المكتوب السابع عشر

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    08.56, 29 Ocak 2024 tarihinde Said (mesaj | katkılar) tarafından oluşturulmuş 71151 numaralı sürüm ("المكتوب السابع عشر" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    (fark) ← Önceki sürüm | Güncel sürüm (fark) | Sonraki sürüm → (fark)

    المكتوب السابع عشر

    ذيل اللمعة الخامسة والعشرين

    عزاء بطفل

    بِاسْمِهِ سُبحَانَهُ

    ﴿وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪﴾

    السيد الحافظ «خالد»(∗) يا أخا الآخرة العزيز!

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِر۪ينَۙ ❀ اَلَّذ۪ينَ اِذَٓا اَصَابَتْهُمْ مُص۪يبَةٌۙ قَالُٓوا اِنَّا لِلّٰهِ وَاِنَّٓا اِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾

    (البقرة: ١٥٥-١٥٦)

    أخي! لقد آلمني كثيراً نبأُ وفاةِ طفلكم، ولكن: الحكمُ لله، فالرضاءُ بقضائه والتسليم بقَدَره شعارُ الإسلام. أَسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقكم الصبرَ الجميل، وأن يجعل لكم المرحوم ذخراً للآخرة، وشفيعاً يوم القيامة.

    وسنبيّن لكم ولأمثالكم من المؤمنين المتقين «خمسَ نقاطٍ» تشع بشرى سارة وتقطر سلواناً حقيقياً لكم.

    النقطة الأولى

    إن معنى الآية الكريمة: ﴿وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ (الواقعة: ١٧) وسرَّها هو هكذا:

    إنَّ أولاد المؤمنين المتوفّين قبل البلوغ سيُخلَّدون في الجنة أطفالاً محبوبين بما يليق بالجنة. وسيكونون مبعثَ سرور أبدي في أحضان آبائهم وأمهاتهم الذين مضوا إلى الجنة. وسيكونون مداراً لتحقيق ألطف الأذواق الأبدية للوالدين وهو حب الأطفال وملاطفة الأولاد.

    وحيث إن كلَّ شيء لذيذٍ موجودٌ في الجنة، فلا صحةَ لقول مَن يقول: «لا وجود لمحبة الأطفال ومداعبتهم في الجنة لخلوها من التكاثر والتناسل». بل هناك الفوز العظيم بمحبة الأطفال وملاعبتِهم بصفاء تام ولذة كاملة طوال ملايين السنين، من دون أن يشوبها ألمٌ ولا كدرٌ، بدلاً من محبتهم وملاعبتهم في عشر سنوات دنيوية قصيرة فانية مشوبة بالآلام. كل هذا تحققه الآية الكريمة بجملة ﴿وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ فتصبح أكبر مدار لسعادة المؤمنين وتزفّ أعظم بشرى لهم.

    النقطة الثانية

    كان هناك -ذات يوم- رجل كريم في السجن.. أُلحق به ولدُه الحبيب أيضاً. فكان يتألم كثيراً بمشقات عَجزه عن تأمين راحة ابنه فضلاً عن مقاساته آلامه الشخصية.

    بعث إليه الحاكم الرحيم أحداً ليبلّغه: «إنَّ هذا الطفل وإن كان ابنُك إلّا أنه واحد من رعيتي وأحدُ أفراد أمتي، سآخذه منك لأربّيه في قصر جميل فخم».. بدأ الرجل بالبكاء والحسرة والتأوه، وقال: «لا. لا أعطي ولدي ولا أسلّمه، إنه مدار سلواني!».

    انبرى له أصدقاؤه في السجن: يا هذا لا داعي لأحزانك ولا معنى لتألمك. إنْ كنت تتألم لأجل الطفل فهو سيمضي إلى قصر باذخ رحيب بدلاً من أنْ يبقى في هذا السجن الملوّث المتعفن الضيق. وإنْ كنتَ متألماً لذات نفسك وتبحث عن نفعك الخاص، فإنَّ الطفل سيعاني مشقاتٍ كثيرةً مع ضيق وألم شديدين فيما إذا بقي هنا لأجل أن تحصلَ على نفع مؤقت ومشكوكٍ فيه! أما إذا ذهب إلى هناك فسيكون وسيلة لألف نفع وفائدة لك، ذلك لأنه سيكون سبباً لدرّ رحمة الحاكم لك، وسيصبح لك في حكم الشفيع. ولابد أنَّ الحاكم سيرغب يوماً في أنْ يسعدَه باللقاء معك، ولا جرم أنه لن يرسله إليك في السجن، بل سيأخذك إليه ويخرجُك من السجن ويبعثك إلى ذلك القصر لتحظى باللقاء مع الطفل، فيما إذا كنتَ ذا طاعة له وثقة به.

    وفي ضوء هذا المثال -يا أخي العزيز- ينبغي أنْ يتفكر فيه أمثالُك من المؤمنين عندما يُتوفّى أطفالُهم، ويقولوا: إنَّ هذا الطفل بريء، وإنَّ خالقَه رحيم وكريم، فبدلاً من رقتي القاصرة عليه، وبدلاً من تربيتي الناقصة له، فقد احتضَنَتْه الرحمةُ الإلهية وضمّته العنايةُ الإلهية إلى كنَفها العظيم، وأخرجته من سجن المشقات والمصائب والآلام الدنيوية وأرسلته إلى ظلال جنة فردوسه العظيم. فهنيئاً لذلك الطفل!

    ومَن يدري ماذا كان يعمل وكيف كان يتصرف لو ظَلَّ في هذه الدنيا؟ لذا فأنا لست متألما عليه، بل أراه سعيداً محظوظاً.. أما تألمي لنفسي بالذات فلا أتألم لها ألماً شديداً، فيما يخص متعتي الخاصة.

