50.132
düzenleme
("فالإنسانُ الذي يعتمد على أنانيته وغروره ويقع في شِراكِ ظلماتِ الغفلةِ ويُبْتلى بأغلال الضلالة القاتلة، فإنه يشبه حالتي الأولى في تلك الواقعة الخيالية، حيث يرى الزمنَ الماضي بنور ذلك المصباح الناقص الذي هو معرفة ناقصة منحرفة للضلالة كمقبرةٍ عظيمة في..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("أما إذا أغاثت الإنسانَ الهدايةُ الإلهيةُ، ووجد الإيمانُ إلى قلبه سبيلا، وانكسرتْ فرعونيةُ النفسِ وتحطّمتْ، وأصغى إلى كتاب الله، فيكونُ أشبهَ بحالتي الثانيةِ في تلك الواقعةِ الخيالية، فتصطبغُ الكائناتُ بالنهار وتمتلئ بالنور الإلهي، وينطق العالمُ ب..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
46. satır: | 46. satır: | ||
فالإنسانُ الذي يعتمد على أنانيته وغروره ويقع في شِراكِ ظلماتِ الغفلةِ ويُبْتلى بأغلال الضلالة القاتلة، فإنه يشبه حالتي الأولى في تلك الواقعة الخيالية، حيث يرى الزمنَ الماضي بنور ذلك المصباح الناقص الذي هو معرفة ناقصة منحرفة للضلالة كمقبرةٍ عظيمة في ظلمات العدم، ويصوِّرُ الزمن من المستقبلِ موحشا تَعبثُ فيه الدواهي والخطوب محيلا إياه إلى الصدفةِ العمياء. كما يصوِّرُ جميعَ الحوادث والموجودات -التي كلّ منها موظفة مسخرة من لدن ربّ رحيم حكيم- كأنها وحوش كاسرة وفواتك ضارية. فيَحقّ عليه حُكمُ الآية الكريمة: ﴿ وَالَّذ۪ينَ كَفَرُٓوا اَوْلِيَٓاؤُ۬هُمُ الطَّاغُوتُۙ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ اِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾ (البقرة:٢٥٧). | فالإنسانُ الذي يعتمد على أنانيته وغروره ويقع في شِراكِ ظلماتِ الغفلةِ ويُبْتلى بأغلال الضلالة القاتلة، فإنه يشبه حالتي الأولى في تلك الواقعة الخيالية، حيث يرى الزمنَ الماضي بنور ذلك المصباح الناقص الذي هو معرفة ناقصة منحرفة للضلالة كمقبرةٍ عظيمة في ظلمات العدم، ويصوِّرُ الزمن من المستقبلِ موحشا تَعبثُ فيه الدواهي والخطوب محيلا إياه إلى الصدفةِ العمياء. كما يصوِّرُ جميعَ الحوادث والموجودات -التي كلّ منها موظفة مسخرة من لدن ربّ رحيم حكيم- كأنها وحوش كاسرة وفواتك ضارية. فيَحقّ عليه حُكمُ الآية الكريمة: ﴿ وَالَّذ۪ينَ كَفَرُٓوا اَوْلِيَٓاؤُ۬هُمُ الطَّاغُوتُۙ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ اِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾ (البقرة:٢٥٧). | ||
أما إذا أغاثت الإنسانَ الهدايةُ الإلهيةُ، ووجد الإيمانُ إلى قلبه سبيلا، وانكسرتْ فرعونيةُ النفسِ وتحطّمتْ، وأصغى إلى كتاب الله، فيكونُ أشبهَ بحالتي الثانيةِ في تلك الواقعةِ الخيالية، فتصطبغُ الكائناتُ بالنهار وتمتلئ بالنور الإلهي، وينطق العالمُ برمَّته: | |||
﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ ﴾ (النور:٣٥) | |||
فليس الزمنُ الغابرُ إذ ذاك مقبرةً عظمى كما يُتوَهم، بل كل عصرٍ من عصوره كما تشهدُه بصيرةُ القلب، زاخر بوظائفَ عبوديةٍ تحت قيادة نبيٍّ مُرسَلٍ، أو طائفةٍ من الأولياء الصالحين، يديرُ تلك الوظيفة السامية وينشرها ويُرسِّخُ أركانَها في الرعية على أتمِّ وجهٍ وأكمل صورة. ومن بعد انتهاء هذه الجماعات الغفيرة من ذوي الأرواح الصافية من أداء وظائفها الحياتية وواجباتها الفطرية تحلّق مُرتَقيةً إلى المقامات العالية مُردّدةً: «الله أكبرُ» مخترقةً حجابَ المستقبل. وعندما يلتفتُ إلى يساره يتراءى له من بعيد -بمنظار نور الإيمان- أنّ هناك وراءَ انقلاباتٍ برزخيةٍ وأخروية -وهي بضخامة الجبال الشواهق- قصور سعادة الجنان، قد مُدَّت فيها مضايفُ الرحمن مَدا لا أولَ لها ولا آخر. فيتيقن بأن كلَّ حادثةٍ من حوادث الكون -كالأعاصير والزلازل والطاعون وأمثالها- إنما هي مُسخّرات موظفات مأمورات، فيرى أن عواصفَ الربيع والمطر وأمثالَها من الحوادث التي تبدو حزينةً سمجةً، ما هي في الحقيقة والمعنى إلّا مدارُ الحِكَمِ اللطيفة، حتى إنه يرى الموتَ مقدمةً لحياةٍ أبديةٍ، ويرى القبرَ بابَ سعادةٍ خالدة.. | |||
وقسْ على هذا المنوال سائَر الجهاتِ بتطبيق الحقيقةِ على المثال. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme