الشعاع السابع
الآية الكبرى
تنبيه مهم وإيضاح
على الرغم من أهمية هذه الرسالة وعظيم شأنها، لا يفهم كلُّ شخص، كلَّ مسألة من مسائلها. ولكن لا يبقى دون حظٍ منها. فالذي يدخل بستانا عظيما ولا تصل يدُه إلى جميع ثماره، فحسبُه ما نالَه منها؛ إذ البستان لم يخصّص له وحده، بل لذوي الأيدي الطويلة حصتُهم وحظُّهم كذلك.
وهناك خمسة أسباب تعيق فهم هذه الرسالة:
أولها: أنني كتبت مشاهداتي كما تراءت لي وفق فهمي، كتبتُها لنفسي، فهي لم تكتب شأن الرسائل الأخرى بمستوى فهم الآخرين ومدى تلقيهم.
ثانيها: أن التوحيد الحقيقي قد كُتب في صورته العظمى، بفيض تجلي «الاسم الأعظم»، فأصبحت مسائلُه واسعةً جدا، وعميقةً جدا، وطويلة جدا؛ لذا لا يتمكن كل شخص أن يحيط بها مباشرة ولأول وهلة.
ثالثها: أن كل مسألة من مسائلها بحدّ ذاتها حقيقةٌ كبرى طويلة -وحفاظا على وحدة الحقيقة وعدم تجزئتها- قد تصبح الصحيفةُ الواحدة جملةً مطولة واحدة، فهناك مقدمات كثيرة تورَد بمثابة دليل واحد فقط.
رابعها: أن كل مسألة -من أغلب المسائل التي تعالجها هذه الرسالة- لها أدلتها الكثيرة، وحُججها الوفيرة، فعند القيام بضم عشرة أدلة أو عشرين أحيانا لسَوقها برهانا واحدا تكون المسألة طويلة، لا تسعها المداركُ القصيرة.
خامسها: لقد تعرّضتُ لأنوار هذه الرسالة بفيوضاتِ شهر رمضان المبارك ونفحاته، إلّا أنها كُتبت على عجل، واكتفيت بالمسودة الأولى؛ لِمَا كنت أعانيه من الأسقام ومتاعبِ المضايقات من مختلف الجهات، وكنت أشعر عند كتابتها أنها تَرِد إلى القلب دون اختيار مني ولا إرادة، فلم أرَ من اللائق أن أمسها بشيء من التنظيم أو التشذيب حسب تفكيري؛ لذا أَخَذَتْ الرسالةُ هذا الشكل الذي يستشكل على الفهم. فضلا عما أُدرج فيها من فقرات المقام الأول الذي كتب باللغة العربية. ([1])
ولكن رغم هذه الأسباب الخمسة التي هي مدارُ القصور والإشكال فالرسالة ذات أهمية عظيمة.
فهذه الرسالة التي هي حقيقةٌ من حقائق «الآية الكبرى» وتفسير لها، هي الشعاع السابع والحجة الإيمانية الأولى من «مجموعة عصا موسى».
يتكون هذا الشعاع من مقامين، مع مقدمة توضح أربع مسائل مهمة:
المقام الأول: يبين باللغة العربية تفسير الآية الكبرى.
والمقام الثاني: يبين براهين المقام الأول ويوضحها ويثبتها.
إن طول المقدمة الآتية، وتوضيحَها المسهب، كان بدون اختيار مني، فهناك إذن حاجة أن أُملي عليّ هكذا، وقد يرى البعض طولَها قصرا.
سعيد النورسي
المقدمة
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ (الذاريات:٥٦)
يُفهم من أسرار هذه الآية الجليلة: أن حكمة مجيء الإنسان إلى هذه الدنيا والغايةَ منه، هي معرفةُ خالق الكون سبحانه، والإيمانُ به، والقيامُ بعبادته. كما أن وظيفة فطرته، وفريضة ذمَّته، هي معرفةُ الله، والإيمانُ به، والتصديق بوجوده وبوحدانيته إذعانا ويقينا.
نعم، إن الإنسان الضعيف الذي يَنشد -فطرةً- الحياةَ الدائمة الخالدة والعيشَ الأبدي الرغيد، والذي له آمال بلا حدود وآلام بلا نهاية، لابد أن تكون جميعُ الأشياء والكمالات هابطةً تافهة بالنسبة إليه، بل ليس لأكثرها أيةُ قيمة تُذكر، ما عدا الإيمان بالله ومعرفته، وما عدا الوسائل التي تأخذ بيده إلى ذلك الإيمان الذي هو أس الأساس لتلك الحياة الأبدية ومفتاحُها.
ولما كانت رسائل النور قد أَثبتت هذه الحقيقةَ بوضوح تام وببراهين قاطعة، نحيل إليها، مبينين هنا ورطتين تزعزعان ذلك اليقينَ الإيماني في هذا العصر، وتؤديان إلى الحيرة والتردد، وذلك ضمن «مسائل أربع»:
الورطة الأولى وسبيل النجاة منها مسألتان:
المسألة الأولى: مثلما أُثبت في «اللمعة الثالثة عشرة» من «المكتوب الحادي والثلاثين» بالتفصيل أنه: «لا قيمة للنفي في المسائل العامة أمام الإثبات، فحكمُه ضعيف وهزيل».
مثال ذلك: إذا أثبت شاهدان من عامة الناس رؤيةَ الهلال في أول شهر رمضان، ونَفَى الرؤيةَ آلافٌ من الوجهاء والعلماء قائلين: «إننا لم نرَ الهلال». فإن نفيهم هذا يبقى غيرَ ذي قيمة أو أهمية؛ ذلك لأن بـ«الإثبات» يؤازر الواحدُ الآخرَ ويقويه، ففيه تساند واجتماع. بينما «النفي» لا فرق فيه أن يكون صادرا من شخص واحد أو من ألف شخص؛ إذ النافي منفردٌ باعتبار أنه وحده الذي ينفي.
ذلك لأن المُثبِت ينظر إلى الأمر نفسه ثم يُصدِر حكمَه، كما هو الحال في مثالنا، إذا قال أحدهم: هو ذا الهلال في السماء؛ فإن الآخر يصدّقه ويؤيده مشيرا إلى المكان نفسه، فيشتركان في النظر إلى المكان نفسه، فيتساندان، ويَقوَى حكمُهما ويرسخ.
أما في النفي والإنكار فالنافي لا ينظر إلى الأمر نفسه ولا يسعه ذلك، لذا أصبحت القاعدةُ: «لا يمكن إثبات النفي غيرِ الخاص وغيرِ المحددِ مكانُه» قاعدةً مشهورة.
مثال ذلك: إذا أثبتُّ لك وجود شيء معين في الدنيا، وأنكرتَ أنت وجوده في الدنيا. فينبغي لك أن تقوم بالبحث والتحري عنه في أرجاء الدنيا كافة لتُثبت عدمَ وجود ذلك الشيء الذي أتمكن بنفسي أن أُثبته بمنتهى السهولة وبإيماءة بسيطة مني إليه، بل عليك أن تغوص أيضا في أعماق الأزمنة الغابرة، حتى تستطيع أن تقول: «لا يوجد فعلا... لم تحدث حادثة كهذه!».
ولما كان النافون والمنكِرون لا ينظرون إلى الأمر بذاته، وإنما يُصدرون أحكامهم حسب أنفسهم، ووفق عقولهم ونظراتهم؛ لذا لا يمكن أن يساند أحدُهم الآخرَ وأن يكون ظهيرا له؛ ذلك لأن حُجُب الرؤية مختلفة لديهم، والأسبابَ المانعة للمعرفة متنوعة عندهم. إذ يستطيع كل شخص أن يقول: «إنني لا أرى الشيء الفلاني».. «وعندي أنه غير موجود».. «وباعتقادي أنه لا يوجد».. ولكنه لا يمكنه أن يقول: «إنه فعلا لا يوجد». وإذا قال بهذا النفي -وبخاصة في المسائل الإيمانية التي تشمل الكون كله- فإن كلامه يكون إفكا عظيما وكذبا كبيرا بكبر الدنيا، ولن يكون صدقا قط ولا يمكن أن يُستصوب أو يقوّم أبدا.
نخلص مما تقدم: أنَّ النتيجة في الإثبات واحدة، وأن فيه تساندا، أما في النفي فالنتيجةُ ليست واحدة بل متعددة، إذ القيود: «عندي».. «في نظري».. «وباعتقادي».. وأمثالها من الأسباب التي تحجب الرؤيةَ الصحيحة تتعدد وتختلف باختلاف الأشخاص؛ لذا تأتي النتائج متعددة أيضا، ومتفرقة، فلا يحصل التساند مطلقا.
وهكذا، انطلاقا من هذه الحقيقة: لا قيمة أو أهمية للكثرة الظاهرة للكفار والمنكرين الذين يصدّون عن الإيمان.. ولكن، في الوقت الذي لا ينبغي أن يتأثر يقينُ المؤمن ولا يُشاب إيمانُه بأي نوع من أنواع الشك والتردد، نرى أن ما يثيره فلاسفة أوروبا من شبهات وجحود في هذا العصر قد جلب الحيرة إلى بعض المنكوبين المفتونين بهم، فأزال يقينَهم وأباد سعادتهم الأبدية وأوقعهم في شقاء وتعاسة؛ ذلك لأن إنكارهم هذا حوّل معنى «الموت» الذي يصيب يوميا ثلاثين ألفا من الناس من معناه الحقيقي الذي هو إنهاء وظيفة الإنسان على الأرض، إلى صورة الإعدام الأبدي والفناء النهائي والنهاية المرعبة المخيفة. وأصبح القبر -الذي لا ينغلق بابُه- يسمِّم لذائذَ حياةِ ذلك المنكِر وينغّص عليه عيشَه بآلام مبرحة ملوّحا له بالعدم الرهيب دائما وبإعدامه الأبدي. فافهم من هذا:
ما أعظمَ الإيمان وما أعظم نعمته! وافهم كيف أنه «حياة» للحياة!
المسألة الثانية: لا يؤخَذ بكلامِ مَـن هـم خارج إطــار علم أو صنعة في مســألة من مســائلهما، دارت حولها المناقشة، حتى لو كانوا عظماء وعلماء وصنّاعا مهَرة في اختصاصاتهم. ولا يؤخذ حُكمهم حجةً في تلك المسألة، ولا يدخلون ضمن إجماع علماء ذلك الضرب من العلم.
فمثلا: لا يسري حكمُ مهندس عظيم كواحد من الأطباء في تشخيص مرض ما أو علاجه. لذا لا تؤخذ الأقوال المنكِرة الصادرة من أعظم فيلسوف بنظر الاعتبار فيما يخص المعنويات، ولا يُقام لها وزن، وبخاصة مَن توغل منهم كثيرا في الماديات فطمس على بصيرته وتعامى عن النور، فتبلّد ذهنُه عن المعنويات وانحدر عقلُه إلى عينيه وتردى حتى أصبح لا يرى غيرَ المادة ولا يعقل شيئا دونها.
فيا تُرى، ما قيمة أقوال فلاسفة ذهلوا أمام تفرعات أصغر الأجزاء، وتاهوا أمام أكثرها تشتتا وغرقوا فيها، وكم يساوي كلامُهم وأقوالهم في مسائل التوحيد والإيمان والمعنويات السامية التي اتفقت عليها مئات الآلاف من أهل العلم والحقيقة أمثال الشيخ الكيلاني قدس الله سره ذي الدهاء القدسي والبصيرة الخارقة الذي كان يعاين العرش الأعظم وهو بَعدُ على الأرض، والذي سعى مرتقيا مراتب المعنويات زهاء تسعين سنة، حتى كشف الحقائق الإيمانية بعلم اليقين وعين اليقين بل حتى بحق اليقين؟ ألا يكون إنكارهم واعتراضُهم خافتا واهيا أشبه بطنين البعوضة أمام هدير السماء ودويّ رعودها؟!
إن ماهية الكفر الذي يُظهر العداء للحقائق الإسلامية ويبارزها إنما هي إنكار وجهل ونفي. وحتى لو بدت -ظاهريا- إثباتا ووجوديا، إلّا أن معناها عدمٌ ونفيٌ؛
أما الإيمان: فهو علمٌ ووجودي وإثبات وحُكم. وحتى مسائله السلبية فهي ستار لحقيقة إيجابية وعنوان لها.
ولو أن أهلَ الكفر الذين يصدّون عن الإيمان سعوا ليثبتوا -بمشكلات عويصة- اعتقاداتِهم المنكرة السلبية ويجعلوها مقبولةً بصورة «قبول العدم» و«تصديق العدم»، فإن ذلك الكفر يمكن أن يعدّ -من جهة- علما خطأً وحكما غير صائب. وإلّا فإن ما هو سهلٌ ارتكابه من مجرد «عدم القبول» و«الإنكار» و«عدمِ التصديق» ليس إلّا جهلا مطلقا، و«عدمَ حكم».
والخلاصة: الاعتقاد بالكفر قسمان:
أولهما: ما ليس له علاقة بالحقائق الإسلامية. فهو تصديقٌ خطأ، واعتقاد باطل، وقبولٌ خطأ، وحكم ظالم خاصٌ به. فهذا القسم من الكفر خارج إطار بحثنا، لا شأن لنا به ولا شأن له بنا.
ثانيهما: ما يبارز الحقائق الإيمانية ويعارضها، وهذا أيضا قسمان:
الأول: هو رفضٌ، وعدمُ قبولٍ، وهو مجرد عدم تصديق الإثبات، وليس هذا الكفر إلّا جهلا، وإلّا عَدَمَ حُكمٍ، وهو سهلٌ ارتكابُه، وهو خارج نطاق بحثنا أيضا.
الثاني: هو قبول للعدم، وتصديق قلبيٌّ للعدم، فهذا القسم من الكفر هو حكم، وهو اعتقاد يفضي بصاحبه إلى الالتزام. فيضطر إلى إثبات نفيه وإنكاره.
والنفي بدوره قسمان:
أولهما: أن يقول النافي: إنه لا يوجد في موقع خاص وفي جهة معينة الشيءُ الفلاني. وهذا القسم من النفي المعيَّن يمكن إثباته، وهو أيضا خارج بحثنا.
القسم الثاني: هو نفي وإنكار المسائل الإيمانية والقدسية والعامة والمحيطة التي تتوجّه إلى الدنيا، وتشمل الكون، وتتطلع إلى الآخرة، وتضم العصور. وهذا النفي -كما أثبتنا في المسألة الأولى- لا يمكن إثباته مطلقا، لأنه يلزم أن يكون هناك نظرٌ محيط بالكون، ورؤية شاملة للآخرة ومشاهدة نافذة في الزمان غير المحدود بجميع جهاته، ليثبت مثل هذا النفي.
الورطة الثانية وسبيل النجاة منها:
وهي مسألتان أيضا:
الأولى: أن العقول التي ضاقت أمام «العظمة» و«الكبرياء» و«المطلق غير المتناهي» وقصُرت عن إدراكها نتيجةَ الغفلة أو المعصية أو الانغماس في الماديات والانسياق وراءها قد أخذت -هذه العقول- تزلّ إلى الإنكار وتنفي -بغرورٍ علميّ- المسائلَ الهائلة العظمى لعجزها عن الإحاطة بها.
نعم، إن الذين عجزوا عن استيعاب المسائل الإيمانية المحيطة الواسعة جدا والعميقة جدا، في عقولهم الصلدة الضيقة معنىً، وعن أن يقروها في قلوبهم الفاسدة الميتة -تجاه المعنويات- يقذفون بأنفسهم إلى أحضان الكفر والضلال، فيغرقون.
ولكن إذا ما تمكن هؤلاء من إنعام النظر في كُنه كفرهم وفي ماهية ضلالهم، لرأوا أن ما هو معقول في الإيمان تجاه العظمة ولائق بها وضروري لها، يقابله المحال تلو المحال وغير الممكن والممتنع طي ذلك الكفر وضمنه.
وقد أثبتت رسائل النور هذه الحقيقة بمئات الموازين والموازنات، وبقطعية تامة كقطعية حاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعا. فمثلا: إن الذي يعجز أن يقبل الإيمان بوجوب وجوده سبحانه وتعالى وبأزليته وبصفاته المحيطة، لعظمته سبحانه ولعظمة صفاته الجليلة، سيحيل وجوبَ الوجود، وأزليتَه سبحانه، وصفاتِ الألوهية إلى جميع الموجودات غير المحدودة، بل إلى الذرات غير المتناهية، ليتمكن من الاعتقاد بكفره. أو عليه أن يتخلى عن العقل كالسوفسطائيين الحمقى بإنكاره وجودَ نفسه، ونفيه وجود الكون.
وهكذا تستقر الحقائقُ الإيمانية والإسلامية كلُها باستنادها إلى «العظمة» -التي هي من شأن تلك الحقائق ومن مقتضاها- وتثبت في القلوب الصافية والعقول السليمة، بكمال الإذعان والتسليم المطمئن، منقذةً أصحابَها مما يجابهها من الكفر ومحالاته المدهشة وخرافاته الموحشة وجهالاته المظلمة.
نعم، إن العظمة والكبرياء ستاران ضروريان لابد منهما؛ ويتبين ذلك من إعلان تلك العظمة والكبرياء في كل وقت: في الأذان، في الصلاة، وفي أغلب الشعائر الإسلامية بترديدِ:
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.
ويتضح ذلك أيضا في الحديث القدسي: «العظمة إزاري والكبرياء ردائي». ([2])
ويظهر أيضا في العقدة السادسة والثمانين من المناجاة الأحمدية البليغة في «الجوشن الكبير»:
يا مَنْ لَا مُلكَ اِلّا مُلكهُ يا مَنْ لَا يُحصِى العِبَادُ ثَناءَهُ
يا مَنْ لَا تَصِفُ الخَلائِقُ جَلالَهُ يا مَنْ لا ينال الأوهامُ كنهَه
يا مَنْ لا يدرك الأبصارُ كمالَه يا مَنْ لا يَبلــغ الأفهامُ صفاته
يا مَنْ لا ينال الأفكار كبرياءه يا مَنْ لا يحسن الإنسان نعوته
يا مَنْ لا يردُّ العبادُ قضاءَه يا مَنْ ظهر في كل شيء آياته
سُبحَانَكَ يَا لَا إلَهَ إلّا أَنتَ، اَلأَمانَ الأَمانَ نَجِّنَا مِنَ النَّارِ
الآية الكبرى
مشاهدات سائح يسأل الكون عن خالقه
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ وَلٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْب۪يحَهُمْ اِنَّهُ كَانَ حَل۪يمًا غَفُورًا ﴾ (الإسراء:٤٤)
هذا المقام الثاني في الوقت الذي يفسِّرُ هذه «الآية الكبرى» يُبيِّنُ كذلك براهين المقام الأول الذي يتضمنه والذي جاء باللغة العربية ويوضح حُججه.
إن آيات كثيرة في القرآن الكريم -أمثال هذه الآية العظمى- تذكر في مقدمة تعريفها لخالق هذا الكون «السماوات» التي هي أسطع صحيفة للتوحيد، بحيث ما يتأمل فيها متأملٌ إلّا وتغمره الحيرة ويغشاه الإعجاب، فيستمتع بمطالعتها بكل ذوق ولذة؛ فالأَولى إذن أن يُستهل بها.
نعم، إن كل من يأتي ضيفا إلى مملكة هذه الدنيا ويحل في دار ضيافتها، كلما فتح عينيه ونظر رأى مضيفا في غاية الكرم، ومعرضا في غاية الإبداع، ومعسكرَ تدريبٍ في غاية الهيبة، ومتنـزّها جميلا في غاية الروعة، ومشهَرا في غاية الإثارة للشوق والبهجة، وكتابا مفتوحا ذا معان في غاية البلاغة والحكمة.
وبينما يولَع الضيف السائح أن يعلم ويتعرف على صاحب هذه الضيافة الكريمة، وعلى مؤلّف هذا الكتاب الكبير، وعلى سلطان هذه المملكة المهيبة، إذا بوجه السماوات الجميل المتلألئ بالنجوم النيّرة يطل عليه مناديا: «انظر إليّ، فأنا أعرّفك بالذي تبحث عنه».
فينظر السائح ويرى أن ربوبيةً ظاهرةً تتجلّى في رفعها مئاتِ الألوف من الأجرام السماوية بلا عمَد ولا سنَد، منها ما هو أكبر من أرضنا ألف مرة، وما هو أسرع انطلاقا من القذيفة بسبعين مرة.. وفي تسييرها وجَريها تلك الأجرامَ معا بسرعة فائقة بلا مزاحمة ولا مصادمة.. وفي إيقادها تلك القناديلَ المتدلية التي لا تعد، بلا زيت ولا انطفاء.. وفي إدارتها تلك الكتلَ الهائلة التي لا حد لها، بلا ضوضاء ولا صخب ولا اختلال..
ويرى تجليها كذلك: في تسخيرها تلك المخلوقاتِ العظيمةَ في مهامَّ معينة كاستسلام الشمس والقمر لأداء وظائفهما دون إحجام أو تلكؤ.. وفي تصريفها هذا العددَ الهائل الذي لا تحده الأرقام ضمن ذلك البعد الشاسع غيرِ المتناهي ما بين دائرة القطبين تصريفا يجري في الوقت نفسه، وبالقوة نفسها، وبالطراز نفسه، وبسكة الفطرة نفسها، وبالصورة نفسها، ومجتمعة، دون أن تصاب بـأدنى نقص أو خلل.
و هالَه ما يرى من تجلي الربوبية: في إخضاعها تلك السياراتِ الضخمةَ التي تملك قوى هائلة ومتجاوزة لحدودها، منقادةً مطيعةً لقانونها أن تتجاوز أو تنحرف.. وفي جعلها وجه السماء صافيا نقيا يتنظف طاهرا مما تلوثه أنقاضُ تلك الأجرام المزدحمة دون أن يُرى عليه قذىً ولا أذىً.. وفي سَوقها تلك الأجرامَ كأنها مناورة عسكرية منسَّقة، وعرضِها أمام المخلوقات المشاهدين كأنها مَشَاهِد فيلم سينمائي، بتدوير الأرض بالليل والنهار، وتجديدها أنماط المناظر الحقيقية الخلابة المثيرة للخيال لتلك المناورة الرائعة وإبرازها في كل ليلة وفي كل سنة.
فهذه الربوبية الجليلة الظاهرة وما تظهر ضمن فعاليتها من حقيقة جلية مركبة من «التسخير، والتدبير، والإدارة، والتنظيم، والتنظيف، والتوظيف» تشهد على وجوب وجود خالق تلك السماوات وعلى وحدته، بعظمتها المهيبة هذه وبإحاطتها الكلية هذه، وتشهد -كما هو مُشاهَد- بأن وجوده جلّ وعلا أجلى من وجود هاتيك السماوات.
وقد ذكر هذا المعنى في المرتبة الأولى من المقام الأول كالآتي:
[لا إله إلّا الله الواجبُ الوجودُ الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: السماواتُ بجميع ما فيها، بشهادةِ عظمةِ إحاطةِ حقيقةِ: التسخير والتدبير والتدوير والتنظيم والتنظيف والتوظيف الواسعة المكملة بالمشاهدة]
ثم إن الفضاء الذي هو محشَر العجائب ومَعرض الخوارق والمسمى بـ«الجو» نادى بصوت هادر ذلك القادم إلى الدنيا.. ذلك الضيف السائح: «انظر إليّ لأرشدك إلى مَن تبحث عنه بشوق ولهفة، وأعرّفك بذاك الذي أرسلك إلى هنا».
فينظر إلى وجه الفضاء المكفهر وهو يتقطَّر رحمةً! ويستمع إلى دويّه المخيف المرهب وهو يحمل رحيق البشرى!
فيرى أن: «السحاب» الذي عُلّق بين السماء والأرض يسقي روضةَ الأرض سقيا يتفجّرُ حكمةً ورحمة، ويُمد سكنتَها بالماء الباعث للحياة، ملطِّفا به شدة الحرارة -أي شدة ضرام العيش- ويدرك توا أينما كانت الحاجة. ومع أن ذلك السحاب الثقيل الضخم يقوم بوظائف كثيرة أمثال هذه، فإنه يختفي ويتبدد فورا بعد أن ملأ أرجاء الجو. فتنسحب جميع أجزائه لتخلد إلى الراحة، فيتوارى عن الأنظار دون أن يترك أثرا بمثل ظهورِ واختفاءِ الجيش المنظم طبقا لأوامرَ فورية. ولكن ما إن يتسلّم أمرَ «هيا لإنزال المطر» إلّا ويجتمع ويملأ الجو في ساعة بل يغمره في دقائق، ويتهيأ متأهبا كالجندي المنتظر أمر القائد!
ثم ينظر ذلك السائح إلى «الرياح» التي تجول في الجو فيرى أن الهواء يُستخدم في وظائف كثيرة، في منتهى الحكمة والكرم استخداما كأن كل ذرة من ذرات ذلك الهواء الجامد -وهي لا تملك شعورا- تسمع وتعي ما يُلقَى إليها من الأوامر الصادرة من سلطان هذا الكون. فتؤدي خدماتها بقوةِ ذلك الآمر وهيمنته وتنفّذها بكل انتظام ودقة دون أن تتوانى في شيء منها فتدخل هذه الذرات في استنشاق جميع أحياء الأرض للهواء، أو نقل الأصوات أو المواد الضرورية لذوي الحياة كالحرارة والضوء والكهرباء، أو التوسط لتلقيح النباتات أو ما شابهها من الوظائف الكثيرة، فهي تُستخدم بجميع هذه الخدمات من قِبَل يدٍ غيبية استخداما في منتهى الشعور، والعلم، والحيوية.
ثم ينظر إلى «المطر» فيرى أن تلك القطرات اللطيفة البراقة العذبة التي أُرسلت وأُغدقت من خزينة الرحمة الغيبية، تزخر بهدايا رحمانية ووظائف غزيرة حتى كأن الرحمة المهداة قد تجسّدت منصبّةً من عيون الخزينة الربانية على صورة تلك القطرات المتهاطلة.. ولهذا أُطلق على المطر اسم «الغيث».. و«الرحمة».
ثم ينظر إلى «البرق» ويصغي إلى «الرعد»، فيرى أنهما يستخدمان في أمور بالغة الإعجاب والغرابة.
فيرجع بَصَرهُ إلى عقله، ويحاور نفسه قائلا: إن هذا السحاب الجامد الخالي من الشعور، والمنفوش كالعهن، لاشك أنه يجهلنا ولا يعرفنا، ولا يمكن أن يسعى بنفسه لإمدادنا رأفةً بنا ورقةً لحالنا، ولا يمكن أن يَظهر باديا في السماء ويختفي منقشعا بدون أمر، بل لابد أنه يسعى في وظيفته وفق أمرٍ صادر من آمرٍ قدير مطلق القدرة، ورحيم مطلقِ الرحمة. حيث يختفي دون أن يعقّب، ثم يظهر فجأةً، متسلما مهامَّ عمله، فيملأ عالَم الجو ويفرغه بين الفينة والفينة تنفيذا لأمر سلطان جليل متعال فعّال، فيخط على لوحة السماء دوما بحكمة، ويمحو بالإعفاء، محوِّلا إياها إلى «لوحة المحو والإثبات» وإلى صورة مصغّرة للحشر والقيامة. إذ يركب السحابُ متونَ الرياح بأمر من حاكم مدبّر ذي ألطاف وإحسان وذي إكرام وعناية، حاملا خزائن أمطار واسعةً سعة الجبال وضخامتها مسعفا بها مواضع من الأرض محتاجة إليها، وكأنه يرقّ لحالها فيبكي عليها بدموعه ويطلقها ضاحكة بالأزاهير والرياحين، ويخفف من شدة لفحة الشمس ويسقي بساتين الأرض ومُرُوجها ويغسل وجهها وأديمها ويطهرها من الأقذار ليشرق بالصفاء والرواء.
ثم يحاور ذلك المسافر الشغوف عقله قائلا: إن هذا الهواء الجامد الذي لا حياة له ولا شعور ولا ثبات له ولا هدف، وهو في اضطراب دائم، وهيجان لا يسكن، وذو عواصف وأعاصير لا تهدأ، تأتي إلى الوجود وتبرز بسببه -وبصورته الظاهرة- مئاتُ الألوف من الأعمال والوظائف والنِعم والإمدادات العامرة بالحكمة والرحمة والإتقان، مما يُثبت بداهة: أنه ليست لهذه الرياح الدائبة حركةٌ ذاتية، فلا تتحرك بذاتها أبدا وإنما يحرّكها أمرٌ صادر من آمرٍ قدير عليم مطلق وحكيم كريم مطلق،
وكأن كلَ ذرة من ذراتها تَفهم وتسمع -كالجندي المطيع- كلَّ أمر صادر من لدن ذلك الآمر وتدركه فتنقاد إليه، وتجعل الأحياء جميعَها تتنفسها لتسهم في إدامة حياتها، وتشارك في تلقيح النباتات ونموها، وتعاون في سوق المواد الضرورية لحياتها، وسوق السحب وإدارتها وتسيير السفن التي لا وقود لها وجعلِها تمخر البحار وتسيح فيها، وتتوسط خاصة في إيصال الأصوات والمكالمات والاتصالات عبر أمواج اللاسلكي والبرق والراديو، وأمثال هذه الخدمات العامة الكلية، فضلا عن أن ذرات الهواء مركبة من مواد بسيطة كالآزوت ومولد الحموضة (الأوكسجين). ومع تماثل بعضها لبعض فلا أراها إلّا أنها تُستخدم بيدٍ حكيمة وبانتظام كامل في مئات الألوف من أنماط المصنوعات الربانية.
لذا حكم السائح قائلا: حقا مثلما صرّحت به الآية الكريمة: ﴿ وَتَصْر۪يفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَٓاءِ وَالْاَرْضِ لَاٰيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ (البقرة:١٦٤) فإن الذي يُجري أمرَه على الهواء ويستعمله في خدمات ووظائف ربانية غير محدودة، بتصريف الرياح، وفي أعمال رحمانية غير محدودة، بتسخير السحاب، ويوجِد الهواء على تلك الصورة، ليس إلّا ربا واجبَ الوجود، قادرا على كل شيء، وعالما بكل شيء ذا جلال وإكرام.
