben de Beytü’l-Makdis’e bakıyorum, birer birer her şeyi tarif ediyordum.” İşte o vakit Kureyş baktılar ki Beytü’l-Makdis’ten doğru ve tam haber veriyor.

    Hem Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm Kureyş’e demiş ki: “Yolda giderken sizin bir kafilenizi gördüm, kafileniz yarın filan vakitte gelecek.” Sonra o vakit, kafileye muntazır kaldılar. Kafile bir saat teehhür etmiş. Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın ihbarı doğru çıkmak için ehl-i tahkikin tasdikiyle, güneş bir saat tevakkuf etmiş. Yani arz, onun sözünü doğru çıkarmak için vazifesini, seyahatini bir saat tatil etmiştir ve o tatili, güneşin sükûnetiyle göstermiştir.

    İşte Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmın bir tek sözünün tasdiki için koca arz vazifesini terk eder, koca güneş şahit olur. Böyle bir zatı tasdik etmeyen ve emrini tutmayanın ne derece bedbaht olduğunu ve onu tasdik edip emrine سَمِع۟نَا وَ اَطَع۟نَا diyenlerin ne kadar bahtiyar olduklarını anla اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلَى ال۟اٖيمَانِ وَ ال۟اِس۟لَامِ de.

    ON SEKİZİNCİ İŞARET

    Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın en büyük ve ebedî ve yüzer delail-i nübüvveti câmi’ ve kırk vecihle i’cazı ispat edilmiş bir mu’cizesi dahi Kur’an-ı Hakîm’dir.

    İşte şu mu’cize-i ekberin beyanına dair Yirmi Beşinci Söz takriben yüz elli sahifede, kırk vech-i i’cazını icmalen beyan ve ispat etmiştir. Öyle ise şu mahzen-i mu’cizat olan mu’cize-i a’zamı o Söz’e havale ederek yalnız iki üç nükteyi beyan edeceğiz:

    BİRİNCİ NÜKTE

    Eğer denilse: İ’caz-ı Kur’an belâgattadır. Halbuki umum tabakatın hakları var ki i’cazında hisseleri bulunsun. Halbuki belâgattaki i’cazı, binde ancak bir muhakkik âlim anlayabilir?

    Elcevap: Kur’an-ı Hakîm’in her tabakaya karşı bir nevi i’cazı vardır. Ve bir tarzda, i’cazının vücudunu ihsas eder.

    Mesela, ehl-i belâgat ve fesahat tabakasına karşı, hârikulâde belâgattaki i’cazını gösterir.

    Ve ehl-i şiir ve hitabet tabakasına karşı; garib, güzel, yüksek üslub-u bedî’in i’cazını gösterir. O üslup herkesin hoşuna gittiği halde, kimse taklit edemiyor. Mürur-u zaman o üslubu ihtiyarlatmıyor, daima genç ve tazedir. Öyle muntazam bir nesir ve mensur bir nazımdır ki hem âlî hem tatlıdır.

    Hem kâhinler ve gaibden haber verenler tabakasına karşı, hârikulâde ihbarat-ı gaybiyedeki i’cazını gösterir.

    Ve ehl-i tarih ve hâdisat-ı âlem uleması tabakasına karşı, Kur’an’daki ihbarat ve hâdisat-ı ümem-i sâlife ve ahval ve vakıat-ı istikbaliye ve berzahiye ve uhreviyedeki i’cazını gösterir.

    Ve içtimaiyat-ı beşeriye uleması ve ehl-i siyaset tabakasına karşı, Kur’an’ın desatir-i kudsiyesindeki i’cazını gösterir. Evet, o Kur’an’dan çıkan şeriat-ı kübra, o sırr-ı i’cazı gösterir.

    Hem maarif-i İlahiye ve hakaik-i kevniyede tevaggul eden tabakaya karşı, Kur’an’daki hakaik-i kudsiye-i İlahiyedeki i’cazı gösterir veya i’cazın vücudunu ihsas eder.

    Ve ehl-i tarîkat ve velayete karşı, Kur’an bir deniz gibi daima temevvücde olan âyâtının esrarındaki i’cazını gösterir ve hâkeza… Kırk tabakadan her tabakaya karşı bir pencere açar, i’cazını gösterir.

    Hattâ yalnız kulağı bulunan ve bir derece mana fehmeden avam tabakasına karşı, Kur’an’ın okunmasıyla başka kitaplara benzemediğini, kulak sahibi tasdik eder. Ve o âmî der ki: “Ya bu Kur’an bütün dinlediğimiz kitapların aşağısındadır. Bu ise hiçbir düşman dahi diyemez ve hem yüz derece muhaldir. Öyle ise bütün işitilen kitapların fevkindedir. Öyle ise mu’cizedir.” İşte bu kulaklı âmînin fehmettiği i’cazı, ona yardım için bir derece izah edeceğiz. Şöyle ki:

    Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan meydana çıktığı vakit bütün âleme meydan okudu ve insanlarda iki şiddetli his uyandırdı:

    Birisi: Dostlarında hiss-i taklidi, yani sevgili Kur’an’ın üslubuna karşı benzemeklik arzusu ve onun gibi konuşmak hissi…

    İkincisi: Düşmanlarda bir hiss-i tenkit ve muaraza, yani Kur’an üslubuna mukabele etmekle dava-yı i’cazı kırmak hissi…

    İşte bu iki hiss-i şedit ile milyonlar Arabî kitaplar yazılmışlar, meydandadır. Şimdi bütün bu kitapların en beliğleri, en fasihleri Kur’an’la beraber okunduğu vakit, her kim dinlese kat’iyen diyecek ki Kur’an bunların hiçbirisine benzemiyor. Demek Kur’an, umum bu kitapların derecesinde değildir. Öyle ise herhalde, ya Kur’an umumunun altında olacak; o ise yüz derece muhal olmakla beraber, hiç kimse hattâ şeytan bile olsa diyemez. (Hâşiye[362]) Öyle ise Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, yazılan umum kitapların fevkindedir.

    Hattâ manayı da fehmetmeyen cahil, âmî tabakaya karşı da Kur’an-ı Hakîm, usandırmamak suretiyle i’cazını gösterir. Evet o âmî, cahil adam der ki: “En güzel, en meşhur bir beyti iki üç defa işitsem bana usanç veriyor. Şu Kur’an ise hiç usandırmıyor, gittikçe daha ziyade dinlemesi hoşuma gidiyor. Öyle ise bu, insan sözü değildir.”

    Hem hıfza çalışan çocukların tabakasına karşı dahi Kur’an-ı Hakîm o nazik, zayıf, basit ve bir sahife kitabı hıfzında tutamayan o çocukların küçük kafalarında, o büyük Kur’an ve çok yerlerinde iltibas ve müşevveşiyete sebebiyet veren birbirine benzeyen âyetlerin ve cümlelerin teşabühüyle beraber; kemal-i suhuletle, kolaylıkla o çocukların hâfızalarında yerleşmesi suretinde, i’cazını onlara dahi gösterir.

    Hattâ az sözden ve gürültüden müteessir olan hastalara ve sekeratta olanlara karşı Kur’an’ın zemzemesi ve sadâsı; zemzem suyu gibi onlara hoş ve tatlı geldiği cihetle, bir nevi i’cazını onlara da ihsas eder.

    Elhasıl: Kırk muhtelif tabakata ve ayrı ayrı insanlara, kırk vecihle Kur’an-ı Hakîm i’cazını gösterir veya i’cazının vücudunu ihsas eder. Kimseyi mahrum bırakmaz.

    Hattâ yalnız gözü bulunan (Hâşiye[363])kulaksız, kalpsiz, ilimsiz tabakasına karşı da Kur’an’ın bir nevi alâmet-i i’cazı vardır. Şöyle ki:

    Hâfız Osman hattıyla ve basmasıyla olan Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın yazılan kelimeleri birbirine bakıyor.

    Mesela, Sure-i Kehf’de وَثَامِنُهُم۟ كَل۟بُهُم۟ kelimesi altında yapraklar delinse Sure-i Fâtır’daki قِط۟مٖيرٍ kelimesi, az bir inhirafla görünecek ve o kelbin ismi de anlaşılacak.

    Ve Sure-i Yâsin’de iki defa مُح۟ضَرُونَ birbiri üstüne, Ve’s-sâffat’taki مُح۟ضَرٖينَ ve مُح۟ضَرُونَ hem birbirine hem onlara bakıyor, biri delinse ötekiler az bir inhirafla görünecek.

    Mesela, Sure-i Sebe’nin âhirinde, Sure-i Fâtır’ın evvelindeki iki مَث۟نٰى birbirine bakar. Bütün Kur’an’da yalnız üç مَث۟نٰى dan ikisi birbirine bakmaları tesadüfî olamaz.

    Ve bunların emsali pek çoktur. Hattâ bir kelime, beş altı yerde yapraklar arkasında, az bir inhirafla birbirine bakıyorlar.

    Ve Kur’an’ın birbirine bakan iki sahifesinde, birbirine bakan cümleleri kırmızı kalemle yazılan bir Kur’an’ı ben gördüm. “Şu vaziyet dahi bir nevi mu’cizenin emaresidir.” o vakit dedim. Daha sonra baktım ki Kur’an’ın müteaddid yapraklar arkasında birbirine bakar çok cümleleri var ki manidar bir surette birbirine bakar.

    İşte tertib-i Kur’an irşad-ı Nebevî ile, münteşir ve matbu Kur’anlar da ilham-ı İlahî ile olduğundan Kur’an-ı Hakîm’in nakşında ve o hattında, bir nevi alâmet-i i’caz işareti var. Çünkü o vaziyet, ne tesadüfün işi ve ne de fikr-i beşerin düşünüşüdür. Fakat bazı inhiraf var ki o da tabın noksanıdır ki tam muntazam olsaydı kelimeler tam birbiri üzerine düşecekti.

    Hem Kur’an’ın Medine’de nâzil olan mutavassıt ve uzun surelerinin her bir sahifesinde “lafzullah” pek bedî’ bir tarzda tekrar edilmiş. Ağleben ya beş ya altı ya yedi ya sekiz ya dokuz ya on bir adet tekrar ile beraber bir yaprağın iki yüzünde ve karşı karşıya gelen sahifede güzel ve manidar bir münasebet-i adediye gösterir. (Hâşiye[364])

    İKİNCİ NÜKTE

    Hazret-i Musa aleyhisselâmın zamanında sihrin revacı olduğundan mühim mu’cizatı, ona benzer bir tarzda geldiği ve Hazret-i İsa aleyhisselâmın zamanında ilm-i tıp revaçta olduğundan mu’cizatının galibi, o cinsten geldiği gibi Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın dahi zamanında Ceziretü’l-Arap’ta en ziyade revaçta dört şey idi:

    Birincisi: Belâgat ve fesahat.

    İkincisi: Şiir ve hitabet.

    Üçüncüsü: Kâhinlik ve gaibden haber vermek.

    Dördüncüsü: Hâdisat-ı maziyeyi ve vakıat-ı kevniyeyi bilmek idi.

    İşte Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan geldiği zaman, bu dört nevi malûmat sahiplerine karşı meydan okudu:

    Başta ehl-i belâgata birden diz çöktürdü. Hayretle Kur’an’ı dinlediler.

    İkincisi, ehl-i şiir ve hitabet yani muntazam nutuk okuyan ve güzel şiir söyleyenlere karşı öyle bir hayret verdi ki parmaklarını ısırttı. Altın ile yazılan en güzel şiirlerini ve Kâbe duvarlarına medar-ı iftihar için asılan meşhur “Muallakat-ı Seb’a”larını indirtti, kıymetten düşürdü.

    Hem gaibden haber veren kâhinleri ve sahirleri susturdu. Onların gaybî haberlerini onlara unutturdu. Cinnîlerini tard ettirdi. Kâhinliğe hâtime çektirdi.

    Hem ümem-i sâlifenin vekayiine ve hâdisat-ı âlemin ahvaline vâkıf olanları hurafattan ve yalandan kurtarıp hakiki hâdisat-ı maziyeyi ve nurlu olan vekayi-i âlemi onlara ders verdi.

    İşte bu dört tabaka, Kur’an’a karşı kemal-i hayret ve hürmetle onun önüne diz çökerek şakird oldular. Hiçbirisi, hiçbir vakit bir tek sureyle muarazaya kalkışamadılar.

    Eğer denilse: Nasıl biliyoruz ki kimse muaraza edemedi ve muaraza kabil değil?

    Elcevap: Eğer muaraza mümkün olsaydı herhalde teşebbüs edilecekti. Çünkü muarazaya ihtiyaç şedit idi. Zira dinleri, malları, canları, iyalleri tehlikeye düşüyor. Muaraza edilseydi kurtulurlardı. Eğer muaraza mümkün olsaydı herhalde muaraza edecektiler. Eğer muaraza edilseydi muaraza taraftarları kâfirler, münafıklar çok hem pek çok olduğundan herhalde muarazaya taraftar çıkıp iltizam ederek herkese neşredeceklerdi. (Nasıl ki İslâmiyet’in aleyhinde her şeyi neşretmişler.) Eğer neşretseydiler ve muaraza olsaydı herhalde tarihlere, kitaplara şaşaalı bir surette geçecekti.

    İşte meydanda bütün tarihler, kitaplar; hiçbirisinde Müseylime-i Kezzab’ın birkaç fıkrasından başka yoktur. Halbuki Kur’an-ı Hakîm, yirmi üç sene mütemadiyen damarlara dokunduracak ve inadı tahrik edecek bir tarzda meydan okudu. Ve der idi ki:

    Şu Kur’an’ın Muhammedü’l-Emin gibi bir ümmiden nazirini yapınız ve gösteriniz.

    Haydi bunu yapamıyorsunuz; o zat ümmi olmasın, gayet âlim ve kâtip olsun.

    Haydi bunu da getiremiyorsunuz; bir tek zat olmasın, bütün âlimleriniz, beliğleriniz toplansın, birbirine yardım etsin hattâ güvendiğiniz âliheleriniz size yardım etsin.

    Haydi bununla da yapamayacaksınız; eskiden yazılmış beliğ eserlerden de istifade edip hattâ gelecekleri de yardıma çağırıp Kur’an’ın nazirini gösteriniz, yapınız.

    Haydi bunu da yapamıyorsunuz; Kur’an’ın mecmuuna olmasın da yalnız on suresinin nazirini getiriniz.

    Haydi on suresine mukabil hakiki doğru olarak bir nazire getiremiyorsunuz; haydi hikâyelerden, asılsız kıssalardan terkip ediniz. Yalnız nazmına ve belâgatına nazire olsun getiriniz.

    Haydi bunu da yapamıyorsunuz, bir tek suresinin nazirini getiriniz.

    Haydi sure uzun olmasın, kısa bir sure olsun nazirini getiriniz. Yoksa din, can, mal, iyalleriniz; dünyada da âhirette de tehlikeye düşecektir!

    İşte sekiz tabakada, ilzam suretinde, Kur’an-ı Hakîm yirmi üç senede değil belki bin üç yüz senede bütün ins ve cinne karşı bu meydanı okumuş ve okuyor. Halbuki evvelki zamanda o kâfirler can, mal ve iyalini tehlikeye atıp en dehşetli yol olan harp yolunu ihtiyar ederek en kolay ve en kısa olan muaraza yolunu terk ettiler. Demek, muaraza yolu mümkün değildi.

    İşte hiçbir âkıl, hususan o zamanda Ceziretü’l-Arap’taki adamlar, hususan Kureyşîler gibi zeki adamlar; bir tek edibleri, Kur’an’ın bir tek suresine nazire yapıp Kur’an’ın hücumundan kurtulmasını temin ederek kısa ve kolay yolu terk edip can, mal, iyalini tehlikeye atıp en müşkülatlı yola sülûk eder mi?

    Elhasıl, meşhur Cahız’ın dediği gibi: “Muaraza-i bi’l-huruf mümkün olmadı, muharebe-i bi’s-süyufa mecbur oldular.”

    Eğer denilse: Bazı muhakkik ulema demişler ki: “Kur’an’ın bir suresine değil, bir tek âyetine hattâ bir tek cümlesine hattâ bir tek kelimesine muaraza edilmez ve edilmemiş.” Bu sözler mübalağa görünüyor ve akıl kabul etmiyor. Çünkü beşerin sözlerinde Kur’an cümlelerine benzeyen çok cümleler var. Bu sözün sırr-ı hikmeti nedir?

    Elcevap: İ’caz-ı Kur’an’da iki mezhep var.

    Mezheb-i ekser ve râcih odur ki Kur’an’daki letaif-i belâgat ve mezaya-yı maânî, kudret-i beşerin fevkindedir.

    İkinci mercuh mezhep odur ki Kur’an’ın bir suresine muaraza, kudret-i beşer dâhilindedir. Fakat Cenab-ı Hak, mu’cize-i Ahmediye (asm) olarak men’etmiş. Nasıl ki bir adam ayağa kalkabilir fakat eser-i mu’cize olarak bir nebi dese ki: “Sen kalkamayacaksın!” O da kalkamazsa mu’cize olur. Şu mezheb-i mercuha, Sarfe mezhebi denilir. Yani Cenab-ı Hak cin ve insi men’etmiş ki Kur’an’ın bir suresine mukabele edebilsinler. Eğer men’etmeseydi cin ve ins bir suresine mukabele ederdi.

    İşte şu mezhebe göre “Bir kelimesine de muaraza edilmez.” diyen ulemanın sözleri hakikattir. Çünkü madem Cenab-ı Hak, i’caz için onları men’etmiş; muarazaya ağızlarını açamazlar. Ağızlarını açsalar da izn-i İlahî olmazsa kelimeyi çıkaramazlar.

    Amma mezheb-i râcih ve ekser olan mezheb-i evvele göre dahi o ulemanın beyan ettiği fikrin şöyle bir ince vechi vardır ki:

    Kur’an-ı Hakîm’in cümleleri, kelimeleri birbirine bakar. Bazı olur bir kelime, on yere bakar; onda, on nükte-i belâgat, on münasebet bulunuyor. Nasıl ki İşaratü’l-İ’caz namındaki tefsirde, Fatiha’nın bazı cümleleri içinde ve الٓمٓ ۝ ذٰلِكَ ال۟كِتَابُ لَا رَي۟بَ فٖيهِ cümleleri içinde, şu nüktelerden bazı numuneleri göstermişiz.

    Mesela, nasıl ki münakkaş bir sarayda, müteaddid, muhtelif nakışların düğümü hükmünde bir taşı, bütün nakışlara bakacak bir yerde yerleştirmek; bütün o duvarı nukuşuyla bilmeye mütevakkıftır.

    Hem nasıl ki insanın başındaki göz bebeğini yerinde yerleştirmek, bütün cesedin münasebatını ve vezaif-i acibesini ve gözün o vezaife karşı vaziyetini bilmekle oluyor.

    Öyle de ehl-i hakikatin çok ileri giden bir kısmı, Kur’an’ın kelimatında pek çok münasebatı ve sair âyetlerdeki cümlelere bakan vücuhları, alâkaları göstermişler. Hususan ulema-i ilm-i huruf daha ileri gidip bir harf-i Kur’an’da, bir sahife kadar esrarı, ehline beyan ederek ispat etmişler. Hem madem Hâlık-ı külli şey’in kelâmıdır; her bir kelimesi, kalp ve çekirdek hükmüne geçebilir. Etrafında, esrardan müteşekkil bir cesed-i manevîye kalp ve bir şecere-i maneviyeye çekirdek hükmüne geçebilir.

    İşte insanın sözlerinde, Kur’an’ın kelimeleri gibi kelimeler, belki cümleler, âyetler bulunabilir. Fakat Kur’an’da, çok münasebat gözetilerek bir tarz ile yerleştirildiği yerde; bir ilm-i muhit lâzım ki öyle yerli yerine yerleşsin.

    ÜÇÜNCÜ NÜKTE

    Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın hülâsatü’l-hülâsa bir icmal-i mahiyeti için bir vakit Arabî ibare ile bir tefekkür-ü hakikiyi, Cenab-ı Hak benim kalbime ihsan etmişti. Şimdi aynen o tefekkürü, Arabî olarak yazacağız, sonra manasını beyan edeceğiz. İşte:

    سُب۟حَانَ مَن۟ شَهِدَ عَلٰى وَح۟دَانِيَّتِهٖ وَصَرَّحَ بِاَو۟صَافِ جَمَالِهٖ وَجَلَالِهٖ وَكَمَالِهٖ اَل۟قُر۟اٰنُ ال۟حَكٖيمُ ال۟مُنَوَّرُ جِهَاتُهُ السِّتُّ اَل۟حَاوٖى لِسِرِّ اِج۟مَاعِ كُلِّ كُتُبِ ال۟اَن۟بِيَاءِ وَال۟اَو۟لِيَاءِ وَال۟مُوَحِّدٖينَ ال۟مُخ۟تَلِفٖينَ فِى ال۟اَع۟صَارِ وَال۟مَشَارِبِ وَال۟مَسَالِكِ ال۟مُتَّفِقٖينَ بِقُلُوبِهِم۟ وَعُقُولِهِم۟ عَلٰى تَص۟دٖيقِ اَسَاسَاتِ ال۟قُر۟اٰنِ وَكُلِّيَّاتِ اَح۟كَامِهٖ عَلٰى وَج۟هِ ال۟اِج۟مَالِ وَهُوَ مَح۟ضُ ال۟وَح۟ىِ بِاِج۟مَاعِ ال۟مُن۟زِلِ وَال۟مُن۟زَلِ وَال۟مُن۟زَلِ عَلَي۟هِ وَعَي۟نُ ال۟هِدَايَةِ بِال۟بَدَاهَةِ وَمَع۟دَنُ اَن۟وَارِ ال۟اٖيمَانِ بِالضَّرُورَةِ وَمَج۟مَعُ ال۟حَقَائِقِ بِال۟يَقٖينِ وَمُوصِلٌ اِلَى السَّعَادَةِ بِال۟عِيَانِ وَذُو ال۟اَث۟مَارِ ال۟كَامِلٖينَ بِال۟مُشَاهَدَةِ وَمَق۟بُولُ ال۟مَلَكِ وَال۟اِن۟سِ وَال۟جَانِّ بِال۟حَد۟سِ الصَّادِقِ مِن۟ تَفَارٖيقِ ال۟اَمَارَاتِ وَال۟مُؤَيَّدُ بِالدَّلَائِلِ ال۟عَق۟لِيَّةِ بِاِتِّفَاقِ ال۟عُقَلَاءِ ال۟كَامِلٖينَ وَال۟مُصَدَّقُ مِن۟ جِهَةِ ال۟فِط۟رَةِ السَّلٖيمَةِ بِشَهَادَةِ اِط۟مِئ۟نَانِ ال۟وِج۟دَانِ وَال۟مُع۟جِزَةُ ال۟اَبَدِيَّةُ ال۟بَاقٖى وَج۟هُ اِع۟جَازِهٖ عَلٰى مَرِّ الزَّمَانِ بِال۟مُشَاهَدَةِ وَال۟مُن۟بَسِطُ دَائِرَةُ اِر۟شَادِهٖ مِنَ ال۟مَلَأِ ال۟اَع۟لٰى اِلٰى مَك۟تَبِ الصِّب۟يَانِ يَس۟تَفٖيدُ مِن۟ عَي۟نِ دَر۟سٍ اَل۟مَلٰئِكَةُ مَعَ الصَّبِيّٖينَ وَ كَذَا هُوَ ذُو ال۟بَصَرِ ال۟مُط۟لَقِ يَرَى ال۟اَش۟يَاءَ بِكَمَالِ ال۟وُضُوحِ وَالظُّهُورِ وَيُحٖيطُ بِهَا وَيُقَلِّبُ ال۟عَالَمَ فٖى يَدِهٖ وَيُعَرِّفُهُ لَنَا كَمَا يُقَلِّبُ صَانِعُ السَّاعَةِ السَّاعَةَ فٖى كَفِّهٖ وَيُعَرِّفُهَا لِلنَّاسِ فَهٰذَا ال۟قُر۟اٰنُ ال۟عَظٖيمُ الشَّانِ هُوَ الَّذٖى يَقُولُ مُكَرَّرًا اَللّٰهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ فَاع۟لَم۟ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ

    İşte şu tefekkür-ü Arabînin tercümesi ve meali şudur ki:

    Yani Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın altı ciheti parlaktır ve nurludur. Evham ve şübehat içine giremez. Çünkü arkası arşa dayanıyor, o cihette nur-u vahiy var. Önünde ve hedefinde saadet-i dâreyn var. Ebede, âhirete el atmış; cennet ve saadet nuru var. Üstünde sikke-i i’caz parlıyor. Altında bürhan ve delil direkleri var. İçi hâlis hidayet. Sağı اَفَلَا يَع۟قِلُونَ ler ile ukûlü istintakla “Sadakte” dedirtiyor. Solunda; kalplere ezvak-ı ruhanî vermekle, vicdanları istişhad ederek “Bârekellah” dediren Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’a hangi köşeden, hangi cihetten evham ve şübehatın hırsızları girebilir?

