64.622
düzenleme
("== الدواء الثاني ==" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
Değişiklik özeti yok |
||
97. satır: | 97. satır: | ||
(<ref>نظراً لورود هذه اللمعة فطرياً دون تكلف وتعمّد، فقد كُتبت في المرتبة السادسة دواءان، وإحجاماً عن الإقحام في فطريتها، فقد تركناها كما هي ولم نجرؤ على تبديل شيء منها خوفاً من وجود سرّ في المسألة. (المؤلف).</ref>) | (<ref>نظراً لورود هذه اللمعة فطرياً دون تكلف وتعمّد، فقد كُتبت في المرتبة السادسة دواءان، وإحجاماً عن الإقحام في فطريتها، فقد تركناها كما هي ولم نجرؤ على تبديل شيء منها خوفاً من وجود سرّ في المسألة. (المؤلف).</ref>) | ||
أيها الأخ المضطرب من المرض بتذكر أذواق الدنيا ولذائذها! لو كانت هذه الدنيا دائمةً فعلاً، ولو انزاح الموت عن طريقنا فعلاً، ولو انقطعت أعاصيرُ الفراق والزوال عن الهبوب بعد الآن، ولو تفرغ المستقبل العاصف بالنوائب عن مواسم الشتاء المعنوية، لانخرطتُ في صفك ولرثيتُك باكياً لحالك. ولكن مادامت الدنيا ستخرجنا منها قائلة: «هيا اخرجوا..!.» صامّة آذانَها عن صراخنا واستنجادنا. فعلينا نحن قبل أن تطردنا هي نابذة لنا، أن نهجر عشقَها والإخلاد إليها من الآن، بإيقاظات الأمراض والسعي لأجل التخلي عن الدنيا قلباً ووجداناً قبل أن تتخلى هي عنّا. | |||
نعم، إن المرض بتذكيره إيانا هذا المعنى اللطيف والعميق، يهمس في سرائر قلوبنا قائلاً: | |||
«بنيتُك ليست من الصُلبِ والحديد بل من موادَّ متباينةٍ مركبة فيك، ملائمة كل التلاؤم للتحلل والتفسخ والتفرق حالاً، دع عنك الغرور وأدرك عجزَك وتعرّف على مالكك، وافهم ما وظيفتُك وتعلّم ما الحكمة والغاية من مجيئك إلى الدنيا؟». | |||
ثم ما دامت أذواق الدنيا ولذاتُها لا تدوم، وبخاصة إذا كانت غيرَ مشروعة، بل تبعث في النفس الألمَ وتكسبه ذنباً وجريرة، فلا تبك على فقدك ذلك الذوق بحُجة المرض، بل تفكّر في معنى العبادة المعنوية التي يتضمنها مرضُك والثواب الأخروي الذي يخفيه لك، واسعَ لتنال ذلك الذوق الخالص الزكي. | |||
< | <span id="Yedinci_Deva"></span> | ||
== الدواء السابع == | |||
</ | |||
أيها المريض الفاقد لنعمة الصحة! إنَّ مرضك لا يُذهب بلذة النعمة الإلهية في الصحة بل على العكس، إنه يذيقك إيّاها ويطيّبها ويزيدها لذة، ذلك أنَّ شيئاً ما إذا دام واستمر على حاله يفقد طعمَه وتأثيره. حتى اتفق أهلُ الحق على القول: «إنما الأشياء تُعرف بأضدادها..» فمثلاً: لولا الظلمةُ لما عُرف النور ولظل دون لذة، ولولا البرودة لما عُرفت الحرارة ولبقيت دون استساغة، ولولا الجوع لما أعطى الأكل لذتَه وطعمه، ولولا حرارة المعدة لما وَهَبنا احتساءُ الماء ذوقاً، ولولا العلّة لكانت العافية بلا ذوق، ولولا المرض لباتت الصحةُ عديمةَ اللذة. | |||
إنَّ الفاطر الحكيم لمّا أراد إشعارَ الإنسان وإحساسه بمختلف إحساناته وإذاقته أنواع نِعَمه سَوقاً منه إلى الشكر الدائم، جهّزه بأجهزة في غاية الكثرة لتُقبل على تذوّق تلك الآلاف المؤلفة من أنواع النعم المختلفة، لذا فلابد من أنه سيُنزل الأمراض والأسقام والعلل أيضاً مثلما يُلطف ويرزق بالصحة والعافية. | |||
وأسألك: «لو لم يكن هذا المرض الذي أصاب رأسَك أو يدك أو معدتك.. هل كان بمقدورك أن تتحسس اللذةَ الكامنة في الصحة التي كانت باسطةً ظِلالَها على رأسك أو يدك أو معدتك؟ وهل كنت تتمكن من أن تتذوق وتشكر النعمة الإلهية التي جسّدتها تلك النعمة؟ بل كان الغالب عليك النسيان بدلاً من الشكر، أو لكنتَ تصرف تلك الصحة بطغيان الغفلة إلى سفاهة دون شعور!». | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme