اللمعة الثامنة والعشرون

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    11.07, 29 Nisan 2024 tarihinde Said (mesaj | katkılar) tarafından oluşturulmuş 98829 numaralı sürüm ("﴿ قُلِ اللّٰهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ ف۪ي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾ (الأنعام: ٩١). ما للتراب ولرب الأرباب." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)

    Bazı kısımları buraya dercedilen bu risalenin tamamı, Hatt-ı Kur’an Lem’alar mecmuasında neşredilmiştir.

    النكتة الثانية:

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ❀ مَٓا اُر۪يدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَٓا اُر۪يدُ اَنْ يُطْعِمُونِ ❀ اِنَّ اللّٰهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَت۪ينُ ﴾ (الذاريات: ٥٦-٥٨)

    إنَّ ظاهر معنى هذه الآية الكريمة لا يبين الأسلوب الرفيع المنسجم مع بلاغة القرآن المعجزة، مثلما جاء في أغلب التفاسير. لذا كان يشغل فكري في كثير من الأحيان. فنبين ثلاثة أوجه إجمالاً، من بين المعاني الجميلة الرفيعة التي وردت من فيض القرآن الكريم.

    الوجه الأول:

    إنَّ الله سبحانه يسند أحياناً إلى نفسه ما يمكن أن يعود إلى رسوله الكريم ﷺ من حالات، وذلك تكريماً له وتشريفاً.

    فها هنا كذلك، إذ المعنى المراد من الآية الكريمة المتصدرة، لابد أن يكون الإطعام والإرزاق الذي يعود إلى الرسول ﷺ، أي إنَّ رسولي في أدائه مهمة الرسالة وتبليغه العبودية لله، لا يريد منكم أجراً ولا أجرة ولا جزاءً ولا إطعاماً.. وإلّا إن لم يكن المراد هذا المعنى لكان إعلاماً لمعلوم في منتهى البداهة، مما لا ينسجم وبلاغة القرآن المعجزة.

    الوجه الثاني:

    الإنسان مُغرمٌ بالرزق كثيراً، ويتوهم أن السعي إلى الرزق يمنعه عن العبودية، فلأجل دفع هذا التوهم، ولكي لا يُتخَذ ذريعةً لترك العبادة تقول الآية الكريمة: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاِنْسَ اِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ وتحصر الغاية من الخلق في العبودية لله، وأن السعي إلى الرزق -من حيث الأمر الإلهي- عبوديةٌ لله أيضاً.

    أما إحضارُ الرزق لمخلوقاتي ولأنفسكم وأهليكم وحتى رزقُ حيواناتكم فأنا الكفيل به. فأنتم لم تُخلَقوا له، فكل ما يخص الرزق والإطعام يخصني أنا وأنا الرزاق ذو القوة المتين.. فلا تحتجّوا بهذا فتتركوا العبادة، فأنا الذي أُرسل رزقَ مَن يتعلق بكم من عبادي..

    ولو لم يكن هذا المعنى هو المراد، لكان من قبيل إعلام المعلوم، لأن رزقَ الله سبحانه وتعالى وإطعامَه محال بديهي ومعلوم واضح. وهـناك قاعدة مقررة في علم البلاغة تفيد:

    إن كان معنى الكلام معلوماً وبديهياً، فلا يكون هذا المعنى مراداً، بل المراد لازمهُ أو تابعٌ من توابعه.

    فمثلاً: إن قلتَ لأحدهم وهو حافظ للقرآن الكريم: أنت حافظ. فهذا الكلام إعلامٌ بما هو معلوم لديه، فإذن المراد منه هو: إنني أعلم أنك حافظ للقرآن، أي أُعلِمُه بما لا يعلمه، وهو علمي أنه حافظ للقرآن.

    فبناءً على هذه القاعدة يكون معنى الآية التي هي كنايةٌ عن نفي رزق الله وإطعامه هو:

    إنكم لم تُخلَقوا لإيصال الرزق إلى مخلوقاتي التي تعهّدت أنا برزقهم. فالرزق أنا به زعيم. فواجبُكم الأساس هو العبودية، والسعي على وفق أوامري للحصول على الرزق، هو بذاته نوع من العبادة.

    الوجه الثالث:

    إنَّ المعنى الظاهري للآية الكريمة: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ في سورة الإخلاص، معلومٌ وبديهي. فيكون المقصود لازماً من لوازم ذلك المعنى. أي أن الذين لهم والدة وولد لا يكونون إلهاً قطعاً.

    فيقضي سبحانه وتعالى بقوله: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ الذي هو بديهي ومعلوم ويعني أنه أزلي وأبدي، لأجل نفي الألوهية عن سيدنا عيسى عليه السلام وعزير عليه السلام والملائكة والنجوم والمعبودات الباطلة.

    فكما أن هذه الآية هكذا فهنا أيضاً يكون معنى الآية الكريمة: ﴿ مَٓا اُر۪يدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَٓا اُر۪يدُ اَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ أنَّ كل ما يُرزَق ويُطعَم وله استعداد للرزق والإطعام لا يمكن أن يكون إلهاً. فلا تليق الألوهيةُ بمن هو محتاج إلى الرزق والإطعام.

    سعيد النورسي

    حول «القيلولة»

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ اَوْ هُمْ قَٓائِلُونَ ﴾

    لقد اهتم «رأفت» بمعنى كلمة «قائلون» الواردة في الآية الكريمة:

    ﴿ اَوْ هُمْ قَٓائِلُونَ ﴾ (الأعراف: ٤)

    فكُتب هذا البحث لمناسبة استفساره عنها، ولئلا يعطّل قلمَه الألماسي، بما يصيبه من انحلال في الجسم بسبب نومه بعد صلاة الفجر كالآخرين معه في السجن.

    النوم على أنواع ثلاثة:

    الأول: الغيلولة: وهي النوم بعد الفجر حتى انتهاء وقت الكراهة.

