الكلمات بِاسمِهِ سُبحَانَهُ

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    09.53, 23 Ocak 2024 tarihinde Said (mesaj | katkılar) tarafından oluşturulmuş 69370 numaralı sürüm
    (fark) ← Önceki sürüm | Güncel sürüm (fark) | Sonraki sürüm → (fark)

    بِاسمِهِ سُبحَانَهُ

    لقد كانت ترجمة «كليات رسائل النور» إلى اللغة العربية ونشرها غاية المنى لمؤلّفها الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، وقد حث عليها في رسائل عديدة. حتى إنه كان يأمل قيام علماء من الأزهر أو من بلاد الشام على ترجمة «مجموعة عصا موسى». وقبل ارتحاله إلى دار البقاء أرسل أحد طلبته إلى العراق ومصر بغية الاتصال بالعلماء هناك على أمل الشروع بترجمة الرسائل. وفعلا تمت ترجمة ونشر عدد قليل من رسائل صغيرة في الشام.

    ولما درّس الأستاذ من كان حوله من الطلاب «المثنوي العربي النوري» وتفسير «إشارات الإعجاز» وهما مؤلَّفان باللغة العربية، أمر بطبعهما (بالرونيو) ونشرهما، كما بعث «المثنوي العربي النوري» إلى علماءَ في العالم ولا سيما إلى علماء في العالم الإسلامي. وقد نشرت وقتئذٍ بعض الرسائل من قبل عدد من الفضلاء.

    أما الآن فقد ظهرت ولله الحمد، الترجمة الأمينة الكاملة لكليات رسائل النور بفضل الله وكرمه وشمول عنايته، بجهود ذوي علم فاضلين متعاونين مخلصين صادقين وهمتهم كشخص معنوي جاد وهيئة علمية دؤوبة، إذ قام الأخ إحسان قاسم الصالحي وإخوة صادقون معه في خدمة نور القرآن والإيمان بترجمتها ونشرها.

    ومن التوافق العجيب والتشابه الغريب أن تظهر هذه المترجمات في ظروف عصيبة وأوقات صعبة تمر على العراق شبيهة تماما بالسنين الحالكة الأولى لتأليف رسائل النور. ولم تظهر هذه المترجمات إلا بفضل إمداد معنوي وحماية شاملة ورعاية تامة ألقتها رحمةُ الرحمن الرحيم على أولئك الإخوة الصادقين، فوجّهت أنظارهم إلى حقائق رسائل النور وعزفَتهم عن الأحداث السياسية المتقلبة. وهكذا تجلت العناية الربانية، فبذلوا ما وسعهم لنشر أنوار القرآن والإيمان، وأصبحت الأدعية المرفوعة من أنحاء العالم الإسلامي والتهاني القلبية بظهور المترجمات مددا لهم يشد من عزائمهم على مواصلة العمل. فلله الحمد والمنة أن تمت ترجمة كليات رسائل النور على هذه الصورة الكاملة وعرضت أمام أنظار العالم الإسلامي على هيئة مجموعات.

    ولما كان أستاذنا المحترم بديع الزمان سعيد النورسي يكتب دعاءً جامعا ختام كل مجموعة من مجموعات رسائل النور المنشورة، لذا ثبّتنا الدعاء نفسه أعلاه لما نعتقد بأن كتابته ختامَ المترجمات العربية أيضا كانت من رغبات أستاذنا المعنوية.

    ونلفت نظر القراء الكرام إلى ما يأتي:

    كان أستاذنا يقول: «إن رسائل النور درس قرآني يوافق أفهام هذا العصر». وقد علّق هذه اللوحة على ظهر الباب الخارجي لمحل إقامته في كل من إسبارطة وأميرداغ، وكان يستقرئها كل زائر له:

    إلى جميع إخوتي الأعزاء الراغبين في مقابلتي وزيارتي أبيّن لهم الآتي:

    إنني لا أطيق مقابلة الناس ما لم تكن هناك ضرورة، إذ التسمم الحالي، والضعف الذي اعترى جسمي، وكذا الشيخوخة والمرض.. كل ذلك جعلني عاجزا عن التكلم كثيرا. ولأجل هذا أبلّغكم يقينا أن كل كتاب من رسائل النور إنما هو «سعيد». فما من رسالة تطالعونها إلّا وتستفيدون فوائد أفـضل من مواجهتي بعشرة أضعاف، بل تواجهونني مواجهة حقيقية. فلقد قررت: أن أذكر في دعواتي وقراءاتي صباح كل يوم أولئك الراغبين في لقائي لوجه الله بديلا عن عدم استطاعتهم من اللقاء، وسأستمر على هذا القرار.