ثم يرجع بنظره إلى «الغيث» فيرى أنه مثقل بمنافع بعدد شآبيبه ويحمل تجليات رحمانية بعدد زخاته، ويُظهر حِكما بقدر رشحاته، ويرى أن تلك القطرات العذبة اللطيفة المباركة تُخلق في غاية الانتظام وفي منتهى الجمال والبهاء وبخاصة البَرَد الذي يُرسَل -وينـزل حتى صيفا- بانتظام وميزان، بحيث إن العواصف والرياح العاتية -التي تضطرب من هولها الكتلُ الضخمة الكثيفة- لا تُخل في موازنة ذلك البَرَد ولا انتظامه، ولا تجعله كُتلا مضرة جمعا بين حبّاته! فهذا الماء الذي هو جماد بسيط لا يملك شعورا، يُستخدم في أمثال هذه الأعمال الحكيمة، وبخاصة استخدامه في الإحياء والتروية، وهو المركب من مادتين بسيطتين جامدتين خاليتين من الشعور؛ هما مولد الماء ومولد الحموضة -الهيدروجين والأوكسجين- إلّا أنه يُستخدم في مئات الآلاف من الخدمات والصنائع المختلفة المشحونة بالحكمة والشعور.
فهذا الغيث إذن ما هو إلّا رحمةٌ متجسمة بعينها، ولا يتمّ صنعه إلّا في خزينة الغيب لرحمة «الرحمن الرحيم»، وهو بنـزوله وانصبابه على الأرض يفسِّر عمليا وبوضوحٍ الآيةَ الكريمة: ﴿ وَهُوَ الَّذ۪ي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ﴾ (الشورى:٢٨).
ثم يصغي ذاهلا إلى «الرعد» وينظر مندهشا إلى «البرق» فيرى أن هاتين الظاهرتين الجويتين العجيبتين تفسران تماما الآيتين الجليلتين: ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِه۪ ﴾ (الرعد:١٣) ﴿ يَكَادُ سَنَا بَرْقِه۪ يَذْهَبُ بِالْاَبْصَارِ ﴾ (النور:٤٣). فإنهما تخبِران كذلك عن قدوم الغيث فتبشران المعوزين الملهوفين..
نعم، إن إنطاق الجو المظلم بغتة بصيحة هائلة تزمجر وتجلجل، ومَلء الظلام الدامس بنور يكاد يذهب بالأبصار، وبنار ترعب كل موجود، وإشعالَ السحب العظيمة كالجبال، والمنفوشة كالعهن، المحمّلة بالبَرَد والثلج والماء.. وما شابهها من هذه الأوضاع الحكيمة الغريبة؛ لَتنبِّه الإنسانَ الغافل وتوقظه، وتلوّح بالدرّة على رأسه المخفوض قائلة:
يا هذا! اِرفع رأسك وانظر إلى غرائب الصنعة وبدائع الخلقة للفعال القدير الذي يريد أن يُعرّف نفسه لعباده. فكما أنك لست طليقا سائبا مفلت الزمام في هذا الوجود، فلن تكون هذه الحوادث سدىً ولا عبثا، بل كل منها تُساق إلى وظائف حكيمة بخضوع واستسلام وكل منها يستخدم من لدن ربٍ مدبّر حكيم.
وهكذا يسمع هذا السائح الولوع شهادةً سامية جليّة لحقيقةٍ مركبة من تسخير السحاب، وتصريف الرياح، وإنزال الغيث، وتدبير الظواهر الجوية فيقول: آمنت بالله..
وقد أفادت ([3]) المرتبة الثانية من المقام الأول مشاهداتِ هذا السائح في الجو كالآتي:
[لا إله إلّا الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده: الجوُّ بجميع ما فيه، بشهادة عظمةِ إحاطةِ حقيقةِ: التسخير والتصريف والتنـزيل والتدبير، الواسعة المكملة بالمشاهدة].
ثم إن ذلك السائح المتفكر، المتعود على السياحة الفكرية، هتفت به «كرة الأرض» بلسان حالها، قائلة: «لِمَ تجول في الهواء وتدور في أرجاء السماء والفضاء؟ هلمّ إليّ لأعرّفك بالذي تبحث عنه. تأمل فيما أزاول من وظائف، واقرأ ما هو مكتوب في صحائفي». فأخذ السائح ينظر، فيرى:
أن الأرض -كالمولوي العاشق- تخط بحركتيها في أطراف ميدان الحشر الأعظم دائرة تحصل بها الأيام والسنون والفصول.. وهي كسفينة ربانية عظيمة حاملة لأكثر من مائة ألف نوع من أنواع ذوي الحياة مع جميع أرزاقها ومتطلباتها المعاشية، فتمخر عباب الفضاء وتطوف في رحلة سياحية وتجوال حول الشمس بكمال الموازنة والانتظام الأتم.
ثم ينظر إلى صحائفها فيرى أن كل صحيفة منها تعرّف ربَّها بآلاف آياتها.. ولكن لمّا لم يجد متسعا من الوقت لمطالعة الصحائف كلها، فقد اقتصر بالنظر إلى صحيفة واحدة منها فقط، وهي صحيفة تجسّد إيجاد ذوي الحياة وإدارتها في فصل الربيع.
فشاهَدَ أن أفرادا غير محدودين لمائة ألف من الأنواع تنفتح صورُها وتنبسط من مادة بسيطة بمنتهى الانتظام، وتُربّى بمنتهى الرحمة، وتُنشر في الأرجاء بمنتهى السعة وتُمنح بذور قسم منها جُنيحات رقيقة للطيران في غاية الإعجاز.. وأنها تدار بمنتهى التدبير، وتعيّش وتغذّى بمنتهى الشفقة والرأفة، وتُؤمَّن أرزاقُها الوفيرة المتنوعة اللذيذة الطيبة بمنتهى الرحمة والإرزاق، فتُوافى من غير شيء، ومن تراب يابس، ومن جذور صلبة كالعظام ومن بذور متماثلة، ومن قطراتِ ماء متشابهة، وتُبعث من خزينة الغيب إلى ذوي الحياة كلَّ ربيع -كحمولة قطار مشحون- مائةُ ألف نوع ونوع من الأطعمة واللوازم بكمال الانتظام والاتساق.
وبخاصة إرسال اللبن الخالص اللذيذ الدفاق من ينابيع أثداء الوالدات الرؤومات الملفعات بالشفقة والرحمة والحكمة هدايا للصغار والأطفال.. كل ذلك يثبت بداهة أنه تجلٍ في منتهى التربية والرأفة من تجليات رحمة الرحمن الرحيم وإحسانه العميم.
والخلاصة: لقد فهم السائح بمشاهدة هذه الصحيفة الحياتية للربيع الجميل، أنها صورة من صور الحشر والنشور بمئات الآلاف من النماذج والنظائر، فهي تفسّر عمليا تفسيرا محسوسا رائعا الآيةَ الكريمة: ﴿ فَانْظُرْ اِلٰٓى اٰثَارِ رَحْمَتِ اللّٰهِ كَيْفَ يُحْيِ الْاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَاۜ اِنَّ ذٰلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتٰىۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ (الروم:٥٠). والآية نفسها تفيد بإعجاز جميل المعانيَ الواردة في هذه الصحيفة.. وفَهِم ما تردده كرةُ الأرض بجميع صحائفها وبنسبة جسامتها وقوتها من: «لا إلهَ إلّا هو» .
وهكذا لأجل بيان شهادة مختصرة، لوجه واحد فقط من عشرين وجها من وجوهِ صحيفة واحدة من الصحائف الواسعة لكرة الأرض، التي تربو على عشرين صحيفة، ولأجل بيان ما أفادته مشاهدات ذلك السائح في سائر الوجوه والصحائف.. ذُكر في المرتبة الثالثة من المقام الأول:
[لا إله إلّا الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: الأرضُ بجميع ما فيها وما عليها، بشهادةِ عظمةِ إحاطةِ حقيقةِ: التسخير والتدبير والتربية والفتاحية وتوزيع البذور والمحافظة والإدارة والإعاشة لجميع ذوي الحياة، والرحمانية والرحيمية العامة الشاملة المكملة بالمشاهدة].
ثم أصبح ذلك المسافر المتفكر كلما قرأ صحيفةً قويَ إيمانُه الذي هو مفتاح السعادة، وزادت معرفتُه بالله التي هي مفتاح المدارج المعنوية، وانكشفت لبصيرته درجة أخرى من حقيقة الإيمان بالله الذي هو الأساس القويم لجميع الكمالات ومنبعها الثرّ العذب. ومع أنه قد وعى دروسا بليغة وتامة من السماء والجو والأرض، بات يطلب المزيد؛ كلما منحته تلك الصحائف أذواقا معنوية لطيفة، ولذائذ روحية كثيرة، مثيرةً شغفَه، منبهةً ولَعَه بشدة قائلا: هل من مزيد، وإذا به يسمع صدى أذكار «البحار والأنهار العظيمة» التي تتدفق خشوعا وشوقا، فينصت إلى همس أصواتها الحزينة اللذيذة، وهي تقول بلسان الحال والمقال: «ألا تنظر إلينا؟ ألا تطالعنا؟» فينظر بلهفة حائرة ويرى:
أن البحار التي تتماوج بحيوية وتتلاطم بشدة دوما، والتي من شأنها التشتت والانسكاب والإغراق، قد أحاطت بكرة الأرض، فهما تُسيَّران معا في منتهى السرعة وتجريان في سنة واحدة ضمن دائرة مقدارها خمس وعشرون ألف سنة. وعلى الرغم من كل هذا فهي لا تتفرق أبدا ولا تنسكب مطلقا ولا تستولي على جارتها اليابسة، فلابد من أنها تسكن وتسيّر وتحفظ بأمرِ مَن له القدرة المطلقة، والعظمة المطلقة.
ثم ينظر إلى جوف البحر فيرى -علاوة على لآلئه المشعة التي هي في غاية الجمال والزينة والانتظام- أن إعاشة آلاف الحيوانات المتنوعة وإدارتها وتعيين مواليدها ووفياتها تجري في منتهى الانتظام والإتقان، وأن مجيء أرزاقها ونشوء أقواتها من رمل بسيط ومن ماء أجاج، ميسورٌ وكامل بحيث يثبت بداهة أنه لا يتم إلّا بإدارة القدير ذي الجلال، وإعاشة الرحيم ذي الجمال.
ثم ينظر ذلك المسافر إلى الأنهار فيرى أن فيها من المنافع والمصالح ولها من الخدمات والوظائف وما تنتجه من مصاريف وما ترده من موارد محسوبٌ بحكمة واسعة، وبرحمة عظيمة بحيث تثبت بداهة أن جميع الجداول والترع والينابيع والسيول والأنهار العظيمة تنبع وتجري من خزينة الرحمن ذي الجلال والإكرام. بل إنها تُخزَن وتدّخَر ادخارا خارقا للمألوف، فتصرف وتجري جريا فوق المعتاد، حتى ورد في الحديث الشريف ما معناه: أن أنهارا أربعة تجري من الجنة. ([4]) بمعنى أن جريان هذه الأنهار؛ هو فوق حسابات الأسباب الظاهرة بكثير، لذا فهي لا تجري إلا من خزينةِ جنة معنوية لا ينضب ومن فيضِ منبع غيبي لا ينفد.
فمثلا: هذا نهر النيل الذي حوّل صحراء مصر القاحلة إلى جنة الدنيا، يجري كبحر صغير دون نفاد، وينبع من جبل واقع في الجنوب يدعى «جبل القمر»، فلو جُمّعت صرفياتُه لستة أشهر وجُمّدت، لحصل ما هو أعظم من ذلك الجبل! والحال أن ما خُصّص له من مكان للخزن لا يبلغ سُدس ذلك الجبل. أما وارداته فقليلة ضئيلة، حيث إن شحّة الأمطار وشدة حرارة المنطقة وتعطّش الأرض، كل ذلك مجتمعا لا يفسح مجالا للخزن إلّا للقليل، ولا يسمح للمحافظة على ميزان وارداته وصرفياته؛ لذا قد روي أنه يجري من «جنة» غيبية هي فوق القوانين الأرضية المعتادة. فأفادت تلك الرواية حقيقة لطيفة ذات مغزى عميق جدا.
وهكذا رأى السائح شهادةً واحدة وحقيقة واحدة، من آلاف الشهادات والحقائق التي هي واسعة سعة البحار نفسها، وفهِم أن جميعها تردد معا بالإجماع، وبقوةِ عظمة البحار: «لا إله إلّا هو». وبرز أمامه شهودٌ بعدد مخلوقات البحار على صدق هذه الشهادة.
ولبيان شهادات البحار والأنهار جميعها، أفادت المرتبة الرابعة من المقام الأول ما يأتي:
[لا إله إلا الله الواجب الوجود الذي دل على وجوبِ وجوده في وحدته: جميعُ البحار، والأنهار، بجميع ما فيها، بشهادة عظمةِ إحاطةِ حقيقة: التسخير والمحافظة والإدارة الواسعة المنتظمة بالمشاهدة].
ثم تدعو الجبالُ والصحارى ذلك المسافرَ المستغرِق في السياحة الفكرية قائلةً: «ألا تقرأ صحيفتَنا أيضا؟»..
فهو بدوره يحدق النظر، ويرى أن وظائف الجبال الكلية، وفوائدها العامة هي من العظمة والحكمة مما يُحيّر العقول.
فمثلا: بروز الجبال واندفاعها من الأرض بأمرٍ رباني يهدّئ هيجانَ الأرض ويخفف من غضبها وسخطها وحدّتها الناجمة من تقلباتها الباطنية، ويدعها تتنفس مستريحة بفوران تلك الجبال ومن خلال منافذها، فتتخلص بذلك من الزلازل المهلكة والتصدّعات المدمّرة، فلا تعود تسلب راحة الآمنين من سكنتها.
وكما يُنصَب على السفن الأعمدة والأوتاد حفاظا على توازنها ووقايتها من التزعزع والغرق، كذلك الجبال هي أوتادٌ ذات خزائن لسفينة الأرض، تقيها من الزلزال وتُثبتها وتحفظ توازنها. وقد بيَّن القرآن الكريم هذا المعنى في آيات كثيرة منها: ﴿ وَالْجِبَالَ اَوْتَادًا ﴾ (النبأ:٧) ﴿ وَاَلْقَيْنَا ف۪يهَا رَوَاسِيَ ﴾ (الحجر:١٩) ﴿ وَالْجِبَالَ اَرْسٰيهَا ﴾ (النازعات:٣٢).
ومثلا: إن ما في جوف الجبال من أنواع الينابيع والمياه والمعادن والمواد والأدوية التي يحتاج إلى كل منها ذوو الحياة، قد أُدُّخرت بحكمة، وأُحضرت بكرم، وخُزِنت بتدبير، بحيث تثبت بداهة أن هذه الجبال هي خزائنُ ومستودعاتُ ادّخارٍ تحت أمر القدير الذي لا نهاية لقدرته، والحكيمِ الذي لا نهاية لحكمته.
فيدرك السائح هذا، ويقيس على هاتين الجوهرتين ما يليهما من وظائفِ الجبال والصحارى وحِكَمهما -التي هي بضخامة الجبال وسعة الصحارى- فيرى أن الجبال والصحارى تشهدان وتوحِّدان بـ «لا إله إلّا هو» بلسان جميع حِكَمهما وبلغة جميع وظائفهما وبخاصة ادخارهما للاحتياطي من المواد، وأن تلك الشهادة والتوحيد هما من القوة والرسوخ ما للشُمّ العوالي، وهما من الشمول والسعة ما للقفار والصحارى، فيردد اللسان بخشوعٍ: آمنت بالله.
وهكذا ذكر في المرتبة الخامسة من المقام الأول لبيان هذا المعنى ما يأتي:
[لا إله إلاّ الله الواجـب الوجـود الذي دلّ على وجـوب وجوده: جميعُ الجبال والصحارى، بجميع ما فيها وما عليها، بشهادةِ عظمةِ إحاطةِ حقيقةِ: الادخار، والإدارة، ونشر البذور، والمحافظة، والتدبير الاحتياطية الربانية الواسعة العامة المنتظمة المكمَّلة بالمشاهدة].
وبينما كان ذلك المسافر يجول بفكره في الجبال والصحارى، انفتح أمام فكره باب عالم «الأشجار والنباتات» يدعوه قائلا: «هلمَّ إلينا وجُلْ في رياضنا واقرأ سطورنا»..
فدخل ورأى أن الأشجار والنباتات قد عَقدت مجلسا فخما رائعا للتهليل والتوحيد، وشكَّلت حلقة مهيبة للذكر والشكر. ففهم من ألسنة أحوالِها كأنها تلهج معا، وتردد بالإجماع: «لا إله إلّا هو» لما رأى من ثلاث حقائق كبرى كليّة تدل على أن جميع الأشجار المثمرة وجميع النباتات المزهرة تؤدي شهادتها مسبّحة وتقول معا بالألسنة الفصيحة لأوراقها الموزونة، وبالكلام الجزيل لأزهارها الجميلة، وبالكلمات البليغة لأثمارها المنتظمة «لا إله إلّا هو»:
أولاها: حقيقةُ الإنعام والإكرام المقصودَين، والإحسان والامتنان الإراديين. التي يحس معناها إحساسا ظاهرا في كل نبات وشجر. مثلما هي حقيقة واضحة وضوح ضوء الشمس في الكل.
ثانيتها: حقيقةُ التمييز والتفريق المقصودَين بحكمة، والتزيينِ والتصوير الإراديين برحمة، وهي واضحة وضوح النهار -حقيقةً ومعنىً- فالتمييز بين تلك الأنواع والأفراد غيرِ المحدودة غرضٌ مقصود، والاختلافُ والتباين بينها حكمة مطلوبة، ولمسات التجميل والتحسين رحمة مرادة، وهذه الحقيقة واضحة وضوحا لا يدع مجالا قط لنسبتها إلى المصادفة، مما يُظهر عيانا أنها آثارُ الصانع الحكيم ونقوشه البديعة.
ثالثتها: حقيقةُ فتح صور المصنوعات غير المحدودة، بمئات الآلاف من الأنماط المختلفة والأشكال المتنوعة فتحا من حبوب معدودة متشابهة، ومن نوى محدودة متماثلة، واستنباتها في غاية الانتظام والميزان وبمنتهى الزينة والجمال، رغم أنها بسيطة جامدة ومختلطة بعضها ببعض. ففتح صور كل فرد من أفراد تلك الأنواع المتباينة -التي تربو على مائتي ألف نوع- كلٌ على انفرادٍ بانتظام كامل وبموازنة تامة وبحيوية وحكمة وبدون خطأ، لهو حقيقة ساطعة جلية أسطع من الشمس.
ففهمَ السائح أنَّ هناك شهودا ودلائلَ إثباتٍ على تلك الحقيقة بعدد أزهار الربيع، وبعدد أثماره وبعدد أوراقه وموجوداته، فعبّر عمّا جاش في قلبه من معان كريمة فقال: «الحمد لله على نعمة الإيمان».
ولبيان هذه الحقائق والشهادات ذُكر في المرتبة السادسة من المقام الأول الآتي:
[لا إله إلّا الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: إجماعُ جميع أنواع الأشجار والنباتات، المسبحات الناطقات بكلمات أوراقها الموزونات الفصيحات، وأزهارها المزينات الجزيلات، وأثمارها المنتظمات البليغات، بشهادةِ عظمةِ إحاطةِ حقيقةِ الإنعام والإكرام والإحسان بقصـدٍ ورحمةٍ. وحقيقة التمييز والتزيين والتصوير بإرادة وحكمةٍ، مع قطعية دلالةِ حقيقةِ فتحِ جميع صورها الموزونات المزيّنات المتباينة المتنوعة غير المحدودة، من نَويات وحبّات متماثلة متشابهة محصورة معدودة].
وبينما كان السائح الشغوف -الذي ازداد بالسمو ذوقا وشوقا- عائدا من تلك السياحة الفكرية مبتهجا بلذةِ وقوفِه على الحقيقة وعثوره على جنات الإيمان، راجعا من بستان الربيع، حاملا باقة كبيرة واسعة -من أزهار المعرفة والإيمان- سعةَ الربيع نفسه، إذا بباب عالم الطيور والحيوانات ينفتح إزاء عقله التوّاق للحقيقة وفكره المشتاق للمعرفة،
تدعوه تلك الطيورُ والحيوانات بمئات الألوف من الأصوات المتباينة والألسنة المختلفة، للدخول إلى ذلك العالم الفسيح، وترحب بمقدمه إلى عالمها.. فدخله ورأى أن جميع الطيور وجميع الحيوانات بأنواعها وطوائفها وأممها كافة تذكر متفقة: «لا إله إلا هو» بلسان حالها ومقالها، حتى لكأنَّ سطحَ الأرض مجلس ذكر مهيب، ومجمعُ تهليل عظيم.. ورأى أن كلا منها بحد ذاته بمثابة قصيدةٍ ربانية تترنم بآلاء الربوبية، وكلمةٍ سبحانية ناطقة بالتقديس لبارئها، وحرفٍ رحماني ذي مغزى ينم عن الرحمة الإلهية؛ فالجميعُ يُثنون على خالقهم ويصفونه بالحمد والثناء، وكأن حواسَّ تلك الطيور والحيوانات ومشاعرها وأعضاءها وآلاتها وأجهزتها وقواها، كلماتٌ موزونة منظومة، وكلام فصيح بليغ.. فشاهدَ السائح في ذلك ثلاثَ حقائقَ عظيمةً محيطة تدل دلالة صادقة على أن تلك الطيور والحيوانات تؤدي شكرَها تجاه خلّاقها ورزاقها بتلك الكلمات، وتشهد على وحدانيته سبحانه بذلك الكلام:
أولاها: حقيقةُ الإيجاد والصنع والإبداع، أي حقيقة الإحياء ومنح الروح، التي لا يمكن نسبتها مطلقا إلى المصادفة العشواء والقوة العمياء والطبيعة الصماء؛ إذ هي إيجادٌ مِن عدم يقع بحكمة، وإبداعٌ مقرون بإتقان، وخلقٌ مصحوب بإرادة، وإنشاءٌ مبنيٌّ على علم. وهي تُظهر بجلاء تجليَ «العلم والحكمة والإرادة» بعشرين وجها، وهي برهان باهر على وجوب وجود «الحي القيوم» وشاهدُ حق على صفاته السبعة الجليلة وآيةُ صدق على وحدانيته جل وعلا. أي إن حقيقة الإحياء تدفع إلى الوجود شهودَ إثبات بعدد ذوي الأرواح كلها.
ثانيتها: حقيقةُ التمييز والتزيين والتصوير التي تتضح من خلال تلك المصنوعات غيرِ المحدودة التي يختلف بعضُها عن بعض بعلامات فارقة متميزة في الوجوه، وبأشكال مزيّنة جميلة متباينة، وبمقادير موزونة دقيقة مختلفة، وبصور منتظمة منسّقة. فهي حقيقةٌ قوية عظمى بحيث لا يمكن أن يمتلك هذا الفعلَ المحيط الذي يُبرِز -عيانا- ألفا من الحِكَم والخوارق سوى القادرِ على كل شيء والعالمِ بكل شيء، وليس هناك إمكان أو احتمال آخر قط.
ثالثتها: حقيقةُ فتح صور تلك الحيوانات غير المحدودة بمئات الآلاف من الأشكال والأنماط، من بيوض وبويضات متماثلة معدودة، ومن قطرات محدودة، متشابهة أو مختلفة بفارق طفيف.. ففتحُ تلك الصور -التي هي بحد ذاتها معجزةُ الحكمة- بانتظام كامل وموازنةٍ تامة دونما خطأ ولا زيادة أو نقصان، إنما هو حقيقةٌ ساطعة باهرة تستقى نورها من دلائلَ وأسانيد بعدد الحيوانات جميعها.
وهكذا شاهَد السائحُ عالَم الطيور والحيوانات وتَلقَّى درسا كاملا من دلالة هذه «الحقائق الثلاث» المتفقة، دلالةً واضحة على أن جميع أنواع الحيوانات تشهد قائلة معا: «لا إله إلا هو»، حتى غدت الأرض كأنها إنسان ضخم جدا، تذكر «لا إله إلا هو» بنسبة كبرها وضخامتها فتملأ -من شدتها وقوتها- قبةَ السماء حتى يسمعها أهلُ السماوات.
وقد ذُكر في المرتبة السابعة من المقام الأول لبيان هذه الحقائق ما يأتي:
[لا إله إلّا الله الواجبُ الوجود الذي دل على وجوب وجوده في وحدته اتفاقُ جميع أنواع الحيوانات والطيور الحامدات الشاهدات بكلمات حَواسِّها وقواها وحسياتها ولطائفها الموزونات المنتظمات الفصيحات، وبكلمات أجهزتها وجوارحها وأعضائها وآلاتها المكملة البليغات، بشهادة عظمةِ إحاطةِ حقيقةِ الإيجاد والصنع والإبداع بالإرادة، وحقيقةِ التمييز والتزيين بالقصد، وحقيقة التقدير والتصوير بالحكمة، مع قطعيةِ دلالةِ حقيقةِ فتحِ جميع صورها المنتظمة المتخالفة المتنوعة غير المحصورة من بيضاتٍ وقطراتٍ متماثلة متشابهة محصورة محدودة].
ثم أراد هذا السائح المتأمل أن يدخل عالَم الإنسان ودنيا البشر كي يمضي صعدا في مراتبَ غيرِ محدودة للمعرفة الإلهية، ويرقى درجةً أعلى في أذواقها، ومنـزلةً أسمى في أنوارها غير المتناهية. وعندها دعته إلى الدخول صفوةُ البشر أولا وهم «الأنبياء عليهم السلام»،
فدخل ومضى يسبر غور الأزمان قبل كل شيء فرأى أن جميع «الأنبياء عليهم السلام» -وهم خيرةُ نوع البشر وأكملُهم قاطبة- يَذكرون بلسان واحد ويرددون معا بالإجماع: «لا إله إلّا هو»، وهم جميعا يدعون إلى التوحيد الخالص بقوةِ ما لا يحد من معجزاتهم الباهرة المصدِّقة لهم ولدعواهم، ورأى أنهم جميعا يدْعون البشرية إلى الإيمان بالله لإخراجها من مرتبة الحيوانية ورفعِها إلى درجة المَلَك؛
لذا فقد جثا السائح على ركبتيه بأدب جمّ وتوقير عظيم في أروقة تلك المدرسة النورانية، ورأى أن بين يدَي كل من أولئك الأئمة الهداة الأعلام للبشرية معجزاتٍ وخوارقَ هي علائمُ تصديقٍ لهم من لدن رب العالمين سبحانه.. وأنه قد تكونت طائفة عظيمة وأمة غفيرة مصدِّقة من البشر دخلت حظيرة الإيمان بتبليغِ كلٍ منهم.. لذا تمكّن السائح من قياس مدى قوة التوحيد ورصانته، تلك الحقيقة التي اتفق عليها أولئك الصادقون الذين يربون على مائة ألف.. وفَهِم كذلك مدى الخطأ الجسيم والجناية الكبرى التي يرتكبها أهلُ الضلالة المنكرون لتلك الحقيقة الراسخة التي تملك هذه القوةَ والتي صدّقها وأيّدها هذا العددُ من المخبِرين الصادقين وأثبتوها بمعجزاتهم التي لا تُحد.. وأدرك كذلك مدى ما يستحقونه من عذاب أليم خالد.. وعرف أيضا مدى صوابِ وأحقية الذين صدقوهم وآمنوا بهم فدخلوا حظيرة الإيمان. فبدت أمامه بذلك مرتبةٌ عظمى هائلة لقدسية الإيمان وسمو التوحيد.
نعم، إن المعجزات التي لا حصر لها تصديقٌ فعلي من لدن الحق سبحانه وتعالى للأنبياء عليهم السلام. و الصفعات السماوية التي نزلت بالمنكِرين المعارضين لهم أظهرت أحقيتَهم وتأييد الله لهم. وكمالاتهم الشخصية وإرشاداتهم السديدة دالةٌ على أنهم على حق أبلج. وقوة إيمانهم وغاية جديتهم ونهاية تجردهم تشهد كلها على صدقهم وصواب دعوتهم، وما في أيديهم من الكتب والصحف المقدسة، وتلاميذهم غير المحدودين الذين بلغوا الحقيقة وارتقوا إلى الكمال واهتدوا إلى النور باتباعهم لهم، يشهد كلها على أحقية سبيلهم وصواب طريقهم. وعلاوة على كل هذا فإن إجماع أولئك المبلِّغين الصادقين في المسائل المثبَتة لهو حجة قاطعة على صدق الإيمان وقوةٌ عظيمة تعزز حقيقته، بحيث لا تستطيع قطعا أيةُ قوة في العالم أن تصارعها. فهي حقيقة دامغة تنحسر أمامَها كلُ شبهة أو ريب.
فعلِم السائح حكمةَ كون تصديق الرسل كافةً ركنا من أركان الإيمان، وكيف أنه ينبوع دفاق ومصدرُ قوة عظيمة لإيمانه، فسرعان ما انكب يغترف من هذا الينبوع الثر.
وقد ذُكر في المرتبة الثامنة من المقام الأول ما يفيد معنى الدرس المذكور لهذا السائح:
[لا إله إلّا الله الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته إجماعُ جميع الأنبياء بـقوة معجزاتهم الباهرة المُصّدِّقّةِ المُصَدَّقَة].