    Evet, Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan asırları, meşrepleri, meslekleri muhtelif olan enbiyanın, evliyanın, muvahhidînin kitaplarının sırr-ı icmaını câmi’dir. Yani bütün o ehl-i kalp ve akıl, Kur’an-ı Hakîm’in mücmel ahkâmını ve esasatını tasdik eder bir surette, o esasatı kitaplarında zikredip kabul etmişler. Demek onlar, Kur’an şecere-i semavîsinin kökleri hükmündedirler.

    Hem Kur’an-ı Hakîm, vahye istinad ediyor ve vahiydir. Çünkü Kur’an’ı nâzil eden Zat-ı Zülcelal, mu’cizat-ı Ahmediye (asm) ile Kur’an vahiy olduğunu gösterir, ispat eder. Ve nâzil olan Kur’an dahi üstündeki i’caz ile gösterir ki arştan geliyor. Ve münzel-i aleyh olan Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâmın bidayet-i vahiydeki telaşı ve nüzul-ü vahiy vaktindeki vaziyet-i bîhuşu ve herkesten ziyade Kur’an’a karşı ihlas ve hürmeti gösteriyor ki: Vahiy olup ezelden geliyor, ona misafir oluyor.

    Hem o Kur’an bilbedahe mahz-ı hidayettir. Çünkü onun muhalifi, bilmüşahede küfrün dalaletidir. Hem bizzarure Kur’an envar-ı imaniyenin madenidir. Elbette envar-ı imaniyenin aksi zulümattır. Çok Sözlerde bunu kat’î olarak ispat etmişiz.

    Hem Kur’an bi’l-yakîn hakaikin mecmaıdır. Hayalat ve hurafat, içine giremez. Teşkil ettiği hakikatli âlem-i İslâmiyet, izhar ettiği esaslı şeriat ve gösterdiği âlî kemalâtın şehadetiyle, âlem-i gayba ait olan bahislerinde dahi âlem-i şehadetteki bahisleri gibi ayn-ı hakaik olduğunu ve içinde hilaf bulunmadığını ispat eder.

    Hem Kur’an bi’l-ayân ve şüphesiz, saadet-i dâreyne îsal eder, beşeri ona sevk eder. Kimin şüphesi varsa bir defa Kur’an’ı okusun ve dinlesin, ne diyor? Hem Kur’an’ın verdiği meyveler hem mükemmeldir hem hayattardır. Öyle ise Kur’an ağacının kökü hakikattedir, hayattardır. Çünkü meyvenin hayatı, ağacın hayatına delâlet eder. İşte bak, her asırda ne kadar asfiya ve evliya gibi mükemmel ve kâmil, zîhayat ve zînur meyveler vermiş.

    Hem hadsiz müteferrik emarelerden neş’et eden bir hads ve kanaatle, Kur’an hem ins hem cin hem meleğin makbulü ve mergubudur ki okunduğu vakit onlar, iştiyakla pervane gibi etrafına toplanıyorlar.

    Hem Kur’an vahiy olmakla beraber, delail-i akliye ile teyid ve tahkim edilmiş. Evet, kâmil ukalânın ittifakı buna şahittir. Başta ulema-i ilm-i kelâmın allâmeleri ve İbn-i Sina, İbn-i Rüşd gibi felsefenin dâhîleri müttefikan esasat-ı Kur’aniyeyi usûlleriyle, delilleriyle ispat etmişler.

    Hem Kur’an, fıtrat-ı selime cihetiyle musaddaktır. Eğer bir arıza ve bir maraz olmazsa her bir fıtrat-ı selime onu tasdik eder. Çünkü itminan-ı vicdan ve istirahat-i kalp, onun envarıyla olur. Demek fıtrat-ı selime, vicdanın itminanı şehadetiyle, onu tasdik ediyor. Evet fıtrat, lisan-ı haliyle Kur’an’a der: “Fıtratımızın kemali sensiz olamaz!” Şu hakikati çok yerlerde ispat etmişiz.

    Hem Kur’an bilmüşahede ve bilbedahe, ebedî ve daimî bir mu’cizedir. Her vakit i’cazını gösterir. Sair mu’cizat gibi sönmez, vakti bitmez, ebedîdir.

    Hem Kur’an’ın mertebe-i irşadında öyle bir genişlik var ki bir tek dersinde, Hazret-i Cibril (as) bir tıfl-ı nevresîde ile omuz omuza o dersi dinler, hisselerini alırlar. Ve İbn-i Sina gibi en dâhî feylesof, en âmî bir ehl-i kıraatla diz dize aynı dersi okurlar, derslerini alırlar. Hattâ bazen olur ki o âmî adam, kuvvet ve safvet-i iman cihetiyle, İbn-i Sina’dan daha ziyade istifade eder.

    Hem Kur’an’ın içinde öyle bir göz var ki bütün kâinatı görür, ihata eder ve bir kitabın sahifeleri gibi kâinatı göz önünde tutar, tabakatını ve âlemlerini beyan eder. Bir saatin sanatkârı nasıl saatini çevirir, açar, gösterir, tarif eder; Kur’an dahi elinde kâinatı tutmuş, öyle yapıyor. İşte şöyle bir Kur’an-ı Azîmüşşan’dır ki فَاع۟لَم۟ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ der, vahdaniyeti ilan eder.

    اَللّٰهُمَّ اج۟عَلِ ال۟قُر۟اٰنَ لَنَا فِى الدُّن۟يَا قَرٖينًا وَ فِى ال۟قَب۟رِ مُونِسًا وَ فِى ال۟قِيَامَةِ شَفٖيعًا وَ عَلَى الصِّرَاطِ نُورًا وَ مِنَ النَّارِ سِت۟رًا وَ حِجَابًا وَ فِى ال۟جَنَّةِ رَفٖيقًا وَ اِلَى ال۟خَي۟رَاتِ كُلِّهَا دَلٖيلًا وَ اِمَامًا اَللّٰهُمَّ نَوِّر۟ قُلُوبَنَا وَ قُبُورَنَا بِنُورِ ال۟اٖيمَانِ وَ ال۟قُر۟اٰنِ وَ نَوِّر۟ بُر۟هَانَ ال۟قُر۟اٰنِ بِحَقِّ وَ بِحُر۟مَةِ مَن۟ اُن۟زِلَ عَلَي۟هِ ال۟قُر۟اٰنُ عَلَي۟هِ وَ عَلٰى اٰلِهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ مِنَ الرَّح۟مٰنِ ال۟حَنَّانِ اٰمٖينَ

    ON DOKUZUNCU NÜKTELİ İŞARET

    Sâbık işaretlerde, Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm Cenab-ı Hakk’ın resulü olduğu gayet kat’î ve şüphesiz bir surette ispat edildi. İşte risaleti binler delail-i kat’iye ile sabit olan Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâm, vahdaniyet-i İlahiyenin ve saadet-i ebediyenin en parlak bir delili ve en kat’î bir bürhanıdır.

    Biz şu işarette; o muşrık, parlak delile ve nâtık-ı sadık bürhana, hülâsatü’l-hülâsa bir icmal ile küçük bir tarif yapacağız. Çünkü madem o delildir ve neticesi marifet-i İlahiyedir elbette delili tanımak ve vech-i delâletini bilmek lâzımdır. Öyle ise biz de gayet muhtasar bir hülâsa ile vech-i delâletini ve sıhhatini beyan edeceğiz. Şöyle ki:

    Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm, şu kâinatın mevcudatı gibi Hâlık-ı kâinat’ın vücuduna ve vahdetine kendi zatı delâlet ettiği gibi o, kendi delâlet-i zatiyesini bütün mevcudatın delâletiyle beraber, lisanıyla ilan etmiştir. Madem delildir; biz o delilin hüccet ve istikametine ve sıdk ve hakkaniyetine, on beş esasta işaret ederiz:

    Birinci Esas:

    Hem zatıyla hem lisanıyla hem delâlet-i haliyle hem kāliyle kâinatın Sâni’ine delâlet eden şu delil hem hakikat-i kâinatça musaddak hem sadıktır. Çünkü bütün mevcudatın vahdaniyete delâletleri, elbette vahdaniyeti söyleyen zatı tasdik hükmündedir. Demek, söylediği dava da umum kâinatça musaddaktır.

    Hem beyan ettiği kemal-i mutlak olan vahdaniyet-i İlahiye ve hayr-ı mutlak olan saadet-i ebediye, bütün hakaik-i âlemin hüsün ve kemaline muvafık ve mutabık olduğundan o, davasında elbette sadıktır.

    Demek Resul-i Ekrem aleyhissalâtü vesselâm, vahdaniyet-i İlahiyeye ve saadet-i ebediyeye bir bürhan-ı nâtık-ı sadık ve musaddaktır.

    İkinci Esas:

    Hem o delil-i sadık ve musaddak, madem umum enbiyanın fevkinde binler mu’cizat ve neshedilmeyen bir şeriat ve umum cin ve inse şâmil bir davet sahibi olduğundan elbette umum enbiyanın reisidir. Öyle ise umum enbiyanın mu’cizatlarının sırrını ve ittifaklarını câmi’dir. Demek, bütün enbiyanın kuvvet-i icmaı ve mu’cizatlarının şehadeti, onun sıdk ve hakkaniyetine bir nokta-i istinad teşkil eder.

    Hem onun terbiyesi ve irşadı ve nur-u şeriatıyla kemal bulan bütün evliya ve asfiyanın sultanı ve üstadıdır. Öyle ise onların sırr-ı kerametlerini ve icmakârane tasdiklerini ve tahkiklerinin kuvvetini câmi’dir. Çünkü onlar üstadlarının açtığı ve kapıyı açık bıraktığı yolda gitmişler, hakikati bulmuşlar. Öyle ise onların bütün kerametleri ve tahkikatları ve icmaları, o mukaddes üstadlarının sıdk ve hakkaniyeti için bir nokta-i istinad temin eder.

    Hem o bürhan-ı vahdaniyet, sâbık işaretlerde görüldüğü gibi o kadar kat’î, yakînî ve bâhir mu’cizeleri ve hârika irhasatları ve şüphesiz delail-i nübüvveti var ve o zatı öyle bir tasdik ediyor ki kâinat toplansa onların tasdikini iptal edemez!

    Üçüncü Esas:

    Hem o mu’cizat-ı bâhire sahibi olan vahdaniyet dellâlı ve saadet-i ebediye müjdecisi, kendi zat-ı mübareğinde öyle ahlâk-ı âliye ve vazife-i risaletinde öyle secaya-yı sâmiye ve tebliğ ettiği şeriat ve dininde öyle hasail-i gâliye vardır ki en şedit düşman dahi onu tasdik ediyor, inkâra mecal bulamıyor. Madem zatında ve vazifesinde ve dininde, en yüksek ve güzel ahlâkları ve en ulvi ve mükemmel seciyeleri ve en kıymettar ve makbul hasletleri bulunuyor; elbette o zat, mevcudattaki kemalâtın ve ahlâk-ı âliyenin misali ve mümessili ve timsali ve üstadıdır.

    Öyle ise zatında ve vazifesinde ve dininde şu kemalât ise hakkaniyetine ve sıdkına o kadar kuvvetli bir nokta-i istinaddır ki hiçbir cihette sarsılmaz.

    Dördüncü Esas:

    Hem maden-i kemalât ve muallim-i ahlâk-ı âliye olan o dellâl-ı vahdaniyet ve saadet, kendi kendine söylemiyor belki söylettiriliyor. Evet, Hâlık-ı kâinat tarafından söylettiriliyor. Üstad-ı Ezelîsinden ders alır, sonra ders verir. Çünkü sâbık işaretlerde kısmen beyan edilen binler delail-i nübüvvetle Hâlık-ı kâinat, bütün o mu’cizatı onun elinde halk etmekle gösterdi ki o, onun hesabına konuşuyor, onun kelâmını tebliğ ediyor.

    Hem ona gelen Kur’an ise içinde, dışında kırk vech-i i’caz ile gösterir ki o, Cenab-ı Hakk’ın tercümanıdır.

    Hem o kendi zatında bütün ihlasıyla ve takvasıyla ve ciddiyetiyle ve emanetiyle ve sair bütün ahval ve etvarıyla gösterir ki o, kendi namına kendi fikriyle demiyor belki Hâlık’ı namına konuşuyor.

    Hem onu dinleyen bütün ehl-i hakikat, keşif ve tahkik ile tasdik etmişler ve ilmelyakîn iman etmişler ki o, kendi kendine konuşmuyor, belki Hâlık-ı kâinat onu konuşturuyor, ders veriyor, onunla ders verdiriyor.

    Öyle ise onun sıdk ve hakkaniyeti, bu dört gayet kuvvetli esasların icmaına istinad eder.

    Beşinci Esas:

    Hem o Tercüman-ı Kelâm-ı Ezelî ervahları görüyor, melâikelerle sohbet ediyor, cin ve insi de irşad ediyor. Değil ins ve cin âlemi, belki âlem-i ervah ve âlem-i melâike fevkinde ders alıyor. Ve maverasında münasebeti var ve ıttılaı vardır. Sâbık mu’cizatı ve tevatürle kat’î macera-yı hayatı şu hakikati ispat etmiştir.

    Öyle ise kâhinler ve sair gaibden haber verenler gibi onun haberlerine değil cin, değil ervah, değil melâike, belki Cibril’den başka Melâike-i Mukarrebîn dahi karışamıyor. Hattâ ekser evkatta onun arkadaşı olan Hazret-i Cebrail’i dahi bazı geri bırakıyor.

    Altıncı Esas:

    Hem o melek, cin ve beşerin seyyidi olan zat, şu kâinat ağacının en münevver ve mükemmel meyvesi ve rahmet-i İlahiyenin timsali ve muhabbet-i Rabbaniyenin misali ve Hakk’ın en münevver bürhanı ve hakikatin en parlak siracı ve tılsım-ı kâinatın miftahı ve muamma-yı hilkatin keşşafı ve hikmet-i âlemin şârihi ve saltanat-ı İlahiyenin dellâlı ve mehasin-i sanat-ı Rabbaniyenin vassafı ve câmiiyet-i istidat cihetiyle o zat, mevcudattaki kemalâtın en mükemmel enmuzecidir.

    Öyle ise o zatın şu evsafı ve şahsiyet-i maneviyesi işaret eder, belki gösterir ki o zat, kâinatın illet-i gayesidir. Yani o zata şu kâinatın Hâlık’ı bakmış, kâinatı halk etmiştir. Eğer onu icad etmeseydi kâinatı dahi icad etmezdi denilebilir. Evet, cin ve inse getirdiği hakaik-i Kur’aniye ve envar-ı imaniye ve zatında görünen ahlâk-ı âliye ve kemalât-ı sâmiye, şu hakikate şahid-i kātı’dır.

    Yedinci Esas:

    Hem o bürhan-ı Hak ve sirac-ı hakikat, öyle bir din ve şeriat göstermiştir ki iki cihanın saadetini temin edecek desatiri câmi’dir. Ve câmi’ olmakla beraber, kâinatın hakaikini ve vezaifini ve Hâlık-ı kâinat’ın esmasını ve sıfâtını, kemal-i hakkaniyetle beyan etmiştir.

    İşte o İslâmiyet ve şeriat, öyle bir tarzda muhit ve mükemmeldir ve öyle bir surette kâinatı kendiyle beraber tarif eder ki onun mahiyetine dikkat eden elbette anlar ki o din, bu güzel kâinatı yapan zatın o kâinatı kendiyle beraber tarif edecek bir beyannamesidir ve bir tarifesidir.

    Nasıl ki bir sarayın ustası, o saraya münasip bir tarife yapar. Kendini vasıflarıyla göstermek için bir tarife kaleme alır; öyle de din ve şeriat-ı Muhammediyede (asm) öyle bir ihata, bir ulviyet, bir hakkaniyet görünüyor ki kâinatı halk ve tedbir edenin kaleminden çıktığını gösterir. Ve o kâinatı güzelce tanzim eden kim ise şu dini güzelce tanzim eden yine odur. Evet, o nizam-ı ekmel, elbette bu nazm-ı ecmeli ister.

    Sekizinci Esas:

    İşte mezkûr sıfatlarla muttasıf ve her cihet ile sarsılmaz kuvvetli istinad noktalarına dayanan Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâm, âlem-i şehadete müteveccih olarak âlem-i gayb namına, cin ve insin başları üzerine ilan ederek; istikbalde gelecek asırlar arkasında duran akvama ve milletlere hitap edip öyle bir nida eder ki umum cin ve inse, umum yerlere, umum asırlara işittiriyor. Evet işitiyoruz!

    Dokuzuncu Esas:

    Hem öyle yüksek, kuvvetli hitap ediyor ki bütün asırlar onu dinler. Evet, aks-i sadâsını her bir asır işitiyor.

    Onuncu Esas:

    Hem o zatın gidişatında görünüyor ki görüyor, öyle haber veriyor. Çünkü en tehlikeli vakitlerde, kemal-i metanetle tereddütsüz, telaşsız söylüyor. Bazı olur tek başıyla dünyaya meydan okuyor.

    On Birinci Esas:

    Hem bütün kuvvetiyle öyle kuvvetli davet edip çağırır ki yarı yeri ve nev-i beşerin beşte birini sesine karşı “Lebbeyk” dedirtti سَمِع۟نَا وَ اَطَع۟نَا söylettirdi.

    On İkinci Esas:

    Hem öyle bir ciddiyetle davet ve öyle esaslı bir surette terbiye eder ki düsturlarını asırların cephesinde ve aktarın taşlarında nakşediyor ve dehirlerin yüzlerinde pâyidar ediyor.

    On Üçüncü Esas:

    Hem tebliğ ettiği ahkâmın sağlamlığına öyle bir vüsuk ve güvenmekle söylüyor ve davet ediyor ki dünya toplansa onu bir hükmünden geri çevirip pişman edemez. Buna şahit, bütün tarih-i hayatı ve siyer-i seniyesidir.

    On Dördüncü Esas:

    Hem öyle bir itminan ile, bir itimat ile davet eder, tebliğ eder ki kimseden minnet almaz, hiçbir müşkülata karşı telaş etmez, tereddütsüz, kemal-i samimiyetle ve safvetle ve herkesten evvel kendisi amel edip kabul ederek getirdiği ahkâmı ilan eder. Buna şahit ise herkesçe, dost ve düşmanca malûm olan meşhur zühdü ve istiğnası ve dünyanın fâni müzeyyenatına adem-i tenezzülüdür.

    On Beşinci Esas:

    Hem getirdiği dine herkesten ziyade itaati ve Hâlık’ına karşı herkesten ziyade ubudiyeti ve menhiyata karşı herkesten ziyade takvası, kat’iyen gösterir ki o, Sultan-ı ezel ve ebed’in mübelliğidir, elçisidir ve o, Mabud-u Bi’l-hakk’ın en hâlis abdidir ve kelâm-ı ezelînin tercümanıdır.

    Şu on beş adet esasların neticesi şudur ki: Mezkûr evsaf ile muttasıf şu zat; bütün kuvvetiyle, bütün hayatında mükerreren ve mütemadiyen فَاع۟لَم۟ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ der, vahdaniyeti ilan eder.

    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّم۟ عَلَي۟هِ وَ عَلٰى اٰلِهٖ عَدَدَ حَسَنَاتِ اُمَّتِهٖ

    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ

    BİR İKRAM-I İLAHÎ VE BİR ESER-İ İNAYET-İ RABBANİYE

    وَ اَمَّا بِنِع۟مَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث۟ mazmununa mâsadak olmak emeliyle deriz: Şu risalenin telifinde, Cenab-ı Hakk’ın bir eser-i inayetini ve rahmetini zikredeceğim. Tâ şu risaleyi okuyanlar, ehemmiyetle baksınlar.

    İşte şu risalenin telifi hiç kalbimde yoktu. Çünkü risalet-i Ahmediyeye (asm) dair Otuz Birinci ve On Dokuzuncu Sözler yazılmıştı. Birdenbire, şu risaleyi yazmak için mücbir bir hatıra kalbe geldi. Hem kuvve-i hâfızam, musibetler neticesi olarak sönmüştü. Hem meşrebimde, yazdığım eserlerde, nakil suretiyle –“Kāle-Kıyle” suretiyle– gitmemiştim. Hem yanımda kütüb-ü hadîsiye ve siyer kitapları yoktur. Bununla beraber “Tevekkeltü alallah” diyerek başladım.

    Öyle bir muvaffakiyet oldu ki Eski Said’in kuvve-i hâfızasından ziyade hâfızam yardım etti. Her iki üç saatte, süratle otuz kırk sahife yazıldı. Bir tek saatte, on beş sahife yazılıyordu. Ekser Buharî, Müslim, Beyhakî, Tirmizî, Şifa-i Şerif, Ebu Nuaym, Taberî gibi kitaplardan naklediliyor. Halbuki bu nakilde hata olsa –hadîs olduğu için– günah olması lâzım geldiğinden kalbim titriyordu. Fakat anlaşıldı ki inayet var ve şu risaleye ihtiyaç var. İnşâallah sahih bir surette yazılmıştır. Şayet bazı elfaz-ı hadîsiyede veya râvilerin isminde bir yanlış bulunsa tashih edilerek müsamaha ile bakmalarını ihvanlarımdan rica ediyorum.

    Said Nursî

    Evet, biz müsveddeyi yazıyorduk, Üstadımız da söylüyordu. Yanında hiç kitap yoktu, hiç müracaat da etmiyordu. Birdenbire gayet süratli söylüyordu, biz de yazıyorduk. İki üç saatte, otuz kırk, daha fazla sahife yazıyorduk. Bizim de kanaatimiz geldi ki bu muvaffakiyet, mu’cizat-ı Nebeviyenin bir kerametidir.

    Daimî hizmetkârı: Abdullah Çavuş Hizmetkârı ve müsvedde kâtibi: Süleyman Sami Müsvedde kâtibi ve âhiret kardeşi: Hâfız Hâlid Müsvedde ve tebyiz kâtibi: Hâfız Tevfik

    MU’CİZAT-I AHMEDİYE’NİN BİRİNCİ ZEYLİ

    On Dokuzuncu Söz, risalet-i Ahmediyeye (asm) ve zeyli, şakk-ı kamer mu’cizesine dair olduğundan makam münasebetiyle buraya alınmıştır.

    On dört reşehatı tazammun eden On Dördüncü Lem’a’nın

    BİRİNCİ REŞHASI

    Rabb’imizi bize tarif eden üç büyük, küllî muarrif var.

    Birisi: Şu kitab-ı kâinattır ki bir nebze şehadetini on üç lem’a ile Nur risalesinden On Üçüncü Ders’ten işittik.

    Birisi: Şu kitab-ı kebirin âyet-i kübrası olan Hâtemü’l-enbiya aleyhissalâtü vesselâmdır.

    Birisi de Kur’an-ı Azîmüşşan’dır.

    Şimdi şu ikinci bürhan-ı nâtıkî olan Hâtemü’l-enbiya aleyhissalâtü vesselâmı tanımalıyız, dinlemeliyiz.

    Evet, o bürhanın şahs-ı manevîsine bak: Sath-ı arz bir mescid, Mekke bir mihrab, Medine bir minber… O bürhan-ı bâhir olan Peygamberimiz aleyhissalâtü vesselâm; bütün ehl-i imana imam, bütün insanlara hatip, bütün enbiyaya reis, bütün evliyaya seyyid, bütün enbiya ve evliyadan mürekkeb bir halka-i zikrin serzâkiri… Bütün enbiya hayattar kökleri, bütün evliya taravettar semereleri bir şecere-i nuraniyedir ki her bir davasını, mu’cizatlarına istinad eden bütün enbiya ve kerametlerine itimat eden bütün evliya tasdik edip imza ediyorlar.