    إذ لو كان باقياً في الدنيا لكان يضمن لي محبّة الأولاد وملاعبتهم المؤقتة زهاء عشرة أعوام وهي مشوبةٌ بالآلام، ولربما لو كان صالحاً بارّاً، وكان ذا قدرة في أمور الدنيا كان يمكنه أن يعينَني ويتعاونَ معي، إلّا أنه بوفاته فقد ضمن لي محبةَ الأولاد ولعشرة ملايين من السنين وفي الجنة الخالدة، وأصبح مشفّعاً لي للدخول إلى السعادة الأبدية، فلا أكون إذن شديدَ التألم عليه حتى على حساب نفسي كذلك. لأن مَن غابت عنه منفعةٌ عاجلة مشكوك فيها، وربح ألفَ منفعةٍ آجلة محققةِ الحصول، لن يُظهرَ الأحزانَ الأليمة، ولن ينوح يائساً أبداً!

    النقطة الثالثة

    إنَّ الطفل المُتوفَّى.. ما كان إلّا مخلوقاً لخالق رحيم، وعبداً له، وبكل كيانه مصنوعاً من مصنوعاته سبحانه، وصديقاً مودعاً من لدنه عند الوالدين ليبقى مؤقتاً تحت رعايتهما، وقد جعل سبحانه أُمَّه وأباه خادمَين أمينين له، ومنح كلاً منهما شفقة ملذّة، أجرةً عاجلة إزاء ما يقومان به من خدمة.

    والآن، إن ذلك الخالق الرحيم الذي هو المالك الحقيقي للطفل -وله فيه تسع وتسعون وتسعمائة حصة ولوالده حصة واحدة- إذا ما أخذ بمقتضى رحمته وحكمته ذلك الطفلَ منك مُنهياً خدماتِك له. فلا يليق بأهل الإيمان أن يحزنوا يائسين ويبكوا صارخين بما يومئ إلى الشكوى أمام مولاهم الحق صاحبِ الحصص الألف، مقابل حصة صورية. وإنما هذا شأن أهل الغفلة والضلالة.

    النقطة الرابعة

    لو كانت الدنيا أبديةً أبد الآباد، ولو كان الإنسان فيها خالداً مخلداً، أو لو كان الفراق أبدياً، إذن لكان للحزن الأليم والأسف اليائس معنىً ما. ولكن ما دامت الدنيا دار ضيافة فأينما ذهب الطفل المُتوفَّى فكلنا -نحن وأنتم كذلك- إلى هناك راحلون لا مناص.

    ثم إنَّ هذه الوفاة ليست خاصةً به هو وحده، بل هي طريق يسلكه الجميع.

    ولما لم يكن الفراق أبدياً كذلك، بل سيتم اللقاء في الأيام المقبلة في البرزخ وفي الجنة. لذلك ينبغي القول: الحكمُ لله.. إن لله ما أخذ وما أعطى، مع الاحتساب والصبر الجميل والشكر قائلين: الحمد لله على كل حال.

    النقطة الخامسة

    إنَّ الشفقة التي هي ألطفُ تجليات الرحمة الإلهية وأجملُها وأطيبُها وأحلاها.. لهي إكسيرٌ نوراني، وهي أنفذُ من العشق بكثير، وهي أسرعُ وسيلة للوصول إلى الحق تبارك وتعالى.

    نعم، مثلما أن العشق المجازي والعشق الدنيوي، بمشكلات كثيرة جداً، ينقلبان إلى «العشق الحقيقي» فيجد صاحبُه الله جل جلاله، كذلك الشفقة، ولكن بلا مشكلات، تربط القلب بالله سبحانه ليوصل صاحبَه إلى الله جل وعلا بأقصر طريق وأصفى شكل.

    Gerek peder ve gerek valide, veledini bütün dünya gibi severler. Veledi elinden alındığı vakit, eğer bahtiyar ise hakiki ehl-i iman ise dünyadan yüzünü çevirir, Mün’im-i Hakiki’yi bulur. Der ki: “Dünya madem fânidir, değmiyor alâka-i kalbe.” Veledi nereye gitmişse oraya karşı bir alâka peyda eder, büyük manevî bir hal kazanır.

    Ehl-i gaflet ve dalalet, şu beş hakikatteki saadet ve müjdeden mahrumdurlar. Onların hali ne kadar elîm olduğunu şununla kıyas ediniz ki bir ihtiyar hanım, gayet sevdiği sevimli tek bir çocuğunu sekeratta görüp –dünyada tevehhüm-ü ebediyet hükmünce gaflet veya dalalet neticesinde; mevti, adem ve firak-ı ebedî tasavvur ettiğinden– yumuşak döşeğine bedel kabrin toprağını düşünüp gaflet veya dalalet cihetiyle, Erhamü’r-Râhimîn’in cennet-i rahmetini, firdevs-i nimetini düşünmediğinden ne kadar meyusane bir hüzün ve elem çektiğini kıyas edebilirsin.

    Fakat vesile-i saadet-i dâreyn olan iman ve İslâmiyet, mü’mine der ki: Şu sekeratta olan çocuğun Hâlık-ı Rahîm’i, onu bu fâni dünyadan çıkarıp cennetine götürecek. Hem sana şefaatçi hem ebedî bir evlat yapacak. Müfarakat muvakkattır, merak etme اَل۟حُك۟مُ لِلّٰهِ ۝ اِنَّا لِلّٰهِ وَاِنَّٓا اِلَي۟هِ رَاجِعُونَ de, sabret.

    اَل۟بَاقٖى هُوَ ال۟بَاقٖى

    Said Nursî