وحينما كان السائح الطالب الذي تذوّق مذاقات سامية من قوة الإيمان وتنسّم أنسام الحياة صافية خالصة، يرجع من مجلس «الأنبياء عليهم السلام»، دعاه أولئك الذين أثبتوا دعاوى الأنبياء بعلم اليقين وأقاموا الحجج الدامغة على صدقها من العلماء المحققين والمجتهدين المتبحرين الذين يُطلَق عليهم جميعا: «الأصفياء والصديقون»..
دعاه أولئك إلى مدارسهم فدخل ورأى مجمعا حافلا يضم ألوفا من العباقرة الأفذاذ، ومئاتِ الألوف من المدققين من أهل العلم والتحقيق وهم يقيمون الدلائلَ وينصبون البراهين ويثبتون -بتدقيقاتهم العميقة التي لا تدع أدنى شبهة- المسائلَ الإيمانية المثبتة، وفي مقدمتها وجوبُ وجود الخالق سبحانه ووحدانيته.
نعم، إن اتفاق أولئك العلماء الفطاحل -مع تفاوت استعداداتهم وتباين مواهبهم الفطرية واختلاف مسالكهم- على أصول الإيمان وأركانه، مستندا كلٌ منهم على قوة براهينه ويقينها، لهو حجة قاطعة لا يمكن لأحدٍ معارضتُها أو دحضها أو المماراة فيها، إلّا إذا كان يملك ذكاءً أحدَّ وأرقى من ذكاءِ أولئك الفحول، وكان برهانُه أقوى من براهين الجميع وحجتُه أبلغ من حجتهم جميعا! وهذا محال. لذا لا يمكن مجابهتها إلّا بالجهل والتجاهل والإنكار فيما لا يمكن إثباته من المسائل المنفية، أو بالعناد وإغماض العين إزاء ذلك النور. والحال أن من يغمض عينيه فقد جعل نهاره ليلا.
ففهم السائح أن الأنوار التي نشرها هؤلاء الأساتذة المتبحرون لهذه المدرسة السامية الشاسعة قد أضاءت نصف الكرة الأرضية خلال ألف من السنين. ووجد من هذا قوةً معنوية هائلة تنصبّ في كيانه، وتملأ جوانحه بحيث لو اجتمع أهلُ الإنكار وأربابُ العناد جميعا لن يقدروا على زعزعتها ولو قيدَ شَعرةٍ.
وهكذا ذُكرت إشارة مختصرة في المرتبة التاسعة من المقام الأول لما اقتبسه السائح في هذه المدرسة من دروس وعبر كما يأتي:
[لا إله إلّا الله الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته اتفاقُ جميع الأصفياء بقوة براهينهم الزاهرة المحققة المتفقة].
وحينما كان يؤوب ذلك المسافر المتأمل من مدرسة العلماء ألحف عليه شوق ملح إلى زيادة الإيمان وانكشافه واستولت عليه رغبةٌ عنيفة إلى رؤية الأنوار والأذواق التي هي في طريق الارتقاء من درجة علم اليقين إلى مرتبة عين اليقين. فدعاه ألوفُ وملايينُ «الأولياء الصالحين» المرشدين السامين الذين سعوا إلى الحقيقة وبلَغوا الحق ووصلوا مرتبة عين اليقين بسموّهم وعروجهم تحت ظل المعراج الأحمدي وعلى أثر الرسول ﷺ في الجادة المحمدية الكبرى.
دعاه هؤلاء إلى محلِ ذكرٍ عظيم بهيج، ومقامِ إرشاد قويم كريم، يشع فيضا ونورا يملأ الأرجاء كلها ويتدفق نابعا من تلاحقِ ما لا يحد من تكاياهم وزواياهم ومرابطهم. فدخل ورأى أن أهل الكشف والكرامات هؤلاء يرددون بالاتفاق والإجماع: «لا إله إلّا هو» معلنين به وجوبَ وجود الرب سبحانه وتعالى ووحدانيتَه، مستندين إلى كشفياتهم وكراماتهم ومشاهداتهم.
نعم، كما يُستَدل على الشمس بألوان ضيائها السبعة؛ فإن حقيقة التوحيد كذلك يصدقها هؤلاء الأفذاذ العارفون والجهابذة المنورون بالإجماع والاتفاق، وهم يمثلون أهلَ الطرق المتنوعة الصادقة وأصحابَ المسالك المختلفة الصائبة وذوي المشارب العديدة الحقة الذين اصطبغوا بسبعين لونا، بل بعدد أسماء الله الحسنى، من الألوان المنوّرة المتباينة والأنوار الملونة المختلفة المتجلية على القلوب والآفاق من نور الأبد والأزل. وقد شاهد السائحُ تجليَ تلك الحقيقة الباهرة؛ بعين اليقين. لذا رأى أن حقيقةً يُجمِع عليها «الأنبياء عليهم السلام»، ويتفق على صدقها «العلماء الأصفياء»، ويتوافق معها «الأولياء الصالحون» لهي حقيقةٌ أسطعُ من ضوء النهار الدال على الشمس.
وهكذا ذُكرت في المرتبة العاشرة من المقام الأول إشارةٌ مختصرة إلى ما أخذه هذا المسافر من فيض في المرابط الصوفية وزواياهم:
[لا إله إلّا الله الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته إجماعُ الأولياء بكشفياتهم وكراماتهم الظـاهرة المحققة المصدّقة].
ثم إن ذلك السائح أراد بكل لطائفه وقواه أن يزداد رقيّا وسموا في قوة الإيمان وانكشاف معرفته لله، لعلمِه بأن محبةَ الله الناشئةَ من الإيمان بالله، والمتفجّرةَ من معرفته، هي أعظم كمالٍ إنساني وأهمُّه وأوسعه، بل هي منبع جميع الكمالات وأساسها؛ لذا رَفَع رأسَه ناظرا في السماوات وخاطب عقلَه:
ما دامت الحياة هي أغلى شيء في الكون، والموجوداتُ كلها مسخرةً للحياة، وأن أثمن ذوي الحياة هم ذوو الروح، وأرقى ذوي الأرواح هم ذوو الشعور.. وما دامت الكرةُ الأرضية -لأجل هذه المنـزلة الرفيعة- تُخلى في كل عصر وفي كل سنة، وتُملَأ باستمرار، تكثيرا لذوي الحياة. فلابد -ولا محالة- أن تكون لهذه السماوات العُلى المزيّنةِ، سكنتُها وأهلوها المتلائمون معها من ذوي الحياة وذوي الأرواح وذوي المشاعر. حتى نُقلت رواياتٌ متواترة تؤكد رؤية «الملائكة» والتكلمَ معهم منذ القديم، كتمثل جبرائيل عليه السلام في صورة إنسان وظهورِه أمام الصحابة في مجلس الرسـول ﷺ.
فقال السائح: ليتني أصل إلى شرفِ رؤيةِ أهل السماوات، وليتني أقف على ما عندَهم حول حقيقة الإيمان والتوحيد. لأن أهم شهادة في حق خالق الكون هي شهادتهم.. ولم يكد يتم حديثه حتى سمع فجأة كأن هاتفا سماويا يقول:
«ما دمتَ تريد أن تلتقي معنا وتستمعَ إلى درسنا، فاعلم أن المسائل الإيمانية التي أُنزلت بوساطتنا إلى جميع الأنبياء وفي مقدمتهم محمد ﷺ بالقرآن الكريم، قد آمنا بها نحن أوَّلا. واعلمْ كذلك أن جميع الأرواح الطيبة منا والمتمثلة للإنسان قد شهدت كلها بلا استثناء وبالاتفاق على وجوب وجود خالق الكون وعلى وحدانيته وعلى صفاته القدسية. وأن ما أخبرتْ به من أخبار كثيرة يوافق بعضه بعضا ويطابقه مطابقة تامة. فتَوافُق هذه الأخبار غير المحدودة وتطابقُها دليل لك كالشمس». فوعَى السائح ما يقصدونه، وتألق نورُ إيمانه وسطع حتى عرج صاعدا إلى السماوات.
وهكذا ذكرت إشارة قصيرة لما أخذه هذا السائح من درس الملائكة في المرتبة الحادية عشرة من المقام الأول:
[لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دل على وجوب وجوده في وحدته اتفاقُ الملائكة المتمثلين لأنظار الناس، والمتكلمين مع خواص البشر، بأخبارهم المتطابقة المتوافقة].
ثم إن ذلك المسافر المتلهف المشتاق، بالدرس الذي تلقاه من ألسنة طوائفَ معينة ومن أحوالها، في عالم الشهادة والجانب الجسماني والمادي منه، اشتاق إلى القيام بمزيد من السياحة والأسفار والتحري والبحث عن الحقيقة فتقدم إلى مطالعة ما في عالم الغيب وعالم البرزخ أيضا. فانفتح أمامه باب «العقول المستقيمة المنورة والقلوب السليمة النورانية» اللتين لا تخلو منهما طائفة من طوائف البشر، فالعقل والقلب هما بحكم نواة الإنسان ولبّه وبفضلهما استطاع أن يصبح ثمرة الكون، ويملكان من القدرة على الانبساط والاتساع ما يمكنهما أن يطويا العالم كله رغم صغرهما.
فرأى السائح أن القلوب والعقول برازخ إنسانية بين عالمي الغيب والشهادة، فالعلاقات والعلامات بين ذينك العالَمين -بالنسبة للإنسان- تجري في تلك النقاط؛ لذا خاطب عقلَه وقلبه معا قائلا: «أقبلا، فإن أقصر الطرق الموصلة إلى الحقيقة هي من بابـكما، فهيا لنستفد بمطالعتنا العقول والقلوب المتصفة بالإيمان ودراستنا كيفياتهما وألوانهما، فهذا درس لا يؤخذ من الألسنة كما هو الحال في الطرق الأخرى». فباشر يقلب صفحات العقول وينشر صفحات القلوب ممعنا النظرَ مطيلا الفكرَ،
فرأى أن جميع العقول المستقيمة المنوّرة تتفق في العقيدة الراسخة الواضحة في الإيمان والتوحيد، وتتطابق في اليقين الجازم والاقتناع المطمئن، رغم التباين الواسع في استعداداتها والبعد والمخالفة بين مذاهبها. أي إنها استندت وارتبطت بعقيدة لا تتبدل، ودخلت في حقيقة عريقة لا تنفصم؛ لذا فإن إجماع هذه العقول في الإيمان والوجوب والتوحيد إنما هو سلسلة نورانية لا تنقطع، ونافذة واسعة وضّاءة مطلة على الحقيقة.
ورأى كذلك أن جميع القلوب السليمة النورانية تتوافق فيما بينها في كشفياتها ومشاهداتها -التي هي ذات اتفاق واطمئنان وانجذاب- في أركان الإيمان، وتتطابق في التوحيد رغم تباعد مسالكها وتباين مشاربها.
أي إن كل قلب من هذه القلوب النورانية عرش صغير جدا تستوي عليه المعرفةُ الربانية، وهي مرآة جامعة لأنوار التجليات الصمدانية، بما يقابل الحقيقة ويوصل إليها ويتمثل بها. فهي إذن نوافذ مفتوحة تجاه شمس الحقيقة. أي إن مجموع هذه القلوب يشكل معا مرآةً عظمى واسعة كالبحر أمام تلك الشمس.
وأن اتفاق هذه القلوب والعقول وإجماعَها في وجوب وجوده سبحانه، وفي وحدانيته لهو دليل أكمل ومرشد أكبر لا يتحير ولا يحيّر؛
إذ ليس هناك إمكان قط ولا احتمال قطعا -في أية جهة كانت- أن يَخدع وهمٌ لا حقيقة له وفكرٌ لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة وصفةٌ لا أصل لها جميعَ هذه العيون البصيرة النافذة الحادة لهذه الكثرة الكاثرة من ذوي القلوب الصافية والعقول الرزينة، وأنْ يستمر هذا الخداع عبر قرون وبرسوخ تام، أو أن يوقعهم جميعا في شباك التمويه والغفلة. فهل هناك من يجد احتمالا كهذا غير من يحمل عقلا فاسدا عفنا؟ بل حتى السوفسطائيون الحمقى الذين ينكرون الكون يردّونه ولا يرضون به!
هكذا فهم السائح، فقال منسجما مع عقله وقلبه: «آمنت بالله».
وإشارةً إلى المعرفة الإيمانية مما استفاد هذا السائح من العقول المستقيمة والقلوب المنوَّرة ذكر في المرتبة الثالثة عشرة من المقام الأول ما يأتي:
[لا إله إلّا الله الواجب الوجود الذي دل على وجوب وجوده في وحدته إجماعُ العقول المستقيمة المنوّرة، باعتقاداتها المتوافقة وبقناعاتها، ويقيناتها المتطابقة، مع تخالف الاستعدادات والمذاهب، وكذا دل على وجوب وجوده في وحدته اتفاقُ القلوب السليمة النورانية، بكشفياتها المتطابقة وبمشاهداتها المتوافقة، مع تباين المسالك والمشارب].
ثم إن ذلك السائح الذي نظر إلى عالم الغيب من قريب وتجوّل في عالمَي العقل والقلب، أخذ يطرق باب ذلك العالم بهذا النمط من التفكير: «يا ترى ماذا يقول عالَم الغيب؟». إذ مادمنا نرى في عالم الشهادة الجسماني هذا أنَّ المحتجب وراء ستار الغيب سبحانه يعرّف نفسه لنا بهذا القدر الهائل من مصنوعاته المزينة المتقنة، ويسوقنا إلى محبته بهذا القدر الذي لا يحصى من نعمه اللذيذة الطيبة، ويخبرنا عن كمالاته الخفية بهذا القدر الزاخر من آثاره الخارقة البديعة.. نعم، إن الذي يعرّف نفسه ويحببها فعلا وبلسان الحال الذي هو أبيَنُ من الكلام والتكلم؛ لابد أنه سيتكلم قولاً وتكلُّما مثلما يتكلم فعلا وحالا، معرّفا نفسه ومحببا ذاته.
لذا خاطب السائح نفسه قائلا:
«علينا أن نَعرفه سبحانه من مظاهر ألوهيته وربوبيته في عالم الغيب». فغاص قلبُه في الأعماق ورأى بعين عقله أن حقيقة «الوحي الإلهي» مهيمنة كل حين -بظواهر في غاية القوة والوضوح- على أرجاء عالم الغيب كافة. فتأتي الشهادة لوجوده وتوحيده سبحانه من لدن علام الغيوب.
وهي شهادة الوحي والإلهام وهي أقوى بكثير من شهادة الكائنات والمخلوقات؛ إذ لا يَدَع سبحانه تعريف ذاته ولا دلائل وجوده ووحدانيته، محصورا في شهادة مخلوقاته وحدها، بل يتكلم كلاما أزليا يليق بذاته، فلا حدّ ولا نهاية لكلامِ مَن هو حاضر وناظر بقدرته وعلمه في كل مكان. ومثلما يعرّفه معنىً كلامُه، فإن تكلمَه أيضا يعرّفه بصفته.
نعم، إن تواتر مائةِ ألف من «الأنبياء عليهم السلام» واتفاقَهم في جميع إخباراتهم الصادرة من الوحي الإلهي، ودلائل ومعجزات الكتب المقدسة والصحف السماوية التي هي الوحي المشهود وثماره، والتي صدّقتْها الأكثريةُ المطلقة للبشرية واقتدت بها، واهتدت بهديِها..
جعل السائحَ يفهم بداهةً أن الوحي حقيقة ثابتة لا مراء فيها. وفَهِم كذلك أن حقيقة الوحي تفيد خمسَ حقائق قدسية وتؤكدها وتنورها:
أولاها: أنَّ التكلم وفق مفاهيم البشر وبمستوى عقليتهم هو الذي يُطلَق عليه «التنـزلات الإلهية إلى عقول البشر».. نعم، إن الذي أنطق جميعَ ذوي الأرواح من مخلوقاته ويعلَم ما يتكلمونه، تقتضي ربوبيتُه أن يصبّ معاني كلامه الأزلي في كلمات يتيسر للبشر أن يتلوها بين كلامهم.
ثانيتها: أن الذي برأ الوجود معجزةً، وملأه بمعجزاته الباهرة لتُفصح عنه، وجعلها ألسنةً ناطقة بكمالاته، لابد أنه سيعرّف ذاتَه أيضا بكلامه هو.
ثالثتها: أنَّ الذي يقابل فعلا مناجاةَ الناس الحقيقيين وشكرَهم، وهم خلاصة الموجودات وزبدتها وأكثرهم حاجة وأشدهم شوقا وأرقهم لطفا، فإن مقابلة تلك المناجاة والشكر بكلامه سبحانه هي من شأن الخلاقية.
رابعتها: أن صفة المكالمة التي هي ضرورية لازمة وظاهرة مضيئة لصفتَي «العلم» و«الحياة» لابد أنها توجد بصورة محيطة وبسرمدية خالدة عند مَن له علم محيط وحياة سرمدية.
خامستها: أنَّ الذي فطر مخلوقاته على العجز والشوق، والفقر والحاجة، والقلق من العاقبة، ومنحَهم المحبةَ والعبودية حتى أصبحوا يحسون حبا شديدا وشوقا غامرا نحو معرفة مولاهم الحق ومالكِ أمرهم، ويشعرون بحاجتهم الماسة إلى قوة يستندون إليها ويأوون إلى كنفها -وهم يتقلبون في فقر وعجز وتوجس من العقبى- فمن مقتضى ألوهيته أن يُشعرَهم بوجودِه بتكلمه سبحانه.
وهكذا فهِم السائح أن الدلائل التي تدل بالإجماع على وجود واجب الوجود، ووحدانيته سبحانه في الوحي السماوي العام المتضمن لحقائق «التنـزلات الإلهية» و«التعرف الرباني» و«المقابلة الرحمانية» و«المكالمة السبحانية» و«الإشعار الصمداني» هي حجة كبرى، بل هي أقوى من شهادة الشمس على نفسها في رابعة النهار.
ثم نظر إلى حيث «الإلهامات» فرأى أن الإلهامات الصادقة مع أنها تتشابه -من جهة- مع الوحي، من حيث إنها نوع من المكالمة الربانية، إلّا أن هناك فرقين:
أولهما: أن معظم الوحي الذي هو أسمى وأعلى من الإلهام بكثير إنما يتم بوساطة الملائكة، بينما أغلب الإلهام يتم دون وساطة. ولإيضاح ذلك نورد المثال الآتي:
من المعلوم أن هناك شكلين من صور التخاطب وإصدار الأوامر للسلطان:
الأول: باسم الدولة وعظمتها وحاكميتها وسيادتها على الجميع. فيرسل أحد مبعوثيه إلى أحد ولاته، ويجتمع -أحيانا- معه، ومن ثم يبلّغ الأمر، وذلك إظهارا لعظمة تلك الحاكمية وأهمية ذلك الأمر.
الثاني: باسمه الشخصي، وليس باسم السلطنة ولا بعنوان السلطان، فيتكلم كلاما خاصا، بهاتفه الخاص، في أمر خاص، وفي معاملة جزئية، مع خادمه الخاص أو مع أحد رعيته من العوام.
وكذلك كلام سلطان الأزل سبحانه وتعالى؛ فله كلام بالوحي والإلهام الشامل -الذي يقوم بوظائفِ الوحي- يتكلم باسم رب العالمين، وبعنوان خالق الكون. وله أيضا طراز آخر من الكلام، وبشكل خاص، ومن وراء حُجب وأستار، مع كل فرد، ومع كل ذي حياة، حسب قابلياتهم، وذلك لكونه ربَّهم وخالقَهم.
الفرق الثاني: أنَّ الوحي صاف، ودون ظل، خاص للخواص. أما الإلهام ففيه ظل واختلاط ألوان. وهو عام وله أشكال متنوعة ومتفاوتة جدا؛ كإلهامات الملائكة وإلهامات الإنسان وإلهامات الحيوانات. وهي بأنواعها المختلفة وأشكالها المتباينة جدا تبين مدى سعة الكلمات الربانية وكثرتها التي تزيد على عدد قطرات البحار..
ففهمَ السائحُ من هذا وجها من تفسير الآية الكريمة:
﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبّ۪ي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ اَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبّ۪ي ﴾ (الكهف:١٠٩)
ثم نظر إلى ماهية الإلهام يستبطن سرَّه ويتعرف على حكمته وشهادته، فرأى أن ماهيته وحكمته ونتيجته تتركب من أربعة أنوار:
النور الأول: أنه مثلما يتودد الله سبحانه إلى مخلوقاته عن طريق أفعاله فيهم، الذي يُعرف «بالتودد الإلهي»، فإن من مقتضيات الودودية والرحمانية (أي كونه ودودا ورحمان) أن يتحبب إليهم ويتودد قولا وحضورا وصحبة أيضا.
النور الثاني: أنه مثلما يستجيب سبحانه لدعاء عباده بأفعاله، فإن من شأن الرحيمية إجابته لهم قولا أيضا من وراء الحجب.
النور الثالث: أنه مثلما يُمِدّ سبحانه بالأفعال استمدادَ مخلوقاته المصابين بالبلايا العسيرة والنوائب الشديدة واستغاثتَهم وتضرعهم، فإن من لازم الربوبية أن يؤنسهم ويبدّد وحشتهم، فيمدّهم بأقوالٍ إلهامية هي في حكم نوع من كلامه.
النور الرابع: أنه مثلما يُشعر سبحانه فعلا بوجوده وحضوره وحمايته لأرباب الشعور من خلقه -الذين هم في عجز وضعف شديدين، وفي فقر واضطرار كبيرين، وفي أشد الحاجة والشوق لمعرفة مالكهم وحاميهم ومدبّرهم وحفيظهم- فإنه من مقتضى رأفة الألوهية ورحمة الربانية، وضرورة لازمة لهما، أن يُشعر كذلك بحضوره ومعيّته ووجوده، لمخلوقٍ معين، بوجه خاص، حسب قابليته، بوساطة قسم من الإلهامات الصادقة، قولا إلى هاتف قلبه، مما يعدّ في حكم نوع من المكالمة الربانية.
ثم نظر إلى شهادة الإلهام فرأى أنه لو كانت للشمس حياة وشعور -فرضا- وكانت الألوان السبعة التي في ضيائها -فرضا- سبعَ صفات لها، لكان لها إذن نمطٌ من التكلم بأشعتها وتجلياتها التي في ضيائها. ففي هذه الحالة: فإن وجود صورتِها وانعكاسها في الأشياء الشفافة؛ أي تكلمها مع كل مرآة عاكسة، ومع كل شيء لماع، ومع قِطع الزجاج وحباب البحر وقطراته، حتى مع الذرات الشفافة حسب قابلية كل منها.. واستجابتها لحاجات كل منها.. كل ذلك سيكون شاهدَ صدقٍ على وجود الشمس، وعلى عدم ممانعة فعل عن فعل ولا مزاحمة كلام من كلامها لآخر..
فمثلما يشاهَد هذا بوضوح، كذلك الأمر في مكالمة سلطان الأزل والأبد ذي الجلال، وخالق جميع الموجودات ذي الجمال، النور الأزلي، هي مكالمةٌ كليّة ومحيطة، كعلمِه سبحانه وقدرته. لذا يُدرك بداهة تجلّيها الواسع حسب قابلية كل شيء، من دون أن يزاحِم سؤالٌ سؤالا، ولا يمنعَ فعل فعلا، ولا يختلطَ خطاب بخطاب.
فعلم السائح بعلم يقيني أقربَ ما يكون إلى عين اليقين أن جميع تلك التجليات والمكالمات والإلهامات كل منها وبمجموعها تدل وتشهد بالاتفاق على وجوب ذلك المنوِّر الأزلي سبحانه وعلى حضوره سبحانه وعلى وحدته وعلى أحديته.
وهكذا ذُكرت إشارة مختصرة إلى ما تلقاه هذا السائح المتلهف من درس المعرفة من عالم الغيب في المرتبة الرابعة عشرة والخامسة عشرة من المقام الأول:
[لا إله إلّا الله الواجب الوجود الواحد الأحد الذي دلّ على وجوب وجوده فـي وحدته إجماعُ جميع الوحيات الحقة المتضمنة للتنـزلات الإلهية، وللمكالمات السـبحانية، وللتعرفات الربانية، وللمقابلات الرحمانية، عند مناجاة عباده، وللإشعارات الصمدانية لوجوده لمخلوقاته.. وكذا دلّ علـى وجوب وجوده في وحدته اتفاقُ الإلهامات الصادقة المتضمنة للتوددات الإلهية، وللإجابات الرحمانية لدعوات مخلوقاته، وللإمدادات الربانية لاسـتغاثات عباده، وللإحساسات السبحانية لوجوده لمصنوعاته].
ثم خاطب ذلك السائحُ في الدنيا عقلَه قائلاً: ما دمتُ أبحث عن مالكي وخالقي باستنطاق موجودات الكون هذا. فمن الأولى لي أن أزور مَن هو أكملُ إنسان في الوجود، وأعظمُ من يقود إلى الخير -حتى بتصديق أعدائه- وأعلاهم صيتاً وأصدقُهم حديثاً وأسماهم منـزلةً وأنورُهم عقلا، ألا وهو محمد ﷺ الذي أضاء بفضائله وبقرآنه أربعةَ عشر قرناً من الزمان.. ولأجل أن أحظى بزيارته الكريمة وأستفسرُ منه عما أبحثُ عنه، ينبغي أن نذهب معاً إلى خير القرون إلى عصر السعادة.. عصر النبوة...
فدخل بعَقله إلى ذلك العصر فرأى أن ذلك العصر قد صار به ﷺ عصرَ سعادةٍ للبشرية حقاً. لأنه ﷺ قد حوّل في زمن يسير بالنور الذي أتى به قوماً غارقين في أشدِّ أمّية، وأعرقِ بداوةٍ حوّلَهم إلى أساتذةِ العالَم وسادتِه.
وكذا خاطب عقلَه قائلاً: «علينا قبل كل شيء أن نعرف شيئاً عن عظمة هذه الذات المعجزة، وذلك من أحقّية أحاديثِه، وصِدق أخباره. ثم نستفسر منه عن خالقنا سبحانه».. فباشر بالبحث. فوجَد على صِدق نبوته من الأدلة القاطعة الثابتة ما لا يُعد ولا يحصى، ولكنه خلُص إلى تسع منها:
أولها: هو اتّصافُه ﷺ بجميع السجايا الفاضلة والخصال الحميدة، حتى شهد بذلك غرماؤه.. وظهورُ مئات المعجزات منه؛ كانشقاق القمر الذي انشقّ إلى نصفين بإشارة من إصبعه كما نصَّ عليه القرآن: ﴿ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ﴾ (القمر:١).. وانهزامُ جيش الأعداء بما دخل أعيُنَهم جميعاً من التراب القليل الذي رماه عليهم بقبضته، كما نصت عليه الآية الكريمة: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ اِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ رَمٰى ﴾ (الأنفال:١٧).. وارتواءُ أصحابه من الماء النابع كالكوثر من بين أصابعه الخمسة المباركة عندما اشتدّ بهم العطشُ.. وغيرُها من مئات المعجزات التي ظهرت بين يديه، والمنقولة إلينا نقلاً صحيحاً قاطعاً أو متواتراً، فاستطلَعها السائحُ إلى «المكتوب التاسع عشر» أي رسالة «المعجزات الأحمدية» تلك الرسالة الخارقة ذات الكرامة المتضمنة لأكثر من ثلاثمائة معجزة من معجزاته ﷺ بدلائلها القاطعة وأسانيدها الموثوقة.
ثم حدّث نفسَه قائلاً:
«إنَّ مَن كان ذا «أخلاق حسنة» بهذا القدر و«فضائل» إلى هذا الحد، و«معجزات» باهرة بهذه الكثرة، فلا جرم أنه صاحبُ أصدق حديث ومن ثم لا يمكن أبداً -وحاشاه- أن يتنازل إلى الحيلة والكذب والتَمويه التي هي دأب الفاسدين».
ثانيها: كونُ القرآن الذي بيده ﷺ معجِزاً من سبعة أوجه، ذلك الأمر الصادر من مالك الكون الذي يسلّم به ويصدّقُه أكثرُ من ثلاثمائة مليونٍ من البشر في كل عصر. ولما كانت «الكلمة الخامسة والعشرون» أي رسالة «المعجزات القرآنية» وهي شمس «رسائل النور» قد أثبتت بدلائل قوية أنَّ هذا القرآن الكريم معجِزٌ من أربعين وجهاً، وأنه كلام رب العالمين، لذا أحال السائحُ ذلك إلى تلك الرسالة المشهورة لبيانها المفصل للإعجاز. ثم قال:
إنَّ الأمين على كلام الله، والمترجِم الفعلي له، والمبلِّغ لهذا النبأ العظيم إلى الناس كافة، وهو الحق بعينه والحقيقة بذاتِها، لا يمكن أنْ يصدر منه كذبٌ قط، ولن يكون موضعَ شبهة أبداً.
ثالثها: إنه ﷺ قد بعث بشريعةٍ مطهَّرة، وبدِينٍ فطري، وبعبودية خالصة، وبدعاء خاشع، وبدعوة شاملة، وبإيمان راسخ، لا مثيلَ لِمَا بُعثَ به ولن يكون، -وما وُجِد- أكملُ منه ولن يوجد.
لأن «الشريعة» التي تجلّت من أمّيّ ﷺ وأدارت خمسَ البشرية على اختلافها منذ أربعة عشر قرناً إدارةً قائمة على الحق والعدل بقوانينها الدقيقة الغزيرة، لا تَقبل مثيلاً أبداً.
وكذا «الإسلام» الذي صدر من أفعالِ مَن هو أمّيّ ﷺ ومن أقواله ومن أحواله، هو رائدُ ومصدرُ ثلاثِمائة مليون من البشر ومرجِعُهم في كل عصر، ومعلِّمٌ لعقولهم ومرشدٌ لها، ومنوِّرٌ لقلوبهم ومهذِّبٌ لها، ومربٍّ لنفوسهم ومزكٍّ لها، ومَدارٌ لانكشاف أرواحهم ومعدِنٌ لسموها، لم يأت ولن يأتيَ له مثيل.