    هذا النوم مخالفٌ للسنة المطهرة؛ إذ يورث نقصان الرزق، وزوال بركته، كما هو وارد في الحديث الشريف. حيث إن أفضل وقت لتهيئة مقدمات السعي لكسب الرزق هو في الجو اللطيف، عقب الفجر، ولكن بعد مضيه يطرأ على الإنسان خمول وانحلال، مما يضرّ بسعيه في ذلك اليوم، وبدوره يضر بالرزق، كما يسبب زوال بركته، وقد ثبت هذا بتجارب كثيرة.

    الثاني: الفيلولة: وهي النوم بعد صلاة العصر حتى المغرب،

    هذا النوم يسبب نقصانَ العمر، أي يتناقص عمر الإنسان مادياً في اليوم الذي يشوبه النوم المورث للغفلة؛ إذ يبدو ذلك اليوم قصيراً ناقصاً مثلما يكون قضاءُ وقت العصر بالنوم في حكم عدم رؤية نتائج معنوية لذلك اليوم، تلك النتائج التي تتظاهر على الأغلب في ذلك الوقت. فيكون الإنسان كأنه لم يعش ذلك اليوم.

    الثالث: القيلولة: وهي سنة نبوية شريفة، ويبدأ وقتُها من الضحى إلى ما بعد الظهر بقليل.

    ومع كون هذا النوم من السنة المطهرة ([1]) فانه يُعين على قيام الليل، وقد رسّخ هذه السنة النبوية ما اعتاد عليه أهلُ الجزيرة العربية من تعطيل نسبي للأعمال عند اشتداد الحر من الظهر حسب محيطهم. وهذا النوم يطيل العمرَ ويزيد الرزق؛ لأنَّ نصف ساعة من القيلولة يعادل ساعتين من نوم الليل، أي إنه يزيد عمرَ يومه ساعةً ونصفَ الساعة. وينقذ ساعةً ونصف الساعة أيضاً من النوم الذي هو صنو الموت، ويحييها بتزييد وقت عمله كسباً للرزق، فيطيل زمن السعي والعمل.

    سعيد النورسي

    وهذه خاطرة جميلة

    حينما كنت اقرأ جملة «ألفُ ألفِ صلاةٍ وألف ألف سلام عليك يا رسول الله» عقب الصلاة، تراءت لي من بعيد خاطرةٌ لطيفة انكشفت من تلك الصلوات، إلّا أنني لم أتمكن من اقتناصها كاملة، ولكن سأشير إلى بعض جمَلها:

    رأيت أن عالَم الليل شبيهٌ بمنـزل جديد يُفتح لدار الدنيا.. دخلت ذلك العالم في صلاة العشاء، ومن انبساط فوق العادة للخيال وبحكم ارتباط ماهية الإنسان مع الدنيا قاطبة رأيت أنَّ هذه الدنيا العظيمة قد أصبحت في ذلك الليل منـزلا صغيراً جداً حتى لا يكاد يرى ما فيه من بشر وذوي حياة. ورأيت -خيالاً- أن ليس هناك من ينوّر ذلك المنـزل إلّا الشخصية المعنوية للرسول ﷺ حتى امتلأت أرجاؤه بهجة وأنساً وسروراً.

    وكما يبدأ الشخصُ بالسلام عند دخوله المنـزل، كذلك وجدت في نفسي شوقاً هائلاً ورغبة جياشة إلى القول: ألف ألف سلام عليك يا رسول الله .. ([2]) ومن هنا وجدت نفسي كأنني أُسلّم عليه بعدد الإنس والجن وأعبر بسلامي هذا عن تجديد البيعة له والرضى برسالته وقبولها منه وإطاعة القوانين التي أتى بها، والتسليم لأوامره وسلامته من بلايانا. أي كأنني أقدم هذا السلام -ناطقاً بتلك المعاني- باسم كل فرد من أفراد عالمي وهم ذوو الشعور من جن وإنس، وجميع المخلوقات.

    وكذا فإن ما جاء به من النور العظيم والهدية الغالية ينور عالمي الخاص هذا كما ينور العالم الخاص لكل أحد في هذه الدنيا، فيحوّل عالَمنا إلى عالم زاخر بالنعم. فقلت تجاه هذه النعمة الهائلة: «اللهم أنزل ألفَ صلاة عليه» علّها تكون شكراناً وعرفانا للجميل على ذلك النور الحبيب والهدية الغالية، إذ إننا لا نستطيع أن نردّ جميلَه وإحسانه إلينا أبداً، فأظهَرنا تضرُّعنا إلى الله جل وعلا بالدعاء والتوسل كي يُنـزل من خزائن رحمته رحمةً عليه بعدد أهل السماوات جميعاً.. هكذا أحسست خيالاً.

    فهو ﷺ يطلب صلاةً بمعنى «الرحمة» من حيث إنه «عبد» ومتوجه من الخلق إلى الحق سبحانه. ويستحق «السلام» من حيث إنه «رسول» من الحق سبحانه إلى الخلق.

    وكما أننا نرفع إليه سلاماً بعدد الإنس والجن، ونجدد له البيعة العامة بعددها أيضاً، فإنه ﷺ يستحق أيضاً صلاة من خزائن الرحمة الإلهية بعدد أهل السماوات، وباسم كل واحد منهم؛

    ذلك لأن النور الذي جاء به هو الذي يظهر كمال كل شيء في الوجود، ويُبرز قيمةَ كل موجود، وتُشاهد به الوظيفة الربانية لكل مخلوق، وتتجلى به المقاصد الإلهية من كل مصنوع. لذلك لو كان لكل شيء لسانٌ لكان يردد قولاً كما يردد حالاً: الصلاة والسلام عليك يا رسول الله.. فنحن بدورنا نقول بدلاً عن المخلوقات كافة:

    ألفُ ألف صلاة وألفُ ألف سلام عليك يا رسول الله بعدد الإنس والجن وبعدد الملك والنجوم.

    فَيَكْفِيكَ أنَّ الله صَلّٰى بِنَفْسِهِ وَأمْلَاكَهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ وَسَلَّمَتْ

    سعيد النورسي

    حول «وحدة الوجود»

    أخي العزيز:

    تطلبون شيئاً من الإيضاح حول «وحدة الوجود» ففي إحدى لمعات «المكتوب الحادي والثلاثين» جوابٌ شاف وقوي واضح إزاء رأي «محي الدين بن عربي» في هذه المسألة.