    Zira o لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ der, dava eder. Bütün sağ ve sol, yani mazi ve müstakbel taraflarında saf tutan o nurani zâkirler aynı kelimeyi tekrar ederek, icma ederek manen صَدَق۟تَ وَ بِال۟حَقِّ نَطَق۟تَ derler. Hangi vehmin haddi var ki böyle hesapsız imzalarla teyid edilen bir müddeaya parmak karıştırsın?

    İKİNCİ REŞHA

    O nurani bürhan-ı tevhid, nasıl ki iki cenahın icma ve tevatürüyle teyid ediliyor. Öyle de Tevrat ve İncil gibi kütüb-ü semaviyenin (Hâşiye[365])yüzler işaratı ve irhasatın binler rumuzatı ve hâtiflerin meşhur beşaratı ve kâhinlerin mütevatir şehadatı ve şakk-ı kamer gibi binler mu’cizatının delâlatı ve şeriatın hakkaniyeti ile teyid ve tasdik ettikleri gibi; zatında gayet kemaldeki ahlâk-ı hamîdesi ve vazifesinde nihayet hüsnündeki secaya-yı gâliyesi ve kemal-i emniyeti ve kuvvet-i imanını ve gayet itminanını ve nihayet vüsukunu gösteren fevkalâde takvası, fevkalâde ubudiyeti, fevkalâde ciddiyeti, fevkalâde metaneti; davasında nihayet derecede sadık olduğunu güneş gibi aşikâre gösteriyor.

    ÜÇÜNCÜ REŞHA

    Eğer istersen gel, asr-ı saadete, Ceziretü’l-Arab’a gideriz. Hayalen olsun onu vazife başında görüp ziyaret ederiz. İşte bak, hüsn-ü sîret ve cemal-i suret ile mümtaz bir zatı görüyoruz ki elinde mu’ciz-nüma bir kitap, lisanında hakaik-aşina bir hitap, bütün benî-Âdem’e, belki cin ve inse ve meleğe, belki bütün mevcudata karşı bir hutbe-i ezeliyeyi tebliğ ediyor. Sırr-ı hilkat-i âlem olan muamma-i acibanesini hall ve şerh edip ve sırr-ı kâinat olan tılsım-ı muğlakını fetih ve keşfederek bütün mevcudattan sorulan, bütün ukûlü hayret içinde meşgul eden üç müşkül ve müthiş sual-i azîm olan “Necisin? Nereden geliyorsun? Nereye gidiyorsun?” suallerine mukni, makbul cevap verir.

    DÖRDÜNCÜ REŞHA

    Bak! Öyle bir ziya-yı hakikat neşreder ki eğer onun o nurani daire-i hakikat-i irşadından hariç bir surette kâinata baksan elbette kâinatın şeklini bir matemhane-i umumî hükmünde ve mevcudatı birbirine ecnebi, belki düşman ve camidatı dehşetli cenazeler ve bütün zevi’l-hayatı zeval ve firakın sillesiyle ağlayan yetimler hükmünde görürsün.

    Şimdi bak, onun neşrettiği nur ile o matemhane-i umumî, şevk u cezbe içinde bir zikirhaneye inkılab etti. O ecnebi, düşman mevcudat, birer dost ve kardeş şekline girdi. O camidat-ı meyyite-i sâmite; birer munis memur, birer musahhar hizmetkâr vaziyetini aldı ve o ağlayıcı ve şekva edici kimsesiz yetimler, birer tesbih içinde zâkir veya vazife paydosundan şâkir suretine girdi.

    BEŞİNCİ REŞHA

    Hem o nur ile kâinattaki harekât, tenevvüat, tebeddülat, tagayyürat; manasızlıktan ve abesiyetten ve tesadüf oyuncaklığından çıkıp birer mektubat-ı Rabbaniye, birer sahife-i âyât-ı tekviniye, birer meraya-yı esma-i İlahiye ve âlem dahi bir kitab-ı hikmet-i Samedaniye mertebesine çıktılar.

    Hem insanı bütün hayvanatın mâdûnuna düşüren hadsiz zaaf ve aczi, fakr u ihtiyacatı ve bütün hayvanlardan daha bedbaht eden, vasıta-i nakl-i hüzün ve elem ve gam olan aklı, o nur ile nurlandığı vakit, insan; bütün hayvanat, bütün mahlukat üstüne çıkar. O nurlanmış acz, fakr, akıl ile niyaz ile nâzenin bir sultan ve fîzar ile nazdar bir halife-i zemin olur.

    Demek, o nur olmazsa kâinat da insan da hattâ her şey dahi hiçe iner. Evet, elbette böyle bedî’ bir kâinatta, böyle bir zat lâzımdır. Yoksa kâinat ve eflâk olmamalıdır.

    ALTINCI REŞHA

    İşte o zat, bir saadet-i ebediyenin muhbiri, müjdecisi ve rahmet-i bînihayenin kâşifi ve ilancısı ve saltanat-ı rububiyetin mehasininin dellâlı, seyircisi ve künuz-u esma-i İlahiyenin keşşafı, göstericisi olduğundan; böyle baksan –yani ubudiyeti cihetiyle– onu bir misal-i muhabbet, bir timsal-i rahmet, bir şeref-i insaniyet, en nurani bir semere-i şecere-i hilkat göreceksin. Şöyle baksan –yani risaleti cihetiyle– bir bürhan-ı Hak, bir sirac-ı hakikat, bir şems-i hidayet, bir vesile-i saadet görürsün.

    İşte bak, nasıl berk-i hâtıf gibi onun nuru, şarktan garbı tuttu ve nısf-ı arz ve hums-u beşer, onun hediye-i hidayetini kabul edip hırz-ı can etti. Bizim nefis ve şeytanımıza ne oluyor ki böyle bir zatın bütün davalarının esası olan لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ı, bütün meratibiyle beraber kabul etmesin?

    YEDİNCİ REŞHA

    İşte bak, şu cezire-i vâsiada vahşi ve âdetlerine mutaassıp ve inatçı muhtelif akvamı, ne çabuk âdât ve ahlâk-ı seyyie-i vahşiyanelerini def’aten kal’ u ref’ ederek bütün ahlâk-ı hasene ile teçhiz edip bütün âleme muallim ve medeni ümeme üstad eyledi. Bak! Değil zâhirî bir tasallut, belki akılları, ruhları, kalpleri, nefisleri fetih ve teshir ediyor. Mahbub-u kulûb, muallim-i ukûl, mürebbi-i nüfus, sultan-ı ervah oldu.

    SEKİZİNCİ REŞHA

    Bilirsin ki sigara gibi küçük bir âdeti, küçük bir kavimde büyük bir hâkim, büyük bir himmetle ancak daimî kaldırabilir. Halbuki bak bu zat; büyük ve çok âdetleri hem inatçı, mutaassıp büyük kavimlerden, zâhirî küçük bir kuvvetle, küçük bir himmetle, az bir zamanda ref’edip yerlerine öyle secaya-yı âliyeyi ki dem ve damarlarına karışmış derecede sabit olarak vaz’ ve tesbit eyliyor. Bunun gibi daha pek çok hârika icraatı yapıyor.

    İşte şu asr-ı saadeti görmeyenlere Ceziretü’l-Arab’ı gözlerine sokuyoruz. Haydi yüzer feylesofu alsınlar, oraya gitsinler, yüz sene çalışsınlar. O zatın, o zamana nisbeten bir senede yaptığının yüzden birisini acaba yapabilirler mi?

    DOKUZUNCU REŞHA

    Hem bilirsin, küçük bir adam, küçük bir haysiyetle, küçük bir cemaatte, küçük bir meselede, münazaralı bir davada hicabsız, pervasız; küçük fakat hacalet-âver bir yalanı, düşmanları yanında hilesini hissettirmeyecek derecede teessür ve telaş göstermeden söyleyemez. Şimdi bak bu zata; pek büyük bir vazifede, pek büyük bir vazifedar, pek büyük bir haysiyetle, pek büyük emniyete muhtaç bir halde, pek büyük bir cemaatte, pek büyük husumet karşısında, pek büyük meselelerde, pek büyük davada, pek büyük bir serbestiyetle, bilâ-perva, bilâ-tereddüt, bilâ-hicab, telaşsız, samimi bir safvetle, büyük bir ciddiyetle, hasımlarının damarlarına dokunduracak şedit, ulvi bir surette söylediği sözlerinde hiç hilaf bulunabilir mi? Hiç hile karışması mümkün müdür? Kellâ! اِن۟ هُوَ اِلَّا وَح۟ىٌ يُوحٰى

    Evet hak aldatmaz, hakikatbîn aldanmaz. Hak olan mesleği hileden müstağnidir; hakikatbîn gözüne hayalin ne haddi var ki hakikat görünsün, aldatsın?

    ONUNCU REŞHA

    İşte bak, ne kadar merak-âver, ne kadar cazibedar, ne kadar lüzumlu, ne kadar dehşetli hakaiki gösterir ve mesaili ispat eder.

    Bilirsin ki en ziyade insanı tahrik eden meraktır. Hattâ eğer sana denilse: “Yarı ömrünü, yarı malını versen; Kamer’den ve Müşteri’den biri gelir, Kamer’de ve Müşteri’de ne var ne yok, ahvalini sana haber verecek. Hem doğru olarak senin istikbalini ve başına ne geleceğini doğru olarak haber verecek.” Merakın varsa vereceksin.

    Halbuki şu zat, öyle bir Sultan’ın ahbarını söylüyor ki memleketinde kamer bir sinek gibi bir pervane etrafında döner. O arz olan o pervane ise bir lamba etrafında pervaz eder ve o güneş olan lamba ise o Sultan’ın binler menzillerinden bir misafirhanesinde binler misbahlar içinde bir lambasıdır.

    Hem öyle acayip bir âlemden hakiki olarak bahsediyor ve öyle bir inkılabdan haber veriyor ki binler küre-i arz bomba olsa patlasalar o kadar acib olmaz. Bak, onun lisanında اِذَا الشَّم۟سُ كُوِّرَت۟ ۝ اِذَا السَّمَٓاءُ ان۟فَطَرَت۟ ۝ اَل۟قَارِعَةُ gibi sureleri işit.

    Hem öyle bir istikbalden doğru olarak haber veriyor ki, şu dünyevî istikbal, ona nisbeten bir katre serap hükmündedir. Hem öyle bir saadetten pek ciddi olarak haber veriyor ki bütün saadet-i dünyeviye, ona nisbeten bir berk-i zâilin bir şems-i sermede nisbeti gibidir.

    ON BİRİNCİ REŞHA

    Böyle acib ve muamma-âlûd şu kâinatın perde-i zâhiriyesi altında elbette ve elbette böyle acayip bizi bekliyor. Böyle acayibi haber verecek, böyle hârika ve fevkalâde mu’ciz-nüma bir zat lâzımdır. Hem bu zatın gidişatından görünüyor ki: O, görmüş ve görüyor ve gördüğünü söylüyor. Hem bizi nimetleriyle perverde eden şu semavat ve arzın İlahı bizden ne istiyor, marziyatı nedir, pek sağlam olarak bize ders veriyor.

    Hem bunlar gibi daha pek çok merak-âver, lüzumlu hakaiki ders veren bu zata karşı her şeyi bırakıp ona koşmak, onu dinlemek lâzım gelirken; ekser insanlara ne olmuş ki sağır olup kör olmuşlar, belki divane olmuşlar ki bu hakkı görmüyorlar, bu hakikati işitmiyorlar, anlamıyorlar?

    ON İKİNCİ REŞHA

    İşte şu zat, şu mevcudat Hâlık’ının vahdaniyetine, hakkaniyeti derecesinde hak bir bürhan-ı nâtık, bir delil-i sadık olduğu gibi; haşrin ve saadet-i ebediyenin dahi bir bürhan-ı kātı’ı, bir delil-i sâtııdır. Belki nasıl ki o zat, hidayetiyle saadet-i ebediyenin sebeb-i husulü ve vesile-i vusulüdür. Öyle de duasıyla, niyazıyla o saadetin sebeb-i vücudu ve vesile-i icadıdır. Haşir meselesinde geçen şu sırrı, makam münasebetiyle tekrar ederiz:

    İşte bak, o zat öyle bir salât-ı kübrada dua ediyor ki güya şu cezire, belki arz, onun azametli namazıyla namaz kılar, niyaz eder. Bak hem öyle bir cemaat-i uzmada niyaz ediyor ki güya benî-Âdem’in zaman-ı Âdem’den asrımıza, kıyamete kadar bütün nurani kâmil insanlar, ona ittiba ile iktida edip duasına âmin diyorlar.

    Hem bak, öyle bir hâcet-i âmme için dua ediyor ki değil ehl-i arz, belki ehl-i semavat, belki bütün mevcudat, niyazına: “Evet, yâ Rabbenâ ver, biz dahi istiyoruz.” deyip iştirak ediyorlar. Hem öyle fakirane, öyle hazînane, öyle mahbubane, öyle müştakane, öyle tazarrukârane niyaz ediyor ki bütün kâinatı ağlattırıyor, duasına iştirak ettiriyor.

    Bak, hem öyle bir maksat, öyle bir gaye için dua ediyor ki insanı ve âlemi, belki bütün mahlukatı esfel-i safilînden, sukuttan, kıymetsizlikten, faydasızlıktan a’lâ-yı illiyyîne yani kıymete, bekaya, ulvi vazifeye çıkarıyor.

    Bak, hem öyle yüksek bir fîzar-ı istimdadkârane ve öyle tatlı bir niyaz-ı istirhamkârane ile istiyor, yalvarıyor ki güya bütün mevcudata ve semavata ve arşa işittirip vecde getirip duasına “Âmin Allahümme âmin” dedirtiyor.

    Bak, hem öyle Semî’, Kerîm bir Kadîr’den, öyle Basîr, Rahîm bir Alîm’den hâcetini istiyor ki bilmüşahede en hafî bir zîhayatın en hafî bir hâcetini, bir niyazını görür, işitir, kabul eder, merhamet eder. Çünkü istediğini –velev lisan-ı hal ile olsun– verir ve öyle bir suret-i hakîmane, basîrane, rahîmanede verir ki şüphe bırakmaz bu terbiye ve tedbir öyle bir Semî’ ve Basîr ve öyle bir Kerîm ve Rahîm’e hastır.

    ON ÜÇÜNCÜ REŞHA

    Acaba bütün efazıl-ı benî-Âdem’i arkasına alıp arz üstünde durup arş-ı a’zama müteveccihen el kaldırıp dua eden şu şeref-i nev-i insan ve ferîd-i kevn ü zaman ve bihakkın fahr-i kâinat ne istiyor? Bak dinle:

    Saadet-i ebediye istiyor, beka istiyor, lika istiyor, cennet istiyor. Hem meraya-yı mevcudatta ahkâmını ve cemallerini gösteren bütün esma-i kudsiye-i İlahiye ile beraber istiyor.

    Hattâ eğer rahmet, inayet, hikmet, adalet gibi hesapsız o matlubun esbab-ı mûcibesi olmasa idi, şu zatın tek duası, baharımızın icadı kadar kudretine hafif gelen şu cennetin binasına sebebiyet verecekti. Evet, nasıl ki onun risaleti şu dâr-ı imtihanın açılmasına sebebiyet verdi. Öyle de onun ubudiyeti dahi öteki dârın açılmasına sebeptir.

    Acaba ehl-i akıl ve tahkike لَي۟سَ فِى ال۟اِم۟كَانِ اَب۟دَعُ مِمَّا كَانَ dediren şu meşhud intizam-ı faik, şu rahmet içinde kusursuz hüsn-ü sanat ve misilsiz cemal-i rububiyet; hiç böyle bir çirkinliği, böyle bir merhametsizliği, böyle bir intizamsızlığı kabul eder mi ki en cüz’î, en ehemmiyetsiz arzuları, sesleri ehemmiyetle işitip îfa etsin; en ehemmiyetli, en lüzumlu arzuları ehemmiyetsiz görüp işitmesin, anlamasın, yapmasın? Hâşâ ve kellâ, yüz bin defa hâşâ! Böyle bir cemal, böyle bir çirkinliği kabul etmez, çirkin olmaz.

    Yahu ey hayalî arkadaşım! Şimdilik kâfidir, geri gitmeliyiz. Yoksa yüz sene şu zamanda, şu cezirede kalsak yine o zatın garaib-i icraatını ve acayib-i vezaifini, yüzden birisine tamamen ihata edip temaşasında doyamayız.

    Şimdi gel, üstünde döneceğimiz her asra birer birer bakacağız. Bak, nasıl her asır, o Şems-i Hidayet’ten aldıkları feyiz ile çiçek açmışlar. Ebu Hanife, Şafiî, Bayezid-i Bistamî, Şah-ı Geylanî, Şah-ı Nakşibend, İmam-ı Gazalî, İmam-ı Rabbanî gibi milyonlar münevver meyveler veriyor.

    Meşhudatımızın tafsilatını başka vakte ta’lik edip o mu’ciz-nüma ve hidayet-edaya bir kısım kat’î mu’cizatına işaret eden bir salavat getirmeliyiz:

    عَلٰى مَن۟ اُن۟زِلَ عَلَي۟هِ ال۟فُر۟قَانُ ال۟حَكٖيمُ مِنَ الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ مِنَ ال۟عَر۟شِ ال۟عَظٖيمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ اَل۟فُ اَل۟فِ صَلَاةٍ وَ اَل۟فُ اَل۟فِ سَلَامٍ بِعَدَدِ حَسَنَاتِ اُمَّتِهٖ ٠ عَلٰى مَن۟ بَشَّرَ بِرِسَالَتِهِ التَّو۟رٰيةُ وَ ال۟اِن۟جٖيلُ وَ الزَّبُورُ ٠ وَ بَشَّرَ بِنُبُوَّتِهِ ال۟اِر۟هَاصَاتُ وَ هَوَاتِفُ ال۟جِنِّ وَ اَو۟لِيَاءُ ال۟اِن۟سِ وَ كَوَاهِنُ ال۟بَشَرِ ٠ وَ ان۟شَقَّ بِاِشَارَتِهِ ال۟قَمَرُ ٠ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ اَل۟فُ اَل۟فِ صَلَاةٍ وَ سَلَامٍ بِعَدَدِ اَن۟فَاسِ اُمَّتِهٖ ٠ عَلٰى مَن۟ جَائَت۟ لِدَع۟وَتِهِ الشَّجَرُ وَ نَزَلَ سُر۟عَةً بِدُعَائِهِ ال۟مَطَرُ وَ اَظَلَّت۟هُ ال۟غَمَامَةُ مِنَ ال۟حَرِّ وَ شَبَعَ مِن۟ صَاعٍ مِن۟ طَعَامِهٖ مِأَتٌ مِنَ ال۟بَشَرِ وَ نَبَعَ ال۟مَاءُ مِن۟ بَي۟نِ اَصَابِعِهٖ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَال۟كَو۟ثَرِ وَ اَن۟طَقَ اللّٰهُ لَهُ الضَّبَّ وَ الظَّب۟ىَ وَ ال۟جِذ۟عَ وَ الذِّرَاعَ وَ ال۟جَمَلَ وَ ال۟جَبَلَ وَ ال۟حَجَرَ وَ ال۟مَدَرَ صَاحِبِ ال۟مِع۟رَاجِ وَ مَازَاغَ ال۟بَصَرُ ٠ سَيِّدِنَا وَ شَفٖيعِنَا مُحَمَّدٍ اَل۟فُ اَل۟فِ صَلَاةٍ وَ سَلَامٍ بِعَدَدِ كُلِّ ال۟حُرُوفِ ال۟مُتَشَكِّلَةِ فِى ال۟كَلِمَاتِ ال۟مُتَمَثِّلَةِ بِاِذ۟نِ الرَّح۟مٰنِ فٖى مَرَايَا تَمَوُّجَاتِ ال۟هَوَاءِ عِن۟دَ قِرَائَةِ كُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ ال۟قُر۟اٰنِ مِن۟ كُلِّ قَارِءٍ مِن۟ اَوَّلِ النُّزُولِ اِلٰى اٰخِرِ الزَّمَانِ وَ اغ۟فِر۟لَنَا وَ ار۟حَم۟نَا يَا اِلٰهَنَا بِكُلِّ صَلَاةٍ مِن۟هَا اٰمٖينَ

    Şuâat-ı Marifeti’n-Nebi namındaki Türkçe bir risalede ve On Dokuzuncu Mektup’ta ve şu Söz’de icmalen işaret ettiğimiz delail-i nübüvvet-i Ahmediyeyi (asm) beyan etmişim. Hem onda Kur’an-ı Hakîm’in vücuh-u i’cazı icmalen zikredilmiş. Yine “Lemaat” namında Türkçe bir risalede ve Yirmi Beşinci Söz’de Kur’an’ın kırk vecihle mu’cize olduğunu icmalen beyan ve kırk vücuh-u i’cazına işaret etmişim. O kırk vecihte, yalnız nazımda olan belâgatı “İşaratü’l-İ’caz” namındaki bir tefsir-i Arabîde kırk sahife içinde yazmışım. Eğer ihtiyacın varsa şu üç kitaba müracaat edebilirsin.

    ON DÖRDÜNCÜ REŞHA

    Mahzen-i mu’cizat ve mu’cize-i kübra olan Kur’an-ı Hakîm; nübüvvet-i Ahmediye ile vahdaniyet-i İlahiyeyi o derece kat’î ispat ediyor ki başka bürhana hâcet bırakmıyor. Biz de onun tarifine ve medar-ı tenkit olmuş bir iki lem’a-i i’cazına işaret ederiz.

    İşte Rabb’imizi bize tarif eden Kur’an-ı Hakîm; şu kitab-ı kebir-i kâinatın bir tercüme-i ezeliyesi.

    Şu sahaif-i arz ve semada müstetir künuz-u esma-i İlahiyenin keşşafı.

    Şu sutûr-u hâdisatın altında muzmer hakaikin miftahı.

    Şu âlem-i şehadet perdesi arkasındaki âlem-i gayb cihetinden gelen iltifatat-ı Rahmaniye ve hitabat-ı ezeliyenin hazinesi.

    Şu âlem-i maneviye-i İslâmiyenin güneşi, temeli, hendesesi.

    Avâlim-i uhreviyenin haritası.

    Zat ve sıfât ve şuun-u İlahiyenin kavl-i şârihi, tefsir-i vâzıhı, bürhan-ı nâtıkı, tercüman-ı sâtıı.

    Şu âlem-i insaniyetin mürebbisi, hikmet-i hakikisi, mürşid ve hâdîsi.

    Hem bir kitab-ı hikmet ve şeriat hem bir kitab-ı dua ve ubudiyet hem bir kitab-ı emir ve davet hem bir kitab-ı zikir ve marifet gibi; beşerin bütün hâcat-ı maneviyesine karşı birer kitap ve bütün muhtelif ehl-i mesalik ve meşarib olan evliya ve sıddıkînin, asfiya ve muhakkikînin her birinin meşreplerine lâyık birer risale ibraz eden bir “Kütüphane-i Mukaddese”dir.

    Sebeb-i kusur tevehhüm edilen tekraratındaki lem’a-i i’caza bak ki Kur’an, hem bir kitab-ı zikir hem bir kitab-ı dua hem bir kitab-ı davet olduğundan içinde tekrar müstahsendir, belki elzem ve eblağdır. Ehl-i kusurun zannı gibi değil. Zira zikrin şe’ni, tekrar ile tenvirdir; duanın şe’ni, terdad ile takrirdir; emir ve davetin şe’ni, tekrar ile tekiddir.

    Hem herkes her vakit bütün Kur’an’ı okumaya muktedir olamaz. Fakat bir sureye galiben muktedir olur. Onun için en mühim makasıd-ı Kur’aniye ekser uzun surelerde derc edilerek her bir sure bir küçük Kur’an hükmüne geçmiş. Demek, hiç kimseyi mahrum etmemek için tevhid ve haşir ve Kıssa-i Musa gibi bazı maksatlar tekrar edilmiş.

    Hem cismanî ihtiyaç gibi manevî hâcat dahi muhteliftir. Bazısına insan her nefes muhtaç olur; cisme hava, ruha Hû gibi. Bazısına her saat, Bismillah gibi ve hâkeza… Demek tekrar-ı âyet, tekerrür-ü ihtiyaçtan ileri gelmiş. O ihtiyaca işaret ederek ve uyandırıp teşvik etmek hem iştiyakı ve iştihayı tahrik etmek için tekrar eder.

