Translations:Yirmi Altıncı Lem'a/244/ar
عندما كنت نـزيل غرفة في «أميرداغ» ([1]) تحت الإقامة الجبرية وحيداً فريداً، كانت عيون الترصد تتعقبني وتضايقني دائماً فأتعذب منها أشدّ العذاب، حتى مللت الحياةَ نفسها وتأسفت لخروجي من السجن، بل رغبتُ من كل قلبي في أن أعود إلى سجن «دنيزلي» أو دخولَ القبر، حيث السجن أو القبر أفضل من هذا اللون من الحياة. فأتتني العنايةُ الإلهية مغيثةً، إذ وهبتْ آلة الرونيو التي ظهرت حديثاً لطلاب «مدرسة الزهراء» ([2]) وهم يحملون أقلاماً ماسية كآلة الرونيو. فباتت «رسائل النور» تظهر بخمسمائة نسخة بقلم واحد. فتلك الفتوحات التي هيأَتها العنايةُ الإلهية لرسائل النور جعلتني أُحب تلك الحياة الضجرة القلقة المضطربة، بل جعلتني أُردّد ألف شكر وشكر للبارئ سبحانه وتعالى.
- ↑ قضاء يقع في أواسط الأناضول، نفي إليه الأستاذ النورسي سنة ١٩٤٤ وظل فيه حتى سنة ١٩٥١.
- ↑ سعى الأستاذ النورسي طوال حياته لإقامة هذه المدرسة التي تدمج فيها الدراسة الدينية والعلمية معاً، حتى وضع حجرها الأساس سنة ١٩١١ قرب بحيرة «وان». إلّا أن ظروف الحرب العالمية الأولى حالت دون إتمام المشروع، ولكن العناية الربانية عوضت عن تلك المدرسة بمدرسة معنوية امتدت أغصانها الوارفة في طول البلاد وعرضها، تلك هي المدارس المعنوية النورية، ومن هنا كان الأستاذ النورسي يعد طلاب النور طلاب مدرسة الزهراء.