Translations:Otuz İkinci Söz/602/ar
وحيث لا حاجة إلى شركاء، والكائنات كلُّها مستغنية عن الشركاء استغناءً مطلقا، فلا شك أن وجود شريك للألوهية والربوبية وفي الإيجاد أيضا ممتنع محال؛ لأن القدرة التي يملكها صانعُ السماوات والأرض قدرة لا منتهى لها وهي في غاية الكمال -كما أثبتنا- ولو وجِد شريك يلزم أن تكون قدرة أخرى متناهية تغلب تلك القدرة غير المتناهية، والتي هي في غاية الكمال، وتستولي على موضعٍ منها فتمنع لاتناهيها وتجعلها في وضع عَجز معنوي، وتحدّها وهي غير محدودة بالذات. بمعنى أن شيئا متناهيا يُنهي ما لا يتناهى وهو في كمال لاتناهيه ويجعله متناهيا!! وهذا هو أبعدُ المحالات وأبعدُ الممتنعات عن العقل والمنطق.