    Hem Kur’an müessistir. Bir din-i mübinin esasatıdır ve şu âlem-i İslâmiyet’in temelleridir ve hayat-ı içtimaiye-i beşeriyeyi değiştirip muhtelif tabakatın mükerrer suallerine cevaptır. Müessise tesbit etmek için tekrar lâzımdır. Tekid için terdad lâzımdır. Teyid için takrir, tahkik, tekrir lâzımdır.

    Hem öyle mesail-i azîme ve hakaik-i dakikadan bahsediyor ki umumun kalplerinde yerleştirmek için çok defa muhtelif suretlerde tekrar lâzımdır. Bununla beraber sureten tekrardır. Fakat manen her bir âyetin çok manaları, çok faydaları, çok vücuh ve tabakatı vardır. Her bir makamda ayrı bir mana ve fayda ve maksatlar için zikrediliyor.

    Hem Kur’an’ın mesail-i kevniyenin bazısında ibham ve icmali ise irşadî bir lem’a-i i’cazdır. Ehl-i ilhadın tevehhüm ettikleri gibi medar-ı tenkit olamaz ve sebeb-i kusur değildir.

    Eğer desen: Acaba neden Kur’an-ı Hakîm, felsefenin mevcudattan bahsettiği gibi etmiyor? Bazı mesaili mücmel bırakır, bazısını nazar-ı umumîyi okşayacak, hiss-i âmmeyi rencide etmeyecek, fikr-i avamı taciz edip yormayacak bir suret-i basitane-i zâhiranede söylüyor.

    Cevaben deriz ki: Felsefe, hakikatin yolunu şaşırmış, onun için. Hem geçmiş derslerden ve Sözlerden elbette anlamışsın ki Kur’an-ı Hakîm, şu kâinattan bahsediyor; tâ zat ve sıfât ve esma-i İlahiyeyi bildirsin. Yani bu kitab-ı kâinatın maânîsini anlattırıp tâ Hâlık’ını tanıttırsın. Demek, mevcudata kendileri için değil belki mûcidleri için bakıyor. Hem umuma hitap ediyor. İlm-i hikmet ise mevcudata mevcudat için bakıyor. Hem hususan ehl-i fenne hitap ediyor.

    Öyle ise mademki Kur’an-ı Hakîm, mevcudatı delil yapıyor, bürhan yapıyor. Delil zâhir olmak, nazar-ı umuma çabuk anlaşılmak gerektir. Hem mademki Kur’an-ı Mürşid, bütün tabakat-ı beşere hitap eder. Kesretli tabaka ise tabaka-i avamdır. Elbette irşad ister ki lüzumsuz şeyleri ibham ile icmal etsin ve dakik şeyleri temsil ile takrib etsin ve mağlatalara düşürmemek için zâhirî nazarlarında bedihî olan şeyleri, lüzumsuz belki zararlı bir surette tağyir etmemektir.

    Mesela, güneşe der: “Döner bir siracdır, bir lambadır.” Zira güneşten güneş için, mahiyeti için bahsetmiyor. Belki bir nevi intizamın zembereği ve nizamın merkezi olduğundan, intizam ve nizam ise Sâni’in âyine-i marifeti olduğundan bahsediyor. Evet, der: وَ الشَّم۟سُ تَج۟رٖى “Güneş döner.” Bu döner tabiriyle; kış, yaz, gece, gündüzün deveranındaki muntazam tasarrufat-ı kudreti ihtar ile azamet-i Sâni’i ifham eder. İşte bu dönmek hakikati ne olursa olsun, maksud olan ve hem mensuc hem meşhud olan intizama tesir etmez.

    Hem der: وَ جَعَلَ الشَّم۟سَ سِرَاجًا Şu sirac tabiriyle, âlemi bir kasır suretinde, içinde olan eşya ise insana ve zîhayata ihzar edilmiş müzeyyenat ve mat’umat ve levazımat olduğunu ve güneş dahi musahhar bir mumdar olduğunu ihtar ile rahmet ve ihsan-ı Hâlık’ı ifham eder.

    Şimdi bak, şu sersem ve geveze felsefe ne der? Bak, diyor ki:

    “Güneş, bir kitle-i azîme-i mayia-i nâriyedir. Ondan fırlamış olan seyyaratı etrafında döndürüp cesameti bu kadar, mahiyeti böyledir şöyledir.” Mûhiş bir dehşetten, müthiş bir hayretten başka ruha bir kemal-i ilmî vermiyor, bahs-i Kur’an gibi etmiyor. Buna kıyasen bâtınen kof, zâhiren mutantan felsefî meselelerin ne kıymette olduğunu anlarsın. Onun şaşaa-i surîsine aldanıp Kur’an’ın gayet mu’ciz-nüma beyanına karşı hürmetsizlik etme!

    İhtar:

    Arabî Risaletü’n-Nur’da On Dördüncü Reşha’nın altı katresi var. Bâhusus Dördüncü Katre’nin altı nüktesi var. Kur’an-ı Hakîm’in kırk kadar enva-ı i’cazından on beşini beyan eder. Ona iktifaen burada ihtisar ettik. İstersen ona müracaat et, bir hazine-i mu’cizat bulursun.

    اَللّٰهُمَّ اج۟عَلِ ال۟قُر۟اٰنَ شِفَاءً لَنَا مِن۟ كُلِّ دَاءٍ وَ مُونِسًا لَنَا فٖى حَيَاتِنَا وَ بَع۟دَ مَمَاتِنَا وَ فِى الدُّن۟يَا قَرٖينًا وَ فِى ال۟قَب۟رِ مُونِسًا وَ فِى ال۟قِيَامَةِ شَفٖيعًا وَ عَلَى الصِّرَاطِ نُورًا وَ مِنَ النَّارِ سِت۟رًا وَ حِجَابًا وَ فِى ال۟جَنَّةِ رَفٖيقًا وَ اِلَى ال۟خَي۟رَاتِ كُلِّهَا دَلٖيلًا وَ اِمَامًا بِفَض۟لِكَ وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ رَح۟مَتِكَ يَا اَك۟رَمَ ال۟اَك۟رَمٖينَ وَ يَا اَر۟حَمَ الرَّاحِمٖينَ اٰمٖينَ

    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّم۟ عَلٰى مَن۟ اُن۟زِلَ عَلَي۟هِ ال۟فُر۟قَانُ ال۟حَكٖيمُ

    وَ عَلٰى اٰلِهٖ وَ صَح۟بِهٖ اَج۟مَعٖينَ اٰمٖينَ اٰمٖينَ

    اَل۟بَاقٖى هُوَ ال۟بَاقٖى

    Said Nursî

    ŞAKK-I KAMER  MU’CİZESİNE DAİRDİR

    On Dokuzuncu ve Otuz Birinci Sözlerin Zeyli

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    اِق۟تَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ ان۟شَقَّ ال۟قَمَرُ ۝ وَاِن۟ يَرَو۟ا اٰيَةً يُع۟رِضُوا وَ يَقُولُوا سِح۟رٌ مُس۟تَمِرٌّ

    Kamer gibi parlak bir mu’cize-i Ahmediye (asm) olan inşikak-ı kameri, evham-ı fâside ile inhisafa uğratmak isteyen feylesoflar ve onların muhakemesiz mukallidleri diyorlar ki: “Eğer inşikak-ı kamer vuku bulsa idi umum âleme malûm olurdu. Bütün tarih-i beşerin nakletmesi lâzım gelirdi.”

    Elcevap: İnşikak-ı kamer; dava-yı nübüvvete delil olmak için o davayı işiten ve inkâr eden hazır bir cemaate, gecede, vakt-i gaflette âni olarak gösterildiğinden hem ihtilaf-ı metali’ ve sis ve bulut gibi rü’yete mani esbabın vücudu ile beraber, o zamanda medeniyet taammüm etmediğinden ve hususi kaldığından ve tarassudat-ı semaviye pek az olduğundan bütün etraf-ı âlemde görülmek, umum tarihlere geçmek, elbette lâzım değildir.

    Şakk-ı kamer yüzünden bu evham bulutlarını dağıtacak çok noktalardan şimdilik beş noktayı dinle:

    Birinci Nokta:

    O zaman, o zemindeki küffarın gayet şedit derecede inatları tarihen malûm ve meşhur olduğu halde, Kur’an-ı Hakîm’in وَ ان۟شَقَّ ال۟قَمَرُ demesiyle şu vak’ayı umum âleme ihbar ettiği halde, Kur’an’ı inkâr eden o küffardan hiçbir kimse şu âyetin tekzibine, yani ihbar ettiği şu vakıanın inkârına ağız açmamışlar. Eğer o zamanda o hâdise o küffarca kat’î ve vaki bir hâdise olmasa idi, şu sözü serrişte ederek gayet dehşetli bir tekzibe ve Peygamber’in iptal-i davasına hücum göstereceklerdi.

    Halbuki şu vak’aya dair siyer ve tarih, o vak’a ile münasebettar küffarın adem-i vukuuna dair hiçbir şeyini nakletmemişlerdir. Yalnız وَ يَقُولُوا سِح۟رٌ مُس۟تَمِرٌّ âyetinin beyan ettiği gibi tarihçe menkul olan şudur ki: O hâdiseyi gören küffar “Sihirdir.” demişler ve “Bize sihir gösterdi. Eğer sair taraflardaki kervan ve kafileler görmüşlerse hakikattir. Yoksa bize sihir etmiş.” demişler. Sonra sabahleyin Yemen ve başka taraflardan gelen kafileler ihbar ettiler ki: “Böyle bir hâdiseyi gördük.” Sonra küffar, Fahr-i Âlem (asm) hakkında –hâşâ– “Yetim-i Ebu Talib’in sihri, semaya da tesir etti.” dediler.

    İkinci Nokta:

    Sa’d-ı Taftazanî gibi eâzım-ı muhakkikînin ekseri demişler ki: İnşikak-ı kamer; parmaklarından su akması umum bir orduya su içirmesi, camide hutbe okurken dayandığı kuru direğin müfarakat-ı Ahmediyeden (asm) ağlaması umum cemaatin işitmesi gibi mütevatirdir. Yani öyle tabakadan tabakaya bir cemaat-i kesîre nakletmiştir ki kizbe ittifakları muhaldir. Hâle gibi meşhur bir kuyruklu yıldızın bin sene evvel çıkması gibi mütevatirdir. Görmediğimiz Serendip Adası’nın vücudu gibi tevatürle vücudu kat’îdir, demişler. İşte böyle gayet kat’î ve şuhudî mesailde teşkikat-ı vehmiye yapmak, akılsızlıktır. Yalnız muhal olmamak kâfidir. Halbuki şakk-ı kamer, bir volkanla inşikak eden bir dağ gibi mümkündür.

    Üçüncü Nokta:

    Mu’cize; dava-yı nübüvvetin ispatı için münkirleri ikna etmek içindir, icbar etmek için değildir. Öyle ise dava-yı nübüvveti işitenler için ikna edecek bir derecede mu’cize göstermek lâzımdır. Sair taraflara göstermek veyahut icbar derecesinde bir bedahetle izhar etmek, Hakîm-i Zülcelal’in hikmetine münafî olduğu gibi sırr-ı teklife dahi muhaliftir. Çünkü “Akla kapı açmak, ihtiyarı elinden almamak” sırr-ı teklif iktiza ediyor.

    Eğer Fâtır-ı Hakîm, inşikak-ı kameri, feylesofların hevesatına göre bütün âleme göstermek için bir iki saat öyle bıraksa idi ve beşerin umum tarihlerine geçse idi, o vakit sair hâdisat-ı semaviye gibi ya dava-yı nübüvvete delil olmazdı ve risalet-i Ahmediyeye (asm) hususiyeti kalmazdı veyahut bedahet derecesinde öyle bir mu’cize olacaktı ki aklı icbar edecek, aklın ihtiyarını elinden alacak, ister istemez nübüvveti tasdik edecek. Ebucehil gibi kömür ruhlu, Ebubekir-i Sıddık gibi elmas ruhlu adamlar bir seviyede kalıp sırr-ı teklif zayi olacaktı.

    İşte bu sır içindir ki hem âni hem gece hem vakt-i gaflet hem ihtilaf-ı metali’ ve sis ve bulut gibi sair mevanii perde ederek umum âleme gösterilmedi veyahut tarihlere geçirilmedi.

    Dördüncü Nokta:

    Şu hâdise, gece vakti herkes gaflette iken âni bir surette vuku bulduğundan etraf-ı âlemde elbette görülmeyecek. Bazı efrada görünse de gözüne inanmayacak. İnandırsa da elbette böyle mühim bir hâdise, haber-i vâhid ile tarihlere bâki bir sermaye olmayacak.

    Bazı kitaplarda “Kamer iki parça olduktan sonra yere inmiş.” ilâvesi ise ehl-i tahkik reddetmişler. “Şu mu’cize-i bâhireyi kıymetten düşürmek niyetiyle, belki bir münafık ilhak etmiş.” demişler.

    Hem mesela o vakit, cehalet sisiyle muhat İngiltere, İspanya’da yeni gurûb; Amerika’da gündüz; Çin’de, Japonya’da sabah olduğu gibi başka yerlerde başka esbab-ı maniaya binaen elbette görülmeyecek. Şimdi bu akılsız muterize bak, diyor ki: “İngiltere, Çin, Japon, Amerika gibi akvamın tarihleri bundan bahsetmiyor. Öyle ise vuku bulmamış.” Bin nefrin onun gibi Avrupa kâselislerinin başına!

    Beşinci Nokta:

    İnşikak-ı kamer, kendi kendine bazı esbaba binaen vuku bulmuş, tesadüfî, tabiî bir hâdise değil ki âdi ve tabiî kanunlarına tatbik edilsin. Belki şems ve kamerin Hâlık-ı Hakîm’i, Resulünün risaletini tasdik ve davasını tenvir için hârikulâde olarak o hâdiseyi îka etmiştir. Sırr-ı irşad ve sırr-ı teklif ve hikmet-i risaletin iktizasıyla, hikmet-i rububiyetin istediği insanlara ilzam-ı hüccet için gösterilmiştir.

    O sırr-ı hikmetin iktiza etmedikleri, istemedikleri ve dava-yı nübüvveti henüz işitmedikleri aktar-ı zemindeki insanlara göstermemek için sis ve bulut ve ihtilaf-ı metali’ haysiyetiyle; bazı memleketin kameri daha çıkmaması ve bazıların güneşleri çıkması ve bir kısmının sabahı olması ve bir kısmının güneşi yeni gurûb etmesi gibi o hâdiseyi görmeye mani pek çok esbaba binaen gösterilmemiş.

    Eğer umum onlara dahi gösterilse idi, o halde ya işaret-i Ahmediyenin (asm) neticesi ve mu’cize-i nübüvvet olarak gösterilecekti; o vakit risaleti bedahet derecesine çıkacaktı. Herkes tasdike mecbur olurdu, aklın ihtiyarı kalmazdı. İman ise aklın ihtiyarıyladır. Sırr-ı teklif zayi olurdu. Eğer sırf bir hâdise-i semaviye olarak gösterilse idi, risalet-i Ahmediye (asm) ile münasebeti kesilirdi ve onunla hususiyeti kalmazdı.

    Elhasıl: Şakk-ı kamerin imkânında şüphe kalmadı, kat’î ispat edildi. Şimdi vukuuna delâlet eden çok bürhanlarından altısına (Hâşiye[366]) işaret ederiz. Şöyle ki:

    Ehl-i adalet olan sahabelerin vukuuna icmaı.

    Ve ehl-i tahkik umum müfessirlerin وَ ان۟شَقَّ ال۟قَمَرُ tefsirinde onun vukuuna ittifakı.

    Ve ehl-i rivayet-i sadıka bütün muhaddisînin pek çok senetlerle ve muhtelif tarîklerle vukuunu nakletmesi.

    Ve ehl-i keşif ve ilham bütün evliya ve sıddıkînin şehadeti.

    Ve ilm-i kelâmın meslekçe birbirinden çok uzak olan imamlarının ve mütebahhir ulemanın tasdiki.

    Ve nass-ı kat’î ile dalalet üzerine icmaları vaki olmayan ümmet-i Muhammediyenin (asm) o vak’ayı telakki-i bi’l-kabul etmesi, güneş gibi inşikak-ı kameri ispat eder.

    Elhasıl: Buraya kadar tahkik namına ve hasmı ilzam hesabına idi. Bundan sonraki cümleler, hakikat namına ve iman hesabınadır. Evet tahkik öyle dedi, hakikat ise diyor ki:

    Sema-yı risaletin kamer-i müniri olan Hâtem-i Divan-ı Nübüvvet, nasıl ki mahbubiyet derecesine çıkan ubudiyetindeki velayetin keramet-i uzması ve mu’cize-i kübrası olan mi’rac ile yani bir cism-i arzı semavatta gezdirmekle semavatın sekenesine ve âlem-i ulvi ehline rüçhaniyeti ve mahbubiyeti gösterildi ve velayetini ispat etti.

    Öyle de arza bağlı, semaya asılı olan kameri, bir arzlının işaretiyle iki parça ederek arzın sekenesine, o arzlının risaletine öyle bir mu’cize gösterildi ki Zat-ı Ahmediye (asm) kamerin açılmış iki nurani kanadı gibi risalet ve velayet gibi iki nurani kanadıyla, iki ziyadar cenah ile evc-i kemalâta uçmuş; tâ Kab-ı Kavseyn’e çıkmış hem ehl-i semavat hem ehl-i arza medar-ı fahir olmuştur.

    عَلَي۟هِ وَ عَلٰى اٰلِهِ الصَّلَاةُ وَ التَّس۟لٖيمَاتُ مِل۟أَ ال۟اَر۟ضِ وَ السَّمٰوَاتِ

    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ

    MU’CİZAT-I AHMEDİYE (asm)  ZEYLİNİN BİR PARÇASIDIR

    Risalet-i Ahmediye (asm) delaili hakkında olup Mi’rac Risalesi’nin Üçüncü Esası’nın nihayetindeki üç mühim müşkülden birinci müşküle ait suale, muhtasar bir fihriste suretinde verilen cevaptır.

    Sual: Şu mi’rac-ı azîm, ne için Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâma mahsustur?

    Elcevap: Şu birinci müşkülünüz otuz üç adet Sözlerde tafsilen halledilmiştir. Yalnız şurada Zat-ı Ahmediye’nin (asm) kemalâtına ve delail-i nübüvvetine ve o mi’rac-ı a’zama en elyak o olduğuna icmalî işaretler nevinde, bir muhtasar fihriste gösteriyoruz. Şöyle ki:

    Evvela: Tevrat, İncil, Zebur gibi kütüb-ü mukaddese pek çok tahrifata maruz oldukları halde, şu zamanda dahi Hüseyin-i Cisrî gibi bir muhakkik, nübüvvet-i Ahmediyeye (asm) dair o kitaplardan yüz on dört işarî beşaretleri çıkarıp “Risale-i Hamîdiye”de göstermiştir.

    Sâniyen: Tarihçe müsbettir ki Şıkk ve Satih gibi meşhur iki kâhinin, nübüvvet-i Ahmediyeden (asm) biraz evvel, nübüvvetine ve Âhir Zaman Peygamberi olduğuna beyanatları gibi çok beşaretler, sahih bir surette tarihen nakledilmiştir.

    Sâlisen: Veladet-i Ahmediye (asm) gecesinde Kâbe’deki sanemlerin sukutu ile Kisra-yı Faris’in saray-ı meşhuresi olan Eyvan’ı inşikak etmesi gibi irhasat denilen yüzer hârikalar tarihçe meşhurdur.

    Râbian: Bir orduya parmağından gelen suyu içirmesi ve camide bir cemaat-i azîmenin huzurunda, kuru direğin, minberin naklinden dolayı müfarakat-ı Ahmediyeden (asm) deve gibi enîn ederek ağlaması وَ ان۟شَقَّ ال۟قَمَرُ nassı ile şakk-ı kamer gibi muhakkiklerin tahkikatıyla bine bâliğ olan mu’cizatıyla serfiraz olduğunu tarih ve siyer gösteriyor.

    Hâmisen: Dost ve düşmanın ittifakıyla ahlâk-ı hasenenin şahsında en yüksek derecede ve bütün muamelatının şehadetiyle secaya-yı sâmiye, vazifesinde ve tebliğatında en âlî bir derecede ve din-i İslâm’daki mehasin-i ahlâkın şehadetiyle, şeriatında en âlî hisal-i hamîde en mükemmel derecede bulunduğunu ehl-i insaf ve dikkat tereddüt etmez.

    Sâdisen: Onuncu Söz’ün İkinci İşaret’inde işaret edildiği gibi uluhiyet, mukteza-yı hikmet olarak tezahür istemesine mukabil, en a’zamî bir derecede Zat-ı Ahmediye (asm) dinindeki a’zamî ubudiyetle en parlak bir derecede göstermiştir.

    Hem Hâlık-ı âlem’in nihayet kemaldeki cemalini bir vasıta ile mukteza-yı hikmet ve hakikat olarak göstermek istemesine mukabil; en güzel bir surette gösterici ve tarif edici, bilbedahe yine o zattır.

    Hem Sâni’-i âlem’in nihayet cemalde olan kemal-i sanatı üzerine enzar-ı dikkati celbetmek, teşhir etmek istemesine mukabil; en yüksek bir sadâ ile dellâllık eden, yine bilmüşahede o zattır.

    Hem bütün âlemlerin Rabb’i, kesret tabakatında vahdaniyeti ilan etmek istemesine mukabil, en a’zamî bir derecede bütün meratib-i tevhidi ilan eden, yine bizzarure o zattır.

    Hem Sahib-i âlem’in nihayet derecede âsârındaki cemalin işaretiyle, nihayetsiz hüsn-ü zatîsini ve cemalinin mehasinini ve hüsnünün letaifini âyinelerde mukteza-yı hakikat ve hikmet olarak görmek ve göstermek istemesine mukabil; en şaşaalı bir surette âyinedarlık eden ve gösteren ve sevip başkasına sevdiren, yine bilbedahe o zattır.

    Hem şu saray-ı âlemin Sâni’i, gayet hârika mu’cizeler ile ve gayet kıymettar cevherler ile dolu hazine-i gaybiyelerini izhar ve teşhir istemesi ve onlarla kemalâtını tarif etmek ve bildirmek istemesine mukabil, en a’zamî bir surette teşhir edici, tavsif edici ve tarif edici, yine bilbedahe o zattır.

    Hem şu kâinatın Sâni’i, şu kâinatı enva-ı acayip ve ziynetlerle süslendirmek suretinde yapması ve zîşuur mahlukatını seyir ve tenezzüh ve ibret ve tefekkür için ona idhal etmesi ve mukteza-yı hikmet olarak onlara o âsâr ve sanayiin manalarını, kıymetlerini ehl-i temaşa ve tefekküre bildirmek istemesine mukabil; en a’zamî bir surette cin ve inse, belki ruhanîlere ve melâikelere de Kur’an-ı Hakîm vasıtasıyla rehberlik eden, yine bilbedahe o zattır.

    Hem şu kâinatın Hâkim-i Hakîm’i, şu kâinatın tahavvülatındaki maksat ve gayeyi tazammun eden tılsım-ı muğlakını ve mevcudatın “Nereden? Nereye? Ve ne oldukları?” olan şu üç sual-i müşkülün muammasını bir elçi vasıtasıyla umum zîşuurlara açtırmak istemesine mukabil, en vâzıh bir surette ve en a’zamî bir derecede hakaik-i Kur’aniye vasıtasıyla o tılsımı açan ve o muammayı halleden, yine bilbedahe o zattır.

    Hem şu âlemin Sâni’-i Zülcelal’i, bütün güzel masnuatıyla kendini zîşuur olanlara tanıttırması ve kıymetli nimetler ile kendini onlara sevdirmesi, bizzarure onun mukabilinde zîşuur olanlara marziyatı ve arzu-yu İlahiyelerini bir elçi vasıtasıyla bildirmesini istemesine mukabil, en a’lâ ve ekmel bir surette, Kur’an vasıtasıyla o marziyat ve arzuları beyan eden ve getiren, yine bilbedahe o zattır.

    Hem Rabbü’l-âlemîn, meyve-i âlem olan insana, âlemi içine alacak bir vüs’at-i istidat verdiğinden ve bir ubudiyet-i külliyeye müheyya ettiğinden ve hissiyatça kesrete, dünyaya müptela olduğundan bir rehber vasıtasıyla, yüzlerini kesretten vahdete, fâniden bâkiye çevirmek istemesine mukabil; en a’zam bir derecede, en eblağ bir surette, Kur’an vasıtasıyla en ahsen bir tarzda rehberlik eden ve risaletin vazifesini en ekmel bir tarzda îfa eden, yine bilbedahe o zattır.

