Translations:On Dokuzuncu Mektup/71/ar
فكان من مقتضى هذه الحكمة الربانية والرحمة الإلهية ألّا يُطلع سبحانه نبيَّه ﷺ اطلاعاً كلياً ومفصلاً على ما سيلقاه آلُه وصحبه وأُمته من بعده من حوادثَ مؤلمة ومصائبَ مفجعة، بل أَخبره سبحانه عن بعضٍ من الحوادث المهمة -بناء على حِكَم معينة- إخباراً غير مفجع، رفقاً بما يحمله من رحمةٍ عظيمة ورأفة شديدة نحو أمته وتجاه آله وأصحابه. كما أنه سبحانه قد بشّره بحوادث مفرحة أيضاً بشارةً مجملة لبعضها ومفصلةً للأخرى ([1])
- ↑ إن الدليل على أن الله سبحانه لم يُطلع رسوله ﷺ اطلاعاً كاملا على أن الصّديقة عائشة رضي الله عنها ستكون في وقعة الجمل هو: أنه ﷺ قال لزوجاته الطاهرات: «أيكنّ تنبح عليها كلابُ الحوأب» أي من منكن ستشترك في تلك الواقعة، وذلك لئلا يجرح سبحانه ما يكنّه الرسول ﷺ من حب شديد ورأفة كاملة تجاه عائشة رضي الله عنها. إلّا أنه سبحانه أطلعه بعد ذلك اطلاعاً مجملا بالأمر حيث قال ﷺ لعلي رضي الله عنه بحقها:
«فارفق وبلّغها مأمنها» ∗ (المؤلف).
∗ انظر: أحمد بن حنبل، المسند ٥٢/٦، ٩٧/٦، ٣٩٣/٦؛ الهيثمي، مجمع الزوائد ٢٣٤/٧؛ البيهقي، دلائل النبوة ٤١١/٦.