وكذا تفوُّقُه ﷺ في جميع أنواع «العبادات» التي يتضمنها دينُه، وتقواه العظيمة أكثر من أي أحدٍ كان، وخشيتُه الشديدة من الله ومجاهدتُه المتواصلة ورعايتُه الفائقة لأدقّ أسرار العبودية حتى في أشدّ الأحوال والظروف، وقيامُه ﷺ بتلك العبودية الخالصة، دون أن يقلّد أحداً وبكل معانيها مبتدئاً، وبأكملَ صورة، موحِّداً الابتداء والانتهاء، لا شك لم يُرَ ولن يُرَى له مثيل.
وكذا فإنه يصف، «بالجوشن الكبير» -الذي هو واحدٌ من آلاف أدعيته ومناجاته- يصف ربَّه بمعرفةٍ ربانية سامية لم يبلُغ العارفون والأولياء جميعاً تلك المرتبة من المعرفة، ولا درجةِ ذلك الوصف منذ القِدَم مع تلاحق الأفكار.. مما يُظهِر أنه لا مثيلَ له في «الدعاء». ومن ينظر إلى الإيضاح المختصر لفقرة واحدة من بين تسع وتسعين فقرة للجوشن الكبير -وذلك في مستهل رسالة «المناجاة»- لا يسَعُه إلّا القول أنه لا مثيل لهذا الدعاء الرائع (الجوشن) الذي يمثّل قمة المعرفة الربانية.
وكذا فإن إظهاره في «تبليغ الرسالة» وفي دعوته الناسَ إلى الحق من الصلابة والثبات والشجاعة ما لا يقاربُها أحدٌ، فلم يُداخله -ولو بمقدار ذرة- أيُّ أثرٍ للتردد ولا ساوَرَه القلقُ قط، ولم ينَل الخوفُ منه شيئاً، رغم معاداة الدول الكبرى والأديان العظمى له -وحتى قومه وقبيلته وعمه ناصَبوه العداء الشديد- فتحدّى وحده الدنيا بأسرها، ونصره الله وأعزّه فكلل هامة الدنيا بتاج الإسلام، فمَن مِثلُ محمد ﷺ في تبليغ رسالات الله؟..
وكذا حملُه «إيماناً قوياً راسخاً، ويقيناً جازماً خارقاً، وانكشافاً للفطرة معجِزاً، واعتقاداً سامياً ملأ العالَم نوراً « فلم تتمكن أن تؤثر فيه جميعُ الأفكار والعقائد وحكمةُ الحكماء وعلومُ الرؤساء الروحانيين السائدة في ذلك العصر، ولو بشبهةٍ، أو بتردد، أو بضعف، أو بوسوسة. نعم، لم تتمكن أن تؤثرَ لا في يقينه، ولا في اعتقاده ولا في اعتماده على الله، ولا في اطمئنانه إليه، مع معارضتِها له ومخالفتِه إياه، وإنكارِها عليه. زد على هذا استلهامَ جميعِ الذين ترقّوا في المعنويات والمراتب الإيمانية من أهل الولاية والصلاح، وفي مقدّمتهم الصحابة الكرام، واستفاضتهم دوماً من مرتبته الإيمانية، ورؤيتهم له أنه في أسمى الدرجات والمراتب. كل ذلك يُظهر -بداهة- أن إيمانَه ﷺ لا مثيل له أيضاً.
ففهم السائحُ، وصدّق عقلَه أن منَ كان صاحبَ هذه الشريعة السمحاء التي لا مثيل لها، والإسلامِ الحنيف الذي لا شبيه له، والعبوديةِ الخالصة التي لا نظير لها، والدعاءِ البديع الرائع، والدعوى الكونية الشاملة، والإيمانِ المعجِز، لن يكونَ عنده كذبٌ قط، ولن يكون خادعاً أبداً.
الدليل الرابع: إجماعُ الأنبياء عليهم السلام واتفاقُهم على الحقائق الإيمانية نفسِها هو دليلٌ قاطع على وجود الله سبحانه وعلى وحدانيته، وهو شهادةٌ صادقة أيضاً على صدقِ هذا النبي ﷺ وعلى رسالته، ذلك لأن كلَّ ما يدلّ على صدق نبوة أولئك الأنبياء عليهم السلام، وكلَّ ما هو مدارٌ لنبوتهم من الصفات القدسية، والمعجزاتِ، والمهامِّ التي اضطلعوا بها يوجد مثلُها وبأكملَ منها فيه ﷺ، كما هو مصدَّق تاريخاً.
فأولئك الأنبياء عليهم السلام قد أخبروا بلسان المقال -أي بالتوراة والإنجيل والزبور والصحف التي بين أيديهم- بمجيء هذه الذات المباركة وبشّروا الناس بقدومه ﷺ (حتى إن أكثر من عشرين إشارة واضحة ظاهرة من الإشارات المبشِّرة لتلك الكتب المقدسة قد بُيّنت بياناً جلياً وأُثبتت في رسالة المعجزات الأحمدية) فكما أنهم قد بشّروا بمجيئه ﷺ فإنهم يصدّقونه ﷺ بلسان حالهم -أي بنبوتهم وبمعجزاتهم- ويختمون بالتأييد على صدق دعوتِه إذ هو السابقُ الأكملُ في مهمة النبوة والدعوة إلى الله. فأدرك السائحُ أنهم مثلما يدلّون -أي أولئك الأنبياءُ- بلسان المقال والإجماع على الوحدانية، فإنهم يشهدون -بلسان الحال وبالاتفاق كذلك- على صدق هذا النبي الكريم ﷺ.
الدليل الخامس: إن وصولَ آلاف الأولياء إلى الحق والحقيقة، وما نالوا من الكمالات والكرامات وما فازوا من الكشفيات والمشاهدات ليس إلّا بالاقتداء بهَدي دساتير هذا النبي ﷺ، وبتربيته، وباتّباعه، وتعقّب أثَره، فمثلما أنهم يدلّون جميعاً على الوحدانية فهم يشهدون بالإجماع والاتفاق على صدق هذا النبي الكريم ﷺ -أستاذهم وإمامهم- وعلى أحقّية رسالته. فرأى السائحُ أن مشاهدة هؤلاء قسماً مما أخبرَ به ﷺ من عالم الغيب بنور الولاية واعتقادهم به وتصديقهم لجميع ما أخبر به بنور الإيمان له -إما بعلم اليقين أو بعين اليقين أو بحق اليقين- إنما تُظهر ظهوراً كالشمس: ما أصدقَ مرشدَهم الأعظم وما أحقَّ رائدَهم الأكبر ﷺ.
الدليل السادس: إن ملايينَ العلماء المُدققين الأصفياء، والمحَققين الصديقين، ودهاةَ الحكماء المؤمنين، ممن بلغوا أعلى المراتب بفضل ما درسوا وتتلمذوا على ما جاء به هذا النبيُّ الكريم ﷺ -مع كونه أمياً- من الحقائق القدسية، وما نبعَ منها من العلوم العالية، وما كُشفت عنه من المعرفة الإلهية.. إن هؤلاء جميعاً مثلما يُثبتون الوحدانية التي هي الأساس لدعوته ﷺ ويصدقّونها متفقين ببراهينهم القاطعة فإنهم يتفقون كذلك ويشهدون على صدق هذا المعلِّم الأكبر وصوابِ هذا الأستاذ الأعظم وعلى أحقيةِ كلامه ﷺ. فشهادتُهم هذه حجةٌ واضحة كالنهار على صدقه وصواب رسالته، وما «رسائل النور» بأجزائها التي تزيد على المائة مثلاً إلّا برهانٌ واحد فقط على صدق وصواب هذا النبي الحبيب ﷺ.
الدليل السابع: إن الجمعَ العظيم الذين يُطلق عليهم (الآل والأصحاب) الذين هم أشهرُ بني البشر بعد الأنبياء فراسةً وأكثرُهم درايةً، وأسماهم كمالاتٍ وأفضلُهم منـزلة، وأعلاهم صيتاً، وأشدُّهم اعتصاماً بالدين، وأحدُّهم نظراً... إن تحريّ هؤلاء وتفتيشَهم وتدقيقهم لجميع ما خفيَ وما ظهرَ من أحوال هذا النبي الكريم ﷺ وأفكارِه وتصرفاتِه بحثاً بكمال اللّهفة والشوق، وبغاية الدقة، وبمنتهى الجدّية، ثم تصديقهم بالاتفاق والإجماع أنه ﷺ هو أصدقُ مَن في الدنيا حديثاً، وأسماهم مكانةً وأشدُّهم اعتصاماً بالحق والحقيقة. فتصديقُهم هذا الذي لا يتزعزع مع ما يملكون من إيمان عميق، إنما هو دليلٌ باهر كدلالة النهار على ضياء الشمس.
الدليل الثامن: إنَّ هذا الكون مثلما يدل على صانعِه، وكاتبِه، ومصوِّره الذي أوجده، والذي يديره، ويرتّبه، ويتصرف فيه بالتصوير والتقدير والتدبير كأنه قصرٌ باذخ، أو كأنه كتابٌ كبير، أو كأنه مَعرِضٌ بديع، أو كأنه مشهر عظيم، فهو كذلك يستدعي لا محالة وجودَ مَن يعبّر عما في هذا الكتاب الكبير من معانٍ، ويعلَم ويُعلِّم المقاصد الإلهية من وراء خلق الكون، ويعلِّم الحكم الربانية في تحولاته وتبدلاته، ويدرِّس نتائج حركاته الوظيفية، ويعلن قيمةَ ماهيته وكمالات ما فيه من الموجودات. أي يقتضي داعياً عظيماً، ومنادياً صادقاً، وأستاذاً محققاً، ومعلِّماً بارعاً. فأدرك السائحُ: أن الكون -من حيث هذا الاقتضاء- يدل ويشهد على صدق هذا النبي الكريم ﷺ وصوابِه الذي هو أفضلُ من أتمّ هذه الوظائف والمهمات، وعلى كونه أفضلَ وأصدقَ مبعوث لرب العالمين.
الدليل التاسع: ما دام هناك وراء الحجاب مَن يُشهر كمالَ كونه بديعاً متقناً، بمصنوعاته هذه؛ ذات الإتقان والحكمة.. ويعرِّف نفسَه ويودِّدُها، بمخلوقاته غير المحدودة ذات الزينة والجمال.. ويُوجِب الشكرَ والحمد له، بنِعَمه التي لا تُحصى ذات اللذة والنفاسة.. ويشوّق الخلقَ إلى العبادة نحو ربوبيته بعبودية تتّسم بالحب والامتنان والشكر إزاء هذه التربية، والإعاشة العامة، ذات الشفقة والحماية (حتى إنه يهيئ أطعمة وضيافات ربانية تُطَمئِن أدقَّ أذواق الأفواه وجميع أنواع الاشتهاء)... ويُدين الخلقَ إلى الإيمان والتسليم والانقياد والطاعة نحو ألوهيته التي يُظهرها بتبديل المواسم، وتكوير الليل على النهار، واختلافهما، وأمثالها من التصرفات العظيمة، والإجراءات الجليلة، والفعالية المدهشة والخلاقية الحكيمة... ويُظهر عدالتَه وانتصافه بحمايته دوماً البرَّ والأبرار وإزالته الشر والأشرار ومَحقِه الظالمين والمكذبين وإهلاكِهم بنوازل سماوية.
فلا جرم، أنَّ أحب مخلوقٍ لدى ذلك المستتر بالغيب، وأصدقَ عبدٍ له هو مَن كان عاملاً خالصاً لمقاصده المذكورة آنفاً، ومَن يحُلّ السر الأعظم في خلق الكون ويكشف لَغزَه، ومن يسعى دوماً باسم خالقه ويستمد القوة منه ويستعين به وحده في كل شيء فينال المَدَد والتوفيق منه سبحانه. ومن ذا يكون هذا غيرُ محمد القرشي عليه الصلاة والسلام.
ثم خاطب السائح عقلَه: «لَمّا كانت هذه الحقائق التسع شاهدةَ إثبات على صدق هذا النبي الكريم ﷺ. فلا ريب إذن: أنه قُطبُ شرَف البشرية، ومدارُ افتخار العالم، وأنه حَريّ ولائق تسميتُه شرفُ بني آدم، وتلقيبُه بفَخر العالمين. وأن ما في يده من أمر الرحمن وهو القرآن الكريم المهيمنُ جلالُ سلطانه المعنوي على نصف الأرض مع ما يملك من كمالاته الشخصية وخصاله السامية يظهران أن أعظم إنسان في الوجود هو هذا النبي العظيم، فالقول الفصلُ إذن بحق خالقنا سبحانه هو قولُه ﷺ».
فتعال يا عقلي وتأمل: إنَّ أساس جميع دعاوى هذا النبي الكريم ﷺ، وغايةَ حياته كلِّها، إنما هي الشهادة على وجود واجب الوجود، والدلالة على وحدانيته، وبيان صفاته الجليلة، وإظهار أسمائه الحسنى، وإثبات كل ذلك، وإعلانه، وإعلامه؛ استناداً إلى ما في دينه من ألوف الحقائق الراسخة الأساس وإلى قوة ما أظهره الله على يده من مئاتٍ من معجزاته القاطعة الباهرة.
أي إنَّ الشمس المعنوية التي تضيء هذا الكون والبرهانَ النيّر على وجود خالقنا سبحانه ووحدانيته، إنما هو هذا النبي الكريم الملقّب بـ«حبيب الله» ﷺ. فهنالك ثلاثة أنواع من الإجماع عظيمة لا تخدع ولا تنخدع، تؤيد شهادته وتصدّقها:
الإجماع الأول: إجماعُ الذين اشتهروا، وتميزوا في العالم باسم (آل محمد ﷺ) تلك الجماعة النورانية التي يتقدمها الإمامُ علي رضي الله عنه الذي قال: «لو رُفع الحجاب ما ازددتُ يقيناً»، وخلفَه آلاف الأولياء العظام من ذوي البصائر الحادة والنظر الأنيس للغيب من أمثال الشيخ الكيلاني (قُدس سرُّه) الذي كان ينظر ببصيرته النافذة إلى العرش الأعظم وإسرافيلَ بعظمته وهو بعدُ على الأرض.
الإجماع الثاني: إجماع تلك الجماعة المعروفة بالصحابة الكرام المشهورين في العالم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وتصديقُهم بالاتفاق وبإيمان راسخ قوي لهذا النبي الكريم، حتى ساقهم ذلك إلى التضحية والفداء بأرواحهم وأموالهم وآبائهم وعشيرتهم، وهم الذين كانوا قوماً بدواً يقطنون في محيط أمّيٍ خالٍ من مظاهر الحياة الاجتماعية والأفكار السياسية، ليس لهم هدى ولا كتابٌ منير. وكانوا مغمورين في ظلمة عصر «الفترة»، فصاروا في زمن يسير أساتذةً مرشدين وسياسيين وحكاماً عادلين لأرقى الأمم حضارة وعلماً واجتماعاً وسياسةً، فحكموا العالم شرقاً وغرباً ورفرفت راياتُ عدالتهم براً وبحراً.
الإجماع الثالث: هو تصديق الجماعة العظيمة من العلماء الأجلاء الذين لا يُعدون ولا يُحصَون، المتبحرين في علومهم والمحققين المدققين الذين نشأوا في أمته وسلكوا مسالك شتى، ولهم في كل عصر آلافٌ من الحائزين على قصب السبق -بدهائهم- في كل علم. فتصديقُ هؤلاء جميعاً له بالاتفاق وبدرجة علم اليقين إجماعٌ أيُّ إجماع!..
فحَكَم السائح بأن شهادة هذا النبي الأمي ﷺ على الوحدانية ليست شهادةً شخصية وجزئية، وإنما هي شهادةٌ عامة وكلّيةٌ راسخة لا تتزعزع، ولن تستطيع أن تجابهها الشياطينُ كافة في أية جهة ولو اجتمعوا عليها.
وهكذا ذُكرتْ إشارةٌ مختصرة لما تلقّاه ذلك السائح الذي جال بعقله في عصر السعادة جوانبَ الحياة من تلك المدرسة النورانية في «المرتبة السادسة عشرة من المقام الأول» كالآتي:
[لا إله إلّا الله الواجب الوجود الواحدُ الأحدُ الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته : فخرُ عالم وشرف نوع بني آدم ، بعظمة سلطنةِ قرآنه ، وحشمةِ وسعةِ دينهِ ، وكثرةِ كمالاته ، وعلويّة أخلاقه ، حتى بتصديق أعدائهِ . وكذا شَهد وبرهن بقوةِ مئات المعجزات الظاهرات الباهرات المصدَّقةِ ، وبقوة آلاف حقائق دينه الساطعة القاطعة ، بإجماع آله ذوي الأنوار ، وباتفاق أصحابه ذوي الأبصار ، وبتوافق مُحَقِقي أمتهِ ذوي البراهين والبصائر النّوّارة] .
ثم إن السائح الذي لا يناله تعب ولا شبع والذي علم أن غاية الحياة في هذه الدنيا بل حياة الحياة إنما هو الإيمان، حاور هذا السائح قلبه قائلا:
إن كلام من نبحث عنه هو أشهر كلام في هذا الوجود وأصدقه وأحكمه، وقد تحدى في كل عصر من لا ينقاد إليه، ذلك القرآن الكريم ذو البيان المعجز.. فلنراجع إذن هذا الكتاب الكريم، ولنفهم ماذا يقول.. ولكن لنقف لحظة قبل دخولنا هذا العالم الجميل لنبحث عما يجعلنا نستيقن أنه كتاب خالقنا نحن.. وهكذا باشر بالتدقيق والبحث.
وحيث إن هذا السائح من المعاصرين فقد نظر أولا إلى «رسائل النور» التي هي لمعات الإعجاز المعنوي للقرآن الكريم، فرأى أنّ هذه الرسائل البالغة مائة وثلاثين رسالة هي بذاتها تفسير قيّم للآيات الفرقانية، إذ إنها تكشف عن نكاتها الدقيقة وأنوارها الزاهية.
ورغم أنّ رسائل النور نشرت الحقائق القرآنية بجهاد متواصل إلى الآفاق كافة، في هذا العصر العنيد الملحد، لم يستطع أحد أن يعارضها أو ينقدها، مما يثبت أن القرآن الكريم الذي هو رائدُها ومنبعُها، ومرجعها، وشمسها، إنما هو سماوي من كلام الله رب العالمين،
وليس بكلام بشر. حتى إن «الكلمة الخامسة والعشرين» وختام «المكتوب التاسع عشر» وهما حجة واحدة من بين مئات الحجج، تقيمها رسائلُ النور لبيان إعجاز القرآن، فتثبته بأربعين وجها، إثباتا حيّر كل من نظر إليها، فقدّرها وأعجب بها -ناهيك عن أنهم لم ينقدوها ولم يعترضوا عليها قط- بل أثنوا عليها كثيرا.
Kur’an’ın vech-i i’cazını ve hak kelâmullah olduğunu ispat etmek cihetini Risaletü’n-Nur’a havale ederek yalnız bir kısa işaretle büyüklüğünü gösteren birkaç noktaya dikkat etti:
Birinci Nokta: Nasıl ki Kur’an, bütün mu’cizatıyla ve hakkaniyetine delil olan bütün hakaikiyle, Muhammed aleyhissalâtü vesselâmın bir mu’cizesidir. Öyle de Muhammed aleyhissalâtü vesselâm da bütün mu’cizatıyla ve delail-i nübüvvetiyle ve kemalât-ı ilmiyesiyle Kur’an’ın bir mu’cizesidir ve Kur’an kelâmullah olduğuna bir hüccet-i kātıasıdır.
İkinci Nokta: Kur’an, bu dünyada öyle nurani ve saadetli ve hakikatli bir surette bir tebdil-i hayat-ı içtimaiye ile beraber, insanların hem nefislerinde hem kalplerinde hem ruhlarında hem akıllarında hem hayat-ı şahsiyelerinde hem hayat-ı içtimaiyelerinde hem hayat-ı siyasiyelerinde öyle bir inkılab yapmış ve idame etmiş ve idare etmiş ki on dört asır müddetinde, her dakikada, altı bin altı yüz altmış altı âyetleri, kemal-i ihtiramla, hiç olmazsa yüz milyondan ziyade insanların dilleriyle okunuyor ve insanları terbiye ve nefislerini tezkiye ve kalplerini tasfiye ediyor. Ruhlara inkişaf ve terakki ve akıllara istikamet ve nur ve hayata hayat ve saadet veriyor. Elbette böyle bir kitabın misli yoktur, hârikadır, fevkalâdedir, mu’cizedir.
Üçüncü Nokta: Kur’an, o asırdan tâ şimdiye kadar öyle bir belâgat göstermiş ki Kâbe’nin duvarında altın ile yazılan en meşhur ediblerin “Muallakat-ı Seb’a” namıyla şöhret-şiar kasidelerini o dereceye indirdi ki Lebid’in kızı, babasının kasidesini Kâbe’den indirirken demiş: “Âyâta karşı bunun kıymeti kalmadı.”
Hem bedevî bir edib فَاص۟دَع۟ بِمَا تُؤ۟مَرُ âyeti okunurken işittiği vakit secdeye kapanmış. Ona demişler: “Sen Müslüman mı oldun?” O demiş: “Hayır, ben bu âyetin belâgatına secde ettim.”
Hem ilm-i belâgatın dâhîlerinden Abdülkahir-i Cürcanî ve Sekkakî ve Zemahşerî gibi binlerle dâhî imamlar ve mütefennin edibler, icma ve ittifakla karar vermişler ki: “Kur’an’ın belâgatı, tâkat-i beşerin fevkindedir, yetişilmez.”
Hem o zamandan beri mütemadiyen meydan-ı muarazaya davet edip mağrur ve enaniyetli ediblerin ve beliğlerin damarlarına dokundurup gururlarını kıracak bir tarzda der: “Ya bir tek surenin mislini getiriniz veyahut dünyada ve âhirette helâket ve zilleti kabul ediniz.” diye ilan ettiği halde; o asrın muannid beliğleri bir tek surenin mislini getirmekle kısa bir yol olan muarazayı bırakıp uzun olan, can ve mallarını tehlikeye atan muharebe yolunu ihtiyar etmeleri ispat eder ki o kısa yolda gitmek mümkün değildir.
Hem Kur’an’ın dostları, Kur’an’a benzemek ve taklit etmek şevkiyle ve düşmanları dahi Kur’an’a mukabele ve tenkit etmek sevkiyle o vakitten beri yazdıkları ve yazılan ve telahuk-u efkâr ile terakki eden milyonlarla Arabî kitaplar ortada geziyor. Hiçbirisinin ona yetişemediğini, hattâ en âdi adam dahi dinlese elbette diyecek: “Bu Kur’an, bunlara benzemez ve onların mertebesinde değil.” Ya onların altında veya umumunun fevkinde olacak. Umumunun altında olduğunu dünyada hiçbir fert, hiçbir kâfir, hattâ hiçbir ahmak diyemez. Demek mertebe-i belâgatı umumun fevkindedir.
Hattâ bir adam سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ âyetini okudu. Dedi ki: “Bu âyetin hârika telakki edilen belâgatını göremiyorum.” Ona denildi: “Sen dahi bu seyyah gibi o zamana git, orada dinle.” O da kendini Kur’an’dan evvel orada tahayyül ederken gördü ki:
Mevcudat-ı âlem perişan, karanlık, camid ve şuursuz ve vazifesiz olarak hâlî, hadsiz, hudutsuz bir fezada; kararsız, fâni bir dünyada bulunuyorlar. Birden Kur’an’ın lisanından bu âyeti dinlerken gördü:
Bu âyet, kâinat üstünde, dünyanın yüzünde öyle bir perde açtı ve ışıklandırdı ki bu ezelî nutuk ve bu sermedî ferman asırlar sıralarında dizilen zîşuurlara ders verip gösteriyor ki bu kâinat, bir cami-i kebir hükmünde, başta semavat ve arz olarak umum mahlukatı hayattarane zikir ve tesbihte ve vazife başında cûş u hurûşla mesudane ve memnunane bir vaziyette bulunduruyor diye müşahede etti. Ve bu âyetin derece-i belâgatını zevk ederek sair âyetleri buna kıyasla Kur’an’ın zemzeme-i belâgatı arzın nısfını ve nev-i beşerin humsunu istila ederek haşmet-i saltanatı kemal-i ihtiramla on dört asır bilâ-fâsıla idame ettiğinin binler hikmetlerinden bir hikmetini anladı.
Dördüncü Nokta: Kur’an, öyle hakikatli bir halâvet göstermiş ki en tatlı bir şeyden dahi usandıran çok tekrar, Kur’an’ı tilavet edenler için değil usandırmak, belki kalbi çürümemiş ve zevki bozulmamış adamlara tekrar-ı tilaveti halâvetini ziyadeleştirdiği, eski zamandan beri herkesçe müsellem olup darb-ı mesel hükmüne geçmiş.
Hem öyle bir tazelik ve gençlik ve şebabet ve garabet göstermiş ki on dört asır yaşadığı ve herkesin eline kolayca girdiği halde, şimdi nâzil olmuş gibi tazeliğini muhafaza ediyor. Her asır, kendine hitap ediyor gibi bir gençlikte görmüş. Her taife-i ilmiye, ondan her vakit istifade etmek için kesretle ve mebzuliyetle yanlarında bulundurdukları ve üslub-u ifadesine ittiba ve iktida ettikleri halde o, üslubundaki ve tarz-ı beyanındaki garabetini aynen muhafaza ediyor.
Beşincisi: Kur’an’ın bir cenahı mazide, bir cenahı müstakbelde. Kökü ve bir kanadı eski peygamberlerin ittifaklı hakikatleri olduğu ve bu onları tasdik ve teyid ettiği ve onlar dahi tevafukun lisan-ı haliyle bunu tasdik ettikleri gibi; öyle de evliya ve asfiya gibi ondan hayat alan semereleri ve hayattar tekemmülleriyle, şecere-i mübarekelerinin hayattar, feyizdar ve hakikat-medar olduğuna delâlet eden ve ikinci kanadının himayesi altında yetişen ve yaşayan velayetin bütün hak tarîkatları ve İslâmiyet’in bütün hakikatli ilimleri, Kur’an’ın ayn-ı hak ve mecma-ı hakaik ve câmiiyette misilsiz bir hârika olduğuna şehadet eder.
Altıncısı: Kur’an’ın altı ciheti nuranidir, sıdk ve hakkaniyetini gösterir. Evet, altında hüccet ve bürhan direkleri, üstünde sikke-i i’caz lem’aları, önünde ve hedefinde saadet-i dâreyn hediyeleri, arkasında nokta-i istinadı vahy-i semavî hakikatleri, sağında hadsiz ukûl-ü müstakimenin delillerle tasdikleri, solunda selim kalplerin ve temiz vicdanların ciddi itminanları ve samimi incizabları ve teslimleri; Kur’an’ın fevkalâde, hârika, metin ve hücum edilmez bir kale-i semaviye-i arziye olduğunu ispat ettikleri gibi…
Altı makamdan dahi onun ayn-ı hak ve sadık olduğuna ve beşerin kelâmı olmadığına hem yanlış olmadığına imza eden:
Başta bu kâinatta daima güzelliği izhar, iyiliği ve doğruluğu himaye ve sahtekârları ve müfterileri imha ve izale etmek âdetini bir düstur-u faaliyet ittihaz eden bu kâinatın mutasarrıfı, o Kur’an’a âlemde en makbul en yüksek en hâkimane bir makam-ı hürmet ve bir mertebe-i muvaffakiyet vermesiyle onu tasdik ve imza ettiği gibi…
İslâmiyet’in menbaı ve Kur’an’ın tercümanı olan zatın aleyhissalâtü vesselâm herkesten ziyade ona itikad ve ihtiramı ve nüzulü zamanında uyku gibi bir vaziyet-i nâimanede bulunması ve sair kelâmları ona yetişememesi ve bir derece benzememesi ve ümmiyetiyle beraber gitmiş ve gelecek hakiki hâdisat-ı kevniyeyi gaybiyane, Kur’an ile tereddütsüz ve itminan ile beyan etmesi ve çok dikkatli gözlerin nazarı altında hiçbir hile, hiçbir yanlış vaziyeti görülmeyen o tercümanın, bütün kuvvetiyle Kur’an’ın her bir hükmüne iman edip tasdik etmesi ve hiçbir şey onu sarsmaması; Kur’an semavî, hakkaniyetli ve kendi Hâlık-ı Rahîm’inin mübarek kelâmı olduğunu imza ediyor.
Hem nev-i insanın humsu, belki kısm-ı a’zamı, göz önünde ona müncezibane ve dindarane irtibatı ve hakikat-perestane ve müştakane kulak vermesi; ve çok emarelerin ve vakıaların ve keşfiyatın şehadetiyle, cin ve melek ve ruhanîlerin dahi tilaveti vaktinde pervane gibi hakperestane etrafında toplanması, Kur’an’ın kâinatça makbuliyetine ve en yüksek bir makamda bulunduğuna bir imzadır.
Hem nev-i beşerin umum tabakaları, en gabi ve âmîden tut tâ en zeki ve âlime kadar her birisi, Kur’an’ın dersinden tam hisse almaları ve en derin hakikatleri fehmetmeleri ve yüzlerle fen ve ulûm-u İslâmiyenin ve bilhassa şeriat-ı kübranın büyük müçtehidleri ve usûlü’d-din ve ilm-i kelâmın dâhî muhakkikleri gibi her taife kendi ilimlerine ait bütün hâcatını ve cevaplarını Kur’an’dan istihraç etmeleri, Kur’an menba-ı hak ve maden-i hakikat olduğuna bir imzadır.
Hem edebiyatça en ileri bulunan Arap edibleri –İslâmiyet’e girmeyenler– şimdiye kadar muarazaya pek çok muhtaç oldukları halde Kur’an’ın i’cazından yedi büyük vechi varken, yalnız bir tek vechi olan belâgatının (tek bir surenin) mislini getirmekten istinkâfları ve şimdiye kadar gelen ve muaraza ile şöhret kazanmak isteyen meşhur beliğlerin ve dâhî âlimlerin onun hiçbir vech-i i’cazına karşı çıkamamaları ve âcizane sükût etmeleri; Kur’an, mu’cize ve tâkat-i beşerin fevkinde olduğuna bir imzadır.