    İşte mevcudatın en eşrefi olan zîhayat ve zîhayat içinde en eşref olan zîşuur ve zîşuur içinde en eşref olan hakiki insan ve hakiki insan içinde geçmiş vezaifi en a’zamî bir derecede, en ekmel bir surette îfa eden zat; elbette bir mi’rac-ı a’zam ile Kab-ı Kavseyn’e çıkacak, saadet-i ebediye kapısını çalacak, hazine-i rahmeti açacak, imanın hakaik-i gaybiyesini görecek, yine o olacaktır.

    Sâbian: Bilmüşahede şu masnuatta gayet güzel tahsinat, nihayet derecede süslü tezyinat vardır. Ve bilbedahe şöyle tahsinat ve tezyinat, onların Sâni’inde gayet şiddetli bir irade-i tahsin ve kasd-ı tezyin var olduğunu gösterir. Ve irade-i tahsin ve tezyin ise bizzarure o Sâni’de sanatına karşı kuvvetli bir rağbet ve kudsî bir muhabbet olduğunu gösterir. Ve masnuat içinde en câmi’ ve letaif-i sanatı birden kendinde gösteren ve bilen ve bildiren ve kendini sevdiren ve başka masnuattaki güzellikleri “Mâşâallah” deyip istihsan eden, bilbedahe o sanat-perver ve sanatını çok seven Sâni’in nazarında en ziyade mahbub, o olacaktır.

    İşte masnuatı yaldızlayan mezaya ve mehasine ve mevcudatı ışıklandıran letaif ve kemalâta karşı “Sübhanallah, Mâşâallah, Allahu ekber” diyerek semavatı çınlattıran ve Kur’an’ın nağamatıyla kâinatı velveleye verdiren, istihsan ve takdir ile tefekkür ve teşhir ile zikir ve tevhid ile berr ve bahri cezbeye getiren, yine bilmüşahede o zattır.

    İşte böyle bir zat ki اَلسَّبَبُ كَال۟فَاعِلِ sırrınca bütün ümmetinin işlediği hasenatın bir misli, onun kefe-i mizanında bulunan ve umum ümmetinin salavatı, onun manevî kemalâtına imdat veren ve risaletinde gördüğü vezaifin netaicini ve manevî ücretleriyle beraber rahmet ve muhabbet-i İlahiyenin nihayetsiz feyzine mazhar olan bir zat, elbette mi’rac merdiveniyle cennete, Sidretü’l-münteha’ya, arşa, Kab-ı Kavseyn’e kadar gitmek; ayn-ı hak, nefs-i hakikat, mahz-ı hikmettir.

    اَل۟بَاقٖى هُوَ ال۟بَاقٖى

    Said Nursî

    Hâşiye: En mühim bir ceride-i İslâmiyede, umum âlem-i İslâm’a taalluk eden ve gayet ehemmiyetli siyasîlerden ve hayat-ı içtimaiye ile çok alâkadar olan umum hukukçulardan 1927 senesinde Avrupa’da toplanan bir kongrede mühim ecnebi feylesoflar, şeriat-ı Muhammediyeye (asm) dair bu aşağıda yazılan Arabî fıkranın aynını kendi lisanlarıyla söylemişler. O Arabî ceridenin naklettiği Arabî ifadeyi aynen yazıyoruz ve tercümesini de Arabî ifadenin altına ilâve ediyoruz. Nur Çeşmesi’nin âhirinde yazılan ecnebi feylesoflardan kırk üç tanesinin beyanatı, bu iki kahraman feylesofun beyanatıyla kırk beş tane şahid-i sadık oluyor. اَل۟فَض۟لُ مَا شَهِدَت۟ بِهِ ال۟اَع۟دَاءُ “Fazilet odur ki düşmanlar dahi onu tasdik etsin.”

    Arabî ceridenin beyanatı:

    وَقَد۟ اِع۟تَرَفَ حَتّٰى عُلَمَاءُ ال۟غَر۟بِ بِسُمُوِّ مَبَادِى ال۟اِس۟لَامِ وَصَلَاحِهَا لِل۟عَالَمِ …

    قَالَ عَمٖيدُ كُلِّيَّةِ ال۟حُقُوقِ بِجَامِعَةِ فِيَنَا اَل۟اُس۟تَاذُ شَبُول۟ فٖى مُؤ۟تَمَرِ ال۟حُقُوقِيّٖينَ ال۟مُن۟عَقَدِ فٖى سَنَةِ (٧٢٩١):

    اِنَّ ال۟بَشَرِيَّةَ لَتَف۟تَخِرُ بِاِن۟تِسَابِ رَجُلٍ كَمُحَمَّدٍ (ع ص م) اِلَي۟هَا اِذ۟ اِنَّهُ رَغ۟مَ اُمِّيَّتِهٖ اِس۟تَطَاعَ قَب۟لَ بِض۟عَةِ عَشَرَ قَر۟نًا اَن۟ يَأ۟تٖى بِتَش۟رٖيعٍ سَنَكُونُ نَح۟نُ ال۟اَو۟رُوبَائِيّٖينَ اَس۟عَدَ مَا نَكُونُ لَو۟ وَصَل۟نَا اِلٰى قِي۟مَتِهٖ بَع۟دَ اَل۟فَى۟ عَامٍ

    وَ قَالَ بَر۟نَار۟د شَو۟ : لَقَد۟ كَانَ دٖينُ مُحَمَّدٍ (ع ص م) مَو۟ضِعَ التَّق۟دٖيرِ السَّامٖى دَائِمًا لِمَا يَن۟طَوٖى عَلَي۟هِ مِن۟ حَيَوِيَّةٍ مُد۟هِشَةٍ لِاَنَّهُ عَلٰى مَا يَلُوحُ لٖى هُوَ الدّٖينُ ال۟وَحٖيدُ الَّذٖى لَهُ مَلَكَةُ ال۟هَض۟مِ لِاَط۟وَارِ ال۟حَيَاةِ ال۟مُخ۟تَلِفَةِ وَالَّذٖى يَس۟تَطٖيعُ لِذٰلِكَ اَن۟ يَج۟ذِبَ اِلَي۟هِ كُلَّ جَي۟لٍ مِنَ النَّاسِ وَ اَرٰى وَاجِبًا اَن۟ يُد۟عٰى مُحَمَّدٌ (ع ص م) مُن۟قِذَ ال۟اِن۟سَانِيَّةِ وَ اَع۟تَقِدُ اَنَّ رَجُلًا مِث۟لَهُ اِذَا تَوَلّٰى زَعَامَةَ ال۟عَالَمِ ال۟حَدٖيثِ نَجَحَ فٖى حَلِّ مُش۟كِلَاتِهٖ وَاَحَلَّ فِى ال۟عَالَمِ السَّلَامَةَ وَالسَّعَادَةَ ( يَع۟نِى ال۟مُسَالَمَةَ وَالصُّل۟حَ ال۟عُمُومِىَّ) وَمَا اَشَدَّ حَاجَةَ ال۟عَالَمِ اَل۟يَو۟مَ اِلَي۟هَا …

    Tercümesinin bir hülâsası:

    Evet, Garp uleması ve feylesofları itiraf ve ikrar etmişler ki: “İslâmiyet’in kanunları, yüksek bir tarzda âlemin ıslahına kâfidir.”

    Hem Külliyetü’l-Hukuk Kongresi’nin cemiyetinde, bütün hukukiyyunun toplandığı o kongrede 1927 senesinde onun reisi feylesof üstad Shebol demiş ki: “Muhammed’in (asm) beşeriyete intisabıyla bütün beşeriyet muhakkak iftihar eder. Çünkü o zat ümmi olmasıyla beraber, on üç asır evvel öyle bir şeriat getirmiş ki biz Avrupalılar iki bin sene sonra onun kıymetine ve hakikatine yetişsek en mesud en saadetli oluruz.”

    İkincisi veyahut Nur Çeşmesi’nin âhirine ilâve edilenlerle kırk beşincisi olan Bernard Shaw demiş: “Din-i Muhammedî’nin (asm) en yüksek makam-ı takdire çıkmasının sebebi, gayet acib ve sağlam bir hayatı temin etmesidir. Bana açılan budur ki o din; tek, yekta, emsalsiz bir din-i ferîd olup bütün muhtelif ayrı ayrı hayatın etvarlarını ve çeşitlerini hazmettiriyor. Yani ıslah ve istihale tarzında tasfiye ve terakki ettiriyor. Hem Muhammed’in (asm) dini öyle bir dindir ki insanın ayrı ayrı bütün milletlerini kendine celbedebilir. Ben görüyorum ve itikad ediyorum ki beşere vâcibdir ki desin: “Muhammed (asm) insaniyetin halâskârıdır. Ve halâskârlık namı, ona verilmek lâzımdır.”

    Hem diyor: “Ben itikad ediyorum ki Muhammed’in misli, yani sîretinde, tarzında bir adam şimdiki yeni âleme reis olsa hükmetse; bu yeni âlemin müşkülatını halledip bu yeni karmakarışık âlemde müsalemet-i umumiyeye ve saadet-i hayatın husulüne sebep olacak. Evet, bu yeni âlemin müsalemet ve saadet-i hayatiyeye ne kadar şedit ihtiyacı var olduğunu herkes anlar.”

    ÂYETÜ’L-KÜBRA RİSALESİ’NİN  RİSALET-İ AHMEDİYEDEN BAHSEDEN ON ALTINCI MERTEBESİ

    (Makam münasebetiyle buraya ilhak edilmiştir.)

    Sonra o dünya seyyahı, kendi aklına dedi ki: Madem bu kâinatın mevcudatıyla Mâlik’imi ve Hâlık’ımı arıyorum. Elbette her şeyden evvel bu mevcudatın en meşhuru ve a’dasının tasdikiyle dahi en mükemmeli ve en büyük kumandanı ve en namdar hâkimi ve sözce en yükseği ve akılca en parlağı ve on dört asrı faziletiyle ve Kur’an’ıyla ışıklandıran Muhammed-i Arabî aleyhissalâtü vesselâmı ziyaret etmek ve aradığımı ondan sormak için asr-ı saadete gitmeliyiz, diyerek aklıyla beraber o asra girdi. Gördü ki:

    O asır, hakikaten o zat ile bir saadet-i beşeriye asrı olmuş. Çünkü en bedevî ve en ümmi bir kavmi, getirdiği nur vasıtasıyla, kısa bir zamanda dünyaya üstad ve hâkim eylemiş.

    Hem kendi aklına dedi: Biz, en evvel bu fevkalâde zatın bir derece kıymetini ve sözlerinin hakkaniyetini ve ihbaratının doğruluğunu bilmeliyiz, sonra Hâlık’ımızı ondan sormalıyız, diyerek taharriye başladı. Bulduğu hadsiz kat’î delillerden burada yalnız dokuz küllîlerine birer kısa işaret edilecek.

    Birincisi: Bu zatta –hattâ düşmanlarının tasdikiyle dahi– bütün güzel huyların ve hasletlerin bulunması وَ ان۟شَقَّ ال۟قَمَرُ ۝ وَمَا رَمَي۟تَ اِذ۟ رَمَي۟تَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى âyetlerinin sarahatiyle, bir parmağının işaretiyle kamer iki parça olması ve bir avucu ile a’dasının ordusuna attığı az bir toprak, umum o ordunun gözlerine girmesiyle kaçmaları ve susuz kalmış kendi ordusuna, beş parmağından akan kevser gibi suyu kifayet derecesinde içirmesi gibi; nass-ı kat’î ile ve bir kısmı tevatür ile yüzer mu’cizatın onun elinde zâhir olmasıdır. Bu mu’cizatın üç yüzden ziyade bir kısmı, On Dokuzuncu Mektup Mu’cizat-ı Ahmediye (asm) namındaki hârika ve kerametli bir risalede kat’î delilleriyle beraber beyan edildiğinden onları ona havale ederek dedi ki:

    Bu kadar ahlâk-ı hasene ve kemalâtla beraber bu kadar mu’cizat-ı bâhiresi bulunan bir zat, elbette en doğru sözlüdür. Ahlâksızların işi olan hileye, yalana, yanlışa tenezzül etmesi kabil değil.

    İkincisi: Elinde bu kâinat sahibinin bir fermanı bulunduğu ve o fermanı, her asırda üç yüz milyondan ziyade insanların onu kabul ve tasdik ettikleri ve o ferman olan Kur’an-ı Azîmüşşan’ın yedi vecihle hârika olmasıdır. Ve bu Kur’an’ın kırk vecihle mu’cize olduğunu ve kâinat Hâlık’ının sözü bulunduğunu kuvvetli delilleriyle beraber Yirmi Beşinci Söz Mu’cizat-ı Kur’aniye namında ve Risale-i Nur’un bir güneşi olan meşhur bir risalede tafsilen beyan edilmesinden onu, ona havale ederek dedi:

    Böyle ayn-ı hak ve hakikat bir fermanın tercümanı ve tebliğ edicisi bir zatta (asm) fermana cinayet ve ferman sahibine hıyanet hükmünde olan yalan olamaz ve bulunamaz.

    Üçüncüsü: O zat (asm) öyle bir şeriat, bir İslâmiyet, bir ubudiyet, bir dua, bir davet, bir iman ile meydana çıkmış ki onların ne misli var ne de olur. Ve onlardan daha mükemmel ne bulunmuş ve ne de bulunur.

    Çünkü ümmi bir zatta zuhur eden o şeriat; on dört asrı ve nev-i beşerin humsunu, âdilane hakkaniyet üzere, müdakkikane, hadsiz kanunlarıyla idare etmesi emsal kabul etmez.

    Hem ümmi bir zatın ef’al ve akval ve ahvalinden çıkan İslâmiyet, her asırda üç yüz milyon insanın rehberi ve mercii ve akıllarının muallimi ve mürşidi ve kalplerinin münevviri ve musaffisi ve nefislerinin mürebbisi ve müzekkîsi ve ruhlarının medar-ı inkişafatı ve maden-i terakkiyatı olması cihetiyle misli olamaz ve olamamış.

    Hem dininde bulunan bütün ibadatın bütün envaında en ileri olması ve herkesten ziyade takvada bulunması ve Allah’tan korkması ve fevkalâde daimî mücahedat ve dağdağalar içinde, tam tamına ubudiyetin en ince esrarına kadar müraatı ve hiç kimseyi taklit etmeyerek tam manasıyla müptediyane fakat mükemmel olarak iptida ve intihayı birleştirerek yapması, elbette misli görülmez ve görülmemiş.

    Hem binler dua ve münâcatlarından yalnız Cevşenü’l-Kebir ile öyle bir marifet-i Rabbaniye ile öyle bir derecede Rabb’ini tavsif ediyor ki o zamandan beri gelen ehl-i marifet ve ehl-i velayet, telahuk-u efkâr ile beraber, ne o mertebe-i marifete ve ne de o derece-i tavsife yetişememeleri gösteriyor ki duada dahi onun misli yoktur. Risale-i Münâcat’ın başında, Cevşenü’l-Kebir’in doksan dokuz fıkrasından bir fıkranın kısacık bir mealinin beyan edildiği yere bakan adam “Cevşen’in dahi misli yoktur.” diyecek.

    Hem tebliğ-i risalette ve nâsı hakka davette o derece metanet ve sebat ve cesaret göstermiş ki büyük devletler, büyük dinler, hattâ kavim ve kabilesi ve amcası ona şiddetli adâvet ettikleri halde, zerre miktar bir eser-i tereddüt, bir telaş, bir korkaklık göstermemesi ve tek başıyla bütün dünyaya meydan okuması ve başa da çıkarması ve İslâmiyet’i dünyanın başına geçirmesi ispat eder ki tebliğ ve davette dahi misli olmamış ve olamaz.

    Hem imanda öyle fevkalâde bir kuvvet ve hârika bir yakîn ve mu’cizane bir inkişaf ve cihanı ışıklandıran bir ulvi itikad taşımış ki o zamanın hükümranı olan bütün efkârı ve akideleri ve hükemanın hikmetleri ve ruhanî reislerin ilimleri ona muarız ve muhalif ve münkir oldukları halde; onun ne yakînine ne itikadına ne itimadına ne itminanına hiçbir şüphe, hiçbir tereddüt, hiçbir zaaf, hiçbir vesvese vermemesi ve maneviyatta ve meratib-i imaniyede terakki eden başta sahabeler, bütün ehl-i velayet her vakit onun mertebe-i imanından feyz almaları ve onu en yüksek derecede bulmaları bilbedahe gösterir ki imanı dahi emsalsizdir.

    İşte böyle emsalsiz bir şeriat ve misilsiz bir İslâmiyet ve hârika bir ubudiyet ve fevkalâde bir dua ve cihan-pesendane bir davet ve mu’cizane bir iman sahibinde, elbette hiçbir cihetle yalan olamaz ve aldatmaz diye anladı ve aklı dahi tasdik etti.

    Dördüncüsü: Enbiyaların icmaı nasıl ki vücud ve vahdaniyet-i İlahiyeye gayet kuvvetli bir delildir. Öyle de bu zatın doğruluğuna ve risaletine gayet sağlam bir şehadettir. Çünkü enbiya aleyhimüsselâmın doğruluklarına ve peygamber olmalarına medar olan ne kadar kudsî sıfatlar, mu’cizeler ve vazifeler varsa; o zatta en ileride olduğu tarihçe musaddaktır.

    Demek, onlar nasıl ki lisan-ı kāl ile Tevrat, İncil ve Zebur ve suhuflarında bu zatın geleceğini haber verip insanlara beşaret vermişler ki kütüb-ü mukaddesenin o beşaretli işaratından yirmiden fazla ve pek zâhir bir kısmı, On Dokuzuncu Mektup’ta güzelce beyan ve ispat edilmiş. Öyle de lisan-ı halleriyle, yani nübüvvetleriyle ve mu’cizeleriyle; kendi mesleklerinde ve vazifelerinde en ileri, en mükemmel olan bu zatı tasdik edip davasını imza ediyorlar. Ve lisan-ı kāl ve icma ile vahdaniyete delâlet ettikleri gibi lisan-ı hal ve ittifakla bu zatın sadıkıyetine şehadet ediyorlar, diye anladı.

    Beşincisi: Bu zatın düsturlarıyla ve terbiyeti ve tebaiyetiyle ve arkasında gitmeleriyle hakka, hakikate, kemalâta, keramata, keşfiyata, müşahedata yetişen binler evliya vahdaniyete delâlet ettikleri gibi; üstadları olan bu zatın sadıkıyetine ve risaletine icma ve ittifak ile şehadet ediyorlar. Ve âlem-i gaybdan verdiği haberlerin bir kısmını nur-u velayetle müşahede etmeleri ve umumunu nur-u imanla ya ilmelyakîn veya aynelyakîn veya hakkalyakîn suretinde itikad ve tasdik etmeleri, üstadları olan bu zatın derece-i hakkaniyet ve sadıkıyetini güneş gibi gösterdiğini gördü.

    Altıncısı: Bu zatın ümmiliğiyle beraber getirdiği hakaik-i kudsiye ve ihtira ettiği ulûm-u âliye ve keşfettiği marifet-i İlahiyenin dersiyle ve talimiyle, mertebe-i ilmiyede en yüksek makama yetişen milyonlar asfiya-i müdakkikîn ve sıddıkîn-i muhakkikîn ve dâhî hükema-i mü’minîn, bu zatın üssü’l-esas davası olan vahdaniyeti, kuvvetli bürhanlarıyla bi’l-ittifak ispat ve tasdik ettikleri gibi; bu muallim-i ekberin ve bu üstad-ı a’zamın hakkaniyetine ve sözlerinin hakikat olduğuna ittifakla şehadetleri, gündüz gibi bir hüccet-i risaleti ve sadıkıyetidir. Mesela, Risale-i Nur yüz parçasıyla, sadakatinin bir tek bürhanıdır.

    Yedincisi: Âl ü ashab namında nev-i beşerin enbiyadan sonra feraset ve dirayet ve kemalâtla en meşhur, en muhterem, en namdarı, en dindar, en keskin nazarlı taife-i azîmesi; kemal-i merak ile ve gayet dikkat ve nihayet ciddiyetle, bu zatın bütün gizli ve aşikâr hallerini ve fikirlerini ve vaziyetlerini taharri ve teftiş ve tetkik etmeleri neticesinde, bu zatın dünyada en sadık ve en yüksek ve en haklı ve hakikatli olduğuna ittifakla, icma ile sarsılmaz tasdikleri ve kuvvetli imanları, güneşin ziyasına delâlet eden gündüz gibi bir delildir diye anladı.

    Sekizincisi: Bu kâinat nasıl ki kendini icad ve idare ve tertip eden ve tasvir ve takdir ve tedbir ile bir saray gibi bir kitap gibi bir sergi gibi bir temaşagâh gibi tasarruf eden sâni’ine ve kâtibine ve nakkaşına delâlet eder. Öyle de kâinatın hilkatindeki makasıd-ı İlahiyeyi bilecek ve bildirecek ve tahavvülatındaki Rabbanî hikmetleri talim edecek ve vazifedarane harekâtındaki neticeleri ders verecek ve mahiyetindeki kıymetini ve içindeki mevcudatın kemalâtını ilan edecek ve o kitab-ı kebirin manalarını ifade edecek bir yüksek dellâl, bir doğru keşşaf, bir muhakkik üstad ve bir sadık muallim istediği ve iktiza ettiği ve herhalde bulunmasına delâlet ettiği cihetle, elbette bu vazifeleri herkesten ziyade yapan bu zatın hakkaniyetine ve bu kâinat Hâlık’ının en yüksek ve sadık bir memuru olduğuna şehadet ettiğini bildi.

    Dokuzuncusu: Madem bu sanatlı ve hikmetli masnuatıyla kendi hünerlerini ve sanatkârlığının kemalâtını teşhir etmek ve bu süslü ve ziynetli nihayetsiz mahlukatıyla kendini tanıttırmak ve sevdirmek ve bu lezzetli ve kıymetli hesapsız nimetleriyle kendine teşekkür ve hamdettirmek ve bu şefkatli ve himayetli umumî terbiye ve iaşe ile hattâ ağızların en ince zevklerini ve iştihaların her nevini tatmin edecek bir surette ihzar edilen Rabbanî it’amlar ve ziyafetlerle, kendi rububiyetine karşı minnettarane, müteşekkirane ve perestişkârane ibadet ettirmek ve mevsimlerin tebdili ve gece ve gündüzün tahvili ve ihtilafı gibi azametli ve haşmetli tasarrufat ve icraat ve dehşetli ve hikmetli faaliyet ve hallakıyet ile kendi uluhiyetini izhar ederek, o uluhiyete karşı iman ve teslim ve inkıyad ve itaat ettirmek ve her vakit iyiliği ve iyileri himaye ve fenalığı ve fenaları izale ve semavî tokatlarla zalimleri ve yalancıları imha etmek cihetiyle, hakkaniyet ve adaletini göstermek isteyen perde arkasında birisi var.

    Elbette ve herhalde o gaybî zatın yanında en sevgili mahluku ve en doğru abdi, onun mezkûr maksatlarına tam hizmet ederek, hilkat-i kâinatın tılsımını ve muammasını hall ve keşfeden ve daima o Hâlık’ının namına hareket eden ve ondan istimdad eden ve muvaffakiyet isteyen ve onun tarafından imdada ve tevfike mazhar olan Muhammed-i Kureyşî (asm) denilen bu zat olacak.

    Hem aklına dedi: Madem bu mezkûr dokuz hakikatler bu zatın sıdkına şehadet ederler; elbette bu âdem, benî-Âdem’in medar-ı şerefi ve bu âlemin medar-ı iftiharıdır. Ve ona Fahr-i Âlem ve Şeref-i benî-Âdem denilmesi pek lâyıktır. Ve onun elinde bulunan ferman-ı Rahmanî olan Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın haşmet-i saltanat-ı maneviyesinin nısf-ı arzı istilası ve şahsî kemalâtı ve yüksek hasletleri gösteriyor ki bu âlemde en mühim zat budur, Hâlık’ımız hakkında en mühim söz onundur.

    İşte gel bak! Bu hârika zatın yüzer zâhir ve bâhir kat’î mu’cizelerinin kuvvetine ve dinindeki binler âlî ve esaslı hakikatlerine istinaden bütün davalarının esası ve bütün hayatının gayesi, Vâcibü’l-vücud’un vücuduna ve vahdetine ve sıfâtına ve esmasına delâlet ve şehadet ve o Vâcibü’l-vücud’u ispat ve ilan ve i’lam etmektir.

    Demek, bu kâinatın bir manevî güneşi ve Hâlık’ımızın en parlak bürhanı, bu Habibullah denilen zattır ki onun şehadetini teyid ve tasdik ve imza eden, aldanmaz ve aldatmaz üç büyük icma var:

    Birincisi: “Eğer perde-i gayb açılsa yakînim ziyadeleşmeyecek.” diyen İmam-ı Ali (ra) ve yerde iken arş-ı a’zamı ve İsrafil’in azamet-i heykelini temaşa eden Gavs-ı A’zam (ks) gibi keskin nazar ve gaybbîn gözleri bulunan binler aktab ve evliya-i azîmeyi câmi’ ve Âl-i Muhammed aleyhissalâtü vesselâm namıyla şöhret-şiar-ı âlem olan cemaat-i nuraniyenin icma ile tasdikleridir.

    İkincisi: Bedevî bir kavim ve ümmi bir muhitte, hayat-ı içtimaiyeden ve efkâr-ı siyasiyeden hâlî ve kitapsız ve fetret asrının karanlıklarında bulunan ve pek az bir zamanda en medeni ve malûmatlı ve hayat-ı içtimaiyede ve siyasiyede en ileri olan milletlere ve hükûmetlere üstad ve rehber ve diplomat ve hâkim-i âdil olarak, şarktan garba kadar cihan-pesendane idare eden ve sahabe namıyla dünyada namdar olan cemaat-i meşhurenin ittifak ile; can ve mallarını, peder ve aşiretlerini feda ettiren bir kuvvetli iman ile tasdikleridir.

    Üçüncüsü: Her asırda binlerle efradı bulunan ve her fende dâhiyane ileri giden ve muhtelif mesleklerde çalışan ve ümmetinde yetişen hadsiz muhakkik ve mütebahhir ulemasının cemaat-i uzmasının tevafuk ile ve ilmelyakîn derecesinde tasdikleridir.

    Demek, bu zatın vahdaniyete şehadeti şahsî ve cüz’î değil belki umumî ve küllî ve sarsılmaz ve bütün şeytanlar toplansa karşısına hiçbir cihetle çıkamaz bir şehadettir, diye hükmetti.

    İşte asr-ı saadette aklıyla beraber seyahat eden dünya misafiri ve hayat yolcusunun o medrese-i nuraniyeden aldığı derse kısa bir işaret olarak Birinci Makamın On Altıncı Mertebesi’nde böyle:

    لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ال۟وَاجِبُ ال۟وُجُودِ ال۟وَاحِدُ ال۟اَحَدُ الَّذٖى دَلَّ عَلٰى وُجُوبِ وُجُودِهٖ فٖى وَح۟دَتِهٖ فَخ۟رُ ال۟عَالَمِ وَ شَرَفُ نَو۟عِ بَنٖى اٰدَمَ بِعَظَمَةِ سَل۟طَنَةِ قُر۟اٰنِهٖ وَ حِش۟مَةِ وُس۟عَةِ دٖينِهٖ وَ كَث۟رَةِ كَمَالَاتِهٖ وَ عُل۟وِيَّةِ اَخ۟لَاقِهٖ حَتّٰى بِتَص۟دٖيقِ اَع۟دَائِهٖ وَ كَذَا شَهِدَ وَ بَر۟هَنَ بِقُوَّةِ مِاٰتِ ال۟مُع۟جِزَاتِ الظَّاهِرَاتِ ال۟بَاهِرَاتِ ال۟مُصَدِّقَةِ ال۟مُصَدَّقَةِ وَ بِقُوَّةِ اٰلَافِ حَقَائِقِ دٖينِهِ السَّاطِعَةِ ال۟قَاطِعَةِ بِاِج۟مَاعِ اٰلِهٖ ذَوِى ال۟اَن۟وَارِ وَ بِاِتِّفَاقِ اَص۟حَابِهٖ ذَوِى ال۟اَب۟صَارِ وَ بِتَوَافُقِ مُحَقِّقٖى اُمَّتِهٖ ذَوِى ال۟بَرَاهٖينِ وَ ال۟بَصَائِرِ النَّوَّارَةِ denilmiştir.