    أما هنا فنكتفي بهذا القدر ونقول:

    إنَّ تلقين مسألة «وحدة الوجود» في الوقت الحاضر للناس يضرّهم ضرراً بالغاً، إذ كما أن التشبيهات والتمثيلات، ([3]) إذا خرجت من أيدي الخواص ودخلت أيدي العوام وسرَت من يد العلم إلى يد الجهل تُتلقى حقائق؛ كذلك حقائقُ وحدة الوجود وأمثالُها من الحقائق العالية، إذا ما دخلت بين العوام الغافلين السارحين في تأثير الأسباب، يتلقونها «طبيعة» وتولد ثلاث مضار مهمة.

    الضرر الأول:

    إنَّ مشرب وحدة الوجود، مع أنه في حكم إنكار وجود الكائنات إزاء وجود الله سبحانه، إلا أنه كلما دخل بين العوام يمضي بهم إلى أن يصل في فكر الغافلين منهم ولاسيما الملوّثين بالماديات إلى إنكار الألوهية إزاء الكون والماديات.

    الضرر الثاني:

    إنَّ مشرب وحدة الوجود، يردّ رداً شديداً ربوبية ما سوى الله تعالى، حتى إنه ينكر ما سواه تعالى ويرفع الثنائية، فلا يرى وجوداً مستقلاً للنفس الأمارة ولا لأي شيء كان، ولكن في هذا الزمان، الذي استولت فيه مفاهيم الطبيعة وتفرعنت نفوسٌ أمارة وبخاصة من له استعداد ليتخذ نفسه معبودَه من دون الله، ونفخ الغرور والأنانية في أوداجه، فضلا عن نسيان الخالق والآخرة إلى حد ما. فتلقينُ هؤلاء بوحدة الوجود يطغي نفوسَهم حتى لا يسعها شيء، والعياذ بالله.

    الضرر الثالث:

    إنه يورث أفكاراً وتصورات لا تليق بوجوب وجود الذات الجليلة، المنـزّهة المبرأة المتعالية المقدسة عن التغير والتبدل والتجزؤ والتحيز، ولا تلائم تنـزّهه وتقدسه سبحانه بحال، فيكون بذلك سبباً لتلقينات باطلة.

    نعم، إنَّ من يتكلم عن وحدة الوجود عليه أن يعرج فكراً من الثرى إلى الثريا تاركاً الكائنات وراءه ظهرياً، محدقاً بنظره إلى العرش الأعلى، عادّاً الكائنات معدومة في حالة الاستغراق، فيمكنه أن يرى بقوة الإيمان أن كل شيء من الواحد الأحد سبحانه مباشرة. وإلّا فإن من يقف وراء الكائنات وينظر إليها ويرى الأسباب أمامه وينظر من الأرض، فإنه يحتمل أن يغرق في تأثير الأسباب ويقع في مستنقع الطبيعة،

    بينما الذي يعرج فكراً إلى العرش ك جلال الدين الرومي(∗) يستطيع أن يقول: «افتح سمعَك فإنك تستطيع أن تسمع من كل أحد -كأنه حاكٍ فطري- ما تسمعه من الحق تعالى». وإلّا فمن لا يستطيع العروجَ مثله إلى هذه المرتبة الرفيعة ولا يرى الموجودات من الفرش إلى العرش على صورة مرايا (لتجلياته) إن قلت له: «اصغ إلى كل أحد تسمع منه كلام الله» فإنه يبتلى بتصورات باطلة مخالفة للحقيقة كمن يهوي معنىً من العرش إلى الفرش.

    ﴿ قُلِ اللّٰهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ ف۪ي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾ (الأنعام: ٩١).

    ما للتراب ولرب الأرباب.

    سبحان من تقدس عن الأشباه ذاتُه وتنـزّهت عن مشابهة الأمثال صفاته وشَهِد على ربوبيته آياته جل جلاله ولا إله إلّا هو.

    سعيد النورسي

    «جواب عن سؤال»

    لا يسعني الوقت الكافي لعقد موازنة بين أفكار كل من «مصطفى صبري»(∗) و«موسى باكوف»(∗) إلا أنني أكتفي بالقول الآتي:

    إن أحدهما قد أفرط والآخر يفرط. فمع أن مصطفى صبري محقّ في دفاعاته بالنسبة إلى موسى باكوف إلّا أنه ليس له حق تزييف شخص محي الدين بن عربي الذي هو خارقةٌ من خوارق العلوم الإسلامية.

    نعم، إن محي الدين بن عربي مهتدٍ ومقبولٌ ولكنه ليس بمرشدٍ ولا هادٍ وقدوةٍ في جميع كتاباته، إذ يمضي غالباً دون ميزان في الحقائق، فيخالف القواعد الثابتة لأهل السنة، ويفيد بعضُ أقواله -ظاهراً- الضلالةَ غير أنه بريء من الضلالة، إذ الكلام قد يبدو كفراً بظاهره، إلّا أن قائلَه لا يكون كافراً.

    فمصطفى صبري لم يراع هذه النقاط بنظر الاعتبار ففرّط في بعض النقاط لتعصبه لقواعد أهل السنة.

    أما موسى باكوف فهو يخطئ كثيراً بأفكاره التي تماشي التمدن والمنحازة شديداً للتجدد. إذ يحرّف بعض الحقائق الإسلامية بتأويلات خاطئة ويتخذ شخصاً مردوداً كأبي العلاء المعري في مستوى أعلى من علماء الإسلام المحققين، وقد غالى كثيراً لانحيازه الشديد إلى تلك المسائل التي خالف فيها محي الدين أهلَ السنة والتي تنسجم مع أفكاره.

    ولقد قال محي الدين: «تُحرم مطالعةُ كتبَنا على من ليس منا» أي على من لا يعرف مقامَنا. نعم إن قراءة كتب محي الدين ولاسيما مسائله التي تبحث في وحدة الوجود مضرة في هذا الزمان.