Evet, bir kelâm “Kimden gelmiş ve kime gelmiş ve ne için?” denilmesiyle kıymeti ve ulviyeti ve belâgatı tezahür etmesi noktasından Kur’an’ın misli olamaz ve ona yetişilemez.
Çünkü Kur’an, bütün âlemlerin Rabb’i ve Hâlık’ının hitabı ve konuşması ve hiçbir cihette taklidi ve tasannuu ihsas edecek bir emare bulunmayan bir mükâlemesi ve bütün insanların belki bütün mahlukatın namına mebus ve nev-i beşerin en meşhur ve namdar muhatabı bulunan ve o muhatabın kuvvet ve vüs’at-i imanı, koca İslâmiyet’i tereşşuh edip sahibini Kab-ı Kavseyn makamına çıkararak muhatab-ı Samedaniyeye mazhariyetle nüzul eden ve saadet-i dâreyne dair ve hilkat-i kâinatın neticelerine ve ondaki Rabbanî maksatlara ait mesaili ve o muhatabın bütün hakaik-i İslâmiyeyi taşıyan en yüksek ve en geniş olan imanını beyan ve izah eden ve koca kâinatın bir harita, bir saat, bir hane gibi her tarafını gösterip, çevirip onları yapan sanatkârı tavrıyla ifade ve talim eden Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın elbette mislini getirmek mümkün değildir ve derece-i i’cazına yetişilmez.
Hem Kur’an’ı tefsir eden ve bir kısmı otuz kırk hattâ yetmiş cilt olarak birer tefsir yazan yüksek zekâlı, müdakkik, binlerle mütefennin ulemanın, senetleri ve delilleriyle beyan ettikleri Kur’an’daki hadsiz meziyetleri ve nükteleri ve hâsiyetleri ve sırları ve âlî manaları ve umûr-u gaybiyenin her nevinden kesretli gaybî ihbarları izhar ve ispat etmeleri ve bilhassa Risale-i Nur’un yüz otuz kitabının her biri Kur’an’ın bir meziyetini, bir nüktesini kat’î bürhanlarla ispat etmesi ve bilhassa Mu’cizat-ı Kur’aniye Risalesi; şimendifer ve tayyare gibi medeniyetin hârikalarından çok şeyleri Kur’an’dan istihraç eden Yirminci Söz’ün İkinci Makamı ve Risale-i Nur’a ve elektriğe işaret eden âyetlerin işaratını bildiren İşarat-ı Kur’aniye namındaki Birinci Şuâ ve huruf-u Kur’aniye ne kadar muntazam, esrarlı ve manalı olduğunu gösteren Rumuzat-ı Semaniye namındaki sekiz küçük risaleler ve Sure-i Feth’in âhirki âyeti beş vecihle ihbar-ı gaybî cihetinde mu’cizeliğini ispat eden küçük bir risale gibi Risale-i Nur’un her bir cüzü, Kur’an’ın bir hakikatini, bir nurunu izhar etmesi; Kur’an’ın misli olmadığına ve mu’cize ve hârika olduğuna ve bu âlem-i şehadette âlem-i gaybın lisanı ve bir Allâmü’l-guyub’un kelâmı bulunduğuna bir imzadır.
İşte altı noktada ve altı cihette ve altı makamda işaret edilen, Kur’an’ın mezkûr meziyetleri ve hâsiyetleri içindir ki haşmetli hâkimiyet-i nuraniyesi ve azametli saltanat-ı kudsiyesi, asırların yüzlerini ışıklandırarak zemin yüzünü dahi bin üç yüz sene tenvir ederek kemal-i ihtiramla devam etmesi hem o hâsiyetleri içindir ki Kur’an’ın her bir harfi, hiç olmazsa on sevabı ve on hasenesi olması ve on meyve-i bâki vermesi, hattâ bir kısım âyâtın ve surelerin her bir harfi, yüz ve bin ve daha ziyade meyve vermesi ve mübarek vakitlerde her harfin nuru ve sevabı ve kıymeti ondan yüzlere çıkması gibi kudsî imtiyazları kazanmış diye dünya seyyahı anladı ve kalbine dedi:
İşte böyle her cihetle mu’cizatlı bu Kur’an; surelerinin icmaıyla ve âyâtının ittifakıyla ve esrar ve envarının tevafukuyla ve semerat ve âsârının tetabukuyla bir tek Vâcibü’l-vücud’un vücuduna ve vahdetine ve sıfât ve esmasına deliller ile ispat suretinde öyle şehadet etmiş ki bütün ehl-i imanın hadsiz şehadetleri, onun şehadetinden tereşşuh etmişler.
İşte bu yolcunun Kur’an’dan aldığı ders-i tevhid ve imana kısa bir işaret olarak Birinci Makam’ın on yedinci mertebesinde böyle لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ال۟وَاجِبُ ال۟وُجُودِ ال۟وَاحِدُ ال۟اَحَدُ الَّذٖى دَلَّ عَلٰى وُجُوبِ وُجُودِهٖ فٖى وَح۟دَتِهِ ال۟قُر۟اٰنُ ال۟مُع۟جِزُ ال۟بَيَانِ اَل۟مَق۟بُولُ ال۟مَر۟غُوبُ لِاَج۟نَاسِ ال۟مَلَكِ وَ ال۟اِن۟سِ وَ ال۟جَانِّ اَل۟مَق۟رُوءُ كُلُّ اٰيَاتِهٖ فٖى كُلِّ دَقٖيقَةٍ بِكَمَالِ ال۟اِح۟تِرَامِ بِاَل۟سِنَةِ مِأٰتِ مِل۟يُونٍ مِن۟ نَو۟عِ ال۟اِن۟سَانِ اَلدَّائِمُ سَل۟طَنَتُهُ ال۟قُد۟سِيَّةُ عَلٰى اَق۟طَارِ ال۟اَر۟ضِ وَ ال۟اَك۟وَانِ وَ عَلٰى وُجُوهِ ال۟اَع۟صَارِ وَ الزَّمَانِ وَ ال۟جَارٖى حَاكِمِيَّتُهُ ال۟مَع۟نَوِيَّةُ النُّورَانِيَّةُ عَلٰى نِص۟فِ ال۟اَر۟ضِ وَ خُم۟سِ ال۟بَشَرِ فٖى اَر۟بَعَةَ عَشَرَ عَص۟رًا بِكَمَالِ ال۟اِح۟تِشَامِ . وَ كَذَا : شَهِدَ وَ بَر۟هَنَ بِاِج۟مَاعِ سُوَرِهِ ال۟قُد۟سِيَّةِ السَّمَاوِيَّةِ وَ بِاِتِّفَاقِ اٰيَاتِهِ النُّورَانِيَّةِ ال۟اِلٰهِيَّةِ وَ بِتَوَافُقِ اَس۟رَارِهٖ وَ اَن۟وَارِهٖ وَ بِتَطَابُقِ حَقَائِقِهٖ وَ ثَمَرَاتِهٖ وَ اٰثَارِهٖ بِال۟مُشَاهَدَةِ وَ ال۟عِيَانِ denilmiştir.
Sonra bir fakir insana değil fâni ve muvakkat bir tarlayı, bir haneyi, belki koca kâinatı ve dünya kadar bir mülk-ü bâkiyi kazandıran ve bir fâni adama ebedî bir hayatın levazımatını bulduran ve ecelin darağacını bekleyen bir bîçareyi idam-ı ebedîden kurtaran ve saadet-i sermediyenin hazinesini açan en kıymettar sermaye-i insaniyenin iman olduğunu bilen mezkûr misafir ve hayat yolcusu, kendi nefsine dedi ki:
“Haydi, ileri! İmanın hadsiz mertebelerinden bir mertebe daha kazanmak için kâinatın heyet-i mecmuasına müracaat edip o da ne diyor, dinlemeliyiz; erkânından ve eczasından aldığımız dersleri tekmil ve tenvir etmeliyiz.” diye Kur’an’dan aldığı geniş ve ihatalı bir dürbün ile baktı, gördü:
Bu kâinat, o kadar manidar ve muntazamdır ki mücessem bir kitab-ı Sübhanî ve cismanî bir Kur’an-ı Rabbanî ve müzeyyen bir saray-ı Samedanî ve muntazam bir şehr-i Rahmanî suretinde görünüyor. O kitabın bütün sureleri, âyetleri ve kelimatları, hattâ harfleri ve babları ve fasılları ve sayfaları ve satırları, umumunun her vakit manidarane mahv ve ispatları ve hakîmane tağyir ve tahvilleri; icma ile bir Alîm-i külli şey’in ve bir Kadîr-i külli şey’in ve bir musannifin, her şeyde her şeyi gören ve her şeyin her şeyi ile münasebetini bilen, riayet eden bir Nakkaş-ı Zülcelal’in ve bir Kâtib-i Zülkemal’in vücudunu ve mevcudiyetini bilbedahe ifade ettikleri gibi bütün erkân ve envaıyla ve ecza ve cüz’iyatıyla ve sekeneleri ve müştemilatıyla ve vâridat ve masarifatıyla ve onlarda maslahatkârane tebdilleriyle ve hikmet-perverane tecdidleriyle, bi’l-ittifak hadsiz bir kudret ve nihayetsiz bir hikmetle iş gören âlî bir ustanın ve misilsiz bir Sâni’in mevcudiyetini ve vahdetini bildiriyorlar. Ve kâinatın azametine münasip iki büyük ve geniş hakikatin şehadetleri, kâinatın bu büyük şehadetini ispat ediyorlar.
Birinci Hakikat: Usûlü’d-din ve ilm-i kelâmın dâhî ulemasının ve hükema-i İslâmiyenin gördükleri ve hadsiz bürhanlarla ispat ettikleri “hudûs” ve “imkân” hakikatleridir. Onlar demişler ki:
“Madem âlemde ve her şeyde tagayyür ve tebeddül var; elbette fânidir, hâdistir, kadîm olamaz. Madem hâdistir, elbette onu ihdas eden bir Sâni’ var. Ve madem her şeyin zatında vücudu ve ademi, bir sebep bulunmazsa müsavidir; elbette vâcib ve ezelî olamaz. Ve madem muhal ve bâtıl olan devir ve teselsül ile birbirini icad etmek mümkün olmadığı kat’î bürhanlarla ispat edilmiş. Elbette öyle bir Vâcibü’l-vücud’un mevcudiyeti lâzımdır ki naziri mümteni, misli muhal ve bütün maadası mümkün ve mâsivası mahluku olacak.”
Evet, hudûs hakikati kâinatı istila etmiş. Çoğunu göz görüyor, diğer kısmını akıl görüyor. Çünkü gözümüzün önünde her sene güz mevsiminde öyle bir âlem vefat eder ki her birisinin hadsiz efradı bulunan ve her biri zîhayat bir kâinat hükmünde olan yüz bin nevi nebatat ve küçücük hayvanat, o âlem ile beraber vefat ederler. Fakat o kadar intizam ile bir vefattır ki haşir ve neşirlerine medar olan ve rahmet ve hikmetin mu’cizeleri, kudret ve ilmin hârikaları bulunan çekirdekleri ve tohumları ve yumurtacıkları baharda yerlerinde bırakıp defter-i a’mallerini ve gördükleri vazifelerin programlarını onların ellerine vererek Hafîz-i Zülcelal’in himayesi altında, hikmetine emanet eder; sonra vefat ederler.
Ve bahar mevsiminde, haşr-i a’zamın yüz bin misali ve numune ve delilleri hükmünde olarak o vefat eden ağaçlar ve kökler ve bir kısım hayvancıklar, aynen ihya ve diriliyorlar. Ve bir kısmının dahi kendi yerlerinde emsalleri ve aynen onlara benzeyenleri icad ve ihya olunuyor. Ve geçen baharın mevcudatı, işledikleri amellerin ve vazifelerin sahifelerini ilanat gibi neşredip وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت۟ âyetinin bir misalini gösteriyorlar.
Hem heyet-i mecmua cihetinde, her güzde ve her baharda büyük bir âlem vefat eder ve taze bir âlem vücuda gelir. Ve o vefat ve hudûs, o kadar muntazam cereyan ediyor ve o vefat ve hudûsta, gayet intizam ve mizanla o kadar nevilerin vefiyatları ve hudûsları oluyor ki güya dünya öyle bir misafirhanedir ki zîhayat kâinatlar ona misafir olurlar ve seyyah âlemler ve seyyar dünyalar ona gelirler, vazifelerini görürler, giderler.
İşte, bu dünyada böyle hayattar dünyaları ve vazifedar kâinatları kemal-i ilim ve hikmet ve mizanla ve muvazene ve intizam ve nizamla ihdas ve icad edip Rabbanî maksatlarda ve İlahî gayelerde ve Rahmanî hizmetlerde kadîrane istimal ve rahîmane istihdam eden bir Zat-ı Zülcelal’in vücub-u vücudu ve hadsiz kudreti ve nihayetsiz hikmeti, bilbedahe güneş gibi akıllara görünüyor. “Hudûs” mesailini Risale-i Nur’a ve muhakkikîn-i kelâmiyenin kitaplarına havale ile o bahsi kapıyoruz.
Amma imkân ciheti ise o da kâinatı istila ve ihata etmiş. Çünkü görüyoruz ki her şey, küllî ve cüz’î bulunsun, büyük ve küçük olsun arştan ferşe, zerrattan seyyarata kadar her mevcud; mahsus bir zat ve muayyen bir suret ve mümtaz bir şahsiyet ve has sıfatlar ve hikmetli keyfiyetler ve maslahatlı cihazlar ile dünyaya gönderiliyor. Halbuki o mahsus zata ve o mahiyete, hadsiz imkânat içinde o hususiyeti vermek... Hem suretler adedince imkânlar ve ihtimaller içinde o nakışlı ve farikalı ve münasip o muayyen sureti giydirmek... Hem hemcinsinden olan eşhasın miktarınca imkânlar içinde çalkanan o mevcuda, o lâyık şahsiyeti imtiyazla tahsis etmek... Hem sıfatların nevileri ve mertebeleri sayısınca imkânlar ve ihtimaller içinde şekilsiz ve mütereddid bulunan o masnua, o has ve muvafık, maslahatlı sıfatları yerleştirmek… Hem hadsiz yollar ve tarzlarda bulunması mümkün olması noktasında hadsiz imkânat ve ihtimalat içinde mütehayyir, sergerdan, hedefsiz o mahluka, o hikmetli keyfiyetleri ve inayetli cihazları takmak ve teçhiz etmek…
Elbette küllî ve cüz’î bütün mümkinat adedince ve her mümkünün mezkûr mahiyet ve hüviyet, heyet ve suret, sıfat ve vaziyetinin imkânatı adedince tahsis edici, tercih edici, tayin edici, ihdas edici bir Vâcibü’l-vücud’un vücub-u vücuduna ve hadsiz kudretine ve nihayetsiz hikmetine ve hiçbir şey ve hiçbir şe’n ondan gizlenmediğine ve hiçbir şey ona ağır gelmediğine ve en büyük bir şey en küçük bir şey gibi ona kolay geldiğine ve bir baharı bir ağaç kadar ve bir ağacı bir çekirdek kadar suhuletle icad edebildiğine işaretler ve delâletler ve şehadetler, imkân hakikatinden çıkıp kâinatın bu büyük şehadetinin bir kanadını teşkil ederler.
Kâinatın şehadetini, her iki kanadı ve iki hakikatiyle Risale-i Nur eczaları ve bilhassa Yirmi İkinci ve Otuz İkinci Sözler ve Yirminci ve Otuz Üçüncü Mektuplar tamamıyla ispat ve izah ettiklerinden onlara havale ederek bu pek uzun kıssayı kısa kestik.
Kâinatın heyet-i mecmuasından gelen büyük ve küllî şehadetin ikinci kanadını ispat eden:
İkinci Hakikat: Bu mütemadiyen çalkanan inkılablar ve tahavvülatlar içinde vücudunu ve hizmetini ve zîhayat ise hayatını muhafazaya ve vazifesini yerine getirmeye çalışan mahlukatta, kuvvetlerinin bütün bütün haricinde bir teavün hakikati görünüyor.
Mesela, unsurları zîhayatın imdadına, hususan bulutları nebatatın mededine ve nebatatı dahi hayvanatın yardımına ve hayvanat ise insanların muavenetine ve memelerin kevser gibi sütleri, yavruların beslenmelerine ve zîhayatların iktidarları haricindeki pek çok hâcetleri ve erzakları, umulmadık yerlerden onların ellerine verilmesi, hattâ zerrat-ı taamiye dahi hüceyrat-ı bedeniyenin tamirine koşmaları gibi teshir-i Rabbanî ile ve istihdam-ı Rahmanî ile hakikat-i teavünün pek çok misalleri doğrudan doğruya, bütün kâinatı bir saray gibi idare eden bir Rabbü’l-âlemîn’in umumî ve rahîmane rububiyetini gösteriyorlar.
Evet, camid ve şuursuz ve şefkatsiz olan ve birbirine şefkatkârane, şuurdarane vaziyet gösteren muavenetçiler, elbette gayet Rahîm ve Hakîm bir Rabb-i Zülcelal’in kuvvetiyle, rahmetiyle, emriyle yardıma koşturuluyorlar.
İşte kâinatta cari olan teavün-ü umumî, seyyarattan tâ zîhayatın aza ve cihazat ve zerrat-ı bedeniyesine kadar kemal-i intizamla cereyan eden muvazene-i âmme ve muhafaza-i şâmile ve semavatın yaldızlı yüzünden ve zeminin ziynetli yüzünden tâ çiçeklerin süslü yüzlerine kadar kalem gezdiren tezyin ve Kehkeşan’dan ve manzume-i şemsiyeden tâ mısır ve nar gibi meyvelere kadar hükmeden tanzim ve güneş ve kamerden ve unsurlardan ve bulutlardan tâ bal arılarına kadar memuriyet veren tavzif gibi pek büyük hakikatlerin büyüklükleri nisbetindeki şehadetleri, kâinatın şehadetinin ikinci kanadını ispat ve teşkil ederler. Madem Risale-i Nur bu büyük şehadeti ispat ve izah etmiş, biz burada bu kısacık işaretle iktifa ederiz.
İşte dünya seyyahının kâinattan aldığı ders-i imanîye kısa bir işaret olarak Birinci Makam’ın on sekizinci mertebesinde böyle لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ال۟وَاجِبُ ال۟وُجُودِ ال۟مُم۟تَنِعُ نَظٖيرُهُ اَل۟مُم۟كِنُ كُلُّ مَاسِوَاهُ ال۟وَاحِدُ ال۟اَحَدُ الَّذٖى دَلَّ عَلٰى وُجُوبِ وُجُودِهٖ فٖى وَح۟دَتِهٖ هٰذِهِ ال۟كَائِنَاتُ ال۟كِتَابُ ال۟كَبٖيرُ ال۟مُجَسَّمُ وَ ال۟قُر۟اٰنُ ال۟جِس۟مَانِىُّ ال۟مُعَظَّمُ وَ ال۟قَص۟رُ ال۟مُزَيَّنُ ال۟مُنَظَّمُ وَ ال۟بَلَدُ ال۟مُح۟تَشَمُ ال۟مُن۟تَظَمُ بِاِج۟مَاعِ سُوَرِهٖ وَ اٰيَاتِهٖ وَ كَلِمَاتِهٖ وَ حُرُوفِهٖ وَ اَب۟وَابِهٖ وَ فُصُولِهٖ وَ صُحُفِهٖ وَ سُطُورِهٖ وَ اِتِّفَاقِ اَر۟كَانِهٖ وَ اَن۟وَاعِهٖ وَ اَج۟زَائِهٖ وَ جُز۟ئِيَّاتِهٖ وَ سَكَنَتِهٖ وَ مُش۟تَمِلَاتِهٖ وَ وَارِدَاتِهٖ وَ مَصَارِفِهٖ بِشَهَادَةِ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ ال۟حُدُوثِ وَ التَّغَيُّرِ وَ ال۟اِم۟كَانِ بِاِج۟مَاعِ جَمٖيعِ عُلَمَاءِ عِل۟مِ ال۟كَلَامِ وَ بِشَهَادَةِ حَقٖيقَةِ تَب۟دٖيلِ صُورَتِهٖ وَ مُش۟تَمِلَاتِهٖ بِال۟حِك۟مَةِ وَ ال۟اِن۟تِظَامِ وَ تَج۟دٖيدِ حُرُوفِهٖ وَ كَلِمَاتِهٖ بِالنِّظَامِ وَ ال۟مٖيزَانِ وَ بِشَهَادَةِ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ التَّعَاوُنِ وَ التَّجَاوُبِ وَ التَّسَانُدِ وَ التَّدَاخُلِ وَ ال۟مُوَازَنَةِ وَ ال۟مُحَافَظَةِ فٖى مَو۟جُودَاتِهٖ بِال۟مُشَاهَدَةِ وَ ال۟عِيَانِ denilmiştir.
Sonra, dünyaya gelen ve dünyanın yaratanını arayan ve on sekiz adet mertebelerden çıkan ve arş-ı hakikate yetişen bir mi’rac-ı imanî ile gaibane marifetten hazırane ve muhatabane bir makama terakki eden meraklı ve müştak yolcu adam, kendi ruhuna dedi ki:
Fatiha-i Şerife’de başından tâ اِيَّاكَ kelimesine kadar gaibane medh ü sena ile bir huzur gelip اِيَّاكَ hitabına çıkılması gibi biz dahi doğrudan doğruya gaibane aramayı bırakıp aradığımızı aradığımızdan sormalıyız; her şeyi gösteren güneşi, güneşten sormak gerektir. Evet her şeyi gösteren, kendini her şeyden ziyade gösterir. Öyle ise şemsin şuâatı ile onu görmek ve tanımak gibi Hâlık’ımızın esma-i hüsnasıyla ve sıfât-ı kudsiyesiyle onu kabiliyetimizin nisbetinde tanımaya çalışabiliriz.
Bu maksadın hadsiz yollarından iki yolu ve o iki yolun hadsiz mertebelerinden iki mertebeyi ve o iki mertebenin pek çok hakikatlerinden ve pek çok uzun tafsilatından yalnız iki hakikati icmal ve ihtisar ile bu risalede beyan edeceğiz.
Birinci Hakikat: Bilmüşahede gözümüzle görünen ve muhit ve daimî ve muntazam ve dehşetli ve semavî ve arzî olan bütün mevcudatı çeviren ve tebdil ve tecdid eden ve kâinatı kaplayan faaliyet-i müstevliye hakikati görünmesi ve o her cihetle hikmet-medar faaliyet hakikatinin içinde tezahür-ü rububiyet hakikatinin bilbedahe hissedilmesi ve o her cihetle rahmet-feşan tezahür-ü rububiyet hakikatinin içinde, tebarüz-ü uluhiyet hakikati bizzarure bilinmiş olmasıdır.
İşte bu hâkimane ve hakîmane faaliyet-i daimeden ve perdesinin arkasında bir Fâil-i Kadîr ve Alîm’in ef’ali, görünür gibi hissedilir.
Ve bu mürebbiyane ve müdebbirane ef’al-i Rabbaniyeden ve perdesinin arkasından, her şeyde cilveleri bulunan esma-i İlahiye, hissedilir derecesinde bedahetle bilinir.
Ve bu celaldarane ve cemal-perverane cilvelenen esma-i hüsnadan ve perdesinin arkasında sıfât-ı seb’a-i kudsiyenin ilmelyakîn, belki aynelyakîn, belki hakkalyakîn derecesinde vücudları ve tahakkukları anlaşılır.
Ve bu yedi kudsî sıfâtın dahi bütün masnuatın şehadetiyle hem hayattarane hem kadîrane hem alîmane hem semîane hem basîrane hem mürîdane hem mütekellimane nihayetsiz bir surette tecellileri ile bilbedahe ve bizzarure ve biilmelyakîn bir Mevsuf-u Vâcibü’l-vücud’un ve bir Müsemma-i Vâhid-i Ehad’in ve bir Fâil-i Ferd-i Samed’in mevcudiyeti, güneşten daha zâhir, daha parlak bir tarzda kalpteki iman gözüne görünür gibi kat’î bilinir.
Çünkü güzel ve manidar bir kitap ve muntazam bir hane, bedahetle yazmak ve yapmak fiillerini ve güzel yazmak ve intizamlı yapmak fiilleri dahi bedahetle yazıcı ve dülger namlarını, yazıcı ve dülger unvanları ise bedahetle kitabet ve dülgerlik sanatlarını ve sıfatlarını ve bu sanat ve sıfatlar bedahetle herhalde bir zatı istilzam eder ki mevsuf ve sâni’ ve müsemma ve fâil olsun. Fâilsiz bir fiil ve müsemmasız bir isim mümkün olmadığı gibi; mevsufsuz bir sıfat, sanatkârsız bir sanat dahi mümkün değildir.
İşte bu hakikat ve kaideye binaen, bu kâinat bütün mevcudatıyla beraber kaderin kalemiyle yazılmış, kudretin çekiciyle yapılmış manidar hadsiz kitaplar, mektuplar, nihayetsiz binalar ve saraylar hükmünde –her biri binler vecihle ve beraber hadsiz vücuh ile– Rabbanî ve Rahmanî nihayetsiz fiilleri ve o fiillerin menşeleri olan bin bir esma-i İlahiyenin hadsiz cilveleriyle ve o güzel isimlerin menbaı olan yedi sıfât-ı Sübhaniyenin nihayetsiz tecellileriyle, o yedi muhit ve kudsî sıfatların madeni ve mevsufu olan ezelî ve ebedî bir Zat-ı Zülcelal’in vücub-u vücuduna ve vahdetine hadsiz işaretler ve nihayetsiz şehadetler ettikleri gibi; bütün o mevcudatta bulunan bütün hüsünler, cemaller, kıymetler, kemaller dahi ef’al-i Rabbaniyenin ve esma-i İlahiyenin ve sıfât-ı Samedaniyenin ve şuunat-ı Sübhaniyenin kendilerine lâyık ve muvafık kudsî cemallerine ve kemallerine ve hepsi birden Zat-ı Akdes’in kudsî cemaline ve kemaline bedahetle şehadet ederler.
İşte faaliyet hakikati içinde tezahür eden rububiyet hakikati; ilim ve hikmetle halk ve icad ve sun’ ve ibda, nizam ve mizan ile takdir ve tasvir ve tedbir ve tedvir, kasd ve irade ile tahvil ve tebdil ve tenzil ve tekmil, şefkat ve rahmetle it’am ve in’am ve ikram ve ihsan gibi şuunatıyla ve tasarrufatıyla kendini gösterir ve tanıttırır.
Ve tezahür-ü rububiyet hakikati içinde bedahetle hissedilen ve bulunan uluhiyetin tebarüz hakikati dahi esma-i hüsnanın rahîmane ve kerîmane cilveleriyle ve yedi sıfât-ı sübutiye olan Hayat, İlim, Kudret, İrade, Sem’, Basar ve Kelâm sıfatlarının celalli ve cemalli tecellileriyle kendini tanıttırır, bildirir.
Evet nasıl ki kelâm sıfatı, vahiyler ve ilhamlar ile Zat-ı Akdes’i tanıttırır, öyle de kudret sıfatı dahi mücessem kelimeleri hükmünde olan sanatlı eserleriyle o Zat-ı Akdes’i bildirir ve kâinatı baştan başa bir Furkan-ı cismanî mahiyetinde gösterip bir Kadîr-i Zülcelal’i tavsif ve tarif eder.
Ve ilim sıfatı dahi hikmetli, intizamlı, mizanlı olan bütün masnuat miktarınca ve ilim ile idare ve tedbir ve tezyin ve temyiz edilen bütün mahlukat adedince, mevsufları olan bir tek Zat-ı Akdes’i bildirir.
Ve hayat sıfatı ise kudreti bildiren bütün eserler ve ilmin vücudunu bildiren bütün intizamlı ve hikmetli ve mizanlı ve ziynetli suretler, haller ve sair sıfatları bildiren bütün deliller, sıfat-ı hayatın delilleriyle beraber, hayat sıfatının tahakkukuna delâlet ettikleri gibi; hayat dahi bütün o delilleriyle, âyineleri olan bütün zîhayatları şahit göstererek Zat-ı Hayy-ı Kayyum’u bildirir.
Ve kâinatı, serbeser her vakit taze taze ve ayrı ayrı cilveleri ve nakışları göstermek için daima değişen ve tazelenen ve hadsiz âyinelerden terekküp eden bir âyine-i ekber suretine çevirir. Ve bu kıyasla görmek ve işitmek, ihtiyar etmek ve konuşmak sıfatları dahi her biri birer kâinat kadar Zat-ı Akdes’i bildirir, tanıttırır.
Hem o sıfatlar, Zat-ı Zülcelal’in vücuduna delâlet ettikleri gibi hayatın vücuduna ve tahakkukuna ve o zatın hayattar ve diri olduğuna dahi bedahetle delâlet ederler. Çünkü bilmek hayatın alâmeti, işitmek dirilik emaresi, görmek dirilere mahsus, irade hayat ile olabilir, ihtiyarî iktidar zîhayatlarda bulunur, tekellüm ise bilen dirilerin işidir.
İşte bu noktalardan anlaşılır ki hayat sıfatının yedi defa kâinat kadar delilleri ve kendi vücudunu ve mevsufun vücudunu bildiren bürhanları vardır ki bütün sıfatların esası ve menbaı ve ism-i a’zamın masdarı ve medarı olmuştur. Risale-i Nur, bu birinci hakikati kuvvetli bürhanlar ile ispat ve bir derece izah ettiğinden, bu denizden bu mezkûr katre ile şimdilik iktifa ediyoruz.
İkinci Hakikat: Sıfat-ı kelâmdan gelen tekellüm-ü İlahîdir.