    اَل۟بَاقٖى هُوَ ال۟بَاقٖى

    Said Nursî

    1. ملاحظة: لقد لاحظت تشابه الروايات الواردة في هذه الرسالة، رغم الاختلاف في المواضع، مع ما ذكره القاضي عياض في كتابه المشهور «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» فثبتّ عبارات القاضي عياض بدلاً من عباراتي المترجَمة وحصرتُها بين قوسين مزدوجين للتمييز.
    2. انظر: البيهقي، دلائل النبوة ١٠/١؛ النووي، شرح صحيح مسلم ٢/١؛ ابن حجر، فتح الباري ٦ / ٥٨٢-٥٨٣.
    3. الترمذي، القيامة ٤٢؛ ابن ماجه، الإقامة ١٧٤؛ الدارمي، الصلاة ١٥٦.
    4. عن أبي أمامة، قال أبو ذر: (قلت: يا رسول الله كم وفاءُ عدّة الأنبياء؟ قال: «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسلُ من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً») أحمد بن حنبل، المسند ٢٦٥/٥؛ ابن حبان، الصحيح ٧٧/٢؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢١٧/٨.
    5. آسف لأني لم استطع الكتابة كما كنتُ أنوي، فقد كتبتُ كما خطر على القلب دونما اختيار. ولم أتمكن من مراعاة التسلسل الذي في هذا التقسيم. (المؤلف).
    6. انظر: مسلم، الجنة ٣١، صفة المنافقين ١٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣٧١/٢، ٣٤١/٣، ٣٤٦؛ ابن حبان، الصحيح ٥١٠/١٦.
    7. الامام الغزالي، إحياء علوم الدين ١/ ٣٥٩.
    8. راجع أقوال الأئمة الحفاظ كالسيوطي والسخاوي وابن صلاح وابن تيمية واللكنوي وغيرهم حول إفراط ابن الجوزي في كتابه «الموضوعات» وتحامله فيه تحاملاً كثيراً حتى إنه أدرج فيه كثيراً من الأحاديث الصحيحة، في كتاب: (الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة لعبد الحي اللكنوي وتحقيق عبد الفتاح أبو غدة) في الصفحات: ٨٠، ١٢٠، ١٦٣، ١٧٠ وكذا في كتاب (الرفع والتكميل ص ٥٠-٥١).
    9. سبق تخريج الأحاديث حول المهدي في المكتوب الخامس عشر.
    10. إن الدليل على أن الله سبحانه لم يُطلع رسوله ﷺ اطلاعاً كاملا على أن الصّديقة عائشة رضي الله عنها ستكون في وقعة الجمل هو: أنه ﷺ قال لزوجاته الطاهرات: «أيكنّ تنبح عليها كلابُ الحوأب» أي من منكن ستشترك في تلك الواقعة، وذلك لئلا يجرح سبحانه ما يكنّه الرسول ﷺ من حب شديد ورأفة كاملة تجاه عائشة رضي الله عنها. إلّا أنه سبحانه أطلعه بعد ذلك اطلاعاً مجملا بالأمر حيث قال ﷺ لعلي رضي الله عنه بحقها:
      «فارفق وبلّغها مأمنها» ∗ (المؤلف).
      ∗ انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٥٢/٦، ٩٧/٦، ٣٩٣/٦؛ الهيثمي، مجمع الزوائد ٢٣٤/٧؛ البيهقي، دلائل النبوة ٤١١/٦.
    11. البخاري، العلم ٣٨؛ مسلم، المقدمة ٢-٤.
    12. قاعدة مستنبطة من معنى الحديث الشريف: «من دلّ على الخير فله مثل أجر فاعله». مسلم، الأمارة ١٣٣؛ كشف الخفاء ٣٩٩/١.
    13. انظر: الواقدي، كتاب المغازي ٧٨/١؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٣٢١/٢٠؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ٤ / ١٩٤-١٩٥.
    14. عن عمارة بن خزيمة: «أن عمه حدثه وكان من أصحاب النبي ﷺ أنه ابتاع فرساً من أعرابي، فاستتبعه النبي ﷺ ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع النبي ﷺ المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس لا يشعرون أن النبي ﷺ ابتاعه، فنادى الأعرابي النبي ﷺ، فقال إن كنت مبتاعاً هذا الفرس فابتعه وإلّا بعته. فقال النبي ﷺ حين سمع نداء الأعرابي: أوَليس قد ابتعته منك؟ قال الأعرابي: لا والله ما بعتك، فقال النبي ﷺ بلى قد ابتعته، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيداً، قال خزيمة: أنا أشهد أنك قد ابتعته، فأقبل النبي ﷺ على خزيمة فقال: بِمَ تشهد؟ فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل شهادة خزيمة شهادة رجلين». رواه أبو داود، الأقضية ٢٠؛ والنسائي، البيوع ٨١؛ وأحمد، المسند ٥/ ٢١٥-٢١٦.
    15. البخاري، الصلح ٩؛ الترمذي، المناقب ٣٠؛ أبو داود ١٢-١٣.
    16. (الناكثين): الذين نكثوا البيعة. (القاسطين): وهم الخوارج الذين مرقوا من الدين.
    17. انظر: الحاكم، المستدرك ٣/١٥٠. وانظر: البزار، المسند ٢١٥/٢، ٢٧/٣؛ أبو يعلى، المسند ٣٩٧/١، ١٩٤/٣؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٧٢/٤، ٩١/١٠.
    18. انظر: ابن أبي شيبة، المصنف ٥٤٥/٧؛ أبو يعلى، المسند ٢٩/٢؛ الحاكم، المستدرك ٤١٣/٣.
    19. (حوأب): قرية فيها الماء في طريق الذاهب من المدينة إلى البصرة.
    20. انظر: ابن حبان، الصحيح ١٢٦/١٥؛ الحاكم، المستدرك ١٢٩/٣؛ أحمد بن حنبل، المسن ٥٢/٦.
    21. انظر: النسائي، السنن ١٥٣/٥؛ الحاكم، المستدرك ١٥١/٣؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢٦٣/٤. وانظر المجمع ١٣٨/٩.
    22. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٩٢/١؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٤٣٧/٥.
    23. انظر: البخاري، المناقب ٢٥؛ مسلم، الزكاة ١٤٨؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣٣/٣.
    24. انظر: الحاكم، المستدرك ١٩٧/٣؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٠٧/٣.
    25. الحاكم، المستدرك ٥٣٤/٤؛ ابن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة ٥٢٧/٢، ٦٥٨؛ وانظر ابن ماجه، الفتن ٣٤؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٥٢٧/٧.
    26. انظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ٢١٣/١١؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٣٢٢/٤٥.
    27. انظر: الترمذي، الإيمان ١٨؛ أبو داود، السنة ١؛ ابن ماجه، الفتن ١٧؛ الدارمي، السير ٧٥.
    28. انظر: الديلمي، المسند ٤٩/١؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣١/٣، ٨٢؛ النسائي، السنن الكبرى ١٥٤/٥.
    29. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٤٨٤/٣، ٦٧/٤؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٣٦١/٧؛ الطبراني، المعجم الكبير ٣٠٧/٧.
    30. انظر: البخاري، الجزية ١٥؛ ابن ماجه، الفتن ٢٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢٢/٦، ٢٥، ٢٧.
    31. انظر: البخاري، فضائل المدينة ٥؛ مسلم، الحج ٤٩٦، ٤٩٧.
    32. انظر: البخاري، الجهاد ١٠٢؛ مسلم، فضائل الصحابة ٣٤.
    33. انظر: البخاري، الجهاد ١٥٧؛ مسلم، الفتن ٧٥، ٧٨.
    34. انظر: الترمذي، المناقب ١٦، ٣٤؛ ابن ماجه، المقدمة ١١؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣٨٢/٥.
    35. انظر: المناوي، فيض القدير ٥٦/٢؛ ابن عبد البر، التمهيد ١٢٦/٢٢.
    36. انظر: مسلم، الفتن ١٩؛ الترمذي، الفتن ١٤؛ أبو داود، الفتن ١.
    37. انظر: مسلم، الجنة ٧٦ ، الجهاد ٨٣؛ أبو داود، الجهاد ١١٥؛ النسائي، الجنائز ١١٧؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢٦/١، ٢١٩/٣، ٢٥٧.
    38. انظر: ابن إسحاق، السيرة ٣١٠/٣؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٣٣/٤؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٤٦/٤.
    39. انظر: البخاري، الجنائز ٤، الجهاد ٧، ٧٧؛ أحمد بن حنبل، المسند ١١٣/٣.
    40. انظر: البيهقي، دلائل النبوة ٣٦٥/٤؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ١٢/٢؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٢٤٧/٤.
    41. انظر: الترمذي، الفتن ٤٨؛ أبو داود، السنة ٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢٢٠/٥؛ وانظر ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ٣٠٢/٣؛ ابن حجر، فتح الباري ٧٧/٨.
    42. الطيالسي، المسند ٣١؛ البزار، المسند ١٠٨/٤؛ أبو يعلى، المسند ١٧٧/٢.
    43. انظر: الحاكم، المستدرك ١١٠/٣؛ الديلمي، الفردوس ٣١٣/٥.
    44. انظر: الترمذي، المناقب ١٨؛ ابن ماجه، المقدمة ١١؛ أحمد بن حنبل، المسند ٧٥/٦، ٨٦، ١١٤، ١٤٩؛ الحاكم، المستدرك ١١٠/٣.
    45. انظر: الدارقطني، السنن ٢٢٨/١؛ الحاكم، المستدرك ٦٣٨/٣؛ أبو نعيم، حلية الأولياء ٣٣٠/١.
    46. انظر: الطبري، تاريخ الأمم والملوك ٥٣٨/٣؛ ابن حبان، الثقات، ٣١٦/٢؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٢٣١/٢٨.
    47. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٨٠/٣؛ أبو يعلى، المسند ٣٨٣/٢، ٤٠٢/١١؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢٣٦/١٢، ٣٨/١٩.
    48. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ١٠١/٤؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٢٠٧/٦؛ الطبراني، المعجم الكبير ٣٦١/١٩؛ أبو يعلى، المسند ٣٧٠/١٣.
    49. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٣٨٥/٢، ٥٢٢؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٣٦/٤٦.
    50. انظر: أبو يعلى المسند ١٧٦/٢؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٣٣٦/٦٣، ٢٥٠/٦٥، ٤١/٦٨.
    51. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ١٨/١؛ الحاكم، المستدرك ٥٣٩/٤؛ البيهقي، دلائل النبوة ٥٠٥/٦.
    52. انظر: القاضي عياض، الشفا ٣٣٨؛ نعيم بن حماد، الفتن ٢٠٣/١؛ أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة ٩٤٧/٢.
    53. انظر: البخاري، الفتن ٤؛ مسلم، الفتن ١-٢.
    54. انظر: البخاري، الفرائض ٦؛ مسلم، الوصية ٥.
    55. انظر: البخاري، الجنائز ٦١؛ مسلم، الجنائز ٦٢، ٦٤.
    56. انظر: البخاري، فضائل أصحاب النبي ﷺ ٥، ٧؛ الترمذي، المناقب ١٨؛ أبو داود، السنة ٨.
    57. انظر: مسلم، فضائل الصحابة ٥٠؛ الترمذي، المناقب ١٨.
    58. انظر: البخاري، المناقب ٢٥؛ مسلم، فضائل الصحابة ٩٩.
    59. انظر: الحاكم، المستدرك ٣/ ٥٢؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٥/ ٢٠٤؛ ابن حبان، الثقات ٢/ ٩٤؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ٢/ ١٨٤.
    60. (ثبج البحر): وسطه ومعظمه وقيل ظهره.
    61. انظر: البخاري، التعبير ١٢، الجهاد ٣، ٨، ٦٣، ٧٥، الاستئذان ٤١؛ مسلم، الإمارة ١٦٠-١٦١؛ الترمذي، الجهاد ١٥، أبو داود، الجهاد ٩؛ النسائي، الجهاد ٤٠؛ ابن ماجه، الجهاد ١٠؛ الدارمي، الجهاد ٢٨؛ الموطأ، الجهاد ٣٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٢٤٠، ٢٦٣ .
    62. انظر: البخاري، التاريخ الكبير ٣/ ١٩١، ٧/ ١٥٧، ٨/ ٤١٦؛ الحميدي، المسند ١/ ١٥٦؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢٤/ ٨١. وانظر كذلك: مسلم، فضائل الصحابة ٢٢٩؛ الترمذي، الفتن ٤٤، المناقب ٧٣؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ٢٦.
    63. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٣٣٥؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢/ ٣٨؛ الحاكم، المستدرك ٤/ ٤٦٨؛ البخاري، التاريخ الكبير ٢/ ٨١.
    64. انظر: البخاري، تفسير سورة الجمعة ١؛ مسلم، فضائل الصحابة ٢٣٠، ٢٣١.
    65. انظر: الطيالسي، المسند ص٣٩؛ أبو نعيم، حلية الأولياء ٦/ ٢٩٥، ٩/ ٦٥؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ٢/ ٦٠، ٦١؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٥١/ ٣٢٦.
    66. انظر: الترمذي، الإيمان ١٨؛ الحاكم، المستدرك ١/ ٢١٨؛ وانظر كذلك: ابن ماجه، الفتن ١٧؛ أبو يعلى، المسند ٧/ ١٥٥؛ الطبراني، المعجم الأوسط ٨/ ٢٢.
    67. انظر: أبو داود، السنة ١٦؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ٨٦؛ البخاري، التاريخ الكبير ٢/ ٣٤١.
    68. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ١/ ١٦٠؛ البخاري، التاريخ الكبير ٣/ ٢٨١؛ النسائي، السنن الكبرى ٥/ ١٣٧؛ البزار، المسند، ٣/ ١٢؛ أبو يعلى، المسند ١/ ٤٠٦.
    69. انظر: الطبراني، المعجم الأوسط ٦/ ٣٥٥؛ أبو نعيم، حلية الأولياء ٤/ ٣٢٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ١٠٣.
    70. (المطيطاء): مشية فيها مدّ اليدين والتبختر والخيلاء.
    71. انظر: الترمذي، الفتن ٧٤؛ ابن حبان، الصحيح ١٥/ ١١٢؛ الطبراني، المعجم الأوسط ١/ ٤٨، ٤/ ٥٣.
    72. انظر: البخاري، فضائل أصحاب النبي ﷺ ٩؛ مسلم، فضائل الصحابة ٣٤.
    73. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٦/ ٨؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٤/ ٣٠٦؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٤٢/ ١١٠؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ٢/ ١٣٧.
    74. البخاري، الاستتابة ٧، الفتن ٢٥؛ مسلم، الفتن ١٧.
    75. إسحاق بن راهويه، المسند ٤/ ١١٠؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٣٩. وانظر: البخاري، الصلاة ٦٣، الجهاد ١٧؛ مسلم، الفتن ٧٢ ، ٧٣.
    76. انظر: البخاري، الفتن ١٧؛ مسلم، الفتن ٢٦؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٣٩.
    77. انظر: الحاكم، المستدرك ٣/ ٣١٨؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٣٦٧.
    78. ابن عبد البر، الاستيعاب ٢/ ٥٨١؛ ابن حجر، الإصابة ٣/ ٤١؛ وانظر البيهقي، السنن الكبرى ٦/ ٣٥٧؛ الشافعي، الأم ٤/ ١٥٧.
    79. انظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى ٥/ ٩٠؛ الشافعي، الأم ٤/ ١٥٧؛ البيهقي ٦/ ٣٥٧.
    80. البخاري، الأيمان ٣؛ مسلم، الفتن ٧٥- ٧٨.
    81. انظر: ابن هشام، السيرة النبوية ١/ ١٩١؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٦٠؛ البيهقي، دلائل النبوة ٤/ ٣٩٠، ٣٩١.
    82. انظر: الماوردي، أعلام النبوة ١/ ١٥٤، ١٥٥؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٤٣؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٧٠٠.
    83. انظر: البخاري، الجهاد ١٤١، المغازي ٤٦؛ مسلم، فضائل الصحابة ١٦١.
    84. انظر: الحاكم، المستدرك ٢/ ٥٨٨؛ الطبري، جامع البيان ٢٧/ ٤١؛ الأصبهاني، دلائل النبوة ٢١٩؛ المناوي، فيض القدير ٢/ ٣٩٥.
    85. انظر: ابن هشام، السيرة النبوية ٥/ ٧٥، ٧٦؛ البغوي، معالم التنزيل ١/ ٣٤٧؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٤/ ٣٠٣.
    86. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٣٥٣، الحاكم، المستدرك ٣/ ٣٦٦؛ البيهقي، السنن الكبرى ٦/ ٣٢٢؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٤/ ١٤.
    87. أصل الحديث رواه البخاري ٥/ ٢١٧٤؛ مسلم ٤/ ١٧١٩.
    88. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٤٢؛ السهيلي، الروض الأنف ٤/ ٣٥٥؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ٢/ ٢٧٨؛ ابن حجر، الاستيعاب ٢/ ٥٥٢.
    89. انظر: الطبراني، المعجم الكبير ١٧/ ٥٦-٦٢؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٣/ ٢١٢-٣١٤؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٤/ ١٩٩-٢٠٠؛ البيهقي، دلائل النبوة ٣/ ١٤٧-١٤٨.
    90. (دومة الجندل): موضع بين مكة وبرك الغمامة أو بين الحجاز والشام.
    91. ابن هشام، السيرة النبوية ٥/ ٢٠٧-٢٠٨؛ البيهقي، السنن الكبرى ٩/ ١٨٧؛ ابن حبان، الثقات ٢/ ٩٧؛ الطبري، تاريخ الأمم ٢/ ١٨٥.
    92. انظر: ابن إسحاق، السيرة ٢/ ١٤٧؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ٢٢١؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ١٨٨، ١٨٩، ٢٠٨، ٢٠٩ ؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ١/ ٥٥٣.
    93. انظر: البخاري، الجزية ١٥؛ ابن ماجه، الفتن ٢٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ٦/ ٢٢، ٢٥، ٢٧.
    94. انظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى ٣/ ٢٨٣؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ٢/ ٤٤٨؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٧/ ٥٥-٥٨؛ المناوي، فيض القدير ٤/ ٩٥.
    95. انظر: أبو داود، الملاحم ١٠؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ٤٤؛ الطيالسي، المسند ١١٧؛ ابن حبان، الصحيح ١٥/ ١٤٨.
    96. انظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ١/ ٢٨-٣٣، ١٠/ ٢٠٣، ١٤/ ٥٤؛ الديلمي، المسند ٢/ ٧٣.
    97. انظر: البخاري، الجهاد ٩٥، ٩٦، المناقب ٢٥؛ مسلم، الفتن ٦٣-٦٦.
    98. انظر: معمر بن راشد، الجامع ١١/ ٣٨٥؛ البزار،المسند ٦/ ٣٥٩، ٧/ ٢٩١؛ الحاكم، المستدرك ٤/ ٥٥٧، ٥٦٤.
    99. انظر: البخاري، الفتن ٣؛ مسلم، الفتن ٧٤؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ٢٩٩، ٤٨٥، ٥٢٠.
    100. انظر: البخاري، المناقب ٢٥، المغازي ٧٠، ٧١؛ مسلم، الرؤية ٢١، ٢٢.
    101. البخاري، المغازي ٢٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٢٦٢، ٦/ ٣٩٤؛ الطيالسي، المسند ١٨٢؛ الطبراني، المعجم الكبير ٧/ ٩٨.
    102. البخاري، فضائل أصحاب النبي ﷺ ٣؛ مسلم، فضائل الصحابة ٢.
    103. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٤٣؛ الماوردي، أعلام النبوة ١/ ١٢١؛ وانظر أبو يعلى، المسند ١/ ٣٩٣؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٤١٦.
    104. (الصاع): الذي يُكال به، وهو أربعة أمداد، والمُد ما يقارب ٨٧٥غم.
    105. (التور): إناء كالقدح.
    106. انظر: البخاري، النكاح ٦٤؛ مسلم، النكاح ٩٤، ٩٥؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٢٩٧.
    107. الطبراني، المعجم الكبير ٤/ ١٨٥؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٩٤؛ ابن عبد البر، التمهيد ١/ ٢٩٥.
    108. (الأزواد): جمع زاد. (الحثية): ما يملأ اليدين. (نطع): بساط من ادم. (حرزته): قدّرته. (الربضة): جلوس العنز.
    109. انظر: البخاري، الشركة ١، الجهاد ١٢٣؛ مسلم، اللقطة ١٩ .
    110. (سواد البطن): الكبد. (حزّ): قطع بالسكين.
    111. انظر: البخاري، الهبة ٢٨، الأطعمة ٦؛ مسلم، الأشربة ١٧٥.
    112. (العناق): الانثى من أولاد المعز ولم يتم لها سنة. (برمتنا لتغط): أي قدرنا تغلي غلياناً. (شطر وسق): نصف حمل.
    113. البخاري، المغازي ٢٩؛ مسلم، الأشربة ١٤١.
    114. البخاري، المناقب ٢٥، الأطعمة ٦، ٤٨؛ مسلم، الأشربة ١٤٢.
    115. مسلم، الفضائل ٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٣٣٧، ٣٤٧؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ١١٤.
    116. الترمذي، المناقب ٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ١٢، ١٨؛ الدارمي، المقدمة ٩؛ النسائي، السنن الكبرى ٤/ ١٧٠.
    117. ابن أبي شيبة، المصنف ٦/ ٣١٥؛ الطبراني، المعجم الأوسط ٣/ ١٩٥؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٥٦.
    118. أحمد بن حنبل، المسند ١/ ١٥٩، فضائل الصحابة ٢/ ٧١٢؛ الطبري، جامع البيان ١٩/ ١٢٢؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٢٩٣-٢٩٤.
    119. (جزور): رأس من الابل ناقة أو جملاً سميت بها لأنها مما يجزر.
    120. عبد الرزاق، المصنف ٥/ ٤٨٧؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢٢/ ٤١١، ٢٤/ ١٣٣.
    121. ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ١٨٦-١٨٧؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٢٩٤؛ ابن الجوزي، المنتظم ٣/ ٨٨؛ ابن كثير، تفسير القرآن ١/ ٣٦١.
    122. (أصوع): جمع صاع. (الفصيل): ولد الناقة الصغير.
    123. انظر: أبو داود، الأدب ١٥٧-١٥٨؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ١٧٤؛ البخاري، التاريخ الكبير ٣/ ٢٥٥.
    124. البخاري، الاستقراض ٩، الوصايا ٣٦، المغازي ١٨؛ أبو داود، الوصايا ١٧؛ النسائي، الوصايا ٣-٤؛ ابن ماجه، الصدقات ٢٠.
    125. (المزود): وعاء الزاد.
    126. أبو نعيم، دلائل النبوة ص ١٣٠، ١٣١؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٦/ ١١٧؛ وانظر: الترمذي، المناقب ٤٦؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ٣٥٢.
    127. البخاري، الرقاق ١٧؛ مسلم، فضائل الصحابة ١٦٤.
    128. انظر: البخاري، العلم ٣٨، الأنبياء ٥٠، الأدب ١٠٩؛ مسلم، المقدمة ٢-٤، الزهد ٧٢.
    129. (الزوراء): مكان مرتفع قريب من المسجد النبوي، وثمة سوقها.
    130. البخاري، المناقب ٢٥؛ مسلم، فضائل الصحابة ٦، ٧.
    131. (الركوة): اناء من جلد يستعمل للماء.
    132. البخاري، المناقب ٢٥، المغازي ٣٥؛ مسلم، الامارة ٧٢، ٧٣.
    133. البخاري، العلم ٣٨، الأنبياء ٥٠، الأدب ١٠٩؛ مسلم، المقدمة ٢-٤، الزهد ٧٢.
    134. (بواط): هي ثاني غزواته ﷺ، وهي اسم لجبال بقرب الينبع.
    135. (غمزه) أي وضع يده فيها. (الجفنة): كالقصعة لفظاً ومعنى وهي التي تشبع عشرة.
    136. مسلم، الزهد ٧٤؛ ابن حبان، الصحيح ١٤/ ٤٥٧؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٧/ ٧٤.
    137. البخاري، المناقب ٢٥؛ الترمذي، المناقب ٦؛ الدارمي، المقدمة ٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٤٦٠.
    138. (بضّ الماء) إذا سال سيلاناً قليلاً. (الشراك): سير النعل، والتشبيه لقلة الماء.
    139. مسلم، فضائل الصحابة ١٠؛ الموطأ، السفر ٢؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ٢٣٨.
    140. البخاري، المناقب ٢٥، المغازي ٣٥؛ مسلم الجهاد ١٣٢، الامارة ٧٢، ٧٣؛ الدارمي، المقدمة ٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٤٨، ٢٩٠؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٧/ ٣٨٣.
    141. وهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، وذلك أنه ﷺ أرسل بكتاب إلى ملك بُصرى فقتل رسوله في مؤتة، ولم يقتل رسول له قبله، فعقد للسرية لواء دفعه لزيد وأوصاهم وقال: إن قتل زيد فأميركم جعفر فإن قتل جعفر فأميركم عبد الله بن رواحة. (الخفاجي٣/ ٢٦).
    142. (الميضأة): آلة الوضوء.
    143. مسلم، المساجد، ٣١١؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ٢٩٨؛ أبو يعلى، المسند ٧/ ٢٣٤-٢٣٥؛ ابن خزيمة، الصحيح ١/ ٢١٤.
    144. (قالت): غيّمت. (رديفه): راكب خلفه. (ذي المجاز): سوق عند عرفة.
    145. ابن خزيمة، الصحيح ١/ ٥٣؛ ابن حبان، الصحيح ٤/ ٢٢٣؛ البزار، المسند ١/ ٣٣١؛ الحاكم، المستدرك ١/ ٢٦٣.
    146. القاضي عياض، الشفا ١/ ٢٩٠؛ وانظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ١٥٢، ١٥٣؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٦٦/ ٣٠٨؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ٣/ ٣١٢.
    147. ابن خزيمة، الصحيح ١/ ٥٣؛ ابن حبان، الصحيح ٤/ ٢٢٣؛ الحاكم، المستدرك ١/ ٢٦٣؛ البيهقي، السنن الكبرى ٩/ ٣٥٧.
    148. القاضي عياض، الشفا ١/ ٢٩٨، ٢٩٩.
    149. (السَمُرة): شجرة عظيمة ذات شوكة من الطلح. (تخدّ): تشق.
    150. القاضي عياض، الشفا ١/ ٢٩٨- ٢٩٩؛ وانظر: الدارمي، المقدمة ٤؛ ابن حبان، الصحيح ١٤/ ٤٣٤؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٢/ ٤٣١.
    151. (مغيّرة): مسرعة.
    152. (دلت عروقها): أدخلتها الارض.
    153. أبو نعيم، دلائل النبوة ٣٩٠؛ الحاكم، المستدرك ٤/ ١٩٠؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق ٤/ ٣٦٥؛ الهيثمي، مجمع الزوائد ٩/ ١٠.
    154. (المخشوش): البعير يجعل في انفه عود عليه حبل لينقاد.
    155. (المنصف): نصف الطريق.
    156. مسلم، الزهد ٧٤؛ ابن حبان، الصحيح ١٤/ ٤٥٦؛ البيهقي، السنن الكبرى ١/ ٩٤؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٣٩٢-٣٩٣.
    157. (أحضر): أسرع في العدو.
    158. الدارمي، المقدمة ٤؛ عبد بن حميد، المسند ٣٢٠؛ ابن أبي شيبة، المسند ٦/ ٣٢١؛ البيهقي، السنن الكبرى ١/ ٩٣.
    159. (مخرج): مكان خرج إليه لقضاء حاجته فيه.
    160. (ركاماً): بعضها فوق بعض.
    161. البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٢٥؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٣٩٣، ٣٩٤؛ ابن حجر، المطالب العالية ٤/ ٩-١٠
    162. (الوسن): قريب من النعاس.
    163. (سدرة): من أسماء الأشجار.
    164. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٠١، ٣٠٢؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٦٢٠؛ الخفاجي ٣/ ٥٧.
    165. أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ١٧٣؛ عبد بن حميد، المسند ١٥٤؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٢٣،٢٤؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٣٩١.
    166. (آذنت): اَعْلَمَتْ.
    167. (قعاقع): صوت السلاح. القاضي، عياض ١/ ٣٠١؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ٥.
    168. (العذق): العرجون من النخلة.
    169. (ينقز): يثبّ صعداً.
    170. الحاكم، المستدرك ٢/ ٦٧٦؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ١٥؛ السيوطي، الخصائص الكبرى ٢/ ٦٠؛ وانظر: الترمذي المناقب ٦؛ الدارمي، المقدمة ٤، البخاري، التاريخ الكبير ٣/ ٣.
    171. (العشار): النوق الحوامل.
    172. الترمذي، الجمعة ١٠، المناقب ٦؛ ابن ماجه، الاقامة ١٩٩؛ الدارمي، المقدمة ٦، الصلاة ٢٠٢؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٢٦٦
    173. الدارمي، المقدمة ٦، الصلاة ٢٠٢؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٦/ ١٩٤؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٦/ ٣١٩؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٥٠، ٢٥١.
    174. ابن ماجه، الاقامة، ١٩٩؛ الدارمي، المقدمة ٦؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ١٣٧، ١٣٨.
    175. انظر: البخاري، ٣/ ١٣١٤؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٣٠٠؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٦/ ٣١٩.
    176. القاضي عياض، الشفا ١/ ٢٢٨؛ ابن سيد الناس، عيون الأثر ١/ ٣٧٥؛ الحلبي، السيرة الحلبية ٢/ ٣٦٦؛ وانظر: ابن ماجه، الاقامة ١٩٩؛ الدارمي، المقدمة ٦، الصلاة ٢٠٢؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٣٠٦.
    177. (الحائط): البستان.
    178. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٠٤.
    179. ابن ماجه، الاقامة ١٩٩؛ الدارمي، المقدمة ٦؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ١٣٧، ١٣٨.
    180. ابن حبان، الصحيح ١٤/ ٤٣٧؛ أبو يعلى، المسند ٥/ ١٤٢؛ القاضي عياض، الشفا١/ ٣٠٥ ولله درّ القائل من أهل الفضائل:
      وألقى حتى في الجمادات حبَّه فكانت لإهداء السلام له تُهدى
      وفارق جذعاً كان يخطب عنده فأنّ أنين الأم إذ تجد الفقدا
      يحنّ إليه الجذع يا قوم هكذا أمَا نحن أولى أن نحنّ له وجدا
      إذا كان جذعٌ لم يطق بُعد ساعة فليس وفاءً أن نطيق له بُعداً (علي القاري ١/ ٦٢٦).
    181. البخاري، المناقب ٢٥؛ الترمذي، المناقب ٦؛ الدارمي، المقدمة ٥؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٤٦٠.
    182. ابن عساكر، تاريخ دمشق ٣٩/ ١٢٠، ١٢١؛ ابن الجوزي، اللألئ المتناهية ١/ ٢٠٧؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٠٦.
    183. البخاري، التاريخ الكبير ٨/ ٤٤٢؛ البزار، المسند ٩/ ٤٣١-٤٣٤؛ الطبراني، المعجم الأوسط ٢/ ٥٩؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٤٣١-٤٣٢، ٥٩٣.
    184. الترمذي، المناقب ٦؛ الدارمي، المقدمة ٤؛ الحاكم، المستدرك ٢/ ٦٧٧؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٦٩.
    185. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٠٧؛ الخفاجي ٣/ ٧١.
    186. مسلم، فضائل الصحابة ٢؛ الترمذي، المناقب ٥؛ الدارمي، المقدمة ٤؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ٨٩، ٩٥، ١٠٥.
    187. انظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ٢٦٨؛ المناوي، فيض القدير ١/ ١٩؛ الحلبي، السيرة الحلبية ١/ ٣٦١.
    188. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٠٧؛ الخفاجي ٣/ ٧١؛ الهيثمي، مجمع الزوائد ٨/ ٢٥٩.
    189. (الملاءة): الإزار أو الملحفة.
    190. (اسكفة): العتبة وما يعلوه الداخل من البيت.
    191. الطبراني، المعجم الكبير ١٩/ ٢٦٣؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٤٣٣؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٧١، ٧٢؛ وانظر الترمذي، المناقب ٢٨.
    192. البخاري، فضائل أصحاب النبي ﷺ ٥، ٧؛ الترمذي المناقب ١٨؛ أبو داود، السنة ٨؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ١١٢.
    193. مسلم، فضائل الصحابة ٥٠؛ الترمذي، المناقب ١٨.
    194. الترمذي، المناقب ١٨؛ النسائي، الصيام ٨٣.
    195. الترمذي، المناقب ٢٨؛ البزار، المسند ٤/ ٩١؛ الحاكم، المستدرك ٣/ ٥٠٩؛ أبو نعيم، حلية الأولياء ٤/ ٣٤١.
    196. (ثبير): جبل بالمزدلفة عن يسار الذاهب إلى منى. وكان هذا قبل توجهه ﷺ إلى غار ثور الذي اختفى فيه عند الهجرة. الخفاجي ٣/ ٧٥.
    197. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٠٨؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ١/ ٤٦٦؛ السهيلي، الروض الأنف ١/ ٤٠٠؛ الحلبي، السيرة الحلبية ١/ ٣٨١.
    198. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ٨٧؛ مسلم ، صفات المنافقين ٢٤، ٢٥؛ ابن ماجه، المقدمة ١٣؛ أبو داود، السنة ١٩.
    199. الطبراني، المعجم الكبير ١٠/ ٢٧٩، المعجم الصغير ٢/ ٢٧٢.
    200. البخاري، المظالم ٣٢، المغازي ٤٨، تفسير سورة الإسراء ١٢؛ مسلم، الجهاد ٨٧ .
    201. الترمذي، المناقب ٣؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٧/ ٣٢٧؛ البزار، المسند ٨/ ٩٧؛ الحاكم، المستدرك ٢/ ٦٧٢.
    202. أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٣٠٣، ٣٦٨؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٢/ ١٥٥، ابن حبان، الصحيح ١٤/ ٤٣٠؛ الطبراني، المعجم الكبير ٣/ ٢٠٣؛ الحاكم، المستدرك ١/ ٢٦٨.
    203. مسلم، الجهاد ٨١؛ الدارمي، السير ١٦؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٧/ ٣٩٩.