    سعيد النورسي

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    عندما كنت أنظر من نافذة السجن، إلى ضحكات البشرية المبكية، في مهرجان الليل البهيج، أنظر إليها من خلال عدسة التفكر في المستقبل والقلق عليه، انكشف أمام نظر خيالي هذا الوضع، الذي أبينه:

    مثلما تشاهَد في السينما أوضاعُ الحياة لمن هم الآن راقدون في القبر، فكأنني شاهدت أمامي الجنائز المتحركة لمن سيكونون في المستقبل القريب من أصحاب القبور.. بكيت على أولئك الضاحكين الآن، فانتابني شعورٌ بالوحشة والألم. راجعت عقلي، وسألت عن الحقيقة قائلاً: ما هذا الخيال؟ قالت الحقيقة:

    إن خمسةً من كل خمسين من هؤلاء البائسين الضاحكين الآن والذين يمرحون في نشوة وبهجة سيكونون كهولاً بعد خمسين عاماً، وقد انحنَت منهم الظهور وناهز العمر السبعين، والخمسةَ والأربعين الباقية يُرمّون في القبور. فتلك الوجوه الملاح، وتلك الضحكات البهيجة، تنقلب إلى أضدادها. وحسب قاعدة «كل آتٍ قريب» ([4]) فإن مشاهدة ما سيأتي كأنه آتٍ الآن تنطوي على حقيقة، فما شاهدته إذن ليس خيالاً.

    فما دامت ضحكاتُ الدنيا المتسمة بالغفلة مؤقتة ومعرّضة إلى الزوال، وهي تستر مثل هذه الأحوال المؤلمة المبكية. فلابد أن ما يسرّ قلبَ الإنسان البائس العاشق للخلود، ويفرح روحَه الولهان بعشق البقاء، هو ذلك اللهو البريء والمتعة النـزيهة وأفراح ومسرات تخلد بثوابه، ضمن نطاق الشرع، مع أداء الشكر باطمئنان القلب وحضوره بعيداً عن الغفلة.

    ولئلا تقوى الغفلةُ في النفوس في الأعياد، وتدفع الإنسان إلى الخروج عن دائرة الشرع، ورد في الأحاديث الشريفة ترغيب قوي وكثير في الشكر وذكر الله في تلك الأيام. وذلك لتنقلب نعم الفرح والسرور إلى شكر يديم تلك النعمة ويزيدها، إذ الشكر يزيد النعم ويزيل الغفلة.

    سعيد النورسي

    «النفس الأمارة بالسوء»

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    نكتة من نكات الآية الكريمة: ﴿ اِنَّ النَّفْسَ لَاَمَّارَةٌ بِالسُّٓوءِ ﴾ (يوسف: ٥٣) والحديث الشريف: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك). ([5])

    نعم، إنَّ الذي يحب نفسَه الأمارة بالسوء -غير المزكّاة- ويعجب بها، هو في الحقيقة لا يحب أحداً غيرها، وحتى لو أبدى للغير حباً فلا يحبه من صميم قلبه، بل ربما يحبه لمنافعه، ولما يتوقع منه من متاع. فهو في محاولة دائمة لتحبيب نفسه للآخرين وفي سعي متواصل لإثارة إعجابهم به، يصرف كل قصورٍ عن نفسه فلا يحمّلها أي نقص كان، بل يدافع دفاعَ المحامي المخلص لإبراء ساحتها، ويمدحها بمبالغات بل بأكاذيب لينـزّهها عن كل عيب أو قصور، حتى يقربها إلى التقديس، بل يبلغ به الأمر أن يكون مصداق الآية الكريمة: ﴿ مَنِ اتَّخَذَ اِلٰهَهُ هَوٰيهُ ﴾ (الفرقان: ٤٣) عندها تتوالى عليه صفعاتُ هذه الآية الكريمة -حسب درجته- فينقلب مدحُه إلى إعراض الناس عنه، ويتحول تحبيب نفسه إليهم إلى استثقالهم له، فيجد عكس ما كان يروم،

    فضلاً عن أنه يضيّع الإخلاص، لما يخلط من رياء وتصنّع في أعماله الأخروية، فيكون مغلوباً على أمره أمام شهواته وهواه ومشاعره، تلك التي لا تبصر العقبى ولا تفكر في النتائج والمغرمة بالتلذذ الآني. بل قد تبرر له أهواؤه الضالة أموراً يرتكبها لأجل متعة لا تدوم ساعة يفضي به أن يلقى في السجن لسنة كاملة. وقد يقاسي عشر سنوات من الجزاء العادل لأجل تسكين روح الثأر لديه وشهوة الغرور التي لا تستغرق دقيقة واحدة. فيكون مثله كمثل ذلك الطفل الأبله الذي لا يقدر قيمة جزء المصحف الشريف الذي يتلوه ويدرسه فيبيعه بقطعة حلوى رخيصة، إذ يصرف حسناته التي هي أغلى من الألماس ويبدلّها بما يشبه في تفاهتها قطع الزجاج، تلك هي حسياته وهواه وغروره. فيخسر خسارة جسيمة فيما كان ينبغي له أن يربح ربحاً عظيماً.

    اللّهم احفظنا من شر النفس والشيطان ومن شر الجن والإنس.


    «سؤال»

    كيف يكون البقاءُ في سجن جهنم بقاءاً خالداً جزاءً عادلاً لكفرٍ في زمن قصير؟

    الجواب: إنَّ القتل الذي يحصل في دقيقة واحدة يعاقب عليه بسبع ملايين وثمانمائة وأربع وثمانين ألفاً من الدقائق -على اعتبار السنة ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً- فإن كان هذا قانوناً عدلاً، فالذي يقضي عشرين سنة من عمره في أحضان الكفر ويموت عليه يستحق جزاءً بمقتضى هذا القانون العادل للبشر سجناً يدوم سبعة وخمسين ترليوناً وواحداً ومائتي مليارٍ ومائتي مليونٍ من السنين، باعتبار أن دقيقة من الكفر تعادل ألفَ قتل ويمكن أن يُفهَم من هذا وجهَ الانسجام مع عدالة قوله تعالى: ﴿ خَالِد۪ينَ ف۪يهَٓا اَبَدًا ﴾ (البيّنة: ٦).