لَو۟ كَانَ ال۟بَح۟رُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبّٖى âyetinin sırrıyla: Kelâm-ı İlahî, nihayetsizdir. Bir zatın vücudunu bildiren en zâhir alâmet, konuşmasıdır. Demek bu hakikat, nihayetsiz bir surette Mütekellim-i Ezelî’nin mevcudiyetine ve vahdetine şehadet eder.
Bu hakikatin iki kuvvetli şehadeti, bu risalenin on dördüncü ve on beşinci mertebelerinde beyan edilen vahiyler ve ilhamlar cihetiyle ve geniş bir şehadeti dahi onuncu mertebesinde işaret edilen kütüb-ü mukaddese-i semaviye cihetiyle ve çok parlak ve câmi’ bir diğer şehadeti dahi on yedinci mertebesinde Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan cihetiyle geldiğinden, bu hakikatin beyan ve şehadetini o mertebelere havale edip o hakikati mu’cizane ilan eden ve şehadetini sair hakikatlerin şehadetleriyle beraber ifade eden شَهِدَ اللّٰهُ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ وَال۟مَلٰٓئِكَةُ وَ اُولُوا ال۟عِل۟مِ قَٓائِمًا بِال۟قِس۟طِ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ âyet-i muazzamanın envarı ve esrarı, bizim bu yolcuya kâfi ve vâfi gelmiş ki daha ileri gidememiş.
İşte bu yolcunun bu makam-ı kudsîden aldığı dersin kısa bir mealine bir işaret olarak Birinci Makam’ın on dokuzuncu mertebesinde لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ال۟وَاجِبُ ال۟وُجُودِ ال۟وَاحِدُ ال۟اَحَدُ لَهُ ال۟اَس۟مَاءُ ال۟حُس۟نٰى وَ لَهُ الصِّفَاتُ ال۟عُل۟يَا وَ لَهُ ال۟مَثَلُ ال۟اَع۟لٰى اَلَّذٖى دَلَّ عَلٰى وُجُوبِ وُجُودِهٖ فٖى وَح۟دَتِهٖ اَلذَّاتُ ال۟وَاجِبُ ال۟وُجُودِ بِاِج۟مَاعِ جَمٖيعِ صِفَاتِهِ ال۟قُد۟سِيَّةِ ال۟مُحٖيطَةِ وَ جَمٖيعِ اَس۟مَائِهِ ال۟حُس۟نٰى اَل۟مُتَجَلِّيَّةِ بِاِتِّفَاقِ جَمٖيعِ شُؤُنَاتِهٖ وَ اَف۟عَالِهِ ال۟مُتَصَرِّفَةِ بِشَهَادَةِ عَظَمَةِ حَقٖيقَةِ تَبَارُزِ ال۟اُلُوهِيَّةِ فٖى تَظَاهُرِ الرُّبُوبِيَّةِ فٖى دَوَامِ ال۟فَعَّالِيَّةِ ال۟مُس۟تَو۟لِيَةِ بِفِع۟لِ ال۟اٖيجَادِ وَ ال۟خَل۟قِ وَ الصُّن۟عِ وَ ال۟اِب۟دَاعِ بِاِرَادَةٍ وَ قُد۟رَةٍ وَ بِفِع۟لِ التَّق۟دٖيرِ وَ التَّص۟وٖيرِ وَ التَّد۟بٖيرِ وَ التَّد۟وٖيرِ بِاِخ۟تِيَارٍ وَ حِك۟مَةٍ وَ بِفِع۟لِ التَّص۟رٖيفِ وَ التَّن۟ظٖيمِ وَ ال۟مُحَافَظَةِ وَ ال۟اِدَارَةِ وَ ال۟اِعَاشَةِ بِقَص۟دٍ وَ رَح۟مَةٍ وَ بِكَمَالِ ال۟اِن۟تِظَامِ وَ ال۟مُوَازَنَةِ وَ بِشَهَادَةِ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ اَس۟رَارِ - شَهِدَ اللّٰهُ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ وَ ال۟مَلٰٓئِكَةُ وَ اُولُوا ال۟عِل۟مِ قَٓائِمًا بِال۟قِس۟طِ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ denilmiştir.
İHTAR
Geçen İkinci Makam’ın Birinci Bab’ındaki on dokuz adet mertebelerin şehadet eden hakikatlerinin her birisi, tahakkuklarıyla ve vücudlarıyla vücub-u vücuda delâlet ettikleri gibi; ihataları ile dahi vahdete ve ehadiyete delâlet ederler. Fakat başta sarîhan vücudu ispat ettikleri cihetle, vücub-u vücudun delilleri sayılmış.
İkinci Makam’ın İkinci Bab’ı ise başta ve sarahatle vahdeti ve içinde vücudu ispat ettiği haysiyetiyle, tevhid bürhanları denilir. Yoksa her ikisi, her ikisini ispat eder. Farklarına işaret için Birinci Bab’da بِشَهَادَةِ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ
İkinci Bab’da vahdet görünür gibi zuhuruna işareten بِمُشَاهَدَةِ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ fıkraları tekrar ediliyor.
Gelecek İkinci Bab’ın mertebelerini Birinci Bab gibi izah etmeye niyet etmiştim. Fakat bazı hallerin mümanaatıyla ihtisara ve icmale mecburum. Hakkıyla beyan etmeyi Risale-i Nur’a havale ediyoruz.
İKİNCİ BAB
Berahin-i Tevhidiyeye Dairdir
Dünyaya iman için gönderilen ve bütün kâinatta fikren seyahat eden ve her şeyden Hâlık’ını soran ve her yerde Rabb’ini arayan ve hakkalyakîn derecesinde İlah’ını vücub-u vücud noktasında bulan dünya misafiri, kendi aklına dedi ki: Gel, Vâcibü’l-vücud Hâlık’ımızın vahdet bürhanlarını temaşa için yine beraber bir seyahate gideceğiz.
Beraber gittiler. Birinci menzilde gördüler ki kâinatı istila eden dört hakikat-i kudsiye, vahdeti bedahet derecesinde istilzam edip isterler.
BİRİNCİ HAKİKAT: “Uluhiyet-i mutlaka”dır.
Evet, nev-i beşerin her taifesi birer nevi ibadet ile fıtrî gibi meşgul olması ve sair zîhayatın belki cemadatın dahi fıtrî hizmetleri, birer nevi ibadet hükmünde bulunması ve kâinatta maddî ve manevî bütün nimetlerin ve ihsanların her biri, bir mabudiyet tarafından, hamd ve ibadeti yaptıran perestişe ve şükre birer vesile olmaları ve vahiy ve ilhamlar gibi bütün tereşşuhat-ı gaybiye ve tezahürat-ı maneviyenin bir tek İlah’ın mabudiyetini ilan etmeleri; elbette ve bedahetle bir uluhiyet-i mutlakanın tahakkukunu ve hüküm-ferma olduğunu ispat ederler.
Madem böyle bir uluhiyet hakikati var, elbette iştiraki kabul edemez. Çünkü uluhiyete yani mabudiyete karşı şükür ve ibadetle mukabele edenler, kâinat ağacının en nihayetlerinde bulunan zîşuur meyveleridir. Ve başkaların o zîşuurları memnun ve minnettar edip yüzlerini kendilerine çevirmesi ve görünmediğinden çabuk unutturulabilen hakiki mabudlarını onlara unutturması, uluhiyetin mahiyetine ve kudsî maksatlarına öyle bir zıddiyettir ki hiçbir cihetle müsaade etmez.
Kur’an’ın çok tekrar ile ve şiddetle şirki red ve müşrikleri cehennem ile tehdit etmesi, bu cihettendir.
İKİNCİ HAKİKAT: “Rububiyet-i mutlaka”dır.
Evet, bütün kâinatta hususan zîhayatlarda ve bilhassa terbiye ve iaşelerinde her tarafta aynı tarzda ve umulmadık bir surette beraber ve birbiri içinde hakîmane, rahîmane bir dest-i gaybî tarafından olan bir tasarruf-u âmm elbette bir rububiyet-i mutlakanın tereşşuhudur ve ziyasıdır ve tahakkukuna bir bürhan-ı kat’îdir.
Madem bir rububiyet-i mutlaka vardır, elbette şirk ve iştiraki kabul etmez. Çünkü o rububiyetin kendi cemalini izhar ve kemalâtını ilan ve kıymetli sanatlarını teşhir ve gizli hünerlerini göstermek gibi en mühim maksat ve gayeleri cüz’iyatta ve zîhayatta temerküz ve içtima ettiğinden, en cüz’î bir şeye ve en küçük bir zîhayata kendi başıyla müdahale eden bir şirk, o gayeleri bozar ve o maksatları harap eder. Ve zîşuurun yüzlerini o gayelerden ve o gayeleri irade edenden çevirip esbaba saldığından ve bu vaziyet rububiyetin mahiyetine bütün bütün muhalif ve adâvet olduğundan, elbette böyle bir rububiyet-i mutlaka, hiçbir cihetle şirke müsaade etmez.
Kur’an’ın kesretli takdisatı ve tesbihatı ve âyâtı ve kelimatı, belki hurufatı ve hey’atıyla mütemadiyen tevhide irşadatı bu büyük sırdan ileri gelmiştir.
ÜÇÜNCÜ HAKİKAT: “Kemalât”tır.
Evet, bu kâinatın bütün ulvi hikmetleri, hârika güzellikleri, âdilane kanunları, hakîmane gayeleri, hakikat-i kemalâtın vücuduna bedahetle delâlet ve bilhassa bu kâinatı hiçten icad edip her cihetle mu’cizatlı ve cemalli bir surette idare eden Hâlık’ın kemalâtına ve o Hâlık’ın âyine-i zîşuuru olan insanın kemalâtına şehadeti pek zâhirdir.
Madem kemalât hakikati vardır. Ve madem kâinatı kemalât içinde icad eden Hâlık’ın kemalâtı muhakkaktır. Ve madem kâinatın en mühim meyvesi ve arzın halifesi ve Hâlık’ın en ehemmiyetli masnuu ve sevgilisi olan insanın kemalâtı haktır ve hakikatlidir.
Elbette bu gözümüz ile gördüğümüz kemalli ve hikmetli kâinatı; fena ve zevalde yuvarlanan ve neticesiz olarak tesadüfün oyuncağı, tabiatın mel’abegâhı, zîhayatın zalimane mezbahası, zîşuurun dehşetli hüzüngâhı suretine çeviren ve âsârı ile kemalâtı görünen insanı, en bîçare ve en perişan ve en aşağı bir hayvan derekesine indiren ve Hâlık’ın âyine-i kemalâtı olan bütün mevcudatın şehadetiyle nihayetsiz kemalât-ı kudsiyesi bulunan o Hâlık’ın kemalâtını setredip perde çekerek netice-i faaliyetini ve hallakıyetini iptal eden şirk, elbette olamaz ve hakikatsizdir.
Şirkin bu kemalât-ı İlahiyeye ve insaniye ve kevniyeye karşı zıddiyeti ve o kemalâtları bozduğu İkinci Şuâ Risalesi’nin üç meyve-i tevhide dair Birinci Makam’ında kuvvetli ve kat’î deliller ile ispat ve izah edildiğinden ona havale edip burada kısa kesiyoruz.
DÖRDÜNCÜ HAKİKAT: “Hâkimiyet”tir.
Evet, bu kâinata geniş bir dikkat ile bakan; kâinatı gayet haşmetli ve gayet faaliyetli bir memleket, belki idaresi gayet hikmetli ve hâkimiyeti gayet kuvvetli bir şehir hükmünde görür, her şeyi ve her nev’i birer vazife ile musahharane meşgul bulur. وَ لِلّٰهِ جُنُودُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ âyetinin askerlik manasını ihsas eden temsiline göre: Zerrat ordusundan ve nebatat fırkalarından ve hayvanat taburlarından tâ yıldızlar ordusuna kadar olan cünud-u Rabbaniyeden, o küçücük memurlarda ve bu pek büyük askerlerde hâkimane tekvinî emirlerin, âmirane hükümlerin, şahane kanunların cereyanları, bedahetle bir hâkimiyet-i mutlakanın ve bir âmiriyet-i külliyenin vücuduna delâlet ederler.
Madem bir hâkimiyet-i mutlaka hakikati vardır, elbette şirkin hakikati olamaz. Çünkü لَو۟ كَانَ فٖيهِمَٓا اٰلِهَةٌ اِلَّا اللّٰهُ لَفَسَدَتَا âyetinin hakikat-i kātıasıyla, müteaddid eller müstebidane bir işe karışsalar karıştırırlar. Bir memlekette iki padişah, hattâ bir nahiyede iki müdür bulunsa intizam bozulur ve idare herc ü merc olur. Halbuki sinek kanadından tâ semavat kandillerine kadar ve hüceyrat-ı bedeniyeden tâ seyyaratın burçlarına kadar öyle bir intizam var ki zerre kadar şirkin müdahalesi olamaz.
Hem hâkimiyet bir makam-ı izzettir; rakip kabul etmek, o hâkimiyetin izzetini kırar. Evet, aczi için çok yardımcılara muhtaç olan insanın, cüz’î ve zâhirî ve muvakkat bir hâkimiyeti için kardeşini ve evladını zalimane öldürmesi gösteriyor ki hâkimiyet rakip kabul etmez. Böyle bir âciz, böyle cüz’î bir hâkimiyet için böyle yaparsa; elbette bütün kâinatın mâliki olan bir Kadîr-i Mutlak’ın hakiki ve küllî rububiyetine ve uluhiyetine medar olan kendi hâkimiyet-i kudsiyesine başkasını teşrik etmesi ve şerike müsaade etmesi hiçbir cihetle mümkün olamaz.
Bu hakikat, İkinci Şuâ’nın İkinci Makam’ında ve Risale-i Nur’un birçok yerlerinde kuvvetli deliller ile ispat edildiğinden onlara havale ediyoruz.
İşte yolcumuz bu dört hakikati müşahede etmekle, vahdaniyet-i İlahiyeyi şuhud derecesinde bildi, imanı parladı. Bütün kuvvetiyle
لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ وَح۟دَهُ لَا شَرٖيكَ لَهُ dedi. Ve bu menzilden aldığı derse bir kısa işaret olarak Birinci Makam’ın ikinci babında لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ال۟وَاحِدُ ال۟اَحَدُ الَّذٖى دَلَّ عَلٰى وَح۟دَانِيَّتِهٖ وَ وُجُوبِ وُجُودِهٖ مُشَاهَدَةُ عَظَمَةِ حَقٖيقَةِ تَبَارُزِ ال۟اُلُوهِيَّةِ ال۟مُط۟لَقَةِ وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ تَظَاهُرِ الرُّبُوبِيَّةِ ال۟مُط۟لَقَةِ ال۟مُق۟تَضِيَّةِ لِل۟وَح۟دَةِ وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ ال۟كَمَالَاتِ النَّاشِئَةِ مِنَ ال۟وَح۟دَةِ وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ ال۟حَاكِمِيَّةِ ال۟مُط۟لَقَةِ ال۟مَانِعَةِ وَ ال۟مُنَافِيَةِ لِلشِّر۟كَةِ denilmiştir.
Sonra o sükûnetsiz misafir kendi kalbine dedi: Ehl-i imanın, hususan ehl-i tarîkatın her vakit tekrarla لَٓا اِلٰهَ اِلَّاهُوَ demeleri, tevhidi yâd ve ilan etmeleri gösterir ki tevhidin pek çok mertebeleri bulunuyor. Hem tevhid, en ehemmiyetli ve en halâvetli ve en yüksek bir vazife-i kudsiye ve bir farîza-i fıtriye ve bir ibadet-i imaniyedir. Öyle ise gel bir mertebeyi daha bulmak için bu ibrethanenin diğer bir menzilinin kapısını daha açmalıyız.
Çünkü aradığımız hakiki tevhid, yalnız tasavvurdan ibaret bir marifet değildir. Belki ilm-i mantıkta tasavvura mukabil ve marifet-i tasavvuriyeden çok kıymettar ve bürhanın neticesi olan ve ilim denilen tasdiktir.
Ve tevhid-i hakiki öyle bir hüküm ve tasdik ve iz’an ve kabuldür ki her bir şeyle Rabb’ini bulabilir ve her şeyde Hâlık’ına giden bir yolu görür ve hiçbir şey huzuruna mani olmaz. Yoksa Rabb’ini bulmak için her vakit kâinat perdesini yırtmak, açmak lâzım gelir. “Öyle ise haydi ileri!” diyerek, kibriya ve azamet kapısını çaldı. Ef’al ve âsâr menziline ve icad ve ibda âlemine girdi, gördü ki: Kâinatı istila etmiş beş hakikat-i muhita hükmediyorlar, bedahetle tevhidi ispat ederler.
BİRİNCİSİ
Kibriya ve azamet hakikatidir. Bu hakikat, İkinci Şuâ’nın İkinci Makam’ında ve Risale-i Nur’un müteaddid yerlerinde bürhanlarla izah edildiğinden burada bu kadar deriz ki:
Binlerle sene birbirlerinden uzak bir mesafede bulunan yıldızları, aynı anda aynı tarzda icad edip tasarruf eden ve zeminin şark ve garp ve cenup ve şimalinde bulunan aynı çiçeğin hadsiz efradını, bir zamanda ve bir surette halk edip tasvir eden...
Hem هُوَ الَّذٖى خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضَ فٖى سِتَّةِ اَيَّامٍ yani gökleri ve zemini altı günde yaratmak gibi geçmiş ve gaybî ve çok acib bir hâdiseyi, hazır ve göz önünde bir hâdise ile ispat etmek ve onun gibi acib bir tanzir olarak zeminin yüzünde bahar mevsiminde haşr-i a’zamın yüz binden ziyade misallerini gösterir gibi iki yüz binden ziyade nebatat taifelerini ve hayvanat kabilelerini beş altı haftada inşa edip kemal-i intizam ve mizan ile iltibassız, noksansız, yanlışsız, beraber, birbiri içinde idare, terbiye, iaşe, temyiz ve tezyin eden...
Hem يُولِجُ الَّي۟لَ فِى النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّي۟لِ âyetinin sarahatiyle zemini döndürüp gece gündüz sahifelerini yapan ve çeviren ve yevmiye hâdisatıyla yazan değiştiren aynı zat, aynı anda, en gizli, en cüz’î olan kalplerin hatıratlarını dahi bilir ve iradesiyle idare eder.
Ve mezkûr fiillerin her biri bir tek fiil olduğundan, zarurî olarak, onların fâili dahi bir tek, vâhid ve kādir olan fâil-i zülcelallerinin, bedahetle öyle bir kibriya ve azameti var ki: Hiçbir yerde, hiçbir şeyde, hiçbir cihetle, hiçbir şirkin hiçbir imkânını, hiçbir ihtimalini bırakmıyor, köküyle kesiyor.
Madem böyle bir kibriya ve azamet-i kudret var ve madem o kibriya nihayet kemaldedir ve ihata ediyor. Elbette o kudrete acz veya ihtiyaç ve o kibriyaya kusur ve o kemale noksaniyet ve o ihataya kayıt ve o nihayetsizliğe nihayet veren bir şirke meydan vermesi ve müsaade etmesi, hiçbir vecihle mümkün değildir. Fıtratını bozmayan hiçbir akıl kabul etmez.
İşte şirk, kibriyaya dokunması ve celalin izzetine dokundurması ve azametine ilişmesi cihetiyle öyle bir cinayettir ki hiç kabil-i af olmadığını, Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan azîm tehdit ile اِنَّ اللّٰهَ لَا يَغ۟فِرُ اَن۟ يُش۟رَكَ بِهٖ وَيَغ۟فِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ ferman ediyor.
İKİNCİ HAKİKAT
Kâinatta tasarrufları görünen ef’al-i Rabbaniyenin ıtlak ve ihata ve nihayetsiz bir surette zuhurlarıdır. Ve o fiilleri takyid ve tahdid eden, yalnız hikmet ve iradedir ve mazharların kabiliyetleridir. Ve serseri tesadüf ve şuursuz tabiat ve kör kuvvet ve camid esbab ve kayıtsız ve her yere dağılan ve karıştıran unsurlar, o gayet mizanlı ve hikmetli ve basîrane ve hayattarane ve muntazam ve muhkem olan fiillere karışamazlar, belki Fâil-i Zülcelal’in emriyle ve iradesiyle ve kuvvetiyle zâhirî bir perde-i kudret olarak istimal olunuyorlar.
Hadsiz misallerinden üç misali, Sure-i Nahl’in bir sahifesinde birbirine muttasıl üç âyetin işaret ettikleri üç fiilin hadsiz nüktelerinden üç nüktesini beyan ederiz.
Birincisi: وَ اَو۟حٰى رَبُّكَ اِلَى النَّح۟لِ اَنِ اتَّخِذٖى مِنَ ال۟جِبَالِ بُيُوتًا ... اِلٰى اٰخِره
Evet, bal arısı fıtratça ve vazifece öyle bir mu’cize-i kudrettir ki koca Sure-i Nahl, onun ismiyle tesmiye edilmiş. Çünkü o küçücük bal makinesinin zerrecik başında, onun ehemmiyetli vazifesinin mükemmel programını yazmak ve küçücük karnında taamların en tatlısını koymak ve pişirmek ve süngücüğünde zîhayat azaları tahrip etmek ve öldürmek hâsiyetinde bulunan zehiri o uzuvcuğuna ve cismine zarar vermeden yerleştirmek; nihayet dikkat ve ilim ile ve gayet hikmet ve irade ile ve tam bir intizam ve muvazene ile olduğundan şuursuz, intizamsız, mizansız olan tabiat ve tesadüf gibi şeyler elbette müdahale edemezler ve karışamazlar.
İşte bu üç cihetle mu’cizeli bu sanat-ı İlahiyenin ve bu fiil-i Rabbanînin, bütün zemin yüzünde hadsiz arılarda, aynı hikmetle, aynı dikkatle, aynı mizanda, aynı anda, aynı tarzda zuhuru ve ihatası, bedahetle vahdeti ispat eder.
İkinci âyet: وَ اِنَّ لَكُم۟ فِى ال۟اَن۟عَامِ لَعِب۟رَةً نُس۟قٖيكُم۟ مِمَّا فٖى بُطُونِهٖ مِن۟ بَي۟نِ فَر۟ثٍوَ دَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَٓائِغًا لِلشَّارِبٖينَ âyeti, ibret-feşan bir fermandır. Evet, başta inek ve deve ve keçi ve koyun olarak süt fabrikaları olan validelerin memelerinde, kan ve fışkı içinde bulaştırmadan ve bulandırmadan ve onlara bütün bütün muhalif olarak hâlis, temiz, safi, mugaddi, hoş, beyaz bir sütü koymak; ve yavrularına karşı o sütten daha ziyade hoş, şirin, tatlı, kıymetli ve fedakârane bir şefkati kalplerine bırakmak; elbette o derece bir rahmet, bir hikmet, bir ilim, bir kudret ve bir ihtiyar ve dikkat ister ki fırtınalı tesadüflerin ve karıştırıcı unsurların ve kör kuvvetlerin hiçbir cihetle işleri olamaz.
İşte böyle gayet mu’cizeli ve hikmetli bu sanat-ı Rabbaniyenin ve bu fiil-i İlahînin, umum rûy-i zeminde, yüz binlerle nevilerin, hadsiz validelerinin kalplerinde ve memelerinde aynı anda, aynı tarzda, aynı hikmet ve aynı dikkat ile tecellisi ve tasarrufu ve yapması ve ihatası, bedahetle vahdeti ispat eder.
Üçüncü âyet: وَمِن۟ ثَمَرَاتِ النَّخٖيلِ وَال۟اَع۟نَابِ تَتَّخِذُونَ مِن۟هُ سَكَرًا وَرِز۟قًا حَسَنًااِنَّ فٖى ذٰلِكَ لَاٰيَةً لِقَو۟مٍ يَع۟قِلُونَ
Bu âyet, nazar-ı dikkati hurma ve üzüme celbedip der ki: “Aklı bulunanlara, bu iki meyvede tevhid için büyük bir âyet, bir delil ve bir hüccet vardır.” Evet, bu iki meyve hem gıda ve kut hem fakihe ve yemiş hem çok lezzetli taamların menşeleri olmakla beraber, susuz bir kumda ve kuru bir toprakta duran bu ağaçlar, o derece bir mu’cize-i kudret ve bir hârika-i hikmettir ve öyle bir helvalı şeker fabrikası ve ballı bir şurup makinesi ve o kadar hassas bir mizan ve mükemmel bir intizam ve hikmetli ve dikkatli bir sanattırlar ki zerre kadar aklı bulunan bir adam “Bunları böyle yapan, elbette bu kâinatı yaratan zat olabilir.” demeye mecburdur.
Çünkü mesela, bu gözümüz önünde bir parmak kadar asmanın üzüm çubuğunda yirmi salkım var ve her salkımda şekerli şurup tulumbacıklarından yüzer tane var. Ve her tanenin yüzüne incecik ve güzel ve latîf ve renkli bir mahfazayı giydirmek ve nazik ve yumuşak kalbinde, kuvve-i hâfızası ve programı ve tarihçe-i hayatı hükmünde olan sert kabuklu, ceviz içli çekirdekleri koymak ve karnında cennet helvası gibi bir tatlıyı ve âb-ı kevser gibi bir balı yapmak ve bütün zemin yüzünde, hadsiz emsalinde aynı dikkat, aynı hikmet, aynı hârika-i sanatı, aynı zamanda, aynı tarzda yaratmak, elbette bedahetle gösterir ki bu işi yapan; bütün kâinatın Hâlık’ıdır ve nihayetsiz bir kudreti ve hadsiz bir hikmeti iktiza eden şu fiil ancak onun fiilidir.
Evet, bu çok hassas mizana ve çok maharetli sanata ve çok hikmetli intizama, kör ve serseri ve intizamsız ve şuursuz ve hedefsiz ve istilacı ve karıştırıcı olan kuvvetler ve tabiatlar ve sebepler karışamazlar, ellerini uzatamazlar. Yalnız, mef’uliyette ve kabulde ve perdedarlıkta, emr-i Rabbanî ile istihdam olunuyorlar.
İşte bu üç âyetin işaret ettikleri üç hakikatin tevhide delâlet eden üç nüktesi gibi hadsiz ef’al-i Rabbaniyenin hadsiz cilveleri ve tasarrufları, ittifakla bir tek vâhid-i ehad, bir Zat-ı Zülcelal’in vahdetine şehadet ederler.
ÜÇÜNCÜ HAKİKAT
Mevcudatın ve bilhassa nebatat ve hayvanatın, sürat-i mutlaka içinde kesret-i mutlaka ve intizam-ı mutlak ile ve suhulet-i mutlaka içinde gayet hüsn-ü sanat ve maharet ve itkan ve intizam ile ve mebzuliyet-i mutlaka ve ihtilat-ı mutlak içinde gayet kıymettarlık ve tam imtiyaz ile icadlarıdır.
Evet, gayet çokluk ile gayet çabukluk hem gayet sanatkârane ve mahirane ve dikkat ve intizam ile gayet kolay ve rahatça hem gayet mebzuliyet ve karışıklık içinde gayet kıymetli ve farikalı olarak bulaşmadan ve bulaştırmadan ve bulandırmadan yapmak ancak ve ancak bir tek vâhid zatın öyle bir kudretiyle olabilir ki o kudrete hiçbir şey ağır gelmez. Ve o kudrete nisbeten, yıldızlar zerreler kadar ve en büyük en küçük kadar ve efradı hadsiz bir nevi, bir tek fert kadar ve azametli ve muhit bir küll, has ve az bir cüz kadar ve koca zeminin ihyası ve diriltilmesi, bir ağaç kadar ve dağ gibi bir ağacın inşası, tırnak gibi bir çekirdek kadar kolay ve rahatça ve suhuletli olmak gerektir. Tâ ki gözümüzün önünde yapılan bu işleri yapabilsin.
İşte bu mertebe-i tevhidin ve bu üçüncü hakikatin ve kelime-i tevhidin bu ehemmiyetli sırrını, yani en büyük bir küll, en küçük bir cüz’î gibi olması ve en çok ve en az farkı bulunmaması hem bu hayretli hikmetini ve bu azametli tılsımını ve tavr-ı aklın haricindeki bu muammasını ve İslâmiyet’in en mühim esasını ve imanın en derin bir medarını ve tevhidin en büyük bir temelini beyan ve hall ve keşif ve ispat etmekle Kur’an’ın tılsımı açılır ve hilkat-i kâinatın en gizli ve bilinmez ve felsefeyi idrakinden âciz bırakan muamması bilinir.
Hâlık-ı Rahîm’ime yüz bin defa Risaletü’n-Nur’un hurufatı adedince şükür ve hamdolsun ki Risaletü’n-Nur bu acib tılsımı ve bu garib muammayı hall ve keşif ve ispat etmiş. Ve bilhassa Yirminci Mektup’un âhirlerinde وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ bahsinde ve haşre dair Yirmi Dokuzuncu Söz’ün “Fâil muktedirdir.” bahsinde, Yirmi Dokuzuncu Lem’a-i Arabiye’nin “Allahu ekber” mertebelerinden kudret-i İlahiyenin ispatında, kat’î bürhanlarla, iki kere iki dört eder derecesinde ispat edilmiş.
Onun için izahı onlara havale etmekle beraber, bir fihriste hükmünde bu sırrı açan esasları ve delilleri icmalen beyan ve on üç basamak olarak on üç sırra işaret etmek istedim. Birinci ve ikinci sırları yazdım. Fakat maatteessüf hem maddî hem manevî iki kuvvetli mani, beni şimdilik mütebâkisinden vazgeçirdiler.
Birinci Sır: Bir şey zatî olsa onun zıddı o zata ârız olamaz. Çünkü içtimaü’z-zıddeyn olur, o da muhaldir. İşte bu sırra binaen, madem kudret-i İlahiye zatiyedir ve Zat-ı Akdes’in lâzım-ı zarurîsidir. Elbette o kudretin zıddı olan acz, o Zat-ı Kadîr’e ârız olması mümkün olmaz.