    204. (مصلية): مشوية.
    205. البخاري، الجزية ٧، الطب ٥٥؛ مسلم، الطب ٤٥.
    206. أبو داود، الديات ٦؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢/ ٣٥، ١٩/ ٢٢١؛ الحاكم، المستدرك ٣/ ٢٤٢؛ البيهقي، السنن الكبرى ٨/ ٤٦.
    207. البخاري، الهبة ٢٨؛ مسلم، الطب ٤٥؛ وانظر: ابن حجر، فتح الباري ٧/ ٤٩٧.
    208. ابن سعد، الطبقات الكبرى ٢/ ٢٠٢؛ النووي، شرح صحيح مسلم ١٤/ ١٧٩؛ ابن حجر، فتح الباري ٧/ ٤٩٧، ٤٩٨.
    209. الحاكم، المستدرك ٤/ ١٢٢؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ١٩٧؛ الهيثمي، مجمع الزوائد ٨/ ٢٩٥، ٢٩٦.
    210. انظر: علي القاري، شرح الشفا ١/ ٦٤٥.
    211. الحاكم، المستدرك ٤/ ١٢٢؛ الهيثمي، مجمع الزوائد ٨/ ٢٩٥ ، ٢٩٦.
    212. (العرجون): العصا القصيرة.
    213. أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٦٥؛ ابن خزيمة، الصحيح ٣/ ٨١؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٣/ ١٢٧٦؛ ابن حجر، الإصابة ٥/ ٤١٧.
    214. ابن هشام، السيرة النبوية ٣/ ١٨٥، ١٨٦؛ ابن سعد ، الطبقات الكبرى ١/ ١٨٨؛ البيهقي، دلائل النبوة ٣/ ٩٨، ٩٩؛ الواقدي، كتاب المغازي ١/ ٩٣.
    215. ابن عبد البر، الاستيعاب ٣/ ٨٧٩؛ البيهقي، الاعتقاد ٢٩٥.
    216. (عسيب): جريد النخل لا خوص عليها.
    217. ابن عبد البر، الاستيعاب ٣/ ٨٧٩؛ ابن الأثير، أسد الغابة ٣/ ٩٠؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٤/ ٤٢؛ ابن سيد الناس، عيون الأثر ٢/ ٣٢.
    218. مسلم، فضائل الصحابة ٤٢؛ الطبراني، المعجم الكبير ١/ ١٤٢؛ وانظر: ابن إسحاق، السيرة ٣/ ٣٠٧، ابن هشام، السيرة النبوية ٤/ ٣١.
    219. انظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ١٨٧؛ البيهقي، دلائل النبوة ٣/ ٢٥١-٢٥٢؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٣/ ١٢٧٥.
    220. ابن كثير، البداية والنهاية ٦/ ٢٩٤؛ ابن سيد الناس، عيون الأثر ٢/ ٢٣؛ الحلبي، السيرة الحلبية ٢/ ٥٤٣؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٦٥٢.
    221. (ذي قرد): غزوة كانت بعد الحديبية (عن زاد المعاد).
    222. أي: ما آلمني ولا سال منه قيح. انظر: الحاكم، المستدرك ٣/ ٥٤٦؛ البيهقي، دلائل النبوة ٤/ ١٩٣؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٤/ ١٧٣١.
    223. البخاري، الجهاد ١٠٢، ١٤٣، فضائل الأصحاب ٩، المغازي ٣٨؛ مسلم، فضائل الصحابة ٣٤.
    224. البخاري، المغازي ٣٨؛ أبو داود، الطب ١٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٤٨.
    225. النسائي، السنن الكبرى ٦/ ١٦٨، ١٦٩؛ عمل اليوم والليلة ٤١٨؛ وانظر: الترمذي، الدعوات ١١٨؛ ابن ماجة، الاقامة ١٨٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ١٣٨.
    226. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٢٤.
    227. البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ١٧٨؛ ابن الأثير، أسد الغابة ١/ ٥٩٥؛ ابن حجر، الإصابة ٢/ ٢٦١.
    228. انظر: البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ١٨٥؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٣/ ١٤١٥؛ ابن حجر، الإصابة ٤/ ٥٦٢؛ السيوطي، الخصائص الكبرى ٢/ ١١٩.
    229. الترمذي، الدعوات ١١١؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ١٠٧، ١٢٨؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٥/ ٤٦، ٦/ ٦٣؛ النسائي، السنن الكبرى ٦/ ٢٦١.
    230. (سلعة): زيادة تحدث في الجسد كالغدة، تكون على قدر الحمصة إلى قدر البطيخة.
    231. (يطحنها): يدير كفه عليها بقوة.
    232. الطبراني، المعجم الكبير ٧/ ٣٠٦؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ١٧٦؛ ابن عبد البر ٢/ ٦٩٧، ٦/ ١٧٦.
    233. ابن ماجه، الطب ٤٠؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٥/ ٤٨، ٦/ ٣٢١؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢٥/ ١٦٠.
    234. الدارمي، المقدمة ٤؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٢٣٩، ٢٥٤، ٢٦٨؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٥/ ٤٧؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٢/ ٥٧.
    235. انكفأت: انقلبت.
    236. أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٤١٨؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٥/ ٤٥؛ النسائي، السنن ٤/ ٣٦٦، ٦/ ٥٥، ٢٥٣، ٢٥٤؛ ابن حبان، الصحيح ٧/ ٢٤١.
    237. البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٦٠، ٦١؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٦/ ١٥٩.
    238. ابن العماد، شذرات الذهب ٤/ ٤٥؛ النبهاني، جامع كرامات الأولياء ٢/ ١٥٨.
    239. ابن قانع، معجم الصحابة ٣/ ١٣٥؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٥٩؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ٣/ ٤٤٣؛ ابن كثير البداية والنهاية ٦/ ١٥٨.
    240. أبو داود، الصلاة ١٠٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٦٤، ٥/ ٣٧٦؛ البخاري، التاريخ الكبير ٨/ ٣٦٥؛ ابن أبي شيبة، المصنف ١/ ٢٥٤.
    241. الطبراني، المعجم الكبير ٨/ ٢٠٠، ٢٣١.
    242. البخاري، الاستسقاء ٦، ٧، ٩، ١٢، ١٤؛ مسلم، الاستسقاء ٨-١٠؛ النسائي، الاستسقاء ١، ١٠؛ الموطأ، الاستسقاء ٣.
    243. ابن خزيمة، الصحيح ١/ ٥٣؛ الطبراني، المعجم الأوسط ٣/ ٣٢٤؛ البزار، المسند ١/ ٣٣١؛ ابن حبان، الصحيح ٤/ ٢٢٣؛ البيهقي، السنن الكبرى ٤/ ٣٥٧.
    244. انظر: الطبراني، المعجم الكبير ٢٤/ ٢٦٠-٢٦١؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٩٠، ٢/ ٣٢٢؛ البيهقي، دلائل النبوة ٢/ ١٥-١٩.
    245. البخاري، الاستسقاء ٣، فضائل أصحاب النبي ﷺ ١١؛ الطبراني، المعجم الكبير ١/ ٧٢؛ البيهقي، السنن الكبرى ٣/ ٣٥٢؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٤/ ٢٩.
    246. البخاري، الاستسقاء ٦، ٧ ، ٩ ، ١٢ ، ١٤ ؛ مسلم، الاستسقاء ٨-١٠؛ النسائي، الاستسقاء ١، ١٠؛ الموطأ، الاستسقاء ٣.
    247. الطبراني، المعجم الكبير ١٠/ ١٥٩، المعجم الأوسط ٢/ ٢٤٠، ١١/ ٢٥٥؛ وانظر:الترمذي، المناقب ١٧؛ ابن ماجه، المقدمة ١١؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ٩٥.
    248. انظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى ٣/ ٢٧٠؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ٢/ ٥٦٢؛ النووي، تهذيب الأسماء ٢/ ٣٢٥.
    249. البخاري، الوضوء ١٠؛ مسلم، فضائل الصحابة ١٣٨.
    250. الطبراني، المعجم الكبير ١٠/ ٢٣٧؛ الحاكم، المستدرك ٣/ ٦١٦؛ أبو نعيم، حلية الأولياء ١/ ٣١٦؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٢/ ٣٧٠.
    251. ابن أبي شيبة، المصنف ٦/ ٣٨٣؛ ابن سعد ، الطبقات الكبرى ٢/ ٣٦٦؛ الحاكم، المستدر، ٣/ ٦١٨؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٣/ ٩٣٥.
    252. انظر: البخاري، المناقب ٣٧، المغازي ٣٨، ٥١؛ الترمذي، تفسير القرآن، سورة النصر ١؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٣٣٨.
    253. البخاري، الدعوات ١٨، ٢٥ ، ٤٧، ٤٨؛ مسلم، فضائل الصحابة ١٤١- ١٤٣.
    254. أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٢٤٨، ٦/ ٤٣٠؛ الطيالسي، المسند ١/ ٢٧٠؛ أبو يعلى، المسند ٦/ ١٦، ٧/ ٢٣٣؛ ابن حبان، الصحيح ١٦/ ١٤٣.
    255. البخاري، النكاح ٧، ٦٨، الدعوات ٥٣؛ مسلم، النكاح ٧٩.
    256. أحمد بن حنبل، المسند ٦/ ١١٥؛ عبد ابن حميد، المسند ١/ ٤٠٧؛ الطبراني، المعجم الكبير ١/ ١٢٩، ٦/ ٢٧.
    257. (الكناسة): موضع سوق بالكوفة.
    258. البخاري، المناقب ٢٨؛ أبو داود، البيوع ٢٧؛ ابن ماجه، الصدقات ٧؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٣٧٥.
    259. أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٢٠٥؛ النسائي، السنن الكبرى ٥/ ٤٨، ١٨٠، ٦/ ٢٦٥؛ الطبراني، المعجم الكبير ١/ ٣٦٢.
    260. ابن حبان، الثقات ٣/ ٢٠٧؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ٣/ ٨٨١؛ المزي، تهذيب الكمال ١٤/ ٣٦٧؛ النووي، تهذيب الأسماء ٢٤٩.
    261. ابن عبد البر، الاستيعاب ٢/ ٦٠٨؛ وانظر: الترمذي، المناقب ٢٦؛ الطبراني، المعجم الكبير ١/ ٤٣؛ البزار، المسند ٤/ ٥٠؛ ابن حبان، الصحيح ١٥/ ٤٥٠.
    262. البخاري، الأذان ٩٥؛ الترمذي، المناقب ٣٧؛ البزار، المسند ٣/ ٢٧٤؛ ابن حبان، الصحيح ٥/ ١٦٨- ١٦٩.
    263. انظر: الحاكم، المستدرك ٣/ ٥٤٩؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٤/ ١٧٣١؛ البيهقي، دلائل النبوة ٤/ ١٩٣.
    264. الحارث بن أبي أسامة، مسند الحارث ٢/ ٨٤٤؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٢٣٢- ٢٣٣؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ٤/ ١٥١٦، ١٧٤٣.
    265. ابن أبي شيبة، المصنف ٦/ ٣٦٧ ، ٧/ ٣٩٤؛ وانظر: ابن حجر، فتح الباري ٧/ ٤٧٧؛ ابن ماجه، المقدمة ١١؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٩٩.
    266. الطبراني، المعجم الأوسط ٤/ ٢١٠، ٢١١؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٤٦٢؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ١٠٨.
    267. ابن عبد البر، الاستيعاب ٢/ ٧٥٩؛ الذهبي، سير الأعلام والنبلاء ١/ ٣٤٤؛ وانظر: البيهقي، دلائل النبوة ٥/ ٣٥٩؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٤/ ٢٣٨؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ٢٣.
    268. البخاري، العلم ٧، المناقب ٢٨؛ مسلم، فضائل الصحابة، ١٥٩.
    269. ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٦٠؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٣/ ٨٨٩؛ وانظر: البخاري، العلم ٧، الجهاد ١٠١؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٢٤٣ ، ٣٠٥.
    270. ابن هشام، السيرة النبوية ١/ ١٩١؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٦٠؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك ٢/ ١٣٣.
    271. البخاري، بدء الوحي ٦، الجهاد ٧٤.
    272. البخاري، الوضوء ٦٩؛ مسلم، الجهاد ١٠٧.
    273. البخاري، الاستسقاء ٢، ١٣، تفسير سورة الدخان ٤؛ مسلم، صفات المنافقين ٣٩- ٤٠.
    274. البيهقي، السنن الكبرى ٥/ ٢١١؛ ابن عبد البر، التمهيد ١٥/ ١٦١؛ الأصبهاني، دلائل النبوة ١/ ٧٠.
    275. ابن هشام، السيرة النبوية ٦/ ٣٨-٤٠؛ الطبراني، المعجم الكبير ٦/ ٤٠-٤١؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ١/ ٤٥٩؛ وانظر: أبو داود، الديات ٣؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ١١٢، ٦/ ١١٠؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٧/ ٤٢٦.
    276. مسلم، الأشربة ١٠٧؛ الدارمي، الأطعمة ٨؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٤٥- ٤٦، ٥٠.
    277. أبو يعلى، المسند ١٣/ ١٣٨؛ الطبراني، المعجم الكبير ٤/ ١٠٤؛ الحاكم، المستدرك ٣/ ٣٣٨.
    278. أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ٣٥٤، ٤٤٣؛ البيهقي، السنن الكبرى ١٠/ ٣٢١، ٣٢٢؛ ابن سعد ، الطبقات الكبرى ١/ ١٨٥؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٢/ ٦٣٤-٦٣٥؛ الحاكم،المستدرك ٢/ ٢٠.
    279. أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ٤٤٣؛ الطبراني، المعجم الكبير ٦/ ٢٧٠؛ البزار، المسند ٦/ ٤٦٧-٤٦٨؛ ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ٤٧-٤٨.
    280. (عكة): صفن من جلد يوضع فيه السمن غالباً.
    281. مسلم، فضائل الصحابة ٨؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٣٤٠، ٣٤٧.
    282. البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ١٣٦؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٦/ ١٠١؛ السيوطي، الخصائص الكبرى ٢/ ٦٨.
    283. انظر: الأصبهاني، دلائل النبوة ١/ ١٦٢؛ السيوطي، الخصائص الكبرى ١/ ١٠٥.
    284. ابن ماجه، الطهارة ١٣٦؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٣١٨؛ الطبراني، المعجم الكبير ١١/ ٩٧؛ الحميدي، المسند ٢/ ٢٩٣.
    285. أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ٣١٥؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢٢/ ٥١؛ الأصبهاني، دلائل النبوة ١/ ٣٣.
    286. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٣٤؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٦٧٣؛ الخفاجي، نسيم الرياض ٤/ ١٤٠.
    287. الطبراني، المعجم الكبير ٤/ ٤٨-٤٩؛ الحاكم، المستدرك٣/ ١٠؛ البيهقي، دلائل النبوة ١/ ٢٧٨؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٣٠.
    288. أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٤٦٢؛ ابن أبي شيبة، المسند ٦/ ٣٢٧؛ الطيالسي، المسند ١/ ٤٧؛ الطبراني، المعجم الصغير ١/ ٣١٠.
    289. أبو يعلى، المعجم، ١٣/ ٩٥؛ ابن حبان، الصحيح ١٤/ ٢٤٥؛ ابن هشام، السيرة النبوية ١/ ٣٠٠؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ١٥١.
    290. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٣٤.
    291. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٣٤؛ ابن حجر، الإصابة ٥/ ٤٦٩.
    292. ابن عبد البر، الاستيعاب ٢/ ٨٣٣-٨٣٤؛ المزي، تهذيب الكمال ٧/ ١٢١؛ ابن حجر، الإصابة ٥/ ٣٦.
    293. (سَلت): مسح
    294. الطبراني، المعجم الكبير ١٨/ ٢٠؛ الحاكم، المستدرك ٣/ ٦٧٧؛ الروياني، المسند ٢/ ٣٣.
    295. أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ٢٧، ٨١؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٢١٧؛ ابن حجر، الإصابة ٥/ ٤١٦.
    296. الطبراني، المعجم الكبير ٢٤/ ٢٨٢؛ ابن عبد البر، الاستيعاب ٤/ ١٨٥٤؛ ابن حجر، الإصابة ٧/ ٦٧٥.
    297. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣١٣؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٢٤٨؛ عبد الرزاق، المصنف ٥/ ٣٨٩؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٣/ ١٧٩-١٨١؛ الطبراني، المعجم الكبير ١١/ ٤٠٧، ٢٠/ ٤٤٣؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٢٨-٢٢٩.
    298. (أربكم): حاجتكم.
    299. أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٢٤٨؛ عبد الرزاق، المصنف ٥/ ٣٨٩؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٣/ ١٧٩-١٨١؛ الطبراني، المعجم الكبير ١١/ ٤٠٧، ٢٠/ ٤٤٣؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٢٨-٢٢٩.
    300. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣١٣؛ الحلبي، السيرة الحلبية ٢/ ٢١٠؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٦٣٧.
    301. (داجن): ما يألف البيت من الحيوان.
    302. أحمد بن حنبل، المسند ٦/ ١١٢، ١٥٠، ٢٠٩؛ أبو يعلى، المسند ٧/ ٤١٨، ٨/ ١٢١؛ ابن عبد البر، التمهيد ٦/ ٣١٤؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٣١.
    303. (أقعى): مكث على عقبيه ناصباً يديه.
    304. (الحرتين): المقصود المدينة المنورة.
    305. انظر: البخاري، الأنبياء ٥٤، فضائل أصحاب النبي ﷺ ٥، ٦؛ مسلم، فضائل الصحابة ١٣؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٨٣؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ٤/ ٣٠٨.
    306. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣١١؛ القرطبي، الإعلام بما في دين النصارى ٣٦١؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٦٣٤-٦٣٥.
    307. (الخلوف): أي خالية من أهلها.
    308. القاضي عياض، الشفا١/ ٣١١؛ ابن كثير، البداية والنهاية ٦/ ١٤٦؛ القرطبي، الإعلام بما في دين النصارى ٣٦١.
    309. الهيثمي، مجمع الزوائد ٩/ ٧.
    310. أبو نعيم، دلائل النبوة ٣٨٢.
    311. الدارمي، المقدمة ٤؛ أحمد بن حنبل ، المسند ٣/ ٣١٠؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٦/ ٣١٦؛ عبد بن حميد، المسند ١/ ٣٣٧.
    312. أبو داود، الجهاد ٤٤؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٢٠٤-٢٠٥.
    313. أبو نعيم، دلائل النبوة ٣٨٤-٣٨٥؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٢٩.
    314. (المشفر للجمل): كالشفة للإنسان.
    315. انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٤/ ١٧٣.
    316. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣١٣.
    317. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣١٣؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٦٣٧.
    318. (نخس): طعن في مؤخرة الدابة أو جنبها.
    319. انظر: البخاري، البيوع ٣٤، الشروط ٤، الجهاد ١١٣، النكاح ١٠، ١٢٢؛ مسلم، الرضاعة ٥٦، ٥٨، المساقاة ١٠٩-١١٣.
    320. (لن تراعوا): ليس هناك شيء تخافونه.
    321. انظر: البخاري، الهبة ٣٣، الجهاد ٢٤، ٤٦، ٥٠، ٨٢، ١١٦، ١١٧، ١٦٥، الأدب ٣٩، ١١٦؛ مسلم، فضائل الصحابة ٤٨-٤٩.
    322. ابن ماجه، الجهاد ٩؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ١٤٧؛ عبد بن حميد، المسند ١/ ٣٩٨.
    323. القاضي عياض، الشفا١/ ٣١٥؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٦٤١.
    324. البزار، المسند ٩/ ٢٨٥؛ الطبراني، المعجم الكبير ٧/ ٨٠؛ الحاكم، المستدرك ٢/ ٦٧٥؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٤٥-٤٦.
    325. الطبراني، المعجم الأوسط ٦/ ١٢٧؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٣٦-٣٨؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٣٧٧-٣٧٩.
    326. الطبراني، المعجم الكبير ٢٣/ ٣٣١؛ السيوطي، الخصائص الكبرى ٢/ ١٠١.
    327. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٢٠؛ القرطبي، الإعلام بما في دين النصارى ٣٦٤؛ علي القاري، شرح الشفا١/ ٦٤٨.
    328. البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٥٠؛ ابن عدي، الكامل ٤/ ٦٢.
    329. انظر: البخاري، التاريخ الكبير ٥/ ١٣٨؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٥٨؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٢٠.
    330. الطبراني، المعجم الكبير ٥/ ٢١٨-٢١٩؛ البيهقي، دلائل النبوة ٦/ ٥٦-٥٧؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٢١.
    331. البخاري، المغازي ١١؛ ابن ماجة، المقدمة ١١؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٤٦٥.
    332. البخاري، الإيمان، تفسير سورة لقمان؛ مسلم، الإيمان ١، ٥، ٧.
    333. أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ١٠٧، ٦/ ٧٤، ١٤١، ١٤٦؛ الترمذي، المناقب ٤٣؛ البخاري، مناقب أصحاب النبي ﷺ ٢٥، فضائل القرآن ١؛ مسلم، فضائل الصحابة ١٠٠.
    334. البخاري، المغازي ١٨، اللباس ٢٤؛ مسلم، فضائل الصحابة٤٦-٤٧؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٦١.
    335. (بلق): فيها بياض ولون آخر.
    336. ابن هشام، السيرة ٣/ ١٩٧؛ البزار، المسند ٩/ ٣١٧؛ ابن سعد ، الطبقات الكبرى ٤/ ٧٤-٧٥؛ الواقدي، كتاب المغازي ١/ ٧٦.
    337. ابن سعد، الطبقات الكبرى ٣/ ١٢ ؛ البيهقي، دلائل النبوة ٧/ ٨١؛ السيوطي، الخصائص الكبرى ١/ ٢٠٨
    338. أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٤٥٥؛ البزار، المسند ٥/ ٢٦٧؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٠/ ٦٦؛ البيهقي، دلائل النبوة ٢/ ٢٣١.
    339. (العزّى): شجرة أو ثلاثة أشجار في مكان واحد بنوا عليها بناء، كانت غطفان يعبدونها..
    340. (عريانة): واضعة يدها على رأسها داعية يا ويلها.
    341. (جزلها): جعلها قطعتين.
    342. ابن سعد، الطبقات الكبرى ٢/ ١٤٥؛ الواقدي، كتاب المغازي ٣/ ٨٧٣- ٨٧٤؛ النسائي، السنن الكبرى ٤/ ٤٧٤؛ أبو يعلى، المسند ٢/ ١٩٦؛ البيهقي، دلائل النبوة ٥/ ٧٧.
    343. البيهقي، دلائل النبوة ٥/ ٤١٨-٤٢٠؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٣٧٠-٣٧٢؛ القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٦٣؛ الذهقث، ميزان الاعتدال ١/ ٣٣٨، ٦/ ٢٠٧.
    344. انظر: ابن الجوزي، الموضوعات ١/ ٢٠٧-٢٠٩؛ السيوطي، اللآلئ المصنوعة ١/ ١٧٤-١٧٧.
    345. البيهقي، دلائل النبوة ٥/ ٤٢٠؛ الخفاجي، نسيم الرياض ٤/ ٢٩٦.
    346. وذكر الشيخ ابن تيمية في كتابه (التوسل والوسيلة) حادثة من هذا القبيل (ص: ٢٤): «قال الشيخ عبد القادر الكيلاني (قدس الله سره): كنت مرة في العبادة فرأيت عرشاً عظيماً وعليه نور، فقال لي: يا عبد القادر! أنا ربك وقد حللت لك ما حرّمت على غيرك. قال: فقلت له: أأنت الله الذي لا إله إلّا هو؟ إخسأ يا عدو الله. قال: فتمزق ذلك النور وصار ظلمة. وقال: يا عبد القادر نجوت مني بفقهك في دينك وعلمك وبمنازلاتك في أحوالك. لقد فتنتُ بهذه القصة سبعين رجلا، فقيل له: كيف علمت أنه الشيطان؟ قال: بقوله لي «حللت لك ما حرمت على غيرك» وقد علمت أن شريعة محمد ﷺ لا تنسخ ولا تبدل، ولأنه قال: أنا ربك ولم يقدر أن يقول أنا الله الذي لا اله إلّا أنا» اهــ راجع الفتاوى (١١/ ٣٠٧).
    347. ابن هشام، السيرة النبوية ٣/ ٦-٨؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٢٧-٢٢٨؛ وانظر: أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٣٠٣، ٣٦٨؛ سعيد بن منصور، السنن ٢/ ٣٧٨؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٧/ ٣٩٩.
    348. مضى تخريجه في الشعبة الأولى من هذه الاشارة.
    349. البخاري، مناقب أصحاب النبي ﷺ ٢٥، فضائل الأصحاب ٢، مناقب الأنصار ٤٥؛ مسلم، الزهد ٧٥.
    350. (الجعائل): جمع جعيلة، ما يعطى في مقابلة عمل ما.
    351. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٥١؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٧١٥.
    352. (زلخة): وجع يأخذ في الظهر فيمنع الإنسان من الحركة.
    353. (ندر): سقط من جوف أو من بين أشياء .
    354. القاضي عياض، الشفا ١/ ٣٤٧؛ علي القاري، شرح الشفا ١/ ٧١٠؛ الحاكم، المستدرك ٣/ ٢٩-٣٠.
    355. أحمد بن حنبل، المسند ٣/ ٣٦٤-٣٩٠؛ ابن حبان، الصحيح ٧/ ١٣٨؛ أبو يعلى، المسند ٣/ ٣١٣؛ وانظر: البخاري، الجهاد ٨٤، ٨٧، المغازي ٣١-٣٢؛ مسلم، صلاة المسافرين ٣١١؛ فضائل الصحابة ١٣.
    356. الطبري، جامع البيان ٢٢/ ١٥٢؛ ابن كثير، تفسير القرآن ٣/ ٥٦٥؛ السيوطي، الدر المنثور ٧/ ٤٣؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٩.
    357. ابن هشام، السيرة النبوية ٢/ ١٣٧-١٣٨؛ البيهقي، دلائل النبوة ٢/ ١٩٠-١٩١؛ وانظر: البخاري، تفسير سورة العلق ٤؛ مسلم، صفات المنافقين ٣٨.
    358. الطبري، جامع البيان ٢٢/ ١٥٢؛ البيهقي، دلائل النبوة ٢/ ١٩٦- ١٩٧؛ أبو نعيم، دلائل النبوة ٢٠٠؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ٨-٩.
    359. Hâşiye: Evet o zat, öyle bir reis ve sultandır ki bin üç yüz elli senede ve ekser asırlardan her bir asırda lâekall üç yüz elli milyon tebaası ve raiyeti var. Kemal-i teslim ve inkıyadla evamirine itaat ederler, her gün ona selâm etmekle tecdid-i biat ederler.
    360. Hâşiye: (اُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ) nin tetimmesidir: Seyyah-ı meşhûr Evliyâ Çelebi; Hazret-i Şem'un-u Safâ'nın türbesinde, ceylan derisinde yazılı İncil-i Şerîf'te, bu gelen âyeti okumuştur. Resûl-i Ekrem Aleyhissalâtü Vesselâm hakkında nâzil olan âyet: ايتون : Bir oğlan, ازربيون yani İbrahim neslinden ola, پروفتون peygamber ola, لوغسلين yalancı olmaya, بنت Onun افزولات mevlidi Mekke ola. كه كالوشير sâlihlikle gelmiş ola. تونومنين Onun mübârek adı مواميت (∗) Ahmed Muhammed ola. اسفدوس Ona uyanlar, تاكرديسْ bu cihan ıssı olalar. بيست بيث dahi, ol cihan ıssı ola.(∗) Bu “Mevâmit” kelimesi “memed” den ve "memed” dahi “Muhammed” den tahrif edilmiş.
    361. Hâşiye: Evet Sultan-ı Levlâke Levlâk, öyle bir reistir ki bin üç yüz elli senedir saltanatı devam ediyor. Birinci asırdan sonra her bir asırda lâekall üç yüz elli milyon tebaası ve raiyeti vardır. Küre-i arzın yarısını bayrağı altına almış ve tebaası, kemal-i teslimiyetle ona her gün salât ü selâm ile tecdid-i biat ederek emirlerine itaat ederler.
    362. Hâşiye: Yirmi Altıncı Mektup’un ehemmiyetli Birinci Mebhası, şu cümlenin hâşiyesi ve izahıdır.
    363. Hâşiye: Yalnız gözü bulunan; kulaksız, kalpsiz tabakasına karşı vech-i i’cazı, burada gayet mücmel ve muhtasar ve nâkıs kalmıştır. Fakat bu vech-i i’cazı Yirmi Dokuzuncu ve Otuzuncu Mektuplarda (*) gayet parlak ve nurani ve zâhir ve bâhir gösterilmiştir, hattâ körler de görebilir. O vech-i i’cazı gösterecek bir Kur’an yazdırdık. İnşâallah tabedilecek, herkes de o güzel vechi görecektir.
      * Otuzuncu Mektup pek parlak tasavvur ve niyet edilmişti fakat yerini başkasına, İşaratü’l-İ’caz’a verdi. Kendisi meydana çıkmadı.
    364. Hâşiye:(Hâşiye-1) Hem ehl-i zikir ve münâcâta karşı, Kur'ânın zînetli ve kafiyeli lafzı ve fesâhatli, san'atlı üslûbu ve nazarı kendine çevirecek belâğatın mezâyâsı çok olmakla beraber; ulvî ciddiyeti ve İlâhî huzuru ve cem'iyet hâtırı veriyor, ihlâl etmiyor. Hâlbuki o çeşit mezâyâ-yı fesâhat ve san'at-ı lafziye ve nazm ve kafiye; ciddiyeti ihlâl eder, zarâfeti işmâm ediyor, huzuru bozar, nazarı dağıtır. Hattâ münâcâtın en latîfi ve en ciddisi ve en ulvî nazımlı ve Mısır'ın kaht u galâsının sebeb-i ref'i olan İmâm-ı Şâfiî'nin meşhûr bir münâcâtını çok defa okuyordum. Gördüm ki; nazımlı, kafiyeli olduğu için münâcâtın ulvî ciddiyetini ihlâl eder. Sekiz-dokuz senedir virdimdir. Hakîki ciddiyeti, ondaki kafiye ve nazımla birleştiremedim. Ondan anladım ki; Kur'ânın hàs, fıtrî, mümtâz olan kafiyelerinde nazm ve mezâyâsında bir nev'i i'câzı var ki, hakîki ciddiyeti ve tam huzuru muhâfaza eder, ihlâl etmez. İşte ehl-i münâcât ve zikr, bu nev'i i'câzı aklen fehmetmezse de kalben hisseder.
      (Hâşiye-2) Kur'ân-ı Mu'cizü'l-Beyân’ın manevî bir sırr-ı i'câzı şudur ki: Kur'ân, İsm-i A'zama mazhar olan Resûl-i Ekrem Aleyhissalâtü Vesselâm’ın pek büyük ve pek parlak derece-i îmânını ifâde ediyor. Hem, mukaddes bir harita gibi âlem-i âhiretin ve âlem-i rubûbiyetin yüksek hakikatlerini beyân eden, gayet büyük ve geniş ve àlî olan hak dinin mertebe-i ulviyesini fıtrî bir tarzda ifâde ediyor, ders veriyor. Hem Hàlık-ı Kâinâtın, Umum Mevcûdâtın Rabbi cihetinde, hadsiz izzet ve haşmetiyle hitâbını ifâde ediyor.Elbette bu sûretteki ifâde-i Furkàn'a ve bu tarzdaki beyân-ı Kur'âna karşı﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلٰى اَنْ يَاْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْآنِ لاَ يَاْتُونَ بِمِثْلِهِ ﴾sırrıyla bütün ukùl-ü beşeriye ittihâd etse, bir tek akıl olsa dahi; karşısına çıkamaz; muâraza edemez. اَيْنَ الثَّرَا مِنَ الثُّرَيَّا Çünkü şu üç esâs nokta-i nazarında, kat'iyyen kàbil-i taklid değildir ve tanzîr edilmez!
      (Hâşiye-3) Kur'ân-ı Hakîm'in umum sahifeleri âhirinde âyet tamam oluyor. Güzel bir kafiye ile nihâyeti hitâm buluyor. Bunun sırrı şudur ki: En büyük âyet olan Müdâyene âyeti, sahifeler için; Sûre-i İhlâs ve Kevser satırlar için bir vâhid-i kıyâsî ittihàz edildiğinden, Kur'ân-ı Hakîm'in bu güzel meziyeti ve i'câz alâmeti görülüyor.
      (Hâşiye-4) Bu makamın bu mebhasında gayet ehemmiyetli ve haşmetli ve büyük ve Risale-i Nurun muvaffakıyeti noktasında gayet zînetli ve sevimli ve müşevvik kerâmetin, pek az ve cüz'î vaziyet ve kısacık nümûnelerine ve küçücük emârelerine, acelelik belâsıyla iktifâ edilmiş. Hâlbuki, o büyük hakikat ve o sevimli kerâmet ise, tevâfuk nâmıyla beş-altı nev'ileri ile Risale-i Nurun bir silsile-i kerâmetini ve Kur'ânın göze görünen bir nev'i i'câzının lemeâtını ve rumûzât-ı gaybiyenin bir menba'-ı işârâtını teşkil ediyor. Sonradan, Kur'ânda "Lafzullâh" ın tevâfukundan çıkan bir lem'a-i i'câzı gösteren yaldız ile bir Kur'ân yazdırıldı. Hem Rumûzât-ı Semâniye nâmındaki sekiz küçük risaleler, hurûfât-ı Kur'âniyenin tevâfukâtından çıkan münâsebet-i latîfe ve işârât-ı gaybiyelerinin beyânında te'lif edildi. Hem Risale-i Nuru tevâfuk sırrıyla tasdik ve takdir ve tahsin eden Kerâmet-i Gavsiye ve üç Kerâmet-i Aleviye ve İşârât-ı Kur'âniye nâmındaki beş aded risaleler yazıldı. Demek Mu'cizât-ı Ahmediye’nin te'lifinde o büyük hakikat icmâlen hissedilmiş; fakat maatteessüf müellif yalnız bir tırnağını görüp göstermiş; daha arkasına bakmayarak koşup gitmiş.
    365. Hâşiye: Hüseyin-i Cisrî “Risale-i Hamîdiye”sinde yüz on dört işaratı, o kitaplardan çıkarmıştır. Tahriften sonra bu kadar bulunsa elbette daha evvel çok tasrihat varmış.
    366. Hâşiye: Yani altı defa icma suretinde, vukuuna dair altı hüccet vardır. Bu makam çok izaha lâyık iken maatteessüf kısa kalmıştır.