    إنَّ سر العلاقة بين العددين المتباعدين جداً بعضهما عن بعض، هو أن الكفر والقتل تخريب وتعدّ على الآخرين، ولهما تأثير في الآخرين، فالقتلُ الذي يحصل في دقيقة واحدة يسلب خمس عشرة سنة في الأقل من حياة المقتول، حسب ظاهر الحال، لذا يسجن القاتل بدلاً منه، فدقيقة واحدة في الكفر الذي هو إنكارٌ لألف اسم واسم من الأسماء الحسنى وتزييف لنقوشها البديعة.. واعتداءٌ على حقوق الكائنات.. وإنكار لكمالاتها.. وتكذيب لدلائل الوحدانية التي لا تحد وردّ لشهاداتها.. تلقي بالكافر في أسفل سافلين لأكثر من ألف سنة، فتسجنه في قوله تعالى: ﴿ خَالِد۪ينَ ...﴾

    سعيد النورسي

    «توافق لطيف ذو مغزى»

    إن المادة (١٦٣) من القانون التي يُتهم بموجبها طلاب النور، ويُطالب بها إنزال العقوبة عليهم. هذا الرقم يتوافق مع عدد النواب الذين وافقوا على لائحة البرلمان الخاصة بمنح مائة وخمسين ألف ليرة لبناء مدرسة مؤلِّف رسائل النور، وقد كانوا (١٦٣) نائباً من بين (٢٠٠) نائباً في مجلس الأمة التركي.

    هذا التوافق يقول معنىً: إن تواقيع (١٦٣) نائباً من نواب حكومة الجمهورية على وجه التقدير والإعجاب بخدمته يُبطل حكم المادة (١٦٣) بحقه.

    وكذا من بين التوافقات اللطيفة ذات المغزى: أنه كان القبض على مؤلف رسائل النور وطلابه واعتقالهم في ٢٧/ نيسان/ ١٩٣٥ بينما كان قرار المحكمة بحقهم في ١٩/ آب/ ١٩٣٥ أي بعد (١١٥) يوماً. هذا الرقم يتوافق مع عدد كتب رسائل النور وهو (١١٥) كتاباً يضم (١٢٨) رسالة.

    كما أنه يوافق عدد المتهمين المائة وخمسة عشر من طلاب النور الذين استُجوبوا واتهموا.

    فهذا التوافق يدل على أن المصيبة التي ابتلي بها مؤلف رسائل النور وطلابها إنما تُنظّم بيدٍ من العناية (الإلهية). ([6])


    Bu Lem’a’nın başında İmam-ı Ali (ra) Risale-i Nur’a işaret ettiğinden, bir kardeşimiz heyecanlı bir iştiyakla Risale-i Nur’a, Elmas Cevher Nur ismini takıp tekrar ederek yazmıştı. Bu Lem’a’nın âhirinde derci münasip görüldü:

    Takva dairesinde bulunan talebe deli de olsa, acaba Risale-i Nur’un ve kıymetli elmasın nurundan ayrılabilir mi? Öyle tahmin ederim ki Risale-i Nur’un bu âciz talebeniz kadar kerametini, faziletini, lezzetini yiyen, tatlı meyvesinden koparan nadirdir. Hem bu kadar âcizliğim ile beraber, Risale-i Nur’a hizmet edemediğim halde göstermiş olduğunuz teveccühe medyun-u şükranım. Binaenaleyh Risale-i Nur’dan bendeniz değil, hiçbir talebeniz o mübarek elmastan ve lezzetten ayrılamaz.

    Affınıza mağruren Risale-i Nur’un bu defaki taharriyatında iki kerameti meydana aynen çıkmıştır: Hapishane içerisinde polis, jandarma ve gardiyanlar müthiş arama yaparken, o esnada hiç kimse görmeden, yedi sekiz yaşında, hemşiremin mahdumu, mektep çantasının içerisine Risale-i Nur’un nüshalarını koyarak alıp gitmiştir.

    Arama, bendenizin odasında idi. Çocuk odaya geldi, odada telaş görünce, odanın bir tarafında ayrıca duran Risale-i Nurları çantasına koydu ve içerideki memurların hiçbirisi farkına varmadı, çocuğa da bir şey demediler. Fedakâr çocuk doğruca validesine gidiyor. “Dayımın daima bize okuduğu Risale-i Nurları getirdim. Bunları alacaklarmış. Ben onların haberi olmadan, onlar başka mektup, kitap karıştırırlarken aldım, çantama koydum. Bunları iyice bir yere koyunuz, muhafaza ediniz. Ben bunların okunmasını çok seviyorum. Dayım bize bunları okuyordu. O okurken ben başka bir halet kesbediyordum.” diye validesine söylüyor ve mektebine avdet ediyor. Bu sayede Elmas Cevher Nurlar ele geçmemiş oluyor.

    Bu keramet değil de nedir? Kur’anî bir mu’cize değildir de nedir? Acaba bu fazilet, acaba bu lezzet, acaba bu Elmas Cevher, hangi telifatta vardır ki bu Elmas Cevher Nurlar, şimdiye kadar hangi zatın ağzından dökülmüştür? Ben de hapis değil, bu Elmas Cevher Nurlar için her an her dakika her fedakârlığı memnuniyetle kabul ederim. Benden sonra bu Elmas Cevher Nurlar yoluna evladım Emin de bütün hayatını sarf etmeye hazırdır.

    İşte bu Elmas Cevher Nur’un ikinci kerametini ispat ile üç yaşından sekiz yaşına kadar akrabalarım ve evladım, bu Elmas Cevher Nurlar için fedakârane ve bu yolda hayatlarını hiç düşünmeden feda edeceklerini ispat ederim. Çünkü bu Elmas Cevher Nur’u okurken hepsi başıma toplandı. Onları sevdim ve birer çay verdim, bu Elmas Cevher Nur’u okumaya devam ettim. Hepsi birden “Bu nedir? Bu yazı nasıl yazıdır?” sordular. Ben de dedim: “Bu Elmas Cevher Nur’dur.” diye bunlara okumaya başladım. Onuncu Söz’ü okurken saatler geçmiş. Çocuklar merakından, anlayamadıkları zaman hemen bendenize soruyorlardı. Ben de bu Elmas Cevher Nur’u onların anlayabileceği şekilde izah ederken çocukların renkleri, renk renk oluyordu ve güzelleşiyordu. Bendeniz de çocukların yüzüne baktıkça hepsinde ayrı ayrı nurlu Said görüyordum.