Ve madem bir şeyde mertebelerin bulunması, o şeyin içinde zıddının tedahülü iledir. Mesela, ziyanın kavî ve zayıf gibi mertebeleri, zulmetin müdahalesi ile ve hararetin ziyade ve aşağı dereceleri, soğuğun karışması ile ve kuvvetin şiddet ve noksan miktarları, mukavemetin karşılaması ve mümanaatıyladır. Elbette o kudret-i zatiyede mertebeler bulunmaz. Bütün eşyayı, bir tek şey gibi icad eder.
Ve madem o kudret-i zatiyede mertebeler bulunmaz ve zaaf ve noksan olamaz, elbette hiçbir mani onu karşılayamaz ve hiçbir icad ona ağır gelmez.
Ve madem hiçbir şey ona ağır gelmez, elbette haşr-i a’zamı bir bahar kadar kolay ve bir baharı bir ağaç kadar suhuletli ve bir ağacı bir çiçek kadar zahmetsiz icad ettiği gibi; bir çiçeği bir ağaç kadar sanatlı, bir ağacı bir bahar kadar mu’cizatlı ve bir baharı bir haşir gibi cem’iyetli ve hârikalı halk eder ve gözümüzün önünde halk ediyor.
Risale-i Nur’da kat’î ve kuvvetli çok bürhanlar ile ispat edilmiş ki: Eğer vahdet ve tevhid olmazsa bir çiçek, bir ağaç kadar belki daha müşkülatlı ve bir ağaç, bir bahar kadar belki daha suubetli olmakla beraber; kıymet ve sanatça bütün bütün sukut edeceklerdi. Ve şimdi bir dakikada yapılan bir zîhayat, bir senede ancak yapılacaktı, belki de hiç yapılmayacaktı.
İşte bu mezkûr sırra binaendir ki: Gayet mebzuliyet ve çoklukla beraber gayet kıymettar ve gayet çabuk ve kolaylıkla beraber gayet sanatlı olan bu meyveler, bu çiçekler, bu ağaçlar ve hayvancıklar muntazaman meydana çıkıyorlar ve vazife başına geçiyorlar ve tesbihatlarını yapıp, bitirip, tohumlarını yerlerinde tevkil ederek gidiyorlar.
İkinci Sır: Nasıl ki nuraniyet ve şeffafiyet ve itaat sırrıyla ve kudret-i zatiyenin bir cilvesiyle bir tek güneş, bir tek âyineye ziyalı akis verdiği gibi; hadsiz âyinelere ve parlak şeylere ve katrelere o kayıtsız kudretinin geniş faaliyetinden ziyalı ve hararetli olan ayn-ı aksini emr-i İlahî ile kolayca verebilir. Az ve çok birdir, farkı yoktur.
Hem bir tek kelime söylense nihayetsiz hallakıyetin nihayetsiz vüs’atinden, o bir tek kelime bir tek adamın kulağına zahmetsiz girdiği gibi bir milyon kulakların kafalarına da izn-i Rabbanî ile zahmetsiz girer. Binlerle dinleyen ile bir tek dinleyen müsavidir, fark etmez.
Hem göz gibi bir tek nur veya Cebrail gibi nurani bir tek ruhanî; tecelli-i rahmet içinde olan faaliyet-i Rabbaniyenin kemal-i vüs’atinden bir tek yere suhuletle baktığı ve gittiği ve bir tek yerde suhuletle bulunduğu gibi binler yerlerde de kudret-i İlahiye ile suhuletle bulunur, bakar, girer; az, çok farkı yoktur.
Aynen öyle de kudret-i zatiye-i ezeliye, en latîf, en has bir nur ve bütün nurların nuru olduğundan ve eşyanın mahiyetleri ve hakikatleri ve melekûtiyet vecihleri şeffaf ve âyine gibi parlak olduğundan ve zerrattan ve nebatattan ve zîhayattan tâ yıldızlara ve güneşlere ve aylara kadar her şey, o kudret-i zatiyenin hükmüne gayet derecede itaatli, inkıyadlı ve o kudret-i ezelînin emirlerine nihayet derecede mutî ve musahhar bulunduğundan, elbette hadsiz eşyayı bir tek şey gibi icad eder ve yanlarında bulunur. Bir iş bir işe mani olmaz. Büyük ve küçük, çok ve az, cüz’î ve küllî birdir. Hiçbiri ona ağır gelmez.
Hem nasıl ki Onuncu ve Yirmi Dokuzuncu Sözlerde denildiği gibi; intizam ve muvazene ve hükme itaat ve emirleri imtisal sırlarıyla, yüz hane kadar bir büyük sefineyi bir çocuğun parmağıyla oyuncağını çevirdiği gibi döndürür, gezdirir.
Hem bir âmir, bir “Arş!” emriyle bir tek neferi hücum ettirdiği gibi muntazam ve mutî bir orduyu dahi o tek emriyle hücuma sevk eder.
Hem pek büyük bir hassas mizanın iki gözünde, iki dağ muvazene vaziyetinde bulunsalar iki kefesinde iki yumurta bulunan diğer mizanın, bir tek ceviz, bir kefesini yukarıya kaldırması, birini aşağı indirmesi gibi; o tek ceviz, bir kanun-u hikmetle öteki büyük mizanın bir gözünü dağ ile beraber dağın başına ve öbür dağı, derelerin dibine indirebilir.
Aynen öyle de kayıtsız, nihayetsiz, nurani, zatî, sermedî olan kudret-i Rabbaniyede ve beraberinde bütün intizamatın ve nizamların ve muvazenelerin menşei, menbaı, medarı, masdarı olan nihayetsiz bir hikmet ve gayet hassas bir adalet-i İlahiye bulunduğundan ve cüz’î ve küllî ve büyük ve küçük her şey ve bütün eşya, o kudretin hükmüne musahhar ve tasarrufuna münkad olduğundan, elbette zerreleri kolayca tedvir ve tahrik ettiği gibi yıldızları dahi nizam-ı hikmet sırrıyla kolayca döndürür, çevirir.
Ve baharda, bir emir ile suhuletle bir sineği ihya ettiği gibi; bütün sineklerin taifelerini ve bütün nebatatı ve hayvancıkların ordularını, kudretindeki hikmet ve mizanın sırrıyla, aynı emirle, aynı kolaylıkla diriltip meydan-ı hayata sevk eder.
Ve bir ağacı baharda çabuk diriltmek ve kemiklerine hayat vermek gibi o hikmetli, adaletli kudret-i mutlaka ile koca arzı ve zemin cenazesini, baharda o ağaç gibi kolayca ihya edip yüz bin çeşit haşirlerin misallerini icad eder.
Ve bir emr-i tekvinî ile arzı dirilttiği gibi اِن۟ كَانَت۟ اِلَّا صَي۟حَةً وَاحِدَةً فَاِذَاهُم۟ جَمٖيعٌ لَدَي۟نَا مُح۟ضَرُونَ fermanıyla yani “Bütün ins ve cin, bir tek sayha ve emir ile yanımızda meydan-ı haşre hazır olurlar.”
Hem وَمَٓا اَم۟رُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَم۟حِ ال۟بَصَرِ اَو۟ هُوَ اَق۟رَبُ ferman etmesiyle yani “Kıyamet ve haşrin işi ve yapılması gözünü kapayıp hemen açmak kadardır belki daha yakındır.” der.
Hem مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ âyetiyle yani “Ey insanlar! Sizin icad ve ihyanız ve haşir ve neşriniz, bir tek nefsin ihyası gibi kolaydır. Kudretime ağır gelmez.” mealinde bulunan şu üç âyetin sırrıyla, aynı emir ile aynı kolaylıkla bütün ins ve cinleri ve hayvanı ve ruhanî ve melekleri haşr-i ekberin meydanına ve mizan-ı a’zamın önüne getirir. Bir iş bir işe mani olmaz.
Üçüncü ve dördüncüden tâ on üçüncü sırra kadar, arzuma muhalif olarak başka vakte ta’lik edildi.
DÖRDÜNCÜ HAKİKAT
Mevcudatın vücudları ve zuhurları, beraberlik ve birbiri içinde birlik ve birbirine benzemeklik ve birbirinin misal-i musağğarı ve numune-i ekberi ve bir kısım küll ve küllî ve diğer kısım onun cüzleri ve fertleri ve birbirine sikke-i fıtratta müşabehet ve nakş-ı sanatta münasebet ve birbirine yardım etmek ve birbirinin vazife-i fıtriyesini tekmil etmek gibi çok cihetü’l-vahdet noktalarında; bedahet derecesinde tevhidi ilan ve Sâni’lerinin vâhid olduğunu ispat etmek ve kâinatın rububiyet cihetinde, tecezzi ve inkısam kabul etmez bir küll ve küllî hükmünde bulunduğunu izhar etmektir.
Evet mesela, her baharda nebatattan ve hayvanattan dört yüz bin nev’in hadsiz efradlarını, beraber ve birbiri içinde, bir anda ve bir tarzda, yanlışsız, hatasız, kemal-i hikmet ve hüsn-ü sanatla icad etmek ve idare ve iaşe etmek...
Hem kuşların misal-i musağğarları olan sineklerden tâ numune-i ekberleri olan kartallara kadar hadsiz efradlarını yaratmak ve hava âleminde, seyahat ve yaşamalarına yardım eden cihazatı verip gezdirmek ve havayı şenlendirmekle beraber, yüzlerinde mu’cizane birer sikke-i sanat ve cisimlerinde müdebbirane birer hâtem-i hikmet ve mahiyetlerinde mürebbiyane birer turra-i ehadiyet koymak...
Hem zerrat-ı taamiyeyi hüceyrat-ı bedeniyenin imdadına ve nebatatı hayvanatın imdadına ve hayvanatı insanların yardımına ve umum valideleri iktidarsız yavruların muavenetine hakîmane, rahîmane koşturmak, göndermek…
Hem daire-i Kehkeşan’dan ve manzume-i şemsiyeden ve anâsır-ı arziyeden tâ göz hadekasının perdelerine ve gül goncasının yapraklarına ve mısır sümbülünün gömleklerine ve kavunun çekirdeklerine kadar mütedâhil daireler gibi cüz’î ve küllî hükmünde aynı intizam ve hüsn-ü sanat ve aynı fiil ve kemal-i hikmetle tasarruf etmek, elbette bedahet derecesinde ispat eder ki:
Bu işleri yapan hem vâhiddir, birdir, her şeyde sikkesi var.
Hem de hiçbir mekânda olmadığı gibi her mekânda hazırdır.
Hem güneş gibi; her şey ondan uzak, o ise her şeye yakındır.
Hem daire-i Kehkeşan ve manzume-i şemsiye gibi en büyük şeyler ona ağır gelmediği gibi kandaki küreyvat, kalpteki hatırat ondan gizlenmez; tasarrufundan hariç kalmaz.
Hem her şey ne kadar büyük ve çok olursa olsun, en küçük, en az bir şey gibi ona kolaydır ki sineği kartal sisteminde ve çekirdeği ağacın mahiyetinde ve bir ağacı bir bahçe suretinde ve bir bahçeyi bir bahar sanatında ve bir baharı bir haşir vaziyetinde suhuletle icad eder.
Ve sanatça çok kıymettar şeyleri, bize çok ucuz verir, ihsan eder. İstediği fiyat ise bir “Bismillah” ve bir “Elhamdülillah”tır. Yani, o çok kıymettar nimetlerin makbul fiyatları, başta “Bismillahirrahmanirrahîm” ve âhirinde “Elhamdülillah” demektir.
Bu Dördüncü Hakikat dahi Risale-i Nur’da izah ve ispat edildiğinden bu kısacık işaretle iktifa ediyoruz.
Bizim seyyahın ikinci menzilde gördüğü
BEŞİNCİ HAKİKAT
Kâinatın mecmuunda ve erkânında ve eczasında ve her mevcudunda bir intizam-ı ekmelin bulunması ve o memleket-i vâsianın tedvir ve idaresine medar olan ve heyet-i umumiyesine taalluk eden maddeler ve vazifedarlar birer vâhid olması ve o haşmetli şehir ve meşherde tasarruf eden isimler ve fiiller, birbiri içinde ve birer ve bir mahiyet ve vâhid ve her yerde aynı isim ve aynı fiil olmakla beraber, her şeyi veya ekser eşyayı ihataları ve şümulleri ve o ziynetli sarayın tedbirine ve şenlenmesine ve binasına medar olan unsurlar ve neviler, birbiri içinde ve birer ve bir mahiyet-i vâhide ve her yerde aynı unsur ve aynı nevi bulunmakla beraber zeminin yüzünü ve ekserisini intişar ile ihata etmeleri elbette bedahetle ve zaruretle iktiza eder ve delâlet eder ve şehadet eder ve gösterir ki:
Bu kâinatın sâni’i ve müdebbiri ve bu memleketin sultanı ve mürebbisi ve bu sarayın sahibi ve bânisi birdir, tektir, vâhiddir, ehaddir. Misli ve naziri olamaz ve veziri ve muîni yoktur. Şeriki ve zıddı olamaz, aczi ve kusuru yoktur.
Evet, intizam tam bir vahdettir, bir tek nazzamı ister. Münakaşaya medar olan şirki kaldırmaz.
Madem bu kâinatın heyet-i mecmuasından, arzın yevmî ve senevî deveranından tâ insanın simasına ve başının duygular manzumesine ve kandaki beyaz ve kırmızı küreyvatın deveranına ve cereyanına kadar, küllî olsun cüz’î olsun her bir şeyde hikmetli ve dikkatli bir intizam var. Elbette bir Kadîr-i Mutlak’tan ve bir Hakîm-i Mutlak’tan başka hiçbir şey, kasd ve icad suretiyle elini hiçbir şeye uzatamaz ve karışamazlar. Belki yalnız kabul ederler, mazhar ve münfail olurlar.
Ve madem tanzim etmek ve bilhassa gayeleri takip etmek ve maslahatları gözeterek bir intizam vermek, yalnız ilim ve hikmetle olur ve irade ve ihtiyar ile yapılır. Elbette ve herhalde, bu hikmet-perverane intizam ve bu gözümüz önündeki maslahatkârane, çeşit çeşit, hadsiz intizamat-ı mahlukat, bedahet derecesinde delâlet ve şehadet eder ki bu mevcudatın hâlıkı ve müdebbiri birdir, fâildir, muhtardır. Her şey onun kudretiyle vücuda gelir, onun iradesiyle birer vaziyet-i mahsusa alır ve onun ihtiyarıyla bir suret-i muntazama giyer.
Hem madem bu misafirhane-i dünyanın sobalı lambası birdir ve rûznameli kandili birdir ve rahmetli süngeri birdir ve ateşli aşçısı birdir ve hayatlı şurubu birdir ve himayetli tarlası birdir… Bir, bir, bir… Tâ bin bir birler kadar... Elbette bu bir birler bedahetle şehadet eder ki bu misafirhanenin sâni’i ve sahibi birdir. Hem gayet kerîm ve misafirperverdir ki bu yüksek ve büyük memurlarını, zîhayat yolcularına hizmetkâr edip istirahatlerine çalıştırıyor.
Hem madem dünyanın her tarafında tasarruf eden ve nakışları ve cilveleri görünen “Hakîm, Rahîm, Musavvir, Müdebbir, Muhyî, Mürebbi” gibi isimler ve “hikmet ve rahmet ve inayet” gibi şe’nler ve “tasvir ve tedvir ve terbiye” gibi fiiller birdirler. Her yerde aynı isim, aynı fiil birbiri içinde hem nihayet mertebede hem ihatalıdırlar. Hem birbirinin nakşını öyle tekmil ederler ki güya o isimler ve o fiiller ittihat edip kudret ayn-ı hikmet ve rahmet ve hikmet ayn-ı inayet ve hayat oluyor.
Mesela, hayat verici ismin bir şeyde tasarrufu göründüğü anda, yaratıcı ve tasvir edici ve rızık verici gibi çok isimlerin aynı anda, her yerde, aynı sistemde tasarrufatları görünüyor. Elbette ve elbette ve bedahetle şehadet eder ki o ihatalı isimlerin müsemması ve her yerde aynı tarzda görünen şümullü fiillerin fâili birdir, tektir, vâhiddir, ehaddir. Âmennâ ve saddaknâ!
Hem madem masnuatın maddeleri ve mâyeleri olan unsurlar zemini ihata ederler. Ve mahlukattan, vahdeti gösteren çeşit çeşit sikkeleri taşıyan nevilerin her biri bir iken rûy-i zeminde intişar edip istila ederler. Elbette bedahetle ispat eder ki o unsurlar müştemilatıyla ve o neviler efradıyla bir tek zatın malıdır, mülküdür. Ve öyle bir Vâhid-i Kadîr’in masnuları ve hizmetkârlarıdır ki o koca istilacı unsurları, gayet itaatli bir hizmetçi ve o zeminin her tarafına dağılan nevileri gayet intizamlı bir nefer hükmünde istihdam eder.
Bu hakikat dahi Risaletü’n-Nur’da ispat ve izah edildiğinden burada bu kısa işaretle iktifa ediyoruz. Bizim yolcu, bu beş hakikatten aldığı feyz-i imanî ve zevk-i tevhidî neşesiyle müşahedatını hülâsa ve hissiyatını tercüme ederek kalbine diyor:
Bak kitab-ı kâinatın safha-i rengînine
Hâme-i zerrîn-i kudret, gör ne tasvir eylemiş
Kalmamış bir nokta-i muzlim çeşm-i dil erbabına
Sanki âyâtın Hudâ, nur ile tahrir eylemiş.
Hem bil ki:
Kitab-ı âlemin evrakıdır eb’ad-ı nâmahdud
Sutûr-u hâdisat-ı dehirdir âsâr-ı nâma’dud
Yazılmış destgâh-ı levh-i mahfuz-u hakikatte
Mücessem lafz-ı manidardır, âlemde her mevcud.
Hem dinle:
چُو لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ بَرَابَر۟ مٖيزَنَن۟د۟ هَر۟ شَى۟
دَمَادَم۟ جُويَدَن۟د۟ يَا حَق۟ سَرَاسَر۟ گُويَدَن۟د۟ يَا حَى۟
نَعَم۟ وَ فٖى كُلِّ شَى۟ءٍ لَهُ اٰيَةٌ تَدُلُّ عَلٰى اَنَّهُ وَاحِدٌ diyerek, kalbiyle beraber nefsi dahi tasdik ederek “Evet, evet” dediler.
İşte dünya misafiri ve kâinat seyyahının ikinci menzilde müşahede ettiği beş hakikat-i tevhidiyeye kısa bir işaret olarak Birinci Makam’ın ikinci babında ikinci menzile ait böyle denilmiş:
لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ال۟وَاحِدُ ال۟اَحَدُ الَّذٖى دَلَّ عَلٰى وَح۟دَتِهٖ فٖى وُجُوبِ وُجُودِهٖ مُشَاهَدَةُ حَقٖيقَةِ ال۟كِب۟رِيَاءِ وَ ال۟عَظَمَةِ فِى ال۟كَمَالِ وَ ال۟اِحَاطَةِ . وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ حَقٖيقَةِ ظُهُورِ ال۟اَف۟عَالِ بِال۟اِط۟لَاقِ وَ عَدَمُ النِّهَايَةِ لَا تُقَيِّدُهَا اِلَّا ال۟اِرَادَةُ وَ ال۟حِك۟مَةُ . وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ حَقٖيقَةِ اٖيجَادِ ال۟مَو۟جُودَاتِ بِال۟كَث۟رَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ فِى السُّر۟عَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ وَ خَل۟قُ ال۟مَخ۟لُوقَاتِ بِالسُّهُولَةِ ال۟مُط۟لَقَةِ فِى ال۟اِت۟قَانِ ال۟مُط۟لَقِ وَ اِب۟دَاعُ ال۟مَص۟نُوعَاتِ بِال۟مَب۟ذُولِيَّةِ ال۟مُط۟لَقَةِ فٖى غَايَةِ حُس۟نِ الصَّن۟عَةِ وَ غُلُوِّ ال۟قِي۟مَةِ . وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ حَقٖيقَةِ وُجُودِ ال۟مَو۟جُودَاتِ عَلٰى وَج۟هِ ال۟كُلِّ وَ ال۟كُلِّيَّةِ وَ ال۟مَعِيَّةِ وَ ال۟جَامِعِيَّةِ وَ التَّدَاخُلِ وَ ال۟مُنَاسَبَةِ . وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ حَقٖيقَةِ ال۟اِن۟تِظَامَاتِ ال۟عَامَّةِ ال۟مُنَافِيَةِ لِلشِّر۟كَةِ . وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ وَح۟دَةِ مَدَارَاتِ تَدَابٖيرِ ال۟كَائِنَاتِ الدَّالَّةِ عَلٰى وَح۟دَةِ صَانِعِهَا بِال۟بَدَاهَةِ وَ كَذَا وَح۟دَةُ ال۟اَس۟مَاءِ وَ ال۟اَف۟عَالِ ال۟مُتَصَرِّفَةِ ال۟مُحٖيطَةِ . وَ كَذَا وَح۟دَةُ ال۟عَنَاصِرِ وَ ال۟اَن۟وَاعِ ال۟مُن۟تَشِرَةِ ال۟مُس۟تَو۟لِيَةِ عَلٰى وَج۟هِ ال۟اَر۟ضِ
Sonra o seyyah-ı âlem asırlarda gezerken müceddid-i elf-i sânî, İmam-ı Rabbanî Ahmed-i Farukî’nin medresesine rast geldi, girdi; onu dinledi. O İmam, ders verirken diyordu:
“Bütün tarîkatların en mühim neticesi, hakaik-i imaniyenin inkişafıdır.” ve “Bir tek mesele-i imaniyenin vuzuh ile inkişafı, bin keramata ve ezvaka müreccahtır.” Hem diyordu:
Eski zamanda, büyük zatlar demişler ki: “Mütekellimînden ve ilm-i kelâm ulemasından birisi gelecek, bütün hakaik-i imaniye ve İslâmiyeyi delail-i akliye ile kemal-i vuzuh ile ispat edecek.” Ben istiyorum ki ben o olsam belki (Hâşiye[5]) o adamım, diye iman ve tevhid bütün kemalât-ı insaniyenin esası, mâyesi, nuru, hayatı olduğunu ve تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَي۟رٌ مِن۟ عِبَادَةِ سَنَةٍ düsturu, tefekkürat-ı imaniyeye ait bulunması ve Nakşî tarîkatında hafî zikrin ehemmiyeti ise bu çok kıymettar tefekkürün bir nevi olmasıdır, diye talim ederdi.
Seyyah tamamıyla işitti. Döndü, nefsine dedi ki: Madem bu kahraman imam böyle diyor ve madem bir zerre kuvvet-i imaniyenin ziyadeleşmesi, bir batman marifet ve kemalâttan daha kıymetlidir ve yüz ezvakın balından daha tatlıdır. Ve madem bin seneden beri iman ve Kur’an aleyhinde teraküm eden Avrupa feylesoflarının itirazları ve şüpheleri yol bulup ehl-i imana hücum ediyor. Ve bir saadet-i ebediyenin ve bir hayat-ı bâkiyenin ve bir cennet-i daimenin anahtarı, medarı, esası olan erkân-ı imaniyeyi sarsmak istiyorlar. Elbette her şeyden evvel imanımızı taklitten tahkike çevirip kuvvetlendirmeliyiz.
Öyle ise haydi ileri! Gel, bulduğumuz birer dağ kuvvetindeki bu yirmi dokuz mertebe-i imaniyeyi namazın mübarek tesbihatının mübarek adedi olan otuz üç mertebesine iblağ etmek fikriyle, bu ibretgâhın bir üçüncü menzilini daha görmek için Bismillahirrahmanirrahîm’in anahtarı ile zîhayat âlemindeki idare ve iaşe-i rabbaniyenin kapısını çalmalıyız ve açmalıyız, diyerek mahşer-i acayip ve mecma-ı garaib olan bu üçüncü menzilin kapısını istirhamla çaldı, Bismillahilfettah ile açtı. Üçüncü menzil göründü. Girdi, gördü ki dört hakikat-i muazzama ve muhita o menzili ışıklandırıyorlar ve güneş gibi tevhidi gösteriyorlar.
BİRİNCİ HAKİKAT: “Fettahiyet” hakikatidir.
Yani Fettah isminin tecellisiyle basit bir maddeden ayrı ayrı, çeşit çeşit, hadsiz, muntazam suretlerin, beraber, her tarafta, bir anda, bir fiil ile açılmasıdır. Evet, nasıl ki umum kâinatın bağistanında ayrı ayrı hadsiz mevcudatı; çiçekler misillü, Fettah ismiyle her birisine münasip bir tarz-ı muntazam ve bir şahsiyet-i mümtaze kudret-i Fâtıra açmış, vermiş. Aynen öyle de fakat daha mu’cizatlı olarak; zemin bahçesinde dört yüz bin enva-ı zîhayata dahi her birisine gayet sanatlı ve hikmetli bir suret-i mevzune ve müzeyyene ve mümtaze vermiş.
يَخ۟لُقُكُم۟ فٖى بُطُونِ اُمَّهَاتِكُم۟ خَل۟قًا مِن۟ بَع۟دِ خَل۟قٍ فٖى ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُم۟ لَهُ ال۟مُل۟كُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ فَاَنّٰى تُص۟رَفُونَ اِ نَّ اللّٰهَ لَا يَخ۟فٰى عَلَي۟هِ شَى۟ءٌ فِى ال۟اَر۟ضِ وَلَا فِى السَّمَٓاءِ هُوَ الَّذٖى يُصَوِّرُكُم۟ فِى ال۟اَر۟حَامِ كَي۟فَ يَشَٓاءُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ
âyetlerin ifadesiyle tevhidin en kuvvetli delili ve kudretin en hayretli mu’cizesi, suretleri açmasıdır. Bu hikmete binaen, feth-i suver hakikati tekrar ile –birkaç suretlerde– Risaletü’n-Nur’da ve bilhassa bu risalenin İkinci Makamı’nın Birinci Bab’ında altıncı ve yedinci mertebelerinde ispat ve beyan edilmesinden onlara havale edip burada bu kadar deriz ki:
Fenn-i nebatat ve fenn-i hayvanatın şehadetiyle ve tetkikat-ı amîkasıyla, bu feth-i suverde öyle bir ihata ve şümul ve sanat var ki bir tek Vâhid-i Ehad’den ve her şeyde her şeyi görebilecek ve yapabilecek bir Kadîr-i Mutlak’tan başka hiçbir şey bu cem’iyetli ve ihatalı fiile sahip olamaz. Çünkü bu feth-i suver fiili ise her yerde ve her anda bulunan nihayetsiz bir kudretin içinde nihayet derecede bir hikmet, bir dikkat, bir ihata ister. Ve böyle bir kudret ise ancak bütün kâinatı idare eden bir tek zatta bulunabilir.
Evet mesela, mezkûr âyetlerin ferman ettikleri gibi; üç karanlık içinde bütün validelerin erhamında insanların suretlerini ayrı ayrı, mizanlı, imtiyazlı, ziynetli ve intizamlı olarak hem şaşırmadan, yanlış etmeden, karıştırmadan basit bir maddeden açmak ve yaratmak olan fettahiyet ve umum rûy-i zeminde aynı kudret, aynı hikmet, aynı sanatla umum insanları ve hayvanları ve nebatları ihata eden bu feth-i suver hakikati; vahdaniyetin en kuvvetli bir bürhanıdır. Çünkü ihata etmek bir vahdettir, şirke yer bırakmaz.
Ve Birinci Bab’da vücub-u vücuda şehadet eden on dokuz hakikat nasıl ki vücudlarıyla Hâlık’ın vücuduna delâlet ederler, öyle de ihatalarıyla da vahdete şehadet ederler.
Bizim yolcunun üçüncü menzilde gördüğü
İKİNCİ HAKİKAT: “Rahmaniyet” hakikatidir.
Yani gözümüzle görüyoruz, birisi var ki bize zemin yüzünü rahmetin binlerle hediyeleri ile doldurmuş, bir ziyafetgâh yapmış ve rahmaniyetin yüz binlerle ayrı ayrı lezzetli taamları içinde dizilmiş bir sofra etmiş ve zemin içini rahîmiyet ve hakîmiyetin binlerle kıymettar ihsanlarını câmi’ bir mahzen yapmış.
Ve zemini devr-i senevîsinde bir ticaret gemisi hükmünde her sene âlem-i gaybdan levazımat-ı insaniye ve hayatiyenin yüz bin çeşitlerinden en güzellerini içine alarak yüklenmiş bir nevi sefine veya şimendifer gibi ve her baharı ise erzak ve elbisemizi taşıyan bir vagon hükmünde olarak bizlere gönderir. Bizi gayet rahîmane beslettirir. Ve bütün o hediyelerden, o nimetlerden istifade etmemiz için bize de yüzlerle ve binlerle iştihalar, ihtiyaçlar, duygular, hissiyatlar, hisler vermiş.
Evet, Âyet-i Hasbiye’ye dair olan Dördüncü Şuâ’da izah ve ispat edildiği gibi bize öyle bir mide vermiş ki hadsiz taamlardan lezzet alır.
Ve öyle bir hayat ihsan etmiş ki duyguları ile –bir sofra-i nimet gibi– koca cismanî âlemde hadsiz nimetlerinden istifade eder.
Ve öyle bir insaniyet bize lütfetmiş ki akıl ve kalp gibi çok âletleri ile hem maddî hem manevî âlemin nihayetsiz hediyelerinden zevk alır.
Ve öyle bir İslâmiyet bize bildirmiş ki âlem-i gayb ve âlem-i şehadetin nihayetsiz hazinelerinden nur alır.
Ve öyle bir iman hidayet etmiş ki dünya ve âhiret âlemlerinin hasra gelmez envarından ve hediyelerinden tenevvür edip müstefid eder.
