Translations:Otuz İkinci Söz/624/ar
ثم إن ذلك التجلي الواحد للإرادة الإلهية والأمر الرباني، لا ينتشر إلى كل مكان، كانتشار الضياء والحرارة والهواء، لأنه لا يترك أثرا في تلك المسافات البعيدة للأماكن التي يذهب إليها، وفي المصنوعات المختلفة، بل لا يُرى له أثر قط. إذ لو كان ذلك بالانتشار لبَانَ الأثر. وإنما يكون جنب كل جزء من الأجزاء دون تجزئة ولا انتشار. ولا تنافي تلك الأفعال الكلية أحديته وذاتيته.
لذا يصح أن يقال: إن ذلك التجليَ للإرادة وذلك القانونَ الأمري، وتلك العقدةَ الحياتية موجودة جنب كل جزء من الأجزاء، ولا ينحصر في أي مكان أصلا. حتى كأن في هذه الشجرة المهيبة عيونا وآذانا لذلك القانون الأمري، بعدد الأثمار والبذور، بل إن كلَّ جزء من أجزاء الشجرة في حكم مركزٍ لحواس ذلك القانون الأمري، بحيث لا تكون المسافات البعيدة مانعا بل وسيلةَ تسهيلٍ وتقريب -كأسلاك الهاتف- فالأبعدُ كالأقرب سواء بسواء.