    Suallerinde “Nur hangisi, Cevher hangisi ve Elmas hangisi?” diye sorduklarında; “Evet Nur, bunu okumaktır. Bak sizde bir güzellik meydana geldi.” Onlar da birbirinin yüzüne baktılar, tasdik ettiler. “Ya Elmas nedir?” “Bu sözleri yazmaktır. O zaman, yani yazdığınız zaman sizin yazılarınız elmas gibi kıymetli olur.” Tasdik ettiler. “Ya Cevher nedir?” “İşte o da bu kitaptan aldığınız imandır.” Hepsi birden şehadet getirdiler. Bu sohbette üç dört saat geçmiş, bendeniz farkına varmadım.

    İşte “Elmas Cevher Nur budur.” dedim. Tasdik ettiler. Hepsi birden bana bakıyorlardı ve “Bunu kim yazdı?” diyorlardı.

    Âciz talebeniz

    Şefik

    Zekâi’nin Rüyası

    Bu sabah rüyamda, İstanbul’un Tophane sahiline benzer saf ve berrak bir deniz kenarındayım. Kuşluk zamanında olduğunu zannettiğim güneşin ziyası, o derya-yı azîmin üzerinde hoş parıltılar husule getiriyor. Ben deryaya müteveccihim. Denizin orta ve cenubu tarafından yüze yüze sahile gelen bir genç, omuzundaki bir sabanı sahile çıkardı. Orada bütün kardeşlerimize (tahliyeden sonra) istikbal edilmekteler iken, sahil boyunu takiben, garptan dolu dizgin iki atlı geliyor. “Üstad geliyor!” dediler. Bu izdiham yarıldı, hiç durmaksızın bu mühib yağız atlı ve esmer çehreli iki zat, şarka doğru uzaklaştılar. Ben, o deryaya dalmak üzere iken uyandım.

    Zekâi

    Tarafgirane ve Risale-i Nur’a rakibane söylenen sözlere mukabildir.

    Ger medhetmekse tefahurla kendinizi maksadın

    Risale-i Nur’un en sönük yıldızının peykisiniz

    Zinhar seyyare zannetme kardeşim, Risale-i Nur’un

    Arz değil, âfitab dahi peykidir onun

    Pek yakında parlayacaktır âlemde Risale-i Nur

    Sönmez, belki gizlenir, zira nurun alâ nur

    Bir nur ki bahr-i hakikat ve mahz-ı hidayettir o

    مَن۟ اَص۟حَابُ الصِّرَاطِ السَّوِىِّ وَ مَنِ اه۟تَدٰى yı oku.

    Hak’tan olmaz şikâyet, belki maksat hikâyet

    Şer’in üzere giderken Hakk’a malûm

    Risale-i Nur’a ki eylemiştim hem de hizmet

    Risale-i Nur ki Aliyyü’l-Murtaza ve Gavs-ı A’zam

    Celcelutiye’de ve bazı kasaidde etmişler işaret

    Risale-i Nur ki urvetü’l-vüska, lenfisam

    Temessük etmiştim zira hem hidayet ve ayn-ı hakikat

    Koydular bizleri ki orada durmuştu Yusuf aleyhisselâm

    Hem de beraberimizde idi Hazret-i Üstad.

    Halil İbrahim

    النكتة الثامنة والعشرون من اللمعة الثامنة والعشرين

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ لَا يَسَّمَّعُونَ اِلَى الْمَلَاِ الْاَعْلٰى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ❀ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ❀ اِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَاَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ (الصافات: ٨-١٠)

    ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط۪ينِ ﴾ (الملك: ٥)

    سنبين نكتةً مهمة من نكات هذه الآيات الكريمة وأمثالها من الآيات لمناسبة اعتراض يرِد من أهل الضلالة على وجه النقد.

    تفيد هذه الآيات الكريمة أنَّ جواسيسَ الجن والشياطين يسترقون السمعَ إلى إخبار السماوات ويجلبون منها الأخبار الغيبية إلى الكهان والماديين، والذين يعملون في تحضير الأرواح. فحيل بين هذه الأخبار وبين التجسس الدائمي لأولئك الجواسيس ورُجموا بالشهب أزيد مما كان في تلك الفترة من بداية الوحي، وذلك لئلا يلتبس شيء على الوحي.

    نبين جواباً في غاية الاختصار عن سؤال في غاية الأهمية وهو ذو ثلاث شعب.

    سؤال: يفهم من أمثال هذه الآيات الكريمة المتصدرة أنه لأجل استراق السمع وتلقي الخبر الغيبي حتى في الحوادث الجزئية بل أحياناً حوادث شخصية تقتحم جواسيس الشياطين مملكة السماوات التي هي في غاية البعد، لكأن تلك الحادثةَ الجزئية هي موضعُ بحث في كل جزء من أجزاء تلك المملكة الواسعة، ويمكن لأي شيطان كان، ومن أي مكان دخل إلى السماوات، التنصّت ولو بصورة مرقعة إلى ذلك الخبر وجلبه هكذا إلى الأرض. هذا المعنى الذي يُفهم من الآيات الكريمة لا يقبل به العقل والحكمة.

    ثم إنَّ قسماً من الأنبياء وهم أهل الرسالة، والأولياء وهم أهل الكرامة تسلموا ثمار الجنة التي هي فوق السماوات العلى -بنص الآية- وكأنهم يأخذونها من مكان قريب، وأحياناً يشاهدون الجنة من قريب. ([7]) هذه المسألة تعني: نهاية البُعد في نهاية القُرب بحيث لا يسعها عقلُ هذا العصر.

    ثم إن حالة من أحوال جزئية لشخص جزئي يكون موضع ذكر وكلام لدى الملأ الأعلى في السماوات العلى الواسعة جداً، هذه المسألة لا توافق إدارة الكون التي تسير في منتهى الحكمة.

    علماً أن هذه المسائل الثلاث تعد من الحقائق الإسلامية.