Güya rahmet tarafından bu kâinat hadsiz antika ve acib ve kıymetli şeylerle tezyin edilmiş bir saraydır. Ve bütün o saraydaki hadsiz sandıkları ve menzilleri açacak anahtarlar insanın ellerine verilmiş ve bütün onlardan istifade ettirecek olan ihtiyaçlar, hissiyatlar insanın fıtratına verilmiş.
İşte böyle dünyayı ve âhireti ve her şeyi kaplamış bir rahmet, elbette o rahmet, vâhidiyet içinde bir ehadiyetin cilvesidir.
Yani nasıl ki güneşin ziyası, mukabilindeki umum eşyayı ihata etmesi ile vâhidiyete bir misal olduğu gibi parlak ve şeffaf her bir şey dahi kabiliyetine göre güneşin hem ziyasını hem hararetini hem ziyasındaki yedi rengini hem aks-i misalini almakla ehadiyete bir misal olduğundan elbette o ihatalı ziyayı gören adam, arzın güneşi vâhiddir, bir tektir diye hükmeder. Ve her parlak şeyde hattâ katrelerde güneşin ışıklı, hararetli aksini müşahede eden o adam, güneşin ehadiyetini, yani bizzat güneşi sıfatlarıyla her şeyin yanındadır ve her şeyin âyine-i kalbindedir diye, bilir.
Aynen öyle de Rahman-ı Zülcemal’in geniş rahmeti dahi ziya gibi umum eşyayı ihatası, o Rahman’ın vâhidiyetini ve hiçbir cihette şeriki bulunmadığını gösterdiği gibi her şeyde hususan her bir zîhayatta ve bilhassa insanda o cem’iyetli rahmetin perdesi altında o Rahman’ın ekser isimlerinin ışıkları ve bir nevi cilve-i zatiyesi bulunarak her ferde, bütün kâinata baktıracak ve münasebettarlık verecek bir cemiyet-i hayatiye vermesi dahi o Rahman’ın ehadiyetini ve her şeyin yanında hazır ve her şeyin her şeyini yapan o olduğunu ispat eder.
Evet nasıl ki o Rahman, o rahmetin vâhidiyetiyle ve ihatasıyla, kâinatın mecmuunda ve zeminin yüzünde celalinin haşmetini gösteriyor. Öyle de ehadiyetin cilvesiyle her bir zîhayatta, hususan insanda bütün nimetlerin numunelerini o fertte toplayıp o zîhayatın âlât ve cihazatına geçirip, tanzim ederek mecmu-u kâinatı parçalanmadan o tek ferde, bir cihette aynı hanesi gibi verdirmesiyle dahi cemalinin hususi şefkatini ilan eder ve insanda enva-ı ihsanatının temerküzünü bildirir.
Hem nasıl ki bir kavunun mesela her bir çekirdeğinde, o kavun temerküz ediyor. Ve o çekirdeği yapan zat elbette odur ki o kavunu yapar, sonra ilminin hususi mizanıyla ve hikmetinin ona mahsus kanunuyla o çekirdeği ondan sağar, toplar, tecessüm ettirir. Ve o tek kavunun tek ve vâhid ustasından başka hiçbir şey, o çekirdeği yapamaz ve yapması muhaldir.
Aynen öyle de rahmaniyetin tecellisiyle kâinat bir ağaç, bir bostan ve zemin bir meyve, bir kavun ve zîhayat ve insan bir çekirdek hükmünde olduğundan elbette en küçük bir zîhayatın Hâlık’ı ve Rabb’i, bütün zeminin ve kâinatın Hâlık’ı olmak lâzım gelir.
Elhasıl: Nasıl ki ihatalı olan fettahiyet hakikatiyle bütün mevcudatın muntazam suretlerini basit maddeden yapmak ve açmak, vahdeti bedahetle ispat eder. Öyle de her şeyi ihata eden rahmaniyet hakikati dahi vücuda gelen ve dünya hayatına giren bütün zîhayatları ve bilhassa yeni gelenleri kemal-i intizamla beslemesi ve levazımatını yetiştirmesi ve hiçbirini unutmaması ve aynı rahmet, her yerde, her anda ve her ferde yetişmesiyle bedahetle hem vahdeti hem vahdet içinde ehadiyeti gösterir.
Risale-i Nur, ism-i Hakîm ve ism-i Rahîm’in mazharı olduğundan Risale-i Nur’un birçok yerlerinde, hakikat-i rahmetin nükteleri ve cilveleri izah ve ispat edildiğinden, burada bu katre ile o bahre işaret edip o pek uzun kıssayı kısa kesiyoruz.
Seyyahımızın üçüncü menzilde müşahede ettiği
ÜÇÜNCÜ HAKİKAT: “Müdebbiriyet ve idare” hakikatidir.
Yani, gayet dehşetli ve süratli ecram-ı semaviyeyi ve gayet istilacı ve karıştırıcı unsurları ve gayet ihtiyaçlı, zafiyetli mahlukat-ı arziyeyi kemal-i intizam ve muvazene ile idare etmek, birbirlerine muavenettar yapmak ve imtizaçkârane idare etmek ve tedbirlerini görmek ve bu koca âlemi bir mükemmel memleket, bir muhteşem şehir, bir müzeyyen saray gibi yapmak hakikatidir.
İşte bu cebbarane ve rahmanane idarenin büyük dairelerini bırakıp yalnız baharda zemin yüzünde cereyan eden o idarenin bir tek sahife ve safhasını Risaletü’n-Nur, Onuncu Söz gibi mühim risalelerinde izah ve ispat etmesine binaen, kısa bir suretini bir temsil ile göstereceğiz. Şöyle ki:
Mesela ve faraza, hârika ve cihangir bir zat, dört yüz bin ayrı ayrı milletlerden, taifelerden bir ordu teşkil etse her milletin ve her taifenin neferlerine ait elbiselerini hem silahlarını hem yemeklerini hem talimat hem terhisatlarını hem hidematlarını, birbirinden ayrı ayrı hem çeşit çeşit olarak bütün o muhtelif cihazatı noksansız, kusursuz, yanlışsız, hatasız, vakti vaktine, gecikmeden, karıştırmadan kemal-i intizamla ve gayet mükemmel bir tarzda o mu’cizatlı kumandan verse; elbette o gayet geniş ve karışık ve ince ve muvazeneli ve kesretli ve adaletli idareye, o hârika kumandanın fevkalâde kudretinden başka hiçbir sebep elini uzatamaz. Eğer uzatsa muvazeneyi bozar ve karıştırır.
Aynen öyle de gözümüzle görüyoruz ki bir dest-i gaybî, her baharda dört yüz bin muhtelif nevilerden mürekkeb bir muhteşem orduyu icad edip idare ediyor. Kıyamete numune olan güz mevsiminde, o dört yüz binden üç yüz bin nebatî ve hayvanî nevilerini vefatlar suretinde ve mevtler namında terhis edip vazifelerinden paydos ediyor. Ve haşir ve neşre numune olan baharda haşr-i a’zamın üç yüz bin misalini birkaç hafta zarfında kemal-i intizamla inşa edip hattâ bir tek ağaçta dört küçük haşirleri, yani kendini ve yapraklarını ve çiçeklerini ve meyvelerini, gitmiş baharın aynı gibi neşirlerini gözümüze gösterdikten sonra, o dört yüz bin envaa bâliğ olan ordu-yu Sübhanînin her nev’e, her taifeye mahsus ve münasip ayrı ayrı rızıklarını ve çeşit çeşit müdafaa silahlarını ve ayrı ayrı libaslarını ve ayrı ayrı talimlerini ve terhislerini ve ayrı ayrı bütün cihazat ve levazımatlarını, kemal-i intizamla, sehivsiz, hatasız, karıştırmadan ve hiçbirini unutmadan, umulmadık yerlerden, vakti vaktine vermekle kemal-i rububiyet ve hâkimiyet ve hikmet içinde vahdaniyetini ve ehadiyetini ve ferdiyetini ve nihayetsiz iktidarını ve hadsiz rahmetini ispat ederek bu tevhid fermanını zemin yüzünde, her bahar sahifesinde, kalem-i kader ile yazar.
Bizim seyyah, yalnız bir baharda bu fermanın bir tek sahifesini okuduktan sonra, nefsine dedi ki: Böyle her baharda haşr-i ekberden daha garib binlerle haşirleri inşa eden, mükâfat ve mücazat için kudretine nisbeten bir bahardan daha kolay olan haşri yapacağını ve kıyameti getireceğini umum enbiyasına binlerle defa vaad ve ahdeden ve Kur’an’da haşrin vukuuna binlerle işaretle beraber, bin adet âyetlerinde sarahaten hükmedip tehdit ve taahhüd eden bir Kadîr-i Cebbar’ın, bir Kahhar-ı Zülcelal’in o kadar vaadlerini tekzip ve kudretini inkâr hükmünde olan inkâr-ı haşir hatasını irtikâb edenlere cehennem azabı ayn-ı adalettir diye hükmetti, nefsi dahi “Âmennâ” dedi.
Dünya yolcusunun üçüncü menzilde müşahede ettiği
DÖRDÜNCÜ HAKİKAT olan Otuz Üçüncü Mertebe: “Rahîmiyet ve rezzakıyet” hakikatidir.
Yani umum zemin yüzünde ve içinde ve havasında ve denizinde bütün zîhayatın ve bilhassa zîruhun ve bilhassa âciz ve zayıfların ve bilhassa yavruların hem maddî ve midevî hem manevî bütün rızıklarını, şefkatkârane, kuru ve basit bir topraktan ve camid ve kemik gibi kuru odun parçalarından yapılan ve bilhassa en latîfi kan ve fışkı ortasından gelen ve bir dirhem kemik gibi bir tek çekirdekten yapılan binlerle okka taamların, vakti vaktine mukannen bir surette hiçbirini unutmayarak ve şaşırmayarak gözümüz önünde bir dest-i gaybî tarafından verilmesi hakikatidir.
Evet اِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو ال۟قُوَّةِ ال۟مَتٖينُ âyeti, iaşeyi ve infakı Cenab-ı Hakk’a tahsis edip hasrettiği gibi وَمَا مِن۟ دَٓابَّةٍ فِى ال۟اَر۟ضِ اِلَّا عَلَى اللّٰهِ رِز۟قُهَا وَيَع۟لَمُ مُس۟تَقَرَّهَا وَمُس۟تَو۟دَعَهَا كُلٌّ فٖى كِتَابٍ مُبٖينٍ âyeti dahi bütün insanların ve hayvanların rızıklarını taahhüd ve tekeffül-ü Rabbanî altına aldığı hem وَكَاَيِّن۟ مِن۟ دَٓابَّةٍ لَا تَح۟مِلُ رِز۟قَهَا اَللّٰهُ يَر۟زُقُهَا وَاِيَّاكُم۟ وَ هُوَ السَّمٖيعُ ال۟عَلٖيمُ âyeti de rızkı tedarik edemeyen, âciz ve iktidarsız olan zayıf bîçarelerin rızıklarını umulmadık yerden, belki gaybdan belki hiçten –mesela, denizin dibindeki böceklere hiçten ve bütün yavrulara umulmadık yerlerden ve bütün hayvanlara her baharda âdeta sırf gaybdan– infaklarını bilfiil tekeffül ederek bilmüşahede vermekle; esbab-perest insanlara dahi esbab perdesi altında yine o veriyor diye ispat ve ilan ettiği gibi pek çok âyât-ı Kur’aniye ve hadsiz şevahid-i kevniye, bi’l-ittifak her bir zîhayatın bir tek Rezzak-ı Zülcelal’in rahîmiyeti ile beslendiklerini gösteriyorlar.
Evet, bir nevi rızık isteyen ağaçlar iktidarsız ve ihtiyarsız olduklarından onlar, yerlerinde mütevekkilane dururken rızıkları onlara koşup gelmesi ve âciz yavruların nafakaları hayret-nümun tulumbacıklardan ağızlarına akması ve o yavrulara bir parça iktidar ve azıcık bir ihtiyar gelmesiyle süt kesilmesi, hususan insan yavrularına analarının şefkatleri yardımcı verilmesi, bedahetle ispat eder ki helâl rızık, iktidar ve ihtiyar ile mütenasiben değildir belki tevekkül veren zaaf ve acze nisbeten geliyor.
Ekseriyetçe sebeb-i hüsran olan hırsı tahrik eden iktidar ve ihtiyar ve zekâvet, bir kısım büyük ediblerde o edibleri bir nevi dilenciliğe kadar sevk ettiği gibi zekâvetsiz, kaba, çok âmî adamların tevekkülvari iktidarsızlıkları dahi onları zenginliğe îsal etmesi ve كَم۟ عَالِمٍ عَالِمٍ اَع۟يَت۟ مَذَاهِبُهُ وَ جَاهِلٍ جَاهِلٍ تَل۟قَاهُ مَر۟زُوقًا darb-ı mesel olması ispat eder ki rızk-ı helâl, iktidar ve ihtiyar kuvvetiyle kazanılmaz, buldurulmaz. Belki çalışmasını ve sa’yini kabul eden bir merhamet tarafından verilir ve ihtiyacına acıyan bir şefkat canibinden ihsan edilir. Fakat rızık ikidir:
Biri: Yaşamak için hakiki ve fıtrî rızıktır ki taahhüd-ü Rabbanî altındadır. Hattâ o kadar muntazamdır ki bedende yağ vesaire suretinde iddihar olunan fıtrî rızık, hiç olmazsa yirmi günden ziyade bir şey yemeden yaşatır, hayatını idame eder. Demek, yirmi otuz günden evvel ve bedende müddehar olan fıtrî rızkı bitmeden zâhiren açlıktan vefat edenler, rızıksızlıktan değil belki sû-i itiyaddan ve terk-i âdetten neş’et eden bir hastalıktan vefat ederler.
İkinci kısım rızık: İtiyad, israf ve sû-i istimalat ile tiryaki olup zaruret hükmüne geçen mecazî ve sun’î rızıktır. Bu kısım ise taahhüd-ü Rabbanî altında değil belki ihsana tabidir. Kâh verir kâh vermez.
Bu ikinci rızıkta, bahtiyar odur ki medar-ı saadet ve lezzet olan iktisat ve kanaatle sa’y-i helâli, bir nevi ibadet ve rızık için bir fiilî dua bilerek müteşekkirane ve minnettarane o ihsanı kabul edip hayatını saadetkârane geçirir.
Ve bedbaht odur ki medar-ı şakavet ve hasaret ve elem olan israf ve hırs ile sa’y-i helâli bırakarak, her kapıya başvurup tembelkârane ve zalimane ve müştekiyane hayatını geçirir, belki öldürür.
Nasıl ki mide bir rızık ister, öyle de kalp ve ruh ve akıl ve göz ve kulak ve ağız gibi insanın latîfeleri ve duyguları dahi Rezzak-ı Rahîm’den rızıklarını isterler ve müteşekkirane alırlar. Her birisine ayrı ayrı ve onlara lâyık ve onları memnun ve mütelezziz eden rızıkları, hazine-i rahmetten ihsan edilir. Belki Rezzak-ı Rahîm, onlara daha geniş rızık vermek için göz ve kulak, kalp ve hayal ve akıl gibi o latîfelerin her birisini, hazine-i rahmetinin birer anahtarı hükmünde yaratmış.
Mesela göz, kâinat yüzündeki hüsün ve cemal gibi kıymettar cevher hazinelerinin bir anahtarı olduğu misillü ötekiler dahi her biri birer âlemin anahtarı olur, iman ile istifade eder. Yine sadedimize dönüyoruz.
Bu kâinatı yaratan Zat-ı Kadîr-i Hakîm, nasıl ki kâinattan hayatı bir hülâsa-i câmia olarak halk edip umum maksatlarını ve isimlerinin cilvelerini onda temerküz ettiriyor. Öyle de hayat âleminde dahi rızkı bir cem’iyetli merkez-i şuunat yaparak, iştiha ihtiyacını ve zevk-i rızkîyi zîhayatta halk ederek hilkat-i kâinatın en ehemmiyetli bir gayesi ve bir hikmeti olan daimî ve küllî bir teşekkür ve minnettarlık ve perestişlik ile rububiyetine ve sevdirmesine karşı mukabele ettiriyor.
Mesela, çok geniş olan memleket-i Rabbaniyenin her tarafını, hususan melâike ve ruhanîler ile semavatı ve ervah ile âlem-i gaybı şenlendirdiği gibi; maddî âlemi dahi hususan hava ve arzı, her vakit ve her tarafını zîruhun, hususan kuşların ve kuşçukların vücudlarıyla şenlendirmek ve ruhlandırmak hikmetiyle ihtiyac-ı rızkî ve rızkın zevki, pek kuvvetli bir kamçı olarak hayvanları ve insanları rızık peşinde koşturmakla tahrik ederek tembellikten ve ataletten kurtarıp gezdirmesi, şuunat-ı rububiyetin bir hikmetidir. Eğer bu hikmet gibi mühim hikmetler olmasa idi, ağaçların erzakını onlara koşturduğu gibi hayvanların da mukannen olan tayinatlarını onlara zahmetsiz bir surette fıtrî hâcetlerini koşturacaktı.
İsm-i Rahîm ve Rezzak’ın cemallerini ve vahdaniyete şehadetlerini tam görmek için zemin yüzünü birden ihata edip müşahede edecek bir göz bulunsa kış âhirinde erzakları bitmek üzere olan hayvanat kafilelerine, imdad-ı gaybî ve ihsan-ı Rahmanî olarak nebatatın ellerine verilen ve ağaçların başlarına konulan ve validelerin sinelerine takılan ve sırf hazine-i gaybiye-i rahmetten gayet leziz ve gayet çok ve gayet mütenevvi taamları ve nimetleri gönderen Rezzak-ı Rahîm’in bu cilve-i şefkatinde ne kadar şirin bir güzellik, ne kadar tatlı bir cemal bulunduğunu görecek ve ondan bilecek ki:
Bir tek elmayı yapıp bir adama hakiki bir rızık olarak mün’imane veren, yalnız öyle bir zat yapar, verir ki mevsimleri, gece ve gündüzleri çevirir ve küre-i arzı bir sefine-i tüccariye gibi gezdirerek mevsimlerin mahsulatlarını onunla zemindeki muhtaç misafirlerine getirir. Çünkü o elmanın yüzünde bulunan sikke-i fıtrat ve hâtem-i hikmet ve turra-i samediyet ve mühr-ü rahmet, bütün elmalarda ve sair meyvelerde ve bütün nebatat ve hayvanatta bulunduğundan o tek elmanın hakiki mâliki ve sâni’i, elbette ve herhalde o elmanın emsali ve hemcinsi ve kardeşleri olan bütün sekene-i arzın ve onun bahçesi olan koca zeminin ve onun fabrikası olan ağacının ve onun tezgâhı olan mevsiminin ve onun terbiyegâhı olan bahar ve yazın Mâlik-i Zülcelal’i ve Hâlık-ı Zülcemal’i olacak, başka olamaz.
Demek, her bir meyve öyle bir mühr-ü vahdettir ki onun ağacı olan arzın ve onun bahçesi olan kâinat kitabının kâtibini ve sâni’ini bildirir ve vahdetini gösterir ve meyveler adedince vahdaniyet fermanının mühürlendiğine işaret eder.
Risaletü’n-Nur ism-i Rahîm ve ism-i Hakîm’in mazharı olduğundan, bu rahîmiyet hakikatinin çok lem’alarını ve çok sırlarını Risaletü’n-Nur çok eczalarında beyan ve ispat ettiğinden ona havale ile bu pek büyük hazineden halimin müsaadesizliği cihetiyle bu kısa işaretle iktifa edildi.
İşte bizim seyyah diyor ki: Elhamdülillah her yerde aradığım ve her şeyden sorduğum Hâlık’ımın ve Mâlik’imin vücub-u vücuduna ve vahdetine şehadet eden otuz üç hakikati gördüm ve dinledim. Her bir hakikat, güneş gibi parlak, karanlık bırakmaz; dağ gibi kuvvetli ve sarsılmaz. Ve her biri tahakkukuyla vücuduna gayet kat’î şehadet eder ve ihatasıyla vahdetine gayet zâhir delâlet eder. Ve sair erkân-ı imaniyeyi dahi içinde kuvvetli ispat etmekle beraber mecmu hakikatlerin icmaı ve ittifakı, imanımızı taklitten tahkike ve tahkikten ilmelyakîne ve ilmelyakînden aynelyakîne ve aynelyakînden hakkalyakîne iblağ ediyor.
اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ هٰذَا مِن۟ فَض۟لِ رَبّٖى
اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ الَّذٖى هَدٰينَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَه۟تَدِىَ لَو۟لَٓا اَن۟ هَدٰينَا اللّٰهُ لَقَد۟ جَٓاءَت۟ رُسُلُ رَبِّنَا بِال۟حَقِّ
İşte bu pür-merak seyyahın bu üçüncü menzilde müşahede ettiği dört muazzam hakikatlerden aldığı envar-ı imaniyeye gayet kısa bir işaret olarak Birinci Makam’ın ikinci babında üçüncü menzilin hakikatlerine dair şöyle denilmiş:
لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ ال۟وَاحِدُ ال۟اَحَدُ الَّذٖى دَلَّ عَلٰى وَح۟دَتِهٖ فٖى وُجُوبِ وُجُودِهٖ مُشَاهَدَةُ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ ال۟فَتَّاحِيَّةِ بِفَت۟حِ الصُّوَرِ لِاَر۟بَعِ مِاَةِ اَل۟فِ نَو۟عٍ مِن۟ ذَوِى ال۟حَيَاةِ ال۟مُكَمَّلَةِ بِلَا قُصُورٍ بِشَهَادَةِ فَنِّ النَّبَاتِ وَ ال۟حَيَوَانِ . وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ الرَّح۟مَانِيَّةِ ال۟وَاسِعَةِ ال۟مُن۟تَظَمَةِ بِلَا نُق۟صَانٍ بِال۟مُشَاهَدَةِ وَ ال۟عِيَانِ . وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ عَظَمَةِ حَقٖيقَةِ ال۟اِدَارَةِ ال۟مُحٖيطَةِ لِجَمٖيعِ ذَوِى ال۟حَيَاةِ وَ ال۟مُن۟تَظَمَةِ بِلَا خَطَاءٍ وَ لَا نُق۟صَانٍ . وَ كَذَا مُشَاهَدَةُ عَظَمَةِ اِحَاطَةِ حَقٖيقَةِ الرَّحٖيمِيَّةِ وَ ال۟اِعَاشَةِ الشَّامِلَةِ لِكُلِّ ال۟مُر۟تَزِقٖينَ ال۟مُقَنَّنَةِ فٖى كُلِّ وَق۟تِ ال۟حَاجَةِ بِلَا سَه۟وٍ وَ لَا نِس۟يَانٍ جَلَّ جَلَالُ رَزَّاقِهَا الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ ال۟حَنَّانِ ال۟مَنَّانِ وَ عَمَّ نَوَالُهُ وَ شَمِلَ اِح۟سَانُهُ وَ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ
سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ
يَا رَبِّ بِحَقِّ بِس۟مِ اللّٰهِ الرَّح۟مٰنِ الرَّحٖيمِ يَا اَللّٰهُ يَا رَح۟مٰنُ يَا رَحٖيمُ صَلِّ وَسَلِّم۟ عَلٰى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلٰى اٰلِهٖ وَاَص۟حَابِهٖ اَج۟مَعٖينَ بِعَدَدِ جَمٖيعِ حُرُوفِ رَسَائِلِ النُّورِ ال۟مَض۟رُوبِ تِل۟كَ ال۟حُرُوفُ فٖى عَاشِرَاتِ دَقَائِقِ جَمٖيعِ عُم۟رِنَا فِى الدُّن۟يَا وَال۟اٰخِرَةِ مَعَ ضَر۟بِ مَج۟مُوعِهَا فٖى ذَرَّاتِ وُجُودٖى فٖى مُدَّةِ حَيَاتٖى وَاغ۟فِر۟لٖى وَلِمَن۟ يُعٖينُنٖى فٖى نَش۟رِ رَسَائِلِ النُّورِ وَكِتَابَتِهَا بِصَدَاقَةٍ بِكُلِّ صَلَاةٍ مِن۟هَا وَ لِاٰبَائِنَا وَلِسَادَاتِنَا وَشُيُوخِنَا وَ لِاَخَوَاتِنَا وَاِخ۟وَانِنَا وَلِطَلَبَةِ رِسَالَةِ النُّورِ الصَّادِقٖينَ وَبِال۟خَاصَّةِ لِمَن۟ يَك۟تُبُ وَيَس۟تَن۟سِخُ هٰذِهِ الرِّسَالَةَ بِرَح۟مَتِكَ يَا اَر۟حَمَ الرَّاحِمٖينَ اٰمٖينَ وَ اٰخِرُ دَع۟وٰيهُم۟ اَنِ ال۟حَم۟دُ لِلّٰهِ رَبِّ ال۟عَالَمٖينَ
İHTAR
Bu risalenin mahall-i zuhuru olan şu memleket muhitinde Risaletü’n-Nur’un sair risaleleri bulunmadığından ve ihtiyarsız olarak burada telif edildiğinden Âyetü’l-Kübra gibi risalelerde, zâhirî bir tekrar suretinde başka Sözlerin ve Lem’aların bir kısım mühim meseleleri zikredilmiş ve buralardaki şakirdlere nisbeten her biri birer küçük Risaletü’n-Nur hükmüne geçmek hikmetiyle böyle yazdırılmış.
Bu müsveddenin birinci tebyizi bir mübarek zat tarafından oldu. O zatın tevafuktan haberi yokken yazdığı nüshada, kayda lâyık şöyle latîf ve manidar bir tevafuk gördük ki: O nüshanın satırları başında “Elif”ler altı yüz altmış altı olarak yazılmıştır.
Bu hal ise Hazret-i İmam-ı Ali radıyallahu anh tarafından bu hususi risaleye verilen Âyetü’l-Kübra namının cifrî ve ebcedî makamı olan altı yüz altmış altı adedine tam tamına muvafakatı ve mutabakatı ile bu risalenin bu nama liyakatini gösterir. Hem âyât-ı Kur’aniyenin adedi olan altı bin altı yüz altmış altının dört mertebesinden üç mertebesine tevafuku dahi bu risalenin, âyâtın bir lem’ası olduğuna bir işarettir diye telakki ettik.
Said Nursî
Bugünlerde, manevî bir muhaverede bir sual ve cevabı dinledim. Size bir hülâsasını beyan edeyim:
Biri dedi: Risale-i Nur’un iman ve tevhid için büyük tahşidatları ve küllî teçhizatları gittikçe çoğalıyor. Ve en muannid bir dinsizi susturmak için yüzde birisi kâfi iken neden bu derece hararetle daha yeni tahşidat yapıyor?
Ona cevaben dediler: “Risale-i Nur, yalnız bir cüz’î tahribatı ve bir küçük haneyi tamir etmiyor. Belki küllî bir tahribatı ve İslâmiyet’i içine alan ve dağlar büyüklüğünde taşları bulunan bir muhit kaleyi tamir ediyor. Ve yalnız hususi bir kalbi ve has bir vicdanı ıslaha çalışmıyor, belki bin seneden beri tedarik ve teraküm edilen müfsid âletler ile dehşetli rahnelenen kalb-i umumîyi ve efkâr-ı âmmeyi ve umumun ve bâhusus avam-ı mü’minînin istinadgâhları olan İslâmî esasların ve cereyanların ve şeairlerin kırılması ile bozulmaya yüz tutan vicdan-ı umumîyi, Kur’an’ın i’cazıyla ve geniş yaralarını Kur’an’ın ve imanın ilaçları ile tedavi etmeye çalışıyor. Elbette böyle küllî ve dehşetli tahribata ve rahnelere ve yaralara, hakkalyakîn derecesinde, dağlar kuvvetinde hüccetler, cihazlar ve bin tiryak hâsiyetinde mücerreb ilaçlar ve hadsiz edviyeler bulunmak gerektir ki bu zamanda Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın i’caz-ı manevîsinden çıkan Risale-i Nur o vazifeyi görmekle beraber, imanın hadsiz mertebelerinde terakkiyat ve inkişafata medardır.” diye uzun bir mükâleme cereyan etti. Ben de tamamen işittim, hadsiz şükrettim. Kısa kesiyorum.
Said Nursî
- ↑ وضعنا الفقرات الواردة باللغة العربية في النص محصورة بين قوسين مركنين .
- ↑ انظر: أبو داود، اللباس، ٢٥؛ ابن ماجه، الزهد ١٦؛ أحمد بن حنبل، المسند ٣٧٦/٢.
- ↑ [تنبيه]: كنت أريد أن أوضح المراتب الثلاث والثلاثين من مراتب التوحيد المذكورة في «المقام الأول» إلا أن عدم سماح وضعي في الوقت الحاضر جعلني مضطرا إلى الاكتفاء ببراهينها المختصرة جدا وترجمة معانيها فحسب. وحيث إن ثلاثين رسالة من رسائل النور بل مائة رسالة منها قد بيّنت -كل منها- قسما من تلك المراتب الثلاث والثلاثين مع دلائلها بأساليب مختلفة؛ لذا أحيلت التفاصيل إليها. (المؤلف).
- ↑ عن أبى هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «سَيْحان وجَيحان والفرات والنيل كلٌّ من أنهار الجنة». وانظر: البخاري، بدء الخلق ٦، مناقب الأنصار ٤٢، الأشربة ١٢؛ مسلم، الإيمان ٢٦٤، الجنة ٢٦؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢٦٠/٢، ٢٨٩، ٤٤٠، ١٦٤/٣، ٢٠٨/٤، ٢٠٩.
- ↑ Hâşiye: Zaman ispat etti ki o adam, adam değil, Risale-i Nur’dur. Belki ehl-i keşif, Risale-i Nur’u ehemmiyetsiz olan tercümanı ve nâşiri suretinde –keşiflerinde– müşahede etmişler “bir adam” demişler.