    سعيد النورسي

    وبعد وفاة أستاذنا الجليل تبين أنه يواصل خدمة الإيمان والقرآن برسائله، رسائل النور وكأنه على قيد الحياة مرشدا كاملا وإماما للعصر.

    أجل.. أجل.. إن التحاق أبناء الجيل الجديد أفواجا أفواجا في كل مكان بقافلة النور واسترشادهم برسائل النور يثبت إثباتا فعليا مجسما هذه الحقيقة. ونحن على ثقة من أن الرسائل المترجمة إلى العربية تؤدي العمل نفسه وتحمل المعنى نفسه والروح نفسها.

    والحمد لله، هذا من فضل ربي والخير والنور والسعادة كلها من الله وحده.

    ومن الله التوفيق والسداد.

    من طلاب النور الذين خدموا الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي

    عبد الله، حسني، بايرام، صونغور

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾

    حمدا لله بما لا يتناهى من الحمد، حمدا لله بما يليق من الحمد، حمدا لله بما هو أهله. فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وإمام الأصفياء والمتقين وحبيب رب العالمين وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار.

    وإذ أبتهل إلى المولى القدير أن مَنّ علينا هذه النعمة العظمى، نعمة ترجمة رسائل النور. أتضرع إليه تعالى أن يوزعني شكرَ نعمته هذه، ويديمها علينا جميعا.. ولقد عزمنا على نشر «كليات رسائل النور» كاملة في مجموعات بإذن الله تعالى وسنفرد منها مجلدا كاملا لحياة الأستاذ المؤلف مع دراسة مفصلة عن رسائل النور، لذا لم نَرَ داعيا إلى تقديم الكتاب بنبذة عن المؤلف والمؤلَّف كما هو معتاد.

    ومع هذا أراني مضطرا إلى أن أضع هذه الملاحظات أمام القارئ الكريم في ختام هذه «الكلمات»:

    إن الذي يُواكِب خيالا زمن تأليف رسائل النور ونشرها يجد أن الأمة، أمة الإسلام تمر في أحلك فترات حياتها، حيث تجتاح سيول الظلمات، ظلمات الفتن العاتية أرجاء العالم الإسلامي كافة، وتغزو الشبهات والأفكار الباطلة العقول والقلوب من كل صوب، فأظلمت النفوس واختنقت الأرواح حتى انقطع الرجاء..

    في هذه الفترة الحرجة من حياة الأمة مَنّ الله عز وجل على هذه الأمة فقيّض الأستاذ سعيد النورسي للذود عن حياض الإيمان وبيان أنوار القرآن، وشرح صدره للتتلمذ على يدي القرآن العظيم والتزود من نبعه الفيّاض، حتى استنار قلبُه وسطع فكره وارتوت روحه من زلال القرآن ونور الإيمان، فأملى على من حولَه من محبيه ما استلهمه من نور الكتاب المبين هذه اللفتات القرآنية والمعارف الإلهية والفيوضات الإيمانية، فكانت هذه الرسائل التي أطلق عليها اسم: «رسائل النور».

    وهذه المجموعة «الكلمات» التي تضم ثلاثا وثلاثين كلمة هي عمدة «رسائل النور»، إذ «الكلمة الثالثة والثلاثون» منها عبارة عن ثلاث وثلاثين مكتوبا، جُمعت في مجموعة مستقلة سميت بـ«المكتوبات». وانبثقت من «المكتوب الحادي والثلاثين» ثلاث وثلاثون لمعة هي مجموعة «اللمعات». وتشعبت من «اللمعة الحادية والثلاثين» منها مجموعة «الشعاعات» التي تضم خمسة عشر شعاعا.

    فرسائل النور مائة وثلاثون ونيف من الرسائل مع خمس عشرة رسالة باللغة العربية.. كل منها رسالة مستقلة بحد ذاتها أي لا تُلجئ القارئ الكريم إلى البحث عن الرسائل الأولى كي يحيط فهما بالتالية منها، بل هو حر في اختيار الرسالة من أية مجموعة كانت بغير اعتبار لتسلسلها. وإن لقيَه شيء من الغموض سواء في العبارة أو في المعنى فسيلاقيه حتما توضيح وبيان في موضع آخر.

    وقد وضعنا هوامش لتوضيح بعض العبارات أو المصطلحات، كما وضعنا أرقام الآيات الكريمة وأسماء سورها، وكذا خرّجنا الأحاديث الشريفة من مظانها من الكتب الموثوقة، وأبقينا ما لم نستطع على تخريجه كما هو، علّنا نظفر في قابل الأيام بنصيحة أخوية من عالم ضليع بالحديث النبوي الشريف.