    الجواب:

    أولاً: إن الآية الكريمة: ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَٓاءَ الدُّنْيَا بِمَصَاب۪يحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط۪ينِ ﴾ تفيد أن جواسيس الشياطين التي تحاول الصعود إلى السماوات للتجسس تُطرد بنجوم السماوات.

    فقد بحثت هذه المسألة بحثاً جيداً في «الكلمة الخامسة عشرة»، وأُثبتت إثباتاً يقنع حتى أعتى الماديين، بل يلجؤهم إلى السكوت والقبول، وذلك بسبع مقدمات قاطعة هي بمثابة سبع مراتب للصعود إلى فهم الآية الكريمة.

    ثانياً: نشير إلى هذه الحقائق الإسلامية الثلاث التي يُظن أنها بعيدة (عن العقل) بتمثيل وذلك لتقريبها إلى الأذهان القاصرة الضيقة.

    هب أن الدائرةَ العسكرية لحكومةٍ تقع في شرقي البلاد، ودائرتَها العدلية في الغرب ودائرةَ المعارف في الشمال ودائرة الشؤون الدينية (المشيخة) في الجنوب، ودائرة الموظفين الإداريين في الوسط وهكذا. فعلى الرغم من البُعد بين دوائر هذه الحكومة، فإن كل دائرة لو استخبرت الأوضاع فيما بينها بالتلفون أو التلغراف ارتباطاً تاماً: عندها تكون البلادُ كلها كأنها دائرةٌ واحدة هي دائرة العدل، أو الدائرة العسكرية أو الدينية، أو الإدارية وهكذا.

    Hem mesela, müteaddid devletler ve ayrı ayrı payitahtları bulunan hükûmetlerin bazen oluyor ki müstemlekat cihetiyle veya imtiyazat haysiyetiyle veya ticaretler münasebetiyle bir tek memlekette ayrı ayrı hâkimiyetlikleri bulunur. Raiyet ve millet bir olduğu halde, her bir hükûmet, kendi imtiyazı cihetiyle, o raiyetle münasebettardır. Birbirinden çok uzak o hükûmetlerin muamelatı, birbirine temas ediyor. Her hanede birbirine yakınlaşıyor ve her adamda iştirakleri oluyor. Cüz’î meseleleri, temas noktalarındaki cüz’î bir dairede görülür. Yoksa her cüz’î bir mesele, daire-i külliyeden alınmıyor fakat o cüz’î meselelerden bahsedildiği zaman, doğrudan doğruya daire-i külliyenin kanunuyla olduğu cihetiyle daire-i külliyeden alınıyor gibi ve o dairede medar-ı bahis olunmuş bir mesele şekli verilir tarzda ifade edilir.

    İşte bu iki temsil gibi semavat memleketi, payitaht ve merkez itibarıyla gayet uzak olduğu halde, arz memleketinde insanların kalplerine uzanmış manevî telefonları olduğu gibi semavat âlemi, yalnız âlem-i cismanîye bakmıyor; belki âlem-i ervahı ve âlem-i melekûtu tazammun ettiğinden, bir cihette perde altında âlem-i şehadeti ihata etmiştir.

    Hem âlem-i bâkiden ve dâr-ı bekadan olan cennet dahi hadsiz uzaklığıyla beraber, yine o daire-i tasarrufatı, perde-i şehadet altında, her tarafta nurani bir surette uzanmış, yayılmış.

    Sâni’-i Hakîm-i Zülcelal’in hikmetiyle, kudretiyle, nasıl ki insanın başında yerleştirdiği duygularının merkezleri ayrı ayrı olduğu halde, her biri umum o vücuda, o cisme hükmediyor ve daire-i tasarrufuna alabiliyor.

    Öyle de bu insan-ı ekber olan kâinat dahi mütedâhil ve birbiri içinde bulunan daireler gibi binler âlemleri ihtiva ediyor. Onlarda cereyan eden ahvalin ve hâdiselerin küllî ve cüz’iyeti ve hususiyeti ve azameti cihetiyle medar-ı nazar olur, yani o cüzler, cüz’î ve yakın yerlerde ve küllî ve azametliler küllî ve büyük makamlarda görülür.

    Fakat bazen cüz’î ve hususi bir hâdise, büyük bir âlemi istila eder. Hangi köşede dinlenilse o hâdise işitilir.

    Ve bazen de büyük tahşidat, düşmanın kuvvetine karşı değil belki izhar-ı haşmet için yapılır. Mesela, Hâdise-i Muhammediye (asm) ve vahy-i Kur’an’ın hâdise-i kudsiyesi, umum semavat memleketinde, hattâ o memleketin her köşesinde en mühim bir hâdise olduğundan, doğrudan doğruya çok uzak ve çok yüksek olan koca semavatın burçlarına nöbettarlar dizilip, yıldızlardan mancınıkları atarak, casus şeytanları tard ve def’ediyorlar vaziyetinde göstermek ve ifade etmekle, vahy-i Kur’anînin derece-i haşmetini ve şaşaa-i saltanatını ve hiçbir cihette şüphe girmeyen derece-i hakkaniyetini ilana bir işaret-i Rabbaniye olarak, o vakitte ve o asırda daha ziyade yıldızlar düşürülüyormuş ve atılıyormuş. Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan dahi o ilan-ı tekvinîyi tercüme edip ilan ediyor ve o işaret-i semaviyeye işaret eder.

    Evet, bir melâikenin üfürmesiyle uçurulabilir olan casus şeytanları, böyle bir işaret-i azîme-i semaviye ile melâikelerle mübareze ettirmek, elbette o vahy-i Kur’anînin haşmet-i saltanatını göstermek içindir.

