Translations:Otuzuncu Lem'a/188/ar
نعم، إن الذي يدعو إلى الشكر والحمد والامتنان، والذي يثير الشعور إلى المحبة والثناء -بعد نعمة الحياة- إنما هو الرزق والشفاء والغيث، وأمثالُها من دواعي الشكر والحمد.
وهذه الوسائل أيضاً محصورةٌ كلياً بيد الرزاق الشافي سبحانه، فليست الأسباب إلّا أستار وحُجب ووسائط فحسب؛ إذ إن علامة الحصر والتخصيص -حسب قواعد اللغة العربية- «هو الرزاق»، «هو الذي»، واضحة في الآيات الكريمة الآتية:
﴿ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَت۪ينُ ﴾ (الذاريات: ٥٨)
﴿ وَاِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْف۪ينِ ﴾ (الشعراء: ٨٠)
﴿ وَهُوَ الَّذ۪ي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا ﴾ (الشورى: ٢٨)
فهذه الآيات الكريمة وأمثالها تبين: أنَّ الرزق والشفاء والغيث خاصةٌ به سبحانه وتعالى، وتنحصر كلياً بيد قدرة الحي القيوم. فالذي وهب خواصَّ الأدوية والعلاج هو ذلك الشافي الحقيقي سبحانه الذي خلقها وليس غيره.