    وقد يلفت نظر القارئ الكريم ما يذكره الأستاذ المؤلف من مفاهيم علمية أو مصطلحاتها التي كانت دارجة زمن تأليف الرسالة، إلّا أنها تبدلت وتغيرت بمرور الزمن، كمولّد الحموضة ومولّد الماء، أو عدد المسلمين في العالم.. أو ما شابهها من الأمور، فترجمناها نصا دون أن نحشر فيها شيئا من عندنا إلّا ما أشرنا إليه بهامش، وذلك حفاظا على أمانة الترجمة.

    واسم هذه المجموعة «سوزلر» ترجمناه بـ«الكلمات» لأن الأستاذ المؤلف نفسه قد ذكر في الشعاع الأول: أن «سوزلر» تعنى «الكلمات» باللغة العربية. أما اسم الديوان الملحق بهذه المجموعة «لمعات» فقد ترجمناه بـ«اللوامع» لئلا يلتبس مع اسم مجموعة «اللمعات».

    ولقد حرصت كل الحرص في الترجمة أن أكون أمينا ما استطعت، محافظا على المعنى الذي يقصده الأستاذ المؤلف، مما تطلب مني طول النظر في الرسائل كلها والتأمل في عباراتها والإمعان في معانيها. لذا تحاشيت التقيد بحرفية النص، لاعتقادي بعدم إيفائه الغرض، إذ لا يوحي المعنى الذي يريده المؤلف إلى روح القارئ، ولا يخفى مدى الصعوبة البالغة في نقل المعنى من لغة إلى أخرى ولاسيما المعاني الواسعة العميقة التي يحصرها الأستاذ النورسي في عبارات دقيقة وجمل موجزة، ولكن بفضل الله العميم وبعنايته الشاملة ذُللت تلك الصعوبات، إذ هيأ سبحانه وتعالى للأمر أساتذة كرماء ممن درسوا ودرّسوا قواعد اللغة العربية وآدابها، وعلماء أفاضل ممن لهم الباع الطويل في التفسير والحديث والعلوم الإسلامية، وإخوة صادقين تولوا مهمة التبييض والتنقيح ومقابلة النصوص. بل كنت أستنصح كلَّ قارئ وأستشير كلَّ من له خبرة في هذا الموضوع ليدلّني على الصواب. مما أضفى على الترجمة جمالا في العبارة ودقّة في التعبير وبعدا عن الأخطاء ما أمكن وتطابقا في المعنى، حتى سلمت -في نظري- من عورات الركاكة وعيوب العجمة. والحمد لله أولا وآخرا، وهذا من فضل ربي الذي أسبغ عليّ نعمه ظاهرة وباطنة رحمةً منه تعالى لضعفي ورأفة بعجزي فأمدّني بأولئك الميامين من ذوي الأقلام القوية والفكر الخصب والرأي السديد، الذين آزروني وشدّوا من عزيمتي على الاستمرار في العمل بغير كلل، حتى ظهرت المترجمات إلى ساحة النشر ببركة إخلاصهم وصدق نواياهم. ولولا علمي بأن هؤلاء الإخوة البررة لا يحبذون ذكر أسمائهم، لما ترددت في ذكرهم فردا فردا. ولئن لم أذكرهم بأسمائهم فهم مذكورون لدى العلي القدير بما قدّموا من عملٍ جليلٍ خالص زكي في سبيل نشر الإيمان ورفع راية القرآن.

    فإلى كل أولئك الإخوة الأكارم، وإلى الأخوات الفاضلات، وإلى كل من أعانني في أيّ شأن من شؤون الترجمة، تصحيحا وتهذيبا وتشذيبا وتبييضا ودعاءً وحثا، أقدم عظيم شكري ومزيد امتناني راجيا المولى القدير أن يجزل ثواب عملهم الخالص ويرزقهم وإياي حبّه وحب من يحبّه والعمل الذي يبلغنا حبَّه.

    وأملي في الله عظيم أن يكون القارئ العزيز أيضا كريما يصفح عن الزلات، ويغض الطرف عن الهفوات، ويدعو لنا بظهر الغيب خالص الدعوات ويرشدنا إلى ما فيه الخير والسداد.

    ومما يزيد شكري وحمدي لله تعالى أن مسك الختام لهذه المجموعة الأولى هو دعاء الأستاذ النورسي نفسه بقلم أوصيائه وطلابه الذين رافقوه ولازموه طوال سني حياته المباركة حتى وافاه الأجل ورحل إلى عالم الآخرة فرحمة الله عليه رحمة واسعة ونفعنا بعلومه القرآنية وخدمته الإيمانية.

    والله نسأل أن يوفقنا إلى حسن القصد وصحة الفهم وصواب القول وسداد العمل.

    وصلِّ اللّهمَّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    إحسان قاسم الصالحي


    تضرع | الكلمات