    Hem bu haşmetli olan beyan-ı Kur’anî ve azametli tahşidat-ı semaviye ise cinnîlerin, şeytanların, semavat ehlini mübarezeye ve müdafaaya sevk edecek bir iktidarları, bir müdafaaları bulunduğunu ifade için değil belki kalb-i Muhammedîden (asm) tâ semavat âlemine, tâ arş-ı a’zama kadar olan uzun yolda, hiçbir yerde cin ve şeytanın müdahaleleri olmamasına işaret için vahy-i Kur’anî, koca semavatta, umum melâikece medar-ı bahis olan bir hakikattir ki bir derece ona temas etmek için şeytanlar tâ semavata kadar çıkmaya mecbur olup, hiçbir şeye muvaffak olamayarak recmedilmesiyle işaret ediyor ki kalb-i Muhammedîye (asm) gelen vahiy ve huzur-u Muhammedîye (asm) gelen Cebrail ve nazar-ı Muhammedîye (asm) görünen hakaik-i gaybiye, sağlam ve müstakimdir, hiçbir cihetle şüphe girmez diye Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan mu’cizane haber veriyor.

    Amma cennetin uzaklığıyla beraber âlem-i bekadan olduğu halde en yakın yerlerde görülmesi ve bazen ondan meyve alınması ise evvelki iki temsil sırrıyla anlaşıldığı gibi bu âlem-i fâni ve âlem-i şehadet ise âlem-i gayba ve dâr-ı bekaya bir perdedir. Cennetin merkez-i kübrası uzakta olmakla beraber, âlem-i misal âyinesi vasıtasıyla her tarafta görünmesi mümkün olduğu gibi hakkalyakîn derecesindeki imanlar vasıtasıyla, cennetin bu âlem-i fânide –temsilde hata olmasın– bir nevi müstemlekeleri ve daireleri bulunabilir ve kalp telefonuyla yüksek ruhlar ile muhabereleri olabilir, hediyeleri gelebilir.

    Amma bir daire-i külliyenin cüz’î bir hâdise-i şahsiye ile meşgul olması, yani kâhinlere gaybî haberleri getirmek için şeytanlar, tâ semavata çıkıp kulak veriyorlar, yarım yamalak yanlış haberler getiriyorlar diye tefsirlerdeki ifadelerin bir hakikati şu olmak gerektir ki:

    Semavat memleketinin payitahtına kadar gidip o cüz’î haberi almak değildir. Belki cevv-i havaya dahi şümulü bulunan semavat memleketinin –teşbihte hata yok– karakol haneleri hükmünde bazı mevkileri var ki o mevkilerde arz memleketi ile münasebettarlık oluyor, cüz’î hâdiseler için o cüz’î makamlardan kulak hırsızlığı yapıyorlar. Hattâ kalb-i insanî dahi o makamlardan birisidir ki melek-i ilham ile şeytan-ı hususi o mevkide mübareze ediyorlar.

    Ve hakaik-i imaniye ve Kur’aniye ve hâdisat-ı Muhammediye (asm) ise ne kadar cüz’î de olsa en büyük, en küllî bir hâdise-i mühimme hükmünde en küllî bir daire olan arş-ı a’zamda ve daire-i semavatta –temsilde hata olmasın– mukadderat-ı kâinatın manevî ceridelerinde neşrolunuyor gibi her köşede medar-ı bahis oluyor diye beyan ile beraber, kalb-i Muhammedîden (asm) tâ daire-i arşa varıncaya kadar ise hiçbir cihetle müdahale imkânı olmadığından, semavatı dinlemekten başka, şeytanların çaresi kalmadığını ifade ile vahy-i Kur’anî ve nübüvvet-i Ahmediye (asm) ne derece yüksek bir derece-i hakkaniyette olduğunu ve hiçbir cihetle hilaf ve yanlış ve hile ona yanaşmak mümkün olmadığını, gayet beliğane belki mu’cizane ilan etmek ve göstermektir.

    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ

    Said Nursî


    1. انظر: البخاري، الاستئذان ١٦، ٣٩، ٤١، الجمعة ٤٠، ٤١، الحرث ٢١، الأطعمة ١٧؛ مسلم، الفضائل ٨٤، الجمعة ٣٠؛ أبو داود، الجمعة ٢١٨.
    2. ذلك لان الرحمة النازلة على الرسول الكريم ﷺ هي متوجهة لحاجة الأمة قاطبة في زمن أبدي، لذا فالصلاة غير المتناهية التي تهدى إليه منسجمة جداً.
      فلو دخل شخص بيتاً خالياً مظلماً موحشاً كالدنيا المظلمة الموحشة بالغفلة كم سيأخذه الرعب والدهشة والاضطراب؟ ولكن كم يسرّه ويؤنسه ويفرحه وينوره لو رأى أن شخصاً قد تصدر ذلك البيت يعرّفه بجميع ما فيه؟ فما بالك لو كان هذا الشخص هو الحبيب المحبوب والأنيس المأنوس وهو الرسول العظيم ﷺ، متصدر بيت العالم، يعرّف لنا المالكَ الرحيمَ الكريمَ بما فيه -أي بيت العالم- من أشياء.
      قس هكذا لكي تقدر بنفسك قيمة الصلوات عليه ولذتها. (المؤلف).
    3. كالملكين العظيمين المسميين بالثور والحوت، انقلبا بسر التشبيه عند العوام إلى صورة ثور ضخم وحوت كبير. (المؤلف).
    4. انظر: الدارمي، المقدمة ٢٣؛ ابن ماجه، المقدمة ٧.
    5. «أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك»، البيهقي، الزهد ٢/ ١٥٦.. والمشهور على الألسنة: اعدى عدوك..إهـ (كشف الخفاء ١/ ١٤٣).
    6. إنه جدير بالملاحظة أنه بدأ القبض على قسم من طلاب النور واعتقلوا في ٢٥/ نيسان/ ١٩٣٥ وكان عدد الذين اتهموا بقرار المحكمة (١١٧) شخصاً حيث كرر اسم اثنين منهم. فيتوافق بهذا عدد الطلاب (١١٧) طالباً مع عدد أيام الاعتقال البالغ (١١٧) يوماً اعتباراً من اعتقال ذلك القسم من الطلاب إلى يوم قرار المحكمة. فيمزج هذا التوافق لطافة أخرى إلى لطافة التوافقات السابقة. (المؤلف).
    7. انظر: البخاري، الكسوف ٩؛ مسلم، الصلاة ١١٢، الكسوف ١٧؛ أحمد بن حنبل، المسند ١/ ٣٥٨، ٢/ ١٦٨، ٢٢٣.